آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-14, 12:59 AM   #111

امال س

فراشة الروايات المنقولة

alkap ~
? العضوٌ??? » 276954
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 666
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رووووععهههههه النهايه فظيعه تسلمى يالموره على النقل وتسلملنا الرائعه انات الرحيل موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



امال س غير متواجد حالياً  
قديم 21-04-14, 05:07 AM   #112

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





,,


زادت التصدعات في أسوار حياتها .. حتى باتت تصفر من فراغات .. لكل أمر حد .. وهي سعت لحدود النهاية وتحينت الفرصة لتقبض بالمطرقة تهشم الصمود .. مطرقة رماها هو لها بفعله الذي باح به في حضرتها .. لترمي بحقيبتها الكبيرة السوداء على الارض في غضب .. تفتحها بقسوة .. تثرثر بحنق .. وتلك الصغيرة تنظر إليها تكبت رغبة بكاء .. ليأتيها صوتها صارخا .. وهي تُنزل ملابسها من مكانها : روحي ييبي ملابسج وملابس حمود .. لا تخلين شيء فالدروج ..



هرولت الصغيرة بخوف .. تفتح ادراج دولابهما الصغير .. وتجمع ما تستطيع ذراعيها حمله .. لتمشي ويسقط منها قميصا لشقيقها ويتدلى أحد أثوابها ليكون قاب قوسين من السقوط .. وتقف تنظر لوالدتها التي أنهمكت في أخلاء دولابها من ملابسها .. لتصرخ بها من جديد : حطيهن فالشنطة وييبي الباقي ..




رمتهن وبخوف تكلمت وهي تنظر لامها الغاضبة .. تضع عباءاتها على ذراعها .. تنتشلهن تباعا : وين بنروح ؟




" بيتنا " ... واردفت بسخرية غضب : بعد وين بنروح ..




بخفوت خوفا من ضربة مفاجأة او دفعة لجسدها النحيل من كف والدتها : بس هذا بيتنا .




التفتت تلك ترمي ما على ذراعها في الحقيبة المتكدسة ببطنها القطع : هذا بيت ابوج .. مب بيتنا – صارخة من جديد – روحي ييبي الباقي ..




ستبيع المكان بثمن بخس .. ستبعد الطفلين عن والدهما .. وستطالب بقطع الحلال بينها وبينه .. وجدتها فرصة للخلاص .. وللبحث عن الحب الضائع في دهاليز القدم .. ذاك العاشقة له بات حرا .. وهي ستكون حره .. وستسعى لتكون له .. لن يرضى به احد هي موقنة من ذلك .. فتلك فتاته التي فضلها عليها بفعل والدته الشريرة كما تقول دائما شاعت في الارجاء الكلام السيء عنه .. حتى ما ان يُسمع باسمه قيل : " فلان ما غيره اللي طلق فلانه" .. وكأن أسمه قد اقترن بها وبمساوئ الصقتها به من قبل الطلاق والفراق ..




ستجمع الذنوب .. والاخطاء .. والسيئات.. وسترميها على كاهله .. ستُسقط دموع الظلم الكاذبة أمام عائلتها .. بل ستخر منهارة على ركبتيها ومولولة المصاب .. ستحتضن طفليها بقوة البوة .. وستزمجر بقوة الاسد .. لتتمسك بهما وتحرمه منها .. أجل منها .. ستذيقه الحرمان مرتين .. فهي على يقين بانه سيُرد .. وسيعود بِـ خُفي حنين ..





تتحرك رافعة الحقيبة الثقيلة .. تسحب اليد للاعلى وتجرها خلفها .. لتقف بجانب سرير ابنها تراه نائما .. فتتابع الجر للخارج .. تثير جلبة ساخطة بكعب حذاءها العالي .. حتى تسمعها والدته .. وبالفعل سمعتها من حيث مقعدها في الصالة .. لتقف متكئة على كفيها .. تلحق بتلك المارة من امام الباب متوجهة للخارج .. تقف على اعتاب باب الصالة وتلك تعود ادراجها بعد ان ركنت الحقيبة بجوار الباب الخارجي ..




-
يا هدى استهدي بالله .. عيالج بيتلتهون ( يضيعون ) ..



مشمرة بأنفها نحو السماء .. تمر وكأنها لم تسمعها .. لتصفق اليمنى على اليسرى : لا حول ولا قوة الا بالله .. وينك يا سالم تشوف حرمتك ..




صوت رجل أجش في الخارج ينادي بأسمها .. شقيقها الفظ .. جاف التعامل .. يعاود النداء وقد توسط ساحة المنزل الصغيرة .. لتخرج له ام سالم .. ليقطع تحيتها قائلا : وين هدى ؟



ليأتيه صوتها .. تدفع ابنتها أمامها لتمشي .. وعلى ذراعها صغيرها .. وبيدها تحمل حقيبة يدها الكبيرة .. تدفع الصغيرة : امشي ..



وتجيبه بعدها : الحين يايه ..



لتلتفت تلك الى الداخل حيث الاخرى تهم خارجة .. وتمر بجانبها : يا بنتي حرام عليج اللي تسوينه ..



تلتفت لها : ومب حرام عليه اييب وحده ع راسي .. انا شو سويتله .. صابره عليه سنين ..




" استغفر الله العظيم " .. قالت ام سالم .. وتتوجه بالحديث لشقيق تلك المتمردة : يا ولدي عقلها ..



نطق بعنف وهو يحمل الحقيبة الكبيرة : اختي مب لعبة عنده .. خليه يتهنى وييا اليديدة – يوجه كلامه لهدى – أمشي ..




تمسك الصغيرة بكفها تجرها معها بعد ان اردفت حقيبتها على كتفها .. ونظراتها إلى جدتها .. لتفلت يدها مهرولة .. تختبيء خلف العجوز .. تتشبث بثوبها .. لتعود تلك ادراجها وقد تجهم وجهها .. تجرها عنوة .. والاخرى تحاول معها ان تتركها او ان تعود هي وتترك ما تنوي القيام به .. لكن كفتها ربحت .. ليعلو صراخ كنة الصغيرة .. ويتلقفها الخال بذراعيه المفتولتان .. ويختفي الصوت رويدا رويدا ..





في حين كان ذاك الاب الباحث عن عشق أزلي تغلغل فيه حتى أرداه صريع الهوى .. يحترق غيظا دون أن يظهره إلا بانقطابة جبين .. ورد قريب من الهدوء : ما فهمت ؟



ليبتسم فارس ويُعيد جملته : اقولك اسمحلنا طلبك مب عندنا ..



تشدق : وانت منو عشان ترد علي .. أنا ياي لاخوها .. وهو وخالها لهم حق يردون ..



بفخر نطقها : وانا بعد اخوها .. ولي الحق مثلي مثل شبيب .



انفجر بغضب واقفا : ناوي تتحكم فيها وانت تعيش حياتك .



لتقع كف شبيب على رسغ فارس الجالس على يساره .. يسكته عن الرد.. ويقف يضع كفه على كتف سالم :ايلس .. وخلنا نتفاهم .



ليردف بعد ان جلسا : سالم انت ريال والنعم فيك .. بس معرس وعندك عيال .. واختي ما اظن بتوافق تهدم بيتك ..



تنهد : بس لها الحق تشاورونها ..



" ما فيها مشاورة يا سالم " .. لتتجه الانظار له .. هاديء وجدا .. ويستطرد تحت نظرات سالم القاذفة بالحقد : لا انت تيوزلها ولا هي تيوزلك ..



ليقف من جديد صارخا في وجه فارس : تراك زودتها ..



ينظر الى شبيب : شاور البنت وردلي خبر .. هذا الحق اللي لازم تسونه ..



ليقف فارس ويقف منذر ملتزما الصمت .. يسمع رد فارس : قلتلك طلبك مب عندنا .. وكنه محد بياخذها الا عقب ما انا اوافق عليه ..




" فارس " .. نطقها شبيب يحذو حذوهم في الوقوف .. مكملا : شو هالرمسة اللي اسمعها ..



نظر إليه : اسمحلي شبيب .. بس محد خابر كنه مثلي .. لا انت ولا منذر ولا اي حد ثاني يعرفها مثل ما انا اعرفها .. وسالم ما ييوزلها .. وان لك كلام ثاني يا شبيب بيتك ما بطبه ..




أنفض المجلس ليظل شبيب واقفا يشد على ذقنه بانامل يسراه .. مردفا سبابته أعلى شفتيه .. معانقا بذراعه اليمنى جسده ..


موقف لا يحسد عليه .. ومنذر خرج مع سالم يوصله للباب .. ليعود ويرى ابن أخته على وقفته : شو بلاهم ؟ وفارس باي حق يتحكم بهالشكل .. كنه لها الحق بالقبول او الرفض ..



لينزل كفه متنهدا .. ويأخذ مقعده ناطقا : فارس اخبر بالرياييل واخبر فكنه منا ع قولته .. يمكن شايف شيء ع سالم خلاه يرفض بهالشكل .. ويمكن ..



ليقاطع اكمال حديثه دخول والدته من خلفها هاشل وشامة .. متقدمة منه : شو مستوي .. سالم شو ياي يسوي؟ وليش صوته واصل الين عندنا ؟



تبسم منذر : استلم ..



لتقترب شامة من خالها هامسة : شو السالفة ؟



" حتى انتي يا شامووه " .. واردف وهو يجلس قريبا من شبيب : الحب يطلع ع بذره ..




لتدفعه شمسة بذارعها جالسة بالقرب من أبنها .. تسمع تحوقل منذر من خلفها : خبرني شو مستوي .. سالم شو ياي يبا ؟



" يخطب كنة " .. قالها وصمت ليجري هاشل تاركا المكان .. ذاك الصغير مؤكد سينقل ما سمع لكنة .. او لجدته المستلقية في غرفتها بتعب .. قهقه منذر لفعله : والله انك عرفت تلعبها يا شبشب ..



ليضحك من جديد .. ويكتم شبيب ضحكته .. لتزمجر شمسة بينهما : شو بلاكم وع شو تضحكون ..



لتنظر لشامة الواقفة قبالتهم : فاهمة شيء ؟



لتهز رأسها وتفضل الانسحاب من المكان تسمع شمسة تتحدث بحنق : ما ناقص الا ولد رفيعه ياخذ بنتي .. لو تنطبق السما ع الارض ما عطيته اياها .. ما سده رد ابوها له .. شو يايبنه .. والا عشانها مطلقة بترضا فيه .. حامض على بوزه ولد رفوع ..



لتضرب بكفها كتف منذر .. صارخة به : بسك ضحك ..



لترتفع الانظار لتلك التي توسطت الباب سائلة : شو اللي يقوله هاشل ؟




ليبعد عن شبيب الاحراج .. ويخرجه من دائرة التهديد الذي القاه فارس آنفا تحدث : سالم كان هني .. خطبج منا .. ويتريا ردج ..




سكون اجتاحهم .. هم في أنتظار أن تنطق وهي تنتظر تتمة الحديث ..لتكسره بصوتها متسائلة : والضرابة اللي يقول عنها هاشل .. شو سالفتها ؟



يأتيها صوت شبيب : تعالي ..



قالها رابتا على جانبه الايمن .. يرى في وجهها جمود غريب .. لعله خوف يلتف على اضلاعها .. تنظر إلى والدتها وهي تمشي وكأنها تنتظر صرخة منها إن هي رفضت العرض المُقال .. جلست حيث أراد .. مبتعدة قليلة عنه مستديرة ناحيته بنصف استدارة : عشان شو تضاربتوا ؟




مثرثرا عليها بما حدث .. غضب سالم وتدخل ذاك الفارس .. انشدت الاسماع إليه .. يحاول أن يبعدها عن ما قاله فارس فهي لها الحق بأن تختار وأن كان ذاك الاختيار يكرهه الكثيرون .. تبسم : ما اعرف ليش فارس معترض عليه .. ومصر ان له حق مثله مثلي فهالسالفة ..




بغضب نطقت والدته : شو له حق وما له حق .. هو حيالله اخوها من الرضاعه .. والا بيتحكم فيها على هواه ..




لا تدري لماذا تبسمت ومن ثم ضحكت .. انفجرت بالضحك طويلا تحت انظارهم .. شقيقها ووالدتها وخالها .. قهقهت حتى فر الدمع من عينيها .. لتمسحه بأناملها الطويلة تحاول أيقاف ضحكتها .. لتصرخ بها والدتها : شبلاج ؟ تخبلتي .. والا لج كلام ثاني .. صح مغتاضة من فارس بس سالم ما بتاخذينه ..




لا تزال تكتم قهقهتها .. مطأطأة رأسها .. لتقع كف شبيب على كتفها يحاول أن ينظر إلى وجهها المستتر .. إلى عينيها الغارقتان في دغدغة روحها الامفهومة : كنة بسج ضحك .. وبعدين شو اللي ضحكج؟ ما قلنا شيء يضحك ..




بكلمات متباعدة رصفت جملتها : ما ادري .. بس يتني الضحكة ..



لتأخذ نفسا عميقا ماسحة باطراف أناملها عينيها .. متنهدة ناطقة : مب موافقة .. وفارس يعرف الرياييل اكثر مني .. ودامه قال ما ايوزلي فاكيد ما ايوزلي .. وتراه له الحق مثلك يا شبيب .. انت اخوي وهو بعد .




وقفت ترغب بترك المكان بعد البوح بما أرادوا سماعه .. ليأتيها صوت والدتها ولا تزل جالسة في مكانها : هذا اللي تبينه .. يطفش الرياييل بحكم انه اخوج .. وتراه ما يسويها الا لانه ما يباج لحد من بعده ..




ليقطب منذر حاجبيه كما فعل شبيب .. نطق : شمسة شو هالرمسة .. استغفري ربج .. إن بعض الظن اثم .. وفارس ما اظن من هالنوع ..




-
تظن والا ما تظن هذا اللي صاير .. وهي تتمناها من السما كيف ولقتها ع الارض ..



تنهدت بخفوت تلتفت تقابل وجه والدتها الغاضبة : ياميه سالم ما ايوزلي .. معرس وعنده عيال تبيني اهدم حياة هدى .. والله مب حلوة ..




" واللي قبله " .. قالتها ولا تزال نبرة الغضب مكبلة الحروف .. تستطرد : ما يعيبهم شيء .. اللي مدرس واللي فالشرطة واللي واللي .. خبريني شو بلاهم ؟ أشوف طلعي فيهم عيوب ..



-
أمييه استهدي بالله .. محد ينجبر ع العرس .


-
مب سالفة نجبرها يا شبيب السالفة ان محد بيبقالهن .. انت بتعرس وبتلتهي فبيتك .. والسنين تركض .. بعدين منو اللي بيهن خبرني – تنظر الى كنة – خبريني .. اذا مب حاسبة هالحساب بذكرج فيه ..



" لا اله الا الله محمد رسول الله " .. نطقها منذر بخفوت .. ثم ارتفع نظره لكنة .. تبعثر الكلمات بشيء من أختناق : ما فيهم شيء .. ولا يعيبهم شيء .. العيب فيّ .. أنا عشت فوق الاربع سنين وييا فارس وكأني ملكة .. حتى لو كانت امه قاسية وخواته ما يطيقني .. بس وربي يشهد علي ان كلمه منه تنسيني الهم ..




نزلت دموعه جارحة وجنتيها : هو اول ريال عرفته .. خلصت الثانوية وانا ما عارفه فهالدنيا الا ابوي ومنذر وشبيب .. هو علمني شو يعني حب .. شو يعني احترام .. اول كلمة حلوة دخلت قلبي كانت منه ..



بلعت غصتها .. ليقف شبيب يحتضن كتفيها : كنة خلاص ..



لتبتعد عنه تواجه والدتها من جديد : لا مب خلاص .. أمييه انا ما الومج .. خايفه علي وخايفه ع شامة .. بس مب جذي .. ما اريد اظلم الريال اللي بخذه .. انظلمت ولا اريد اكون ظالمة .. شو ذنبه اقارنه بفارس .. شو ذنبه اخونه بافكاري وعقلي .. خبريني شو ذنبه .. شو ذنبه اكون وياه ومب وياه .. تبيني احسبها .. والله العظيم اني حسبتها وحسبتها .. وبعدني احسبها ..



-
بتنسينه يوم تعرسين .



-
لا ياميه .. ليش مب قادرة تفهمينا .. ليش صايرة تبين بس تفرضين رايج واحنا باللعنة تلعنا .. ليش صايرة ابوي الثاني مع منذر ثاني ..



ما إن نطقت بتلك الجملة .. حتى طأطأ منذر رأسه .. يستمع لها .. لحشرجة صوتها الرقيق .. لاحترامها لوالدتها برغم حديثها المؤلم .. لم ترفعه وظلت على وتيرة نبرتها الاقرب للخفوت .. تشد على الكلمات حينا وترخيها حينا آخر ..




تتابع : ادري انج تقولين مطلقات .. والبنات هالايام مب لاقيات نصيبهن .. بس الطلاق ما كان بايدي .. ولا كان في عذاريب(عيوب) وتطلقت .. قدر ربي .. ياميه كم شهر ما تسدني عشان انسى .. والله العظيم ما تسد ..




تقدمت بخطواتها حتى دنت من شمسة .. تقع على رأسها مقبلة : سامحيني ..


لتبتعد بعدها تاركة المكان تستمع لشبيب : لا تلومينها .. من حر ما فيها قالت اللي قالته ..




,,


على الجهة الاخرى عاد غاضبا عند الساعة العاشرة ..يردف " شماغه " على كتفه .. مشمر عن ساعديه وكأنه قد خرج من معركة ما .. لتستقبله والدته بهلع .. تقترب منه بعد ان نادته .. ترى وجهه المحمر : سالم وين كنت .. حرمتك شلت العيال وراحت ..



صارخا : باللي ما يحفظها .. يعل العين ما تشوفها ..


-
يا سالم .. ارحموا هالعيال اللي بينكم ..


-
تريد تاخذهم .. تاخذهم .. وورقتها بتوصلها .. مطرشتلي اخوها يتصل علي ويهددني بمحكمة وشرطة .. يخسي هو وياها .. يتحسبوني ميت عليها ..



تحوقلت .. مردفة وهي تمشي خلفه متوجها الى قسمه : يا ولدي خزى بليس .. وروح تفاهم وياها ..



زفر انفاسه الحارة .. متوقف قبل ان يفتح الباب .. ليستدير لوالدته : خليهم ينقلعون .. هي واهلها وياها .. وعيالي مردهم لي ..




,,


يوم خميس .. أجازة أُخرى يسيطر عليها البرود والملل والكثير من السكون .. وفي جعبتها حديث تدرك جيدا إنه سيؤول إلى أرصفة الرفض منه .. كـ رفضه لطلبها بزيارة خالتها منذُ يومين .. ورفضه ذهابها إلى " صالون " التجميل لقص وطلاء شعرها .. تنهدت بخفوت وصل لاسماعه .. ليرفع بصره لها .. جالسة قبالته على طاولة الطعام الصغيرة .. بيدها كوبها الابيض المزين بحرفها .. وبخاره اضحى هزيلا لا يقوى على الارتفاع .. وعاود النظر في صحن إفطاره .. بيض وتوست مع جبن وقليلا من مربى البرتقال .. يرتشف من كوب الشاي ويقتطع من التوست يغمسه في المربى مرة .. ومرة أخرى في الجبن .. مستبعدا البيض المقلي ..



يتأنى في طعامه وكأنه يدرك إن شفتيها ستفرجان عن حديث ما .. وصدق أحساسه .. الايام الماضية علمته الكثير عنها .. برودها معه .. تقبلها لرفضه بزم شفتيها ومن ثم الموافقة .. وثورتها الغريبة في بعض الاحيان .. هو أنسان عصبي .. وثرثار بطبعه .. والآن يكتم في صدره أحاديث كثيرة كان يتمنى أن يقولها يوما لِـ شريكة حياته .. وانقلب حاله كثيرا .. حتى أحلامه الصغيرة تبعثرت ..



قبل الافراج عن الكلمات من قبلها .. كان يتأملها .. يُدرك أنها سابحة في أفكارها ولا ترى نظراته .. مطأطأة رأسها ونظرها الى ما بين أناملها .. تحتضن ذاك الكوب .. يلحظ مسار دماءها على أكفها البيضاء .. وبروز مفاصل اناملها الطويلة .. وخاتمها الذهبي يُقسم أنه يرى الفراغ بينه وبين أصبعها .. هل فقدت الكثير من الوزن في أسبوعين ؟



" سلطان " .. قالتها وهي تحرك سبابتها على حواف الكوب .. لتتم الحديث بهدوء بعد أن أسترقت النظر لوجهه لبرهة .. كان عاقد حاجبيه .. ملامحه تنبئ عن ثورة منه : اتصلوا علي من يومين البلدية .. تدربت عندهم اربع شهور وزيادة .. اممممم ..



مدتها وصمتت .. لترفع كفها ترتشف قهوتها الباردة .. وتتابع حرق اعصابه : عيبهم شغلي .. وعيبتهم الاقتراحات اللي قدمتها لهم .. وقرروا يطلبوني اتوظف عندهم .. فقسم العلاقات العامة ..



" ما شي شغل " .. قالها وهو يتناول " الدلة " الصغيرة يسكب له فنجان آخر من الشاي بالحليب والمشبع بالهيل والزعفران .. صمتت هي ثواني .. متبسمة قالت : ترا في كلام صار بيني وبين عمي يوم عرسنا ..



عادت ترتشف من قهوتها .. وتنظر إليه .. يُخيل إليها ما يعتلج في عقله .. لتردف بهدوء وهي تضع الكوب من يدها : قالي لو في يوم ضامج ريلج أنا مويود وبحسبة ابوج ..




ما إن اتمتها حتى ضرب بكفيه على الطاولة واقفا .. ساقطا الكرسي من خلفه .. متقافزة الاواني على الطاولة مرتعبة : تهدديني يا مها ..



ابتعدت بجزعها للخلف .. تنظر إليه بشيء من الهلع الداخلي .. تختلق ابتسامة كاذبة .. تسمعه يُكمل : سوي اللي تبينه ..



ويغادر يضرب بقدميه الارضية بعنف .. وهي تحركت مقلتيها في الارجاء تحاول ان تستوعب ما حدث .. لتنفجر ضاحكة وتخرس الضحكات عنوة .. وقفت تجمع ما على الطاولة .. تنظفها مما انسكب عليها .. ترتب المطبخ الصغير بهدوء .. تستلذ العمل في المكان .. تعتبره منفذا لتنفيس افكارها .. تتذكره بالامس كيف قلب غرفتها الصغيرة رأس على عقب ..




كانت في دورة المياه ( اكرمكم الله ) تغتسل .. لتخرج ويهولها منظره الباحث في كل زاوية .. حقيبة يدها مرمية وقد بعثر ما فيها على السرير .. ودولاب ملابسها قد افرغه .. كانت ستصرخ فيه .. تعنفه .. بل ربما ترميه خارجا .. ولكنها اخذت تعد في سرها حتى العشرة .. وتبتسم : عن شو ادور ؟ .. قولي عشان اساعدك ..



اعتدل من انحناءه في دولابها الصغير .. ينظر إليها من خلف دفة بابه .. ليسرع الخطى إليها حتى ألتصقت بالحائط خوفا منه : وين تلفونج ؟



-
برع فالشاحن ..



هرول خارجا .. لترمش بجفنيها مرارا .. مرددة بخفوت : شبلاه . تخبل ؟ الله يستر منك يا سلطان ..



لتتبعه تراه يبحث في هاتفها بعد ان اقتلعه من مكانه .. يدقق النظر فيه .. ليلتفت لها وتستكين واقفة .. بشدة سألها : منو كنتي تكلمين من ساعة .. الرقم مب مسجل ..



" خالتي " .. قالتها ليأتيها صوته : وليش مب مسجلة رقمها .. ومنو هذا اللي تقولين له حبيبي .. تحسبين ما سمعتج .. حبيبي وفديتك ومادري وشو ..



لتتقدم منه بهدوء تسيطر على قهقهاتها حتى لا تخرج فيثور أكثر : تغار علي ؟



ليشد على ذراعها : مهوي بتتكلمين والا شو .. تضحكين علي وتقولين خالتي .. هين ..



ليسارع بالضغط على الاتصال .. ويقربه منها بعد ان جعل الصوت خارجيا .. ليأتيه الصوت : مهوي بلاج رديتي تتصلين .. صاير شيء .. فيج شيء ؟


لترتخي كفه عن ذراعها .. يبعد بصره عن وجهها .. ويسمعها تجيب : لا خالتي .. بس سلطان متصل يبي يسلم عليج .. ويسأل عن عمي ..



يكتم الصوت ليضعه على أذنه .. يتحدث بجمود مع خالتها .. ويسأل عن الاحوال .. ويضحك مجاملة كاذبا في اسباب عدم زيارته لهم .. طال حديثه معها لدقيقتين او لعلها ثلاث .. ليغلقه راميا به على اقرب " كنبة " ويعود لاستجوابها بسخط : عيل حق منو قايلة حبيبي وفديتك مب معقوله لخالتج ..



تربع ذراعيها على صدرها تميل قليلا في وقفتها .. تنظر إليه بنظرات لا هوية لها .. هل هي غضب .. ام حقد .. ام خوف .. ام ماذا عساها تكون ؟ .. لتنطق بهدوء : مبارك ..


ليزم شفتيه : مب من الاحترام ترمسينه بهالشكل ..


لتصرخ به : ياهل .. ياهل ومثل اخوي الصغير .. مربيتنه وييا خالتي ..



لتطوح رأسها .. تشد على شفتيها : انت شو علتك بالضبط .. شايف علي شيء .. سامع شيء .. ؟ ..



ليتركها في مكانها دون ان يصمت اسئلتها بالاجوبة ..



تنهدت وتلك الذكرى وغيرها تؤرقها .. تغسل كوب الشاي بهدوء .. لتلتفت له حين سألها عن مفتاحها لشقتهما الصغيرة .. لتشير له برأسها إلى الطاولة الصغيرة بجانب " الكنب " الطويل في الصالة .. يتحرك يسحبه ويدسه في جيبه .. لترفع صوتها له حين ادبر باتجاه الباب : تأكد من قفله مرتين .. واذا تريد بعد ييب قفل وقفله من برع ..



لتزم شفتيها غضبا .. ترمي بالاسفنجة الغارقة بالصابون في حوض الماء .. وتتكئ بكفيها على حافته .. تزفر انفاسها .. متمتمة : يا رب صبرني ..




,,

الصبر على الاغتراب .. وعلى الحنين .. وعلى الوجع المكلل بالأنين .. كان يرجوه حارب .. ثقُلت أيامه بزحام ترهات عقله .. كان يشغل جُل وقته بالعمل .. بين المرضى ومن طبيب مشرف على تخصصه الى آخر .. وبعد خفض ساعات عمله بات يأن تحت وطأة الافكار .. واحلام الرجوع .. واحلام أخرى يتمناها وتكبحه ذاته .. يكبحه الاحترام وتكبحه صداقات سنين طوال ...



خرج من دورة المياة ( اكرمكم الله ) يستر عورته بمنشفة كبيرة بيضاء .. وشعره الاسود الكثيف أُغرق بالماء دون أن يرأف به .. رفع كفه يدس أنامله بين خصلاته المتمردة على جبينه .. يرفعه للخلف .. ليدرك بأنه نسى أن يجففه .. يشعر بالضياع يتآكله وهناك فكرة باتت تراودة في كتابة رسالة .. رسالة مضرجة بدماء عشقه المجهول .. أرتدى بلوزة قطنية وبنطالا واسعا .. ليأخذ تلك المنشفة ينشف بها شعره .. به كسل يمنعه من أحضار منشفة أخرى ..



بعد دقائق كان ينحني عند طاولته يخرج من أحد أدراجها أوراق صماء .. وقلم حبر .. ليبتعد جارا معه كرسيه الخشبي .. و دفتر كبير .. ليقبع امام النافذة المطلة على الغروب .. يركن اوراقه البيضاء على ظهر دفتره .. ويسند الاخير على ركبته ..



يرقب البعيد وكأنه يستمد منه أحرف تليق بها .. ليكتب في أعلى أولى الصفحات : إلى عشقي الذي أماتني حيا .. وأحياني بعد موتي .. إلى ساكنة الروح مستعمرة عروق جسدي .. مستحلة دمائي .. لكِ أكتب ..



أتعلمين ماذا فعل بي شعركِ الطويل حين رأيته ؟ وضحكتكِ الرقيقة تلك حين داعبك الهواء متطفلا على سترك.. حينها كُنتِ صغيرة تتقنين الحشمة .. وحينها كنتُ على أعتاب السنة الاولى من الجامعة .. هل كنتُ أكبركِ بخمس ؟ .. هل مرت بذاك الحدث الذي وصم قلبي بأسمك ثمان سنوات ؟ .. آه كم هي سريعة تلك السنون ..



بلائي الجميل .. اسمحي لي أن ادعوكِ بالبلاء .. وبالسم اللذيذ .. أبتليتُ بكِ .. حتى بتُ أنام على جمر الهوى ليلا .. حالما بكِ .. أحتضن خيالك .. واغدقكِ بوافر من كلمات العشق .. أختطفتِ مني دون رحمة بفؤادي .. ناح عليكِ ليال طوال .. حتى ظننت ان لا مفر من الوداع .. أودع الدُنيا .. أوجعني القلب الذي تربعتِ فيه زمنا .. حتى ظننت بأن اللحد قريب .. وبأن أنينه نداء لملك الموت .. يأتي حين غفلة ينتزع روحي .. وأدركت أن روحي انتِ .. وقد أنتزعت بملك موت مختلف ..



قاتلتي البريئة .. كيف لكِ النجاة من حكم الاعدام بعد القتل .. وكيف للبراءة ان ترافقكِ بهذا الشكل .. كنتُ اتخيلكِ بين سطور كتب دراستي .. وفي المجسم العظمي .. وفي الرأس القابع أمامنا نحنُ طلاب الطب .. كنتُ اتلفت لارى العيون تنظر حيث تخيلتكِ .. فتحرقني النظرات وأن كانت محض أوهام في رأسي ..





انتزعه من بين تلك السطور رنين هاتفه .. ليقف يحمل اوراقه ودفتره وقلمه .. يضعهم على السرير وينتشل الهاتف من احضانه .. متبسما يُجيب .. وقد جلس بجانب رسالته المبتورة : هلا والله ..



هناك على الطرف الاخر كان فارس .. خارجا من مقر عمله في دائرة الاقتصاد .. يصعد سيارته وقد عانقت سماعة هاتفه اذنه .. يبعثر كلمات السلام والسؤال عن الحال .. وعتب قليل .. لتأتيه ضحكات ذاك المغرم .. ومن ثم وكأنه يختبر صاحبه : كنه كثروا خطاطيبها ..



ليصمت .. تتسارع انفاسه .. تخبر صاحبه ان الخبر قاسي .. وان الكلمات طعنات في قلبه المكلوم .. ليبتسم وكأن ذاك يراه : ما شاء الله ..



صوته المتغير لم يخفى على فارس .. ليزيد له الكيل : واخرهم سالم .. البارحة خطبها وانا كنت مويود ..




تصله تنهيدة حارب ومن ثم الصمت .. فقط الصمت .. وصوت غصة ابتلعها .. هل جف حلقه حتى اصدر صوت يفضحه .. ليكمل الاخر قاصد أن يوجع صاحبه : والله كنون تستاهل كل خير ..



كف يا فارس .. لم يعد في الفؤاد موضع رأس ابره لتطعنه .. كف فكلامك دبابيس سامه توجع وتستكين وتعاود الوجع كرة أخرى .. كف فوالله ادركت انك لا تعلم من امري شيئا .. فان كنت تعلم لما قسوت .. باللهِ عليك توقف ..




لينهي المكالمة بعد أن اخبره بأنه قرر الزواج .. وبأن صديق عمره سيتزوج بعد اسابيع .. تنهد وقد اوقف سيارته امام منزله .. لعل تلك القسوة تُرجعه .. ترجل واذا به يسمع شقيقه يحادث والدته .. يحاول معها أن تدعه يفعل ما يشتهي .. فهو ليس بالصغير .. وكفاه مصائب زادته سنا على سنه ..



ولج مُلقي السلام .. منحنيا يقبل رأس والدته .. ويجلس بجانبها : اميه ترا البنت اللي فيها ما يعيبها .. وبعدين بشترط عليهم اني متى ما نويت اعرس عليها بعرس ومالهم اي حق يعترضون ..



نظرت إليه شزرا .. تعرف أبنها جيدا .. لا يكسر قلبا .. يقولون " كثر الطرق يفك اللحام " .. ويبدو أن كثر الحديث معها في هذا الموضوع جعلها ترضخ .. لتنطق : عندي شرط ..



نظرا إليها .. ليبتسم فارس : أنتي تامرين .. قولي شرطج .



-
أنا مب ملزومه منها .. ولا لها عيشه وياي .. بتاخذها تبقى فقسمك لا اشوفها ولا تشوفني ..


أنحنى يقبل كفها .. ستلين لعروسه مع الوقت .. ستحبها أن رأته سعيدا .. وهو ينشد الراحة مع عائشة .. عاد يقبل رأسها : على أمرج .. بقوم اتسبح .. خلي نورا تحطلي غدا ..




,,




أستحم وتناول غداءه وفرحة تتقافز بين اضلعه .. حتى ما دخل وقت صلاة العصر شد الخطى الى المسجد يسبق شقيقه .. سيزف الخبر لذاك الشيخ .. سيمهد له طريق الشروط وشرطه هو الذي يقسم بأن والدته ستطرحه على أم عائشة عند الزيارة .. صلوا العصر .. وبقي كعادته آخر المغادريين .. وما أن انهى الامام قراءة ورده من القرآن .. قام واذا بفارس يستوقفه : عقب يومين بنيكم اذا ما عندك مانع ..

حزن لاح له في عينيه .. لينطق : مب مجبور ياولدي .. وترى من خوفي ع بنتي ومن ثقتي فيك قلت اللي قلته .



" وانا شاريها يا عمي " .. ليتابع معه الحديث عن ما قد سيكون من قبل والدته .. وعن ما قيل حتى تقبل وتبارك الزواج .. ليخرج من المسجد بعدها .. ويهتز هاتفه في جيب ثوبه .. تنهد وهو يرى ذاك الرقم .. ليست المرة الاولى .. فلثلاثة ايام وتلك لا تكف عن الاتصال وهو يتمنع عن الرد .. أجاب : سلوى يعني ما فهمتي اني ما اريد ارد عليج ..



ليأتيه صوت آخر : وياك ام سلوى يا فارس .. شخبارك ؟



ابتسم على مضض : هلا عمتي .. بخير ربي يسلمج .. انتوا شحالكم .. وعمي شخباره .. سمحولي ما زرته فالبيت عقب ما طلع من المستشفى .. ان شاء الله صحته احسن الحين ..



تجلس في الصالة الصغيرة في طرف منزلهم الكبير .. بابها يطل على الممر المؤدي الى الباب الرئيسي .. تنظر الى الباب .. وتطرق السمع حتى إن مر احدهم صمتت عن الحديث .. وإن سمعت حركة ما اغلقت المحادثة .. قالت وعيناها تسمرتا بعيدا : الحمد لله بخير امس يوم يابه سعيد من الدختر تعب شوي .. بس اليوم احسن ..



تسمعه يحمد الله ويشكره .. فتنطق : فارس تقدر اتينا .. اريدك فسالفة .. ضروري يا ولدي .. الحين .




يمر الوقت تحاول فيه ان تلملم توترها .. تصرف ابناءها الصغار بعيدا في غرفة الالعاب .. وتخبرهم ان لا يخرجوا .. وتهرول الى بعلها لتراه نائما من بعد ان صلى العصر على سريره .. تنهدت بخفوت لتغلق الباب من خلفها .. وتقف عند عتبة الباب تنتظر منقذها من الفضيحة .. من سواد طمستهم فيه سلوى .. تلك الزانية القابعة في غرفتها يتلحفها الخوف ..




تلوح لها سيارته المقتحمة ساحة الفلة لتقف .. ويترجل هو .. يتقدم نحوها بخطوات وجله .. يلقي عليها التحية : عمي فيه شيء .. حد من العيال فيه شيء .. خوفتيني ..



-
ما فيهم الا العافية .. حياك تقهوى وبنسولف .


لتساوره الظنون .. لربما الامر متعلق بتلك التي ابتعد عنها .. وصدق ظنه حين بدأت والدتها الحديث : سلوى حامل يا فارس .. وطالبه منك الستر ..


انكسار صوتها .. انهمار دمعها .. رجفة كفيها .. كُل ذاك اخرسه عن الحديث .. لتتابع : املك عليها من يديد .. وخذها عندك .. سو فيها اللي تباه بس استر علينا .. دخيل ربك يا فارس تستر عليها وعلينا .. ابوها بيروح فيها لو درى ..



تنهد : سامحيني .. يوم اني خذتها سترت عليها .. ويوم اني طلقتها ما ظلمتها .. ما احترمتني ولا حترمت شهر رمضان .. تطلع يوم يخلالها البيت .. وترد .. وتكلمه وهي على ذمتي .. فاضت النفس من صبرها ع بنتج .. والمصيبة من بعد ما عرفت انها مب بنت .. صارت توهمني انها تغار علي .. تغار من كنة .. حسستني انها تغيرت ..


طوح برأسه : سامحيني .. بس ما بربي ولد حرام ع انه ولدي .. دقوا ع ابوه وتفاهموا وياه .. والله يخليكم بعدوني عن سلوى ومشاكل سلوى ..


ليقف : الله يكون فعونكم ..



غادر بخطوات واسعة .. وفي نفسه شيء من غضب .. لم ينتبه لسيارة المتوقفة في الساحة والتي لم تكن آنفا .. وابتعد يرتل الدعوات ليستر تلك الام وذاك الاب العليل ..



تلك السيارة توقفت من بعد توقف سيارة فارس بربع من الساعة .. وترجل منها سعيد .. سعى داخلا ليطمئن على زوج شقيقته .. لتتوقف قدميه قريبا من باب تلك الصالة وجملة شقيقته تلج الى مسامعه وتسمره في مكانه : طالبه منك الستر ..



يستمع لباقي الحديث بأيدي مقبوضة .. وانفاس ثائرة .. وصدر يرتفع ويهبط قهرا .. تلك الفتاة جلبت العار لعائلتهم .. ليبتعد عائد ادراجه للخارج .. يختبيء عن ذاك الذي خرج مغادرا .. وما ان انطلق بسيارته حتى هرول مزمجرا .. لتسمعه شقيقته وتراه يمر كالبرق صاعدا الى الاعلى .. وتكفكف دمعها على عُجالة .. وتهرول من خلفه .. تنادي باسمه ..


هناك كانت مستلقية على سريرها .. غفت متمنية ان ينتهي كُل شيء حين تستيقظ .. لتقوم بجزع على صوت الباب الذي فتح على مصراعية .. وصوت خالها .. يقذف بالشتائم .. ويقفز على سريرها ينهال عليها ضربا .. وجسدها بين ركبتيه الغائرتان في اللحاف الثقيل .. تحاول صد ضرباته عن وجهها بذراعيها .. تبكي خوفا .. وتصرخ هلعا .. وهو لا ينفك يضربها .. ويحاول ان يكبل عنقها بكفيه الغليظان .. لتدفعه بقسوة .. ويترنح مبتعدا للوراء : والله ما بخليج .. موتج ع ايدي يالردية ..



دفعته فوقعت من على السرير بعد ان حاولت الهرب ولن تقوى .. ليبتعد مترجلا .. يشد عقاله الذي وقع من على رأسه حين اقتحامه لغرفتها .. ويدور حول ذاك السرير .. ينهال عليها ضربا به .. وهي لا حول لها الا بالانين والبكاء ..


لتأتي والدتها وقد انهكها صعود السلالم .. تدفعه عنها : بتذبحها يا سعيد ..

لينهال على ساق شقيقته اليسرى بـ " العقال " .. لتصرخ قافزة .. وتعود تثب بينه وبين ابنتها .. فينهال عليها من جديد ضاربا : كله من تربيتج ..


لتصرخ تلك من خلفها : لا تضرب امي ..


صارخا هو : بس ..


دافعا بشقيقته بذراعه القاسية .. لتقع متكومة على الارض .. وينهال رفسا لساقيها وبطنها : يالزانية .. يا عديمة الترباية .. ياللي ما احترمتي شيبة ابوج .. وبعد تبن تحطن ولد الحرام فرقبة الريال ..


يصرخ بتلك الجمل مع كل رفسة منه .. وتسعل هي .. تلتف على نفسها وجعا .. ليقف يلتقط انفاسه .. وسرعان ما يرمى ما في يده .. يركع امامها .. ويشد على عنقها يخنقها .. تجحظ عيناها امامه .. تخدش ظاهر كفيه باظافرها دون فائدة .. يصرخ فيها وقد اعماه الغضب : موتي يالخايسه ..


ليقع فجأة جانبا .. بعد ان دفعته والدتها عنها : بسك بتقتلها ..


يغيب عنها صوته المزمجر .. تبرد اطرافها وأنين مؤلم يخرج من صدرها .. لتغرق في ظلام الآه .. لا تسمع شيء ولا تشعر بشيء .. وتلك تصرخ بها إن أنهضي .. افتحي عينيك وتكلمي ..



,,


يرتب " شماغه " المضرج بلون الدم على رأسه يقف على اعتاب الصالة .. اليوم موعد رؤيتها بالنسبة لوالدته .. حُدد الوقت بعد صلاة العصر .. وهم الآن قبل العصر بساعة .. الوقت يمضي وتلك النسوة بطيئات .. ليرفع صوته : ياللا خلصن ما عندنا وقت .. بروح اييب حرمة عمي ومبارك ..




لتطل شامة من غرفتها تتبعها كلثم .. تدنو منه .. تقبله بالتحية الاماراتية : مبروك يا ابو ناصر ..


وتعيد تلك الصغيرة الجملة من خلفها .. ليجلس القرفصاء امامها : الله يبارك فيكن ..




ويطبع قبلة على وجنتها ومن ثم على جبينها .. ويشدها اليه بذراعه : بتعرس ؟ بتسوي حفلة عووده مثل حفلة مها ؟




- ان شاء الله ..




ليرفع نظره لشامة .. لا تزال بملابس البيت .. ليعقد حاجبيه : ما بتروحين ؟




هزت رأسها : مالي عين اقابلها .. فالعرس ان شاء الله .. بس يا رب تعيب امي ..




وتردف : بروح استعيلهن .. انت روح بيت عمي ترا الوقت يطير والطريق طويل ..




ولج الى الصالة بعد ان هرولت كلثم مبتعدة مع شقيقته .. لتلوح له جدته وبين كفيها الراديو المكسي بالجلد .. يقع على رأسها مقبلا : كنت اتمنى تروحين تشوفينها وتقوليلي رايج ..




- الله يباركلك يا ولدي .. وعساها تكون الحرمة اللي بتسعدك .. لا تاخذ ع كلام الناس .. ترا الكلام ما يخلص .. اتبع قلبك وعقلك وانت الربحان ..




يعود يقبل رأسها .. ويغادر .. لترفع تلك العجوز كفيها داعية له .. وتصرخ بعدها : وينكن .. عنبوه لو رايحات عرس كان خلصتن ..




ليأتيها صوت شمسة وعباءتها قد اردفتها على ذراعها : هذوني خلصت .. حشا كلتونا ..





,,





هناك في سجنها الصغير .. جالسة بخوف .. اخبروها ان اليوم ستأتي والدته ونساء من عائلته لرؤيتها .. تجلس على جانب السرير .. وبجوارها قد طُرح لباسها الذي خُصِص لهذا اليوم .. ثوب أماراتيا " مخور " مع ثوب من الشيفون .. تتلألأ به الخيوط الذهبية .. و " شيلة " خفيفة تناسب ذاك الثوب ..




وأناملها تداعب أناملها .. وفكرها أخذها للامس .. حديثها مع زوجة عمها محمد .. هي الوحيدة التي تزورها في حبسها والمكلفة بإيصال الرسائل من فهد ومن غيره .. تقف بعد ان دخلت مخبرة لها عن هذه الزيارة : خالتي أنزين ليش تقفلون علي .. والله العظيم ما بشرد ..




لتزفر تلك المرأة : أوامرهم وانا ما اقدر اسوي شيء ..




تمسك بكفيها : صارلي من ييت هني .. تقريبا اسبوعين .. أنزين عطوني تلفوني .. خبريهم يعطوني تلفوني ..




" كسره فهد " .. قالتها تلك لتزم هي شفتيها بكمد .. ترفع وجهها للاعلى .. تغالب دموعها : انزين كيف تبوني اعرس وانا معرسة .. وفوق هذا حالفين ما تبون تعرفون اسمه .. عيل كيف بتتأكدون من كلامي .. تبون تذبحوني اذبحوني .. والله اهون علي من انكم تزفوني لريال وانا ع ذمة ريال ثاني ..




ليأتيه صوته الغليظ حيث الباب كان مواربا .. لتندفع بجسدها تستتر بدفته : اذا تبين الستر تسمعين الرمسة .. والا والله ما بيصيرلج طيب .. والريال اللي يالسه تقولين عنه ريلج بنعرف كيف نذله .. بس انتي قولي اسمه .. ان ما قررناه الين يعترف بكل اكاذيبج ..




ثم : خالتي .. خبريها أي كلمة منها لاهل المعرس ما بيصير خير .. تيلس وياهم بسكات .. ترد ع قد سؤالهم اذا سألوها .. وانتي كوني مثل ظلها ..






نزلت دموعها تذكر صوته .. وتهديده المخيف .. هو قادر ان يفعل الكثير .. لتسارع بمسح دموعها حين سمعت ادارة المفتاح .. لتطل عليها : ريا بعدج ما لبستي .. الناس شوي وبيوصلون .. قومي لبسي وحطيلج كحال وعدلي ويهج شوي .. ياللا فديتج .. ترا ما في ع صريخهم ..




نظرت إليها : اريد اشوف يدي ؟




" استغفر الله العظيم " .. قالتها وولجت لتجلس بجانبها : ريا فديتج كم مرة خبرتج عمي ما يبا يشوفج ..




تربت على كتفها : ياللا فديتج قومي تلبسي وتزيني .. ترا حريم اعمامج وبناتهن هني .. اريدج تكونين احلى وحدة فيهن ياللا ..




ابتسمت على مضض : ان شاء الله .




وفي عقلها احاديث تمرد .. لعلها تحل وثاقها بالحديث مع احداهن وتعلن العصيان على ذاك الـ فهد .. مر الوقت لترتدي ذاك الثوب .. وتطلق لغرتها العنان على جبينها .. تنهدت وهي تنظر لعينيها المستديرتان الذي غير الكحل الاسود من شكلهما قليلا .. ليسحبهما للخلف .. وتزدهر شفتيها بالتوت .. أغمضت عينيها تتمتم في داخلها بآيات من القرآن .. وأدعية ليحفظها الرب .. وليقويها على فعل ستقوم به ..






فتحت عينيها لتسحب انفاسها .. وترسم ابتسامة هادئة .. وبعدها ترفع ثوبها قليلا لتستطيع المشي بحرية .. تقف تستمع لاحاديث تلك الفتيات المتجمهرات خلف تلك النافذة في الطابق الثاني .. تصرخ احدهما : يا ويل حالي هذا اللي بياخذ ريوه .. والله ما يستاهلها .. شوف الهيبة وييا النظارة ..


وتنطق أخرى : دب ..


وتضربها احداهن على كتفها : مالت عليج .. هذي عضلات .. شدراج انتي ..




وبصوت ممزوج بالغرور قالت أخرى : والله ما يسوى ظفر من ظفور فهود ..




ليطلقن بصوت واحد : وووووع ..




- ما لقيتي غير فهيد .. اقول انطبي بس




كتمت ضحكتها .. وتابعت سيرها محمحمة .. ليلتفتن إليها بازدراء .. ويبتعدن عن المكان تباعا .. وكأن بها داء مُعدي خشين ان يصبن به .. ليأتيها صوت زوجة عمها : ياللا تعالي .. بنزل وياج .. محد الا امه واخته وحرمة عمه ..




تنهدت وهناك طبول تُقرع بين اضلعها ..لتنزل الدرجات ويدها تعانقها يد خالتها .. حتى ما وصلتا للمكان .. اذا باحدى زوجات اعمامها تنطق : عاد ما لقيتوا غير ريا بنت عيسى ..




بذهول نطقت شمسة وهي تلتقف كأس العصير من أحداهن : ليش شو بلاها البنت ؟

,,







هُنا أقف وموعدنا الاسبوع القادم في نفس الموعد باذن الله

تحياتي



اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 27-04-14, 10:37 PM   #113

ايفاادم

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ايفاادم

? العضوٌ??? » 293549
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  مُ?إني » Germany
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
" آخر أنثى قبيل وصول التتار " أحدث رواياتي .
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصراحة في هذا البارت الكل كان مستفز بدا من فارس

لم استسغ البتة اللقاء بينه وبين كنة و كأن شيء لم يحصل و الحياة جميلة حتى بستشيرها في زواجه من اخرى ؟!! تعجبت و بلعت الموقف غصب عني فكيف لها ايضا ان نوافق ان تراه انا بعكس الاعضاء اللي قالوا انها شجاعة منهما حتى تمشي الحياة و كل ماض في طريقه !!
لا رجل عاش معها و حصل بينهما ما حصل بين زوجين و المشكلة احبا بعضهما بجنون كي يتقابل معها بهذا الشكل لن استسغ الموقف ابدا !!

ومن ناحية اخرى يرفض سالم لها كزوج لحجة انه اخ لها و دفاع شبيب كان جدا ضعيف ضد هذا التدخل فانا اعتبره غيرة عليها وكذالك منذ الان يحوم حول حارب كي يقتعه بالزواج من كنة !!
ليس من الضروري ان ننزوج في الاصل فكم من امرأة طلقت و لم تتزوج و اهلها يصرون على تزويجها وهي لا زالت تنزف !!

ريا .. من هو هذا الرجل الذي لا يعلم احد انك قد تزوجته الا انتي ؟!! هل هو نفسه شبيب ام انه فهد ؟!!
ولماذا كل هذا الضعف امام اهلك انتي واثقة انك بريئة اذا لا تكترثي و دافعي عن نفسك و عن حقوقك قالكل صار ينهشك !!

سلطان و مها وضع غريب قد تنقلب فيه موازين القوى رغم هشاشتها و تلاغبه بها هي كذالك اذا كانت واثقة من نفسها فلا يجب عليها سؤاله في كل مرة ماذا سمع عنها فليضرب رأسه بالحائط من يستمع الى ثرثرة النساء !!

سالم يستحق ما جرى له على يد هدى فهو لا يستحقها اذا كان في كل مرة يهدد حياتها بضرة !!

ام سلوى و سلوى كبف اتتهما الشجاعة لعرض عكذا عرض على فارس الا تخجلا ؟!!
سلوى تستحقين الرجم في ميدان عام فانت اولا زانية ثم خائنة الله بستر على بنات المسلمين تصرفاتك قمة في الطيش و السفاهة و قلة العقل و التربية السيئة !

انات افجعينا الفصل الجاي بأخبار حلوة و لا تخلي شبيب يتزوج ريا فهي لا تناسبة ابدا !!




ايفاادم غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 28-04-14, 05:35 AM   #114

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



,,


يعزف التوتر لحن مزعجا على اضلاع قفصها الصدري .. فيرتبك فؤادها بوخزات غريبة .. جميلة بقدر مقبول هي .. ليست ملكة جمال .. بل بها من بشاشة الملامح الكثير .. عينيها المستديرتان لهما من الاتساع الشيء البسيط .. وانفها المعتدل مرتفع الارنبة ، و وجهها بين الطول والاستدارة اتخذ موقعه .. كُل ذاك استتر خلف عيون الحقد الغاضبة والناظرة إليها.. وتلك البشاشة دثرها التوتر حتى باتت النظرات تائهة .. والانفاس خانقة .. والقلب لا يستكين فيهدأ ..





هل لنا أن نمسك ممحاة كبيرة .. نقضي بها على سواد ماضينا .. فنعدمه حتى لا يراه احد . ولا يحكي فيه احد .. هل ستلاحقها تلك السنة الكئيبة الى الممات .. وتتبعها تحت التراب .. وتتناهش الالسنة لحمها في الحضور والغياب ؟ .. أجبرها حديث زوجة عمها على ابتلاع ريقها .. وأن تشدد بكفها على كف خالتها زوجة عمها محمد .. حتى في حضرة الغرباء لن يرحموها ..





ترغب بأن تقتل الاحترام في هذه اللحظة .. وتدوسه تحت قدميها .. وتثور في وجوه تلك النسوة المسترسلات بالنخر فيها .. وكأنهن سوس ينهش في صمت .. حتى ما قضى أمره أوجع .. شعرت بكف خالتها يشدد بكفها حين لحنا للنساء .. وسؤال شمسة قد طُرح وجواب الاخرى كان قاب قوسين وادنى من لسانها .. لتسارع ناطقة : البنت يتيمة .. وحمل اليتيم عود .. ويكفي ان الرسول موصي عليه .. فالله يعينكم ع هالحمل يا ام شبيب ..




كانت في شرود غريب .. لم تسمع ما قيل الا انها شعرت بان كُل شيء بخير .. حين قامت خالتها بتقديمها لهن .. وتقديمهن لها .. لتبتسم بهدوء تقع على رأس شمسة مقبلة اياها احتراما .. وتحي حفصة .. ومن ثم تقف تتبادل القبل مع كنة .. التي رحبت بها أياما ترحيب .. لتجلس بهدوء بجانبها .. قبالتها زوجات اعمامها الحاقدات .. وعلى يسارهن كانت شمسة تنظر إليها .. تتفحص تفاصيل وجهها .. وهي ترفع نظرها لبرهة وتعود تخفضه .. الاضطراب يجعلها فقط تبتسم بفتور .. حتى الاسئلة الملقاه عليها كانت تجيب على بعضها والبعض يتوه مع صوت افكارها ..




دقات قلبها تُقسم إن لصوتها صدى غطى على الاصوات المختلطة .. لتلتفت على ضحكات بنات اعمامها الجالسات في زاوية المكان .. يتهامسن .. ويتصرفن بعيدا عن أحترام من هن اكبر منهن سنا .. وكأنهن لا يبالين بالضيوف .. عادت تطأطيء رأسها .. تعبث أناملها بثوبها .. ليأتيها صوت كنة : يعني انتي دكتورة ؟




لترفع رأسها .. لم تسمع ما دار من حديث عنها بين شمسة وزوجات اعمامها .. وكان السؤال المُلقى من ثغر كنة ما هو الا تعقيبا بعد الجواب عن سؤال ما هي شهادتها .. ابتسمت : يعني ..




وتحاول ان تركز مع الاحاديث ..المدح الجزل من قبل حفصة عنها .. يبدو أنها وقعت موقع حسن عندها .. يتحدثن النسوة بشيء من التعالي ويسألن شمسة عن عدد أولادها .. ومن ثم يطرحن سؤالا عن كنة .. يحمل معه نظرات اعجاب من احداهن : ما شاء الله .. وبنتج هذي معرسة ؟




لا تعلم لماذا وقع نظرها على وجه كنة حينها .. ليخيل إليها وجه شامة .. وترمش بعينيها تحاول ابعاد ذاك الخيال .. لترى أبتسامة جوفاء قد ارتسمت على شفتي كنة وهي تنحني تضع كأس العصير من يدها .. وتسمع والدتها تجيب بـ أن لا .. وتنطق لتهرب من تلك النظرات المتفحصة لها قائلة : مطلقة يا خالتي ..




نظرت إليها والدتها شزرا .. توبخها لقولها .. وتلك داهمتها ابتسامة .. وشيء ما يخبرها بأن تلك الفتاة ستساعدها لا محالة .. بها شيء من القوة والثقة .. أمسكت بكفها حين غفلة من كنة : نقدر نيلس بروحنا ؟




تحملقت الاعين عليهما .. لتنطق زوجة عمها محمد : وين بتروحن تيلسن .. البيت ما فيه مكان .. خلكن هني ..




أي هُراء ذاك .. المنزل باتساعه لا يوجد به مكان .. وكأنها بذاك الحديث وتلك النظرات الخائفة تسألها .. ماذا عن فهد ؟ .. هل نسيتي تهديده الصريح ؟ .. أم انك تبحثين عن ذكاء يُرديكِ في جحيم ؟ .. التفتت على صوت تلك : حبيبتي تبين تقولين شيء ..؟




وصلتها نبرة حنان غريبة .. لتبتسم : لا .. بس تشوفيهن سوالفهن مالنا دخل فيها ..



تعود تلك الابتسامة تكلل محياها : ولا يهمج .. اصلا مب مطولين .. عقب شوي بنروح ..




" عقب شوي " .. ترددت تلك الجملة مرارا في ذهنها .. الفرج سيمضي إن لم تتشبث فيه قبل رحيله .. الخوف ناقوس صوته كئيب يجرها للتخاذل .. عليها أن تنقذ نفسها من براثم الحرام الذي سيرمونها فيه .. وقفت بهدوء ليأتيها صوت زوجة عمها غانم .. تلك المرأة قاسية بقسوة بعلها : على وين ؟



-
بطلع شوي وبرد ..


-
بروح وياج ..



قالتها زوجة محمد وهي تقف .. فذاك الفهد وذاك الجد لا يؤتمن جانبهما إن حاولت هي أمر ما .. تبسمت : ماله داعي خالتي .. الله يكرمكن بروح الحمام وبرد .




قالتها بسرعة واختفت بسرعة أكبر .. ليرمي الاستغراب بستائره على الحاضرات .. الامر يدعو لريبة .. القصص المبتورة .. والالغاز المبطنة الغير مفهومة .. وشيء من ضجيج توتر يلوح على الوجوه رويدا ..





خطواتها تُسرع بها .. وثوبها يحاول ان يعيقها مرارا .. لترفعه وجدا .. وتلج الى غرفتها في لهاث جم .. تدع الباب مواربا خوفا من أن يُغلق وينتهي جميع ما ترتجيه .. سحبت كرسي التسريحة .. تضعه بجانب دولابها .. قصرها لا يساعدها ان تطال حقيبتها .. لتسحبها وتقع بسبب رعشة أناملها .. محدثة ضجة في المكان .. وتتلفت هي في خوف .. تترجل تنحني عليها .. تذكر أن بها دفترها وقلمها الازرق هدية من والدتها .. وجدت الثاني والاول لا أثر له ..




" وينه " .. بعثرتها باختناق .. و لم تترك مكانا الا وبحثت فيه .. لا شيء سوى اوراق قديمة بها الكثير من السطور .. تنهدت لتقتطع اسفل احداهن الاصم .. وتقف تضع تلك القطعة من الورقة على طاولة التسريحة .. وتخط : أنا معرسة خبري اخوج بهالشيء ..




وختمتها باسم بعلها .. حتى يتصرف ذاك الشبيب ليعلم الحقيقة قبل أن يقع هو ايضا في الحرام .. قفزت برعب من انحناءها حين ضربت دفة الباب فالجدار .. فُتح على مصرعه في حين غفلة منها .. ليزداد هلعها اضعافا مضاعفة .. متناسية شعرها المكشوف .. ونحرها الظاهر .. لتتسمر في مكانها .. تشد تلك الوريقة في كفها .. تدسها وتخنقها بقبضتها ..





,,

قبل دقائق حين خطت مهرولة للاعلى .. كانت خطوات صغيرة تهرول خارجة من المنزل لتقف على عتبة باب مجلس الرجال .. طفل لما يتجاوز التاسعة .. أوكلت إليه مهمة المراقبة من قبل فهد أبن عم والد ذاك الصغير .. والمكافأة مائة درهم .. رآه واقفا حيث الباب قبالته .. فالتفت للحضور مستأذنا : سمحولي ..




يمسكه من كتفه ويمشي معه بعيدا بعض الشيء .. لينظر إليه سائلا : شو ؟




" عطني الميه وبقولك " .. لم يسمى ذاك الصغير بـ فهد هباءً .. فهو نسخة مصغرة من فهد الواقف قبالته .. ليتشدق : والله مب هين .. عرف ع منو يسميك ابوك ..




ليقهقه بعدها وهو يدس يده في جيب ثوبه .. يخرج محفظته بُنية اللون .. ومن ثم ورقة المائة .. يلوح بها عاليا حتى لا تصلها يد فهد : قول وبعطيك ..




ليزم الصغير شفتيه نافخا الهواء من رئتيه بعنف .. ويربع ذراعيه على صدره بسخط : ريا طلعت فوق بروحها .. كانت تركض .. ياللا هات ..




مد يده وهو ينظر لوجه فهد الذي تغيرت ملامحه .. ليضع النقود في كفه بعنف ويهرول مسرعا .. يسمع احاديث النسوة في تلك الصالة البعيدة عن الرواق بعض الشيء .. توقفت قدميه هناك لبرهة .. وانفاسه غاضبة .. وانظاره تسمرت في اعلى الدرجات .. ليسرع يطويهن اثنتين اثنتين .. ليضرب الباب بعنف .. حتى ارتد إليه بعد ان صدم الجدار .. يمنعه بيده ويلج : شو تسوين ؟




تدحرج القلم عن الحافة ساقطا .. ليلحظ انكماش يدها بجانبها .. مندفعا نحوها وممسكا برسغها بعنف .. لتصرخ به : مينون هد ايدي .. مالك حق تمسكني ..




تغالب قبضة يده ويده الاخرى التي تحاول فك أناملها .. تدفعه من جانبه عنها دون أي فائدة : هدني .. آآآخ




انتزع ما بيدها يوليها ظهره .. ويقرأ .. ليرتفع حاجبيه .. متشدقا ومستمعا لحديثها الخائف من وراءه : اطلع مالك اي حق تدخل علي بهالشكل .. وعطني الورقة ..




التفت وقد اكتسى وجهه الغضب .. يحدق في وجهها .. لتشد بذراعيها على نحرها .. تحاول ان تستر ما ظهر منها .. ورجفة قد استوطنتها : اطلع ..




ضحك ساخرا : ينقالج مستحيه يعني .. أووه نسيت انج شريفة مكه ..




اقترب بخطواته وابتعدت هي حتى التصق ظهرها بالجدار .. تطأطيء رأسها وتنكمش على ذاتها اكثر .. يتأملها كثيرا وبصمت يثير في نفسها الرعب .. ليهز تلك الورقة في الهواء : هذا اسم ريلج ؟




لم تتحرك من مكانها.. ولم ترفع رأسها .. ليستطرد : ناوية تعطينها اخته ؟ ..




سكوت لثواني وكأنها دهر بالنسبة لها .. انحنى قليلا ليضع وجهه قبالة وجهها .. يحاول ان يُبصر عينيها : اسمه وصار عندي .. يومين وبيصير هو عندنا .. وبنعرف الصدق من الكذب ..




ليرفع من انحناءه .. وترفع هي نظرها إليه : إن كنتي صادقة .. وطلع ريلج حادث سيارة وبتصيرين ارملة ولا من شاف ولا من درى .. واذا طلعتي كذابه عرسج على اللي اختاره لج يدي عقب اسبوع ..




ليوليها ظهره مبتعدا .. لم يشعر الا بيدها تسحب ذراعه ليلتفت لها : انا كذابه .. مب معرسه .. اصلا الاسم من راسي .. الله يخليك فهد .. لا تسوي اي شيء .. خلاص موافقه ع كل اللي تبونه .. بس ماله ذنب ..




توترها .. نبرة صوتها المهتزة .. وكفها الحارة التي لا تزال تعانق بها ذراعه .. كُل ذاك ارجف شيء في داخله .. يسمعها بصمت غريب .. ينظر إلى دمع عينيها .. ارتعاش شفتيها .. وتجرع ريقها .. شعرت بما ارتكبت اخيرا .. لتطرح يدها عن ذراعه .. تعود تشد ذراعيها عليها .. وتبتعد بخطوات للوراء .. وتسمعه يبعثر الصمت : غبيه .. اذا خفتي ما تعرفين تفكرين .. خايفه عليه .. تحبينه ؟ ..




وبحده اردف : مشتاقتله ؟ - عاد لهدوئه – ما تبيني آذيه ...




" فهد شو اللي تسويه هني ؟ " كان صوت تلك المرأة التي وضعت مسؤولية مراقبتها في يدها .. لتلج وتكمل وهي تقف بينه وبينها : اطلع .. عيب عليك داخل ع بنت عمك وهي مب ساترة ..




لم يستمع لها .. هناك في داخله بركان يتأجج .. وحممه قد وصلت إلى ريّا وتعدتها .. لتديره تلك .. تدفعه ليخرج بالقودة : اطلع يا فهد .. اطلع ..




" بيوصلج الخبر يا بنت عمي " .. قالها وابتعد .. لتخر هي على ركبتيها .. تغطي فيها بكلتا كفيها .. وتجلس الاخرى بجوارها : شو اللي صار بينكم .. شو مستوي .. وعن أي خبر يتكلم ؟




تهزها من كتفيها وتكرر تلك الاسئلة .. تستنطقها ولا تنطق الا بدموع اغرقت أناملها ففاضت .. لتمسح وجهها فجأة .. وتنظر الى وجه القابعة امامها : لازم اكلم يدي .. فهد مينون بيسوي اللي قاله .. بيقتله ..




استغفرت تلك ربها باستغراب جم .. مردفة وهي لا تزال تقبض على كتفيها : ريا اتعوذي من بليس .. شو صارلج .. ؟




لتقف وتقف تلك معها .. تحرك يدها اليمنى على رسغها بوجع .. فقبضته كادت ان تهشمه : بروح اكلم يدي .. لازم يسمعني ..



تحركت واذا بتلك تمنعها من الباب .. تقف حائل بينها وبين الخروج : يدج عنده رياييل .. وين بتروحيله .. والا ناوية ع موتج ؟



بكت برجاء : خالتي فهميني لازم اقول ليدي .. لازم يفهم .. لازم كلهم يفهمون ..



هزت تلك رأسها : ما شي طلع .. اذا صارلج شيء ع ايدينهم محد بيدافع عنج .. عمج محمد مب مويود ..




متشبثة بالباب .. ومستميتة في منعها .. تنفست الصعداء .. تعلم بأن تلك عنيدة وخائفة .. لن تنال ما ترغبة بهذه الطريقة .. تحركت متوجهة حيث سقطت " شيلتها " الخفيفة حين كانت تُنزل حقيبتها من علو .. وانحنت تلتقطها .. تردفها على بعضها .. حتى تزيد من غلظها .. وتستر بها شعرها ..




تمسح بقايا دمعها ناظرة إلى المرآة .. وتلك تحادثها : لا تفضحينا .. خل الناس يروحون وبعدين طلبي من عمج يخلي يدج يشوفج ..




رتبت وجهها بعد ان اغرقه الكحل .. والتفتت : اوكي .. خلينا نروح عندهن .. مب حلوة منا .. وبعدين حريم اعمامي ما يتطمنلهن ..




" ياللا " .. قالتها لها لتبتسم .. وتمشي بمعيتها للخارج .. وفي داخلها حديث عقل .. يخبرها بأن لا وقت الا هذا الوقت .. والفرص لا تأتي دوما .. إن كان الجميع هُناك .. فعلى الجميع أن يعلم .. حتى هو .. عليه أن يدرك ما هو مقدم عليه ..




نظرت لخالتها حين تخطتا اخر الدرجات .. لتفلت يدها بعنف وتجري .. وتلك كبلت فيها عن النداء بأسمها .. تراها تبتعد تغادر المنزل ..ثار في داخلها الهلع .. فتلك مقتولة هذه الليلة لا محالة ..

عادت إلى الصالة وحدها .. لم تجد شمسة ومن اتى معها .. لعلهن استأذن لصلاة المغرب .. تخطو نحو الفتيات المتسمرات في مكانهن .. يتهامسن فيما بينهن .. لتقطب حاجبيها : ما عليكن صلاة .. ؟



ليتناقلن النظرات فيما بينهن .. وتجيب احداهن : الحين بنقوم ..



" اتصلي ع ابوج .. تلفوني ما ادل وين حطيته " .. كانت توجه حديثها لابنتها .. لتجيبها وهي تقف : أميه وين اتصل عليه .. تعرفين انه راح اييب ساره من المستشفى .. شو تبينه ؟



-
بتتصلين عليه والا شو ؟


-
انزين .. حشا ما تتفاهمون .. كله صريخ ..


تضغط على زر الاتصال .. وتمد بالهاتف لوالدتها التي ابتعدت عن المكان .. وتقترب من الباب ترقب انفجار أولئك الرجال .. يكفي وجود غانم وفهد وذاك العجوز لتشب نار لا يمكن اطفاءها .. ردت حين لم يأتها أي جواب : رد يا محمد رد ..





,,

هناك قبل دقائق بعد هروبها من خالتها .. شدت بـ " شيلتها " على رأسها جيدا .. تدس خصلات شعرها أسفلها .. وهمس خافت لذاتها : يا رب يا رب ..




تكررها خوفا .. لتدخل ملقية التحية .. خارجها شجاعة وداخلها حطام وانقاض روح دمرها الهلع .. ارتفعت الرؤوس والعيون إليها .. وهي بنظراتها تبحث عن الرجل العجوز بينهم .. لتراه على يسارها .. متوسط ذاك الجانب : يدي لازم تسمعني ..




ما إن رآها حتى احتقن بالغضب .. وكأن شياطين الجن تقافزت أمامه .. لا يرغب برؤيتها أو حتى سماع صوتها .. وهي تقتحم الرجال بهذا الشكل المخزي في نظره .. وقف غانم وقبضتيه قد احمرتا وجدا .. ينتظر أمرا من والده .. لن يتصرف أي تصرف قد يغضب ذاك العجوز ..





كان جالسا يستمع لحديث جدها .. يخبره بأن الاتفاق كما كان بينهما .. بصوت هامس حتى من على يمينه لا يسمعه .. كان يقرب رأسه من شبيب وقد اتكأ على عصاه الغليظة : خلك ع وعدك ياولدي .. احنا مب حمل فضايح اكثر .. تاخذها ولا نشوفها من عقبها .. ان شاء الله تحبسها بكيفك .. انت ريلها وانت حر فيها .. بس هالبنت ما نبيها بينا .




يقطب حاجبيه للكلمات المباح بها .. منبوذة هي من أقرب الناس لها .. كقطعة قماش بالية .. تلاقفتها الايدي فاتسخت فرميت على قارعة الحياة .. شتان بين حديثهم وحديث شامة عنها .. كيف لفتاة تستحي فتستتر بذاك الشكل الذي وصفته شقيقته أن تفعل ما يقولون؟ .. عقله بدأ يضرب اخماس في اسداس .. هل يكون معهم ضدها .. أو يبقى على الحياد حتى تتضح الحقيقة ..




ليرتفع بصره مع الابصار المرتفعة على صوتها .. تقف وقد دثرت يمينها بجزء من " شيلتها " وغطت بها نصف وجهها الاسفل حتى ما اتضح منها الا جزء من جبينها وعينيها .. تنطق بنبرة ارتعاش .. التفت ليرى الغضب قد اكتسى وجه ذاك الجد .. هي أمامه وهم كوحوش ينظرون إليها .. أعمامها الموجودين وجدها .. ويكفي بعمها غانم رعبا في وقفته تلك .. نطقت : لازم كلكم تسمعوني ..




ليصرخ باسم غانم .. حتى ظنوا ان المكان تزلزل .. ووقفوا على تلك الصرخة .. ليتحرك غانم بخطوات واسعة .. يشدها من عضدها .. يرص على اسنانه : امشي لا بارك الله فيج ..



تقاومه صارخة : ليش حابسيني ولا تبون تسمعون ..



لا يعلموا من اين جاءتها القوة حتى عمها لم يستطع كبح جسدها الدافع له .. يسقط غطاء رأسها وتتناثر خصل شعرها مع مقاومتها : حرام عليكم ..



لتصرخ بعمها : خلني .. لازم يعرف ..




ليكمم ثغرها بيده .. ويشد بذراعه اليمنى على وسطها .. ويخرجها من المكان .. شده ما حدث فهب واقفا .. ويد العجوز منعته ليقبع في مكانه وعلى وقوفه .. يراها تبتعد مع جسد عمها المخفي لكثير من جسدها الضئيل بالنسبة له .. سحب يده من اليد المجعدة .. ناظرا إليه : ليش تعاملوها بهالشكل ؟ هذي بشر .. وان غلطت لها رب يحاسبها مب انتوا .. حتى لو كنتوا اهلها ..




لينطق بصوته العميق : لا تتكلم الا يوم تصير فبيتك .. دامها هني فمالك دخل .. ان شاء الله نقتلها ..




ليصلهم صوت غض من آخر المجلس : كلامه صح .. شو هالدكتاتورية اللي معيشينا فيها .. هي حرة .. هذي تسمى حرية شخصية .. الين متى بتبقون عايشين فزمن يدودكم ..




" أص " .. صرخ بها العجوز .. يقف متكأ على عصاه .. ناطقا بأمر لاحد ابناءه : سكت ولدك يا عبيد .. ما ناقص غير اليهال يتكلمون .




ليُسمع حسيس غضب من فيه عبيد .. يجر ابنه بذراعه خارجا به .. شاب يخطو على بداية العشرينات من العمر .. لاحقتهما الانظار .. ليسحب شبيب انفاسه ويزفرهن بقوة .. معلنا : خلوا العرس عقب اسبوع .. والا بنتكم لكم .




هكذا سيجبرهم على الموافقة .. يعلم إن قال جملته دون ان يذيلها بذاك التهديد لقوبل بالرفض .. انشحن المكان بالانفاس الثائرة .. وانفاسه هو خمدت .. حتى ايقن ان لا خلاص له ولها الا هذا القرار .. يخلص نفسه من وساوس عبثت به حتى اردته على مشارف الهذيان .. ويخلصها هي من اقرباء بطش ايديهم يسبق عقلهم إن كان هناك عقل ..




ابتسامة ارتسمت على فيه فهد .. ينظر الى وجه شبيب الصارم .. ويعود من جديد ينظر لوجه جده .. هو لم يحرك ساكنا حين اقتحمت هي مجلسهم .. فلا يرغب بخوض حرب أخرى معها ولا يحق له ان يلمسها في حضرة الرجال كما فعل آنفا في ثورة غضب .. تزول ابتسامته حين نطق جده : اليوم الخميس .. ويوم الخميس الياي العرس ..




لينفض المجلس بعدها بدقائق .. وقبل ذاك القرار بدقائق ايضا .. كان غانم يكتم صوتها ويرفع جسدها عن الارض بذراعه .. يدخل المنزل بها .. وهي تتشبث بذراعه التي تكاد تخنقها .. تحاول باناملها ابعاد انامله عن فيها دون جدوى .. حتى ما وصل باب غرفتها دفعه بقدمه حتى فُتح وارتد .. ليدفعها بعنف حتى ما اصطدم كتفها الايسر بجانب السرير صرخت متأوه .. تجر ساقيها جالسة وقد انحنى ظهرها .. ويمينها تعانق الم كتفها : حرام عليكـ....



لم تكملها حتى صرخت : آآآخ ..




انحنى عمها ليشد شعرها بقبضة يده .. ويرتفع وجهها يقابل وجهه : فضحتينا يا بنت عيسى .. فضحتينا وابوج حي وفضحتينا عقب موته .. والله لولا ايدي ميودة ( ممسوكة بمعنى لا يقوى على شيء ) كان ما رضاني الا دمج ..




ليترك شعرها دافعا برأسها للامام .. لتنتحب في صمت .. تسمعه يغلق الباب وصوته يصلها : شو صار ؟




سؤال طرحه على فهد الواقف مستندا على الجدار .. مربع ذراعيه على صدره : عرسها الخميس .. ولد ناصر طلع مب سهل ..


ليصرخ : يزول وياها .. اخر همي .. يعله يربيها الين تحب التراب ..

,,


يــُتـــبـــع |~







لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 28-04-14, 05:36 AM   #115

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





,,

على الطريق .. كان الحديث القائم بين شمسة وحفصة وتشاركهن فيه كنة الجالسة خلفه يعصف برأسه .. يتحدثن عن الكثير .. أعجاب وعدم أعجاب .. وشك مريب تبعثره شمسة : ما ارتحتلهم .. في شيء وراهم .. والبنت مادري شو فيها نكلمها مرة ترد ومرة ما ترد علينا ..



كنة : مستحية ياميه .. لا تلومينها .. وبعدين ما شاء الله فيها جمال ..



حفصة : هيه والله البنت حلوة وما تنعاب .. وذربة .. عسى ربي يهنيكم .




بالتفاتة منها لشبيب : انت مقتنع فيهم .. ترا حتى لو حلوة باين ان وراها شيء ..




تحوقلت كنة مردفة : وراهم والا ما وراهم .. دام شبيب يريد منهم ما يهمنا .. المهم سعادة اخوي ..




قالتها وهي تربت على كتفه ليبتسم .. ويفجر قراره على اسماعهن : ترا العرس يوم الخميس ..





" شو ؟ " .. تبعثرت من افواههن .. بدهشة مكبلة اللسنتهن عن الحديث لدقائق .. لتنطق والدته : شو هالرمسة يا شبيب ؟




وتتبعها كنة : ع شو مستعيل .. انت للحين ما عدلت قسمك ولا صبغته ولا اشتريت اثاث يديد .. وفوق هذا احنا بعدنا ما تيهزنا ..




واكملت حفصة : شبيب فالعيلة الندامة .. انت من شهر خطبت بس .. حتى ما كملت الشهر .. والبنت ما تبي تشوفها .. امك تقول انك ما شفتها للحين ..




سحب انفاسه بهدوء : كل اللي قلتنه ما ياخذ ثلاث ايام .. باكر ببدا فتعديل قسمي ان شاء الله .. والعرس وتجهيزاته يدها متكفل فيه .. واذا ع مشترياتكن فيوم بتخلصن كل شيء ..




ليردف موجها الكلام لحفصة : عمتي مالها داعي الشوفة .. هي راضية وانا راضي .. واللي ربج كاتبه بيصير ..




ليلتقط هاتفه من جانبه .. وكأنه لا يرغب منهن حديث بعد ما قال .. ليأتيه صوت جابر عبر الاثير .. وينطق هو : انت مداوم اليوم للفير .... اوكي .. ابيك اطلعلي كل القضايا اللي مسكهن ابوي الله يرحمه قبل ما يموت بثلاث سنوات الين آخر قضية مسكها .... اذا ما تقدر بكلم غيرك ... قبل الفير بكون فالمكتب .. واريد كل الملفات مويودة .. واذا تقدر تفرزلي اسماء اصحابها فكثر الله خيرك ..




القى بتلك القنبلة وابتعد عن احاديثهن .. عن صخب الجدل الدائر من والدته .. ان كانت تظن بها سوء واحد بالمائة باتت متأكدة إن ما تظنه صحيح .. تثرر على رأس والدتها بعد أن ترك المنزل ليوصل مبارك ووالدته الى منزل عمه .. وهي لم تهدأ حتى أنها رمت بعباءتها في الصالة .. واتخذت لها مقعدا بجانب والدتها التي تجلس بمعية شامة .. الاخيرة تشاهد التلفاز .. واذنها للحديث الدائر : فيهم بلا ياميه .. حرمة عمها كانت بتقول شيء وسكتتها حرمة عمها الثاني .. وراهم مصيبة .. وكل كلامهن من تحت لتحت ..



لتنطق شامة : المهم البنت عيبتكم والا لا ؟



-
ما فيها شيء .. زوينه .. بس وراهم شيء .. ولدي عاق نفسه فمصيبة ولا داري .. قالوله عقب اسبوعين يروح يقدمه ويخليه يوم الخميس .. عز الله الولد مسوايله ..



تتحرك المسبحة في يدها .. تستغفر بصوت عالي : شمسة شو هالرمسة بعد .. مسوايله وما مسوايله .. ولدج يريد البنت وخلاص .. لا تيلسين توسوسين وطلعين رمسات من راسج ..




بصوت حاد قليلا : مب من راسي ياميه .. وراهم بلا اقولج .. والولد مب بخير من يوم ما عرفهم .. دايم مهموم واليوم مادري شو قالبنه .. يتبوسم بس والله ادري انه مب من قلبه .. علو قلبه عسى ربي يعل قلوبهم ..




لتلكزها بعكازها : اعوذ بالله منج يا شميس .. لا تدعين وليلة يمعه .. ولدج ما فيه الا العافية .. رفعي كفوفج وادعيله ربج يهنيه مب يالسه تدعين ع الاوادم وانتي للحين ما عرفتي خيرهم من شرهم .. قومي – عادت لتلكزها بالعصا – اذا ما عندج رمسة لا ترمسيني ..




لتقف تشد عباءتها وتثرثر بصوت مسموع بغضب .. تلتقي بكنة الخارجة من غرفتها قاصدة الصالة .. تحدثها : شو بلاج ؟



وتتابع سيرها مجيبة : ما بلاني شيء .. ويوم اطيح الفاس فالراس قولوا شمسة قالت .






,,

الساعة تقارب الثانية عشر .. يجلس وحيدا في منزل اصابته الوحدة ايضا .. ذاك الحارب عنيد بعناد الصخر الجبلي في ساحة منزله ..يشتاق لوجوده معه .. وهو يهرب ويعاند الرجوع .. يرقب تلك الحجارة وقد جلس على درجات الباب الداخلي .. اخبر عبد الغفور ان لا يأبه له .. وأن يدعه وحده .. يزوره خيالها .. عينيها وشعرها المتناثر .. صوتها المبحوح قليلا .. ورجفة نبرتها .. حتى ما تذكر قسوة عمها قطب حاجبيه وجدا .. هو لم يقسو يوما على إمرأة فكيف تسول ايديهم ذاك الفعل وأمامه ..




تنهد وقام واقفا .. لا يرغب بالعودة الى المنزل ويتلقفه الحديث المعتاد في الساعات الماضية من والدته .. فقرر الذهاب إلى مركز عمله بثوبه .. يقود سيارته ولا تزال كلماتها تتكرر في ذهنه .. ماذا عليه ان يعرف ؟ هل ما قيل عنها وراءه أمر آخر لا يعلمه أحد .. ويعود حديث جدها له .. حين اللقاء الاول : ابوك درى عن سواياها وستر .. عرفناه ريال شهم وما طاع لنا بالفضيحة فنص الليل وييا الشرطة ..




هذا الحديث اوصله للبحث في القضايا الفائتة .. لعله يجد خيط يوصله لراحة .. وصل أخيرا .. يحيوه من يمر بهم بالتحية العسكرية .. ليدخل المكتب واذا بذاك يجلس ومن امامه ملفات قد تكدست .. يلقي عليه التحية .. فيجيب : وعليكم السلام .. قلت قبل الفير – يرفع بصره ينظر لساعة الحائط أمامه – والحين بعدها ما وصلت ثنتين .




" قوم " .. قالها وهو يقف بجانب جابر .. حتى ما قام ابن عمه جلس مكانه .. وظل الاخر ينظر إليه وهو يفتح اول الملفات : هذي كل الملفات ..؟



-
كلها .. ميه وثلاث وسبعين قضية .. ما شاء الله ع عمي شكله كان ماكل السوق ..



وقهقهه بخفوت .. واستدار بعدها يجلس قبال ذاك .. الذي بدأ بفتح ملف آخر : ما خبرتني شو السالفة .. وليش طرا ع بالك ادور فالقضايا اللي مسكها ابوك .. ليكون ..



رفع نظره : لا .. ماله اي علاقة باي قضية ماسكينها .. بس شيء فراسي واريد اعرفه ..



-
الا صدق .. مبرووك العرس .. قالولي صار يوم الخميس .



عاد يرفع نظره : لا حول ولا قوة الا بالله .. مسرع ما وصلك الخبر .. حشا محد يقول شيء لحرمة الا ولقاه واصل اخر الدنيا .. وكالة رويترز ..




ضحك جابر وبعدها : الا ع طاري العرس .. شو صار وييا طلب بطي .



-
ولا شيء .. شامة قالت عطوني وقت افكر .. ولا تريد حد يدري الين ما تقول رايها .


واردف : عندك شيء باكر .



" لا " .. ما إن نطقها حتى قال شبيب : عيل قوم روح .. ومن الصبح اريدك تييب عمال وتروح بيتنا .. تخليهم يصبغون القسم .. ويطلعون كل الاثاث .. ويعدلون الحمام والمطبخ .. يغيرون البلاط .. ويخلصون شغلهم فيومين ..



وقف : لا والله .. انت بتعرس وتوهق عمرك وانا اللي اكلها ..



نظر اليه وابتسامة قد داعبت شفتيه : عيل اسمك ولد عم واخو ع الفاضي .. ترا اللي يصيبني يصيبك وياي .. ياللا روح .. وبطلبلك اجازة يومين تجهز كل شيء فيهن .. وخل شامة وكنة يساعدنك فالاختيار ..




" شو ؟ " .. قالها بسخط .. واكمل : اختيار شو .. ان شاء الله تباني أأثثلك قسمك ..




-
وتختار الصبغ .. والا اقولك اصبغوا نفس الصبغة .. يعني سوالها تجديد ..



" تجديد ها " .. قالها وهو يعود للجلوس .. يحني جذعه قليلا نحو شبيب : انت تدري صبغة قسمك من متى فيه .. اظن من يوم ما انولدت .. من وين نيبها هذي ..



وقف وهو يضرب بيده على الطاولة : بسوي كل شيء .. بس لا اتيني وتقول هذا ما عيبني وذاك ما عيبني .. وما بسوي هالشيء الا لانك معرس .. بعتبرها هدية عرسك .. يعني لا تتريا مني اي هدية ..



ليصرخ به : انقلع من ويهي جويبر .. وسو اللي قلتلك عليه ..




" مردوده يا ولد العم .. مردوده .. " .. قالها جابر وهو يختطف قبعته العسكرية عن ظهر الطاولة .. ليولي شبيب ظهره .. ويسمع قهقهته من خلفه ليبتسم هو ايضا .. ويعود بعد ان اختفى .. يطل برأسه من الباب : الله يوفقك ..




,,

تسوق له الاقدار حياة جديد .. غريبة ربما .. يشعر معها بشيء من خوف بسيط .. رائحة العطر تضج في هواء غرفته .. وهو بأبهى حلة .. يبتسم لنفسه يخفف عليها من وطأة الحال .. اليوم ستوضع النقاط على الحروف مع والد عائشة .. سيكون معه اعمامه وشقيقه .. اليوم سيتحدد الارتباط الثالث في حياته .. اغمض عينيه .. وردد : اللهم يسر أمري ..




ابتعد خارجا من غرفته ومن ثم من قسمه .. ليستأذن الدخول مارا بالصالة التي تحوي جسدي شقيقتيه .. وقف : ما شيء مبروك ؟




لتنطق هند بشيء من سخط : يعني ما لقيت غير عويش ؟ .. باللا هذي كيف بنتفاهم وياها .. كيف بنعيش وياها .. احس ما بقدر اشوفها ..



ابتسم ناظرا للاخرى : وانتي .. بعد نفس راي اختج ؟




وقفت واقتربت منه .. تقبله بفتور : مبروك .. ربي يهنيك ..




" الله يبارك فيج " .. ليأتيه صوت والدته من خلفه : اخوك طلع وعقب نص ساعة بيي .. سمية راحت تشوف اختها منومة فالمستشفى من يومين ..




قطب جبينه .. يومين! .. اي ان ما بها حدث في ذاك اليوم الذي كان فيه مع والدتها .. تراكمت الاسئلة في نفسه عنها .. ليجلس بصمت .. يحتسي القهوة ببرود أستغربته والدته التي جلست بجانبه : فارس شو بلاك ؟ ان شاء الله غيرت رايك ..




نظر إليه متبسما .. يضع الفنجان من يده : لا .. بس افكر فسالفة صارت من كم يوم ..





,,

هناك وفي صالتهم الصغيرة تجلس بخجل بمعية والديها .. يخبرانها عن فارس ..وعن شروط قد اتفقوا عليها .. وعن عدم رغبته في أن يراها .. هي صغيرة سن .. ولكنها كبيرة عقل .. رمشت مرارا .. وبللت شفتيها بلسانها .. تداعب اناملها بأناملها في حياء جميل .. لتنطق بصوتها مليء بنبرة حانية : ما يريد يشوفني ؟



طوقت والدتها كتفيها بذراعها تشدها إليها : عايشه فديتج .. لا توقفين ع الاشياء اللي مالها داعي ..



-
بس من حقه يشوفني . . والا هو مجبور يا ابويه ؟


أوجعه قلبه لسؤال أبنته الصغيرة .. وقبل أن ينطق أكملت : ما قلت لكم أريد اعرس .. ولا اشتكيت .. عشان ترخصوني بهالشكل .. دايم كنتوا تقولون اللي الله كاتبه للعبد بيصير .. عيل ليش تدخلتوا فمصيري ؟ .. ليش خطبتولي وما خليتوني انخطب مثل اي بنت ..



ابتسمت بوجع : لاني مب مثل اي بنت صح ؟



نشيج خفيف من والدتها وصمت موجع لقلبها من والدها : أميه لا تصيحين .. أنا ما الومكم .. خايفين علي .. وداريه ان ابويه ما بيختارلي الا اللي بيقدرني .. بس حسستوني بالنقص .. وانتوا اللي كنتوا تقولون لي مثلج مثل اي بنت .. واللي فيج نعمة من ربج .. خذ منج وعطاج .. مثل ما عطى غيرج عيون وخذ منهم اشياء ثانية ..




نزلت دمعتها .. لتشعر برجفة كف والدها الاجعد تمسحها .. فتتلقفها مقبلة : سامحني يالغالي ..




ليمسح على رأسها : ربي يعلم كثر غلاتج فقلبي وقلب أمج .. وفارس ما قال ما يريد يشوفج الا لنه محطينج فباله .. ريال بيحطج فعيونه يا عايشه .. واذا ع شرط امه ما عليج من هالشيء .. كل اللي عليج تسعدينه وتهنيه ..




اكمل وقد وضعت رأسها على كتفه : ربج قال : " فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" صدق الله العظيم .. لا تقولين ما اريد هالشيء .. انتي استخرتي وربج من فوق بيسر الامور اذا هذا نصيبج .. حتى لو انا اللي تدخلت .. تراني سبب ..




رفعت رأسها .. تتحسس جانبها لتمسك بكف والدتها : لا تصيحين .. تراني بصيح .. خلاص انا موافقة دام هذا اللي تبونه .. بس بشرط .. يشوفني واشوفه .




نظر والدها بدهشة لوالدتها .. وهي فعلت بمثل فعله .. لينظران إلى عائشة .. لتضحك بخفوت .. ابتسامتها الجميلة بتلك الاسنان الصغيرة المرصوفة : شو بلاكم ؟ ادري ما اشوف .. بس بسمعه .. من حقي اسمعه صح ؟




طرحت سؤالها لتختفي ابتسامتها .. ومن ثم تقف : ما اريد اعرس .. خبروه اني ما اريده ..



,,

هُنا أقف .. وموعدنا بمشيئة الرحمن يوم الاربعاء مع الجزء الثاني ~






لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 28-04-14, 05:29 PM   #116

ايفاادم

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ايفاادم

? العضوٌ??? » 293549
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 986
?  مُ?إني » Germany
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond reputeايفاادم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
" آخر أنثى قبيل وصول التتار " أحدث رواياتي .
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زفرة جدا خطيرة و جميلة لا زالت الالغاز تلف الجميع

سلمت اناملك انات و الناقلين اسطورة و لامارا


ايفاادم غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-05-14, 01:19 AM   #117

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم حبايبي الكاتبة راح تنزل الزفرة اخر الليل

وبكره الصبح بمشيئة الله تلاقوها موجودة هنا

انا بنام وبكره بإذن الله بطرحها لكم


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 03-05-14, 04:36 PM   #118

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..



كيفكم يا حلوين؟.. إن شاء الله الكل مبسوط و مرتاح..
أنون طلبت مني أبلغكم أنه هالفترة ما عندها نت.. و إن شاء الله أول ما يرجع بترجع
هي للزفرات و تطمنكم عليها.. إصبروا عليها شوي و إعذروها.. و إن شاء الله بترجع لنا قريب..





دمتم بخير
رساله من انآت وحده من العضوات نقلتها


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-14, 06:07 AM   #119

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





,,


حين تحيى بين جدران تألفها كأنفاسك ونبضات قلبك .. وتشعر بها دوما كما لو إنها تخبرك بوجودها .. لن تقوى يوما على مغادرتها .. أن تخونها وتبتعد .. هذا كان شعورها بعد أن غاصت في موضوع زواجها أكثر .. هُنا تعلم خطواتها .. ومسار قدميها .. هُنا لا تعثر ولا خوف من المشي .. كيف لها أن تترك ما تعرفه لشيء لا تعرفه .



أرجفها الخوف وهي بين والديها .. والدها عن يسارها ووالدتها عن يمينها .. لتقف فجأة .. وبنبرة رعب من القادم نطقت كلماتها .. تطرح الرفض بعد الموافقة .. ولم تسمح لهما بالحديث أكثر .. مشت خطوتان للامام وبعدها اتخذت الطريق على يمينها .. تبتعد حتى ما دنت من الباب مدت كفها تتلمسه وتختفي بعدها ..



تحوقل والدها .. و بشيء من الخوف نطقت زوجته : خايفة عليها .. هني كل حياتها .. انا وانت كل حياتها .. يبناها لهالدنيا متاخر .. وعابوني الناس وكن الحمال كان بايدي .. ولاموني لانها طاحت ما تشوف زين .. والحين يانا اللوم منها .. البنت خايفة يابو عايشه ..



مسح بكفه على وجهه .. حتى قبض لحيته الطويلة .. وتنهد بعدها : خوفها بيروح يوم تعاشره .. يا "رويه" اخوانها ما بيفيدوها .. همهم حريمهم .. وخواتها لهن رياييلهن .. مالها حد من عقبنا .. وفارس ريال والنعم فيه .. ومب ندمان اني طلبته ياخذ بنتي .. روحيلها وعقليها .. هوني عليها ..



" يا الله " .. نطقتها وهي ترتفع واقفة .. حتى ما طرقت الباب على عائشة ولجت .. تراها جالسة على الارض .. مستندة على السرير .. وتشد بذراعيها على ساقيها .. وحركة خفيفة لجسدها تطوحه للخلف و للامام .. تنطق : اميه خلاص ما اريد اسمع شيء .. خلوني بروحي .. ليش مستعيلين وكنكم بتموتون باكر .. الله يعطيكم طولة العمر ..



لم تلبي لها طلبها .. فاتخذت من طرف السرير لها مقعدا .. حتى ما جلست وضعت كفها على رأس أبنتها .. تشده قليلا لتضعه على جانب فخذها : ليش مكبره السالفة .. سمعيني .. ما بقى شيء من العمر .. وما اظن قصرنا وياج فشيء .. دراسة وتربية ومداراه .. خليناج بنت نقدر نفتخر فيها ونرفع راسنا فوق اذا يابوا طاريها قدامنا .. وابوج لو مب عارف هالريال زين كان ما طلبه ياخذج .. ولا تكدر يوم انه تاخر فالرد عليه .. ابوج يشتري ريال اذا ربج خذ امانته فيوم ما بيكون خايف عليج .. لا من اخو ولا من اخت .. تشوفينهم.. فالشهر ياللا ياللا مرة نشوفهم .. لاهيين وييا حريمهم .. وخواتج وييا ريايلهن وعيالهن ..



أحتظنت ساقي والدتها وهي تستمع .. وكأنه الفراق .. تشد وجدا وبصمت لسان واحاديث عقل لا منتظمة .. وتلك تتابع باسلوبها الحنون : ادري انج خايفة .. خايفه تخلين هالمكان اللي حافظتنه .. تفكرين بحياتج كيف بتكون .. بس سمعيني فديتج .. كل شيء فالبداية صعب .. بس ربج بيهون عليج .. وصعب واحنا عايشين احسن عن صعب يوصلج من عقب ما نموت ..



شدت ذراعيها بقوة : الله يعطيكم طولة العمر .. بس يمكن هو ما يفهمني .. والاشياء اللي تعودت اسويها يمكن ما تعيبه .. بيضحك علي ..




ابتسمت والدتها لتفكيرها : انزين ما سألتي نفسج .. الشيء اللي تسوينه صح او غلط ؟ لو انه غلط لا تسوينه .. وقلتلج فارس ابوج عارفنه زين ما زين .. لا تفكرين بهالسوالف بس عشان تخوفين عمرج منه . وين عواش العاقلة .. اللي تعرف الصح من الغلط .. واللي تحط عقلها قبل قلبها .. فارس من يوم ما سكنا هني واحنا ما سمعنا عنه الا كل خير ..



قاطعهما صوت الجرس .. لتنتفض عائشة في مكانها .. وتقف والدتها بخوف من السقوط .. فتلك لا تعتق ساقيها .. تعود لتجلس وتقبل رأسها : فديتج العرب شكلهم وصلوا .. خليني اقوم .. ام فارس بتي تشوفج وتيلس وياي ..



ارخت ذراعيها : لازم اطلع وايلس وياكم ؟


-
هيه



وقفت من جديد لتنحني تمسك عائشة من ذراعها لتوقفها معها : تيهزي .. ولا تطلعين شعرج .



لتقبل جبينها وتبتعد .. تحث الخطى للخارج واذا بصوت ام فارس : يا ام عبد الرحمن وينج ؟


لاحت لها من الباب : يا هلا والله .. حيالله ام فارس – تحييها – قربي قربي (تفضلي ) .



السؤال عن الحال اخذ جُل الحديث .. وتلك تضيفها القهوة والتمر وما جادت به الاطباق الموضوعة .. بين الحين والحين تتبعثر من ثغرها كلمات الترحيب .. ليأتيها صوت أم فارس : عيل وين بنتج ؟ والا ما تبانا نشوفها ؟


ابتسمت لها : الحين بتيي .. بروح اشوفها .. سمحيلي .


وقبل أن تقف جاءهما صوتها الرقيق : السلام عليكم .


تلقفت والدتها كفها لتوصلها لام فارس التي لم تنبس الا برد التحية وصمت .. لتمد لها عائشة يدها .. تمر الثواني مثقلة بوجع لا يعلمه الا هي .. تشعر بالنبذ منذ الان .. امسكت بكفها اخيرا فابتسمت لها .. تتحرك قليلا الى الامام بحذر .. وكفها الاخرى تقترب من رأس ام فارس رويدا .. حتى ما لامسته ارتفعت على اصابع قدميها تطبع قبلة على أعلى جبينها ..وتبعد كفها تبحث من جديد عن كف والدتها .. لتجلسها بجانبها .. وتجلس تلك ولا تزال تحدق في وجه عائشة .. حتى أربكت والدتها بتلك النظرات .. أما هي فشعرت بالاختناق بسبب الصمت .. لتبتسم بهدوء حين سمعت والدتها تسأل : عيل وين البنات ما يبتيهن وياج ؟


لتضع ام فارس فنجانها .. وتسألها تلك : اصبلج ؟


-
لا .. بسني الحمد لله .. والبنات ان شاء الله بيين بس غير يوم ..


لتوجه الحديث بعدها لِـ عائشة : كم عمرج ؟



وجهها الطفولي وعينيها اللتان اغدقتا بجمال لا يضاهى .. ورموشها الكثيفة وكأنها قد اكتحلت دون كحل .. كُل ذاك جعل من ام فارس لا تبعد النظر إليها .. وكأنها لاول مرة تراها .. او لعلها لم تكن تكترث لنظر والتدقيق من قبل .. يأتيها صوتها الناعم مجيبة على ذاك السؤال : سبعطعش (17 ) .. بعدني ما كملتهن باقي اربع شهور وشوي ..


زمت شفتيها : صغيرة .. كيف عيل مخلصة ثانوية هالسنة .. والا بعدج تدرسين ؟



ضاقت ذرعا بتلك الاسئلة التي تشتم فيها رائحة عدم الاعجاب .. تبتسم : ابوي الله يطول بعمره دخلني المدرسة صغيرة .. كان عمري خمس سنين ويمكن اقل .. شاف اني اقدر اتعلم بسرعه .. والحمد لله ما خاب ضنه .


" هيييه " .. مدتها واردفت : مدرسة عميان ؟



الحديث مؤذي.. وبقدر إذائه لها كان يمدها بقوة غريبة .. والابتسامة لا تفارق شفتيها : هيه .. مدرسة العميان والصمان والبكمان ..


لتردف وكأنها ترغب باخبار تلك ما تجهله : بس هذيلا عندهم عقل يعرفون الصح والغلط .. ويعرفون كيف يعيشون حياتهم .. ويقدرون الغير .. وآخر همهم الناس شو يقولون عنهم .. فيهم رضا وفيهم اشياء واايد عمر الصاحي واللي الله معافيه ما بيحس فيهن ..


بعدم مبالاة لتلك الكلمات : وناوية تكملين ؟


لعله السؤال الوحيد الذي اشعرها بشيء من الراحة .. لتبتسم ابتسامة مختلفة .. يشوبها فرح بسيط : إن شاء الله .. بس قلت ارتاح سنة وبعدين اقدم اوراقي فالجامعة .


-
بس فارس ما اظن يخلييج تكملين .. قبلج كنه طلعت من الجامعة ويلست فالبيت .


-
اذا عنده سبب مقنع .. يقنعني فيه ..


تشدقت : أنزين ما تشوفين انه كبير عليج .. وانتي وايد صغيرة .. عمرج من عمر هند بنتي ؟


صمتت وكأنها ترغب من والدتها الحديث .. أو لعلها كانت تبحث عن إجابة ما .. تعلم أن صمت والدتها بداعي الثقة فيها .. وتدرك إن تلك الثقة غالية .. لتجيب بكلمات تعلمتها من والديها .. تشربتها من أكفهما : الكبير كبير عقل يا خالتي .. والريال العود هيبة وحنان وعطف ودروس .. والبنت الصغيرة دلع وفرح واحترام .


لتقف بعدها : سمحيلي خالتي .. صلاة المغرب ما باقي عليها شيء .. وهالوقت لربي .



وابتعدت .. وتلك كبلها السكوت .. والاخرى كانت تهمس في ذاتها بدعوات خافتة .. ترتلها لحفظ صغيرتها .. أما الرجال فقد أجتمعوا لوقت قصير .. واتفقوا فيما بينهم .. وانتشروا عند دخول وقت صلاة المغرب .. انفض المنزل من زواره في الساعة الماضية ..




ما الأمر ؟ لما أشعر بغربة تلتهمني .. وبضجيج لا ينفك عن العبث في أرجائي .. هل باتت بصيرتي عمياء كما عينيّ ؟ أم إن قلبي به داء لا اعرف له دواء .. هل لي بطوق نجاة من أعصار مفاجيء أطاح بيّ .. فأحال الغد كشبح مخيف سيلتهمني ويطويني بكفيه الكبيرين ..




تنهدت وهي جالسة على طرف سجادة الصلاة .. تحرك اصابعها مسبحة .. وشفتيها تتحركان بخفوت .. وهناك شرود يعتريها .. تُعيد ما تفوهت به آنفا على مسامع أم فارس .. هل أخطأت ؟ .. هل حديثها ذاك يوحي برغبتها في الارتباط بالنسبة لهم ؟ .. هي لم تقصد شيء .. سوى الرد على تفاهات استترت خلف اسئلة متلاعبة .. لا ترغب بها .. هذا ما كان يجول في فكرها بصورة أكبر ..



,,


في الخارج .. ولج بمعية فارس الى ساحة المنزل .. أخبره بخوف صغيرته من تغير الحياة .. وأخبره بشرطها الذي طرحته .. أخبره بكُل ذلك من بعد صلاة المغرب .. وعادا ارتجالا إلى منزل الامام .. باتت الشروط تُطرح كَـ لعبة فر وكر .. وكأنها معركة ترتجي هدنة ..



دعاه لمجلس الرجال وحث الخطى لداخل منزله .. لتتلقفه زوجته بهلع : يا ابو عايشة خلاص قول لهم ما نبي العرس .. خبرهم البنت صغيرة ..


نظر إليها بغضب : نلعب أحنا .. والرياييل اللي تعنوا يطلبون بنتج .. وفارس اللي ربطته فيها فوقت ضعف مني وخوف عليها .. ارد فكلمتي الحين ..



" أمه قويه " .. قالتها وهي تتبعه متوجها لغرفة عائشة .. ليتوقف ملتفتا لها حين اردفت : والله لو سمعت اسئلتها لها .. كانها تقول لها ما نبييج .. رفضي ولدنا ..



" وعايشه شو ردت عليها ؟ " .. سؤال طرحه لتتنهد زوجته بعنف : ردت عليها وكنها خلاص صارت له .. ادري ببنتي ما قصدها هالمعنى .. وردها عادي بس هي بتظن انها خلاص موافقة .. خايفه ع بنتي ..


ربت على كتفها بحنو : بنتج بخير دامها بتكون فيدين فارس ..



ثقة عمياء اعطاها لذاك الشاب .. ولم تنبع إلا من مخافة فارس من رب العباد .. ومن خاف الله يؤتمن .. طرق الباب الموارب ودخل .. متبسما .. ناظرا لها لا تزال على سجادتها .. اليوم لم يعطها من ساعات العصر شيء ليجلس معها يسمع منها آيات القرآن .. نطقت : هلا ابويه .. حياك يالغالي ؟


هل يعقل أن طفلته الصغيرة التي جاءت إلى الدنيا متأخرة ستفارقه .. سيحتضنها رجل آخر ؟ .. حين الصمت وقفت تتقدم بخطواتها حتى وصلته .. تحرك أناملها على وجهه .. لتقابلها دمعة أدمت روحها البريئة : أفا .. دمعتك غاليه يا ابو عبد..


ليضع أنامله على شفتيها وتبتسم .. تعلم أن أحب إليه أن ينادى باسمها هي لا اسم اخيها الاكبر : أمي خوفتك من خوفها .. سمعتها تكلمك ..


" فارس فالميلس يبي يشوفج مثل ما طلبتي " .. تحجر لسانها .. بل أنها تكاد تجزم إن قلبها توقف عن النبض .. وأنفاسها سد مجرى الهواء فيها .. ليردف هو : خبرته بكل شيء .. مثل ما هو وامه حطوا شروط انتي بعد من حقج تحطين شروطج ..


قطبت جبينها .. تستغرب الحديث .. هي لا تعلم باي شرط وضع من قبل : شروط شو ؟ وليش ما خبرتوني عنها ..


ليأتيها صوت والدتها التي اتخذت مكانها بجانب بعلها : امه شارطه عليه ما تكونين وياها فالبيت .. وشارطين علينا انه اذا بيعرس عليج مالنا حق نعترض ..



لأول مرة تشعر بأن فقدان البصر مكروه .. وأن الاعمى مذلول .. أيحق لهم ذلك ؟ أن يدوسوا عليها بمثل هذه الشروط .. سقطت دموعها لا شعوريا .. وابتسمت بوجع .. لتفاجأ بوالدها يسحبها إليه يدسها بين جناحيه : فارس ما بيضيمج وانا ابوج .. وبنتي واثق فيها .. اللي يعرفها بيحبها ولا عمره بيخليها .



ابتعدت عن حضنه .. تمسح دموعها .. وتتتلقف رأسه تقبله : وعواش واثقه فابوها .. وفاختيار ابوها ..


يمسك بكفها : ياللا الريال من صبح يتريا ..



هناك كان يجلس وحيدا .. يتذكر حديث اكبر اعمامه حين طلب له عائشة . ويتذكر ابتسامة ذاك الرجل العجوز .. وتهلل وجهه بعد أن كان مسودا كظيم .. وهناك بين اضلعه يشعر بقفزات فرح .. وضحكات صغيرة .. ونبضات قلبه كَـ وقع اقدام صغار على مياه المطر .. راحة تتسلل إليه دون إرادة منه .. منذ أيام وهي تقتحم اسوار روحه .. فتنشر بهجة توصله إلى قمة النشوة .. سمع صوت والدها وهو يقترب من الباب : يا الله ..


ليقف مسرعا بالكلام : خلك عندك يا عمي .


أهتزت اوصالها لصوته .. وانقبض صدرها ..وتتشبث بذراع والدها بكلتا قبضتيها .. لتسمع والدها يحادثه من خلف دفة الباب المغلقة : خير يا ولدي .. قلت تبي تشوف البنت .. والبنت وياي ..


شعر بشيء من خشية في نبرة صوته .. فابتسم : ما قلت بشوفها يا عمي .. بسمعها وبتسمعني .. ما بخذ حق فوق حقها ..


لتنطق برجفة وبنبرة خافتة : من حقك تشوف اللي بترتبط فيها .


ليأتيها صوته : السموحة .. علي صوتج ما سمعتج ..


لتزيد من قبضتها وكأنها ترغب العون من والدها .. ليأتيها صوته وهو يربت على كفها بيمينه : تكلمي لا تستحين ..



زاد صمتها وزاد تعب ساقيه : تعبت من الوقفة وانا عمك .. ندخل وتشوفها .. تقولك هذا حق من حقوقك .. الشرع عطاك هالحق .


سحب انفاسه واخرج ضحكة قصيرة خافتة .. وتنهد مرة اخرى .. هو لا يرغب بان يشعرها بالنقص .. وافق على دخولهما وتحركت اقدامه ليوليهما ظهره .. حتى ما دخلا .. قطب والدها حاجبيه من تصرفه .. وفضل الصمت والمضي بها حتى النمارق .. ليجلسها ويجلس بجانبها ..


حين ولجت داعبت رائحة عطره أنفها .. شعرت بِـ دفئها .. هادئة تثير فالنفس الهدوء .. لعل بها شيء من مسك .. اكتستها حمرة خجل جميل .. فبحثت عن كف والدها من جديد لتعانقها وجدا .. وياتيها صوته : شحالج يا عايشة ؟


ابتسمت : بخير ..


واردفت بخفوت : ليش واقف .. وصوتك بعيد ؟


" ما شاء الله عليج " .. قالها لتغرق في حياء عظيم .. واردف : بسمعج مثل ما تسمعيني .. وما بشوفج الا يوم تكونين ع ذمتي .. وصوتي بعيد لاني معطيج ظهري .. واذا كان الحق اللي تطالبين فيه لي متعبنج .. فاقولج ان هالحق خذته من وصفهم لج ..


-
الوصف ما يسد عن الشوف.


-
هذا اللي عندي .. والوصف سدني وزود .. وانا لو طلبت بطلب الاخلاق قبل كل شيء ..



كان صامتا .. يسمع حديثهما القصير .. فاذا بها تنشج ببكاء خافت .. تشد على يد والدها اكثر .. حتى انحنى هامسا في أذنها : ليش تصيحين ؟



لم تكن الكلمات بذاك الخفوت حتى لا تصل الى اذنيه .. عقد حاجبيه حين ادرك بكاءها .. وظل على صمته يستمع لها تجيب والدها : مستنقصني ؟


-
شو هالرمسه ..


لينطق بحزم : مب فارس اللي يستنقص الناس .. واذا الشوفه اللي بتخليج تقولين كلام من راسج .. الحين بلتفت وبشوفج .


" لا " .. ردت عليه بسرعة .. واردفت : السموحه بس تعبانه شوي ..


ليبتسم على مضض : اسمحلي عمي لازم اروح .


ليشد خطاه خارجا .. ويتبعه والدها ليجده قد وقف عند الباب الخارجي ينتظره .. حتى ما دنى منه قال : يا عمي البنت صغيرة واايد .. هذا اللي سمعته .. ما اعرف اذا هي حمل زوج وبيت وعيال ان الله راد هالشيء .. وانت تريد العرس يتم بسرعه .. ونملك فالبيت .. يا عمي انت فيك شيء .. حاس بشي .. مريض لا سمح الله .



مسح بيمينه وجهه .. وسحب انفاسه وزفرهن : العمر ما ينظمن .. وخوفي ان الله ياخذ امانته ولا امنت لها حياتها .. وعايشه مربينها وعارف انها قد الحمل يا ولدي .. ما عليك من اللي صار من شوي .. هي متخوفه وتعق الرمسة بدون ما تثمنها ... اذا ربك رادكم لبعض محد راد هالشيء .



-
والنعم بالله .



,,



يُــتـــبــــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-14, 06:08 AM   #120

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي







,,

لا شيء سوى الحنين .. لا شيء سوى فراغ مميت .. ينهش افكاره .. عُلقت مهامه في ذاك المستشفى منذ ساعات .. أحيل إلى التحقيق وكأنهم ينتظرون هفوة منه .. اتهام بالاخفاق في ممارسة مهنته .. والسبب جرعة زائدة من الدواء لمريض في قلبه .. أقسم بان لا دخل له فيما حدث .. وليس بذاك الغباء ليزيد جرعة دواء وهو يعلم مضارها على مريضه .. هو المشرف عليه منذُ دخوله إلى المستشفى في أزمة قلبية تعرض لها ..



تنهد وقد أنتهى من جمع حاجاته .. سيغادر المكان .. لم يعد له مكان هُنا .. دراسته عُلقت .. ومُنع من مزاولة عمله في ذاك المشفى .. ربض على سريره .. وحادثة وليدة أيام عادت تقرع ابواب ذاكرته .. كان قد أنهى مناوبته وحث الخطى خارجا .. ليسمع صوتها مناديا له من بعيد .. يلتفت واذا بها تهرول حتى وصلت إليه لاهثة ..


-
هل تستطيع مرافقتي إلى منزلي .. هناك بعض الشباب انتقلوا لشارعنا وكلما مررت ضايقوني بحديثهم .


-
لا بأس .. هيا بنا .



زمت شفتيها بنصر .. ومشت بجواره .. تثرثر عليه ببعض الاحاديث : ألا تشتاق لبلدك ؟


ابتسم دون أن يلتفت لها : بالطبع اشتاق ..


جُمل مختصرة كان يبعثرها على اسماعها .. حتى ما وصلا المبنى المقيمة فيه .. تلفت في المكان : أين هم الشباب ؟


بمكر أنثوي أدعت الدوار .. لتقع عليه وبلكنة مُتعبة : لا اشعر بخير ..



كطبيب اسرع يجس نبضها .. يمسك رسغها .. يقطب جبينه بخوف : استندي علي ..سأوصلكِ إلى شقتك .. يبدو أنكِ أرهقتي نفسكِ بالعمل هذا اليوم .



تقع عليه بثقلها .. يسندها ويصعد الدرجات معها .. حتى ما وصلا للباب .. طلبها المفتاح .. وبتعب مصطنع : في حقيبتي .



يشد بذراعه على وسطها .. ويحاول فتح الحقيبة بيده الاخرى وقد أمسكها عند خاصرتها .. حتى ما أخرجه وفتح الباب وولجا .. اذا بها تفيق من اعياءها فجأة مما جعله يتسمر في مكانه .. تغلق الباب بظهرها .. وتنظر إليه .. تتبسم : أحبك .



قالتها دون حياء .. وأردفت : لن تخرج من هنا هذه الليلة ..


تراوده عن نفسه .. وهو فقط ينظر إليها في صمت .. تثرثر بالحب والعشق والهيام .. توهمه بالخجل .. وتكمل الحديث وهي تمد يدها : اعطني المفتاح .. سأغلق الباب وسنأوي الى الفراش معا .. أني احبك .



ابتسم بهدوء وهو يربع ذراعيه على صدره .. متنهدا : ما الذي تفعلينه هانا ؟ أتسمين ما انتِ فيه حب ..



بغضب وهي تشد ربطة شعرها المطاطية .. لتتناثر خصلها الصهباء على كتفيها : اذا ماذا تسميه .. الجميع لاحظ اني احبك .. لاحظ نظراتي لك .. وانت .. لما لم تلاحظ ؟..


وبعد صمت ثوان : لان لديك حبيبة .. لا تريد ان ترى سواها ؟ .. حسنا لن تعلم هي بالامر .. نبقى انا وانت حبيبان هنا .


-
ماذا بكِ ؟ .. هل فقدتِ عقلكِ .. أخبرتك من قبل لن احب احدا غير حبيبتي .. ولن المس أمرأة غيرها ..


-
لن يعلم أحد .


زفر أنفاسه موقعا ذراعيه بجانبه : لا استطيع .


" وما الذي يمنعك ؟ " صرخت بتلك الجملة .. ليبتسم وبنبرة جازمة : ديني يمنعني .


لم تشعر إلا بيده تلتقف رسغها ويسحبها عن الباب .. ليخرج تاركا خلفه إمرأة اصابها الاعجاب بالجنون ..



أسقط ظهره على فراشه .. ناظرا للاعلى .. يُغمض عينيه بهدوء .. هي من فعل ذاك انتقاما لا محالة .. ولكن لا دليل عنده ليقدمه .. تشوهت سمعته بين الاطباء .. وقد يصل الامر لرفع قضية عليه من قبل اهل المريض .. نام على يساره وقد اردف ساقه اليمنى على الاخرى .. وتنهد من جديد .. الهروب ليس حلا في هذه الحالة ..



نهض على صوت جرس الباب .. ليخرج وقد عانقت أنامله شعره .. يسحبه للخلف .. حتى ما فتح الباب لاحت له بوجهها الماكر .. سد مدخل الباب بذراعه .. ممسكا اياه بيساره : ما الذي جاء بكِ ؟

تنهدت وهي تشد على شفتيها .. تشتت انظارها لتستقر على وجهه أخيرا : لو اطعتني .. لما حدث ما حدث ..


-
لو اطعتكِ ربي سيعاقبني .. ما فعلته لا ينم عن حب .. الحب تضحية لا مكر ودهاء .. واخذ القلوب بالقوة .. لن ابقى هُنا .. ساعود ..



" ماذا ؟" .. نطقتها بخوف .. ثم اردفت وهي تحاول ان تقترب منه فيصدها بابعاد جسده قليلا : ستسافر ؟ لكن لماذا ؟ نستطيع حل الموضوع بسهوله .. ساخبرهم اني من اعطيته الدواء تلك الليلة .. ولم انتبه للكمية المحددة .. سيتغاضون عن الامر بسرعة لانهم يعرفون والدي .. لن يتخذوا معي اي اجراء قاسي .. لكن انت لا تذهب ..



لتطوق عنقه بذراعيها : احبك يا حارب ..


امسك رسغيها وانزل ذراعيها .. وبحقد : أتأمرك أمانتك ان تؤذي الناس في سبيل تحقيق ما تريدين ؟ .. ماذا لو حدثت مضاعفات له .. ماذا لو مات ؟ .. بتُ أمقتكِ بقدر ما كنتُ مُعجب بتفانيكِ في عملك ودراستكِ .. تظنين بوالدكِ تستطيعين فعل ما تريدين دون ان تحاسبي ؟ .. ساخبرك أمرا .. لا اريد منكِ شيئا .. وأن كان لي حق فسياخذه لي ربي .



أغلق الباب في وجهها بقوة .. وعاد يلملم أوراقه .. مشاعره المسكوبة .. وحقه المهدور في بلد الغربة .. نظر إلى شاشة هاتفه يتبين الوقت .. لم يبقى الا ساعة عن الاقلاع .. سيترك كُل شيء وسيعود .. وأن عاد حقه إليه سيعود لاتمام دراسته .. كانوا سيمنعوه من المغادرة .. وادرك الآن لماذا لم يفعلوا .. هي ووالدها خلف انهاء القضية بتعليق دراسته ووقفه عن العمل حتى اشعار آخر ..



أخيرا يشعر بأن المكان له .. والوقت له .. حتى أنفاسه اضحت تتسارع شوقا .. هل سيتفاجأون بعودته ؟ .. زواج صاحبه بعد ايام فقط .. أسند برأسه على مقعد الدرجة الاولى .. وتخالجه ابتسامة .. تتطفل فتضحك روحه معها .. يذكر رسالته لها .. حديثه عن الكثير .. عن ايامه ولياليه .. وعن عشقه وقلبه العليل .. نام دون أن يشعر .. وكم تمنى ان تزوره وتؤنس وحدته .. حتى وان كان في حلم دقائق ..



هل الوقت مُسرع الخطى ؟ .. أم ان الحنين يشده بقوة إلى وطنه .. لم يشعر إلا وطائرته تحط على ارض مطار دبي .. ويجد نفسه بعد مضي الدقائق يقف عند بوابة المطار .. بيده حقيبته وعلى كتفه أخرى .. وهواء ليل حار يعبث بخصلات شعره الاسود .. تحرك ليستوقف سيارة أجرة .. ومنها سيتوجه إلى ابوظبي .. وبعدها إلى منزله ..



ينظر إلى الطرقات .. والمباني واضواء الطريق .. وكأن به المرة الاولى التي يراها .. حتى ذاك السائق تعجب من فعله : واجد في تغير .. دبي في واجد بنيان جديد .



ابتسم على حديث ذاك الهندي .. وفضل أن يجاريه في الحديث : هيه .. وايد تغيرت عن قبل .


-
انت كم سنه برا ؟




كأنه عمر كامل تلك الاشهر التي قضيتها هناك .. شهر يتلوه آخر .. وكأن بها دهور متلاحقة .. حتى إني أرى بيّ عجوز أهلكه التمني .. حتى دُفنت أمنيته وهو ينتظر ميلادها .. كيف لي أن اخبرك بعدد الغياب .. وحتى روحي المبلولة من دمع الحزن لا تذكر إن جفت يوما ام لا .. وقلبي الممطور بزخات حبي لا يذكر أنه افاق وارتشف حلو المصاب لا مُره .




أنبلج الصبح وأزدحم الطريق بالسيارات .. يوم عمل .. ووجوه ناعسة متضجرة عند اشارة مرور .. وايدي تدعك العيون تجبر النعاس ان يطير .. وافواه تتثاءب .. وهو فقط يرقبهم من خلف الزجاج الملطخ بقليل من الاتربة .. لما الxxxxب لم تعد تمضي كما قبل ساعات ؟ هل تعبت الجري فقررت المكوث قليلا ؟ ..



لا يعلم لماذا الاجفان تستسلم للغفوات المتقطعة .. لينهض على صوت السائق يسأله أين طريق منزله .. ليدله ويدعك وجهه بكفيه .. يرغب بذاك الخمول الذي تملكه أن يعتقه .. حتى ما استقرت العجلات امام باب منزله ترجل .. وانحنى يعطي السائق أجرته بعد أن أنزل حقيبته من الخلف .. ليرقب أنطلاق سيارة الاجرة مبتعدة .

سحب انفاسه بنهم جم .. ورن الجرس .. ليضحك بخفوت على صوت عبد الغفور المنادي بالمجيء .. تخيله يقبض ثوبه الواسع بيده ويجري وقد اتضح بنطاله الابيض من اسفله .. ليفتح البوابة مع خيوط الصباح الاولى .. ويراه واقفا أمامه .. وبحب : الحمد لله ع السلامة يا دكتور ..



واغدقه بالترحاب وهو يحمل الحقيبة الكبيرة ويحث المسير أمامه .. وذاك لا يجد فرصة لينطق بكلمة .. ليتوقف في ساحة منزله .. وذاك لا يزال يثرثر .. حتى ما التفت ورأى ذاك يقف يتجول ببصره في المكان .. ترك الحقيبة وعاد إليه : كُل حاجه عال العال .. بس شجرة المانجا اللي ورى البيت اتكسرت .. من شهر كدا .. جتنا ريح قويه وكسرتها ..



" شخبارك عبد الغفور ؟ " قالها بهدوء .. وكأن الشخص الماثل ها هُنا ليس بحارب القديم .. ليحمد ذاك ربه شاكرا .. ويردف هو سائلا حين لاحظ اختفاء سيارته الجيب البيضاء من المكان : وين سيارتي يا عبد الغفور ..



ضرب جبهته بكفه : يوووه نسيت اقولك .. الاستاز فارس اخدها من يومين .. بيقول سيارته متعطله .. هو كان كُل اسبوع يجي ياخُدها يحركها ويرجعها .. بيقول لو بقيت مكانها حتخرب .



عصافير الصباح في قمم اشجار منزله أجبرته يرفع نظره .. يسحب ذرات الاكسجين الى رئتيه : أنزين انا بدخل ارتاح .. وما اريد حد يدري اني رديت .

,,


قبل ساعات وعلى بعد كيلومترات من المكان .. عاد من عمله .. يذكر وجه أخيه المتعب جراء البحث في تلك القضايا لمدة يومان متواليان .. يتذكر انزعاجه منذ ساعه وهو ينطق بتعب : ما لقيت شيء .. لا اسم ولا اي شيء ..


ليضرب بجبهته على طاولة مكتبه .. وجابر ينظر إليه مندهشا ومستغربا : بس لو تقولي عن شو ادور ..


ليقاطعهما دخول شرطي .. يضرب لهما التحية وينطق : وصلنا لريال اللي اخذ التوكيل من عيد وباع المحل .


دعك عينيه بتعب : زين .. اريدكم اطرشون وراه يكون حاضر هني عقب باكر ..


أنصرف وجابر لازال ينظر الى وجه شبيب المرهق : الحين عرسك باقي له كم يوم .. وانت ملاحقلي عيد ولالاته ( اعوانه )


ليضحك : والله هذا شغلنا .. عرسان مب عرسان ما بنخليه وبنروح نشوف اعمارنا ..


ليصمت فجأة .. ويعود ينادي الشرطي .. حتى ما امتثل أمامه : اسمع روح للملازم خليفه وخبره يدورلي عن اي قضية مرتبطة باسم عيسى سالم محمد الـ...... .. اريد اي اسم انطرح في اقسام الشرطة وله صلة بهالاسم .. كل اقسام الشرطة القريبة ..



" ادور ورى ابو حرمتك ؟ " ليضرب شبيب بكفيه على الطاولة واقفا .. ويردف جابر : شبيب تراك مصختها .. من متى تغبي عليّ .. ومخليني فالسالفة مثل الاطرش فالزفة ..



زفر الهواء بعنف .. والتقط قبعته العسكرية : جابر السالفة بيني و ....


صمت لبرهة واردف وهو يولي جابر ظهره : وبيني ..


ليقف الاخر يلحق به .. يبعثر الكلمات من خلفه : انت شفت شكلك كيف صاير .. من يومين وانت مغرق نفسك فهالقضايا .. وبعد رحت يبت قضايا اقدم من اللي عطيتك اياها .. شو اللي مستوي ؟ .. متناسي ان عرسك يباله تيهيز وانت بكبرك لازم تتيهز ..


بسخرية قال وقد وصل لسيارته ودس يده في جيب بنطاله يخرج مفتاحها : ليش يبالي فستان وحنا وصالون ..


وضحك مقهقا .. ليثور جابر ضاربا بكفه على مقدمة السيارة .. مستوقفا ذاك عن الصعود إليها .. ينظر إلى عيني شبيب المتعبتان .. وشبيب يبادله النظرات .. ثانية .. اثنتان .. ثلاث .. وانفجر جابر ضاحكا .. واتبعه شبيب بمثل فعله .. ومن بين ضحكاته : شعليك لاقيلك حد يهتم بكل شيء .. اراكضلك فبيتك إلين خلصته ..




أغمض عينيه يشد الاكسجين إلى صدره .. وتبتعد تلك الذكرى ..الساعة قبل الفجر بقليل .. اوقف سيارته في موقفها وترجل .. تنهد ليستقبل نظره القسم الذي يحوي شقيقه .. ذاك البطي يتحاشاه بشدة .. منذُ ما حدث وهو لم يره الا على عجالة .. يهرب منه .. ابتسم ومشى نحو المكان .. حتى ما مر قريبا من دورة المياه ( اكرمكم الله ) سمع لِـ بطي سُعال اصابه بقشعريرة .. اسرع الخطى إلى الباب ليطرقه بعنف .. مناديا اسمه : افتح الباب ..



ذاك ومن بعد السعال المرير نضح بالماء على وجهه .. ينظر إلى شحوب ألمّ بملامحه .. يحاول فتح عينيه .. يشعر ان بهما ثقل غريب .. ما ان سمع الطرقات وصوت الخوف من خلف الباب .. حتى تحرك بملابسه الداخلية .. ادار المفتاح وسحب الباب : هلا جابر ..مستوي شيء ؟


ينظر إلى وجه شقيقه المنهك : مريض ؟ .. سمعتك تكح .. والكحه قوية ..


ترك الباب وعاد ادراجه إلى غرفته .. لم يستطع الوقوف أكثر ..ليرمي بجسده على السرير .. يردف ذراعه على وجهه .. والاخر لحق به حتى ما وقف بجانبه انحنى يبعد ذراعه ويحتضن جبينه بكفه : محموم ؟



ابعدها واستلقى على جانبه موليا جابر ظهره : بصير بخير .. حمى خفيفة .. والكحه لاني شفت حلم وقمت مثل المخنوق .. لا تحاتي ..


عانق وسطه بكفيه متنهدا : ليش تشرد مني ؟


تمتم : انت اللي شردت مب انا ..


انحنى مديرا اياه ناحيته بشيء من عنف : انا يوم شردت شردت من نفسي مب منك .. يوم اني حسيت اني اخو فاشل وظنيت باخوي مثل اي واحد غريب ..


تشدق مبتسما : انزين .. روح صل الفير وادعيلي بالهداية ..


بغيض : انت سمعتني شو قلت ؟


ضحك وهو يعود ليستلقي على جانبه : سمعتك سمعتك .. بس اداري برستيجك عن يطيح ..



لتأتيه لكمة من جابر على كتفه : الشرهه علي .. اسمع لا تسكر الباب بخطف عليك الصبح اذا الحمى ما خازت بشلك العيادة ..


بصوت مكتوم : بصير بخير .. روح غير دريساتك ( لباسه العسكري ) وتيهز لصلاة .. ولا تنسى تقومني اصلي .



ظل ينظر إليه لدقيقة .. ضعيف هو .. ولم يعهده بهذا الضعف .. ابتسم وانحنى يسحب الغطاء عليه .. ليبتسم بهدوء وصوت حذاء جابر يصل إلى مسامعه .. ومن ثم اغلاق الباب .. جر ذاك خطاه الى المنزل .. ليقطب حاجبيه حين لاح له نور الغرفة من اسفل الباب الخشبي .. فتح الباب واذا بها جالسة على الكنب الطويل تشاهد احد الافلام المصرية القديمة ..


رفعت نظرها وبابتسامة متعبة : الحمد لله ع السلامة .


تقدم وقبع بجانبها .. ينظر إلى تعابير وجهها : شو موعينج ؟ تعبانه فيج شيء ؟ ليكون بتولدين فالسابع ..


ضحكت على خوفه : فال الله ولا فالك .. ما اريده يطيح ناقص .. بس ما قدرت ارقد .. رقدت شوي عقب ما طلعت لشغلك .. وصرت اهوجس ..


يبعد خصلات تمردت على جانب وجهها ماسحا بكفه على رأسها : شكله خلود متعبنج .. ياللا هانت شهرين وبتخطف وبيشرفنا ولي العهد .


يدها تقع على يده الرابضة على بطنها المنتفخة : قوم تسبح .. ملابسك ياهزة .. ما باقي شيء ويأذن الفير ..


وقف لتستوقفه عن المسير : جبور .



" عيونه " .. قالها لتبتسم بخجل : تسلملي عيونك .. ع الساعه تسع ان شاء الله بروح وييا خواتك السوق .. يمكن نتاخر كل النهار .. تدري ما عندنا وقت نيهز لعرس اخوك .. صربعونا ..


عاد بخطواته لينحني يقبل جبينها : اوكي .. انا بصلي الفير وبرقد .. بحطلج فلوس ع التسريحة ..


ابتعد واذا به يلتفت : منو بيشلكم ؟



-
مها .


,,

يُــتـــبـــع |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.