آخر 10 مشاركات
دوامة الذكريات - فانيسا غرانت - روايات ناتالي** (الكاتـب : القصايد - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          التوأمتان - روايات ياسمين** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          بين نارين - باربارا كارتلاند -ياسمين (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الساحرة الغجرية (16) للكاتبة المميزة: لامارا *كاملة & مميزة* (الكاتـب : لامارا - )           »          القلب الهارب _ باربرا كارتلاند _ الدوائر الثلاثة (الكاتـب : MooNy87 - )           »          حب و كبرياء - بني جوردان - الدوائر الثلاث** (الكاتـب : لولا - )           »          إبنة الليل - جينث موري - الدوائر الثلاث ( تصوير جديد )** (الكاتـب : angel08 - )           »          2017-وأخيراً شاطيء الأمان - سارة تشانس - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-12-12, 12:36 AM   #1

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 زفرات ملتهبة "زفرات اغتصاب سابقاً" للكاتبة / أنآت الرحيل





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم اعضاء وزوار روايتي


حبيت انقل لكم رواية جديدة لانآت الرحيل

بعنوان

زفرات ملتهبة


من دقايق طرحتها بالمنتدى المجاور

قراءة ممتعة مع الزفرة الاولى

تحيتي

اسطورة !





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 21-10-13 الساعة 12:06 PM سبب آخر: تعديل عنوان الرواية
اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 21-12-12, 12:38 AM   #2

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ها أنا اعود من جديد لاسطر مولودتي الجديدة على صفحات ****** ..
وكم كنتُ سعيدة بنجاح مولودتي الثانية .. التي اخذت من وقتي الكثير .. ومن نفسي الشيء الاكثر ..
حتى انني كنتُ قد قررت ان اغيب عن الصفحات لفترة لا بأس بها ..
ولكنني دون ارادة مني وجدتني اخط حروف جديدة بشخصيات جديدة .. تحمل في جعبتها الكثير والكثير ..
وكما افعل دائما .. اضع افكار روايتي من الالف الى الياء .. وبعدها احيك احداثها ..
لم استطع ان اكتبها وانهيها لاني اعلم يقين العلم انني لن انهيها اذا كنتُ وحدي .. قد اكتب فيها ولكن لن اصل الى النهاية ..
فعدت اليكم لتشجعوني كما عادتكم .. وارصف الافكار لاشيد بنيانا معكم ..
فاهلا بكم معي من جديد |~


,،

مقدمة ~

نحن البشر في هذه الدنيا كدمى في مسرح .. علقت بخيوط ليتم التحكم بها .. ونمشى على ظروف قد احكمت سيطرتها علينا ..
فنرى انفسنا رهن قيدها .. الا من ندر منا .. فيكسرون حاجز الاستعباد تحت مسمى الظروف .. ويبنون حياة جديدة رغم قسوة الايام ..
هنا عبر شخوص روايتي " زفرات اغتصاب " ساحكي عن قصص ليست بالجديدة .. ولكنها ستُحكى بطريقتي ..

في زفراتي الكثيرة ستكون هناك ارواح اغتصبت فضحكت حين تذكرت ..
هنا بين زوايا مولودتي .. شباب تجمعهم القرابة ويجمعهم الجوار ..
فهنا ساكتب لاعبر عن امور تجتاح الكثيرين .. ويتغاضى عنها الكثيرون ..
ابطالي في حياة متواضعة عاشوا .. فرحوا ولعبوا .. وضحكوا كثيرا ..
ابطالي قد يكونون قريبون منكم وانتم قريبين منهم .. فابطالي ليسوا ببعيدين عن واقع حياتنا |~


,،


دقائق واكون معكم في بداية لروايتي .. قصيرة اجل ..
ولكنها كفيلة بان تضعكم على عتبات الزفرات ..


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 21-12-12, 12:39 AM   #3

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




,،


السماء مكتنزة بالغيوم المثقلة .. وكأن بها وجع تحاول ان ترميه على الارض .. تمخضت فاسقطت قطرات التهمها الثرى .. وكأن بها تبكي لتسقي من واراه ذاك التراب .. من اسقط تحت كلمات وعبارات كثيرة : لا اله الا الله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. ان لله وان اليه راجعون ..



والكثير من الاستغفار وطلب الرحمة .. وجسد يرتجف .. رجفة برودة مطر ورجفة وجع فـ العظم .. تقبله تلك القطرات وجدا على رأسه وجبينه ووجهه وحتى رمش عينه .. لتتعلق بالرموش لاليء لا يُعرف ان كانت بكاء مطر ام بكاء عين .. ارتعش جسده حين تناثرت ذرات التراب على " خالد " وما ادراكم من خالد بالنسبة له .. هو أخ قبل ابن عم .. وصديق قبل ان يكون صاحب .. ورجل حتى آخر رمق تلحف بالإيثار .. وأي إيثار كان بالنسبة له .. كان وجع طعنة خنجر في صميم الروح .. زادت رجفته حد الاعياء .. لتنهار تلك العصا المتأبطة ذراعه .. ويسقط مغشيا عليه ..



وحمل كما صاحبه منذ سويعات .. بل كانت دقائق .. رآها هو كساعات عناء .. تكررت الكلمات من الافواه وزادت التمتمات : ما بيتحمل كان دوم وياه ...



واخر يزيد : الله يكون بعونه ..



وكثر الكلام وهناك حين رفع على السرير المدولب جاءه كما اعتاد رؤيته .. يبتسم بل ان السعادة كانت لتهرب من عينيه .. ليردد على صاحبه المسجى على السرير : لا تنسى .. لا تنسى اتفاقنا .. لا تنسى ..

ويبتعد الصوت وتردد شفتيه المرتعشة : ليش .. ليش ..



"قلت لكم غلط انه يطلع .. بس ما سمعتوا الرمسة(الكلام) " رددها خاله وهو في الانتظار ..ليردد سعد : اهدى .. ان شاء الله ما فيه الا العافية .. والحين بيطلع الدختور يطمنا .



صفق اليمنى باليسرى بغيض واضح : لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله ..



زفر انفاسه وهو يضع كفيه في جيب " البالطو " الابيض .. طوح برأسه وعاد ليزفر .. حانق .. بل اشد من ذلك .. لقد حذرهم من مغبة ذاك الفعل الارعن الذي اقدمو عليه .. القى اوامره على تلك الممرضة بتغيير الضمادات وتعقيم الجرح جيدا .. وايضا المراقبة الشديدة .. فهو في حالة هذيان مر .. تتبعثر من فيه كلمات شتى .. احيانا بغضب واحيانا اخرى برجاء .. خرج وقد توعد بالقاء كلمات قاسية على اصحابه ومن كان معه في ذاك العمل ..



ما ان تراءى لهم .. حتى شدوا خطاهم .. خاله منذر الذي يكون قريب جدا من عمره لا يسبقه الا ببضع سنوات لا تتعدى الاربع .. وزميله سعد .. وابن عمه جابر .. ليبدأوا باستجواب ذاك الطبيب الذي صرخ بهم : دامكم خايفين عليه بهالشكل ليش ما اقنعتوه انه ما يطلع ..



تمتم جابر : سبق السيف العذل .



ليرد ذاك الطبيب : مب وقت فلسفتك يا جابر .. الريال حالته حاله .. الحمى هلكته .. وما يندرى نقدر نخفضها او لا .. صارلنا نراقبه ساعة – التفت لمنذر – عسى امه ما درت ؟



طوح برأسه نافيا .. لينطق سعد : اكييد بيوصلها الخبر .. طاح بينا .. وكل اللي كانوا ويانا راحوا بيت بو خالد الله يرحمه ..



,،

هناك في ذاك المنزل الذي توشحه الحزن منذ يومين حين عُلم بما اصاب خالد .. ليكتنفه حزنا قاسي بعدها عند وفاته .. هناك كانت حبات " المسبحة " تتلاحق بين اناملها .. ولسانها لا يكل من التمتمة بـ سبحان الله والحمد لله والله اكبر .. والنسوة المتوشحات السواد ينحنين لتقبيلها .. والقاء كلمات العزاء على مسامعها .. فهي ام ثكلى .. وهي اليوم اهدى عن الامس .. فبالامس صرخت غير مصدقة .. واليوم تحتسب مصابها عند بارئها .. بجانبها ام ذاك المرمي على ذاك السرير في ذاك المستشفى .. تحاول ان تلقي عليها بكلمات تصبرها اكثر .. لتربت على فخذها : البركة فمطر ومبارك يا ام خالد ..



لتتهدج شفتيها .. فسيبقى اسم خالد عالقا بها . سيذكرونها به كلما نادوها .. فهي ام خالد .. ام ولدها الاول .. اغمضت عينيها لتسحب ذرات الهواء لعلها تمنع تلك الدموع من السقوط .. فهي لا تريد ان تعذبه بدموعها .. يكفي دموع الامس .. عادت لتتمتم بالاستغفار ..


تلفتت الاخرى في المكان .. لا يوجد سوى ابنة ام خالد الكبرى .. فاين ابنة اختها .. تلك الفتاة التي خطبتها لابنها منذ شهرين .. وكان الاتفاق على عقد القران في هذه الاسابيع القليلة .. امعنت النظر لتراها تداري وجهها للجهة الاخرى .. تمسح دمعة سقطت .. فهي لا تزال تذكر كلام والدتها مساء الامس حين صرخت بها وبمها : والله ان شفت دمعة وحدة ما تلومن الا نفسكن .. ما اريد دموع ع خالد ..



ارتجفت لسقوط تلك اليد على كتفها .. لتلتفت : هلا خالتي .. بغيتي شيء .



تنهدت : الله يصبركم يا بنيتي .. ليلى فديتج وين مها ؟



وقبل ان تجيب تلك تحملقت الانظار الى ذاك الواقف متوسط تلك الصالة المكتضة بالنساء .. منذ دقائق كان هناك مع الرجال .. واذا بحديث وقوع اخيه يسيطر على بعض الحوارات .. حتى وكأن المكان اضحى بعيدا عن موت خالد .. وتلك الاذنان تلتقطان الحديث بنهم .. واذا به يقف خارجا من ذاك المجلس .. وما ان وضع قدميه على عتبة الباب من الخارج حتى هرول بتلك الساقين النحيلتين .. ليتسمر في تلك الصالة .. مشتتا انظاره في المكان .. يبحث عن وجه والدته التي كانت تحادث ابنة عمه ليلى .. وما ان رفعت رأسها رأته .. وقفت تشد الخطى الى ذاك المنقطعة انفاسه .. تعانق راحتيها كتفيه النحيلين .. تنحنى قليلا وهي تنطق : شو بلاك ؟



يلهث ويلهث .. حتى هزته مرددة : تكلم يا هاشل .. شو مستوي ؟



بكلمات متقطعة وهو ينظر لوالدته ويبعثر انظاره للنساء الواقفات خلفها : اخوي .. اخوي طاح فالمقبرة ..



لتمسكه ليلى تديره ناحيتها : شو اللي تقوله ..



ليردد بعبارات سن العاشرة : والله والله .. سمعتهم يقولون طاح فالمقبرة .. وشلوه المستشفى – يأشر بيده لباب الصالة – روحي سأليهم .. هم اللي يقولون ..



بعد صمت تحاول معه ان تستوعب ما قاله ابنها تحركت .. لتناديها ليلى .. وتمسك بذراعها .. وتنفضه بقوة : خليني اروح اشوف شو السالفة .. هذا ولدي .. هذا سندي من بعد المرحوم ..



ليضج المكان بكلمات النساء يحاولن ان يهونن عليها ما قيل .. ومن بينهن تشق طريقها تلك الثكلى .. وتقف : استهدي بالله .. ان شاء الله ما فيه الا العافية . ولا تنسين انه مريض .. اكيد ما تحمل الوقفة ..



وضعت يدها على صدرها لتشد ملابسها باناملها .. فما بالها فقدت اعصابها .. وتلك التي فقدت ابنا يتملكها هدوء غريب .. هل تلك اقوى منها .. او ان حبها لابنها اقوى من حب ام خالد لابنها .. امسكت بابنها : وين خالك ؟



تحاول ان تستجمع قوتها ولتوازي تلك بالقوة .. ليجيبها : محد .. راح المستشفى وياه ولد عمي جابر ..



ما ان سمعت اسم جابر حتى امسكت بذراع ليلى مترجية : اتصلي ع جابر .. شوفيهم شو صار عليهم ..



بهمس لا يسمعه الا الاخرى : ان شاء الله خالتي .. بس انتي اهدي . الحين اتصل عليه ..



لتحمل ليلى نفسها مبتعدة عن المكان .. وبيدها هاتفها .. فجابر زوج لها منذ سنة تقريبا .. ولا بد ان يخبرها بكل شيء .. ولا ترغب ان تلتقط تلك الخائفة شيء من ملامحها اذا هناك ما يريب .. وبابتعادها ابتعدت فتاة كانت من بين الحضور لتصعد السلالم متوجهة لغرفة مها .. فتحت الباب لتجد تلك منطوية على نفسها تبكي .. اغلقته بسرعة لتجلس على حافة السرير : مها ..



رفعت يدها بتردد لتضعها على كتفها .. فهي تعلم بان صديقتها عصبية جدا .. وضعتها ونطقت باسمها .. لتصرخ : خليني بروحي يا سوسن .. اللي في مكفيني ..



وتنخرط في بكاء مؤلم .. لتتنهد تلك وتنطق : خطيبج طاح عليهم فالمقبرة .. لا تسوين بعمرج جذي والله ما فيه شيء ..



اعتدلت تلك وخصلات شعرها المبللة تلامس وجهها : انتي فشو وانا فشو ..



استنكرت سوسن ما نطقت به : انتي شو بلاج .. اذا امه واخته ما صاحن عليه مثلج .. من امس حابسة عمرج لا اكل ولا حتى شرب .. والريال اللي بيرتبط اسمج باسمه طايح فالمستشفى ولا همج ..



صرخت بعصبية : غبية .. يايه تقرانين ميت بحي .. هذاك مات .. يعني ما بشوفه .. يعني خلاص ما في خالد ..



تبلعمت فصمتت .. بعدها وقفت : الله يكون بعونج .. ياليت تحاسبين ع كلامج عند امه وخواته اذا ين يعزن ..



ادبرت لتردف وهي تسحب مقبض الباب لتفتحه : مع السلامة .



كتمت شهقاتها بباطن كفها .. لتنساب دموعها حارقة وجنتيها .. وترمي بنفسها مجدداً على السرير ..

هدوء في الاسفل لا يسمع الا صوت اذاعة "القرآن "من ابوظبي يتلى عليها بعض ايات القرآن الكريم .. وتلك الخائفة غادرت المكان بعد ان طمأنتها ليلى .. حتى انها تحدثت مع جابر مطولا لتتأكد من صحة ابنها .. تنهد وهو يغلق الهاتف .. لينظر اليه منذر وبعينيه سؤال يتلوه سؤال : اختك ؟



" هاا" نطقها وهو يقف يحث الخطى لذاك الواقف عند عتبة الباب .. ويردف : شو قلت لها .. ؟



نظر لشبيب النائم بهدوء مريع : قلت لها انه بخير .. بس حمى وراحت .. شو تباني اقولها .. اخبرها باللي قالوه حقنا عنه .. تباها اطيح عليهم ..



شد بقبضته على كتف جابر : اهدى شو بلاك ؟



-
حاس بالذنب .. لو ما طاوعته كان مب هذا حاله يا منذر .. شوفه – يمد يده ناحية شبيب – حتى ما يحس علينا .. نحركه ونكلمه وهو فعالم ثاني .. ياليتني ما طاوعته ..



زفر منذر انفاسه : تعوذ من بليس .. ان شاء الله باكر بيقوم ..




,،

زفرت انفاسها هي الاخرى بعد ان خرجت من دورة المياه (اكرمكم الله ) منزوية في غرفتها من قبل خبر وفاة ابن عمها .. فهي تشعر بانها في مصيبة .. وكلما مر يوم غرقت اكثر .. جلست على حافة سريرها لتمد يدها وتسحب ذاك الدرج .. وتخرج دفترا لها دونت فيه محاضراتها .. سحبت القلم المتعلق بظهره .. لتفتحه باصابع مرتعشة .. وتخط وهي تخاطب نفسها : اليوم 19 الشهر .. يعني تاخرت اسبوعين – كتبت التاريخ وخطت تحته اليوم – لحظة .. مب قادرة اركز ..



رمت الدفتر .. وعادت تخاطب نفسها : يتني يوم الثلاثا .. هيه يوم الثلاثا قبل محاضرة الدكتورة هبة .. صح صح



كانت تحاول ان تطمأن نفسها باي طريقة .. لتكمل حديثها بعد ان وقفت وهي تخطو في الغرفة ذهابا وايابا : لا لا .. ما كان يوم الثلاثا .. كان الاحد .. هيه الاحد .. تاخرت .. تاخرت واايد .



احتضنت بطنها وانحنت لتنسكب دموعها : لا مستحيل .. مستحيل يسويها في .. قالي ما بيلمسني ..



جلست على الارض وظهرها لجانب سريرها واجهشت بالبكاء وتمتمت : قالي بس بنشوف الغرفة .. لا ما سواها .. لا .. بيذبحني شبيب .. والله بيذبحني ..



ارتجفت لتسرع واقفة تمسح دموعها .. فالباب قد فُتح .. ودخلت تلك بخطوات ثقيلة بسبب حملها .. وقفت امام اختها .. وفجأة شدتها اليها تحتضنها : طلبيله الرحمة فديتج ..



ليزداد بكاءها .. وتبتعد قليلا بعد ان هدأت : شو اللي يابج هني .. ليش ما رحتي العزا ..



جلست على السرير ويدها تعانق ظهرها.. تشد على شفتيها : فارس حلف علي ما اروح .. ما مصدقين ان الحمل ثبت لشهر السادس .. خايف علي .. بس ما قدرت ابقى فالبيت .. وولد عمي ميت واخويه فالمستشفى ..



جلست على ركبتيها امام اختها : شبيب بخير ؟..



نفس الجملة القتها والدتهما على مسامع منذر .. تسأله بالحاح عن حال ابنها .. لا يعرف بما يجيبها .. فذاك منذ الامس لم يفق .. حتى الاطباء احتاروا في حالته .. صرخت به بعد ان طال صمته : بتتكلم والا شو .. من البارحة اتصل عليك ما ترد .. واليوم الصبح بعد .. ويايني الحين وشكلك هالشكل .. بتخبرني والا شو ..



طوح برأسه : شو اقولج يام شبيب .. خايفين ليكون صابه مس من المقبرة .



-
شو ؟

,،

اتوقف لادع لكم مجالا لرد ..
وقريبا نبدأ بالتعمق اكثر |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 21-12-12, 07:22 PM   #4

هدير الصمت

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية هدير الصمت

? العضوٌ??? » 148845
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,011
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » هدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond reputeهدير الصمت has a reputation beyond repute
افتراضي

thank u ostora
real good begining even if it is very sad
but annat has a great pen
thank u so much


هدير الصمت غير متواجد حالياً  
قديم 24-12-12, 03:24 AM   #5

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابعيني الحلويين .. حبيت اخبركم .. ان البارتات بيكونن بارت واحد في الاسبوع ..
عشان اعطي كل بارت حقه فالمراجعة ..
بس هالشيء ما يمنع اني انزل بارتين في الاسبوع بحسب تمكني من البارت واحداثه .. وطبعا بعطيكم خبر اذا كان في بارت فغير الموعد ..
بيكون الموعد المعتمد بنهاية الاسبوع ..
اذا ما كان يوم الجمعة بيكون السبت باذن الله ..
وطبعا الموعد بالليل واللي تابعوا روايتي الثانية يعرفون ان تنزيلي للبارتات يكون بالمساء ^^
ويا رب اكون عند حسن ظنكم ..
وقبل ما اطلع اخمد ..
حبيت اقولكم ان يوم الاحد باذن الله بيكون فيه اول بارت لروايتي من بعد البداية اللي حطيتها ..
وتصبحون ع خير

|~




^

كلام الكاتبة


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 24-12-12, 03:26 AM   #6

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






,
,


كان كمن غاب ايام وايام وعاد .. شعره مرتب باصابعه للخلف .. وتلك " غترته " المطلية باللون البني شتائية الصنع تنام على كتفه بهدوء .. القى عليها كلمته لتتجمد بعد ان نطقت " شو " .. تتبعها بعينيه وهي تدبر لتجلس على الارض بعد ان اسندت نفسها بظهر النمرقة القاسية ..لترفع بعدها نظرها اليه : ييبوله مطوع ... لا تطولون عليه – تستند على كفيها لتقف – والا اقولك قوم وصلني عنده ..


كفاه الغليظان يعانقان كتفيها ونظره لاسفل حيث وجهها : استهدي بالله .. هذي كلها ظنون منا ..



-
حتى ولو .. قوم وصلني اشوفه ..


رفع معصمة لناظره .. لينظر لتلك الساعة الفاخرة المزينة لمعصمة مزدحم الشعر : بتنتهي الزيارة ما بنلحق ..



خرجت تلك من غرفة اختها حين سمعت صوت خالها وصوت والدتها ذي النبرة العالية .. بثقل جسدها مشت حتى انتهت من ذاك الرواق لتطل عليهما بابتسامة شاحبة : منذر ..



رفع رأسه لها ليرغم شفتيه على ابتسامة بسيطة .. فتلك الوحيدة التي تناديه باسمه المجرد دون كلمة " خالي " .. مشى تاركا اخته الجالسة بعد محاولة عقيمة معه لاخذها الى حيث شبيب .. امسك بيدها لتمشي معه : كنّه شو اللي يايبنج .. ؟



ساعدها لتجلس ..ويجلس هو بمقابلتها ومقابل اخته المتقوقعة بجانبها .. نطقت : لا تخافون علي .. والله ما في الا العافية ..



خوف جديد يتربع في قلوب من يعرفونها ويكنون لها حبا .. فمع كل حمل ترتفع الايدي داعية لها .. قطب حاجبيه على صوت اخته : قوم اتصل بحارب .. ما بقدر اصبر لباكر .. قوم ..



تنهد ليتحوقل بعدها .. فهو متعب جدا ولا يقوى على الجدال مع شقيقته التي يعتبرها ام له من بعد امه .. عيونه تنظر لـ كنّه وكأنه يرغب ان تسانده باقناع والدتها .. لتنطق : شبيب بخير ؟




اغمض عينيه فلقد مل هذا السؤال الذي لا يجد اجابة عليه الا ان يقول ما قاله لتلك المرعوبة .. وقف وزفرات انهاك تتكالب فارة من صدره : بخير .. ان شاء الله بيكون بخير – التفت لشقيقته – اختيه .. يام شبيب لا تسوين بمعرج جذا .. باكر ان شاء الله بوصلكم تشوفونه .. ولا تنسين ان المستشفى ما يهدى من اللي يزورونه .. من يوم صار اللي صار والريايل الا حد طالع وحد داخل .. وباكر يمكن حد من الشيوخ اييه .. بس بقول لحارب يدخلنا ولا يهمج ..



عيونها تحكي عتب لذاك الاخ .. ايقول لها ان تهدأ .. وكيف تهدأ وابنها لا تعلم بحاله .. او كيف ستمضي هذه الليلة عليها بعد ما قاله .. وقفت : كثر الله خيرك يا منذر ..



وبعدها اختفت .. جملة ضربته فـ الصميم .. ولكن لا ذنب له .. فما عساه يفعل .. سكن في مكانه لثواني واذا به يتحرك ليتبعها لتستوقفه : منذر روح ارتاح .. وامي انا بكلمها ..



كانت كلماتها ترياق له .. فهي قريبة من والدتها وجدا وستخفف عليها كثيرا .. خطواته تتلاحق للخارج .. ليرتد جسده للخلف بسبب كومة العظم التي صدمته .. يده تسرع لتمسك الجسد النحيل حتى لا يقع .. لينطق بغضب : ما تشوف ؟



ليرمي بسؤال خاله المتهكم خلف ظهره وينطق : اريد اشوف شبيب ..



نظراته تتفحصه من قمة رأسه الى اخمص قدميه .. شعر مغبر . ووجه كالح .. وملابس رياضية احيلت للون غير لونها .. وساقان بهت لونهما بسبب الرمل والبرد .. وحذاء رياضي فك رباطه حتى نام بجانبه على الارض ..

صرخ متأوه حين دعكت اذنه اليسرى باصابع خاله القوية : كم مرة قلت لك لا تلعب فالليل بهالرمل ..



-
آخ آخ .. هدني يعور .. والله كلهم يلعبون فالليل


زاد من الشد ليصرخ الصغير من جديد .. ويشد هو على اسنانه : ما شيء روحه لشبيب الين ما تركد وتقر فالبيت فاهم ..



عكازها يسبقها .. وانحناء ظهرها دليل على سنوات عمرها .. لتشد بيدها على ذراعه .. توبخه : ما قلت لك لا تضرب هاليتيم ..



ارتعش جسده من مسكتها تلك .. ليفلت هاشل .. ويجري الصغير كطير اطلق من قفص .. ويرسم هو ابتسامة على وجهه ويحني راسها بكفيه ليلثمه : اليتيم يباله تربية .. والا لو كل مرة قلنا يتيم .. كان ما تربى ..



نهرته لتتابع سيرها نحو الصالة : الا بنت اختك مالها شوفه من ايام .. شو بلاها .. والا تكبرت من بعد الملجة .. والا يمكن موت خويلد الله يرحمه ضربها فالعظم ..



ما بالها تتهكم هكذا .. فهو اعتاد على كلماتها . ولكن هل هناك ما تخفيه اضلعها عن الجميع .. ومن التي تقصدها .. كنّه كانت معه منذ دقائق خلت .. فلا بد ان المعنية شامة .. تنهد فهو ليس بحال تسمح له بالبحث في امور تلك المراهقة العشرينية .. رفع حاجبه وهو يرى تلك العجوز ترمي بفنجان القهوة بعد ان سكبته .. لتطال قطراته السجادة وبعض من النمارق القريبة : حشا ما شيء قهوة ..



كتم ضحكته .. وردد بعدها : الساعة بتوصل عشر .. خلج من القهوة وروحي رقدي ..



"يالسه ع راسك انا .. والا يالسه ع راسك " رددتها تلك العجوز لتردف : قوم روح خلهم يسون قهوة .. هذي بردت ..



رفع حاجبه : مب رايح ولا عندي خبر .. بروح ارقد ابركلي .. تصبحين ع خير ..



غادر المكان .. لتبدأ شفتيها المجعدتين بالحديث الكثير .. تحقد على ذاك المنذر .. لانه ابن لامرأة اخذت منها زوجها يوما .. فغاص وجع " العديلة " حتى استفحل .. واصبح مع الجسد كتوأمين .. ورضت .. ولكن ذاك المنذر لا يزال يذكرها بايام كانت .. لا تنكر ان مزاحه يعطي المكان فرح جميل .. وهي بحق افتقدته لايام مضت .. منذ ما حدث لشبيب وخالد .. ابتعد عنها وعن منواشتها .. تمنت لو بقى معها قليلا .. ولكن هو كوالده يكسرها حين حاجتها له .. تحوقلت وهي تنادي على ابنتها .. وعلى شامة ومرة أخيرة تعود لتنادي هاشل الصغير .. لتردد حين لم تصلها اجابة : حشا دياي راقديلي من المغرب ..



لتتحامل على نفسها بتعب وتقف .. تعود ادراجها لغرفتها القريبة من الصالة .. وهي تردد كلمات ساخطة على الوضع الذي بدأت تكرهه ..



اناملها تشد غطاء السرير باستغراب غريب تملكها من اعصاب والدتها الباردة .. ونظراتها تتبعها وهي تختفي خلف جدران دورة المياه ( اكرمكم الله ) وكلمات والدتها ترن في اذنها : قومي ردي بيتج .. وانا ما في شيء بقوم اصلي ..



اتطردها خوفا عليها من النفوس الحزينة .. او لعلها تخفي الم في صدرها .. لم تكن امها التي كانت كالكتاب المفتوح امامها ..تقلب في صفحاته يوما .. المنزل كئيب بالفعل .. حتى شامة طردتها من غرفتها بعذر الراحة التي تريدها .. وضعت كفها على بطنها البارزة .. لترتسم على شفتيها ابتسامة .. وتقف بعدها .. لن تغادر كما يرغبون .. لما الخوف عليها بهذا الشكل .. هي بخير .. وجنينها بخير .. ليس كباقي من سبقوه .. ولن يكون .. وقفت على عتبة الباب وهي ترى والدتها تخرج وتشد الخطى لتسحب سجادة الصلاة وتفرشها .. تأملتها لدقيقة ربما .. وبعدها ابتعدت مغلقة الباب بهدوء ..

,,



خطواتها تتلاحق .. تقف على اعتاب الباب لتتأكد من خلو المكان .. وتمشي من جديد .. تطوي المسافة الفاصلة بين المنزل ومجلس الرجال .. وتقف من جديد لعلها تلمح نعل غريب فتتراجع .. تنهدت وتابعت .. لتخلع نعلها الخفيفة وتدفع الباب بحافة الصينية التي تحملها .. وتبعثر نظراتها في ذاك المجلس الكبير .. قالوا بان بعض الشيوخ قدموا للعزاء .. ولكنها لا تهتم بحديث النسوة في صباح هذا اليوم .. ولن تهتم ..

بلعت ريقها وهي تراه .. حزينا جدا وكأن به كبر عشرين سنة على سنواته الخمسة والاربعين .. اهتزاز جذعه الخفيف وتمتمته ببعض ايات الله كان شيء كفيلا لاسالت دموعها .. لم يتحرك حتى بوصولها اليه .. انحنت تضع الصينية امامه وتقبل رأسه .. وتمسح دموعها قبل ان يراهن .. لتقع على ركبتيها جالسة بجواره .. تمد يدها لرغيف الخبز تقتطع منه قطعة .. وتغمسها في مرقة اللحم .. يدها تقف عند فيه : ياللا يالغالي .. تراك من البارحة ما ذقت شيء ..



انامله تعانق رسغها ليبعد تلك اللقمة عنه : النفس طابت يا بنيتي ..



رفعتها من جديد : عشان خاطري .. والا بنتك ليلووه ما لها خاطر ..



نظر اليها بعيون تغوص في بحر حزن لم تره يوما : امج كلت ؟



ابتسمت دون ارادة منها .. فحب والديها غريب بالفعل .. ها هو يفكر فيها حتى في قمة الوجع :قبل لا اييك كنت عندها .. تعشت الحمد لله .. وخليتها وهي تصلي ..



-
الله يزاج الخير يا بنيتي ..


وضعت اللقمة في زاوية الصينية .. لتمسك كوب الحليب تمده له : دامك ما تبي خبز وصالونة .. اندوك اشرب هالحليب .. حطيت فيه زنجبيل ولا كثرت شكر (سكر) .. سويته مثل ما تحبه ..



اغمض عينيه .. ليفتحهما ويده ترتفع لتقع على رأسها : عشانج فديتج .



ابتسمت وهي تراه يرشف من الحليب .. وما هي الا لحظات حتى ترك ما في يده وهو يرفع نظره للواقف عند عتبة الباب : شخبار شبيب ؟



اغتاض من سؤال والده .. حتى تشابكت الشعيرات الخفيفة بين حاجبية .. نظرت هي اليه مليا .. كبر ذاك الـ مطر .. وبان على شفته اخضرار غض .. وعلى جانبي وجهه تبعثرت الشعيرات .. ليتجهم وجهها على رده : ما اعرف عنه شيء .. ولا اريد اعرف ..



ليترك المكان بعدها .. التفتت لوالدها الذي تحوقل ووقف بعدها .. لتقف : ابويه ما تعشيت ..



لا رد يصلها منه .. لتزفر انفاسها .. هناك في جوفها غصة لا تستطيع اخراجها ولا تستطيع ابتلاعها .. هذا حالها منذ ما حدث .. حملت تلك الصينية لتركنها في المطبخ .. وتحث الخطى لغرفة اخيها .. فتحت الباب لتجده يخلع ثوبه ويرميه على الارض بغضب : انت شو بلاك ؟ هذا بدال ما تداري ع ابويه ترد عليه بهالرد ..



صرخ بها معنفا : لا تدخلين .. ابويه للحين حاسب حساب لشبيب .. حتى واخويه ميت يفكر فيه .. يعني محد يهمه الا هذاك ..



لتلتفت على صوت مبارك الذي وقف عند الباب صارخا : ما احبه ما احبه .. ياليته هو اللي مات مب خالد .. هو اللي قتل خالد .. هو ..



ليجري بعدها .. وتقترب هي من مطر ترص على اسنانها : انت شو قايل لاخوك عن شبيب ..



يده تتحرك في دولاب ملابسه وظهره لها : اخوي مب صغير



بيده يتعلق ثوب نوم خفيف قصير الاكمام .. وهو يرتديه اردف : الرياييل ما عندهم سيره الا هالسالفة .. تقول يالسين فقهوة مب عزى ..



طوحت براسها وخرجت دون ان تنطق ببنت شفة .. لتتسارع خطواتها لغرفة اصغر اشقاءها .. فتحت الباب لتجده على سريره يبكي .. نائما على بطنه وذراعيه تشابكا تحت وجهه .. متعلق بخالد كثيرا .. وعقله الصغير لم يعد يتحمل ما يحدث .. جلست بجانبه لتغوص اناملها في شعره الكثيف : بروك حبيبي .. مب زين تصيح بهالشكل .. لازم تفتخر ان خالد اخوك .. وترفع راسك فوق ..



بصوت مكتوم دون ان يتحرك : شبيب قتله .. هو السبب .. ما احبه .. ولا احب هاشل .. ومب لاعب وياه مرة ثانية .. ولا بروح بيتهم ..



انحنت له ولا تزال اناملها تلعب في شعره : حبيبي لا تقول هالكلام .. ترا خالد بيزعل منك .. انت ما تعرف ان خالد يحب شبيب واايد .. واذا انت كرهته وكرهت هاشل خالد بيزعل .. يرضيك خالد يزعل منك ..



قفز من مرقده لتبعد يدها هي بخوف : انا مب صغير تضحكين علي .. وخالد مات يعني ما بيزعل ..



تمد كفيها تحاول ان تلمس وجهه فيبتعد صارخا : لا تصكيني( تلمسيني ) .. وطلعي اريد ارقد .



حتى مبارك لم يعد مبارك الصغير الذي كانت تعتني به .. لتبتسم له دون اكتراث لاعصار الغضب الصغير الذي يجتاحه : انزين بطلع .. بس دامك صرت ريال وكبرت .. لا تفكر مثل اليهال .. الحين ما انت تقول انك مب صغير ..



نظرته حادة تكاد تخترقها .. ادركت بانه بدأ يستمع بتركيز لها .. يقف على ركبتيه يتأملها بقسوة .. وهي تبتسم بهدوء لتكمل : الكبار لازم يفكرون زين .. الحين اذا واحد يحب انسان هالحب كله معقوله يروح يقتله ؟ .



كتف ذراعيه على صدره وربع ساقيه جالسا وظهره لتاج سريره : ما اعرف ..



قامت واقفة : لازم تعرف .. تقول انك صرت عود .. خلاص فكر فكلامي وانت بتعرف انزين .. والحين ارقد ولا تيلس تسمع لكلام الناس اوكي حبيبي ؟



خرجت دون ان تنتظر منه اي جواب .. ابتعدت تداري عيونها عنه فان رآها لن يصدق شيء مما قالته .. تركته ليستلقي على سريره ويغرق في النوم بعد كلامها الذي هاج في نفسه لدقائق .. اما هي فوقفت تنظر الى غرفة مها .. تقدم رجل وتؤخر الاخرى .. فهي لن تحتمل صرخة من تلك القاسية .. ولن تسمع لها كـ مبارك الصغير .. وقد تُسمعها كلمات جمة .. ففضلت الانصراف الى غرفتها .. ليستقبلها رنين هاتفها .. فتلتقطه وتجلس بتعب على حافة سريرها .. كم تحتاج له في هذا الوقت .. ابتسمت لاسمه .. لترد بتعب اتضح في نبرتها .. ليسارع هو بالسؤال : ليلى فيج شيء ؟



طوحت برأسها نافية .. وكأنه امامها ويراها لتنطق : تعب العزا بس ..



زفر انفاس الراحة .. ادار مقود السيارة يسارا : ليلى جهزيلي فراش برقد عندكم الليلة .. ما اقدر اخلي عمي بروحه يمكن تحتايون شيء ..



كم ان ذاك الخبر اسعدها .. لتقف بعد ان اغلقت الهاتف .. تسرع الخطى للاسفل .. وتخرج فراش له هو من ملك قلبها سنين .. حملت " الدوشق" ( مرتبة سرير ) .. وما ان فتحت الباب حتى هاجمتها ريح باردة ارجفت اضلعها .. وبريق في السماء أكد لها بان هذه الليلة ستكون ماطرة .. ابتعدت بسرعة تجر تلك التي بيدها لتضعها في الصالة الصغيرة المجاورة لمجلس الرجال .. وتعود بعدها راكضة تحمل وسادة وبطانية ثقيلة .. بدأت دموع المطر تتساقط رويدا .. اسرعت حتى كادت ان تقع .. لتلج الى تلك الصالة وترمي ما بيدها بتعب .. لم تنتبه الا بمن يقف امامها .. لترفع نظرها اليه : انت هني ؟



ارادت الهروب من عينيه فاردفت وهي تنحني تلتقط الغطاء : خلني ارتبلك الدوشق عشان ترقد ..



ينظر اليها وهي تتحدث ..تحكي له عن مبارك ومطر .. وبالاكثر عن مبارك الذي اشغلها .. لتقف بعدها وتستدير له : تعشيت ؟



اقترب منها .. صامت كان .. وصمته ذاك يزعزع ثبات روحها .. لترتجف من برودة انامله التي تداعب وجنتيها .. وتنسل مبتعدة لتوقع " شيلتها " .. انكسرت نظراتها لقرب انفاسه الافحة لبشرتها الحنطية : ويهج شاحب .



ما ان نطق حتى هلت دموعها كسيل على خديها .. لترفع راسها له : تعبت يا جابر .. حاسه بغصة فحلقي – شهقاتها تتلاحق – امي حالفة ما تريد تشوف دموعنا .. وابويه حالته حاله .. واخواني احس انهم بيضيعون .. تعبت ..



سحبها اليه ليدفن وجهها في صدره العريض .. وكفه الايمن على رأسها وكأنه لا يريدها ان تبعد رأسها ابدا : صيحي .. صيحي الين ترتاحين ..


,,

يــتــبــع|~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 24-12-12, 03:26 AM   #7

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




,,

غفوة راحة في آخر الليل .. ذراعاه تحت رأسه وقدماه قد ارتفعا على تلك الطاولة القصيرة .. العمل ارهقة الى حد الاشعور بالمكان .. يطلب الراحة فقط .. لسويعات .. بل لدقائق قليلة جدا .. واذا به يفتح عينيه وينزل قدميه على صوت تلك الممرضة المقتحمة عليه خلوته .. وصوتها الخائف المرتعش يتهادى الى مسامعه .. ليقف ويسرع الخطى معها يسألها وهو يهرول : متأكدة انه فتح عيونه ..


لترد وهي تحاول ان تجاري هرولته : ايوه فتحهن .. بس خوفني ..



فتح الباب بقوة ليلج .. يدنو منه .. يمسك المصباح الصغير .. ويفتح جفنيه .. اليمين ثم اليسار .. ويعود ليمسك معصمه ويرقب ثواني ساعته .. ويسألها من جديد : متأكدة ؟



-
والله يا دكتور حارب فتحهن .. وسكرهن بسرعة .. كل شيء بسرعة ..


انحنى ليناديه : شبيب .. تسمعني ..



انتصب واقفا وكفه تغطي فيه .. ونظره متمركز على وجه شبيب .. لينزل يده بعد ثواني وينظر اليها : ما كنتي تحلمين ؟



هزت رأسها مرارا .. ليتنهد : الغريب ان ما في اي اشارة على انه واعي – تثائب وهو يغطي فيه بيساره – سمعي راقبيه الين تنتهي مناوبتج اذا صار اي شيء اتصلي علي انزين – نظر لساعته – مناوبتي انتهت من ربع ساعة .. الدكتور عدنان بيكون موجود اذا صار اي شيء ..



القى نظرة فاحصة اخيرة .. لعل هناك شيء لم ينتبه له . وبعدها غادر الغرفة .. وبعد ربع ساعة تهرول قدماه على الرصيف المبتل ليصل الى سيارته وقد تبللت ملابسة .. وغرقت نهايات بنطاله الكحلي ببقع الماء المتشتتة في المكان .. الشوارع خالية .. الا من لثمات المطر على الارض الصلدة .. وتمايل الاشجار لدرجة انه تخيلها ستقتلع من جذورها ..

اخيرا منزله يترآءى له .. ليدخل سيارته الـ"جيب " البيضاء تحت تلك المظلة القاسية .. ترجل لتلفحه برودة الهواء .. وتداعب انفه ليعطس مرة واثنتان وثلاث .. ويشد الخطى بعدها لداخل .. سكون رهيب اعتاده منذ سنوات طوال .. لا شيء ينطق في تلك الزوايا الا صورا لاشخاص كانوا ورحلوا .. صعد السلم القصير الذي لا يتجاوز الست درجات .. ليمر بالرواق ذو الانوار الصفراء الخافتة .. وبعدها يفتح باب غرفته على مصراعيه .. ويبدأ رحلة البحث عن ملابس نظيفة تقيه من برودة الملابس التي عليه ..



" بجامة " قطنية ناعمة كفيلة لتعيد الدفئ لجسده المرهق .. رماها على السرير وجلس .. ظهره ينحني لينزع جواربه ويرميهن قريبا من كومة الملابس المتكدسة .. ليبتسم على عدم ترتيبه .. فهو لا يجد وقت لذلك ..



دقائق واذا به يلقي بجسده على السرير بتعب .. لم يشعر الا بتلك الرائحة تنسل دون استأذان الى رئتيه .. ليسحب الهواء بنهم .. وتتراءى له صورتها . شعرها الكستنائي القصير .. و شفتاها المكتنزتين .. سحب تلك الوسادة ليحتضنها بقوة .. وكأن به يحتضن الحبيبة .. والعشيقة .. والخليلة .. لا اجمل من ان ينام على رائحتها .. ويستيقظ عليها ..



لم يشعر الا به معها في حلم جميل .. يغوص معها في عالم خيالي اخاذ .. وشعرها طويل جدا كحورية حسناء .. ووجها جميلا .. بل نقيا وحانيا .. وصوت يتعالى رويدا رويدا .. وهي تذوب في الا شيء رويدا رويدا .. لتختفي حين فتح عينيه .. وذاك الصوت ازعجه .. تقلب في سريره .. واذا به يمد يده الى " الكوميدينة " يتفحصها بانامله بعشوائية .. فهاتفه يرن وهو لا يعلم مكانه .. ليصمت .. ويعود هو يدس وجهه في تلك الوسادة .. واذا بالصوت يعود .. ليصرخ بحنق : اوووووف .. حشا ما يخلون حد يرقد – قام من سريره وهو يتلفت – اووهههوو وينه هذا بعد ..


تحركت قدماه للبحث عن مصدر الصوت .. ليسكت من جديد .. ويصرخ هو من جديد : عساني ما لقيتك .. طار الرقاد ..



ليخرج من غرفته يجتاحه غضبا عارم .. ويدخل المطبخ الصغير الذي يجاورها .. المكان متسخ .. لعله لم ينظف منذ اسبوع او اكثر .. وسرعان ما تبدل مزاجه العكر .. ليقهقه على حاله التي يرثى لها ..




,,

وتلك في حالة يرثى لها .. تتهرب من عائلتها حتى لا يشكون بامرها .. تسمع صوت والدتها الذي يرن على رأسها كجرس حريق اصابها بالصمم .. تهزها وهي تردد : شامة قومي .. بنروح نشوف اخوج ..



لتتمتم بنعاس : ما اريد اروح .. اريد ارقد ..



لتصرخ تلك بها : حشا مب حاله هذي .. حتى بيت عمج ما رحتي وكله راقده .. بتخيسين .. قومي ياللا ..



شدت الغطاء اكثر : ما اريد اروح .. خلوني بليييييييز ..



تحوقلت بغضب واردفت : خل اخوج يقوم بالسلامة .. وبتشوفين شغلج عندي ..



تجعد وجهها وتقوست شفتيها .. لتنتحب مع صوت اغلاق الباب .. وتجلس بعدها تضرب بطنها بقبضتهيا .. صارخة بخفوت : اطلع اطلع .. ما اريدك ما اريدك ..



لتصمت فجأة .. تصلبت في مكانها على صوت خالها وهو يفتح الباب يطلب منها النهوض .. انفاسها تتسارع .. لقد رآها .. ستموت على يدي خالها قبل اخيها .. ارتجفت وارتجفت .. وبكت حد الوجع ..


,,

اتمنى ان ينال على استحسانكم


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-12, 09:56 AM   #8

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كما نوهت في بداية روايتي ..
اتمنى عدم نقل الخواطر الى اي مكان بعيدا عن احداث الرواية ..
وخاصة تلك التي كتبت باقلام غير قلمي ..

فاتمنى ان لا تضعوني في موقف حرج مع من طلبت منهم تلك الخواطر والاشعار ..
ولا ارغب بان يتكرر موضوع المقال في رواية " انا انثى ... "
الذي اخذ بل دعوني اقول سرق وعدل بحسب اهواء من سرقه .. دون اعطاءي اي حق من حقوق القلم ..

////

دقائق وستكون الزفرة 2 بين ايديكم
اتمنى عدم الرد حتى انتهاء التنزيل
تحياتي |~


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-12, 09:57 AM   #9

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



,,




المرآة قصة مع الجسد .. ومع الوجوه .. وحتى مع الظلال المختفية .. تقف امام مرآتها واناملها المرتجفة تغلق ازرار العباءة السوداء.. فكرها في ضياع لا يعلم به الا هي .. توقفت عند نحرها .. هنا قبلها متمتما لها بان نحرها يغريه وجدا .. ابتلعت ريقها .. لتفيق من افكارها على بعثرات الاصوات بالخارج ..



منذ دقائق خلت كانت موقنه ان ملك الموت يحوم على رأسها .. مع صوت خالها المنادي لها وهو يفتح الباب .. لا تعلم ان رآها وتجاهل الامر او انه لم يرها .. هي لم تنظر ناحيته وهو يفتح الباب ونظره للخارج حيث اصوات اخته ووالدتها .. ليبتسم وهو يدخل ويحث خطواته نحوها .. تجهم وجهه حينها . فهي متصلبة كفزاعة في حقل .. حتى ما وضع يده على كتفها جفلت .. ليجلس على طرف السرير امامها .. يرفع وجهها بانامله الملامسة لذقنها : شامة شو بلاج ؟ شيء يعورج ؟





تلك اللحظة انهمرت دموعها خوفا .. او لعلها طلبا لراحة .. وعلى طرف لسانها حديث مؤلم تود البوح به .. لتنتهي من كل شيء ..من معاناة الليالي الطوال .. ومن بعده والسبب اخيها .. هزت رأسها مرارا لا تريد الحديث .. ولا ترغب بالاجابة على تلك الاسئلة .. فألمها اعمق من ان يرى .. وما على السنتهم الا تلك الجملة " طلبيله الرحمة " .. آآه يا خالها لو تعلم بأن ما فيها اصعب من تلك الجملة ..




مسح دموعها بكفيه ليقف : تجهزي مب حلوة منج ما تروحين تزورين اخوج .. ياللا بنترياج ..




هزت رأسها بانها ستفعل .. وهاهي تقف امام مرآتها التي مثلها مثلهم لا ترى الا ظاهر الناظرة اليها .. سحبت الهواء بنهم لتزفرة بقسوة .. وكأنها ترمي ما في صدرها مع زفراتها .. ضربت وجنتيها بخفة باطرافها مرارا .. وشدت على شفتيها .. ورسمت ابتسامة كاذبة .. وفجأة اذا بها تستدير .. هل بطنها بارزة؟ .. ام ان هذا الامر يخيل اليها .. مسحت عليها بكفها .. مجرد بروز طفيف لن يلاحظ ..




قدماها تتحركان حيث تقبع " شيلتها " سحبتها ولفتها على رأسها دون العودة الى تلك المرآة .. واذا بصوت شقيقتها العاشق ينسل من خلال فتحة الباب الموارب .. لا تذكر بانها تحدثت معه يوما بهذا الحب .. وبتلك النبرة العاشقة ..تذكر انها دائما توبخه لاتصالته الدائمة ..والتي تحرجها كثيرا .. هذا ما كانت تقوله له : لا تحرجني باتصالاتك .. خفف منها وترى ما باقي شيء وبنكون لبعض ..



وخفف منها لاجلها .. بل انه بدأ يتناساها في الاونة الاخيرة .. وهي اليوم بحاجة لتلك المكالمات التي كانت .. ترغب بها بشغف لا حدود له ..




,,





في زاوية الممر وقفت ووجهها للجدار وكفاها تخبآن هاتفها على أذنها .. وكأنها لا تريد لاحد ان يسمعها : حبيبي الله يخليك .. صدقني ما بتعب عمري ..




تشد على شفتها السفلى وهي تسمعه يعاتبها لبعدها عنه .. و يقذف على مسامعها حديث ملامة لانها اصرت على ترك منزلهما .. لترمي عبر الاثير بقبلة تلجمه عن المتابعة .. ويقهقه بشدة .. ويرفع الراية البيضاء لها .. فهي عشق قديم لا يزال يتربع ويحتل روحه .. رددت مرارا كلمة " احبك" ..ليسكتها بنبرة ضاحكة : حشا كل هذا عشان وافقت .. عيل لو لبيت لج كل اللي تطلبينه شو بتسوين هاا..




صوت والدتها يصل جليا اليها بالاسراع .. وصوت باب غرفة اختها يغلق من ورائها .. لتهمس : حبيبي اهلي مستعيلين .. اكلمك بعدين – وقبلة اخرى تبعثها – باي .




جرت خطاها وهي تعيد ترتيب " شيلتها " واختها تمشي امامها بتوهان لا تراه .. حتى ما ان وقفت وقفت من خلفها .. تبعدها قليلا لتتعداها : امايه كلنا بنروح ..




عيناها ترمقان هاشل بقسوة وهو يختبيء خلف جدته خوفا : شو اسوي ببو اللسان اللي فت كل شيء عند يدتج ..




ليصرخ وهو يخرج رأسه : انتوا ما تبوني اروح لشبيب .. وحتى خالي ما يباني اروح ..




تمشي لتصل اليه واذا بعصا والدتها تعترضها : لا تخلين دوبج من دوب هالياهل ( لا تضعين راسك براسه ) – تهز عصاها امامها بالترتيب – والا ناوين ما تقولولي عن ولدي شبيب .. افاااا بس ما هقيتها منكم .. طاح فالمقبرة ولا تعلموني ..




تحوقلت ام شبيب تحت انظار ابنتيها : اميه شو بلاج علينا .. وشبيب ما فيه الا العافيه ..




تشد تلك العجوز خطاها للخارج وهاشل متمسك بها خوفا من والدته : لو ما فيه شيء ما بتي تحاتينه طالعه وداخله لحجرتج .. ياللا سرعن متولهه ع وليدي ..




وما هي الا ثواني حتى صدح بوق سيارة منذر .. ليخلو البيت من بعدهم .. وتضج تلك السيارة بالاحاديث المعاتبة .. فتلك العجوز لا تكف عن القاء اللوم عليهم .. من ام شبيب حتى منذر مرورا بكنه وشامة .. تجلس خلف ابنتها وبجانبها هاشل لا يهدأ من الحركة .. لتصرخ به والدته : ايلس عن تعور اختك – تلقي بحديثها على شامة – وانتي شو فيها اذا خليتي اختج تيلس عند الباب ..




لتحاول تلك ان تهدأ الجو قليلا .. تعانق كتفي شقيقها بذراعها : خلاص ياميه .. وهشوله هادي فديته .. خلوا عنكم العصبية شوي ..




ابتسمت وهي تسمع جدتها تردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. يدسون عني السالفة ويبوني اسكت ..




" خالي وقف .. نسيت فوني " .. قالتها شامة بخوف .. ليجيبها : ما بتحتاينه وبعدين ما في ارد الحين .. شوي وبنوصل ..




لم يكن كاذبا في كلامه بل هي ظنت بانهم لا يزالون قريبا من منزلهم .. توقفت السيارة ليبدأ المسير حيث شبيب .. ذاك النائم في سبات عميق .. شعر ذقنه بدا نموه واضحا .. رموش عينيه الكثيفه النائمة بهدوء توحي لمن يراه بأنه سيستيقظ .. الاصوات تطن في اذنه .. يسمع صوت والدته المشرئب بالحزن والخوف .. لمسات شفاه متتالية تلثم جبينه بعمق .. ودفئ اكف تعانق كفه .. وانامل تتحرك على وجنته .. يسمعهم .. صوت جدته جليا يصل اليه .. ولكن هناك ما يمنع عينيه ان تزيحان الستار للنظر .. شيء ما يخبره ان لا يستيقظ .. وبكاء ممزوج بصوت خاله : خلاص يام شبيب .. شو بلاج الحين قلبتيها مناحة ..




كفاها تشدان على كفه : ما يسمعنا يا منذر .. ولا يحس فينا .. يا ويلي عليك يا ولدي .. يا ويلي عليك يا شبيب ..




انسلت من المكان وهم مشغولون بتهدأت تلك الام .. مشت تتلفت في المكان تبحث عن مرشد يقودها اليه .. لتستوقف تلك الممرضة تسألها عنه .. فتجيبها بان عمله سيبدأ مساءاً .. وقفت في ذاك الرواق طويلا .. يجب ان تخبره بالامر .. هو يستطيع ان يساعدها .. عادت ادراجها لتجد تلك الغرفة خاوية الا من جسده .. دنت منه تنظر الى وجهه الشاحب .. وعيناه المغمضتان .. انحنت لتقبل جبينه .. واطالت التقبيل .. لتنسكب دموعها تروي بشرته المتعبة : شبيب سامحني .. صدقته .. بس ..




وكأن اللحظات التي تسترقها للبوح حُرمت عليها .. تقاطعها والدتها بسحبها من ذراعها : انتي وين رحتي ؟ واحنا ما خلينا مكان ندورج فيه ..




بكلمات متوترة اجابت وهي تنزع ذراعها من كف والدتها : رحت اسال عن حارب .. اريد اساله عن اخوي ..




تزيحها من كتفها لتمر من امامها متعدية سرير اخيها .. وبغضب مكتوم : ما سمعتي خالج يقول ان دوامه العصر .. والا وين عقلج ؟




اتسألها اين عقلها .. وهو الذي ابتعد عنها وارتحل منذ اسابيع .. اتسألها عن اختفاء سمعها .. وضيعان فكرها .. لو تعلم هل ستعذر لها ما حدث .. ام هل سيسامحونها .. نظرت الى والدتها وهي تقف عند عتبة الباب .. تمسح على وجهه .. وتدعو له بالشفاء .. وتلقي عليه وعدا بالرجوع ..





,,



قطعت وعد لقلبها يوما ان تمحيه من شرايينه واوردته .. ولكنها خانت ذاك الوعد .. فأبت تلك الاوردة ان تتخلى عنه .. افاقت من نومها بعيون منتفخة .. تبكيه وجدا .. هو الذي تربع هناك منذ الازل .. منذ ان ابتعد الاهل .. امها وابيها واخويها الاثنين في ليلة شتائية مرعدة مبرقة .. كليلة البارحة التي اخافتها حتى تراقصت عظامها .. وكتمت خوفها .. لم تخف وهو على قيد الحياة .. والآن تشعر بان الخوف يتربص بها دوما .. غسلت وجهها مرارا .. تريد ابعاد صورته المرتسمة في تفاصيل عينيها .. المنسكبة مع قطرات الدمع الأبية .. قررت الخروج من عزلتها .. يكفي ابتعادا .. والنسوة لا يكففن عن السؤال عنها .. لا تريد لاحد ان يوصمه بكلمة بعد رحيله بسببها ..




اغلقت عينيها تعُب ذرات الاكسجين في رئتيها .. وتزفرهن بغصة الم .. تقترب بوجهها من تلك المرآة .. عيونها حمراء مخيفة .. وكأنها كانت تبكي دما .. لا تعلم لماذا شعرت حينها ان هناك من يناديها .. كصوته هو .. ضحكاته هو .. ومشاكسته الدائمة لمبارك .. شدت خطاها خارجة من غرفتها .. وشيء ما يدفعها الى غرفته دفعا .. ابتسمت وهي تسير .. لعله هناك جالسا على مكتبه .. او نائما على سريره .. او لعله يبحث في دولاب ملابسه .. وستسمع ندائه لتلك الخادمة .. يسألها وهو يمثل الغضب عن جوربه الكحلي .. او عن " شماغه " الجديد ..




مقبض الباب يستدير .. ولاول مرة يصدر صريرا حزينا .. هل يبكي صاحب الغرفة الذي ارتحل .. رعشة سرت في اطرافها .. ليرجف لها قلبها خوفا .. رائحة المطر الراكد على السجاد تعبق في الاجواء .. وصوت الريح .. وستائر تلوح بعنف وتهدأ بعدها .. اقتربت اكثر وهاتفها في يدها تكسر من شد اناملها .. اغلقت النافذة .. وكأنها لا تريد لغيرها ان يتطفل على المكان .. عادت للوراء خطوات لتتعثر بحذائه الاسود المركون عند طرف السرير .. اناملها تسد طريق شهقاتها لتبتلع ريقها بوجع ..




كيف لها ان تنساه .. وكان هو القلب .. وهو الحب .. وهو دموع الشوق .. كيف لها ان لا تبكيه .. وكان هو الحب العذري المخبأ في طيات روحها .. وكيف لهم ان يلوموا عينيها .. وخالد كان فارس الاحلام لها ..




صوت توقف سيارة خارجا .. اعادها للوقوف عند النافذة تزيح الستار .. ليصل اليها صوت كنه وهي تخاطب خالها : منذر اريدك توصلني البيت عقب ما اسلم ع حرمة عمي وعمي ..




وهدأت الاصوات .. تنهدت وهي ترقب منذر يتوجه نحو خيمة العزاء .. ليرن هاتفها في يدها ويرعبها .. لتبتسم على حالتها ويحتضنها سرير " المرحوم" .. وهاتفها يلامس اذنها : ليش متصلة ؟




لتبتسم الاخرى : لانج ربيعتي (صديقتي ) وحبيبتي .. وعمري ما بزعل منج .. والوم اللي يلومج ..




صوتها وحديثها بعث بالراحة اليها : تعرفين انا وين ؟




بعثرت نظرها على جدران الغرفة واثاثها البسيط لتردف : فحجرته .. سوسن .. لا تقاطعيني اوكي ..




هزت تلك رأسها مع قولها : اوكي ..




خرجت تنهيدة قبضت معها قلب سوسن الخائف على صديقتها .. لتستطرد من بعدها : تصدقين .. مب مصدقة انه مات .. حتى ما خلوني اسلم عليه .. كلهم راحوا يسلمون الا انا .. كنت اريد اقوله اني احبه .. وانه ذبحني باللي سواه ..




لم تستطع الا ان تقاطعها : بس هو بروحه راح لخالتج يقولها يباج لشبيب ..




نزلت دموعها : ذبحني يومها يا سوسن .. ياليتني ما سمعته وهو يقول لامه ان شبيب يباني .. وافقت لانه مثل اخوه .. ولانه ابد ما فكر في الا كاخت .. كان ودي اصرخ فيه واقوله اني اعشقه واحلم فيه واحبه ..




تسترسل بالحديث براحة تامة .. غير مدركة بان هناك آذآن قد التقطت ما قيل .. وانامل تلامس الشفاة صدمة .. اتعشق من كان اخا لخطيبها .. وما ذنب شبيب .. اذنبه انه قريب له .. فوافقت عليه لتكون قريبة من حبها المدفون .. هل ستستطيع ان تكون في حضن رجل وعقلها وقلبها لرجل آخر اضحى في عداد الاموات .. ابتعدت الخطوات للخلف .. تجر الم جديد يتغلغل في حنايا الروح .. ليبقى ما سمعته تلك الآذآن سرا الى حين .. تكفي تلك العائلة صدمات ..




اقتربت لتجلس بثقل على الارض بجانب زوجة عمها بعد ان غابت دقائق حين طلبت دورة المياه( اكرمكم الله ) : خالتي اريد اسلم ع عمي .. عنده حد ..




لتنطق امها : هيه والله نريد نسلم عليه قبل ما نروح ..




لترفع ام خالد نظرها لابنتها : ليلى شوفي ابوج .. قوليله مخلفة(ارملة) اخوه وبناتها يبن يسلمن عليه ..




شدت تلك خطاها مبتعدة .. لتردف تلك : شخبار شبيب ؟




- والله حالته ما تسر يام خالد .. تونا يايين من عنده .. ولا حس فينا ..



تربت على فخذها : ييبوله مطوع .. لا تتهاونون ..




" ان شاء الله " نطقتها ليعم الصمت بعدها .. وما هي الا دقائق حتى اقبلت مها تقبل رأس ام شبيب ومن ثم رأس ام خالد .. وتتبادل القبل مع كنة وشامة .. وتجلس بهدوء .. ترد على اسئلة ام شبيب بكلمات قصيرة موجزة .. وهي لم تنطق ولم تسأل عن ذاك المرمي هناك .. رفعت شامة نظرها اليها .. تبقى جميلة حتى وان كان وجهها شاحبا .. انتبهت مها لنظرات تلك .. فابتسمت على مضض .. ليقفن على صوت ابو خالد وهو يعلن وقوفه عند الباب .. تعاد كلمات العزاء من جديد .. تثبت لها بانه مات .. تراهما يقبلان عمهما وهناك دموع تراها واضحة تأبى ان تسقط من عيني شامة .. واسم ذاك الذي تكون له خطيبة يتبعثر في المكان ..




ابو خالد وهو ينظر للارض : شخبار شبيب يام شبيب .. عساه بخير .. منذر وجابر يقولون ان حالته ما تسر .. وقالوا بيبوله مطوع ..




كفها المتدثر بطرف " شيلتها " يخبيء نصف وجهها السفلي عنه : والله مب عارفين شو بلاه ..




" ان شاء الله خير " رددها مرارا ليردف بعدها : اليوم اخر يوم فعزى خالد الله يرحمه .. وباكر ان شاء الله بروحله المستشفى وبطمن عليه ..





,,



الحياة هكذا تعود رويدا رويدا لما كانت .. كما هي التي تجر خطاها الى منزلها .. اشتاقت لغرفتها .. ولصالة جلوسها التي تجمعها معه .. وفلم قديم او جديد يقرب الجسدين من بعض .. المنزل خالي جدا .. لا حياة فيه من بعد سفر والدته للعلاج كما تقول .. لتتعلق بها ابنتيها وتذهب .. رفعت عباءتها وثوبها المزركش بالورود قليلا حتى لا تطاله تلك البقعة التي كومتها دموع السماء بالامس .. رائحة المكان مطر جميل احتضن الارض ليلا .. حتى فارقها عند الشروق ..



مشت وهواء بارد يضربها ليرعشها لتقف امام الباب الصغير الذي فتح على ساحة المنزل من جناحهما الصغير .. حتى لا تتضايق هي من وجود شقيق زوجها .. وتكن لها راحة التحرك في المكان .. فتحته لتبتسم .. وسرعان ما انعقد حاجباها حين فتحت الغرفة .. تطوح برأسها ففارس هو فارس يبعثر اشيائه دون اكتراث .. خلعت عباءتها و" شيلتها " لترفع شعرها جيدا بعد ان اسدلته .. وتبدأ بترتيب تلك الغرفة متناسية توصياته لها .. ما ان انتهت حتى ولجت لدورة المياه ( اكرمكم الله ) .. لتزيح عنها تعب اليوم ..




رائحة المكان مختلفة عن ذي قبل .. ابتسامة واسعة جملت وجهه الطويل الذي تحده لحيته الخفيفة .. وعيناه نائمتا الاطراف ضحكتا بعمق لضحكات ترددت في روحه .. فالحياة عادت للمكان من جديد .. طوله الفارع يشق الممر بشغف .. ليفتح الباب بهدوء صامت .. وتترآى له هناك على السرير .. ليزف الخطى اليها بعد ان داعبت رائحة العطر انفه بشغب جميل ..







نومها ثقيل .. لينحني يداعب انفه الطويل انفها الصغير مرة واثنتان وثلاث ورباع .. حتى ارتسمت ابتسامة على ملامحها .. وتعلن جفونها لعينيها الظهور .. لتعيد اغلاقهما بسبب شفتيه .. يقبلها على عينيها ويبتسم بعدها مرددا : لو دريت كان من زمان وافقت عشان تردين ..




يده تمسح على بطنها : شخبار ولي العهد .. يا ويلج اذا تعبتيه ..




تتصنع السخط وهي تشيح بوجهها عنه : قول هو اللي تعبني مب انا ..




تجلس وهي تنزل ساقيها وبنبرة معاتبة لنفسها : نسيت عمري ولا سويت غدا .. اكيد انت يوعان ..




ليمسكها ويجلسها من جديد : مابي غدا .. بنطلب من برع وبناكل .. اهم شيء ما اتعبين عمرج .. خبريني شخبار اهلج واخوج ..




لمحة حزن بانت على وجهها .. لتلتقفه كفاه : شو بلاج فديتج ؟ ترا ما احب اشوفج متضايقة ..




- زرنا شبيب ..



-هيه قلتيلي بتروحوله ..




اطلقت تنهيدة اوجعته : ما حس فينا .. ضعيف واايد .. وويهه مب ويهه المازر ( الممتليء) .. يوم حبيته ع راسه تخيلت انه بيسحبني له وبيحبني من خدودي مثل كل مرة احبه فيها ..




اصابعه تمسح دموعها .. ليدنيها من صدره : لا تضايقين عمرج فديتج .. ان شاء الله بيقوم وبيرد مثل قبل واحسن – ابعدها وهو يحملق في وجهها – بروح اتسبح اوكي .. وعقبها بنطلب غدا .. عندج من الحين الين اطلع تفكرين باللي تبينه .. اذا ما قررت ترا اسحب ..




ضحكت لحديثه .. لتظهر له لسانها وتغيضه بحب : يحقلي مب ام ولدك ..




يشد على وجنتيها بسبابتيه وابهاميه : واحلى ام .. انتي بس تدللي ..




هو هدية لها من السماء .. تنظر اليه بعيون الحب .. تعلم كم انه يحبها ويعشقها بل انه يموت على الارض التي تحمل أثر قدميها .. لم يستسلم حين رُفض من والدها مرات لانه دخل السجن يوما .. ايحكم عليه بغلطة تعلم هي يقينا انه لم يفعلها بل ظُلم فيها .. ولكنه اصر الا ان تكون له .. وكأن القدر يأبى الا ان يجتمعا .. وهاهو يقف في وجه والدته التي تسعى لتزوجيه فقط لان رحمها لا يثبت به حمل .. وهاهي تثبت بانها ستكون ام .. وستعطيه ما يتمنى .. طفلا يربيه ويحبه كما حبها .. وهي واثقة بان حبها في قلبه لن يوازيه اي حب حتى لو كان لابنهما ..





دنى بخوف منها وتلك المنشفة تتحرك على شعره القصير جدا .. فهي على جلستها قبل دخوله للاستحمام .. رمى المنشفة ليجلس على طرف السرير امامها .. يطوي ساقه اسفل منه .. ويمسك كفيها لتجفل .. ويتمتم : بسم الله عليج .. وين وصلتي .. كل هذا تفكرين شو بطلبين ..




لم تبتسم بل ارتسمت على وجهها الجدية .. لتتحرك اناملها على وجهه وكأن بها تحاول ان ترسم تقاسيمه .. ليرتعب عليها وجدا .. ويمسك كفيها يقبلهما : فديتج لا تخوفيني عليج .. شو بلاج جي ؟




ابتسمت وفجأة تحولت الابتسامة لبكاء .. ويردد هو : بسم الله عليج ..




يدفنها في جانب صدره ويبتسم حين سمعها تردد : احبك ..ربي لا يحرمني منك ..




يعبث بشعرها كطفلة في حضن والدها : الحين اطيحين قلبي فريولي واخر شيء لانج تحبيني .. وربي حسيت ريولي ما بتشلني خلاص ..




تبعد نفسها وهي ترتب شعرها : يعني لازم تنفشه بروحه ياللا ياللا يثبت .. وبعدين يا قلبي انت نعمة من ربي لازم احمده عليها ليل ونهار .. ليت ابوي الله يرحمه عايش ويشوف الهنا اللي انا فيه ..




" الله يرحمه " تمتم بها وقام واقفا : خلينا نطلب غدا تراني مت من اليوع ..





,,



يــتــبــع|~



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 29-06-13 الساعة 03:33 PM
اسطورة ! غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-12, 09:59 AM   #10

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي







,,

لم تكن تشعر بالجوع فاخذت غفوة قبل صلاة العصر .. تاركة خلفها ابنها وزوجته وابنيه الصغيرين .. واصوات شجارهما المعتاد .. فهو لا يطيق شيء منها .. وهي تتنمر من تعامله معها .. وتلك العجوز تعبت بينهما .. وضعت رأسها تطلب اغفاءة تريحها .. ولكن تاتي الرياح بما لا يشتهي السفن .. قامت فزعة من مرقدها .. تعود لها تلك الكوابيس الحارقة لها .. هي تعلم بان ذاك الذي تخفيه كفيلا بان يلقيها في نار جهنم التي تراها تعبث بجسدها في منامها .. ووجوه ارتحلت تتفرج عليها وهي تصرخ .. قامت تستعيذ من الشيطان .. وتنفث على يسارها .. وتردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. كله منه ما سمع رمستي .. كله منه ..


وبعدها قامت فصوت اذان العصر صدح في غرفتها .. ستصلي وستذهب لزيارة ام شبيب هذا ما قررته مسبقا .. وهي على سجادتها دعت ربها كثيرا ان يعفو عنها .. ويصفح عنها ما كان .. ولكن سكوتها مقبرة لها هذا ما تشعر به .. خرجت من غرفتها لترى زوجة ابنها جالسة في الصالة مع ابنيها .. هما يشاهدان التلفاز وهي تقلب اوراق مجلة اسبوعية قديمة .. تنظر الى تلك الازياء التي تتمنى ان ترتدي يوما مثلها .. ولكن وزنها لا يعطيها ما تريد ..



انحنت ام سالم لتلتقف " دلة " القهوة ذات القاعدة الذهبية : بروح لام شبيب اسلم عليها واسالها عن ولدها وعن ام خالد .. ما رحتلهم الا اول ايام العزى .. ما بتيين وياي .



رفعت رأسها : سلمي عليهم ..



تشدقت .. لتبتعد بقدميها عن المكان .. منزل ام شبيب ليس بعيدا .. فشارعان فقط يفصلان بين المنزلين .. سارت في طريقها متخطية المنازل .. تشق طريقها بين الازقة الضيقة .. حتى ما ان وصلت استقبلتها ام شبيب في مجلس النساء : شو يايبنج فهالبرد يام سالم .. ووين سالم عن يوصلج ..



تضع الـ" دلة " من يدها وتجلس وهي تسحب " صينية" التقديم التي تحمل وعاء به تمر وفناجين القهوة .. وتفتح الوعاء لتقضم لها تمرات وهي ترد على ام شبيب : بيقولي ما يقدر ادريبه .. وبعدين ما شيء برد ذاك الزود .. السيل اللي يانا من يومين شكله بييب الحر وياه ..



جلست بجانبها لتسكب لها فنجان قهوة : الا البرد زايد .. بس ما شاء الله الشحوم اللي عليج ما تخليج تانسين( تحسين) البرد .



" اعوذ بالله " قالتها ام سالم وتلك تكتم ضحكتها .. لتردف : شو اخبار شبيب .. ان شاء الله يبتوله حد يقرا عليه ..



انزلت الفنجان من يدها واجابت : الحمد لله ع كل حال ..



" وكنه " قالتها ومن ثم بعد صمت من ام شبيب اردفت : شخبار الحمل وياها ..



تدرك بان ام سالم لم تنسى يوما انهم رفضوا ابنها حين تقدم خاطبا لكنّه .. حتى انها قاطعتهم شهورا طوال .. وعادت بعد وفاة ابو شبيب .. ولسانها دائم السؤال عن ابنتها .. الا يزال ذاك السالم راغبا بها وهي على ذمة رجل يعشقها حد الجنون ..



ارتشفت من فنجانها : الحمد لله بخير .. ما فيها الا العافية ..


- الحمد لله ..


كانت جملة انهت الحديث في الموضوع .. لتبدأ الحديث عن ام خالد وعن ما حدث له مع شبيب : الله ياخذهم بيدمرون عيالنا .. وبعد ما سدهم قتلوا خالد وكانوا ناوين ع شبيب .. ربج ستر ويت فريله ما فمكان ثاني ..



اردفت بعد صمت من الاخرى : وبعدين ليش ما يتاكدون قبل ما يروحون للحراميه بريولهم .. زين الحين اللي صار .. ترا الغلط من الشرطة يوم ما خذت الحذر .. وولدج حشا مب فعقله يوم يخلي الدختر ( المستشفى) ويروح المقبرة ..



-
مكتوب يام سالم .. مكتوب – تمد يدها – اصبلج قهوة ..



مدت يدها بالفنجان : صبيلي من قهوتي .. قهوتج باردة ..



لتدخل الجدة وعصاها تسبقها .. فتقف تلك ترحب : حيالله ام منذر .. زين اللي شفناج ..



لتتجهم تلك العجوز وتبان تجاعيد وجهها من تحت " البرقع " : ام شمسة مب ام منذر يام سالم ..



تشدقت وهي تعود للجلوس بعد ان قبلت رأس العجوز : ومنذر ولدج بعد .. انتي اللي ربيته من بعد امه .. ينقاله ولدج ..



كانت ساعات ثقيلة لا تحبها تلك العجوز .. فام سالم ثقيلة لا تستطيع استساغة مجالستها .. واذا بضحكاتهما تصل اليهن .. لتقف ام سالم وهي تردد : انا بقوم ارد البيت ..



ليدخلان ويلقيان السلام .. وما ان رآها واقفة حتى قال : وين يا خالتي .. والا اذا حضرت الملائكة ..



ليزيد ضحكاته على ضربت تلك العجوز بعصاها الارض : يا مسود الويه .. هذي رمسة تقولها ..



ينحني ويقبلها : ما يرضيني زعلج يالغالية .. وترا كلها مصخرة ومزح .. لا تاخذين فخاطرج يا خالتي ..



-
انت مثل ولدي .. وما بشره عليك .. الحين رخصولي ..



وولت مدبرة من المكان .. ليدخل جابر يقبل رأس ام شبيب ومن ثم رأس والدتها .. ويجلس بجانب منذر .. لتتهكم الجدة : ع شو الضحك وربيعكم طايح للحين ما قام ..



يعتدل في جلسته وهو يقترب قليلا منها : نضحك ع المطاوعة اللي قالولنا نييبهم .. سمعي يام شبيب – ينظر لجابر- عندك ورقة وقلم ..



تجهم ذاك : عشان شو ؟



قهقه ليردف : عشان اقولهن طلباتهم ..



تلكزه بعصاها : لا تتمصخر علينا .. بتتكلم والا شو ..



يؤشر بيده ويبعد العصا بيده الاخرى : بتكلم بتكلم بس بعدي هالمشعاب ( عصا غليظة ) عني .. حشا مب عصا قب ..



صرخت به اخته معنفة : بتتكلم والا شو .. ترا ما قادرة اتحمل اكثر .. شو قالكم المطوع ..



نظر لجابر الذي سكب لنفسه فنجان قهوة .. ونطق : واحد قال يريد تيس اسود .. نذبحه ونصب دمه فطاسه (وعاء معدني صغير ) ونطمس صبوع شبيب فيه – يفتح كفيه في وجه اخته – العشرة .. والثاني يقول نسوي خبز بدون ملح ونشله المقبرة ونحطه وين طايح ولدج .. ونروح .. وع هالموال اسبوع كامل ..



قاطعته الجدة : وشو اللي تترياه .. اذا ما عندك فلوس بعطيك .. واشتر التيس وذبحه ..



بغضب نطق : انتي صاحية والا شو ..



" ما غلطت " قالتها ام شبيب ليردف هو : شو ما غلطت .. تقولج اقوم اشتري التيس ولو ما عندي تعطيني .. والله ماشيء يغلى ع شبيب .. بس هذا سحر ودجل .. كفر – يوجه كلامه لام شقيقته – كفر .. تدرين شو كفر .. يعني طرد من رحمة ربج .. وتقوليلي اروح اشتري .. والله لو ما بقى الا هالشيء ما سويته ..



ليردف جابر : صح كلامه .. مب زين هالشيء .. وانا ان شاء الله باكر بدورله مطوع يقرا عليه ويعالجه بالقرآن .. بلا تيوس وبلا خبز ..



ارتفعت قهقهات منذر لتصاحبها ضحكات جابر ..



-
من حر ما في .. صارله اسبوعين ع حالته ..



تحوقل جابر ليردف : ما عليه .. كل شيء قدر وان شاء الله بيقوم – تلفت – الا شامة وين صارلي كم مرة ايي وما اشوفها .. حشا ما تقول اخوها وامها مرضعتني الين خلصت كل الحليب عن شبيب ..


ضحكت شمسة ( ام شبيب ) : الله يقطع بليسك يا جويبر .. شامه راسها يعورها خذت حبوب ورقدت .. و


لتقاطعها امها : والحين ما بتسون اللي قالوه .. وولدي شبيب متى بشوفه وتقر عيني فيه ..

,,



الحديث يعود ليكون ذاك النائم المحور الاساسي فيه .. وهي التي ذُكرت في وسط الحديث ونُسيت عزمت العزم على الابتعاد عن المنزل في غفلة منهم .. فهي موقنة بان جابر سيبقى حتى ساعة متأخرة .. فخالها لا يمل من مجالسته كعادتهم دوما .. الا ان جلساتهم باتت ناقصة دون شبيب وخالد .. ابتعدت عن المنزل لتستقل سيارة اجرة متوجهة حيث اخيها .. تسأل عن ذاك الطبيب بخوف حتى ما ان علمت مكانه حتى حثت الخطى اليه .. الخوف يلعب في ملامح وجهها من تحت طرف " شيلتها " الذي خبأته به .. وساقاها تشعر وكأن بهما سيتوقفان وينهاران قريبا .. طرقت الباب لتلج بخجل يصاحبه خوف وارتعاب شديدين .. وقفت ليرفع ذاك ظهره ويستقيم متجهم الوجه .. عاقد حاجبيه .. يطلب من تلك الممرضة المغادرة .. فرائحتها يميزها من بين مليون رائحة .. وجسدها الممتلئ قليلا يعرفه بحق .. ليدنو منها : شامة ؟


انزلت الغطاء واذا بدموعها تنساب دون رادع .. ليردف بخوف : صاير شيء ؟ منو اللي يايبج ؟



يتحرك لجهة الباب لعله يعرف مع من جاءت .. لتستوقفه : ييت بروحي ..



يلصقها في الجدار بعنف .. يكبل ذراعيها باصابع كفيه .. ارتعبت من تصرفه .. لينفث الغضب في وجهها : بروحج .. وفهالليل ..



-
حارب عورتني ..



ارخى كفيه .. لتحرك كفيها بالتبادل على ذراعيها حيث انغرست انامله : حارب انا محتايتلك .. حارب انا حامل .. وبطني ..



قاطعها يرص على اسنانه : شو اللي قلتيه .. عيدي ما سمعت ..



" حامل " .. ما ان نطقتها حتى عاد يثبتها بعنف على الجدار : ومنو ولد الحرام اللي سواها فيج .. منو هذا اللي سلمتيه عمرج وانتي ع ذمتي – صرخ – تكلمي ..



اهتز فيها بخوف .. وباهتزاز قالت : انت ..



لترتخي ذراعيه : شو ..



تشدق مبتسما بسخرية : انا؟ - يده تعانق نحرها – منو اللي حملج ويايه تتبليني بولده ..



صرخ بها وهي تحاول بكفيها الضعيفين ان تفك قبضته : تكلمي ..



ليعتقها .. وتسعل سعالا مرا .. وتصرخ بدورها : انت انت .. يوم كنت فبيتك .. انت اللي سويتها في محد غيرك ..



سبابته تقف على فيه بغضب عارم : شب.. شب ولا كلمة ثانية .. حارب ما يخون الريال اللي أأتمنه ع اخته .. يايه تتبليني بسواياج الشينة .. لانج عارفه اني ما بقدر اقول لا لشبيب .. بس بقول لا وستين لا .. وخلي اللي سواها يتزوجج – طوح برأسه ضاحكا – الظاهر متعوده ع الهياته بنص الليالي ..



يدها ترتفع بغضب ليمسكها هو قبل ان تقع على وجهه .. لتصرخ : نذل .. حقير



لينطق : ما عاشت اللي بتمد ايدها علي يا شامة .. ما عاشت ..



واذا بصوت خافت يصل اليه ليقطع اتمام الحديث : حااااارب .


,,

اتمنى ان ينال على استحسانكم ..
موعدنا في نهاية الاسبوع باذن الله


اسطورة ! غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.