مشرفة منتدى القضية الفلسطينيـة وزهرة المنتدى السياحي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة وقنبلة بحوث | اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مماتي2013
فصاحة لسان العرب الشعر هو ما أخذ مساحة كبيرة فى الأدب العربى ,
فالشعر هو أقدم فرع فى فنون الأدب العربى ,
ولكن لا يمكن أن نتجاهل القصة العربية والشعر المسرحى والخطابة والرسائل .
بل لا يمكن أن نتجاهل الزجل وهو نظم لكلمات بلهجة شعبية لكل بلد ,
ولكن اليوم سنرى فرع هام من فروع الأدب العربى ,
وهو النثر .
والنثر هو أشهر الفنون بعد الشعر , وذلك يرجع لسهولته بعض الشىء وهو بعيد عن الشروط المشددة للقصائد ,
وهو هام لكل الأمة ,
لأنه يحتوى على أنواع كثيرة تهم سواد الناس ,
مثل الخطابة , والرسائل , والمقالات , والمواعظ , وهكذا .
ويتميز النثر بانه بالسجع ( انتهاء بعض الجمل القصيرة بوزن وربما بحرف ثابت )
وسنرى فصاحة لسان العرب فى هذا النوع من أنواع الأدب
والذى تميز به أدباء عظام أمثال امثال الجاحظ والمقفع فى العصور الوسطى وفى العصر الحديث كان ممكن تميزوا بهذا الأدب طه حسين عميد الأدب العربى والعقاد ,
ولكننا سنبتعد قليلا عمن تخصصو فى هذا المجال , ونقرأ لهذا النوع من غيرهم ,
فسنرى أحلى الكلمات التى قالتها أم معبد فى وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
وسنرى أيضا ً فصاحة لسان ضرار الصدانى وهو يصف على بن أبى طالب كرم الله وجهه ,
وسنرى خطة الحجاج بن يوسف الثقفى لآهل العراق .
وسنبدأ بوصف أم معبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
تقول أم معبد وهى تصف رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت رجلا ً ظاهر الوضاءة , متبلج الوجه , حسن الخلق , لم تعبه ثلجة , ولم تزر به صلعه , وسيم قسيم , فى عينيه دعج ,
وفى أشفاره وطف , وفى صوته صحل ,
أحور , أكحل , أزج , أقرن , شديد سواد الشعر , فى عنقه سطح , وفى لحيته كثافة , إذا صمت فعليه الوقار , وإذا تكلم سما وعلاه البهاء , وكأن منطه خزرات نظم يتحدرن , حلو المنطق , فصل , لانزر ولا هزر , أجهر الناس وأجمله من بعيد , وأحلاه وأحسنه من قريب , ربعه لا نشؤه من طول , ولا تقحمه عين من قصر , غصن بين غصنين , فهو أنضر الثلاثة منظرا ً , وأحسنهم قدرا ً , له رفقاء يحفون به , إذا قال استمعوا له , وإذا أمر تبادروا إلى أمره ,
محفود , محشود , لا عابث ولا منفد .
وننتقل إلى ضرار الصدانى وهو يصف على بن ابى طالب كرم الله وجهه لمعاوية بن ابى سفيان رضى الله عنه , عندما قال له معاويه : صف لى عليا
يقول ضرار : فكان ( يقصد عليا) والله
شديد القوى , يقول فصلا ً , ويحكم عدلاً , يتفجر العلم من جوانبه , وتنطق الحكمة من نواحيه , يستوحش من الدنيا وزهرتها , ويستأنس بالليل ووحشته , وكان غزير العبرة , طويل الفكرة , يعجبه من اللباس ما قصر , ومن الطعام ما خشن , وكان فينا كأحدنا , يجيبنا إذا سألناه , وينبأنا إذا استنبأناه , ونحن والله مع تقريبه إيانا وقريبه منا , لا نكاد نكلمه هيبة له , يعظم أهل الدين , ويقرب المساكين , لا يطمع القوى فى باطله , ولا ييأس الضعيف من عدله , وأشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله , وغارت نجومه , قابضا ً على لحيته , يململ تململ السليم , ويبكى بكاء الحزين , ويقول : يادنيا غرى غيرى , إلىَ تعرضتِ ؟أم إلى َ تشوقت ِ ؟ هيهات هيهات ! قد باينتك ثلاثا ً لا رجعة فيها , فعمرك قصير , وخطؤك حقير , آه من قلة الزاد وبعد , وبعد السفر , ووحشة الطريق .
ولنرى خطبة الحجاج بن يوسف الثقفى لأهل العراق .
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا , متى أضع العمامة تعرفونى ,
وأما والله فإنى لأحمل الشر بثقله , وأحذوه بنعله , وأجزيه بمثله ,
والله ياأهل العراق إنى لأرى رؤسا ً قد أينعت , وحان قطافها , وإنى لصاحبها , والله لكأنى أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى ,
إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه , فعجم عيدانها , عُوداً عُوداً , فوجدنى أمرها عُوداً , و
أشدها مكسبا ً , فوجهنى إليكم , ورماكم بى , يااهل العراق , ياأهل النفاق , والشقاق , ومساوىء الأخلاق , إنكم طالما أوضعتم فى الفتنة , واضطجعتم فى مناخ الضلال , وسننتم سنن العىء , وأيم الله لألحونكم لحو العُود , ولآقرعنكم قرع المروة , ولآعصبنكم عصبة السمنة ولأضربنكم ضرب غرائب الأبل , وإنى لا أحلف إلا فريت , ولا أعد إلا وفيت , وإياى وهذه الزرافات , وقال وما يقول , وكان وما يكون , وما أنتم وذلك ؟
ياأهل العراق ! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنه , ومطمئنة , يأتيها رزقها رغدا ً ومن كل مكان , فكفرتم بأنعم الله , فأتاها وعيد القرى من ربها ,
فاستوسقوا , واعتدلوا , ولا تميلوا , واسمعوا , وأطيعيوا , وشايعوا , وبايعوا ,
واعلموا أنه ليس منى الإكثار والإبذار والإهذار , ولا مع ذلك النفار والفرار , إنما هو انتضاء هذا السيف , ثم لا يغمد فى الشتاء والصيف , حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم , وقيم له أودكم , وصغركم , ثم إنى وجدت الصدق نت البر , ووجدت البر فى الجنة , ووجدت الكذب فى الفجور , ووجدت الفجور فى النار , وإن أمير المؤمنين أمرنى بإعطائكم أعطياتكم , وإشخاصكم لمجاهدة عدوكم وعدو أمير المؤمنين , وقد أمرت لكم بذلك وأجلتكم ثلاثة أيام , وأعطيت الله عهداً يؤاخذنى به , ويستوفيه منى , لئن تخلف منكم بعد قبض عطائه أحد لأضربن عنقه , ولينهبن ماله .
هكذا تنوع النثر العربى فى مواضيع شتى , وكان أهمها الخطابة ,
وذلك لأهمية الخطابة فى الأمة , بالملوك والرؤساء والأمراء لن يستطيعوا توجيه أمرهم إلى سواد الناس إلا من خلال الخطاب السياسى ,
وكذلك أئمة المساجد لا يستطيعون توجيه المسلمين إلا من خلال الخطاب الدينى من هنا كان للنثر أهمية لا تقل عن أهمية الشعر ,
بل كل أنواع الفنون فى الأدب لها أهميتها . | اهلا بك مداخلة مميزة
شكرا لك |