آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بنت الشامية....منقول.....((.لنبض القصيم)) اكثر من رائعة (الكاتـب : taman - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          338 - سأبكي غداً - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          466 - أميرة الجليد - ساندرا مارتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          258 - بلا عودة - هيلين بروكس ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-12, 02:06 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 لمار في مكان ما / بـ قلم مناير العز / أم عبد الملك..مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
لمار في مكان ما
للكاتبة / مناير العز / أم عبد الملك..



كلمة الكاتبة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلآم عليكم و رحمه آلله و بركآتهَ .,

كتبت هذه القصة

وأريد رأيكم فيها

هل أنفع أن اكون كاتبة قصص ؟؟

ربما ؟؟




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 22-10-13 الساعة 10:44 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-12, 02:27 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الجزء الاول
في مكان ما..

وفي أحد الحدائق المجانبة لشارع يضج بالحركة في ضوء النهار..

تقف طفلة ذات اثنا عشر عاما

طفلة جميلة بملامح شرقية

عينان سوداوان واسعتان

وأنف عربي شامخ

وفم وردي منقبض

ينسدل على كتفيها شعر كستنائي كثيف يصل إلى منتصف ظهرها

يحيط شعرها بوجهها الدائري الطفولي فكأنها هالة نور تشع بالبراءة والطهر

تقف وهي تلبس فستانا رقيقا إلى منتصف ساقيها

وأكمامها بالكاد تغطي ساعديها

وتنتعل في قديها الرقيقتين صندل ذي حبلين متضاربين

تقف وعيناها مشدودتان للمنظر من حولها

؟ ما هذا؟

هل أنا في حلم

من الذي أتى بي إلى هنا؟؟

00000000000000000000000000

تنفض ثيابها .. فقد كانت نائمة على أحد كراسي الحديقة المطلة على الميدان المزدحم بالناس

تخطو خطوات نحو الشارع فالحديقة عامة ولا يفصلها عن الشارع سوى بعض شجيرات بعضها مرتفع والآخر قصير

تصل إلى الرصيف بينما لسعة من برودها تلمس كتفيها ، فتضم يديها إلى صدرها وتنظر إلى الشارع أمامها

غريب ... كل شيء هنا غريب!!

السيارات لا تحمل لوحات لبلدي والمباني أيضا تختلف.. حتى الناس هناك مختلفون ... أين الملابس العربية؟

الرجال بملابس غربية والنساء كاشفات .. وأيضا هن غربيات ولسن عربيات !

كيف تغير المكان ؟

ما الذي أتى بي إلى هنا ؟

تدفعها التساؤلات لتندفع هي للبحث عن اللغز المحير !

تمشي على الرصيف لا تعرف لها وجهة أو مكان تأوي إليه

تندفع هذهـ الطفلة الصغيرة لتصل إلى شارع ذي محال تجارية ويتزاحم الناس أمامها

لعله سوق .. تدخل بين الناس تبحث عن شيء لا تدري ما هو ؟

لعله دليل أو شخص يخبرها كيف جاءت هنا

طفلة تائهة في شوارع مدينة لا تعلم أين موقعها من العالم

وجوه الناس وبشرتهم البيضاء والشعر الملون ما بين أشقر وبني وأحمر وأسود تشي بأنها مدينة في أوروبا أو أمريكا

ينظر إليها رجل ربما في الخمسين من عمره ويتكلم بلغة غير مفهومة .. ثم يسألها مشيرا إلى ملابسها ولكنها لم تفهم شيئا

فهي لا تعرف غير العربية

وأنى لها أن تعرف لغة ذلك الرجل أو مدينته ؟؟

انصرف الرجل بينما تصغي بأذنيها للغة يتكلمها هؤلاء البشر لا تفقه منها حرفا واحدا

حتى هذهـ الكلمات المكتوبة على واجهات المحلات التجارية لغة غريبة .. قد تكون انجليزية وقد تكون لغة تشبهها

حتى اللغة الانجليزية لا تعرف منها سوى بضع كلمات مثل يس ونو ونيم هواريو التي تعلمتها في المدرسة

اللوحات في الشارع والإعلانات لا يوجد فيها حرف واحد مفهوم

0000000000000000000000000000

أتى المساء وهذهـ الطفلة تهيم وتهيم على وجهها

وتسير على غير هدى والهواء البارد يلفح جبينها ليطير بعض الخصلات من شعرها

وتمسك عضديها بيديها من البرد

تمشي وهي تنتفض

ولا مئونة معها ولا شيء يدفئها

بدأ الظلام الحالك يكسو المدينة التي سكنت لتنام

بينما هذهـ الطفلة الصغيرة لا تستطيع النوم

وخلت الشوارع إلا من بعض السيارات الصغيرة

تعبت من المشي المتواصل ومن الهواء البارد

ومن الجوع القارص

ولا تدري ماذا تفعل

صارت تبحث عن أي شيء يؤكل أو شيء يغطيها عن البرد

ولا شيء سوى الأرصفة والمباني والمحال التجارية

شاهدت هناك بين بعض البيوت الساكنة قطعة خضراء وفيها أشجار وبجانبها مبنى أثري قديم

وصلت إلى جدار المبنى الحجري والتصقت في منعطف منه وأرخت رأسها الصغير والذي لم يعد يقو على التفكير بسبب التعب والجوع والبرد

نامت نوما أشبه بالإغماء منه بالنوم

000000000000000000000000000000 0

في الصبح تدغدغها الشمس بدفئها وبنورها

تصحو لتجد عاملا يكنس المكان بالقرب منها ، وعندما شاهدها مفتحة العينين أتى يجر مكنسته ويلقي عليها بعض الأسئلة

وهي لا تفقه حرفا مما يقول

يشير إليها ثم يلوي يده مستفهما ويردد بعض الكلمات وهي لا تعرف كيف ترد عليه

اقترب منها وأخذ يتكلم ويستجديها أن ترد عليه

قالت : ما أدري وش تقول .. أنا ما أفهمك .. وما أدري وش اللي جابني هنا

نظر إليها مندهشا وكأنه اكتشف شيئا .. نعم اكتشف أن هذهـ الطفلة لا تتكلم بلغته .. إذن كيف يتفاهم معها

لم يكن جنس هذا العامل ممن يميلون للمساعدة ولكن حبه للأطفال وجمال هذهـ الطفلة بالذات جعلاه يعرض عليها مساعدته

ولكن ... كيف يتفاهم معها ؟؟

نظر إليها وقد ازرقت أطرافها من برد البارحة رغم أنهم في أشهر الصيف !

ونظر إلى ثيابها الخفيفة

وشفتيها المتيبستين

فعرف أنها عانت الأمرين الجوع والبرد

الطفلة تكلم بلغة غريبة .. أول مرة يسمعها ولا يكاد يفهم منها شيئا

أشارت إلى بطنها وإلى جسمها

ففهم ما أرادت

كانت تقول: على الأقل جب لي شيء آكله وشيء يدفيني ... تعذبت البارح ما أدري وين أروح

لم يرد عليها وإنما وقف .. لا يدري ماذا يقرر

ثم تذكر زوجته التي عاش معها ثلاثين سنة ورزقا بولد وبنت ماتت صغيرة في حادث غرق

وهذا الولد لقد كبر واستقل بنفسه فلم يعد يراه إلا مرة أو مرتين في السنة

ثم نظر إلى الطفلة المتقوقعة على نفسها في هذهـ الزاوية .. وتخيلها طفلته التي فقدها قبل عشرين عاما عندما كان عمرها سنتين فقط

لو أنها موجودة لكان عمرها الآن اثنين وعشرين عاما

مد يدهـ للطفلة المسكينة فقامت معه لا تمانع شيئا

ومشى معها إلى خارج الحديقة الصغيرة

وسار في الشارع لينعطف يمينا ثم شمالا حيث يقع بيته المتواضع

يفتح الباب الذي يسبق الفناء الصغير المزروع ببعض النباتات والزهور ثم يصل إلى باب المنزل ويفتحه مناديا: ميري
ميري

تخرج امرأة تخطو نحو الخمسين من عمرها ولكنها بصحة جيدة وقوام رشيق ثم تتقدم نحو العامل الكهل الذي يقف في منتصف المكان ممسكا بيد الطفلة

ويبدآن بالكلام الذي ارتفعت حدته قليلا والطفلة العربية تقف بينهما لا تفهم شيئا

بينما يشير الرجل الكهل إليها ويكمل كلامه .. ثم يشير إلى ساعته ويخرج مغلقا الباب خلفه

______________________________________________





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-09-13 الساعة 04:56 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-12, 07:48 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الجزء الثاني
تتقدم ميري من الطفلة

لتأخذ بيدها وتدلها على الحمام وتحضر لها منشفة

جلست ميري على الكرسي في الصالة المتسعة والتي يتربع على يمينها كنب ومكتبة فيها تلفاز تتوسطها نافذة كبيرة

وفي الجانب الآخر طاولة الطعام وبالقرب من الباب كرسيان بينهما طاولة مستديرة عليها شمعدان

في المقابل من باب المنزل هناك بهو صغير عليه غرفتان وباب متواري في ركن منه هو الحمام - أعزكم الله - وفي آخر البهو مطبخ صغير له باب خلفي
خرجت الطفلة من الحمام بعد أن استحمت ولبست ملابسها وهي تجفف شعرها

وتقدمت إلى وسط الصالة .. تنظر إلى السيدة لا تدري ماذا ستفعل بها؟؟

أشارت ميري إلى طبق من الخبز وبعض الجبن وكوب من الحليب وهي تتكلم بلغتها غير المفهومة

جلست إلى طبقها لتأكل وتسد جوعها ولما انتهت نظرت إليها ميري مبتسمة وأشارت إلى صدرها وقالت: ميري ... ميري
ثم أشارت إلى الباب حيث خرج زوجها وقالت ستوفيوس .. ستوفيوس

ثم أشارت إليها مستفهمة ...أي ما اسمك؟

فهمت الطفلة العربية فقالت: لمار
أعادت ميري الاسم وكررته كأنها تريد حفظه : لمار ... لمار

وصفقت بحيوية وكأنه تصفق للانتصار في التواصل مع هذهـ الطفلة الأجنبية

ارتاحت لمار عندما فهمت أن اسم السيدة ميري وأن السيدة عرفت اسمها

انتهت من وجبتها ثم أخذتها ميري لتتجول في المنزل وكأنه منزلها وتشير إلى الأشياء لتعلمها اسمها بلغتها

وأخذت لمار تردد خلفها باب طاولة كرسي نافذة

ثم أخذتها إلى غرفة مكدس فيها بعض الأثاث وفي جانب منها وضعت ميري مرتبة ثم غطتها بغطاء أبيض وأشارت إليها أن ارتاحي هنا

وجلبت لها لحافا دافئا

وتركت الباب مواربا

ضمت لمار لحافها الجديد واستلقت على فراشها وأغمضت عينيها

كأن طعام الإفطار أعاد لها ذاكرتها وفكرها وذكاءها

فأخذت تتذكر الأحداث غي الآونة الأخيرة

000000000000000000000000000000 0000000000000000000

كيف جاءت إلى هنا
أين أمها وأبوها وأخوتها؟

نعم تذكرت عندما ودعتهم في مطار المدينة لتسافر مع أخيها أحمد إلى الرياض لتزور بعض أقاربها ريثما يلحق بها والداها وبقية أخوتها في الغد

قبل أيام قليلة تسلمت شهادة النجاح من المرحلة الابتدائية حيث ستنتقل إلى المرحلة المتوسطة بعد ثلاثة أشهر

وفي اليوم التالي أقاموا هي وأخوتها وأبناء الجيران حفلة نجاح جميلة

تقاسموا فيها الحلوى والهدايا وكانت أحلى المفاجئات قدوم أخيها أحمد الذي يكبرها بسبع سنوات من الرياض حيث يدرس هناك

وبعد يومين عاد إلى الرياض ليصحب معه أخته بالطائرة

أبوها ودعها وداعا حارا وحزينا وكأنه لن يراها بعد ذلك

وركبا الطائرة صباحا ولكنها وبسبب السهر ليلا نامت في الطائرة وعليها ......

لا تدري كيف جاءت إلى هذا البلد الغريب؟

هل أخطأت الطائرة في مسيرها؟

هل اختطفت؟

وحتى لو حصل واحد من هذهـ الأمور .. أين أحمد؟؟

من المفترض أن يكون معها الآن ..!

هذا اللغز الكبير .. قدومها إلى هذهـ البلاد الغريبة واختفاء أخيها .. يحيرها فعلا !!

بقيت تفكر وتفكر حتى أتعبها التفكير

فجلست تتذكر أمها وأخوتها الصغار

رغم أن أمها تقسو عليها أحيانا إلا إنها تحبها وتشتاق إليها

ربما تقسو عليها لأنها الكبرى

أو لأنها كثيرة الحركة وتحب اللعب

أين أنت يا أمي الآن ؟ ... تعالي وسوف أطيعك في كل شيء

وسوف لن ألعب كثيرا

سوف أعتني بأخوتي

أبي .. حبيبي ... أين أنت؟؟

وفاضت من عينيها دموعا لتسيل على خديها المتوردين

وأخذت تبكي وتبكي فأبوها يحبها كثيرا ويضمها على صدره دائما ويفرحها بالهدايا والألعاب والملابس

يفضلها على أخوتها ويحقق لها كل ما تتمناه في هذهـ الدنيا

كيف هو الآن ؟ لا بد أنه سيجن عندما يعلم باختفائي في هذهـ البلاد البعيدة

ظلت تبكي إلى أن نامت ورأت في حلمها امرأة بملابس بيضاء على فراشها لم ترها قبل في حياتها
تقول لها أنت قريبة يا ابنتي ، لا تيأسي وابحثي عني

000000000000000000000000000000 000000000000000000000000000

انتبهت من نومها على صوت ميري التي تتكلم وهي تقف بجانبها وتشير إلى خارج الغرفة

ثم خرجت لمار لتجد العامل يجلس بجانب زوجته على طاولة الطعام التي يتوسطها الغداء ففهمت أنها نامت حتى وقت الغداء

فتوجهت إلى الحمام لتغسل وجهها

ثم تذكرت أمرا

لقد تذكرت الوضوء والصلاة

كيف لم تصل من الأمس ؟

وتذكرت أباها وهو يقول أهم شيء يا بنتي في الدنيا هي الصلاة .. ما يتوفق الإنسان في حياته وهو ما يصلي لربه واللي ما يصلي كافر .. إلخ النصائح التي ينصحها بها أبوها

وتذكرت أنها في مأزق وكربة ... ولن يفرج عنها هذهـ الكربة إلا الله ... فتوضأت ثم اتجهت إلى الغرفة لتأخذ الغطاء الأبيض رغم اتساعه وتلفه عليها لتصلي وعندما أرادت التوجه للقبلة حارت في أمرها فهي لا تعرف أين هي أصلا حتى تعرف القبلة ؟؟

وهؤلاء الذين تسكن عندهم بالتأكيد غير مسلمين

دارت حول نفسها مرتين ثم قررت أن تتجه إلى الوجهة التي ارتاحت لها وصلت

وأخذت تصلي الصلوات الفائتة

عندما تباطأت ميري لمار ذهبت إليها في غرفتها لتصدم بالأمر !

ماذا تفعل هذهـ الفتاة؟؟

وأسرعت إلى زوجها الذي جاء مسرعا ووقفا بالباب يتفرجان عليها

ويسألان بعضهما ماذا تفعل؟

قال ستوفيوس لزوجته : لابد أنها صلاة المسلمين

لقد رأيت مرة عندما سافرت إلى تركيا أناس مسلمون يصلون هكذا ونساؤهم يتحجبن هكذا

فردت ميري: إذن هذهـ الفتاة تركية مسلمة

هز كتفيه وقال: ربما

إنه لا يحب الأتراك ولا يحب المسلمين

وفوق هذا يجلب فتاة مسلمة إلى بيته؟؟

ماذا يفعل؟

هل يطردها؟

لا فهذا ليس من الذوق في شيء

ولمعت في رأسه فكرة

سينصّرها

فهي لا تزال طفلة

وستساعده ميري في ذلك فهي متعصبة للكنيسة

______________________________________________




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-09-13 الساعة 05:08 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-13, 05:09 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثالث
هناك في السعودية وفي المدينة تحديدا ... أبو أحمد ينتظر اتصالا من ابنه الذي سافر قبل أيام قليلة بخصوص موضوع بينهما هما الاثنين ويخص طفلته المحبوبة (لـمـار)

ولكن..
لم يتصل إلى الآن وقد حاول الاتصال على جواله مرارا ولم يرد

ما الذي حصل يا ترى؟

هل وصلا بسلام؟

هل أضاع جواله؟

هل حصل لهما مكروه؟

لا يدري كيف يتوصل أبو أحمد إلى إجابة لهذهـ التساؤلات ؟؟

زوجته أم عمر وهي ليست أم أحمد لأنها الزوجة الثانية بعد الزوجة الأولى التي سمعت أنها توفيت أثر مرضها ..

أم عمر ترى زوجها قلقا على ابنيه وتحاول أن تعرف ما الذي يجري بالضبط؟

لقد قال لها أبو أحمد أنهما وصلا بسلام وسيعاودان الاتصال بها ... ولكن...

لماذا لم يتصلا إلى الآن ؟؟

لقد وعدتها لمار بأن تتصل بها وقالت : أنا لن أصبر عنك يوما واحدا يا ماما

ومضت أيام ولم تسمع صوتها

إنها تفتقدها وتفتقد شقاوتها وحركتها

وحتى مشاجراتها مع أخوتها

لقد كانت تكره تدليل أبيها لها

والآن...

أحست بالرحمة لذلك الأب المدلل لابنته

ولتلك البنت التي ابتعدت عن أبوها

يا ترى ما الذي يجري؟؟

لماذا أبو أحمد قلق ولا يريدها أن تسأل عنهما؟

لا بد أن الأمر فيه شيء غير طبيعي!

العائلة كلها أصابها التوتر والاضطراب رغم تكتم الأب على اختفاء ولديه ، الذي اعترف بعد أن طالت المدة لزوجته فصدمت بالأمر

00000000000000000000000000000

أحمد لا أحد يعلم ما الذي أصابه

لمار هي الأخرى لا أحد يعرف عنها شيئا

فقط هي تعلم أنها في دولة غربـية وبعيدة ولا تعلم كيف وصلت إليها ؟؟

الآن..

لـمـار تعيش مع هذهـ الأسرة الغربـية رغم صعوبة العيش والتأقلم معهم وبيئتهم المختلفة عنها

في الأيام التالية نظفت ميري وساعدتها لـمـار الغرفة حتى تستطيع الارتياح والنوم فيها

الغرفة كانت لابنها الذي تركهم من سنين مهاجرا إلى بريطانيا لدراسة الطب، وهو قبل أشهر أخبرهم في رسالته أنه عازم على الزواج قريبا عندما ينهي دراسته، وعودته ستكون حسب ظروف عمله وعمل زوجته الجديدة

يوجد في الغرفة دولاب خشبي قديم وسرير وبعض العفش المكدس، استعانت ميري بزوجها ستوفيوس لتحريك الدولاب ولتركيب السرير من جديد

ومن ثم أكملتا ترتيب وتنظيف الغرفة حتى أصبحت معقولة

لقد كان ذلك يوم الأحد يوم الإجازة الأسبوعية فميري غير متفرغة خلال الأسبوع فهي تعمل في مصنع للنسيج وفي نهاية الأسبوع تقوم ببعض الأعمال المنزلية المكدسة بسبب عدم وجود خادمة ومرتبهما الاثنين متواضع بالنسبة لأسعار المعيشة المرتفعة

وفي المساء قبل غروب الشمس بساعة تخرج مع زوجها للنزهة خارجا إما على شاطئ البحر أو للسينما أو للتسوق أو لتناول طعام العشاء البحري

وفي ذلك المساء عندما انتهت من ترتيب غرفة لـمـار أخذتها للسوق لتشتري لها ملابس وأغراضا أخرى ثم تتواعدان مع ستوفي كما تناديه ميري في أحد المطاعم البحرية الشعبية والتي تقدم السمك المشوي اللذيذ

0000000000000000000000000

ارتاحت لـمـار نوعا ما للمعاملة الحسنة التي قوبلت بها من العامل ستوفي وزوجته، فقد أكرماها ورتبا لها غرفة خاصة واشتريا لها ما يلزمها وأخذاها في نزهة جميلة ذلك المساء

ومرت الأيام سراعا ولـمـار تعيش أجواءً جديدة وغريبة ... لكنها بدأت تتأقلم

ورغم أنها إلى الآن لا تعرف موقعها من العالم ولا كيف تتفاهم مع هؤلاء البشر إلا أنها ارتاحت لمعرفتها بعض الألفاظ التي تعلمها إياها ميري

ففي كل يوم تعيد عليها بعض الكلمات مع زيادة يومية وتكررها وتعلمها الحروف تدريجيا وتطلب منها كتابتها

وهكذا

مضى شهر كامل ولـمـار لا تعرف كيف تصوغ سؤالا من هذهـ اللغة الجديدة عن اسم البلد والمدينة واسم اللغة التي تتكلمها

000000000000000000000000000000

خلال هذا الشهر سافر أبو أحمد في أثر ابنيه أحمد ولمار باحثا عنهما ومبلغا الشرطة عن اختفائهما

ولا أثر أو معلومات عنهما ؟؟

وظل يبحث ويسأل حتى تسلل إلى نفسه اليأس والحزن

ومر شهر آخر ولا معلومة واحدة، وأبو أحمد في حيرة من أمره ... أيسافر للبحث عنهما ,يترك زوجته وأولاده والمدارس على الأبواب

أم يترك الأمر للشرطة والإعلام؟

ولكن ما من مفر من الجلوس مع أبنائه حيث ابتدأت المدرسة وهم في حاجته ولم يجد خيرا من الدعاء في أن يعيد الله له أبناءه المفقودين

000000000000000000000000000000 000000000000

بدأت لـمـار تجتهد في تعلم اللغة الجديدة وصارت تتحدث مع سيدة المنزل ميري بلغة مكسرة مضحكة ولكن سرعان ما تحسنت وسؤال يشغل بالها أين أنا ؟؟ ومن هم؟؟ وما حال أهلي بعدي؟؟ ورغم محاولاتها تركيب هذهـ الأسئلة إلا أن ميري لم تفهم عليها

لقد قالت لميري يوما أنها من المدينة من السعودية ولكن ميري لم تفهم كلامها ربما لطريقة نطق لمار ولسانها العربي المختلف

وظلت لمار تحاول وتحاول

إلى ذلك اليوم عندما دخلتا السوق لشراء بعض الأغراض المنزلية وذلك بعد مضي شهرين ونصف من قدوم لمار

فرأت لمار امرأة محجبة بجانب زوجها ففرحت وتهلل وجهها فهذهـ المرة الأولى التي ترى امرأة مسلمة في هذا البلد المسيحي

انسلت من جانب ميري وتوجهت لتك المرأة لتسألها: أأنت مسلمة؟
التفتت المرأة باستغراب نحو الفتاة وقالت بلهجة أجنبية : آهـ موسليما
فسألتها لمار: تتكلمين عربي؟
فردت المرأة باسمة : أربي أوه نو نو

ظهرت الخيبة على وجه لمار فقد كانت في جعبتها أسئلة تريد طرحها على هذهـ المرأة ، وبينما هي واقفة والحزن يخيم عليها سحبت ميري يدها لتسألها عن هذهـ المرأة وتوبخها على الابتعاد عنها

ثم أشارت إلى المرأة وقالت للمار بلغتها: إنها تركية مثلك

فهمت لمار في تلك اللحظة أن ميري تعتقد أنها تركية وليست عربية

فردت لمار عليها وقالت أنا لست تركية أنا سعودية

فتحت ميري عينيها مندهشة وقالت أأنت عربية
ثم قالت سؤديا أريبيا
أوه يا للاكتشاف المثير حقا !!

وعادت إلى البيت مسرعة فهي تحس برغبة في الثرثرة مع لمار عن حقيقة جنسيتها

وعندما وصلتا للمنزل حكت لها لمار بلغة مكسرة وبصعوبة بالغة عن الأحداث الغريبة التي حصلت لها مؤخرا

وميري كانت تستوقفها عند كل جملة حتى تفهم عليها جيدا

فهمت ميري مجمل القصة ولكن بعض الكلام التي أرادت لمار إيصاله لم تفهمه بسبب التكسير في لهجة لمار

سألتها لمار في نهاية الحديث : أنا أين أنا

سؤديا تركيا أمريكا ... وأخذت تعدد عليها بلهجة مخلوطة بالعربية

فهمت ميري مقصد لمار أخيرا وأخذت تضحك

لقد اكتشفت للتو اكتشافا خطيرا

فهذهـ الطفلة رغم ذكائها لا تعرف موقعها من العالم

ثم أعطتها الإجابة

ولكن لمار لم تستفد منها شيئا فهي لأول مرة تسمع بهذهـ المدينة ربما بسبب النطق وربما بسبب ثقافتها الضحلة .. فهي لا تزال طفلة الثانية عشرة

________________________________________

قرآءة ممعتهـ




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-13, 05:13 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الرابع
رغم تفوق لـمـار في المدرسة في جميع المواد الدراسية بما فيها الجغرافيا إلا أنها لم تسمع ببلد اسمه (الاس) وهي متأكدة من ذلك

لطالما لعبت مع أخوتها لعبة الأطلس .. كان أحدهما يمسك الأطلس فاتحا على إحدى الصفحات ويختار اسم مدينة أو نهر أو أي شيء ثم يعطيها للآخر ليبحث عن موقع تلك المدينة وهكذا

حاولت لمار تذكر الأطلس .. وقالت في نفسها لا بد أنني في بلد غريب ربما في أوروبا أو أمريكا

أين بالضبط لا أدري ؟؟

واستعرضت أسماء الدول الأوربية بريطانيا هولندا فرنسا اسبانيا ... أي من هذهـ الدول يسميها أو ينطقها أهلها ألاس؟؟

لم تتوصل إلى نتيجة وخطر في بالها أن تسأل ميري عن القارة ما هي؟

ولكن ما ترجمة كلمة قارة؟

ذهبت لمار إلى ميري لتسألها في أي قارة هي من العالم ولكن..

ميري لم تفهم مقصد لمار ورغم أن لمار رسمت لها رسما تقريبيا لشكل القارات .. إلا أن ميري حسبتها تسأل عن موقع المدينة من البلد

وباءت محاولات لمار بالفشل ... فميري ملت من أسئلة لمار المتكررة عن نفس الموضوع

وفي ذلك اليوم دخلت لمار على ميري في المطبخ بعد عودتها من العمل وسألتها وهي تردد أوروبا أمريكا آسيا ... علها تفهم أنها تستفسر عن القارات

ولكن ميري منزعجة فهي متعبة من العمل وهي الآن تعد الغداء ولا تريد أن تسمع هذهـ الأسئلة التي ليس لها داعي في نظرها

غسلت يديها ثم نشفتهما وأمسكت بيد لمار وأخذتها إلى الصالة حيث جلستا إلى الطاولة

وقالت لها يا ابنتي .. أنت حقا بمقام ابنتي ونحن نرعاك رعاية تامة .. أتفهّم أنك تريدين العودة لبلادك .. ولكن هذا ليس بمقدورنا .. فالجهات المسئولة ستحاسبنا على إيوائك غير الرسمي وقد يتهموننا باختطافك بينما لم نفعل ذلك

اقبلي بوجودك معنا مؤقتا ولا تكرري هذهـ الأسئلة التي لن تخرجي منها بفائدة

أنا أؤمن بأن الرب سيجعل لك مخرجا من هذا الأمر ولكن لا تتعجلي

يوما ما يا ابنتي ستتعلمين لغتنا حتى الإتقان وستتكلمين بطلاقة وستسألين وتسمعين إجابة لأسئلتك المحيرة

ثقي يا عزيزتي أنك ستعرفين كل ذلك لاحقا .. وما عليك سوى الانتظار قليلا

000000000000000000000000000000 00000000000000000000000

الحق أن ميري كانت تستطيع مساعدة هذهـ الطفلة العربية جذابة الملامح الرقيقة الحسنة الأخلاق

تستطيع أن تساعدها على العودة إلى بلادها إما بالاستعانة بالسفارة أو بالشرطة

ولكن هذا يتنافى مع ما كانت ميري تخطط له

فهي تنظر إلى لمار على أنها هبة السماء

وهي تعوضها عن فقدان ابنتها الصغيرة قبل عشرين سنة

وعن غياب ابنها كارلوس

لقد عزمت على تبني هذهـ الفتاة .. فقد أحبتها كثيرا

وأعجبتها كثيرا

كل شيء في لمار مثل السحر يعمل عمله في من يعرفها

عيناها براقتان جميلتان بريئتان

وجهها سمح ولطيف

أخلاقها هادئة ومؤدبة (هذا الهدوء لم يكن من طبعها ولكن الغربة فرضته عليها)

ذكية ونبيهة

إنها أكثر مما تتمناه ميري

فكيف تفرط بها؟

لن تسمح بهذا الأمر أن يحصل ... ستصور أمر عودتها بغاية الصعوبة .. وتحاول جاهدة أن تغمرها بالحب والحنان والرعاية حتى تحبها هي الأخرى

وستنسى ولو قليلا أمر عودتها لبلادها

ويبقى أمر ديانتها .. لا بد أن تغير من مفاهيمها الإسلامية .. حتى تستطيع إدخالها الديانة النصرانية

000000000000000000000000000000 0000000000000

المشكلة التي تواجه ستوفيوس وزوجته هي أن هذهـ الفتاة بلا هوية وليس معها أوراق ثبوتية رسمية .. مما جعلهما لا يخرجان بها كثيرا
تخرج مرة واحدة في نهاية الأسبوع ... وفي الأماكن الهادئة فقط ، حيث يذهبون للنزهة ..

وفي المساء كل ليلة تعطي ميري دروسا للمار في اللغة والثقافة العامة للبلد

000000000000000000000000000000 00000000

ومرت سنـــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــــــــــة كاملـــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــة

الوضع لم يتغير كثيرا .. فأبو أحمد لا يزال يبحث عن ابنيه المفقودين داخل وخارج السعودية

وأحمد لا حس ولا خبر

ولـمـار هدأت أسئلتها نوعا ما .. وتطورت لغتها بشكل ممتاز ... كما أنها اعتادت هذهـ الحياة

وطبعا فاتتها سنة دراسية كاملة ولكن ... ما بيدها حيلة !

بينما ستوفيوس وميري يحاولان جهدهما أن يوفرا للمار كل ما تحبه وترتاح له ويغدقان عليها المحبة والحنان

فعندما تدخل ميري من العمل تضمها لصدرها وتمسح على شعرها وتدلعها عندما تناديها فتقول: لوري

تشتري لها الهدايا ما بين وقت وآخر

وترعاها عندما تمرض

وكانت تعاملها معاملة الأم تماما

أما ستوفي فهو الآخر يحبها ويحميها ويخاف عليها كثيرا

وفي أيام الشتاء الجميلة يصحبها للتزلج على الثلج ... ولا يبتعد عنها كثيرا حتى لا تسقط فتكسر ساقها أو يدها

كان يحرص أن لا تتعرض لأي شيء يجعلها تذهب للمستشفى حتى لا يفتضح أمرها

أما لمار فعرفت أنها لن تستطيع العودة الآن ... فأضمرت في نفسها أن تنتظر حتى الوقت المناسب

طيف أمها وأبيها وأخوتها لا يفارقها أبدا

تشتاق إليهم وتتذكرهم كلما أغمضت عينيها لتنام

ثم تنزل دمعة حارة على وجهها الطفولي لتصور مدى الأسى في نفسها المعذبة

000000000000000000000000000000 0000000000000000000000

خلال تلك السنة وفي عيد الكريسماس وجد ستوفي وميري هذا العيد مناسبة للتأثير على الطفلة المسلمة

قالا لها بقي على العيد أسبوع واحد وسنحتفل بذلك ... سنشتري لك الملابس الجميلة والهدايا والحلوى وسنذهب لنبارك هذا العيد في الكنيسة

ولـمـار لا تعرف لفظ الكنيسة ماذا يعني بالطبع وكذلك الكريسماس ؟؟

ولا تعرف شيئا من طقوس النصارى إلا القليل مما تراه في التلفاز

وهي بظنها أنه احتفال وطني

وقبل العيد بيوم واحد حملت لها ميري صليبا ذهبيا معلقا بسلسلة لتلبسه في عنقها

طرقت عليها الباب لتعطي لمار فستانها الجديد وحذاءها وعقدها الذهبي وقدمته لها

فرحت لمار بها ثم شكرتها على هذهـ الهدايا

خرجت ميري وأغلقت الباب خلفها

نظرت لـمـار إلى الفستان بفرح غامر .. فهي لم يسبق لها أن رأت مثل هذا الفستان الجميل فستان أبيض حريري

ومعه قبعة وردية بشرائط ذهبية وحذاء أبيض راقي

لبستها وأحست نفسها في تلك اللحظة أميرة في أحد الأفلام الكرتونية ، أو سندريلا في حفلة الأمير

ثم انتعلت ذلك الحذاء الأبيض الناعم

وقفت أما المرآة وهي ترفع شعرها تارة وتسدله على كتفها تارة وتدور حول نفسها ثم تنظر إلى المرآة بإعجاب فقد تغير جسمها في الآونة الأخيرة حيث تطور جسمها وكأنه استعداد لدخول مرحلة المراهقة أو الشباب

فقامتها أطول من الصيف الماضي

التفتت حيث العلبة الحمراء الداكنة وفتحتها لتفاجأ بالذهب فيها حملته ثم دققت في الشكل المصاغ أمامها

إنه صليب ... وتذكرت في العام الماضي عندما نبهتم جارتهم أسماء إلى وجود بعض الملابس التي تحمل رسم صليب

ثم طلبت منها أمها بالتعاون مع أختها الصغيرة لمياء أن يبحثن في ملابسهن عن هذا الرسم ويطمسنه

قامت لمار ولمياء بنبش دولابهن والتفتيش عن علامة صليب ولكن لم يجدن شيئا إلا بعض التقاطعات العشوائية والتي ظننها صليبا

وعندما فتشن في دولاب أخوانها الصغار وجدا رسما لصليب على قميص لمحمد أخيها

فصرخن في فرحة ونشوة وكأنهن أمسكن بالشيطان وكل واحدة منهن تقول لأمها أنا لقيته أول

فقالت أمهن: ما شاء الله عليكم يا بناتي بعطيكم مكافأة ... انتهبوا لعلامة الصليب والرسومات الشيطانية ورمز اليهود لا تشرون شيء فيها هذي الرسومات

فرسخت من تلك اللحظة في ذهن لمار أن الصليب منافي للعقيدة الإسلامية فهو يرمز للديانة النصرانية

اهتزت لمار في مكانها وهي تمسك بالصليب الذهبي في يدها .. واقشعر جسمها لذلك

ماذا تفعل به؟

مستحيل تلبسه ولكن ماذا تقول لميري عندما تقول لها لن ألبس الصليب؟

رمت نفسها على السرير فقد أصيبت ببعض الخيبة والإحباط رغم الفرحة التي عمت أجواءها قبل قليل

يا ترى ما العمل؟

غدا الحفلة وعليها أن تسايرهم وتلبس صليبهم ... هل يعقل أن ألبس الصليب وأنا أحاربه قبل ذلك

في الغد ستتضح الأمور

___________________________________________






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-13, 05:17 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الخامس
في ليلة عيد الميلاد يحتفل الجميع بهذهـ المناسبة والتي تأتي في منتصف الشتاء القارس

والجميع تشع الفرحة في وجهه ويعمل بنشاط ماعدا فتاة واحدة في تلك الديار البعيدة

من صباح ذلك اليوم لـمار تعمل وتمشي بلا فكر

فقد أحست بتضييق الخناق عليها

ماذا يريدون منها ؟ هل يريدونها نصرانية مثلهم؟

ومع حلول المساء لبست لـمـار ملابس العيد والحذاء والقبعة

ولبست الفرو ليقيها البرد

وجلست على سريرها والهواجس تنتابها كل حين

دخلت ميري لتجد لـمـار تجلس بحزن على السرير فسألتها عن سبب حزنها ... وفي نفس الوقت لاحظت أن لـمـار لم تلبس الصليب

فردت عليها لـمـار: أنا مسلمة وما أقدر ألبس الصليب لأنه حق النصارى

قالتها بصدق وبراءة

ظهر الضيق على وجه ميري وسرعان ما ردت عليها
- ابنتي العزيزة من قال أن هذا يخص النصارى إنه مجرد رسم جميل وتذكاري
ونحن كلنا مسلمون وكلنا نصلي ولكن أنت أفضل مننا ... لأنك تحافظين على صلاتك .. بينما أنا وستوفي لا نتذكر الصلاة إلا عند النوم ... نعم عندما أريد النوم أسترجع ما فعلته في نهاري فأتذكر أني نسيت الصلاة

فرحت لـمـار وقالت: مسلمين مثلي؟؟

قالت نعم.. ولكن ... تعرفين نحن نعيش في بلاد بعيدة عنكم في السعودية وعندنا تقاليد خاصة بنا وصلاتنا تختلف قليلا بسبب اختلاف اللغة الجو والثقافة

فردت لـمار في دهشة : ولكن المسلمات يتحجبن وأنت لا؟؟

قالت نعم .. كم أود ذلك ولكن ظروف حياتنا تختلف ... الإسلام في القلب يا عزيزتي .. يكفي أن نؤمن بوجود الرب وأن نعامل الناس بإخلاص ونساعدهم عندما يحتاجون المساعدة

وكانت ميري تريد من خلال حديثها خلط الأمور في عقل الصغيرة لـمـار ...

فصارت لـمـار في بلبلة فكرية وشكوك تشوش عليها يقينها وإيمانها وإسلامها

إلا أنها رغم محاولات ميري مازالت تنظر للصليب بريبة وترفض لبسه

وعندما أخذت ميري الصليب لتعلقه عليها .. قبلتها على جبينها أولا ثم ألبستها الصليب ولكن..

مدت لمار يدها بخوف وشدته بعيدا وكأنه حبل المشنقة

وصوت أمها يتردد في أذنها : الصليب للنصارى وما يحب المسلمين والمسلمين ما يلبسونه

ثم قالت لميري وهي تتخذ قرارها: لن ألبسه أنا آسفة

ثم قامت وأعرضت عنها

ميري تمالكت نفسها وقالت للمـار بهدوء: لا تصعّبي الأمور، فهذا العقد (ولم تقل الصليب) هو مجرد كرت دخول للكنيسة

ولن يسمحوا لك بدخول الكنيسة .. البسيه الليلة فقط .. لتري الحفلة ولن يؤثر ذلك عليك

هيا عزيزتي سارعي قبل أن يذهب الوقت علينا

لم ترد لـمـار وظلت واقفة ومعرضة عنها

ستوفي... في الصالة ينادي عليهما ويقول أنهم تأخروا ويجب أن يلحقوا بالحفلة

ميري لم تيأس من لـمـار فظلت تذكرها بالكعك وبابا نويل والحفلة الرائعة وووو...

ولـمـار كأنها التمثال لا تستجيب لذلك

في نفسها قالت ميري: يا لها من عربية عنيدة جدا ... ولكن ستتحسرين يا لـمـار عندما ترين الصور وإن فاتنا كريسماس هذهـ السنة فلن يفوتنا العام القادم

ثم قالت بصوت ظاهر للـمـار: لن نرغمك على شيء عزيزتي ... لك ما تريدين ... ستجلسين في المنزل ولكن لن ننساك في الحفلة ... سنجلب لك الحلوى والهدايا ونصورها حتى تستمتعي بذلك ..
كم تمنيت أن تذهبي معنا ولكن لن يسمحوا لك بالدخول ما لم تلبسي العقد الذهبي.. ولكن لا تقلقي فلن نتأخر عليك

وخرجت

لمار كانت كمن دخل في دوامة .. أحست بالدوار ورغبة في البكاء وضيقا في التنفس

فرمت نفسها على السرير لتبكي وتبكي وتبكي وتتذكر أهلها وأعيادهم السابقة وصلاة العيد في الصباح وكل شيء جميل هناك

حتى نامت وهي تحلم بذلك كله

000000000000000000000000000000 0000000000000

ثم رأت للمرة الثانية حلما رأته عندما نامت أول مرة في هذا البيت

رأت امرأة بملابس بيضاء مستلقية على فراشها وتقول ليحفظك الله يا بنتي .. لا تيأسي وابحثي .. فأنا قريبة منك

ثم رأتها تنزع صليبا علق في رقبتها وهي تقول أبعديه عنك إنه لا يناسبك

وعندما فاقت من نومها قبيل الفجر ... كانت الأنوار مفتحة والفستان مازال عليها وكذلك الحذاء

العلب المفتوحة كما هي .. فهذهـ علبة على التسريحة .. وأخرى على الأرض

ثم تذكرت الصليب فبحثت عنه

إنه على التسريحة في علبته .. إذن لم تأخذه ميري وتركته لها

تذكرت منامها وقالت: لن ألبسه ... مستحيل هم نصارى ويبون يخلوني زيهم ... لا مستحيل .. أنا أحب ديني وأهلي وبلادي

يارب ترجعني بأسرع وقت .. أنا كرهت هالمكان ومليت ...

وانخرطت في البكاء من جديد

ولم تتوقف إلا عندما تسلل إلى غرفتها ضوء الفجر الأزرق البارد

غسلت وجهها وصلت الفجر ودعت ربها كثيرا .. فهي التي رباها والدها على أن ترفع كفها كلما أرادت شيئا ليحققه الله

فهو الواحد الأحد وهو على كل شيء قدير

ومرت تلك الحادثة بسلام

وميري لم تعد تحدثها بذلك الموضوع حتى لا يكون هناك رد فعل أسوأ مما حصل

جاء فصل الربيع الجميل ثم اقترب فصل الصيف ... الذي أكملت فيه لـمـار سنة كاملة على غيابها عن أهلها

000000000000000000000000000000 00000000000000000

في ذلك الصيف أراد ستوفي وميري السفر كعادتهما ولكن...

كيف يسافران ومعهما لـمـار ؟؟

لن يستطيعا السفر بالطائرة أو السفر بعيدا وليس أمامهما سوى السفر لأحد القرى الريفية القريبة من العاصمة حيث يسكنان

وقررا السفر لمدة أسبوع واحد يستجمان في تلك النواحي الريفية ويتفرجان على الآثار الإغريقية القديمة التي تكثر في هذا البلد (الاس)

في هذهـ البلدة الصغيرة يكثر السياح الوافدون لرؤية الآثار وللاستجمام بجانب الشاطئ المتوسطي الجميل

سافر الجميع بالسيارة القديمة التي يمتلكها ستوفيوس والتي لا يحركها أكثر من مرة في الأسبوع... فقط عندما تستدعيه الحاجة لذلك

هذهـ السيارة التي لم يسافرا عليها من فترة طويلة حيث كانوا يستقلون القطار أو الطائرة

تجلس لمار في الخلف حيث تشاهد منظر المغادرة من العاصمة الشامخة بمبانيها

ثم إلى الطريق الذي تحيط به بعض المصانع والمزارع والقرى الصغيرة

ساعة مرت من الوقت وهي مسافة الطريق حتى وصلوا

وفي بهو الفندق يتوزع فيه سياح قادمون من خارج البلاد للإقامة هنا

أخذت لـمـار توزع النظر فيما بينهم لعلها تتعرف إلى أحد أو ترى وجوها عربية

لاحظت ميري نظرات لـمـار فأخذتها حيث بعض الملصقات والإعلانات عن رحلات بحرية للسباحة أو للصيد الذي تشتهر به هذه المدينة الصغيرة

لـمـار لم يخف عليها ما أرادته ميري من أن تصرف نظرها عن السياح

ولم يلبثوا أن صعدوا إلى غرفتهم في الدور السابع

اخذوا بالاستعداد للنوم باكرا حتى يخرجوا للجولة السياحية في الصباح الباكر

000000000000000000000000000000

في الصباح نزلوا حيث الإفطار الفندقي الشهي

وحيث البوفيه المفتوح والمنوع مابين مأكولات غربية وشرقية تلبي حاجات السياح القادمين من كل مكان

أخذت لـمـار صحنها لتدور حول البوفيه المقسم إلى مقبلات وقسم حلويات وقسم البيض وقسم السلطات وهكذا

دارت حتى ابتعدت عن أعين ستوفي وميري ثم وقفت في قسم البيض .. فهو طبقها المفضل

في هذا المكان المزدحم سمعت كلمات عربية من مكان ما هنا

ثم التفتت لتلتقي عيناها بعيني رجل يقف مع زوجته ويتشاوران

الزوجة سحبت زوجها بعيدا عن عيني الفتاة المراهقة بنظرها

أخذت لـمـار البيض وبعض الخبز وهي تفكر هل ستذهب لهما ؟؟

لـمـار حبيتي عجلي حتى لا تفوتنا الرحلة ... ناداها ستوفي بذلك

أسرعت إلى الطاولة وهي تفكر بالرجل العربي وزوجته

وعندما انتهوا من الإفطار صعدوا إلى الغرفة ليحملوا أمتعتهم ... فالرحلة البحرية مدتها سبع ساعات ولا بد من بعض المئونة رغم أن الرحلة تقدم لهم طعام الغداء

صعد السياح القادمين من خارج البلاد وداخلها إلى السفينة الكبيرة والذين يصل عددهم فوق المائتين

وتجمع الجميع داخل السفينة... فهذا في المقصورة حيث الكراسي والتلفاز

وآخر على حافة السفينة حيث البحر والأسماك

وهناك في السطح مجموعة مستلقين على الكراسي البحرية تحت أشعة الشمس

يلمع هنا فلاش الكاميرا

وهناك أطفال يلقون ببعض الفيشار والكريسبي للأسماك

000000000000000000000000000000 000000000

لـمـار تقف في أحد الزوايا وتحس كمن فوّت على نفسه فرصة ذهبية عندما لم تلحق بالرجل العربي

وفي نفس الوقت تحس بمراقبة ستوفي وميري لها .. مما يضيق عليها الخناق

أخذت تتجول بينما ميري تقول لها: لا تتجولي يا ابنتي حتى لا تصابي بدوار البحر

ولكن لـمـار تعللت بأنها لا تحب الجلوس

عندما دخلت المقصورة وجدت الرجل العربي وزوجته يجلسان وأمامهما كوبي شاي

فرحت وتجرأت لتقول لهما بالعربية: ممكن مساعدة

ردت المرأة : يعني شو بنساعدك ... شو بدك ... تكلمي معي مو مع زوجي

الرجل العربي ذي السحنة الشامية قال: ماظنيتك عربية بتتكلمي زينا .. لكن شو عندك .. تكلمي

ومن خلفها سمعت شخصا يقول : لا تكملي ... تعالي هنا

إنه شخص يتكلم العربية وقبل أن تستدير لترى الرجل كانت تفكر ... من يكون هذا الرجل الذي يناديها من خلفها؟

هذا الرجل ... يكون من؟؟

________________________________________



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-13, 05:21 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء السادس

بالعربية قال الرجل للـمـار
- وش تبين منهم؟؟
- أنت مين؟
- ردي على قد السؤال
- أبي المساعدة
- اتركيهم .. أنا أساعدك
- وأنت مين؟؟
- ما فيه وقت تحققين معي قولي لي وش تبين ؟؟
- ما أقدر أقول لك كل شي ... أبي شي واحد ... ودي أرجع لأهلي
- واللي معك هناك مو أهلك؟؟
- لا ...
- كنت حاس بهالشي عشان كذا من يوم شفتك وأنا أراقبك ...
- ما أقدر أطول معك بالكلام .. لأنهم يدورون علي
- طيب ... كيف أساعدك
- ما أدري
-
وأنزلت لـمـار عيناها إلى الأرض تفكر مليا

فإذا بالرجل الغريب يبتعد عنها قليلا وكأنه لم يتكلم معها قط

نظرت إليه باستغراب .. ثم أدارت نظرها لترى ستوفي قادما نحوها

لـمـار ... ماذا تفعلين هنا؟؟ نحن نبحث عنك منذ وقت؟؟

ردت لـمـار وهي تفتعل التعب: كنت أحس ببعض الدوار فاسترخيت قليلا على هذهـ الكراسي

فاقترب منها ستوفي ووضع يدهـ على رأسها قائلا: لا بأس حبيبتي .. فأنت لم تعتادي ركوب السفينة
تعالي إلى ميري ستعطيك حبوب دوار البحر

ومشت خلفه وهي تنظر للرجل الغريب .. والتي ودت فقط أن تعرف اسمه .. وكيف سيساعدها؟؟

رغم جمال البحر ورغم المتعة التي اتسمت بها الرحلة ... إلا إن لـمـار كانت واجمة بسبب فشلها في الاستعانة بالعرب الذين شاهدتهم على متن السفينة

لقد أمسكت بها ميري طيلة الوقت ولم تترك لها فرصة للتواصل مع هؤلاء العرب

وهكذا فاتت عليها الفرص التي ستخلصها من هذا السجن الكبير الذي يسمى بلاد (الاس)

000000000000000000000000000000 000000000000000000000000

يوسف ... شاب عمرهـ ثلاثون عاما ويعمل طبيبا في أحد مستشفيات العاصمة التي استقر فيها بعد أن أنهى دراسته الطبية ...
وهو ذلك الرجل الذي التقى بلـمـار في السفينة

عندما رآها تتكلم مع الرجل العربي وزوجته ناداها بعد أن سمعها تطلب المساعدة منهما .... وكان يراقبها قبل ذلك لا لشيء إلا إنه أحس بأمر غريب في هذهـ الفتاة الصغيرة

من أول وهلة دخلت فيها بهو الفندق لاحظ الاختلاف التام بينها وبين الزوجين اللذان ترافقهما

ستوفي ذي الملامح الأوربية والشعر والحاجبين الأحمرين وزوجته الشقراء ذات الشعر المجعد ... يختلفان تماما عن لـمـار بملامحها الشرقية وشعرها الكستنائي الناعم الكثيف

أيضا لاحظ توترها والغربة التي تطل من عينيها

ليس هذا الذي شده بقدر ما شدته ملامحها

ليست بغريبة عليه

كأنه رأى هذه الملامح قبل ذلك؟

هل رآها فعلا؟

أم أنه رأى من يشبهها؟

لا يدري بالضبط؟؟

ولكنه متأكد من أنه يعرفها أو يعرف أحدا له نفس الملامح

لذلك أخذ يراقبها ... حتى أنه عرف الغرفة التي تسكنها مع هذين الأوربيين

وعرف أنهم سيركبون السفينة في الرحلة البحرية ... فقص تذكرة مثلهم

ومن لحظة صعوده السفينة وهو يراقبها ويتحين فرصة للحديث معها

ومع ذلك فإنه سرعان من انصرف عنها عندما لاحظ ستوفي داخلا المقصورة ليبحث عنها

فاستدار مبتعدا بمهارة حتى لا يوقع هذهـ المسكينة في مشكلة وتمنى لو عرف فقط اسمها ومن أين جاءت؟؟

حاول أن يصل إليها بأي طريقة ... ولم يستطع

ولم تبق أمامه غير وسيلة واحدة فقط ...؟؟

000000000000000000000000000000 000000000000000000000000

عادت لـمـار من الرحلة البحرية مساءا فاستحمت واستعدت لتناول العشاء في الغرفة بمشاركة ستوفي وميري وبعد العشاء جلسوا لمتابعة التلفاز

أما لـمـار دخلت لتنام في الغرفة وهي تحس ببعض الإحباط – الغرفة لها هي وميري حيث لا يدخل ستوفي فهو ينام في الصالة الصغيرة – ألقت بجسدها النحيل ونامت لتحلم أحلاما غريبة ومزعجة

انتبهت لـمـار في ساعة متأخرة من الليل خرجت إلى الشرفة التي لها باب في الغرفة وفي الجانب الآخر باب على الصالة

وقفت لتطل على جانب من الشاطئ الساكن ليلا بينما تزخر بعض المحلات الجانبية بالسياح الساهرون ليلا إما لشرب أو رقص وغيره

جلست تفكر بأمرها وبهذا البلد الغريب الذي لا تعرف موقعه من العالم إلى الآن.. ؟

تذكرت أهلها أمها أباها أخوتها ... أخاها أحمد الذي لا تدري إن كان قدم معها إلى هذهـ البلاد وتاهـ مثلها أم أنه بقي في السعودية ... لا تدري

وظلت تتذكر وتتذكر إلى أن رأت بزوغ الفجر .. فأسرعت لتتوضأ وتصلي وعندها أمل أن تشاهد الرجل الذي أراد مساعدتها بالأمس

صلت وانتظرت في الغرفة حتى الساعة السابعة وهو موعد الإفطار .. وما إن صحا ستوفي وميري حتى قالت: أريد أن أنزل للإفطار

ردت ميري: انتظري قليلا ريثما ننتهي من تبديل ملابسنا

000000000000000000000000000000 0000000000000000000

نزلوا حيث بوفيه الإفطار وطاولات الطعام الموزعة داخلا وخارجا حيث الحديقة

رأت لـمـار على إحدى الطاولات بالقرب من مدخل البوفيه الرجل العربي وكأنه ينتظرها

ثم قام فجأة ليضع شيئا ما على إحدى الطاولات الفارغة مركزا الكأس الزجاجي عليه وعاد إلى طاولته وأكمل إفطاره بصمت صارفا النظر عن جميع ما حوله وكأنه يفكر بشيء ما

أسرعت لمار إلى الكأس وسحبت الورقة تحته لتضعها في جيبها .. وهي لا تدري ما كتب فيها

ثم ذهبت لتأخذ فطورها وتجلس بجانب ميري وستوفي

بعد ذلك صعدوا لغرفتهم ليستعدوا للخروج

دخلت ميري الحمام لتفتح الورقة فليس هناك مكان تخلو به

ثم قرأت الورقة التي فوجئت بأنها مجموعة من الأسئلة عن جنسيتها وعنوانها واسمها

لقد طلب منها أن تسجل ذلك وتترك الورقة في بهو الفندق عند الطاولة رقم تسعة متى ما خرجت

ثم نزلت مع ستوفي وميري وعندما مرت من البهو تظاهرت بأنها تريد أن تقرأ القائمة الموجودة على الطاولة وعندما اقتربت لاحظت الأرقام الموجودة على الطاولات ووجدت أن رقم تسعة هو رقم الطاولة الأقرب ...

أسرعت لتضع الورقة بعد أن كتبت الإجابات وعادت لتلحق بميري وستوفي وخرجا من الفندق

كل ذلك المشهد كان أمام ناظري يوسف الذي يقف مبتسما بالقرب من الكوفي الموجود يمين البهو ... أسرع إلى الطاولة وسحب الورقة فقرأ: لمار
سعودية
العاصمة

ارتاح يوسف عندما علم أنها تسكن في العاصمة حيث يسكن وقرر أن يكشف سر وجود هذهـ الفتاة هنا؟؟

___________________________________________



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-13, 05:22 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


الجزء السابع


المشكلة أن يوسف ليس لدية إجازة رسمية من العمل وسيعود هذا المساء حتى يستعد صباحا للعمل في المستشفى

وأنى له أن يساعد لـمـار وقد لا تعود قبل المساء حيث سيرحل..

وكيف يستطيع أن يتوصل إلى عنوانها بينما هي لا تعرف عنوان المنزل ولا تعرف معالم العاصمة فهي بالكاد تعرف بعض النواحي في الحي والطريق إلى الشاطئ فقط

وكأنها نقطة في بحر هذهـ المدينة الكبيرة والتعداد السكاني الكثيف

فكر في أنه يجب أن لا يترك المكان ما لم يدع دليلا يدل لمار عليه

قبل أن يخرج من الفندق ويرجع إلى العاصمة كتب ورقة صغيرة بالعربية وصعد حيث الدور السابع ووقف أمام غرفتهم وكتب بالعربية بقلم الرصاص على الباب (لـمـار انظري تحت الطاولة رقم تسعة) وكانت الكتابة خفيفة بحيث يحسبها الناظر للوهلة الأولى خربشة أو اتساخا

وكانت في مستوى نظر لمار حيث إن ستوفي وميري كلاهما من ذوي القائمة الطويلة

في المساء بعد أن تناولت لمار العشاء خارجا حيث كانوا عائدين من المتحف الوطني صعدوا للغرفة ودخلوا بعد أن فتح ستوفي الباب ولكن لـمـار لم تلحظ الكتابة ربما بسبب النعاس الذي سيطر عليها

نام الجميع بعد يوم حافل بالمشي ومشاهدة الآثار والتحف الوطنية وفي الصباح استيقظوا وبدلوا ملابسهم حتى ينزلوا لتناول الإفطار في الأسفل

أغلق ستوفي الباب بينما وقفت لـمـار تنتظر تقدمهما ... فقد تعودت على أن لا تسبق الأكبر سنا ونظرت إلى الباب حيث يضع ستوفي لافتة ( الرجاء تنظيف الغرفة)

كأنها تقرأ اسمها على الباب ... ثم اقتربت لتلاحظ فعلا المكتوب بالعربية عليه((لـمـار انظري تحت الطاولة رقم تسعة)
- لمار ما بك تحدقين بالباب؟
- لا شيء فقط كنت أفكر
- بم؟... سألتها ميري
- لا شيء ربما أين سنذهب بعد الإفطار؟؟
- لا تقلقي فهناك مدينة ألعاب جميلة سنذهب إليها حتى تستمتعي بوقتك هناك
- شكرا ميري .. وأنت ستوفي ... كم أحب الملاهي والألعاب

عندما أرادوا الخروج من البهو حاولت لـمـار الذهاب إلى طاولة 9 التابعة للكوفي ولكن لم تستطع ... فهي تخاف أن تثير ريبتهم في ترددها على هذهـ الطاولة بالذات وخرجوا من الفندق وهي تفكر بالطاولة 9

في المساء عندما عادوا كانت لـمـار تفكر كيف تستطيع الوصول إلى الطاولة براحة ووقت كافٍ وخطر لها أن تعزم ستوفي وميري على كوب شاي ليدفئهما بعد برد المساء

وفعلا وافقا ... جلسوا إلى الطاولة وأخذت لـمـار تتعلل بإصلاح حذائها وتنظر علها تجد شيئا

ولكن لم تلحظ شيئا ... أصابها الوجوم... وجلست إلى الكرسي ... وهي تفكر: هل ضاع ذك الشيء الذي طلب مني ذاك الرجل النظر إليه؟؟

وعندما أتى النادل ليضع أكواب الشاي قدم الأكواب وفي صحن لـمـار كان هناك شيئا مغلفا بعناية بطول الأصبع وبعرض القلم .. حسبته لـمـار سكر وعندما أمسكت به أدركت ما هو فتبسمت ووضعته في جيبها

في الحمام حيث تبدل لـمـار ملابسها فتحت تلك الورقة الملفوفة بعناية لتقرأ ما كتب بالعربية:
--------------------------------------------
مستشفى الجامعة العالمية
د/ يوسف
قسم جراحة الأعصاب

سأنتظرك حتى لو مرت سنة كاملة ... أو أكثر
-------------------------------------------------
حفظت هذهـ الورقة وعلمت أنها لن تراه هنا .. لا بد أنه قد رحل

قضت باقي الأسبوع وفي العودة تطلعت للوحات المكتوبة على مداخل العاصمة علها تجد اسم الجامعة هنا أو هناك ... بالرغم من أنها تقرأ ببطء فهي تعلمت هذهـ اللغة قريبا ولم تعتد قراءتها كثيرا

لم تلحظ شيئا أو لعلها لا تلحق أن تقرأ كل شيء

ووصلوا إلى البيت حيث سيرتاحون يوما قبل بدء العمل فستوفي وميري لم تكن إجازتهما لتتعد أسبوعا واحدا واليوم هو الأحد وغدا الاثنين

000000000000000000000000000000 00000

في صباح يوم الاثنين ذهب ستوفي وميري للعمل واستيقظت لـمـار حيث المنزل خالي تناولت الإفطار ثم ذهبت إلى المكتبة الموجودة في الصالة وأخذت تبحث عن شيء ما

تبحث عن خريطة أو كروكي لأي شيء ... ولم تجد شيئا .. حتى في وسط الكتب والدفاتر والمذكرات

تعبت ثم استلقت على الكنب وفتحت التلفاز لعلها تجد فيه ضالتها

ولا شيء جديد

أحست بأن الأبواب أقفلت في وجهها من جديد

وأحبطت ... لتكف عن البحث ... فقد أصابها اليأس

000000000000000000000000000000 000000000000000000000000000000 000000

انتهت الإجازة الصيفية وأقبل الخريف ... لقد مضى شهران على تلك الحادثة ... يوسف تباطأ لـمـار ... متى أراها ؟ متى تأتي؟

هذهـ الفتاة بحاجة للمساعدة وأشك أن في الأمر سرا كبيرا؟

ما الذي يجعلها تعيش مع هؤلاء الغرباء؟ كيف جاءت؟ وأين أهلها؟

هذهـ الأسئلة إجابتها عند لـمـار ولكن أين هي؟

ومر شهران آخران ... لقد جاء فصل الشتاء .. في ذلك اليوم كان قد نزل جدول الانتداب الشتوي للمستشفى في ضاحية المدينة الذي يقام بالقرب منه كل عام مهرجان التزلج على الثلج وألعاب رياضية أخرى

كان له يوم في الأسبوع مثل بعض الأطباء من التخصصات الأخرى

وعند الجولة في المستشفى تذكر مريضة ترقد في المستشفى الذي فيه قسم النقاهة والأمراض المزمنة .. وفجأة ظهرت أمام عينه صورة لـمـار

الآن عرف لم أحس بأن لـمـار ليست غريبة عليه... هناك شبه كبير بين الاثنتين .. ولم يشعر بنفسه إلا وهو على باب الغرفة ... دخل بعد أن استأذن ووجد امرأة عربية على سريرها منذ سنين وهي تعالج ضد مرض مزمن (عافانا الله وإياكم)

اقترب منها وهي تحاول أن ترفع يدها لتغطي رأسها وجزء من وجهها ، أحس بالخجل من هذهـ المرأة التي بالكاد تحرك أطرافها ثم رجع إلى الوراء لينادي الممرضة

جاءت الممرضة فطلب منها أن تساعد المريضة على حجابها .. فتحجبت ولم تبق منها سوى عيناها ... ثم طلب من الممرضة ملف المريضة الطبي

إنها هنا منذ سبع سنوات قدمت من السعودية بعد أن جربت العلاج في كذا مستشفى في الداخل والخارج ... وعندما جاءت إلى هذا المستشفى استقرت فيه وكأنها نُسيت

سألها بالعربية إن كان عندها أولاد فردت بصعوبة نعم
قال : وكم عندك؟ .... قالت : اثنان ولد وبنت
قال : وما أسماؤهما؟
قالت : أحمد ولـمـار

رد د يوسف بتعجب ودهشة : لـمـار؟
نظرت إليه باستغراب : نعم ما الغريب في ذلك؟
قال : لا شيء
ثم أكمل: وهل تصلك أخبارهما؟

سكتت المرأة المريضة ... وأرخت عيناها لتمتلئ بالدموع وتقول : لقد وعداني بالزيارة منذ سنتين ولم أسمع بعد ذلك خبرا عنهما ولم أرهما من ثماني سنوات
وبكت حتى ظن د يوسف أن روحها ستخرج من كثرة البكاء

واساها د يوسف وطلب منها الدعاء بأن يشفيها الله ويرد لها ابنيها بأسرع وقت

خرج وهو يفكر : هل جاءت لـمـار هنا لزيارة أمها؟
ولكن لماذا تسكن مع عائلة غريبة عليها؟
لا بد أن أتوصل إلى لـمـار مهما كلفني ذلك

وخطط وعزم على أن يبحث عنها

عندما عاد إلى بيته مساء فكر في الأمر بجدية وقال في نفسه: لو عرفت اسم الرجل الذي معها لربما استطعت أن أصل إلى عنوانه أو عمله ولكن فاتت علي

فكر يوسف في الأماكن التي تترد عليها لـمـار

كيف يضع لها رسالة أو كيف يعرف عنوانها؟

كيف يستطيع الوصول إليها؟

لقد زاد حماسه لقصة لـمـار بعد أن زار أمها المريضة في المستشفى

خطرت في باله فكرة ... الشاطئ هو المكان الذي لا شك أن سكان المدينة كلهم يترددون عليه .. ولكن كيف يجلس هناك لمراقبة الناس .. وهو يعمل في المستشفى ساعات طويلة

تذكر صديق له تركي ويعمل أعمالا حرة وقرر زيارته ليفاتحه في أمرٍ ما

ما هو ... وهل ينجح في خطته؟

____________________________________________



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-13, 05:25 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثامن


في عيد الكريسماس الثاني وفي منتصف الشتاء القارس تحتفل تلك المدينة التي قدمت إليها لـمـار منذ سنة ونص ولا تعرف موقعها في العالم وإن كانت تشك أنها في دولة أوربية أو أمريكية وهذهـ الدولة مسيحية بالتأكيد

لـمـار التي مازالت في حيرتها وفي حبسها منزل ستوفي وميري تبحث عن أي شيء يدلها على الجامعة أو مستشفى الجامعة الذي يعمل فيه د يوسف

لـمـار لا تخرج من البيت سوى مرتين في الشهر مرة للسوق ومرة للنزهة .. يعني كل أسبوعين مرة .. وذلك حتى لا تضيع من يد ستوفي وزوجته

ورغم أنها اعتادت العيش معهما إلا إنها تحس بالملل والكآبة ومرارة الانتظار الثقيل

000000000000000000000000000000 0000000000000000000000

قبل ليلة عيد الميلاد بأيام أحضر ستوفي وميري الهدايا مثل العام الماضي

ولكن الذي يختلف هذهـ السنة أن ابنهما كارلوس قادم مع زوجته في إجازة من عمله مدتها أسبوعان ليقضيها في بلده عند أمه وأبيه وليريهما عروسه التي أرسل لهما صورتها العام الماضي

لم يفاجأ كارلوس بوجود الفتاة الصغيرة في منزل والديه عندما دخله فقد أخبراه قبل ذلك بقصتها

ولكن زوجته هيلين هي التي لم تكن تعلم بوجود تلك الفتاة وللوهلة الأولى حسبتها أخته

سلم الجميع على كارلوس وزوجته وأخذوهم بالأحضان

بينما لـمـار تقف في زاوية المكان بالقرب من الممر المؤدي لغرفتها حاليا وغرفة كارلوس سابقا وتنظر بخوف إلى هذين القادمين الجدد

ميري: هيا لـمـار تقدمي وحيي كارلوس

لـمـار تيبست في مكانها ولم ترد وإنما تراجعت للخلف واتجهت إلى غرفتها لتغلق الباب عليها ، وفي هذهـ اللحظة لحق بها ستوفي قائلا: لـمـار ... هذا ابني الذي حكيت لك عنه ... إنه طيب القلب وكريم ... تعالي وحييه

ردت لـمـار: أنا لا أصافح الرجال ولا أحييهم

ستوفي: لا تصافحيه يا ابنتي وإنما قولي كلمة لطيفة تكسر الهيبة بينكما فقط قولي حمدا لله على سلامتك

رجعت لـمـار إلى الصالة حيث تجتمع العائلة وحيث كانت هيلين تسأل زوجها عن تصرفات أخته

فيرد عليها كارلوس: إنها ليست أختي وإنما فتاة تبناها والدي لتعوضهما عن فقد أختي الصغيرة

فتحت هيلين عيناها من الدهشة لهذا الخبر الغريب وصارت عيناها لا تفارق وجه لـمـار .. إنها لا تشبههم وملامحها غريبة وهي ليست شقراء مثلهم ولها عينان عربيتان واسعتان وتحيط بها رموش سوداء كثيفة لتكمل جمالها وبريق عينيها الحزينتين

أقبلت لـمـار بخطوات ثقيلة لتقف بالقرب منهما ثم تحييهما وتبسم ابتسامة مقتضبة ثم تذهب نحو كرسي على جنب وتجلس وكأنها تشاركهم المكان على استحياء

ثم تشاركهم العشاء الذي كان شواء شهيا، وبعد العشاء جلس الجميع جلسة سمر وأخذوا يسترجعون الذكريات القديمة ويتكلمون في الأحداث الجديدة

وكارلوس وزوجته يحكيان لهما عن لندن وعن سنوات الدراسة وكيف تعرفا على بعضهما

لـمـار صامتة وتسمع بعضا من الكلام تارة وتأخذها ذكرياتها الخاصة تارة أخرى لتتذكر بيتهم في المدينة والليالي التي تتحلق العائلة فيها على العشاء

عندما انصرفوا للنوم نادت هيلين لـمـار .. فهذهـ الفتاة العربية لازالت تمثل لها سرا غريبا بتواجدها في هذا المنزل

قالت لها: لـمـار هل أستطيع التحدث معك قليلا ؟؟

لـمـار لم ترد عليها وبقيت صامتة

هيلين: لن أطيل عليك بالكلام ولكن أريد التعرف عليك أكثر

ردت لـمـار: لا بأس

هيلين أمسكت بيدها بلطف وسحبتها إلى الجزء الآخر من الصالة وقالت: لنجلس هاهنا

وسألت لـمـار عن سبب قدومها وقصتها وجنسيتها

وكانت المفاجأة أنها مسلمة عربية!!

ثم سألتها: هل ستحتفلين معنا في عيد الكريسماس؟

ردت لـمـار بإصرار: لا فهو عيد المسيحيين وأنا مسلمة ولست مسيحية

ردت هيلين: ليكن إسلامك في قلبك وشاركينا الكريسماس حتى تبعدي الضيق والملل عنك ... إنه مجرد احتفال لكسر الروتين اليومي

قامت لـمـار من الكرسي لتنهي هذا الموضوع الذي لا تحبه وقالت: أنا آسفة ... لا أستطيع ذلك

ثم نظرت إلى ساعتها وقالت: لقد تأخرت عن موعد النوم ... تصبحين على خير

ذهبت إلى غرفتها بينما هيلين تتأملها باستغراب حتى غابت عن ناظريها ثم قامت لتنام في العلوية حيث زوجها نام بعد السفر والتعب

000000000000000000000000000000 0000000000000000000

وفي الصباح حكت هيلين لميري ما صار بينها وبين لـمـار البارحة، فردت عليها ميري: لا تتصوري عنادها وتمسكها بدينها رغم صغر سنها .. يبدو أنها ترعرعت في بيئة محافظة

ثم حكت ميري لهيلين عن محاولاتهم معها العام الماضي وكيف رفضت أن تلبس الصليب ويبدو أنها لازالت على تمسكها وعنادها

ثم أخذت تحكي لها عن كل شيء في لـمـار .. هدوءها ذكاءها أمانتها انطوائها ...

أعجبت هيلين بالفتاة الصغيرة أكثر وأكثر وأحست أنها كبيرة في نظرها ..

صارت تلاحظها طوال النهار، وتحاول التحدث معها في كل شيء حتى جاءت ليلة الاحتفال بالكريسماس وقدم الجميع الهدايا للـمـار وشاركتهم الاحتفال في المنزل فقط ولم تذهب معهم للكنيسة ، فقد احترموا رغبتها في ذلك ...

ميري تتجنب مضايقتها في أي شيء وتنتظر من لـمـار أن تسعى بنفسها للكنيسة ولديانتهم عن رغبة واقتناع حتى لو طال الوقت

انقضت إجازة كارلوس وهيلين بعد أسبوع من الكريسماس وعزما على العودة إلى بريطانيا، وفي ذلك الأسبوع توثقت صداقة هيلين ولـمـار ، فقد كانت هيلين تتودد إليها وتؤنسها بالحديث وترافقها في نزهتها في ذاك الأسبوع

وفي ذلك اليوم الذي حزم كارلوس وزوجته أمتعتهما نزلا إلى الصالة الفسيحة وأخذا يودعان ستوفي وميري بالعناق والقبلات والوعود بالعودة قريبا

ثم نظر كارلوس إلى لـمـار ليودعها قائلا : وداعا لـمـار .. كم أحسست أنك أختي فعلا ولكن أحترم رغبتك في الابتعاد عني ، فأنا في نظرك غريب ... ثم ابتسم وأكمل: هل هذا صحيح؟

ردت لـمـار : نوعا ما وابتسمت

ثم أقبلت هيلين لتودع لـمـار بالأحضان وتعطيها هدية قيمة ودفتر ذكريات لتكتب فيه لـمـار ما تشاء

ثم قالت: سأفتقدك كثيرا حبيبتي ... فأنت لست أخت كارلوس وإنما أختي أنا ... سأعود سريعا لأراك مجددا

ثم التفتت هيلين إلى ميري لتقول: اسمحي لي أن أعطي لـمـار رقم هاتفي في لندن

ضحكت ميري ثم قالت: طبعا طبعا ... لا بأس بذلك ما دام يدخل السرور على قلبها

هنا بدت الفرحة على وجه لـمـار وقالت شكرا ميري

ثم خرج كارلوس وهيلين مع أمتعتهم للمطار

كانت لـمـار تؤمل في هيلين أن تساعدها على العودة إلى بلادها فهي على ما يبدو طيبة القلب وهذا ما يناسب عملها كطبيبة تحب مساعدة الآخرين

ثم تذكرت د يوسف وأملها أن تلتقي ذلك الإنسان الذي قدم مساعدته لها ... ولكن كيف السبيل إليه وكيف تصل إلى مستشفى الجامعة؟؟

صارت بين أملين يقوى الآخر بينما يضعف أحدهما

000000000000000000000000000000 000000000000

يوسف هو الآخر يخطط للوصول إلى لـمـار واكتشاف العلاقة بينها وبين المريضة في مستشفى الأمراض المزمنة في ضاحية المدينة

زار صاحبه التركي ليبحث معه موضوع البحث عن فتاة عربية لا تخرج كثيرا ربما

وربما يحتجزها الكهلان اللذان تسكن معهما

هل يضعان إعلانات في كل مكان ؟

هل يجندان بعض الرجال للبحث عن فتاة بمواصفاتها؟

كل ذلك يبدو عسيرا، وهما بحاجة لخطة يسيرة وفعالة وغير مثيرة للريبة ولا تحتاج تصريحا من الجهات المسؤولة

الرجل التركي يملك بعض المحلات التجارية ومطعما في أحد الأسواق المركزية في وسط المدينة

ويملك محلا لبيع السمك على شاطئ البحر

وعندما زاره يوسف في فترة احتفال البلاد بالكريسماس اقترح عليه فكرة نشرات طبية تعلق على المحل بعدة لغات منها العربية ويكتب في أسفلها
إعداد د يوسف – مستشفى الجامعة – رقم الهاتف فقط في النسخة العربية حتى لا يتكالب عليه المتحدثون بغير العربية

ويستطيع أن يجذب لـمـار إلى المحل فتنجح الخطة

ولكن متى تأتي لـمـار إلى الشاطئ والوقت مازال شتاءا ؟؟

لذا كان على يوسف تأجيل الخطة إلى فصل الربيع وقد يطول الوقت إلى الصيف

________________________________________



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-13, 05:26 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء التاسع

منذ أن سافرت هيلين وهي تتصل مرة كل أسبوعين لتتحدث مع لمار ما يقارب نصف الساعة وتطمئن على صحتها وأحوالها ... مما وثق العلاقة بينهما

لـمـار أحبت هيلين وصارت تحكي لها عن مشاعرها أكثر من ميري ... لا تعرف السر من وراء ذلك ؟ ولماذا أحبتها؟

هيلين صارت تهتم بالعرب والمسلمين رغم أنها تجهل الكثير عنهم .. مما دفعها للبحث عن معلومات أكثر عن العرب وعن الإسلام

حتى أنها تعرفت على طبيبة مسلمة بريطانية لتحكي لها عن الإسلام، وصارت تجلب لها الكتب والدوريات المطبوعة عن الإسلام

000000000000000000000000000000 0000

أتى الصيف الذي أكملت فيه لـمـار سنتين في هذهـ البلاد والذي أكملت فيه عامها الرابع عشر ولا شيء جديد في حياتها ...

تعيش مع ستوفي وميري وأمل ضعيف في أن تلتقي بيوسف ، وانتظار لعودة هيلين التي تتأمل فيها خيرا فقد أحست أنها مهتمة بالتعرف على الإسلام

د يوسف بدأ اليأس يحبطه ويحبط أفكاره وخططه

منذ أن نفذ مشروعه مع صديقه التركي وعلق المنشورات الطبية وإلى الآن لا وجود للفتاة العربية ... يبدو أنها لم تأت لهذا المكان، أو ربما أتت إلى الشاطئ ولم تنتبه لهذا المحل والملصقات عليه

أحس يوسف بفشل خطته ، فهو الآن أكمل سنة على رؤيته لـمـار ، ولم يرها بعد ذلك

ما الحل إذن؟

يوسف يجلس في شقته المتواضعة والجميلة بأثاثها ، يقلب فكره في السفر إلى السعودية لزيارة أهله كما عودهم على ذلك كل سنة في مطلع الإجازة الصيفية ولمدة شهر كامل

هل يذهب ويترك لـمـار وقصة لـمـار خلفه ؟ أم يؤجل السفر؟

وكيف يستطيع تأجيل السفر وأمه تنتظر قدومه بفارغ الصبر فقد خطبت له فتاة وتريد منه أن يبدي رأيه فيها ثم ليتزوج وينعم بحياة الاستقرار

وبينما هو كذلك غارق في أفكاره رن جرس الهاتف فقام إليه ليجد أن المتصل صاحبه التركي يسأله عن آخر المستجدات

فرد عليه يوسف: هل تستطيع القدوم إلى شقتي؟
- ولماذا؟
- أريد استشارتك والتحدث معك
- انتظرني نصف ساعة وسأكون عندك

قام يوسف ليفتح الباب لصديقه ويستقبله بحفاوة ، ثم يجلسه على الكنب المقابل للتلفاز بينما يتوجه يوسف إلى المطبخ الصغير المفتوح على الصالة ليحضر كوبي قهوة تركية

- تفضل
- شكرا ... أظنك تريد التحدث معي بشأن منشوراتك التي تجذب كل الناس إلا العرب (يضحك ثم يغمز له ويكمل) وخاصة الفتيات العربيات الصغيرات (ويقهقه عاليا)
- (يبتسم يوسف) نعم ولكن الأهم من ذلك هو أني سأسافر خلال الأسبوع القادم إلى السعودية
- لا تقلق .. سافر .. ما الذي سيحدث إن سافرت .. هل ستقع السماء على الأرض؟؟
- لا .. ولكن ماذا عن خطتي وعن لـمـار؟
- لا أعرف لم أنت مهتم بأمر هذهـ الفتاة ... اذهب لزيارة أهلك فهم أولى باهتمامك .. (يغمز له) وخصوصا أن هناك عروسا تنتظرك
- ...
- ما بك؟
- لا شيء .. أفكر
- قلت لك لا تفكر في شيء .. سافر وتوكل على ربك .. ودع أمر الفتاة لي ..سأتصرف بالطريقة التي تعجبك .. هذا إن ظهرت هذهـ الفتاة .. ولا أظن ذلك
- هل أضع ثقتي بك؟
- نعم ..لا تهتم سافر وأنت مطمئن .. واستمتع بإجازتك ولا تخربها بكثرة التفكير في أمور غير ذات أهمية لك
- أحاول ذلك

ثم قام صاحبه التركي ليقول مودعا : هيا أستأذنك وأودعك على أمل اللقاء بك بعد عودتك من السفر مثقلا بالهدايا التي لن تنساني منها (ثم يضحك)
- بالطبع لن أنساك وأنت أخي في غربتي
- مع السلامة
- حفظك الله

بعد سفر يوسف بأسبوع قدم كارلوس وهيلين من بريطانيا في إجازة لمدة عشرة أيام

وعندما علمت لـمـار بذلك فرحت واستبشرت وقامت مع ميري بترتيب وتنظيف البيت وإعداد العشاء

كما قامت بإعداد كعكة الشوكلاته التي تفضلها هيلين وصنع عصير طبيعي من الليمون والكيوي

وعندما طرق الباب ركضت لتستقبلهما وعندما فتحت الباب لهما كان القادم أولا كارلوس الذي ابتسم وقال: كيف ستستقبلينني هذهـ المرة؟

قالت: بالطبع كالرجل الغريب تماما (ثم ابتسمت وأكملت) حمدا لله على سلامتك ، تفضل بالدخول

دخل كارلوس ومن خلفه هيلين التي لم تضع رجلها على عتبة الباب إلا وهجمت عليها لـمـار لتعانقها وترحب بها مما جعل الجميع يتفرج عليها ويضحك

أخذت لـمـار حقائبهما جانبا وبينما يسلم كارلوس وهيلين على والديه، أسرعت لـمـار إلى المطبخ لتحضر الماء البارد ، فالجو حار خارجا ثم جلست إلى جانب هيلين لتسألها عن رحلتهما

لم يشاهد ستوفي وميري لـمـار بهذهـ البهجة قبل ذلك، وارتاحا عندما لاحظا أن لـمـار أحبت هيلين مما يبشر بأن هذهـ الفتاة أحبت بلدهم وأحبتهم وستستقر معهم بقية عمرها

في اليوم التالي استأذنت هيلين من ميري لتصحب لـمـار إلى السوق بمفردها وكانت تريد التحدث بحرية أكبر معها ووافقت ميري على ذلك

لبست لـمار بنطالا من الجنز وقميصا بني اللون ونظارات شمسية لأن الوقت مازال نهارا ورفعت شعرها الكثيف والطويل حتى لا يزيد الحرارة

وكذلك هيلين إلا أن قميصها وردي وشعرها أشقر قصير وحملت كل منهما حقيبة التسوق اليدوية ، ثم خرجتا لتستقلا التاكسي إلى السوق الجديد في طرف المدينة

لم تكن هيلين لتأخذ لـمـار لوحدها لولا أنها تريد أن تحدثها بأمر يشغل بالها كثيرا ، وهي التي أعجبت بها وبالمسلمين عامة

والأمر الذي يشغل بالها (هو كيفية الدخول في الإسلام؟ وما ردة فعل كارلوس ووالديه إن أعلنت ذلك لهما)

000000000000000000000000000000 000000000000

في نفس الوقت كان هناك أمر يشغل بال لـمـار وهو كيف تقنع هيلين بالذهاب إلى مستشفى الجامعة حيث د يوسف

دارتا في السوق ساعتين كاملتين وعندما أحست هيلين بالجوع قالت لها: ما رأيك أن نتناول الغداء في الطابق الرابع حيث المطاعم
- نعم فأنا جائعة جدا
- هيا بنا
في الجهة المطلة على الشارع العام المزدحم بالسيارات جلست هيلين ولـمـار على الطاولة وكل منهما في يدها طبق من الدجاج والبطاطا المقلية والصلصة البيضاء والسلطة بالجبن

أكلت لـمـار وهي تفكر كيف تفتح الموضوع مع هيلين ، وكذلك هيلين كانت تفكر في مدخل لموضوعها

عندما شبعت لمار قالت بالعربية: الحمد لله

قالت هيلين : هل قلت ذلك بالعربية ؟
- نعم
- وما معنى ذلك؟
- أي الشكر لله
- هل أنت مقتنعة بإسلامك؟
- نعم .. تماما
- لقد قرأت الكثير عن الإسلام عندما عدت إلى لندن، وأعجبني كثيرا
- ولم لا تدخلين الإسلام وقد أعجبك؟
- أفكر في ذلك
- (ردت لـمـار بفرح) صحيح؟ هل تفكرين بجدية؟
- نعم
- هيا إذن ... ستدخلين الجنة ولن تندمي على إسلامك
- ولكن ...
- ولكن ماذا؟
- لا أعرف ماذا سيفعل بي كارلوس ووالديه وأهلي أيضا .. كلهم نصارى ولن يرضوا عني
- لا تقلقي ... أقنعيهم وأحضري الكتب التي قرأتها وادعيهم للإسلام (ثم أكملت بلهجة طفولية) وكذا كلكم تدخلون الجنة
- .............
- وأنا أساعدك .. هاهـ ماذا قلت؟
- لا أريد أن أتعجل حتى أعرف عواقب هذا الأمر
- إن أسلمت سيكون الله معك .. لا تخافي

صمتت هيلين وأخذت تفكر جديا بالموضوع فهي مقتنعة ولكنها لا تعرف ردة فعل أهلها وأهل زوجها ... ثم تنهدت وقالت : ليتهم يسلمون معي
قالت لـمـار: سأدعو الله في كل صلاة أن ينعم عليكم بالإسلام جميعا ... أنتم طيبون وتستحقون ذلك

لحظة صمت مرت وكل من لـمـار وهيلين سارحة بفكرها ...

وهنا تذكرت لـمـار د يوسف ولمعت في رأسها فكرة وقالت لهيلين: هل تريدين أن تقتنعي أكثر؟
ردت هيلين: كيف؟
قالت لـمـار: سأطلب منك إيصالي إلى مكان ما ... هل تفعلين ذلك؟
- وما هو؟ (قالت باستغراب)
- المستشفى
- سلامتك لـمـار .. هل تعانين من شيء؟
- لا ولكن من أجل أن تدخلين في الإسلام
- وهل يسلم الناس في المستشفى؟ (قالتها وعيناها تكاد تنشقان من الدهشة)
- ولم لا ( تضحك ثم تكمل) حتى نعلم نعمة الصحة التي وهبنا الله إياها
- لـمـار ... ما بك ... لم أعهدك تسخرين ... هل تسخرين من عملي؟؟
- لا ولكن ما عليك إلا أن تأخذيني هناك ، وأنا سأفهمك الأمر فيما بعد
- (بامتعاض) حسنا
- وبشرط
- ما هو؟
- أن لا تذكري هذا الأمر لأحد البتة
- حسنا .. وأنت أيضا لا تخبري أحدا بالذي قلته لك
- لا تهتمي فسرك في بئر

قامت كل واحدة منهما لتصلح من هندامها ، وبينما تدفع هيلين الفاتورة للنادل كانت لـمـار تنظر للساعة وفوجئت أنه لم يتبق أمامها من الوقت سوى ساعة فالشمس مائلة للمغيب فقالت لهيلين: بسرعة دليني على المستشفى الجامعي .. هل تعرفينه؟

قالت هيلين وهي تجر لـمـار إلى المصعد : نعم

وبسرعة في الأسفل أوقفت التاكسي ليسلك طريق المستشفى الذي لم يكن بعيدا فهو على مسافة عشر دقائق

نزلت لـمـار تركض وهيلين تلحق بها ثم توقفت فجأة لتقول لهيلين: أنت أسرع مني في قراءة اللافتات بحكم أنها لغتك الأصلية .. دليني على قسم جراحة الأعصاب؟

فسحبت هيلين يدها بسرعة في بهو المستشفى تجاه أحد المصاعد

وفي الدور السادس توجهتا إلى المسار الأيمن حيث كتب على اللافتة قسم جراحة الأعصاب

وعند كنترول القسم وقفت هيلين للتحدث مع الكنترول ولـمـار تملي عليها السؤال عن الدكتور يوسف ... ردت المرأة الواقفة أمامهما : الدكتور في إجازة؟ هل لديكما موعد؟

نظرت هيلين إلى لـمـار وقالت : هل لديك موعد؟

قالت لـمـار : لا ... ثم وقفت تفكر لحظة بعد أن أحست بالبرودة تسري في جسمها بعد الحماس ... ثم نظرت إلى ساعتها التي تشير إلى السادسة والنصف ..

الساعة السابعة يجب أن تكونا في البيت .. فماذا تفعل في هذهـ الدقائق القليلة؟

ثم طلبت من الكنترول ورقة لتكتب رسالة سريعة للدكتور يوسف

وعندما بدأت بالكتابة بالعربية أوقفتها إحدى الممرضات في الكنترول وسألتها: هل أنت عربية؟
- نعم
- وما اسمك
- لـمـار
-
حدقت فيها الممرضة قليلا ثم قالت : لقد ذكر الدكتور اسمك إن جئت في زيارة إلى هنا وطلب مني أن أسلمك هذا الظرف

ثم سلمتها ظرفا صغيرا، وقالت قبل أن تترك الظرف في يد لـمـار : لو سمحت دوني هنا عنوانك واسم عائلتك التي تسكنين معها

كتبت لـمـار العنوان وتركته في يد الممرضة التي ستسلمه للدكتور يوسف

ثم نظرت للظرف .. يا ترى مالذي يحمله هذا الظرف؟

ونظرت إلى هيلين وقالت : أنا آسفة .. الدكتور المسلم والذي أردت أن يقنعك بكلامه في إجازة

قالت هيلين لا بأس ... ولكن أريد أن أعرف كيف عرفته ، وأنت لا تعرفين أحدا هنا غير والدي كارلوس

- سأخبرك في المنزل لقد تأخرنا .. أليس كذلك؟
- أوه نعم لم يتبق من الوقت إلا القليل لنسرع قبل أن تغرب الشمس

رجعت لـمـار مع هيلين بالتاكسي إلى المنزل وهي تفكر طوال الطريق بالظرف وبهيلين التي تريد الإسلام ...

هل ستسلم أم يغلبها الخوف والتردد؟

وتفكر في الصدفة السيئة وهي سفر الدكتور؟؟

ثم تمنت في داخلها أن لا يكون سفرا طويلا

__________________________________________



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.