آخر 10 مشاركات
عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-12, 10:19 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



جدة

المستشفى

00: 5 عصراً


بمعطفه الأبيض ، يوقع بضعة أوراق عند موظفي الاستقبال ، اقترب منه طارق و هو ينشد : حموووووووود .. حموووود ..قوم اقعد من النووووم .

هز أحمد رأسه في أسف ..و لم يلتفت إليه..

توقف طارق إلى جانبه و سأله : دحين يالتيس أنا قاعد أناديك ليه ما ترد ؟؟ .

أكمل أحمد توقيع الأوراق و هو يتحدث بهدوء: بالله اللي يشوفونك و انتا لابس هذا البالطو الأبيض و تصارخ كذا اش بيقولون ؟؟.

هز طارق كتفيه و قال ببساطة : عادي .. دكتور مجنوووووووووووون .. خخخخخخخ .

أغلق أحمد قلمه و هتف: أقول امشي بسرعة .. تاخرت .

صعدا إلى الأعلى سوياً ..

و في الطريق رفع طارق إصبعه و هتف : صح .. نسيت أقلك .. في عماره مالت .. ليييييييييييييش ؟؟ .

نظر إليه أحمد بنظرة خاوية ثم أشاح بوجهه قائلاً : ما أدري .

هتف طارق بحنق : يووووووووووه .. قد ايش بااارد .. أنا أقلك تعبت و هيا وااااقفه .

ندت من بين شفتي أحمد ضحكة بسيطة ، هتف لها طارق بعصبية مصطنعة: بسسس ..هذا اللي قدرت عليه .

التفت إليه أحمد و قال مبررًا : طروووق و الله ما لي خلق في شي اليوم .

زاد طارق من سرعته و اعترض طريقه و هو يقول بصوت مرتفع : أكييييد العجوز المخرّف نط في حلقك مره ثانيه .. صح ؟؟ .

تلفت أحمد حوله في حرج فصوت طارق المرتفع يلفت الأنظار دائماً و عندما لم يغير طارق من وضعيته، صك أحمد على أسنانه و مر من جانب طارق و هو يهتف مهددًا: طروووق ..لو كفختك و صقعت في الجدار لا تلومني .

لحقه طارق وانعطفا إلى ممر جانبي و هو يسأله بضيق : دحين قلي .. اش يبغي من صباح الله خير ناطلك زي الشوكه في البلعوم .

رفع أحمد أحد حاجبيه في غيض و لم يجيب .. بل زاد من سرعته ..

لحقه طارق و هو يهتف: حـــــــمّووووووووووودي .. وين ؟؟ .

أجابه أحمد و هو مستمر في سيره : الظاهر انك تتكلم عن بلعومي .. صح .. اش دراك انه فيه شوكه ؟؟ .

ضحك طارق و قال بسخرية : حميدان .. نسيت إني أمتلك حاسه سادسه .. يعني طبيعي جداً أكون حاس

بالشوكه اللي في بلعومك .

لوح أحمد بيديه : يا سلام .. والله و عرفت كيف تحرف معنى الحاسه السادسه .

ضربه طارق على كتفه وهو يقول : و بما يناسب ميولي الشخصية يا دكتور .. دحين خليك خفيف و " أشبع فضولي يا حمود " .

غير أحمد وجهته لممر فرعي مغممًا: الله يفك اللغة العربية الفصحى منك .

رفع طارق يديه بالدعاء : آميييين .. يعني ما في أمل إنــ

قطع حديثه توقف أحمد المفاجئ .. توقف بحركة مفاجئه ..و توقف طارق بعده بعدة ثواني .

أدرا رأسه إلى أحمد و صفق بيديه : يا هوووووووه .. اش التفحيطه الرهيبه هذي .. كان دقيت بوري على الأقل .

لم يتلقى أية إجابة من أحمد الذي تعلق نظره بشيء أمامه و الصدمة أخذت دورها على محياه و بصعوبة نطق : طـ .. طارق .. شايف اللي أشوفه ؟؟؟؟؟!!!!!!!! .

التفت طارق بسرعة إلى الخلف ثم قطب حاجبيه و دقق النظر قبل أن يجيب : إلا .. مو ...مو هذا تركي ؟؟!!!!!!!!

كان تركي جالساً بهدوء أمام غرفة أحمد ينتظر مع المرضى و المراجعين و يعبث في جهازه المحمول ..

خفق قلب أحمد للحظات و عيناه معلقتان بتركي ، مشاعر غريبة تفجرت في صدره ، و ذكريات قديمة تداخلت في ذاكرته ، التزم طارق الصمت .. أما أحمد فقبض على أصابعه ثم تحرك بهدوء إلى حيث يجلس ،و اكتفى طارق بمتابعة المشهد .

و عندما توقف أحمد أمام تركي ، قطب تركي حاجبيه و رفع رأسه إلى الأعلى ..

~~ و التقت النظرات.. لعدة لحظات ~~

نهض تركي من مكانه و ابـــــــــــتـــســـم لأول مرة منذ سنوات و قال : هلا و الله ببو حميد.

ابتسم أحمد بدوره و احتضنه فوراً و قال بفرحة عارمة : حيا الله أبو كشه .

ربت تركي على ظهره و الابتسامة على وجهه..


*


اتسعت ابتسامة طارق و قال : أخيراً تقابل الثنائي ..

........ : وايس ؟؟

التفت إلى يمينه و إذ برجل عجوز قصير القامة ينظر إليه : واس قلت ؟؟.

رفع طارق صوته وهو يقرب فمه من أذن العجوز : أقوووول يا محلا سنونك .

ضحك العجوز و بدت أسنانه التي سقط نصفها ..ضحك طارق بدوره و استدار عائداً إلى مكتبه ..

@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض


فيلا أبو ياسر


في نفس اللحظات



صرخ في غضب و هو يحاول أن يحرر نفسه من قبضتها : عبيييييير يالثوره قلتلك انقلعي بيت زوجك و فكينييييييي .

قبضت عبير على ذراعه بقسوه : قلتلك منت رايح .. عروب تعبانه و ما فيها لهبالك .

نظر إليها و الشرر يتطاير من عينيه : شوفي يالبقر .. يا تفكين يدي يا أنتّف رموشك .

تركت ذراعه وهي تشهق في استنكار : نعممممممممممم .. واش ذا التهديد الجديد .

حرك حاجبيه في انتصار : سلاح جديد .. خـــواتي ما تجي معكم الا العين الحمررراااا .

و ركض باتجاه حجرة عروب .

صرخت عبير و هي تلحق به : مرواااااااااااااااااااااا اااااااااان .

دفع باب حجرة عروب بسرعة و هو يصيح: ربوووووووووع .

انتفضت في هلع و اعتدلت بسرعة : ِمن ؟؟ .

ضحك و هو يقترب من سريرها : سووورررررري .

كان الدوار يلف رأسها .. همست متسائلةً: ميمو ؟؟ .

ضرب بيديه على فخذيه و هو يتأفف في غيض : إناااااااا لله .. يا الفااغره .. أنا كم مره قلتك نيمو .

...... : يالتييييييييييييييييييس .

التفتت إلى الوراء و هو يصيح بذعر : يمااااااااااااااااااه .. شعشبونه جت .

قفز على السرير ..و اختبىء خلف عروب : ربوع .. الله يسعدك اقلعيها براا .

أشارت عبير إلى نفسها بحنق : أنا شعشبونه يا عبسـ .. آآآآآآآه

اصطدمت الوساده التي رماها مروان بوجهها ..

فضحك في انتصار وهو يشير إليها : كاك كاك كااااك ... تسطح وجهك مثل الرصيف.

صاحت بكل ما تملك من قوة : مــــــــــــرواااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااان .

و ركضت باتجاهه ، احتمى بعروب التي هتفت ويدها على جبينها : بوبو حبيبي .. لجلي هالمره .. سامحيه .

توقف عبير على الفور ..كم فرحت عندما سمعت صوت شقيقتها ، نظرت إليها في حنان و مروان يتمتم : بسم الله الرحمن الرحيم .. غرييييييبه شياطينك ركدت .

أمسك بكتفي عروب و أجبرها على مواجهته و هو يهتف : ربوع .. قريتي عليها صح ؟؟ الله يوفقك اقري عليها مره ثانيه يمكن تنشب في نوافوووه ومعاد يسافر ويكبها في كبدي .

حاولت عروب أن تبتسم ، ولكنها لم تقدر ، لم تقدر .. فالمصاب كبير .. ،التفتت إلى عبير و قالت بخفوت : بوبو .. الله يخليكِ .

شعرت عبير براحة عجيبة تملأ قلبها عندما تحدثت مرةً أخرى ، كانت قلقة عليها .. خصوصًا .. بعد أن فقدت وعيها ، رغم أنها لا تدرك السبب حتى الآن .. لماذا توافق سقوطها مع معرفتها بأمر فارس و الخادمة ؟؟ .. كان الفضول يثير حواسها و لكنها .. آثرت الصمت في الوقت الحالي ، أطرقت برأسها و أدخلت يدها في جيبها .. شهق مروان في جزع مصطنع : يماااه يبااااه .. معاها مسدس .. لا .. بتقتتلني ..لا .. لا

رفع يديه أمام وجهه هاتفًا في رجاء : لا .. أرجووووك يا أيتها البقرة الموفيه ..لا تقتليني .. مازلت بزراً .. ما زلت ورعًا على الموت .. اهي .. اهي ..أييييييييي .

وضع يده على جبينه بألم ..و من ثم التفت سريعاً ليرى الشيء الذي اصطدم بجبينه : واااااااااو .. حلاوة جلكسي .

خرجت عبير من الحجرة ، والتقط مروان الحلوى ثم أخذ يبصق عليها و يمسحها بقميصه ..

حركت عروب شفتيها باشمئزاز : يعععع .. نيمو .. بلا قرف ..

فتح غلاف الحلوى وهو يقول ببساطة : يا مره .. أبي أمسحها .. يمكن عليها سم ..تدرين المقاتلين الصناديد مثلي أعدائهم كثيييييييير .. خايف على روحي يالفاااااااغره .

و أخذ يمضغها ..

تأملته للحظات إلى أن تغيرت ملامح وجهه وبصره معلق بالباب : يا هلاااااااااااااا والله .

التفتت بحدة إلى الخلف .. ليهوى قلبها بين ضلوعها و هي تراه مستندًا على الباب عاقدًا يديه أمام صدره ..

أشاحت برأسها على الفور و هي تسمعه يقول لمروان : عزام يبيك ع السماعه .

هب مروان من مكانه و قفز من فوق السرير و هو يصيح : عـــزاموووووووووووووووه !!!!.

أغلق الباب خلف مروان فشعرت هي بالاختناق ، تقدم بهدوء وجلس على أول مقعد صادفه ، شبك أصابعه و الصمت مرافقٌ لشفتيه، تعرّقت يداها و نبضت عروقها بخوف جمّ و هي تنتظر الكلمات التي سينطق بها.

تنفس الصعداء ثم قال بهدوء: عروب .. ما ودك تتكلمين .. ؟؟ .

هزت رأسها نفيًا على الفور و هي عاجزة عن النطق ، زفر في حرارة : بوبو .. أنا للحين شاك في كلام ذيك الحقيره .. لكني راح أواجه فارس .

اقشعر جسدها و هي تقاوم دموعها الحارة ، و صوته ينساب في أذنيها : فيه شي انتي مخبيته عني يا عروب .. أرجوكِ صارحيني .

أغمضت عينيها بألم و هي تقبض على وسادتها بأصابعها قبل أن تهتف بصوت متحشرج : ياسر .. أنا من وين أعرف عيال عمي ؟؟ .. بس اسمه و هو ينربط بـ

خنقتها غصة مريرة ، و فهم هو مرادها .. أردفت من بين دموعها : ليه يبي يئذيني ولد عمي و أنا عرضه .. ليه .. و اش اللي بيني وبينه ؟؟؟؟.

وضعت وجهها بين كفيها وانخرطت في بكاء حار ..

شعر بالدماء تغلي في عروقه لدموعها ، فنهض من مكانه و هو يزفر : خلاص يا عروب .. أنا اللي راح أوصل للحقيقه ..

ثم خرج من الجناح مغلقًا الباب خلفه و أمارات القلق و الحيرة و الاستنكار محفورة على وجهه .وفي داخله صوت قوي مستنكر يهتف بـ * فــــــــــــــــــاااااا رس؟؟!!!!*


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة

منزل حسن

00 : 7 مساءً



أغلقت عينيها بضيق و هي تستمع للتسجيل : عفوًا إن الهاتف المطلوب لا يمكن

أغلقت السماعة و هي تهمس بقلق : اشبك يا مرّومه مقفله جوالك ؟؟ حتى الاختبار ما حضرتيه !!.

ضغطت على رقم آخر ، ثم وضعت السماعة على أذنها و لم يكد يأتيها صوت ساره حتى قالت : السلام عليكم ..... سوسو والله قلقت عليها جوالها إلى الآن مقفل ؟؟!!! .... والله!!!!!!! .. متى رايحتلها ؟؟ .... أوكي .. بلغيني الله يسعدك أول ما تطمنين عليها .... يلا يا قلبي .... مع السلامه .

أنهت المكالمة ثم وضعت الهاتف في حقيبتها ونظرت إلى المرآة تتأكد من هندامها ، كانت تشعر براحة خففت من ألم أعصابها المرهقة فقد اتصل عليها رائد منذ لحظات و طمئنها على وصوله سالمًا لمدينة الدمام .

تناهى إلى مسامعها رنين هاتفها فابتسمت و ركضت إليه ، هتفت في مرح : ألــــــووووو ..

..........: هلا و الله .. هلا برهيفوووووووه .

جلست على سريرها و هي تضحك: يا هلا فيك مزّوني .

....... : أخبارك يالخبله ؟؟ .

وضعت يدها على خاصرتها و هي عاجزة عن كتم ضحكتها : من بدايتها سب .. حشى .. هذولي اللي مشتاقين ؟؟.

ضحك في مرح : هذي مشاعر الشوق عندي .. كيف أيامك ؟؟ .

أجابته بابتسامة عريضة : و الله بخير الله يسلمك .. نورت جده اليوم .

....: منوره بوجودك .. هاه .. جاهزه ؟؟ .

فرقعت إبهامها بوسطاها : يعني توقعي في محله .. السيد مازن هوا اللي بيوصلني .

...... : شفتي كيف .. هذا و أنا اليوم واصل جده .. لكن طبعاً ما أقدر أرد طلب للأمير .. و ما أقدر أضيع شرف توصيلك يا لمطفوقه .

ابتسمت و قالت بهدوء : أخبارك مازن ؟؟ .

......... : و الله الحمد لله .. دامني سمعت صوتك أكيد بخير .. على فكره .. تراني دحين طالع من البيت .

شهقت باستنكار : لســـــاااااا .. دوبك بتطلع ؟؟!!!! .

.......... : أقووووووووووووول .. احمدي ربي اني بوصلك .

هتفت بتساؤل مرح : خيييييير .. اشبها اللهجه قلبت ؟؟ .

قال مازحًا : كح .. كح .. سوري .. غيرت التردد .

... : انتبه لنفسك .

........ : إن شاء الله .. يللا أشوفك بعد ربع ساعه .

أومأت برأسها و هي تقول : أوكي .. مع السلامه .

أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة أمامها ، ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة و سرحت ببصرها قليلاً و هي تهمس : الله يوفقك يا مازن و يرزقك باللي تسعدك .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض


فيلا أبو ياسر


9 0: 7 مساءً


هتفت ربى بلهفة و هي تلقي بعباءتها على الأريكة : و ينها ؟؟ .

أجابتها عبير و هي تشير إلى الأعلى : في غرفتها .. ربى انتبهيلها .. نواف ينتظرني برا مضطره أمشي .

أومأت ربى برأسها : لا تشيلين هم .

ثم ركضت إلى الأعلى ..

.

.


.




رغم أنها توأم روحها و من أقرب المقربين إليها ..إلا أنها لم تجرؤ أن تخبرها بالحقيقة ، شيء ما يكبت على أنفاسها ..


.



ربى كانت تعرف من النظر إلي عينيها بأن هنالك الكثير و لكنها لم تحاول أن تضغط عليها ؛ لذلك اكتفت بمواساتها و مرافقتها إلى الأسفل ..


.



نزلت عروب و اسم فارس لا يفارق مخيلتها ..فارس ..فارس ..فارس ..اسمه ارتبط بذكريات قديمة ..ذكريات ..أغلقت عليها منذ زمن طويل ..


.


نفضت عنها هذه الأفكار عندما تناهى إلى مسامعها الأصوات القادمة من المجلس توقفت و قبضت على ذراع ربى لا إرادياً ..

التفتت إليها ربى في تساؤل : بوبو .. واشبك ؟؟ .

ابتلعت عروب ريقها و تمتمت : آه .. مم .. مضاوي فيه ؟؟ .

قطبت ربى حاجبيها في حيرة : ايه .. ليش تسألين ؟؟ .

سرت رجفة خفيفة في جسد عروب تركت على إثرها ذراع ربى : لا .. ولاشي .. بس أسأل .

هنا .. تأكدن ربى من أن هنالك أمراً كبيراً.. ولكنها تعمدت تأجيل المناقشة لوقت آخر .

.


دلفت عروب إلى الداخل ليصطدم بصرها بعيني مضاوي الحادتين ،شعرت بطعنة قاتلة في قلبها فأشاحت ببصرها سريعاً ..و التفتت إلى هند التي نهضت لتسلم عليها و قلبها يخفق رعبًا و يلهج بـ..

** يا ربي ساعدني **


@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة
أمام منزل حسن


15 : 7 مساءً


اتخذت مقعدها في السيارة إلى جوار مازن : السلام عليكم .

ابتسم مازن : و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته .. فوفو الهبيله .. و رأيتك مجدداً .. هاه هاه هاه .

ابتسمت و هي تغلق الباب : حياك أبو سعيدان .

حرك السيارة و هو يقول : أنا راح أنتظرك في السياره .. انتي ادخلي و سلمي .

التفت إليه في دهشة : لييييييييييييييييييه ؟؟ .

هز كتفيه : سلمت عليهم اليوم الظهر .

سألته في خفوت : و كيف الأوضاع ؟؟.

أجابها و هو يتابع الطريق ببصره : انتي مالك ذنب في اللي صار و الصراحه خالتي ما جابت سيرتك على لسانها ..و إذا سمعتي شي .. أذن من طين و أذن من عجين .

زفرت و قالت : إن شاء الله .

كان مقدراً لوضعها ..يدرك حساسيتها الزائدة من هذه المواقف و رقة مشاعرها و شفافيتها بالإضافة إلى أنها لم تر خالاتها منذ فترة طويلة ..

قال في مرح : إلا واش أخبار عريسك يا مره ؟؟ .

انقبض قلبها و أشاحت بوجهها إلى النافذة و هي تغمم في ضيق: الله يسعدك غير الموضوع .. ما حسبت أعدّل مزاجي .

لم يرق له الأمر ،نظر إلى المرآة و من ثم انعطف بالسيارة و هو يقول: عاد ما يصير ما أعرف شي عن زوج أختي ..و عن الانسانه اللي بتخطبلي .. صعبه مررررررررررررره .

ابتسمت رغماً عنها و هي تلتفت إليه : خلاص .. مصرّ على الزواج ؟؟؟ .

شهق مداعباً : يا خراااااااااااااااشي ... يابت .. مش عوزاني أكمل نص ديني ..أمّا حكاااااااايه .

أومأت برأسها : تآمر أمر أبو سعيدان .. من عيوني أدور لك عروسه .. أنا كم مازن عندي .

ضرب على عجلة القيادة بقبضته مؤكدًا: اييييييوه كذا .. لا تخليني أندم إنه خالتي رضعتني معاكِ .

هتفت ضاحكةً : يا سلااااام .. اش دخل هذا في الموضوع .. أصلاً انتا المفروض تحمد ربك و تبوس يدينك وجه و قفى ان أمي الله يرحمها رضعتك معايا .

قال مبررًا ببساطة: الفكره يا طويلة العمر .. انه ما يصير تكونين أختي بلاش .. لازم أستفيد منك !!!!.

@@@@@@@@@@@@@@@@


الدمام

مقر المعرض

في نفس الوقت



في تلك الصالة الرخامية المزدحمة برجال الأعمال و المندوبين من مختلف الدول العربية..

تلفت شاب قصير حوله بذهول من كثرة المهتمين بهذا المعرض ،بل من التنظيم الممتاز له ،

ثم التفتت إلى الشاب الواقف إلى جواره و الذي قد ظهر الإرهاق واضحًا على ملامحه و قال بتعاطف : رائد .. روح ناملك ساعه .. من أول ما جيت وانتا على رجل وحده .

هز رائد رأسه نفياً و هو يقول : لا يا سيف .. لازم أخلص كل شغلي أول .

هز سيف رأسه في استسلام : راسك يابس .. على مين طالع ما أدري .

............... : أســـــــــــــــتـــــــ ـــــاذ رائـــــــــد !!! .

التفت الاثنان إلى مصدر الصوت فطالعهما رجل مسن ، طويل القامة ، اقترب منهما و مد يده ..

صافحه رائد بترحاب: حياك الله .

مد الرجل يده إلى سيف : الله يحيك .

نظر إليه رائد في فضول في انتظار أن يعرف عن نفسه ..

فابتسم الرجل وهو يرفع بطاقته : متعب بن علي الـ **

اتسعت عينا رائد في دهشة و هو يهتف : مـــــــــــــعــقــول !!!!!!!!!..

أومأ الرجل برأسه ، نقل سيف بصره بينهما في حيرة فالتفت إليه رائد و هو يشير إلى متعب : الشيخ متعب بن علي الـ***** .. رئيس مجموعة شركات ***** ***** ***** .

ابتسم سيف بتفهم و قال: هــــلا و الله .. معك سيف الـ ****** .

أومأ متعب برأسه قائلاً : حياك الله .

ثم التفت إلى رائد و أخذ يقيمه بنظراته المتفحصة قائلاً : رائد حسن ناصر .. من فترة أدور عليك و أخيراً لقيتك في الدمام .

ابتسم رائد في احترام : لي الشرف اني أقابلك شخصياً يا عمي .

وضع متعب يديه خلف ظهره و قال : حبيت أسألك إذا ممكن تشاركني في رحلة بسيطة بالسيارة ..

أبى أكلمك في موضوع ضروري .

قطب رائد حاجبيه في قلق و همّ بسؤاله : خير يـ

قاطعه متعب مطمئناً : خير إن شاء الله .. موضوع بسيط بخصوص مشروع معين ودي آخذ رأيك فيه .

رمقه رائد بنظرةٍ حذرة ، قبل أن يلتفت إلى سيف و يقول : سيف .. اسبقني للفندق .

أومأ سيف برأسه و أخذ حقيبة رائد السوداء ثم غادر المكان .

أشار متعب بيده إلى باب الخروج : تفضل أستاذ رائد .. حياك .

@@@@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 10:21 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


منورين القصه


الفصل الـــــــــرابـــــــــــ ـــــــع

~~~~~~~~~

~ يا قلب اصبر !! ~

******************


فَلا تَقْنَطْ و إنْ لا قــــ ــيتَ هَمًّـــا يَقْبِضُ النّفَــــــسا

*************************


** صـــــــــــــــبـــاح الــأربعاء **

الرياض

قصر أبو خالد


05 : 4 صباحاً


اجتمعت كل النساء في إحدى المجالس في الدور الأول من القصر ، لانتظار الجنازة و الصلاة عليها في المسجد الكبير القريب .

كان الجو مؤلمًا للروح و النفس ، فليس هنالك سوى الدموع و الشهقات الخافتة التي تصدر بين فينة و أخرى.

مسحت عبير دموعها الغزيرة عن وجهها المحمر و همّت بالنهوض ، لكنها شعرت بإرهاق شديد فعاودت الجلوس و هي تتأوه واضعةً يدها على جبينها ، ربتت عليها ربى و هي تهمس من بين دموعها : عبير .. قومي خذيلك غفوه قبل الصلاه .. شكلك مرهقه كثير .

هزت عبير رأسها نفيًا و هي تهمس بإعياء : ما أقدر يا ربى .. و من وين بيجي النوم ؟؟.. بس كنت بتطمن على عروب .. تدرين تعبانه شوي و ما قدرت تنزل .

ربتت ربى عليها مجددًا و هي تهمس : ولا يهمك .. أنا بروح أتطمن عليها .

و نهضت من مكانها ثم سارت نحو الباب الرئيسي للمجلس ، و منه إلى أول مصعد صادفها ، و لم تكد تدلف إليه و يغلق الباب عليها حتى تنفست الصعداء و هي تغمض عينيها ، كأن الدموع و الشهقات كانت تخنقها .

توقف المصعد عند الدور الثاني ، الخالي من أي مخلوق سوى عروب ، حثت الخطى نحو الجناح الذي تنام فيه و لم تكد تصل إليه حتى طرقت الباب ثم فتحته بهدوء ، تحركت نحو حجرة النوم ، و توقفت عند مدخلها كانت الحجرة مظلمة ، باردة .

مدت يدها إلى مفتاح تشغيل الضوء و هي تهمس : عروب ؟؟!! .

تأملت الحجرة الخالية التي غمرها الضوء ، و توقفت عيناها عند السرير و فراشه الأبيض المبعثر و من ثم التفتت إلى باب الحمام و هتفت: عرووووب ؟؟ .

لم يأتها أي رد ، تقدم منه و طرقته : عـــروب ؟؟ .. انتي هنا ؟؟.

زوت ما بين حاجبيها و فتحت الباب ، و لم تجد أحدًا ، جالت ببصرها في المكان بحيرة و همست و هي تغلق الباب : معقوله تكون نزلت ؟؟ .

خرجت من الجناح ، و حثت الخطى نحو الجهة الأخرى ، علّها تقابلها في الطريق قبل أن تنزل للدور الأول ، كانت عيناها تجولان في أنحاء القصر المظلم إلا من إضاءات خافتة .

و في الطريق ، توقفت في مكانها و هي تنظر إلى السلالم العريضة المؤدية للدور الثالث و الضوء يسقط عليها من الأعلى ، رفعت رأسها .. و لم تر أحدًا .

قبضت على طرفي طرحتها المسدولة على كتفيها و همست : من اللي يطلع هناك ف هذا الوقت ؟؟ .

غمرها فضول شديد زاده قلقها على عروب و المؤشرات الغريبة المحيطة بتغيرها ، شجاعة غمرتها و جعلتها تسير على أطراف أصابعها إلى أن و صلت إلى السلالم ، امتطتها ببطء شديد و عندما اقتربت من الأعلى.. تــــــــجــــمــــدت الـــــــــدمـــاء فــــــي عــــــــــروقـــــــها و جـــــحــظــت عــيـــناهــا ، شعرت برغبة شديدة في القيء ،و ضعت يدها على بطنها و تساقطت الدموع من عينيها ، تراجعت إلى الخلف ثم أسرعت بالنزول إلى الأسفل و الخوف يمزقها و رجفته تحاصر جسدها و عندما ابتعدت عن السلالم لمسافةٍ بسيطة ، اختبأت في أحد الأركان وسمحت لشهقة مكتومة بالفرار قبل أن تهتف بصوت مرتفع تردد صداه : عـــــــــــــــــــروووو ووب .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض

00 : 6 صباحاً


يقود سيارته في صمت حزين ، حرك بصره بضيق و هو ينظر إلى هاتفه المحمول و تمتم في حنق : هذا واشبه ما يرد ؟؟ .

عاود الاتصال مرةً أخرى بعصبية .. و ما من إجابة ..

أخذ يفكر قليلاً .. كان يعلم بأن تركي يفعل المثل مع جده ..أي أنه يراقبه في كل شارةٍ و واردة من دون أين يعلم ، ليس لرغبةٍ في أذية إنما لحماية نفسه فقط .

طرق على عجلة القيادة .. ثم قال : مستحيل ما وصله الخبر ..أكيد عرف من عملائه اللي في الدمام .. آآآخ ..الله يسامحك يا تركي .

بحث في قائمة الأسماء و بصره يلاحظ الطريق بحذر بين فينة و أخرى ، و عندما لمع اسم " عديل الروح" ضغط على السماعة الخضراء و انتظر .. ثم : ألو .. السلام عليكم .. كسرت التلفون على تركي ما يرد .. أقـ رفع حاجبيه في دهشة من السؤال وهتف: ايه عزام معك .. و اشبك مضيّع يا ياسر ما شفت الرقم ؟؟ ......... نعم ؟؟!!!!!!!!!!!.. انت في المطار ... عمي أجبرك ؟؟!!!!!!! .. زين ........ لا تشيل هم ... احتسب الأجر والله يعينك ... لا تخاف بتلحق .. المسافه بسيطه بين الرياض وجده .......ايه .. بيصلّون عليه الظهر مو الفجر .... يلا ....... سلام عليكم .

أعاد هاتفه إلى جيبه بعد أن أنهى المكالمة و علّق بصره بالطريق ، ثم زفر في حرارة و همس بصوت متهدج : الله يرحمك يا جدي .

و غير وجهته إلى قصر جده .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

منزل هديل

30 : 7 صباحاً


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً )


تنهدت براحة و أغلقت مصحفها ثم وضعته على الرف بجوارها و نهضت من فوق سريرها ، توقفت أمام المرآة و التقطت فرشاة الشعر الحمراء من على الرف ..

.......... : ماماااااااااااا.. مامااااا .

ابتسمت و هي تسرح شعرها أمام المرآة وهتفت بحنان: نعم يا قلبي .. أنا هنا .

دلف ابنها ذا الأربع إلى الحجرة و صاح : حاله منى دات ( خاله منى جات ) ,,

و قبل أن تستوعب ما قاله طالعتها منى من عند الباب بعباءتها السوداء وجهها الباكي ..

وضعت هديل يدها على قلبها و هتفت بخوف عارم: منى ؟؟؟؟؟؟؟!!! .

شهقت منى في حرقة و هتفت: رائــــد مـــــــــات .

قطبت هديل حاجبيها و صاحت : ايــــــــــيييييش ؟؟ .

صرخت منى في انهيار و هي تحرك يديها : أقلك مااااااااات .. سار له حادث سياره في الدمام.. دوبه أبويه مكلمني .

ثم ركضت و ألقت نفسها بين ذراعي هديل لتنفجر في بكاء حار ،هديل التي خفق قلبها بشدة و شحب وجهها و تسارعت أنفاسها الموجوعة و ارتعدت فرائصها من هول الخبر ، لم تكن مصدقة و لكن جسد منى الذي ينتفض بين ذراعيها كان أكبر دليل ،منى القوية ، الصلبة ..الشديدة ..التي لا تذرف الدموع إلا نادراً صريعةٌ الآن بين ذراعيها .

أطرقت برأسها لتتساقط دموعها رغماً عنها و همست: إنا لله و إنا إليه راجعون .

اعتصرت شقيقتها بين ذراعيها و سقطت كلتاهما على الأرض و كل منهما تهتف باسم .. رائـــــــــــــــد .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

00 : 8 صباحاً


أوقف سيارته أمام شركة حسن ناصر ، نزل بسرعة و دخل إليها ثم توجه مباشرةً إلى الدور الثاني و من ثم إلى مكتب ( مسعود رجب ).

طرق الباب و فور ما أتاه الرد فتحه سريعاً و هتف بقلق حملته ملامحه : خــــيــر ؟؟ !!! ..

رفع مسعود رأسه في حدة..

فاستطرد القادم قائلاً بتوتر : اش اللي صار ؟؟ .. فجعتني .

أشار إليه مسعود بالجلوس وهو يهتف بنفاد صبر: مراد لا تعلّني برجتك .. اجلس .

جلس مراد سريعاً و تنفس مسعود الصعداء ثم قال : رائد ولد حسن توفى أمس في حادث سياره في الدمام .

انعقد لسان مراد و امتقع وجهه ..

تابع مسعود و هو يعتصر ورقةً بيضاء بين أصابعه : طبعاً حسن سافر .. ودق عليا قبل شويه .

هتف مراد بلهفة : هاه .. عساه طيب ..كيف نفسيته .. ؟؟ .

حرك مسعود يده بلا مبالاة قائلاً : هذا حسن .. ما عليك .. المهم .. المصيبة مي هنا .

سأله مراد بترقب : هـــــــــــــاه ؟؟ .

رمى مسعود الورقة لتسقط في سلة المهملات و قال في خفوت : متعب بن علي الـ ***** كان معاه في نفس السياره .

ارتد مراد في عنف و صاح في صدمة: كـــــــــــــــــييييييي يف ؟؟؟؟؟؟؟!!

هتف مسعود بحماس: أقلك حسن كان قالب الدنيا لكن لما عرف انه الثاني مات معاه في الحادث هدّى اللعب شويه .

تنهد مراد في ارتياح و هو يمسح على جبينه ..فتراجع مسعود في كرسيه و قال بنبرة حانقة ساخرة: لا ترتاح .. في بلوى أكبر .

التفت إليه مراد في خوف و هتف : خيييييييييييييييير ؟؟ .. تراك أبلشتني .

دفع مسعود جسده للأمام و همس: تركي .. طلع له علاقه بمتعبوووه .

قطب مراد حاجبيه و همس : عــــــــلاقه ؟؟؟؟!! .

ضرب مسعود بيده على مكتبه الأسود و هو يهتف مؤكدًا : اييييوه .. الظاهر انه يسير حفيده .. ولد ولده .

هب مراد من مقعده فزعاً و صرخ : انتا تجننت .. هذاك تركي بن الوليد الـ***** و الثاني متعب بن علي الـ***** و لاّ ما انتبهت للأسماء ؟؟؟؟؟؟.

حك مسعود رأسه بعصبية و قال بصوت منخفض : يا حبيبي .. في سر كبير ف العايله ما يدري عنه إلا ناس قليل .. بس قدرت أعرفه من واحد من عملائهم بالقوه و بكم قرش .

رفع مراد حاجبيه في قلق و يداه ترتعدان و سأله: اش هوا ؟؟ .

قرّب مسعود وجهه من مراد و قال بحذر : اسمعني زي الناس .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر

15 : 8 صباحاً

ببطء .. فتحت عينيها ، الإرهاق يكبل حركتها و الصداع يلقي بشباكه على رأسها ، استكانت في مكانها و هي تحاول أن تركز على المنظر أمامها ، قطبت حاجبيها و هي تدقق النظر .. ثار في عقلها تساؤل بريء

** .. بلاط ؟؟ .. بلاط أبيض!!!!!!! ..اش جابني في الحوش .. ؟؟ **

رفعت رأسها و وضعت إحدى يديها عليه ثم همست بإرهاق : أنا وين ؟؟ .

ضغطت على عقلها قليلاً محاولةً التذكر و شهقت بعنف ،جحظت عيناها رعبًا وهي تعتدل جالسة ، تلفتت حولها في هلع و هي تتمتم : لا .. مــ ..مـــســـتــحـيل!!!!!!!!!! .



كانت حجرة صغيرة خالية لا يسكنها شيء من الأثاث ، فقط جدران بيضاء كئيبة ، و بلاط أبيض مرقط باللونين الأسود و الرمادي و هناك في أقصى اليمين حمام صغير بمغسلته ، و في الجهة المقابلة باب معدني أسود اللون .

خفق قلبها بانفعال و همست بخوف : يا رب .. يا ربي رحمتك .

أًغروقت عيناها بالدموع ، و ضعت يدها على وجنتها حيث كانت الصفعة و هتفت بحرقة: ليش يا أبويه .. ليش .. ليش رميتني على غفله .. لييييييش ؟؟؟؟ .

تساقطت الدموع من عينيها و تعالى لهيب أنفاسها ، وقفت على قدميها و هي تشعر بقليل من الدوار ، وقعت عيناها على ثوب صلاة ملقى بجوارها ، تجاهلته و توجهت إلى الباب المعدني في طرف الحجرة و هي تتمتم بحروف متقطعة: يالله .. يارب .. يا رب استعنت بك يا رب .

توقفت أمامه و يدها معقودتان أمام صدرها ، تأملته للحظة .. أسود ، مخيف ، وقعت عينها على مقبضه فسارعت يدها تمسك به .. حرّكته .. و لكن لا استجابة .. صرخت في قهر و هي تحركه بعصبية أكبر و تطرق على الباب بيدها الأخرى .. و أيضًا .. لا استجابة.

عضت على شفتها في انهيار و هي تهمس : يالله .

شعرت بأنها تختنق ، تراجعت إلى الخلف قليلاً قبل أن تغمض عينيها لتسقط دموعٌ أخرى

و تذكرت ........ " خليكي قوية "

تمتمت في حرقة ودموعها تشق طريقها على وجنتيها : حاضر يا ماما .

اقتربت من الباب مجدداً و مدت يدها ببطء وطرقته بقوة ..مرة ..مرتان ..ثلاثة ..

انقبض قلبها في قهر عندما لم تلقى أي استجابة ، عادت إلى آخر الحجرة و هي تفكر ..و تفكر و .. هزت رأسها في رفض باكي و صاحت : لاااا .. لاااا .. و الله ما أخليك تسوي فيني كذا يا تركي أنا أوريك مين رهف .

و اندفعت بجسدها الرقيق نحو الباب تنشد المحاولة و قبل أن تصل ..انفتح .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جده

مكتب مسعود

في نفس اللحظات


ارتجفت شفتا مراد و هو يهمس : يعني .. يعني أبو خالد كان عنده ولد و غيّر اسمه .. و دحين ميت .

أومأ مسعود برأسه و هو يتطلع إلى عينيه قائلاً : ايوه .. بس ما أعرف اش اسمه القديم و لا اسمه الجديد .

ازدرد مراد لعابه قبل أن يقول بصوت خائف: لو طلع اللي تقوله صح راح تسير مصيبه مالها أول ولا آخر ..

د .. دحين اش راح نسوي ؟؟.

هز مسعود كتفيه و هو يتراجع في مقعده : لا علم لي .. حسن اللي راح يقرر .. خصوصًا إنه خلاص أعطى بنته لتركي .

ضرب مراد جبهته و صاح بصدمة : ولّيييييييييييييييييييييي يييييه .

رفع مسعود قدميه و وضعهما فوق سطح المكتب ثم شرد ببصره و هو يقول : الظاهر الأوراق القديمة راح تنفتح قريب و الدنيا بتنقلب فوق تحت .

اقشّعر جسد مراد من وقع الكلمات فأطرق برأسه و تمتم برهبة : تتوقع ..تــ ــتوقع تركي له علاقه فيه فـ

لم يتمكن من إتمام جملته بسبب تلك الغصة التي خنقت أنفاسه .

رمقه مسعود بنظرة غريبة قائلاً : كم عمره تركي ؟؟؟؟.. فوق العشرين .. و انتا كنت متأكد

وقتها إنه ما عندها أولاد .. يعني مستحيل يكون ولده .. هذا لو كان هوا اللي نقصده مو أحد ثاني .

حرك مراد رجله بتوتر شديد : اش قصدك .. يعني فيه احتمال إن الوليد ما يكون ز

قاطعه مسعود على الفور بحماس : ايوه .. فيه احتمال كبير .. احنا لازم نتأكد من عدد أولاد أبو خالد أول .. بعدين نقدر نحكم .

أومأ مراد برأسه و عقله الثائر يستعيد ذكريات أعــــــــــــــــــــوام مضت .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

في نفس اللحظات
أمام منزل أبو سلمان


غادر المكان بصمت وهو يخفي دموعه و وجهه الشاحب ، غادر و هو يضع يده على قلبه .. صدمتان عنيفتان في يوم واحد و لكن ..

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

كانت تتردد في رأسه .. و تربط على قلبه .

سار في الشارع الممتلئ بالمعزين لمسافةٍ لا بأس بها و همّه الوحيد أن يختبأ عن الكل ، همه الوحيد أن يخلو بنفسه .

انعطف ناحية اليمين ، حيث كراج إحدى السيارات ، دلف إليه .. واختبأ في ركنه المنزوي أسند ظهره و رأسه للحائط و بدأ يسقط شيئاً فشيئاً حتى لامس جسده الأرض ، هنا و ضع وجهه بين كفيه و أخذ يبكي ..

~ مازن ~

يبكي بصمت ، ليس هناك سوى الدموع و أنفاسه المتسارعة وشهقاته المكتومة و من بين دموعه همس : يا ربي ..يا ربي ارحمهم و اغفر لهم ..يا ربي ثبتهم ..يا ربي ثبتهم ..جاسم .. و .. و رائد ..يا رب ثبتهم ..يا رب ثبتهم .

و اختتم دعائه بشهقة عنيفة فجّرت أطنانًا من الدموع ، رفع يديه و وضعهما فوق رأسه و من بين شفتيه انساب دعاء بصوت رخيم ، دعاء الشقيق لشقيقه و ابن خالته ، دعاء يزداد عمقًا مع تلك الذكريات .. التي تتداخل في عقله .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر
17: 8 صباحاً


انعقد لسانها و اضطربت أنفاسها ، تراجعت إلى الخلف و عيناها معلقتان به، هذا هو زوجها ، هذا الذي ينظر إليها ببرود هو زوجها ؟؟!!!!!!!!!!!!.

وجه سؤاله إليها بصرامة و هو يغلق الباب : اش هذا الإزعاج ؟؟ ..مجنونه انتي ؟؟

اشتدت عضلات وجهها من شدة رنين الباب المعدني و هو يُغلق ، كتمت دموعها قدر المستطاع ، دموع يذرفها قلبها في الخفاء و هتفت بقوة لا تدري من أين اكتسبتها : رجعني بيتي .

عقد يديه أمام صدره و قال بسخرية : بــــيـــتـــك ؟؟ .

تفجرت عروقها قهرًا من بروده فصرخت بحنق : ايوه بيتي .. انتا أصلاً بأي حق تخطفني ..تحّسب ما عندي أبو ؟؟ .

أجابها ببرود : الظاهر غباءك مستفحل .

تقدم إليها ببطء و هو يقول من بين أسنانه : بيتك .. انسيه .

ثم استطرد شامتًا : و أبوكِ .. خليه يجي يدور عليكِ اذا كان يقدر.

عضت على شفتها بحنق و هي تتراجع للخلف و هتفت بصوت متحشرج : لا تقرب مني .

لم يلقي بالاً لكلماتها و استمر بالسير قائلاً : خليه يجي و يشوف بنته و حبيبة قلبه ، خليه يجي ويشوف اش راح يسير لك .

شعرت بخوف شديد يعتريها ، خوف أسقط قناع شجاعتها الزائف و حقن قلبها بسيل من الخفقات العنيفة، أغروقت عيناها بالدموع و صاحت: لااا .. انــــــــــــــتــــا الـــــــــــمـــجــــنــ ـون .. مو أنا .

و بسرعة شديدة ركضت من جانبه إلى الباب و ..أحست بالحجرة تدور من حولها ، تأوهت في إعياء و جثت على ركبتيها ، ترددت خفقات قلبها المرتعد في أذنيها و لهيب أنفاسها يحرق شفتيها ، وضعت كفها على جبينها و همست : يا الله .. اش اللي سار لي ؟؟!!!!!..

تناهى إلى مسامعها صوته الساخر : بنت عز ..أكيد مو متعوده على الجوع .

تذكرت أنها لم تتناول طعاماً منذ عصر البارحة و لا بد أن الخوف قد استنفد جميع طاقتها المتبقية .

وقف أمامها و نظر إليها باستحقار و هو يغمم : من اليوم لازم تتعودين عليه .

رفعت بصرها إليه ، فاصطدمت نظراتها التائهة الضعيفة التي تحمل لمعةَ من الاتهام و التساؤل البريء

ببصره الخاوي من أي لمحة للرحمة و قالت في خفوت : ليش تعاملني بهذي الطريقه ؟؟ .

استدار إلى الباب و هو يقول بنبرةٍ فجّة: أعاملك بالطريقة اللي تعجبني و هذي هيا الطريقه اللي تستحقينها .

.

حاولت أن تُبقي على رأسها مرفوعًا ، لكنها كانت تشعر بشيء قوي يجذبها إلى الأرض ، صدرت منها همهمة باكية قبل أن تضع رأسها بضعف على البلاط و أصوات خطواته تملأ أذنيها و عقلها.

و قبل أن يغادر التفت إليها بنظراتٍ القاسية و قال : تعرفين هذي الغرفه سويتها ليه ؟؟ .

لم تقوى على النطق ، و أنفاسها تضيق من لوعة الموقف ، ولم ينتظر هو إجابتها بل قال في برود عجيب : عشان أتفنن ف تعذيبك .

اقشعر جسدها من وقع كلماته ، و أغلقت عينيها لتسدل الستار على عقل أنهكه الألم و روح أُشبعت من سيل الفواجع .

أما هو فقد خرج وأوصده خلفه .

@@@@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 10:53 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


جدة

القصر

20 : 8 صباحاً


وصل إلى القصر من الجهة التي تؤدي إلى قسم مرام ، و بما أن وجهه يبدو مألوفاً للحراس بالإضافة إلى أنه من الأشخاص المصرح لهم بالدخول بأمر من مرام شخصياً ، فقد دلف إليه بكل سهوله .

نزل من سيارته و توجه إلى الباب الفرعي الصغير ، فمرام في نفس القصر و لكنها في مكان مستقل بمفردها .

صعد إلى جناحها بسرعة و عندما وصل .. طرق الباب و انتظر للحظات.. و ما من مجيب ، عاود الطرق .. مرة ..مرتان ..ثلاثة .. و لا رد .

تنهد قائلاً في ضجر : لا حول ولا قوة إلا بالله .

حرك مقبض الباب و دخل إلى الجناح بكل سهولة ، كانت غرفة الجلوس الفاخرة خالية .

هتف منادياً : خـــــــــالـــتـي ... خـــــــالتـــييييي .

قطب حاجبيه و همس محدثًا نفسه : ذي وينها ؟؟ ..دايم تستقبلني عند الباب .

تجاوز غرفة الجلوس ثم تنحنح و هتف بصوت مرتفع : يا عــــرب .

أيضًا لم يسمع حسّها ، حسم أمره و دخل إلى غرفة النوم .. ولا أحد .

زوى ما بين حاجبيه و هو يجول ببصره في أنحاء الحجرة الفسيحة : ما كنّه جاتها الرساله من أبوي ؟؟؟؟..

خفق قلبه عندما خيّل إليه صوت أنين ، تلّفت في حدة و هو يرهف سمعه بتركيز .. و كأنه شخص يئن ..

هتف بقلق و هو يخطو داخل المكان و يبحث ببصره عنها : خالتي ؟؟ .

توقفت عيناه عند المدخل المؤدي إلى دورة المياه ، تقدم إليه و قلقه يزداد مع تزايد الأنين ، قابله باب الحمام بزجاجه الليموني المثلج الذي يحمل قطع صغيرة على شكل أزهار ملونة متناثرة هنا و هناك ، و قطع الخشب المطلية باللون الأصفر التي تزين أطرافه .

كان الباب مواربًا توجه إليه و الأنين يعلو .. و يعلو ..

هتف بقلق عارم: خـــــــــــــــالــــتــ ـي مرام ؟؟ .

توقف أمام الباب قبل أن يدفعه بيده ، جحظت عيناه و صرخ بهلع : خــــــــــــــــــــــــ الــتييييي !!!!!!

كانت مرام مسجاةً في ركن الحمام ، و الدماء تغطي يديها و البلاط من تحتها ، حتى ثيابها اصطبغت بذات اللون الأحمر القاني ، عيناها مغمضتان و وجهها يحاكي وجوه الموتى من شدة شحوبه ، ركض ياسر نحوها صائحًا : خــــــــــالتــــــــــي !!!!!!!!..

توقف أمامها وقلبه يوشك على التوقف من شدة الخفقان و عيناه تدوران بصدمة ملتاعة على جسدها المسجى ، نزل إليها و مد ذراعيه .. وضع إحداهما تحت ظهرها و الأخرى تحت ركبتيها فتلطختا بالدماء التي على الأرض ، همّ بحملها و لكنّ عيناه تعلقتا بالدماء الغزيرة التي تحيط بها و حركة قميصها التي تدل على تنفسها الضعيف .. شعر بقلبه يهوى بين ضلوعه ، تركها و هب واقفًا مرةً أخرى و ركض خارج الحمام .

.


~ في جهةً أخرى ~


رتب أوراقه و مستنداته و وضعها في حقيبته السوداء خرج على عجالة من مكتبه و ..

: تـــــركـــــــــــــــــ ــي .

التفت إلى مصدر الصيحة و هتف في حدة : ياسر !!!!!!!..

كان يلهث بشدة و أمارات الرعب تعلو وجهه و الدماء تغطي جزءً من ثوبه الأبيض

صاح و هو يشير بيده إلى الخلف: الـــــحقــــني بــــــــــســرعه .. خـــــــــــالــــــــــت ـــي .

ألقى تركي بحقيبته على الأريكة و ركض إلى الجناح و تبعه ياسر الذي كان يهتف بصوت لاهث : دقيت على الإسعاف لأني ما أعرف وين المستشفى .. بس ما قدرت أشيلها لـ

لم ينتظره تركي ليتم حديثه بل توجه سريعاً إلى الجناح ، صاح ياسر : في الحمام .. في الحمام .

أكمل طريقه و.. كأن صاعقة أصابته من منظرها ، اقترب منها تركي ركضًا , ما زلت تأن و تنفسها ضعيف نوعًا ما ، نزل إلى الأرض وحملها بين ذراعيه بسرعة ثم نهض واقفًا ، تعلقت عيناه بها للحظة .. برسغيها .

صاح ياسر وهو يقترب منه : ميـــــــن ســـوا فـــــــــيها كــــذا .. ؟؟ ..

أشاح تركي بوجهه ثم غادر المكان سريعاً ، لحقه ياسر و هو يهتف : اسمع صوت الإسعاف .

صاح تركي و هو يركض بكل ما أوتي من قوة : تــــــــــصـــــرف مــــــعـــاهـــم.. أنــــــا راح أنـــقــلـها بـــســـيـــارتــــي .

قطب ياسر حاجبيه في ضيق وصرخ : تـــركـــي هــذا مــــو وقـــتــك لازم نـــلــحق عــلـيـها .

صرخ تركي بدوره و هو يواصل طريقه إلى المصعد: أقــــلـــــك صـــــــرّفـــــــهــــم .

لم يحاول ياسر أن يتجادل معه أكثر لأنه يعرف تركي ، صلب الرأس عنيد جداً .

تركه يفعل ما يريد و خرج هو من الباب الآخر .

.

حملها تركي إلى داخل سيارته بعد أن وضع عليها غطاءً ليسترها ثم استقل سيارته و انطلق بأقصى سرعته ، كان ذلك في ثوان معدودة ، أخرج هاتفه من جيبه و ضغط بتوتر على أرقام جهازه النقال و فور أن أتاه الرد هتف : ألو .. أحمد .. وينك؟؟؟ ..طيب بسرعه قابلني في المستشفى ..بسرعه محتاجك ضروري ..

مع السلامه .

.

و بعد ساعة و عشر دقائق

جدة

المستشفى

30: 9 صباحاً


في أحد الممرات الخالية يسير ذهابًا و إيابًا و هو يتحدث في هاتفه المحمول : مستشفى **** **** **** ....... ياسر .... قلتلك بعدين أشرحلك ، الحكايه طويله .

وصله صراخ ياسر العصبي : تـــــــركــي لا تـــفــكـر تـــلــعـب عـــلي .. فــهــمــني الــحــيـن واش اللــــي صــــار .. من اللي سوا فيها كذا ؟؟.

خرج أحمد من إحدى الغرف بمعطفه الأبيض و السماعة حول رقبته و أشار إلى تركي بيده ، أومأ تركي برأسه في صمت و صراخ ياسر يخرق طبلة أذنه ، قال في حنق : ياسر لا تقعد تصارخ .. ناقصك أنا ؟؟.

هتف ياسر بنفاد صبر : أصلاً أنا ليش أحرق دمي ..الحين جاي المستشفى .

و أغلق الخط ، زفر تركي في حرارة و هو يعيد هاتفه إلى جيبه ثم توجه إلى أحمد الذي ربت على كتفه قائلاً بتعاطف : تعال الكافتريا .. وروّق شويه .


.



و بعد ربع ساعة


كان يجلسان إلى طاولة صغيرة و أمامها كوبان من القهوة ، سأله أحمد باهتمام : و مين كان معاك ؟؟ .

أجابه تركي و هو يتراجع في مقعده : ياسر .. بس الظاهر مع الفجعه ما انتبه لشي ، دق على الإسعاف لكني شلتها بسيارتي عشان لا يفتحون تحقيق على إنه محاولة انتحار .

زفر أحمد و هو يومئ برأسه : طيب دحين روح تأكد من الموضوع عشان نقدر نحسم النتيجة.

سأله تركي بحيرة : اش قصدك ؟؟ .

قال أحمد و هو يمسك بكوب القهوة : لو اللي شاك فيه صح .. راح يكون الموضوع سهل ..لكن لو ما لقينا أي دليل .. فالموضوع أصعب .

هز تركي رأسه نفياً و هو يتذكر شيئًا ما : مستحيل يكون الموضوع جديد ..أنا متأكد إني راح ألاقي شي .

ابتسم أحمد مطمئنًا : إن شاء الله .

نهض تركي من مكانه و هو يقول : خلاص .. أنا دحين رايح .

تراجع أحمد في مقعده و هو ينظر إليه و سأله: و ولد عمك .. ؟؟ .

هز تركي كتفيه مجيبًا : و الله ما أدري .. انتا اش رايك ؟؟ .

أطرق أحمد برأسه مفكراً ثم قال ملوحًا بيده : خلاص .. ما في غير انك تصارحه بالحقيقه .

ابتسم تركي بسخرية : انتا تحسبه راح يتقبل الموضوع بهذي السهوله ؟؟؟ .

أجابه أحمد بعد أن ارتشف من كوب القهوة : و الله هذا الحل الوحيد ..حتى لو ما انتبه لشي ..

مستحيل يكذّب الدم اللي شافه .

تنهد تركي و هو يشيح ببصره إلى جهةٍ أخرى : يسير خير.... يلا مع السلامه .

و سار في طريقه نحو الباب الخارجي .


@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض

قصر أبو خالد

45 : 9 صباحًا



في تلك الصالة الملكية الكبيرة التي امتلأت بعددٍ من الرجال ، اقترب عزام من عمه أبو فيصل و سأله بخفوت : عمي .. ليش أخرتم الدفن لصلاة الظهر ؟؟؟.

زفر أبو فيصل في حرارة : اسأل أبوك و أبو ياسر .. ما حبيت أتخانق معهم ف مثل هالوقت .

و تركه بملامحِ ترسم كل الضيق و الحزن .

نظر إلى ساعته ، تأخر ياسر ؟؟!!! . سار إلى الخارج حيث الحديقة الخضراء و همّ بالاتصال عليه ، إلا أن اتصالاً آخر سبقه ، رأى اسم شقيقته يزين الشاشة ، نزل مع السلالم الصغيرة و هو يقول : ألو .

أتاه صوت شقيقته الباكي : ألو .. عزام انت وين ؟؟ .

قطب حاجبيه و هتف : ربى .. خير واش فيه ؟؟ .

هتفت متجاهلةً سؤاله : أنا في حجرة المعيشة اللي جنب البير .. تعال بسرعه الله يخليك .

@@@@@@@@@@@@@@@

حجرة المعيشة

46 : 9 صباحًا


دلف إلى داخل الحجرة من بابها المطل على الحديقة فطالعته ربى بوجهها المحمر ، أغلق الباب خلفه و هتف : خير ؟؟ .

كانت يداها ترتعدان و وجهها شاحب ، و الكلمات تتصارع في صدرها تأبى الخروج ، اقترب منها و أمسك يديها و هو يسألها بقلق : يا بنــــت .. واشبك ؟؟.

ابتلعت ريقها ثم تمتمت بصوت متحشرج : اسمع .. بقلك شي .. أنا من أول كاتمته .

تأملها في قلق جمّ و قال : ربــ

قاطعته وهي تبكي : عزام ..الله يخليك .. أنا من أول ساكته .. بس خلاص معاد أقدر أتحمل أكثر .

أجبرها على الجلوس ثم نظر إلى عينيها قائلاً بحزم : قولي اللي عندك .

ابتلعت ريقها مجددًا ثم قالت بنبرة مرتعدة : أمـ .. أمس .. قريب الساعه أربعه في الليل ، طلعت الدور الثاني .

هتف عزام بنفاد صبر و هو يضغط على كفيها : طيب .

شهقت و هي تردف : كـ .. كنت أدور على عروب ، .. إلين لقيتها في الدور الثالث .

ثم انفجرت تبكي بحرقة و هي تهتف : و .. و .. فارس .

اختلج قلب عزام بين ضلوعه فأمسك كتفيها بقوه و صاح : فــــــــــــــارس و اشــــبــه .

هتفت بألم و حرقة : كان يتحرش فيها .

ارتد جسده في عنف و هتف بصدمة : ايـــــــــــش ؟؟!!!!!!!!!! .

استطردت من بين دموعها : ما عرفت اش أسوي ..هي كانت تبكي و هو مكمم فمها بيده ،قمت حطيت نفسي أناديها و قدرت أطلعها .

غطت وجهها بين كفيها كانت ترتعد كارتعاد كلماتها : واش أسوي ..ما قدرت اكلمها .. ما قدرت ..

جريت على غرفتها و قفلت الباب و للحين مو راضيه تفتح .

الدم أصبح يغلي في عروقه ، ثارت ثائرته وهب واقفاً وهو يصيح : الـــحــيـــو** .. أنا أوريه .

هبت ربى بدورها و أمسكته مع ذراعه : لاااااا .. عزام الله يخليك لااااا .. حنا فـ عزا الحين .

أزال يدها عن ذراعه بعصبية و هو يصيح : ربــــــــــىاااا .. ابعدي ..و الله لا أطبق الدنيا على راسه الــكـــلـ* .

خرج بسرعة متجاهلاً نداءاتها الراجية و توجه إلى الصالة المهيأة لاستقبال المعزين ، دلف إليها و الشرر يتطاير من عينيه ، دار ببصره في أنحاء المكان و لا وجود لفارس ، قطب نادر حاجبيه عندما لاحظ تلك النظرة و ذلك الوجه الغاضب، توجه نحوه و قال: عـز

قاطعه بغضب دفين و هو يتطلع إلى عينيه : وين فارس .. ؟؟ .

قال نادر في حيرة : داخل في المجلس الأزر

و لم يتم عبارته لأن عزام اختفى من أمامه ..

التفت نادر بقلق إلى فيصل و نواف و قد شعروا جميعهم بأن هنالك خطبٌ ما .

أسرع نادر خلفه و لحقه نواف ، أما فيصل فقد فضّل البقاء .


.


في داخل المجلس الكبير ، الذي يتميز بدرجات اللون الأزرق .

ضحك في سخرية و هو يتحدث في هاتفه المحمول : .. لا ياشيخ .. هذا اللي ناقص .. أقوووول اسكت .. بس نتظر العزا ينتهي و بعدين مسـ


: فــــــــــــــــــــــــ ـــــــــارس ..


التفت فارس في حده إلى مصدر الصوت و قبل أن يدرك هيئة المنادي ، لكمة قوية أصابت خده الأيسر سقط الهاتف على إثرها من يده ، تراجع إلى الخلف في صدمة و جحظت عيناه و هو ينظر إلى عزام الذي أمسكه مع تلابيبه و هو يصرخ : يالــــــــــــــرخمه يالـــحـــقـيـــر .

وجه إليه لكمةً أخرى في بطنه و أخرى على خده الأيمن ، تناثرت قطرات دم بسيطة من بين شفتي فارس ذلك الذي أدرك الأمر لتوه فاشتعل غضباً ، صرخ بغيض و اندفع نحو عزام بدوره ليشتعل الموقف أكثر و أكثر .

دلف نادر إلى المكان و شهق في فزع و هو يرى القتال الحامي ، صرخ : عـــــــــــزااااااام .. فـــــــــــاااارس ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!.

ركض نحوهما برعب و لحقه نواف .

سقط فارس أرضاً لتسقط _الغترة _ و عقالها من فوق رأسه ، جثا عزام فوقه ، و أخذ يضربه بشدة ، قهر يزلزل أركانه و نيران محرقة تشتعل في صدره ، لم يعد يرى شيئاً أمامه سوى فارس و الدماء التي تغطي وجهه .

أمسك به نادر و صرخ : عزاااااام .. بااااااااااااس .. بــــــــــــــــــــــــ ـس .

دفعه عزام إلى الخلف و لهث في شدة و هو يواصل ضربه: اتـــــــــــــركني .. خليني أأدبه الحقير ، خليني أعلمه الأدب .. خااااااااااااااايــــــــ ــــن.. ما عنده ذمه و لا ضمير .

حاول فارس أن يدفعه باستماتة لكن لم يقدر ، احتقن وجهه و الدماء تشوش رؤيته و صرخ : ابــــــــعد عــــــــني يالـ####### .

هب نادر من مكانه و ركض إلى الخارج لينادي عمه و صراخهما يملأ المكان من خلفه ، اندفع نواف نحو شقيقه عزام و أمسك بكتفيه و هو يصيح : عـــزام لا تقتل ولد عمك .. تعوذ من ابـــــــــــــليس .

دفعه عزام هو الآخر فاستغل فارس هذه اللحظة و لطم عزام بكل قسوة على عينيه و هو يهتف : حـــــــــــل عنـــــــي يا خســـــــــــــيس .

تراجع عزام إلى الخلف من الألم مما سمح لفارس بالنهوض ، ولكن عزام استدرك الموقف سريعًا و اندفع نحو فارس مجددًا و غضب الدنيا مرسوم على وجهه و هو يصيح: والله ما راح أرحمك يالـ


.............. : عــــــــــــــــــــــــ ـــــــــزام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة


منزل حسن


في نفس اللحظات


ركضت نزولاً من الدور الثاني بعد أن فرغت من البحث و هي تصرخ بعصبية : مـــــــــــستــوراااااا .. مســــــتوراااااااااااااا ا .

أتت الخادمة تركض و ملامح الذعر على وجهها من شدة الصراخ : نأم مدام .

سارت هديل نحوها و هي تصرخ بعصبية : و ين رهــــــــف ؟؟؟؟!!!.

هزت الخادمة رأسها في حيرة و هي تقول : ما يئرف .

ضربت هديل بيدها على فخذها و هي تصيح : كـــــــــــــــيــف يـــعــــــــــني ما تعرفين ؟؟ .

هزت الخادمة كتفيها و هي تهتف بقلة حيله : و الله مدام ما في يأرف ..أمس في اجي بابا تركي .. أنا في فكي باب ..هوا في قول فين رهاف .. أنا قول فوق .

شهقت هديل في ذعر وأمسكت الخادمة مع كتفيها و صاحت : ايييييييييش ؟؟ تـــــــــــــركـــــــي ؟؟!!!! .. و مـــــــــــــــــــــيــ ن قــلّــك تــــــــفـــتـــحـــيــل ـه ؟؟!!!!!!!!!!! .

اقشعر جسد الخادمه من شدة الخوف و هتفت تحاول الدفاع عن نفسها : هدا بابا هسن .. و الله بابا هسن .. هوا في قول افته باب .

صفعت هديل وجهها في صدمه و هتفت : أبـــــــــــــــــويــــ ه ؟؟!!! .

أومأت الخادمة برأسها في خوف و هتفت مؤكدةً : و الله بابا هسن .

صرخت هديل بهلع و هي تلوح بيدها: و بــــعــديـــن فــيـــن راحـــــــــت؟؟؟؟!!!..انــت� �ي فين كــنــتـي .. كيف مــا شـــــــفــتــيـها ؟؟ .

أجابتها الخادمة و قد أُغروقت عيناها بالدموع من عصبية هديل المفرطة : أنا في تأبان .. ألى طول في نوم .. ما يئرف مدام فين روه و الله ما يئرف .

احتقن وجه هديل من شدة الغضب فصرخت : خلاص روحي .

انطلقت الخادمة إلى المطبخ أما هديل فشهقت في ألم وانفجرت تبكي : يا حبيبتي يا أختي .. يا حبيبتي يا رهف .

دلف مازن إلى المنزل و هو يهتف بقلق : خــــيــــر ؟؟ .

التفتت إليه و قالت من بين دموعها : ما أدري .. ما أدري ، أبويه جواله مقفل .. وهيا جوالها هنا و الخدّامه تقول انه تركي أمس جا البيت و طلع فوق .. و راحت نامت ولا تدري عن شي .

قطب حاجبيه و سأل بصرامة مخيفة و قلبه يخفق بعنف: وهيا بأي حق تفتحله الباب ؟؟ .

أجابته في انهيار و هي تلقي بجسدها على الأريكة : تقول أبويه .. ما تسوي شي إلا بأمر أبويه ... آآآآه .. يا أختي .. آآآه يا حبيبتي .

استدار إلى الباب هاتفًا : أنا رايح أبلغ الشرطه .

قفزت من مكانها و صرخت: لااااا .. مازن استنى .

التفت إليها قائلاً في عصبية : اش تبغين .. البنت مختفيه .. و الكلـــ* هذاك يمكنه شالها .

وضعت يدها على كتفه و همست بصوت باكي : لا .. اسمعني ..أبويه و أنا أعرفه .. مستحيل يسمح لتركي يدخل البيت إلا إذا انكتب الكتاب .

هتف بصدمة : اش قصدك .. ؟؟ .

غممت بحرقة : قصدي واضح .. أبويه عنده الفلوس في المقام الأول و مستحيل يعطي تركي رهف إلا إذا استلم المهر و بعد كذا ما يهمّه زواج و لا شي ثاني ، أهم شي رهف تطلع من البيت .

غمّم بقلق : يعني كـ

قاطعته بصوت متهدج : ايوه .. خلاص .. انكتب الكتاب .. يعني هيا دحين مع زوجها .. واحنا ما في يدنا نسوي شي .. خلاص .. خلاص .

قال بعدم اقتناع : بس .. هديل .. لازم نتأكد ..

هزت رأسها نفياً و هي تحاول السيطرة على أعصابها المحترقة: متأكده .. بعد زواجي أنا و غدير متأكده .

سألها في حيرة : بس .. كيف ما بلغتكم ولا دقت عليكم .. كيف ما شالت جوالها ؟؟ .

عضت على شفتها بحنق ثم قالت : مازن .. إذا كنت تعرف حسن ناصر و اللي يختارهم لبناته .. فلا تسأل عن شي .


@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


قصر أبو خالد


المجلس الأزرق


57: 9 صباحاً



التوتر كان سائداً على المكان و ما زاد الطين بله تلك الدماء التي غطت ثوب فارس و التي لم يسلم منها ثوب عزام .

تبادل نادر و نواف نظرةً قلقة و هما ينتظران الكلمات التي سينطق بها أبو فيصل الذي كان الشرر يتطاير من عينيه و هو يلقي نظرات التأنيب و العتاب على الطرفين المتقاتلين الجالسين على مقعدين منفصلين و طرح سؤاله مؤنبًا : واش المهزله هذي .. ؟؟ عزا جدكم و تضاربون ..ليش ؟؟ .. لهالدرجه شايفين الوقت مناسب.

أطرق كل منهما برأسه .

أردف أبو فيصل بعصبية : أعتقد ان موضوع الورث و الشركه بيجيب كل المشاكل و البلاوي اللي تكفينا ..جايين انتم الحين عشان تكملون الناقص .

و لم ينبس أحدهما ببنت شفه ، عقد أبو فيصل يديه أمام صدره و قال بصرامة : و الحين أبي أعرف واش سبب هالتصرف ؟؟.

صاح فارس في غيض : أنـا مالي دخـ

قاطعه أبو فيصل في قسوة : انت اسكت ،انت الوحيد اللي ما أنتظر منك شي ، عيال عمك كلهم قايمين بالعزا وانت مختفي مع مكالماتك الخايسه .

عض فارس على شفته بغيض و تأوه بألم عندما تذكر أنها لم تسلم من المعركة ، وضع كفه عليها ليمسح الدماء الغزيرة التي تدفقت و لا زالت تتدفق .

التفت أبو فيصل إلى عزام و صاح : عـــــــــزام .. تــــــــــكلم .

شعر عزام بالتوتر ..ماذا يقول ؟؟ ..كيف يبرر موقفه ؟؟ ..

استسلم لغضبه و عصبيته و لم يفكر بالعواقب فقاداه إلى حبل المشنقة .

هتف أبو فيصل مجددًا : عـــــزام ؟؟!! .

ابتلع ريقه و فارس ينظر إليه بتشفي ، كان يشك في أن ربى قد رأته ، فهو يعرف صوتها جيدًا و قد سمعه البارحة و هي تنادي عروب .

قبض عزام على كفه و رفع رأسه ببطء ليطالعه وجه عمه الصارم ، غمم: عمي .. أنـ .. أنا ..

سأله أبو فيصل بنفاد صبر : انت ايش؟؟ .

استجمع عزام طاقته و قال باختصار : مشكله بيني وبين فارس .

ساد الصمت بعد كلمته و فارس ينظر إليه بتساؤل حاقد ، أما أبو فيصل فقد قال معاتبًا : مشاكلكم المره الثانيه حلوها بدون طق و اذا ما قدرت تصبر انقلع برا انت وهو و فكونا من شركم .

لم يتعجب أحد من ردة فعله العادية ؛ لأنهم كانوا يعرفون مقدار تلك المعزّة الكبيرة التي يكنها عمهم لعزام و ثقته العمياء بكل ما يفعله .

التفت إلى فارس و صاح : فـــــــــــــاارس .

هب فارس من مقعده قائلاً بخوف : سم .

أشار إليه أبو فيصل بعصبية : فز مع عيال عمك بسرعه .

و غادر المكان ، لحقه فارس و لكن بعد أن منح عزام نظرةً حاقدة و هو يتوعده بيده .


.


تنفس نادر الصعداء ثم رفع هاتفه و اتصل على ياسر : ألو .. السلام عليكم .

رد عليه ياسر بخفوت: و عليكم السلام ..

قال نادر بحيرة: وينك انت للحين ما جيت ..يلا .. بيصلون عليه الظهر .

زفر ياسر في حرارة : صارت لي كم شغله .. المهم .. إن شاء الله خمس دقايق و أحرك على المطار .

رد عليه نادر : أوكي .. مع السلامه .


.

.


أغلق ياسر هاتفه ثم وضع رأسه بين يديه و تمتم : لا إله إلا الله .

تركي كان على الكرسي المقابل ، تحدث بهدوء : يلا .. توكل على الله و امشي .

رفع ياسر رأسه و سأله بعينين حزينتين : واش تبيني أقلهم ؟؟ .

هز تركي كتفيه ببساطة: عادي .. تعبانه مره و ما قدرت تجي .

أومأ ياسر برأسه ثم قال و هو ينهض : وانت .. ؟؟ لازم تحضر العزا .

أجابه تركي و هو يلتقط مجموعة أوراق من الطاولة بقربه : أدري ..بس مو فـ أول يوم .

قطب ياسر حاجبيه قائلاً بضيق : تركي .. هذا جدك .

نهض تركي من مكانه و اتجه نحو الباب و هو يقول : ياسر .. الحق الطياره لا يفوتك الإقلاع .

و لم تكد قدامه تطآن الممر حتى تصاعد رنين هاتفه نظر إلى شاشة جهازه فطالعه " رقم غريب ".

تردد للحظة قبل أن يجيب : ألو .

وصل إليه صوت رجل : ألو .. الأستاذ تركي ؟؟ .

أجابه تركي بحذر و هو مستمر في سيره : ايوه .. مين معايا ؟؟ .

.............. : عبّاس رأفت الـ*****.

الاسم ليس غريباً عليه (عبّاس رأفت ؟؟!!! )

كرر تركي الاسم : عبّاس رأفت؟؟!!! ..

أجابه عبّاس بصوته الثقيل: ايوه .. تذكرتني ؟؟ .

قطب تركي حاجبيه محاولاً التذكر ، ثم قال بنبرة شبه واثقة : العميد عبّاس رأفت ؟؟.

هتف عبّاس : ايوه .. أحسن الله عزاك ..و عظم الله أجرك .

قال تركي و هو يتوجه للشرفة المطلة على الحديقة : جزاك الله خير .

قال عبّاس على الفور : ما راح أطّول عليك يا ولدي بس .. أتمنى أشوفك في أقرب فرصة يا تركي .

فتح تركي الباب و هو يسأله : ليش .. في أي موضوع مهم ؟؟.

أجابه عبّاس مطمئنًا: لا أبداً .. بس نفسي أتطمن على ولد أعز أصحابي .

لم ترق نبرة صوته لتركي الذي توقف عن السير و قال : إن شاء الله .

ودّعه عبّاس قائلاً : في حفظ الله .

رد عليه تركي و هو يدلف إلى داخل الشرفة : مع السلامه.

وضع هاتفه داخل جيبه و أخذ يتأمل الحديقة للحظة و هو يتكئ بمرفقيه على السور .. عبّاس رأفت، و عبد الله صلاح الذي قابله عند المقبرة ، هذان الاثنان كانا من أعز أصدقاء والده ، و لكن مضت فترة طويلة على آخر لقاء بينهما 3 سنوات تقريباً ، زفر في حرارة و عاد إلى مكتبه ، ليجد عمر بانتظاره .

و قف فور رؤيته لتركي و قال باحترام : كيف أخباركم يا طويل العمر ؟؟ .

صافحه تركي مجيبًا: نحمد الخالق.

ثم أشار إلى المقعد بيده قائلاً : تفضل حياك .

جلس عمر ، و جلس تركي على المقعد الجلدي خلف المكتب ثم فتح الملف الذي أمامه : اكتملت البيانات ؟؟.

أومأ عمر برأسه و هو يقول : ايوه .. كل اللي طلبته عن أعمال الوالد الله يرحمه .

تصفح تركي الملف قليلًا ثم قال : إلا ما قلتلي يا عمر .. اش صار على طلبية الوالده اللي كلمت عنّها ياسين ، قدر يجيبها ؟؟.

ابتسم عمر و هو يتذكر والدته : إيوه وصلوا .. وكلهم عجبوها وأدّتهم أشغالهم ، معاد وحده تحاول فيني من أمس أخرّجها .. و لسّا أدور لها صرفه .

رفع تركي رأسه وسأله : ليه .. اشفيها ؟؟ .

هز عمر كتفيه : تقول كأنها رجال .. منظرها و هيئتها .. حتى وجهها ، يعني ما ارتاحتلها .

صمت تركي للحظة كأنه يفكر في شيء ما ، ثم قال و هو يغلق الملف : جيبها القصر .. أنا أدور لها شغله عندي .

رفع عمر حاجبيه قائلاً بابتسامة : و الله ؟؟.

نهض تركي من مكانه و نهض عمر و هو يستمع إليه: ايوه .. بس عجّل عليا لأني أبغاها تخلّصلي شغله ضروريه .

ابتسم عمر براحة : تآمر يا طويل العمر .

سار معه تركي إلى الباب الخارجي للدور الأول و بعد أن ودّعه رفع هاتفه المحمول و ضغط على رقم ما ، ثانيه واحدة و قال: ألو .. ياسين .. وقف الطلب .

أغلق الهاتف .. و خرج إلى سيارته .

@@@@@@@@@@@@@@@@

جده


أمام البحر


الفيلا



في نفس اللحظات


تحرك شعرها بنعومة مع نسمات الهواء العليلة ، و تعلق بصرها بالبحر الأزرق و أمواجه المتفرقة التي تبعث هديرًا تردد في أذنيها كأجمل لحن ، أغمضت عينيها و استنشقت الهواء بعمق .. فتحتهما و طالعتها الشمس التي أخذت تتسلل من بين الغيوم .. همست في صوت حالم : غريب جوّك يا جده .. الصيف قرب و السما غيوم .

ثم ابتسمت بمرح قائلةً : صادق اللي قال في جده تمر عليك فصول السنه كلها فـ يوم واحد .

و أردفت ضاحكة : واختباري النهائي يبدأ السبت و ما ذاكرت زي الناس .

نظرت إلى ساعتها و تأففت : من أول ما جيت و أنا قدام هذا الشباك .. اش الطفش هذا ؟؟.

حثت الخطى نحو الباب و منه إلى حجرة والدتها ، دلفت إليها : السلام عليكم .

نظرت إليها ساميه من جانب عينها و هي منشغلة بوضع مساحيق التجميل و هتفت بحنق : اش السلام عليكم حقتكِ هذي .. انتي بنوته .. قولي صباح الخير .. صباح الورد .. صباح النور .

زوت جوري ما بين حاجبيها و قالت : ماما .. إلقاء السلام سنه و رده واجب .

حركت ساميه شفتيها بامتعاض و هتفت : لقطينا بسكاتك و خليني أسوي المكياج .

زفرت جوري في حزن و جلست على إحدى الأرائك ، أخرجت مصحفها الصغير من جيبها و مضت تراجع شيئًا من حفظها ،و عندما انتهت أعادت المصحف إلى الجيب و والدتها مستغرقة في عملها، انتظرتها للحظات أخرى و عندما طفح بها الكيل تململت في مكانها و هي تهتف بضجر : يوووووووووه .. مامااااااااا .. طفشت و الله طفشت ..خلاص أبغى أرجع للقصر .. الله يخليكِ .

التفتت إليها والدتها و صاحت بغضب : مسرع طفشتي .

أغروقت عينا جوري بالدموع و هي تهتف بصوت باكي: اش أسوي .. انتي طول الوقت برا ..و أنا زي الجنيه لوحدي هنا و منتي راضيه تخليني أطلع أنا ما جيت هنا عشان تحبسيني .. طفشااااااااانه .

أخذت تتطلع إلى وجهها في المرآة بتمعن و قالت: أقلك احمدي ربك إني وافقت أجيبك .. بعدين عندي شغل .. ما تفهمين .

ثم رمت الماسكرا الزرقاء و التفتت إليها قائلةً : عندك الحديقه اطلعي تمشي فيها.

نهضت جوري من مكانها و أخذت تشد خصلات شعرها و تصيح:آآآآآآه .. يا ماما .. الحديقه مملللللللللله .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

أخذت تقفز في مكانها و هي تبكي : حتى جوالي مو معايا و التلفون مقفله عليه ف غرفتك .. ليييييييه .

هبت ساميه من مكانها و صرخت بعصبية : أوووووووووووه ..تراكي زودتيها .. فارقي عن وجهي يلااااا .

انفجرت جوري بالبكاء و ركضت إلى غرفتها .

أما ساميه فقد زفرت في حنق : أعوذ بالله ..طالعه نكديه على أبوها .. خليكِ تنحبسين عشان أشوف كيف تقدرين تكلمين هذاك الزفــــ* .

تصاعد صوت الموسيقى الصاخبة من هاتفها المحمول فركضت إليه بسرعة و هتفت بدلال: ألوووو .. هلا حياتي .. دحين دحين طالعه ، يلا سلااااااام .

حملت حقيبتها و خرجت بعباءتها المزركشة .. و .. بلا حجاب يغطي رأسها .


.


و في الحجرة

ألقت بنفسها على السرير و هي تبكي بقهر : ليييش يا مااامااااا .. ليييييييييش ؟؟.

ضربت بقبضتها على الوسادة في حنق : أنا اش سويتلك تعامليني كذااااا .. تركي أخويااا يعاملني أحسن منك .

شهقت بعنف ثم رفعت رأسها عن الوسادة و قفزت من فوق السرير ركضًا إلى خزانة ملابسها فتحتها و أخذت تفتش بين أغراضها في عصبية مفرطة و هي تبكي إلى أن وجدت دميةً صغيرة لدب أبيض في رقبته شريطةَ حمراء ، تفجرت دموعها أكثر و هي تضم الدب إلى صدرها بشوق وحنين مؤلم ، صاحت بألم : ويـــــــنــك يا أحـــــــمـــد ويــــــــنــك ؟؟؟ محتاجه أشوفك .. محتاجه أكـــــــــــــلـــــــــ ــمـك .

جثت على ركبتيها في انهيار و هي تهتف بحرقة : يــا ربي .. يا ربي ساعدني .. يا ربي حققلي أملي يا رب .. يا رب فـ الشي اللي يرضيك يا رب .

و أطرقت برأسها لتترك دموعها تنساب في انكسار جريح .

@@@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 10:54 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


جدة

المستشفى


00 : 9 مساءً


استيقظت منذ فترة ، لكنها كانت تشعر بدوار شديد ، و لم تلحظ الضمادات البيضاء التي تغطي معصميها إلا منذ دقائق معدودة ، لاحظت كذلك أن يديها و قدميها مقيدتان ، سرحت بعينيها بعيداً ، تحاول أن تتذكر شيئاً ما و حينها بدأت تحدث نفسها برهبة : يا الله .. يا مجنونه يا مرام .. انتي اش سويتي بنفسك ؟ اش سويتي؟؟ .

بكت في صمت ثم عادت لتقول : هذي آخرتها .. تبغين تقتلين نفسك يالمجنونه .. أصلاً انتي طول عمرك هبله و مجنونه ..طول عمرك غبيه و حقيره .

زفرت في حرارة و أردفت : بس .. بس أنا كل الناس يكرهوني .. كلهم ..عشان كذا أنا أبغى أمـــــــــــــوت .

عضت على شفتها بحنق ثم هتفت: يا للي ما تخافين ريك ، تبغين تنتحرين و تروحين جهنم وين بتلقين الراحه لو قتلتي نفسك .. نار الدنيا ولاّ نار الآخره ؟؟..

هزت رأسها بشدة و صرخت : آآآآآآآآآه ..خلااااااص .. يكفي .. يكفي .. يــــــــــــــــــكفيييي يي .

................ : بـــــــــــــــس .

التفت بهلع إلى مصدر الصيحة و فغرت فاها بدهشة حينما وقع بصرها عليه ، دلف إلى داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه ، ثم تقدم بهدوء و جلس على الأريكة القابعة في الركن و عيناه لا تفارقان وجهها الشاحب .

همست غير مصدقة : تــ .... تـــركي ؟؟ !! .

رمقها بنظرة نارية انعقد لها لسانها ، وضع يديه على ركبتيه ثم قال في صرامة : ليش وقفتي الدوا ؟؟ .

ارتجفت شفتاها للحظة ، شعرت خلالها و كأن أحشائها تذوب ، حاولت أن ترفع الغطاء لتخفي وجهها لكنّ يديها المقيدتين لم تسعفانها .

سألها مجددًا بذات الأسلوب : مدامك عارفه انك تعبانه .. ليش وقفتي العلاج ؟؟ .

أشاحت بوجهها و لم تنبس ببنت شفه .

لم ينتظر منها شيئاً و لكن تصرفاتها أكدت له شدة مرضها ، خوفها ، شحوب وجهها ، نظراتها الحائرة ، تصرفات لم يعهدها أبداً من تلك القوية الشرسة ، تلك الفتاة ذات اللسان السليط .

نهض من مكانه و قال ببرود: بكره راح تخرجين من هنا .. وأدويتكِ تبلعينها .. انتي عارفه وضعك تمام و ما يحتاج أحد يشرح لك .. و إذا تبغين تقتلين نفسك فارقي الرياض و لا تجلسين عندي هنا.. بعدين أعتقد إنك خلصتي جامعتك يعني وجودك دحين ماله أي مبرر .. ســـــمـــعـــــتـــي ؟؟ .

و لم تظهر أي استجابة .

تقدم نحوها و وقف عن يمينها ، لم تجرؤ أن ترفع بصرها إليه و لم تجرؤ أن تغير من وضعيتها لتشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى ، كانت تشعر بالخدر في جميع أجزاء جسدها ، هو الوحيد الذي كرهت أن يراها في هذه اللحظة .. لحظة الضعف .. لحظة الجنون .

قال بجفاء : ما توقعتك أبداً جبانه لهذي الدرجه .. طلعتي سخيفه وتافهه ..وين طولة اللسان ..وين العناد الزايد ..و ين النصايح ..يا ..مــــــــــرام .

ندت من بين شفتيها شهقة مكتومة جعلت الدموع تتجمع في عينيها ، كلماته سببت لها صدمة كبيرة،

تركي ..ينطق بهذه الكلمات و كأنه .. كأنه ..

رفعت رأسها إليه علّها إن رأته ستجد الكلمة المناسبة ..

و لكنه ..

رحل ..

@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر

00 : 10 مساءً

منزوية .. في ركن تلك الحجرة الكئيبة ، ركبتاها مضمومتان إلى صدرها و رأسها يغط بينهما ، تعالى صوت معدتها الجائعة فضمت نفسها أكثر و هي تصارع دموعها ، ساعات قضتها على هذه الحالة ، في حجرة صغيرة كئيبة تشعرها بطعم الموت ، ليس هنالك سوى طرق على الباب و صوت خادمة من خلفه تخبرها بوقت الصلاة في كل مرة .

تمتمت بألم : دحين أنا اش سويتله يعاملني كذا ؟؟.

شهقت و هي تردف : أكيد مجنون .. و الله مجنون .

صمتت للحظة ثم رفعت رأسها بإعياء عندما تذكرت شيئًا : أو .. أبويه مسويله شي .

زمت شفتيها بألم عندما وصلت إلى هذا الاستنتاج و احتقن وجهها بدماء الغضب : هِيّا وحده من هذولي .

أمسكت بثوب الصلاة و فرشته على البلاط البارد ، قبل أن تستلقي فوقه علّها تمنح جسدها القليل من الراحة الوهمية .

و ..تداعت أعمدة الذكرى على صفحة عقلها ، انفجرت تبكي بحرقة : رااااااااااااااااااائد .. لاااااااااااااااا ..

يا حبيبي يا أخوييييييه .. أنا متأكده انه كذاااااااب .. انتا ما مت .. انتا ما مت ..لسا عاااايش .. راح تجي وتطلعني من هنا .. أنا متأكده انك ما رح تتركني و تروووووح .. هذاك المجنون كذاااااااب .. كذااااااااب .

تردد صدى شهقاتها في الحجرة و اختلط بصرير الباب المعدني و هو يُفتح ، شهقت في رعب وهبت جالسة في مكانها قبل أن .. تتجمد الدماء في عروقها و هي تتطلع إلى تلك المرأة .. عريضة المنكبين ، ضخمة الجسد ، قبيحة الملامح .

.

دلفت إلى الداخل بهدوء و توقفت و هي تحرك سلكًا في يدها ، تأملت رهف بنظرات متفحصة مخيفة ، هبت رهف على إثرها واقفةً و هي تهتف بخوف: انتي مين ؟؟ .

ابتسمت بخبث المرأة و لم تنبس ببنت شفه ، احتضنت رهف نفسها بيديها و عيناها معلقتان بذلك السلك الأسود الطويل بين يدي المرأة و هتفت برعب: اش تبغين مني ؟؟ .

تقدمت منها المرأة شيئًا فشيئًا و ابتسامتها تتسع بشكل مخيف ، انتفض جسد رهف و قدماها تهددان بالسقوط

انهمرت الدموع من عينيها عندما أدركت مبتغاها و صاحت: لاااااااا .. ابعدي عني الله يخليكِ .

اقتربت .. أكثر .. وعندما همّت رهف بالهرب جرّتها مع شعرها بقوه ، وضعت رهف يديها على جانبي رأسها و صرخت: آآآآآآآآآآآه .. سيبِينييييييييييييي .. شيلي يدكككك .

ضحكت المرأة في سخرية ورفعت يدها التي تحمل السلك قبل أن تسلخ به جسد رهف : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

انهارت على الأرض من شدة الألم و صاحت من أعماق قلبها: يا اللـــــــــي مــــا تـــــــخافين الــــــــــــــــلـه .

لم تعر بالاً لصراخ رهف بل جرتها مع ذراعها بقسوة شديدة ..و أسندت ظهرها إلى الجدار .. قبل أن تخرج من جيبها العريض حبلاً طويلاً ، صرخت رهف و هي تحرك يديها ورجليها في استماتة محاولةً الفرار : ابعدي عنييييييييييي .. أقلك سيبينيييييييييييييييي .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآه.

صاحت في ألم عندما كبلت المرأة ساعديها و رجليها بالحبال في سرعة ، شهقت رهف في عصبية مفرطة تكتنفها الدموع و صرخت : لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااا ..لا تسوين فيني كذااااااااااااااا .. لا اااااااااااااااااااااااا .

ضحكت المرأة و هي تتراجع إلى الخلف و انهالت عليها ضربًا بالسلك بكل وحشية ، صدرها ، بطنها ، قدماها ، حتى وجهها لم يسلم من تلك اللسعات الحارقة الموجعة .

اختلط صوت صراخ رهف و نحيبها بصوت السلك و هو يخترق الهواء ليرتطم بجسدها محدثًا صوتًا أشد إيلامًا: خلاااااااااااااااص .. معاد أتحمااااااااااالللللل .. يكفيييييييييييييي .. الله يخلييييييييييييييييييكِ .. لاااااااااااا .. هدييييييييييييييييييييل ..رااااائئئئئئئئئئد .. طلعونيييييييييي من هنااااااااااااااااااااااا .

أطرقت برأسها لأقصى ما تستطيع كأنها تنشد حماية وجهها الفتّان ، توقفت المرأة قليلاً فلم يرق لها هذا التصرف، مطت شفتيها و هزت رأسها نفيًا في اعتراض ثم نزلت إليها و قبضت على خصلات شعرها من الخلف ثبتت وجه رهف المبلل بالدموع نظرت إلي عينيها و

: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

رسمت لسعة وحشيةً حارقة على وجهها .

رهف التي جمعت كل طاقتها المتبقية في صرخات .. اكتنزت كل الألم و كل العذاب ، و لكن ليس في قلب تلك الأخرى معنىً للرحمة .

و رددت تلك النغمات أركان الحجرة الكئيبة لتشهد على أبشع منظر احتواه القصر منذ تأسيسه .

.

ضربتها و ضربتها و ضربتها إلى أن تساقطت قطرات من الدماء الحمراء من بيني شفتي رهف .

تراجعت المرأة إلى الخلف و هي تنظر إلى الجسد المسجى على الأرض بلا حراك ثم رفعت ساعتها لترى 00 : 11 مساءً

ساعة كاملة قضتها في تعذيب جسد ناعم رقيق نزلت إلى الأرض و تحسست خصلة من شعر رهف المغشي عليها ، أخرجت المقص من جيبها و على شفتيها ابتسامة خبيثة .


@@@@@@@@@@@@@@

جدة

منزل أم مازن

30 : 11 مساءً


بكت في حضن خالتها أم مازن : آآآآآه .. آه يا خالتي .. آآآه .

هتفت هديل وهي تمسح دموعها : غدير ..خلاص .. ارحمي نفسك و اللي في بطنك .

صاحت غدير بألم : ليييييييش .. ليش يسوي فينا أبويه كذا ..يا نااااس .. هذا أخونا الوحيد .. حتى ما شفناه ..اندفن و ماشفناه.

صرخت منى بعصبية باكية:غدير .. خلاص .. احمدي ربك انك بين أهلك .. مو هذيك المسكينه اللي ما ندري عنها .

ابتعدت عن خالتها و صاحت في وجه شقيقتها : أنا نفسي أفهم .. هذا أبو ..هذا أبو اللي يرمي عياله كذا .

و انهارت مرةً أخرى ، أطرقت هديل برأسها و هي تمسح أنفها بالمنديل و تهمس: لا حول ولا قوة إلا بالله .

نهضت منى من مكانها و هي تخاطب غدير بنفاد صبر : انتي ما في أحد يجلس عندك .

و ركضت إلى غرفة أخرى و هي تشهق بألم .

قدمت خلود شقيقة مازن من المطبخ و هي الأخرى حمراء الأنف و العينين و هتفت: هديل .. جوالك يرن .

خفق قلبها بشدة و هي تركض لتأخذه منها ، كانت تتمنى أن تكون شقيقتها هي المتصلة و عندما رأت الرقم تحطم أملها ، و بضعف أجابت : ألو .

أتاها صوت مازن الخافت : السلام عليكم .

توجهت إلى مكان هادئ و هي تجيبه: و عليكم السلام و رحمة الله .

سألها : كيفك دحين ؟؟ .. و كيف أمي و أخواتي ؟؟ .

أجابته بصوت متهدج : الحمد لله .

قال باهتمام شديد : هاه .. ما وصلك شي من رهف ؟؟.

هنا انفجرت تبكي ،رفع مازن السماعة عن أذنه قليلاً و هو يحاول أن يحافظ على هدوء أعصابه وزفر في حرارة .. ثم عاد ليضعها على إذنه و يقول : هديل .. استهدي بالله .

همست بألم: لا إله إلا الله .

صمت للحظة ثم قال : أنا تقصيت عن تركي هذا و عرفت وين شركته و يوم السبت إن شاء الله أروح له و أتفاهم معاه .

هتفت هديل برجاء ممزوج بالأمل : ايوه .. ايوه .. الله يخليك يا مازن..الله يخليك .

..... : خلاص .. إن شاء الله خير .. يلا .. مع السلامه .

أنهت المكالمة ، ثم جلست على عتبة الدرج المؤدي للدور الثاني و يدها على جبينها هتفت برجاء : ياااااربي افرجها من أوسع أبوابك يا كريم .

@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض

في نفس اللحظات

قصر أبو خالد



خرج من دورة المياه بعد أن توضأ لصلاتي الشفع و الوتر ، كان يرتب أكمام ثوبه عندما دلف ابنه البكر إلى المكان و هتف : يبه .. طلبتني ؟؟ .

رفع أبو فيصل رأسه لابنه و قال : ايه .. تعال اجلس .

سار نحو غرفة الجلوس الهادئة و جلس على أول مقعد صادفه ، و بجانبه جلس فيصل ، زفر أبو فيصل في إرهاق ثم قال : وين فارس ؟؟ .

هز فيصل كتفيه : للحين ما لقيته .. جوالاته كلها مقفله ، بس كلمت مالك رفيقه و قلي إنه شافه بعد صلاة المغرب مع واحد من الشباب .

صمت أبو فيصل للحظة ، يحاول أن يسيطر فيها على الغضب الذي يشتعل في صدره .. و قال بعد برهة: يعني مختفي من يوم مطاقته مع عزام .. حتى ما حضر الصلاه على جده .. و ما فكّر يعتذر لهالوقت .

لم يحر فيصل جوابًا ، فقد كان معتادًا على تصرفات شقيقه الخرقاء ، لكن أن يصل الأمر إلى ترك الصلاة على جده ، كان هذا ما يثير جنونه هو الآخر .

نهض أبو فيصل من مكانه : خلاص يا ولدي .. توكل و روح لمرتك و عيالك و باكر إن شاء الله نشوف موضوع أخوك .

أومئ فيصل برأسه و هو ينهض بدوره : توصي شي يبه .

لوح أبو فيصل بيده أن لا و لم ينطق ، و بمجرد أن غادر ابنه ، قبض على أصابعه بحنق و هو يهمس : و نهايتها معك يا فارس ؟؟؟ ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



** الخــــــــــــــمـــــــ ــــــيس **

جده

أمام البحر

الفيلا

00 : 3 صباحًا


استيقظت من نومها و فركت عينيها بكسل ، تثاءبت و مدت ذراعها إلى الرف الصغير بجوار سريرها و التقطت الساعة ، ضغطت على مفتاح إضاءتها ثم دققت النظر ، هتفت بصوت ناعس : يووووه .. لسا بدري .. أنا اش صحّاني في هذا الوقت ؟؟؟.

وضعت يدها على عينيها مع أن الغرفة مظلمة و عادت تضع رأسها على الوسادة ، البكاء ليلة البارحة سبب لها صداعًا ، ابتلعت ريقها ثم تمتمت : من أمس ما شربت مويه .. يلا .. خليني أقوم .

نهضت من فراشها و تحسست طريقها حتى وصلت إلى الباب لم تشأ أن تشعل الضوء و هذه عادتها ، حركت مقبض الباب ثم قطبت حاجبيها بضيق و هي تحركه بعصبية : لااااا .. قفلت عليا مره ثانيه .

أغروقت عيناها بالدموع : يووووه .. ليه تسوي فيني كذا .. ليه تحبسني دايماً .

تراجعت إلى الخلف و أشعلت ضوء الحجرة ، أغمضت عينيها بسرعة ثم فتحتهما شيئاً فشيئاً و توجهت إلى وسادتها ، رفعتها و التقطت المقلمة الحمراء الصغيرة من تحتها ، فتحها و تناولت المفتاح من داخلها و همست : الظاهر نسيتي اني بنتك يا ماما .. نسيتي اني جوري .

عادت إلى الباب و أدخلت المفتاح في ثقبه و ببطء شديد أدارته ، مدت يدها للجدار المجاور و أطفأت الضوء و بعد لحظة خرجت من الغرفة و هي تتلفت حولها بريبة ، كانت الفيلا مظلمة إلا من أضواء خافتة تنبعث من السقف العالي ، سارت على أطراف أصابعها نحو المطبخ في الدور الثاني و بعد أن ارتوت عضت على إبهامها و هي تهمس لنفسها : يا ترى .. ليش ماما تقفل عليا الباب .. معقوله خايفه اني أطلع هنا ولا هنا ؟؟ .

هزت كتفيها .. و قبل أن تخرج ، سمعت صوت ضحك والدتها فارتعدت فرائصها و اختبأت بسرعة خلف الباب و نظرت من ثقبه الطويل و لسان حالها يقول ..

** .. مبسوطه .. أكيد عازمه صحباتها ..و أنا المسكينه محبوسه في الغرفـ **

صُعقت ..!!!!!!!!!!!!

انقطعت جميع أفكارها في لحظةً واحدة ، جحظت عيناها و خفق قلبها بعنف تساقطت الدموع من عينيها ، و جسدها يرتعد من هول المنظر ، انتظرت .. و انتظرت ..حتى انتهى المشهد الفاضح الذي أمامها .

و بمجرد أن أغلقت والدتها باب الشقة و عادت إلى حجرتها و هي تتبختر بقميص نومها الخليع ، خرجت جوري من مخبأها و ركضت إلى حجرتها ، أغلقت على نفسها الباب و ألقت بجسدها على السرير ، ثم انفجرت تبكي بحرقة و كل شيء يتداخل ويختلط في رأسها ، المشاعر ..الانفعالات ..الذكريات ..الأشخاص ..كل شيء ، اعتصرت الوسادة بين ذراعيها و صرخت من بين دموعها : بــــــــــــــــابــــــ ـــــــــــااااااااا ...


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده

القصر

في نفس اللحظات



نزل إلى القبو المظلم و توجه إلى تلك الحجرة التي يحفظ مكانها جيدًا ، فتح بابها الأسود المعدني و دلف إلى الداخل .

كانت مسجاة على الأرض كالقتيلة بثياب نومها الوردية الناعمة المكونة من قطعتين .

.

جسدها المتورم ببشاعة دليل على العذاب الذي تعرضت له ، حتى وجهها .. رسم آثار اللسعات بكل دقة ، و شفتاها منتفختان و الدماء الجافة تلطخهما .

قطب حاجبيه و هو يتقدم منها : قصت شعرها ؟؟ .

توقف عندما وصل إليها و قال : الظاهر الأخت حللت الفلوس اللي دفعتها لها .

تراجع إلى الخلف و رفع الكاميرا التي يحملها بين يديه ، وضعها أمام عينيه و هو يتمتم : أبوك دفّعك ثمن غلطاته .

انطلق ضوء الفلاش .. صحبه صوت التقاط الصورة ، تلتها صور عديدة و من زوايا مختلفة .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جده

أمام البحر

الفيلا

31 : 9 صباحًا



خرجت من حجرتها إلى الصالة ، ثم جلست على الأريكة البيضاء الوثيرة أسندت رأسها للخلف و أغمضت عينيها و هي تتذكر كلماته

** .. زي ما قلت لك ..لازم تحاولين تسحبين منه كل شي بس بدون ما يحس ..و حاولي تستفيدين من جوري بطريقه غير مباشره ..انتي عارفه انه مستحيل يشك فيها .. عشان كذا حاولي تحسنين علاقتك معاها و بكذا توقف فـ صفك ..**

تنهدت في حرارة و همست : يا حبيبي يا فوزي .. متى راح نعيش مع بعض ؟؟ .. متى ؟؟؟.

نهضت من مكانها و توجهت إلى غرفة ابنتها ، أدخلت المفتاح في ثقب الباب و فتحته ، دلفت إلى الداخل و هتفت وهي تشعل الضوء : جيجي .. يلا ماما .. قومي .

السرير خالٍ ، ذهبت إلى باب الحمام و طرقته بخفة و هي تهتف بحنان مصطنع : جيجي .. حبيبي يلا .. خلينا نطلع نفطر .

لم تتلقى رداً ، أشاحت بوجهها و هي تقول بصوت مرتفع : يعني إلين دحين زعلانه ؟؟.

وقع بصرها على ورقة بيضاء قابعة فوق الوسادة ، أثارت فضولها ذهبت إليها وهي تردف : يلااا .. فكيها و لا تنكدي على نفسك .

أخذت تفتحها و هي تقول : معليش يا قلبـ

شهقت في هلع عندما وقع بصرها على الكلمات الكبيرة في الورقة وصاحت : حسبي الله عليك يالمجنونه .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر

في نفس اللحظات



يتأمل الحديقة الواسعة عبر تلك النافذة الزجاجية الضخمة وضع هاتفه على أذنه و انتظر لحظة ، ثم قال: ألو .. عمر .. جهّزلي المستندات كلها وسلمها لعصام ..لا .. راح أخلصها هنا .. يلا سلام .

أنهى المكالمة .


.

.


و كأنه ..


سمع همسًا باسمه ..


قطب حاجبيه و التفت إلى الوراء ..

ركضت إليه و ألقت نفسها بين ذراعيه ، تشبثت به بقوة و هي في حالة انهيار تام .

هتف باسمها في دهشة : جــــــــــــــــــــــــ ـوري ؟؟؟؟؟؟؟!!! .

انفجرت تبكي بعصبية ، فسألها في قلق : جيجي اشبك ؟؟..و أمي وين ؟؟ .

رفعت رأسها إليه و قالت بصوت مخنوق : لييييييش ما قلتلي انه ماما تزوجت ؟؟ (ضربته على صدره ) لييييييش؟؟؟؟؟ .

حملق فيها بصدمة ، و هي تسأله بقهر : ليش يا تركي .. ليش ما قلتولي .. ليش ما تعتبروني وحده منكم ..ليش تكرهونيييييييييييي .. لييييييييييييش؟؟؟؟؟؟؟؟.

نظر إلى عينيها اللتين تسبحان في نهر من الدموع و صفعة الصدمة تمنعه من الحديث ، ندت من بين شفتيها أنّة موجوعة تلاها سيل من الأنين و كأن البكاء قد أنهك جسدها فلم يعد قادرًا على الصمود أكثر ، همست بضعف : ليش يا تركي .. ليش ؟؟ .

وضع يديه على وجنتيها و قال بحزم : جـــــــوري .. هذا الكلام ما أبغى أسمعه منك ساااامعه ..

انتي أختي .. قطعه من لحمي و دمي .. أضحي بكل شي عشان تكونين مرتاحه و مو ناقصك شي .. أنا أبوك و أمك و أخوك .. فــــــــــــــهــمــــتي .

امتزج وقع كلماته بقلبها الجريح و سكب بلسمًا باردًا على جنباته ، شهقت بحرقة و هي تدفن رأسها في صدره مجددًا كأنها تنشد الحماية من شيء مجهول : أن .. أنا سيبت ماما هناك وجيت لوحدي ..جيت لوحدييييي .

ربت على ظهرها بحنان و ملامحه المضطربة دليل واضح على صدمته الكبيرة ، همس و هو يمسح على شعرها : معليش .. معليش يا جيجي .. هدّي نفسك شويه .

تعالى صوت نحيبها أكثر فهمس بحنان : روحي ارتاحي دحين ..و اتركي الباقي عليا .. يلا .

ابتعدت عنه بعد لحظات معدودة و سارت إلى جناحها و كفها على فاها .

و عندما اختفت عن نظره مسح على وجهه بكفه و تمتم بحنق شديد: سويتيها يا ساميه و قدام جوري .. جبتي العذاب لنفسك يالحقيره .


.



و في جهة أخرى


تأوهت بألم قبل أن تفتح عينيها ببطء شديد و تصيح: آآآآي .. جسمييي .

جلدها المسلوخ جعلها تصدر آهات جريحة : عظاميييي .. يا الله .

ابتلعت ريقها الجاف ، وحاولت أن ترفع يدها و لكنها صرخت من شدة الألم ، زمت شفتيها قبل أن تبكي: يدييييييييييييي .

حاولت أن تحركها مرةً أخرى و هي تصك على أسنانها و كان تيار الألم أشد صرخت في حرقة و أغمضت عينيها بمرارة و هي تهمس: يدييييي .. ماني قادره أحركها .. يا الله .. يا الله.

الألم يفتك بجسدها و وجهها ، لم يسلم شيء .. حتى روحها تشكو العذاب .

زفرت في حرارة من بين الدموع و صاحت: حسبي الله عليكم .. حسبي الله عليكم كلكم .. الله يكافيكم .. الله يكافيكم .

و اختنقت حروفها بين الأنين .

حركت رأسها ببطء جهة اليمين ، دققت النظر قليلاً ثم هتفت بدهشة: مـ ..مويه؟؟!! .

كان كأس من الماء يقع على مقربة منها و بجواره صحن يحوي القليل من الخبز .

ابتسمت في سخرية مريرة و دموعها سيول على وجنتيها : هه .. لا والله .. طلع في قلبه شوية رحمه .

كانت تشعر بالعطش و لكنّ أدنى حركة تشعل الآلام في أعصابها ، لذلك استكانت في مكانها و اكتفت بالدعاء: يا رب .. يا حي يا قيوم ..يا رب .. برحمتك أستغيث .. أصلح لي شأني كله .. ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

كانت تشعر بانتفاخ وجهها و شفتيها ، و حرارةٌ رهيبة تسبح على جسدها كنيران متوهجة ،زمّت شفتيها قبل أن تتفجر دموعها مجددًا : الله يسامحك يا أبويه ..اللي كل مشاكك تجي فوق راسي .. ما يكفي مشاكلك مع كل الخليقه تجي دحين و ترميني على واحد مجنون .

أخذ صدرها يعلو و يهبط من شدة البكاء ، رفعت بصرها الغائر إلى الأعلى ، و في لحظة زوت ما بين حاجبيها و همست بخوف : ليش أحس بهذي البروده ؟؟ .

نظرت إلى الأرض مجددًا و .. رأت خصلات شعرها المتناثرة هنا و هناك .

غرس الألم أنيابه في قلبها : لـ ..لا .. شـ..شعري ؟؟!!.

أغلقت عينيها و أخذت تتنفس بصوت مرتفع ، كأنها تحاول أن تهدئ من انفعالها قليلاً ، فالطعنات القاتلة تتسابق للنيل منها ، كانت على يقين بأن طريقها لا يزال طويلاً و شائكًا .

همست بصوت متهدج : ر..راح .. أشـــ..أشرد من هـ .. هنا بـ..بأي طريـ..طريقه .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 11:09 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


**مـــســــاء الـــخمــــــيس **


لم يبق إلا القليل من المعزين..

جلس عزام بعد أن انتهى من صب القهوة و نظر إلى نادر سائلاً: واشلونها الوالده اليوم ؟؟

لاح شبح ابتسامة على شفتي نادر و هو يجيبه : الحمد لله .. بس الضغط كان مرفوع عندها شوي .

زفر عزام و هو يسترخي في مقعده: وأنا عمّاتي أبلشوني.. مرام و مرام .. نبي خالتي.. نبي خالتي .

سأله نادر و هو يأخذ منه (دلّة) القهوة : هي متى راح تجي ؟؟ .

غمم بإرهاق: تركي بيجيبها معه لاجا .

و لم يكد ينهي عبارته حتى دلف تركي إلى المكان ، نهض عزام من مكانه و معه نادر .

أول الواقفين في الصف كان أبو فيصل ( خالد ) تقدم منه تركي و سلم عليه ، كان سلاماً عادياً ، تلاه أبو ياسر( مشاري ) و كان الوضع بالمثل ، أما حينما توقف أمام أبو نواف ( سطّام ) مد تركي يده فنظر إليه أبو نواف باستحقار و تمتم بحقد من بين أسنانه : و الله لو مو حشمة أخواني .. لكان فضحتك بين العرب اللي يسوى و اللي ما يسوى .

ابتسم تركي بسخرية و أعاد يده إلى جواره وهو يقول ببرود : ليش .. كله عشان رفضت أتزوجها ؟؟

و أشار ببصره إلى أبو ياسر : أبوها ما اعترض.. تحشر نفسك ليه ؟؟.

كاد أبو نواف أن يهجم عليه و لكن التف عليه إخوته أبو ياسر و أبو فيصل الذي قال بهدوء : أبو نواف .. استهدي بالله .

زمجر أبو نواف بحنق حتى احمر وجهه و التفت أبو فيصل إلى تركي ، كان أكبرهم سناً و أكثرهم حكمةً ، قال معاتبًا : تركي .. هذا مو وقته .. و بعدين وين خالتي ؟؟ ..

أجابه تركي و هو يستعد للمغادرة : عند الحريم .

و خرج ، و حينما توقف أمام سيارته في المواقف المخصصة ..

.......... : تــــــــــــركـــي .

التفت إلى الخلف و إذ بعزام ، قال تركي باختصار: نعم ؟؟

سأله عزام و هو يقترب منه : واشبك ؟؟

رد عليه تركي بجفاء : اش اشبي ؟؟سلمت وانتهى الموضوع و خالتك عند الحريم ..شي ثاني كمان ؟؟ ..

نظر إليه عزام بتمعن ، ثم قال بنبرة محببة : سلامتك .

غادر تركي سريعا ً و بمجرد أن استقل سيارته ، وصلته رسالة ..أخرج جهازه و فتحها :


.~ من الوفي ~.

يا الله عسا الخير لك يدوم و يدوم ..

و الغالي واجب نتطمن عن أخباره ..

جعل السعاده تضمك كل يوم ..

و دوم قلبك بالفرح مشغل أنواره ..


زفر في حرارة و هو يحرك سيارته قائلاً : ومن وين بيجي الفرح يا عزام ؟؟ ..

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

** الجــــــــــــــــــــــ ـــــمــــــــــعة **

جده

شركة حسن ناصر

00 : 1 صباحًا


تململ في مكانه و هو يجلس في البهو الرئيسي للشركة ، كانت مظلمة هادئة .. فالجميع قد غادر و لم يبق سواه ينتظر حسن .

تأفف و هو يعقد يديه أمام صدره و يسند رأسه للخلف قبل أن يغمض عينيه علّه يغط في نوم عميق .

انتفض هلعًا عندما سمع رنين هاتفه ، اعتدل في جلسته على الفور و نظر إلى الشاشة ، و ضع السماعة على أذنه مجيبًا بصوته النائم : جاي .

نهض من مكانه و توجه إلى الباب الرئيسي ، كان المفتاح قابعًا في الثقب لذلك اكتفى بإدارته ففتح الباب و ظهر من خلفه حسن و الإرهاق بادٍ على محياه ، أفسح له مسعود الطريق مُرحبًا: حيا الله حسن .. الحمد لله على السلامه .

دلف حسن إلى الداخل و أغلق مسعود الباب خلفه و هو يقول : هاه .. اش كنت تبغى ..؟؟ لو تأخرت شويه كان مشيت .

أشار حسن بإصبعه إلى الأعلى مغممًا : تعال نتكلم فـ مكتبي .

سار مسعود خلفه و آثر الصمت ، وعندما وصلا إلى الدور الثالث التفت إليه حسن و هو مستمر في سيره و غمم : تعرف كم المهر اللي حوله متيريك على حسابي ؟؟؟ .

تطلّع إليه مسعود في صمت ، كان سيسبقه في الحديث و لكنه لم يكن متأكدًا من ردة فعله و ولده توفي للتو ، ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة عندما أدرك أن حسن هو حسن لم يتغير حتى بعد فاجعة فلذة كبده و أجاب : كم مليون ؟؟ .

لاح شبح ابتسامة على شفتي حسن و هو يدير المفتاح في قفل باب مكتبه متمتمًا: كم تتوقع ؟؟ .

لوح مسعود بيده بنفاد صبر و هو يقول: اخـــــلص .. عشره ؟؟؟ ..

همّ حسن بإجابته و هو يدفع الباب و لكنه شهق بعنف عندما اصطدمت عيناه بما في الداخل ، التفت مسعود إلى المنظر في حدة ليهوى قلبه بين ضلوعه ، صرخ حسن بصدمة عصبية و هو يركض إلى الداخل و عيناه تجولان على الخزنة المصفّحة التي حُطمت أقفالها جميعًا و تساقطت منها أوراق عديدة تناثرت على أرض المكتب ، صرخ بشكل هستيري و هو يمسك الخزنة بيديه و ينظر إلى جوفها الذي خلا مما كان يحمل: ميييييييين اللــــــــــــــــي دخـــــــــــــــل هنــــــــــاااااا ؟؟ ... ميـــــــــــن اللــــــــــي كســــــرهــااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أوراااقـــــــــــييييي ..الــــــــــــــمـــــــ ـــستندات .. الــــــــــــــــعـــــق ووووووود ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

دار على عقبيه و قلبه يخفق بدماء من نار و عيناه تبحثان عن شيء لا يدري كنهه و هو يصيح : الأوراااااااااق مــــــــــــــسعود .. الــــــــــمــــــــستند ات .. مـــــــــــين اللــــــــــــــي دخـــل .. مييييييييييييييين ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!.

ركض مسعود و الذعر مرسوم على ملامح وجهه الذي اصفر ، دفع حسن جانبًا من شدة الفزع و أخذ يفتش كالمجنون داخل الخزنة كأنه يتأكد مما يراه و هو يهتف لاهثًا: حسن حسن .. العقود الملفات ..!!!!!!!!!!! .

وضع حسن يديه على رأسه و عيناه متسعتان و هو يصيح : انــــــــــــتـــا اللــــــــــي كــــــــنـــت هنــــــــااااااااا .. مــــــــــيـــــــــــن اللــــــــــي دخـــــــــــــل .. مييييييييييييين ؟؟ .

لم يحر مسعود جوابًا و هو يواصل بحثه ، سقطت عينا حسن على ظرفٍ ألقاه مسعود وتناثرت منه تلك الصور ، جحظت عينا حسن أكثر و أكثر و هو ينزل إلى الأسفل شيئًا فشيئًا ليتأكد مما يراه ، ارتد قلبه بعنف عندما أضحت الصور واضحة ، مد يده ببطء شديد و قد فغر فاه ، التقط الصور ، الصور التي رسمت عذاب ابنته و شقاءها ، الصور التي رسمت تشوه وجهها الجميل و تورّم جسدها الرقيق ، كان في أوج صدمته .. و لم ينتبه إلى مسعود الذي نزل هو الآخر و التقط ورقةً كانت مدسوسةً بين الصور ، فتح الورقة و اقشعر جسده مما قرأ ، أخذ يتلعثم في صدمة شديدة : حـ .. حـ .. حـ ..

رفع حسن بصره إليه في حدة ، فمد له مسعود الورقة و هو عاجز عن النطق ، أمسك بالورقة و الصور تتساقط من يده ... قربها من مدى بصره ليرتد جسده في عنف و يصرخ : لاااااا .

هب مسعود من مكانه و هو يصيح : حـــســــن خــــــلــيــنـا نـــطـلـع بــــــســرعــــه .. أكـــيـــد بـــلّــغ الـــشـــــرطــــــه .. يــــــــلا يــــا حــــــســـن .

و اندفع ركضًا خارج المكان ، نهض حسن من مكانه و الورقة تفلت من أصابعه لتتمايل في الهواء قبل أن تقع أرضًا ، تراجع إلى الخلف شيئًا فشيئًا و قطرات العرق تنساب على جبينه بغزارة ، قبل أن يدور على عقبيه و يلحق برفيقه الهارب .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر

00 :8 صباحاً


لم تذق طعم النوم منذ أن وصلت للقصر فالرعب الشديد يسيطر عليها ، احتضنت لحافها بكل قوة و عيناها معلقتان بالنافذة .

لم تتخيل في يوم من الأيام أنها سترى والدتها في ذلك الموقف ، حاولت بشتى الطرق أن تفكر في مبرر يخرج والدتها من قفص الاتهام ، و لم تتجرأ أن تفكر في شيء إلا الزواج .. و جال في بالها خاطر

** أمي مستحيل تسوي شي زي كذا .. إلا إذا كانت متزوجته ..**

تثق في والدتها ثقةً عمياء لذلك فهي من المستحيل أن ترتكب أي جريمة قد تأتي بالعار أو الفضيحة .

نهضت من مكانها عندما سمعت طرقاً على الباب ، مسحت دموعها بسرعة و توجهت إليه ثم فتحته ..

*

لم تحتمل النظر إلى عينيه لأنها تكره نظرات اللوم و العتاب التي يلقيها قال في صرامة : امشي قدامي .

أغلقت الباب و سارت أمامه في إذعان .


.


في الحديقة


كانت تأسر الناظر بعشبها الأخضر الذي يفرشها بكثافة و الأشجار المصفوفة بترتيب ، النخيل ، أحواض الورود ، الشلالات المائية الموزعة في المكان تحيط بها مجموعة من الصخور الصغيرة المنحوتة بمهارة ، الرشاشات التي تنثر قطرات الماء .. تلك القطرات ..التي تتلألأ تحت أشعة الشمس كأنها قطع من الجواهر .

الطاولات الصغيرة و المقاعد و المظلات التي تغطيها من الأعلى .

كانت .. لوحة فنية.

.


جلسا على المقاعد المجاورة لحوض السباحة ، حاولت أن تشغل نفسها بالنظر إلى الحوض الذي تتحرك المياه الزرقاء على سطحه بنعومةٍ آسرة .

اتكأ بمرفقيه على يدي المقعد و شبك أصابعه أمام وجهه ثم سألها : ليش ما نزلتي للفطور ؟؟ .

أجابته على الفور بنبرةٍ خاوية : تعبانه .

لم يجادلها و هذا ليس من عادته و بعد عدة دقائق ، تحدث بصرامة : أول شي هذي آخر مره تسوينها و تجين مع لموزين لوحدك .. المره الثانيه تدقين عليا و أنا أجيكِ .

التزمت الصمت فرفع صوته : فــــــــــــهـــمـــتـي ؟؟ .

أومأت برأسها دون أن تنطق ، حتى أنها لم تخبره أنها لا تملك وسيلة اتصال به هناك .

تراجع في مقعده ثم سألها بهدوء: اش اللي شفتيه ؟؟ .

نظرت إليه في حده و قد أغروقت عيناها بالدموع و هتفت: بس انتـ

قاطعها ببطء: جيجي .. علميني باللي شفتيه ؟؟ .

أطرقت برأسها و لم يكرر سؤاله ، و بعد لحظة أجابته بتلعثم : هـ .. هيا .. دايماً لما نروح للفيلا ..

تقفل عليا باب غرفتي ..بعد .. بعد ما أنام .. و .. ما تفتحه إلا ... الـ .. يوم الثاني .

قطب حاجبيه و قال بضيق : و ليش ما علمتيني ؟؟ .

تلعثمت قليلاً و هي تغمم : ما كنت شايفه الموضوع بهذي الأهميه ..لكن .. آه .. مم .. بعد فتره .. قدرت آخذ المفتاح بدون ما تنتبه .. وصوّرته .

عقد ذراعيه أمام صدره و حثّها على المتابعة قائلاً : طيب ؟؟ .

فركت يديها بتوتر و أردفت: و .. كنت أخرج دايماً لما أطفش ..باب غرفتها يكون مقفل .. و الفيلا ظلام .

زفرت في حرارة كأنها بذلت مجهودًا شاقًا و صمتت .

وضع يديه على ركبتيه و قال : كملي .

مسحت على رأسها بتوتر و هي تقول: أنا ما كنت أطلع أبداً برا الشقه ..بس للمطبخ .. و.. و أرجع غرفتي على طول ..و في هذي المره .. آه .. خرجت كالمعتاد في الليل ..و .. دخلت الـ .. المطبخ .. شـ ..شربت مويه .. و .. و ..و بعد ما.... آه.. خلصت .. سـ .. سمعـ .. سمـ

خنقتها غصة مؤلمة ، فقبض على ركبتيه بغضب دفين و هو يسألها : سمعتي ايش ؟؟ .

قالت بصوت متهدج : سمعت صوت ضحك ..طالعت مع باب المطبخ .. و

شهقت في حرارة و وضعت وجهها بين كفيها و انفجرت بالبكاء ، أشاح بوجهه بعيداً وقبض على كفه بغيض و قال بهدوء لا يعكس ما بداخله: شفتيها مع واحد .. صح ؟؟ .

ازداد بكاءها فأزاحت كفيها عن وجهها و هتفت بحرقة : تركي .. تركي .. أمي متزوجه .. صح ..

صح .. أمي متزوجه يا تركي .

نظر إليها ..إلى عينيها الباكيتين و أنفها المحمر .. و همس : ما أدري .

صرخت في عصبية وهي تضرب على فخذيها : لاااا .. لا .. انتا دايماً عندك كل الأخبار .. كـــــــيـــــــف مــــــــــا تــــــــدري ؟؟؟!!!!

لم يكن يشعر بالحرقة الكبيرة التي تعتريها و لكنه كان مقدراً لها .. فكم من الصعب أن ترى والدتك في مثل هذا الموقف .

نهض من مكانه و لكنها لم تسمح له بالمغادرة ، هبت من مكانها و أمسكته مع ذراعيه و هي تهتف في رجاء : تركي .. تركي لاتروح .. الله يسعدك ..الله يسعدك .. قلي إنها متزوجه .. ريّح قلبي .. الله يخليك .

صمت و هو يتطلّع إلى عينيها اللتين تسبحان في نهر من الدموع ، كان يعيش موقفًا صعبًا .. أيحطم قلبها الضعيف و يلقي عليها بالفاجعة ؟؟؟؟ أم يكذب عليها لتعيش باقي أيامها في كذبة .

كان يدرك يقينًا أن ساميه لن تصمت ، و ستحاول إعادة ابنتها إليها بأي طريقة ، ليس حبًا بقدر ما هو تحدٍ و عداء له ، و جوري أخته .. و عليه أن يحميها بروحه لو كلّف الأمر .

وضع يده على كتفها و قال بنبرة هادئة: جيجي .. أنا مراقب تصرفاتها من فتره ..و أعرف الرجال اللي كانت معاه .

ُصعقت ، فأردف قائلاً : أمك .. باعت نفسها .

صرخت في انهيار : لاااااااااااااااااااااااا اااااااا ..لاااااا .. لا تقولها .. لااااااااااااااااااااا .

فقدت الإحساس بقدميها و كادت تسقط أرضاً و لكنه تلقّاها بين ذراعيه و أجلسها على المقعد : جيجي .

انتفضت في مكانها و هي مطرقة برأسها ، ابتعد عنها قليلاً و من ثم رفعت رأسها و نظرت إليه بغضب شديد و هي تصيح بحنق : انتـ.. انــــــــــتــا .. انـــــــــتــــا كــــــذاب ..انـــــــــتـــا مــــجـــنــــون .

لم ينبس ببنت شفه ، كان يتوقع كل شيء .. يدرك وقع الصدمة عليها .

أردفت بعصبية و هي تحرك يديها بشكل هستيري: عـــــــشــانها مـــي أمـــك ..عــــشــانها مــــرة أبـــوك تــــــــقول عنها هذا الـــــــــكلام .

نظر إليها بصمت و إن آلمته كلماتها ، ركضت إلى داخل القصر و هي تبكي بجنون .

أما هو فقد اكتفى بالنظر إلى الورود و كلماتها تتردد في أذنه.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 03:02 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الرياض

قصر أبو خالد

30 : 8 صباحاً

جلست عبير إلى جوار مرام التي كانت ترتدي قميصاً ذا أكماماً طويلة حتى تغطي رسغيها ، همست عبير : خالتي .

التفت إليها مرام فسألتها عبير بحنان : و اشلونك الحين ؟؟ .

كان الإرهاق واضحاً على ملامحها بالإضافة إلى تلك الهالات السوداء تحت عينيها ولكنها أومأت برأسها دون أن تنبس ببنت شفه .

سألتها عبير مجدداً : هاه .. متى راح تستقرين هنا ؟؟ .

هزت مرام رأسها نفياً : لا .. ما أقدر دحين .. جوري محتاجه أحد يجلس عندها .. على الأقل إلين تخلص إمتحاناتها ..بعدين أفكر .

ثم نهضت من مكانها و هي تقول : أنا أبغى أروح أرتاح شويه .

خرجت من الغرفة ، و توجهت إلى غرفة أخرى حيث الهدوء و الراحة ، أزاحت الغطاء عن رأسها و استلقت على السرير .

تذكرت جوري !!، من والواجب أن تبلغها عن وفاة جدها فهي متأكدة بأن تركي لم يكلف نفسه بتبليغها مدت يدها لتلقط جهازها المحمول و لكتها تذكرت دواءها ، فتحت حقيبتها البيضاء و أخرجت شريط الدواء ، أخذت منه حبة و وضعتها في فمها ثم تناولت زجاجة الماء من على الرف القريب و بلعتها بجرعة منه.

أغلقت عينيها بألم و هي تتذكر طبيعة مرضها الصعبة ، شعرت بيأس و ضيق يتسللان إلى قلبها و لكنها تداركت مشاعرها و هتفت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. اللهم أنت الشافي و أنت المعافي يا أرحم الراحمين .

و ..

فاجأها اتصال جوري !!!!

أمسكت بهاتفها على الفور و أجابت: ألو .

أتاها صوت جوري الباكي : ألو .. خالتي ؟؟ .

هبت مرام من مكانها هاتفةً : جوري !! .. اشبك تبكين ؟؟ .

شهقت جوري بألم : خالتي .. الله يخليكِ تعالي عندي .. أنا محتاجتك .

وضعت مرام يدها على قلبها و قالت بخوف: جيجي أنا في الرياض دحين .. اشبك .. علميني ؟؟.

هتفت جوري : لااا .. ما أقدر أكلمك في الجوال .. لازم أشوفك ..بعدين ليش رحتي الرياض و ما كلمتيني ؟؟.

قالت مرام بخفوت : جوري يا قلبي .. جدك أبو خالد توفى .

صاحت في صدمة : كــــــــــــــــــــيـــ ف ؟؟ !!!!!!


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده

فيلا البحر

00 : 10 مساءً


دلفت إلى داخل البهو و هي تصرخ من شدة الغضب و الغيض ، أغلقت الباب خلفها بعنف و جلست على الأريكة الوثيرة و هي تلقي بحقيبتها الحمراء جانبًا في عصبية : شــــــــفت يا فوزي .. ما خــــــلّوني أدخــــل الــــقــــصــــر !!!!! الــــــحـــــــيــو** قــــــــايـــلــهــم لا يـــــدخــــلونــــــــــ ــــيييييي !!!!!!!!!!!!!!! .

تطلّع إليها فوزي الذي يجلس أمامها ، طويل ، رياضي الجسم ، رمادي الشعر ، مربع الوجه حليقه .. في العقد الرابع من عمره تقريبًا ، عقد يديه أمام صدره و هو يقول : سوسو حياتي أكيد بنتك علمته .

صرخت في وجهه بحدة شيطانية : أكيييييد علـــــــمــتـه .. و هــيــا تــقــدر تــبــلـع لــســانــهــا الـ###### ##### ، لـــكــن أنـــا أوريها .. و الله لا أوريــــهــــا و أطــــــــــلّـــــــــع عــيــــــــــونـــهـــا .

أغلق عينيه من شدة صراخها الذي اخترق عقله و هو يهتف: سوسو حبيبي .. هدّي شويه و فكري بعقل .

نهضت من مكانها متجاهلة كلماته و ركلت سلة المهملات الصغيرة بكل ما تملكه من قوة و هي تصرخ : الله يآآآآآآآآآخذها هيــــــــا و اللي مــــــــعـــاهـــااااااا ، لا .. و مــــو بــــس كـــذا .. كمـــان داق عليا المحامي الزفـ* يقلي أبغى أجتمع معاكِ بكرا عشان نصفي كل حقوقك .. يعني بيـــــطردني طـــــــرده .

زفر في أسف و هو يهز رأسه ، ثم قال برقة : ما راح تنفع العصبية يا روحي ، انتا كذا ما راح تكسبي شي .. لازم تجيبها لصفك .

التفتت إليه في حدة قائلةً : كييييييف .. كيف تبغاني أجيبها ف صفي ؟؟ .. كيف و هيا متعلقه بذاك الـ######.

ابتسم في خبث و هو يقول : يااااااااقلبي ، مهما كانت متعلقه فيه ، تبقين أمها .. يعني تقدرين تلحسين مخها بكلمه وحده حلوه و هيا ما راح تصدق .

صمتت للحظة عقدت خلالها يديها أمام صدرها ، فأردف هو بابتسامة عريضة : أهم شي تفكري برواااقه و راح توصلي للي تبغينه بكل سهوله .

خلعت عباءتها و ألقتها على الأريكة و هي تغمم : الظاهر ما في إلا هذا الحل ، بس دحين دايخه و ما فيني أفكر ، بروح أنام .

تحركت نحو حجرتها فنهض من مكانه قائلاً : يسير أقابلكِ بكره .

التفتت إليه و قالت بدلال أطلقته نفسها الشيطانية رغم عصبيتها: يعني يهون عليكِ تسيبني فـ هذا الوقت .

ابتسم و هو يقترب منها : لا والله يا روحي .. بس عندي موعد ضروري مع وجدي .

رفعت يدها في وجهه و هي تبتسم برقة : خلاص روح و خلص شغلك و أنا أستناك .

ضحك و هو يعود أدراجه : حاااااضر يا عمري .

ابتسم و هي تتبعه ببصرها ، و عندما اقترب من الباب التفت إليها و أرسل إليها قبلة في الهواء ضحكت على إثرها، خرج و أغلق الباب خلفه .

عادت إلى حجرتها و هي تهمس : وين كان عني هذا القمر يا نااااااااااااس ، أحبه .. أحببببببببه .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@

** الــــــــــــــــــسبـــ ــــــــــت**

جدة

منطقة نائية

30 : 2 صباحاً


في ذلك المبنى المهجور، فتح زجاجة الماء في يده و تجرّع كل ما فيها بنهم شديد ، ألقاها جانبًا و هو يلهث بشدة ، و يتذكر كيف استطاع هو و حسن أن يفرا من الشركة إلى هذا المبنى القديم الذي كان مقرًا لاجتماعاتهم في زمن مضى و الذي يقبع وسط (حارةٍ ) عتيقة .

كان يشعر بقلبه يُعتصر في كل مرةً يتذكر فيها تلك الكلمات التي خطت على الورقة البيضاء

" هذي بنتك رهف ..

هديتي لك يا حسن ناصر

من .. تركي بن الوليد "


عوضًا عن توقيع تركي المميز الذي ذيّل آخر الورقة ، و فوق ذلك اتصل عليهم أحد موظفيهم ليبلغهم أن رجال الشرطة قد اقتحموا الشركة .

إذًا .. لا بد أنهم يبحثون عنهم الآن .

سار بخطوات متهالكة إلى إحدى الحجرات بعد أن اطمئن إلى وجود الحارسين في الخارج ، لاح أمامه ضوء الحجرة الخافت ، و حسن الذي يجلس على الأريكة المتخلخلة رثة القماش ، بصره معلقٌ بالفراغ و يداه معقودتان أمام صدره.

طرح مسعود سؤاله بقلق : هاه ؟؟ . ..لقيت حل ؟؟ .

رفع حسن رأسه إلى مصدر الصوت و اكتفى بالنظرة الخاوية دون أن ينبس ببنت شفه .

تقدم مسعود و جلس إلى جواره متسائلاً: حسن .. خير ؟؟ .

أطرق حسن برأسه مغممًا: تسألني خير .

و من ثم صرخ بعصبية شديدة : منتا شايف المصيبه الكبيره اللي طحت فيها .. آثريه الكلـ* من أول مخطط .

نهض مسعود من أمامه و صرخ بدوره : يعني اش تبغاني أسوي .. أنا اللي قلتلك زوّجه بنتك ؟؟ .

لوح حسن بيده في عصبية و صاح: و التــــــــراب فيها ..أنا ما همتني .. أنا مو هامني غير الشركه .

نهض من مكانه و أخذ يسير في المكان ذهابًا و إيابًا كالأسد الجريح و هو يزمجر بغضب شديد: آآآآآآآآآخ يالحيو** ..كيف كسر الخزنه و أخذ كل المستندات اللي فيها ما أدري .. لااااااااااااا ..و حاطلي صور الكلـ** الثانيه عشان يثبتلي انه هوا المسؤول ..الله يآخذ روحه و روحهااااااا .

التزم مسعود الصمت فعصبية حسن الآن قد بلغت حدها الأعلى .

صرخ حسن مردفًا: لاااااااااااا .. و كماااان مبلغ الشرطه الـ##### الخسيس ولد الشارع..كيييييييييييييف كشف كل ذيك الصفقات و الأوراق المزوره ما أدريييييييييييييي ..لكن هيّن يا تركي يا #### .. ان ما وريتك شغلك ما أكون أنا حسن ..انتا اللي جبت الموت لنفسك .. أنااااااا .. ما يوقف أحد ف وجهي ..و الله لا أطلع كل حرتي فيك يال#### .. والله لا أطلّع روحــــــــــــــــك .. أنا .. أنا حسن ينضحك عليا بهذي السهوله.

و ضرب الباب بيده في حنق و انفجر قائلاً: و اللي قاهرني انه و لا واحد من الملاعيـ* وافق يوقف بجنبي ويطلعني من اللي أنا فيه .. من يوم ما سمعوا اسمه قفلوا السماعه ف وجهي عساااااهم البلااااااااااا .

التفت إلى مسعود و حمرة الغضب تكسو و جهه و أذنيه : كييييييييييييف ما اكتشفت من بدري انه لعّاااب ..

كيييييييييييييف .. أصلاً ليش سوى كذااااااا .. ليه يبغى يحطمني ..؟؟؟ .. اش اللي بيني و بينه ؟؟؟ .

تراجع مسعود إلى الخلف قليلاً و قال بخوف خفي: حسن .. فارق عني لا تحط حرتك فيني .. كلنا حذرناك منه لكن انتا ما سمعت .. قلتلك تركي بن الوليد ما في أحد يلعب معاه ..و بعدين .. يمكن .. يمكن .. يمـ

صرخ حسن في عصبية : يمكن ايش ؟؟.

ابتلع مسعود ريقه : الوليد هوا اللي .. آه قبل عشرين سنه .

اتسعت عينا حسن في صدمة و صاح : لااااااااااااا .. لسا ما تأكدنا .

صاح مسعود في قهر : و متى نتأكد لما ينقبض علينا كلنا .. خلااااص .. اصحى يا حسن ..الظاهر ان الوليد هوا

قطعت كلماته هجمة قوية من حسن ، أمسكه مع ياقة ثوبه و انفجر صارخًا في وجهه : انـــطمممممممممم يالـــــــــمــلــعــو* .. انـــــــــــــــطمممم ..و الله لو كان اللي تقوله صح لا أحطك تحت رجلي انتي و الحيو** مراد الـ#### اللي كل شي من تحت رااااســـــــه .

اختلج قلب مسعود من الخوف و هو يقول : حسن .. تعوذ من ابليس و

..... : حـــــــــــــــســــــــ ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااان ..

التفت الاثنان إلى النافذة في هلع ، كانت النافذة المطلّة على الشارع مفتوحة ، لذلك كانت الصرخة الأخرى كانت واضحةً أيضًا : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآه .. لا .. لا الله يخليك .

ترك حسن ثوب مسعود و تبادل معه نظرةً متوترة أشار إليه حسن و قال بنبرةٍ مرتعدة : روح شوف بسرعه .

تراجع مسعود إلى الوراء هاتفًا : لاااا .. مالي دخل .. أكيد الشرطه .

زمجر حسن بغضب و قال : يالحيو** .. اش درّى الشرطه عن هذا المكان ..انقققققققققققلللللللللع .

هز مسعود رأسه نفيًا وهمس في توتر : وطي صوتك .. أكيد راح يعرفون المكان مدام الـ##### تركي هوا اللي مبلغ .. هذا مجنووووووون .. شيطااااااااااااااان .. يجيبها من تحت الأرض .

انتفض حسن من شدة الغيض : يعنييييييي .

كانت عينا مسعود معلقتان بأحد الأرفف و لكنه نظر إلى حسن بسرعة خشية أن ُيكشف أمره و قال : يعني استنى هنا شويه .

أخذ يسير شيئًا فشيئًا و هو يحاول أن يلهي حسن بكلماته : لا تخاف ، يمكن الأهبل خليل تضارب مع زكي و لا شي .

و..

ركض بحركة سريعة ليلتقط السلاح من فوق الرف .

شهق حسن في صدمة : مسعوووووووووود !!!!!!!!!!!!!!!!

ضحك مسعود في انتصار و هو يوجه المسدس إلى حسن : قفل فمك ..ما راح أستنى عشان أنرمي معاك في السجن .

رفع حسن حاجبيه في استنكار شديد و صاح: وين سنين العشره يالملعوووو* .

ضحك مسعود مجددًا و هو يقول بشماتة: آه قصدتك الـ25 سنه .. راحت فـ الباي باي .

و أخذ يسير باتجاه المكتبة الصغيرة في الزاوية : من زمااان و أنا أبغى أقلب عليك لكن قلت أتنعم بخيرك شويه و دحين لما شبعت جا الوقت .

قبض حسن على كفه بحنق شديد و هو يشعر بعروقه تنبض من شدة القهر ، دفع مسعود المكتبة الفارغة بقدمه و مسدسه مازال مصوبًا باتجاه حسن ..فظهر المستور ، اتسعت عينا حسن في صدمة عارمة و رسم مسعود على شفتيه ابتسامة خبيثة : نسيت اني أنا اللي مشرف على البنا ..يلا انقلع يا حبيبي .

و خرج من الباب بسرعة قبل أن يصل إليه حسن الذي صرخ: لاااااااااااااااااااااااا اااااا.

لحظة واحدة و اقتحم رجال الشرطة المكان وسط ذهول حسن و ثورته : لااا .. مو أنا المسؤول .. مسعود شرد من هناااا .

و أشار إلى الباب بصدمة هستيرية ، اندفع عدد من الرجال خلف مسعود ، أما حسن فلم يشعر إلا و القيود تكبله و اثنان من رجال الشرطة يدفعانه أمامهما ، صرخ بشكل هستيري: لاااااااااااااااااااااااا اااااااااااا.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض

فيلا أبو ياسر

00 : 7 مساءً



رفعت رأسها عن وسادتها المبللة بالدموع و نظرت إلى شاشة هاتفها الذي يرن للمرة الـ10 ، ضغطت على أحد مفاتحيه لتحيله إلى الصمت ، و عادت تضع رأسها على بركة الدموع .. همست بصوت مخنوق : خلاص يا ربى .. عروب انتهت .. انتهت .. ما أبغى أكلمك و أفتح الجراح .. يكفّي إنك طلعتني بدون ما تدرين من بين يدين الحقير الـ

و تفجرت دموعها أنهارًا و هي تعتصر لحافها بيديها و تهتف: و الله لأدعي عليك فـ الليل الأظلم يا فارس .. و الله لأدعي عليك .. و ما فيه بين دعائي و ربي حجاب .

و دفنت وجهها تكتم صيحاتها .. خشيةً أن يشعر بها أحد .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة

الشركة

مكتب تركي

00: 8 مساءً


أخذ يقلب الأوراق أمامه بعصبية ثم نظر إلى عمر و هتف : تصفي كل حساباتها و تخلصني .

تردد عمر لحظة .. ثم قال : بس .. يا تركي .

هتف تركي بنفاد صبر : بس ايش ؟؟ .

قال عمر بقلق : وصية الوالد .

لوح تركي بالأوراق في يده و هو يقول بحنق : طيب أنا حرمتها من حقها ..أنا راح أعطيها كل شي كتبه أبويه بإسمها .. لكن غير كذا ما لها شي عندي .

قال عمر بخفوت : و المحامي .. لازم تجتمع معاه ..عشان تأكد على كل شي بنفسك .

هز تركي رأسه موافقًا و هو يقول : أدري .. كلمته من فتره و شويه وجاي .

نظر عمر إلى اللوحة الضخمة التي تزين الجدار كانت لوحة كئيبة جداً تناسب ذوق تركي .

تصاعد رنين المايكروفون و أضاء مصباحه ، ضغط تركي على المفتاح و هتف : نعم ؟؟! .

تردد صوت الموظف المهذب في الحجرة : أستاذ تركي ..في واحد له ساعه برا يبغى يشوفك و بدون موعد .

ضغط تركي على المفتاح قائلاً: اش اسمه ؟؟ .

أجابه الموظف : مازن الـ ***** .

قطب تركي حاجبيه فقد صوت مازن و هو يتشاجر مع الموظفين واضحاً جداً ، و لكنه تجاهل الأمر و قال : خلي حق الأمن يتصرف .

نهض عمر من مكانه هاتفًا : استنى .. أنا أروح أشوف .

خرج من المكتب ، فاطمئن الموظفون عند رؤيتهم لوجهه و ابتعدوا عن مازن الذي علق نظره بعمر ، اقترب عمر منه وقال بحيرة مستنكرة : هلا أخوي .. اش عندك ؟؟ .

مد مازن يده إلى عمر هاتفًا : أنا مازن الـ ***** أخو المرحوم رائد حسن ناصر.

قطب عمر حاجبيه فلقبه لا يشبه لقب رائد ، فأردف مازن سريعاً : أخوه من الرضاعه .. رجاءً أبغى أقابل تركي بسرعة .. عندي موضوع ضروري .

أشار عمر بيده على الفور : تفضل .


.


■ ■



1411هـ


......... : حبيبي تركي .. هذي ماما ساميه ..تعال سلم عليها .

نظر إليها تركي بخوف فابتسمت بمرح مصطنع قائلة: أهليييييين توتو .. كيفك حبيبي ؟؟ .

و مدت يدها إليه ، نظر إلى والده بقلق ذلك الذي أومئ برأسه و دفعه إلى الأمام برفق ، مد تركي يده بعد تردد و صافحها ، ابتسم والده ثم ضمه إلى صدره و قال بحنان : هذي أمك دحين يا قلبي .. تسمع كلامها و ما تزعلها .. طيب ؟؟ .

أومأ تركي برأسه و نطق بخفوت : طيب .


■ ■


رفع رأسه بحده و مسح وجهه بسرعة و هو يقول : تفضل .

دلف عمر إلى الداخل و هتف : تركي .. هذا أخو المرحوم رائد من الرضاعه .. يبغاك ضروري .

صمت تركي للحظه ، كان يدرك جيداً سبب هذه الزيارة رغم أنه لم يكن يعلم شيئاً عن مازن .

أجابه ببساطة : خليه يدخل .

تراجع في مقعده و علّق نظره بالباب ، و عندما دلف مازن إلى الداخل قائلاً : السلام عليكم .

نهض تركي من مكانه : وعليكم السلام ورحمة الله .

تقدم مازن إلى أن وصل إلى المكتب ثم تصافحا في هدوء و كلاً منهما يحاول تقييم الآخر .

تأمل مازن زوج أخته بصمت بطوله الفارع و جسده الرياضي ممشوق ، بثوبه أنيق و شماغه المرتب ، أشار إليه تركي بالجلوس : تفضل .

ثم نظر إلى عمر بنظرات فهمها ذلك الأخير الذي أومأ برأسه و خرج من المكتب .

جلس تركي بدوره و قال لمازن بتهذيب : كيف تبغاني أساعدك ؟؟ .



.



و بعد عشر دقائق


الصمت كان سيد الموقف ..

سأله مازن بحنق : و المقصود من هذا كله ؟؟ .

تراجع تركي في مقعده قائلاً ببرود: المقصود يا طويل العمر إنها ما راح تطلع من القصر و اللي يبغاها يجي يشوفها بس .. في الوقت اللي أنا أحدده .

لم يرق أسلوبه لمازن لذلك قال بسخرية حانقة : ما تلاحظ انك مكبّر راسك شويه .

لاح شبح ابتسامه على شفتي تركي الذي قال ببروده الأزلي: و الله ..أبوها رماها عندي .. و ليا مطلق الحريه فـ تعاملي معاها ..و بعدين .. لا تنسى إنها زوجتي قبل كل شي .

هتف مازن و هو يلوح بيده : ايوه .. ما اختفلنا .. لكن على الأقل خليها تشوف أخواتها .. تعزي خالتها تـ

قاطعه تركي : اذا على هذا الموضوع .. فأنا وصلّتلها الأخبار و انتهينا .

صك مازن على أسنانه بغيض و من ثم قال : صدقني .. هذا الحال راح يتغير قريب.

و نهض من مكانه و قبل أن يصل إلى الباب ..


: أســـــــــــــتـــــــــ اذ مـــازن .


التفت إليه مازن في غضب فواجهته نظرات تركي القوية التي صاحبت كلماته الصارمة: رجاءً .. لا تدخل نفسك في هذا الموضوع إذا ..كنت خايف على اللي تحبهم .

قطب مازن حاجبيه في حيرة وأشار تركي بيده : تفضل لو سمحت .

غادر مازن سريعاً لأنه كان يشعر بالاختناق و لم يخرج بفائدة ترجى سوى أن تركي شاب غريب ، غامض يستطيع أن يتلاعب بالحديث بمهارة ، باختصار الكرة في ملعبه دائماً ، و كلماته الأخيرة أثارت خوفاً كامناً .. خوفٌ قد يكبر قريباً .

@@@@@@@@@@@@@@@@

يُتــــــــــــــــــــــ بع





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 03:06 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الــــــــخــــــــــامــ ـس

~~~~~~~~~

~ قلوبٌ في مهب الريح !! ~

******************


و إذ العِنَايَةُ لاحَظَتكَ عُيونُها نَمْ فَالحَوادِثُ كُلُهنَّ أمَانُ


*************************




** الأحـــــــــــــــــــــ ــــــــــــد**


جده


القصر


45 : 2 صباحًا



شهقت في هلع و هبت من مكانها و هي تلهث في ذعر ، أغمضت عينيها فتفجرت في عقلها ذكرى الحلم ، صرخت و هي تغطي وجهها بين كفيها : لااااااااااااااااااا .

استمرت أنفاسها المتسارعة للحظة قبل أن تحتضن جسدها المرتعد بكلتا يديها و تهمس : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشطيان الرجيم .. أعوذ بالله من الشطيان الرجيم .

نفثت عن يسارها ثلاثًا ثم شهقت أخرى و التفتت إلى يسارها في رعب ، تجمدت حدقتاها على المسبب للحظة ثم ما لبثت أن تنفست الصعداء عندما أدركت أنه رنين هاتفها المحمول ، نظرت إلى الاسم بحذر

~ صرقوعة جده ~

ابتلعت ريقها و رفعت الهاتف بكفها المرتعد ، ضغطت على السماعة الخضراء و همست: ألو

وصل إليها صوت ساره المخنوق : السلام عليكم .

استلقت مرام على سريرها مجددًا و هي ترد عليها بذات الهمس : و عليكم السلام و رحمة الله .

تنهدت ساره بعمق : ميمي .. آه ..

قطبت مرام حاجبيها بقلق و هتفت متسائلة بصوتها النائم : خييييييييير .. اش عندك ؟؟ .

تمتمت ساره : دقت عليا هديل .

اضطجعت مرام على جانبها الأيمن و سألتها بفضول : اش تبغى ؟؟ .

قالت ساره بألم مكتوم : رهف اختفت .

هبت مرام من مكانها في فزع و هي تصيح : أيــــــــيييييييييش ؟؟ !!

همّت ساره بالرد عليها و لكنّ رنين الجرس الذي تردد في الجناح و وصل إليها جعلها تغير ما أرادت قوله و تسألها : انتي برا ؟؟ .

ابتسمت مرام بمرارة و هي تتذكر قراءتها المتأخرة لرسالة أبو ياسر عندما أخبرها بقدوم ابنه ، إذًا لا بد أن ياسر قد رأى الوضع المشين الذي كانت عليه .. و لكن هل يعلم بالحقيقة و أنها حاولت الانتحار ؟؟ .. هذا ما يشغل تفكيرها ، و بالرغم من أنه هو من اصطحبها في طريق العودة إلى جدة ، إلا أنها لم تتجرأ أن تسأله و هو لم يتحدث عن الموضوع أبدًا .

:مـيمييييييي .. وين رحتي ؟؟ .

هزت رأسها و تمتمت: لا .. بس خليتهم يركبولي جرس برا الجناح .. و في أحد يدق .. المهم اش تغبى هديل ؟؟ .

و نهضت من مكانها وهي تستمع إلى حديث ساره الهادئ على غير عادتها : أقلك كانت تبكي .. تقلي الشغاله دخّلت تركي البيت بأمر من حسن و رهف دحين مي موجوده .

تصلبت قدما مرام و نار محرقة تسري في جسدها ، حاولت التقاط أنفاسها و هي تهمس بصوت متحشرج : تركي دخل البيت ؟؟!!!!!!!!! .

لم تحاول ساره أن تكرر الحديث لأن الخبر القادم أشد إيلامًا ، غممت : و .. و .. رائـ

كان الرنين يُلح ، كأن من خلفه يوشك أن يفجر الباب ، هتفت مرام مقاطعةً رغم قلبها المنقبض : لحظه بس .. بشوف مين يدق .

فتحت الباب ثم قطبت حاجبيها و هي تنظر إلى خادمتها الواقفة بارتباك شديد و وجهٍ ممتقع ، همست مرام بتوجس: إيما ؟؟!!.

تحدثت الخادمة بمهس : مدااام .. في كلام كتيييير .. أنا لازم قوول.

و تلفتت حولها بريبة ، سمحت لها مرام بالدخول على الفور ثم أغلقت الباب خلفها و هي تقول لساره لاهثةً: سوسو .. أكلمك شويه ..حاسه اني راح ألاقي جواب للموضوع .. باي.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده


سجن بريمان


47 : 2 صباحًا


في داخل ذلك المكان خافت الإضاءة الكئيب ، همس الضابط عبد العزيز و هو يسير على عجل أمام تركي : أنا متفق مع كم واحد من أصحابي اللي هنا يا تركي لأن الدخول صعب جدًا .. بسرعه راح أعطيك خمس دقايق بس .

أومأ تركي برأسه و في يده ملفٌُ أبيض و همس : تكفيني .

أشار عبد العزيز إلى صديقه ليفتح الباب الحديدي المؤدي للزنزانة و بيده الأخرى لوّح لتركي هامسًا : تركي عجّل .. ما أبغى أحد غريب ينتبه .

تحرك تركي على الفور خلفه و دلفا إلى حيث تقبع الزنزانات ، أشار عبد العزيز إلى ثالث زنزانة في الجهة اليمنى و همس : هذيك الزنزانه .. بسرعه .

سار تركي نحوها و توقف أمامها .. ليرى ..

~ حسن ~

منزويًا في ركنها ، مكبلًا .. بشعره الأشعث وعينيه الزائغتين و ثوبه المتسخ ، و القماش الأبيض المعقود على فمه ليمنعه من الصراخ المزعج .

زمجر بحنق عندما أدرك هوية الواقف فابتسم تركي بسخرية و هو يراه على هذه الحالة من التقييد و التكميم الغير مسموح تطبيقه على السجناء باستثناء قضايا القتل إلا بشكل خفي و يُعتبر من سوء المعاملة .

اقترب من الزنزانة أكثر و هو يقول شامتًا : هلا و الله .

اتسعت عينا حسن من شدة القهر و احمر وجهه ، تحدث تركي على عجل لأنه لا يملك الوقت : ما راح أطول .. بس حاب أقلك شي .

قال ببطء : تدري مين أنا ؟؟ .

لم تتغير ملامح وجه حسن النافرة الغاضبة ، رص تركي على كلماته و هو يقول: أنا

و عرّف عن هويته ، جحظت عينا حسن رعبًا و ارتجف جسده و هو يحرك رأسه غير مصدقِ للخبر ، قال تركي في صرامة هو يقترب منه : و .. ليش مستحيل يا ... حسن .

تابع و هو يرفع أحد حاجبيه و ينظر إلى وجه حسن المذعور : آه .. تحسّب ما كان عنده أولاد .

ثم ابتسم بسخرية و هو يعيد حاجبه لوضعه الطبيعي : يالمساكين .. متأكد ؟؟ .. أجل مراد اش كانت شغلته ؟؟ مو تسير أخته ... أخته من أبوه .. ولا ؟؟ .

عادت ملامح حسن للهدوء و هو يرتب أفكاره قليلاُ ، قبل أن ترسم عيناه ابتسامة خبيثة ثم أشار بهما إلى عبد العزيز الذي يقف بعيدًا ، فهم تركي ما يريده ، فالتفت إلى الوراء و همس : عبد العزيز .

ركض عبد العزيز باتجاهه هامسًا : خلصت ؟؟ .

أشار تركي إلى حسن بازدراء و قال: أبغى أسمع اللي بيقوله .

عقد عبد العزيز حاجبيه و نظر إلى الوراء بحذر و هو يهمس : طيب .. بس لا تطول .

اقترب حسن من الباب فأدخل عبد العزيز يديه من بين القضبان و حل الوثاق عن فم حسن الذي التفت إلى تركي على الفور هاتفًا : هه .. يالمسكين .. دوبك تفكر تدور عن حقك ..الموضوع انتهىاااااا من زمااااااااااااان .

قبض تركي على الملف في يده هو يجيبه : لا يالخسيس ما انتهى .. و الدليل اني واقف قدامك .. و ..اني أخذت بنتك .

ضحك حسن في استهزاء ..ثم قال : يالمسكين ..إلا قول فكيتني منها .. و التراب فيها .

تطلّع إليه تركي للحظة ، كأنه يتأكد من الكلمات الغريبة التي يتلفظ بها .

تذكر حسن .. صورها التي رسمت ألوان العذاب الذي تعرضت له و قال ببرود: و ذيك الصور .. و الله ما هزت فيني شعره .. اشبعبها .

قطب تركي حاجبيه وهو يستمع إلى الحديث المتبقي و شيءٌ يدوي في قلبه ، أردف حسن بتشفي : خذها بالعافية عليك ما تهمني .. قال أخذت بنتك قال .

و أخذ يتمايل من شدة الضحك ، التفت عبد العزيز إلى تركي بقلق و همس بتوتر: بسرعه .

أطرق تركي برأسه و ابتسامة خبيثة تعلو شفتيه و من ثم رفع رأسه إلى حسن و قال : انتا المسكين .

نظر إليه حسن في توجس فلم ترق له تلك الابتسامة الخبيثة ، أردف تركي : يا ترا .. انتا تدور على هذا ؟؟.

و رفع الملف الذي يحمله في يده ذلك الملف الأبيض الذي خط عليه اسم ( ناصر عيد الـ *****)

اتسعت عينا حسن برعب و فغر فاه ، فسأله تركي شامتًا : هاه .. تذكرته .. الظاهر انك كنت تدور عليه من فتره .. صح ؟؟ .

قبض حسن على كفه بحنق ، و أخذ جسده ينتفض من شدة الغيظ و هو يصيح : من وين جـــــــــــــبــتـه ؟؟ .

أعاد تركي الملف إلى جانبه و قال في صرامة : مو هذا المهم .. المهم انك تعرف إنه كل شي مكتوب باسم .. رهف بنت حسن الـ *****

قاطعته صرخة قوية من حسن .. صرخة زلزلت الدور بكامله : كذااااااااااااااااااااب .


.


.


.


في الخارج و على مقربة من سور السجن

اقترب عبد العزيز من سيارة تركي قائلاً بمرح : بس .. فكيت نفسي بالقوه .. كويس انك طلعت قبل ما يجون .

ابتسم تركي في امتنان و هو يحدثه من خلال النافذة : ما قصرت يا أبو محمد .. تسلم و الله .

ابتسم عبد العزيز و هو يضع يده على سقف السيارة : أنا ف خدمتك في أي وقت .. يلا .. في حفظ الله .

و دعه و عاد إلى المركز .


@@@@@@@@@@@@@@


جده


القصر


30 : 3 صباحًا



سارت ببطء شديد ، شديدٍ جداً و هي تحاول أن تلتقط الطريق من بين دياجي الظُلم ، و قلبها المرتعد يهمس بـ

** يا ربي ساعدنييي .. يا الله .. أخاف أصدم ف شي .. **

وصلت إلى الممر الذي يتميز بنوافذه الزجاجية الضخمة ، ضوء القمر الذي تسلل عبرها ساعدها على مواصلة المسير بسرعةٍ أكبر ، نزلت عبر السلالم إلى الدور الأول و تجاهلت المصعد الكهربائي ؛ خشيةً أن يكتشف أمرها ، أكملت طريقها إلى حيث أخبرتها || إيما || ، و بعد ثلاث دقائق و بالرغم من الإضاءة الخافتة كانت تنظر إلى الخادمة التي تجلس بجوار الباب المؤدي إلى القبو ، هنا فقط تأكدت من صحة القصة التي أخبرتها بها خادمتها ، و أن الخادمات في القصر يتحدثن عن فتاة محبوسة في تلك الحجرة الضيقة ، و أن هناك امرأةً دلفت إلى ذات الحجرة و معها سلك طويل ، عوضًا عن الوصف المريع الذي قدمته تلك التي جلس قرب الباب حينما وضعت لها كوب الماء و صحن الخبز .

خفق قلبها بشدة و هي تتخيل وضع رهف في ذلك المكان ، ابتلعت ريقها و هي تتذكر قسوة تركي و جفاءه ، همست بألم عميق : حسبي الله عليك ..هذا مكان تحطها فيه يالمجرم.

احتضنت نفسها بذراعيها وهمست لنفسها : دحين كيف أدخل ؟؟ .

شعرت بصوت أنفاسها يعلو من شدة التوتر فأسندت ظهرها للجدار و عقلها يدور بلا هوادة .. يبحث عن حل .. عن طريقة ......و ......انتفضت من الصوت الذي تسمعه.. مالت برأسها تراقب الوضع ، و إذا بالخادمة تتحدث في سماعة هاتفٍ محمول : yes mr. …aha .. ok..

أغلقت الخادمة هاتفها و أمسكت بجهاز ما في يدها و ضغطت على أحد مفاتيحه قبل أن تنهض من مكانها لتسير نحو باب الخروج ، كتمت مرام أنفاسها قبل أن تركض عائدة بكل ما تملك من طاقة و هي تهمس بصوت لاهث : يا ربي .. يا ربي .

رأت طاولة ضخمة أمامها حمدت ربها و اختبأت تحتها بسرعة ، ألصقت جسدها بالأرض و هي تدعو أن يتكفل الظلام بالتورية ، سمعت صوت خطوات الخادمة تقترب .. و تقترب .. أغمضت عينيها بشدة و هي تستغفر الله هامسةً .

مرت الخادمة من عند الطاولة و أكملت طريقها إلى الخارج ، تنفست مرام الصعداء و هي تشعر بالدموع تبلل جفنيها ، زحفت ببطء و خرجت من تحت الطاولة .. نظرت إلى الوراء و جسدها لا يزال منحينًا و عندما تأكدت بأن الخادمة رحلت اعتدلت في وقفتها و عادت سريعًا إلى حيث .. رهف .

وصلت إلى مدخل القبو ، نزلت عبر السلالم بسرعة و توقفت أمام الباب الأسود .

.

ضمت يديها إلى صدرها و أخذت تحدق في المقبض باستماتة و الثواني تمر ، همست بتضرع : يا رب .. إني استودعتك الأمر .

مدت يدها بخوف لتضعها على المقبض ، أغلقت عينيها و عضت على شفتيها .. و .. حركته بسرعة ..

شهقت .. و تراجعت إلى الخلف و قلبها يخفق بعنف : مـ .. مفتوح ؟؟؟!!!!!

ازدردت لعابها ثم سحبت الباب .. و..

: رهـــــــــــــــــــــــ ـفـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ !!!!!!!!!!!!!

تردد صدى صرختها في الحجرة لمرأى ذلك الجسد المسجى المكوم في أقصى الحجرة ، و ألوان العذاب تتمايز عليه. ركضت مرام و شهقة الفاجعة تفجر الدموع من عينيها ، جثت على ركبتيها ثم احتوت رفيقتها بين ذراعيها و هي تصيح في خوف : رهـــــــــف .. رهــــــــــف حـــبيبي .. ردي عــــــــلــيـا .. رهــــــف !!!.

تساقطت دموعها الحارة على وجه رهف المتورم ، لتبلل بشرتها التي احترقت بلسعات النار ، بكت مرام في حرقة و قد هالها منظر صديقتها ، صاحت بألم الدنيا : رهـــــــــف .. رهـــــــــــــووووفه .. الله يــــخـــلـــيـكِ .. كــــلـــــــــــمـــيــن ـــي .. كــــــــــــــــــلـــمي نييييي .

أخذت تهزها في هلع و هي تصرخ : رهـــــــــــــــــــــــ ــــــففففففففففف.

تحركت عضلات وجه رهف و ببطء ثم فتحت عينيها ، شهقت مرام في فرحة هاتفةً: رهــــــــــف !!!!.

همست رهف بإعياء : مـ ..مرام ؟؟!!

أومأت مرام برأسها و الدموع تسيل على وجنتيها ، ابتسمت رهف بضعف و همست بصوت باكي : ربي استجاب لدعائي .

ضمتها مرام لصدرها و انفجرت بالبكاء : سامحينييي .. سامحيني يا قلبي ..سامحيني يا رهففف .

و اختلط صوت بكائها .. بنحيب رهف و شهقاتها المرهقة.

.

.


تأمل المنظر للحظة ثم تراجع إلى الخلف و أطرق برأسه هامسًا : وصلتيلها يا مرام ..

هز رأسه بضيق وغادر المكان .


.

.

.


ابتعدت مرام عنها و أخذت تمسح على شعرها برفق ، تمتمت رهف بإعياء شديد : أبغى هديل .. رائد.. الله يخليكِ .. ناديهم .

أومأت مرام برأسها و هي تهتف بشفتين مرتعدتين : حاضر .. حاضر .. بس استنيني شويه ..أنا راح أطلّعك من هنا .

و أراحت رأس رهف على الأرض بلطف و هي تهمس : بس دقايق .

نهضت من مكانها و ركضت إلى الخارج و قلبها يتمزق .. قطعة .. قطعة ، المنظر ..عيناها الشبه مفتوحتين ، صوتها الضعيف ، شعرها المقصوص بوحشية ، جسدها المتورم وجهها المشوّه شفتاها المنتفختان صعق روح مرام .. وتفكيرها .

ركضت إلى خارج الحجرة و كل همها أن تؤدي مهمتها وتعود إلى رهف بأقصى سرعة لتخرجها من تلك المقبرة .

تحدثت إلى خادمتها على عجل ثم اتصلت على سائقها الخاص و ارتدت عباءتها و حملت معها عباءة أخرى ثم أسرعت إلى القبو و خادمتها برفقتها .

جلست على الأرض إلى جوارها و همست باسمها و هي ترتجف : رهوفه .

فتحت رهف عينيها قليلاً .. حلقها جاف .. لا تقوى على الكلام ، كبتت مرام شهقاتها و مسحت على شعر رهف بحنان هامسةً : يلا يا قلبي .. بنلبسك العبايه عشان نطلع .

تعاونت هي و خادمتها على ذلك .. برفق .. شديد .

أنّت رهف في ألم هاتفة : جسمييي .

أومأت مرام برأسها و هي تشهق بدموعها : أدري يا قلبي .. تحملي .. بس شويه .

و بعد أن غطتها جيدًا رفعتها عن الأرض و هي تسألها بعطف: رورو تقدرين تمشين ولا نشيلك ؟؟.

هزت رهف رأسها نفيًا و هي تجاهد للبقاء على وعيها : مـ .. ما أقدر .

نظرت مرام إلى خادمتها هاتفة : إيما شيليها معايا .

قامتا بحملها إلى الخارج و قلب مرام ينتفض بين ضلوعها ..خوفًا .. و ألمًا .

سارتا على عجل حتى وصلتا إلى الصالة الرئيسية المظلمة .. لا مفر .. لابد من المرور بها للخروج .. سارتا بضع خطوات و


# !! اشــــــــــــــتــــــــ ــــــــــــعـــــــــلــ ت الأضـــــــــــــــــــــ ـــــــــواء !! #


اختلطت الشهقتان الأنثويتان ببعضهما و كادت رهف أن تسقط لولا أن أمسكت بها مرام ثم ضمتها إلى صدرها بخوف و هي تنظر إلى ..

~ تركي ~

الذي جلس بكل أريحية على الأريكة الوثيرة زيتية اللون مذهبة الأطراف، رفع بصره عن الأوراق التي يحملها قائلاً : هلا و الله بمرام .

جلست مرام على الأرض ورهف بين يديها ، الخدر قيد حركتها و عيناها الخائفتان معلقتان بتركي الذي نهض من مكانه و تحدث دون أن ينظر إلى الخادمة : خلي خدامتكِ تنقلع .

أومأت الخادمة برأسها على الفور و قد فهمت المطلب و تركت رهف ثم ركضت هربًا و ملامحها ترسم الرعب .

... : مرااام ..

تعالى صوت تلك الأنة الجريحة في المكان ليثير حواسهما ، التفتت مرام إلى رهف و كشفت الغطاء عن وجهها كانت عيناها مغمضتان ..لكنها تحدثت بصوت باكٍ مخنوق : مراام .. ر..رائد .. هـ..هديييل ..مـ..ماما.

انطلقت شهقة مرام و انفجرت تبكي بعصبية و هي تصرخ في وجه تركي : شفت يالزفـــــــــــــ* .. شفت اش سويت فيهاااا ..اش ذنبهاااااا .. قلي اش ذنبهااا .. مو كفايه أبوها .. مو كفايه اللي يسويه فيها .. انتا تحسبه داري عنها .. ما تدري انه راميها ولا يسأل ..مو فالح إلا فـ ضربها و تكسير عظامها .. مو فالح إلا فـ سبها و حرق قلبها ..جاي حضرتك دحين عشان تكمل النااااقص .

لم يحرك تركي ساكنًا و كلمات حسن السالفة تزداد وضوحًا في خلايا عقله .

صاحت مرام في قهر وهي تشير إلى وجه رهف : اتقي الله .. اتقي الله فيها .. حراااااااااام .. حرااام عليك .. ليييييييه يا تركي .. ليه عذبتها وشوهتها كذا ..مالها ذنب فـ شي .. مالها ذنب .. حسابك انتا بينك و بين حسن و بسسسسسسسسسسس .. تدخلها بينكم لييييييييييييه .

شهقت في حرقة و هي تتم حديثها : أنا أدري إنك آخذها انتقااااام .. لكن ما توقعت فـ يوم انك بـــــــــــــدون قـــــــــــــــــلب .. بــــــــــــدون رحــــــــمـــــــــــــه .. انتا حقييييييييييييير .. حقييييييييييييييييييير .

و بالرغم من وجهها المحمر ، دموعها الغزيرة ، جسدها المرتعد و صوتها المتألم .. قال بصرامة : مالك حق تحاسبيني على شي .

فتحت فمها لتنطق و لكنه قاطعها بصيحة و هو يقترب منها : خـــــــــــلاص .

ثم أردف بنبرةٍ غريبة : تبغين تآخذينها عندك .. خذيها .. لكن طلعه من القصر ما في .. حتى لو كان بينكم و بين الموت شعره .

اقشعر جسدها و اضطربت أنفاسها فأشاحت بوجهها إلى رهف و هي تستمع إلى بقية حديثه الصارم : اعتبري اللي قلته تحذير .. وانتي فاهمه قصدي تمام.

أغمضت عينيها و انحنت تطبع قبلة اعتذار على جبين تلك المسكينة ثم أدخلت يدها المصّفرة في حقيبتها و التقطت هاتفها المحمول ، ضغطت على رقم خادمتها و جسدها ينتفض من فرط الشهقات .. أخذت تحدث خادمتها على عجل و بصرها معلق بالمصعد الذي ينقل تركي إلى الدور الثاني .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده


أحد الأحياء البعيدة


في نفس اللحظات




منازل متهالكة ، طرقات وعرة مخيفة و هدوء عجيب ..


.


انتفض جسده من شدة تلك الطرقات المتتالية على باب المنزل ، انكمش في مكانه من شدة الخوف و كتم أنفاسه قدر الإمكان ، توالت الطرقات بصورة أشد فأخذ جسد الرجل المنكمش يرتجف .. و يرتجف .. و تفجرت دموع الخوف من عينيه .. و

: مــــــــراد .. افتح يا مراد .. أنا مسعود ..

شهق مراد في صدمة عندما سمع الصوت من خلف الباب و هتف : مـــــــــســــعـــود؟؟؟!! !! .

هب من مكانه و ركض نحو الباب ، فتحه مباشرةً هاتفًا في فرحة : مــــــــســعــود؟؟!!!!!!!!!!!! .

اندفع مسعود إلى الداخل في خوف وهو يهتف : قفل الباب بسرعه .. الشرطه تدور علينا .

أغلق مراد الباب خلف مسعود على الفور و هو يهتف بصوت لاهث : جاني الخبر من جلال .. قلّي انهم مسكوا حسن و إن تركي السبب .

أومأ مسعود برأسه و هو يضحك قائلاً : أنا اللي علمت جلال .. عمى فـ عينه الأهبل حسنين.. انفكينا من شره .

رفع مراد حاجبيه في دهشة و هو يهتف : مسعود ؟؟!!! .. كيف تقول هذا الكلام ؟؟ .

التفت إليه مسعود قائلاً في شراسة : انكتم يالخوافّ كأنك ما كنت تعاني من عصبيته و هبالته .. بس يتأمر علينا كأننا عبيد عنده .. ولاّ..

و اقترب من مراد المذعور .. و أمسكه مع تلابيبه في قسوة ثم استطرد : قول انك لسا معاه .

هز مراد رأسه نفيًا في خوف شديد و هو يتمتم: لـاـ .. لـلـ .. أنا مــ ـمـ ـعاك .. معاك .

ألقاه مسعود أرضًا ليتأوه في ألم ثم جلس على الأرض في إرهاق و هو يغمم : ما راح أجلس هنا و لا دقيقه ..

بطلع للقريات .. و منها بحاول أشرد للأردن.

هتف مراد بصدمة و هو ينهض من مكانه : مستحيل .. أكيد راح يقبضون عليك .

ضحك مسعود بسخرية : الظاهر ما تعرفني يا لخبل .. أنا شيف فـ هذي الطبخه و أعرف كيف أطلع نفسي من بينهم .

جلس مراد أمامه وهو يهمس بحذر : و دحين ؟؟ .

رفع مسعود هاتفه المحمول و قال : دقيت على جلال عشان يآخذني لشقته الجديده .. ما أتحمل أجلس ف مكان مقرف زي كذا .. تلاقيه على وصول .

قطب مراد حاجبيه في خوف و همس : اش الجراءه حقتك هذي ؟؟.. ما تخاف إنهم يراقبونه هوا الثاني ؟؟.

هز مسعود رأسه نفيًا و قال : لا .. مسافر له سنتين و ماله كم يوم ف جده .. و كمان هوا مو موظف ف الشركه .

ثم رمق مراد بنظرة ارتجف لها قلب الأخير و قال بنبرةٍ مخيفة: وانتا .. اش راح تسوي ؟؟.

تراجع مراد إلى الخلف و تمتم: بجلس هنا .. و عندي ( مرعي ) يخدمني .

ابتسم مسعود بسخرية وقال : هذاك الهبيله الأسمر ؟؟.

أجابه مراد منفعلاً : هذاك الهبيله الأسمر أعطانا هذا البيت عشان نندس فيه .

نهض مسعود من مكانه بتقزز قائلاً : بيت .. تسمي هذا بيت .. إلا قول زباله .. و بعدين حبيبي تراه يآخذ مبلغ على الإيجار يعني مو حبًا فيك .. و لما تخلص فلوسك بيرميك أبوه برا زي الكلا* .

هبط قلب مراد بين ضلوعه عندما تناسى هذه الحقيقة ، و تصاعد رنين هاتف مسعود ، فابتسم مسعود في فرح هاتفًا : هذا جلال .

و اندفع نحو الباب و لكنه التفت إلى مراد و في عينيه سياط من التهديد و الوعيد و رص على كلماته وهو يقول : لو أدري إنك علمت أحد بمخططي ما يسير لك خير .. خليك واعي و فتّح عقلك إذا كنت خايف على حياتك يا سي مراد .. هذا إذا ما لقاك ترّوك اللي شاكين إنه ..
و ابتسم بسخرية و هو يضع اصبعه على صدغه قائلاً : أكيد لسا فاكر .
و انفجر بالضحك و هو يغادر المكان و يغلق الباب خلفه ، أما مراد فقد ازداد انكماشًا على نفسه و الخوف كل الخوف يعربد في أعماق صدره .

.


.

تلفت مسعود خلفه و لم يجد أثرًا لجلال ، تأفف في غيض و هو يرفع سماعة هاتفه المحمول . و لم يكد يصله صوت جلال حتى هتف : ألووو .. انتا و ينك ؟؟ .

: قريب قريب .. دقيقه و أنا عندك .. بس حبيت أبلغك .

حرك مسعود شفتيه بامتعاض و قال : طيب .

أغلق الخط ..

و ..

زوى ما بين حاجبيه عندما لمح زوجًا من العيون ينظر إلى من وسط الظلام ، عينان لامعتان .. انحنى و التقط حجرًا من الأرض ثم اعتدل واقفًا و ألقاه بكل قوته على القادم : يا بس يا مخرّررررررررف .

تعالى صوت مواء متألم و خطوات أقدام تهرب بعيدًا ، ضحك كعادته .. و

: لـــــــــــيش؟؟؟؟ ..

انتفض و هو يلتفت إلى مصدر الصوت الغاضب ..

و إذا بصبي أسمر رث الثياب يقف أمامه و يداه على جانبي خاصرته و يهتف متسائلاً: ليش في يضرب مبروك ؟؟.

انفجر مسعود بالضحك : مبرررررروك .. البس ذاك اسمه مبروك .. أقوووووووول حل يا مرعي .

رمقه مرعي بنظرات حاقدة و لكنها تشتتت عندما اقتربت سيارة بأضوائها القوية من المكان رفع مسعود يده ملوحًا و هتف : جلالووووه .

توقف جلال إلى جواره و فتح مسعود باب السيارة و قبل أن يركب قال لجلال بخبث : لحظه بس .. نفسي ألعب .

انحنى .. و قبض على حفنة كبيرة من الرمال فيها قليل من الحصى و ألقاها بكل ما يملك من قوة على وجه مرعي و هو يهتف شامتًا: خذ يا عــــرعي .

صرخ الصبي في ألم شديد و هو يغلق عينيه و يشيح بوجهه الذي غطته حبات الرمل ، حرك جلال السيارة على الفور بعد أن ركب مسعود .. و انطلق .

بكى الصبي في حرقة شديدة و هو يركض عائدًا من حيث أتى ، رآه مجموعةٌ من رفاقه فاندفعوا نحوه و بحوار سريع معهم بلغتهم .. فهموا الموضوع .و تبادلوا نظرات سريعة ثم ركضوا إلى سيارة عتيقة .. و منها .. خلف مسعود .


.




.


بعد ساعة


منطقة هادئة ، نصف مظلمة ، حولها عدد لا بأس به من الأبنية قيد الإنشاء ، عوضًا عن الأراضي الخالية المترامية هنا و هناك .

نزل جلال من السيارة و تأمل المكان حوله بريبة ثم همس : انزل يا مسعود .. الطريق سالك .

نزل مسعود على الفور و هو ملثم بشماغه و سار بجوار جلال نحو مدخل المبنى الراقي و قبل أن تطأ قدماه الأرضية المرصوفة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ.

صرخ في ألم شديد عندما أصابت رأسه قطعة من الحجر ، التفت إلى الوراء بحدة و إذا بسيارة عتيقة تغادر المكان مسرعة و عدد من الصبية السُمر يضحكون داخلها .، صرخ مسعود في غضب هادر : يا ملااااااااااااااااااااعــ ـــــــــــــــــيييييييي ييييييييـ* .

أدخل يده من تحت _الشماغ_ و تحسس الدماء التي تفجرت من الجرح في رأسه : يا حيواااااااناااااااااااااا ااااااااااا*

ضحك جلال و هو يربت على كتفه ليحثه على إكمال المسير قائلاً : تلاقيهم أخوان البزر اللي آذيته.

صرخ مسعود بغيض و هو يسير للداخل : الله يلعنننننننننننننننننننننن ننـ** .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده


القصر


00 :2 ظهرًا



كانت تنظر إلى الكتاب الذي تمسكه بيديها و هي جالسة على سريرها ، عقلها هناك في عالم آخر فلا توجد لديها أي رغبة في المذاكرة ، و لا تدري كيف مر عليها الامتحان السابق دون استذكار كما يجب ، كانت تكتفي بقراءةٍ لا تعي منها شيئًا ، و كيف تعي حرفًا و عقلها مع والدتها و المنظر الذي سبب لها صدمة العمر ؟؟ .

حتى شقيقها تركي لم تقوى على محادثته منذ أن صرخت في وجهه بتلك الكلمات .

تقوست شفتاها عندما تذكرته و ترقرقت الدموع الحارة في عينيها ، غطت وجهها بكفيها و أخذت تبكي بتوجع و هي تهتف : سامحني يا توتو .. سامحني .

شعرت بألم شديد يدوي في قلبها ... كيف لها أن تجلس هنا و هو غاضب منها ؟؟ .. مجرد التفكير في ذلك يشتتها و يجعلها تشعر بالغرق ، وضعت الكتاب جانبًا و هي حائرة فيما تفعل ، فركت يديها قليلاً قبل أن تصدر منه صيحة باكية و هي تهب من مكانها و تركض باتجاه الباب المؤدي للخارج ، فتحته بقوة و ارتدت بعنف إلى الخلف و اتسعت عيناها الباكيتان و فغرت فاها ........

لم ينبس ببنت شفه و هو يتطلّع إليها ، و لكن ما لبث أن ابتسم بحنان و هو يقول : كيفك يا شطّوره ؟؟.

لم تتمالك نفسها أكثر وهي تنتفض من فرط البكاء ، ألقت نفسها بين ذراعيه و انفجرت بالبكاء و هي تخرج كل ما كبتته في نفسها طوال اليومين السابقين ، صاحت بقهر من بين دموعها : سامحيننييييي يا تركي .. سامحني الله يخليك .

شهقت و هي تردف : أنـ .. أنا آسفه .. والله آسفه لأني صرخت عليك والله آســـــــفه .

زفر و هو يربت على ظهرها قائلاً : مسامحك يا جيجي مسامحك .. يعني بالله بزعل من بنتي حبيبتي ؟؟.

ابتعدت عنه و هتفت بحرقة : إيوه .. عشان لساني طويل و ما مسكته .

ربت على وجنتها و قال بابتسامة : و أنا ما أقدر أتخيلكِ إلا بلسانك الطويل و لاّ أحس إنك وجعانه .

انفجرت ضاحكة رغمًا عنه و دموعها تتساقط دون توقف ثم هتفت بصوت متهدج لم يخلو من شهقات البكاء : والله شلت همك من أول .. قلت دحين معاد بيكلمني و أجلس لوحدي .

أمسك بيدها و قادها للحجرة مجددًا و هو يقول : راح أزعل من جد لو فكرتي زي كذا مره ثانيه يالمرجوجه .. و دحين تعالي أبغى أكلمك شويه .

جلس على الأريكة في حجرة الجلوس و جلست إلى جواره و هي ممسكة بيده كأنها طفلة تخشى الضياع ، تطلّعت إليه في ترقب و إن كانت تعلم يقينًا أن سيحدثها بشأن والداتها .

صمتت للحظة ثم قال : جيجي .. أنا راح أنشغل كثير الأيام الجايه ، عشان كذا لازم أكلمك فـ هذا الموضوع مع إني كاره الفكره لأني ... ما أبغى أشغلكِ عن امتحاناتك .

ضغطت على كفه و عيناها معلقتان بعينيه و همست بحزم : قول .. أنا عارفه إن الموضوع يتعلق بمـ ..

بترت كلمتها و أشاحت بوجهها بحزن و هي تردف : يتعلق فيها .

طغى الصمت للحظات ، كأنه يعطيها فرصةً لالتقاط أنفاسها قبل الحديث في صلب الموضوع ، ثم تحدث و عيناه على وجهها : أنا منعتها من دخول القصر ، و طلبت من المحامي إنه يصفي كل حقوقها و بكذا ما يسير لها أي تعامل مباشر معانا .

أغمضت عينيها و كلماته كالسكاكين تطعنها ، هي أمها رغم كل شيء ، دفءٌ كانت تتظاهر بامتلاكه و تسعد بهذا التظاهر ، يكفي أنها كانت تستطيع أن تقول ماما و الآن .. ستفقد هذه السعادة الوهمية.

أردف قائلاً و هو يقبض على كفها بحنان كأنه يشعر بما تعاني : و قبل كل شي .. أنا مقدر إنها أمك و لك كل الحق إنك تشوفينها .

اتسعت عيناها عند هذه النقطة و التفتت إليه ، فهم نظرتها و قال : انتي عارفه انك تهميني وأضحي بكل شي عشانك و عشان أحافظ عليك .. و فـ نفس الوقت هيا أمك يا جيجي .. لازم تحددين كيف راح تكون علاقتك معاها في الأيام الجايه .. بس حطي فـ بالك شي مهم .. إني ما راح أسمحلك تعيشين معاها أبدًا .

أُغروقت عيناها بالدموع فربت على كتفها بيده الأخرى و قال في خفوت : إنتي كبيره و عاقله يا جيجي و فاهمه قصدي تمام .

هزت رأسها دلالة الفهم ثم أطرقته و لم تنبس ببنت شفه ، تعالى رنين هاتفه المحمول فترك يدها و أخرجه من جيبه ينظر لاسم المتصل ، أعاده إلى جيبه و وجه حديثه لها : عندك وقت طويل تفكرين .. و ما راح أسألك عن جوابك إلا فـ الإجازه إذا ربي أحيانا .. خذي وقتك و فكري .. بس حاليًا فضّي دماغك لمذاكرتك .. اتفقنا ؟؟ .

أومأت برأسها و همست : اتفقنا .

طبع قبلةً على رأسها ثم نهض من مكانه بعد أن ربت عليها و غادر المكان مغلقًا الباب خلفه ، قبضت على كفها بألم و همست من بين دموعها الجديدة : و من وين بتجي نفس للمذاكره يا تركي .. من وين ؟؟؟؟؟؟؟.

@@@@@@@@@@@@@



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 03:18 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بــــــــــــــــــــــعـ ــــد شـــــــــــــــــهــــــ ـرين ~

___

~ الـــــــــــــســـــــــ ــــــــبــــــــــــــــ ـــــــــت ~

جده

منزل هديل

00 : 1 ظهرًا



وضعت الملعقة في حوض الماء بعد أن أذابت بها السكر ، ثم حملت كوب الشاي و توجهت إلى حجرة الجلوس ، جلست على الأريكة البنفسجية القابعة في صدر الحجرة ثم و ضعت الكوب الساخن على الطاولة الصغيرة أمامها و التقطت الجريدة الملقاة جانبًا ، شهقت في ذعر عندما وقعت عيناها على أحد الأخبار الرئيسية، و ارتجف لسانها في حلقها و هي تلتهم الكلمات التي ُخطت التهامًا

(الحكم بالسجن (0 2) عامًا على رجل الأعمال السعودي حسن ناصر الـ******)

اهتزت الجريدة في يديها من فرط الانفعال و هي تحاول أن تستوعب المقروء ، قلبت الصفحات بتوتر شديد حتى وصلت إلى صفحة الخبر الكامل ، تمتمت بهلع و عيناها تنتقلان بسرعة بين السطور: تزوير أوراق خاصه بمصارف وسندات شركات سعوديه ..تزوير بصنع صكوك محرفه عن الأصل .

خفق قلبها بصدمة و وضعت يدها على شفتيها و هي تتابع المكتوب بخفوت : و مازال البحث قائمًا عن شريكيه مسعود فايز الـ ***** .. و مراد سعود الـ ***** .

انتفضت عندما سمعت صوت الهاتف ركضت إليه و القلق يفتك بقلبها التقطت السماعة و هتفت : ألو .

وصل إليها صوت مازن المتسائل: قريتي الجريده ؟؟!!!! .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض


الشركة


00 : 9 مساءً



خرج من مكتب والده و أمارات الضيق بداية على وجهه سار بعجل و عقله يوشك على الانفجار من شدة التفكير ، ففارس لم يرجع حتى الآن و لا زال مختفيًا !!! .. و الآن والده يجبره على السفر لمدة أسبوعين خارج الرياض ، ماذا إن عاد فارس و هو هناك ؟؟ كيف سيواجهه بالأمر الذي يخنق أنفاسه و يؤرق نومه ؟؟ كـ

... : ياهوووووه .. اللي مآخذ عقلك يتهنى به .

التفت إلى مصدر الصوت و قال بنبرةٍ خاوية : هلا عزام .

اقترب منه عزام و هو يقلده في سخريه : هلا عزام .. أعوذ بالله خليتني أكره اسمي ..امشي يا النكدي .

و جرّه مع يده ، أخذا يسيران في صمت إلى جوار بعضهما البعض و لم ينبس كلاهما ببنت شفه و عندما استقلا المصعد و أّغلق عليهما الباب التفت إليه عزام و هتف : خيييييير .. وجهك يحوم الكبد .

ابتسم ياسر في مرارة و غمم : أبد .. بس أبوي أجبرني على دورة تبوك .

عقد عزام يديه أمام صدره و هو يخرج من المصعد و قال ببساطة: طيب .. وين المشكله .. ميب أول دوره تروحلها .. بعدين هي كلها أسبوعين .

زفر ياسر في حرارة و قال بخفوت : عزام .. آسف .. بس طيارتي بعد ساعه .. مضطر امشي .

و غاد المكان ، تبعه عزام ببصره في دهشة و من ثم قال : أقص يدي يا ولد عمي لو ماكان وراك شي .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده


القصر


في نفس اللحظات




وضعت يدها على النافذة الزجاجية و عيناها الحزينتان تعانقان القمر ، لاح شبح ابتسامة على شفتيها لتظهر غمازتها .. و هي تتذكر ..


■ ■ ■


1410هـ


نزلت مع السلالم البسيطة إلى ساحة المنزل الخارجية ، توقفت للحظة و هي ترفع رأسها للسماء ، دققت النظر في البدر المنير ثم التفتت إلى والدتها و قالت ببراءة : ماما .. ليه القمر لونه أبيض ..؟؟.

ابتسمت والدتها التي تجلس على عتبة الدرج و قالت : لا .. القمر مو أبيض .. القمر لونه زي لون هذي الحجره .

و أشارت إلى حصاةً متوسطة الحجم ملقاة على البلاط ، نظرت رهف إلى الحجرة الصغيرة ثم سارت على أقدامها الصغيرة و التقطتها و هي تهتف متسائلة: هذي ؟؟ .

أومأت والدتها برأسها ، نقلت رهف نظرها بين القمر و الحجرة الصغيرة في يدها ثم التفتت إلى والدتها في حيرة و هتفت: مو زيها !!!.

ضحكت والدتها في مرح قائلةً: ايوه يا قلبي .. عشان الشمس ساعدت القمر .. و أعطته من نورها.

رفعت رهف حاجبيها في فرحة و هتفت : الشمس تساعد القمر .

أومأت والدتها برأسها مجددًا..

: يا مـــــــــــــلــــــــــ ــعونـ*


■ ■ ■


أغمضت عينيها بسرعة تغلق على ما تبقى من الذكرى ومسحت دمعة متمردة انسابت على خدها .

............ : السلاااام عليكم .

غيرت معالمها الحزينة بسرعة إلى ابتسامة ترحيب و التفتت إلى الخلف قائلةً : و عليكم السلام .

اقتربت منها مرام و هتفت: هاه .. كيف القمر اليوم ؟؟ .

ابتسمت رهف و ضمت مرام و هي تجيبها بصدق : الحمد لله بخير .. لأنك جنبي يا أحلى مروووومه .

ابتسمت مرام بدورها و هي تربت عليها ، ثم ابتعدت عنها و وضعت كفها على و جنة رهف و هتفت بفرح : لاااااا .. الآثار بدت تخف .. و شويه و يرجع وجهك الفنااااان .

حركت رهف كتفيها و قالت : بفضل الله ثم دكتورتك .

سارت مرام باتجاه الثلاجة الصغيرة و هي تقول بحماس : قلتلك .. ممتاااازه .. خاصةً في التجميل .

فتحتها و أخذت كوبين من المثلجات ثم أغلقت الثلاجة برجلها و هي تقول : حتى قصة وصبغة شعرك الجديدة خطيره ما شاء الله .. يلا.. خلينا نبدا السهرة .

ابتسمت رهف و قالت مازحة : برضك على العسكريم .

ضحكت مرام و هي تقدم لها أحد الكوبين و قالت : عاااااااااااد إلا العسكريم ما أقدرعليه .

جلستا على الأريكة و تناولت رهف قضمة من المثلجات ثم نظرت إلى مرام و همست: آه .. ميمي .

رفعت مرام رأسها عن الكوب و هتفت : هلا .

حركت رهف شفتيها بارتباك قبل أن تتمتم: أنا .. خايفه .

ربتت مرام على كتفها مشجعةً و قالت : قلتلك لا تخافين .. أنا مخططه للموضوع تمام .

و عندما .. لاحظت تردد رهف ، رفعت حاجبيها و قالت : و لاّ .. تبغين تجلسين هنا ؟؟؟.

نظرت إليها رهف بحيرة و هي تضع الكوب و الملعقة على الطاولة : لـ .. لا ..بـ .. بس على الأقل لو آخذ إذنه .

صاحت مرام في قهر و هي تلوح بالملعقة: رهففففففففففففف لا تخليني أذبحكِ ...بعد كل اللي سواه فيكِ .. كمان تبغين تآخذين اذنه الكلـــــــــــ* .

هزت رهف رأسها في حيرة أشد و هي تحرك خصلات شعرها البني القصير ثم هتفت بضيق : ما أدريييييي .

و نهضت من مكانها عائدةً إلى النافذة ... مضت لحظة صمت ، حارت فيها حدقتا مرام ، و جمعت فيها رهف طاقتها لتقطعها بصوتها الرقيق : بعد كل اللي صار .. تأكدت انه مو سهل و ممكن يكشفنا فـ أي لحظة .. لكن .. لو حاولت أتكلم معاه يمكن أقدر أليّن قلبه شويه و

قاطعتها مرام بفجاجة: أقلك يا عمتي رهيف .

التفتت إليها رهف في تساؤل ،أردفت مرام حديثها باندفاع : الأخ الفالح اللي تبغين تكلمينه له شهر ما عتب باب القصر .. مختفي حضرة جنابه و لا أدري فين .. وبعدين .. اش الجبن حقك هذا ..

ثم صاحت بقهر و هي تقبض كفيها : يووووووووووووووه .. لا .. و تتكلمين عنه بكل رقة والتــــــــــــــراب فيه .

أغروقت عينا رهف بالدموع و هتفت بصوت متهدج : مراااام .. انتي ما عشتي اللي عشته .. أنـ.. أنا .. في شي انكسر جوتي مخليني أخــــــاف .. أخاف من كل شي .. كل ما أتذكرها .

وضعت يدها على جانبي رأسها في انهيار و صاحت من بين دموعها : السلك و الضرب .. و الألم و الخوف .. و موت رائد و جاسم .

بكت في مرارة و هي تغمض عينيها : .. أضعف .. أضعف .

هبت مرام من مكانها و احتوتها بين ذراعيها و هي تتذكر كيف مر على رفيقتها الشهران السابقان و هي طريحة الفراش .. التعب الجسدي تلاه التعب النفسي الشديد عندما علمت بوفاة أخيها .. و .. ابن خالتها .

لم تتحسن حالتها إلا منذ يومين فقط ، بفضل الله ثم شقيقتها هديل التي كانت تحدثها بالهاتف يوميًا لتصّبرها وتشجّعها .. وتبث الطمأنينة في نفسها ، استطردت رهف من بين دموعها الغزيرة و هي تشهق : انتي عارفه اني ما جبت لهديل أي سيره عن موضوع الضرب أو أي كلام دار بيني و بينه .. كل اللي قلتلها إني ما أشوفه .. و .. بس حابسني ف القصر .

لم تصدق مرام ما سمعت ، أمسكت رهف مع كتفيها و ابتعدت عنها لترى وجهها و صاحت: لــــــــــــــيــش؟؟!!!!!!!! !!!!.

تحدثت رهف بألم و هي تمسح دموعها بأصابعها المرتجفة: مـ .. ما قدرت .. اش أقلها ؟؟ .. عذّبني و إلين دحين ماني متأكده من السبب ؟؟ .. يكفيها همها .. أزيدها ليه .. ؟؟.

لم تدر مرام بم تنطق ، خفق قلبها عندما شعرت أن رهف ستطرح سؤالاً ما ، في الأيام السابقة و طوال الشهرين الماضيين لم توجه لها رهف إلا سؤالاً واحدًا .. طبيعة العلاقة التي تربطها بتركي و كانت إجابة مرام (خالة أبوه .. و السبب فـ فرق العمر إن حمده زوجة أبو خالد كانت أختي من أبويه .. يعني أنا من أم ثانيه )

.

كانت رهف غاضبة لأنها أخفت عنها هذا الموضوع و لكن مرام شرحت لها باختصار الحال بينها وبين تركي ( سطحي جدًا و متوتر جدًا.. جدًا ) ربما هذا ما جعل رهف تسكت عن الموضوع و الآن شعرت مرام بالاختناق خاصةً عندما أمسكت رهف بكفيها و سألتها بكل حيرة الدنيا و ألمها : ليش تركي تزوجني .. ليش يعاملني بهذي الطريقه ؟؟ .

اختلج قلب مرام بين ضلوعها وهي تجيبها سريعًا : رهف .. أنا صحيح واجهته بالموضوع و ليه خطبك و سوى اللي سواه .. لكنه .. لكنه صدني بكل قوة ، قلتلك من أول إنه علاقتي معاه سطحية ..تتوقعينه يعلمني بشي خاص زي كذا .

هتفت رهف باستنكار : شي خاص ؟؟ .

أومأت مرام برأسها و هي تحرر يديها و تشيح بوجهها : زواجه شي خاص فيه و لو حاولت أسأله راح يردني بلسانه الحاد .

تطلّعت رهف إليها و هي تعود لتجلس على الأريكة و قالت بتوجس : متأكده إنك ما تعرفين ولا شيء .. و لو بسيط .

امتقع وجه مرام و أطرقت برأسها للحظة و هي تحرك قدمها و قالت : تبغيني أدورلك .. و أتقصّالك عن الموضوع ؟؟ .

هتفت رهف بلهفة : ايوه .

هزت مرام رأسها موافقة و هي تشعر براحةٍ بسيطة لأنها أخرجت نفسها من الموضوع لهذه اللحظة و قالت : خلاص .. أعطيني يومين .. و أنا أحاول أجيبلك أجوبه تشفي غليلك بطريقتي الخاصة.. و أكثر من كذا .. ما أقدر .

ثم رفعت رأسها إلى رهف و تطلعت إلى عينيها الباكيتين : معليش .. معليش يا فوفو .. أنا حاسه فيكِ .. حاسه .. بس .. .. يعني .. انك تشردين .. هذا هوا الحل الوحيد .

هزت رهف رأسها نفيًا و قالت : لا .. خلاص .. راح أصبر .

تراجعت مرام إلى الخلف في صدمة و هتفت : يعني راح تتخلين عن فكرة الهرب ما تبغين تشردين منه؟؟!! .

عادت رهف إلى النافذة الزجاجية و هي تقول بصوت متهدج : ايوه .. آسفه يا مرام عارفه انك تبغين تساعديني .. بس .. ما أقدر أشرد منه و أنا عارفه انه راح يطاردني .. و أنـ .. أنا بصراحه خايفه على أهلي .. و الأهم .. ما أقدر أطلع بدون إذنه .. خلاص .

ثم ابتسمت بسخرية مريرة و هي تردف : صار زوجي .

قبضت مرام على كفها بحنق و التزمت الصمت ، أجبرت رهف نفسها على الابتسام و قالت تغير دفة الموضوع : كيفها جوري ؟؟.

لم تتقبل مرام تراجع رهف عن الهرب و لكنها أجبرت نفسها على التجاهل و هتفت و هي تمسك بملعقتها : بخييييييييييييييير .. مطفوقه هذي البنت و على نياتها .

سارت رهف باتجاهها و قالت : من كثر ما كنتي تحكيني عنها .. نفسي أشوفها .. بس .. الظروووف .

سألتها مرام بلهفة : اش رايك تشوفينها دحين ؟؟ .

حملقت رهف بعينيها و هتفت بدهشة : مجنونه انتي ؟؟ .

زمجرت مرام بعصبية و تناولت قضمة كبيرة من المثلجات و أخذت تتحدث : امممم .. الله يآخذه المعفن .

بلعت اللقمة و أردفت بعصبية أكبر و هي تلوح بالملعقة : عااادي .. أقلها انك حرمته .. وان المجرم كفَـ

قاطعتها رهف على الفور : لااااا .. مراام .. لا تشوهين صورة أخوها قدامها .

رمقتها مرام بنظرةٍ شرسة ، فحركت رهف يدها مهدئةً : لا تجرحين قلبها ، من كلامك هيا شايفه أخوها قدوه ..و شي كبير .. لا تحطمينه قدامها ، هيا مالها ذنب فـ اللي يسير .. راح تهدمين انسانة بيدك .

زفرت مرام في غيض و هي تتأفف ، ثم قالت : أقول تعالي و كملي عسكريمك لا يسيح .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


تبوك


المنزل الشعبي


30 : 10 مساءً



مسحت دموعها الغزيرة و هي تنظر إلى الحرق المعلّم في ذراعها ، نهضت من مكانها و هي تتألم ، وقفت أمام جهاز التكييف و وضعت يدها أمام مخرج الهواء علّ جزيئاته الباردة تطفئ اشتعال بشرتها ، أطرقت برأسها و طعم الدموع يملأ جوفها ، أخذت تتذكر كيف سكب زوج والدتها كوب الشاي على ذراعها بكل بساطه و الضحكة الخبيثة مرسومة على شفتيه الغليظتين ، مسحت وجهها بيدها السليمة و هي تتمتم : يا خساره كلمة عمي اللي أقولها .. لكن كله عشانك يا أمي .

ثم همست : يا رب .. يا أرحم الراحمين ..يا أكرم الأكرمين .. فرج عني .. فرج عني يا كريم .

.. : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآه

انتفضت في رعب من قوة الصرخة و ركضت إلى خارج الحجرة و هي تصرخ : أمـــــــــــــيييييييييي !!!!! .

.. :لااااااااااااااااااا تـــــــــــــســــــــــ ــــــــــــــاهيييييير .

دلفت تساهير إلى حجرة والدتها المريضة و صرخت بهلع : أمـــــــــــــــــــــــ ــــــــــي .

كان طلال ينهال على أمها ضرباً بقدميه و يديه وهو يصيح بحنق : يالملعــو** .

و الأم تنتفض كالطير الجريح تحت وطأة ضربه ، ركضت تساهير نحو زوج والدتها و أخذت تجره بعيداً عن والدتها وهي تصرخ : بـــــــــــعّــــد .. بــــــــــــــــعــــد يا مجرم بـــعــــــــــــد .. يــــــكّفـــــي اللي كـــنــت تـــــســوييييه .

دفعها بقسوة و هو يصيح : انـــــــقــــــــــــلــ ـعـــــي .

اصطدم ظهر تساهير بحافة المقعد الخشبي فصرخت من شدة الألم و سقطت على الأرض ، واصل طلال تعذيب جسد والدتها و هو يصيح : تــــكــــــــلــمــي .. تـــــكـــلــمـي يــــالــحــيـوا** .. وين الفلوس اللي ترسلها الجمعيه لكم ويــــــــــــنــها ؟؟

أخذت الأم تتنفس بصعوبة و هي تشير بإصبعها : مـ .. مـ .. تـ

أخذ يجرها مع شعرها و هو يصيح : مـــــا .. ايـــــــــــــــش .. ايييييييش ؟؟.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

التفت إلى الخلف لينظر إلى سبب ذلك الألم و إذ بتساهير خلفه و قد طعنته بالسكين في ظهره و هي ترتجف من هول الموقف ، أخرجها من ظهره ببساطة فشهقت وتراجعت إلى الخلف عندما رأته قادماً نحوها و هي تلعن غباءها الذي جعلها تحضر سكينًا صغيرة لم تخترق إلا القليل من جسده الغليظ الضخم .

أخذت تبكي في حرارة و هي تتراجع : لاااااااااا .

جرها مع شعرها بعصبية شديدة وصاح: عـــــــــلـــى ويــــــــيييييين ؟؟.

كان ثوبه قد امتلأ بالدماء من الخلف نظرت إليه في رعب ، هزها بقوة و هو يرفع السكين إلى وجهها و يصيح : يالــــــــــحيوا** .. هـــــــــــذي آخـــــــرتها تــــــــطـــعــنـيني ..تطعنيني يا بــــــــنــت الــكـــلـ* .

انتفضت في رعب عندما قرّب السكين من عنقها و هو يصيح : طــــــيـــب ..دحـــيـــن أوريـــكِ كـــيف الـــطــعــن .

و الأم تصرخ بكل ذعر الدنيا : لاااااااااااااااااااااااا ااا .. بـــــــــــــنــــــــتي ييييييييييييي!!!!!!

أغمضت تساهير عينيها و هي تتشهد ، لامست السكينة عنقها فتلطخ بدمائه ثم .. ألقاها على الأرض و هو يهتف بسخرية : ولاا .. نسيت اني راح أستفيد منك ..عشان كذا في طريقة أحسن .

وجذبها إلى صدره .. صرخت في اشمئزاز فقبض على ذقنها بيده و قرّب وجهها من وجهه حتى شعرت بأنفاسه الكريه تلفح وجهها ، لم تعد قادرة على النطق أو الصراخ و الغصة تخنقها من شدة الذعر و : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

ترددت صرختها المعذبة حينما عض وجنتها بأسنانه و أخذ يعتصرها بين فكيه و هي تصرخ من شدة الألم و تركله برجلها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

و عندما شعر بطعم الدماء في فمه تركها و ألقاها على الأرض و أخذ يضرب رأسها في المقعد الخشبي و هو يصرخ : ذوقـــــــــــــــي .. ذوقـــــــــــــــي يالـ######.

ألقاها على الأرض مجددًا بكل قوته ثم اعتدل واقفًا و أدخل يده في جيبه ، كانت تساهير تنظر إليه من عينيها الشبه مفتوحتين و لكن الصورة مشوشة أمامها ، أدموع هي أم دوار من شدة الضرب ؟؟ .
شعرت به يمسكها مع شعرها و يرفع رأسها عن البلاط و هي ضائعة في ذلك الضباب المحيط بها ، ذلك الضباب الذي يخنقها و يكتم على أنفاسها كأنها .. تموت ، شعرت به يضع شيئًا في جوفها ، شيءٌ ما ذاب من غزارة الدموع التي تملأه ، و بكمية من الماء تندفع خلفه ، سعلت بشدة و آلام رهيبة تشتعل في صدرها و حلقها ، حاولت أن تستنشق كمية من الهواء علّها تنجو من هذا الاختناق ، هزت رأسها رفضًا و ألمًا و هي تجاهد لرفع رأسها و التنفس ، شعرت بصفعة شديدة على وجهها أردتها طريحة الأرض ، مالت برأسها على الجهة اليمنى و شعور الغرق يخيم عليها أكثر فأكثر ، لمع في عينيها لون أسود .. لون ثوب أمها المريضة التي تجلس على مقربة .. تقوست شفتاها من مرارة الحزن و العجز الذين يكبلان حركتها ، أغمضت عينيها بضعف و انكسار .. و تاهت بين الظلمات .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


تبوك


00 : 11 مساءً


أوقف ياسر سيارته أمام تلك المباني الأنيقة المتشابهة و المتراصة إلى جانب بعضها البعض ، كان عبارةً عن مجموعة من الشقق التي يملكها عمه أبو فيصل و هي التي اعتاد ياسر أن يجلس فيها في كل مرة يأتي إلى تبوك ، سار بهدوء بعد أن نزل من سيارته و أغلقها و تفكيره منشغل بشقيقته الصغرى ، زفر من أعماق صدره و هو يهمس : آآآآخ يا عروب .

دلف إلى إحدى تلك المباني و طالعه ذلك الوجه الباسم المرحب الذي هتف : هلاااااااااا و الله بالغالين .

ابتسم ياسر و هو يتقدم من الرجل الذي يقف أمامه و قال: هلا فيك عم عبيد .

اقترب منه الرجل و سلم عليه بحرارة و هو يقول : كيف حالك يا لغالي وكيف الوالد ؟؟؟ .

تراجع ياسر وهو يقول : الحمد لله يسرك الحال .

اتسعت ابتسامة عبيد و هو يقول : بلغني مصلح انك بتجي و جهزتلك الشقه .. دوره جديده .. صح ؟؟!!! .

أومأ ياسر برأسه قائلاً : ايه والله .

ضرب عبيد على صدره و قال : طيب .. عشاك عندي اليوم .

لوح ياسر بيده في خجل : اعذرني يا عمي .. مره ثانيه إن شاء الله .. و الله مرهق وتعبان .

ربت عبيد على كتف ياسر وقال : ما أبغى أثقلّ عليك .. بس تجبر خاطري بكوب شاهي .

ابتسم ياسر و قال: تآمر أمر يالغالي .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@



~ الأحـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــد ~


جده


القصر


00 : 2 صباحاً


سارت إلى جوار مرام في ممرات القصر و هي تتمتم : مرام .. مو الوقت متأخر على المشي في الحديقة ؟؟ .

ضحكت مرام : انتي خواااااااااااااااااااافه .. يابنت أقلك عادي ..مو كفايه انك لابسه عبايتك وشايله معاكِ الغطا والطرحه كنك بتقابلين رجال .

و رفعت حاجبيها و هي تقول ببساطة : ترى أنا أمشي فيها لحالي بعض الأحيان .

كان قلب رهف يخفق بخوف غريب و هي تهمس: ايوه .. بس مو فـ زي هذا الوقت المتأخر .

هزت مرام رأسها و هي تفتح الباب المؤدي للحديقة : أقووووووول .. اهجدي .. الحراس برا .. يعني مين بالله بينط عليك من فوق هذي الأسورا العالية .

طالعتهما الحديقة الواسعة فأشارت مرام بيدها إلى الخارج و هي تهتف : حتى الأنوار شغالة .

خرجتا سوياً ، توقفت رهف للحظة وجالت ببصرها في الحديقة من حولها ، كانت تأسر الناظر بسحرها العجيب الطاغي عليها و الذي يضفي على المكان شاعريةً رائعة ، استنشقت رهف كمية كبيرة من الأكسجين و قالت بصوت حالم : الله .. ريحة فل .

ابتسمت مرام : فل و ريحان .. و كل الورود اللي تحبينها .. تعالي أوريك .

و لم تكد تخطو خطوة واحدة إلا ..

...... : عـــلــــــــى ويـــــن ؟؟؟!!! .

شهقت رهف و رفعت الطرحة على رأسها ثم غطت وجهها و هي تسمع هتاف مرام المصدوم : أيــــمـــــن ؟؟!! .

ابتسم في سخرية و قال : ايوه .. أيمن .. يا روووح أيمن .

تراجعت رهف إلى الخلف و هي تنتفض رعباً و تتساءل عن الشاب الذي يقف أمامها ، كان يرتدي بنطالاً زيتي اللون و قميصاً أسوداً.. خُطت عليه كتابات متفرقة باللون الزيتي ، شعره الأسود يصل إلى كتفيه و سلاسل مختلفة معلقة على عنقه ، هتفت مرام في حنق : يا لحقير .. اش تسوي هنا فهذا الوقت ؟؟ .

ضحك في سخرية و هتف : مقهوره عشني شفت وجهك بعد طوووووووووووول انتظار.

صرخت في غيض و قد تناست أنها لا تردي حجابًا و لا غطاءً للوجه : يـا قــــــــــلــــيـل الأصــــــل .. لــــــم لــــــــــــســـــــــــ ـــانـك ، و لا و الله أمسح بـــــــــكــرامــــــتــ ك الـــــبــــلاط يالـ######## .

وضع إصبعه على شفتيه و همس : اششششش .. بشويش ..الناس نايمين .

التفت مرام إلى رهف و جرّتها مع يدها على الفور: يلا .

همّت بالسير و لكنه اعترض طريقها ، تراجع مرام إلى الخلف و رهف برفقتها و صرخت : يالزفـــ* .. ابـــــــعد من قـــــــــــدامــــــــــ ـي .

ابتسم في خبث و قال : ما راح أسيبك إلا بشرط .

صرخت بعصبية مفرطة : أقـــــــــــــلـــك ابـــــــــعــد .

ضحك و هو يقترب منهما : اش رايك تنزلين هذا الغطا عن وجه صحبتك و نجلس في غرفتك و لـ

قاطعته صفعة قوية على وجهه ، شهقت رهف في ذعر أما هو فقد نظر إلى مرام بصدمة ، تلك التي قالت في صرامة : عــــــــــســــاك بـــــــــالـــمـــوت يــــالـــخـــبــيــث يــــــــالـــــــــصـــا يع.

أشار إلى نفسه بصدمة و قال: أنا .. أنا تضربيني كف يا مرام .

مد يده بسرعة و قبض على ذراعيها ثم جذبها إليه انطلقت صرختا رهف و مرام في آن معاً و لم يشعر أيمن إلا بشيء يجذبه من الخلف و ينهال عليه ضرباً، تراجعت مرام بعد أن نزعت يدها من كفه و اكتفت بمتابعة المشهد في اضطراب ، كان أيمن يصرخ من شدة الألم و هو يستمع إلى الصوت الرجالي القوي الموجه إليه : أنا ما قلتلك معاد أبغى أشوفك هنا يـــــــــــــالـــــــــ ـكلـــــ* .

صك أيمن على أسنانه بغيض و وجهه محتقن من دماء الغضب و صرخ : هـــــــــــــذا بــــيــــت خــــالـــتي و أنــــــــــــا حـــــــــــرررررر .. فـــــــــــــــك يــــــــــــــدي يـــــــــــــا حيوا* .

زاد تركي من ضغطه على ذراع أيمن التي لواها خلف ظهره و قال بقسوة :مــــــــالحيوا* الا انـــــــــتــا و الـــــمــــلاعـــيـ* اللــي مسكتهم الشرطه برا قبل شويه .

جحظت عينا أيمن في صدمة وصرخ : لاااااااا يــــــــالـــــخســـــيس .. أصــــــــحابييييي .. لـــيــش عـــلــمـت عـــلــيـهم ؟؟؟؟؟؟؟.

ألقاه تركي أرضاً و من ثم كتفه بذراعيه و مرغ وجهه في تربة الحديقة و هو يقول بصرامة مرعبة : اقسم بالله العظيم لو عاد أشوف ظلك في هذا المكان لا تلوم إلا نفسك .

شعر أيمن بالخوف الشديد و هو ينظر إلى عيني تركي الممتلئتين بالقسوة و الصرامة ، نهض تركي من فوقه و قدمه لا تزال على ظهر أيمن ، رفع _شماغه _ من فوق رأسه وألقاه على مرام و هو يصيح : عــــــــــــــلـــــى جـــــــــــواااا .

استوعبت مرام الموقف ، غطت نفسها و ركضت إلى الداخل و لحقتها رهف ركضاً و المشاعر تجيش في صدرها و تعبث بقلبها .

حاول أيمن أن ينهض و لكن تركي ثبته على الأرض بقسوة و هو ينادي : رشـــــــــــــيــــــد.

حضر أحد الحراس مسرعًا و معه عامل آخر ، أشار تركي إلى أيمن و صاح : ارمــــــــــــوه فـــــــي الـــشــــارع .

حملا أيمن المصدوم بسرعة و اختفيا به عن الأنظار .

.

لم تعد رهف تشعر بقدميها و منظر تركي و هو يضرب أيمن قد اخترق عقلها ، أي قسوة تلك التي تعربد في صدره ؟؟؟.. لم تر منه شيئًا يدل على أنه يمتلك ذرةً من الرحمة في صدره .. أي حقد ذاك الذي يحمله عليها و على كل من حوله ؟؟ .

كم شعرت بأنفاسها تضيق و هي تتذكر كيف أخبرها بوفاة أخيها بذلك البرود ، بل و كيف صفعها على وجهها و جرّها مع شعرها .. كيف استطاع قلبه الذي يشبه الحجر في قسوته أن يعذبها في تلك الحجرة الكئيبة ، تفجرت الدموع من عينيها و هي تخلع غطائها عن وجهها و تركض ، و نيران القهر و الغل تجري في دماءها و تتفجر في قلبها المكلوم ، أخذت تتنفس بسرعة و هي تركض خلف مرام و هتفت : مـــــرام .. اســـــــتنينــي ..مــــــرام .

ركضت مرام و هي لا تشعر بما حولها ، قد اصفّر وجهها وابيّضت شفتاها و هي تهتف بلا وعي : خنته .. خنته .. خنته .

و قبل أن تمطي الدرج جرّتها رهف مع ذراعها و هتفت باكية : وقــــــــــــفــيييييييي ي .

شهقت مرام و هي تصطدم بجسد رهف لتسقط طرحتها السوداء على كتفيها ، تشبثت بها بقوة فرفعت رهف حاجبيها بدهشة و قالت : ميميييي !!.

انفجرت مرام تبكي بحرقة و جسدها ينتفض بين ذراعي رهف أخذت رهف ترتب على ظهرها بحنان و هي تهمس : ميمييييييي .. اشبك .

مضت دقيقة و نشيج مرام يلف المكان و

.......: ابعدي عنها ..

تجمدت الدماء في عروق رهف ، أغلقت عينيها و هي تتمنى أن يكون ما سمعته وهمًا ، تسللت إلى أنفها رائحة عطر رجالي قوي فضمت مرام إليها أكثر و مشاعر الكره تتصاعد في نفسها المتألمة ، همست مرام : رهف .. اطلعي فوق .

ثم تراجعت إلى الخلف و رهف تنظر إلى عينيها في حيرة ربتت مرام على كتفها و التفتت إلى تركي الذي وجه إليها نظرات صارمة قوية ، ابتلعت مرام ريقها و هي تشيح بوجهها ، شعرت رهف في هذه اللحظة بموقعها الخاطئ، شدت على طرحتها المنسدلة على كتفيها و ركضت إلى الأعلى .

و حينما اختفت عن نظره صرخ في حدة وهو يجر مرام مع ذراعها بقسوة : لـــــــهـــذي الـــــــدرجة وصــلــت وقـــاحــتــك .. تطلعين قدام الـ##### بدون عبايه ولا غطااا .

شهقت مرام رغمًا عنها و وضعت كف يدها الحرة على فاها ثم التقطت أنفاسها قبل أن تقول : ما كنت أدري انه برا .

صرخ تركي مرةً أخرى وهو يضغط على ذراعها أكثر: و يـــــــــعنييي ..الـــــمـــفروض مــــــن يـــوم مـــا ســـــــمـــعـــتــي صـــــــوتــــــــه تـــنــقــلــعــيـن جــــــــوا مو تــــــفــتــحــيـتلـي مــعــاه حـــكــايــات .

ترك ذراعها بجفاء فغطت وجهها بكفيها و هي تكبت شهقاتها المقهورة لظهورها أمام أيمن بتلك الصورة.

تنفس تركي الصعداء ثم قال بصرامة شديدة : اســــــمــعــي .. مــــو مــعــنى إنــــــك خــــــالـة أبويه يعني كل شي حلال عليك .. طالما انك عندي .. اللي يمشي على جوري يمشي عليكِ .. فاهمه ولا لا .

أومأت برأسها في صمت ثم مسحت أنفها و هي تقول بصوت متحشرج : و الله ما كنت أدري إنه موجود .. لا تظن فيني شيء خطا .. مو أنا اللي تنزل نفسها لهذا المستوى .. استفزّني بوقاحته و أنا .. ما قدرت أمسك نفسي .

لم يعر لحديثها بالاً بل استدار إلى المصعد و هو يقول : و الـخبيث هذاك ولد أخت الحقيرة أنا أوريه .

زوت مرام بين حاجبيه في دهشة و تساؤل يدوي في عقلها

** .. الحقيرة ..... ساميه ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!! **


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 03:19 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



تبوك


المبنى السكني



الدور الثالث


00 : 4 فجراً



في تلك الحجرة المظلمة الباردة .. استيقظ من نومه ثم مد يده و التقط هاتفه المحمول ، ضغط على أحد مفاتيحه و نظر إلى الشاشة ثم همس : الساعه أربعه !! ..بقي عن الصلاة حوالي عشره دقايق.

قطب حاجبيه عندما شعر بفحيح أنفاس إلى جوار هب من مكانه جالسًا في فزع و التفت إلى يمينه .. الحجرة مظلمة و لكنه شعر بوجود أحدهم .. قفز من فوق السرير و أشعل الضوء ..


.


.


.


في الدور الأول من المبنى

أمسك بكتف الرجل الذي يقف أمامه و هتف: هاه عبيد .. تمت المهمه ؟؟ .

ضحك عبيد في فرح و قال: ايووووه يا مصلح .. حطيت له المنوم ف الشاهي و طلال تكفل بالباقي .

ضحك مصلح بدوره و قال : و الله انكم شيطاييييين ..و مين راح يطلعله دحين .

غمز عبيد بعينه و قال بخبث : عم العروس و أصحابه .

و غرق في موجة أخرى من الضحك .


.


.


.



شعر بالزمن يتوقف من حوله و هو ينظر إلى ذلك الجسد المسجى على السرير ، ذلك الجسد الناعم الذي غطى بعضه قميص نومٍ حريري ، أشاح ببصره بسرعة عندما تأكد مما يراه وأنه ليس حلماً و هتف : استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم .

مسح على وجهه و انتفض جسده عندما هز الشقة صوت جرس الباب و ذلك الطرق القوي عليه .. لا يدري لماذا شعر بأنه متعلق بالمصيبة التي تنام على سريره ، لم يدري ماذا يفعل و هو يسمع الأصوات المرتفعة من خلف الباب : افــــــتـــح .. افــــــــتــــح الــــــــــــــــــبــــ ـااااااب.

دارت في خلده أفكار عده ، كان متأكدًا بأنها خطة للاحتيال عليه ، توجه إليها و هو مشيحٌ ببصره و صرخ عليها و هو يضرب السرير بيده : قومـــــــي يالحقيره .. قومــــــــــــــــــي .

لم تحرك ساكنًا و الطرق يشتد على الباب ، كان يشعر بشيء ثقيل يكبت على أنفاسه و أخلاقه تمنعه من رفع بصره إليها ، قبض على كفه بحنق و هو عاجز عن التفكير أكثر ، زمجر بغيض و خرج من الحجرة ثم أغلق الباب خلفه ، توجه لباب الشقة بسرعة و فتحه و هو يصيح بعصبية : نـــــــــعـــم ؟؟!!!..

كان يقف أمامه ثلاثة رجال يتميزون بضخامة الجسد ، أشار إليهم أحدهم و هو يلهث : و الله هوا .. هوا اللي أخذها معاه .. أنا شفته .

قطب ياسر حاجبيه في تساؤل مستنكر فدفعه الرجل الآخر إلى الداخل و هو يصرخ : يالـ###### .. و يــــن بـــنـــتــي ..بـــــــــنــــــــــــت ـــي ويــــــــــن ... طـــــــــلــعــهـا بـــســـرعـــه .

تراجع ياسر إلى الخلف وصرخ بدوره : بـــــــنـــتــك فــــي عيـــــنـــك يــالـخسيس .. انـــــــــت الــــــنـــذل اللـــــــي رمــــيــتـــهـــا عــــــــلي وجــــــــاي تــدّور عـــــــــلــيــهــا الـــحــيـن .. تتبلى علي يالحقير ؟؟!!!!!!!!!.

لم يبالي الرجل بما يسمع بل ركض إلى الداخل و هو يصيح : تــــــــــــــســــاهـــ ـيــــر!!!! .

كتف الرجلان الآخران ياسر الذي أخذ يقاتلهما في استماتة و هو يصرخ: يــالــكـــلا* .. فـــكــونـــــــــــــي .

أغلق أحدهما باب الشقة بقدمه و فتح الرجل المذعور باب حجرة النوم ثم شهق في رعب مصطنع : بــــــــــــــــــنـــتـ ــــــــــــي !!!!!!!!!! .

ركض إلى داخل الحجرة و عندما وقعت عيناه عليها ، صرخ في غضب مصطنع و انهال عليها ضربًا : الله يسود وجهك يالـ######## .. الله يآخذ روحك يالـ#######.

اعتصر أحد الرجلين كتف ياسر و قال ببرود : انتا يا ياسر الـ***** تندس اسم عيلتك بهذي الصوره الشنيعه ؟؟؟.

صرخ ياسر في حنق و هو يحاول أن يحرر نفسه من بين أيديهم : تــــــخـــــســـى .. لا تــــــتـــعـــدى حـــدودك و تــــطــــــــــول كــــــــــــلام مــــــــــــــنــــت بــحــمـلــــه .

دفعه إحدى الرجلين على الحائط و قال : والله اللي يجر بنات الناس معاه عشان يقـ آآآآآآآآآه

ركلةٌ قوية من ياسر في معدته قطعت كلماته و جعلته يتراجع للخلف و يصيح : الله يآخذك .

صرخ ياسر بعصبية شديدة و هو يحرك بصره بينهما : قلتلك لا تطول كلام منت بحمله .. و إذا كنت بسوي الحرام اللي تقوله .. عندي اللي يجيب عذارى العرب كلهم.. موب وحده ###### رامينها علي يالـ#######

قدم طلال في هذه اللحظة من حجرة النوم و هو يلهث و يصيح : والله ما تتحرك إلا و انت عاقد عليها يالـخسيس يالـ########.

قطب ياسر جبينه باستنكار و صاح بحنق : أقول شيل بنت الشارع اللي جايبها و اطلع من هالشقه بكرامتك أحسن .

ثم اندفع بعصبية نحو الباب الخارجي ليُخرج نفسه من هذا الجو الخانق و ليبلغ الشرطة عن هؤلاء المحتالين بل ليعرف كيف استطاعوا أن يدخلوا إلى شقته و

: اســـــــــــــــــــــــ ــتنى ..

لم يعر بالاً لحديثهم ، ولكن أحدهم قبض على كتفه ، و عندما همّ بنزع يده من عليها .. تصلبت .. و جحظت عيناه و هو ينظر إلى الشيء الموضوع أمام عينيه و تلك الكلمات الخبيثة تدوي في أذنيه : فيه نسخ من هذي الصور عند واحد من الشباب ، و بكلمه مني بس .. راح تنتشر فـ كل مكان .. و خلي كل العالم يعرف ياسر الـ***** اش سوا فـ تبوك .

شعر ببراكين شديدة تتفجر في صدره و عقله عاجز عن استيعاب المناظر الحقيرة التي احتلت الصور ، تلك المناظر التي صورته برفقتها و هو نائم .

التفت إليهم في حدة و على وجوههم جميعًا ابتسامةٌ خبيثة ، حتى طلال الذي تخلى عن منظر الأب المصدوم بمنظر ابنته ، و قال : هاه .. اش قلت ؟؟ .. صدقني .. أي اعتراض منك أو أي محاوله إنك تبلغ أحد بالقصه بيخلي الصور تنتشر على طول .. و تخيل وجه أبوك و أمك المسكينه لما يشوفون هذا المنظر .

قبض ياسر على كفه بحنق و خرجت الكلمات من بين شفتيه مخنوقة غاضبة : واش هالخسه و الدناءه يالـ####### ، انتم ما في بقلوبكم خوف من الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! .

ضحك أحدهم و هو يدس الصور في جيب ثوبه : هذا شرطنا يا ولد الـ****** .

تفجر الغضب العارم في ملامح ياسر و اندفع نحوه صائحًا : يالـــــخسييييييييييييييي ييييييس .

لكمه ياسر بكل قهر الدنيا على خده و بطنه و صدره ، فاندفع طلال و الآخر نحوه على الفور و قبضا عليه ثم أخذا يسحبانه حتى أجلساه على الأرض عنوة ، و المضروب يضع يده على وجنته و يغمم : خليت اللعب صعب يالـ###### .. لكن هين .. إحنا لاعبين اللعبه صح .. و من هنا راح تطلع على المحكمه و تكتبت كتابك على طول و بكذا تفكنا منها و ترسلنا مبلغ محترم كل شهر .
و انفجر بالضحك مع رفيقيه .

.

00 :6 فجرًا


فتحت عينيها بإرهاق شديد و هي تأن : مـ .. ماما ؟؟!!.

تاهت حدقتاها للحظة قبل أن تستقرا على ذلك الوجه الذي ينظر إليها و على شفتيه ابتسامة خبيثة ، شهقت في ذعر و هي تهب جالسةً على السرير و صاحت : يا حـــــــــــــــقــــــــ ــــــــييييييييييييير .

انفجر بالضحك و هو يجلس بكل أريحية على المقعد المقابل : تسلمين والله يا بنت سالم قصدي .. يا حرم ياسر الـ*****.

زوت ما بين حاجبيها و هي عاجزةٌ عن تفسير كلماته ، خفق قلبها للحظة عندما شعرت أنها في مكانٍ غير مألوف ، جالت ببصرها بسرعة في المكان و آلام الجراح على وجهها تستيقظ بعد سبات ، ارتسم الهلع على ملامحها الجميلة و صاحت : انتا وين وديتني يالمجرم و أمي فـــــــــــيييييييين ؟؟.

نزلت من على السرير قبل أن ينطق و هي في قمة ذعرها ، برودة قارصة صعقتها وجعلتها تنظر إلى لباسها ، تصلبت قدماها و قلبها يهوى بين ضلوعها ، رفعت بصرها إليه و هو يضحك بسعادةٍ غريبة ، لم تدري بم تنطق و دموع القهر تسيل على وجنتيها و أنفاسها تتسارع من شدة الحنق و الصدمة المريرة ، سحبت لحاف السرير بكل ما تملك من سرعة و غطت جسدها الغض و الحرج .. كل الحرج و الألم يفتكان بقلبها الجريح ، صرخت و دموعها الساخنة تبلل وجهها : ياللي ما تخاف ربك .. يالخسيس يالنذل .. يالظـــــــــــــــــــــ ــــــالــــــــــــم .. الله لا يوفقك و لا يبارك فيكِ .. الله يآخذ و يريحني و أمي منك و

بترت عبارتها و شيءٌ ما يخترق عقلها .... هي هنا .. في مكان غريب ، وحيدةٌ برفقته ترتدي هذا اللباس إذًا .... ؟؟!!

وضعت كفها على فاها و هي تجثو على ركبتيها في انهيار تام و خصلات شعرها البني الطويل ملتصقة بوجنتيها من فرط الدموع .

اتسعت ابتسامته الخبيثة و هو ينهض من مكانه قائلاً ببطء : اسمعي اللي أقلك عليه و افهميه.. بعد كم يوم راح تمشين معايا للمحكمه عشان نعقد لك على زوج المستقبل .

و ضحك و هو يردف : تدرين إنك مقطوعه من شجره يا كافي .. لا أبو و لا أخو و لا قرايب .. عشان كذا مضطرين نعقد لك فـ المحكمه .

اقشّعر جسدها و هي تضم اللحاف إلى جسدها أكثر و هتفت بصدمة مخنوقة : انتا اش تقول ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!.

رفع أحد حاجبيه و هو يحدث نفسك : أوريكِ و لا لا ؟؟ .. هممممم .. خليني أوريكِ أحسن بدل الشرح .. و زي ما قال مـــــراد .. الصور تسوي العجايب .

أدخل يده في جيبه و هي تنظر إليه بحيرة قاتلة ، و لم تشعر إلا بشيء يلقى أمامها ، وقعت عيناها عليه و شُلت أطرافها من المنظر ، حتى لسانها المرتعد التصق بسقف حلقها الجاف .

أي كلمات تصف شعورها في تلك اللحظة ؟؟

بل أي نظم من العبارات ؟؟

أدموعٌ تفي لغسل جراحها المشتعلة ؟؟

أم صيحات و صرخات ملتاعة موجوعة ؟؟

لا أب يحميها بروحه .. و لا شقيق يذود عنها بجسده ..

و لا أم تساندها بحنانها و حكمتها ..

.

هو زوج أمٍ حقير يقف أمامها و يحدد مصيرها بخطة خبيثة حقيرة من عقول شيطانية لم تُقم لمخافة الله وزنًا أو معنى .

انفجر بالضحك و هو يقول : بالله اش رايك فـ القميص .. ما ني فنان .. و دحين راح تتزوجينه بالغصب عشان نستر على هذي الفضيحه .

رفعت رأسها ببطء إليه و همست بنظرات تائهة : ايش ؟؟ .

جذبها مع كتفها في غلظة لتقف على ساقين متخاذلتين و اللحاف يسقط من بين يديها المخدرتين ، صرخ في وجهها : اللي سمعتيه .. راح تنقلعين معاه .. و كل شهر ترسليلي مبلغ محترم ، الرجال بطران و الفلوس حولينه زي الدود .

تفجر الحقد و الغل في عروقها المشروخة بسكاكين العذاب ، انهمرت دموعها من مقل تتمنى العمى على أن تنظر إلى تلك الصور التي رسمت حكاية الجبروت و الطغيان على نفسٍ رقيقة ضعيفة تائهة ، و صرخت روحها التي تجرّعت كؤوس السموم القاتلة : أقوول فك يدي يالمجنون يالسكير ..ما يكفي إنك رميتني عليه بذاك اللبس ياللي ما تخاف ربك يالـ

جرها مع شعرها فصرخت بكل آلام الدنيا: ســــــــــــــــــــــــ ــيبنيييييييييي .

صفعها على وجهها و صاح بغضب: لا تردين عليا .. إذا ما سويتي اللي أقلك عليه و الله ما تلاقين إلا جسم أمك مقطّع قدامك يالـــــــــــــمـــلــعـ ــو** .. سمعتييييييي .

انهمرت الدموع من عينيها و هي تنظر إلى وجهه الكريه الذي تتمنى أن تحرقه بماء النار و صرخت بعد شهقة عنيفة : كـــــــــــــــــــذااب .. أصلاً .. أصلاً ..اش يضّمني انــــــــــك مــا قـــتـــلـــتــهـــا خـــلاص .. هاه .. هـــــــــــــــــــــاه ؟؟؟ ..

و انفجرت تبكي و الآلام تنتشر في جسدها انتشار النار في الهشيم ، آلام روحها اليتيمة المتخبطة ... ألقاها على الأرض فصاحت في ارتياع و هو يضع قدمه القذرة على وجهها ثم أخرج هاتفه النقال و ما هي إلا لحظة حتى صاح : ألوووو .. عبيد ..البقره عندك .. سمّعني صوتها .

و ضغط على رز الميكرفون ، تناهى إلى مسامعها صوت عبيد و هو يجبر والدتها بقسوة على الحديث : قولي ألوووو .. تكلمي يالبقر .. تكلمي .

أغمضت تساهير عينيها بألم عندما ميزت سعال والدتها المريضة و اهتز جسدها و هي تهتف بـ : يا الله .. يا رب .. يا رب .

: ألو ..

شهقت تساهير في حرقة و هي تصرخ : أمــــــــــــــــــــييي ييييييييييي .

صاحت الأم بلوعة : بــــــــــــــــــــنتيي ييي .. تساهير .. لـ

قطع طلال الاتصال فصرخت تساهير و هي تضربه على رجله : لااااااا .. لاااااااا .. لــــــــــيـــش .. ليــــــــــش تسوي فيني كذا ليييييييش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

جرها مع شعرها و أجبرها على الوقوف و هو يصرخ بعصبية : ســــــــــمـــعــتي صـــوتـــها بــإذنـــك ..و دحـــيـــن راح تـــســـويــن اللــــــي قـــلـــتــلــك عـــلــيـــه و لاّ و الله أنــــفـــذ الـــلـــي قـــلـــتــه .

ثم دفعها على السرير و هو يردف : و دحين راح تنطقين هنا إلين أقلك إطلــــــــــــــــــــــ ــعـي .

و انطلق نحو الباب مغادرًا ثم أوصده خلفه .

اعتصرت اللحاف بيديها و هي تنقلب على بطنها و تصرخ بعذاب شديد : حسبي الله عليكِ .. حسبي الله عليكِ يالمجرم .. حسبي الله علــــــــــــــــيــــــ ـــــــــــــكِ .

.

.


ابتسم عبيد و هو يجلس على الأريكة في البهو الرئيسي للمبنى و قال بخفوت : يعني نجحت خطة مراد ؟؟!!.

ضحك طلال و هو يهمس : إيووووه نجحت .. ما قلتلك هذا مخ و فنان فـ خراب البيوت .. صحيح إنه قلي جرّب الخطه من قبل و نجحت .. بس ما صدقته إلين شفت النتايج بعيوني .

همس عبيد و هو يقرب وجهه من طلال كأنه يخشى أن يسمعه أحد : إلا صح .. كيف كلمته و الشرطه تدور عليه .. قصدي .. أكيد جواله مراقب .

ابتسم طلال بسخرية و همس : واحد من الشباب جابله شريحه جديده و كلمته عليها بعد ما عرفت الرقم من مصلح اللي دلّه على مرعي .

ضحك عبيد قائلاً : يا الله ما ني قادر أصدق إن الخطه نجحت و إن ياسر الـ***** محبوس فوق و تحت أيادينا .

أومأ طلال برأسه و هو يهمس بسعادة : أخيرًا بنفك منها الغبيه و أقلع بعدها ذيك البقره التعبانه بس بعد ما نفرح بالألوف .

و انفجر هو و رفيقه بالضحك .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده


القصر


00 : 9 صباحًا



جلست رهف على أول مقعد صادفها و هتفت : انتي ما توبين .. أول الحديقه .. و دحين السطوح .

ابتسمت مرام و هي تتأمل الأجواء من حولها : لااااااا .. ما أتووووب .. أحب الفلّه و الهيصه ..و بما إننا محبوسين خلينا نحوس في القصر .. اش اريك بس في السطح .. كأنه حديقة ثانيه مو .. حتى المسبح موجود .

لم تقوى رهف على الابتسامة أبدًا ، بل اكتفت بهز رأسها موافقةً ، لم تعد قادرة على الاحتمال أكثر و ذلك المسمى زوجها تركها كقطعة الأثاث بعد أن انتهى من جريمته ، حاولت ليلة البارحة بعد أن رقدت مرام أن تبحث عنه .. تحدثه ، و لكنها تاهت في أنحاء القصر و لم تعثر عليه .

نظرت إلى ظهر مرام الواقفة و هتفت: مرّوووم .

التفت إليها مرام وقالت مازحة : ماذا يا جدتي رهيف ؟؟ .

وضعت رهف يدها على المقعد المجاور و قالت: ممكن تجلسين شويه و تريحين عصك .

ضحكت مرام في مرح و هي تسير نحوها : حاااااااضر .. راح أريح عصي الطويل .

ثم جلست إلى جوار رهف و هتفت : هه .. جلسنا .

شبكت رهف يديها قبل أن تقول : كيف عشتي هذي المده كلها فـ جده و أهلك كلهم ف الرياض .. ما وحشوكِ؟؟.

رفعت مرام رأسها تتأمل سرب الطيور السوداء المحلّقة في عمق السماء و قالت : من يومي أحب جده .. و ما أبغى أعيش إلا فيها ، أبويه الله يرحمه وافق على طلبي بإني أجلس هنا مع الوليد رغم اعتراضات أمي الله يرحمها .. درست هنا المتوسط و الثانوي و أولى جامعه و بعد ما توفى الوليد الله يرحمه .. تفاجأت إنه كاتبلي جزء من القصر ف وصيته .. ما تتوقعين قد ايش كانت صدمتي بهذا الخبر .. الله يرحمه .. بعدين أصريت إني أكمل دراستي هنا .. و...... بس .

أطرقت رهف برأسها وتمتمت برقة : آسفه إذا ذكرتـ

قاطعتها مرام بنهوضها و هي تهتف: يا شيييييييخه عاااادي .. ما عليكِ.. يلا قومي بسرعة.. أبغى أوريكِ حاجة.

وقفت رهف و سألتها: اش هيا ؟؟ .

تجاوزت مرام حوض السباحة و فتحت دولابًا صغيراً أزرق اللون أخرجت منظارين أسودين ثم لوحت إلى رهف : تعالي خذي .

رفعت رهف حاجبيها بدهشة و هي تسير: مـــنــظــار ؟؟!! .

ضحكت مرام و هي تمد لها بأحدهما : لعبتي المفضله .. المراقبه من السطوح .

و اقتربت من السور الحديدي المزخرف قائلةً: تعالي هنا .. و راقبي معايا المناظر .

و ضعت مرام المنظار على عينيها .. و قلدتها رهف التي غممت : ممكن أعرف اش تستفيدين ؟؟..اللي يقول حولينك بحر و لاّ غابة .

هتفت مرام : لااااا يا قلبي .. بس فيني لقاااااافه .

خفضت رهف المنظار عن عينيها و التفتت إلى مرام قائلةً بنبرة خجولة : لا .. أنا اللي فيني لقافه زايده اليوم ..

عشان كذا راح أسألك .. مين أيمن ؟؟ .

كانت مرام منشغلة بالتأمل و لكنها أجابتها : هذا يا ستي .. و لد خالة جوري .

اتكأت رهف بمرفقيها على السور المنخفض و قالت: آه .. قصدك ولد خالة تركي كمان .

هزت مرام رأسها نفيًا و هي تمسح عدسات المنظار : لا .. جوري و تركي أخوان من الأبو بس .

زوت رهف ما بين حاجبيها في دهشة و هتفت : و وينها أم تركي ؟؟ .

وضعت مرام المنظار على عينيها مجددًا و هي تجيبها : توفت الله يرحمها من فتره طويله ، و تزوج الوليد بعدها ساميه أم جوري .

صمتت رهف و عادت إلى التأمل من خلال المنظار ، شاهدت الطيور عن قرب ، السيارات التي تسير في الشارع البعيد ، الحديقة و عقلها منشغل بذلك الجبل الجليدي .

وجّهت المنظار إلى الباب الخارجي للقصر كان مفتوحًا و ..

~ رأته ~

شهقت بكل ما تملكه من طاقة فانتفضت مرام و التفتت إليها هاتفة: اشــــــــفيييييه؟؟؟؟!!!! .

سقط المنظار على الأرض و ركضت رهف ، ركضت بسرعة وهي تصرخ : مــــــــــــــــــــــــ ـــــازن .

نزلت عبر السلالم بسرعة جنونية و امتطت المصعد الكهربائي ، حركت رجلها بتوتر و عيناها تفيضان بالدموع : يا ربي .. يا ربي .

و عندما توقف المصعد ، خرجت منه و اندفعت عبر الباب الزجاجي إلى الحديقة و هي تصرخ : مــــــــــــــــازن .. مــــــــــــــــــــــــ ــازن .. اســـــــــــــتــــناااا ااااااااااااااا .

ركضت .. باتجاه الباب الضخم ..


.


و من الجهة الأخرى ..

~ رآها ~

تركض بقوامها الممشوق و جسدها الرشيق ، تركض تحت أشعة الشمس و شعرها البني القصير يلمع تحت ضوءها .

لم يجل في خاطره شيء سوى أنها تحاول الهرب و تحركت قدماه نحوها .

لم تكن المسافة بعيدة جداً عن الباب الخارجي و لم يكن من الصعب على تركي أن يلحق بفتاة و لكن الخوف الذي كان يسيطر على رهف منحها سرعةً كبيرة ، ركضت .. و ركضت .. ثم خرجت مع الباب .. و عندما أرادت أن تقطع الشارع ..أثار حواسها صوتٌ ما .. التفتت و


... : انـــــــــــتبــــــــــ ــــــــهــييييي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.


.



و في ناحية أخرى حول القصر ، داخل تلك السيارة الصغيرة تنهد أبو لؤي قائلاً : اييييه .. من جد ما يستحي هذا الولد .. حتى جيتنا ما حشمّها .. الله يعنيك يا بنتي يا رهف .

زفر مازن في غيض و هو ينعطف بالسيارة : الله يخسّه .

زوى أبو لؤي ما بين حاجبيه و هو يدقق النظر في المرآة الصغيرة فوق الباب ثم التفت إلى الخلف ليتأكد مما يراه و قال : اش هذا التجمع؟؟؟ .. الظاهر في حادث .

انعطف مازن بالسيارة مرةً أخرى مبتعدًا عن القصر و هو يغمم : علّها فـ ذاك المقرود إن شاء الله .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-12, 03:20 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



جده


المستشفى


00 : 11 مساءً



........ : صورنا الأوعية الدماغية و أجرينا أشعة مقطعية على المخ .

هز تركي رأسه بتفهم فأردف الطبيب : الجسد ما تعرض لإصابات خطيرة .. كسر في الذراع و الرجل و رضوض متفرقة في الجسم .

سأله تركي و هو يعقد يديه أمام صدره : هل تتوقع أي مضاعفات لحالتها؟؟.

خلع الطبيب نظارته و قال : بدري نحدد ..الآن هيا في العناية المركزة .. لأن إصابة الراس تحتاج لهذا الشي .. نستناها تفوق و بعدها نسويلها عدة فحوصات و .... مهم كمان إننا نعاين حالتها بعد مالإصابة يعني ضربة الراس تتعافى .. عشان أعطيك التشخيص الأكيد .

ثم ربت على كتف تركي وقال: لا تخاف أستاذ تركي .. زوجتك راح تكون بخير بإذن الله.. بس هيا محتاجه وقفتك جنبها .

شكره تركي فأومأ الطبيب برأسه و غادر المكان ، توجه تركي إلى المقعد الذي أمامه وزفر في عصبية و هو يجلس هامسًا : يا ترا .. اش نهايتها معاكِ ؟؟


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


~ الـــــــاـ ثـــــــنـــــــــين ~


الرياض


الشركة


مكتب نادر


00 : 1 ظهرًا



رمقه عزام بنظرةٍ متضايقة و غمم : يعني ايش ما رجع ؟؟ له أشكل من شهرين مختفي وللحين ما رجع !!!.

تراجع نادر في مقعده و هو يرتشف من كوب الشاي : قلتلك آخذ اجازه .

هتف عزام بنفاد صبر : وييين ؟؟ .

هز نادر كتفيه : ما أدري .. المهم إني اللي عطاه الموافقه أبوك .. و أبوي عصّب يوم درى بالسالفه بس الحق ينقال ان له فتره طويله ما أخذ اجازه .

ظهر الغضب واضحاً على وجه عزام فدفع نادر جسده إلى الأمام و قال : أنا أبي أفهم .. انت واش بينك و بينه ..؟؟ ما يكفي ذيك المطاقه اللي إلى الحين وحنا موب عارفين سببها ، كنت بنادي عمي أبو نواف ذاك اليوم لكن أبوي كان قريب و سمع أصواتكم و الحين لو تدري واش كثر شايل على فارسه فـ قلبه.

نهض عزام من مقعده و هو يتمتم : علّه يطلّع روحه .

زوى نادر ما بين حاجبيه و سأله : واش قلت ؟؟ .

لوح عزام بيده و هو يغادر المكان : مو شي مهم .

سار في الممر لبضع خطوات و إذ بوالده أمامه ، ابتسم عزام و قال : هلا بالغالي .

نظر إليه والده بنظرة غريبة ثم قال : الحقني ع المكتب بسرعة .

و غادر المكان ، قطب عزام حاجبيه في تساؤل و قال بقلق : خير ؟؟ .. اللهم اجعله خير .


@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة


القصر


في نفس اللحظات


سارت في ذلك الممر الطويل ، ببطء شديد و هي مطرقة برأسها تعد خطواتها و تتأمل خيوط أشعة الشمس التي تسللت من خلال النوافذ الزجاجية الكبيرة ، رفعت رأسها عندما شعرت بدنو المكان المطلوب ، توقفت أمامه للحظات و تنفست الصعداء ثم طرقت الباب و حينما أتاها الرد دلفت إلى الداخل .


@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض


الشركة


مكتب أبو نواف



20 : 1 ظهرًا



نهض من مقعده و الغضب يزلزل أركانه و هتف بصدمة : نـــــــعم !!!!! .

قال والده الجالس على المقعد خلف المكتب و هو ينظر إلى عينيه : نعم الله عليك .. اللي سمعته .

تمتم عزام بهدوء مصطنع : يبه .. انت تجبرني على الزواج ؟؟!!! .

قال والده بصرامة : أعتقد انك في سن الزواج .. ليش التأخير .. و أعتقد ان سمعت بنت عمك تهمك.

قطب حاجبيه باستنكار و هتف : أبوي .. سمعة ايش ؟؟ لأن خطوبتها انفسخت .. تقول سمعه ؟؟ .

نهض والده من مكانه منهيًا النقاش: انتهى الموضوع .

هتف عزام في حرقة : بس يبه أنا ما أبيها و

قاطعه والده في غضب هادر : عـــــــــــــــــــزام!!!! !!!!!!!!!!!!!! .

أطرق عزام برأسه على الفور و هو يحاول أن يحافظ على هدوء أعصابه ، صك والده على أسنانه و هو يقول : بنت عمك لحمك و دمك يالـ .. يالشهم .. موب كذا كان يناديك جدك .

قبض عزام على كفه في حنق و استنشق والده الهواء بعمق ثم قال : الكلام في الموضوع انتهى ..

اطلع برا .

شعر عزام بغصة تخنقه و خرج من المكتب و النيران تشتعل في صدره ، لم يشعر بنفسه إلا وهو أمام سيارته ، استقلها و انطلق بأقصى سرعته و هو يهتف بحنق : مين كان يتوقع ؟؟!!!. .

ضرب على المقود بقبضته و صاح بقهر : مـــــــــــســــــــتحــ ــــيييييييييييل .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة


القصر


مكتب تركي


30 : 1 ظهرًا



....... : جوري ؟؟ .

الغصة تخنقها و الكلمات محبوسة في صدرها ، لا سبيل إلى الفرار فقلبها .. مرهق .

نادها مرة أخرى : جيجي ؟؟ .. طالعي فيني .

تساقطت دموعها على كفيها و انطلقت شهقاتها المكتومة من بين شفتيها ، تنهد في حرارة و أشاح بوجهه و بعد لحظة تمتم : خلاص .. تقدرين تطلعين .

هتفت بحرقة : لاااا .

التفت إليها في صرامة قائلاً : قلتلك خلاص ..أنا مقدر وضعك و راح أتصرف بنفسي .

هزت رأسها في ألم و نهضت من مكانها ثم توجهت إلى النافذة و مضت تتأمل حوض السباحة في الخارج و من حوله الأعشاب الخضراء و الأزهار ، تمتمت : تركي .. أنا ما أبغى أثقل عليك أكثر .. بس .. هذي أمي .. أمي .

انفجرت بالبكاء و أردفت : انتا ما تدري قد ايش صعب عليا إني أتقبل هذا الكلام .. صعب .. صعب .

نهض من مقعده و وضع يديه على المكتب قائلاً: قلتـ

قاطعته على الفور : أنا أدري انه واجب عليا إني أحدد و أعطيتني فرصة عشان أفكر .. بس .. ما قدرت .

و التفت إليه و الدموع تملأ وجهها : تركي .. أنا أحبها .. أحبها .. لكن كل ما أتذكر المنظر .. أحس .. أحس ..

اختنقت الكلمات في صدرها فهزت رأسها في أسى ثم أشاحت بوجهها و تركت العنان لدموعها ، أطرق برأسه و لم يحر حديثًا .. لم يكن شيءٌ يمنعه من تحطيم ساميه سوى نظرة واحدة إلى عيني تلك الطفلة التي يحبها ، كان يدرك أن متعلقة بوالدتها ، و رغم كل شيء .. تبقى والدتها .. ربما هو بالذات من يدرك مرارة فقد الأم لذلك يتراجع دائمًا عن قراراته بشأن زوجة أبيه ، لا يريد أن ينتزعها منها بدون أن يوضح لها الأمر بصراحةٍ تامة .. هي أمها و لها الحق في الذهاب إليها و زيارتها لكنه لن يتركها تعيش معها و هي بوضعها المشين ذاك.

تنفست الصعداء ثم عادت لتقول : انتا ما تدري قد ايش أنا ممتنة لك ..قد ايش فرحانه انك أخويه .. قد ايش أشكر ربي انه رزقني بأخو زيك .

رفع رأسه بصدمة و همس : جوري !! .

استطردت بابتسامة عذبة: انتا عوضتني عن بابا .. صحيح ما كنت تتكلم معايا كثير .. و لا أشوفك كثير .. لكن .. يكفي اني كنت أحس بالأمان و الفخر كل ما شفتك .. و .. و أنا دحين .. مـ .. مالي أحد .. يعني .. مـ .. ما أقدر أرجع و أعيش معاها .. و أنا أعرف إنها لسا على وضعها القديم .. و .. و إذا .. إذا تبغى تشوفني .. يكــ .. يكون الموضوع ...... بحـ .. بحضورك شخصيًا .

و عادت لتنظر إليه مجدداً و الدموع تلمع في عينيها : و ...... هذا كل اللي عندي .

لم ينبس ببنت شفه بل اكتفى بالنظر إليها ..إلى .. طفلته .. كما يسميها .. طفلته .. التي كبرت الآن و أصبحت فتاة شابة ، أشاح ببصره و لاح على شفتيه شبح ابتسامة و هو يغمم : كبرتي يا جيجي .. أول مره أحس .. انك .. كبيره.

و بالرغم من ألمها و الدموع التي تغرق وجهها ضحكت قائلةً : لا يا حبيبي .

ووضعت يدها على خاصرتها مردفة باستعلاء : أنا من أول كبيره .. بس انتا اللي يبغالك نظارات .

اقترب منها و هو يكرر كلامها ساخراً : أنا يبغالي نظارات ؟؟؟؟!!!! ..

و عندما توقف أمامها ، تذكرت شيئاً ما ، قالت بخفوت : توتو .. متى راح تتزوج .. سمعت أول إنك راح تتزوح .. اش سار على موضوعك ؟؟ .

لم يرق له سؤالها و ظهر ذلك جلياً على وجهه ، عاد إلى مكتبه و هو يقول بجفاء : كنسلت الموضوع .

تحدثت باندفاع : ليييييييييييييييه .. اذا ما عندك خبر تراك عجّزت .. ما بقيلك شي وتطق الثلاثين .

ابتسم وهو يقول : يلا .. روحي و كملي أكلك .

أومأت برأسها على مضض و هي تهمس : ما راح أسيبك يا خبلون إلين تتزوج .

رفع أحد حاجبيه و سألها : اش قلتي ؟؟ .

رفعت رأسها و هتفت بنظرةٍ حانقة : مالك دخل .

و أشاحت بوجهها في دلال قبل أن تغادر المكان .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده


القصر


35 : 4 عصراً



كانت منهارة تماماً ، لم تتوقف عن البكاء طوال الساعات السابقة التي تلت الحادث .

صفعت نفسها و هي تصرخ و تشهق: آآآآآآآآآآآه .. أنا السبببببب ..أنا المسؤوولة .. آآآآآآه .. ليش خليتها تطلع .. ليش أعطيتها المنظار .. ليييييييييييييش .

عقدة الذنب تنهش قلبها و تؤنب ضميرها وضعت كفيها على وجهها و ..

~ رهف ماتت يا مرام .. ماتت .. ماااااااااااااااااااتت ~

انفجرت تضحك بشكل هستيري ثم أخذت تهز رأسها و هي تصيح : لاااااا .. لااااااااااااااااااااااا .. مــــــا مـــاتــت ..مـــــــــا مـــــــــــــااااااااااا ااااااااتــــــــــــــــ ـــت .

~ إلا .. ماتت بعد حاث السياره .. ماااااااااااااااااتت .. ماتت ~

اعتصرت رأسها بكفيها و صراخها يدوي في الجناح : لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا ..أقـــــــــــلــــك مـــــــــــا مــــــــــــــــاتــــــ ـــــت .. مــــــــــــاااااااااامـ ــــــــــــــاتـــت .. ما تـــــــــــــــــــــفــ ــــــــهم ؟؟؟؟.

~ مرام .. انتي السبب .. اقتلي نفسك عشان تكفرين عن اللي سويتيه .. اقتلي نفسك يا مـــــرام .. اقتلينفسك ~

نهضت من مكانها و أخذت تدور في الحجرة و هي تبكي بعنف : لا .. لا .. مـــــــــــــــا راح أقــــــــتــــل نـــــفــــــســـــي .. لاااااااااااااااااااااااا .. لا تـــــــــــقـــلـــي اقــــــــــتــلــي نــــــــفـــــســـك .. لااااااااااااااااااا .

أمسكت بالتحفة الموضوعة على الطاولة و ألقتها بكل قوتها على الجدار و هي تصرخ: انـــــــــقلللععععع .

تحطمت التحفة و تناثرت قطعها الخضراء الزجاجية في أنحاء الغرفة ، اصدم شعاع الشمس بإحداها فانعكس الضوء الأخضر على وجه مـــــرام ، شهقت .. و تعلق نظرها بجزء من الغرفة صرخت في ذعر و استدارت ركضاً : لااااا .. أســـــــــــــد فـــــــــــ الغرفه .. أســــــــــــــد .. أســـــــــــــــــــــــ ــاااااااااااااااااااااد .. لاااااااااااااااا .

تصلبت قدماها عندما شعرت بمن يمسكها مع كتفيها أخذت تلهث في شدة و هي مطرقة برأسها ، رفعته ولم تكن الرؤية واضحة جداً كانت تحس بدوار شديد ، همست من بين دموعها الساخنة : تركي ؟؟ .

أتاها الرد فوراً : لا .

حاولت أن تدقق النظر و هي تتراجع إلى الخلف و لكنه لم يسمح لها بالابتعاد ، بل أطبق على كفيها و قال بحنو : مرام .. اهدي شويه .

قطبت حاجبيها فانسابت الدموع المتجمعة في عينيها ، همست بخوف: انتا مين ؟؟ .

وضع كفه على وجنتها و قال : أنا عمّار .

شهقت في رعب و صرخت : لاااااااااااااااااااااا .

قطب حاجبيه و سمح لها بالتراجع ، تراجعت للخلف خطوة و انهارت فاقدة الوعي ، أسرع بحملها قبل أن تقع على الأرض ، تأملها للحظة قبل أن يضمها إلى صدره بشوق عميق ، طبع قبلةً دافئة على رأسها ثم تطلّع أخرى إلى وجهها المحمر المبلل بالدموع و خصلات شعرها المتناثرة حوله بشكل طفولي ، تلك الخصلات السوداء التي أضفت على وجهها جمالاً بريئاً دافئاً ، اعترى الألم ملامحه الحزينة فأغمض عينيه و هز رأسه لينفض ذكريات مريرة اندفعت إليه ، توجه بها نحو السرير و بعد أن انتهى من تغطيتها التفت إلى الخلف و قال : ليش ما علمتني من بدري .؟؟ .

عقد تركي يديه أمام صدره و أجابه : حضرتك اللي تأخرت .. وحالتها ما ساءت إلا من شهرين تقريبًا .

نظر إليها عمّار مجدداً و سأله : و ين أدويتها ؟؟.

أدخل تركي يده في جيبه و أخرج ورقة مطوية .. فردها و مدها لعمّار الذي أخذ يقرأ ما خط عليها.

كان تركي متأكدًا بأن وراء انفصالها عن زوجها سبب ما و هذا ما دفعه للبحث عن الدواء ، تأمل عمّار طويل القامة عريض المنكبين ، مفتول العضلات ، أصلع الرأس ، يرتدي نظارات طبية أنيقة خلفها عينان دائريتان سوداوان ذات أهداب قصيرة و ترتكز على أنف ذا أرنبة عريضة تحته شفتان غليظتان ، و سأله دون أن ينظر إليه : تعرف اش نوع مرضها ؟؟ .

فرك عمّار جبهته في توتر و قال : ايوه .. فصام متناثر أو .. فصام الشباب.

نظر إليه تركي في تساؤل : و يعني ؟؟ .

جلس عمّار بجوار السرير و أجابه : يعني ضعف في التركيز و تقلب في المزاج و خلط ذهني ..و أفكار غريبه .. حتى الكلام ما يكون مترابط .. و فـ أحيان كثيره تسمع أصوات تحرضّها إنها تسوي شيء معين .. يمكن عشان كذا حاولت تنتحر ، يعني كانت تسمع أحد يقلها اقتلي نفسك .

و وضع كفيه تحت ذقنه و هو يغمم : يبغالها عناية كبيرة .. وضعها حرج .

تأمله تركي قليلاً ثم قال : أفضل انك تخرجها من هنا و تعالجها برا .

التفت إليه عمّار وغمم بجفاء: لا تشيل هم .. ما راح نثقل عليك .. أنا داري انك مو طايق جلستها عندك .

و نهض من مقعده و هو يقول : دحين أجهز ترتيبات السفر .. بس .. أعتقد انه راح يكون عندك شوية ضمير ..و تخليها هنا إلين ما تتقبل فكرة وجودي في حياتها مره ثانيه .

ابتسم تركي في سخرية و قال: خليها .. على كل حال هوا أولاً وآخراً بيتها .. و في نفس الوقت جنب بيتي .. و أنا ما أبغى عندي مجانين في القصر .

و خرج من الحجرة ، تنهد عمّار في ضيق و أغمض عينيه ثم هز رأسه في أسى : يا ربي ..

اش راح أسوي دحين ..؟؟ .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


*الثـــــــــــــــلاثـــ� �ــــــــاء **

جدة


المستشفى


00 : 10 مساءً*



وضعت يدها على رأسها في إعياء شديد و الدوار يعصف برأسها، كانت تحس بملمس الشاش الأبيض و الضمادات تحت يدها ، أزاحت يدها المعافاة إلا من جروح بسيطة و مضت تتطلّع إلى المنظر الذي أمامها دون أن تنبس ببنت شفه ، كانت عاجزةعن الكلام أو التفسير و هي تنظر إليه واقفًا بمعطفه الأبيض و السماعة الطبية حول رقبته و في نهاية الحجرة هناك أخرى ترتدي زيًا بذات اللون الأبيض و تنظر إليها من البعيد ، عادت ببصرها التائه إلى الطبيب فشعرت بغشاوة بيضاء على عينيها صاحبها خيط من الألم اخترق عقلها ، تأوهت في إرهاق شديد و عادت تغمض عينيها و هي تضع يدها على رأسها .

اقترب الطبيب ببطء و جلس على المقعد المجاور ، سمعت صرير الكرسي و هويتحرك على البلاط فاشتدت أعصاب وجهها بتوجع ، لم تقوى على فتح عينيها و صوت رجل ماينساب إلى أذنها كأنه يأتي من بئر عميقة : كيفك دحين ؟؟ .

حاولت أن تحرك شفتيها و لكنها عجزت ، أرخت يدها مجددًا و همست بعد عناء : راسي يعورنيييي .

أومأ برأسه في تفهم و مد يده يلتقط الملف على الطاولة المجاورة قبل أن يفتحه ، ضغط على مؤخرة القلم الفضي ليخرج رأسه ثم بدأ بالخط على الورق و هو يقول متعمداً : لاتشيلين هم .. طبيعي هذا التعب بعد الحادث .

فتحت عينيها ، و نظراتها التائهه معلقة بالسقف الأبيض ، حركت أصابع يديها للحظة ، و هي تبحث عن تساؤل ما في عقلها ،و عندما عجزت .. همست باستنكار : حادث ؟؟!!!!! .

توقف الطبيب عن الكتابة و أخذ يتفحص تعابير وجهها بنظراته الخبيرة و قال : انتي وين الآن ؟؟

مدت يدها الضعيفة ببطء ثم وضعتها على وجنتها الباردة ، أخذت تمرر أصابعها عليها و هي تكرر الكلمة السابقة بحاجبين معقودين و صوت خافت : حادث ؟؟!! .. حادث ؟؟!!! .
حاولت أن تبحث عن شيء في ذاكرتها عن حادث ما وهي تنقل بصرها من الطبيب ليدها وقدمها المغطاتين بالجبس وعندما لم تحر جوابا حاولت تذكر أي شيء لكنها سرعان ما أغمضت عينيها بشدة والآلام تنتشر في رأسها مجددًا دفعها لأن تصرخ و هي تضع يدها عليه: راســـــيييييييييييـي .

هتف الطبيب و هو يغلق القلم : معليش .. معليش يا رهف .. كم يوم و إن شاء الله يخف الألم .. لا تحاولين تفكرين كثير .. و ريحي نفسك لأقصىدرجه .

وحين همست بحيرة وهي تتأمل السقف بجمود : رهف !! رهف !! رهف !!.
نهض من مكانه و وجه بضع كلمات إلى الممرضة و هو ينظر إلى المحلول المعلق ، أغلق الملف بعد ذلك و خرج مع الباب ليجد شابًا وسيمًا يقف في الجهة اليمنى و هو ينظر إليه بترقب ،قال على الفور و بنبرة شبه واثقة : فقدان ذاكره ؟؟ .

زفر الطبيب و هو يغلق الباب و قال بخفوت : صعب إني أأكد هذا الشي لأن الضربه كانت على راسها .. يمكن التوهان اللي هيا حاسه فيه بسبب الضربه .. عشان كذا لازم نستناها تتعافى و بعدها راح يبان اذا انضرب مركز الذاكره .. لكن يا أستاذ تركي .. ما أقدر أنكر إنه في اشتباه فقدان.

أومأ تركي برأسه و هو يشيح ببصره بضيق فقال الطبيب : لا تشيل هم .. إن شاء الله ربي بيفرجها .. و أول ما أتوصّل لأي شي راح أتصل عليك فورًا .. و الممرضات راح يتانوبون على الجلوس معاها 24 ساعه .. و الآن .. أنا مضطر أمشي .

التفت إليه تركي و قال باحترام : جزاكِ الله خير يا دكتور .

ابتسم الطبيب قائلاً : و إياك .

ثم تركه و غادر .. ، أما تركي فقد عقد يديه أمام صدره .. و أخذ يسير في الممرالهادئ و هو يحدث نفسه هامسًا : يا ترى فقدتي ذاكرتك يا بنت حسن و لا لسا.
زفرفي حرارة ثم استطرد : إذا نسيتي كل شي .. فالخطه راح تتغير .

ثم مسح وجهه المرهق بكفيه و سار نحو المصعد.





.



.


.



.


الــــــــــــــسبـــــــ ــــــت


في إحدى طرقات مدينة تبوك


00 : 10 صباحًا




لم يتمكن من رؤيتها و هو يجلس مرغمًا في تلك السيارة التي تقوده إلى حيث يُعقد القرآن و إلى جواره يجلس الرجلان اللذان تشاجرا معه في الشقة، كان يتمنى أن يخنقها بيده ليقتلها قبلهم جمعيًا ، تلك الحقيرة في نظره و التي أرخصت نفسها بتلك الصورة المشينة ، شعر بالدماء تغلي في عروقه و قلبه يخفق و يخفق ، عقله الثائر يبحث عن إجابة لاختفاء عبيد و مصلح من بهو المبنى وقت نزوله ، لا شك بأنهما متواطئان مع هذه الجريمة النكراء كما يبدو .. حاول أن يتنفس الصعداء و عيناه معلقتان بتلك السيارة البيضاء التي تسير إلى جوارهم و يقودها طلال و الفرح ينطق في ملامحه ، حاول أن يمد بصره أكثره ، علّ نظراته النارية تحرق عينيها لو نظرت إليه .. تلك الخبيثة ، و لكن طلال تجاوزهم بسرعة كبيرة ، فضحك الرجل الذي يقود السيارة و هتف : مستعجل الأخ.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض


الشركة


مكتب أبو فيصل


30 : 1 ظهراً


هب أبو فيصل من مقعده و هو يصرخ في سماعة الهاتف : يالأهــــــبــــللللل كيف خليتهم يضحكون عليك

بذي الطريقه .

أجابه ياسر في توتر : عمييي و اللي يعافيكأنا ف وضع ربي عالم به .. مانيب ناقص أي تهزيء .

صرخ أبو فيصل مجدداً بغضب حقيقي: لأنك غبي و متخلففف .. في أحد يوقع في المشكله اللي انت وقعت فيها .. هذا وانت ياسر .. يعني بالله ما قدرت تفك نفسك من خطتهم القذرررره .

تنهد ياسر في غيض : عمييييييي .. أقلك تجمعوا علي الثلاثه .. و الله الموضوع تم بسرعه ..

و الله إلى الآن موب مستوعب شي .

شعر أبو فيصل بوضع ابن أخيه الحرج ، حاول أن يهدئ من ثورته قليلاً و هو يهتف : ليش ما دقيت علي و لا على واحد من عيال عمك .. يجي يفكك من ذي المصيبه قبل ما تصير .. والحين هم ويــــن لا بارك الله فيهم الـ####### و بعدين فين عبيد و مصلح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! .

هز ياسر رأسه في ضيق : ما أدري .. ما أدري .. مختفين ولا شفتهم من اليوم اللي جيت فيه .. كل شي تم بسرعه .. ما أدري كيف .. حسيت نفسي مثل المسير .. و .. مـ .. ما أدري .. والحين كل الصور عندهم .

جلس أبو فيصل على مقعده و بعد لحظة صمت قال بصوت مرتفع : اسمع .. تترك كل شغلك هناك ..

و ترجع .

سأله ياسر : و الدوره ؟؟.

صرخ أبو فيصل : إخــــذوووهااا .. بالبلى اللي ما يردها .. شف مصيبتك و بعدين فكر بالدوره .. الحين ترجع الرياض .. ما تنتظر و لا دقيقه ..و جيب معك الـ##### لا تبهذلها الحين .. خليني أشرب من دمها لجل تطلع الصور من عيونهم .. ســـمــــعــــت؟؟؟!!!! .

أغمض ياسر عينيه بضيق و هو يقول: ايه .

هتف أبو فيصل : و لا تخاف .. أبوك ما بيدري عن شي .. الموضوع بيكون بيني و بينك .

شعر ياسر براحة شديدة هذا أكثر ما كان ُيهمه في الأمر ..والده العصبي .. الشرس .. الذي لا يعترف بمبدأ النقاش و التفاهم .

تمتم بخفوت: تسلم يالغالي ..خففت عني .. وريحتني من حمل ثقيل .

زفر أبو فيصل بضيق : انتم يا عيالي ما يجي من وراكم إلا البلى ..يلا بس .. انتبه لنفسك .. سلام .

أغلق سماعة الهاتف و اتكئ بمفرقيه على المكتب و هو يقول بحنق : يالأهبل .. دبسوك فـ زواج قذر ..

و الله انك على نياتك .


.




و في تبوك حيث الشقة المشؤومة


أغلق السماعة بألم و ألقى بجسده على المقعد خلفه و هو يزفر ، لا يدري كيف تم الأمر بهذه البساطة ؟؟ بل لا يدري كيف وصل إلى هنا من شدة التفكير .. كل ما يعلمه الآن أنه وصل إلى الشقة المشئومة و أن الخبيثة دفعها زوج أمها الحقير إلى الحجرة الأخرى و لم يراها أبدًا .

.

ما أكبره من هم .. ذلك الذي يحمله ..و ما أكبرها من مصيبة .. تلك التي وقعت على رأسه ، وضع يديه فوق رأسه و هو يشعر بصداع شديد ، هتف بتضرّع : يا ربي ..يا حي يا قيوم .. يا ربي فرج عني يا كريم .

رفع يديه و أخذ يدعو بدعاء الكرب بخشوع : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك عدل في قضاؤك ماض في حكمك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي و جلاء حزني و ذهاب همي .


*


ما أعظمها من لذة تلك التي يحصل عليها كل من اختلى بنفسه .. و انشغل بذكر الرحمن و مناجاته خالياً و دموعه تبلل وجهه و تغسل كل ما يعتمر في صدره من الهموم و الغموم .

ما أعظمها من لذة .. يشكو فيها إلى الله ما أهمه و ما أقض مضجعه و يسأله من رحمته الواسعة و عفوه و مغفرته و هو يعلم يقيناً بأن الله سبحانه و تعالى ..

# حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا #


*

مسح دموعه عن وجهه و هو يحس براحة كبيرة .. سبحان الله !!! ، قبل ذلك كان يشعر بأن الدنيا ضاقت عليه بما رحبت و لكن .. إنه التوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه .


.


نهض من مجلسه و خرج من الحجرة ثم توجه إلى الحجرة المجاورة و نظر إليها .. يا الله .. كم يكرهها .. كم يحقد عليها .. كم يشعر بالاشمئزاز منها .. كم يشعر برغبة في القيء كلما تذكر ما فعلته .. صك على أسنانه و قال : انقلعي و دوريلك شي تغطين فيه جسمك يالـ#########، بعد ساعتين طالع الرياض .

هي .. لم تنبس ببنت شفه بل اكتفت بوضعيتها .. برأسها المسجى على ركبتيها و لم تحرك ساكناً ، بكت في صمت عندما غادر الحجرة .. و هل توقفت عن البكاء طوال الفترة السابقة ؟؟. .

كانت غارقة وسط كومة من التساؤلات ، تساؤلات عديدة جدًا ، و من بينها الانقباض الذي تشعر به في قلبها عندما تتذكر طلال ، هل اغتال عفتها و طهارتها أم أنها لا زالت كما كانت ؟؟، ابتلعت ريقها و هي تصرف عنها هذا التفكير الذي لن يفيدها الآن ، و شغلت بالها بعقدة الذنب التي تمزقها و تغرس الطعنات في قلبها لأنها تواطأت معهم في هذه الجريمة ، و لكنها عندما تتذكر تلك المسكينة المسجاة على فراش المرض تتجلد بالصبر قليلاً .

يا إلهي !! .. اقشعر جسدها و هي تتذكر وجهه الممتقع أمام القاضي و نظراته الحارقة التي يلقيها عليها و التي أحست و كأنها تنزع عنها ثياب النقاء و الطهر و العفاف ، هو الآخر ضحية مثلها ، و لكنه الطرف الأقوى و بيده أن يقتلها لو أراد ، احتضنت نفسها عندما وصلت إلى هذه النقطة و غاصت بين ركبتيها أكثر و الخوف ينبض مع الدماء المندفعة من قلبها لينتشر في أجزاء جسدها .

تحاملت على نفسها و نهضت من مكانها تشعر بدوار شديد فلم تتناول طعاماً منذ مدة .. و كيف له أن يصل إلى جوفها و هي في هذه الحالة ؟؟ .

سارت ببطء و هي تستند بالجدار حتى بلغت باب دورة المياه ، أدارت رأسها إلى حيث حجرته خفق قلبها بعنف عندما تذكرت نظراته، أغمضت عينيها لتتساقط منهما دموع حارة ، وضعت كفها على شفتيها .. تمنع شهقاتها المتألمة ، أكملت طريقها إلى الداخل و أغلقت الباب خلفها ثم توقفت أمام المغسلة و ترددت قليلاً قبل أن تنظر إلى نفسها في المرآة .. رفعت بصرها .. و ..

: لاااااا ..

انطلقت صيحتها المخنوقة التي تلاها بكاءها الشديد ، جثت على ركبتيها و هي تصيح : آآآآه .. اش صار فيكِ يا تساهير ..اش صااااااااااااار ؟؟ .


@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.