آخر 10 مشاركات
[تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-08, 02:33 AM   #21

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


بما انهاعجبتكم
هكمل الباقى


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 03:35 AM   #22

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي





7- أنت خائفة !


كانت ناتالي متلهفة للخروج من سيارة مايك . لكنه أصر هذه المرة على أن يرافقها حتى الباب . وعندما أخذت تبحث عن المفتاح , سألها : "ماذا ستقولين لوالديك ؟ ".
تمتمت وهي تتنهد بإحباط ومفاتيحها تسقط على الأرض : " لا أدري . ربما سأقول لهما إني ربحت " اليانصيب " .
وانحنت لتلتقط المفاتيح لكن مايك كان قد سبقها إلى ذلك .
وبقي وجهاهما متقابلين لحظة طويلة وعيناه السوداوان تخترقان عينيها .
عليك أن تخبريهما الحقيقة .
نظراته الثاقبة أسرت نظراتها وهما يقفان من جديد .
لا بد أنك تمزح ! أمي سيغمى عليها .
في الواقع , لم تكن ناتالي واثقة من ذلك . إذ لعل أمها وصلت إلى المرحلة التي تسعد فيها بلعب دور أم العروس بغض النظر عن الظروف . فهي تندب حظها دوما لأن ابنتها تجد أزواجا أغنياء لفتيات أخريات وليس لنفسها . وأردفت : "كما أبي لن يعجبه ذلك ".
أنا واثق من أن والديك سيؤيدانك , لا سيما عندما تشرحين لهما الموقف . كما أنهما سيستفيدان بشكل كبير .
فقالت بحدة : "في الحياة أمور أهم من المال " .
قال بالحدة نفسها : " فقط عندما يكون لديك هذا المال " .
رده جعلها تتساءل عما واجهه في حياته من شدائد . وتابع يقول :" مع وجود والديك , سيقنع زواجنا الآخرين أكثر . سيكون لدينا صورة عائلية حقيقية نريها لهلسينجر ".
فأجفلت : " لكن هذا يعني ثوب عرس حقيقي ؟ ".
لكنك ستحصلين على هذا الثوب على أي حال .
أحقا ؟.
طبعا . وستحصلين أيضا على خزانة مليئة بملابس مناسبة لشهر العسل .
ونظر إلى سروالها الأسود ومن ثم إلى حذائها الخفيف . بدا على وجهه عدم الاستحسان لا بل ما هو أسوأ من عدم الاستحسان . إنه الاشمئزاز .
قوامك رائع يا ناتالي , فلماذا تخفينه ؟
تصلب جسدها : " أنا لا أخفيه " .
بل تفعلين , و أظنني أعرف السبب . أنت خائفة .
خائفة من ماذا ؟
من رجل يريد فيستغلك مرة أخرى ويرحل .
قالت هازئة رغم علمها أن ما يقوله صحيح : " أنت خبير نفسانيا بقدر ما أنت خبير في الأناقة ونابغة في الكمبيوتر " .
نظر إليها بعينين حادتين غامضتين ما جعلها تتمنى لو تعرف ما يفكر فيه . لعله يفكر في أنها امرأة مخادعة .
لا بأس في هذا , فهي تريده أن يظن هذا , لأنها خائفة منه حاليا . خائفة مما قد يثيره لديها من مشاعر ورغبات , خائفة مما قد يحدث إذا تخلت عن دفاعاتها وابتدأت ترتدي ثيابا كالتي كانت ترتديها حين عرفت براندون .
هل يمكنك أن تعطيني مفاتيحي من فضلك ؟
حدق إليها قليلا قبل أن يضع المفاتيح في راحتها الممدودة إليه , ثم مد يده , وقبل أن تستطيع أن تمنعه أمسك بخصلة منفلتة من شعرها .
تصلب جسدها وهو يلف الخصلة حول إصبعه و سرت القشعريرة فيه عندما وضعها خلف أذنها , ثم قال بصوت خافت أجش : " كم يبلغ طول شعرك عندما تسدلينه تماما ؟ " .
ودار رأسها , وتشابكت نظراتهما لحظة .
فجأة قال : "أتمنى لك عطلة أسبوعية جيدة , وأراك صباح الاثنين " .
واستدار على عقبيه متوجها إلى البوابة الخارجية . وعندما وصل إليها التفت إليها قائلا : "ناتالي ضعي خاتم خطوبة جدتك " .
صرف بأسنانها ثم قالت : " هل من شيء آخر ؟ ".
وعاد يتأملها : "بعض الملابس الجديدة لن تذهب سدى . لكن يمكن أن يؤجل هذا حتى آخذك للتسوق فأنا لا أثق بذوقك . والآن اذهبي وقومي بأعمالك الأنثوية فلدي بعض الأمور الذكورية التي على القيام بها . إلى اللقاء " .
وجدت نفسها تقبض على مفاتيحها بشدة . ما هي تلك الأمور الذكورية ؟
ولكن , ألا تعلم في أعماقها ؟ لعله سيخرج مع واحدة من النسوة الكثيرات اللاتي كان بإمكانه أن يتزوجهن لكنه لم يفعل . ولعله سيمضي الليل بطوله معها ... أو العطلة الأسبوعية كلها ...
تملكتها الغيرة وشعرت برغبة شديدة في أن تفسد عطلته الأسبوعية ففكرت في أن تطلع والديها على الحقيقة , لأنها تعلم كيف سيتصرفان .
ستشعر أمها بفضول شديد وأبوها بالقلق , وسيطلب الاثنان مقابلة هذا الرجل الذي ستزوج ابنتهما لفترة محدودة . وقد يقضي المال على أي اعتراض لديهما , لكنهما سيصران على مقابلة مايك قبل أن يسمحا لابنتهما الغالية بأن تبيع نفسها بهذا الشكل .
وهذا الأمر معقول ومناسب بالطبع . فثمة الكثير من الرجال غير السويين في العالم . وبما أن ناتالي متأكدة من أن مايك سوي . لكنه وحسب رجل قاس , طموح , صعب المراس وجذاب , استمتعت بفكرة أن يخضعه والداها لفحص دقيق .
إلا أنها أرغمت نفسها أخيرا على التخلي من الفكرة التي ستسبب لها الإزعاج والمشاكل . نظرة واحدة من أمها إلى مايك ستجعلها تتصور أن هذا الزواج سيؤدي إلى أكثر مما هو متفق عليه . فهي تعرف ذوق ابنتها في الرجال .
لكن مازال عليها أن تتصل بأمها الليلة لتخبرها بقصة ما تفسر قدرتها على أن تسدد الدين بدلا منهما .
خطرت لها طريقة في رواية الحقيقة قد تنجح ! وبعد أن تناولت عشاءها توجهت إلى غرفة الجلوس حيث الهاتف



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 03:42 AM   #23

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




8 – امرأة لا تطاق



كان مايك جالسا على شرفته , رافعا قدميه , متأملا أضواء الليل التي تتلألأ في سماء المدينة , عندما جرس هاتفه الخلوي , فأخرجه من جيبه ووضعه على أذنه : "مايك ستون " .
وتساءل عن هوية المتصل . أتراه أحد المبرمجين المتعاقدين معه ؟ لا ... لن يتصل أحدهم ليلة الجمعة . لعله ريتشارد يحذره مرة أخرى من أن يضع يده على عروسه المنتظرة .
مايك . أنا ناتالي !
عقد حاجبيه : "كنت أفكر فيك لتوي ".
فردت متهكمة : " أنا واثقة من ذلك . أين أنت الآن ؟ مهما كان ذلك المكان , فهو هادئ " .أنا في بيتي .
ما كان لي أن أطلبك على هاتفك الخلوي . حسنا , لقد فعلت ما أردتني أن أفعله . أخبرت والدي بالحقيقة وسيسرك أن تعلم أننا مدعوان إلى بيتهما إذا على الغداء .
ماذا ؟
اهتزت ركبته ما جعله ينزل قدميه على الأرض .
كان علي أن أنبهك إلى أن هذا ما سيحدث . بما أنهما يهتمان بي , فمن الطبيعي أن يطلبا رؤيتك , ليتأكدا من أنك لست منحرفا أو مريضا نفسيا , حيث أنك قد تكون كذلك . في الواقع , أنا لا أعرف كل شيء عنك .
أنا مزيج من أمور كثيرة , لكن الانحراف ليس منها . كما أنني لست مريضا نفسيا .
وما أدراني ؟ ليس لدي سوى كلمتك بهذا الشأن .
شعث شعره : "أنا لست قديسا , لكنني لا أكذب أبدا . اسألي عني تجدين أن مايك ستون هو رجل يلتزم بكلمته ولا يكذب " .
ومن علي أن أسأل ؟ ريتشارد كراوفورد , الذي اعترفت بأنه مساهم في شركتك وسيستفيد إذا ما تزوجتك وحصلت أنت على تلك الشراكة ؟
إذا تزوجتني ؟ ظننت أننا اتفقنا .
كان هذا قبل أن تزج أبوي في الموضوع . والآن عليك أن تنال رضاهما أولا . إذا حدث هذا , فأنا لك كليا .
خرجت هذه الكلمات المثيرة من فم ناتالي قبل أن تستطيع منعها . ما كان لها أن تتصل به فتعذبه بما سيحدث لو أخبرت والديها الحقيقة .
من حسن الحظ أن الحديث بينهما جرى هاتفيا فلم ير احمرار وجهها الناجم عن الشعور بالذنب , لأن تلك الكلمات المثيرة عكست رغباتها الدفينة . فهي ستعشق أن تكون له كليا .
لا , هذا ليس صحيحا تماما . فهي تفضل أن يكون هو لها كليا . لعبتها الخاصة التي تلعب بها حتى ترضي كل تلك الأشواق التي أثارها فيها .
لكن الخطة ليست عملية , وهي نسج الخيال فالعالم الحقيقي لا يمنح المرأة هذا الحق . فالمرأة تدفع ثمن علاقاتها العاطفية غاليا وألما يدمر الروح .
وحده الرجل يستطيع أن يأخذ ما يريد , ثم يرحل من دون أن يلقي نظرة إلى الخلف . لم تخطر لها قط فكرة أن براندون فقد القدرة على النوم من أجلها . كان بإمكانه أن يعود إلى زوجته إلى أن يعثر على فتاة أخرى يسهل خداعها .
كان براندون قد قال لها منتقدا حين طلبت منه أن يخرج من بيتها : " المشكلة معك هي أنك تأخذين الحياة على محمل الجد أكثر مما ينبغي " .
ذكرتها تلك الكلمات بأنها غير قادرة على العبث فهي صادقة ومخلصة في مشاعرها . لم يكن براندون مصيبتها الأولى بل الأخيرة , والأخيرة بكل تأكيد , كما عادت تؤكد لنفسها .
وتابعت تقول لمايك بلهجة حاولت أن تجعلها هزلية : " وقبل أن تذهب مخيلتك بعيدا , ما قلته كان مجرد طريقة في التعبير " .
أظن أن مخيلتي آمنة تماما معك , يا ناتالي .
آه ... لقد آلمها هذا .... آلمها تماما .
كلامك هذا أراحني , يا مايك . لكن ربما عليك أن تكون حذرا عندما تختار ملابسي الجديدة فالرجال مشهورون بأنهم سطحيون . في الماضي كانت مجرد لمحة من الكاحل تسيل لعاب الرجال .
فضحك : " أحتاج إلى أكثر من لمحة من كاحلك , يا حبيبتي , وهذا لا يعني أني رجل من طبعه أن يسيل لعابه . عرفت نساء كثيرات لم يثرن أي شعور في نفسي " .
مسكين يا مايك , هل لديك مشكلة ما ؟
فضحك مرة أخرى : " هذا صحيح الآن , لكنني سوف أصلح الأمر لاحقا , هذه الليلة " .
هذا ما خطر لها . سيخرج إلى المدينة لكي يحضر دمية جميلة .
آمل أن تتوخى الحذر .
أنا دوما أتوخى الحذر , يا عسلي .
هل تدرك أنك ناديتني بالصفتين ( حبيبتي ) و ( عسلي ) خلال نصف ثانية ؟ أظننا تفاهمنا على هذا الموضوع .
المشكلة معك يا ناتالي هي أنك تكثرين من التفكير . عليك أن تخرجي من بيتك وترفهي عن نفسك .
أتعني مثلك ؟
لا أنوي الخروج الليلة .
لكنني ظننت ...
أرأيت ما أعنيه ؟ أنت تظنين كثيرا , وظنونك غير صحيحة كالعادة .
أنت رجل لا تطاق .
وأنت امرأة لا تطاق .
تنهدت ساخطة : " لدي عمل أفضل من أن أتحدث إليك . وقبل أن نختم كلامنا هذا , على أن أعترف لك بأمر ".
هذا لا يعد بالخير .
في الواقع , أنا لم أخبر أبوي بالحقيقة . وما من دعوة على الغداء غدا في بيتهما .
آسف . لم أفهم .
أردت أن أريك كيف تتعقد الأمور إذا أخبرنا أبوي أننا سنتزوج . أعرف أنك تريد أن يبدو زواجنا حقيقيا , لكنني أود أن أحصل على طلاق هادئ لاحقا من دون أن أضطر إلى شرح أي شيء لأسرتي . ما رأيك ؟
ليس لدي أسرة أشرح لعا تصرفاتي على الإطلاق .
قال لها هذا ما جعلها تتساءل عنه مرة أخرى .
ماذا تعني بقولك ( على الإطلاق ) ؟
فزمجر قائلا : " أعني على الإطلاق " .
ومنعها غضبه هذا من طرح سؤال آخر حول هذا الموضوع . لكنها سألته : " وماذا عن أصدقائك؟".
ليس لدي سوى صديقين . ريتشارد يعرف الموضوع , وريس سيعرفه قريبا جدا . سأدعوه هو و زوجته إلى عرسنا .
ولماذا هذه الدعوة ؟
للتصوير والشهرة . ريس رجل أعمال شهير وزوجته ألانا حامل . وعلاقتي برجل مفكر وغني ورب أسرة مستقرة سيترك في نفس هلسينجر تأثيرا قويا .
ربما , لكنني سأكون محرجة .
بقدر حب ناتالي لريس وألانا , إلا أنهما كانا من زبائنها , ولم تشأ أن يعلما أنها ستتزوج مايك من أجل المال .
فقال هازئا : " أنت ... تشعرين بالحرج ؟ أبدا ... فأنت صلبة كالصخرة " .
وتصلب جسمها . ليت مايك يعلم ! وردت عليه بحدة : " ليس بصلابتك " .
هذا صحيح . إذن بما أخبرت أهلك ؟
بقد ما استطعت من الحقيقة . أخبرتهم بكل شيء عنك وعن احتمال أن تصبح شركا لهلسينجر وأنك عرضت علي مليون دولار إذا استطعت أن أجد لك زوجة في يوم واحد . بعدئذ , أخبرتهما بسرور بالغ أنني وجدت لك زوجة , لكنني لم أخبرهما بأنني أنا تلك الزوجة .
هذه مهارة فائقة منك .
نعم . هذه أنا , ماهرة بقدر ما أنا صلبة . أنت محق إذن , يا مايك . أنت آمن جدا بقربي , لأن الصلابة والمهارة ليستا من صفات المرأة التي تثير رغبات الرجل .
تمنى مايك لو أن هذا صحيح . لكن لسوء الحظ لم يشعر بمثل هذه الرغبة منذ وقت طويل .
لا بد أن عزوبيته الحالية جزء من المشكلة لكنها ليست السبب الوحيد في ثوران مشاعره المستمرة . فمها الوقح ذاك أثاره للغاية , فضلا عن جسدها الجميل البعيد المنال .
وابتسم يأسف . لقد خدعته حقا بشأن ما عليه أن يخبر والديها عن حياته .
وبقدر ما كان مايك يفضل الحقيقة , إلا أنه مضطر لأن يكذب في هذا الموضوع . فالحقيقة ستجعل أي أبوين محبين طبيعيين ينصحان ابنتهما الغالية بأن تقطع علاقتها به , مهما كان مبلغ الذي ستكسبه . كما أن الحقيقة قد تجعل ناتالي تهرب هي أيضا . لذا , عليه أن يكون حذرا جدا معها وبقربها . ربما عليه ألا يراها كثيرا قبل الزواج , كيلا يحدث ما يفسد الأمور .
نعم , هذا ما عليه أن يفعله .
وقال على الفور : " بالمناسبة , لا يمكنني أن أذهب إلى المصرف صباح الاثنين . سأذهب لاحقا لأوقع اتفاقية ما قبل الزواج " .
فقالت بحدتها المعتادة : "هذا حسن " .
وسنخصص يوم السبت القادم للتسوق . على أن أعرف من أسرة هلسينجر ما ستحتاجين إليه على اليخت ولكن من الأفضل أن نتفق على الموعد الآن , ما رأيك بالساعة التاسعة ؟
أتعني أنني لن أراك حتى هذا الوقت ؟ ماذا حدث لمشروعنا بأن نجعل هذه الخطبة تبدو حقيقية ؟ ألا ينبغي أن نمضي مزيدا من الوقت معا ؟ ونخرج أحيانا لتناول العشاء ؟ ويزور بعضنا البعض ؟
ليس ثمة أسوأ من هذا , كما رأى مايك . كان واثقا من أن هذا سيفسد الأمور وقال بحزم : "لا أظن هلسينجر يراقب كافة تحركاتنا . المهم هو تصرفاتنا على اليخت , وليس تصرفاتنا قبل ذلك . إلى اللقاء يوم السبت القادم , يا ناتالي " .
وأقفل الخط .
حدقت ناتالي في سماعة الهاتف . إنها لن تراه قبل أسبوع كامل .
وهذا يعني سبعة أيام كاملة .
وسبع ليال كاملة !
وتمتمت وهي تعيد السماعة إلى مكانها بعنف : "هذا حسن " .





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 03:51 AM   #24

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



9
- غدا يوم آخر



لم تستطع أن تصدق مدى البطء الذي مر به الوقت في تلك العطلة الأسبوعية , وفي الأسبوع الذي تلا . حاولت أن تشغل نفسها بالتحضير لوضع إعلانات عن وكالة " مطلوب زوجات " في المجلات كما قامت بتنظيف البيت ومحيطه بمناسبة حلول فصل الربيع . تكررت زيارتها لوالديها وسرها استقرار حالتهما المالية , لكنها كانت في الوقت نفسه مشمئزة من مايك و أمواله اللعينة .
كان الرجل مصدر خطر مخيف , ليس لأنه أثار مشاعرها وحواسها وحسب بل لأنه جعلها تدرك كم هي فارغة حياتها , وكم هي وحيدة .
لم تعد تستمتع بالقراءة أو بمشاهدة التلفزيون , بعد أن كانت تتلهف , ذات يوم , إلى الوقت الذي تجلس فيه لقراءة آخر كتاب صدر , أو مشاهدة برمجها التلفزيونية المفضلة . وفجأة . بدت لها هذه النشاطات كلها مجرد تمضية عبثية للوقت . كما أن الذهاب إلى النادي الرياضي لم يعد يهمها . ولماذا تهتم برشاقة وجمال جسم لا يراه رجل ؟
أم عملها في وكالة " مطلوب زوجات " ... فقد بريقه بشكل خطير . وقررت ناتالي أن تغير عملها عندما تستلم المليون الثاني .
عاد ذهنها يفكر في الغد , كما فعل مرات كثيرة اليوم .
قال إنه سيأتي لاصطحابها في الساعة التاسعة . ما زال أمامها حوالي خمس عشر ساعة , فلماذا يبدو ذلك بعيدا كالأبدية ؟
وجدت نفسها تجول في أنحاء البيت وهي في حالة قلق بالغ , فيما أفكارها لا تستقر على موضوع معين لشدة اضطرابها .
في السادسة والنصف , قررت أن تقصد مطعم " بيرتوليني " لشراء المعجنات إذا لم تكن تحب الطهي بنفسها .
وتوقفت أمام مرآة الردهة ثم عبست لمظهر شعرها المرفوع بشكل جديلة مشدودة , لامعة وذات مظهر صحي . لكن مايك كان محقا . فطراز شعرها ممل ويظهرها أكبر سنا .
كان محقا بالنسبة لأمور أخرى أيضا , فهي لم تسدل شعرها منذ وقت طويل .
هزت رأسها ثم سارت إلى الباب الأمامي , قبل أن تتوقف وهي تصرف بأسنانها . فكرة أن تسألها صاحبة المطعم عن صديقها لا تطاق , كما أنها قد لا تسألها أبدا بل تكتفي بأن تنظر إليها والشفقة في عينيها .
وتأوهت ناتالي .
كانت رغبتها في أن تتصل بمايك جارفة , لكنها قاومت . غدا ستكون آخر ليلة أرقة تمضيها . يمكنها أن تنتظر ... وستنتظر .
إلى أين يمكنها أن تذهب ؟ بمن غيره يمكنها أن تتصل ؟
مازال لديها أصدقاء من وظيفتها القديمة , لكنها لطالما رفضت دعواتهم للخروج ما جعلهم يتوقفون عن دعوتها . كانت كاتي صديقتها الوحيدة الحميمة في العمل لكنها متزوجة الآن وحامل . ولم تشأ ناتالي أن تزورها وترى مدى سعادتها .
ربما عليها أن تشتري بعض أفلام الفيديو الجديدة وبعض ألواح الشوكولا لترفع من معنوياتها قليلا .
قطع حبل أفكارها رنين جرس الهاتف . لا يمكن أن يكون المتصل أمها , فوالداها يذهبان دوما إلى النادي ليلة الجمعة .
لا بد أنه مايك , وعندما ركضت لترد على الهاتف , خطر في بالها أنه قد يلغي موعدهما غدا . إذا كان هذا صحيحا فستموت .
ورفعت السماعة : " ناتالي فيرلين " .
ناتالي . أنا ألانا . ألانا دياموند .
فهتفت ناتالي وهي تحاول إخفاء خيبة أملها : "ألانا . ما أجمل هذه المفاجأة ! كيف حالك ؟ ".
في أروع حال .
يبدو أن ذاكرتك ما زالت حسنة .
ضحكت ألانا . كان ضحكتها جميلة أنثوية للغاية . إنها امرأة ذات أنوثة بارزة . وخطر لناتالي بتعاسة أنها ليست مثلها . لا عجب في أن يتجنبها مايك كما يتجنب السم . لو كانت رجلا لفعلت ذلك أيضا .
قالت ألانا : " أتعلمين ؟ لا أظنني شكرتك بما يكفي لزيارتك غير المتوقعة لي ذلك اليوم ".
هذا أقل ما كان علي أن أفعله .
لا يزعج الكل نفسه . على أي حال , يا ناتالي , لم أتصل بك الآن لهذا السبب . في الواقع , تلقيت مكالمة هاتفية من مايك اليوم .
فقالت ناتالي مترددة : " آه ..... " .
أخبرني عن زواجكما .
أحقا ؟
أخبرها أنه سيفعل ذلك , لكنها ما زالت تتمنى لو لم يفعل .
لقد طلب مني ومن زوجي أن نساعد ريتشارد وزوجته هولي في تنظيم حفل الزفاف .
حاولت ناتالي أن تتغاضى عن الحرج الذي شعرت به في كرامتها , لإهماله لها كليا . لكن سواء أكان هذا زواجا حقيقيا أم لا , أليست هي العروس ؟ فقالت بحدة : "أرجو أن يكون قد أوضح لكما أن زواجنا هو مجرد ترتيب عملي مؤقت , وليس زواجا سخيفا قائما على الحب " .
نعم , وكان واضحا جدا من هذه الناحية .
فقالت ناتالي ساخرة : " أتصور ذلك . أوضح مايك منذ البداية أن لديه حساسية على الحب والزواج ".
سمعته يقول ذلك . لكن هل هذا هو الحال معك , يا ناتالي ؟ هل لديك حساسية على الحب والزواج ؟ أعني ... لماذا أسست وكالتك للزواج هذه إذا كنت لا تؤمنين بالحب ؟
بل أنا أؤمن بالحب . لكن الحياة قد زعزعت إيماني بالجنس الآخر .
نعم . أعرف ما تعنين .
لعل ألانا تفكر في زوجها الأول الفظيع , وتابعت تقول : " زواجك هذا من مايك هو بسبب المال إذن . أنت تحبينه في السر أليس كذلك ؟" .
انتظرت ألانا من ناتالي أن تفكر ... بطريقتها العملية المعهودة . لكن عندما لم تسمع ردا فوريا من ناتالي , أدركت أنه ربما ... وربما فقط , في هذا الزواج أكثر من مجرد ترتيب عملي , من ناحية ناتالي على الأقل . وقالت ألانا فجأة بلطف : " ناتالي ؟ ".
الآهة التي سمعتها أخبرتها بما أردت معرفته . يبدو أن هولي كانت محقة , فقد أضفت زوجة ريتشارد لمسة حب على زواج مايك وناتالي .
كانت هولي قد قالت عندما تحدثتا بهذا الشأن : "ما من فتاة محترمة تتزوج رجلا من أجل أمواله فقط ".
وأردفت حينذاك : " إذا كانت ناتالي محترمة , كما تصفينها , فلا بد أنها منجذبة إلى مايك ".
وعادت ألانا تصر عليها :" أنت مفتونة به , أليس كذلك ؟ ".
تأوهت ناتالي مرة أخرى : " لا أدري ما السبب فهو أكثر الرجال الذين عرفتهم إزعاجا ".
لكن رجولته لافته .
هذا صحيح .
هل أنا مخطئة في القول إن الناحية العذرية في هذا الزواج لا تحظى بموافقتك ؟
لم تنكر ناتالي بل ردت : " لا فائدة من أن أتمنى القمر يا ألانا فمايك غير منجذب إلي على الإطلاق " .
وما أدراك ؟
هذا ما قاله لي .
آه ... لكنه , أحيانا , غير لبق .
غير لبق لكنه صادق . والآن أخبريني يا ألانا , ومن باب الفضول فقط , مع أي نوع من النساء يخرج مايك في العادة ؟
من الصعب تحديد نوعهن , فهن من كل مهنة وبيئة . لكنهن دوما جميلات وجها وجسدا .
فهت ....
فقالت ألانا تلفت نظرها : " قوامك جميل ".
فضحكت ناتالي :" لا أظن أن القضية قضية قوام فحسب , ولكنها شخصيتي كلها . فضلا عن تصرفاتي الساخرة وتصلبي في المطالبة بحقوقي , يرى مايك أن شعري تنقصه الحيوية وثيابي فظيعة . قال إنه سيأخذني لشراء الملابس قبل العرس لأنه لا يثق بذوقي " .
فقالت ألانا :" كلا , في الواقع " .
كلا ماذا ؟
ليس هو من سيأخذك لشراء الملابس بل أنا . وهذا سبب آخر لاتصالي بك . ليس لدى مايك الوقت لذلك فهو يعمل .
لكنه قال إنه في فترة استراحة .
لم يعد كذلك , فقد وجد " فيروس " وهو يعمل على مواجهته .
فقالت ناتالي بحدة : "كان يمكنه , على الأقل , أن يتصل بي ويخبرني بذلك " .
أنت محقة تماما . كان عليه ذلك . أظنك كنت متلهفة للخروج مع مايك للتسوق ؟
هذا تبخيس بالغ للأمر . وشعرت فجأة وكأنها بالون نفذ هواؤه , فقالت بعجز : "أردت أن أثبت له أنه مخطئ في قوله إني عديمة الأناقة . إنها كرامتي الحمقاء " .
لا أظن أن الكرامة حمقاء على الإطلاق . ما زال بإمكانك أن تثبتي له ذلك , بدء من يوم عرسك . أرهن على أن تحبين أن تري مايك يفغر فمه حين يراك في ثوب عرسك , أليس كذلك ؟
لم تعرف ناتالي بما تجيب . لقد أمضت كل دقيقة منذ عرفت مايك تقاوم رغباتها , وتحدث نفسها بضرورة ألا تجعل من نفسها حمقاء من أجله . ولكن إلى ما أدى ذلك ؟ لقد أصبحت في منتهى التعاسة . لو بقى لديها أمل ضئيل في أن تجعل مايك يرغب بها , حتى ولو لليلة واحدة , فستجربه.
واعترفت وهي تتنهد :" نعم . ولكن هل تعتقدين حقا أن هذا ممكن ؟".
يا حلوتي , يمكنك أن تصرعيه بالضربة القاضية . ما من مشكلة . عندما أنتهي منك , لن يستطيع مايك أن يبعد يده عنك. غدا هو يوم آخر . مع حلول أول أسبوع من شهر كانون الأول , سيكون عريسك قد عاش أعزب أسابيع عدة , وهذا أمر غير معتاد على الإطلاق بالنسبة إليه .
أجفلت ناتالي . أتريد حقا أن يقع مايك في هذا الشرك لمجرد أن إحباطه بلغ أعلى المستويات ؟
الجواب مشين بقدر زواجهما , وهو : " نعم " .
أفهم من صمتك أنك تودين أن يكون مايك في حال لا تطاق مع حلول يوم زفافك ؟ لا بأس . غدا صباحا سنبدأ مهمتنا . ليس لدينا وقت نهدره . سآتي لاصطحابك في التاسعة والنصف . سيكون هذا ممتعا للغاية .
ممتعا ! وأخذت تفكر في هذه الكلمة . لقد مضى وقت طويل منذ حصلت على شيء من المتعة , منذ استسلمت كليا لرغبات الأنثى في داخلها .
وفجأة , شعرت بانتعاش في كيانها وبعودة الحياة إليها كما لم تفعل منذ أربع سنوات .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 03:58 AM   #25

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




10- لا أريد قلبك




نظر مايك إلى ساعته , إنه الثالثة وعشر دقائق والعروس لم تأت بعد .
قال بفروغ صبر " هولي . اذهبي وتفقدي ناتالي ".
لم تتأخر سوى عشر دقائق , يا مايك . العرائس يتأخرن عادة أكثر من هذا بكثير .
فتمتم مايك بعد ذهاب هولي : "لكنها ليست عروس حقيقية " .
فقال ريتشارد الواقف إلى جانبه : "لكنها كذلك قانونيا , وحتى تطلقها " .
ألقى مايك نظرة عنيفة على صديقه : "لا تذكرني بذلك ".
فسأله ريس من حيث كان يقف إلى جانب ريتشارد : " ما المشكلة ؟ تبدو وكأنك عريس حقيقي ".
فقال ريتشارد : "سيصبح عريسا حقيقيا " .
علق ريس ساخرا : "ليس تماما . فهو لن يحصل على حقوق العريس الحقيقية الليلة ما قد يشكل مشكلة " .
فزمجر مايك : "ما معنى هذا ؟ ".
أظنك لم تر ناتالي مؤخرا .
لم أرها منذ أكثر من شهر .
اتصل بها هاتفيا مرتين . مقترحا أن يمر بها كي يتفقد ملابسها الجديدة , لكنها كانت ترد عليه بأن الوقت ليس مناسبا للزيارة .
يا لها من امرأة صعبة !
قال ريس بأسف :" حسنا , أنا رأيتها . فقد مكثت في منزلنا الليلة الماضية . وكل ما يمكنني قوله هو ... حظا سعيدا " .
عندما انفتح باب غرفة النوم أطلت ناتالي والأنا برأسيهما ليريا القادم .
لا تخافا ... هذا أنا فقط .
ودخلت هولي وثوبها الفضفاض الوردي اللون يحاول إخفاء حملها الواضح .
هذا حسن .
وخطر لألانا أن بطنها أصغر بكثير من بطن هولي , رغم أن هولي في شهرها السابع بينما هي في شهرها السادس .
هتفت هولي : "واو ... يا ناتالي . تبدين رائعة ! أليس كذلك يا ألانا ؟ ".
تراجعت ألانا إلى الخلف تتأمل العروس وهي تبتسم راضية لنجاحها في مهمتها . كان الثوب وحده نصرا أما المرأة التي ارتدته فمذهلة . غريب ما يمكن للثوب الجميل وزينة الوجه وتسريحة الشعر المناسبة أن تفعله . كان قوام ناتالي رائعا , أفضل بكثير من مفاتنها هي النحيفة , كما أن ملامحها ملفته للنظر لكنها تحتاج للعناية المناسبة لتبدو أخاذة للغاية .
وجاءت الضربة القاضية في تتغير تسريحة شعرها . كانت ألانا قد وجدت صورة قديمة لريتا هيوارث فحملتها إلى أشهر مزين شعر في المدينة لكي ينسخها , فجاءت النتيجة النهائية مغرية ومذهلة , لا سيما بعد أن صبغ بعض خصلات شعرها البني باللون الأحمر ما جعل بشرتها الناصعة تتألق وتبرز .
وهمست ألانا في أذنها : "ليس بالإمكان أبدع مما كان . إذا لم ينقض عليك مايك في هذا المظهر , فسألقي بنفسي من شرفة منزلي ".
فتمتمت ناتالي : "سنقفز نحن الإثنين معا " .
وهتفت هولي : "لا أصدق أنك لم تشتر ثوب العرس هذا من متجر لثياب العرائس ! يبدو وكأنه ثوب زفاف ومع ذلك فهو مبتكر . أحببت فكرة الوشاح بدلا من الطرحة ".
فقالت ألانا : "نعم . إنه غير عادي . هل أنت جاهزة , يا ناتالي ؟".
نظرت ناتالي إليها من أمام المرآة : " جاهزة تماما ".
وتناولت غصن الزنبق الذي اختارته بدلا من باقة العروس .
كانت تشعر وكأنها ممثلة في ليلة افتتاح حفل في " برودواي" وليس عروس في ليلة زفافها . لكن أليس هذا كله مجرد تمثيل ؟ إنها ذاهبة ليس لتتزوج رجلا , بل لتغريه !
لم تر مايك منذ يوم الجمعة ذاك منذ أكثر من شهر . وقد حرصت على ألا تفعل فراوغت حين طلب أن يرى الملابس التي اشترتها بصحبة ألانا , كما حرصت على ألا يأتي الرجال إلى بيت ريس قبل أن تنتقل هي إلى غرفة نوم الضيوف لكي تستعد .
كانت هي وألانا أشبه بمتآمرتين .
كانت ألانا محقة , فقد وجدت متعة في ذلك . شعرت بنفسها تطير فوق السحاب وهي ترى الملابس التي اشترتها . ولا يعني هذا ثوب عرسها فقط , بل كل ما في الخزانة , لا سيما ثوب السهرة الذي كانت متلهفة لارتدائه .
اتصلت السيدة هلسينجر بمايك لتطلعه على برنامج رحلتهم على متن اليخت . وقد زود مايك ألانا بهذه التفاصيل وطلب منها أن تحرص على أن تحصل زوجته المستقبلية على كل ما تحتاجه .
من ناحيته , اصطحب مايك ريس معه للتسوق كيلا يحتاج شيئا . وبحسب ألانا , أصبح لديه الآن مجموعة كاملة من الملابس الراقية . سألت ناتالي هولي : "كيف يبدو مايك الآن ؟".
رائع . كما يبدو ريس وريتشارد . في الواقع , غريب مدى تأثير السترة الرسمية في مظهر الرجال . لكنه ليس في مزاج حسن . هل أبلغه أنك جاهزة ؟
تبادلت ناتالي وألانا نظرات ذات معنى , ثم قالت ناتالي وقلبها يخفق : " أحتاج خمس دقائق , أليس كذلك يا ألانا ؟" .
فقالت هذه ضاحكة : "فلتكن عسرا " .
فناحت هولي : "ليس إلى هذا الحد . أرجوك . لا أظنني سأطيق هذا ".
ابتسمت ناتالي لهولي التي أصبحت صديقتها . ما أجملها من فتاة ! لكنها شاعرية لا رجاء فيها . فهي تظن حقا أن هذا الزواج سيؤدي إلى شيء ما . كما اشتبهت أيضا في أن ألانا هي أيضا تحلم بذلك . لكن حتى ولو نجحت في جعل مايك يرغب فيها , فهو لن يقع في غرامها . علاقة قصيرة , ما داما متزوجين , هو كل ما يمكنها أن ترجوه .
ربما سيلقي مايك عليها نظرة واحدة ثم تثور ثائرته . لقد أخبرها في بداية تعارفهما أنه لا يريد امرأة فاتنة غاوية تظن أن بإمكانها أن تجعله يغير رأيه فلا يطلقها لاحقا .
وفجأة , خفت حماسة ناتالي وتراجعت ثقتها بنفسها . فقالت وقد جعل توتر أعصابها المفاجئ صوتها يرتجف : " أنا أيضا لا أريد أن أتأخر طويلا . أخبري مايك أنني سأكون هناك بعد ثانية".
قطب مايك عندما عادت هولي : " حسنا ؟ ".
إنها قادمة بعد ثانية . من الأفضل أن تستعد .
اتخذ الرجال الثلاثة والكاهن , وهو رجل وقور في الخمسينيات من العمر , مواقعهم على الشرفة الأرضية , وهي مكان ممتاز لإقامة العرس , لا سيما عصر هذا اليوم الدافئ بشمسه المتألقة ونسمة العليل . كان مشهد المرفأ والجسر خلفهم غاية في الروعة .
ما من عذر لئلا يلتقط المصورون صورا رائعة للعروسين . وصور العرس ضرورية إذا أراد مايك أن يقنع هلسينجر بأن زواجه حقيقي . حاليا , بدا هذا كله لمايك حقيقيا تماما . إنه مجنون لهذه الفكرة التي خطرت له .
لم يشأ أن يتزوج , فهو لا يريد زوجة , ولا حتى زوجة مؤقتة . وهو واثق من أنه لا يريد أن تكون تلك الزوجة , امرأة يتلهف لأن يحملها إلى السرير كهذه المرأة . وتنفس بحدة . آه , يا إلهي ! لا يمكن أن تكون تلك التي تتقدم منه في ذلك الثوب الطويل و الجميل للغاية ناتالي فيرلين .
لم تبد كأي عروس رآها من قبل . ورغم لون بشرتها العاجي , بدت وكأنها إلهة معبد بذلك الوشاح المثير الذي يلتف حول عنقها الأبيض ومن ثم يرتفع ليلتف حول شعرها الأحمر المذهل.
كان بإمكان مايك أن يضبط شعوره نحو ناتالي حين كانت ترتدي ما يجعلها أشبه بمساعدة محام , وفجأة , فقد قدرته على ضبط أي شيء , سواء رغبته أو غضبه . لقد فعلت هذا متعمدة , غيرت مظهرها سرا لتغريه من دون وعي منه . ولعلها فعلت ذلك لتجعله يبدو أحمق . إنها تمارس السحر ... ككل النساء . لكنها اقترفت غلطة لا تغتفر .
فهو لم يجعل من نفسه أحمق من أجل امرأة قط . وإذا ظنت أن بإمكانها أن تثير رغباته , ثم تعود فتبعده عنها فترفسه بازدراء , فسترى ما يدهشها . إذا كان هناك من يثير الرغبات ثم يرفض , فهو مايك نفسه .
تعثرت ناتالي عندما ابتسم مايك لها . كانت تفضل لو بقيت الصدمة مرتسمة على وجهه كحاله منذ لحظة , فهذا سيرضيها أكثر .
لكن ابتسامته كانت مثيرة للأعصاب . فهي أكثر الابتسامات التي رأتها إغراء ... وخبثا .
لم تكن ابتسامة عريضة بل مجرد قناع ارتفاع بسيط لزاويتي فمه , مصحوبة بنظرة تحلم بها معظم النساء . والتهبت نظراته وهي تتأمل جسدها ما سبب جفافا في حلقها ودوارا في رأسها .
ابتلعت ريقها ثم تابعت مسيرتها عبر الشرفة إلى حيث ستتم طقوس الزواج . وأرغمت نفسها على التظاهر بالهدوء , رغم موجات الحرارة التي تكتسح جسدها المتوتر. وحمدت الله على أن الجزء العلوي من ثوبها مبطن ومشدود على صدرها .
لاحظت أن المصورين مشغولين بالتقاط الصور لها وللرجال الثلاثة الذين ينتظرونها . كان كلام هولي صحيحا فقد بدوا جميعا غاية في الروعة . لكن عيني ناتالي كانتا مركزتين على مايك وحده , الذي بدا وسيما بشكل لا يصدق . صحيح أنه ليس وسيما بالشكل التقليدي , لكنه محنك ومهذب , ومثير بشكل يفوق الوصف .
وعادت ناتالي تبتلع ريقها .
قال وهو يمد لها يده , بينما تشابكت نظراتهما : " أراك كنت تخفين بريقك جيدا ".
قالت وهي تكافح لتحافظ على هدوئها بينما هي تضع يدها بيده : "أخبرتك أن بإمكاني أن أبدو أجمل".
بدت يدها صغيرة نحيلة في يده فيما قال بابتسامة أخرى من ابتسامته المثيرة : "كلمة جميلة لا تفيك حقك اليوم يا عزيزتي , كما لا بد أنك تعرفين ...".
ربما كانت ستعنفه لمناداته لها بعزيزتي , لو أمكنها أن تتكلم .
لكن بدلا من ذلك اكتفت بأن تحدق إليه , وقلبها يخفق عندما أدركت أنها وصلت إلى غايتها .
إنه يريدها , يريدها حقا , فهي ترى ذلك في عينيه . اشتدت أصابعه على أصابعها وهو يديرها لتواجه الكاهن , فيريها بذلك لمحة أخرى من قوته .
كانت قوته الجسدية تخيفها وتفتنها في الوقت نفسه . وهذا يعني أنه سيكون زوجا مسيطرا , جبارا محموم المشاعر ...
بدائيا لا يقبل بأي كلام فارغ .
قطعت هذه الأفكار أنفاسها وسلبتها عقلها .
بدأ الكاهن بالطقوس الدينية , ما أراحها ومنحها وقتا لتتنفس . لكن أفكارها بقيت مشتتة في الدقائق الأولى . لا بد أنها نطقت بكل الأجوبة الصحيحة , لكنها لم تركز على الإطلاق حتى لحظة التي قال فيها الكاهن لمايك إن بإمكانه أن يقبل عروسه .
نبهها هذا . كان مايك يمسك بيدها الاثنتين بعد أن سلمت غصن الزنبق لألانا منذ زقت طويل . أدارها لتواجهه , ثم حدق في عينيها بعمق وهو يرفع يديها إلى فمه . وببطء بالغ , وضع شفتيه على الإصبع الذي يحمل خاتم أمها , ثم على أناملها المجفلة .
كل لمسة منه أرسلت رعشة في عمودها الفقري , جعلت عينيها تتسعان دهشة . لم يكن هذا العاشق الذي تصورته منذ فترة ... بل إنه رجل ذو دهاء وحيلة وخبرة كبيرة .
وضاقت عيناه وهو ينظر إليها نظرة ذات معنى . ثم ترك يديها ليحيط وجهها بيديه . يبدو إنه سيقبلها , تصلبت ... ربما نتيجة خوف دام طويلا ... لكن سرعان ما استرخت وارتجفت .
وعندما احتضنها , أحاطت خصره بذراعيها تشده إليها أكثر وأكثر .
ونسيت ناتالي تماما أين هي . كل هذا ما تمنته وحلمت به طوال الشهر الماضي . أن تكون بين ذراعي مايك .
ابتعاد مايك المفاجئ عنها صدمها . كما صدمتها حملقته الباردة فيها قبل أن يستدير مبتعدا ليتلقى التهاني من الجميع , تاركا ناتالي تكافح بعجز لتستعيد رباطة جأشها بعد تلك القبلة .
كانت خفقات قلبها سريعة جدا ووجهها متوهجا .
لم تعرف ماذا تفعل أو إلى ماذا تنظر .
أحضرت هولي وألانا كؤوس العصير وصحون المقبلات فكان في هذا رحمة لها وفرحة لتمالك نفسها ومواجهة الحقيقة الكئيبة .
لقد رآها مايك جذابة اليوم , بكل تأكيد . كما أنه كان ماهرا للغاية في لعب دور العريس الولهان أماما الكاهن والمصورين .
لكن أصبح واضحا الآن أن هذا مجرد تمثيل , كان متلهفا لقطع العناق , أو تركها لصديقتيها ليتحدث إلى زميليه . كانت ألانا مخطئة وهي على صواب , فهي ليست من النوع الذي يعجب مايك , ولن تصبح كذلك مهما زينت نفسها .
وقال ريتشارد : " نخب العروسين ".
تأوهت ناتالي بصمت , تماما كما فعل مايك . ليت الكاهن والمصورين يرحلون , ليضعوا حدا لهذا الإدعاء الفظيع !
واستمر التصوير , وحمدت الله لأنها رفضت بإصرار كعكة الزفاف , فتقطيعها ويد مايك على يدها بغرام وهمي أمر لا يمكنها احتماله .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 04:08 AM   #26

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي






وأخيرا قال الكاهن : " أكره أن أستعجلكما لكن لدي عرس آخر عصر هذا اليوم والرحلة تستغرق وقتا طويلا . لذا , إذا أمكن أن توقعا الأوراق رجاء أنطلق في طريقي ".
بعد خروجه , رحل المصور , تاركا الأصدقاء وحدهم فيما الجو لا يزال غير مريح . كان وجه مايك عاصفا , بينما لم تشأ ناتالي سوى أن تتكوم في سرير ما , وتبكي.
وفجأة قال مايك لأصدقائه : " لا أريد أن أكون فظا . لكنكم قمتم بواجبكم على أكمل وجه , وقد انتهى العرس . لذا , هلا ذهبتم إلى بيوتكم من فضلكم ؟ ".
فغرت ناتالي فاها عندما امتثل أصدقاؤه لطلبه على الفور .
واحتضنت ألانا وهولي وناتالي بسرعة خاطفة , لكن ألانا همست في أذنها بسرعة :" اتصلي بي في الصباح ".
وسرعان ما أصبحت وحدها مع مايك . وعندما أقفل الباب الخارجي قالت له بحدة : " لعلك لم تشأ أن تكون فظا , لكنك كنت كذلك فعلا . لم تقل لهم حتى كلمة شكرا , بل طردتهم وحسب ".
ارتسم على وجهه تعبير الاشمئزاز نفسه الذي على وجهها : " أرجوك , لا تبالغي بهذا الشكل فأصدقائي يعرفون أي نوع من الرجال أنا , وما هو رأيي بزواج كهذا . آخر ما أريده هو أن يبقوا بجانبي وأنا في مزاج سيء كهذا ".
وأنا أيضا لا أرغب في ذلك .
هذا من سوء حظك , فأنت ملتصقة بي . فكري فقط في المال , يا عزيزتي . ستتقاضين مبلغا لا بأس به لكي تتحملي مزاجي فترة من الزمن .
واختطف كأس عصير وأخذ منه جرعة كبيرة قبل أن يحدق فيها : "أدرك تماما أنك ظننت أن هذا اليوم سينتهي بشكل مختلف , لكن ظنك سيخيب ".
فتصلب جسدها : "ماذا تعني بقولك سينتهي بشكل مختلف ؟".
تقدم منها ببطء وفي نظراته عدم احترام كلي : " ظننت أن بإمكانك أن تخدعينني ... أن تعلميني درسا لا أنساه ".
فقالت كاذبة وهي تلهث : "لا أدري ما تعني ".
وقف أمامها وهو يحملق فيها بعينين باردتين لامعتين : " تعرفين تماما ما أعنيه . أنت فتاة ذكية يا ناتالي , لكنك مراوغة ".
أنا لم أكن أخدعك . أردتك فقط أن ترى أن بإمكاني أن أبدو جميلة , ومثيرة . اعتبر هذا غرورا أنثويا لكنني لم أحب منك أن تنتقد مظهري .
فلنكن صريحين يا ناتالي . أردت أن تثيريني وهذه هي المسألة .
فاندفعت تقول من دون تفكير : " أنت محق . أردت أن أثيرك ".
فقال غاضبا : "حسنا , لقد نجحت . وإن كان هذا لن ينفعك بشيء ".
في ما بعد , تساءلت ناتالي إن كان الضغط الذي تعرضت له والإحباط هما اللذين جعلاها تفتح فمها بهذه الجرأة .
أنا لا أسعى وراء قلبك , إذا كان هذا ما تظنه . أنا أريد جسدك فقط !
فقال ساخرا : "هذا ما تقوله كثيرات , لكنه ليس ما يعنينه ".
حسنا , أنا أعنيه . هل تذكر ما قلته لي أول تعارفنا . قلت أنني بحاجة إليك , وكنت محقا . بعد فشلي مع براندون , اتبعت عادات مثيرة للاشمئزاز , في لباسي وفي سلوكي مع الرجال . ما جعلني معرضة لأن أصبح عانسا باردة عديمة المشاعر . ولكني عندما دخلت حياتي , تحركت أحاسيسي الأنثوية . فأنت رجل مثير إلى حد بالغ يا مايك .
وسارعت إلى تنبيهه : " انتبه ! لكنك لست الرجل الذي يمكن أن أقع في غرامه أو أريد أن يدوم زواجي منه . بل رجل أريد أن أكون معه لفترة . ثق بي حين أقول إنني سأطلق , عندما تحصل على الشراكة الثمينة ".


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 04:18 AM   #27

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي






11- لن أفقد عقلي



فوجئ مايك بكلامها هذا , وإلى حج غير معقول , تبا ! فهذا ما يقوله هو . هو من يقول دوما إنه لا يريد أن يقع في الحب ... إلخ ... إلخ ... إلخ ...
افترض أن عليه أن يكون مسرورا ... فقد منحته إلهة المعبد الضوء الأخضر ليعاشرها كزوجة من دون ارتباط دائم . فلماذا لم يقفز فرحا لهذا الحظ ؟ لماذا لا يمزق هذا الثوب الذي يثير غيظه , ويطالب بحق اكتسبه بالزواج ؟
ليته يعلم ما يدور في رأسها ! لا يمكن الثقة بالنساء كليا . لم يعجب مايك أن تشغل ناتالي باله بهذا الشكل . لكن لن يعجبه أن يتجاهل شكوكه ويفعل ما يريده .
مقاومته لها الآن , بعد أن عرضت عليه نفسها من دون أي ارتباط , مستحيل . نظر إليها وتلهف إلى أن يذيبها بين ذراعيه, ... كما حدث عندما عانقها من قبل . أعجبه أن تضع ذراعيها حوله , وأحب عندما انغرزت أناملها في ظهره .
وجاءه التحذير بأن يميل إليها أكثر مما ينبغي , لكن الأوان كان قد فات !
تمتم وهو يمد يده ليفك الوشاح : " هذا حسن بالنسبة إلى ".
تسارعت خفقات قلبه , وهو يديرها لتواجهه , فحدث نفسه بأن يهدأ ويتمهل . إنها ملكه بحكم زواجهما , ليس لليلة فقط , أو لمجرد أسبوع بل حتى يطلقها . ستكون ملكا له يعبث بها حين يحلو له . يمكنه أن يحقق كافة الأحلام التي حلم بها , وكل صورة تراءت له .
تنفس مايك بعمق , ثم نظر حوله وقد جمدت يداه على كتفي ناتالي . كان بيت ريتشارد أسطوريا بجماله , كبيرا , متألقا , جيد التهوية , ويوحي بجو العطلة والراحة
. لكن غرفة الجلوس لم تكن مكانا مثاليا لما يخطط له .
سيجد كل ما يحتاجه في غرفة النوم الرئيسية حيث وضع حقيبة ملابس صغيرة لليلة واحدة . كان السرير ضخما والحمام فسيحا , وهو مكان مثالي لسيناريو فيلم عاطفي عذبت مشاهدة وصورة مايك منذ تعرف إلى ناتالي . أو السيدة ستون الآن , كما ذكر نفسه . السيد مايك ستون .
إنها له الآن قانونيا .
إنها له .
شهقت ناتالي وسألته حين سار بها باتجاه غرف النوم سرعة فائقة " إلى أين تأخذني ؟ ".
كانت ابتسامته شيطانية وهو يجيب : " إلى مكان أكثر راحة " .
وتابع السير في الممر حتى آخر باب حيث يفترض أن تكون غرفة النوم الرئيسية .
عندما وصلت ناتالي إلى بيت ريتشارد وهولي باكرا هذا اليوم لم تأبه بالتجوال في المكان , بل ركزت فقط على تحضير نفسها , تهدئة أعصابها , فهي لم تأت إلى هنا من قبل .
جالت عيناها في أنحاء الغرفة التي كانت فسيحة تناسب الصيف , ومبلطة بأحجار الأجر التبني اللون الأبيض . وكان السرير ضخما يغطيه لحاف أزرق , كما كان الجدار المطل على شرفة من زجاج تغطيه ستائر رقيقة ناعمة . ولاحظت ناتالي سطوع ضوء النهار أن الشمس لم تغب بعد .
ولن تغيب قبل ساعات . ابتلعت ناتالي ريقها فهي على وشك أن تكرس زواجها في وضح النهار مع رجل بالكاد تعرفه .
هل هذا ما جعل توقعاتها مثيرة إلى حد ما ؟ هل هو , ببساطة , نسخة عن فيلم ؟ أم أنه أمر آخر , شعور لا تريد أن تعيشه للمرة الثانية في حياتها ؟
كانت ناتالي مستمتعة بالاستلقاء والنظر إليه , معجبة بجمال رجولته , مبتهجة بأنه معها كما أي زوج مع زوجته .
لكنها سارعت تصحح أفكارها وقلبها يخفق . لا , هذا ليس زواجا حقيقيا ... إنه مجرد ترتيب عملي بينهما حتى تتحقق الشراكة .
هذه الحقيقة القاسية خففت من حماستها قليلا , إلى أن تقبلت فكرة أن الصدق أفضل من خداع النفس . علاقتهما ليست علاقة حب وزواج , بل مجرد صفقة رابحة لكليهما .
لكن هذا لا يعني أنه ليس رائعا , فهي تشعر الآن بأنها امرأة حقيقية كما لم تشعر منذ سنوات . امرأة مرغوبة ورائعة الجمال .
امرأة قد يرغب رجل آخر في أن يتعرف إليها ويحبها وربما يتزوجها في وقت ما في المستقبل . هذه العلاقة بمايك تجربة ستغير حياتها .
ابتسمت له . ولم تكن ابتسامتها وقحة بل دافئة ناعمة متألقة . لم يتعود مايك أن يرى مثل هذه الابتسامة من امرأة , ولم يعرف ما تعنيه .
لم يرى مايك قد امرأة تبدو على القدر من الإثارة والبراءة في آن . لقد علمته التجارب أن الخطر يكمن في الوقت الهانئ الذي يقضيه الرجل في سرير مع المرأة , إذ تسيء النساء عادة تفسير مشاعره نحوهن , وينتظرن منه أن يحدثهن ويلاطفهن فيما مايك لا يحسن الحديث أو الملاطفة . وفي المرة الوحيدة التي كان فيها من الحماقة بحيث فعل ذلك , أخذت شريكته تعلن له حبها .
لم يكن مايك يطيق أن تعبر له امرأة عن حبها , فلم لا يتركها الآن ؟ لماذا يمر بيده على شعر ناتالي ملاطفا , يدفعه عن وجهها ويعانقها برقة ؟ لأن هذا الوضع مختلف ... فناتالي لن تقول له أبدا إنها تحبه . ولهذا , ليس عليه أن يكون حذرا , وبإمكانه أن يسترخي ويفعل ما يريده .
لم تكن ناتالي تنظر إلى مايك مباشرة وأقلقه خجلها الفجائي . لعل السبب هو عدم خبرتها أو عدم معرفتها الجيدة به .
احمرار وجهها خجلا سحره لكنه لن ينخدع به . عندما ترحل , ستكون بالنسبة إليه مجرد ذكرى امرأة مثيرة .
كان تأثيرها فيه , يفقد توازنه . ولم يشأ أن يفقد عقله أيضا , فحذره من النساء نبهه ألا يدع مشاعره تجرفه .





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 04:24 AM   #28

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




12- ما يخفيه المستقبل




هتفت ألانا : " ناتالي ! أخير ! كدت أموت لهفة بانتظار اتصالك طوال الصباح . مع ذلك , أظن أن الساعة ما زالت العاشرة . حسنا ؟ ماذا جرى بعد مغادرتنا البيت أمس ؟ يبدو صوتك أكثر مرحا . أريد أن أعرف كافة التفاصيل ".
ضحكت ناتالي رغم احمرار وجهها . لا سبيل لأن تخبر ألانا بكافة التفاصيل . مع ذلك , لا داعي للادعاء بأنها ومايك لم يتما زواجهما . لعله أخبر صديقيه , فالرجال يحبون أن يتباهوا بغزواتهم .
وقالت لألانا : " لا بأس , لا بأس . جهودنا نجحت وأتممنا زواجنا الليلة الماضية ".
يا لها من طريقة رقيقة ومهذبة تروي بها ما حدث ! وهتفت ألانا : "عرفت ذلك . قال ريس إن مايك لن يستطيع أن يقاومك وإن مايك والعزوبة لا يتفقان ".
أجفلت ناتالي . كانت تعلم أنها ليست أول امرأة يختارها مايك كرفيقة له , إلا أنها ما زالت لا تحب أن تعلم أن الإحباط وحده هو الذي أرغم مايك على قبول عرضها . وعادت ألانا تقول : " والآن , ما رأيك فيه ؟ هل ازداد ميلك إليه ؟ ".
عبست ناتالي . كان عليها أن تعلم أن ألانا ستطرح عليها أسئلة كهذه . وكانت تشتبه في أنها وهولي تعتقدان آمالا على هذا الزواج . لكنها رفضت أن تشجع صديقتيها , أو نفسها , وقالت تجيبها : " هذا ما أظنه . لكن ما من نقاط مشتركة بيننا ".
الاختلاف يسبب الانجذاب عادة .
الانجذاب لا يكفي أبدا للزواج يا الأنا .
إنه البداية . أتظنين أنك قد تقعين في غرامه في الوقت المناسب ؟
فأجابت ناتالي مراوغة : " لا أظن ذلك ".
أن تدمن عليه أمر ممكن , أنا أن تقع في غرامه ؟ فيا إلهي ! وهي تتمنى من صميم قلبها ألا يحدث ذلك . أن تنتحر مرة أخرى من أجل رجل هو القمة في البلاهة والحماقة . لكن ناتالي اشتبهت في أنها , في أعماقها , في ذلك المكان الذي تختبئ فيه الحقائق التي لا تود مواجهتها , سبق واختلطت عليها الأمور بين الرغبة والحب .
وقالت ألانا : " قد لا يكون ذلك ممكنا , لكنه ليس مستحيلا ".
ما من شيء مستحيل .
أين هو الآن ؟
ذهب إلى بيته ليحضر بقية ملابسه من أجل رحلتنا في اليخت , كما أنه سيشتري بعض المؤن .
أحقا ؟ أي نوع من المؤن ؟ قالت هولي إن البيت يحتوي على كل ما تحتاجونه لإقامة قصيرة.
أجابت : " مجرد الجريدة , وبعض الحليب . نحب الحليب الطازج مع القهوة ".
فقالت ألانا : " أرأيت ؟ ثمة قاسم مشترك ".
أنت متفائلة للغاية , يا ألانا .
الحياة من دون تفاؤل فظيعة . عليك دوما أن تتمسكي بالأمل . أعرف معنى العيش من دون أمل . كنا , أنا وهولي , نتحدث الليلة الماضية . ورأينا أنك المرأة المناسبة لمايك .
يا إلهي ! لماذا ؟
أنت ذكية ومثيرة ومتعلقة جدا . وأراهن على أنك طاهية ماهرة أيضا .
أنا ماهرة في الطبخ .
كان براندون يحب الطعام الجيد , لكنه لا يحب أن يدفع المال ليحصل عليه , فأخذت تمضي الساعات في المطبخ في طهي وجبات شهية له . لكنها غالبا ما كانت تأكل الطعام وحدها لأنه لا يأتي بحسب وعده .
قالت ألانا : " أنت بالضبط لزوجة المثالية يا ناتالي ! والآن كل ما عليك أن تفعليه هو أن تجعلي مايك يرى أن الحصول على زوجة مثلك هبة من الله وليس عبئا عليه ".
فردت ناتالي بحدة : "وماذا لو كنت أنا لا أريد مايك زوجا لي ؟".
فضحكت ألانا : " لقد أمضيت الأسابيع الأخيرة معك يا ناتالي و أظنني أصبحت أعرفك جيدا . أتعرفين كم مرة تحدثت عن مايك ؟".
كم مرة ؟
بصورة دائمة . كلما جربت قطعة ثياب , كنت تسألينني هل سأعجب مايك بهذا الثوب ؟
هذه مجرد مشاعر سطحية وغرور أنثوي يا ألانا .
إذا بقيت تردد هذا الكلام , فقد تصدقه في النهاية .
إلى أن تتحول إلى شيء آخر . مايك رجل جيد يا ناتالي , ووحيد للغاية . إنه بحاجة إلى امرأة تحبه.
إنه لا يظن ذلك , فهو شديد المعارضة للحب والزواج .
حاولي أن تكتشفي وراء شخصيته هذه , الرجل الحقيقي . إنه ليس بالخشونة التي يدعيها . أتعرفين مقدار الأموال التي أنفقها على الأولاد المعدمين ؟ الأولاد الذين ليس لديهم عائلات أو مال ؟
أجفلت ناتالي لهذا الخبر : "لا . لم يذكر هذا الأمر قط ".
إنه لا يتكلم عن ذلك . لكنه يمنح مبالغ طائلة لهؤلاء الأولاد سنويا , لكي يذهبوا إلى المخيمات الصيفية كما يشتري لهم أجهزة الكمبيوتر . ويدفع لهم تكاليف الدراسة . وقد بدأ مؤخرا مشروعا جديدا وهو إنشاء نواد لهم , نواد رياضية تضم غرفا للعب ولممارسة نشاطات أخرى . إذا ظننت أنه يطمح للحصول على تلك الشراكة لكي يزيد ثروته الشخصية فأنت مخطئة تماما .
ذهلت ناتالي : " لماذا لم تخبريني بهذا من قبل ؟" .
لم يخطر لي أن أفعل . كنا مشغولتين بتزويجك . والآن , بعد أن عرفت , هل أصبح مايك , الرجل الإنساني المحب للخير , أقرب إلى مشاعرك ؟
.... أنا ..... حسنا . من المؤكد أن هذا يجعلني أرغب في أن أعرف المزيد عنه . أعني , ما الذي يدفعه إلى ذلك ؟ ما الذي حدث في طفولته فجعله ما هو عليه الآن ؟ هل تعرفين ؟
لا , هو لا يتحدث عن هذا الموضوع أبدا , ولا حتى لريس أو لريتشارد.
لا بد أنه شيء فظيع .
فظيع جدا , بحسب ظني . لماذا لا تسألينه يوما ما ؟ عندما يكون ... هل نقول ... بحاجة إلى البوح بأسراره ؟
مايك ليس من النوع الذي يبوح بأسراره .
ربما عليك أن تسأليه بشكل مباشر . على أي حال , ستحتاجين لمعرفة بعض التفاصيل عن ماضيه قبل الرحلة في ذلك اليخت . قد يسألك هلسينجر أو زوجته عن ماضي مايك , وسيبدو جهلك بهذا أمرا مستغربا .
قالت ناتالي وهي تتظاهر بهدوء لا تشعر به :" نعم . هذا ما أظنه ".
رفضت أن تمثل , فتفكر دوما بأنها عاشقة , وأنها تريد ما لن يمنحه لها الرجل الحالي في حياتها . المنطق يقول بأن ترضى بالاستمتاع بأي وقت تمضيه مع مايك , لا سيما في هذا الأسبوع القادم .
لكنها لم تشأ في الوقت نفسه أن تتحدث مع ألانا أو مع أي شخص آخر , بهذا الشأن .
شعرت ناتالي بارتياح عميق لأنها أخبرت والديها أنها ذاهبة في إجازة مدة أسبوع وذلك قبل أن تقفل هاتفها الخلوي .
قالت : " علي أن أذهب , يا ألانا . قد يعود مايك في أي لحظة . اسمعي , لن أتصل بك مرة أخرى قبل نهاية الأسبوع القادمة , فأنا لن أحمل معي هاتفي الخلوي إلى اليخت لأني سأكون مع مايك طيلة الوقت وسيسبب لي الهاتف بعض الإحراج".
لا باس . أتمنى لك وقتا سعيدا . والآن , هل يمكنني أن أخبر هولي عنك وعن مايك ؟
شرط ألا تجعلي الوضع بيننا شاعريا .
لكنه شاعري يا ناتالي ... أنت فقط لا تستطيعين رؤيته بعد .
لا . أنت من لا يستطيع الرؤية يا ألانا . أنا لست مغرمة بمايك . الأمر بيننا مجرد انجذاب اتفقنا ؟
نعم , ما دمت تقولين ذلك .
أدارت ناتالي حدقتيها . بعض الناس يرفضون الإصغاء إلى ما يقال .
وداعا يا ألانا .
وداعا يا حلوتي .
وضعت ناتالي السماعة وهي تتنهد ساخطة .
هل تحاول ألانا أن تسير على نهجك؟
استدارت ناتالي فرأت مايك واقفا عند باب المطبخ يتأملها بحذر .
لم أسمعك تدخل .
سارعت تقول قبل أن تدرك أنه من الطبيعي ألا تفعل فالباب الأمامي بعيد عن المطبخ . كما أن مايك كان حافيا .
وأضافت عابسة :" ماذا تعني بقولك تسير على نهجي ؟".
أعني تشكيل الثنائي المناسب وتزويجه.
عبست ناتالي , لكنها لم تجد فائدة في إنكار ما سمعه , وقالت : " إنها تريد لك الأفضل , يا مايك . تظن أنك بحاجة إلى حياة طبيعية كما تظنني مغرمة بك , لمجرد أننا أتممنا زواجا كان يفترض به أن يبقى صوريا . حاولت أن أخبرها أنها أخطأت في تفسير الأمور ".
نعم , سمعتك تقولين إن الأمر مجرد انجذاب ...
إذا كان هذا صحيحا , فلم لا يبدو عليك السرور إذن ؟ أليس كل ما يريده هو إرضاء رغباته ؟
قال وهو يضع الحليب والجريدة على مائدة المطبخ : " ما مشكلتكن , أنتن النساء ؟ هل من المفروض أن تخبر إحداكن الأخرى بكل شيء ؟ ".
رفعت ناتالي رأسها . لا تريد أن يتحدث إليها أحد بهذا الشكل , لا سيما مايك . وأجابت : " هذا كثير . الغريب فينا نحن النساء أننا نحتاج الناس في حياتنا لما هو أكثر من متعة عابرة . نحن بحاجة إلى الرفقة والرعاية والأولاد والمرح والتشجيع ... وإلى الحب أحيانا . فنحن غبيات حمقاوات ! ولكن لا تخف يا مايك , فأنا لن أقع في غرامك أبدا . لست حمقاء إلى هذه الحد فأنا أراك تخاف من كلمة الحب حتى الموت ما يعني أنك لا تستطيع أن تحب أحد حتى ولو كانت حياتك متوقفة على ذلك ".
حملق فيها بعينين لامعتين وقد انقبضت يداه إلى جانبيه : " أنت لا تعرفين عما تتحدثين ".
أخبرني إذن . أحب أن أعرف . ما الذي يسيرك في حياتك يا مايك؟ لماذا أنت كريم في بذل المال , بخيل في مشاعرك ؟ ما الذي حدث لك وأنت صغير فجعلك ما أنت عليه الآن ؟
بدا عليه الغضب لحظة , ثم عاد فضحك : " يبدو أن ألانا أفشت لك أسرارا في وقت غير مناسب؟".
لا يمكن أن يبقى الكرم والعطف سرا !
ما أفعله بأموالي هو شأني وحدي .
وهكذا ستبقى على الدوام يا مايك ... وحدك .
هذا هو خياري .
هذا أكيد , وأنا آسفة . لكنني لا أظن أن بإمكاني أن أستمر بعلاقتنا كزوجين فعليين .
وتمنت , وهي تقول هذا , لو لم تفعل .
انتفخت خياشيمه : " لما لا ؟ ".
أنا ... لست واثقة من أني قادرة على مواجهة ذلك ؟
لقد واجهت ذلك أمس بشكل حسن .
لا تكن لئيما !
هذا ليس لؤما بل الحقيقية .
وأمسك بيديها ووضعها على صدره : " أنت لم ترفضي إتمام زواجنا , الليلة الماضية . هذا الصباح لم يتغير شيء يا ناتالي , فأنا ما زلت الرجل نفسه وأنت المرأة نفسها ".
ودت لو تصرخ في وجهه : أنت مخطئ , فثمة ما تغير بيننا , ألا يمكنك أن تراه ؟ ألا يمكنك أن تشعر به ؟
وعاد يقول مزمجرا : " أنا شخصيا لم أشبع منك ".
حتى وهو ينطق بهذه الكلمات , فضحت عيناه رغبات تتعدى رغباته الجسدية . أخبرتها ألانا عن مبلغ وحدته , مدى حاجته إلى امرأة تحبه . وكانت على حق إذا بدت الحقيقة لناتالي في وجهه , حيث لمحت الكآبة العاطفية خلف مشاعره المحمومة .
لكنه لن يعترف بذلك أبدا , هي تعرف ذلك . فجراح ماضيه , أيا كانت هذه الجراح , لم تلتئم بشكل صحيح . كل ما يمكنها أن تقدمه لمايك هو السلوان . لا يمكنها أن تقول له إنها تحبه , لكن بإمكانها أن تظهر له ذلك .
تمتمت وهي تمر أناملها على صدره : " جميل أن أسمع هذا ".
وعندما حاولت أن تدنو منه أكثر , تأوه وهو يتراجع إلى الخلف بخطوة غير ثابتة فهمست وهي ترفع بصرها إلى وجهه : " أليس هذا ما تريده ؟".
كم هو مختلف شعورها , الآن عما كان عليه الليلة الماضية . لكنه انحنى يحملها ويخرج بها من المطبخ باتجاه غرفة النوم وهو يقول : " كلا . ليس هذا ما أريده . أنا أرغب فيك , يا ناتالي ".
لم تنطق بكلمة وهو يدخلها الغرفة . كانت مشغولة جدا بمحاربة أمالها العديمة الجدوى والتي أحبتها في نفسها كلماته المحمومة . فهو لم يدكن يريدها , إلى الأبد , بل لفترة مؤقتة . لكن هذه الفترة كانت مثيرة للغاية , كما حدثت نفسها .
استمتعي يا ناتالي .... فمن يعرف ما يحمله المستقبل ؟
كانت ألانا قد قالت إن الحياة من دون أمل لا طعم لها , وعلى ناتالي أن تعترف بأنها محقة . وهكذا تمسكت بالأمل .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 04:28 AM   #29

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي







13-سنكمل الدرب



كانت ناتالي تضع اللمسات الأخيرة على تسريحة شعرها , عندما رأت مايك من مرآة الحمام . كان واقفا في عتبة الحمام ينظر إليها .
يا لسموات ... يبدو رائعا قي ملابسه الجديدة . كان تفصيل سرواله التبني اللون رائعا , يضفي رشاقة على ساقيه الطويلتين المفتولتي العضل . كما أعجبها قميصه القصير الكمين , الذي كشف عن ساعديه الرائعين .
اختيار ريس موفق وينم عن ذوق رفيع .
جاهزة ؟
جاهزة تماما . لم أكن أعلم أنني سأتوتر متوترة إلى هذا الحد .
لا حاجة بك للتوتر لأن مظهرك مذهل .
هل أعجبك مظهري ؟
وتساءلت عما إذا كانت ألانا قد أخطأت في اختيار هذه الملابس لأول لقاء لها مع هلسينجر . ربما كان عليها أن ترتدي السروال الذي في حقيبتها بدلا من التنورة التي تصل إلى منتصف الساق وهذه البلوزة الأنيقة . قال مايك , باعثا السرور في نفسها :" اللون الأزرق يناسبك ".
فلينتظر لكي يرى الثوب الذي اشترته لحضور حفل ليلة الغد . إنه أكثر زرقة من اللون الأزرق نفسه .
وانصبت نظراته على صدرها فقالت له بضيق : " كفى تحديقا بي بهذا الشكل ".
هذا ما يفعله دوما , وما فعله طيلة يوم أمس . إنه يثير رغباتها بمجرد نظرة : "علينا ... علينا أن نذهب بعد قليل ".
فزمجر ببطء :" لا , لن نذهب . يمكنني أن ألغي الموعد , وليذهب هلسينجر إلى الجحيم . العديد من الشركات الأخرى يرغب بشراء برنامج جديد . لست بحاجة إلى شركته".
فقالت مستنكرة هذا التغيير المفاجئ في موقفه :" لكن الشركات الأخرى لن تمنحك الشراكة . مايك ... لقد تزوجتني لكي تحصل على هذه الشراكة حيث ستجني الكثير من المال . مال سيفيدك كثيرا ".
ضاقت عيناه وهو ينظر إليها :" هل ما يهمك فعلا هو تحسن أعمالي , أم مليونك الثاني الموعود ؟".
تشنجت وقالت : " هذا ليس إنصافا منك ".
بدا عليه بعض الشعور بالذنب :" هذا صحيح , وأنا أعتذر لست كعادتي اليوم . في الواقع , أنا أكره التبعية لأي رجل , وقد جعلني هلسينجر أفعل هذا . أرادني متزوجا فتزوجت , وهو ما قلت إنني لم أفعله أبدا . كنت أفكر هذا الصباح في كم أحب أن أكون سيد نفسي . أنا أكره فكرة أن أكون عبدا رهن إشارة تشاك هلسينجر ".
لن كون عبد أي رجل يا مايك .
فقال متذمرا : " لكنني أصبحت كذلك , وربما من دون فائدة ".
ماذا تعني ؟
إذا أرسل هلسينجر من يتحرى عني , فسنفشل . أعني كل من يتحرى عني سيكتشف أن عروسي تدير وكالة تدعى " مطلوب زوجات " . ماذا تظنين أن هلسينجر سيفعل حينذاك ؟ وحده الأحمق سيعتقد أن زواجنا حقيقي .
لا بد أنه لم يرسل من يتحرى عنك , وإلا لألغى الدعوة ولم يستضفك في اليخت , ولتراجع عن عرض الشراكة . أراهن بحياتي على صحة ما أقول .
أرجوا أن تكوني على صواب يا ناتالي , إذ ينتابني شعور سلبي حيال هذا الأمر . لعل هلسينجر يحب أن يعبث بحياة الناس. لعل الملل من حياته كملياردير أدركه .
العالم مليء بالافتراضات , يا مايك . وما منا وصلنا إلى هذا الحد , فعلينا أن تكمل الطريق .
حدق مايك فيها . إنها محقة طبعا . لكنه ما زال لا يريد ذلك . هلسينجر ليس المشكلة الوحيدة التي تشغل ذهنه اليوم . فهذه المرأة الجميلة المثيرة التي شغلت باله منذ البداية , سرعان ما أصبحت بالنسبة إليه هاجسا ... وهاجسا خطيرا .
إنها هاجس خطير بالنسبة إلى سكينته وراحته النفسية . فهو معها مختلف عما هو عليه مع النساء الأخريات . كلما طال وجودها معه , كلما ازدادت رغبته فيها . حاجته إليها أصبحت كحاجة التائه في الصحراء إلى الماء .
وكان مايك قد أقسم ذات مرة على ألا يحتاج امرأة قط . ليس بهذا الشكل على الأقل .
قالت فجأة وهي تقطب جبينها الجميل :" مايك ؟".
فقال بحدة :" أنت محقة . علينا أن نتابع ما بدأناه . لكنني لن أصبر على أي إذلال ".
قالت له وهي تبتسم بإغراء : " على الأقل لن نضطر للتظاهر بأننا عاشقان ".
كان تأثير ابتسامتها عليه مذهلا إذ شعر وكأنه التف فجأة بدثار دافئ في ليلة قارسة البرودة . وتدفق الدم حارا في عروقه . لكنه حمد لله لأن عليهما أن يخرجا في الحال وإلا لانقض عليها .
قال فجأة : " لا مزيد من التأنق ولنخرج حالا ".
علي أن أحضر حقيبة يدي وصور الزفاف .
لا . لا تحملي معك صور الزفاف .
لكنك دفعت مبلغا إضافيا كي تتسلم الصور هذا الصباح , وذلك لتريها لهلسينجر !
قررت ألا أريها لهلسينجر وزوجته . إنهما ليسا صديقين حميمين , فلا بد أنهما لا يتوقعان رؤيتها .
كان في الواقع قد كره نظرات التي رمق بها المصور ناتالي قبل الاحتفال وأثناءه فقد بدا كأحمق مفتون .
وخرج وهو يقول :" سأنتظرك عند الباب الخارجي".
كان قد حمل حقائبهما مسبقا ووضعها قرب الباب حتى تأتي السيارة المستأجرة التي يفترض بها أن تصل في العاشرة والنصف . وكان مضيفه قد استأجرها لتنقلهما إلى اليخت الراسي عند الرصيف في مرفأ " دالينغ هاربور ". نظر إلى ساعته . دقيقة واحدة تفصلهما عن الموعد .
مايك . ماذا سأقول لهم إذا سألوني عن خلفية أسرتك ؟
وكان في طريقهما إلى المصعد فأجاب بخشونة : " أخبريهم الحقيقة ".
لكنني لا أعرف شيئا عنك .
فقال وهو يستعجلها : " بالضبط . أخبريهم أنك لا تعرفين شيئا عني ".
لكنني لا أستطيع ذلك . سيظنونني مجنونة لزواجي من رجل لا أعرف عنه شيئا .
هممممم .... لعلهم على صواب . قولي إنني عانيت من طفولة فظيعة , ولهذا لا أرغب في أن أتحدث عنها.
شعر بها تنظر إليه , فلم يبادلها النظر . شيء ما سيحدث إذا نظر إليها . يكفيه عطرها الذي يلفه في هذا المكان الضيق .
وهل عانيت حقا من طفولة فظيعة ؟
تجرأ الآن على النظر إليها بعد أن وجد سببا للغضب :" إنك امرأة ذكية , يا ناتالي . سبق وعلمت ذلك , فلندع الأمر عند هذا الحد ".
ارتجفت ناتالي لخشونة صوته وللبرودة التي بدت فجأة في عينيه بعد ذلك الدفء الذي كان ينبعث منهما .
تبددت الحماسة التي تملكتها لفكرة أنها ستمضي يومين شاعريين مع مايك في ذلك اليخت المترف . إذا لم يتغير مزاجه , فسيكون الوضع صعبا للغاية ... لا بل تعيسا .
لكن مشهد سيارة الليموزين التي تنتظرهما أمام المنزل رفعت معنوياتها . من المستحيل ألا تشعر بالحماسة إزاء هذه الرفاهية وما تحتويه السيارة من لمسات رقيقة والترحيب عبر شاشة التلفزيون المثبت في الداخل و الذي شغله السائق حالما تحرك بالسيارة .
حتى مايك ابتسم عندما ملأت صورة مضيفهما السمين الشاشة , معرفا بنفسه وزوجته الشقراء الرائعة الجمال قبل أن يهنئهما بزواجهما الحديث قائلا إنهما متشوقان , هو وروزالي , للقائهما .
وعندما انتهى همست ناتالي : " ما رأيك ؟" .
فأجاب بعد أن أطفأ التلفزيون : " أظن أن رجلا يرتدي سترة بحرية بأزرار نحاسية لم يرسل من يتحرى عني ".
فضحكت :" يبدو وكأنه تجاوز الخمسين من عمره , أليس كذلك ؟ لكنني أحببته بعض الشيء".
نعم , إنه سمين وأصلع لكنه لطيف الملامح وعيناه سعيدتان .
سألها :" ما رأيك بزوجته ؟".
من الصعب تكوين رأي عنها , فهي لم تنطق بكلمة .
أتصور أن الحديث ليس ضمن دور السيدة هلسينجر في حياة السيد هلسينجر .
لعلهما مغرمان ببعضهما البعض إلى حد كبير .
بدت الشكوك على وجهه :" لقد رأيت حجمه . لا بد أنها تزوجته من أجل أمواله وهو تزوجها من أجل ما تفعله عندما لا تتحدث ".
انكمشت ناتالي عندما عاد ذهنها إلى ما تفعله لمايك حين لا تتكلم . ولاحظ صمتها فقال بحدة :" ما هذا ؟ ماذا قلت ؟".
لا شيء .... أنا .... لا شيء.
لا . بل ثمة شيء . يبدو عليك الاستياء .
نظرت في عينيه متفحصة : " أنا ... أريدك فقط ألا تظن أن ما أفعله معك له علاقة بالمال . لأن هذا ليس صحيحا ... أنا ... أنا أميل إليك , يا مايك . أحب أن أكون معك . صدقني ".
لم تجد ما تقوله من دون أن تعترف له بأنها تحبه .
أدار وجهه لينظر من النافذة بجانبه :" لقد استمتعنا معا , أليس كذلك ؟".
ابتلعت ريقها . إنه يتحدث بصيغة الماضي . هل بدأ الملل يتملكه ؟ ولكن لم يكن يبدو عليه أي ملل هذا الصباح .
ومع ذلك , أحست مؤخرا بتغير ما فيه ... بروده وابتعاده . لم يمسك بيدها في المصعد أو يمسها بأي شكل , فيما لم يكن بإمكانه أمس أن يرفع يده عنها .
أتحاول أن تخبرني بشيء ما , يا مايك ؟
كانت مصممة على ألا تبكي أو تثور . إذا ما انتهى الأمر بالنسبة إليه , فقد انتهى إذن .
التفت ببطء ينظر إليها :" أخبرك بشيء مثل ماذا ؟".
هل علينا من الآن فصاعدا أن نتظاهر بأننا عاشقان .
فتمتم :" لا أظنني أستطيع ذلك ".
تستطيع ماذا ؟
أن أكون معك في بيت واحد وأضبط نفسي .
آه ... هل أنا مغرية إلى هذا الحد ؟
نظر إليها وعيناه تلمعان :" في الحقيقة , نعم يا ناتالي . أنت كذلك ".
شهقت بحدة ورأسها يدور لاعترافه هذا . وأضاف ما جعلها تحبس أنفاسها : "لكن , وعلى الرغم من ذلك , يوم الخميس القادم سأنهي كل ما بيننا ".
فقالت بصوت مخنوق :" ولكن , لماذا ؟".
لأن ....
لأن ماذا ؟
علي أن أنهي هذا قبل أن يصيبك ضرر . أنا لا أصلح لك يا ناتالي . لست سوى إنسان منحرف قاسي القلب . أنا لا أهتم بالحب , لا يهمني سوى ملذاتي الشخصية .
أحقا ؟ لكنك لم تسمعني أعترض , أليس كذلك ؟
حمق فيها قبل أن يمسك فجأة بذراعيها يشدها إليه , وهو يزمجر وقد امتزج الثلج والنار في عينيه :" لعنة الله عليك , يا ناتالي ".
لكنه حملها إلى عالم بعيد , عالم من الأحاسيس الجارفة .
لم تعد تفكر في كلامه أو في المستقبل بل في اللحظة الحالية حيث سيطرت الحواس على العقل وعطلته .
وبعد حين , استند إلى الخلف , وقد بدا العذاب في عينيه ثم قال بغضب بالغ :" لماذا لا ترفضين , أبدا ؟ لماذا لا تمنعيني أبدا ؟ كان عليك أن تمنعيني هذه المرة يا ناتالي لأنني لم اتخذ أي احتياطات لأحميك من الحمل ".
أخذت تحدق فيه وذهنها يعمل بسرعة , وقلبها ينتفض بعنف وقد أدركت النتيجة المحتملة لمشاعر محمومة غير منضبطة تلك . النتيجة ليست ممكنة بل متوقعة فهي حاليا الآن في منتصف دورتها الشهرية .
والغريب أنها لم تذعر من هذا الاكتشاف بل بان عليها الهدوء غريب ونوع من الاستسلام للقدر .
قالت وهي تنظر في المرآة تصلح زينتها :" لا باس يا مايك . لن نواجه أي مشكلة ".
هل أنت واثقة ؟
تماما . الخصوبة الآن تكاد تكون معدومة , فلا تخف . صدقني .
على أي حال , لن تحمله عبء طفل لا يريده . وإذا كانت محظوظة بما يكفي لتحمل . فستبقي ابنه لنفسها وتحبه إلى آخر حياتها , بقدر ما أحبته هو .
كفى عبوسا في وجهي , يا مايك . لن أوقعك في الشرك لأي سبب . لا بأس , أعترف بأنني أود أن تستمر علاقتنا فترة أطول , فأنت شخص مميز حقا ومثير لكنني أراك مصمما على أن تنهي الرحلة . ولن أجادلك في هذا . لكن ما من شيء يمنعنا من أن نستمتع بما تبقى لنا من وقت , أليس كذلك ؟
هز رأسه وقد بدا الارتباك على ملامحه , فتابعت تقول بابتهاج :" أفهم من هذا أن جوابك هو ( لا ) . والآن , هل لك أن تسكب لي كأسا من هذا العصير ؟ لا فائدة من إهداره سدى ".


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-10-08, 05:37 AM   #30

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي





14- أسرار وأسرار



كان يخت هلسينجر بالغ الروعة , حيث بلغ خمسة وستين مترا . كان يعمل بمحركين ومزودا بأجهزة تشغل بواسطة الكمبيوتر, كما أنه يتسع لاثني عشر ضيفا وأربعة عشر بحارا . ويضم اليخت ست قمرات " فخمة " وغرفة جلوس تقليدية وغرفة طعام فضلا عن صالون فسيح وسينما بمقاعد مدرجة . أما ظهر المركب المصنوع من خشب الساج ففيه مكان غير رسمي لتناول الطعام وأماكن للتسلية والترفيه وبركة سباحة , زاوية الألعاب وطائرة هليكوبتر , وزورق بخاري يمكن أن يتحول إلى زورق لصيد السمك .
أطلعهما مضيفهما علة هذه المعلومات كلها بعد دقائق من صعودهما على متن المركب روزالي .
وتبين لها أن تشاك أضخم مما بدا على التلفزيون لكنه ما زال يبدو فتيا بالنسبة إلى عمره , أما زوجته فبدا أنها لم تتجاوز الثلاثين بيوم واحد . كان واضحا أنها خضعت لجراحة تجميلية ممتازة وناجحة .
لم يمانع مايك حين عرض عليه تشاك أن يأخذه في جولة على اليخت مصدر زهوه ومتعته , تاركا ناتالي للسيدة هلسينجر . وسرعان ما أثبتت مضيفتها أنها تستطع أن تتكلم .
بصراحة , قضاء بعض الوقت بعيدا عن ناتالي هو بالضبط ما ينصح به الطبيب , فمايك لم يستعد توازنه بعد ما كانا في سيارة الليموزين . لم يحدث قد أن جرفته مشاعره إلى هذا الحد . كما أن موافقة ناتالي السريعة على الانفصال يوم الخميس لم تلق الرضى لديه , وهذا أمر غريب . أما الغريب فعلا فهو الطريقة التي تصرفت بها فجأة , وكأن شيئا ما أثارها .
لم يرها قط من قبل بهذا الجمال والإغراء .
نعم , من الأفضل أن يبتعد عنها كلما سنحت ل الفرصة في اليومين التاليين , أو أن يحرص على أن يبقى أحد الزوجين هلسينجر معهما كلما تواجدا معا . لن يذهبا إلى قمرتهما ليأخذا قيلولة بعد الظهر كما لن يحضرا أفلاما وحدهما في تلك السينما الجميلة . وأقسم على أن يبقى على سطح المركب قد إمكانه , على مرأى من جميع البحارة .
أصر تشاك بعد أن أراه بركة السباحة :" عليك أن تلقي نظرة على الجسر ".
كان الجسر ميرا إذ قد تصوره يزين سفينة فضائية وسرعان ما انشغل مايك بهذه الأشياء الصبيانية وأخذ يثرثر مع القبطان الذي راح يريه كل المعدات الإلكترونية المبتكرة في الجسر .
وبعد أن ابتعد عن الجسر برفقة تشاك , سأله هذا الأخير وهو يلوح بيده مشيرا إلى ما حوله " ما رأيك يا مايك ؟ إنه يخت رائع , أليس كذلك ؟".
فأجاب مايك :" أنت رجل محظوظ ".
قهقه تشاك عاليا :" أنت هو المحظوظ , كما أرى . زوجتك تلك ... أووووه ... إنها دمية حية ".
ناتالي امرأة رائعة .
كيف تعرفت إليها ؟
نظر مايك إلى عيني تشاك الحادتين وقرر ألا يكذب . فبقدر ما كان يريد المليارات التي ستدرها الشراكة مع شركة " كومبرووير " , لم يكن يطيق الخداع أو الإدعاء :" في الواقع , يا تشاك , ناتالي تدير وكالة للتعارف تدعى " مطلوب زوجات " . وعندما أخبروني بأنك لن تهتم بمشاركة رجل غير متزوج , قررت أن أبحث عن زوجة بسرعة . فاتصلت بوكالة " مطلوب زوجات ".
فوجئ تشاك بكلامه كليا :" أتعني أنك أردت أن تتزوج فقط لكي تحصل على الشراكة ؟".
بدت لي هذه الفكرة جيدة حينذاك .
ثم ؟؟
رفضت ناتالي أن تجد لي زوجة على أساس مادي فقط .
بدا تشاك مشتت الذهن , ما أكد نظرية ناتالي القائلة بأنه لم يرسل من يتحرى عن مايك .
وقال مضيفه :" فهمت . ثم ماذا حدث لاحقا ؟".
ومد يديه يمنع مايك من الكلام وهو يغمز بعينيه :" ليس عليك أن تخبرني . دعني أخمن . نظرة واحدة كانت كافية كي تقع في الحب بجنون ".
فتح مايك فمه لينكر ذلك , ثم عاد فأقفله . بدا واضحا تماما أن تشاك لا يريد أن يسمع الحقيقة , بل يريد أن يسمع شيئا شاعريا . إنه شاعري بشكل لا يمكن شفاؤه !
سأله مايك :" كيف أمكنك أن تخمن ذلك ؟".
لقد حدث لي الأمر نفسه , مع روزالي . نظرة واحدة ثم حصل ما حصل ! كانت تقود سيارة صغيرة فتوقفنا قرب بعضنا البعض عند إشارة السير . مجرد نظرة عابرة . حب من أول نظرة . وبعد ثلاثة أيام , أعلنا حبنا ثم تزوجنا .
ألم تخافا من ألا يدوم هذا الزواج ؟
لا . كنت أعلم أن هذا اتفاق حقيقي , كما علمت أنت . سبق لي الزواج والطلاق مرتين من فتاتين كانتا لا تريان في شخصي سوى المال , وليس الحب . أدركت على الفور أن ما بيني وبين روزالي أمر مختلف , وكأننا روحان متلازمتان . لم أتحدث مع امرأة في حياتي بقدر ما تحدثت إليها , كما لم أشعر بمثل هذه السعادة . لا , لم يملكنا الشك بالرغم من فرق السن . وها نحن الآن , بعد ستة عشر عاما , سعداء للغاية , ولدينا ولدان رائعان مستوى عيش من الطرز الأول .
يبدو وكأنك تملك كل ما يتمناه المرء .
لا حاجة بك لأن تحسدني يا بني . لقد أحسنت العمل وأصبت في حكمك وستحصل أنت أيضا على كل شيء.
إذا كانت مهارتي في العمل وحكمي الصائب يعنيان تملقك وإطراء معاييرك الأخلاقية الرجعية , يا تشاك , فأنا الرجل غير المناسب.
أرجع تشاك رأسه إلى الخلف وقهقه ثم قال :" علي أن أخبر روزالي بذلك . فهي دوما تقول إنني سأقابل يوما ما , من يقف في وجهي في العمل . وأظن أن اليوم هو ذلك اليوم . لكن لا تخف , يا مايك . إذا كان هناك من يتملق هنا , فهو أنا . قيل لي إن مشروعك سيحدث ثورة شاملة وأساسية في عالم الكمبيوتر في أنحاء العالم , كما سيدر على صاحبه أموالا طائلة . المحامون عندي يعملون على وضع اتفاقية تضمن لنا , نحن الإثنين , القسم الأكبر من الأرباح ".
فقال مايك بهدوء :" إنني أتطلع أيضا إلى جعل المحامين لدي يقومون بذلك ".
لكنه كان متلهفا لأن يخبر ناتالي .
وعندما تكلم تشاك تساءل مايك عما إذا كان يقرأ الأفكار إذ قال :" أظنك ستطلع زوجتك على هذه البشارة ".
نعم , وسيسرها ذلك .
سيسرها جدا فلن تضطر لأن تنتظر طويلا لتحصل على مليونها الثاني . ستكون ناتالي هي الفائزة بكل شيء : فترة ممتعة معه , ثم مبلغ من المال يزيد من رغبة الرجال فيها وبالتالي ستحصل على رجل يماثلها رغبة في الزواج وإنجاب الأولاد .
وتوتر فكه عندما تصورها تتزوج رجلا آخر ... وتبتسم له ثم تحمل منه وتعيش سعيدة معه .
أين سيكون هو عندما يحد هذا كله ؟ سيكون وحيدا , وسينتهي بهذا الشكل كما توقعت له ذات مرة .
ولكن , أليست الوحدة أفضل له ؟ المرء لا يؤذي أحدا إذا ما عاش وحده , كما أنه لا يدمر حياة الآخرين .
قال تشاك :" أظن أن الوقت حان لتناول الغذاء مع الفتاتين . سيقدمونه على السطح العلوي حيث يمكننا أن نستمتع بالمناظر . خطتنا هي رحلة بحرية حول مرفأكم الرائع أثناء الغذاء . بعدئذ , سنبحر بمحاذاة الساحل إلى " بيتووتر ". أخبروني بأن هذا هو أحد أجمل المسارات في سيدني بسبب المشاهد المتغيرة . لا بد أنكما شاهدتما هذه المشهد من قبل بما أنكما من سكان سيدني , لكن أنا وروزالي سنتصرف كسائحين حقيقيين . ولعلكما ترغبان عروسين , في أن تستلقيا قليلا للراحة بعد الغذاء ".
وغمز مايك بعينيه .
عندما توجه تشاك إلى الدرجات التي تؤدي إلى الطابق السفلي , هز مايك رأسه . الكل يتآمر عليه , لكن , لماذا ؟ الاستلقاء مع ناتالي قد يكون ضروريا بعد أن تحمل الجلوس بجانبها أثناء ذلك الغذاء الطويل , مركزا على حجم تشاك .
اندفع واقفا بعد مغادرة مضيفه بعد أن قرر ألا يقاوم أكثر من ذلك . إنه هنا مع ناتالي مدة يومين , فمن الأفضل أن يستمتع بهما ... كما قالت له .
قال وهو يتحرك لتناول جهاز التحكم عن بعد ويدير جهاز التلفزيون المركز في الجدار فبالة السرير :" ما رأيك في هلسينجر وزوجته ؟".
كان هذا أول حديث يدور بينهما منذ عادا إلى قمرتهما بعد الغداء , فالحديث ليس من أولويات مايك وهي لم تعارضه كالعادة . وعندما استلقى مجددا , اندست به ومدت يدها تتخلل بأصابعها شعره .
وأجابت :" لقد أحببتهما . من المستحيل ألا أحبهما أو أحب هذا اليخت . انظر إلى هذه القمرة وإلى هذه الرفاهية ".
لم يستطع مايك إلا أن يوافقها الرأي . كانت الجدران من الخشب اللماع , والسجادة الذهبية أسمك من أي سجادة رآها في حياته . وكان السرير فسيحا فيما غطاؤه الأخضر الموشى بالذهب ملقى على الأرض بصورة دائمة , إلا أن مايك اعترف بأنه لا يبدو غريبا في مكانه هذا .
كان الأثاث كله تراثيا وكذلك الحمام الملحق بالقمرة والذي يطغى عليه اللونان الأسود والذهبي .
وحدها الإنارة كانت عصرية , وقد صممت لتضفي مساحة إضافية على المكان . كانت ملابسهما كلها معلقة في غرفة الملابس عند دخولهما ما جعل مايك يشعر بالسرور لأنه وافق على الذهاب للتسوق مع ريس .
قال مايك :" أنا أيضا أحببتهما ".
التفت إلى التلفزيون بدافع الفضول ثم عاد فتجاهله مرة أخرى . إن لديه ما هو أفضل من مشاهدة التلفزيون .
قال وهو يستلقي على ظهره , ويستمتع بلمسة ناتالي :" تشاك معجب بك ".
فأجابت متمتمة :" هذا حسن ".
أخبرني أن الشراكة أصبحت مضمونة لي .
رفعت رأسها بحدة :" أحقا ؟ لماذا لم تخبرني من قبل ؟".
لم أستطع . كنت مشغولا .
ضحكت . ثم أراحت ذقنها على يديها المعقودتين :" أحقا ! أنت تعلم أنك ممتاز في هذا المجال . وهذا ما لا يمكن أن يقال عن الرجال كلهم ".
وما أدراك أنت ؟
ما هذه اللهجة ؟ لا تقل لي إنك غيور .
هل كان هذا ليدهشك ؟
تماما .
قال مزمجرا :" استعدي إذن للدهشة الكبرى لأنني غيور جدا ".
وأضاف بعد لحظة :" غيور من كل رجل ينظر إليك ".
أنا لا أعرف الكثير من الرجال . أنا لست مثلك , يا مايك ستون .
في الواقع , لم أعرف قط امرأة مثلك .
هل هذا مديح ؟
بل هو تعقيد لعين .
لماذا ؟
لأنني لا أريد أن أدعك تذهبين .
ها قد قالها ! فلتفهم منها ما تريد .
حدقت إليه بذهول :" أتعني هذا حقا ؟".
نعم , لسوء الحظ .
ولماذا لسوء الحظ ؟
لأنني لا أصلح لك . أنت تريدين زواجا حقيقيا وأولاد . وأنا لا أصلح لأي من هذا . أنا واثق تماما من أنني لا أريد أن أصبح أبا .
لماذا يا مايك ؟ أنت رائع مع أولئك الصبية الذين تساعدهم . يبدو أن لديك الكثير من الحب لتمنحه .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.