آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          236 - سيد الجزيرة - مارى ويبرلى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-13, 10:56 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 عزف المحاجر ، للكاتبة : رواسي الامال ، كاملة




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم

رواية

عزف المحاجر

للكاتبة رواسي الامال


كلمة الكاتبة

:
ابناء تعاقب بفعل الاباء ..


حياة تُوأَد تحت صراع البقاء...

قرارات صعبه .. تحدي وكفاح .. الم وامل .. حب وتضحيه ...

عندما نعيش صراع بين الواقع والحلم لابد ان يتغلب احدهما على الاخر..

وعندما نهوي في عمق الوادي .. لابد ان نكتشف ان في ذاك العمق المظلم نفق منير وسلم نرتقي فيه للاعلى

وعندما يغلق امامنا الباب ويسد الطريق لابد ان نبحث في مكان ما عن ابواب مفتوحه على مصراعيها ..

عندما نكتم أنفاسنا لنستلذ بأنفاسهم ...

ونوأد أفراحنا لنعيش أفراحهم ...

ونغتال احلامنا لتكبر أحلامهم ...

عندها نقول عذرا ايها القلب ..فلتمت نبضاتك .. لتحيا نبضاتهم ...

عَـزف المحَــاجــر..




التعديل الأخير تم بواسطة درة الاحساء ; 10-10-13 الساعة 01:17 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 11:12 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عَـزف المحَــاجــر..ّ ... الكاتبه ::: رواسي الآمال


البارت الاول


.

ضجيج وأصوات مرتفعه خطوات بين مسرعه ومتأنيه ، صدى ضحكات وأخرى عبرآت

وبين هذا وذاك .. ترانيم عزفتها القلوب وتغنت بها الارواح .. وانشدتها الدموع..

.

~ ضبـاب أم عزف المحاجر ؟ ~

مازال الضبـاب يغلفهما .. لا ارى بوضوح ؟!

أغمضتُ عينيّ بتتابع لعل الصـورة تتضـح أكثـر !!

~ نعم اتضحت بعض الشـيء وان كان الثمن تدفق ذلك الدمع المحجور ~

ازدرت ريقي بصعوبه .. ثم شددت على يديّ اخفف من توترهما..

وقدمي تصنع مع الارض نغمه موسيقيه سريعه

~ خوف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر ~

سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح المضطربه بين حناياي ...

ويستريح قلبي الذي يرقص كـ الطير الذبيح ...

وضعت يدي عليـه أتلو بعض الآيات...

أخاطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ ويطمئن ....

وما ان سكن ...

اغمضت عيني

ارسم صورة غرفتي .. ولعبتي ..وامي .. واخوتي ...

فتحت عيني ببطئ أودع تلك الذكريات الدافئـه التي صنعتها ... فتلاشت الصوره

وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ...

.

وقعت عيني على ذاك القـادم من بعيـد ..تسـارعت خطـواتـه تبرزهـ هيبته ويسبقـه وقـارهـ

راقبتـه بصمت

عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دسها في الحقيبه... واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة أنفاسه

وأشرقت ملامحـه الجاده بناظري ... تأملني قبل ان ينطق... وغزت نظراته عمق عيناي

وكأنه يبحث عن جواب لسؤال يعصف بروحه... ولأنني لا املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري عنه ...

مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها ..ساعدني على النهوض .. حتى استويت واقفه

شد على يدي يؤكد علي... فابتلعت ريقي الذي جف.. وحركت راسي بـ الإيجاب ..

أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ... وشد على يدي اكثر وهو ينطلق بي الى حيث المجهول....

تحركت خطوه ثم أبيت...لا لست أنا بل قدماي التي أبت أن تتحرك... حاولت .. لكنهما خذلاني...

خذلاني .... و ..... خذلاه ..

توقفت مرغمــه ... فتوقف هو مصـدوم ...

التفت نحوي... وتعلقت نظراته بعينـي لتمطر وجعا وحسـرهـ ..

ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه....فازددت ألما...

شد على يدي أكثر.... فضاعت حروفي وألجم لساني..

.

.

"
~ خيبـــــه ~

اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا .. وكأنه وجد جوابه...ارتخت قبضته..

فحركت راسي نافيه ...

لا اريد ان يتركني..لا اريد ان افقده

ابتسم... ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ... وشعوره...

سحب يده .. ليعصف بروحي الضعف....

واستدار ببطء... لاتابع طيفه يتلاشى كما الذكريات ....

النـ ـهـ ـايــه

قبل خمسين عام

لهيـب المـاضي

مساحه صحرواية واسعه نثرت فيها تلك الخيام السوداء باهمال .. مما اعطاها روعه وجمال ...

آبار تبدو مهجوره بمثل هذا الوقت .. .. اغنام .. وابل .. وخيول ... انتشرت بسكون في رحاب الارض...

ظلام يتوسطه ضوء القمر... ويزينه تلألأ النجوم ...واجواء السكون يتخللها صهيل الخيل ...وعواء الذئاب..

.

غطت شعرها بما يخفيه ويستره ...وتقدمت بخطواتها الوجله.. تكاد تتعثر بثوبها الطويل تحمل بين يديها المرتعشه صحن عشاءه المتواضع ..

ظلام عم تلك الخيمه وشع بآخرها ضوء السراج الخافت ...

حيث يجلس هو .. بهيبته وقسوة ملامحه ... تقدمت نحوة.. واضعة الطبق امامه ...وهمست ببعض الحروف المختصره ..

: سم يا بوفيصل ..

اطلق تنهيدته وهو يتامل عشاءه... بينما التقطت هي المروحه المصنوعه من السعف وحركتها فوق الطبق كرمز لـ الاحترام ولتبعد عنه الآفات ..

لم تنطق بكلمه حتى فرغ من طعامه الذي كان يبدو انه قُدّم في وقته ... فبعد عمل مضني وشاق ... الطعام والنوم هو اكثر ما يحتاجه ..

قدمت له المنشفه بعد ان انتهى من غسل يديه ... ورتبت له الفراش بحركات رتيبه اعتادت على اتيانها كل ليله ...

لكن هناك ماكان يشغلها.. ويشتت تركيزها... وبدا واضحا له ...

: هاتي اللي عندج يا وضحه ؟

رفعت راسها له وفتحت فمها صدمه..... ثم ابتلعت ريقها لتنطق : سلامتك ... مافيه الا العافيه

: تكلمي وهاتي اللي عندج ... اعرفج عدل يوم يكون في قلبج كلام اكون بوادي وانتي بوادي .. قولي يا وضحه وش عندج

ابتلعت ريقها الذي جف .. وجلست بطرف فراشه الارضي ... عبثت باصابعها ترتب الكلمات تصفصفها ثم تنثرها لتعيد ترتيبها اخرى

: وضحـــــــــــــــــــه

: آ م آ كلمتني ام صالح اليوم .. تقول انه بوصالح حصل على الاوراق و.....

قاطعها بغضب : ماخلصنا من هالكلام الفاضي ؟ وبعدين يا بنت الناس ؟؟... صدعتي راسي من كثر ماتعيدين هالتفاهات واعيد لج كلامي ...الحين تبيني اخلي اشغالي ولقمة
عيشي واركض ورا اوراق لا تودي ولا تجيب ؟!
مثل فلان وعلان ؟؟

: بـ .. بس الناس يا بوفيصل .. يقولون انها مهمه .. وما بقى احد ما راح يقدم عليها ..

: مهمه لهم هم .. محنا بحاجتها .. خليهم يتهنون فيها .. واحنا عندنا الاصل والاهم ....من متى اوراق تثبت اصل وفصل

: بس حتى اخوك بوفايز صارله اسبوع يراجعهم فيها ...

: هذا انتي قلتي اسبوع .. تتحملين انتي وعيالج اسبوع بدون اكل ؟ بوفايز اخوي الله موسع عليه يقدر يغيب اسبوع واثنين وما تتاثر ميزانيته .. لا تقيسين حالنا بحاله
..

اغرورقت عيناها وطأطأت راسها بخيبه ... واصابعها تعبث بطرف شيلتها ..

لا فائده .. كلما فتحت له الموضوع يرد بنفس الانفعال .. لماذا لا يرى اهميتها والكل يسعى اليها؟

هو ليس مهمل لكنه يعمل بالاولى من وجهة نظره .. فهو ليس كابو سعد الذي التهى عن عائلته بملاحقة النساء..ليس كابوحمد

الذي لم يعد لعائلته منذ شهور ومصيره مجهول...وانا لست كام سالم التي فقدت الزوج والعضيد ولم تجد من يسعى لها

على الاقل هو موجود بالقرب وسند يعتمد عليه بعد الله وهو اب يسعى جاهدا لتوفير لقمة العيش الصعبه

وصلها صوته الدافئ بعد ان احس بغلظته

: طفي النور ياوضحه ونامي ... والصباح رباح ...

.

في بعض الاحيان نغفو ثم نستيقظ لنتدارك ما غفونا عنه.... وفي بعضها نغفو ولكن تطول الغفوه ... فنصحوا ولكن قد فات الاوآن ..

~ عَــزْف الْمحَــــاجِــرْ ~
البارت الاولمنذ نعومة اظفاري عرفتك ... ترعرعت بين ابجدية حرفك

توسدت ارضك .. وحلقت في سماك

اطرب عشقا حين يُذكر اسمك .... ويتراقص قلبي فرحا بقربك

احبك .. لا لا .. هو فوق الحب ... هو شعور اكبر اعمق اصدق

هو قيد قيّد قلبي ليكون ملكك .. وحصر احلامي كي لا تتجاوز مداك .....

كبرت وليته لم يكن

اراك تزداد قسوة وازداد تعلقا بك

اراك تبتعد ... وانا اجري خلفك .... اناديك فلا تسمع

لا ادري سبب كل هذا العشق لك رغم تجافيك وقسوتك

لا اعلم سر شعورك نحوي وشعوري نحوك

هل تشعر بي !! هل ترويك عبراتي ؟؟ هل تطرب لآلامي وأشجاني ؟؟

هل اذنبت بحبي لك وانا لا اعرف غيرك ؟.. هل اذنبت بتعلقي بك وانا لم اعرف سواك?

اتاتي بعد هذا لتقول من انت؟؟

انسيتني ام تتناساني ؟

انا طفلتك ... معشوقتك ... انا جزء منك ... احلامك التي زرعت ... امالك التي انتظرت

انسيت خطواتي الاولى على ظهرك ؟ وصدى ضحكاتي على ارضك ؟

انسيت تلك الاحلام التي رسمتها على جدرانك ... واشهدتك فيها على عدم هجرانك؟؟

.

.

لازلت اح ب ك .. فزدني عذابا.. واسقني قسوه..

ازدك حبا .. وارويك عشقا لاخر قطره .....

يا وطنـي

.

~ غربة وطن ~

حي شعبي شبه متهالك.. محاط بمنازل لا تختلف من حيث التصميم والرداءة والقدم ...

طرق ضيقه ... ومتعدده .. برك مياة متجمعه هنا وهناك... اطفال تدوي صيحاتهم الطفوليه في

المكان... تلطخت ثيابهم الرثه بالرمل والماء لترسم لوحة فنية مشوهه من الطين عليها ..

.يجوبون الشوارع عبثا .. بينما اشباههم على مقاعد الدراسه !!

احياء لا تنعم بالهدوء حتى ساعات متاخره من الليل

.

.

هنا تحت سقف خيمة نصبت امام المنزل المتواضع ...كان مجلس رغم بساطته اكتنفته الهيبه

والوقار بحضور كبار من رجال المنطقه ... لامر ضروري وهام .. امر يتحدد فيه المصير.. وممكن ان تنقلب فيه الموازيين ....

.

تردد صوت ابو خالد في المجلس ليقطع الصمـت .. وتلتقطه الاسماع بشغف :

وش قلتوا ؟!! الرجال جا يعلمنا بالعلوم الزينه والطيبه .. والاخبار اللي قالها تسر

وما تضر ..

ابو فهد : وش زينته يابوخالد الله يصلحك .. الولد يحرضنا نترك ديارنا واهلنا بعد

هالعمر ؟ له ما نسويها يا بو خالد .. له يا خوي...

بوناصر بتاييد : وانا قولتي من قولة بوفهد .. ديارنا ما نتركها ولا نتحرك منها و لو

على قطع رقابنا.. صبرنا سنين والفرج جاي باذن الله ... راح الكثير وما بقى الا القليل ...

ابو سعد : ما لنا في الغربه يابوخالد... ان كان هو يقدر لانه فرد ، والواحد بروحه يتحمل...

لكن من ياخذ معه عياله واهله واللي يعيلهم وشلون يعيش بهم في ديرة الغرب ناس

لا نعرف دينهم ولا لسانهم ...

بوفهد : هالفكره ماهيب جديده يا جماعه .. وماشفت احدن راح وفلح ... الغربه شينه

وما في مثل ارضك واهلك .. وان جاروا عليك...

.

الطاقات الشبابيه كان فيها من الحماس للفكره ... حماس متوقد بلهيب الامل .. لكنه ما لبث

ان اخمد بكلمات الشيبه واعتراضاتهم ....

.

تحركت نظرات ابوخالد وسط ضجيج الردود والاعتراضات ... تبحث في الوجوه عن تلك النظرات

القويـة الواثقـه التي يثق بها ...

توقفت نظرات ابوخالد عليه وتامله للحظات يقرأ ملامحه ...قبل ان ينطق ...

كان يجلس هناك بصمت .. هيئته تدل على انه يغط بتفكير جاد وعميق ....

وكأن الحوار الذي دار قبل قليل عصف به فحرك الرماد الساكن بداخله منذ سنوات .. واشعل نار القرار والمصير ..

بو خالد : وانت يا الصقر؟!!

حينها رفع صقر راســـــه ... وارتفعت اليـــه الانظــار

"ساله عمه وهو شبه متاكد من رأيه ، يعرفه ، ويجيد قراءة افكاره .. لكن تمنى ان لا يصيب توقعه فيه هذه المره فقط ....

"

رفع صقر راسه لتلاقي نظراته القوية الحاده نظرات عمه المتعبه المشفقه .. ثم دارت نظراته في تلك الوجوه

المتجهمه والحائره التي تعلقت نظراتها به تنتظر رأيه وقراره

ورجعت اخرى الى عمـه.... الذي حرك راسه بالايجاب آذن له

بالحديث ...

: من رايي نخاويه .. وهذا الحل الوحيد قدامنا... ادري انه صعب ..صعب انك

تتخلى عن حق انت اولى فيه ... صعب تترك ديارك واهلك مسقط راسك

واجدادك ..اللي لو طلب روحك فداله .. لكنه باب امل وانفتح ويمكن ما ينفتح

مرة ثانيه .. قعدتنا كل مالها تضيق وحالنا من سيء لاسوأ .. ع الاقل اذا رفضوا

الشيبه.. يطلع منهم الشباب .. ترا مجاديفهم تكسرت .. وذاقوا من الذل

كفايه ... انتم تحملتوا لانكم تاملتوا خير بالايام ... لكن بعد خمسين سنه..ماظن

فيه امل يرتجى..وكل خيوطه تقطعت ...افتحوا لهم الباب...اطلقوا سراحهم ...

خلوهم يعيشون طعم الحريه ولو يوم بالعمر ...

.

أطبق على المجلس صمتٌ وترقب لم يطل ....لحين اطلق صقر كلماته التي كان يخشاها العم ...

فهاج المجلس وماج بين مؤيد ومشجع ومعارض ... وملتزم للصمت ...

.

وانفض على تلك الكلمات الموجعه وذاك القرار الصعب ...

.

ليس سهلا ان تودع أرضا احتوت طفولتك وأحلامك..وشهدت كفاح آبائك وأجدادك

ليس سهلا ان تغمض عينك وتدير ظهرك لـ مأوى جيرتك وحمى قومك

ليس سهلا ان تنسل من ماضي بلغ عنيا .. لتبنى حاضرا ومستقبلا مجهولا

لكن الأصعب ان تبقى مكبل اليدين مطأطأ الرأس طوال عمرك ..

أمران احدهما أمرّ من الآخر ...!!

فما الحـل ؟

.

.

اولاد بوفيصل :

بوخالد
بوفهد
بوصقر (متوفي )
بوفيصل (متوفي )

،،،،،،،،،،،

اولاد بوفايز :

بوناصر

بولافي

،،،،،،،،،،،،،

بنات ابوسعود:

ام ناصر (زوجة ابو ناصر )
ام عهود (ارملة ابوفيصل ثم زوجة لـ ابو لافي )
ام صقر ( ارملة ابو صقر )

~ البدآيــــه ~

فضــــــاء بحجم " صبرهم " واســـع وامتداده على مد البصــر ....

وارض " كأحلامهم " كبيــرهـ تلونت بزهور الربيع ..واكتست بالثوب الأخضر...

والسمــا "كأقدارهم" ملبده بالغيوم تبرق وترعد تنذر بقرب المطر والعواصف الرعديه....

وجبال "كشموخهم " راسية بشموخ وثبات..لا يزعزعها عصف الريح ولا يضعفها إغداق المطر ...

توزعت المخيمات بشكل آسر وجذآب كلوحة فنيـه أُتقِن صنعهـا.. ودبت في الصحراء الحياة بعد الموت المؤقت لها طوال اشهر السنه ..

على تلك الفرشه التي توسطت الارض حول الشاي والقهوة وسلة التمر تحلقت النساء باحاديثهن المتنوعه المتسمه بالثقل

والهدوء بين الشجن تاره والفرح تاره اخرى ...

وتلك الخيمه البيضاء احتوت الفتيات وشقاوتهن بين ضحكه وابتسامه وحديث مرهف ومثقل بالواقع وبالاحلام الورديه...

اما الاطفال نثروا هناك فلا حدود تقيدهم ولا ارض ولا سماء ... انتشروا بحرية تسموا ارواحهم بين السماء والارض

.. وصرخاتهم الطفوليه تنعش اجواء المكان ...بين لعبة واخرى..

والشباب احتلوا لهم بقعه خصصوها للحديث والتسامر واخرى صنعوها ملعبا وانغمسوا حماسا في لعب الكره ... بعكس

الشيبه الذين تجمعوا حول النار والقهوه ... تدفئهم ذكريات الماضي....

.

في مخيم آخر مقابل

ارتفعت ضحكاتهن بشكل هستيري حتى صرخت فيهن دلال : اششش وجع زين وجع فضحتونا الحين يجينا عمي

والا واحد من الشباب وينكدون علينا الطلعه ...

مسحت غدير دموعها التي نزلت من الضحك : أي والله صج ..بس الله يقطع ابليسج يا دودي جبتيها وانتي بنت ابوج ...

وانفجرت بالضحك مره اخرى وشاركنها الفتيات....

دلال بعصبيه : غدرووهـ وجع ان شاءاللــه .. والتفتت للبقيــه بغضب هييييه وجع انتم بعد ترا وربي اقوم واخليكم!

ثم فزت قائمه ....

امسكت صمود بيدها كاتمة ضحكتها بتكشيره : يووه دلول اقعدي بس... واحنا اشقلنا الحين ؟؟ ... اقعدي بس اقعدي......

جلست دلال عاقده حاجبيها : والله انكم خبول ... وقسم لو رجعتوا لنفس الكلام لخليكم وقوم .....

صمتن كاتمات ضحكاتهن واخفين بمكر الابتسامه .... لكن أعينهن دارت في بعضها البعض تتناقل رسائل

تحذيريه...........لتنطق صمود بشغب : زين دلول احلفي انه مو صج ؟

ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه انفجرن ضاحكات وتعالت اصواتهن ...

فزت دلال واقفه بغضب ... ولحقت بها صمود ضاحكه ... زادت من خطواتها حتى لحقت بها وامسكت ذراعها

: دلوووووووووووول دلييييييييييييييييييييييي ييل

دفعتها دلال بغيض : ابعدي

لكن صمود احتضنتها بحب ... : دلول وربي احبج .. واحب اضحك معاج ... فديتج دلول لا تزعلين

ابتعدت دلال عنها : ضحكج ثقيل وبغيض واكرهه ...وكملت بهمس: ترا حتى انا اعرف عنج اشياء واشياء... (حركت حاجبيها بخبث )

كشت ملامح صمود تقرا ملامح دلال التي لمست فيهن الصدق....لتنطق الثانيه بعزف موسيقي : ز ز ز يايايا دددد

توسعت عيني صمود وشهقت بصدمه ...

امسكت دلال كتفها بأسف : بسم الله عليج " دودي " ... هيييه اضحك معاج اشفيج صدقتي

دفعت يدها بعنف : سخيفه... وضحكتج بايخه مثلج ....

توسعت عيني دلال بعجب : منو اللي بدى الحين ...؟؟

ثواني من الصمت ثم انفجرن بالضحك على بعضهن..لتقاطعهن صرخة جهريه

: هيييه صــــــــــــوت !!

شهقت دلال .. وكتمت صمود شهقتها بيدها ...

وصلهم صوته مرة اخرى : مرياام...

تعلقت نظراتهن ببعض ... وزاد احمرار وجنتي صمود بخجل ...لتتوسع ابتسامة دلال الخبيثه وتحرك حاجبيها بمكر ...

زيد ينادي اخرى: مريــم ..

ابتلعت صمود ريقها .. وهمست وهي تدفع الهواء بيديها لوجهها الساخن : مريوم بالخيمه لحظه اناديها ...

استدارت بعجل .. لكن اوقفها صوته الذي انطلق من وراء الساتر : منو صمود ؟

اغمضت عينيها تنتزع الحروف انتزاعا : ايي .. سم

: صمود بلغي اهل صقر يطلعون .. تراه ينطرهم من نص ساعه في السياره

التفتت لدلال التي لوت شفاها خوفا من غضب صقر ..

صمود بشبه ارتياح : خلاص ان شاءالله الحين يطلعون...

ما ان ابتعدت خطواته ... حتى افضت دلال بخوفها : نص ساعه ياويلي بيذبحني

: تستاهلين ...بعدين صج اخوج نكته من بعد مخيمكم يعني عشان يجي بسياره ؟ ...

: حدج عن الصقر

: اليوم الصقر وباجر خويلد ...

تلفتت دلال بقلق : وجع وجع فضحتينا يمال ......قطعت عبارتها وامسكت بذراع صمود زين تعالي معاي .... ع الاقل وصليني للسياره

ابعدت صمود يد دلال عنها : اسفه .. يالله مع السلامه ورينا عرض اكتافج .. ..والله يعينج ههههه

ضربتها دلال على كتفها .. وودعتها صمود بابتسامه واسعه وهي تحرك حاجبيها بخبث ...

لتحرك الاخرى يديها بالدعاء : اشـوووف فيـــــج يــووووم يا صمود ....

.

تنهدت صمود بابتسامه... وخيالها يسحبها لعالمه الحالم ...

.

زيد اسم ارتبط باسمها منذ الصغر.. فاقتحم احلامها عند الكبر...

هو مستقبلها المشرق .. احلامها الورديه .. طوق النجاة بالنسبه اليها..

لم تربط احلامها الا به...ولم تبنِ مستقبلها الا بوجوده

لم يكن غريبا ابدا ان يقترن اسم صمود بزيد عند الحديث النسائي خاصة خالاتها ووالدتها وشقيقاته

فهو امر اصبح مألوف وطبيعي عندهن....

لكن رغم هذا فخجلها وحياءها يبقي شعورها نحوه طي الكتمان ... لم تبح به لاحد سوى لـ...

.

ارتجفت عندما شعرت باحد امسك كتفها والتفتت نحوه بفزع

عهود : على وين ياحلوه.. تراج وصلتي مجلس الرجال ... واتبعتها بضحكات على شكل صمود التي استوعبت

مكانها واكتمت شهقتها بيدها ..

(عهود ) ههههههههه يالله خلينا نرجع .. شكلج سرحتي... وهـ اللي شاغل عقلج يتهنى فيه

صمود : محد شاغل عقلي مثل اللي شاغل عقلج ... الا ماكله اكل ...

: يووه فديته بس...

: وجع استحي..

: زوجي كيفي حلالي ....

: لما نفتك منج وتروحين لبيته ذيك الساعه قولي زوجي

: احلفي بس ؟

سرحت نظرات صمود بذاك القادم من بعيد لتقول : زكرت الأؤوط آآم ينط

لتتلقى ضربه من شقيقتها : وجع لا تغلطين حدج عن زوجي عاد ؟

حركت صمود يدها بملل : وع .... الله عالزوج بس...

تنهدت عهود بحب مستنده بكفيها على كتف صمود : اللي مايطول العنب ...........

.

سحبت عباءتها لتحرر جسدها منها وتكلمت تكرر على والدتها كلمات الخال : يمه خالتي تسأل عنج وتسلم عليج .. وزعلانه ليش ماجيتي معاي

: الله يسلمج ويسلمها.. ما قلتي لهـا ان ام خالد كانت عندنا ..

التفتت لوالدتها التي تحرك الابريق بسرحان على المدفأه : أي بلى.. بس تنطر منج زياره ..وهي بعد مع بناتها راح يطبون عليج باي وقت

: حياهم الله ..

اقتربت من والدتها وجلست بهدوء .. ثم حملت الابريق عنها لتسكب الشاي في الفناجين وتخلطه بالسكر

ثم تحركه بالملعقه ليشق صدى اجراسها صوت الصمت

" هل فعلا يصدقن بنات الخاله ؟ ... هل فعلا عمتها ام خالد قدمت لتحقق الحلم وتضع نهاية للامنيه بخط الواقع ..

احمرت وجنتاها بمجرد التفكير بذلك ..ثم نفضت تلك الافكار ساخره من تفكيرها يبدو ان حديثهن الذي ازعجها قبل ساعات قد راق لها وصدقته ..

رفعت الفنجان بيدها المرتعشه من الافكار التي غزت مخيلتها الحالمه "

قدمته لوالدتها وهي تهمس : مم يمه.. اشعندها عمتي ام خالد ..ممم جيتها غريبه اليوم حتى شكلها يقول انه

فيه شي .. يعني بالعاده تجي وتسولف ..و.......

" لم يكن لكلامها مصداقيه او معنى... لكنه فضول ينهش قلبها وخيالها "

اخذت والدتها منها الفنجان عاقده حاجبيها : وين صقر ؟

اختنقت الكلمات الباقيه في صدرها.. تعلم اسلوب والدتها اذا ارادت انهاء النقاش في موضوع ما ...او اغلاقه قبل فتحه ...

: نزلني .. ورجع لمخيم الرجال يقول عنده شغل ضروري ..

مسحت ام صقر وجهها بكفها المرتعش وهمست بدعاء : الله يستر

.

هناك عند مخيم الرجال ... توقف اللعب... وهجرت النار والقهوه... وتجمهروا جماعات بقلق حول تلك السياره التي توقفت من لحظات ..

صقر : وشلون امسكوه ؟

ابو خالد : كان جايب اهله وفي الطريق صادفهم تفتيش ... وزين انهم سمحوا له يوصل اهله ويرجع لهم ...

انتقلت عينا صقر نحو ذاك المخيم الذي ولابد اشتعلت فيه نار الحسره والالم ..

صقر : ماصار الا الخير ان شاءالله ..

بوخالد يمسك بيديه محذرا : دربالك ياولدي .. لا تتهور ونخسر اثنين بدل الواحد ...

رد بثقه : لا تخاف ياعم .. تنحل باذن الله .. انت بس لا تشيل هم ...

بوخالد : اذا شد عليك الامر اتركه... ونشوف له حل .. بس المهم انك ما تورط نفسك يا صقر

صقر : لا توصي يا عم .. ماهي اول مره .. ونتفاءل خير ان شاءالله ..

قبل راس عمه.. وفتح باب السيارة راكبا ...ليفتح الباب الاخر ويدخل منه فهد

: بروح معاك ..

صقر : ماله داعي يا فهد .. خليني اشوف الموضوع اول

: خلني اطمن عليه.. وتعرف الوالده ماراح ترتاح الا اذا قلت لها اني رحت وشفته

هز صقر راسه موافقا وادار المحرك منطلق نحو مقصده ...

.

اسندت الهاتف بكتفها الايمن واذنها وهي ترتدي غطاءها وعباءتها

وصلها صوت والدتها القلق: عهود رايحه لهم ؟

: أي يمه .. بطمن على عمتي وميثا ..

: انطريني نص ساعه بس انا راجعه

: يمه تتاخرين .. بشوفهم الحين وانتي الحقيني ..

: لا تروحين بروحج .. شوفي صمود والا وحده من خواتج

: زين يمه ..

: عهود لا تطلعين بروحج فاهمه...

: ان شاءالله ان شاءالله باخذ صمود معاي ...

: أي زين نص ساعه وانا وراكم ...

: زين يالله مع السلامه ..

اغلقت الخط والتفتت لصمود المندمجه بتبريد اظافرها

: صمود يالله قومي

عقدت حاجبيها بملل : لا مالي خلق ... والله تعبانه ورجولي تعورني من المشي..

غدير : انا بروح معاج .. لحظه انطريني ..

عهود : امي مو راضيه تروحين معاي ولا راضيه اروح بروحي الا مع صمود يالله صمود قومي بلا استعباط

صمود بضيق : عهود فارقي تراني واصله حدي .. اووف

توسعت عيني عهود بغضب: احلفي بس .. قومي لا اقومج غصب ..

نهضت صمود تزفر غضبا : يااربي ياااربي متى افتك من وجه هالعهود

وصلتها صرخه عهود التي سبقتها للخارج

: يالله بسرررعه

صرخت بصوت مماثل : زيييييييييييين ....

ارتدت معطفها الاسود .. وشالها الذي لفته بعنايه على شعرها بخت من العطر وتاملت شكلها مرارا في

مرآتها الصغيره ..قبل ان تخرج على صرخات عهود التي فقدت السيطره على اعصابها ...

.

صافح صقر بحراره .. ثم انتقل لمصافحة فهد..
واشار لهم بالجلوس مرحبا

: ياهلا والله بالصقر ..وينك يا رجال ما تنشاف الا بالمخافر... شكلي كل يوم بمسك واحد من العايله عشان اشوفك

توسعت ابتسامة صقر التي لم تمحو الجديه من معالم وجهه

صقر : لا اصدق بس ؟!!... ياخي من كثر ماشوفك نسيت وجهي وحفظت وجهك حتى باحلامي صرت تطلع

نايف : ههههههههههه ...الله يالبخيل .. كلها طلعة قنص يومين بالاسبوع ومستكثرها ...يالله من لقى احبابه

صقر بابتسامه : ما يحتاج اشرح غلاتك ..

نايف : اكيد واثق .. والا ما كنت اسمح لك تقومني من عز نومي لمقابلة وجهك ..

" نايف صديق الطفوله لصقر .. شقيق واكثر ... ورغم ان الظروف والقوانين فرقت طريق كل منهم عن الاخر ..

الا ان ارواحهم وقلوبهم بقيت على مودة واتصال لم يفرقها ولم يزعزعها شي ....

فان كانت القوانين بيد البشر .. فان القلوب بيد رب البشر "

ساد صمت مؤقت ما يسمع فيه الا اصوات الفناجين والاكواب ... الى ان فرغ الخادم من توزيع الشاي لهم ..

.وما ان خرج واقفل الباب حتى تحدث نايف

: لا تشيل هم يا فهد.. اخوك بالحفظ والصون ... واذا تبي تشوفه وتطمن عليه الحين

آخذك له وادخلك عليه ..بس انت تدري ان المخفر اللي فيه الحين مو تابع لنا...

ورغم هذا اوعك خير لي معارف وان شاءالله ما يقصرون..

: ما تقصر يا نايف ..الله يبارك فيك

: صدقني يا فهد هذي قوانين ... والا كان بودي اطلعه الحين ولا اخليكم ترجعون بدونه ..

صقر : ما تقصر يا نايف ... عارفينها .. ويمكن اكثر ناس يعرف القوانين هم احنا

نايف : هههههه أي اكيد بلا شك....

فز صقر واقفا وكذلك فهد ..وفز نايف معهم...

صافح صقر نايف بامتنان : ما قصرت ياخوي .. سامحنا ازعجناك ..

شد نايف على يد رفيقه : ولو ماسويت الا الواجب يا صقر.. وبكره باذن الله مشعل يرافقكم بسلامه

.

كانت صورتها تلوح لهم في الافق كما لاحت صورهم لها .. يقتربون وتقترب

قابلتهم دلال في الطريق

: شفتوا اللي صار ؟

عهود بقلق : أي سمعنا .. والحين شنو الجديد

دلال : صقر راح يشوفه مع ولد عمي فهد .. الجو مكهرب عند الحريم والرجال

عهود : وميثا شلونها

دلال : ميته من البجي .. وامها بعد .. الله يعينهم

صمود تدخل يديها في جيوب معطفها من البرد : بس صقر يعرف بهالامور... اذكر مره طلع ثامر وخالد ...

دلال : أي صح .. بس مو كل مره تسلم .. الله يستر بس ...

عهود: يالله خلونا نشوف عمتي وميثا

.

همسات تتصاعد وتخفت.. دعوات ترتفع ..وصمت قاتل يطبق بين حين وآخر...

ابو فهد بقلق : تاخروا

بوخالد بامل : اذكروا الله .. وان شاء الله بيوصلون .. اذكروا الله ..

فز خالد للخارج .. يشعر ان نفسه قد ضاق عليه... ولحق به ثامر لشعور مماثل

ثامر : تظن يطلعه صقر ؟

خالد : قول ان شاءالله ... صقر عنده معارف.. ويقدر يوسطهم ...

ثامر : لاحول ولا قوة الا بالله ...لمتى هالمعاناه لمتى


خالد : اذكرالله يا ثامر... وما تضيق الا يتبعها الفرج ..

امسك خالد بهاتفه .. وضغط على ازرته التي حفظها عن ظهر قلب...

ليصله ذلك الصوت الاجش : هلا خالد

: بشر

: ان شاءالله خير.. بس الحين مناوبه وتعرف صعب انه نتصرف قبل الصبح

:أي أي صح .. فهمت... وبعدين

: الله كريم.. طمن عمي وقوله ما فيه الا الخير ان شاء الله ...لا يشيل هم..

: يصير خير ... ماقصرت الله يعطيك العافيــه

: الله يعافيك..

اغلق الهاتف بضيق مضاعف ...لتلتهمه نظرات ثامر القلقه والمتهلفه لمعرفة الاخبار ...

: بشر يا خالد ؟ .. شنو قال ؟

.

عهود : ميثوه وجع بسم الله على مشيعل لا تفاولين عليه

ميثا منتحبه:.. ماشفتي الحسره بعيونه لما طلب منه يسمح له انه يودينا للمخيم ويرجع له ..

يرجع له برجوله ..امي مسكت بثيابه لا يروح بس راح راح برجوله للسجن ...

احتظنتها عهود تخفف عليها وتهدئتها : ميثا مشعل مو اول ولا اخر واحد ينمسك منا ..

والحمدلله كلهم طلعوا ومافيهم الا العافيه ... لا تكبرين الموضوع ولا تفاولين عليه

تكمل دلال : وبعدين اخوي صقر واخوج فهد راحوا له .. وانا متاكده انهم مايرجعون الا معاه ...

.

كانت تقف كوقفتها عند دخولها ...ثابته شامخه ..احمر انفها ووجنتيها من البرد

تحاول الهروب ان لم يكن بجسدها فبروحها وفكرها قدر المستطاع

دست كفيها في جيب معطفها.....وهي تنظر اليهن من اعلى وقفتها حيث هم جلوس على الارض..

اتخذت لها زاويه .. تتامل فيه الوضع بعيدا عن تاثير دموعهن وعويلهن..

لم يكن مشعل الاول ولن يكون الاخير...هذه هي حياتهم.. وتلك معاناتهم .. حياة ينتفي فيها الاستقرار ..

حياة نسجت بمعاناة الماضي والحاضر...لكنها وان كانت منهم .. انسلخت بجلدها..وارتدت ثوبا ليس لها...

نجحت في ذلك ... الى الان ربما؟ ...لم تذق الا القليل مما ذاقو .. لكن الى متى؟

هل تتوقف احلامها هنا... وتغفو عند عتبة الواقع ؟

ام انها اقوى من ان تنهيها بموقف وآخر... وستمضي قدما صامده كاسمها ؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 11:16 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


المعزوفة الثانية

عَـــزْف المحـــاجِر ..

: ميثــــاااا

كان صوت فهد ينادي من خلف الخيمه

فزت ميثا واقفه بركب متخاذله وقلب ينتفض

وارتفعت لها الاعناق .. ساعدتها دلال بوضع الشال على راسها والغطاء على وجهها..

خرجت لشقيقهاالذي يقف خارجا على امل ا ن تسمع منه اخبار تسر وتطمئنها ..

بادرها بالسؤال : شلون امي؟!

حركت راسها بالنفي وهي تمسك بغطائها وتشد عليه : ما دري امي بخيمة خالتي ام صقر ..بس شـ

قاطعها بامر : روحي عندها ودربالج عليها ...طمنيها وحاولي تهدينها ما وصيج يا ميثا

هزت راسها بالايجاب وعيناها تلتهم ملامحه تريد جوابا لتلك الاسئلة التي تعصف بروحها ..

قال : ادخلي جيبي غطا وشوية اكل

توسعت عيناها : حق منو ؟.... والتفتت للسياره الفارغه الا من صقر فاحست بذوبان روحها .....مشعل ما رجع؟؟

: لا .... يرجع باجر ان شاءالله ... بس جيبي الغطا ولا تاخرينا ...

كتمت شهقاتها بيدها وعادت ادراجها متخاذله لتلقي بجسدها المنهار باحضان عهود التي استقبلتها

: ميثا .. ميثا اذكري الله ..شنو صار؟!!

لكن انهيارها كان شديد .. كيف لا وشقيقها يقبع خلف القضبان بلا ذنب ارتكبه .. وينتظره المصير المجهول الذي

غرق فيه الكثير ونجا منه الاخر برحمة الله ......." الإبعــ ـــ ـــ ـــ ــ ــاد "

اخذت صمود الغطاء وخرجت به لفهد ترافقها دلال التي اسرعت لصقر بسيارته

دلال وقد احكمت لف غطاءها : بشــــــــر ياخوي ؟!!

اجاب بثقه : خير خير ان شاء الله .. باجر يطلع باذن الله

: صج يا صقر؟ .. اكيد ؟

هز راسه بالايجاب : دلال يمكن نتاخر شوي.. .. ماوصيج على امي وعمتي..

: لا توصي.. عمتي ام فهد عند امي بالخيمه ...

: زين اجل .. وانتم بعد روحوا عندهم ..لا تقعدون بروحكم ...

عقد حاجبيه وبان بملامحه الضيق وهو ينظر لتلك الواقفه هناك: منو هذيك ؟

التفتت دلال حيث اشار.. : م..نو .. آ ..هـ ذ ي

انقذها فهد الذي دخل السياره بعجل : يالله صقر ..

هز راسه والتفت لدلال التي ابتعدت عن النافذ قليلا : ادخلوا داخل .. ولي كلام معاكم..

هزت راسها وهي تلفظ انفاس الراحه بعد ان اصابها الفزع من نظراته المشتعله ...

.

.

كانت اهدأ من ميثـا ... تكتم ألمها بداخلها... لم يفتر لسانها عن الدعاء والرجاء..

والنساء من حولها يواسينها بحكاية مشابهه لفلان وفلان...

فهذا فلان امسكوه اليوم وخرج بالغد... وفلان الاخر لم يبقى الا لحظات ... وثامر من قبله

كذلك خالد ... فالوضع شبه اعتيادي ولا يدعو للخوف...او كما يتمنون انه كذلك ..

سحبت قدميها بهدوء..لتجد نفسها خارج هذا الجو القاتم ..وتقف امامها والدتها وشقيقاتها قادمات للتو ..

والدتها بقلق : صمود ها بشري يمه...!!

هزت راسها معبرة عن لا جديد وجسدها يرتجف لا تعلم اهو بردا غضبا .. او قلقا واضطرابا ترفض التعبير عنه!

دخلت والدتها الخيمه وتبعتها عبير ... بينما امسكت صمود بيد غدير قبل ان تدخل : تعالي غدوره مالي خلق ارجع داخل

نظرت غدير لعينيها تعرف شقيقتها جيدا رغم انها اصغر منها سنا ... لكن هيَ وصمود روحين في جسد ..

غدير : اسلم على عمتي وارجع لج ..

هزت صمود راسها : انطرج لا تتاخرين وتاخذج السوالف .. (وبهمس) ولو ادري انه مافي سوالف داخل تشد وتجذب

هزت غدير راسها موافقه : ثواني بس ....

.

دخلت غدير ووقفت صمود تنتظرها خارجا..

تنهدت بضيق .. وهي تنظر محط قدميها... وزفرت بملل ...وهي تعبث بقدمها بالتراب تصنع منه خطوطا

مستقيمه وثانيه مستديره واخرى منحيه ثم تمحوها كان لم تكن ...

لم اعد احتمل كل هذا البؤس والحزن.. اريد ان اخرج منه .. ومنهم ..ومن عالمهم... الذي فرض علي.. وعليهم ..

لم يعد قلبي يحتمل.. تعبت .. أنهكت روحي ... يارب أليس لي الحق ان احيا كمثيلاتي .. او حتى شقيقاتي...أليس لي

الحق ان اخرج من وراء الستار وارفع راسي فخرا عندما اقول فلانه بنت فلان .. ان لا انفجر غيضا وغضبا

كلما سئلت من انا وما هي هويتي ؟ وان لا تذوب والدتي وشقيقاتي خجلا كلما سئلوا عني وعن هويتي...... فــ يكذبون !!

اليس لي الحق ان اشعر بالامان والاستقرار وان احلم كـ .... الاحيــــــاء

7

: صمــ ـــــ ـــــــ ـــــــ ــــــ ـــــود ...

رفعت راسها لذاك الصوت الذي تعرفه جيدا

وهمست : مريم ؟

زادت ضربات قلبها خاصه عندما التقت عيناها بذاك الذي يجلس خلف المقود ...ينظر لها من بعيد...

اشارت لها مريم بيدها لتقترب من السياره ...

:صمود .. تعالي ..

فلم تجد في نفسها معارضه لذلك ابدن ... اقتربت وانفاسها تسارع خطواتها المرتعشه ..

وصلها صوت خالتها التي تجلس بقربه : صمود بشري يمه شنو صار؟!

ابتلعت ريقها واخرجت بضع كلمات هي فقط التي استطاعت السيطره على حروفها

: للحين خاله ماصار شي بس....

صفقت الخاله بيديها : لا حول ولا قوة الا بالله .. وليش مشعل!! شنو مسوي ؟ ..هو سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

سوى شي والا ..!!

.

" لما الاستغراب... فوضعهم غريب حتى للقريب منهم لايعرف اوضاعهم الا انفسهم.

لانهم وحدهم من يعايشها .. ويتكبد عناءها...

لهم تفاصيل خفيه .. لا يعرفها غيرهم...

ولا يتذوق مرها الا هم .. "

صمود تلزم الصمت لمشاعر الم جرفتها واخرى خجل صفعتها

.

" نعم تخجل.. تخجل من وضع لا ذنب لها فيه... تخجل من شي لم ترتكبه... لكنه فرض عليها...

فهذا الذنب الذي ركب عليهم مع نظرة الشفقه والاحتقار من الخلق لهم آفه تنهش وتمزق افئدتهم فتذوب

لها ارواحهم حزنا وكمدا ؟.. "

.

.

تكررت الاسئله عليها ماذا فعل مشعل ؟ وتعددت التخمينات من مريم ووالدتها ...

بينما صمود يجرفها عالم آخر بعيد عنهم : مـ آ .. لـ ..ب..س ..

هذه الحروف التي استطاعت اخراجها ... و......

لا
لا

لمـــاذا... ليـس الان !! ...

لا

اصعدي ارجعي حيثما كنتي...ليس الان

لا يارب ... ساعدني ........

.

لما بكيت؟ لما نزلت دموعي الان؟

تبا لك.. ليس امامه ... لا يارباه ... ارحمني...

.

نزلت ام ناصر مفجوعه واحتضنتها لتفرغ الاخرى ما بداخلها ...بشهقات متتاليه ونحيب مؤلم...

بكت بحرقـة بين ذراعي خالتها ومريم...

ليصلها صوته فيشل شهقاتها المرتفعه

: افا يا صمود ليش البجي الحين ؟... افا بس تبجين وانا موجود !...ولايهمج
الحين رايح لهم وماراح يصير الا الخير

دست راسها اكثر بحضن خالتها .. بينما التفتت الخاله لابنها تشجعه: أي يمه روح وطمنا عليهم.. وانا كل شوي بتصل فيك

هز راسه صامتا ...

آلمه الوضع.. لاينكر ذلك... كما لا ينكر ان هذا الحدث مع ما قبله سيكون سبب في امور قد تتغير وقد تتبدل قريبا ...

نطق بعد سرحان : ان شاء الله ...بس لا تشيلون هم...

وادار المحرك ... وافكار غبيه وموجعه تعصف براسه ...

.

امسكت بها مريم تهدي وضعها.. بينما انطلقت الخاله للخيمه ...

الخاله ام ناصر..

شقيقة ام صقر وام صمود .. لم تحيا معاناتهم ولم تتذوقها..لكنها تتاثر بحالهم... رغم انها ليست على ارتباط دائم بمشاكلهم ..

مهما كان ارتباطها واهتمامها بهم .. وحبها لهم يصعب عليها تفهم وضعهم المتغير والمتقلب..
فلاجلهم تخلق قوانين مستمره وتوضع عثرات متجدده... عثرات وقوانين لا يعلمها ولا يكتشفها ويطلع عليها الا من يعيش وضعهم ..

.

مريم : خلاص دودي.. اهدي بس ..

نظرت اليها صمود...وهي تعيد الدقائق الماضيه ضعفها بكاؤها شهقاتها ووو.... وما ان استوعبتها ...

واستوعبت ما حصل فيها حتى غطت وجهها بيديها وانفجرت باكيه مره اخرى ليس للسبب نفسه

لكن ربما لانها فشلت وللمره الالف في الصمود امامه ... ؟

.

.

لم يستحسن العوده للمخيم في هذا الوقت كذلك فهد ..وفضلا المكوث في المنزل الى الصباح ..

لم ينقطع الاتصال بينهم وبين اعمامهم .. بين حين وآخر للاطمئنان على الاحداث ..

قطع حديثه مع فهد ورفع الهاتف لاذنه بعد ان تعرف على رقم المتصل

صقر : هلا بك زيد

: هلا فيك .. وينكم فيه انا في المخفر ومالقيت احد!!

عقد جبينه ثم بسطه : لا رجعنا للبيت... ماله داعي وقفتنا هناك... ننطر الصبح ونرجع ...

: اها .. مسافة الطريق اجل..

مسح جبينه بضيق : لا يا زيد ... خلك مع عمامي .. يمكن يحتاجونكم بشي ... واذا احتجنا لك بكلمك على طول ..

: خلاص اجل الصبح انا عندكم باذن الله ...

: ما تقصر ..

: ولو.. يالله سلام ..

اغلق صقر الهاتف.. ليتلقى سؤال فهـد له

: منو زيـد؟!

: أي زيد .. واطلق تنهيده ....

: شنو بينك وبينه ؟!!

نظر اليه برهه .. ولما ادرك مقصد سؤاله اجاب رافعا حاجبه الايسر : ولد خالتي... وولد ولد عم ابوي

: احلف بس ؟!

مال حلقه بابتسامه ساخره وهو يضع الهاتف جانبا....وصمت طويل.....

.
.

وصله صوت فهد ..الذي فرغ للتو من التحدث بهاتفه ووجده على وضعيته

: بشنو سرحان الصقـر ؟؟

عقد جبينه : الفكره تكبر في راسي يا فهد ...وكل يوم عن يوم اتمسك فيها اكثر ...

: تعوذ من ابليس يا صقر.. مو انت اللي تقول هالكلام ...انا ومشعل وحتى خالد يمكن نفكر فيها لكن انت لا

: ليش يا فهد؟ شنو عندي زود عنك؟ الحال من بعضه..والمر اللي تذوقونه مره ... انا اذوقه الاف المراات ..

: بس الهروب مو حل

: من قال هروب ؟ ... عمري ما فكرت اهرب من شي...لكن هالخطوه مواجهه اكثر منها هروب

: لا تفكر بنفسك... فكر باهلك يا الصقر..

: وهذا هو السبب يا فهد... صدقني هالخطوه ان خطيتها... فمالي فيها غير العنا

: اجل ليش تفكر فيها ؟

: لاجلكم انتم.... لاجل كل من هو مثلي ومثلكم ..

: منت سوبرمان والا الرجل الخارق فكر بالواقع يا صقر

: ابتسم على كلمة سوبر مان ...... وتوسعت ابتسامته على ملامح فهد الغاضبه ...

مال بجسده للخلف واراحـه على فراشه الارضي ....لتكون هذه آخر الكلمات لهذه الليله ..

وبدآيـــه لاحلام المستقبــل

.

.

بعد مضي يومان ..

وبعد ان اعلنت الشمس الودآع ... عانق هنا على الارض اللقــــاء ...

ارتفع الغنـاء بصوت النساء كبيرات السن من غير أي آلات موسيقه .. فقط باصواتهن التي لها نغمه مميزه تثير الشجن ..

وبتصفيق الفتيات والاطفال الحماسي الذي ارتفع صداه في الخيمه ..

.

"كان ذلك فرحا بعودة مشعـــل .. وخروجه من السجــــن بعد يومين قضاهن بين قضبانه...
لم يهدأ لهم فيها بال .. ولم يتذوقوا فيهن طعم الراحه ... ولم يعد فيهن صقر ولا فهد للمخيم الا به "

وخروجه اليوم سالما يستعدي كل هذه الفرحه الكبيره بعد الثناء على الله وشكره ...

.

ارتفع الغنـاء ...وزاد الحماس

واقتحمت ميثاء الوسط .. حركت جسدها بحركات ابهرت الحاضرات... واعجبتهن ...

كم هي سعيده بعودة شقيقها ...وتشعر بروحها تحلق فوق الارض ...

ارتفع التصفيق لها والتشجيع ... لتخرج بعدها وتدخل عهود .. وتشاركها دلال ولم يكنّ اقل من السابقه مهاره وابداع

لكن الاهم كانت تلك الابتسامه التي تعلو وجوه الجميع ... والفرحه التي ترفرف جوانحها بين افئدتهم

...

.
.

اسرعت بخطاها مع شقيقاتها عبير وغدير من مخيمهن قاصدات مخيم ام فهد...

يحملن العصير والحلا الذي اوصين والدهن به من الصباح الباكر ولم يعد به الا الآن ...

بينما سبقتهن شقيقتهن عهود ووالدتهن الى الخيمه منذ وقت ..

صمود بخطى عجله وانفاس شبه منقطعه : بسرعه يالله الحين يوصلون ...

اسرعن بخطاهن لتحذرهن عبير

: دربالكم بس لا يطيح العصير او ينكت ...

ترد غدير مطمئنه : لا ماسكته عدل ... صمود دربالج على الحلا ...

صمود : أي لااا....... وتباطأت خطواتها بخيبه.... : يوه شوفوهم وصلوا ...

وتوقفت خطواتهن ايضا في المنتصف ...يراقبن المشهد ..

توقفت السيارة عند الخيمه ... وترجل منها مشعل مع فهد وخالد.. وكذلك صقر يميزه طوله وشماغه الذي لفه ع الطريقه الاماراتيه

خرجن عمات مشعل يهنئنه واحتظنته امه بشوق وحنين وكذلك شقيقته ميثا ......

بينما ابتعد الشباب عنهم مسافه ...تتلقفهم اسئلة العمات عن الاحداث وعن ما جرى...

وفي الطريق الاخر..

اصوات ابواق السيارات تنطلق متواصله معبره عن السعاده والفرحه ...سياره

بها ثامر ......واخرى بها زيد ...

وما ان دخلن النساء ... بقين الفتيات يسترقن النظر من باب الخيمه على الحركات الاستعراضيه التي يقوم بها الشباب

وترتفع ضحكاتهن تاره.. وتنخفض لهمسات تاره لصراخ امهاتهن عليهن

.

توقف بسيارته عندما لمحها وسطهن ...وتسارعت انفاسها عندما راته يقترب...فالقت بالحلا ع الارض لتعلو صرخات

شقيقاتها : صموووووود ..لالالا

لم تهتم لصرخاتهن بل اخذت ترتب هندامها بارتباك وتثبت غطاء شعرها ....

توقف قريبا وانزل النافذه : مســـــاء الخيـر ..

رددن بصوت واحد : مســــاء النور .. اهلا زيد ...

: مبروك رجعت مشعل

رددن : الله يبارك فيك

توجه بنظراته اليها ليخصها الان بالحديث : مو قلت لج راح يطلع ... هذا احنا طلعناه ورجعناه ...

ابتسمت وحركت شفاها الثقيله لترد.... لكن صوت اجش قاطعها وقبض ملامحها المنبسطه لتنكمش فرفعت عنقها اليه

: صمـــــــــود داااخــــــــــــــــــــ ـل ياللــــــه

ابتلعت ريقها ..وانتقلت نظراتها بين سيارة زيد وصقر الذي يقف خلفها ..

ضرب بيده السياره : زيــــد اسبقنا ع مخيم الرجـال ...

لم تعجب زيد نبرته الآمره.... فتامله بغيض ليرفع الاخر حاجبيه : سمعت ؟!

حرك زيد سيارته بغضب حتى اثارت الغبار من خلفه الذي تصاعد كما الدخان من نظرات وانفاس صقر

صرخ بهن : شموقفكم هنيه ها ؟

اكتفت بنظرات حاده ارسلتها له.... بينما تحدثت غدير : نبي نروح الخيمه بس شفناكم عندها .. كنا ننطركم تبعدون عشان نقرب..

عبير بقلق : انا رايحه الخيمـــه ... وانطلقت بخطواتها المترجفه مسرعه نحوها غير آبهه بشقيقاتها خلفها...

رفع حاجبه يخاطب تلك الناقمه : مو عاجبج كلامي اشوف ؟

كان يشعر بزفيرها المشتعل.... لكنه اكثر اشتعالا منها ... الا يكفي ذاك الوجه المكشوف لتقف مع ذاك في منتصف الطريق ..

: يالله روحوا داخــل .. هالمره بعديها لكم ... بس ان شفت هالحركه مره ثانيه ماتلومون الا نفسكم

هزت غدير راسها وسحبت صمود من يدها : ان شاء الله

لتنطق الاخرى بهمس : حلال عليه حرام على غيره ؟

رفع حاجبه ولما استوعب كلماتها صرخ بها: صمــــــــــــــــود ...

التفتت اليه فهمس بغضب: ان ما تعدلتي وربي لاعدلج انا .....ترا ما تعجزني وحده مثلج .... ما يكفي هالوجه اللي كاشفته للرايح والجاي ....

: مالك حق تكلمي... امي راضيه .. وهم عمامي ما كلموني... انت تكلمي ليش ...

: اكلمج واذا بغيت اشق الارض وادفنج فيها ومحد يتكلم فاهمه ؟؟؟

اغرورقت عينا غدير بالدموع خوفا... بينما بقيت نظرات تلك حاده صعبه...

غدير تشد يد شقيقتها وبهمس: يالله صمـــود تكفين يالله

غادرت تنفث دخانا وتزفر نارا

كم ودد لو يدفنها حيـــه .. هنا في هذه الارض...

....

استقبلهن دلال وعهود عند باب الخيمه

دلال: اشصار ؟ ليش تاخرتوا.... كان لديهن خبر من عبير... لكن اردن صورة اوضح ..

دفعتهن صمود لتشق صفهن للداخل وتمتمت بغضب : اخوج الله ياخذه

شهقت دلال ويدها على صدرها : بسم الله عليه

التفتت لها صمود بوجه محتقن ورفعت حاجبها

: ياليته بس يهتم بنفسه واهله ويكفي الناس شره ...(ورفعت اصبعها مهدده ) ترا للحين ساكته عنه..

وربي ان انفجرت ماخاف ولا من اللي اكبر منه ...

لم تسمع منهن رد لكنها شعرت بيد تسحبها بقوه لخارج الخيمه ..التفتت نحوها.. لتوجه اليها والدتها انتقادها

: صمود شهالكلام اللي سمعته مو عيب ؟

مسحت على ذراعها بالم : شنو سمعتي ؟

: كلامج مع دلال ...مو عيب يا صمود .. عيب ..صقر مو بس اخو دلال... تراه ولد عمج واخوج وولدي قبلج انتي قبل ما

تشوفين الدنيا .. تقولين خليه باهله ؟ لو كان همه بس اهله جان ما شفنا مشعل وقبله خالد وثامر...

ولا جان كل ما سافرت قلبي مطمئن عليج وعلى عهود لاني اوصيه عليكم ..ناسيه اشكثر يتعنى لكم ..

وماخلا شي قاصركم ... حتى لو كان لكم اخو مني ومن ابوكم ما سوى اللي سواه صقر الحين تنكرينه يا صمود؟!

هربت بنظراتها بعيدا عن نظرات والدتها ..التي بدت معاتبه .. ومتضايقه من تصرفها..

: وانا معطيته كامل التصرف فيج وبخواتج كـ اخو واكثر ... يعني لو شنو يسوي انا سامحتله

توسعت عيناها صدمه ...بينما حركت والدتها راسها بالايجاب

: مثل ما قلت لج ...

.

.

هناك بقرب النــار المتضرمه ... جلس قوم حولها... يتسامرون ..

وآخرين فضلـوا الوقوف قريبـــــا ..

استند ثامرعلى السياره : أي يامشيعل الدنيا ماتسوى بدونك

ابتسم مشعل لكنها ابتسامه تخالطها المراره : كثر منها ... راح تتعب وانت تقولها ..

ناصر : زين الحين تقول مسكوك على الاجازه لانها منتهيه .. ليش ما تجددها ؟ لمتى تنطر ؟

مشعـل : تدري انها ما تتجدد...

ناصر باستغراب : شلون يعنـي .. ما تجدد ... وليش يمسكونكم ؟

ثامر : هذا اللي صاير .. الاجازه الجديده ما تطلع .. والقديمه ما تجدد ... وان امسكوك عاقبوك؟

ناصـر : احلف بس

تحدث صقر القادم للتو : لا في قانون جديد ..صارت تتجدد .. والجديده تطلع

مشعل : ليش ما قلتوا ؟ شنو ناطرين اجل..

صقر : أي ماسمعت الشروط الباقيــــه

مشعل : أي نسيت كلمة بشرط... من كثر ما تعودنا عليها نسيناها ...

ثامر بحماس : بشرط شنو ؟

صقر : توقع على مستند انه لك اصل من الدوله الفلانيه ...

ثامر : واذا ما عندي اصل ولا فصل من الدوله الفلانيه ولا العلانيه

مال فم صقر بابتسامة : توقع انك مقيم هنيه بصورة غير قانونيه ....

توسعت محاجرهم ونطقوا كلهم بصوت واحد : يااا سلالالالام ....

اوقف سيارته بقوه وعجل حتى احدثت صوتا ... واتاه مندفعـا وصوته الثائر يسبقه

: هيه انت... شهالاسلوب اللي كلمتني فيه... تراني مو اصغر عيالك ...و..

نظر اليه صقر بطرف عينه ثم تجاهله واستمر بالحديث مع ابناء عمومته..

لكن زيد اقترب ودفعه من كتفه :هيه انت ما اكلمــــــ

لم يكمل جملته ... لانه اصبح معلق بين السما والارض بقبضة صقر ويحترق بنظراته ...

ابقاه لثواني ...

ثم انزله ومازال يشد على اعلا ثوبه بقبضته ... وتكلم من بين اسنانه بهمس بحيث لايسمعه الا هو ...

شوف يا زيـد انت رجال منت صغير وعارف علوم الرجال

وبيوت الحمايل لها بيبان تطقها وتدخل.... اما سوالف الدرايش والسطوح فهذي مو عندنا هذي لغيرنا احنا آل ..الـ...

اذا عندك شي... وناوي عليــه .. طق الباب.....

فاهم ؟!!

لم يجب الاخر اللي ضاع بنظراته.....

ناصر وفهد وخالد يتدخلون : اذكروا الله شنو صاير ...

افلت صقر قبضته .. فانطلق زيد يتوعده ويتهدد ...

راح تندم ياصقـــر وربي راح تندم



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 11:17 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


... المعزوفة الثالثة

اولاد ابوفيصل (الجد)

1- ابوصقر اولاده ( صقر – دلال )..
2- ابوفيصل ( فيصل – عهود – صمود )
3- ابوخالد ( خالد – ثامر )
4- ابوفهد ( فهد – مشعل – ميثا )

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اولاد ابوفايز ( الجد )

1- ابـولافــي متزوج من ام لافي زوجته الاولى ) اولاده منها ( جواهر – فجر )
(وزوجته الثانيه ام فيصل) اولاده منها ( غدير – عبير )

2- ابـوناصـــر (متزوج اخت ام فيصل – وام صقر )
واولاده ( ناصر – حصه – زيد - مريم )

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ام فيصل + ام صقر + ام ناصر = شقيقات ..

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

بقايا آثار وأطلال كذلك بدا هذا المكان الذي انتعش منذ أيام مضت ليعود إلى بياته وصمته متطلع بشوق إلى اللقاء القادم...

اجتهد الشباب في إسقاط المخيمات .. وترتيبها ثم نقلها للسيارات .. وانشغلت الأمهات والفتيات في تجميع باقي الحاجيات ...

انطلق صوتها المتعب من خلف الحاجيات ومن بين ضجيج النقل والتنقل ...

: يالله غدور هذا اخر صندوق وديه السياره

اقتربت بخطى منهكه وهي تمسح جبينها تعبا : ان شاءالله ...

سالتها عاقده جبينها : وين خواتج ... صمود وعهود و...

انحنت غدير تلتقط الصندق : صمود وعبير يجمعون اغراض خيمتنا .. وعهود بخيمة المطبخ ..

قالت برضى : يالله يمه خفوا ادينكم شوي الناس تحركت وابوج شوي وراجع ...

ردت وهي خارجه : ان شاءالله يمه ان شاءالله ...

لكن توقفت عندما وصلها صوته من خارج الخيمه ثم رات صورته... فعادت ادراجها بحذر وهي تلتفت

لوالدتها : ولد خالتي صقر وعيال عمه ؟

نهضت والدتها بصعوبه بعد ان ابعدت عنها الحاجيات .. ثم تقدمت بخطواتها وهي تثبت غطاء شعرها ووجهها ..

: هلا يمه صقير

رغم ان لفظ اسمه بهذه الطريقه تصغير له لكنه يحبه منها .. خاصه ان صوتها يحمل تلك النبره

ذاتها من صوت ذاك الراحل ..

لايعلم ان كانت تلك النبره هي الحنيه او الشجن او ذلك الالم الدفين في اعماق القلب ... لكن ما يعلمه انها تعيد

اليه ذكراه .. كما تعيدها تلك المتمرده التي تمثل لوحه منسوخه منه بشكل انثى

: هلا يمه صقير

: بالمهلي .. (قبل راسها ) شلونج يا خاله عساج ماتعبتي بس

: الحمدلله ياولدي دامك بخير انا بخير ...رمقت بني عمومته يقفون بعيدا فاشارت بيدها للخيمه

: ادخل ياصقر والا تستحي مني ؟

ابتسم ممسك يدها بحنيه : ان استحيت من امي بستحي منج ... بس جايين انا والشباب نشيل الخيام

اذا خلصتوا منهم

قالت بخجل : لا يمه ليش اتعب عمرك ... ابولافي موجود .. والبنــ

قاطعها : افا بس... واحنا وين رحنا ؟ ابولافي راح يودي الاغرض .. واحنا بنطيح الخيام ونلفها على

مايوصل لاجل ما تتاخرون ...بس سويلنا درب يام فيصل ...

: الله يعطيكم العافيه ياولدي... ثواني بس ...

ابتعد صقر عن المخيم لابناء عمه تاركا المجال للفتيات حتى يخرجن من الخيام ...

وماهي الا دقايق حتى خرجن متسترات تسبقهن والدتهن ...

اشار لابناء عمه باتجاه المخيم ... وتوجه هو لـ خالته : خلينا اوصلج للمخيم

: لا مايحتاج يمه .. هذا هو مخيم ام ناصر

تحركت نظراته لذاك المخيم .. فلمحه يقف امام سيارته ..

تحدث : الا الوالده تسال عنج ووصتني اقولج...ما بخاطرج تروحين عندها وعماتي ؟

التفتت لبناتها ولمحت ملامح صمود الغاضبه وبداية اعتراض سينفجر من شفتيها ..فردت

: أي والله بخاطري اروح عندهم قعدتهم ما تنمل ..خليني اسلم على ام ناصر لانهم بيمشون الحين ...

وبعدها اروح عند امك

لم تخفى عليه تلك الابتسامه الخبيثه التي ارتسمت على تلك الشفاه..فرد متمثل الثقه: حياج الله ...

.

اقتربت ميثا بعباءتها وغطاها : السلام عليكم

ام صقر ودلال : وعليكم السلام

ميثا : يالله عمتي القهوه عندنا هناك ع الفرشه على ما يخلصون الشباب

همست دلال وهي ترفع يدي والدتها عن الصندوق : يمه روحي ارتاحي مابقى غير هالصناديق اسكرها وخلاص...

: مو تعبانه يمه ... خلينا نخلص منهم ونرتاح

: لاتعاندين .. ويالله روحي مع عماتي ارتاحي .. واشربي قهوه وجاي وانا بخلص الباقي...

ميثا بابتسامه: وانا بساعدها .. يالله عمتي روحي ارتاحي

رفعت يديها بالدعاء : الله يوفقكم يا بناتي ويستر عليكم اللهم امين...

ابتسمن بعفويه من تلك الدعوات الصادقه التي ارتفعت للسماء .... ثم التفتن لبعضهن وتوسعت الابتسامه

ميثا : شكل الدعوه بتصيبج الاول ... والله يرحم حالنا ..

دلال : ههههههههه الله يقطع ابليسج ... يالله ساعديني

جلست ميثا بقرب الصندوق تجمع به الاغراض التي حوله ...: ماشفتي صمود اليوم ؟

رفعت دلال راسها باستغراب : صمود ؟ لا ليش شنو صاير ؟

مطت شفتيها بانزعاج : لا ابد... بس ماعجبتني امس ... والكـ ...

قاطعتها دلال : ماعليه انا عاذرتها يا ميثا ... محد يا ميثا يعرف صمود كثري تراهي اضعف من الشخصيه

التي تورينا اياها .. اضعف بوايد .... تعاني وتكتم وتشيل بقلبها ..

عقدت ميثا جبينها : من شنو تعاني ؟ هذا احنا حالنا حالها ؟

: صح ميثا .. بس صمود انسانه حساسه لابعد حد.... صح عاشت طفولتها عندنا وتربت في بيتنا ..بس بعدين

التحقت بامها .. وخواتها .. وخوات خواتها وخالتها وعيالها ..

يعني بعدت عن مجتمعنا بمجتمع ثاني يختلف عنا ...

حركت راسها باستغراب : يختلف ؟؟ بشنو يختلف

: يختلف بوايد اشياء... يعني شوفينا احنا شهادة متوسط وابتدائي... وعمرنا ماطلعنا لبرا الديره ..

واحلامنا ما تتعدى الامن .. الاستقرار .. وان كبرت احلامنا حيل .. نفكر بالزواج والاولاد..

هزت ميثا راسها مصغيه ..

: صمود عاشت مع ناس .. شهاداتها جامعيه .. تسافر بالسنه مره واثنين ... من تبلغ ال 18 تطلع ليسن

وتسوق سياره ..اقل شي يكون عندها تلفون حسب الموضه .. علاجها مجاني مدارسها مجانيه ما تخجل من

هويتها.. تتوظف وظيفه حكوميه ..عندها بطاقة بنكيه وتقبض معاش شهري يعني مستقبلها مضمون 99%....

لكن صمود وين من هذا كله ... تحس انها النكره اللي بينهم.... اللي راح يتوقف تعليمها للثانوي...وتسكر

على شهادتها الصندوق ...تخجل من هويتها لانها بينهم غير .. علاجها بفلوس وتحلم تتوظف والا تدخل

الجامعه ... تحلم تسـ ....

قاطعتها : بس هي احسن حال منا .. ع الاقل امها كويتيه .. لها مميزات خاصه .. يعني مدرستها

مجانيه وكملت تعليمها..ويمكن تتحسن لها الامور وتدخل الجامعه تتوظف

:.. صح المدرسه مجانيه..؟ بس واثباتها ؟ والعلاج ؟ والسفر ؟ والشهاده والجامعه ؟ ...والوظيفه؟ والليسن ؟

: مممم زين واختها عهود ؟

: عهود مثل حالتها ... بس الله فتح عليها .. وان شاءالله بتطلع من هذا كله بزواجها من ناصر

: أي .. الله يوفقها ... ويوفقنا ..

: آميــن ..

.

وقف في المنتصف يرمق ذلك الافق البعيد والفضاء الواسع بعينين حالمتين ونظرات متامله بالقادم خير ..

: بشنو سرحان السيد مشعل

رمقه مشعل بنظره خاطفه وعاد لما كان عليه مع شبح ابتسامه ...

تحدث خالد بعد ان اقترب اكثر : ماودك نرجع ها ؟

تنهد والتفت اليه: تصدق ايه ...(ابتسم خالد واكمل مشعل ) يظل هالمكان يعني لك اشياء واشياء...

يكفي انك تحس فيه بانك طير حر...بلا قيد يقيدك ولا دنيا تضيق عليك...

توسعت ابتسامة خالد : تراه موجود مايتحرك متى ما حنيت له تعال ما تردك الا سيارتك ...

اتسعت ابتسامة مشعل واردف قائلا : ما قلت لك ؟

خالد : بشر عساه بس خير؟

سكت ثواني يترقب نظرات خالد المتعطشه للخبر.. ثم قال : انقبلت بالوظيفه ...

كشت ملامح خالد .. ثم انبسطت بفرحه : احلف ... ( صافحه بحراره وشد على يديه ) الف الف مبرووك ...

ياخي واقف عندك من الصبح وما تقول بس طايح لي تغزل بالبر

ابتسم مشعل : قبل شوي جتني مكالمه منهم .. الظاهر واسطة صقر اشتغلت ....

: الحمدلله ...والله يوفقك يابوسعود وانشوف سعود قريبا

: خلنا نشوف وليد بالاول ... وابد لك مني سعود يكون وراه ....

قهقه خالد ضاحكا ..وشاركه مشعل ...

مشعل : تصدق افكر مرات لو في من صقر اثنين بعايلتنا

كشت ملامح خالد بالم ثم قال : كان فيه بس .... الله يرحمه

استوعب مشعل قصده فهمس باسف : الله يرحمه ...

: صدقني مشعل صقر انسان حاله حالنا يتعب ويتالم ويكتم لكن الفرق بينا وبينه انه يتعلم من المصايب اللي

تصيبه وما يخاف من التجربه.. احنا عيبنا نتوجس من كل شي جديد ... ولما نطيح صح نقوم لكن ما نتعلم ما

ناخذ حصانه من هالالم .. همنا انا نقوم وبس...

: اللي مساعد صقر كمية المعارف اللي يعرفهم .. يعني ماشاءالله معارفه مراكز وشي بالدوله

: ما عرفهم بالساهل....تراه راعي فزعه .. يكفي دوره بالغزو... ودم ابوه الشهيد....

: الله يرحمه ... الله يرحمه ..فقدنا اثنين ..ضاع دمهم هدر

همس بالم : ان ضاع حقهم عند البشر فما يضيع عند رب البشر ..

.

اقتربت بخطى ثقيله نحو تلك المنشغله بجمع الحاجيات واغلاق الصناديق ... احدثت صوتا بخطواتها لتلتفت اليها الاخرى مرحبه

: هلا والله بدودي ... ها خلصتوا ؟

: هزت راسها وهي تسحب نفسا ... ثم تطلق حروفها بهدوء اي خلصنا وانتي للحين؟

: ماشاءالله عليكم ... بغى شويت اغراض بس واسكر الصناديق...

تقدمت منها صمود تساعدها بحمل الصناديق والحقائب الى السيارة

طول فترة حمل الاغراض والحقائب لم تتفوه صمود بكلمه .. سوى بابتسامات رسمتها مجاملة لدلال التي تحاول ان تستدرجها بالحديث... فتطلق نكته او تعلق على حدث او
تذكرها بقصة قديمه .... فدلال تعرفها جيدا ... وتعرف ان كان في قلب تلك الفتاة حديثا يصعب إخراجه ...إلا بالاستدراج ...

وضعت صمود الصندوق الأخير .. ونفضت يديها مرارا وكأنها في كل مره تسال نفسها اافعل ام لا ؟؟.... سكتت ..ثم همست : دلول آسفه

التفتت اليها دلال باستغراب ..وعقدت حاجبيها مستنكره : على شنو ؟

بعثرت صمود نظراتها في الفضاء : ممم (وعادت تنظر الى عيني دلال ) على الكلام اللي قلته امس...

لانت ملامح الاخرى وارتسمت على وجهها ابتسامه صادقه ...: ادري انج ما تقصدين ...

تحركت صمود قاصدة التحرر من الضيق الذي يلفها وتبعتها دلال بالخطى البطيئه تجاريها

جلست صمود على مقدمة السياره واستندت دلال عليها لتقابلها

: تعبت دلال ..

: تعبتي ؟ من شنو تعبتي ؟

: تعبت من الوضع اللي انا فيه ... تعبت من مستقبلي المظلم اللي كل ما الونه احس انه يرجع قاتم مثل ماكان ...

: ليش تحسين انج وحيده بهالشي... كلنا مثلج

: وشنو ذنبي اذا انتم راضيين باللي انتوا فيه ؟

: القناعه كنز لايفنى

: لايا دلال لا .. هذي مو قناعه ... هذا رضوخ استسلام ..دلول يمكن انتي وميثا ماتحسون باحساسي ... يمكن لان البيئه اللي عشتوا فيها ما تحسسكم بالفرق ولا بنظرة
اللاشي ...

: دودي خواتج والا خواتهم جواهر وفجر ياذونج بشي؟

: لا .. ومو لازم احد يقول... انا اشوف يادلال اشوف.. واسمع ... واحس.... انا انسانه يا دلال ...

دلال : وزيد حبل نجاتج ؟!!

توسعت عيناها ثم ضاقت وهي تنظر لدلال بتعجب...

دلال : لاتتعلقين بغير ربج .... الامل فيه وحده.....وغيره ماتضمنين انه يخيبج يا صمود

ضاقت عيناها اكثر : شنو تقصدين

: ان بقدر تعلقج بغير ربج راح تكون قوة سقوطج

صمود تعقد جبينها باستغراب : دلال سامعه شي ؟!

ابتسمت وحركت راسها نافيه: زيد ولد خالتي مثلج تمام ... لكن فكري عدل...لاتحطمين مستقبلج بس لانه طوق نجاه

توسعت ابتسامة صمود الساخره وأطلقت ضحكاتها التي كتمتها بأناملها: هههههه مستقبل ؟؟ هههه أي مستقبل يا دلال ؟؟...المستقبل ضايع فيه وبدونه ...

امتدت يد دلال لتمسك بيد تلك الضعيفه : صمود جاوبيني بصدق ... زيد حلم طفوله ..... والا طوق نجاة

كشت ملامح الاخرى وكانها صدمت بالسؤال او لم تسالهُ نفسها من قبل...سكتت ونظرات دلال المترقبه تلتهمها..... همست بعد تفكير صامت : ليش مايكون الاثنين ...

:

.

.

في تلك الجلســه الهادئــه قــرب السيــارات الممتلئـه بالاغــراض

التقط صقــر الدلـه من النـــار..

وقام بصب القهوه... ناول اعمامه الفناجيل .. واحد تلو الاخر حتى اهتزت بيدهم معلنة الكفايه ...

بعد همسات تداولها صقر مع عمه بو خالد .. ربت على كتفه يطمنه ...

والتفت لفهد الذي جلس بقربه وسالـه بهمس : شخبار الموضوع فيه جديد؟

التفت اليه ورد بهمس مماثل : يبيله قعده يا فهد... ماطلع سهل مثل ما توقعنا ..

عقد جبينه : له .. شنو سمعت ؟

همس : لي قعده معاك .. بس خلها لوقتها ...

حرك راسه بلايجاب : الله يقدم اللي فيه الخير ..

رد بــ : آميـــن ... وصمت عندما لمح ذاك الشاب قريبا هناك .. يتحدث مع مشعل وخالد ..

فنهض بعد ان ربت على فخذ فهد : شوي وراجع ...

.

راقبه فهد حيث ذهب... والتقطت نظرات بوخالد الموقف الذي عرف مسبقا مالذي سيقدم عليه ....

اقترب صقر منهم واشار بيده : ثااامـــر

التفت الشاب اليه وضيق عينيه ليشير اليه صقر بمفتاح السياره : تعال قرب

اسرع اليه ثامر بن السادسه عشر .. واتسعت ابتسامته عندما قال له صقر ملوحا اليه بالمفتاح

: تبي تجرب ؟!!

اتسعت ابتسامته : اكيـــد

رفع حاجبه : واثق

حرك راسه : مليون بالميه

رمى صقر اليه المفتاح وسبقه الى السياره من الباب الثاني ..

صعد ثامر بحماس وادار المحرك ... وصقر يراقبه بصمت .. كمن يترقب فريسته لينقض عليها ...

حرك السياره ببطء .. وهو يختلس النظر للصقر بقربه الذي بدا عليه الهدوء

لحظاات ..

ووصله صوته : دوس بانزين

التفت اليه بحذر : عادي ؟!!

اسند صقر ظهره للمقعد وقال بثقه : خذ راحتك .....بس ابعد عن المخيم ..

هز راسه بحماس .. وما ان ابتعد حتى زاد السرعه واخذ يلف ويدور ..

وكأن به طاقه فرغها في تلك الحركات المتهوره ....

دقيقتان ثلاث الى قرابة العشر .. هدأت سرعته ... ولانت ملامحه وسكنت انفاسه المتوتره ليسرح في البعيد...

: ليش متعب ابوك يا ثامر ؟

همس: ابوي متعب عمره .. انا ما سويت شي ... يعني غصب الا اكمل دراستي ...

صقر ببرود: فيه اهم من الدراسه بعمرك ؟

ثامر بجديه : أي الشغل... لمتى ابوي يصرف علي ....

صقر : اظن ابوك ما شتكى لك

: مو لازم انا عارف انه يتعب .. ولازم اشيل نفسي

: وتشيلها بدون شهاده ؟

: هذا مشعل توسطت له وتوظف ... والتفت اليه ) تقدر تتوسط لي

: مشعل عمره 26 ... وربي ماكتب له يكمل دراسته مثلك ... كان يحلم بالشهاده .. بس ظروفه صعبه ... وانت قدامك الوقت ليش تضيع فرصتك

: ليش اضيع عمري بالشهاده وانا ماراح استفيد منها ... ابسط شي ما عندي تلفون مثل ربعي...

: ما عندك تلفون ولاعندك سياره مثلهم بعد ؟ ولا مصروف عدل ؟ ولا تقدر تسافر ؟ ولا عندك اثبات ..ولا ولا ولا.. تبيني اكمل ؟

ضيق ثامر عيونه يستوعب كلام صقر ...

فكمل صقر : ثامر.. لو بقينا نطالع ونتحسر ونتمنى .. عمرها الامنيه ماتتحقق ... ولا الشي اللي نبيه يجينا...

: شلون ؟

: لازم نتعب ... لازم تركض ورا حلمك... امنيتك ... تبي تلفون ادرس وتخرج واشتغل وجيبه بفلوسك... تبي سياره نفس الشي... تبي اثبات دافع عن حقك

: وانطر كل هالوقت عشان احقق اسهل امنيه الكل يحصل عليها بلاجهد ...

: انت غير الكل... وبعدين هالوقت اللي تنطره وانت مخطط فيه .. ما نعتبره ضايع ابد ... الا هو الوقت المحفوظ من حياتك

: لو اني بس اهاجر قبل ما يروح عمري قهر

: حتى لو هاجرت ماراح تحصل شي بالساهل ... وماراح تكون عندك العصا السحريه ..و ماتنفعك الا شهادتك... والا تبي تروح تكون عاله ع المجتمع هناك ؟

: يعني اذا تخرجت وما توظفت ولا دخلت الجامعه يخليني ابوي اهاجر؟

: انت اخلص منها وتخرج وما يصير الا اللي يرضيك ...

: وعــــــد!!

رد صقر رافعا حاجبه : اخلفت لك وعد من قبل ؟

هز راسه نافيا : ابد ... اثق فيك ....

اشار براسه نحو المخيم : رجعنا للمخيم يا شيخ ثامر ...

اجاب بابتسامة واسعه : تم ..

.

امتزجت الوان الغروب بلحظات الوداع ...

واستعدت السيارات للانطلاق ... وماهي الا دقائق .. حتى انطلقت بركابها وشقت طريقها برا الى ان اعتلت الشارع ...

سياراتهم تتبع بعضها بعضا .. يتقدمها .. صقر ...

في سيارة صقر .. والدته وشقيقته ..كان كل منهم في عالمه ... وصوت الاذاعه يصدح في السياره ..

همست دلال: صقر عادي اتكلم بتلفونك ؟

: التقط الهاتف وناولها اياه بصمت فقالت : بكلم صمود ( تعلم انه يثق بها ولا يريد ان يجرحها بسؤالها من تكلم .. لكن تعلم رغبته بمعرفة ذلك منها )

حرك راسه مع شبه ابتسامه وخفض صوت الراديو رافعا نظارته السوداء لعينيه ..

وصلها الصوت من الطرف الاخر : هلا دليِّـــــل ...

دلال : هلا صميد

: وجــع

دلال : عيب تراني اكبر منج .. اوف بس ناس ما تستحي ...

صمود : اخلصي.. ترا زحمه وحشره بالغصب اجر نفسي وبالطيب اتنفس

: هههههه تستاهلين قلت لج تجين معانا

: احلفي بس.. لو آخر سياره بالدنيا ....

: يحصلج بس....شلون الاوضاع عندكم ؟

: تمام .. اذا فيه شي بكلمج على طول ...

: أي لا تنسين

: تعالي لحظه... خلي التلفون عندج ...

توسعت ابتسامة دلال بخبث : أي أي اكيد عندي ...

.

عبير لم تكف عن الحديث والضحك تاره مع والدتها وتاره مع والدها واخرى مع

شقيقاتها... وعهود مسترخيه بقربها بعالمها الحالم تتبعها غدير المنشغله مع صمود برؤية

مقاطع وصور بالهاتف ..

الوالده (ام فيصل ) : صمود يمه اتصلي على دلال ... هذا تفتيش قدامنا

سالت صمود بسرعه: وين ؟؟ واعتدلت بجلستها حتى شاهدته يبعد امتارا ...فقالت : أي ان شاءالله يمه الحين بكلمها...

سحبت الهاتف بقوة من غدير التي تشبثت به بقوة ومالت بجسدها عليه تحبسه بين يديها وبعد صراع وضرب

مبرح .. ظفرت به صمود مع ضحكاتها وتوجع غدير من ضرباتها المتوحشه....ضغطت

صمود الزر وهي تتفادي يد غدير التي تحاول التشويش عليها وانتزاعه ... ثواني ورفع الخط ..

: دليِّــل في تفتيش قدامنا قولي للسّبع يبرز عضلاته ...هه هه

: السبع ما يحتاج يبرزها لانها بارزه ...يـ

ضغطت زر الاغلاق وشهقت صدمه احست بقوة اندفاع الدماء لوجهها حتى كاد ينفجر...

كان ذاك صوته الاجش ..يتخلله نبرته القاتله ..

ضربتها غدير : هيي .. شنو فيه ؟؟

ثواني حتى استوعبت صمود والتفتت اليها : مآ .. مم ..ما وارتفعت اناملها لشفاها المرتجفه ثم انفجرت ضاحكه ..

شاركتها غدير الضحك على شكلها الغريب

لتهز عبير راسها : لاحول ولاقوة الا بـ ... لم تكملها لانها تلقت الضربه من صمود

فصرخت عبيـــر..

وصرخت عهود : بس بس ذبحتوني .. حشى يهال مو حريم اشكبر الوحده ...

صرخ ابولافي يخفف حدة الوضع : بس بنات وبعدين ؟؟؟

وقاطعتهم الوالده : صمود كلمتي دلال ؟؟؟

التقت عينا صمود بغدير التي تفهمها جيدا ... فابتسم كلاهما وردت: ايه ايه يمه كلمتها ...

وتبعتها بهمسه : والله ما خليها لج يا دليِّــــل المعفنه .... ثم ابتسمت بخبث وكتفت يديها : بس هم سوت حسنه .. هه

هناك عند نقطة التفتيش....

توقف ابولافي بثقه وراحه ... خلفه بسيارتين صقر وعمانه .. وابناء عمومته ...يتوجسون خيفه

تحركت سيارة بولافي بعد ابرازه الهويه....وخفف من سرعته للاطمئنان على من خلفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك....

بينما التفتت ارقابهن للخلف يراقبن الوضع بحذر...

انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ...ثم كان دور الصقر ..

توقف..

و........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-13, 11:25 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


المعزوفة الرابعة

عزف المحاجر



قمة الالم ان تبتسم من بين الدموع ...

هناك عند نقطة التفتيش....

توقف ابولافي بثقة وطمأنينه ... بينما يقف خلفه بسيارتين صقر ثم أعمامه .. وأبناء عمومته ...يتوجسون خيفة

تحركت سيارة ابولافي بعد ابرازه الهويه....وخفف من سرعته للاطمئنان على من خلفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك....

: بولافي خفف شوي خلينا نطمن عليهم ..

: ماعليهم باس ان شاءالله لا تخافين

: ان شاءالله ان شاءالله...بس وقف شوي خلينا نشوفهم...

توقف بولافي جانبا كما ارادت ...ولم يفتر لسانها عن الدعاء لهم

بينما التفتت ارقاب الفتيات للخلف يراقبن الوضع بحذر...

انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ...ثم كان دور الصقر ..

توقف..

و........

ترجل من سيارته مغلقا الباب خلفــــه ...

حينها بلغت القلوب الحناجر ...وشخصت الابصار بقوه لتلتقط الاحداث بدقه ...

نزل بعدها .. العم بوخالد وبو فهد .. وكذلك الشباب من سياراتهم .. همس لهم صقر بكلمات فعادوا ادراجهم بعد تردد منهم والحاح منه ..

ضربات القلوب ارتفعت بارتفاع حرارة الموقف وصعوبته

لكن طيف ابتسامه ارتسم على الشفاه المضطربه عندما صافح صقر الضابط ..وقدم له الهويه ..

تاملها الضابط برفق وعينا صقر تلتهم تعابير وجهه :حيالله صقر الـ ******

رد صقر بثقه : الله يحييك .. وارتسمت ملامح الراحه على وجوه الأعمام ...

رفع الضابط راسه ناظرا اليه : آمر يا الصقر

حرك صقر عمامته ليثبتها بيديه : ما يآمر عليك عدو يالغالي ... السيارات الاربع اللي وراي لـ عمامي ...

تحركت نظرات الضابط لهم .. تاملهم برهه وضيق عينيه لثواني .... ثم اشار لهم بيده ليتحركوا ....

فانطلق كل بسيارته بعجل تحركت الاولى ... فالثانيه الى الرابعه ...وسط زفرات الراحه وتنهدات الحمد ..

اعاد الهويه الى صقر بابتسامه : تآمر على شي ؟

: سلامتك ما قصرت ياخوي ...وصافحه اخرى ...

ثم ركب سيارته ليلحق بهم .. ويده الاخرى تضغط أزرة الهاتف بمهاره ..

وصله صوته المألوف : بشر؟

تكلم صقر بامتنان ممزوج بنبرة صوته الواثقه : ما قصرت يابو نواف نردها لك بالافراح

زفر الاخر براحه : خيرك سابق يابوفيصل ... اذا وصلت كلمني

: صار... فمان الله

: فمان الكريم

/ بعد اسبوعين /

بلادي وان جارت عليَّ عزيزةٌ ........واهلي وان ظنوا عليَّ كرامُ

.

.

ذكـــــــرى آلم

لا اعلم الي متى ستظل هذه الصورة تلازمني وتزاحم افكاري وتستبيح بعنف وشده عقلي وخيالي ...

كلما مررت اعتاب هذا المكان ...

طفلتين .. بجديلتين في صباح باكر .. ويوم ممطر بائس ...حجبت فيه الغيوم نور الشمس

وتعكر صفو السمـاء ببرق ورعد يصم الاذان ويخطف الابصار

استرقت لهن النظر من نافذة الغرفه ..

تقفان في فناء المنزل الخلفي تعانقت ايديهن الصغيره ببعضها ... بللتهن حبات المطر اللي امتزجت بسيل

الدموع وغسلت ملامحهن البريئة معلنه بدايه العناء...

تزداد شهقاتهن بترديد النشيد الذي ينطلق من احدى المدارس القريبه...

النشيد اللي حفظناه عن ظهر قلب... النشيد الذي غرسه ءاباؤنا في قلوبنا وسقونا اياه كلمه كلمه وحرفا حرفا.....

حتى ارتوت بحبه دماءنا .. ونبضت به عروقنا .. واثمرت به جوارحنا..

ارتفع النشيد .. وارتفعت صيحاتهن.. كخناجر حاده صامته تغرس بصدري ....

وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ

وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ

وطني الكويت.... وطني الكويت.....

وطني الكويت سلمتَ للمجدِ

لم تشفع صيحاتهن ولا نداء توسلاتهن ....

فالمدرسه اصبحت محرمه عليهن منذ هذه اللحظه ... ومقاعدهن استبدلتهن بغيرهن بلا ذنب ارتكبنه ...

ولان عقلهن الصغير عاجز ان يفهم السبب او يستوعبه .. كان الصمت جوابا لاسئلتهن ؟!

.

: يالله صقـــــــر

التفت اليها ... وكأن الحدث بالامس... فلاتزال نظرة الالم تستوطنها رغم شبح الابتسامه على شفاهها .. أي مستقبل ينتظرنا وينتظرك يا دلال ؟

سألها : خلصتي؟

حركت راسها بالايجاب : أي خلصت ...

عبث بجيب ثوبه يتاكد من وجود مفاتحه وهمس بعد ان سبقها بخطواته : يالله

________________________________________
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام

25 / 26 فبراير ...

ايام رائعه ومفرحه وبها يتجدد الالم وتزداد الحســـره..

يوم الاستقلال .. يتبعه يوم التحرير ..وعطلة اخرى تمتد لاسبوع واكثر ...بعد هذ اليوم الدراسي...

عجبا ؟!! ان كنا لا ننتمي لها .. فلماذا تغمرنا الفرحه باعيادها ؟...وما سبب ذاك الفخر والاعتزاز الذي نشعر به عندما نتغنى بحروفها ونترنم بعشقها...

هل هناك من يساوم على وطنيته وحبه لوطنه؟

أمجرد ورقه شرط لاثبات الحب والانتماء للوطن ؟!! كم ممن يملك تلك الورقه ولا يشعر بهذا الشعور؟

وكم ممن يفتقدها يقدم روحه على كفه فداء لها ...؟

الوطنيه شعور يصعب اثباته بكلمات وأوراق .. كما يصعب انتزاعه باكبر قوة على وجه الارض ..

هو شعور يستوطن النفس وتنبض به عروق القلب لتحلق الروح وتسمو به بعيدا عن العنصريه وزيف الشعارات ..

وطني وطني نعم هو وطني رغما على مدعين الوطنيه ..

"

ارتفعت صرخه المعلمه غاضبه

: صمـــــــــود وبعدين معاج ؟ كم مره اقولج انتبهي للشرح ؟ ترى للحيني مطوله بالي عليج يا صمود ، لا تخليني اتصرف معاج بشي ماحب اتصرفه

.

رفعت صمود رأسها للمعلمه بنفس النظرات التي اكتست عيناها مؤخرا .. نظرات

جريئه غريبه يغمرها برود شديد ينبئ بقدوم عواصف رعديه شديده بمجرد الالتحام ...

ثواني من التحديق السلبي الذي تلاقت فيه نظراتهم ...

وعادت صمود الى ما كانت عليه من لحظات ..مع همسات تناقلتها مع زميلتها التي حاولت ثنيها ...

زفرت " ابله حصه" بغضب ورمت القلم على الطاوله.. وتقدمت منها بخطوات تشتعل

غضب تسابق انفاسها الحاره ..تتبعها نظرات الطالبات الفضوليه ... وصدى حذاءها يشق

صمت الصف .. وكانه صوت النذير بقدوم الخطر

اقتربت من صمود وانتزعت الدفتر بقوه من بين يديها.. ونظراتها سهام جارحه تكاد

تقتل صمود في مكانها .... لكن البرود هو نفسه يغلف ذاك الوجه القمري ...

عقدت ابله حصه حواجبها بثوران وفتحت الدفتر بهيجان.....وهي تتوعد وتهدد صمود بداخلها ...

.

.

لكـن ..

هدآت الانفـاس .. وخمدت النار ... وانقلبت مشاعر الغضب..لاخرى معاكسهبمجرد ان قرأت المكتوب أحست بغصـه وحســـره موجعـه .......

بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام

لم تكمل ما كتبت ... لكنها علمت محتواه ... اطلقت ابله حصة زفره مخالفه تماما للزفرة الاولى ...

اغلقت الدفتر واكتسى وجهها بملامح الاسى والحزن تعلم ما تعانيه صمود وما تواجهه تعلم شعورها وتتفهم مشاعرها وظروفها ..

لكنها ايضا مهتمه لمستقبلها.. ولا تنسى توصيات خالتها المستمره على ابنتها المتمرده ...لاول مره تشعر بالضعف.. والحيره.. سحبت نفسا عميقا وهمست "

: يا حبيبتي يا صمود .. ادري انه صعب اللي تمرون فيه... حاسه بشعوركم بس انتبهي لدرسج واهتمي بدراستج ترا ما تنفعج الا شهادتج ...."

ارتفع حاجب صمود.. وانطلقت منها ابتسامه .. ما لبثت ان تلاشت لتقول : صج ابله !!

ابتسمت ابله حصه وحركت راسها بالايجاب

لكن كلمات حصه مازالت عالقه بذاكرة صمود المهشمه ..

لا يمه والله حرام عهود ماتنفع لناصر

عهود ماتنفع لناصر

عهود ماتنفع لناصر

لن تنسى تلك السهام التي اطلقتها حصه ... والتي للان تجهل علم صمود بها ...

سهام اخترقت صدر صمود قبل اختراقها سمعها ... جراح تتجدد كلما رأتها

كتفت صمود ذراعها وأكملت بسخريه : بس انا غيــــر يا ابله حصه .......... ؟!! ...والا نسيتي !!

تكلمت طالبه باول الصف ساخره : رحم الله امرء عرف قدر نفسه ..

فاشتعلت نظرات صمود غضب وردت عليها بغيض :

إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنه.. و إن خليته كمدا يموت

تقف روان غاضبه :منو السفيه يا سفيهه .. السفهاء انتي واهلج و.....

لم تكمل لان انقضاض صمود كان اقرب... وصرخات المعلمه لا مجيب لها...

حزباعلنوا انفسهم انصار لصمود .. وآخر انتهض فزاعا لروان...

توسعت المشاجره لتشمل الكراسي والطاولات والحقائب والكتب... وحتى اقلام اللوح لم تسلم منهم..

وبعد فترة من الصراع .. توقف الشجار وانتهت المعركه لكن ... .. في غرفة المديره ..

المديره : خلاص ابله حصه تفضلي لحصتج .. وانا اتصرف مع هالاشكال ..

هزت حصه راسها هامه بالمغادره .. وبدون شعور تحركت نظراتها لـ " تلك " الواقفه هناك ...

تميل بوقفتها ..تعبث باظافرها ترفع حاجبها بكبرياء.. وعلى شفاها شبه ابتسامه

.

حصه : لا اعلم كيف اصبحت تمتلك هذه القوه بعد ضعف كان يعتريها؟!

لحظه هل هي قوة تلك التي اراها ترتديها ؟ ام انها تصطنعها ؟ هل هي قوة او برود و

لا مبالاة ؟

ام هما الاثنان معا ؟.... في الحقيقة اتوقع انها فعلا قويه .. او تجيد تمثيل القوة وبمهاره...

غريبه انتي يا صمود؟ والاغرب تلك الافكار التي تجتاح عقلك... وتعصف بقلبك ؟

على أعتاب السفاره البريطانيه ..

رتب اوراقه بعد ان تاملها مرارا ... بينما اسرع الاخر بخطواته يجاريه

نايف : صقر انت مجنون ؟!!

صقر : ليش ماتقول عاقل .. او عقلت
نايف : تترك ارضك ؟ ديرتك ... هذي الكويت ...الكويت ياصقر ..

صقر : محد يساومني على غلاتها..وانت ادرى !! ارخصت لها الروح من قبل .. وما اغليها عليها لو تآمر ...

نايف بالم : كلها وظيفه خسرتها تفداك وبدالها الف.. من باجر الا من اليوم اشوفلك غيرهـــ....

قاطعه صقر وقد تغيرت نبرة صوته : .. الوظيفه بدالها الف ... بس الذل مايطيقه حر يا نايف..

" ركبا السياره .. وادار صقر المحرك ... عليه ان يسرع لياخذ شقيقته من بيت خالته ..."

نايف محاولا ان يثنيه باي طريقه : انت احسن من غيرك يا صقر... وابناء الشهداء املهم كبير بالتجنيس؟

همس صقر بالم : الدم اللي ماعترف فيه وهو رطب... ما يعترف فيه بعد ما جف ونشف ...السالفه ابرة مخدر كل ما علت الصرخه اخذنا جرعه ... وراح نظل على هالوضع الى
يوم الدين ...

نايف : تفاءل يا صقر ما عهدتك سوداوي ... حتى بايام الغزو

: يا نايف لما تكون تحارب غريب اعتدى واستولى على ارضك ... مهما غدر وقتل واعتدى...غير لما تكون الطعنه من اهلك ومن اللي تحبه وتفديه ... / صمت .. ثم قال /
.. الوضع اصعب من انه ينشرح يا نايف ...

نايف بحشرجه لم يستطع اخفاءها : معزم ؟

همس : ان شاءالله ... بس خله بيني وبينك... للحين في امور وحسابات اصفيها .... والتفت اليه محذرا .. مايعرف بهالشي غيرك وفهد ..

صرخ نايف غاضبا : انت مستوعب اللي تسويه ... بعد هالعمر تبي تتخلى عن اهلك وناسك

: مايجبر على المر.. الا الامر منه ، لو كان الامر راجع لي ما تحركت شبر برا الكويت .. بس ضاقت يا نايف واخوك ما يتحمل الذل والقهر ...

ازدرد ريقه يستوعب الامر : كم سنه !!

: الله العالم ... لكنها مو اكثر من اللي ضاع من عمري ...

صمتـــــــــا ... كل منهم ينهشه الوجــع ... وتحرقه الحســـره ...

: صقر

: سم

نظر لعينيه برهه .... ثم همس : لو انعادت سنه الغزو ...... بيكون موقفك نفسه والا يتغير ؟!!

صمتٌ....وتاملٌ....وجعٌ ... وتالـمٌ .....وتلااااشت النظرات بالنظرات ...

وضاعت الاجابــــــه .. بأعماق الصمــــــــت ...

انتهى وقت الدرس وحان وقت الانصراف ... وانطلق الجرس معلنا عنه..

امتلت الساحه بالطالبات .. بين ضحكاتهن .. وصرخاتهن ......وتوديع بعضهن لحين الالتقاء بعد عطلة سعيده

وانتهى وقت العقاب الذي فرض عليها من المديره ... خرجت بشموخ كما دخلت .. لم تنكسر امام نظرات التهديد والوعيد

ببساطه لم تعد تخشى شيئا ...

رقت لفصلها بخطوات عنيده ونظرات غرور ارسلتها لمن تنظر اليها من بعيد مع شلتها المنحطه ...

دخلت الفصل الفارغ .. وارتفعت صدى خطواتها فيه .. جمعت دفاترها في حقيبتها ...والتقطت من بينهن هاتفها المضيء لتجد رساله جديده ....

فتحتها ثم عقدت حاجبيا بضيق ...

" صمود صقر راح يمرج مع دلال .. لا تتاخرين بالطلعه .. بسلم عليج قبل مانروح .."

المرسل : الغاليه

تبغض لحظات الوداع ... وهذا سبب اصرارها اليوم على الذهاب للمدرسه رغم عدم اهتمامها الواضح

بدروسها لكنه هروب من المواجهه او خشية من لحظات الانكسار والضعف ...

: صمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــود ؟!

التفتت لعائشـه التي انتشلتها من مرارة الواقع والحقيقة المؤلمة ...

اقتربت عائشه بانفاسها المتقطعه من الجري : شنو سوت لج الناظره ؟ ... لا تقولين فصلتج ؟؟ والا استدعت ولي امرج ؟؟

هزت صمود راسها نافيه ... : لا هذا ولا ذاك...الكلمات المعتاده... اعتذار مصطنع .. وتاسف غبي... تعهد وانصراف... و....

: و... شنو فوق كل هذا ...

عضت على شفاها عندما تذكرت النقطه الاهم : هــه تبي تعويض .... عشرين دينار...

ابتسمت عايشه تخفف عليها : تفداج ..ماعليـــــــه تتدبر ...اذا مو من اهلج انا وياج ندبرها ...

" لم تكن معها ... سريعا ما يخطفها السرحان لعالمه... كثيره هي الافكار التي تدور في ذاك العقـل المثقل ... والاكثر هي الذكريات الاليمه "

حملت صمود حقيبتها وجارتها عائشه بخطواتها للخارج ...بصمت ..

سارا بضع خطوات في الساحه ... وعندما تذكرت صمود من ينتظرها خارجا ... كشت ملامحها

بضيق .. وفضلت الجلوس هنا حيث الانتظار... ولم تعارضها عائشه التي جلست بقربها ...

عائشه بقلب قلق وهمس محبه: صمود .. ترى الابله تحبج.. وكلنا نحبج ... ونتامل فيج خير ..

وخايفين على مستقبلج .. لاتزعلين من ابله حصه .. تراها وربي تحبج ..

سألتها بتنهيده : كلمتــــــــــج ؟

هزت راسها نافيه : بدون لا تكلمني انا اعرفها ابله حصه تهمها الطالبه قبل الماده .. وماتخلط الاوراق ...

وانتي مو مثل أي طالبه .. انتي متميزه ... وشاطره ... حرام تضعيين مستقبلج بدينج

.. الشهادة مهمه بهالزمن يا صمود ....واللي ما عنده شهاده يضيع

" ماتخلط الاوراق ؟؟

ماتخلط الاوراق ؟؟

ماتخلط الاوراق ؟؟

تعلم انها المقصوده بهذه الجملـه برافواا اجدتِ التلميح يا عائشه ...." حصة المعلمه وحصة ابنة الخاله المعارضه لزواج عهود وناصر "...

نعم خلطت الاوراق... لكن رغما عني..

لا استطيع مقاومة شعوري نحوها لا استطيع السيطره عليـه... اكرهها نعم اكرهها...لانها تقف امام حلم شقيقتي...وربما حلمي

عائشه انتبهت لسرحانها : سمعتيني صمـــود اثبتي وجودج بشهادتج ... اللي ماعنده شهاده بهالزمن يضيع ....

مال حلقها بابتسامه : هـه ... اللي ماعنده شهاده يضيع مستقبله؟!!

واحنا ضايعين ماضي وحاضر ومستقبل.... بشهاده وبدون شهاده ؟

عائشه : صمـــــــــــــود ...

قاطعتها صمود : صح هالزمن زمن شهادات غبيه واوراق معفنه.. بس مو الشهادة اللي راح تكون مع امثالي ؟

.... قولي بالله بشنو تنفعني شهادتي اذا تخرجت ؟ درست والا لا ...

جبت نسبه والا لا .... شهادة ثانوي مقابل شهادات جامعيه ؟ ما تسوى فلس ...

فلس واحد ما تسوى لا نجذب على روحنا ...

: ما تدرين يا صمود يمكن الدنيا تتغير وتتحسن الاوضاع وتنفتح الابواب بوجهكم..و............

: قديمه قديمه يا عايشه .. قالوها من خمسين سنه ...

: لا تياسين من رحمة الله

: مو ياس... لكن واقع .... هذي حالنا ولو بعد مليون سنه...( .سكتت .... وبهمس ) اشباه اموات...... ويمكن الاموات ارحم....

( نهضت وهي تنفض ثيابها من تراب الارض حملت حقيبتها على كتفها متجه للبوابه .. وقد اشتعلت فيها نار الحسره والالم التي لم تهدأ قط )

رحلت .. تشيعها نظرات وعبرات عائشه الحزينــــه ...
________________________________________
" خارج اسوار المدرســــــــــه "

دلال : تأخرت .. انزل أشوفها ؟

صقر :لا خليها ...زين سوت انا ابي اختلي فيج ....

هذا ما كانت تخشاه وتتحاشاه .. تتمنى الارض تبتلعها خجلا وحياء تعلم ما يريد قوله

وما يريد ان يصارحها به او بالاحرى يتاكد من رايها فيه....

.

: دلال تدرين دام اني معاج مافي قوة بالارض تقدر تغصبج على شي ...

: الله لا يحرمني منك يا خوي

: عمي كلمني عن الملجه يبيها اخر الاسبوع الجاي ...بس تاكدي لو الامر وصل لخطة قلم

القاضي وجا في بالج تتراجعين انا معاج

: صقر انت مو راضي عليه؟ .. اذا مو راضي وربي ما اوافق ولا ابيه ...

اتسعت ابتسامته الحنونه وامتدت يده تشد على يدها : لا يالغاليه... مو قصة مو راضي

.. بس ابي اتاكد لاخر لحظه انج راضيه... وابيج تتاكدين

اني معاج باي قرار تاخذينه ...دلال الزواج اكبر من عقد يربط اثنين ... خاصه لمثل

حالتنا... حياة صعبه قدامكم .. مابي اخوفج بس ابيج تكونين بالصوره ... زواجج من

خالد... يعني صورة لامي وخالتي وام خالد .....

: : اللي كاتبه ربك يصير ...والارزاق بيد الله

: ونعم بالله ... بس تحمليني بظل اسالج واتاكد لين ينكتب العقد ...

اتسعت ابتسامتها ... مع خليط المشاعر الذي يجترفها ... سعاده برهبه بخجل ... تحمد الله انها ترتدي غطاء يستر وجهها والا فضحتها ملامح

السعاده التي لونت وجنتيها ورسمت ابتسامه عذبه على شفتيها ... خالد وحلم الطفوله ... كيف تنهيه وهي تحلم بذلك اليوم الذي يبتدا فيه..

.

كانت مميزه بين الطالبات ..تكاد تكون الوحيده بين القلة اللاتي لا يرتدين العباءة والغطاء ..

زفر ككل مره يراها فيه .. : مادري متى تعقل هالبنت وتتستر مثل خلق الله ...

التفتت اليه دلال بعد ان قرأت ملامح تلك القادمه : تكفى صقر لا تكلمها .. شوف

وجهها معفوس تقول قنبله على وشك الانفجار...وربي شكلها نار مشتعله

ومتى انطفأت حتى لا تكون نار مشتعله ؟ .. قلما رايت هذه الهرة بملامح الأُلفة ...

وبلا مخالب تشهرها بوجه الكل ... عدوانيه شرسه اندفاعيه هذه هي صمود ....

امتدت يده لمحفظته بالوقت الذي دخلت فيه صمود للسياره .. واغلقت الباب بعنف ...

: وعليكم السلام > قالها ساخرا

فاشاحت بوجهها الغاضب نحو النافذه

: الباب ماله دخل بمزاجج .... والمكان اللي تدخلين فيه سلمي .. السلام لله ...

دلال برجاء : صقر

لينفث غضبه فيها : اكرمينا بسكوتج ...

ادار المحرك .. وكم تمنى لو يملك مبلغا يمكنه من شراء عباة وغطاء لتلك المشاكسه

... لكن ككل مره .. يراها فيها يفتح المحفظه فلا يجد الا ما سيدفعه لمحطة الوقود ...

من اين له .. واشغاله غير مستقره متناثره هنا وهناك .. واعباء منزل وسياره وأسره على عاتقه ...

اطلق تنهيده بلا شعور .. التفتت على اثرها شقيقته دلال هامسه : سلامتك ..

اتسعت ابتسامته لها ..... لتبادله اياها من تحت الغطاء......

اما الاخرى لم تكن معهم .. ولم تسمع حديثهم الذي تداولوه .... مشغول عقلها بمن

ستحلق بهم الطائره بعد ساعات الى رحاب الحرم ..والدتها ... وشقيقاتها

آخ كم تتمنى ان ترافقهم مره ... فقط مره واحده .. امنيه تتكرر في مثل هذا الوقت

البغيض من كل عام ... امنيه باتت تتلاشى كالضباب بحضرة الشروق ..

" في منزل ام فيصل ..ابولافي "

الهم نفسه والحسرة ذاتها تطوق قلبها الصغير وهي تشيع بنظراتها المنكسره والدتها وشقيقاتها

كم كانت تحلم ان ياتي ذلك اليوم الذي لا تضطر فيه للوداع ، كانت تحلم باللحظه التي تضع يدها

بايديهم تسابق بخطاها خطاهم الى ذلك العالم المجهول الذي سمعت فيه ولم تره ..

مطار كبير وواسع وطائره خياليه عملاقه وتحليق بين السماء والارض ومناظر خلابه آسره

عالم جديد ودنيا حالمه ومعالم رائعه كما يصفنها شقيقاتها ..

ايقظها صوت شقيقتها عبير لتفيق على مرارة الواقع : صوصو تآمرين على شي ... شنو تبين

نجيبلج معانا ؟...في شي بخاطرج؟

: سلامتكم بس ادعولي

عبير بابتسامة صادقه : اكيد هالشي مفروغ منه ... خلاص عيل اجيب لج شي على ذوقي ..

بادلتها الابتسامه لكنها ابتسامه مره ممزوجه بلوعه : كل شي منج حلو ... بس الاهم سلامتج ...

.

.

صمـــــــــــــــــــــــ ــووووووووود ...

التفتت صمود لتلك القادمه كالصاروخ من باب الغرفه

: صمووووووونه صموووووووونتي

صمـود ترفع حاجبها مستنكره : صمونه بعينج يا............

لم تهتم الاخرى بما قالت بل عانقتها بشوق ولهفه : زييين انج جيييتي .. اتصل عليج وما تردين كنت بخليهم

يمرونج بالمدرسه .. وحلفت ما اركب الطياره قبل ما اسلم عليج

طوقتها صمود بذراعيها لثواني ... تلك شقيقتها الاقرب والاحب... لا تنسى المشاحنات

والمشاكل الطلابية التي كانت تدخل فيها بسببها ..

كانت خط الدفاع الاول عن صمود وتتاثر بجرحها قبل ان تتاوه منه... الى ان

اتخذوا القرار بالتفريق بينهن في المدرسه لتردي مستواهن الدراسي اظافة الى الفصل

المتكرر لصمود فيها

غدير بعبره وهمس : وربي مابي اروح ... احس اني رايحه الموت كل مره بدونج ...

ابتسمت صمود وكانها اجادت هذا الدور : افا احد يحصل له يروح بيت الله وما يروح

.وبعدين اذا تنطريني اروح معاكم عز الله مارحتي ولا طلعتي من الديره ..... روحي يا

غدور واستانسي وادعيلي من قلبج ...

مسحت غدير دمعه ونطقت بعبره : اكيد بدعيلج .. وبصورلج كل شي مثل كل مره ...

واكتبلج تقرير عن الرحله ...من اول ما نطلع لين نرجع ...انتي بس آمري تبين شي غيره

" وٍدٍي آبُوح كل مآبخآطرٍي مكنونٌ

لكنٍ ظرُوفْ آلوٍقت تلزٍم .. سكًوتًي .. !!

"

~ ايييه ابي ابي ... ابي اشوفها .. المسها ... اكحل عيوني بشوفتها .. ابي اطوف

حولها وأصلي بصحنها واشرب من ماي زمزم واسعى بالصفا والمروه ... ابي اروح

مثل المسلمين ما يروحون ابي امارس حق اعطاه ربي لكل مسلم ورغبه فيه.......~

( تلك صرخه وامنيه بداخلها تنازعها تريد ان تخرج تتحرر فتملأ العالم بحروفها لكن كتمانها بهذا الوقت مطلوب )

صمود : ابي سلامتكم ويالله هذا عمي يناديكم لا تتاخرون ...

نزلن وتبعتهن للاسفل ...تجر خطاها اسى والم فهناك الوداع الاكبر ....

اقتربت ...

ولم تخفى عليها دموع والدتها المنهمره التي سارعت بمسحها عندما لمحتها تقترب ..

كانت تتحدث مع صقر ودلال وعهود ... اللذين هموا بالمغادره فور وصولها ....

اقتربت من والدتها التي فتحت ذراعيها لها وضمتها بقوه ..والاخرى ترتشف من

رحيق حنانها ما يكفيها طوال فترة غيابها ...

: دربالج على نفسج وسمعي كلام خالتج واختج وكل يوم راح اتصل عليج مو ما تردين واذا

تبين أي شي قولي لخالتج تراها حسبة امج لا تستحين منها

" اكتفت صمود بالصمت "

( ابعدتها والدتها واكملت بعبره )

: دودي قلبي ... تدرين ما ودي اروح واخليـ .....

حركت صمود راسها بمعنى الايجاب : روحي يمه ولا تشيلين هم ماني صغيره ... واوو

وانا ودي اقعــد مع خالتي وعمامي .. اصلا انطر جمعتهم نطاره من عطله لعطله ( كاذبه كاذبه كاذبه )

هذا ما ينطق به قلبها وكل خليه فيه وفي جسدها المتألم ....لكنها مضطره لـ ان تخفف

شيئا من حرارة كبدها ووالدتها ...

نعم هي لحظات متكرره كل سنه كشريط يعاد مره بعد مره... لكنه في كل مره يزداد مرارة والم.

لفت ذراعيها حول عنق والدتها بقوه ثم اخرجت كلماتها بعد معاناة ومجاهدة : تروحون وترجعون بالسلامه

.

" في السيــــــــاره .."

كان بامكانه ان يرى بوضوح بريق الدمع في تلك المحاجر ....

نقطة ضعف الرجل دموع انثى ...فكيف ان كانت تذكره بتلك النظرات التي اشتاق لها...ويوجعه الحنين اليها

" صاحبه بل شقيقه بل توأم روحه ..."

نعم يعلم هي كالزجاج شفافية ورقة ...ويعلم ان تلك القسوة التي تغلف بها

ضعفها مزيفه ... وان تحديها وشموخها

امام الضعف الذي يعصف بها ويزعزع ثباتها ..انما هو مكتسب ..وموروث ... تماما كما كان يصنع شقيقها ..........

كم تشبهه الى حد الجنون ؟!!

امتدت يده لشريط القرآن .. علة يخفف من وطأة الالم على قلوبهن

...وقلبه

.

توقفت السياره امام منزل الخاله ام صقر .. الملاصق لمنزل العم بوخالد والعم بوفهد..فلا يفصل بينهم سوى جدار

يتوسطه باب ليربط البيوت ببعضها ...

نزلت الفتيات والتقين بالخاله التي استقبلتهن بالترحيب والابتسامه الحنونه ..

بادلنها الترحيب ... وجلست عهود بالقرب منها ... بينما اسرعت دلال لتحضير الغداء ...كما اوصتها والدتها ..

اما الاخرى فاستئذنت بهمس وانطلقت لوجهتها التي تحتاجها بقوه ...

(الحمام ) " اعزكم الله "

كان ملجأها الوحيد في ذلك المنزل الشعبي الصغير ... ومكان حريتها

الذي لا يقيدها بقيود .. وشاهد ضعفها

وانكسارها وخدش شموخها وكبريائها ....فقط هو الوحيد الذي تسمح له برؤية

الحقيقه........
اسندت ظهرها للباب بعد ان فتحت صنبور الماء لآخره ... واطلقت شهقاتها المكبوته

وحررت دموعها الحاره لتتدفق بغضب وتوجع

بكت وبكت حتى خارت قواها ونزل جسدها الضعيف للارض ...لم تعد تحتمل قدماها النهوض

بكت ..وصاحت ... بلا قيود ... ولاخوف .... بكت تغسل بصيحاتها ودموعها حرقة

القلب وحسرة النفس وتوجع ينهش الفؤاد ..بكت حتى افرغت كل ما كان لديها وفيها ....

لتعود بعد ذلك صمود القوية الشامخه تماما كما كانت ...

.

أنا يابحر ماجيتك فضى ولمشاهدك شفقان

أناجيتك أبنـــــسى الياس وبعض الهم يباريني

على جالك انا جالس اسامر موجك الغضبان
أسولف له عن اوجاعي وعناي وغربه سنيني

علامك يابحر غاضب علامك تصرخ بكتمان

انا جيـــــــتك ابشكيلك وابي منك تواسيني

أنا مثلك بحر لكن وسط نفسي انا غرقان
تعبــــت ابحر مع نفـــــــــسي واسالها انا ويني

ارتفعت نغمة الهاتف لتقطع سرحانه واحلامه ...او بالاحرى آلامه واحزانه ..

اعتدل بجلسته والتقط الهاتف ...

: هلا فهد

: وينك فيه ياشيخ .. ننطرك على الغدا ؟

مسح وجهه بتعب : لا بالعافيه .. عندي مشوار مهم لازم اخلصه ..

بتعجب : مشوار بعز الظهر ؟ في مشوار بهالوقت ؟!

: ايه .. هذا وقتــه يا فهد ...؟ صمت ثم قال فهد تغدوا ولا تحسبون حسابي

سال بتوجس : صقر فيك شي؟!

: العافيه

رد بشك : دربالك على نفسك

اغلق هاتفه .. ونهض قائما ينفض غبار الانكسار .. وعيناه تحدق بذاك الامل البعيد ....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-13, 12:03 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


المعزوفـه الخامســه

~ عزف المحاجـر ..

تدري شنو الغربه...

اني داخل اوطاني ...

واعيش مثل الغريب بديرة الغربه

شهقت بقوة .. ثم اسرعت بخطاها لتجلس بقرب تلك الحالمه المتوردة بالسعاده : احلفي!!

احمرت وجنتا الاخرى وتلعثم لسانها ... وجاهدت لتخرج الكلمه بصعوبه من بين شفتيها المرتجفه : والله

توسعت محاجر صمود بصدمه وهي تلتهم بنظراتها ملامح دلال بقلق : واشقلتي ؟!

ضمت دلال الوساده اليها .. ازدادت حمرة وجنتيها وارتجفت شفاهها خجلا فلم تستطع الرد... لكنه بدا واضحا من بريق عينيها ..

صرخت صمود منفعله : غبيه غبيه وربي غبيـــــــــــــه

ارتبكت دلال وعيناها تلتقط بخوف من سيدخل من باب الحجره لصراخها المرتفع... صرخت صمود بها اخرى ... لكنها اسكتتها

: اشششش اششش صمود قصري صوتج .. فضحتينا حتى جيرانا اسمعونا ....

: تستاهلين .. تستاهلين لانج غبيه .. وما تحكمين عقلج ..ليش ماتفهمين .. ليش .. ليش يادلول ليــــــــــش ..

: شنو اللي ليش وشنو غبيه ؟ ولد عمي وخطبني ارفضه ؟

: ايييه ارفضيييه .. ارفضييييه لو انج عاقله

: ليش ان شاءالله بشنو انا احسن منه ؟

: لا انتي احسن منه ولاهو احسن منج وهذا مربط الفرس ..دلول احنا ندور النور تعبنا من الظلمه .. لا تطلعين من نفق وتدخلين نفق اعمق منه

اذا مو عشان نفسج فكري بعيالج .. لمتى نعيد المأساه ونكررها ...لمتى نوئد فرحتنا بيدنا .. لمتى نساهم بزيادة الضحايا ونكون سبب بموتهم ..

: صمود بس بس تكفين لا تعورين قلبي ... ليش نطالع لبعيد ... ليش احرم نفسي من فرحه لاني اخاف من اللي يمكن يصير ...اخذ واحد يفهمني وافهمه احسن من واحد باجر
يعايرني ويحتقرني ...وعيالنا اذا الله كتب وجو للدنيا يعيشون مثل ما عشنا احنا ...

: مثل ما عشنا ؟ مثل ما عشنا ؟ ههههه ليش احنا عايشين ؟ الله يالعيشه اللي مفتخره فيها .. أي عيشه مهدتها لهم يام المستقبل ؟ ذل استصغار احتقار خوف رعب ضياع
.. أي عيشه يا دلال أي عيشه تبين تضمين لها جيل سادس ؟؟ ماكفاكم الخمسه اللي يحتضرون ماكفاكم....

: صمود ليش نظرتج سوداويه ؟ ليش ماتقولين ربي يحلها ...مني لكم سنــــــــ ........

: مالها حل .. وربي مالها حل .. خلاص اصحوا ... شيلوا الغشاوه من عيونكم ... كافي احنا انظلمنا لا تظلمون عيالكم بس كافي ..

عهود تدلف من باب الحجره بقلق : شفيكم ؟ في شي ؟... صراخكم واصل الشارع

رمقت دلال صمود بنظرة عتاب ... لكن الاخرى نهضت بغضب متوجهه للباب بلا حرف آخر ....

لم ترد دلال على تساؤلات عهود القلقه .. لكنها تكورت على نفسها واغمضت عيناها تقاوم الالم ... نعم تعترف ان كلام صمود اثر فيها ..

لكنها لا تريد ان تصدقه .. تريد ان تتذوق طعم الفرحه كامله ولو لمره ... لماذا يحكم على فرحتهم بالموت قبل خروجها للدنيا .. لماذا توئد

مشاعرهم وهي لم ترا النور بعد .. لماذا يجب ان يرافقهم الحزن بكل خطوه .. وكل قرار يتخذونه

" بنام .. ياتنهيدهـ ~ الصدر تكفين...!! فكّي أزارير .. التعب ~ وارحميني...!!

تنهدت بضيق وهي تسلم الطبق بعد غسله بالماء لعهود التي تولت تجفيفه ثم وضعه في مكانه ...

عهود : سلامتج من الـ آه ...

لم ترد دلال واكتفت بالصمت والتفكير

عهود : اشفيها عروسنا من اولها آه الله يستر من تاليها ..

حينها ابتسمت دلال رغم الضيق الملم بها ...وهمست بعد صمت : خايفه ياعهود خايفه..

عهود بتوجس : خايفه ؟ من شنو خايفه؟

دلال تترك الطبق وتلتفت لعهود بنظرات متشتته مضطربه: مادري من كل شي ... خايفه ...متردده ... تعبت من التفكير يا عهود؟

عهود تبتسم : دلال بسم الله عليج .. لايكون هذا دلع العرايس وتوسعت ابتسامتها مع تحريك حاجبيها

دلال ترفع حاجبيها بجديه : عهود من صجي اتكلم في شغله شاغله عقلي وافكر فيها ...

جففت عهود يديها واقتربت منها : مثل شنو يا عسل ؟

عبثت دلال باظافرها بتوتر ثم همست: خايفه من المستقبل ... خايفه اوافق واظلم نفسي واظلمه واظلم عيالنا....

قاطعتها عهود مستغربه : لا لا لا ... هذي صمود مو دلال اللي قدامي....

رفعت دلال راسها : ايه مو هذا كلامها ..

ضحكت عهود وكتمت ضحكاتها باصابعها : ايه بس عرفت... هذي المحاضره اللي عطتج اياها بالغرفه ....

هزت دلال راسها : بس ماتشوفين ان كلامها صح

امسكتها عهود من يدها وسارا ليجلسان على عتبة الباب .... صمتا برهه ... ثم نظرت اليها عهود وهمست برقه وحنان

: دلول .. صمود اختي وغاليه على قلبي... بس تفكيرها يتجاوز الواقع اللي احنا عايشين فيه ... يعني لو وافقناها بتفكيرها ورفضنا كل شخص بدون يتقدم لنا وظلينا
ننتظر فارس الاحلام الكويتي .. كم نسبة العنوسه بتوصل ..

دلال بغصه : ولو قبلنا .. كم روح بناخذ ذنبها ؟

توسعت عينا عهود مستغربه ثم ضيقتها وهمست بشك : انتي متاكده انج دلال مو صمود ؟!...

اقتربت حصه من المجلس .. بعد قيلوله اعادت لها نشاطها واراحت عقلها المجهد ...

القت التحيه على مريم التي حيتها بالمثل .. ثم دارت بنظراتها تبحث عن والدتها

حصه : وين امي ؟!

مريم ترشف من فنجانها وتاخذ قطعة حلا من امامها : تتجهز بغرفتها .

تقترب حصه لتجلس : تتجهز ؟ على وين ان شاءالله ؟

ردت مريم وهي تمد لها فنجان القهوه : نبي نروح لبيت خالتي ام صقر ...ثم رفعت راسها مبشره : الا مادريتي !! دلول انخطبت ورايحين نبارك لها ..

رفعت حصه حاجبيها دهشه : ماشاء الله ياحليلها دلول بنت خالتي..... ومنو خطبها!!

انتظرت مريم تقرا ملامحها .. ثم ردت ببرود : خالد ولد عمها .

ازدردت ريقها .. : اييه .. الله يسعدها ان شاءالله ....وصقر وافق ؟!

مريم: ليش ما يوافق ؟ خالد ولد عمها مو غريب ...

حركت كتفيها : مادري بس ما هقيته يوافق يعطي اخته الوحيده لمثل واحد بحالة خالد ...

ردت مريم : حالة خالد هي حالة صقر يا حصه... وبعدين هم لبعض من صغر يعني مو شي جديد ....

تنهدت حصه : الله يتمم لهم على خير ...

مريم تجس نبضها: ويمكن الجاي دور الصقر

التفتت حصه اليها بشزر وبنظرات شبه قاتله قويه....لتستدرك دلال قولها بـ

: اقول يمكن مو هو الكبير ؟...وتستدرك حصه وضعها فترسل نظراتها الثائره لفنجانها الفارغ الذي احكمت قبضتها عليه تفرغ شحناتها الغاضبه فيه

" غريبه اطباع بعض البشر ... يريدون احكام قبضتهم على الشي .. دون قبوله واخذه ولا التنازل به للغير .. ماذا يسمى هذا الشعور وماذا يطلق على هذا التصرف ؟ ممم
انانيين هل تكفي لوصفهم ؟؟ ام مرضى نفسيين ؟!

صقر هو من تراه حصه شريك حياتها... لكنه قرار مع وقف التنفيذ ...

هو فارسا لاحلامها فقط... لكن لاتريده لواقعها ...تريد ولا تريد ؟

اليس غريبا امرها ؟ وكأن القرار بيدها .. والاشخاص تحت تصرفها ؟ يغضبها ان يتقدم لغيرها .. ويزعجها ان يتقدم لها ... شعوران تتخبط بهما حصه ومازالت لكن الى متى
؟"

قاطعت مريم تفكيرها المشتت: ما تبين تروحين صح ؟!

حركت راسها نافيه : لا يوه من ادخل منطقتهم تجيني الضيقه من ضيقة شوارعهم .. بعدين احس بالكتمه من بيوتهم ..

ماتحسين انج قادره تتحركين ...بيت خالتي ام فيصل ايه عادي ... بس خالتي ام صقر .. الله يعينهم شلون صابرين

تضع مريم فنجانها جانبا هامسه : الضيق ضيق القبر وانا اختج

توسعت عينا حصه بدهشه : بل !! اكلم جدتي مو اختي الصغيره

مريم ترفع حاجبها مستنكره : مدري عنج .. احسج مرات تتكلمين وماتعرفين شنو تقولين

حصه : ليش ان شاءالله

مريم : شنو ضيقة شوارع وبيوت ... يعني اول مره نروح لهم والا اول مره؟

حصه متنرفزه : يوه خلاص اكلتيني بريشي ....هدات ثم قالت تدرين صمود وعهود هناك ..

قضمت من الحلا وردت بلا مبالاة : اييه ..ادري ..

حصه : احس صمود متغيره ... وناوية على الشين ... وماودي احتك فيها الحين لين اعرف اللي ورا راسها

: صمود !!.. فديت قلبها اشيجي منها المسكينه

: ايه مسكينه ..ما قلنا مجرمه ... بس ...ما ادري يا مريم .. احسها ناوية على شي

وسردت لها مواقفها في الفصل ... والحادثه الاخيره ..

مريم : والله كاسره خاطري ... احسها تعاني من وضعها وتقاوم بصعوبه ...

حصه مستغربه : تدرين اول مره اعرف ان صمود بهالقوه ... صراحة اصدمتني ..

مريم : مو بعيده عن ولد عمها ... مو جذي كنتي تقولين ؟؟

كشت ملامح حصه وبرقت عيناها ... فاغتيلت حروفها في جوفها ...

احست مريم بالذنب لذكره مرارا.. لكنها تريد ايصال رسالتها لحصه بانها الحياة نفسها التي عشقتها واحبتها سابقا

فلماذا التنقص منها الان ؟

تلك هي منازلهم وحياتهم كيف كانت نظرتها لهم قبل سنوات وكيف اصبحت الان؟

مالذي تغير حتى تتغير نظرتها لهم؟ هل هي مراعاة لنظرة الناس ؟ ام هو تاثر بها ؟

همست مريم : وبعدين فصلتها الناظره ؟

ردت بسرحان : المفروض ..ثم تنهدت بعمق واكملت وهي ترشف من القهوه بس كلمت الناظره.. وحاولت معاها فخففت عنها العقاب ...

مريم براحه : زين سويتي .. يا حصه .. لج الاجر ..

حصه بضيق : بس مو كل مره اقدر يا مريم...ومطت شفتيها بضيق ... لولا توصيات خالتي اللي اثقلتني ما دخلت نفسي بهالمعمعه

ارتفع اليباب من الوالده الحنونه لينتزع حزنا ويزرع املا في تلك القلوب اليائسه ..وتتراقص عليه افئدة السامعين

خالد بسعادة تفوق سعادة والدته: يمه تراهي خطبه ... بزاوجي شتسوين ان شاءالله ؟

رفعت يديها للسماء : يارب لك الحمد انك بلغتني هاليوم واسعدت قلبي بوليدي يارب لك الحمد ...

برقت محاجره بعبره واغتص باخرى.. فضمها اليه هامسا : عسى الله يطول بعمرج يالغاليه .. ولايحرمني منج

ارتفع اليباب من مكان اخر فالتفتوا اليه بدهشــــه

توسعت ابتسامة خالد وهو ينظر لتلك التي تقف بقرب ثامر مطلقة اصوات فرحتها بخالها

: الف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد كلولولولللييييش

قالها بابتسامه : نوفه..

اسرعت اليه بشقاوتها وقبلت وجنتيه ثم ابتعدت ممسكه بيديه : الف الف الف مبروووك ياخالي الف مبرووك

رد بابتسامه واسعه وفرحه عارمه : الله يبارك فيـــ .. لم يكمل لان الاخرى هجمت عليه للمباركه ..

خلود : كلللولوللييييييش ... يالمعفن ماتقول عندي اخت وبنت اخت ابلغهم استشيرهم اشوف رايهم

ضربها على راسها بخفه ثم ضمها اليه : ما المعفن غيرج يا بطه ...

ابتعدت عنه ببطنها الكبير وجسدها المرهق وعيناها تشع ببريق الفرحه والسعاده : مبروك ياخوي الف مبروك

"

خلود شقيقته الكبرى متزوجه من يوسف ابن خالها (كويتي )

حامل بشهرها السابع / هنوف ابنتها 14 سنه ، سلطان 16 سنه

.

المجلس الوحيد الذي يجمع رجال تلك العائلات هو نفسه الذي سيجمعهم اليوم ..

وابوخالد كبيرهم .. هو من سيقوم بخطبة ابنته دلال لابنه خالد ..

لن يكون هناك تكلف في الموضوع .. ولا مجاملات او تصنع ..

انما هي مشاعر واحاسيس صادقه ستنبثق من تلك القلوب

فتصدق على تلك الجوارح ..

اشرف الشباب على المجلس ... نظافته ترتيبه جاهزيته ..

.

خرج صقر فتبعه فهد ...

فهــد : عقبالك يا الشيخ ..

التفت اليه صقر مقطبا جبينه: ولو!! العين ما تعلا على الحاجب

توسعت ابتسامة فهد وهو متفهم جيد لابن العم : يعني ان اقدمت تتبعني ؟

ضرب صقر على كتفه: ان كنت ناوي اقدم وما عليك بغيرك

فهد يستدرجه : افا بس .. رجلي على رجلك

مال فمه بابتسامه وهو يفتح باب سيارته: اجل تبطي يا خوي ...

ركب صقر .. وامسك فهد الباب مطلا منه عليه: شنو ناقصك ... وانت الف من تتمناك ...

رفع حاجبه باستنكار : لا تكون اشتغلت الوالده على غفله ...

قهقه فهد ضاحكا : احلف بس

ابتسم صقر ثم قال بجديه : اقول اخلص وخلصنا .. بروح اخلص كم شغله قبل العشا ...

فهد : اخاويك ؟

صقر يعترض : مالك لوا .. بس مايحتاج دقايق وارجع ...

حرك راسه متفهما : الله معاك ....

ثياب متناثره على الارض ... وحقيبه مفتوحه تفيض بما فيها من ثياب ... واخرى ملقاه بالزاوية هناك ..

ودلال تجلس بين تلك الاكوام محتاره وبقربها ابنة العم ميثا ... وعهود تقف هناك عند الباب مكتفه ذراعيها وملامح عدم الرضا بوجهها...

وكل الانظار تتوجه نحو تلك الواقفه هناك " صمود "

دارت صمود بنظراتها الحائره في ما حولها ...رفعت ثوبا ثم رفعت اخر .. القت بهذا ثم اتبعته بذاك ثم اطلقت تنهيده تعبر عن ضيق شديد

صمود بتذمر : اووف بس اووف .. لو كنت ادري جان جبت ثيابي الجديده ...آخ بس

ميثا بتوتر : مافي وقت بنات لازم نعجل .. ورانا شعر ومكياج و...

نظرت اليها صمود بحيره : شلون يعني ؟؟

رمت دلال ما بيدها من ثياب وتنهدت هي الاخرى : عادي يا دودي فديتج ..عادي

نظرت اليها صمود بتفكير ثم قالت : لا مو عادي... ملون .. واخرجت لسانها لدلال التي ضحكت على حركتها

همست صمود برجاء : آه بس لو اقدر اروح لبيتنا يا دلول..

عهود توجه كلماتها لشقيقتها : الحين العروس تقولج عادي وراضيه .. انتي ليش حارقه اعصابج

تلتفت صمود اليها : ليش عادي !.. عاجبج الكوم الموجود مافيه شي يفتح النفس ...

ميثا تشاركهم الحديث : دلول هي تزين الثوب مو هو اللي يزينها ... وبعدين لازم نرضى بالواقع

صمود: ماحطمكم الا اللي تسمونه رضى بالواقع ... تبون الصج .. انتوا بتفكيركم ابعد ما تكونون عن الواقع ... انتم عايشين باحلام البيت الوردي والحمام الابيض وراح
يجي يوم وتقعدون منها

دلال بضيق : والحين ؟!!

ميثا تلتفت لها : مو كنتي راضيه بالنفنوف اللي طلعته لج .. ليش غيرتي رايج ...

قطبت دلال حاجبيها .. وبان على وجهها الضيق ..

بينما ميثا تحاول اقناعها : دلول والله انه حلو عليج ولونه يجنن ... اسالي عهود ... وانا بسوي لج الشعر والمكيـ ...

قاطعتها صمود موجهة حديثها لدلال وبنبره واثقه: دلول دقي على صقــــر

توسعت عينا دلال مستغربه .....

بينما شهقن ميثا + عهود بصدمه : احلفي؟؟

صمود تنظر اليهن مقطبه جبينها : هيييه ماني خاطبته !!... والتفتت لعهود قائله : روحي انتي ودلال معاه لبيتنا وجيبي الثياب اللي اقولج عليها ..

رفعت عهود حاجبها مستنكره : لا والله ؟ وليش ما تروحين انتي ؟

مال فمها بابتسامه ساخره : من شوي عيونج وميثا طلعت برا من قلت لدلول تكلمه ...والحين تبيني اروح معاه ...

ازدردت ميثا ريقها بينما اعترضت عهود : انا ما تحرك من البيت .. ولا اروح أي مكان

حركت صمود يدها : مالت .. ماتنفعين بشي... حتى خدمه لبنت عمج بيوم عزاها ما تقدمين....

توسعت نظراتهن لتلتهم وجهها العابس ....

فرفعت يدها باعتذار : آسف آسفه قصدي يوم فرحها ... نسيت القواميس عندكم معكوسه ..

وتحركت نحو حقيبتها لتعبث بها ..

عهود تتقدم نحو الثياب لتبحث بها : صمود بلا فلسفه وخلينا نخلص الحين الناس تجي واحنا بكششنا وثيابنا العفنه

رفعت راسها اليها : اللي يسمعج يقول بتغيرينها بثياب الليدي ديانا ...

دلال بملل : وبعدين

تقدمت صمود نحوها والقت لها الهاتف الذي استخرجته من حقيبتها : اتصلي على خوج .. كلميه قولي له عندي طلب... ترا حتى المحكوم عليهم بالاعدام ينفذون لهم طلب قبل
الشنق..

ناولتها صمود الهاتف ... وحركت دلال راسها ضاحكه ... ثم ضربت الارقام بخفه... ليظهر لها ع الشاشه

" صقير "

فتوسعت ابتسامة دلال هامسه : يطلع منج يا دودي...من سمح لج تدلعين اخوي

رمقتهم ميثا بنظرات غريبه... لم ينتبه اليها احد ...

بينما همست صمود بثقه : لو كان عندي شك 1% انه دلع تاكد اني ما كتبته ...

اطلقت ميثا زفرات الراحه .. كمن يصارع الامواج وحيدا .. كلمه ترفعها واخرى تصرعها دون ان يشعر بوجودها احد ..

دلال بخبث تنظر لصمود : مرات احس انكم لايقين لبعض

صمود بحده : اقول اكرمينا بسكوتج ... كافي اني مبتلشه فيج .. اروح ابتلش بخوج بعد ...

ميثا بفضول لم تستطع مقاومته : شنو مسميته يا صمود ؟؟

صمود تعبث باظافرها : صقيــر

ضحكا .... وساد الصمت لما همست دلال .....

: الو..

: هلا صقيـ .. آآ ص ص قر

كشت ملامح دلال بخوف .. بينما توسعت ابتسامه صمود بخبث

واطلقت عهود ضحكاتها وشاركتها ميثا الضحك . ..

دلال بلعثمه : مم ..

حثتها صمود على التحدث وهي تشير باصبعها على ساعتها ..

دلال بتردد : صقر آ آ ..

اطلقت صمود زفرات الغضب وحركت يدها بـ اسرعي ..

دلال : فديتك يا خوي .. انت مشغول ؟! آآ .. سم الله عدوك .مممم لا ..ما يآمر عليك عدو ... بس ...آ بنت عمك صمود طالبتك بخدمه ..

شهقت صمود بصدمه .............. ومثلها عهود وميثا .................

وتوسعت ابتسامة دلال بخبث على الوان الغضب التي اصطبغ بها وجه صمود المصدوم ..

دارت المبخره على راسه وهي تردد بفرحه

ام فهد : عقبال عندك ياولدي .. عقبال مافرح فيك وباخوك يالله يا كريم ..

ابتسم لها فهد بحنان مر.... وانحنى يقبل راسها ببر : وجودج فرحتي بالدنيا كلها ..

قالت باصرار: وفرحتي بشوفة عيالك يا فهد ...

جاهد للمحافظه على ابتسامته المصطنعه ومسح على راسها : الله كريم ...

برقت عيناها املا : عطني اشاره ... بس اشاره وتشوفها عندك من بكره ...

توسعت ابتسامته وقهقه بصدق هذه المره : اشدعوه يالغاليه منو هذي اللي مزهبه جنطتها تنطرني بس اناديها ..

ردت بثقه : تحط ايدها فوق راسها انك خطبتها وفكرت فيها ... انت فهد شيخ الشباب

ردا ساخرا : قصدج الشياب

ضربت صدرها بخفه : وهـ بسم الله عليك قال شياب ... الا شيخ وزين الشباب كلهم...

قاطعهم الاخر بدخوله الملفت دائما .. ونبرة صوته المميزه : افا اذا هالشايب شباب .. احنا شنطلع يالغاليه..

التفتت اليه والدته وتوسعت ابتسامتها فرحه: هلا هلا بنظر عيني .. تعال يمك قرب ابخرك ..

اقترب بابتسامته الساحره .. وملامحه الحاده الصحراويه . قبل راسها ثم ضمها اليه بشقاوته المعهوده ..

لتصرخ محذره...: المبخره المبخره لااا تحترق يااا مشيعل وتحرقنااا معاك

ابعدها عنه ناظرا لفهد رافعا حاجبه : شف العجوز خايفه على نفسها وانا الشباب ما همني احترق او لا

ضحك له فهد المنشغل بمكالمته ... وصرخت به والدته : عجوز بعينك ... تعال قرب بس

ابتسم مشعل وضم راسها لصدره : افا زعلت علينا شيخة الحريم ... ما عاش من يزعلج يالشيخه

ابتسمت مبتعده ورفعت له المبخره برفع اصابع قدميها لتوازي شيء من طوله المتميز به رغم انحنائه لها ...بخرته بفرحه عارمه متخيله ذلك اليوم الذي سيزف فيه لعروسه

وكانه اقتحم افكارها وقرأ بواطنها فهمس ملتمسا جوابها : يمه الوظيفه وحصلناها .. ما بقى الا العروس ...

ردت بثقه : موجوده يا روح امك ... بس شيل ذيك من راسك واجيب لك سيد سيدها ...

قهقه ضاحكا: الله سيد سيدها مره وحده ...

حركت راسها ايجابا : وانت وذيك تقربون لها بالنسب .. وهي اقرب لك من ذيك ...

ثواني ليستوعب كلمات والدته بل الغازها .. عبس وجهه وعقد حاجبيه مفكرا .... ثم رفع حاجبه وبسطت ملامحه بابتسامة ساخره : صمود؟!

التفت فهد على اسمها .....

و توسعت ابتسامة الوالده وهي تحرك راسها ايجابا .......



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-13, 05:56 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


المعزوفه السادسـه
عزف المحاجر.

يآربْ نَسْألك ابتسَامةً لآ تغيبْ

عـَـــزفُ المَحَـــاجـــــرْ ..~.

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

:بنت عمك صمود طالبتك طلب

اجاب بنبره ساخره : خير ان شاءالله !!

دلال : ممم تبي تروح لبيتهم ناقصها شغلات مهمه ومحتاجتها ضروري قبل الحفله

قاطعها : و انتي ؟!

ردت بارتباك : انا ؟ ليش ... شفيني ؟

قال بنبره اقرب للهمس : مو محتاجه شي ؟

ردت بلعثمه : آآآ م م .لا .. بس ..لا

وصلها صوته : اها ...... ( ربما حانت فرصته وعليه استغلالها الا يقال صدفه خير من الف ميعاد )

دلال بحذر : اشقلت ؟

وصلها رده : نص ساعه واكون عند الباب ..

شهقت بابتهاج : وهـ فديتك لاخلا ولا عدم يآآآرب

.

( جوابه كان صدمه .. ربما كانت شبه متاكده تماما من رفضه ومعارضته ...لذا اقترحت الذهاب معه ... لم تتوقع ان يوافق ابدا ..... )

رددت صمود بذهول : وافق ؟!!

دلال تؤكد : أي وافق ليش متوقعه يرفض يعني ؟ والا ليش طلبتي مني اكلمه ؟

صمود تستدرك موقفها : لاآ .. مو عن .. بس .. غريبه ..

دلال : يالله خلينا نجهز بسرعه عشان ما نتاخر ..

عهود : وانا وميثه بنستلم الضيافه ولا يهمكم ... خلصوا شغلكم هناك وتعالوا ...

دلال وهي تتجهز : أي جذي احســــن ..

ميثا تعقد جبينها: بس منو يحط لج مكياج ؟ انا اللي اضبطه لج ؟

التفتوا لبعض بحيره .. ثواني.. ثم همست دلال : تروحيــن معانا ؟!

فتحت ميثا فمها ثم اغلقته بتردد ...

اجابت عهود بعجل : المكياج ينحل .. المهم النفنوف ..خلينا نخلص منه يا دلال ..

قاطعهم صراخ ام صقر من الصاله : دلال ...دلال ... يا دلول ...

تركت دلال ما بيدها واسرعت لوالدتها تكاد تتعثر بعباءتها حتى وصلت بانفاس متقطعه رغم قرب المسافه : هلا يمه .. آمري ..

ام صقر تشير للهاتف وهي تهم خارجه للمطبخ : صقر ع التلفون كلميــــه وانا امج ...

اسرعت له ورفعت السماعه : هلا خوي ..

اجاب : اطلعي برا ..ثم اردف مشددا على الكلمه بروحج ..

بصدمه بعد الاستيعاب : ها بروحي ؟ بـ ...

: أي ابيج بروحج دقايق بس

: آه... ان شاءالله

عادت للغرفه لترتدي غطاءها واسرعت اليه دون ان ترد على تساؤلات الفتيات ..الا بكلمات متقاطعه ...

خرجت لتجده عند باب المنزل وبيده كيس متوسطه ..

دلال مستغربه : هلا صقر ...

ناولها الكيس قائلا : هذي عباة وغطا لبنت عمج اذا تبي تروح معاي تلبسهم ...وتنزل بسرعه

همست بخيبه : صقر!!

قال بجديه : خمس دقايق بالضبط

تهدج صوتها : بس لو ما رضت

اجاب بحده : ماتشوف شر

همست بعبره : بس الروحه كلها عشاني مو عشانها .. انا اللي محتاجتها... انا اللي ابي النفنوف منها ( خنجر غرس بصدره .. وتاكدت شكوكه اكثر )

قاوم ألَمَه قائلاً بحده : روحي لها وردي لي خبر ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

.

.

يا سلالالام اخاف ما عنده بس ؟! ان شاءالله ما رحت وانا شهامني واصلا لو ما طلعت من الغرفه محد بيشره علي ... هه آخر زمن ؟!

دلال برجاء : تكفين صمود عشاني ...

صمود مازالت بثورة الغضب: لا والله ... استريحي بس ... هذا اللي يبيه وقاهره .. بس نجوم السما اقرب له .. ماتحرك من هنيه لو شنو صااار

عهود تتدخل تستعطفها : صمود حرام عليج عشان دلول

التفتت لها صمود وقالت بحده : روحي انتي يا روح دلول ؟ انا ماتحرك شبر مع المتخلف هذا ....وضربت بقدمها الارض غاضبه

قاطعتها ميثها : صمود عيييب .. انتي في بيتهم .. وبعدين هذا ولد عمج وتاج راسج

صمود تصرخ بها : تاج لراسج انتي .. وبالعافيه عليج

صرخت دلال : بس بس خلاص ... وسارت نحو الزاويه ممسكه راسها : مابي شي .. مولازم ..

اصلا من الاول ماله داعي مو لازم فرحتي تكون كامله ... عادي البس أي شي .. خلاص ارتاحوا ..

الكل توجه بنظرات العتاب لصمـــود... التي اصبحت المذنبه بنظرهم الان ؟!

فهربت بنظراتها لتصطدم بتلك التي اخذت تبحث في الثياب بحزن .وانكسار ....

اغمضت عينيها بقوه وضغطت على اسنانها لتخرج كلماتها بصعوبه

صمود : خــــلالالاص التفتوا اليها بامل ... فمسحت شعرها بتوتر وبداخلها تدوي صرخة بـ ( اكرهه اكرهه اكرهه ) قالت تكتم غيضها وتداري غضبها : يالله خلصينـا بسرعه
...

ابتسمت عهود .. وكشت ملامح ميثا ... واسرعت دلال لتحتضن صمود بقوه

دلال : فديتج فديت قلبج وروحج يا اغلا دوودي في العالم كله ( حقيقة لم يكن الثوب يهم دلال بقدر ما أهمها تحقيق رغبة شقيقها ..)

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

.

بالقرب من عتبات الباب الداخليه ..

صرخت صمود بـ : شوي شوي ماشوف يالهبله

كتمت الاخرى ضحكتها وهي تقودها من يدها ... وتتبعهم الخاله ام صقر وهي فرحه بما تراه

: الله يسترج يابنتي دنيا واخره ... وهـ ياحلاتج فيــه ...بسم الله عليج ... الله يحفظج من كل شر ... ياعساني افرح فيج وازفج لعريسج اللي يستاهلج يالصمود ..

" وصمود تغلي غضبا ..من الداخل ..."

دلال تصبرها : خلاص قربنا...

صمود بغيض : ممكن تنكتمين .. لو سمحتي

ضحكت دلال : تآمرين آمر ...

اقتربتـــــــــــــــــــ ـا

فاعتدل بوقفته ... وتوسعت ابتسامته وهو يرى رغبته قد تحققت اخيرا ... لم يتوقع رضوخها ابدا ولا استجابتها بهذه السرعه ؟ ...

لم يكن الامر عنادا بالنسبه اليه كما هو لها او كما تظن هيَ ... لكنه طالما شعر بالمسؤولية نحو تلك الفتاتين اليتيمتين ... كشقيقته دلال تماما

بعد وفاة والدهن كان سندا لشقيقهن ليسندهن ... وبعد وفاة الشقيق بقي يتحمل العبء لوحده ...

لم تكن خالته قادره على المسؤوليه وحدها ... حتى بعد زواجها فصمود وعهود كانتا خارج حسبة الزوج ... كانت تلجأ كثيرا لصقر لتلبية

احتياجاتهما ..وطلباتهما ..وتاديبهما حال تمردهما... كان لها الابن .. والاخ ... والعضيد ...

اجاد لعب الدور ... وتفنن في آدائه وممارسته رغم ثقله وصعوبته ....وكلمات فيصل الملطخ في دمائه وهو يلفظ انفاسه بين يديه مازالت ترن في مسامعه وتقرع قلبه

" امــ ـ ـي وخــواتي امـ ـــ ـانه يا صقر ... امانه يا صقــر "

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

ركب السياره قبلهما .. وصمود تتقدم ممسكه بيد دلال التي فتحت لها الباب ركبت ملقيه جسدها بغضب على المقعد ..

لوهله اوشكت ان تنسحب من هذا كله ... لم يهدا لسانها الصامت عن التذمر والسب والشتم ...

الى ان استوعبت امرها واستغربت كيف رضخت لرغبته بهذه السهوله؟ مالذي حدث ؟

كيف اصبت بهذا الغباء ؟ ...شدة على قبضتها المتكوره في حجرها.. وضغطت على فكيها بقهـــــــــــــر

الان سيظن بانه سيطر عليها .. وتمكن منها كما الاخرين ... لا لن يحدث ذلك ابدا ...

اقتحم صوته الاجـش افكارها المبعثره : مبروك الستر يا بنت العم ؟

لتزداد تبعثرا ... وغيضـا ... رفعت نظرها له هامسه من بين اسنانها بـ اكرهـــــــــــــــك ..

سحبت نفسا عميقا ثم قالت : لا تظن لبسته عشانك... انا كنت مقرره من زمان .... وما كنت اصلا راح اطلع من اليوم الا فيهم ....

رفع حاجبه بكبرياء ... ولم يجادل ...

ثم اخترط في حديث هامس مع دلال التي ترتفع ضحكاتها الخافته تاره ... وتهمس ببضع كلمات تاره اخرى ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

اعتدلت صمود بجلستها وقطعت حبل افكارها الانتقامي لتلتقط عيناها الشارع من النافذه الاماميه

صمود : هذا مو شارعنا ؟ مو طريق بيتنا ؟

صقر ببرود : ومنو قال اني رايح لبيتكم ؟

شهقت وعيناها تدور بين دلال وصقر : نعآآآآآآآم ... ؟؟

صمت ... ثم رد ببرود : اللي سمعتيه

سالته بالحاح : على وين رايحين ؟؟؟

اجاب بثقه : مكان يرضيج يا بنت العم ... بس اكرمينا بسكوتج ؟

توسعت عيناها دهشه : احلف ..آ

قاطعها بنبره حاده قاتله : صمود اهجدي وحاذري الفاظج .. ترا الكلمه عندي وحد السيف

ازدردت ريقها وهمست : وين رايحين ؟

تنهد بملل : احد قال انج حنانه ؟ وتجاهل ردها وما سترد به عليه رافعا صوت الاذاعه ..

اسندت ظهرها للمقعد وهي تنتفض غضبا ..

واخرجت هاتفها من حقيبتها المعلقه بشكل مائل اسفل العباءه فاتصلت على بيت الخاله باناملها المرتجفه ...

بعد لحظات اجابت ميثا :الو

لتقاطعها صمود بهمس تختلط فيه حروفها بالحروف الصادره من الراديو : ميثا ...عطيني عهود بسرعه

ثواني ويصلها صوت عهود القلق: هلا صمود شنو فيه ؟؟

صمود بغضب الدنيا : ولد عمج المجنون ... اشك انه خاطفنا ..

عهود وعدم استيعاب : خاطفكم ؟ ولد عمي ؟ أي واحد ؟؟

كتمت صرختها بالفاظ حاده اخرجتها : عهود .. افهميني عاد .. مدري وين رايح فينا... اذا صار شي تراه هو السبب ..

: صمـــــــــــود انتي شنو تقوليـن!!!!!!!!!!

طووووووووووووووووووووط ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

كان طريقا لمجمعات تجاريه كبيره.... توقفت السياره عند احدها ... رفعت صمود غطاها لترى بوضوح وتتامل المكان ... يبدوا انها تعرفه مسبقا

وصلها صوته : نزلي الغطا وانزلي ..

ردت بغضب مكتوم : شلون امشي وانا ماشوف ؟

اجاب مغلقا بعدها باب السياره : تساعدج دلال ... وبعدين تتعودين ..

امسكت بها دلال وسارا بالقرب يسبقهما صقر بخطواته العجله ...وكانه يعرف المكان جيدا ...همست دلال تشوفين اللوحه قدام ؟

ردت بغضب : خليني اشوف طريقي بالاول عشان اشوفها ...

ضحكت دلال ....

فسالتها صمود : شنو فيها؟؟

ردت دلال : دعاء السوق ..

صمود : اها .. ايه اعرفه ...

دلال بهمس : زين اجل يالله قوليه ...

ودعاء السوق هو ما ثبت في سن الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

" من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميتوهو حي لا يموت بيده

الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنهألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة " .

تجاوز صقر المحل الاول فالثاني ودلف للثالث ...

متوقفا عند بابه ينتظرهن ..

( سبق له المجيء هنا قبل ساعات ... اراد معرفة الاسعار والمناسب منها لما يملكه من مال ... لا يريد ان ينحرج امام شقيقته ..
ولا يريد لها ان ترى شيئا فيعجبها ويعجز هو عن الاتيان به ... فكان مجيئه الاول استكشافا .

او بالاحرى تخليصا لكل الامور.. وفي هذا المحل اتفق على كل شيء تقريبا ..)

صافح صقر البائع .. ثم اشار لهن بالدخول مع تلك البائعه للقسم الاخر من المحل الذي .تفصله ستائر مخمليه ...

مكان مخصص للنساء .. رفعن اغطيتهن .. وعيناهن تقع على ماهو فاتن من تلك الثياب ...

البائعه : يخزي العين عليكن وحواليكن .. الف من الصلاة على النبي ... مين العروس تئبرني ؟...

دلال تلتفت لصمود بتوتر : فاهمه شي ؟؟

صمود تكتف ذراعيها : خليت الفهم لاخوج ... يالله خلصينا اختاري

تحرك دلال كتفيها باستنكار : شختار ؟ .. مو فاهمه

حركت صمود راسها بانزعاج .. ورفعت ناظريها تتامل الثياب المعروضه اختاري أي شي من اللي قدامج ...اللي يعجبج ..

تدخلت البائعه بحديثهن : بلا مؤاخزه يا آنسات ... الاستاز صئــر اتفأ معنا على كل شي ...

وادامك يا عروسه تختاري ما بين هالتلات فساتين اللي بياخدو العئل ...

راقبنها بفضول ... فاخرجت لهن الفساتين الثلات واحدا تلو الاخر ... اولهن زهري ..

والثاني ذهبي والثالث بدرجات اللون الفستقي ...

البائعه بابتسامه : شو تئبريني ... ايهن اللي عجبك ؟؟

التفتت دلال الى صمود ..التي اشارت الى الذهبي المطرز
حركت البائعه راسها بابتسامه واسعه : لك من عيوني ..... واسرعت بجلبه اليهن .. واخذت تعرضه بطريقه مغريه تظهر محاسنه ...وتثني عليه

صمود لدلال : شرايج ؟

دلال بتردد : حلو ... ممم بس ابي شي اخف احســــه ثقيل وايد ..

التفتت صمود ثم اشارت على الآخر بدرجات الفستق .. شوفي هذا ؟

ردت الباعه بذات الابتسامه : من عيوني يا آمر ...

ثواني والفستان بين يدي البائعه تعرضه كما السابق .....

دلال برضى : ايه .. هذا احلـــــى ...

البائعه : حلو كتير .. وكمان بيلبأ عليكِ اكتـر ...

وصلهن صوت صقر يستعجلهن ... ودخلت دلال لقياس الفستان ..لتلتفت البائعه لصمود : وانتي يا آمر ما بدك زيها ..

عقدت صمود حاجبيها ثم بسطت ملامحها : ممم شنو عندج جديد ؟

البائعه بابتسامه واسعه : كتير تؤبريني ... واسرعت لتخرج لها فستانا مموج بلون الكرز

وآخر باللون الليموني ... تاملتهن صمود لدقائق ...

ثم اخذت تتفحص احدهما بتمعن ... الى ان خرجت دلال من غرفة القياس ..

صمود تتوجه اليها : بشري ؟؟ ليش قطيتي جان شفته عليج ؟؟

دلال برضا وابتسامه : حلو ما يحتاج ...

صمود تستفسر : ومقاسه؟؟

دلال : تمام

صمود تزفر براحه : يالله اجل خلينا نطلع ...

تحركت صمود لتذكرها دلال : صمود الغطا نزليه ...

حركت صمود راسها وزفرت بضيق : اووف ....اوووف منك يا صقير ...

ضحكت دلال وامسكت بيدها لتخرجان من القسم للقسم الاخر حيث صقر يتحدث بالهاتف ..وما ان ابصرهن

اغلقه بعد ثواني وسالهن : خلصتوا ؟

دلال : أي خلاص ..

توجه للبائع ليدفع الحساب ... وصمود تتامله من ثقوب الغطاء الناعمه همست بنفسها : وجع ماسالني ان كنت ابي شي او لا ..

قاطعها صوته : صمود

رفعت راسها اليه بلا شعور ... ليسالها : اخترتي شي ؟

بارتباك : انا آم .. لا

رد : اختاري شي خلينا نطلع ...

قالت بكبرياء : ومن قال ابي ؟؟

رفع حاجبه : اجل يالله قدامي

عضت على شفتيها بغيض : مالت ما صدق قلت مابي ... اصلا مابي شي منه .. كافي هالعباة وبقطها من سابع دور بس اوصل ...

اوصلهما السياره وهن يتناقشن بما بقي من امور ... غاب عنهن لحظات ثم عاد بالاكياس وضعها في الصندوق ... وركب محركا سيارته ..

دلال بامتنان : ليش كلفت على نفسك يا صقر ؟

رد مبتسما : افا .. وانا كم دلول عندي ؟

ردت بحب : الله لا يحرمني منك ياخوي ...

نعم ربما كلف على نفسه!! .. لكن لم يرد ان يجعلها تشعر بالنقص او الحرمان ..

مجرد تفكيرها باخذ الثوب من بنات خالتها بيومها الخاص .. شعور آلمه واوجعه ..

يشعر بالمسؤوليه تجاهها وبالحب والحنان الابوي ....لذا استحقت دلال بجداره الظفر بالمبلغ الذي استلفه للفيزا منذ ايام ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

تاملته وهو مندمج في ترتيب هندامه وتضبيط القتره ...التي اعاد نسفها اكثر من مره ....

مريم : عقبالك يا ناصر .....

ناصر : ايه ان شاءالله قريب ...

مريم : صج ... احلف .. متى ...

ناصر يلتفت اليها بابتسامه : قريب ان شاءالله .. بس ترجع خالتي من السفر

توسعت ابتسامتها وصفقت بكفيها فرحا : واااو وناااسه ... مو مصدقه اخيرا ...

قاطعها صوت حصه البارد : اللي يسمعج يقول انتي العروس ...

اقتربت منها هامه بالمغادره من غرفة شقيقها : فرحة اخوي وبنت خالتي فرحتي ..

وما ان خرجت حتى قالت حصه : ناصر انت للحين مصر عليها ؟

اجاب ببرود : وليش اغير رايي ؟ في سبب مقنع ؟

حركت راسها .. ثم تنهدت بضيق : تراهي بنت خالتي... حسبة اختي يعني مثل مريوم ..

قاطعها ناصر رافعا حاجبه : هاتي من الاخر ....

ازدردت ريقها .. ثم قتربت ببطء وجلست على سريره بينما اتكئ هو بظهره على الطاوله وكتف ذراعيه منصتا لها

حصه : ناصر ابيك تكون بالصوره عشان ما تنصدم بعدين ... ولا تقول ليش ماقلتوا وليش ماوضحتوا ...انت تبي عهود لانها بنت خالتي..
وادري معزتك لخالتي كبيره مثل مانعزها احنا بعد ...انت يمكن بعدت عن الديره 3سنوات دراسه ..

صح كنت تزورنا فيها بس ماتدري شي عن اوضاع عهود واهلها ...حياتهم صعبه يا ناصر ومعاملاتهم

اصعب ...انت تبي اللي توقف معاك وتعينك والا تبي تتبهذل بين المحاكم والمخافر ..

عقد جبينه بعجب: وليش هذا كله ؟؟

: هذا اللي صاير ...يعني حتى لو تزوجتوا ما تقدر تسافر معاك .. وانت باقيلك سنه دراسه ، غير هذا انت عارف عهود ماكملت دراستها ..
ماعندها الا شهادة ابتدائي ..لا تقول الشهاده مو مهمه يا ناصر .. خاصه للي بوضعك مهندس وله صيته

وربعه ومركزه باجر تختلط فيهم ويختلطون فيك .. وعوايلهم تتعرف على عايلتك ..

لم يستطع استيعاب كل هذه الاحداث ... كانت كالاعاصير تعصف به يمينا تاره وشمالا تاره اخرى...

الصورة المستقبليه التي كان يراها واضحه كالشمس .. خالطها السراب فتشوهت واختلطت الوانها .....

لتزيد حصه اللوحه ظلاما وعتمه: احمدالله انها بس خطبه اللي بينكم .. ومن سنوات ... يعني للحين ماربطت نفسج بشيء

ناصر وربي مابيني وبين عهود شي... واعزها معزه يعلم فيها ربي... لكنك اخوي... وحق علي اوضح لك....

يمكن مريم وامي تاخذهم وتحركهم عواطفهم .. بس لازم نكون واقعيين ...يعني لو كان همك .. خالتي .. عندك غدير وعبير ...وحده احلا من الثانيــــــــــه ...

عندك غدير وعبير ...وحده احلا من الثانيــــــــــه ...

عندك غدير وعبير ...وحده احلا من الثانيــــــــــه ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

توقفت السياره عند مكان اخر ...وقبل ان يستوعبن المكان ... قال ...

: دلال .......

صمت لثواني فحثته برفق : سم ...
سحب نفسا عميقا ثم همس : دلول للحين انا عند كلمتي ....

رفعت راسها اليه بحيره

فاكمل : عمي كلمني من ساعات باخر لحظه قرر يسويها ملجه ..

توسعت عيناها دهشه ... فسبق حديثها مطمئنا اياها

: بس ماراح يصير الا اللي تبين ... انا مارديت له خبر... مو قبل ما اخذ رايج ....

همست : يعني اليوم الملجـــــه ؟

حرك راسه بالايجاب : تبين وقت تفكرين ؟

هزت راسها : لا مو قصدي ... بس ....

سكتت ... فحثها بحنان : تكلمي دلال .. قولي اللي بخاطرج ....

طأطأت راسها هامسه : مثل ما تبون ...

حرك راسه نافيا رفع راسها بيده : مثل ما تبين انتي ...

ابتسمت من تحت غطاءها... : ابي اللي تبيه انت يا صقر .....

ابتسم ثم اردف : اعتبرها موافقه ؟!

ذابت خجلا .. وحركت راسها ايجابا ...

ظل يحدق بها بابتسامه تخالطها مراره والم .... تاملها بصمت رغم انه لا يرى الا سواد الغطاء ...

ظل يتاملها وكانه يريد ان يتاكد ان كل حرف خرج منها برضا واقتناع ...

شد على يدها ثم قال : انزلوا وانا بروح اصلي وارجع انطركم تحت .. متى ما خلصتوا اتصلوا عشان تتاكدون اني موجود ..

: نزلت دلال .. وتبعتها صمود التي قالت : لحظه ؟ وانا شنو موقعي من الاعراب ؟

رد عليها : مساعده ؟ والا كل شي عندج بثمن ؟

توسعت عيناها بغضب ...

بينما توجه هو للصندوق اخرج الاغراض منه وتوجه لهن وزع بينهن الاكياس ...

وهمس لتلك الغاضبه :فيه احد يخطف وحده مثلج ؟ ليش بايع عمره ؟

توسعت محاجرها واحمر وجهها ... فتوسعت ابتسامته الساخره قائلا

: نزلي الغطا .. واسرعوا داخـل لا تتاخرون ...

" تبا لك .. هذا ما تردده بداخلها ...."

التقط صقر هاتفه وضغط ازرته : هلا خالد ... خلاص توكلوا على الله ...تقريبا ساعه ونص ساعتين ونكون هناك ... فمان الله ..

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

تنهد خالد وهو يغلق هاتفه ... وتفكيره قد أسره ما هو آت ..اخترقه الالم بمجرد التفكير فيـــه ... لكن شبح

ابتسامه ارتسمت على شفتاه عندما تذكر حديثا دار بينه وبين صقر منذ سنوات ...

.

كانا يفترشا الارض بحبات البطيخ على احد ارصفة الطريق ... لم يكونا يخجلا من فعلهما ... بل تعلو جبينهما

اشراقه عنوانها الكرامه..والاعتماد على الذات

خالد يهمهم بابيات واشعار وهو يساعد صقر باعاداة ما تبقى من البطيخ الى السياره

ثم تحدث بحالميه بعد ان فرغ : صقر تخيل نفسك حبيت وحده .............

التفت اليه صقر بنظرات استهزاء وحاده بنفس الوقت ...

ليبرر خالد موقفه: اسمعني اول ... سؤال متعبني ودي القى له جواب ...

رمي صقر البطيخه الاخيره في صندوق السياره متجها لباب السائق

ركب خالد من الباب الاخر متحمسا : افرض انك حبيت وحده

يزفر صقر بضيق : استغفر الله يالله هات من الاخر يا خويلد ...صج انك فاضي

قهقه خالد واكمل : بس انت تعرف حالتك... ومستقبلك ...و..........

رفع صقر حاجبه ورمقه بنظره سريعه ثم عاد بنظره مركزا على الطريق

خالد : شنو يكون موقفك ... تتقدم لها او لا ؟

لـــــم يـــــــــــرد........

خالد يستحثــه : صقـــر ؟!!

: نعــم

خالد يطلب جوابه : رد ....

صقر بلا مبالاه : على شنو؟؟

خالد عاقد جبينه : السؤال اللي سالته

زم صقر شفتيه ثم قال: انت فرضت شي انا ماعشته ولا جربته فشلون تبيني ارد ؟

حرك كتفيه : يعني فرضا

صقر يستفسر : شنو اللي يمنع اني اتقدم لها ؟

خالد : يعني انك مثل حالتي و... حالتنا ... اوضاعنا ومستقبلنا المجهول ...

: وهي تدري بالوضع؟؟

خالد باندفاع : ايه اكيد .....آآ .. آم .. اقصد يعني افرض كانت من نفس الحاله ...

: ايه

: يعني لو كنت هالشخص تتقدم .. والا تفكر بالمستقبل ... وعيالك ... واحفادك ...وتخاف يتكرر الماضي ...

: انت قلتها يا خالد .. تكرار الماضي ..

: يعني تمتنع ؟

: اذا اقدر ...

: واذا ما قدرت ؟؟

توسعت ابتسامة صقر بمكر و... " صمت "

الح عليه خالد : قول يالصقر ....قول ...

رفع صقر حاجبه مستفزا : وليش ماقدر ؟؟

: يعني .. ماتقدر .. ما تتخيل حياتك من غيرها ... ما تحس لحياتك طعم بدونها ...يعني مستحيل تتنازل عنها يا صقر لاي سبب بالدنيا ...

صقر شد قبضته على المقود : اجل العبها صح يا خالد ...

يحدق خالد بملامح وجهه الجاد .. ويهمس بحماس حذر : شلــــــــــــــون ؟!!

رد صقر باختصار غامض : انا راضي وهي راضيه ... ما نشرك طرف ثالث ...

فتح خالد فمه ليرد ... لكن ما ان استوعب كلمات صقر حتى توسعت عيناه دهشه وجفت الحروف بحلقه ....

اعاد المشهد مره واخرى واخرى فادرك مراده .....توسعت ابتسامته وبسطت ملامحه ....

هامسا بسعاده : جبتها يالصقر ... اشهد انك ذيب ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

دلفا الى الداخل ... وما ان كشفتا حتى استقبلتهن الشابه الاسيويه بالترحيب ...وارشدتهن لوضع اغراضهن في مكان امين ...

اقتربت منهن فتاة اخرى بوجل بعد ان سمعت حديثا دار بينهن

التفتت اليها دلال عندما قالت بخجل : عفوا .. انتي دلال الـ ***

توسعت عينا دلال ثم حركت راسها ايجابا تملكها دهشـــه واستغراب ...فابتسمت الاخرى قائله : انا مشاعل .. اخت نايف رفيج اخوج صقر ...

بادلتها دلال الابتسامه مرحبه : يا هلا والله ...

مشاعل تشد على يديها وتقبل وجنتيها : هلا فيج يا قلبي ...الف الف مبروك ...

دلال بسعاده : الله يبارك فيج .. اقول عقبالج والا ..

ضحكت مشاعل : ههههه تو الناس ...

دلال بابتسامه : اجل العقبى لج ولصمود امين ..............والتفت الاثنتان لمكان صمود فلم يجداها بالقرب ...

دلال : بنت عمي صمود جايه معاي ..بس .. لحظه اشوفها ...

مشاعل : اوكي انطرج هنيه في شغلات بنتفاهم عليها

دلال : ان شاءالله .. دقايق بس ...

% أستغفــــــر الله واتــــــوب اليــــــــــــه %

بعد ان فرغت الصلاة ... اجتمعوا مرة اخرى في المجلس ..

بينما بقي هو خارجا ...

ضربه خالد على كتفه ضاحكا : شنو هالكشخـه يا مشعل ... اللي يشوفك يقول انت المعرس مو انا

التفت اليه مشعل رافعا حاجبه : ايه قريب ان شاءالله ازاحمك على اللقب ...

خالد : احلف بس ؟

توسعت ابتسامة مشعل وعيناه تعلقت بتلك السياره القادمه

: قول ان شاءالله ... قول ان شاءالله يا خالد..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-13, 05:58 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


المعزوفـــه السابــعه ،،
عزف المحاجر
ضاقت أنفاس المحاجر
لي متى صمتك يطول؟!

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

بعد ان فرغت الصلاة ... اجتمعوا مرة اخرى في المجلس ..

بينما بقي هو خارجا ...

ضربه خالد على كتفه ضاحكا : شنو هالكشخـه يا مشعل ... اللي يشوفك يقول انت المعرس مو انا

التفت اليه مشعل رافعا حاجبه : ايه قريب ان شاءالله ازاحمك على اللقب ...

خالد : احلف بس ؟

توسعت ابتسامة مشعل وعيناه تعلقت بتلك السياره القادمه

: قول ان شاءالله ... قول ان شاءالله يا خالد ...

اقتربت السياره من البيت اكثر حتى بانت وبان من فيها فهمس خالد : هذا ناصر واهله

كان قد علم بذلك قبله .. فاستدار نحو المجلس هامسا : خلينا نبعد ونعطيهم راحتهم ينزلون ..

حرك خالد راسه موافقا اياه : صدقت يالله ..

" مشعل "

شعور مؤلم ان تعلم انك ابعد ما تكون عما تؤمل .. واقرب منه بذات الوقت ...

كمن قيد بصحراء على عمود اجرد تصفعه حرارة الشمس ولهيبها يكاد يقتله الضمأ ...

وهناك يقف امامه من يسكب ابريق الماء ببرود لتتشربه الارض ...

فلا هو قادر على الاقتراب من الابريق ،، ولا الماء الذي فيه باقي بانتظاره

هو لم يحاول ولا مره ؟؟ لكنه يخشى المحاوله والاقدام ؟؟

فان تبقى متمسكا بحلم مهما بعد ، اهون من ان تتجرد منه

مازال يامل في اخيها ناصر خير .. لكن ماذا عن والدها وزيد؟؟

ما يؤلمه انه لم يجد من يزرع بصيص النور في حلمه ،، حتى والدته وشقيقاه ،،

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

وضعت يدها على قلبها وبنفس منقطع صرخت : انتي وييييين رحتي ؟!!

رفعت الاخرى نظرها اليها واعادت ضغط ارقام الهاتف بتوتر

عقدت دلال جبينها بقلق : شنو فيه ؟؟ على منو تتصلين؟؟

اسندت صمود ظهرها لطاولة الاستقبال التي تقف عندها وضمت جسدها البارد بذراعها والاخرى تشد بها على سماعة الهاتف

وهي تهمس: تلفوني مالقيته ؟

توسعت عينا دلال بصدمه : تـ تلفونج ..

يكفي مافيه من الصور ليكون فقده قنبله ذريه على وشك الانفجار

هست دلال بخوف : وبعدين !

صمود : قاعده اتصل عليه .. شوفي دوري في الصالون يمكن تسمعين نغمته

لم تعارض دلال وتحركت باضطراب تحاول التقاط صوت رنينه في المكان ..

.

فرغ من صلاته .. وعاد الى سيارته حيث اوقفها قريبه من مكانهن ..

وما ان فتح الباب حتى شده رنين الهاتف

لم يكن هاتفه ...

عقد جبينه وبحث عن الصوت حتى وجده ساقطا .اسفل المقعد الخلفي ...

" هاتف زهري " ...

.

تامله برهة وشاشته تضيء برقم ما ...

لم يلبث طويلا حتى ادرك يقينا انه..

" لن يكون لغيرها "...

10 مكالمات لم يرد عليها ؟

من يتصل بهذا العدد؟

.

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

مشاعل اصابها التوتر من توتر دلال : اخذي تلفوني دقي عليه ...؟

امسكت دلال به باضطراب ... وضغطت الارقام بتوتر...

رنه اثنان ثلاث

و

: الوو

شهقت ثم اغلق الهاتف

دلال ترتجف : ر... رجال ... واعادت النظر للرقم في الشاشه تتاكد منه ...فهمست رقم صمود بس اللي رد رجـ .....شهقت اخرى وهي تردد صقر!!

التفتت لمشاعل المتوتره مثلها قائله : يمكن صقر؟؟

مشاعل تحثها وقد تسرب اليهما الامل : شوفي مره ثانيه

اتصلت دلال فلم يرد

اقتربت صمود بياس وموجه بل اعصار من الافكار الناريه تشتعل براسها وتعصف باحاسيسها ..

دلال تحاول ايجاد المنفذ : صمود يمكن نسيتيه تحت بالسياره

" لم تقل لها عن صوت الرجل الذي كلمها ولا من تتوقعه لكن افترضت ذلك

لعله يكون صحيحا "

حركت صمود راسها الذي عجز عن تحمل لمزيد : لا مستحيل ...

يالهي تتخيل فقط لو سقط بيد شخص لايراعي الله ولا حرمة خلقه

صورها صور شقيقاتها صديقاتها

كاااارثه

قد يعمل بهن ما يشاااء

يااربي رحمتك

" اللهم استرعورتي وآمن روعتي "

تشد دلال على يدها : صدقيني انه تحت..ثم تركت يدها هامه بالتحرك خليني انزل اشوفه ...

صمود تضغط على راسها من شدة الافكار المؤلمه : لحظه اجي معاج ...

. % اللهم صلي على محمد وآل محمد %

لم يستطع منع نفسه من تامل الصوره ...التي جعلتها خلفيه لهاتفها ..

كما هو ؟ لم ينمحي معلم من معالمه من ذاكرة صقر حتى ابسطها ...

وكانها نقشت بذاكرته معلما معلما

كما هو .. نظرته العميقه ابتسامته الغامضه ملامحه التي تحكي الف حكايه وحكايه

رحل تاركا من احبه يتجرع الوجع ..

واي وجع ... وجع الفقد ؟؟ ... ام وجع النبذ ؟؟

ام وجع الضيااع ؟؟

تنهد بعمق الوجع مطلقا اهاته ..

آه يا فيصل تالله فقدك موجع ..

.

لمحهن يقتربن فادخل الهاتف بجيبه .. وبادر بالنزول

فتح الباب واستند بذراعه على سقف سيارته يتاملهن ...وما ان اقتربن حتى سالهن : خلصتوا ؟

اقتربت دلال منه اكثر وردت بانفاسها المنقطعه

: لااا بس ..والتفتت لصمود التي اسرعت للسياره تبحث فيها ...

صقر يستحثها : ايه ؟!!

عبثت اصابعها بطرف غطائها بتوتر ثم اخرجت كلماتها باضطراب : ممم تلفون صمود ...

رفع حاجبيه هامسا بنبره هادئه : اها !... والتفت لتلك التي تبحث في السياره حتى آيست ...وعادت اليهم بخطوات بائسه

انتظرها حتى اقتربت فاخرج الهاتف واراها اياه : تدورين هذا ؟

: شهقت صمود ثم مدت يدها لتخطفه منه لكنه رفع يده للاعلى قائلا

: لحظه لحظه ....؟؟

كانت ترتدري غطائها رفعت منه طبقه وبقيت طبقه لتتمكن من الرؤيه لكنه رغم ذلك لا يستطيع رؤية ملامحها بوضوح .....فلا يستطيع ان يرى انعكاس تصرفه ولا ذلك الغضب
الذي يلون وجه اللبوه

سالها : فيه صور ؟؟

ردت بكل ثقه : اكيد

قال بحده : لو طاح بيد غيري ؟

تنهدت وردت بذات النبره الواثقه : ماراح يطيح ... وبعدين لو تفتح عمل الشيطان

قال: والصور لو طاحت بيد شيطان ؟؟

صمود تبرر : ماراح تطيح بيد احد لاني محرصه عليه

رفع حاجبه وحرك الهاتف بيده : محرصه عليه ! صح وهذا الدليل ..... انه هنيه ...

عجزت من سخريته فهمست بضيق : تعطيني اياه ؟

سلمه اليها لكنه شد عليه قبل ان تسحبه : صمود لمصلحتج انتي ... امسحي الصور ... عندج الف مكان ومكان تحتفظينهم فيه

" ترا اذا طاح الفاس بالراس ماينفع الندم ..."

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

دار الشباب على المتواجدين بالخدمه والضيافه

سلطان وثامر ... وتارة مشعل وفهد ...

لم يكن مجلسا هادئا كما العاده .. بل يتخلله حركه ونشاط ..

ضحكات ... حديث صاخب.... عبث اطفال ... تمتزج بجدية الكبار ، ومزاح الشباب الممزوج بالامل والرجاء ..

ابوفهد يشير لفهد فيقترب منه الاخر بخطوات واثقه ... وينحي بقربه : سم يالغالي

والده يهمس : ها يا بوك اشصار ؟

فهد : كلمته يا بوي جاي باذن الله - ونظر الى ساعته هامسا - بالكثير نص ساعه ، ساعه ويكون عندنا

حرك والده راسه برضا : على خير ان شاءالله - ابتسم فهد واراد النهوض لكن والده شد على يده ثم ساله بحسره

- وانت منت ناوي تورينا عيالك؟؟

ابتسم فهد بمضض : الله كريم !

شد والده على يده برجاء : عجل وانا بوك مابقى بالعمر كثر ماراح

تامله فهد لبرهه وقاره .. سماحته .. تجاعيد الكبر والالم التي خُطت في وجهه ..تامله بصمت ثم انحنى يقبل راسه : الله يطولنا بعمرك يا الغالي ... انت الخير والبركه
.. وانحنى يقبل يده ببر ...

" ولما فتح الجراح يا ابي ،، اما يكفي اني اتقلب على لوح ساخن فابتسم رغم الالم ...

حتى املي والامل الذي به يحيا الاخرين بت اخشى ان يتحقق ...

لاني لا ارجوا لهم الا ما يرجون ...

اضحي بسعادتي لسعادتهم ... يكفي ان اراهم بخير ...

أرأيتم اعجب من ذلك ؟

من منكم يقبل ان يقطف زهرته بيده

ثم يهديها برضاه ؟؟ "

. % اللهم صلي على محمد وآل محمد %

صمود صمود ؟؟

التفتت ناحية اليد التي حركت كتفها وثغرها مفتوح علامةً على عدم الاستيعاب

وصوت الاستشوار يضج بالمكان وسماعات الهاتف معلقه باذنيها ..

ابعدت السماعه من اذنها لتستمع لدلال التي قالت بابتسامه

: هذي مشاعل شعوله... اخت نايف رفيج صقر ...ما عرفتج عليها

ابتسمت مشاعل ،، وبادلتها صمود الابتسامه دون ان تقف .. لكن صافحتها مرحبه

: تشرفت يا اخت نايف

ضحكت مشاعل على كلماتها واسلوبها وبادلتها اياه بابتسامه مماثله

: الشرف لي يا بنت عم صقر ...

في البدايه توقعت هي ودلال ان وجود مشاعل صدفه ،، لكن اتضح ان حضورها كان خصيصا لدلال ... بتوصية من شقيقها لاجل صقر ..

ساعدتهم في كثير من الامور ... بل اتضح انها هي من اختار واشار بهذا الصالون لمعرفتها به وبادارته ..

.

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

بعد ان قبل راس ابو خالد وابو فهد و استسمح منهم بخجل وخاصه من ابو خالد

: الوالد يعتذر منك يا عم والا كان بوده يحضر بنفسه ويبارك لك بس خابر اشغال الوالد وسفراته الطارئه...

ابو خالد بوجه طلق : مايقصر بوناصر ولا يجي منه قصور يابوك

زفر ناصر براحه : الله يبارك فيك يا عم

بوخالد بحنان الاب : وشلونك انت يا ناصر وشلون دراستك

ابتسم ناصر : لله الحمد .. هانت وماباقي الا سنه واتخرج

بوخالد يبادله السعاده : الله يبارك فيك ياولدي ويسر امرك شد حيلك وانا بوك ....

طبطب ناصر على يد بوخالد : لاتوصي يابوي ...

ساله بوفهد : الا وين زيد ماشوفه ؟!

ناصر يهب واقفا ينسف قترته : زيد مسافر ياعم ... رافق عمي بولافي بسفرته

بوفهد باشتياق : ماشاء الله عمره ؟

ناصر : والحين هم في سوريا...

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

بعد ان انتهين جلسن في الارض متحلقات والطعام الذي طلبته مشاعل امامهن

مشاعل بابتسامتها العذبه : اكلي دلول لا تطيحين علينا وتفشلينا ..

ضحكت دلال بعذوبه اكثر : هههههههههه تخيلي بس كل هالتعب واطيح ؟ لا وحلاتها وانا امشي بين الحريم اجي على وجهي وانفجرت بالضحك ..

مشاعل تواصل ضحكاتها الناعمه : هههههههههه وربي بتكونين حديث السنه ههههه لا وراح ينتشر الخبر موثق بالصور هههههههههههه

ضحكت دلال ثم التفتت لصمود تشركها بالحديث : اكيد اللي ينشره صمود هذي اللي ينخاف منها

مشاعل تنتبه للصامته التي يبدو انها في عالم آخر : صمود ليش ماتاكلين؟!

ابعدت صمود جانبا من شعرها الطويل خلف اذنها هامسه: مالي نفس... (وما ان رات ملامحهن العابسه تداركت قولها بـ ) بس بشرب العصير عشانكم ..

مشاعل بفضول : لاتقولين مسويه دايت وتتبعين حميه ؟!

صمود ترفع حاجبها الايسر : لا بسم الله علي !! واتبعت حديثها بنبره واثقه .. جسمي ما يحتاج

ابتسمت مشاعل باعجاب : بسم الله عليج ... كلج حلوه وما عليج زود

اكتفت صمود بابتسامه ...

" عقلها مشغول بمكالمة شقيقتها غدير منذ لحظااات ..وهاهي تتبادل معها المسجات التي حرصت عليها ان تمسحها بعد قراءتها ...."

.

غدير

" اقولج غاااثني طاقها ضحك وسوالف معاهم

ويطلعهم ويمشيهم مادري على أي اساس ؟ ما جنه ولد خالتنا "

دلال : صمود دقي على صقر عشان نمشي ...

تمتمت : كلميه انتي ...

ردت دلال : ايه بكلمه .. بس اتصلي ..

بحثت عن اسمه فلم تجده ؟؟

تذكر انها سجلته بحرف ص .. وكيف ان تنسى " صقير "

عقدت حاجبيها ثم قالت لدلال : عطيني رقمه

دلال : **************

ثانيه ثم

جاري الاتصال بـ

" تاج راسي "

توسعت عيناها دهشه ؟

اغلقت المكالمه ثم سالت دلال اخرى : اعطيني الرقم مره ثانيه

بان الاستغراب على ملامح صمود وكذلك دلال : شنو فيه ؟

صمود : ولا شي بس عطيني بتاكد منه

دلال : ********

جاري الاتصال بـ

" تاج راسي "

رفعت حاجبها لتهمس بغيض : احلف بس ؟!!

مشاعل تهمس لصمود التي تعبث بهاتفها: ممم صمود مم عادي اخذ رقمج واذا فيها احراج ترا مو لازم !

انتظرت مشاعل الرد بتوتر وندم لاستعجالها توتر زاد مع رفعة حاجبي صمود وملامحها الجاده ...

لكنه ما لبث ان اختفى عندما وصلتها ابتسامة صمود ونبرتها الساحر : ولو !

وانزلت نظراتها لهاتفها تفتح المسج الجديد

" دودي امي وصلت هذا اخر مسج ادزه "

تنهدت .. وانتقلت لتغير الاسم لـ صقير كما كان وهي تبتسم بخبث كانه يراها الان ...

اتصلت .. ثم مدت الهاتف لدلال ...

والتفت لمشاعل تملي عليها رقم هاتفها ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

خارج المجلس .. يستقبلون الضيوف وينتظرون صقر والمأذون ...

زفر سلطان بضيق عابثا بالحجر اسفل قدمه : ياخي اخيرا اقنعته اني ادخل الجيش واترك الدراسه تقولي خبل

ثامر مصر على رايه : أي خبل .. احد بوضعك ويترك دراسته عشان الجيش

سلطان بضجر : يا معود اش اخذنا من الكتب غير وجع الراس ..على الاقل الجيش وراه معاش وفلوس اشيل نفسي فيها ..

ثامر بهدوء : ومستقبلك بالدراسه اكبر .. بس انت شد حيلك وخل عنك سوالف ربعك الضايعين

كلح وجه سلطان وزفر بغضب : يوه يا ثامر لا تصير امي الثانيه

ضربه ثامر على راسه : ثامر اللي هو خالك .. وامك اللي هي اختي

سلطن يرفع حاجبه مستنكرا : ما بقى الا هي !! اقول لثويمر يا خالي

توسعت عينا ثامر وصرخ به : سليطين يمال الوجع يا ....

اسرع سلطان بخطواته نحو المجلس ضاحكا : هذا صقر وصل ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

ارتفع اليباب بدخول دلال بفستانها الفستقي الناعم ..وشعرها المرفوع بتاج ملكي بريقه يسرق الانظار

وقد تمردت خصل من شعرها الاسود على وجهها المشرق ...

رافقتها صمود كما طلبت منها الى الكرسي الذي يتوسط الجلسه ... لم تتوقع كل هذا الحضور .. وجوه غريبه لم تميزها بعد .. وحضور كثيف ...

جلست دلال بتوتر وانحنت صمود ترتب فستانها من الاسفل وهي تهمس : حصه موجوده ؟!

ناظرتها الاخرى بدهشه او عدم استيعاب ... فاشارت صمود براسها ناحية اليمين وحركت شفتيها باسمها : حصه بنت خالتي ..

فتحركت نظرات دلال الى حيث تجلس تلك ... ثم عادت بنظراتها الى صمود رافعه حاجبيها دهشه ..

فحركت صمود اكتافها بدهشه مماثله .. ونهضت حيث تقف بقربها ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

خالد : مشعل سمعنا اخر ما كتبت على مايجي المأذون

مشعل بسخريه : اسليك يعني ؟

خالد بضيق : ياخي طقت جبدي ... لو جايبينه من السعوديه جان وصل ....

قهقه مشعل : ههههههه الله يرزقنا ... على الاقل انت حصلت احمد ربك ياخويلد

خالد يفز بوجهه : اعووذ بالله ... خلها تتم بالاول يا وجه الفقر ...

مال حلق مشعل بابتسامه ... وسكت

خالد يعود لنفس الطلب : من جد اكلمك ..سمعنا يا ولد عمي

زفر مشعل بضيق : ياخي خلنا نعدي اليوم على خير

رفع خالد حاجبه : ليش ان شاءالله ؟!

زم مشعل فمه : جوها ما يناسب اليوم ..

خالد يضرب فخذه بلطف : اقول سمعنا وانت ساكت

رفع مشعل حاجبه ثم عقد جبينه : وشلون تجي ؟ اسمعك وانا ساكت ؟؟ ثم توسعت ابتسامته الساخره

عبست ملامح خالد ثم التفت لمن حوله : يا جماعة الخير .. شاعرنا مشعل الـ ... يبي يسمعنا آخر ما كتب ...

ابتهج الحضور .. وتوجهت انظارهم لمشعل الذي ود لو يحطم ملامح خالد الذي يبتسم بمكر ...

نايف يهمس لصقر : مشعل شاعر ؟!

رشف صقر من فنجاله : وقصايده تجي على الجرح ؟

استطاع نايف ان يستشف معنى قول صقر ... فصمت بترقب لكلمات مشعل ..

ارتفع صوت عمه ابوخالد : سمعنا يا ولدي ...

تنحنح مشعل ثم قال قبل البدأ موضحا : من الحين اقولكم جوها ما يناسب ... يعني.... حللوني ..

ابتسم البعض .. وتحمس البعض ... وترقب الاخر قوله بلهفه ... والبعض كان يجزم بمعنى كلماته مسبقا قبل اطلاقها ..

كمثل الذي حدق به من بعيد ... والتقت عيناه بعيني مشعل الذي ابتسم له وحرك راسه بالايجاب..

ما قدرت القى اجابة من اكــــــون؟ ..... في وطن بذري نما في تربته

بارضهجذوري ارتوت لين الغصــــــون ..... عناقيد الطيب .. والحب شالته

صار يسألنيطلع نبتك شلــــــــون؟ ..... ولا كن اللي سقتني غيمته !!

فبيتي عايش ! لكن (بشرع السجون) ؟ ..... حر .. لكن .. ما يحس حريته؟

ليه جرحي يا وطن عندكيهون ؟؟ ..... ليه قلبك ما شملني برحمته ؟؟

الوفا بدمي ولا يمكن اخون...... تشهد اجساد دماها سالته

على اسوارك صارت دروع وحصون ..... ليه كفك ها الوفاما ردته !؟

رقم كل هذا .. نرددلك تمون ..... وطنا وباكر يحس بغلطته

للشاعر حافظ الرسن ( غريب بديرته )

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

ارتفع صوت الاغاني من المسجل والتي حرصت دلال ان تخلوا من الموسيقى تماما لكنها بحق رائعه وتحرك الجو كما الاخرى واكثر .. "

رضا المولى هو ما نحتاج اليه اليوم وغدا وبعد الغد وفي كل حين ...

ابضع ساعات لهو تستحق ان نغضب لها الرحمن ؟!! ...

خاصه ان الشرع ما حرم امر الا وجعل له بديل ...

ولكنها النفوس الضعيفه التي تستجيب للهوى ووسوسة الشيطان .."

اخترقت الصفوف لتنتهي بعناق حار لصمود...وهي تطلق ضحكاتها

صمود تحيطها بذراعيها : مريوووووم

مريم تهمس بعتاب : اشتقت لج يا القاطعه

صمود بسعاده : وانا اكثر والله

همست دلال : ماجنكم كل يوم تهذرون مع بعض لين تطق اذونكم وسماعة التلفون ..

ضحكن الاثنتان ثم همست صمود لها: بسلم على الضيوف وارجع ...

دلال بتوتر : لا .. خلاص نادي عهود والا ميثا.........

ابتسمت صمود بخبث : زين بس لا تبجين

ضحكت مريم وصرخت دلال من بين اسنانها : صميِّد وجع ..

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

هذا ما قاله المأذون بنبرته الناصحه الامينه

: انا يا جماعة الخير اقدر اسوي اللي تبونه ولا ضارني شي...

بس لاني ناصح واعتبركم اخواني وهلي قلت لكم ... وانتم بعد تاكدوا من هالكلام ...

هذا لمصلحتكم عشان تكونون على بينه

حرك بوخالد راسه شاكرا : الله يجزاك الخير ويحسن اليك ..

ومثله قال بوفهد ..

بينما انتشر كل من صقر وفهد وخالد ومشعل ونايف كل امسك بهاتفه يبحث عن جواب..

وبقي الاخرين على جهل بما يدور ... يتناولون اطراف الحديث .. ويترقبون اعلان التتويج ...

اغلق نايف هاتفه وبان على ملامحه الضيق

صقر : بشر يا نايف ؟

نايف بضيق وانزعاج واضح : والله مادري يا صقر .. بس يقولون قرار جديد ومادري ايش ...

صقر : ايه .. وشنو هالقرار ؟؟

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

قبلتها على كلا وجنتيها وهي تهمس بفرح : الف الف مبروك يا حرم اخوي المصون

توردت وجنتاها حمرة وهي ترد بخجل: الله يبارك فيج يام سلطان ..

اما عبير فكانت اشد سعادة وهي تتوسط حلبة الرقص وترقص .....بعد ان باركت لدلال وعانقتها بحب ...

*

انحت صمود على عمتها تقبل راسها وهي تبعد جانباً خصلات شعرها الكستاني الطويل المنعكس عليه بريق

فستانها الاحمر لتمسك ام فهد بوجهها وتقبله

: بسم الله عليج يا قلبي الف لا اله الا الله ... والله كبرتي يا صمود ياجعل عين امج ما تبجيج ونفرح فيج بعد دلول

ابتسمت صمود بعذوبه وهي ترد : الفال لميثا يا عمه هي اكبر مني وتوسعت ابتسامتها العذبه لتخطف قلب ام فهد اكثر واكثر ..

وانتقلت من ام فهد لاحضان الخاله ام ناصر
: وهـ بسم الله على عروستي الف لا اله الا الله ...الله يحميج ويحرسج يا بنتي ...

ضحكت صمود وهي تبتعد من حضن خالتها : اشدعوه يا خالتي ..حسستيني اني الليدي

حركت الخاله يدها بعبوس : تهبى الا هي ... ومسحت على شعرها بحنان الله يحميج ويبارك فيج ..

ابتسمت حصه وهي تسحب صمود لتسلم على وجنتها : بسم الله عليج قمر...

بس صج لقالوا ان الحلا ما يكمل .....

ارتخت يد مريم الممسكه بيد صمود وهي ترسل اشارات ناريه لشقيقتها ...

كشت ملامح صمود ... ثم رفعت حاجبها بكبرياء قائله بنبرة واثقه ...

: الا مع صمود ...

ارتسمت الحيره على ملامح حصه من مقصدها

والتتت اليها مريم ...

فاردفت صمود بذات النبره الواثقه يتخللها غرور يليق بها ..

: انا حاله فريده .. ومعاي كل شي يكمل ..واسبلت رمش عينيها بدلع وغرور تغيض الاخرى قصدا ...

% اللهم صلي على محمد وآل محمد %

نايف بضيق وانزعاج واضح : والله مادري يا صقر .. بس يقولون قرار جديد ومادري ايش ...

صقر بانفعال : ايه .. وشنو هالقرار ؟؟

واجتمعوا حول نايف يستمعون الخبر ..

ازدرد نايف ريقه ثم همس مفرغا غضبه باحكام قبضته على هاتفه

.

.

: مااافي .... ماافي عقود زواج للــ " بدون ...

توسعت محاجرهم صدمه .... والتفت كل منهم للاخر مستنجد غير مستوعب...

ثانيه اثنان ثلاث ..............................

حتى التقت نظراتهم بالارض وعانقت ذرااات الرمل

وتسربت آخر بقايا الفرح من بين اصابع الاسى وقيود الحزن ...



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-13, 05:59 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


المعزوفة الثامنة
عزف المحاجر

تمر الصوره والصوره وانا اناظر على الجدران
وترحل بس خيالاتي الي ابعد من الصوره

سنين اتمر في لحظه ترتب خاطر الوجدان

سنين اتصير في عيني مراية وقت مكسوره

وداعي للخيال اللي يمر وماعليه انسان

وداع الذكرى لا صارت بسجن الامس مكسوره

طفل يكبر وله بستان غدى مترامي الاغصان

زهوره ذابله باقات عليها دموع معصوره

تجاوز مبدأ التاريخ سكن في غيهب الحرمان

تفكر وانتهى التفكير .. تمنى ترجع الدوره

تحسف .. قبل يتحسف .. اخذ يتصفح الجدران

وراح يعيد تفكيره الي ابعد من الصوره

" منقوله "

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

في الديوان الداخلي الصغير ..

الذي هو بالاصل مكان لتجمع شباب العائله ونومهم وسمرهم لضيق منازلهم ...

كان هذا الاجتماع المغلق

بين بوخالد وبوفهد لينتهي الى حيث الان ..

مع الصقر...وخالد ......

صقر الذي اصابته خناجر الواقع بمقتل ... بدت الصوره امامه منكسره .. لا يفيدها التجبير ...تكلم اعمامه بالامر

وتنقاش ابناء عمومته فيه ...

لكنه يرى كل ذلك كمن يجتهد ويبذل جهدا ليزيل التراب عن الحجر... فيجده بعد ذلك صلدا

لم يستحسن الفكره ولم تعجبه .. بل لا يريد ان ينفذها فتصبح واقعا

زواج بلا توثيق من محكمه ؟ ولمن لشقيقته الوحيده؟ لطفلته ؟ ابنته ؟

بل اكبر من ذلك للامانه الثقيله المثقل بها روحه وعاتقه

بوخالد ينهي الحوار ويضع النقاط على الحروف او السكين على الاعناق ....

: نكمل ونكتم على الموضوع وكان شي ما كان ..والحريم ابد ما يوصلهم شي ....

..كانت كلماته كالرماح التي مزقت صقر اربا فنطق بعد الصمت بالوجع : شلون ؟؟ بس يا عم ....

قاطعه عمه : صقر انا فاهم اللي تبي تقوله .. وتاكد وانا عمك دلال بنتي مثل خالد بالضبط ولا افكر اضرها ابد

انتفض برهبه : حاشاك يا عم .. ابد والله ما كان هذا تفكيري .... بس دلال ثقل يا عم .. ثقل وامانه وانا خايف اظلمها .

.خلني ع الاقل اكلمها بس ابراء للذمه ...وانا متاكد ان رايها ما يطلع عن رايكم

" كم تمنى بداخله ان تخالف دلال توقعاته ... يا الهي ما هذا التناقض المر الذي يعصف بروحه

كيف يجتمع عنده الشعوران بنفس اللحظه ؟ كيف ينطق بشيء ويتمنى ضده

اهذا ما يسمى بالنفاق ؟!

انتفض قلبه جزعا لمجرد ظنه انه ينافق عمه ...

وانحنى ممسكا يده يقبلها ...وظل جاثيا لحظه ...

احس بيد عمه فوق رأســــه

ورفع نظره اليه بخشية من العقوق والاثام ...

ليشير الاخر براسه ...دليل الرضا والموافقه

: قم الله يرضى عليك ياولدي ... قم خذ راي امك واختك وارجع لنا بالخبر ....

اطلق زفرة الم كانت قد احتشرت بصدره فضاقت انفاسه

كلمات العم كانت كماء بااارد سكب فوق رأسه الى أخمص قدمه

ليس سهلا ان يفرض رايه امامهم ؟ ... فكيف براي شقيقته ؟

ليس سهلا ان يكسر كلمة عمه ... وليس سهلا ان يسلب خالد ودلال فرحتهما

ليس سهلا ان يقف ضد التيار...

لكن ماذا يفعل ان كان السير مع التيار يعني الانكسار !

الا يشعرون به ؟؟ اهو الوحيد الذي يشتم رائحته ؟

لن يكون هناك زواجا قريب ... فقط عقد قران بخط امام المسجد

غير موثق ..هذا ما توصلوا اليـــه

ماذا لو صدر قرار بوقع حكم الزنا على كل من تزوج بهذه الطريقه ؟

ايستبعد ذلك؟؟!!

قبل يد عمه اخرى ونهض ليقبل رأسه

وينسحب بكل هدوء ...

هدوء يخالف تماما الضجيج والزوابع التي تعصر بروحه

.

خالد يقترب من والده ... يريد الاستيعاب اكثر

نعم يريد اتمامه لكن ليس على حساب من يحب

يريد لها السعاده وفقط ...

سيتحمل هو العذاب .. لكن لن يقبل ان يمسها او يلفحها شيء منه

وصله صوت والده الدافئ : خلها عليّ.يا خالد.. وثق فابوك ....

سال خالد بتوتر : والعقد ؟

: الحين بنملك عند الامام ... ونتمم الليله على خير ... لا احنا كسرنا بخاطر عيالنا ولا نقص وجهنا قدام المعازيم

وبكرا باذن الله نروح المحكمه ... ونشوف القصه ونتأكد أكثر ...

صمت لبرهه ومحاجره تضيق شيئا فشيئا محاولا التركيز فيما قاله والده وفيما يتحدث ....

ليصله الدفئ من يد والده الحانيه التي ثبتها على كتفه بحنان

: توكل على الله ياولدي ولا تشيل هم..

اغمض خالد عيناه يحاول لم الشتات الذي تبعثر بداخله....

نظر بوخالد لاخيه بو فهد .. الذي التفت لابنه فهد وحرك راسه ففهم الاخر مقصده واسرع لامام المسجد يقربه منهم....

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

آلا يا خوي لا تسأل عن اللي

{ ح ـطم أح ـلامـي }

عن الدمعه عن النظره الحزينه والعنا والـ آهـ

أحتضنت العلبة الحمراء ..

واناملها الرقيقة تعزف سمفونية المشاعر الحالمة لتصطدم وتتهشم على جدرانها المخملية

ابتسمت بخجل حتى اعتلت الحمره وجنتها البيضاء عندما تذكرت

تلك اللحظات ..

دخوله ..عطره... صوته ... عزف خطواته الصامته

كلماته التي اجاد انتقاءها فكانت كالسهام حده اخترقت قلبها المغلف فأسرته

لم تستطع رفع نظراتها الخجوله لترسم تفاصيل ملامحه والتي نقشت في ذاكرتها منذ امد

...كل ما استطاعت رؤيته ... مكان حذائها وحذائه...

واناملها الناعمه تشتبك ثم تنفصل بتوتر شديد وارتجاف واضح في حجرها

وعندما اخترق صوته جدران الصمت لقلبها انتفض اضطرابا وحياء..

قال : زين ارفعي راسج شوفيني ... يمكن تغيرت يمكن ماعجبج يمكن تغيرين رايج فيني..

زاد توترها حتى كان بامكانه ان يلمح ارتجاف جسدها واحمرار وجنتيها ... فتوسعت ابتسامته وانتقل من امامها ليجلس بقربها

وهو يمسك بيدها المرتجفه

: مبروووك ... الف مبروك يا قلبي ..

سالت دمعاتها بصمت ...وهي تعيد الساعات الماضيه .. لحظه بلحظه......

هل تستحق فعلا هذه الكلمه ؟! .... عجبا له ؟ كيف استطاع ان يصمد ويبتسم ويمطرها باحاديثه المعسوله ... وقد علم ما علم ....؟!!!

تزايدت دموعها .. وفاضت فيها المحاجر ...اسقطت العلبه ودفنت وجهها بين كفيها تكتم صرخه كادت تفضحها ....سالت دموع صامته...

وحاولت التوقف ...والامتناع ...لكن

انطلقت شهقاتها المكبوته وارتفع نحيبها وانينها... بكت .دموعا... وزفرت آهات لتنقش ذكرى سعيده في ليلتها المميزه كما تفعل العروس عادة!! ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

اطلقت ام ناصر كلماتها المتوجعه : آخ يا قلبي تقطع عليها ...لاحول ولاقوة الا بالله .. يارب انك تعطيهم الصبر وتفرج كربتهم يارب ...

" بينما هو لم يكن اقل منها توجعا .... ربما لانه القادم ؟؟؟ "

القى بجسده المنهك على الاريكه واذناه المتعبتان تلتقطان اطراف الحديث المر ...

مريم : والله حرام ليش يسوون فيهم جذي .. ياربي ماعندهم قلب ... حالهم يذوب الحجر فشلون ما يحسون فيهم؟

ام ناصر بحزن : الله كريم يمج ... البشر فيهم الظالم والمظلوم وربج عادل مايضيع حق احد

مريم وقد امطرت عينيها الدموع : ما قدرت امسك دموعي وانا اشوفهم يدارون دمعاتهم ويكتمون القهر اللي فيهم ...

تنهدت ام ناصر بضيق واحتضنتها تطبطب عليها ثم التفتت لناصر المرهق ... وقد اسند راسه للخلف ...وقترته بجانبه

: ناصر تعبان يمك؟

لم يرد ...

فهتفت باسمه بقلق ... وابتعدت مريم عن صدرها ملتفته اليه

: ناصر ؟ .... ناصـــر يمه ؟

رفع راسه بثقل وهو ينظر اليهما سحب نفسا ثم امسكا براسه : تعبان شوي لا تحاتين ...... نهض ساحبا قترته معه

لتصله كلمات والدته الخائفه : يوجعك شي يمه ؟؟ انت مريض؟؟؟

قطع خطواته متوقفا .. ثم عاد ادراجه حيث هي .. انحنى نحوها وقبل راسها : سلامتج يالغاليه .. بس مرهق من العشا ..

وقبله كنت طالع للمباراة مع الشباب .. يبيلي ارتاح شوي واصير مثل الحصان ...

ركزت نظراتها في نظراته راغبه في ان تتاكد من صدقه

ابتعد عنها ... فهمست بقلب الام النابض : الله يحفظك ياولدي ويرضى عليك ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

زواج مع وقف التنفيذ ...

هذا ما يشعر به ... رغم قرب الخطوات المتبقيه

الا انها الاصعب ...

تحقق حلمه ولم يتحقق

ظفر بما يريد ولم يظفر

تزوج ولم يتزوج

كل الاضداد الكريهه اجتمعت في هذا اليوم

كل الاماني والاحلام غفت عند عتباته ..

التفت لليد التي وضعت على كتفه ومحاجره الحمراء الضيقه تفضح شعورهـ

ضرب صقر بخفه على كتفه هامسا : قم نام .... وخلها على ربك ....

ثم صمت صقر .. ليكمل بجديه مغلفه بالمزح : يكفيك فخر ان اخت الصقر رضت فيك رغم عيوبك ... ...

" صدقت يا صقر.. قبولها وتحديها ووثوقها اكبر سبب ليجعلني سعيد

وهو نفس السبب الذي يمزقني الما .. وخوفا ...وترقب للمصير...

الم اقل لكم ... شعور الاضداد تعصف بي

حتى لم اعد اعرف ما اريد ...

اعاده للواقع كلمات صقر الذي ابتعد : نم وراك قعده من الصبح ابتدى ليل الشقى

خالد > لا يعلم لما ابتسم ؟

ابتسامة ...نابعه من اعماق قلبه ...لكن هل هي ابتسامة الم ؟.. ام امل ؟

ربما لان كلمات صقر كانت الشي الوحيد الذي وثق به من زخم كل تلك الاحداث....

همس بداخله

كم اشعر بالانانيه..... لاني لم افعل مثلك ومثل فهد يا صقر...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

دخلت الغرفه بتعب ..

لتجد الاخرى فوق سريرها ممدده على جانبها وهي تتحدث بالهاتف...

عقدت مريم حاجبيها وهي تنظر ل****ب الساعه الحائطيه...

ارتفعت ضحكات حصه ثم همست وهي تغلق الهاتف : زيد يسلم عليج ..

ردت مريم وهي تخرج ثيابها من الدولاب : الله يسلمج ويسلمه ...غريبه كم الساعه عندهم ؟

حصه تعبث بشعرها : أي حتى انا استغربت ... يقول تونا رجعنا من برا ...

مريم بابتسامه خفيفه : وناسه ...

حصه بحماس : يووه مريوم وناسه وبس ؟؟؟ يقول طافكم الجو بسوريا خيااال طلعات وطبيعه وجو نقي ...

اه بس ياليتني سافرت معاهم ...

مريم بابتسامه : نعوضها بالعطله ....

حصه بعد سكون غريب اختلت فيه بافكارها همست : صراحه مادري شلون يفكرون لو انا مافكرت الا بيومي وبس وما خططت للمستقبل

عقدت مريم جبينها : منو هم ؟؟

رفعت حصه حاجبها : البدون ....

بقيت مريم صامته ثواني لتستوعب قصدها ... ثم ردت بغضب : ليش البدون مو بشر؟؟

حصه تستدرك : لا مو قصدي ... بس .. مممم يعني حياتهم صعبه..فشلون يفكرون انهم يعيشون مثلنا

ويخططون لباجر اللي هو معدوم من حياتهم

لم ترد مريم الا بـ : حسبهم الله وهو نعم الوكيل

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

لم تشعر بها الا وهي تقف فوق راسها

صمود : ابي اعرف الحين هذي اللي يسمونها دموع الفرح ؟!

صدت دلال بوجهها وهي تعبث بفستاها الذي لم تستبدله بعد

صمود : حتى من الفرحه مو راضيه تبدل ثوبها ...وكتفت يديها هامسه ( يئطع الحب شو بيزل )

ابتسمت دلال بل انفلتت منها ضحكات قصيره وهي تصرخ بصمود : اطلعي برا

صمود ويدها تتوسط خصرها : اخاف صج .؟!!. حبيبتي اطلعي برا ما تقولينها حقي ؟؟

هذي تقولينها لخويلد لما يكون معاج بالغرفه بروحكم .. لان هذيك اللي تكون غرفتج ..

اما هذي فهي غرفة اجيال واجيال ..

توسعت عينا دلال

لتكمل الاخرى : هو كله نص بيت بغرفتين ومطبخ وحمام يعني اطلع وين اروح ...شوفي الاوادم المكوده برا تنطرج تبدلين عشان تدخل

تبدل وتنام وترتاح وحضرتج تعزفين سمفونية دموع وتغردين احلام حمراء .. وكاشته بالكل

: صمود وجع ... فضحتيني الله ..( قطعت كلامها لتستدرك دعوتها بـ ... يستر عليج ...

ثم صرخت اطلعي ببدل ملابسي ..

رفعت صمود حاجبها بسخريه: لا والله ؟ خلاص راحت فرصتج يا حبيبتي.. الحين دوري واطلعي انتي يا الحالمه

صرخت : صمود ....

لكن صمود لم تتح لها ان تكمل جملتها .. لانها همت بما قالت

صرخت دلال بحياء وهي تدفن وجهها بيديها : صموووووود

ليصلها صوت الاخرى بنبرتها الواثقه : وجع غضي البصر ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

افترشت مصلاها

استعدادا لملاقاة من بيده الامور كلها ..وبيده مقاليد السموات والارض

من يسمع الاصوات ويجيب الدعوات ويفرج الكربات وينصر المظلوم !

وينصر المظلوم ...

ولو بعد حين ..

كان امرا جديدا بالنسبة اليها ... لم تسمع به من قبل لذا هي غير مستعده لتفهمه ولا لتقبله ..

تعلمت من والدها قديما ان في الاسلام لا فرق بين اعجمي ولا عربي ولا ابيض ولا اسود ولا غني ولا فقير الا

بالتقوى وحسن الخلق والمعامله..

أأخطأ والدها ؟.. ذاك الشيخ الوقور .. الذي حفظ على يده القرآن الكثير من الاطفال والشباب..

أأخطأ ؟ ام ان الموازين تغيرت ؟ والقلوب قست ؟ والنفوس طغت ؟

لم تخرج للدنيا الا باثنان ...عانت من اجلهم وكافحت حتى لا يذوقوا من كأسها وابيهم

نزفت احزانها وعزفت آلامها لاجل ان ترسم افراحها فيهم ..

" صقر ودلال "

وهاهي تحصد اضعاف اضعاف من الالم والحزن

وهي تراقب بصمت ازهارها حجبت عنها الشمس ...

وبدأت تذوي وتذبل

مسحت دمعه حرقت وجنتها ...

ورفعت كفيها لخالقها ( حسبنا الله ونعم الوكيل )

قال الله - عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ
عَظِيمٌ (172)
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173)
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} / آل عمران

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

اعتلت الصفقات والاغاني باصواتهن العذبه منها والمضحكه

بمجرد ان دخلت دلال الصاله ببجلابيتها القطنيه وشعرها المنثور على كتفيها

اعتلت وجهها حمره .. وتنقلت بنظراتها بينهم عبثا واحراجا ..

هلا يافتنه الحفله .... هلا والفرحهأكتملت

هلا باللي سحرت كل العيون والزين كاسيها

هلا باللي القمر منها رحليومنها طلت
هلا بدلول ومثل دلول بالدنيا أثنين مافيها
نويت أني أوصّفهاوحروفي بوصفها أحتفلت
وأشوف الشعر يسبقني ويكتب كل معانيها
عليها من الحسدعيني ذكرت محمد وصلت
وعليها من الفرح شعري رقص بأحلى لياليها
أنا بوصفهاأببدأ بشعرها يوم له فلت
سواد الليل والجبهه قمر نوره يغطيها
وعيونها عيونحوريه ومنها الحور أتحلت
يعني بأختصار كامله وجمال الكون بيديها
ودلال أذارخت رموشها وسلت
تصيب اللي يحب الزين ويعشق غواليها
ودلال مثل القمر عيونامنها ماملت
عسى ربي من الحاسد بأمره اليوم يحميها

عسى ربي من الحاسد بأمره اليوم يحميها

ضحكت هنوف وهي تعلق : ياحليلج يا مرت خالي للحينج تستحين

توسعت عينا دلال.... لتقول ميثا : وجع شايفتها متزوجه من قبل ترا هذي اول مره ؟؟

هنوف تمثل الصدمه : احلفي؟ يعني هذا اول زواج لها ؟

صرخت دلال بصدمه : هنييييييييفه

لتنفجر الاخريات ضحكا ...

دلال : مالت عليكم بس ..

عهود تاتي بصينية نصبت فيها اطباق صغيره انواع من الطعام ..

عهود : قربوا يالله حياكم ... وقصروا اصواتكم ترا الناس نايمه

هنوف وهي تقترب : من هذول الناس ؟

عهود ساخره : جدي وجدتي ... الناس يعني المنطقه كلها .. تحسبين انج بفله على البحر ؟ تراج بمنطقه لو تكحين يسمعج سابع جار

صمود التي وصلت للتو تجلس حول الصحن وتهمس ساخره :

هههههههههه ياختي من صجج نايمين الحين ؟؟ اطلعي برا والا شوفي من الدريشه تلقين بن السنتين طالع يتمشى ويوسع صدره

شهقت هنوف ثم انفجرت ضاحكه ...وضحكت دلال معها

بينما قالت ميثا بدفاع : وهـ بس فديتها منطقتنا ...اصلا مافيه مثلها اثنين بالكويت كلها

تقوي الاواصل وتعين على التواصل ..

همست صمود وهي تمسك بقطعة الجبن : ايه كثري منها ...

لتصرخ عهود وهي تسحب صمود من شعرها

: صمود يمال العافيه انتي سبحتي

صرخت صمود وراسها للخلف من شدة عهود : اآآح .. ثم ابعدت يد عهود عن شعرها المبلل : اييه أي قطعتي شعري ..

عهود بغضب : قومي نشفيه قومي لا تمرضين علينا ..

صمود بلا مبالاة : ماراح امرض ..لا تخافين ..
ميثا : أي عمر الشقي بقي

عهود تشهق : بسم الله عليها اختي فديت روحها ..

ميثا تضحك : ههههه اعترفي عهود خايفه عليها والا على الدينار والدينارين اللي تدفعينهم للمستشفى هههههه

ارادة الاشتراك بالحرب فتلك متعتها ... لكن اهتز هاتفها معلنا عن رساله واردهـ ..

دفعت الجبنه في فمها ... وامسكت جهازها بيدها الاخرى ..

فتحتها بعجل و.........

" صج ما تستحين ؟ "

عقدت جبينها باستغراب ؟ من المرسل ؟ ولما قالها ؟.. اقرب ما وصلت اليه من تحليل انها من مخطئ

اغلقت الرساله وتركت جهزها في حجرها ..

عهود : تخيلوا نصور دلول بدراعتها وشكلها هذا ونطرشها لخالد ... تهقون يغير رايه ؟؟ وحركت حاجبيها بخبث ...

لترد صمود : الا يبوس ايده بطن وظهر انها وافقت عليه ..

هنوف بدفاع : هيه هيه .. تراه خالي

صمود تقهرها : تخلخلت عظام العدو .. هذي دلول مو حي الله

لتقطع حديثها رساله أخرى

" اقول لا تطالعين فوق تنكسر رقبتج .. خلي عيونج بالارض هذا اللي يصلحلج .."\

شدت من قبضتها على الهاتف وهي تهمس بداخلها : من....من يمكن ان يكون ؟!

.

لم تنتظر طويلا لتصلها الثالثه

" لا ام ولا ابو ولا حتى اخو .. صج اذا غاب القطو العب يافار !!"

ضغطت اناملها المشتعله الازره كتبت ردا

" وصج ان المجنون ما عليه حرج !! "

ثم ارسلته لنفس الرقم دون ان تراجع ما كتبته

لكن عقلها بدأ بتحليلاته وتوقعاته ....

.

اقتحم تفكيرها صت هنوف : يالله صمود قومي بنرقص

التفتت لها وعقلها مشغول بذلك المرسل التافه

كررت هنوف نداءها : يالله صمود ....

صمود : على شنو ترقصون ؟؟

هنوف بحماس : اغاني احنا نغني

مدت صمود يدها لهنوف تساعدها على النهوض وهمست : لا بجيب المسجل مانبي اصواتكم النشاذ...

ردت ميثـا ساخره : لا تكفين يا بلبل الخليج ..هههههه

عهود تشارك ميثا السخريه : تحسب انها شاديه على غفلــــــه هههههههههههه

صمود بثقه : ماحتاج شهاده من احد ... ثم همست بعذوبه قهرتهن.. صوتي يذوب الحجر

رفعت عهود حاجبيها ..ومثلها ميثا وكذلك هنوف

لترد دلال مؤيده لها : انا اشهد يا قلبي...

.سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

زفر فهد بغضب : الاذان قرب والشياطين تناقز

اطلق مشعل ضحكاته القصيره بهمس : هههههه

فهد يحثه : قوم طق عليهم كلم ميثا او أي خبله خلهم يسكرون هاللي يلعلع وفضحنا والتفت لخالد المتمدد تحت لحافه وهو يكمل حديثه ناس نايمه ثم التفت لصقر باحد الزوايا
قائما ... وناس تصلي ...وهم يناقزون تقول عفاريت الليل

مشعل وقد اسند راسه للجدار : ياخي خلهم يوسعون صدورهم ..يكفي الضيقه اللي كلوها اليوم ...

تنهد فهد بتوجع : اخ لاتذكرني يا مشعل... والله انها حرة بصدري ...

مال فم مشعل بسخريه : حرة بصدرك ؟؟؟ اجل انا شقول يا خوي ...

صمت فهد... ثم همس بنبره جاده : تبي الصدق والا ولد عمه

مشعل : ولد عمه

التفت اليه فهد بعجب ..

ليفسر مشعل قوله : ادري الصدق ماراح يعجبني ...

ابتسم فهد وهز راسه مستغربا منه..راقبه لبرهه ثم تمدد في فراشه هامسا : تصبح على خير

رد مشعل : تلاقي الخير ....

ياليت الانسان كـ الجهاز وكـ الاله لا يشعــر ...

وبين فتره واخرى ينفض غباره .. ويطوي اخباره .. ويبدأ من جديد

ليته يستطيع ان يتحكم بتلك المضغه المتمرده خلف اسوار الضلوع .. ويصرفها كيفما يشاء

ليته يستطيع ان يقتل كل احساس مؤلم فيه او مستحيـــل ..

آهـ يا مشعل ... ثم آهـ

يكفي جنون .. يكفي احلام... يكفي أمل زائف ..

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

فرغن من الصلاة ... وقد اجبرتهن دلال على قراءة الاذكار...

ومن تحججت بعدم حفظها مررت عليها كتيب حصن المسلم ..

فكن متمددات على فرشهن فوق الارض بجنب بعضهن البعض.. والكتيب يمرر عليهن

هنوف برجاء وتمسكن : بليز صمود ربي يوفقج انا ميته نعاس .. خليني اقراه وانتي وراي..

صمود متمدده على الارض راسها على الوساده وقد جمعت شعرها الكستنائي على الجانب الايسر ولحافها المشترك يصل

الى منتصف صدرها وقد رفعت الكتيب فوق عينيها لتقرأ : اششش هنوف لا تقاطعيني .. بستوعب اللي اقوله

هنوف : احلفي بس

صمود تلتفت لها : وجع هذي اذكار ادعيه يعني اناجي فيها ربي ... لازم اعرف اللي اقوله

هنوف ترجوها : زين عطيني اقراهم اول عشان ما أقاطعج بعد ..وبعدين اخذيه انتي وناجي على كيف كيفج..

رفعت صمود حاجبيها باستنكار وهي تنظر لها.. ليصلها صوت عهود المتمدده بقرب هنوف ...

عهود : صمود بعرف حبيبتي انتي تختمين القران والا تقرين اذكار

لتصرخ صمود بضجر ...

: ياااربي عليكم ماتخلون الواحد يخشع ... اوف بس.. ( والتفتت لدلال ) على فكره دلول ترا ميثا شكلها بخبر كان مالها حس.. شكلها نامت وما قرت الاذكار

دلال ترفع مصحفها فوق الرف وتخلع رداء الصلاة : ميوووث ميثه ... لا تنامين .. قبل ماتقرينهم ...

وصلها صوتها الناعس : ماني نايمه .. انطر الشيخه صمود تخلص ..

توسعت ابتسامة صمود بمكر والتقطت عيناها صورة دلال المبتسمه .. وهي تهم بالخروج من الغرفه

فزت صمود جالسه في فراشها وهي تنادي : لحظه لحظه ..

التفتت اليها دلال ... لتقول صمود : على وين يا حلوه ( وحركت حاجبيها بخبث )

نهضت هنوف.. والتفتت لها ميثا وكذلك عهود

صمود تواصل حركاتها الاستفزازيه : يمديه رجع من الصلاة الحين وتبتسم بخبث ...

دلال تصطنع البرود ... : منـــــو؟؟؟ آهـ صقـــــر ؟

كشت ملامح الاخرى باشمئزاز لتصرخ : وجع .. سديتي نفسي على الصبح شبي فيه الشايب ... تعرفين من اقصد ...

دلال تبتسم لتقهرها : شاب راسج يالعوبه ... اخوي شيخ الشباب .. وما تحق له الا الشيهانه ...

" هناك ضربات قلب ارتفعت ... حتى خشيت صاحبتها ان الكل استمع اليها فسحبت الغطاء لتدفن روحها تحته... "

عهود تقاطعها : على وين دلول مو نعسانه

دلال تمسك بقبضة الباب : بلى والله .. بس بسوي القهوة لامي والشباب وارجع انام ..

ابعدت صمود لحافها : لحظه اجل اجي معاج ... وعدلت من شعرها وهندامها : الناس هنيه تضيق الخلق

رمت الكتيب على هنوف.. لتنتزعه منها عهود ...وتصارعتا ...

بينما تقلبت ميثا بين نار ..وحنين ...

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

دخل المجلس الداخلي والقى السلام ...

رد المتواجدين باصوات متفرقه : وعليكم السلام ...

اختار مكانا بقرب خالد .. فالقى بجسده المنهك ...وسحب نفسا ...

اغمض عينيه لبرهه ... ثم همس لخالد وقد راقب تقلباته الكثيره ليلا : مانمت ؟؟

مال فم خالد بابتسامه : اشدعوه انت اللي قطعت النوم ؟؟

" كان خالد يراقبه بصمت قضى ليلته بين قراءة وصلاه ..

نعم من عادة صقر ان لا يترك الوتر لكن هذه المره اطال قيامه وقراءته ...

ولقرب خالد منه في تلك الليله وسعه ان يسمع حشرجة همسه وازيز صدره ..

كم هو مؤلم انكسار الرجل وذله ..

لكن لله له طعم ولذه

: تنهد صقر هامسا .. الله كريم اللي فيه الخير ربك يكتبه وييسره

خالد : ونعم بالله ... الحين متى نروح المحكمه

صقر يخرج هاتفه متفحصا اياه : لا محنا رايحين المحكمه... نروح لمحامي اول ... كلمت نايف وراح يضبط لنا موعد معاه ..

خالد يعقد جبينه باستغراب : محامي ؟ وشنو يسوي المحامي

صقر يشرح موضحا : يشرح لك اللي لك واللي عليك ... ومنها تكون علي بينه ...

ازدر خالد ريقه : واذا قال مثل ما قال نواف ؟

امسك كتفه يصبره : يصير خير يا خالد بس انت لا تشيل هم ...فكرت والا ما فكرت تراك ما تصيب الا نصيبك

" نعم تم عقد القران ...

لكن الزواج واتمامه يبقى مرهونا بالعقد "

سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم

سالتها وهي تضع الابريق على النار

: ماكلمتي خالتي ؟ .. وغدروه وعبور والله مشتاقه لهم موووت ..

ردت الاخرى وهي تسند ظهرها الى الثلاجه وتعبث بخصلات شعرها : بلى امس بالليل .. وصج كلهم يباركون لج .. وامي قالت بتكلمج اليوم

: الله يبارك فيهم يارب .. وعقبال فرحتي فيكم ..

مال فمها بابتسامه وهي تهمس بداخلها : فرحه ؟؟ تسمينها فرحه يادلال ؟؟

نسيتي انها محرمه علينا بشرع القانون ..
كم كانت تود لو انها علمت بالقضيه قبل انتهاء العقد .. كانت لتقلب الفرح صرااخ وتخطف دلال وتقوم باي عمل

على الا توافق دلال على الزواج بهذه الطريقه

لكن الان لن يفيد التفكير بالامر بعد تمامه ...

ولن يفيد اصلاح الطبخه بعد نضوجها ..

" صباح الورد ... تبون مساعده "

التفتا اليها ...كانت ميثا ...

لم ترد صمود .. لكن دلال رحبت : أي والله تعالي ساعديني بالفطور ..

تقدمت ميثا بود : من عيوني.. كم عروس عندنا ...

ضحكت دلال بخجل ... وابتسمت صمود ...

ميثا تمد الهاتف لصمود : تلفونج دق اكثر من مره وازعجنا ...

عقدت صمود حاجبيها ..وهي تستلم الهاتف من ميثا وفي داخلها سؤال : مكالمه ...بهالوقت ؟؟

صمود بعجب : ازعجكم وانا حاطته صامت ....؟؟؟

ضحكت ميثا : ادري اضحك معاج بس اهتز تحت هنوف وانصرعت البنت وافضحتنا بصراخها ...

ضحكت صمود بصوت مرتفع وكذلك ميثا ودلال ..

ارتفع رنينه ..

فرفعته هامسه

" مكالمه خارجيه "

صاحت بفرح : غدوره ...

ضحكت دلال : فديتها الحلو عند طاريها ...تونا بسيرتها ...

صوت صقر يقطع حديثهن : دلال ...

ابتعدن لاخر المطبخ وانحشرن بزاوية الا ينكشفن ... وخرجت اليه دلال ....وهي توصي ميثا

: خلي بالج من الماي اذا غلا ...

حركت ميثا راسها ايجابا وهي تهمس : سكري الباب وراج ..... وما ان خرجت دلال مغلقه الباب ..اقتربت ميثا من الابرق...

كم يشبه غليانه غليان الدم في قلبها ..

كلما رن في مسامعها اسمه او اخترق قلبها صوته ...

همست بضعف : يارب قويني وخلصني من هالشعور اذا مالي فيه نصيب..مابي انصدم ..

ومابي انفضح...

ياارب تعبت من هالاحساس ... وصرت اضعف من الاستمرار في كتمانه ..

اغمضت عينيها بقوه وهي تهمس من اعماقها : يارب يارب سالتك ما تجعله الا من نصيبي ...

صرخه مدويه افزعتها مع صفعة قويه للباب في الجداار

: صمووووووووووووود

التفتت ميثا لدلال القادمه .. ثم التفتت حيث لتلك المتصلبه في الزاويه ..

ومجاجرها الحمراء فاضت بالدمع ...

وتجمدت نظراتها ...

على

اللاشي ..

وجسدها المشدود المصطلب يقف بلا حراك....

صرخت ميثا : صمووود ...

ومثلها دلال التي شلت حركتها من منظرها ...

صمووود

هرعت اليها ميثــــا ... فتشجعت دلال ...

ليسقط الهاتف من يد صمود

وتغمض عينيها باستسلام وتفر هاوية على الارض ..

ارتفعت صرخاتهن باسمها ...

لالالالا صمود

صمود

صمود

صقـــــــــــــــــــــــ ــــــر



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-13, 06:00 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


المعزوفه التاسعـه
عزف المحاجر.



# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

وإذا يعني تضايقنا....و إذا بهدومنا ضقناوإذا مات الزهر بـ أجمل حدايقنا /....تغيّر شي !!!

لمحت طيفها في الشرفه .....

توجهت اليها بخطوات حذره ... ثم فتحت الستاره لتظهر الاخرى امامها بشكلها المخيف

عبير بصدمه : غدير تكلمين منو بهالحزه ؟؟ ...

غدير : لم ترد

عبير بتوجس : غدير شنو فيج ؟؟

حركت الاخرى راسها : مافيني شي ..

لم تصدق عبير قولها : اجل ليش تبجين ؟؟ شنو صاير ؟؟؟ غدير خواتي فيهم شي؟

نفت غدير ذلك بقوه : لا لا ... قلت لج مافي شي مافي شي ..

عبير وقلبها ينقبض بشده : ما اصدق

غدير تتهرب من الامر : ششش بس لا تقعد امي تسوي لنا سالفه ...

عبير حاولت التخمين فامسكت بذراعها توقفها .... : عشان سالفة زيد ؟؟

توسعت عينا غدير بصدمه

لتشهق الاخرى برعب : لا يكون قلتي لصمود يالخبله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فتنهار غدير باكيه ...

صرخت عبير وهي تسحب الهاتف منها : ذبحتيهـــــا يــــــــــــــــا غبيــــــــــه ذبحتيــــــــــها

ارتفعت شهقات غدير .... بينما ضغطت عبير بتوتر شديد ازرة الهاتف لتتصل .....

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

يحدق بكفيه بعمق......

قضى زمنا كذلك ... يقلبهما.. ثم يعيد النظر اليهما .

ملطختان بالدماء ...

واية دماء ؟!!

كفيه .. ذراعيه ... ثيابه ...وحتى جانبا من رقبته ووجهه ..

صبغتها جوريته الحمراء ..

لا يعلم كيف فعل ذلك ... كيف حملها بين ذراعيه ...كيف سار بها كل ذلك الطريق وحدهما ؟

كيف دخل بها صارخا في ارجاء المستشفى ..

وهي متشبثه به ... كما المتشبث بحبل النجاة ..

انفاسها المضطربه تستغيثه..

وعيناها المغمضتان تنازع الظلام لترا النور ...

انتزعوها من ذراعيه ليتمدد جسدها المنتفض على السرير الابيض... يدفعه ثلاث ..

مسافه حتى وصلوا الى باب الدكتور ...

ليقف ذلك المتعفرت مانعا .. مطالبا بالبطاقه ..

حاول ان يفهمه ان الفتاة بحالة حرجه

متعبه

تنازع

تحتضر

لكن الاخر شدد على كلمته واصر على طلبه ...

حاول صقر باخر انفاسه الصابره معه ... ولما لم يستجب .. كانت الصرخه الاخيره موجهه من صقر اليه ...

وهي لكمه قوية سددها الى وجه الموظف طرحته ارضا ...

ليقبع صقر خلف جدران هذه الغرفه ..

معزولا عنهم وعنها...

وسيبقى ..

الى ان يفصل في امره ...

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

خالد ..

يقف متأملا اياها بصمت ..

منذ ان رحل صقر بصمود ...وهي تقبع في زاوية المطبخ ..مسحت الدماء التي نثرت على الارض .

.وجثت على ركبتيها وبقربها هاتف صمود المبعثر ...

تفرغ شعورها آهات وتطلق احساسها شهقات

كان خالد قد

اوصى ميثا بصرف ام صقر والاخريات عن المطبخ

وان تتكتم على الموضوع كلياً.. وان ترد هي على الهاتف ولا تسمح لغيرها ان يفعل ...

لكن تبقى تلك

التي تنتزع شيئا من روحه كلما ارعدت آها لها وبرقت دمعه في سماء ليلها

همس خالد بحنان : افا عليج يا دلول اذكري الله بس قولى لا اله الا الله ...

ولما لم ترد

قال : زين قومي يالله نروح وراهم ..

حركت راسها بعنف ووجهها مدفون بين كفيها يحتضن مدامعها الغزيره ...

اردف بحزم : مافي لا.. يا تسكتين يا تقومين الحين معاي ...

ازدادت شهقاتها...ليقترب جاثيا منها وامتدت يديه الى كفيها مبعدا اياهم عن صفحة وجهها الدامع ..

انتفضت خوفا وخجلا منه ... وحدق بها خوفا عليها.....

رفع ذقنها هامسا بنبره موجعه : تسكتين .. والا تمشين قدامي... قلبي ماعاد يتحمل ..

ابعدت يديه وتراجعت تثبت شالها على شعرها ...

قالت من بين شهقاتها المرتجفه : وصقر ؟

رد بثقه وهو يمسح دمعها : انا اتفاهم معاه ... قومي بس اجهزي ............

حركت راسها بخوف وعادت دموعها التي لم تتوقف : لا ..

امسك بكتفيها فـتراجعت بجسدها للوراء .. قربها منه هامسا وهو يضع عباءتها بحجرها

: خمس دقايق يا دلول ان ماطلعتي لي برا دخلت لج داخل ...

نهض مصطنعا الحزم لاجلها ... وتحرك نحو الباب باصرار..

همست بذعر : خااالد

التفت اليها ....محاولا السيطره على مشاعرة ...

فهمست بخوف : ماقدر ... صـ

اغمض عينيه ثم تنهد ممسكا بقبضة الباب : صقر خليه علي ... حتى هو بيواجه مشكله

شلون يطلع معاها بروحه ..خلينا نلحقهم ونسكر ع الموضوع قبل لا ينفتح ومحد يقدر يسكره..

اقنعتها كلماته .... ليكمل هو بثقه رافعا حاجبه ...

" وبعدين لا تنسين .... انج زوجتي ...."

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

رات كل ما حدث...

لم يسعفها الوقت للمساعده ... شهقت وهي تشاهد صقر يقيد من الامن محاولين ابعاده عن الموظف طريح الارض

اسرعت بخطواتها اليه .. لكنها بترتها في المنتصف .. لن تستطيع فعل شي .. انتهى الامر هنا..ازدادت ضربات قلبها .

.حتى توزعت نبضاته اللاذعه في جسدها المرتجف ....كتمت شهقاتها بيدها ....حتى اشرقت فكره تبث الامل في روحها ...

تراجعت للخلف ..

لم ترد على صيحات زميلتها المتعجبه : ميشو .. ميشو ...

تجاهلتها ..و اسرعت الى حيث حقيبتها في المكتب...

دفعت الباب بقوه ..والقت بجسدها على الكرسي ...

اخرجت الهاتف بعجل وارتجاف : رنه اثنان ثلاث ........و ..... الو نايف ... الحق يا نايف الحق ......

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

اغلقت الهاتف بتوتر هامسه بضيق : مغلق !!...اكيد صار فيها شي

غدير بتوتر مماثل : لا تفاولين ... يمكن نايمه يمكن مو يمه يمكن ...

عقدت عبير حاجبيها بضيق : ودي اصدق ودي ..... ثم التفتت الى غدير بحده وانتي ليش تقولين لها ليش ..

مافكرتي فيها ما فكرتي شنو راح يصير لها ..

غدير تنفجر غاضبه : يعني لو انتي اللي خاطبج زيد بتسكتين ؟؟

عبير : مو مهم انا والا انتي ... المهم صمود فهمتي ... تتوقعين بعد اللي سمعته تكون نايمه والا تسولف ...

هوت غدير بجسدها على سريرها وهي تبكي

فاقتربت منها عبير تحتضنها : بس يا قلبي خلاص ... خليه الحقير ما يستاهلها ...خليه يدور على اللي تستاهله ..

غدير من بين دموعها : ليش يسوي فيها جذي ... ليش ....الحقير النذل ...ليش . ومن حقارته يخطبني انا ... انا ......

عبير تحتضنها بقوه وتمسح على شعرها بحنان: ششش خلاص غدوره خلاص.... انتي سمعتي رد امي على ابوي ... خلاص انتهى .....

: خايفه .. خايفه يا عبير

: بسم الله عليج من شنو فديتج ... ما لا داعي الخوف ..

: خايفه ... من كل شي... ابوي .. زيد ... صمود ... من كل شي

: تعوذي من ابليس ... هذي كلها وساوس ... خلينا نطمن على دودي بالاول

ابتعدت غدير عن حضنها وهي تمسح دموعها : عطيني انا احاول يمكن ترد .....

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

.

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

طرقات ضعيفه على الباب قطعت خلوته الاجباريه

رفع راسه حيث الطارق ... ثم اشاح بنظره الى الارض ..

كانتا ممرضتان اتشحتا بالبياض من راسهما الى قدميهما ...

تقدمت احدامهما بخطوات متردده بينما بقيت الاخرى على بعد مسافه ما ...

الممرضه بصوت مرتجف : السلام عليكم

رد دون ان يرفع راسه : وعليكم السلام

ثواني صمت تبعها صوتها المرتجف وهي تعبث باصابعها توترا : محتاج شي اخوي ؟؟

رفع راسه وحاجبه مرتفعا باستغراب : نعم ؟

فاردفت بسرعه .. مستمده القوه من تفكيرها انه لا يستطيع اكتشاف توترها لان وجهها مخفي خلف ذلك الستار

: محتاج شي ... تبي نساعدك بشي ؟

رد بسرعه مماثله مطرقا راسه : لا شكرا ..

التفتت الممرضه الى الاخرى التي حركت يديها بمعنى فلنغادر ... لكن الممرضه الاولى اصرت على هدفها

قالت بتوجس: ممم المريضه اللي كانت معاك...

نهض بفزع كمن لدغته افعى يكاد ان يلتهمها بنظراته : شفيها .. صار لها شي

ازدردت ريقها وتراجعت خطوات للخلف وهي تحرك راسها نفياً

: لا.... واكملت وهي تشد قبضتها قلقا : بس حبيت اسال عنها .. اذا اقدر اساعدها او تطمن عليها

حرك راسه بلهفه : أي اذا ممكن ... حالتها حرجه وكانت تنزف ....

حركت راسها بصمت واخيرا اطلقت زفرات الراحه

فانتظر جوابها بصمت مملوء بالقلق ...

لم تنطق بشي ..

فقال يستدرجها : ايه ؟؟

لترد بابتسامه مخفيه خلف ذلك النقاب : الاسم ..ماعطيتيني اياه ؟؟؟

اغمض عينيه بتعب ... ثم مسح على وجهه بارهاق وهمس بعد الاستغفار : صمود الـ .....

لا تعلم هل ازداد الجو برودة فجأه ؟؟ ام انها امسكت بسلك كهربائي مكشوف فوصلها تياره ؟

كانت تتوقع انها شقيقته دلال ... من طريقة حمله اياها .. وكونه لوحده معها ... دون مرافق ثالث

وقلقه الشديد ... وارتكابه لتلك المجزره ...

لكن لم تتوقع ابدا انها صمود ؟

هل ممكن ان تكون شقيقته ايضا ؟

لا هي تذكر جيدا كلمة دلال انها ابنة عمها ....

هل يمكن ان تكون زوجته ؟

او ممكن خطيبته ؟

لا ليس ذلك ...

ربما هي شقيقته من الرضاع ....

قطع صمتها صوته : وبعد ؟؟

فحركت راسها باضطراب ...وانسحبت للخلف ...

: راح اطمن عليها ......

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

انتهى من نسف قترته .. سحب محفظته .. ثم مفاتيح سيارته

خطى بخطوات واسعه صامته باتجاه الباب ليصله صوت مشعل الساخر

: على وين ؟!

فاشار له خالد فزعا بيده ليصمت : اششش

مشعل يصطنع الصدمه : افا ..يا ولد عمي ما هقيتها منك .. ما يمديك امس مالج واليوم تطلع مواعد

: قطب خالد جبينه ثم حرك راسه غاضبا ...وخرج على ضحكات مشعل

تاكد من خلو المكان ... ومن حسن الحظ ان احدا لم يستقيظ او لم يخرج بعد ...

سحب نفسا وهو يهمس : لاحول ولا قوة الا بالله ...

اخرج هاتفه من جيبه وفكرة الاتصال بصقر تلوح براسه ... تردد لحظه ونظراته

بين الممر الموصل للمطبخ يرتقب قدومها وبين الهاتف يقلبه بيده اعاد التفكير

ثم عزم وضغط زر الاتصال ...

وصله الصوت من الطرف الاخر ...: هلا خالد

خالد : هلا صقر... ها بشر شلونها صمود ؟

صقر بنبرة بضيق واضحه : مادري يا خالد بس شوي واسمع عنها ....

: ماتدري ؟ شلون ؟؟ وينها فيه .... شنو صار ؟؟؟ صقر صاير شي ؟؟ صمود ..............

:

:

فتح الباب لتخرج مشاعل مع ثلاث اخريات .. وخرجت اخيرا من غرفة العمليات الصغرى

رافقتها مشاعل وانضمت لهن دلال مسرعه لنقلها الى الجناح ..

اتجهوا اليها ..

فتقدمت احداهن من صقر وخالد ونايف ..

: منو معاها ؟

خالد وصقر : انا

نظرت اليهم .. فتراجع خالد ليقول صقر : انا ...

لكن صقر بنفس الوقت اهملها عندما شاهد الدكتور واقترب منه يساله

صقر : شلونها دكتور ؟

الدكتور: الحمدلله .. خيطنا الجرح .. ونزفت كمية من الدم ... لكن يتعوض ان شاءالله حالتها الجسديه مستقره .. بس بتقعد تحت الملاحظه ..

شكره صقر .. وكذلك خالد ونايف ..

لتذكره الممرضه بالاوراق : ممكن توقع ؟!

حرك صقر راسه بالايجاب واخذ الاوراق.. ثم التفت لخالد : خالد خلك قريب منهم.. وانا بروح اغير ثيابي وابلغ عمامي ..

خالد : لا خلك هنيه انا اروح ابلغهم ..

لم يعارض صقر واقترب من الطاوله مخرجا قلمه ليوقع الاوراق .....

حدق مليا بذاك الاسم الذي حفر الاوراق ... عقد جبينه .. ثم التفت لنايف رافعا حاجبه

نايف مستندا على طاولة الاستقبال : عجبك ؟

مازال صقر ينظر اليه يحاول ان يربط اطراف الموضوع ... ويتذكر الاحداث بالصوره ..

فوصله صوت نايف يؤكد ما استنتجه: أي صح .. بس لا تسال اكثر تراني مقسم على المصحف ما تكلم

رفع صقر حاجبه مسترغب : اختك ؟

حرك نايف راسه مبتعد عن الطاوله : استغفر الله قلنا لا تسال .(واشار للورقه )..عندك الاسم يافالح واربط ...

واردف قائلا والله ودي اروح الحين بس اخاف العضلات تطلع مره ثانيه

قطب صقر جبينه وهو يدفعه من كتفه : هوينا بس ..

نايف يصطنع الدهشه : افا...

يقاطعهم رنين هاتف صقر ..نظر الى الرقم ...ثم الى نايف الذي لاحظ ملامحه المتغيره فساله

: خير ؟

فهمس صقر متوترا : خالتي ...

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

وصلها صوته الاشبه بفحيح الافعى : خطبتها

توسعت عيناها وشدة قبضتها على هاتفها : منو ؟... وكانها استدركت فقالت بفرح ... احلف .؟؟.

وصلتها ضحكاته المؤكده للخبر

ففزت من سريرها .. وشبرت الغرفه بخطواتها فرحا... اضطرابا .. توترا

قالت مستفسره : أي وحده فيهم ؟... عبير ؟

زيد : لا غدور

حصه : ليش ؟ اقصد عبير اكبر ...

زيد بنبره غريبه : مو قلتي انها تشبهها ..ونسخه منها ...

ابتلعت حصه ريقها .. ولا تعلم سبب الغصه التي شعرت بها ...

: أي بس,,,,,

انتقلت لقرب النافذه وفتحتها لعل مزيدا من الهواء ينعش رئتيها التي ضاقت

زيد يستفسر : بس شنو ؟

ابتلعت ريقها : يعني .. احسه اهون لو خطبت عبير يعني ...ثم غيرت الموضوع لـ...ممم تعتقد عمي يوافق

زيد بثقه : ليش لا ؟... يحب ايده وجه وظهر.... ولو اني اتمنى انه ما يوافق

: ليش؟؟!!

: تدرين ليش ؟ جتني فكره جهنمية متاخره بس تنفع .. عصفورين بحجر ... احسن من افكارج المعفنه

شهقت : زيد !!

فانهى المكالمه : يالله سلام

# اللهم صلي على محمد وآل محمد #

بصعوبة شديدة كانت قد اقنعت من استيقظ منهم ان هناك عمالا ينقلون بعض الاغراض بقرب المطبخ

وان صقر قد حذرهم من الاقتراب او فتح الباب

وكل من سال عن صمود ودلال

قالت بانهما محجوزتان بداخل المطبخ حتى حين...

لكن الوقت قد طال اكثر ... والكذبه انكشفت ... وتوضحت بقدوم خالد من لحظات ...

جلست في الزاوية تحتضن قدميها بذراعيها وتدفن راسها بحجرها ...

فما راته اصعب من ان تتحمله ..

لا تعلم كيف جرت الامور بسرعه كتلك

كيف تحول الضحك الى صراخ

كيف سقطت صمود فارتطم راسها بالزاوية المعدنيه ...

وكيف تناثرت الدماء لتملأ الارض البيضاء حمارا ... وظل جسد المنهاره ينتفض كما العصفور ينازع ..

صرخاات دلال المتواصله باسم صقر ..افزعتها فصرخت بها تذكرها انهما دون غطاء ...

لكن دلال لم تتوقف عن الصراخ ...

فهرعت هي لتجلب غطاء لها ولدلال وصمود ...

فلا تعلم من سينطلق منهن الى المستشفى ومن سيدخل مع صقر ..

وما ان عادت بسرعه لم تحسب لها وقت لدوامة الافكار التي تعصف براسها ...

وجدت خالد يقف بالخارج فزعا استفسر منها .. فلم ترد عليه لفزعها الذي كان اشد منه ...

دخلت بسرعه المطبخ لكنها توقفت عند الباب ... وعينيها تلتقط صورة صقر جاثيا بقرب صمود ....

راقبته وهي تنتفض خوفا ذعرا ... و "غيرةً " ... راقبته وقد انزل قترته بعجل ولف راس صمود بها ..

وشهيق دلال التي تحتضن صمود يرتفع شيئا فشيئا ...

طالبها صقر بالصمت وبحده فكتمت دلال شهقاتها ...كان يسالهما طوال الوقت عما حدث فترد دلال بالبكاء وترد هي بلا اعلم ...

وعندما انتهى من مهمته القى تحذيراته لهن ... بصرامه ..

ثم نهض بعد ذلك ..

حاملا صمود بين ذراعيه وخطى مسرعا نحو الباب

اوقفته وهي ترتجف من الموقف ...... همست بلعثمه : هذي عباتها ...

فاردف بعجل : غطيها ..

مجرد منظرها بين ذراعيه وقربه هو منها اصابها بالشلل ... والبعثره ... والشتات

غرقت في تيار مشاعرها المضطربه ..الغريبه ...

لكن صوته الحاد ايقضها : ميثا غطيهااااااا

القت عليها العباة بارتباك وكل خليه فيها ترتجف ...وزعت العباة على جسدها وهي تكتم انفاسها لئلا تختلط بانفاسه الغاضبه

انتهت اخيرا ...

فابتعد " بها " عنها ....

تاركا اياها في اعصار من المشاعر والاحاسيس

" كم هو صعب تمرد ذلك القلب ... كم هو مؤلم ذلك الاحساس القاتل "

:

ايقضتها صرخات عهود من عمق ذكرياتها : ميثا ....

رفعت ميثا راسها لعهود وهي لم تستوعب ما قالت .....

فجث عهود بقربها باكيه : شنو صار لها ... شنو صار لاختي يا ميثا شنو صار لصمود

.

.

لم تجبها ميثا ... الا بدمعه ساخنه تشق وجنتها الناعمه ...



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.