09-02-13, 08:07 PM | #1 | ||||||||
مشرفة وكاتبة وقاصة ومدققة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وعضومتألق ونشيط بالقسم الأدبي وقلم فضي برسائل أنثى ومحررةبالجريدةالأدبيةوقاصة هالوين
| إدمان النسيان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القصة ديه أخر حاجة كتبتها, قصيرة بس بسرعة استحوذت على مكانة كبيرة في قلبي, كان صعب عليا إني أوصف مشاعر أبطالها, لأني كنت حاسة إنهم جزء مني,حاسة بوجعهم و بحزنهم لمسوا حاجة من قلبي. مش هتكلم كتير هحطها هنا قدامكم وانتوا احكموا عليها ***************************** بدأت بتحضير المخدر كما اعتادت بلهفة وشوق, فقد كانت تستعجل الشعور بنشوة الهدوء والنسيان....وآه كم هي بحاجة إلى النسيان والغياب عن عالمها المعبق بظلال اليأس و الألم. قربت الصحن لأنفها لتبدأ بتنشق المسحوق الأبيض, ولكن فجأة عاجلتها ضربة أطارت الصحن ليسقط على الأرض وتتناثر محتوياته حوله, رفعت عينيها لتنظر نحو الشخص الذي يقف أمامها و بدأت تصرغ بغضب و هيستريا و هي تقف: لماذا؟ لماذا فعلت ذلك يا عاصي؟ دفعته في صدره بعنف وهي تتوجه ناحية الصحن لتجلس مقربة وجهها من الأرض محاولة تنشق ما تستطيع, صرخ فيها عاصي بغضب وهو يجذبها ليحبسها بين ذراعيه: مخدرات مرة أخرى يا شهد؟ لقد وعدتيني أنك ستتوقفين عن تناولها, لماذا كذبتِ؟ قالت بغضب و هي تضربه بكل قوتها على صدره: نعم كذبت, انا أريد أن أرتاح, وهي فقط ما تريحيني, أتركني-تهدج صوتها و هي تتابع- اتركني... ألم تسمع؟ ابتعد هيا, لماذا تفعل هذا معي اتركني يا عاصي؟...لما أبعدتها عني؟ ضمها أكثر إلى صدره و أسند رأسه على شعرها ليخفي دموعه التي بدأت تهطل غير مبال بما تقوم هي به من محاولات لدفعه عنها, فهي زوجته وحبيبته ورفيقة دربه, لا يستطيع تركها أبدا, قرب رأسه من أذنها وهمس بصوت أجش متألم: لا أستطيع تركك يا عمري... فقد خسرت ابننا, وأنا لست على استعداد لخسارتك. انهارت بالبكاء على صدره وهي تهمس بضعف: أنا لم أعد أستطيع التحمل بعد الآن يا عاصي, الألم في قلبي كبير لا يداويه شيء سوى النسيان, اتركني عاصي...أريد أن أهرب للنسيان....اتركني فقد فاض بي الكيل –صرخت بألم- اتركني لأنسى. حاولت دفعه من كتفيه فهي تريد الهروب....تريد أن تلحق بوليدها ففراقه قد قضى عليها, أمسكها من ذراعيها هازا إياها لتستفيق وهو يقول بألم وغضب: أتظنين أن عمر سيفرح عندما يراك بهذا الشكل؟ ارضي بقضاء ربك واستيقظي مما أنتي فيه... أتظنين أنك وحدك من تعاني يا شهد؟ أنا أيضا يكاد الحزن يقتلني.... انظري لنفسك في المرآة.... بل انظري إليّ – بدأ صوته بالإنخفاض وهو يتابع- شهد لا تقتلي ما تبقى من حياتنا, عمر لن يعود, تقبلي هذا و حاولي المضي قدما...فلا تتوقف الحياة عند موت شخص وإن كان عزيز. رفعت شهد رأسها لتنظر إليه...لتنظر حقا إليه, وجدت أن الحزن قد ترك أثاره على عليه, فقد نحل جسده واختفى بريق عينيه الذي جعلها تسقط في حبه عندما قابلته, وحل محله اليأس والحزن والألم, و هناك خلفهم جميعا توجد شعلة صغيرة من الأمل ترجوها ألا تهدم ما عجز الزمن عن هدمه في روحه, اقتربت منه أكثر و قد بدأت مرة أخرى في البكاء وهي تضمه إليها كأنها تريد الإحتماء فيه من الحياة بأجمعها, ولم يخب من أملها فقد زاد في ضمته له و كأنه يخبرها دون كلام بانه سيظل بجوارها حتى تخرج آخر أنفاسه, علم... علم أنها أخيرا استفاقت مما هي فيه, رفع رأسها أراد أن ينظر إليها... وجد فيهما ما كان يريده ويرجوه... وجدهما تشتعلان ببريق الحياة, وأخيرا عادت إليه. سحبها وراءه كأنها طفلة صغيرة نحو دولاب حجرتهما اخرج لها بنطال أسود وكنزة زهرية ومنشفه خضراء اللون, أعطاهم لها فنظرت له تستفهم فقال لها بهدوء ورقة و كأنه أب يخاطب ابنته الصغيرة: هيا اذهبى للاستحمام وارتدي هذه الملابس لنخرج. قالت له بصوت مازال يحمل أثار البكاء: إلي أين؟ رد عليها و بصره يسقط على المسحوق الأبيض المتناثر على الأرض: لنتخلص من مرضك حبيبتي. نظرت للمسحوق هي الأخرى ثم نظرت إليه قائلة بابتسامة ضعيفة: لن أتأخر عليك يا عاصي. بادلها الابتسام والأمل بداخله مشتعلا يعده بأيام أفضل مما مرت.... التعديل الأخير تم بواسطة Moor Atia ; 09-02-13 الساعة 08:50 PM | ||||||||
14-02-13, 01:50 AM | #2 | ||||||||||
نجم روايتي
| وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اذا اتجهت للادمان لتهرب من واقع مؤلم .. فقدت ابنها وكادت تفقد نفسها فى دوامه المخدر .. فقد ينسيها لبعض الوقت دقائق او ساعات ولكن ستعود حتما للواقع .. لتزداد بؤسا وشقائا .. فهى لم تواجه .. مواجهه صعبه نعم ولكن هى ليست وحدها .. معها من يعينها وعليها ايضا ان تعينه. سلمت يداك Moor Atia على إدمان النسيان احببت الفكره جدا واظن انها من الممكن ان تصبح روايه لنتعرف اكثر على شهد وعاصى مثلا لقائهم,زواجهم ما مروا به من فقد لابنهم واتجاه شهد للادمان. | ||||||||||
14-02-13, 02:21 PM | #3 | |||||||||
مشرفة وكاتبة وقاصة ومدققة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وعضومتألق ونشيط بالقسم الأدبي وقلم فضي برسائل أنثى ومحررةبالجريدةالأدبيةوقاصة هالوين
| اقتباس:
| |||||||||
14-02-13, 04:27 PM | #4 | |||||||||
نجم روايتي و كاتبة فى قصر الكتابة الخيالية و في الموسم الأول من فلفل حار
| الفكرة جميلة. شهد يائسة جدا لدرجة أنها لجأت للمخدرات لكي تفقد عقلها وتنسى شيئا ولكن هذا ليس حلا. مبروك عليها عودتها إلى نفسها. عزيزتي موور يمكن لهذه القصة القصيرة أن تصبح رواية، رواية جميلة ومشوقة. | |||||||||
14-02-13, 10:43 PM | #5 | |||||||||
مشرفة وكاتبة وقاصة ومدققة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وعضومتألق ونشيط بالقسم الأدبي وقلم فضي برسائل أنثى ومحررةبالجريدةالأدبيةوقاصة هالوين
| اقتباس:
| |||||||||
15-02-13, 03:48 AM | #6 | ||||
نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء
| إذا .... قد اختارت المخدر لمساعدتها على تجاوز محنتها .... ؟؟؟؟ إنها المواجهة الأزلية .. ما بين النفس البشرية و ضعفها و قوتها .. في مواجهة المحن و المصائب . هناك من يواجه المصائب بقوة و تحمل .. و هناك ... كــ : شهد تلك ... واختيارها الطريقة الأسهل للنسيان . بإمكاني القول بأن موضوع القصة ... إنما هو مشروع تساؤل و استفسار مسبق لنا ... ترى إن أفجعنا الله بمصيبة .. فأي الطريقان سنختار .. و هل سننجح فيما نحن ذاهبون إليه ؟ .... شكرا لك moor .. فقد سلطت قصتك الضوء على زاويه من زوايا حياتنا والتي نتعمد نسيانها في ظلام التجاهل . زياد | ||||
15-02-13, 05:20 PM | #7 | |||||||||
مشرفة وكاتبة وقاصة ومدققة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وعضومتألق ونشيط بالقسم الأدبي وقلم فضي برسائل أنثى ومحررةبالجريدةالأدبيةوقاصة هالوين
| اقتباس:
| |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|