آخر 10 مشاركات
1060 - زهرة الربيع - ناتالي فوكس - د ن (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لا زلت صغيرة - كاثرين جورج (الكاتـب : ΜāŘāΜ ~ Ś - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طبيب قلبي .. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-13, 07:08 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد ان تناول الجميع طعام الغداء طلب هاري من رايل أن يأخذ قسطاً من الراحة لبعض الوقت ..!
بينما كنت في انا اجلس وحدي في غرفة الجلوس اراجع دروسي ..!
الغريب في الأمر ان الجميع اختفى في غمضة عين .. فأنا لا اذكر متى غادرت خالتي و لما غادرت في الأساس ؟!.. كما ان كيت و ليونيل خرجا أيضاً منذ برهة يبدو ان بيير ذهب لزيارة اطفال الملجأ فهذا هو التفسير الوحيد لاختفائه هو الآخر ..!
مضت ساعتان على هذا الوضع و حينها انتبهت لأن احدهم دخل إلى الغرفة : أين الجميع ؟!..
التفت لأرى رايل الذي سأل باستغراب و ملامحه تدل على انه استيقظ منذ قليل..!
هززت كتفي بلا أعلم : لقد اختفوا فجأة واحداً تلو الآخر .. التفسير الوحيد انهم خرجوا كي يقللوا الضجة في الشقة كي تتمكن من النوم بهدوء ..!
نظر إلى الكتب بين يدي : اكنت تستذكر ..!
- أجل .. لدي امتحان غداً ..!
ابتسم باستنكار : هذا نادر حقاً .. لم تكن تستذكر للامتحانات سابقاً ..!
- حسناً سأعترف .. الحقيقة انه ليس لدي شيء لفعله لدرجة اني قررت ان اذاكر للامتحان ..!
- اوه هكذا إذاً ..! سأذهب لأبدل ملابسي .. و بعدها اريد منك ان تشرح لي بعض الدروس التي فاتتني ..!
- على الرحب و السعة ..!
خرج من الغرفة فعاد السكون ليحيط بالمكان .. شقتنا موحشة حين تختفي الأصوات فيها .. ربما لأنها كانت صاخبةً على الدوام و مليئةَ بالناس رغم صغرها ..!
لم تمر دقائق حتى عاد ريك ليمحي الصمت من جديد : هل نبدأ ؟!..
ابتسمت بسعادة لرؤية أن الأمور بدأت تعود لنصابها كما في السابق قبل دخول ريك للمشفى منذ شهر و نصف : بالتأكيد ..!
....................................
بينما كنت أقوم بشرح أحد أمثلة الفيزياء لريك على صفحة تلك الدفتر سمعت صوت الباب و من خلفه خطوات مسرعة ناحية غرفة الجلوس ..!
كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءاً .. من سيدخل بهذه الطريقة في هذا الوقت سوى كيت أو ليو ..!
لكن ظني كان خاطئاً : ما الأمر إيمي ؟!..
هكذا سأل رايل ايميلي التي كانت تقف أمامنا بابتسامة سعيدة و لم تمض لحظة حتى ظهر آركيف بجوارها و من خلفه لين و لوسيان : ما قصة هذا التجمع هنا ؟!..
قلت تلك العبارة باستنكار فهتف الأطفال سويةً : لدينا مفاجأة ..!
اووه هكذا إذاً .. أتساءل ما هذه المفاجأة التي تستدعيهم للدخول إلى هنا بقمة الحماس ..!
ركض كل من لوسيان و لين ناحيتنا ليمسك كل من هما بيدينا و هما يرددان بأن علينا أن نأتي معهما حالاً لنرى المفاجأة لكني ابتسمت بهدوء : حسناً يا صغار لما لا تؤجلون المفاجأة قليلاً ؟!.. نحن ندرس الآن ..!
هتف آركيف بحماس واضح : لا لا لينك .. المفاجأة غير قابلة للتأجيل .. تعال معنا بسرعة الآن ..!
لم ارد حقاً أن احبط هؤلاء الأطفال بالرفض .. خاصة ان ريك وقف وهو يقول : لنأخذ استراحة إذاً أخي ..!
وقفت من خلفه بلا اعتراض و غادرنا الشقة مع الأطفال .. و فور ان خرجنا طلبوا منا أن نغمض أعيننا لفترة ..!
كل ما في الأمر انهم اوصلونا للمصعد .. يبدو ان مفاجأتهم في الساحة و خشيو ان ننتبه إليها من الأعلى ..!
توقف المصعد في الدور في السفلي فركضوا خارجاً تاركين إيانا كي نتبعهم بهدوء ..!
لم أكن متحمساً لتلك الدرجة لكن .. حين خرجت من البوابة الرئيسية شعرت بنوع من الذهول ..!
لم استطع استيعاب ما أراه أمامي .. فالمكان كان مليئاً بالإضاءات و هناك طاولة كبيرة عليها الكثير من الأطعمة من حلويات و غيرها .. صوت الموسيقى المرحة يصدح في الأرجاء .. بينما سكان العمارة متجمعين هناك ينظرون ناحيتنا بابتسامة لطيفة ..!
امسك بي أحدهم و سحبني فالتفت لأجد أنه بيير الذي قال : تعال من هنا قليلاً ..!
نظرت إلى ريك الذي كان واقفاً أمام الجميع وحده يحدق بهم بذهول فهتفوا بنبرة سعيدة و مرحة بشكل فوضوي : أهلاً بعودتك ..!
نظرت لبيير مصدوماً : ما الذي يجري ؟!..
ابتسم بمرح حينها : أنها حفلة لاستقبال ري الذي غاب عن المكان فترة طويلة ..!
قطبت حاجبي حينها : و لما لم تخبروني ؟!..
- اردنا منك ان تبقى مع ريك في المنزل لتلهيه عنا .. لو أخبرناك فلن تتصرف على طبيعتك معه ..!
التفت ناحية ليو الذي قالها بابتسامة واثقة : إذاً انتم اتفقتم على خداعي ..!
صوت آخر وصل حينها : ليس هكذا لينك .. أردناها أن تكون مفاجأة لك أنت الآخر .. لقد كنت تعاني الكثير في الفترة الماضية بسبب ما يحدث مع ريكايل ..!
صدمت حقاً من ذلك الصوت و فور أن التفت كانت صدمتي أكبر حين رأيت ميشيل تقف هناك و بجوارها ليديا ..!
اتسعت عيناي : و ليديا أيضاً ؟!..
اقترب ليو أكثر وهو يقول : لقد أخبرنا ميشيل كي تحضر للاحتفال فأخبرت هي بدورها ليديا .. عموماً فقد قدمتا مبكراً للمساعدة ..!
ابتسمت ليديا حينها لتقول : جوليا كانت تريد القدوم أيضاً .. لكن كان عليها البقاء مع الأطفال كما ان لديها امتحاناً في الغد ..!
لم أعلق بل عدت بناظري إلى أخي الأصغر المحبوب و الذي كان وسط دائرة من الناس الذين تأثروا بطيبه و نبل أخلاقه ..!
ريكايل دائماً يساعد الجميع قدر ما يستطيع .. فحين يرى أحدهم يحمل أكياساً كثيرة يتبرع فوراً للمساعدة و يحملها معه إلى شقته ..!
كان دوماً يلعب مع الأطفال .. و يبقى معهم حين يكون أباءهم في العمل ..!
لطالما ساعد ليو في امتحاناته .. و قد ساعد السيدة انيا لتغير مصابيح شقتها القديمة ..!
حين يريد الذهاب لمتجر العم جاك فدوماً ما يمر بالجدة مادلين ليسألها إن كانت تريد أن يحضر لها شيئاً معه لأنه يعلم بأن الصعود و النزول صعب على امرأة في سنها ..!
لقد فعل الكثير للجميع .. و لي أيضاً ..!
ان اردت أن أتذكر عدد المرات التي وقف فيها بجواري ليساندني فلن انتهي ..!
قد اتشاجر معه أحياناً .. لكني يستحيل ان أكرهه مهما حدث بيننا ..!
ريكايل يجني دوماً ثمار مساعدته للغير .. أنها المحبة التي يزرعها في قلوبهم ناحيته ..!
أجل .. أنه يستحق احتفالاً كهذا ..!
شعرت بأحدهم يقف بجواري و ينظر إلي فالتفت لأجد كيت هناك .. بشكل غريب !!..
كيت .. كانت ترتدي فستاناً أبيض ..أجل .. فستان لطيف بنظام " قطعة واحدة " .. بلون أبيض من الشيفون يصل إلى منتصف ساقها .. و قد كانت تضع زينة شعر على شكل زهرة وردية لطيفة .. وجنتاها المحمرات و ملامح الخجل الممزوج بالاستياء عليها و هي تحدق بالأرض و تهمس : أيبدو .. سيئاً ؟!..
أصدقكم القول .. أنها فاتنة بملابس الفتيات ..!
ابتسمت لها بلطف حينها : على العكس .. أنه يناسبك للغاية ..!
همس بيير بحيث اسمعه انا فقط : أنه من فعل الآنسة ميراي ..!
آه .. هذا يفسر الأمر .. فالشخص الوحيد الذي بات قادراً على إقناع كيت بالمعجزات هو خالتي و حسب ..!
هتفت ليديا بسعادة : أنك رائعة كيت .. الفساتين تناسبك بالفعل ..!
ظهرت على ملامحها ابتسامة صغيرة تنم عن الرضى ..!
تذكرت أحدهم فالتفت ناحيته لأجده قد ابعد ناظريه قليلاً بينما هناك تورد بسيط في وجنتيه مما دفعني للابتسام .. يبدو أن مشاعر ليونيل بدأت تتحرك ..!
هناك معلومة تقول بأن الشخص الذي تتشاجر معه طوال الوقت هو الشخص الذي لا تستطيع الاستغناء عنه ..!
أعتقد أن هذين الأثنين سيثبتان لي مستقبلاً صحة هذه المعلومة من خطئها ..!
- لينك ..!
كان هذا صوت خالتي التي كانت تسير ناحيتي بابتسامة و قد قدمت من ناحية ريكايل : لقد أحضرنا بيانو إلى هنا .. الجميع يريد سماع عزفك ..!
شعرت بالتوتر حينها : خالتي .. تعلمين أني لا احب الموسيقى .. لا أريد أن أعزف مالم أكن مضطراً ..!
التفت ناحية بيير : و انت بيير .. لقد جلبت الآنسة سارا كمان أخيها بالفعل .. لقد عزفت عليه في الماضي و أذهلت الجميع ..!
ابتسم بتوتر و تصنع هو الآخر : أنا أيضاً لا أحب الموسيقى .. لقد تعلمت العزف لظروف عائلية ..!
- هيا أنتما الاثنان .. لنرى أيكما أفضل ..!
كانت هذه الآنسة ماندي التي تقف خلفي و تبتسم بمكر : لا تقارنيني بعازف القصر الملكي هذا .. إنه أفضل مني ..!
نظر بيير ناحيتي و قد اكتشف أني أنوي توريطه ليقول : الأمر ليس كذلك .. صحيح أني ماهر في الكمان لكني لست جيداً على البيانو و لدي الكثير من الأخطاء ..!
- أنا أيضاً لم اتمرس كثيراً على الكمان ..!
هتفت ميشيل حينها بحل سيرضي الجميع كما تعتقد : لا بأس .. لتعزف يا لينك أولاً على البيانو .. و من بعدها بيير على الكمان ..! لقد سمعت أداكما و أعلم بأنكما ستذهلان الجميع ..!
سعيد لأنها امتدحتني .. لكني منزعج لأنها امتدحت بيير معي في الوقت ذاته ..!
- لينك .. بيير .. لتسمعانا شيئاً ..!
التفت ناحية الصوت لأجد ريك يقولها بابتسامة مما جعلني استنكر الأمر : و لما انت متحمس ؟!..
اتسعت ابتسامته حينها : أنا لا أكره الموسيقى مثلكما .. اعتقد أنها ممتعة من فترة لأخرى ..!
السيد جوناثان و الذي كان واقفاً بجواره تكلم حينها : هيا .. ضيف الشرف قالها بنفسه .. البيانو و الكمان هناك ..!
يبدو أن علينا فعلها حقاً ..!
.................................................. ....
كانت الساعة تشير إلى العاشرة و النصف .. و أنا أقف قرب تلك الطاولة أشرب من كأس عصير الفراولة التي اعطتني إياه السيدة آنيا ..!
بيير كان يقف بقربي هو الآخر .. لقد اطربنا الجمهور بالموسيقى التي نشترك في بغضها ..! لكن أعتقد أنه لا بأس بها من وقت لآخر كما يقول ريك .. على الأقل كان البقية في قمة التأثر و السعادة .. خاصة من قبل الطفولي عازف الكمان ..!
ليونيل كان يحمل آلة تصوير استعارها من والده الصحفي و قد قام بالتقاط الكثير من الصور لنا سويةً .. بالتفكير في الأمر فأنا لم التقط صوراً لنفسي منذ حملت اسم براون .. كذلك لم التقط أي صورة مع ريك من قبل .. و فور ان علم ليو بدأ بالتقاط الكثير من الصور لنا سويةً ..!
ها أنا قد قررت أخذ قسط من الراحة بعد هذا المرح ..!
كنت اراقب تلك الفتاة التي وقفت مع ليديا و ريكايل و كذلك كيت و ليو وهم يتبادلون الأحاديث و الضحكات ..!
بالطبع تعرفون عمن اتحدث .. إنها ميشيل لا غير ..!
لم تعد ميشيل تتجنبني و تعاملني ببرود كالسابق .. منذ فترة اصبحت تتحدث إلي كما تتحدث إلى ريكايل .. بطبيعتها ذاتها و هذا ما يربكني أحياناً ..!
بالتفكير في الأمر .. أنها تتحدث لبيير بالطريقة نفسها ..!
لقد قال لي مسبقاً أنها رفضته .. لكني لم أسأله عن هذا .. اريد أن أعرف ما الذي حدث بينهما ..!
لذا .. استجمعت شجاعتي : بيير ..!
التفت ناحيتي باستغراب من نبرتي المترددة : ماذا ؟!..
أخذت نفساً عميقاً و نظرت إليه بجد : كيف ترى ميشيل ؟!..
لم تتغير ملامح وجهه في البداية .. لكنه بعدها ابتسم و اتشف من عصير الليمون في يده قبل أن يقول بذات ابتسامته : لقد رفضتني .. لذا أراها كصديقة مهمة ..!
- رفضتك ؟!.. كيف ؟!..
- أممم .. هي لم ترفضني بالمعنى الحرفي ..! لكن في المرة الماضية التي كنت سأعود فيها لجنيف قررت أن أعترف لها .. قلت لها " ميشيل .. انتظريني .. سأعود قريباً "..!
التفت إلي و هو يقول : ماذا تعتقد أن ردها كان ؟!..
لم انطق بل كنت اشعر بأن الإجابة ستكون محبطة بالمرة فأردف هو : لقد قالت " سأنتظرك .. و حينها سأكون قد وجدت فارس أحلامي بالفعل ..! سأعرفه بالطبع إلى صديقي الطفولي القصير ..! "
كان هذا محبطاً أكثر من المتوقع !!..
كتمت ضحكتي حينها : لا أصدق .. و استسلمت بهذه السهولة ..!
- لقد فهمت أنها لن تنظر إلي بنظرة مختلفة ..! لذا قررت أن أكون صديقها الطفولي القصير بالفعل حتى تجد فارس أحلامها ..! و ماذا عنك ؟!.. أرى ان لديك ماضياً معها أيضاً ..!
تنهدت بضجر : قصة طويلة ..! لكن المهم في الموضوع أني رُفضت أنا الآخر ..!
نظرت إليه لأردف : لكني لم استسلم بسهولة مثلك ..! لقد كافحت طويلاً إلا أني على حافة الاستسلام !!..
وضع كأسه الذي انهاه على الطاولة وهو يقول بضجر : ربما يجب ان تستسلم .. ما أراه انها تعاملك بطبيعتها و هذا يعني أنها تعتبرك صديقاً و حسب ..!
- يبدو أنك محق ..!
انتبهت لكيت التي كانت تشير إلينا بالاقتراب فسرت تلقائياً ناحيتها و بيير الذي لحظها أيضاً من خلفي ..!
و فور ان وقفت معهم حتى اشارت بعينيها إلى جهة أخرى وهي تقول انتبهوا لما سيحدث الآن ..!
سارت بعدها ناحية رأس الطاولة حيث تلك الكعكة اللطيفة ذات الطابقين و هتفت لينتبه لها الجميع : يا سادة .. حان وقت الكعكة ..!
ابتسمت حينها لتصرفها .. لم تكن كيت اجتماعية هكذا حين قدمنا .. كان كل من في العمارة يتجنب الحديث معها لذا لم تفكر بالاختلاط بأحدهم و كانت تتشاجر مع أي من يصادفها ..! لكنها الآن خلال الأشهر الماضية باتت أقرب إلى البقية و أكثر هدوءً و أنثوية .. بالنسبة للجانب الأخير فالسبب الأكبر فيه هو خالتي ميراي ..!
كان الجميع يحدق بها حين أخذت نفساً وهي تقول : لقد صنعت هذه الكعكة في الصباح ..! لكني لم أرد منها أن تكون كعكة عادية .. لذا خبأت فيها بعض الأشياء .. ما ستحصل عليه في قطعتك سيكون من نصيبك ..!
انطلقت عبارات الحماس عليها و قد راقت الفكرة للجميع فبدأت بتقطيع الكعكة و ماهي سوى دقيقة حتى انتشرت القطع بين الحاضرين و الكل يقسم قطعته قبل أن يأكلوها ..!
- رائع !!..
التفت ناحية لين التي هتفت هكذا بسعادة و هي تستخرج زينة شعر كرستالية من الكعكة و تريها لوالدتها السيدة كارولين : أمي أنظري .. لقد حصلت على هذا ..!
أخذته والدتها و مسحته بمنديلها عن باقي الكعك ثم وضعت على شعرها و هي تقول بابتسامة : يجدر بك شكر كيت عليه ..!
أومأت الطفلة موافقة .. كان ذلك مبهجاً بالنسبة لي فالأطفال في السابق كانوا يخافون كيت حقاً ..!
- إن !!.. إنه !!!!!..
كانت نبرة مصدومة و متعجبة تلك التي صدرت من خالتي التي وقفت بقربي و قد انتبه معظمهم لها فور أن هتفت الآنسة ماندي : ميراي !!.. ما هذا ؟!!!!!!..
كانت خالتي تمسك بين يديها شيئاً حصلت عليه من الكعكة و تحدق به بعينين متسعتين ..!
اذكر ان هاري هو من أعطاها قطعتها .. لقد رأيته بنفسي .. و ها هو يقف أمامها و قد التقط ذلك الشيء منها ليضعه في منديله و يفركه بلطف كي يكون نظيفاً ..!
لكن الصدمة هو حين جثى أمامها على إحدى ركبتيه كأمير من العهد الفكتوري و قد أمسك بيمينها في لحظة صمت خطفت كل الأبصار ناحيتهم .. بينما همس ذلك الشاب بابتسامة لطيفة : آنسة ميراي .. هل تقبلين الزواج بي ؟!..
.
.
.
انطلقت صرخات المفاجأة و السعادة من المكان و لا أخفيكم أني صرخت كذلك بينما سقطت الكعكة من يد خالتي أرضاً و وقد وضعت يسراها على فمها و قد دمعت عيناها ..!
- وافقي آنسة ستيوارت !!..
- لن تجدي أفضل من الدكتور ليبيرت !!..
- انكما زوج مثالي !!..
- اتمنى لكما السعادة !!..
كانت هذه هي الهتافات التي انتشرت حولنا : خالتي .. ما ردك ؟!..
كان هذا ريكايل الذي تحمس هو الآخر فوقف هاري حينها و هو يقول : أتقبلين ؟!..
رفعت يدها لتمسح دموعها وقد احمر وجهها بالكامل و هي تومأ إيجاباً ليزداد الصراخ حولهما بينما أسرع ليو ليصور هذا بينما كان الوسيم يلبس فتاته ذلك الخاتم في اصبعها الرابع بكل سلاسة و لطف .. ذلك الخاتم الذي كان في الكعكة .. من الذهب الأبيض بينما هناك ألماسة بهية في أعلاه ..!
تقدمت كيت حينها و هي تحمل علبة في يدها ففتحتها ليظهر خاتم مطابق لكن بدون الألماسة و الواضح أنه الزوج الرجالي للخاتم الأول وهي تقول بابتسامة : حسناً يا زوجة الأحمق المستقبلية .. هذا هو الزوج الثاني ..!
ضحكت خالتي بخفة و وجهها لا يزال محمراً و قد التقطته ثم امسكت بيمنى خطيبها الآن لتضعه في أصبعه الرابع كذلك ..!
و بعدها تزداد هتافات و التمنيات لهما بالسعادة ..!
لقد كنت أنتظر هذا منذ زمن فهاري قد قال لي سابقاً بأنه يفكر في خطبتها حين كنا في الحديقة بداية الربيع ..!
سعيد لأجلهما .. أنهما زوج مثالي حقاً ..!
يقال ان هناك سراً خلف اختيار الأصبع الرابع خصيصاً لخاتم الخطوبة ..!
فحينهما تدمج يديك سوياً بحيث كل اصبع يقابل مثلية كما لو أنك ستبدأ بالتصفيق .. فيمكنك إبعاد كل زوجين عن بعضيهما إلى الخلف عدا زوج الخنصر .. لذا هو يمثل الزوجين الذين لا يجد أن يبتعدا عن بعضهما مهما حدث خلال حياتهما ..!
شعرت بأحدهم ربت على كتفي فالتفت إلى بيير الذي همس بابتسامة : اعزف شيئاً حيوياً .. كي تبهج الأجواء قليلاً ..!
نظرت إلى خالتي التي كانت تقف بقرب هاري الذي ربت على كتفها و هما يتلقيان التبريكات من الجميع ..!
حسناً .. أنه الوضع المناسب للموسيقى التي أكرهها فعلاً ..!
ابتسمت بسعادة و اسرعت ناحية ذلك البيانو البسيط هناك .. جلست على مقعده و أخذت نفساً لأبدأ بإرسال الموسيقى الوردية التي جعلت الجميع يبدأون بالرقص بلا شعور ..!
يبدو أن حفلة الليلة ستكون أطول من المتوقع ..!
.................................................. ....
استمر الحفل حتى الحادية عشر و النصف .. و بعدها بدأ الجميع بالتفرق بعد ترتيب المكان ..!
لدى الجميع مدارس غداً .. كانوا يريدون تأجيل الحفل حتى نهاية الأسبوع كي يسهروا الليل كله .. لكن لم يكن أحدهم ليصبر أكثر .. لقد كانوا سعيدين حقاً بعودة ريكايل إليهم ..!
اعتقد الآن .. أني لست الوحيد الذي يخشى فقدان ريكايل ..!
قام هاري بإيصال خالتي إلى منزلها بنفسه .. لا شك بأنهما سيتحدثان ببعض الأمور فهما باتا خطيبين الآن ..!
كيت كانت سعيدة حقاً .. لقد أخبرتني بأنها كانت تصنع الكعكة من كتاب طبخ و فوجئت بهاري يلقي الخاتم في العجين و هو يقول بأنه يريد أن يقدمه بطريقة مختلفة .. هذا ما أضطرها لشراء اشياء صغيرة و إلقائها في الكعك أيضاً ..!
لقد واجهت صعوبة للتأكد من مكان الخاتم قبل ان تقطع الكعكة ..!
لقد عم الهدوء أخيراً .. و المكان بات مظلماً ..!
الجميع عاد لمنزله .. ليو قال انه سيستحم لذا صعد للأعلى و قد لحق به بيير ليرتب فراشه حيث عاد للنوم في غرفة ليو بعدما كان يستحل فراش ريك في الفترة الماضية .. بينما ذهبت كيت لتنام و قد قررت لسبب ما الذهاب للمدرسة غداً ..!
لذا .. كنت أنا و ريك فقط نجلس على ذلك المقعد الطويل في الساحة الفارغة ..!
كان ينظر إلى السماء المليئة بالنجوم بصمت ففعلت أنا الأمر نفسه ..!
لكن .. نطق في تلك اللحظة بهدوء عارم : اتعلم أخي ؟!.. في الأيام الماضية .. بدأت أفكر في المستقبل بعض الشيء ..!
التفت ناحيته مستغرباً من كلامه : لم أفهم ؟!..
نظري إلي و ابتسم : حسناً .. لقد كنت أفكر في يومي فقط سابقاً .. بينما كنت أقول لنفسي " ربما هذا آخر يوم أعيشه " ..! لكن الآن .. اعتقد اني اريد التطلع لمستقبلي أيضاً ..!
رغم أن كلامه الأول لم يرق لي .. إلا أني سعدت بأنه غير رأيه بعده مما دفعني للابتسام : و هذا هو الأفضل ..! ألديك خطط لمستقبلك ؟!..
- حتى الآن .. ليس لدي شيء معين ..! ماذا عنك ؟!..
اخذت نفساً عميقاً : أممم .. الأمر ذاته معي ..! في السابق كنت اعتقد أن مستقبلي محدد و يستحيل أن يتغير .. لقد كنت أهيء نفسي لأرث شركة اسرتي كما ظننت ..! لكن بما أن الأمر قلب رأساً على عقب .. فليس لدي هدف الآن ..!
عاد ينظر إلى السماء حينها و هو يقول : بالنسبة لي .. أريد القيام بعمل إنساني .. أي وظيفة يمكنني فيها التأثير في حياة غيري إلى الأفضل ..!
قطبت حاجبي بشكل بسيط : و لما هذا بالتحديد ؟!..
بذات ابتسامته اردف : بالنسبة لي .. التأثير في شخص ما بشكل إيجابي سيحصد خلفه الكثير من النتائج المبهرة للمجتمع بأكمله ..!
اعتقد أني فهمت قصده بشكل ما : انه أمر رائع .. اريد فعل هذا أيضاً ..!
- حقاً ؟!.. انه أفضل شيء لفعله ..! لكن ما الوظيفة المناسبة لهذا يا ترى ؟!..
ابتسمت لحظتها : لما لا تكون طبيباً ؟!..
كتم ضحكته الصغيرة : كنت سأقترح عليك أن تكون كذلك ..!
تغيرت ملامحي إلى الاستنكار : أنا ؟!..
نظر إلي حينها و أومأ إيجاباً : أجل أنت ..!
- و لما ليس أنت ؟!..
- أنت انسب مني لهذا ..! كما أنك تملك الطاقة الكافية ..! بالنسبة لشخص يقضي جزءاً من سنته في المشفى فدراسة الطب أمر مستحيل ..!
- لكن صحتك باتت أفضل بعد العملية ..!
أخذ نفساً عميقاً ليقول : رغم ذلك .. لن يسمحوا لي بالدراسة ..! الطبيب لا يجب أن يكون مريضاً لأن في ذلك مخاطرة بحياة المرضى ..!
في هذا هو محق ..!
طبيب .. انها مهنة سامية بالفعل .. حين تتمكن من تخفيف ألم احدهم .. و إن إنقاذ حياته .. رؤية الفرحة في عيون احبته ..!
هكذا بإمكان الأطباء إسعاد الناس و اسعاد أنفسهم أيضاً ..!
بلا شعور ابتسمت و أنا أتمتم : طبيب .. أعتقد أن هذا يروق لي ..!
وقف ريك حينها و قد ابتسم بسعادة : لينك .. لديك مواهب و ذكاء لا يجب تضيعه ..! استخدمه في مساعدة الناس يا أخي ..! أعتقد أنه لا شيء أسمى من تخفيف ألم أحدهم .. هذا هو رأي كمريض مع مرتبة الشرف ..!
ضحكت بخفة على كلمته تلك و قفت معه عائدين لشقتنا : بقيت في المشفى شهراً و تعتبر نفسك بمرتبة مشرفة .. ماذا تركت لمن يعيشون في المشفى يا ترى ؟!..
نظر إلى الأمام و ابتسم بهدوء بلمسة حزن وهو يتمتم : تركت تمنياتي لهم بالشفاء ..!
في تلك اللحظة .. شعرت و كأن هناك ما يلمع في عيني أخي ..!
ربما هو يفكر .. في أن حاله أفضل من حال غيره ألف مره ..!
لذا .. لا يمكنه أن يتذمر مهما حدث !!..
..............................................
اليوم هو الأحد ..!
لم يحدث الكثير بقية الأسبوع سوى شيء واحد .. فجدة بيير اتصلت به و طلبت منه العودة سريعاً من أجل بعض الأمور في العائلة ..!
لقد بدا منزعجاً للغاية وهو يقول بأنهم لا يعدونه فرداً من اسرتهم لذا هو لا يريد الذهاب ..!
لكن .. ريكايل هو من أقنعه في النهاية .. يبدو لي أن ريك لا يعلم بأن بيير يكره جدته حقاً ..!
امر نادر أن أعرف شيئاً عن بيير لا يعرفه ريك .. يبدو أنه تعمد إخفاء هذا عنه كي لا يثير قلقه عليه ..!
لذا هو سيسافر هذا المساء .. لقد قمنا بتوديعه قبل نصف ساعة وقد اتجه إلى المطار .. قال انه سيعود قريباً .. حين ينتهي الفصل الدراسي هنا كما اعتقد كي يعوض عن هذه الزيارة التي لم نستمتع فيها بسبب بقاء ريك في المشفى ..!
بالنسبة لميراي و هاري فهما أقرب إلى بعضهما كل يوم .. و قد بدءا يخططان بشأن الزفاف ..!
منذ يومين ذهبت مع رايل و بيير إلى الملجأ .. كانت ميشيل هناك و جوليا بالطبع إضافة إلى ليديا ..!
و قد أقام الأطفال حفلة صغيرة لريك تناولوا فيها كعكة كبيرة من صنع المربيتين جينا و جيني ..!
في كل مكان .. الجميع سعيد بسلامته ..!
بدأً من الغد سيعود رايل للمدرسة و هذا أمر رائع فعلاً ..!
.................................................. ................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-13, 07:10 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

في الصباح التالي تناولنا الإفطار كالعادة بعد ارتداء ملابس المدرسة و خرجنا سويةً من المنزل ..!
كيت صعدت سيارة هاري كي يوصلها بنفسه لمدرستها .. بينما ركض ليو إلى الجهة المعاكسة لجهتها و هو يهتف بأنه يريد الأرز على الغداء ..!
بالنسبة لي و ريك فقد سرنا ناحية مدرستنا كما لم نفعل منذ زمن ..!
أخت نفساً عميقاً : كيف تشعر و أنت ستعود للدراسة المزعجة و المملة الآن ؟!..
ابتسم حينها بحيوية : أشعر بطاقة زائدة علي تفريغها قريباً ..!
- المهم ألا ترهق نفسك ..!
- اطمئن .. لقد تعلمت درساً من المرة الماضية ..!
قبل أن أقول كلمة أخرى : صباح الخير ..!
التفتنا خلفنا لننتبه إلى ريا و أخيها الشيطان يسيرون خلفنا ..!
أجبتها بابتسامة : صباح الخير ..!
من فورهما بدءا بالحديث مع ريك و سؤاله عن أحواله فتابعت أن سيري مبتعداً ففكرة الوقوف بقرب يوجين تجعل جسدي يرتعش : لينك .. إلى أين ؟!..
كانت هذه ريا التي استغربت من ذهابي فأجبتها : سأسبقكم للمدرسة ..!
لم يعلق احدهم بينما سرت أنا و أنا ألتقي بالطلاب و ألقي التحية عليهم .. بطريقة ما بت مشهوراً بينهم .. أو بالأحرى كل من في المدرسة يعرف توأم براون ..!
حين دخلت من البوابة وقفت قرب الجدار بانتظار ريك .. لأني إن دخلت وحدي فسيبدأ الجميع بالسؤال عنه ..!
مضت دقيقتان قبل ان اراه بين الطلاب و هو يتحدث إلى بعضهم .. لقد تأخر لأن الكل يوقفه لإلقاء التحية عليه و التعبير عن مدى افتقادهم له في المدة الأخيرة ..!
و فور ان ابتعدوا تقدمت أنا للسير ناحيته : ما بك هربت ؟!..
باشمئزاز أجبته : ذلك اليوجين لديه هالة تصيبني بالحكة !!..
كتم ضحكته حينها : لا أعلم لما تكرهه إلى هذا الحد ؟!..
- لن تفهم هذا .. أنه شيطان ..!
- آه .. تريد القول أن الشياطين هم فقط من يفهمون بعضهم ..!
- شيء من هذا القبيل ..!
- انه رئيس مجلس الطلبة في النهاية .. ليس عليك أن تسيء عليه فهو محبوب بين الطلبة و أشهر الشبان كذلك ..!
- اعتقد أنك بت تجاريه الآن ..!
- ما قصدك ؟!..
- لا تهتم ..!
تابعنا سيرنا بعدها و كل من ينتبه لريك يسرع للحديث معه و لو بكلمتين ..!
لقد كانوا من مختلف الصفوف و كذلك المعلمون و الطاقم الإداري .. الجميع يحيه و يسأله عن صحته ..!
لقد كان ريك سعيداً حين لحظ اهتمام الجميع به ..!
كنت اريد قول شيء .. لكني ترددت كثيراً بشأنه .. و في النهاية تمتمت : هل تعلم .. عن ينار ؟!..
اختفت ابتسامته و بدا الهدوء عليه و قد أومأ إيجاباً : لقد اخبرني ايثن .. أنها انتقلت ..!
لم أرد أن أضيف شيئاً .. على الأقل ليس الآن ..!
وصلنا لصف ريك ففتح الباب حينها لتتناثر القصاصات الورقية في كل مكان مما أذهلنا إلى أني انتبهت لسام تقف بين بقية الطلاب و هي تهتف بحماس : أهلاً بعودتك ..!
كانت أصوات التصفيق و الصراخ تنتشر في الصف بينما انتبهت لكعكة كبيرة على الطاولة هناك .. أنها حفلة مجدداً !!..
بلا شعور تمتمت : ريك .. ستتخم من هذا الكعك ..!
كان الأمر مرعباً له هو الآخر لكن حماس رفاقه و سعادتهم أنسته موضوع عدد الكعكات التي أكلها في الفترة الأخيرة ..!
خطوت خطوة داخل الصف إلا ان تلك المشاكسة سام اسرعت لتسحب ريك إلى الداخل و تدفعني خارجاً و هي تقول : الحفل خاص بشعبتنا .. هيا إلى صفك الآن ..!
أغلقت الباب بعدها .. سأشكوها لحقوق الإنسان بتهمة التفريق بين توأمين ..!
ستبدأ الحصة الآن لذا اتجهت إلى صفي و فور ان دخلت كان ايثن و ماكس أمامي و قد هتفا : هل جاء ريك ؟!..
تنهدت حينها : قولا صباح الخير على الأقل ..! أجل و قد ذهب إلى صفه ..! عموماً انهم يقيمون حفلةً الآن لذا ستطردكما سام على الأرجح .. أجلا اللقاء به إلى وقت لاحق ..!
انطلقت تلك النغمة من مكبرات الصوت في المدرسة .. انه يعني بداية الإذاعة المدرسية حيث يتكلمون عن موضوع ما لدقيقتين عبر مكبرات الصوت ..!
حسناً .. لست استمع لهم في العادة لذا اتجهت لمقعدي : صباح الخير .. أيها السادة المعلون .. رفاقنا الطلبة .. الإذاعة الصباحية بتقديم نادي الإذاعة ..!
جلست على مقعدي لأسمع حينها من ذات المكبر : اليوم سيقدم اعضاء النادي من السنة الثانية لكم إذاعة خاصة لمناسبة خاصة ..!
- معظم طلاب نادي الإذاعة من السنة الثانية ..!
انتبهت لماكس الذي قالها : حقاً ؟!..
أومأ إيجاباً : أجل .. الم تسمع صوت الفتاة قبل قليل ؟!.. إنها طالبة في صفنا ..!
لم اهتم فعلياً بتحديد الصوت إلا ان صوتها عاد : استعداد .. واحد اثنان ..!
صرخ بعدها مجموعة من الناس معها : أهلاً بعودتك .. ريكايل براون ..!
يا إلهي !!..
ابتسمت نصف ابتسامة و أنا أتمتم لنفسي : الجو مليء بالكثير من ريكايل بطريقة ما ..!
تابعت تلك الفتاة حينها : و بهذه المناسبة .. سنقدم لكم هذه الموسيقى من عزف طلاب نادي الموسيقى الذين شاركونا مناسبتنا الخاصة اليوم .. و هي مقدمة إلى " ريكايل براون " الذي عاد من إجازة مرضية طويلة ..!
بدأ ذلك اللحن اللطيف المبتهج ..!
رغم ان ريكايل لم ينضم لنادٍ ما .. إلا أنهم اشتركوا في الترحيب به ..!
- لقد عاد براون الأصغر حقاً ..!
- أجل أجل .. لقد رأيته في الصباح و ألقيت عليه التحية ..!
- أنا كذلك .. لقد بات أنحف من السابق ..! إلا أنه لا يزال وسيماً كالعادة ..!
- انا بالفعل سعيدة بعودته .. رغم انه ليس من طلاب فصلنا إلا انه محبوب لدى الجميع ..!
أجل .. أنه محبوب لدى الجميع حقاً ..!
فحتى الأساتذة كانوا يحيونه بحرارة منذ قليل .. حتى أن المدير عانقه !!..
- هيه لينك .. لا شك أنك افتقدت أخاك كثيراً طيلة الفترة الماضية .. فأنتما توأم في النهاية ..!
كان هذا احد طلاب صفي المرحين و الذي ألقى علي بهذا الكلام مما جعل جميع الطلاب ينظرون إلي ..!
ابتسمت حينها و أجبته بصوت مرتفع : شيء من هذا القبيل ..! صحيح أني أقضي طيلة الوقت في المشفى معه .. لكن كنت أشعر بالوحدة بطريقة ما ..!
هتفت إحدى الفتيات حينها بتململ : هذا ليس عدلاً براون .. نريد استعارة ريكايل قليلاً ..!
ضحكت على كلامها و قد تذكرت طريقة سورا في اظهار هذه التعابير ثم اردفت : أخي ليس قابلاً للإعارة .. و لا للبيع أيضاً !!..
.................................................. ..
حسناً .. أنا أدرك تماماً أن الجميع سعيد بعودة ريكايل للمدرسة .. لكن هذا تجاوز توقعاتي ..!
كانت عيناي متسعتان و أنا أنظر إلى تلك العلب التي اصطفت فوق بعضها البعض على طاولة أخي لتكون برجاً ما يفترض أن يكون برجاً من " الهدايا " !!..
نظرت إليه بطرف عين : كيف يفترض بنا نقل هذا إلى المنزل ؟!..
كان يحدق بها ببراءة وهو يقول : من يعلم ؟!..
- لقد أحضرتها ..!
التفت إلى الخلف لأنتبه لسام تسير و خلفها ريا و هما يحملان عدداً من الأكياس الورقية و قد تركتها أمامنا : لينك .. ماكس .. إيثن .. أنتم ستضعون الهدايا في الأكياس و تحملونها إلى منزل براون ..!
هتف ماكس باستنكار : و ماذا عنك حضرة الملكة ؟!..
بغرور و طريقة انثوية مصطنعة قالت : الفتيات لا يجب عليهن حمل الأكياس بما ان الشباب هنا ..! صحيح ريا ..!
كانت ريا تبتسم بتوتر و هي تقول : في الحقيقة لا أمانع بحمل كيس واحد ..!
عادت سام تنظر إلينا و هي تتابع : آه صحيح .. تبدو هذه الهدايا كثيرة و ثقيلة .. لذا ليس من الجيد ان يحملها ريك .. خاصة و أن اليوم يومه و يجب أن لا نرهقه بشيء ..!
تنهدت بضجر بينما ابتسم إيثن : لا خيار لنا إذاً ..!
بدت السعادة على ريك و هو يقول بطريقة مازحة : ستكون خدمة عظيمة منكم بالفعل يا رفاق ..!
لقد تلقى ريك الكثير من الهدايا من الطلاب .. أنه بفعل يومه ..!
لقد انتهى الدوام المدرسي .. و قد اخبرتني سام انها كانت تراقبه طيلة الوقت و قد حصل على اعتراف من ثلاث فتيات ..!
يبدو انهن خشين ان يصيبه شيء قبل ان يخبرنه عن مشاعرهن ..!
لكن سام اردفت أنه قام برفضهن بكل أدب و ذوق حتى انهن تركنه بابتسامة و تمنين له دوام الصحة ..!
اتساءل من السحر الذي يستخدمه بالضبط ؟!..
و ها نحن ننفذ أوامر الملكة سام كما سماها ماكس و نسر مغادرين المدرسة نحمل أكياس الهدايا التي حصل عليها ريك ..!
نتبادل النكت .. و نتحدث عن محال الحلويات التي افتتحت حديثاً .. نتناقش بشأن امتحان الغد .. نعلق على حدث اليوم ..!
سويةً .. كما في السابق ..!
................................................
في غرفة المعيشة جلسنا أرضاً أمام تلك الكومة بعد تناول الغداء ..!
كان من الممتع فتح الهدايا سويةً مع كيت و ليو .. رغم أننا نفتقد بيير في الفترة الحالية ..!
لقد حصل ريك على الكثير من الطلاب و المعلمين : أنظروا .. انه جميل ..!
التفت إلى ليو لأجد أنه يحمل إطار صور خشبي و لطيف : انه يناسب غرفة المعيشة ..!
هذا ما تمت به كيت بينما ابتسم ريك : لقد حصلت عليه من رئيسة صفي .. يجدر بنا أن نعثر على صورة مناسبة له ..!
بدا ان ليونيل تذكر شيئاً فقد وقف مسرعاً و اتجه إلى غرفته .. و ماهي سوى لحظات حتى عاد وهو يحمل ظرفاً بنياً كبيراً : لقد أحضرت الصور التي التقطناها في الحفلة .. كنت قد تركتها في محل لطباعتها و قد جلبتها معي بعد المدرسة اليوم ..! لنختر واحدة ..!
مددت يدي ناحيته : أرني ..!
اعطاني الظرف ففتحته و أخرجت الصور .. بدأت أقلبها فاقتربوا جميعاً لمشاهدتها معي ..!
و بينما كنت انظر إليها توقفت عند أحداها و ابتسمت : هذه هيا ..!
- انها جميلة ..!
- انها مناسبة حقاً .. أنا أرشحها ..!
- أجل .. ستكون جيدة في غرفة الجلوس ..!
هذا ما قاله كل من كيت و ريك و ليو .. لقد كانت تلك صورة جماعية لنا قام هاري بالتقاطها ..!
كنت أقف و بجواري ليو ثم ريك و أنا أربت على كتفي كيت أمامي بينما بيير يتقدم ريكايل بخطوة فهو أقصر منه لذا كان من السهل ان يظهر ريك خلفه ..!
لقد كنا مبتسمين و منتعشين فيها .. انها بالفعل الصورة الأنسب ..!
ناولني ريك الإطار فوضعتها داخله ثم أخذتها مني كيت لتضعها على الطاولة في الزاوية بين الأريكتين .. بجوار صورتنا مع والدينا : انها جميلة هنا ..!
وافقها ليو وهو يردف : سنكون محظوظين إن عثرنا على ألبوم لباقي الصور ..!
نظر إليه ريك ببساطة : هناك واحد بالفعل ..!
هتفنا بلا شعور : تمزح !!..
ابتسم وهو يقول : لقد أهداني اياه يوجين وهو يقول " أصنع كثيراً من الذكريات و احتفظ بها كي لا تنساها " .. كنت متشوقاً لمعرفة الهدية لذا فتحتها في المدرسة ليظهر أنه البوم صور لطيف ..! أنه في حقيبتي .. سأذهب لإحضاره ..!
شعرت بانزعاج بسيط من فكرة أنه من يوجين .. لكن لا خيار فريك سعيد به و لا مبرر لرميه بعيداً ..!
ذهب ريك لإحضاره بينما كان كيت و ليو ينظران لباقي الصور و يتناقشان ..!
استلقيت على ظهري فوق ذلك السجاد البسيط .. حياتي الهادئة الطبيعية بدأت تعود تدريجياً .. و أرجوا أن لا يعكر صوفها شيء ..!
.................................................. .
هذا ما لدي اليوم

ارجوا أن تكونوا قد استمتعتم بالبارت

و كما قلت في الرد قبله في الصفحة السابقة .. هذا البارت هو عيديتي لكم لذا تجدونه هادئاً و مرحاً .. لكني اريد أخباركم انه عبارة عن هدوء ما قبل العاصفة .. فاستعدوا نفسياً للعاصفة القادمة ..!

أترك لكم حرية التعليق على احداثه .. و اعذروني بما أني مقصرة في التنزيل و في الرد عليكم .. أقسم أني احاول قدر المستطاع ان ارد عليكم خاصة اصحاب الردود المميزة

اتمنى ان استطيع تعويضكم على الأقل بأحداث قصتي


في حفظ الله و رعايته


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 12:43 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

part 18

مضت ثلاثة أيام هادئة بلا أية مشاكل كما تمنيت تماماً ..!
كانت الساعة تشير إلى السابعة مساءً حين خرجت من ذلك المحل برفقة اثنين من تلاميذ صفي حيث كنا نبحث عن بعض الأدوات التي طلبتها معلمة الفنون ..!
أخد أحدهما الأكياس ليضعها في صندوق صغير مثبت بدراجته وهو يقول : سأحضرها معي غداً إلى المدرسة .. والآن إلى القاء ..!
أجابه الآخر : إلى اللقاء ..!
أنطلق على دراجته التي يستعملها أيضاً في دوامه الجزئي وهو توصيل الصحف في الصباح الباكر ..!
التفت إلى الآخر حينها : أنا سأذهب إلى المنزل .. أراك في الغد ..!
لوح لي وهو يسير من الناحية الأخرى : أجل ..!
قد تستغربون لكني بت أشارك في نشاطات الصف إجبارياً من قبل الآنسة هيلين التي قررت جعلي فتاً متعاوناً مع الجميع .. فهي لا يعجبها أن أنال هذه الشهرة بين الطلبة و أنا لا أفعل شيئاً ..!
حسناً .. سبب شهرتي الوحيد أن لدي أخاً توأماً مطابقاً للغاية .. فقط !!..
صعدت الحافلة عائداً إلى العمارة .. و التي سارت لبضع دقائق قبل أن تتوقف قرب الموقف أمام حينا ..!
نزلت منها و تابعت سيري مشياً على قدمي داخل ذلك الحي الكبير الذي يشبه المتاهة حتى وصلت إلى المنعطف لباب العمارة .. و ما إن انعطفت حتى انتبهت لصوت ما : لقد مضى زمن منذ رأيتك آخر مرة .. أعتقد في بداية السنة ..! السنة على وشك ان تنتهي بالفعل ..!
رفعت رأسي لأرى أخي يقف أمام امرأة في بداية الأربعينات من عمرها .. إلا انها تبدوا كأمرة عاملة فهذا واضح لأن قوامها لا يزال متناسقاً دليلاً على انها تعمل طيلة الوقت ..!
التفت ريك ناحيتي بتوتر : آه .. لينك !!..
لما يبدو متوتراً ؟!.. بل من هذه المرأة التي تعرفه و تقول انها لم تره منذ زمن ؟!..
يبدو أنه التقاها تواً .. و الدليل حديثها عن آخر مرة رأته فيها و عادةً ما يكون الحديث عن هذه الأشياء في اول اللقاء ..!
كانت ذات شعر قصير بلون احمر قاتم متجعد بطريقة جميلة و منظمة و عينان رماديتان و هي ترتدي معطفاً ترابياً قد أغلقته بالكامل يصل إلى منتصف فخذها مع بنطال اسود طويل .. نسمات الربيع في المساء باردة و هذا يفسر اغلاقها لمعطفها الذي لا يبدو ثقيلاً ..!
نظرت إلي للحظات تحدق بعينين مستفسرتين قبل ان تعود إلى أخي : أهو قريبك يا ريكايل ؟!..
كاد أن ينفي ذلك مما جعلني اسرع لأقول و انا اسير ناحيتهما : أجل .. أنا شقيقه ..!
بدت متعجبة فتابعت كلامي : بسبب بعض الظروف الخارجة عن ارادتنا لم نكن نعيش معاً ..!
بدا عليها الهدوء قبل ان تبتسم ابتسامة صغيرة : هكذا إذاً .. هذا يفسر عدم وجودك حين كان ريكايل في حاجة إليك ..!
في حاجة إلي ؟!.. من هذه المرأة ؟!..
ابتسمت لها بتصنع : أعرفك نفسي .. أنا لينك براون شقيق ريكايل التوأم .. الأكبر ..!
بادلتني الابتسامة بلطافة : يسرني لقاءك لينك .. اسمي مارسيا كريسفورت ..! اعمل طبيبة في عيادة صغيرة ..!
طبيبة .. هذا يفسر معرفتها لرايل بعض الشيء .. خاصة حين أردفت : لقد كنت طبيبة ريكايل في الماضي قبل ان اوصيه بالذهاب للمدينة الطبية ..!
هكذا ذهب الغموض .. لكن اشعر ان هناك شيء ناقصاً ..!
نظرت إلى رايل مجدداً : كيف حال صحتك الآن ؟!..
بهدوء أجابها و بلا تفاعل : أفضل من السابق ..!
ابتسمت له قليلاً بحزن : لم اعلم انك تعيش هنا .. فأنا لم اسمع أخبارك منذ زمن ..! مصادفة رائعة أني رأيتك ..! لما لم تأتي لزيارتي ؟!.. تعلم اني اعيش في الحي المجاور ..!
لم يرد عليها بل طأطأ رأسه بهدوء .. يبدو ان علاقتهما كانت قوية و الدليل انه يعرف مكان منزلها ..!
لم يرد .. يبدو انه لا يجد ما يقوله لها فقد كان يشيح بوجهه عنها فقط ..!
ذلك ما جعل ابتسامتها تختفي و قد طأطأت رأسها قليلاً : انا آسفة .. لم اجرؤ على الاتصال بك منذ قطعت علاقتك بينار ..! في الحقيقة لم اعلم ماذا يمكن أن أقول لك أو كيف اعتذر منك ؟!..
التفت ناحية ريكايل متعجباً من ذكر ينار في الموضوع .. كنت اريد رؤية ردة فعله لكنه فقط طأطأ رأسه فتابعت هي كلامها : لقد انتقلت ينار للعيش عند والدها .. انه يعيش حياة جيدة و هي سعيدة بالعيش معه ..! انا حقاً آسفة ريكايل .. رغم اني اخبرتك بأنه يمكنك ان تثق بينار .. إلا انها خذلتك ..!
كانت تلك السيدة تشعر بالخزي حقاً و لا احتاج القول اني الآن ادركت انها والدة ينار بالتأكيد .. فالشبه الكبير بينهما و لون الشعر المميز كذلك اسم " كريسفورت " الذي صرحت ينار بانه اسم اسرة امها الحالية جعلني اوقن انها والدتها لا غير ..!
عادت لتبتسم بعد ذلك وهي تقول : اراك بخير ريكايل .. عمت مساءاً ..!
نظرت ناحيتي : سررت بلقائك لينك ..!
سارت بخطوات متسارعة مبتعدةً عن المكان .. ما قصة هذه المرأة ؟!..
لحظة .. والدة ينار هي طبيبة ريكايل الأولى .. هل تعرف ريكايل على ينار من خلالها ؟!..
انتبهت لخطوات اخي الذي سار ناحية بوابة العمارة .. لقد كان ذاهباً لزيارة ماكس من أجل بعض المواضيع المدرسية و ها هو قد عاد الآن ..!
لحقت به عندها : لحظةً ريكايل ...!
قاطعني بحدة : لينك رجاءً .. لا اريد ان اتحدث بأي شيء الآن ..!
يا إلهي .. انه يبدو متضايقاً للغاية .. ليس بسبب طبيبته بل بسبب والدة ينار .. هذا ما يجعله الآن مستاءً من نفسه ربما و لا يعلم ما يفعل ..!
سار إلى داخل العمارة بينما أنا اراقبه بهدوء .. أرجوا ان لا يتأثر إلى حد كبير ..!
.................................................
تنهدت بضجر و انا استمع إلى درس التاريخ الممل للغاية .. الساعة على الجدار كانت تشير إلى الحادية عشر صباحاً .. بقي ساعة كاملة قبل انتهاء الدوام ..!
التفت إلى النافذة بجواري حيث ارى ساحة المدرسة و البوابة الخارجية .. و حينها انتبهت لذلك الفتى الذي كان يسير وهو يحمل حقيبته لمغادرة المدرسة ..!
بقيت احدق فيه بهدوء و انا افكر كم كان مزاجه سيئاً هذا الصباح .. أو بالأحرى منذ مساء الأمس بعد ان قابل السيدة مارسيا ..!
و ما جعل مزاجه يتعكر أكثر هو ان لديه فحصاً تمام الحادية عشر و النصف .. لذا ها هو يغادر المدرسة ..!
مهما كان عدد المرات التي اطلب فيها من ريكايل ان يسمح لي بمرافقته لمواعيده يرفض تماماً .. لا أريد أن ألح عليه بالأمر فهذا يعد من خصوصياته ..!
رغم ذلك لا أنفك عن ارسال الرسائل لإدوارد و هاري و كذلك أنيتا كي يطلعاني على التفاصيل ..!
نظرت ناحية السبورة حيث كان المعلم يكتب بعض الكلمات عليها غير منتبه للطلاب فأخرجت طرف هاتفي من درج طاولتي لأكتب رسالة سريعة " ريكايل غادر المدرسة الآن .. أخبريني عن التفاصيل بعد الفحص " ..!
ارسلتها إلى انيتا هذه المرة .. فهي عادةً ترافقه في فحصة لذا قد تخبرني عن حالة مزاجه أيضاً ..!
نظرت إلى الأمام بين الطلاب .. بالتحديد إلى ماكس و ايثن ..!
الأول كان يضع رأسه على الطاولة و يبدو انه غارق في النوم .. قال انه سهر طيلة اليوم في العمل في محل اسرته ..!
أما الآخر فكالعادة منتبه إلى المعلم .. مهما كانت المادة و سواءً كانت مهمة ام لا فايثن هو اكثر الطلاب انتباهاً ..!
تنهدت بضجر حينها .. سام متغيبة اليوم بسبب اصابتها بالبرد كما ذكرت ريا ..!
ياله من يوم ممل بالفعل ..!
................................................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 12:44 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

صوت رنين الجرس كسر حاجز الهدوء و أوقف معلمة المهارات الإدارية عن قراءة شيء ما من الكتاب معها و لا تسألوني ما هو فأنا لم اكن استمع : سنكمل هذا غداً .. راجعوا الدرس جيداً ..!
ختمت يومها العملي بهذه الكلمة قبل ان تخرج من الصف يتبعها الطلاب واحداً تلو الآخر ..!
ادخلت الكتاب في حقيبتي بملل و وقفت انا كذلك فانتبهت لماكس الذي كان يسير ناحية باب الصف و هو ينظر إلي : إلى اللقاء لينك .. أراك غداً ..!
انه مستعجل .. آه ذكر في وقت الاستراحة ان والدته سوف تطهوا اللحم البقري على الغداء لذا هو متحمس ..!
كم هو بسيط هذا الفتى ..!
سرت مع ايثن خارج الصف و حينها ادخلت يدي في جيبي ابحث عن هاتفي فلم اعثر عليه : أين ذهب هاتفي ؟!..
التفت ايثن ناحيتي وقد تقدم علي بخطوتين : هل أضعته ؟!..
تذكرت حينها شيئاً : آه لا شك انه في السطح فقد صعدت إلى هناك قبل بداية الدرس ..!
رفع حاجبه باستنكار : لما تصعد للسطح كلما سنحت الفرصة ؟!..
رفعت رأسي ناحيته و قلت ببساطة : لقد كانت حصة فارغة بما ان المعلم متغيب .. لذا اثرت الصعود للسطح لأخذ قيلولة صغيرة ..!
تنهدت بتعب : لم يكن هذا المغزى من سؤالي ..!
ابتسمت له حينها : ان الهواء عليل في الأعلى .. النوم هناك جيد حقاً ..!
قطب حاجبيه قليلاً و كأنه لم يفهم بالضبط لكنه لم يكن مهتماً كثيراً : هل اساعدك في البحث عنه ؟!..
أومأت سلباً : يمكنك المغادرة فأنا لا أريد تأخيرك .. سأجده في السطح بالتأكيد .. إلى اللقاء ؟!..
ركضت مبتعداً عنه فهتف لي : اراك غداً ..!
وصلت إلى الدرج فصعدت ناحية باب السطح الذي يكون مفتوحاً حتى نهاية وقت النوادي ..!
دخلت إليه فلم يكن هناك أحد و ما أن سرت خطوتين حتى وجدت هاتفي هناك على الأرض ..!
التقطته حينها و اخذت أنظر إليه بهدوء .. هناك الكثير من الخدوش على شاشته .. لم أغيرها كي لا اهدر المال .. أو بالأحرى لسبب آخر ..!
كانت الخدوش نتيجة للمرة التي رميته فيها من سطح المشفى ليدفن بين الثلوج في ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لي و الذي اتمنى نسيان الجنون الذي اصابني فيه ..!
اخذت نفساً عميقاً و استندت إلى سور السطح و في بالي ألف فكرة و فكرة ..!
كان هذا قبل لقائي بريكايل بشهر حين كنت اجلس اشاهد التلفاز مع والدتي اثناء شرب الشاي حين ظهر اعلان هذا الهاتف " يبدو جيداً و خدماته ممتازة .. ربما علي ان أغير هاتفي " ..!
كانت هذه هي الكلمات التي تمتمت بها متجاهلاً اني لم امضى أسبوعين فقط منذ اشتريت هاتفاً ..!
لم أفكر بالأمر كثيراً فما إن حل المساء دخلت إلى غرفة الجلوس لأجد والدتي هناك وهي تشير إلى صندوق هدايا امامها " اعتقد أنك أردته .. جربه و إن لم يعجبك أنتقي غيره " ..!
لقد جلبته لي بالفعل رغم انه صدر هذا الصباح فقط في لندن و باريس ..!
كنت مدللاً احصل على ما أريد بمجرد التفكير به و تمتمته على مسامع امي ..!
ابتسمت و قد جلست ارضاً و أنا لا أزال مستنداً إلى السور و أخذت أقلب الصور الملتقطة خلاله ..!
رجعت إلى الصور القديمة لأجد بعضها لي مع والدتي حين جربته للمرة الأولى و كي اعرف مدى دقة التقاطه للصور .. هناك صور مع ماثيو و دايمن حين سألاني عنه في اليوم التالي حيث قال ذلك الأول انه حجز واحداً بالفعل و سيصله في المساء ..!
اغمضت عيني للحظات .. لقد رأيت كلاً من ماثيو و آندي و كذلك فلورا و سورا منذ بدأت حياتي هذه ..!
لكني أيضاً أشتاق لدايمن و رافالي ككل ..!
هل أنجبت ليندا فتاً أم فتاة .. و ماذا اسمته يا ترى ؟!..
كانت ترفض معرفة الجنس أثناء حملها لأنها تريد نوعاً من المفاجأة .. فلا مشكلة لديها باقتناء ملابس و ألعاب لكلا الجنسين ثم تتخلص مما لا ينفع فور أن تكتشف اهو صبي ام فتاة ..!
لوي أيضاً .. اشتقت إليه .. لكن على الأقل انا اتحدث إليه من فترة لأخرى .. كما اني معتاد على غيابه عني بعض الشيء ..!
ماذا لينك ؟!.. هل بدأت تنحن إليهم ..!
في الأساس ذلك العالم لن يقبل بي مجدداً باسمي الجديد غير ان مارسنلي محيت من عالم النبلاء للأبد ..!
تراودني هذه الأفكار من فترة لأخرى .. فالأشخاص الذين عشت بينهم سبعة عشر عاماً لم يعودوا حولي ..!
بالمقابل .. بت أعيش وسط مجموعة جديدة و مختلفة تماماً .. لم أكن أعرف احداً منهم في السابق ..!
ريكايل .. ميراي .. هاري .. كيت .. ليونيل .. ادوارد .. أنيتا .. ماكس .. ايثن .. سام .. ريا .. يوجين .. الآنسة ماندي .. بيير .. العم جاك .. الجدان ماربت .. آركيف .. لين .. ايمي .. لوسيان .. السيدة آنيا .. جوليا .. و ميشيل .. و أطفال الملجأ كذلك ..!
جميعهم ظهروا في حياتي منذ بضعة اشهر فقط .. لم يكن أين منهم فيها ..!
كانت حياتي مبنية على أمي .. لويفان .. جيسكا .. دايمن .. آندي .. العم رونالد .. الخالة كاثرن .. ميرال .. ليندا .. ماثيو .. تيموثي و حتى ادريان ..!
بالتفكير في أن امي قد اختفت للأبد لا يجعلني اتحمس للعودة للماضي الذي يذكرني بها ..!
بلا شعور ضممت ركبتي و اسندت رأسي إليهما .. حين يطرأ هذا على رأسي أشعر بالوحدة .. و كأنني كنت اعيش كذبة فقط ..!
اشعر احياناً اني في المنتصف بين المجموعتين .. لا أحد منهم يمكنه مساعدتي او الاقتراب مني .. حتى ريكايل الذي لم اعرفه إلا منذ اشهر .. فقط وحدي حائر و كأني لا انتمي لأحد .. أكره هذا الشعور ..!
رفعت رأسي كي ابعد هذه الأفكار السوداء .. ابتسمت بهدوء فهذا يوصلني لنتيجة أني انتمي للمجموعتين في النهاية ..!
فلأحدها أنا لينك براون الفتى الهادئ الذي يعيش بهدوء مع أخيه الوحيد و الذي يحب اصدقاءه و جيرانه ..!
و للأخرى فأنا لينك مارسنلي الذي رغم شيطنته العارمة فهو شخص جيد مع المهمين لديه و لكن يجب احترامه و عدم تجاوز الحدود معه من أجل اسم اسرته و من أجل والدته التي يمكن أن تلقب بالملكة كذلك ..!
رن هاتفي لحظتها يعلن عن وصول رسالة نصية .. فتحتها لأجد انها من انيتا تقول فيها أن النتائج ستظهر قبيل المساء و يجب على ريك البقاء في المشفى لذلك الحين كي يتأكدوا من سلامته فهذا فحصه الاول منذ خرج من المشفى الأسبوع الماضي ..!
أغلقت الهاتف و وقفت لأضعه في جيبي و ما إن خطوت خطوةً إلى الأمام حتى تفاجأت بأحدهم يقف امام باب السطح و فوراً هتفت بلا شعور : سيدة مارسيا ؟!!!..
رفعت تلك الفتاة رأسها لي لأدرك أني مخطأ فتلك المرأة كانت تشغل بالي طيلة اليوم لذا ذكرت اسمها فور ان رأيت هذه التي تشبهها ..!
كانت الفتاة تنظر إلي بصدمة و لم تلبث ان تقدمت ناحيتي و هي تقول : قلت سيدة مارسيا ؟!.. هل تعرفها يا لينك ؟!..
شعرت بالتوتر حينها و أنا أنظر لتلك التي ترتدي ثياب ثانويتي السابقة و بابتسامة مصطنعة قلت : اوووه لما أنت هنا ينار ؟!.. ان كنت تبحثين عن بقية الرفاق فقد غادروا بالفعل ..!
بدا عليها الاستياء : لا تتجاهل سؤالي .. كيف تعرف أسم والدتي ؟!..
- إذاً هي والدتك كما ظننت ..! لقد التقيت بها في الأمس و قد كانت تلقي التحية على ريكايل ..!
بدا عليها القلق و قد طأطأت رأسها ..!
اه صحيح .. إن كانت والدة ينار حقاً فقد كانت زوجة أدريان ..!
انه لا يستحق زوجة جميلة و رقيقة مثل التي رأيتها في الأمس .. ربما من الجيد تزويجه بهجين أفعى أو ما شابه ..!
بالطبع لم أكن لأقول هذا عند ينار فهو والدها بعد كل شيء ..!
تنهدت حينها : لما أتيت إلى هنا ؟!..
نظرت إلى حين أيقظتها من شرودها لتجيب : اتصلت بي احدى زميلاتي في مجلس الطلبة و أخبرتني أنها عثرت على بعض حاجياتي التي تركتها هنا قبل انتقالي .. لذا جئت لأخذها من مجلس الطلاب ..! لكني آثرت المرور بالسطح قبل مغادرتي فقد كنت أقضي بعض وقتي هنا ..!
كانت متوترة و مترددة قبل ان تنطق : المهم الآن لينك .. فيما تحدثا ؟!.. أقصد أمي و ريكايل ؟!..
قطبت حاجبي مستغرباً من سؤالها فلما لا تسأل أمها مباشرةً : ليس بالكثير ..! ريك كان صامتاً معظم الوقت ..! أما والدتك فقد عرفت بنفسها علي بأنها طبيبته في الماضي ..! لكنها حين تحدثت إليه اعتذرت منه لسبب أجهله و اعتذرت بالنيابة عنك أيضاً ..!
صدمت بها تجثي أرضاً وهي تمتم : كما توقعت ..!
ما بها هذه ؟!.. و ما علاقة والدتها بأخي يا ترى ؟!..
جثيت أمامها لأقول : هل تعرفت إلى ريكايل من خلال والدتك ؟!..
صمتت قليلاً قبل ان تومأ سلباً مما جعلني استنكر بينما تابعت هي دون ان تنظر إلي : أنا من أخذ ريك لعيادة أمي في الماضي ..!
الأمر يزداد تعقيداً مرةً بعد مرة !!..
وقفت حينها فوقفت أنا الآخر و انا انظر لزيها المدرسي الفاخر : خرجت من المدرسة مباشرةً .. كيف تجري الأمور معك هناك ؟!..
بهدوء أجابت دون ان تنظر إلي : لا شيء .. فقط اقضي يومي بالجلوس في الصف و أحياناً مع ليديا .. لكنها طالبة مشهورة لذا ليست متفرغة لي على الدوام .. في الحقيقة أنها تقضي معي وقتاً أكبر من ما اعتقد ..! ديمتري أيضاً لطيف معي ..!
- كما هو متوقع منه ذلك المثالي ..!
- أكنت صديقه أيضاً ؟!..
- تستطيعين القول أنه الصديق الذي كان واقفاً لي بالمرصاد ..! شخصياتنا مختلفة جداً ..!
قطبت حاجبيها و بدا عليها التردد قبل ان تقول باستياء بسيط : لهجتك تتغير حقاً فور أن تبدأ بالحديث عنهم .. كأنك تنقلب لشخص آخر ..!
تجاهلتها و سرت ناحية السور فلحقت بي : كيف حال ريكايل ؟!..
- بخير .. لقد ذهب من أجل فحص في المشفى ..!
اقتربت مني و استندت إلى السور وهي تنظر إلى الأمام : أريد حقاً أن أعتذر منه قريباً ..!
نظرت إليها بطرف عين و انا أتساءل إن كان علي أن أسأل أم لا ؟!..
لكني في النهاية قلت : هيه ينار .. يمكنك أن تعديه فضولاً .. لكن كيف تعرفت إلى ريكايل ؟!.. سألتك أنت لأنه لن يجيبني لو سألته ..!
صمتت للحظات و لم تستغرب سؤالي و بعدها تكلمت بهدوء و هي لا تزال تنظر إلى الأمام : في الحقيقة .. كان هذا عندما كنت في الاعدادية ..! و حين كنت أتجول في إجازة نهاية الأسبوع مررت بمحل للهدايا .. جذبتني ميدالية معروضة فدخلت و ما إن مددت يدي إليها حتى انتبهت ليد أخرى تمد في اللحظة ذاته ..!
أخرجت هاتفها لتظهر تلك الميدالية المعلقة به على شكل مفتاح برأس قطة ضاحكة و أردفت : كان فتى في مثل سني .. بملامح هادئة يظهر عليها التعب و بعض الجروح على وجه .. ملابسه كانت تبدو كملابس إحدى المدارس البسيطة للغاية و لذا لم استغرب أنه اراد شراء تلك الميدالية الرخيصة ..! كانت القطعة الأخيرة لذا اخبرته أن يأخذها لكنه رفض و طلب مني أخذها .. في النهاية تركنا المحل دون أن يشتريها أحدنا ..!
التفتت ناحيتي و اردفت : لكن في الاسبوع التالي حين مررت بالمحل و دخلته لأخذها كان ريكايل هناك أيضاً .. استدرت للمغادرة فيبدو انه سيشتريها إلا أن العاملة نادتني و قالت أنهم جلبوا دفعة اخرى حين ازداد الطلب عليها .. و هكذا حصلت على واحدة و رايل على أخرى ..! لقد تحدثت إليه حينها حديثاً بسيطاً .. سألته عن مدرسته فقال انها مدرسة داخلية .. لكنهم يسمحون للطلاب بالخروج في عطلة الأسبوع في النهار مع العودة ليلاً ..!
قطبت حاجبي .. اذكر ان جوليا قالت أنه لا يغادر إلا نادراً من المدرسة ..!
لكن ينار تابعت لتبعد تساؤلاتي : قال انه يخرج ليعمل خلالها أي شيء و يحصل على بعض المال ..! مسح الأحذية .. تنظيف احد المحلات .. و حتى اقتلاع النباتات الضارة من حديقة أحدهم .. أو أي عمل آخر يوفر له بضع عملات يوفرها لوقت الحاجة ..! لكنه أعجب بتلك الميدالية و فكر باقتناء واحدة ..! لقد عرف بنفسه باسم رايل ..!
صمتت قليلاً و شردت بذهنها .. هذه هي قصة الميدالية إذاً ..!
اخذت نفساً عميقاً و اردفت : كنت اراه في ذات المنطقة في كل إجازة اسبوع .. يعمل هنا و هناك .. و أتحدث إليه أحياناً بعد ان ينتهي من عمله .. كنت أتعجب من تلك الجروح و الكدمات التي ما إن تختفي حتى يظهر غيرها .. علمت حينها بأنه يواجه الكثير من المشاكل في مدرسته كما يبدو ..! اختفى مدةً من الزمن .. و في النهاية التقيته في الملجأ الذي تديره والدة جوليا في يوم التطوع لمدرستي ..! علمت انه عاش هناك و أنه أخ لجوليا بالتربية .. لكنه يعيش الآن في المدرسة الداخلية ..! كنت و مجموعة من صديقاتي نذهب بعدها للملجأ للمساعدة و لكن رايل لم يظهر إلا في أيام معدودة طوال السنة ..! لكني رغم ذلك كنت اراه من فترة لأخرى في إجازة الاسبوع في تلك المنطقة التي يعمل بها ..! و دون أن أدرك بت أتحدث لرايل كثيراً و هو كذلك كان يبادلني الحديث أيضاً ..! حتى أننا التقطنا صوراً سويةً بهاتفي ..! لكني لم اكتشف سبب تلك الاصابات التي تظهر له دوماً و لا سبب ارهاقه الدائم الذي ظننت انه ناجم عن كثرة عمله و عدم أخذه قسطاً من الراحة ..! كنت أقلق من سعاله الدائم المستمر الذي يفقد أنفاسه خلاله .. و لم ادرك إن كان لسبب أم لا ..!
جثت أرضاً و استندت إلى السور و بدا الحزن عليها : في ذلك اليوم .. حل المساء و أنا اسير مع رايل نتحدث سويةً بعد ان التقيته يخرج من أحد المحال التي كان يخدم فيها .. و حينها التقينا مجموعة من الفتيان يرتدون ثيابه المدرسية ذاتها .. بدا لي انه له عداوة معهم فهم فوراً بدأوا يستفزونه بالكلام و يرمونه بألفاظ بذيئة لكنه تجاهلهم .. حينها التفت احدهم ناحيتي ليدخلني في حوارهم مما جعل ريك يغضب و يلكمه بلا تردد ..! بدأوا يتبادلون الضربات معه و لكثرتهم أدخلت نفسي في الحال في المشاجرة .. كنت طالبة في ناد الدفاع عن النفس و لدي خبرة لا بأس بها في القتال ضد حثالة أمثالهم ..!
اووه .. أنها قويةً أذاً على عكس ما يبدو عليها ..!
تابعت هي دون ان تنظر إلي : هربوا بعد أن نالوا ما يستحقون .. كان ريكايل قد لقنهم درساً أيضاً .. لكنه بعد مغادرتهم سقط أرضاً مغشياً عليه .. بلا شعور اتصلت بوالدتي التي تعمل في عيادة قريبة فأرسلوا سيارة اسعاف حالاً و نقلوه إلى العيادة ..! و حين استعاد وعيه قال انه مصاب بالربو و انه فقد انفاسه فقط ..! لم تكن والدتي مطمئنة للأمر فهي لم تعثر على أي ادوية ربو معه و لا حتى فاتح للشعب الهوائية ..! كما انها صدمت من تلك الكدمات على جسده و الجروح التي يستحيل أن يخلفها مجموعة صبيان لقنهم درساً ..! لذا طلبت مني المغادرة كي تتحدث معه ..! أمي رقيقة القلب فما ان علمت انه يتيم الوالدين و يعيش في مدرسة داخلية حتى حن قلبها أليه و أكاد أجزم أنه لو كان اصغراً سنناً لتبنته ..!
جلست بقربها و سألت : أهذا يعني ان والدتك سألت ريكايل عن حياته ؟!..
قطبت حاجبيها و هي تقول : لا أعلم عما تحدثا بالضبط ..! لكن بعد نصف ساعة تقريباً خرجت امي من الغرفة و على وجهها اثار البكاء .. ليس هذا غريباً عليها فأمي سريعة البكاء فدموعها تنزل حين ترى زوجها يغرق الفأرة التي تسللت إلى المنزل ..! لكني حين نظرت إلى الداخل رأيت رايل يجلس على حافة السرير مطأطأ رأسه ..! و حينها قالت لي أمي بكل جد " ينار عليك أن تقفي مع ريكايل .. كوني صديقة له و لا تتركيه وحدة " ..! كنت سعيدة بهذا حقاً فأمي دوماً تطلب مني ألا اقترب من الصبية المخادعين و اصادق الفتيات فقط .. ريكايل كان اول صديق صبي لي ..!
هكذا إذاً .. يبدو ان السيدة مارسيا قد احبت ريكايل هي الأخرى و تعلقت به : إذاً .. لما تشاجرت مع ريك فيما بعد ؟!..
زفرت بضجر و بدا عليها الاستياء من نفسها ربما : كان ذلك بعد عدة أشهر حين رآني أبي اسير معه .. و في المساء قدم لمنزل أمي و طلب مني ألا اقترب من ذلك الفتى الذي يبدو كفتى شوارع كما يظن ..! لقد تشاجر مع والدتي و أخبرها بأن مصادقة فتيان لا يعلم من أين ظهروا سلبي لي ..! كان شجارهما عنيفاً فأمي كانت تدافع عن رايل بقوة ..! حتى صرح أبي بأنه سيأخذني معه إن رآني اسير مع ريك مرةً أخرى فأمي ليست كفوءً لتربيتي !!.. كان ذلك مزعجاً لوالدتي التي لا تثق بوالدي لذا رفضت الأمر قطعاً ..! تحدث لي أبي بعدها بهدوء و قال انه سيكون حزيناً لو تابعت علاقتي مع ريكايل و شيء من هذا ..! لقد بقي يلح علي بأن ريك سيكون بخير من دوني و أني لن أزيد في حياته و لن انقص منها شيئاً ..! و لأجل والدتي أيضاً التي ارادت مني ان ابقى معها لمدة اطول .. ذهبت رايل و أخبرته بأني لا استطيع رؤيته مرةً أخرى ..!





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 12:45 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

دمعت عيناها و أردفت بهمس : لقد رد " أفعلي ما تشائين " ..! ذلك ضايقني حقاً عدم اعتراضه أو حتى سؤاله عن السبب .. و كأنه كان يعلم بأني سأقول شيئاً كهذا يوماً ما ..! و هكذا لم اره بعدها إلا في اليوم الذي جاء فيه لهذه المدرسة و كان يسير معك ..!
لقد اختفى الغموض كله الآن .. أدريان هو السبب كما هي العادة في المشاكل التي تحدث لي و لأخي .. أنا واثق انه غضب لأن ذلك الفتى يشبهني أكثر من غضبه لماهية هذا الفتى الذي يسير مع ابنته ..!
تنهدت عندها : لذا كانت امك تعتذر بالأمس بالنيابة عنك ..!
- أجل .. انها غاضبة مني لأني تخليت عن ريكايل ..! بالنسبة لي فقد كنت أتمنى لو أنه ابدا اعتراضاً و لو بسيطاً حين أخبرته بأني لن أراه .. كنت سأبحث عن حل بأي طريقة ..! لكني شعرت حينها أني مجرد مصدر ازعاج بالنسبة له و هو يرحب بابتعادي عنه ..! اعتقد اني كنت ساذجة حينها فأنا منذ ذلك الوقت لم انسى رايل .. حتى أني لم أجرء على إبعاد تلك الميدالية عن هاتفي رغم كل ما حدث ..!
- اعتذري له .. اليوم !!..
التفت ناحيتي مصدومة : اليوم ؟!..
أومأ إيجاباً : أجل .. قبل المساء سيخرج من المشفى .. انتظريه هناك ثم تحدثي إليه ..! أنا لن أخبرك كيف هي مشاعره تجاهك بل عليك ان تكتشفي هذا بنفسك ..! ريكايل طيب و سيقبل اعتذارك أن شرحت له الأمر ..!
ابتسمت حينها بسعادة : أتمنى ذلك حقاً ..!
شردت بذهنها للحظات ثم وقفت وقد استعادة نشاطها و طار كل الاحباط الذي كان يحيط بها و هتفت : لقد قررت .. اليوم سأنهي ذلك الخلاف الذي يثقل على قلبي ..!
وقفت خلفها و سألت بهدوء : هيه ينار .. ألا تشعرين بارتباك لحديثك معي ؟!.. أقصد أني املك وجه ريكايل و صوته كذلك ..!
التفت ناحيتي باستنكار بسيط لتقول ببساطة : إطلاقاً ..! أنت لا تشبه ريكايل أبداً !!.. انه مهذب و لبق و طيب ..! على عكسك تماماً ..!
انزعجت منها : ماذا تقصدين يا فتاة ؟!..
نظرت إلي حينها : قد تملك ذات الصوت و الوجه لكنك مختلف من الداخل ..! طريقة كلامك لا تشبه طريقة رايل أبداً .. حتى نظراتك لمن حولك ..! لا شبه بينكما من هذه الناحية ..!
قطبت حاجبي و لم أفهم مقصدها بالضبط من هذا الكلام .. لكنها ابتسمت : لكني اعترف بأن الحديث معك الآن أفادني .. اعدك بأن أكسب قلب ريك ..! إلى اللقاء الآن ..!
لم أرد عليها بل بقيت أفكر في كلامها بينما سارت هي ناحية باب السطح لتغادر المكان .. تكسب قلبه ؟!.. تفكير الفتيات معقد !!..
.................................................. ...
ارتشفت القليل من كوب القهوة أمامي و نظرت إلى الساعة التي كانت تشير إلى الثامنة مساءاً .. لقد مضت ساعة منذ وصلنا إلى هذا المكان ..!
نظرت إلى فخامة المكان من حولي بتلك الديكورات الفاخرة و النادلات يسرن بين الطاولات بابتسامة متكلفة لتقديم الخدمة ..!
في مقهى ذو أربع نجوم الأمر متوقع ..!
لذا كان علي ان استعير نظارة هاري و أضع قبعة على رأسي خوفاً من الأشخاص الذين قد يكونون هنا ..!
نظرت إلى الفتاة امامي و التي بدت السعادة على ملامحها وهي تضع قطعة من كعكة التوت في فمها ثم تغمض عينيها و تطير في أحلامها كأنها عروس بثوب الزفاف ..!
كانت ترتدي بنطالاً اسود مع قميص ترابي قصير الأكمام و معطف اسود بلا أكمام .. لقد عادت لارتداء الملابس الصبيانية دون اكتراث !!.. ميراي هي الوحيدة التي تستطيع إقناعها بالمعجزات ..!
بدأ الأمر حين عدت من المدرسة فاستقبلتني كيت لتعرض علي ورقة تظهر نتائج امتحاناتها للشهر الماضي .. و الصدمة كانت ان درجاتها كاملة و هي الأولى على صفها ..!
و كما وعدتها في الماضي إن تفوقت فسآخذها إلى أرض الأحلام لتعيش بين الحلويات بسعادة ..!
و لذا ها نحن هنا على حساب هاري بالطبع ..!
كانت تطلب مجموعة من الكعكات صغيرة الحجم كي تتذوق أكبر قدر بأقل كمية ممكنة .. بينما اكتفيت أنا بفنجان قهوة تركية ..!
نظرت إليها حينها و أنا أقول : العطلة الصيفية اقتربت .. الأفضل ان تجتهدي إلى ذلك الحين ..!
أومأت إيجاباً بسعادة دون ان ترفع رأسها إلي .. أعتقد أنها لم تعي ما قلته حتى ..!
تمتمت لحظتها : ربما كان من الأفضل ان احضر ليو أيضاً ..!
رفعت رأسها و نظرت إلي بهدوء للحظات و قد اختفت ابتسامته ..!
أوشحت بعينيها بعيداً عني و قالت بتردد : لا خيار .. سنأخذ له قطعة صغيرة ..!
ابتسمت بهدوء و لم ابعد عيناي عنها .. كانت لتصرخ رافضة في الماضي وهي تقول " لما نفكر بمشرد مثله ؟!.. " .. حتى هو لم يعد يناديها بالصبيانية كما في السابق إلا من فترة لأخرى ..!
حل الصمت مجدداً حيث لا نسمع سوى صوت الموسيقى من ذلك الرجل الذي يعزف في الزاوية على الأورغ ..!
لقد صممت أذني عنها و تجاهلتها فأذني تبدأ بالصفير بمجرد تفكيري بمدى الإزعاج الذي تسببه ..!
- قد يكون لدينا اجتماع لأولياء الأمور قريباً ..!
انتبهت لكيت التي قالت ذلك .. رفعت رأسي لها : هل أخبرت هاري ؟!..
نظرت إلي مقطبتين الحاجبين : ألن تأتي أنت ؟!..
أومأت سلباً بهدوء كي تتفهم الأمر : لا يمكنني كيت .. حتى لو لم يكن هاري قادراً على الذهاب فأنا لن أفعل ..! ليس الأمر أني لا أريد لكن لا يمكنني ان التقي بآندي مجدداً .. و ربما يكون أحد والديها هناك كذلك ..! انه مستحيل بالنسبة لي ..!
بدا انها تفهمت حقاً فطأطأت رأسها بإحباط وقد تمتمت : لا أريد لهاري أن يرى مايا ..!
- خطيبته السابقة ؟!..
نظرت إلي باستغراب : هل أخبرك هاري عنها ؟!..
- أجل .. لقد حكى لي القصة كاملة ..! هل كنت تحبينها ؟!..
أومأت سلباً في الحال : أنها بغيضة ..! لكني كنت اعتقد أن هاري يحبها لذا كنت اتجاهلها ..! حين فسخت الخطبة غضبت حقاً .. لكني غضبت أكثر حين علمت أن هاري هو السبب ..! كان مزعجاً لي انه وضع نفسه في ذلك الموقف .. أن يتم رفضه هو من قبلها .. انها إهانة بالفعل !!..
تنهدت حينها : لهذا كنت تتجاهلين هاري و تزعجينه طيلة الوقت ؟!..
طأطأت رأسها أكثر و تابعت : هناك الكثير من الفتيات حول هاري .. لكن ما إن يبدأ علاقة مع أحداهن أكون أنا في طريقه .. أبدأ بالشجار معها فينتهي الأمر بها لتركه !!.. كنت غاضبة من نفسي أكثر من غضبي على هاري !!.. لم أجد أحداً لإفراغ غضبي غيره !!.. حاولت أن المح له بأنه أحمق و ان عليه ان يكون جاداً لو لمرة و يتجاهلني !!.. لكنه فوراً ينسى أي فتاة بمجرد أنها لم تعجبني !!.. ذلك الغبي الأحمق !!.. أنه يشعرني بأني عبء عليه !!..
بقيت أنظر إليها حيث اختفت عيناها خلف خصلات شعرها السوداء : هل تغارين كيت ؟!..
ترددت قليلاً قبل ان تومئ إيجاباً بشكل غير ملحوظ ..!
لذا أردفت أنا : لا ألومك .. ان هاري هو اسرتك لذا انت تخشين ان يبتعد عنك حين يحب فتاة ما ..!
شعرت أنها على وشك البكاء حين كشفت اوراقها .. لذا ابتسمت بهدوء : لا داعي لهذا الآن .. هاري خطيب ميراي ..! أنت تحبين ميراي صحيح ؟!..
أومأت إيجاباً بصمت : إذاً .. انسي كل الفتيات اللواتي ظهرن في حياة هاري سابقاً ..! حتى مايا روبنس ..! لقد اختار هاري الفتاة التي يحبها حقاً .. لذا عليك ان تكوني سعيدة ..!
تورد وجهها في تلك اللحظة فرفعت يدها حالاً لتسرع نادلة للقدوم : أي خدمة آنستي ؟!..
أخذت نفساً عميقاً و رفعت رأسها الذي أشرق مجدداً : قطعة صغيرة من تورت الفراولة من فضلك ..!
اتسعت ابتسامتي حينها .. انك حقاً رقيقة القلب كيت ..!
........................................
عدت مع كيت إلى العمارة فذهبت حالاً إلى شقتهم كي تبدل ملابسها ثم تأتي معي لإعداد العشاء ..!
و فور أن اقتربت من باب شقتنا فتح الباب ليخرج منه ليو : هل عدتم ؟!..
أومأت إيجاباً و أنا أرفع علبة كرتونية في يدي : أجل .. و قد اقتنت لك كيت كعكة كذلك ..!
قطب حاجبيه مخفياً توتره : إن كنت مصراً فلا بأس .. ضعها في الثلاجة .. سآكلها حين أعود ..!
ابتسمت بمكر : لست مصراً حقاً ..!
هتف بغضب : إياك ان تأكلها ..!
ضحكت حينها فقد خدعته بسهولة بينما اوشح بوجه غاضباً ..!
نظرت إلى ساعة يدي التي تشير إلى التاسعة : إلى اين ستخرج في هذا الوقت ؟!..
تنهد بضجر و تملل : لوسيان المدلل طلب مني ان آتي لكي اصلح مشغل ألعاب الفديو خاصته ..!
- هكذا إذاً .. عليك ان تتحمل كونك الأخ الكبير ..!
- آه أجل أجل ..!
قالها بملل و هو يسير ناحية الدرج : لا تنتظروني على العشاء .. آنيا مصرة على أن أتناول العشاء معهما ..!
- حسناً ..!
صحيح أنه من الخطأ أن ينادي والدته باسمها .. لكن على الأقل أفضل من الألفاظ النابية التي كان يناديها بها في السابق ..!
اعتقد أن عيشه معنا هو السبب فأمه لم تعد في وجهه طيلة الوقت ..!
دخلت إلى المنزل مغلقاً الباب من بعدي و فور ان وصلت إلى غرفة الجلوس انتبهت لريكايل الذي يجلس هناك مستنداً إلى ذراع الأريكة و قد غفى في مكانه ..!
ابتسمت بهدوء .. لا شك أنه مرهق بعد الفحص اليوم كما انه مستيقظ منذ الصباح للمدرسة ..!
حين غادرت مع كيت لم يكن قد عاد بعد .. لكن أنيتا ارسلت لي تطمئنني بالنتائج التي كانت ممتازة كما وصفتها ..!
اقتربت منه كي أوقظه فنحن لم نتناول العشاء بعد و من السيء ان ينام خاوي البطن ..!
لكني ما إن اقربت أكثر حتى لفت نظري شيء يتدلى من جيبه .. و بلا شعور سحبته لأجد انه هاتفه النقال لا غير .. لكن المثير هو تلك الميدالية المثبتة بالهاتف ..!
اتسعت ابتسامتي و انا أحدق بها .. ميدالية المصير التي جمعت ريكايل بينار ..!
اعدت الهاتف لجيبه حينها و بقيت انظر إليه .. كما هي العادة ترتخي ملامحه تماماً حين يغفو ليتضح وجهه الطفولي الهادئ ..!
تركته في سلام و قررت ان اعد العشاء و أوقظه بعدها ..!
لقت حل مشكلته مع ينار إذاً .. لا أعرف في ماذا تحدثا أو كيف تصالحها و لا يجوز لي التدخل في أمر كهذا .. لكني سعيد بالأمر رغم معرفتي أن أدريان لن يسكت إن علم بالأمر ..!
ينار .. أعتمد عليك من هذه الناحية ..!
.................................................. .
صباح اليوم التالي بينما كنت أضع البيض المقلي على طاولة الإفطار و كيت تعد ابريق القهوة الصباحية ..!
دخل هاري إلى المطبخ وهو يحمل الصحيفة : صباح الخير ..!
- صباح النور ..!
اجبناه سويةً فجلس في مكانه المعتاد ليقرأ الصحيفة ريثما يجتمع البقية للفطور و ماهي إلا لحظات ليدخل ليو و الخمول واضح على وجهه : صباح الخير ..!
- صباح النور ..!
هكذا أجابه ثلاثتنا بشكل لا شعوري دون ان نلتفت له .. فهذا هو الروتين اليومي الذي لا يتغير طيلة الأسبوع عدا ايام العطلة ..!
سرت ناحية الثلاجة لآخذ زجاجة ماء و لكن لفت نظري ريك الذي كان قرب الباب يتحدث بهاتفه .. من يحادث في هذا الصباح ؟!..
تقدم أكثر و جلس على مقعده وهو يقول بابتسامة : لا بأس .. يتكون هناك الكثير من الزيارات القادمة فلا تشغل بالك ..!
أغلقت باب الثلاجة فرفع رأسه إلي : لينك .. بيير على الهاتف .. يريد أن يتحدث إليك ..!
انه بيير إذاً .. أمر متوقع بشكل ما ..!
أخذت الهاتف منه و خرجت من المطبخ : مرحباً بيير ..!
جاءني صوته حالاً : صباح الخير لينك .. كيف حالك ؟!..
- صباح النور .. أنا بخير فماذا عنك ؟!..
- حالي ؟!.. اشعر بضجر كبيير و قد بدأت معركتي مع أفراد اسرتي ..!
- و ماذا كان السبب الذي أعادوك من أجله ؟!..
- سبب تافه حقاً !!.. ابنة خالي الأكبر ستتزوج شاباً من سلاسة قياصرة عريقة .. و قد عادوا بي لأحضر زفافها ..! كأن وجودي سيزيد شيئاً أو ينقصه ..! لقد ارادت جدتي أن تعرفني إلا بعد الأشخاص المهمين الذين سيتواجدون هناك ..! فقط !!..
- أتعلم ؟!.. أشفق عليك ..!
- لا تصرح بها من فضلك !!..
- حسناً .. أهناك شيء خاص اردت محادثتي من أجله ؟!..
- ري عندك ؟!..
- لقد ابتعدت عنه ..!
- جيد ..! كنت سأسألك عن صحته ..! ري يكذب بهذا الشأن دوماً لذا لا فائدة من سؤاله ..!
- انه بخير فاطمئن ..!
- حقاً ؟!.. لديه فحص هذا الأسبوع ..!
- كان هذا بالأمس .. و نتائج الفحص ممتازة ..!
- هذا مطمئن .. كنت قلقاً عليه فقد عاد للمدرسةً تواً بعد مغادرته المشفى ..!
أخذت نفساً عميقاً : لا تشغل بالك .. أنا و البقية هنا سنهتم به ..! المهم أن تتدبر أمرك و تعود قريباً ..!
- سأحاول رغم أني لا أعدك ..! علي أن أجد حجة مناسبة لكي اعود لباريس في فترة قريبة ..!
- تدبر أمرك ..!
قبل ان يرد علي سمعت بعض الأصوات حوله و كأن شخصاً ما يحاول ازعاجه و حينها سمعت صوت احدهم على الهاتف بلهجة متعجرفة ساخرة : نعم من المتحدث ؟!.. أحد رفاق هذا الطفل المشرد المتخلفين ؟!..
لم ارد افتعال شجار فيبدو ان صاحب الصوت الذي يبدو في مثل سني أو أكبر قليلاً مجرد صغير عقل لذا اجبته ببرود : المتخلف هو الذي يأخذ هاتف أحدهم بطريقة همجية ..!
بدا ان كلامي أغضبه فقد هتف بغضب واضح : ماذا قلت أيها الوقح ؟!..
- لا أحب ان أعيد كلامي على الأطفال قليلي التهذيب ..!
- كيف تجرأ يا هذا ؟!.. ألا تعرف مع من تتحدث ؟!..
- من ؟!.. وليم تشارلز حفيد الملكة إليزابيث أم ابنه جيمي ؟!..
- أنك حقاً تحتاج إلى صفعه ..!
- إذاً تعال إلى باريس و حاول صفعي .. استأجر لك شقةً فشقتنا لن تكفي حجم تفاهتك ..!
- سترى أيها الوغد ..!
- اووه يبدو أن الخط سينقطع .. أوصل سلامي إلى عزيزي بيير .. إلى اللقاء يا متخلف ..!
أغلقت الخط في وجهه عندها .. أنه أفضل حل لذلك ..!
نظرت إلى الميدالية التي على هاتف ريك و ابتسمت بمكر ثم اتجهت إلى المطبخ وقد كان هاري خارجاً إلى عمله بينما كيت تتناول فطورها مع رايل أما ليو ذهب ليكمل ارتداء ملابس المدرسة ..!
وقفت خلف أخي و ربت على كتفيه و همست بخبث : حسناً عزيزي ريكايل .. منذ متى و أنت تعلق ميداليات على هاتفك ؟!..
كان يحتسي القهوة ببرود : منذ مغيب شمس الأمس ..!
جلست بجواره و أنا أقول بعد أن احبطتني ردة فعله : لا تتصرف كأن الأمر لا يعنيك ..! أخبرتك سابقاً بأن هذه الميدالية تشبه التي مع ينار ..!
تابع ارتشاف القهوة دون ان يلتفت إلي : طبيعي .. فقد اشتريناها من المحل نفسه و في الوقت نفسه ..!
كنت أريد أن أقول " أجل أنا أعلم حتى أنكما تنافستما قبلاً على القطعة الأخيرة " و لكني عضضت على لساني فهذا قد يفضحني و يفضح ينار أيضاً لذا سأتظاهر بالجهل ..!
لذا تمتمت بمكر : أهي صدفة أم أنه القدر ؟!..
وضع قهوته على الطاولة و قد تورد وجهه و اوشح بعينيه بعيداً : لقد كنا صديقين في الماضي .. و لكننا اختلافنا منذ مدة .. و بالأمس اصلحنا الخلاف ..!
جاريت بروده هذه المرة لأقول : أعلم .. حتى أنك كنت تحبها ..!
التفت ناحيتي بدهشة و خجل : من أين لك بهذا ؟!..
بملل قلت :آه .. أحدهم كانت حرارته مرتفعة في ذلك اليوم لدرجة الهلوسة .. و ما إن سألته هل تحب ينار أجابني بنعم أنا أحبها حقاً و اريد الزواج بها و يصير لدينا أطفال يكفون لتشكيل فريق كرة قدم ..!
وقف وضرب الطاولة و قد صرخ بإحراج : أنت .. أنت كاذب !!.. أنا لن أقول مثل هذا الكلام !!!..
لم استطع كتم ضحكتي حينها فانفجرت بينما ازداد غضبه : توقف حالاً !!..
حاولت كتم ضحكتي و أنا أقول : أنها الحقيقة .. لقد أجبتني أجل كنت احبها ..! و الباقي خمنته بنفسي ..!
تنهد بضجر و جلس مجدداً : إياك و أن تمزح هكذا مجدداً .. ثم لا تخمن من رأسك أفكار الآخرين ..!
كدت أن أقول شيئاً لكني انتبهت لكيت التي تحدق بنا و الشرر يتطاير من عينيها مما ارعبني و ارعب رايل بينما زمجرت بتهديد : التزما الهدوء أثناء تناول الفطور و إلا ..!
لم يكن عليها أن تكمل فما قالته كان كافياً لجعلنا نركز على إفطارنا و لا شيء آخر ..!
.......................................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 12:45 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت الحصة الرابعة حصة أحياء .. و ما إن انهى المعلم درسه حتى خرج تاركاً الطلاب لتعم الفوضى في الصف كالعادة ..!
كنت أقف مع ماكس عند طاولة ايثن نتبادل الأحاديث حتى شعرت بهاتفي يهتز في جيبي بسبب وضعه على الصامت من أجل الحصص الدراسية ..!
أخرجته لأجد أنها رسالة نصية من " بيير لايسر " يقول فيها ( لينك .. أريد شكرك حقاً على اثارة غضب ذلك التافه جاك ابن خالتي .. بسبب مبيتي في القصر كنت مضراً لاحتمال حماقاته من الصباح الباكر .. عموماً أهلاً بك في عالمي المليء بشاكلته ..! )
هذا البيير يبدو منزعجاً حقاً حين يتعلق الأمر بأفراد اسرته .. لا يبدو إطلاقاً كمشرد فقير عثر على أهله الأغنياء و بدأ العيش معهم ..!
رددت على رسالته تلك ( أوه يبدو أنك تعيش حياة صعبة حقاً .. ليس هناك ما يستحق الشكر فكل ما فعلته هو مسايرة حديثه ..! أخبر ذلك الأهبل جاك أني كنت مندهشاً بكم الوقاحة الكبير الذي كان يتميز به ..! )
أغلقت هاتفي و اعدته لجيبي و أنا أفكر في أن على بيير ان يحتمل هذه التصرفات طيلة الوقت .. كم أرأف لحاله ..!
انتبهت لماكس الذي نظر إلي بحماس : هيه بالأمس رأيت ريكايل مع ينار يسيران سويةً قرب حديقة الحي .. هل تصالحا ؟!..
ابتسمت له و أومأت إيجاباً : أجل ..!
تذكرت شيئاً فقلت حالاً : لكن تظاهروا بأنكم لا تعلمون بشجارهما .. حتى لا يشك ريكايل فنضر لإخباره عن أمر المقابلة التي أجرتها ينار في السابق ..!
وافقني إيثن في الحال : أنت محق .. ليس من الجيد أن يعلم أننا تدخلنا في علاقتهما ..! سأخبر سام و ريا أيضاً ..!
جلس ماكس على طاولة ايثن وهو يقول بضجر : مؤسف أن ينار لم تعد في مدرستنا ..! بالتفكير في الأمر أليست تلك الفتاة الجميلة في ذات المدرسة ..!
لم أفهم قصده إلا أن ذلك الآخر أردف : آه صحيح .. انه يقصد صديقتك ليديا ..!
شعرت بتوتر طفيف و أومأت إيجاباً : بلا .. لقد أخبرتني ليديا انها تعرفت إليها حين أخبرتها انها كانت معنا في ذات المدرسة ..!
لم يكف ماكس عند هذا الحد بل تابع : تذكرون ذلك النبيل الوسيم ؟!.. ربما يكون في تلك المدرسة ايضاً .. فمعظم النبلاء يدرسون هناك ..!
انه يقصد ماثيو .. نظر إلي ذلك الفتى و تابع : ربما تعرفه ليديا أيضاً .. الم تحدثك عنه يا لينك ؟!.. أقصد شريك ينار في المقابلة ؟!..
تصنعت ابتسامة لطيفة : هي لا تحدثني بشأن المدرسة كثيراً .. ثم أن الطلاب كثر و ربما لا تعرفه أصلاً ..!
لا أعلم لما أنا متوتر ؟!.. لكني لا احب الحديث عن افراد حياتي السابقة مع أفراد حياتي الحالية ..!
- لينك .. لما تظهر هذه الملامح البائسة ؟!..
أفقت من شرودي على تساؤل إيثن و اظهرت شبح ابتسامة طفيفة : لا شيء ..!
رن الجرس لحظتها لينقذني من ذلك الحوار : لدينا حصة رياضة الآن .. لنسرع كي نبدل ملابسنا ..!
هذا ما قلته و أنا اسير مبتعداً عنهما .. في النهاية أنا ضعيف حين يتعلق الأمر بالماضي ..!
............................................
عندما عدت من المدرسة استقبلني هاري وهو يغادر بسرعة و أعطاني علبة صغيرة وهو يقول انه خاتم ميراي الخاص بالخطوبة و أنه كان كبيراً عليها قليلاً لذا اخذه للصائغ .. كان ينوي أن يأخذه لها قبل أن تغادر إلى المطار لأن لديها عملاً اليوم إلا ان المشفى اتصلوا به و طلبوا منه أن يعود حالاً بسبب حالة طارئة .. لذا علي ان آخذه أنا لها كي تتمكن من ارتدائه اليوم خلال رحلتها ..!
عاد ريكايل للمنزل كي يحضر الغداء مع كيت بينما ركبت انا الحافلة قاصداً منزل خالتي ..!
كانت عمارتها تبعد عن عمارتنا نصف ساعة بالحافلة ..!
وصلت إلى العمارة تمام الواحدة ظهراً بينما كانت ستغادر إلى المطار في الواحدة و النصف من أجل الطائرة التي ستنطلق تمام الثالثة ..!
ركبت المصعد و أنا أتذكر الأيام التي قضيناها عند خالتي قبل ان نعثر على منزل لنا .. كانت أياماً صعبة و مليئةً بالمصائب رغم الوقت الممتع الذي قضيناه برفقتها ..!
توقف المصعد في الدور الثامن فاتجهت إلى شقتها و ضغطت الجرس ..!
بعد دقيقة كاملة : من .. من هناك ؟!..
تعجبت من نبرة الريبة في صوت ميراي و أجبتها : أنا لينك ..!
فتحت الباب دون أن تزيل قفل الأمان .. نظرت إلي للحظات ثم أغلقته مجدداً لتبعد القفل و تفتحه لي بابتسامة لطيفة : أهلاً لينك ..!
ما هذا التصرف المريب ؟!.. رغم اني قلت أني لينك كانت تتحقق بالنظر إلي مباشرةً ..!
دخلت و أغلقت الباب من خلفي : لما تأخرت في فتح الباب ؟!..
سارت أمامي وهي تقول : لا شيء .. كنت اقوم بجلي الصحون بعد أن تناولت غدائي .. كما أني استغربت من قدوم أحدهم هذا الوقت ..!
دخلنا إلى غرفة الجلوس فوضعت علبة الخاتم على الطاولة : لكن .. ألم يخبرك هاري أنه سيحضر الخاتم قبل ان تذهبي للمطار ؟!..
ابتسمت بتوتر : بلا قال هذا .. لكن هاري يتصل عادةً قبل ان يصل إلى شقتي ..!
- استدعوه إلى المشفى لذا طلب مني إحضاره .. لا شك أنه أرسل لك رسالة او اتصل بك ليخبرك ؟!..
التقطت هاتفها الذي كان على الطاولة : حقاً .. هناك رسالة منه يعتذر فيها عن الحضور ..!
- ألن تجربي خاتمك ؟!..
قلت هذا بشك فاستدركت نفسها و التقطت العلبة لتأخذ الخاتم و تضعه في أصبعها : أنه ضيق بعض الشيء ..!
قطبت حاجبي باستنكار : لقد أدخلته في الوسطى .. يفترض أن تدخليه في الخنصر ..!
نظرت إلى يدها لحظات حتى تستدرك مقصدي ثم أخذت الخاتم مجدداً لتدخله في الأصبع الصحيح فيكون بالمقاس تماماً ..!
ما بها تبدو شاردة هكذا ..!
رن هاتفها في تلك اللحظة و قد كان في وضع الصامت لذا اهتز على الأريكة بقربها .. التقطته للحظات و نظرت إليه ثم أغلقت الخط و تركته على الطاولة : ما الأمر ؟!..
- رقم غريب ..!
- قد يكون احد صديقاتك و قد غير رقمه ..!
- لا أظن ذلك .. سأحضر لك القهوة ..!
لم اعترض فوقفت لتخرج من الغرفة و تتجه للمطبخ .. و فورها رن هاتفها ثانيةً ..!
التقطته من فوق الطاولة و قبل ان انادي عليها لحظت أنه رقم غير مسجل .. لا شك أنه أحدهم قد غير رقمه و إلا لما يتصل مرتين ؟!..
إن ناديتها فستقطع الخط لذا أجبت و وضعت الهاتف في اذني دون أن انطق شيئاً ..!
كان الطرف الآخر صامتاً .. و بعدها سمعت صوت موسيقى هادئة لطيفة ..!
من هذا المستهتر الرومنسي الذي يتصل بالفتيات ليسمعهن الموسيقى وقت الظهيرة ؟!..
كدت أغلق الخط بلا اهتمام لكن الطرف الآخر تمتم : موتي ..!
اتسعت عيناي بينما انقطع الخط .. هل أتخيل أن أني سمعتها حقاً ؟!..
من هذا الشخص ؟!..
- لينك .. هل أضع لك السكر أم لا ؟!..
وقفت حينها و أنا أقول : خالتي سأغادر الآن .. شكراً على القهوة لكني لا استطيع البقاء لشربها ..!
خرجت من الغرفة فكانت تقف قرب باب المطبخ و تنظر إلي باستغراب : لما انت مستعجل هكذا ؟!..
ابتسمت لها بتصنع : ريك يعد الغداء مع كيت .. سيغضبان إن تأخرت عليهما ..! أراك في ما بعد ..!
خرجت بعدها دون أن أردف كلمةً أخرى .. تعمدت عدم سؤالها عن هذا الاتصال و إن وردها سابقاً فقد كان علي أن أنتظر أكثر حتى أتأكد أنها مقصودة و أن ما سمعته ليست مزحةً من احدهم ..!
نزلت إلى بهو العمارة الواسع و نظرت إلى الجدار يميني حيث صناديق البريد الصغيرة و على كل صندوق رقم شقة أحدهم ..!
بطريقة ما تذكرت بعض المشاهد من الأفلام المدرسية حين يتنمر مجموعة من الطلاب على احد الضعفاء يضعون الأوساخ و الأطعمة الفاسدة في صندوق بريده ..!
ابتسمت على تفكيري الساذج فلابد أن ما سمعته منذ قليل كان مزحة احدهم يريد إخافة خالتي بها ..!
عموماً صناديق البريد عليها أقفال هنا لذا لن استطيع فتح صندوقها لذا سرت كي أغادر المكان .. و ما إن وقفت امام البوابة حتى اشتعل فضولي و قلقي لذا اسرعت عائداً إلى صناديق البريد..!
بحثت حت عثرت على صندوق خالتي فلفت نظري طرف ورقة أخرجت عمداً منه فمن أدخلها تعمد ظهور طرفها كي تنتبه ميراي لها ..!
سحبتها حالاً لأجد أنه ظرف ما ليس عليه ختم المؤسسة البريدية و لا حتى طابع بريدي ..!
بحثت عن اسم المرسل حتى وجدت كلمة كتبت بخط صغير " غراب " .. لم أفهم معناها لكني تذكرت أنه لدى القدماء الغراب إشارة للحظ السيء ..!
أهذه مزحة أخرى ؟!..
فتحتها حالاً لأجد ورقة كتب عليها بخط أحمر عريض
.
" سأقتلك " !!!..
.
شهقت بفزع و وقعت مني الورقة لا شعورياً فذلك الحبر بدا و كأنه دم احدهم ..!
وضعت يدي على رأسي مصدوماً .. من ذا الذي يجرء على إخافة ميراي هكذا و لأي سبب ؟!..
حملت الورقة و عدت ادراجي كي أحدثها .. لا يمكن السكوت عن أمور مرعبة كهذه !!..
لكني ما عن وصلت إلى المصعد حتى فكرت قليلاً بالأمر .. لديها رحلة الآن .. ليس من الجيد إقلاقها بشأن هذه الورقة ..!
سأحدثها حين تعود من رحلتها ..!
أخذت نفساً عميقاً و مزقت تلك الورقة و الظرف كذلك .. يجب أن لا ترى هذا ..!
خرجت من العمارة لأرمي ببقاياها في سلة مهملة قرب محطة الحافلة .. ثم جلس على مقعد الانتظار و أنا أشعر بالخوف الحقيقي مما رأيته قبل قليل ..!
لذا كانت خالتي خائفة و مرتبكة .. لا شك أن هناك أشياء أخرى قد حصلت ..!
.................................
كانت الثلاثة ايام التي تلت ذلك الموقف هادئة و لا شيء جديد فيها .. و رغم أن ميراي عادت من رحلتها فأنا لم أعرف كيف أتحدث معها خاصةً انها بدت طبيعية أكثر من المرة الماضية مما جعلني أشك أنها اكتشفت ان ما يحدث مزحة من أحد معارفها ..!
****ب الساعة تشير إلى الخامسة مساءً و أنا أمسك بكيت و اساعدها على السير حتى تركتها تجلس على أريكة في الغرفة : أنتظر هنا .. سأحضر شيئاً لك بسرعة ..!
ركضت إلى المطبخ و فتحت الثلاجة و بأسرع ما يمكن التقطت علبة قطع الشوكولا و عدت بها إلى كيت التي انخفض سكرها لأنها رفضت تناول الغداء اليوم بحجة انها تريد أن تنام ..!
أعطيتها قطعة فوضعتها في فمها .. تركت العلبة أمامها و وقفت : كلي بعضها ريثما أعد لك شيئاً لتأكليه ..!
أومأت إيجاباً دون ان تنطق حرفاً و الارهاق واضح على ملامحها ..!
عدت ناحية المطبخ لكن دخل هاري في تلك اللحظة و ما إن رآني حتى سأل : هل كيت عندكم ؟!..
أومأت إيجاباً و اشرت إلى غرفة الجلوس : إنها هناك .. لقد انخفض سكرها فجأة لذا سأعد لها شيئاً لتأكله ..!
دخل و من خلفه خالتي ميراي التي سألت بقلق : أهي بخير ؟!..
- أعطيتها بعض الشوكولا ريثما أجد شيئاً جيداً ..!
- حسناً .. سأساعدك إذاً ..!
لم أعلق بل دخلت إلى الطبخ فلحقت بي بينما اتجه هاري لرؤية شقيقته الصغرى ..!
أول ما طرأ في بالي هو شطيرة من شرائح اللحم المقلية ..!
فتحت البراد الذي كان الجزء العلوي من الثلاجة و أخرجت الشرائح المجمدة فأخذته ميراي مني : سوف اقليها ريثما تقطع أنت الطماطم و الخس ..!
نفذت أمرها و هكذاً بدأنا بصنع الشطائر و قد قررنا صنع عدد منها فريكايل الذي لم يعد من المدرسة بعد بسبب بعض النشاطات لدى صفة و كذلك ليو الذي سيستيقظ الآن من قيلولته سيكونان جائعين أيضاً ..!
.................................................. ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 12:46 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

- لدا مدرستي اجتماع اولياء أمور للطلبة الأسبوع القادم ..!
نطقت كيت بهذه الجملة على الملأ مما جعلنا جميعاً نحدق بها بدون أي معنى في وجوهنا ..!
الساعة تشير إلى السادسة و النصف .. أنا و ريك نجلس متجاورين على تلك الأريكة و معنا كتاب الفيزياء و قد كان أخي يسألني عن مسألة لم يستطع حلها ..!
ليونيل يجلس على اريكة وحده يشاهد برنامجاً غنائياً على التلفاز .. بينما هاري يجلس على تلك الأريكة لثلاثة اشخاص و في المنتصف كيت و ثم ميراي و قد كانوا يشربون الشاي و يشاهدون التلفاز مع ليو ..!
لكن الجميع انجذب ناحية تلك الفتاة بسبب جملتها التي هتفت فيها بصرامة و جد و كأن لديها مصيبة ما : و المطلوب ؟!..
هكذا أجابها ليو بتلقائية بلا شعور فنظرت ناحيته بشراسه : لا اتحدث إليك ..!
- أنت قلتها علناً و لم تحدد أحداً ..!
- أنا اتحدث إلى الكبار ..!
- و هل أنا أصغر منك ؟!.. إني أكبرك بسنتين ..!
- لكني لست اقصدك لذا اصمت ..!
لم يجد رداً على كلامها فهو لا يفهم لما هي غاضبة الآن ..!
نظرت ناحيتي و هي تقول : لينك لا يستطيع القدوم بسبب بعض أقاربه السابقين هناك ..! و ريكايل سيعاني من نفس المشكلة لأنه يشبهه ..!
جيد .. تم اعتاقنا من هذه المهمة ..!
نظر إليها هاري بلا تصديق : أتقصدين أني يمكن أن أحضر ؟!..
بدا سعيداً في داخله وهو ينظر إليها بعينين تلمعان .. لكنها فوراً ببرود : لا !!..
عصفت به رياح الاحباط لحظتها مما جعله يطأطأ رأسه و غيوم الكآبة تدور فوقه : انا الأسوأ على الإطلاق ..!
باستغراب سألها ريكايل : إذاً .. من سيحضر ؟!..
نظرت إليه لتجيب ببساطة : لا أحد .. سوف اتغيب في ذلك اليوم أصلاً ..!
- إن كنت قد فررت الأمر سابقاً فلما تطرحين الموضوع من الأساس ..!
- فقط .. أردت أن تعلموا بالأمر ..!
- لكن .. يبدو انه اجتماع مهم .. يمكنني تدبر أمري و الحضور معك .. حتى لو كان اقارب لينك هناك فأنا سأتصرف ..!
كادت أن تجيب بالرفض و لكن أحدهم تكلم : أيمكنني أن أحضر نيابة عن هاري يا كيت ؟!..
تحولت أنظار الجميع ناحية ميراي التي قالتها بابتسامة لطيفة .. مما جعل وجنتي كيت تتوردان و هي تقول : لكن .. ربما تكونين مسافرة ..!
أومأت سلباً : بقي أقل من شهر على الإجازة الصيفية و خلالها سيكون حفل الزفاف .. لدي إجازة لأسبوعين كي أبدأ باستعداداتي فلا تقلقي ..!
حل الصمت للحظات قبل ان يقطعه ليو : بالتفكير في الأمر .. ميراي ستكون زوجة هاري .. و هذا يعني أنها من الممكن أن تكون ولية لكيت ..!
نظر ناحيتي ليردف : أقرب من ابن الجيران على الأقل ..!
كتمت غيضي حينها : ما قصدك بهذا ؟!!..
لم يرد علي بينما تكلم هاري حينها بابتسامة صغيرة و توتر بسيط : لكن ميراي .. لست مضطرة لهذا فمدرسة كيت اعتادوا على تغيبها في مثل هذه المناسبات ..!
بقيت مصرةً على موقفها : رغم ذلك يجب أن تحضر هذه المرة ..! سأرافقك كيت إن لم يكن لديك مانع ..!
طأطأت رأسها للحظات بارتباك مصاحب لخجل بسيط و أومأت إيجاباً ..!
ابتسمت خالتي بسعادة : رائع .. متى سيكون ؟!..
- الأربعاء القادم ..!
- اليوم هو الجمعة .. لدي وقت طويل كي استعد و احضر ما سأقوله للمعلمين ..!
رغم ان ميراي كانت متحمسة و الأمر ذاته قد بدت بوادره على كيت .. كنت قلقاً من أمر ما .. تلك المايا التي تعمل في مدرسة كيت .. أخشى ان تكون حمقاء لدرجة أن تحاول محادثة ميراي بشأن هاري او ما شابه ..!
نظرت إلى ذلك الشاب الذي بدا القلق عليه و قد شرد بذهنه .. يبدو أنه يفكر فيما أفكر فيه ..!
.............................................
كنت عائداً من مكتبة قريبة من أجل توصيل بعض الأوراق الخاصة بصفي و التي طلب مني تركها هناك .. لقد بدأوا يجعلونني أقوم بأشياء كثيرة بحجة أني لم أكن أفعل شيئاً في السابق !!..
وصلت إلى العمارة و ما إن دخلت من البوابة حتى لفت نظري ميراي و معها ريكايل يخرجان من المبنى متجهين إلى سيارة هاري .. الساعة هي التاسعة و لكن غداً يوم اجازة ..!
هرولت ناحيتهما و أنا أنادي : إلى أين ؟!..
التفت الاثنان ناحيتي فوقفت قربهما ليجيب ريكايل : الم نتفق على الذهاب إلى السوبرماركت لإحضار نواقص المنزل ؟!.. الثلاجة تستنجد و الخزائن فارغة ..! لقد تأخرت لذا قالت خالتي أنها سترافقني ..!
ابتسمت لهما حينها : أعتذر على التأخير .. ذهب ماكس معي لذا انخرطنا في الحديث خلال الطريق دون أن نشعر ..!
اتجهت خالتي إلى باب السيارة و هي تفتحها : بما أنك جئت لنذهب ثلاثتنا .. لقد أعارني هاري مفاتيح سيارته ..!
بلهفة قلت : خالتي دعيني أقود .. منذ زمن لم أقد سيارة ..!
تنهدت بضجر لتقول : أسمع .. لا يوجد طلاب ثانوية يقودون سيارات غير أبناء الأثرياء لأنهم الوحيدون اللذين يستطيعون استخراج رخصة سير في سن مبكرة ..!
وافقها ريكايل : ثم أنك لا تملك رخصة باسم براون .. إن أمسكت بنا شرطة المرور ستكون في ورطة ..!
زفرت بضجر حينها و أنا اتجه إلى المقعد قرب السائق بينما ركب ريكايل في الخلف ..!
شغلت خالتي السيارة لنخرج من العمارة و قد سألت باستغراب : لما لم تأتي كيت ؟!.. هذا ليس من عادتها ؟!..
أجابتني بهدوء : قالت انها تنتظر عرضاً غنائياً لفرقة بريطانية بعد نصف ساعة .. ستشاهده مع ليونيل لذا لم يفضلا القدوم معنا ..!
أدخل ريك رأسه بين المقعدين : الامتحانات النهائية ستكون نهاية الشهر .. يجب أن نستعد مبكراً ..!
التفت ناحيته و أجبت : أجل .. خاصة أنك غبت عن المدرسة أكثر مما حضرت .. فغير بقائك في المشفى أنت لم تدرس بداية الترم الدراسي ..!
قطب حاجبيه و تمتم : لم يكن بيدي .. كلانا بدأ الدراسة بعد شهرين من بداية الترم الدراسي .. لكن أنت على الأقل درست في مارسنلي لفترة ..!
أسندت رأسي إلى المقعد و أغمضت عيني لأقول بهدوء : الأمر يختلف بين المدرستين ..!
نطقت خالتي عندها و هي تركز على طريقها : أليس هذا مقلقاً .. كلاكما ضيع الكثير من الدروس .. فواضح أن لينك لم ينتبه كثيراً لدراسته حين كان ريك في المشفى ..!
بذات برودي قلت : لا تقلقي ميراي .. أنا واثق أن الأمور ستكون بخير ..!
استدركت ما قلته و عضضت طرف لساني حين استوعبت أني ناديتها باسمها دون أن أقدم بكل فخر كلمة " خالتي " لذا أغمضت عيني بشدة بانتظار لكمتها لكني لم اشعر بشيء لبرهة من الزمن ..!
نظرت إليها حينها لأجد أنها تحدق في طريقها بهدوء .. ألم تنتبه لما قلته يا ترى ؟!..
هذا أمر نادر حقاً ..!
..............................................
تنهدت بضجر و أنا أدفع عربة التسوق بينما ميراي و ريكايل أمامي يواصلان ملأها : أنتما .. تذكرا أن المال الذي لدينا ثابت بما أننا لا نعمل لذا لا تنفقا الكثير ..!
التفت خالتي الشابة ناحيتي بابتسامة : أحمق أنت يا لينك .. أتعتقد أن المال الذي في رصيدك و الذي تركته لك أمك قليل ؟!.. أنه يعد ثروة لمن هم في مثل سنك ..!
قطبت حاجبي بانزعاج : لكن تذكري .. لدي إجار المنزل و مصاريف الدراسة ..!
- لن ينتهي مالك لذا لا تقلق ..!
قبل أن أصرخ بها غاضباً كان ريكايل يحمل علبة جبن و يريها لخالتي : انظري .. انه نوع جيد .. لكني لم أجد سوى كامل الدسم .. اليس من الأفضل أن آخذ قليل الدسم ؟!..
أخذت العلبة منه و حدقت بها للحظات : أعتقد أنك ستجده هناك في الجهة الأخرى من القسم .. من الغريب ألا يضعوه بالقرب منه ..!
- سأتفقده ..!
سار للناحية الأخرى بينما انا أشعر بضجر كبير فالتسوق من الأشياء التي أبغضها ..!
بالتفكير في الأمر .. الملح على وشك الانتهاء و لم يعد لدينا منه شيء ..!
أخذت أنظر حولي في ذلك الممر حيث من الجانبين الكثير من الرفوف المليئة بالمنتجات الغذائية ..!
أعتقد أني مررت من كومة من علب الملح قبل قليل .. نحن لا نستعمله كثيراً لأنه يضر ريكايل .. لكن هناك بعض الوجبات تستلزم وجوده ..!
- عن ماذا تبحث ؟!..
- تذكرت أنه لم يعد لدينا ملح ..!
- إنه في الممر السابق ..!
- سأذهب إذاً لإحضاره..!
كانت هذه خالتي التي تحمل معها شرائح الجبن و تنظر إلى تواريخ انتهائها فنحن عند قسم الأجبان و الحليب ..!
تركت العربة عند خالتي و سرت إلى الممر السابق حيث قسم البهارات و المنكهات ..!
المكان ليس مزدحماً لكن فيه عدد لا بأس به من الناس من كافة الأشكال و الأجناس ..!
وصلت إلى ما كنت أطلبه .. رف كامل من علب الملح من كافة الشركات المنتجة .. نظرت إليها حتى وجدت النوع الذي نستخدمه في العادة و أخذت ثلاث علب و سرت عائداً حيث العربة عند ميراي ..!
و ما إن التففت حتى توقفت مكاني و أنا أرى شخصاً مريباً يقف قرب خالتي دون أن تنتبه له .. أهو مريب في نظري فقط ؟!..
كان يرتدي كنزة ثقيلة طويلة الأكمام بقبعة خلفية على رأسه بلون زيتي .. طويل القامة و يرتدي بنطال جينز قاتم ..!
قبل أن أخطوا خطوة ناحيتهما و في غمضة عين أخرج شيئاً من جيبه و رفعه بسرعة من خلف ميراي مما جعلني أصرخ بلا شعور و أنا أركض ناحيتهما : هيه أنت !!!..
شهقت تلك الشابة بفزع حين لحظت الرجل الذي ركض هارباً في تلك اللحظة و أنا من خلفه : توقف يا هذا !!..
لكني ما إن التفتت لأخرج من الممر من الجهة الأخرى حتى سقطت أرضاً في غمضة عين إثر اصطدامي بهرم من علب القهوة الفورية التي تناثرت هنا و هنا لتحدث دماراً شاملاً ..!
شعرت برأسي الذي ضرب الأرض بقوة يدور لكني رفعت راسي في تلك اللحظة لأجد أنظار جميع من في المكان نحوي و لا أثر لذلك المجهول ..!
لم يحاول أحد منهم التقدم لمساعدتي لذا تثاقلت على نفسي لأجلس أرضاً و أنا أمسك برأسي وقد أغمضت عيني بشدة : مؤلم !!..
- ما الذي تفعله وسط هذه الفوضى ؟!..
فتحت عيني و رفعت رأسي لأجد توأمي بنظرات مستنكرة وهو يحمل علب الجبن و يحدق بي ..!
زفرت بضجر و أنا أقول : أجرب اسقاط هرم علب القهوة .. كنت أتمنى فعل ذلك منذ طفولتي ..!
سمعت خطوات زلزالية تقترب ناحيتي فالتفت لأجد أحد الموظفين يسير نحوي مستنكراً : الركض في هذا المكان ممنوع ..!
كدت أدافع عن نفسي إلا أن أحدهم تكلم حالاً : لقد كان يطارد شخصاً مشبوهاً !!..
التفت لأجد امرأة في الثلاثين مع عربة التسوق خاصتها و بقربها طفل في الثامنة يبدو كابن لها : أجل .. أنا رايته .. ذلك الرجل حاول فعل شيء للشابة التي في الممر هنا و هذا الفتى حاول أمساكة ..!
- و أنا رأيت ذلك المشبوه يهرب بعيداً ..!
كنت متفاجئاً من هذا الدفاع من الناس الذي شهدوا الموقف .. لما لم يتحرك أحدهم ليمسك ذلك المشبوه إذاً ؟!..
ساعدني الموظف على الوقوف وهو يقول : إن كان الأمر هكذا فلا بأس .. أأنت بخير ..!
شكراً لأنك تذكرت أن تسأل عن حالي بدل توبيخي : أجل .. دوار بسيط ..!
اقترب رايل مني بسرعة و بخوف : الشابة التي في الممر .. أيقصدون خالتي ؟!..
تذكرت أمرها حينها : أجل .. رغم أني لا أعرف ماذا فعل بالضبط فقد هرب بسرعة ..!
بدا الموظف بترتيب العلب و قد قدم آخران لمساعدته بينما أسرعت لمكان ميراي لأجد أنها تقف جامدة في مكانها .. اقتربت منها و ريك معي بسرعة : ما الذي حدث ميراي ؟!..
التفت ناحيتي حينها و ملامحها هادئة تدل على صدمة بسيطة دون أن تنطق ..!
لكني انتبهت لما تحمل في يدها لأصدم بشعرات بلون الكستناء بين أصابعها و استوعب أن ذلك الحقير كان قد أخرج مقصاً من جيبه ..!
بلا شعور ربت على كتفيها بقوة وقد كانت في طولي تقريباً : أتعرفينه ؟!.. أهو شخص يحقد عليك ؟!..
ابتسمت ابتسامة صغيرة : شكراً لينك .. قدومك أربكه .. من الجيد أنها ليست سوى شعرات لا تغير شيئاً ..!
بغضب هتفت : لا تغيري الموضوع !!.. من هذا الذي قد يفعل بك هذه الأشياء الفظيعة ؟!..
لم تنطق بينما تغيرت ملامحها و كأنها على وشك البكاء .. لذا لم أنطق أنا الآخر بينما ربت ريك على كتفي وهو يقول بجد : لينك .. خذها إلى السيارة .. سأقوم بدفع الحساب و الحق بكما ..!
تركت كتفيها حينها و أنا أومأ إيجاباً .. أمسكت بيدها و أنا أقول : هيا ..!
شدت على يدي في تلك اللحظة و هي تسير بقربي وقد طأطأت رأسها أكثر و أكثر ..!
.........................................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-13, 12:47 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

نار تشتعل من الغضب في داخلي .. نصفها على ذلك الشخص المجهول و الباقي على خالتي التي كانت تجلس بهدوء بقربي في السيارة دونما أي كلمة أو تعابير .. فقد تطأطأ رأسها بهدوء ..!
نظرت إليها بطرف عين و أنا اقول : هل حدث هذا سابقاً ؟!..
ببرود أجابتني : لاشك أنه مجرد عابث فلا تشغل بالك ..!
- لا تتجاهلي سؤالي .. أنت لست طبيعية هذه الفترة !!..
- لينك .. أنسى الأمر فأنا لست طفلة كي تخيفني مثل هذه التصرفات ..!
لم استطع كتمان غضبي فهتفت حينها : كفي عن المكابرة ميراي .. حين زرتك في ذلك اليوم لأحضر الخاتم تصرفاتك كانت مريبة .. و حين نزلت وجدت رسالة مخيفة في صندوق بريدك ..!
التفتت ناحيتي باستياء : هلا توقفت عن هذا ؟!!.. ثم كيف تجرأ على التطفل على صناديق بريد الآخرين ..!
حمقاء !!.. أنها ترفض الاستماع لي و تكابر فقط !!..
رأيت ريكايل يقترب وهو يدفع عربة التسوق المليئة بالأكياس فنزلت من السيارة و صفقت الباب بغضب ..!
بدأت بتحميل الأكياس مع ريك في الصندوق الخلفي وهو يسأل بهمس : ماذا قالت ؟!..
تمتم بغيض : غبية !!.. ترفض الاعتراف ..! أنا واثق أنها تعرضت لمواقف مشابهة هذه الفترة ..!
- يبدو الأمر لي كذلك .. فطيلة اليوم كان هاتفها يرن فإما أن تقطع الخط أو تضعه على وضع الصامت ..!
- هناك من يتعمد إزعاجها لسبب ما ..!
- الأمر تخطى الإزعاج و صار إيذاءً .. هل نخبر هاري ؟!..
- لا أعلم .. لا أود إخباره حالياً ..! على ذلك الأهوج أن يلاحظ بنفسه كما لاحظنا نحن ..!
أغلق الصندوق وهو يقول : يجب أن لا نضغط عليها لينك .. لنتركها الآن و نفتح الموضوع في وقت لاحق ..!
.........................................
لم يحدث الكثير منذ ذلك الحين .. فخالتي لم تأتي لزيارتنا خلال عطلة الأسبوع بحجة أنها تستعد لزفافها الذي سيكون بعد شهرين تقريباً خلال العطلة الصيفية ..!
لكن المطمئن في الأمر أنها تأخذ كيت معها أحياناً و أحياناً أخرى يرافقها هاري من أجل أمور صالة الاحتفال و هكذا ..!
بالنسبة لي و ريك و كذلك ليونيل فثالثتنا قضيناها بين الكتب استعداداً للامتحانات النهائية القادمة .. اما كيت التي باتت أذكانا فلن تحتاج لهذا ..!
وفي ذلك الصباح بداية الأسبوع خرجنا من المنزل نسير سويةً حين التقينا ريا كما هي العادة : صباح الخير ..!
هكذا بدأت أنا فانتبهت لي و ابتسمت : صباح الخير ..!
كان واضحاً على معالمها السعادة لسبب أجهله : أين يوجين ؟!..
نظرت لريك لتجيبه : لقد سبقني مبكراً للمدرسة .. انهم يستعدون لحفل التخرج الذي سيكون بعد الامتحانات مباشرةً ..!
آه صحيح .. و يوجين رئيس الطلبة و طالب السنة الثالثة عليه الاهتمام بكل شيء كالعادة ..!
سرنا سويةً و سألت ببرود : أي تخصص سيدرس في الجامعة ؟!..
أخذت تفكر للحظات قبل أن تقول : أعتقد .. ادارة الأعمال و الاقتصاد ..!
ابتسم أخي و هو يعلق : ذلك يناسبه بطريقة ما ..!
لا أعلم هل ريك طيب جداً أو ساذج حقاً لدرجة عدم إدراكه لهالة الشر المنبعثة من ذلك الشيطان ..!
عموماً ما دام ذلك الآخر لن يؤذيه فلا مشكلة ..!
كان الكثير من طلاب مدرستي يسيرون حولنا و في تلك اللحظة هتف أحدهم : هيه ريكايل ..!
التفتنا لنجد سام تركض ناحيتنا و ما اثار استنكاري انها نادت أخي وحده متجاهلة ريا بغض النظر عن انها تجاهلتني أيضاً ..!
أمسكت به وهي تقول : بسرعة .. هناك خبر يقول بأن لدينا اختبار كيمياء الحصة الأولى ..!
هتف برعب و استنكار : أي نوع من المفاجآت هذه ؟!.. لما لم يخبرونا في وقت مبكر ..!
سحبته خلفها و هي تقول : أنه مفاجئ و لكن الخبر تسرب لطلاب الصف .. بسرعة كي نسترجع الدروس سويةً ..! آه ريا صباح الخير ..!
لم تنتظر حتى الرد فقد ابتعدت خلفها أخي في غمضة عين بينما تمتمت تلك التي بجانبي : صـ .. صباح الخير ..!
كالعادة هي لم تنتبه لوجودي !!..
تابعت سيري مع ريا على مهل و انا استرق النظر إلى تلك الابتسامة السعيدة التي تعلو وجهها لسبب مجهول ..!
قررت التقصي عن الأمر فابتسمت : يبدو أن شيئاً جيداً حصل هذا الصباح ..!
التفت ناحيتي باستغراب فقلت : تبدين سعيدة للغاية و كأن أحدهم أخبرك أنك ستحصلين على علامات كاملة في الامتحانات ..!
اتسعت ابتسامتها و هي تقول : حسناً .. حصل أمر جيد خلال عطلة الأسبوع ..!
نظرت إلى الأمام و بنبرة سعيدة متفائلة : صوفي انفصلت عن والدي .. و رحلت إلى الأبد من منزلنا ..!
بلا شعور هتفت : حقاً !!.. أمر رائع .. ستتخلصين من كومة الإزعاج تلك ..!
أومأت إيجاباً : أجل .. لذا أنا اضمن أني سأحصل على علامات كاملة هذه المرة ..!
وقفت و أنا اراها تسير أمامي و تهمهم بسعادة .. أنها حقاً قوية .. فقد تجاوزت محنة تلك المرأة المدعوة صوفي بكل قوة دون أن يؤثر هذا فيها كثيراً رغم الأشياء المزعجة التي كانت تقوم بها زوجة ابيها اتجاهها ..!
أنه امر رائع حقاً .. ريا ..!
...........................................
كنت أحدق في كتاب الرياضيات قبل أن أدخله إلى الحقيبة فقد أنتهى الدوام المدرسي بلا أي أمور جديدة وحينها كان احدهم يقف بجانبي : لينك ..!
أجبته و أنا أرتب كتبي في الحقيبة دون أن ألتفت : ماذا يا ريكايل ؟!..
- سأذهب مع ماكس لمنزله الآن .. هناك بعض الدروس سندرسها سويةً ..!
التفت ناحيته حينها بهدوء : ألا بأس لديك ؟!.. لا اعتقد أن ماكس سيساعدك كثيراً في فهم الدروس ..!
قبل أن يجيب كان أحدهم قد فقز في وجهي وهو يقول باستياء : أتقصد أني غبي يا لينك ؟!..
ببرود أجبته : أنا لم أقلها .. أنت من قالها ..!
أمسك بأخي من ذراعه و سحبه خلفه : هيا ريك .. دعك من أخيك هذا و تعال معي .. سنستمتع سويةً ..!
بسرعة قلت بصوت مرتفع كي يسمعني : لا تضيع وقت أخي الصغير فهو يحتاج للدراسة جيداً ..!
لم يجبني بينما كان رايل من قال : سأعود قبل المساء ..!
خرج من الصف بعد هذه الجملة .. بينما حملت أنا الآخر حقيبتي للمغادرة وفي تلك اللحظة رن هاتفي برنة بسيطة تدل على وصول رسالة نصية : لعلها كيت ستطلب مني إحضار حاجيات الغداء كالعادة ..!
تمتمت بهذه الكلمات بملل وقد أخرجت هاتفي من جيب سترتي و ما إن نظرت حتى وجدتها رسالة من رقم غير مسجل ..!
فتحتها لأجد : ( أريد رؤيتك خلف مبنى المدرسة .. سأنتظرك )
رفعت أحد حاجبي مستنكراً .. من هذا يا ترى ؟!..
ربما تكون فتاة تريد الاعتراف لي .. أو فتاً سيطلب مساعدتي في بعض الدروس ..!
عموماً كلا الأمران مرفوض لذا لا داعي لذهابي ..!
سرت لأغادر صفي في نية الاتجاه للمنزل مباشرةً ..!
لم أرى إيثن منذ رن الجرس .. ربما عاد لمنزله مبكراً ..!
خرجت من المبنى بين الطلاب و في تلك اللحظة شعرت بفضول حول ماهية الشخص الذي ينتظرني الآن .. ربما سأسترق النظر إليه و أهرب حالاً ..!
شعرت بالحماسة قليلاً مما جعلني أغير وجهتي إلى ذلك المنعطف من الجهة الأخرى عن طريق العمارة كي التف حول المدرسة ..!
كان هناك القليل من الطلاب في ذلك الشارع يسيرون متفرقين متجهين إما لمنازلهم أو أماكن أعمالهم الجزئية ..!
بقي المنعطف الأخير حيث تلك السكة الصغيرة التي تفصل بين سور المدرسة و مبنى آخر ..!
نظرت داخلها فخابت آمالي فهذا الشخص لا يبدو من مدرستنا .. لكن هذا مثير أكثر ..!
كان رجلاً كما يبدو .. يرتدي كنزةً برتقالية طويلة الأكمام و لها قبعة رأسية على رأسه مع بنطال أسود .. و ينظر إلى ساعته لكني لا استطيع رؤية وجهه بسبب القبعة ..!
شغفني الفضول أكثر و أنا أتساءل إن كان هذا الرجل هو من طلب لقائي أم أنه هنا لسبب آخر لذا اقتربت أكثر دون التفكير في العواقب ..!
لم ينتبه لي بعد بل أخرج هاتفاً حديث الطراز و بدأ ينظر إليه منهمكاً في شيء ما و في تلك اللحظة اتضح وجهه بشكل جزيء لكني عرفته حالاً !!..
لما هو هنا الآن ؟!..
كادت عروقي تنفجر من شدة التوتر و أنا أتساءل ما الذي جاء بي إلى هذه الورطة ..!
استدرت بهدوء كي اغادر المكان عله لا ينتبه لي و لكن : توقف !!..
هكذا هتف و أنا أسمع خطواته المسرعة من خلفي و ما إن كدت أركض حتى أمسك بأعلى سترتي من الخلف و سحبني بشدة لاصطدم بالجدار وقد اسند ذراعيه القويتين إلى الجدار و أنا بينهما ليفقدني آخر فرصة في الهرب و ها أنا أراه وجهاً لوجه مجدداً ..!
لم يكن مني إلا أن كشرت بغضب و استياء : ماذا تريد الآن ؟!.. ألا يكفي أني لم اسبب لك المشاكل بعد حبسي في المرة الماضية ؟!..
ابتسم نصف ابتسامة ببرود و سخرية : يبدو أن ازعاجي صفة متوارثة في اسرتك لينك .. فما إن تخلصت منك حتى ظهر أخوك من العدم ليحل محلك في صنع الفوضى في حياتي ..!
شددت قبضتي بقوة و تمالكت أعصابي و أنا أتمتم بتهديد : اسمع أدريان .. إن تعرضت لأخي ريكايل بشيء فصدقني ستكون العاقبة وخيمة و لن أمررها كسابقتها ..!
نظرتي الشرسة تلاقت مع نظراته الغاضبة المكتومة .. كيف سينتهي هذا اللقاء بيننا يا ترى ؟؟!..
.................................................. ...
و أخيراً أنهيت البارت و قمت بتنزيله

مرحباً يا أصحاب .. كيف حالكم ؟!..

هاهو البارت قد وصل بعد جهد جهيد .. كنت أريد تنزيله مبكراً لكني تذكرت بعض الأحداث و اضررت لإعادة ترتيب أحداث البارت بأكمله كي يتناسق لذا القنبلة تأجلت بعض الوقت ..!

أتمنى أن ينال إعجابكم .. و أن يكون بالطول الكافي أيضاً ..!

سأترك لكم حرية التعليق عليه و توقع الأحداث القادمة .. فرغم هدوء البارت إلا أن هناك أشياء مهمة داخله ..!

أترككم الآن في رعاية المولى ..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-13, 07:54 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ـــــــــــــــــــــــــ ـ

part 19

كنت أحدق في كتاب الرياضيات قبل أن أدخله إلى الحقيبة فقد أنتهى الدوام المدرسي بلا أي أمور جديدة وحينها كان احدهم يقف بجانبي : لينك ..!
أجبته و أنا أرتب كتبي في الحقيبة دون أن ألتفت : ماذا يا ريكايل ؟!..
- سأذهب مع ماكس لمنزله الآن .. هناك بعض الدروس سندرسها سويةً ..!
التفت ناحيته حينها بهدوء : ألا بأس لديك ؟!.. لا اعتقد أن ماكس سيساعدك كثيراً في فهم الدروس ..!
قبل أن يجيب كان أحدهم قد فقز في وجهي وهو يقول باستياء : أتقصد أني غبي يا لينك ؟!..
ببرود أجبته : أنا لم أقلها .. أنت من قالها ..!
أمسك بأخي من ذراعه و سحبه خلفه : هيا ريك .. دعك من أخيك هذا و تعال معي .. سنستمتع سويةً ..!
بسرعة قلت بصوت مرتفع كي يسمعني : لا تضيع وقت أخي الصغير فهو يحتاج للدراسة جيداً ..!
لم يجبني بينما كان رايل من قال : سأعود قبل المساء ..!
خرج من الصف بعد هذه الجملة .. بينما حملت أنا الآخر حقيبتي للمغادرة وفي تلك اللحظة رن هاتفي برنة بسيطة تدل على وصول رسالة نصية : لعلها كيت ستطلب مني إحضار حاجيات الغداء كالعادة ..!
تمتمت بهذه الكلمات بملل وقد أخرجت هاتفي من جيب سترتي و ما إن نظرت حتى وجدتها رسالة من رقم غير مسجل ..!
فتحتها لأجد : ( أريد رؤيتك خلف مبنى المدرسة .. سأنتظرك )
رفعت أحد حاجبي مستنكراً .. من هذا يا ترى ؟!..
ربما تكون فتاة تريد الاعتراف لي .. أو فتاً سيطلب مساعدتي في بعض الدروس ..!
عموماً كلا الأمران مرفوض لذا لا داعي لذهابي ..!
سرت لأغادر صفي في نية الاتجاه للمنزل مباشرةً ..!
لم أرى إيثن منذ رن الجرس .. ربما عاد لمنزله مبكراً ..!
خرجت من المبنى بين الطلاب و في تلك اللحظة شعرت بفضول حول ماهية الشخص الذي ينتظرني الآن .. ربما سأسترق النظر إليه و أهرب حالاً ..!
شعرت بالحماسة قليلاً مما جعلني أغير وجهتي إلى ذلك المنعطف من الجهة الأخرى عن طريق العمارة كي التف حول المدرسة ..!
كان هناك القليل من الطلاب في ذلك الشارع يسيرون متفرقين متجهين إما لمنازلهم أو أماكن أعمالهم الجزئية ..!
بقي المنعطف الأخير حيث تلك السكة الصغيرة التي تفصل بين سور المدرسة و مبنى آخر ..!
نظرت داخلها فخابت آمالي فهذا الشخص لا يبدو من مدرستنا .. لكن هذا مثير أكثر ..!
كان رجلاً كما يبدو .. يرتدي كنزةً برتقالية طويلة الأكمام و لها قبعة رأسية على رأسه مع بنطال أسود .. و ينظر إلى ساعته لكني لا استطيع رؤية وجهه بسبب القبعة ..!
شغفني الفضول أكثر و أنا أتساءل إن كان هذا الرجل هو من طلب لقائي أم أنه هنا لسبب آخر لذا اقتربت أكثر دون التفكير في العواقب ..!
لم ينتبه لي بعد بل أخرج هاتفاً حديث الطراز و بدأ ينظر إليه منهمكاً في شيء ما و في تلك اللحظة اتضح وجهه بشكل جزيء لكني عرفته حالاً !!..
لما هو هنا الآن ؟!..
كادت عروقي تنفجر من شدة التوتر و أنا أتساءل ما الذي جاء بي إلى هذه الورطة ..!
استدرت بهدوء كي اغادر المكان عله لا ينتبه لي و لكن : توقف !!..
هكذا هتف و أنا أسمع خطواته المسرعة من خلفي و ما إن كدت أركض حتى أمسك بأعلى سترتي من الخلف و سحبني بشدة لاصطدم بالجدار وقد اسند ذراعيه القويتين إلى الجدار و أنا بينهما ليفقدني آخر فرصة في الهرب و ها أنا أراه وجهاً لوجه مجدداً ..!
لم يكن مني إلا أن كشرت بغضب و استياء : ماذا تريد الآن ؟!.. ألا يكفي أني لم اسبب لك المشاكل بعد حبسي في المرة الماضية ؟!..
ابتسم نصف ابتسامة ببرود و سخرية : يبدو أن ازعاجي صفة متوارثة في اسرتك لينك .. فما إن تخلصت منك حتى ظهر أخوك من العدم ليحل محلك في صنع الفوضى في حياتي ..!
شددت قبضتي بقوة و تمالكت أعصابي و أنا أتمتم بتهديد : اسمع أدريان .. إن تعرضت لأخي ريكايل بشيء فصدقني ستكون العاقبة وخيمة و لن أمررها كسابقتها ..!
نظرتي الشرسة تلاقت مع نظراته الغاضبة المكتومة .. كيف سينتهي هذا اللقاء بيننا يا ترى ؟؟!..
رغم تهديدي فهو لم يبدي أي اهتمام كبير بل كان رده : لا زلت مراعياً لحالة أخيك الصحية .. لكن إن لم يبتعد عن ينار فمجرد إخباره بالحقيقة التي يجهلها ستكون كافية للتخلص منه ..!
شعرت بنار تحترق داخلي لكني كتمت غضبي بصعوبة : من قال لك أنه يجهل الصلة بينك و بين ينار ..!
ظهرت على شفتيه ابتسامة خبيثة : أنت قلتها الآن .. كل ما قلته " الحقيقة التي يجهلها " .. لكنك تسرعت لتصرح بتلك الحقيقة أمامي ..! عموماً فالأمر واضح فلو أنه يعرف انها ابنتي لالتزم حدوده و لعب دور الأخ المضحي كما تفعل أنت ..!
- اسمع يا هذا .. ينار تحبه .. إن كان لديك اعتراض فواجها هي و لا تدخل ريك في مشاكلك العائلية ..!
- بما أنه من يسبب مشاكلي فهو معني بالأمر ..! واضح أنه لم يعلم بأمر حبسك المرة الماضية ..! تخفي هذا عنه ؟!.. يا لك من أخ طيب القلب !!..
- لن أرد عليك ..! ثم هل تراقبه حتى تعرف إن كان يعلم أو لا ؟!.. ابتعد حالاً فأنا لست متفرغاً لشخص مثلك ..!
- حقاً ؟!.. و أنا الذي تركت مكتبي و أتيت لأقابلك بنفسي .. عليك أن تكون ممتناً على الأقل ..!
حدقت به بنظرة برود أخفي خلفها غضبي : أجل .. و من أين يأتي رئيس شركة كي يهدد طالب ثانوية في وقت الظهيرة في هذا المكان و بهذا المظهر ؟!.. كم أنت مثير للسخرية ..!
لم أكد أكمل جملتي حتى أمسك أعلى قميصي بشدة و سحبة بقوة تكاد تخنقني وهو يحدق بي بغضب : سليط اللسان كالعادة يا ابن جاستن !!..
تمتمت بصعوبة بسبب يده التي تخنقني : أبن جاستن .. و ابن الينا أيضاً رغم عنك أدريان سميث ..!
- غلطة إلينا الكبرى أنها ضيعت شبابها و حياتها على تافه مشرد مثلك !!..
- ايها الغيور .. ألأني كنت بقربها دوماً ؟!.. أم لأني ابعدتها عنك أميالاً ؟!..
كلماتي الأخيرة و التي شددت عليها و قلتها بخبث شيطاني زادت غضب أدريان لم انتبه إلا لقبضته المرفوعة و في نيته لكمي بها حتى اني اغمضت عيني بقوة بلا حيلة : لنتوقف عند هذا الحد .. فأنا لا يمكن أن اسمح بأذية طلاب مدرستنا ..!
فتحت عيني غير مدرك لصاحب الصوت الذي ظهر فجأةً أو بالأحرى لست مستوعباً لما قاله حقاً ..!
التفت في ذات اللحظة مع ادريان لتتسع عيناي مع اتساع ابتسامة ذلك الشاب الخبيثة و هو حدق بي بعينيه الفضيتين ..!
تركني ادريان حينها و نظر إلى ذلك الفتى : يبدو أنك كسبت بعض الأصدقاء ..!
شددت قبضتي و تمتمت بغيض : لا يمكن أن يكون هذا الشيطان صديقي ..!
أعلمتم من أقصد ؟!.. و من غير ذلك المتملق رئيس الطلبة ..!
نظرت إليه بحدة و أنا أقول : لا شأن لك بهذا يوجين !!..
بذات ابتسامته الباردة قال : لقد قلت انه لا يسمح بأذية طالب من مدرستنا .. ما دمت ترتدي الزي المدرسي فأنت تحت مسؤولية مجلس الطلبة ..!
نظر إلى أدريان ليتابع : ألم تخبرك ابنتك بهذا ؟!.. والد ينار سميث ..!
كدت أرد عليه إلا أن هتاف احدهم من بعيد قطع علي هذا : لييينك ؟!!..
- أوووه .. انه يبحث عنك ..!
كان هذا يوجين و لا أخفي عليكم أن الصوت هو صوت ايثن .. لما يبحث عني الآن ؟!.. لا يجب أن يرى أدريان هنا خاصة و أنه يعرفه سابقاً ..!
لقد رآه في منزل ينار سابقاً .. إن رآه هنا الآن فما الذي سيطرأ على باله يا ترى ؟!..
شعرت بأحدهم امسك بذراعي بشدة حتى كادت تكسر فنظرت إليه لأجد نظرة التهديد في عينيه وهو يقول : اسمع جيداً أيها المدلل .. أنا لا زلت متمالكاً لأعصابي .. لكن في المرة القادمة لن يكون مجرد تهديد لفظي ..!
في تلك اللحظة امسك احدهم بذراعي الآخر ليسحبني بشدة مجبراً أدريان على تركي : انه من طلاب مدرستي .. إن اردت افتعال مشكلة معه فعليك الانتظار حتى يتخرج منها ..!
كنت مصدوماً من يوجين الذي لا أعلم ما هدفه من هذا كله بينما كان الاثنان يتبادلان نظرات لا يمكنني فهم مغزاها ..!
إلا أن ذلك الرجل الأشقر استدرا ببرود ليغادر المكان دون نطق حرف مما أذهلني ..!
وقفت متجمداً في مكاني احاول استيعاب ما حدث قبل قليل .. لقد ظهر أدريان و اختفى في غمضة عين .. كم أبغض هذا الرجل ..!
مصيرنا يحتم على كل منا إفساد حياة الآخر حتى آخر لحظة ..!
نظرت إلى يوجين بطرف عين و بغيض : ماذا تريد أنت الآخر ؟!..
ابتسم ابتسامته الشيطانية التي أكرهها و نظر إلي بعينيه الفضيتين و كأنه ذئب ينظر لحمل : إن تأذيت ستحزن ريا ..! و لم يحن الوقت لتكتشف حقيقتك المجهولة أيها الوريث المدلل ..!
بانزعاج تمتمت : إلى أي مدى تعلم ؟!..
بقي يحدق بي للحظات قبل أن يجيب ببرود مع ابتسامة ساخرة : أعلم أنك وريث مارسنلي المفقود الذي دمر أدريان سميث ثروته .. و أعلم أنك لينك براون الشقيق التوأم لريكايل بروان ..! متأكد من كلا الحقيقتين لكني لا زلت أجهل الكثير فأطمئن .. هل ريكايل هو ابن مارسنلي أصلاً ؟!.. أم لينك هو أبن براون أصلاً ..! لم أصل للمدى الذي يكشف لي هذه الحقائق ..!
- لا تتخطى حدودك أكثر فأنت تعرف أكثر مما ينبغي كمجرد رئيس طلبة لمدرستي ..!
- سأفكر في الأمر .. إن وجدت الوقت و المزاج للبحث في ماضيك فلن أطلب مشورتك في ذلك الحين ..!
أوشحت بوجهي عنه بغضب و أنا أهمس لنفسي : سحقاً لك هل تتخذني سبيلاً لإضاعة الوقت و التسلية ؟!..
- يوجين .. هل وجدته ؟!..
التفت لحظتها لأجد ايثن الذي ابتسم : انت هنا إذاً .. يا فتى لقد بحثت عنك كثيراً ..!
أقترب اكثر لكنه توقف وهو يحدق في شيء ما و بتوتر سألت : ما بك أيثن ؟!..
كانت نظرته المستغربة قد تسلطت علينا و هو يسأل : لما تمسكه بهذه الطريقة ؟!..
استدركته حينها أن يوجين لا يزال يمسك ذراعي و كأنه يشدها و حينها تركها ليقف خلفي و يربت على كتفي ليقول بمرح و بهجة : لأننا صديقان مقربان ..!
بسرعة ابتعدت عنه و هتفت : لست صديقاً لمنافق مثلك !!..
نظر إلي بمكر ليقول : أجل .. لديك الكثير الكثير من الأصدقاء هنا غيري لذا لا تنظر إلي كصديق .. صحيح لا شك أن لديك أصدقاء من مدرستك السابقة .. و أيضاً ........!
صرخت بغضب و توتر : هذا يكفي !!.. لا بأس نحن أصدقاء هل ارتحت الآن أيها الشيطان ؟!..
التفت إلى ايثن ليقول وهو يتصنع البراءة : أرأيت ؟!.. هذا الفتى قليل تهذيب و ينعتني بألفاظ سيئة رغم أني أكبر منه ..! و رغم أني أنقذته قبل قليل من شخص كاد يسبب له مصيبة ..!
باستياء تمتمت وقد أشحت بوجهي عنه : و أنت أكبر مصيبة في حياتي ..!
شعرت بيده تربت على رأسي وقد كان أطول مني ببضع سنتيمترات : أكبر من أدريان ؟!..
أبعدتها في الحال و صرخت في وجهه : كلاكما وجهان لعملة واحدة ..!
بابتسامته الخبيثة قال : أيها الشيطان .. أتقارنني بالرجل الذي سلب حياتك و سعادتك من بين يديك ؟!..
بل شعور دفعته بشدة فتراجع للخلف خطوتين بينما سرت بخطوات متسارعة غاصبة و أنا أقول : لا تعتقد أنك أفضل منه فأنت خليفه بالنسبة لي ..!
لم يرد علي .. أعلم ان نظرات البرود و السخرية منه موجهة نحوي الآن .. لكني ما إن تجاوزت إيثن حتى لحق بي بصمت حتى خرجنا من الممر و قد كنت أريد الابتعاد عن هذا المكان بأسرع ما يمكن مما جعلني أسارع خطواتي حتى بت بعيداً عنه في شارع آخر : لينك توقف ..!
التفت ناحيته بهدوء و أنا أشعر بانزعاج كبير في داخلي : ماذا ايثن ؟!..
ارتبك قليلاً ثم مد إلي كتاباً : كتاب الأحياء خاصتك كان مع المعلم .. و قد طلب مني إيصاله لك حين ذهبت لغرفة المعلمين بعد نهاية الدوام ..!
أخذته منه بهدوء : شكراً لك ..!
بدا عليه التوتر من غضبي الكبير : أعذرني .. كنت أبحث عنك فسألت يوجين و قال أنك ذهبت من هذه الجهة ثم انضم إلي للبحث عنك .. لم أعلم أنك تكرهه إلى هذه الدرجة ..!
تابعت سيري و أنا أهمس : أكرهه أكثر مما تتخيل ..!
شعرت بيد تربت على كتفي و صوت جاد يرافقها : لينك ..!
التفت ناحية ايثن لأجد نظرة جدية خلف نظارته الطبية .. لكنه لم يلبث أن ابتسم : لا داعي أن تحمل كل الهم على نفسك .. يمكنك أن تطلب المساعدة مني أو من باقي الرفاق ..! أعلم أنك تخفي شيئاً مهماً عنا .. رغم هذا لن أطلب منك أن تبوح به مجبراً ..! مهما كان ذلك الموضوع و مهما كانت أسبابك فنحن سنقف في صفك .. تأكد من هذا ..!
اعترف أن كلامه نفس من غضبي قليلاً .. انه دوماً ما يكرر كلمات مثل هذه علي .. أعلم أنه شخص جيد و صديق مخلص .. و ربما أعده أفضل صديق بعد لوي و ليديا .. أعلم أنه يجهل الكثير عني .. لكن مجرد ثقته الكبيرة هذه بي تكفيني ..!
طأطأت رأسي حينها .. لا أعتقد أن ماثيو و دايمن كانا يثقان بي هكذا .. اعترف أنهما يحبانني و أنا كذلك .. لكنهما لا يضمنان أفعالي أطلاقاً و لا يمكنهما الثقة بأقوالي دوماً .. الأصح أنهما كانا دائما الغضب مني و الحذر من غضبي رغم أننا كنا أصدقاء جيدين في النهاية ..!
في الحقيقة .. لقد كنت صديقاً سيئاً و أنانياً لهما ..!
أخذت نفساً عميق و أنا أتمتم بلا شعور : ايثن .. ماذا لو عرفت أنني ....!
- ايثن ..!
قطع ذلك الصوت كلامي .. صوت شاب ما ..!
انتبهت لنفسي و ما كنت سأبوح به في تلك اللحظة و حينها رأيت ذلك الشاب يسير على مقربة منا .. بشعر أسود كثيف و نظارة طبية خلفها عينان كلون شعره بملامح وسيمة و لطيفة .. وقد كان يرتدي قميصاً أبيض و بنطالاً ترابياً و يحمل حقيبة سوداء خاصة بحاسوب محمول لكنها كانت كبيرة للتسع أشياء أخرى .. و يبدو في الخامسة و العشرين من العمر : جيمس ..!
نظرت إلى ايثن الذي قال هذا ثم عدت بنظري إلى الشاب الذي ابتسم : هل انتهى الدوام المدرسي ؟!..
- أجل .. منذ نصف ساعة ..!
نظر إلي حينها بذات ابتسامته : أهذا صديقك ؟!..
أومأ إيجاباً : أجل .. لينك براون ..!
- آه .. احد التوأمين أليس كذلك .. لقد حدثتني عنه سابقاَ ..!
كنت متعجباً من معرفة هذا الشاب بأمري إلا أنه عاد ينظر إلي ليقول بابتسامة لطيفة : أعرفك بنفسي .. أنا جميس روكبيل .. و أنا شقيق ايثن الأكبر ..!
لم أدهش كثيراً فالشبه بينهما واضح إضافةً إلى أن أيثن قد ذكره لي سابقاً .. صافحته حينها و ابتسمت بهدوء : أهلاً بك جيمس .. أنا لينك ..!
استدرك إيثن شيئاً لحظتها : صحيح .. أين ريكايل ؟!..
- ذهب للدراسة مع ماكس ..!
- هكذا إذاً .. لكن ألم تتأخر على العودة لكيت و ليونيل ؟!..
أومأت سلباً : ليو قال أنه سيتناول الغداء عند والدته اليوم .. أما كيت فلديها فحص السكري المعتاد و قد وعدها هاري بأخذها لأحد المطاعم حتى تتحمس للامتحانات ..!
- هذا يعني أنك ستكون وحدك في المنزل ..!
- لا فرق لدي ..!
هتف حينها بحماس : صحيح .. ما رأيك أن تأتي معي ؟!.. لنتناول الغداء معاً ثم ندرس قليلاً للامتحانات ..!
لم أرد لحظتها إلا أنه أردف : لقد وعدتني من قبل أن تأتي لزيارتي .. أنها فرصة مناسبة ..!
ابتسمت و أنا أجيبه : يسرني قبول دعوتك ..!
أنزل جميس حقيبته من كتفه وهو يقول : ايثن خذها معك للمنزل .. سأمر بأحدهم و سألحق بكم بعد قليل ..!
حملها ليضعها على كتفه ببطء : أنها ثقيلة .. ماذا تضع فيها ؟!..
سار متجاوزاً إيانا و هو يقول : حاسوبي و كتب الجامعة .. أحذر أن تسقط منك ..!
تنهد صاحبي بضجر : ياله من أخ عديم المسؤولية ..!
التفت ناحيته و أنا أعلق : تبدوان مقربان بالرغم من ذلك ..!
قطب حاجبيه باستغراب : حقاً ؟!.. أرى أننا طبيعيان للغاية ..!
كنا نسير حينها و هو يقول : المقربان هما أنت و ريكايل ..! لو بقي جيمس في المشفى طيلة تلك الفترة لما فعلت له ما فعلته أنت مع ريك ..!
ضحكت بخفة حينها : الأمر طبيعي أيضاً فريكايل أخي الوحيد و علي العناية به نيابة عن والدي ..!
- أعتقد أنه سبب وجيه ..!
- لديك أخوات أيضاً ..!
- أجل .. ثلاث شقيقات .. ستتعرف عليهن قريباً ..!
- أتطلع لذلك ..!
تابعنا سيرنا ناحية منزل ايثن الذي ازوره للمرة الأولى .. كل ما أعلمه أنه في حي مجاور و ليس في ذات حينا .. و السير إلى هناك يستغرق خمسة عشر دقيقة ..!
- ألم تفكر بشراء دراجة تأتي بها للمدرسة ؟!.. بما أن منزلكم بعيد بعض الشيء ..!
- فكرت في الأمر .. لكني احببت المشي أكثر و اعتدت عليه .. المشي مفيد في الصباح ..!
ابتسمت بهدوء .. لديه وجهة نظر في النهاية ..!
عموماً الأفضل أن أنسى أدريان حالياً .. لذا سأشغل بالي بأي شيء بعيد عنه ..!
.......................................
يتبع.......


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-13, 07:58 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تابع......

توقفنا أثناء سيرنا أمام مبنى صغير زاهي الألوان و له ساحة لعب كبيرة : روضة ؟!..
هذا ما طرأ على بالي لحظتها فأومأ صاحبي إيجاباً : أصغر أخواتي في الروضة .. انتظر قليلاً هنا سأذهب لاصطحابها ..!
دخل بعدها إلى المبنى فانتظرت أمام الباب و أنا أرى الصغار يلعبون ريثما ينتظرون أهليهم ليصحبوهم ..!
لا أذكر أني دخلت روضة أطفال في صغري .. رغم أنها تبدو مكاناً مسلياً من الخارج ..!
- من أرى ؟!.. لينك ؟!.. من الغريب رؤيتك هنا ..!
التفت ناحية صوت السيدة لأجد السيدة كارولين احدا جيراننا بابتسامتها اللطيفة كالعادة و التي بادلتها أيها : مرحباً سيدتي ..!
- هل جئت لاصطحاب أحدهم ؟!..
- لا .. كنت ذاهباً مع صديقي لمنزله لكنه توقف كي يأخذ أخته الصغيرة ..!
- ماما ..!
صوت اخترق حوارنا و الذي لم يكن سوى صوت لين التي ركضت ناحية والدتها وهي ترتدي ذلك الفستان السماوي اللطيفة بلا أكمام و تحته قميص مريح .. انها ملابس الروضة المشتركة ..!
نظرت إلي بابتسامة : رايل هنا أيضاً ..!
- أنا لينك و لست رايل ..!
- آه .. لقد أخطأت مجدداً !!.. حين تكونان سويةً استطيع التفريق ..!
- كما أخبرتك في السابق .. رايل لديه جبين و أنا لا ..!
ضحكت بخفة حينها فربتت والدتها على رأسها : هيا صغيرتي .. لنعد للمنزل ..!
أومأت إيجاباً و سارت قرب أمها وهي تلوح لي : إلى اللقاء ..!
السيدة كارولين تعمل في شركة صغيرة بالقرب من هنا كما أذكر بينما زوجها يعمل في مؤسسة للنقل ..!
إذاً لين تدرس في هذه الروضة .. أنها لطيفة كالعادة مثل والدتها تماماً ..!
عدت أحدق بالأطفال ذو الأحجام المتفاوتة و الأعمار المختلفة فمنهم من هو في الثالثة و منهم من هو في السادسة كلين ..!
تقدمت خطوتين إلى ساحة اللعب حيث كان هناك أراجيح من جهة و من الجهة الأخرى صندوق رمل كبير .. و الاثنان يضجان بهتافات الأطفال ..!
بينما كانت عيناي تدوران حول تلك الوجوه الصغيرة و الملامح البريئة استوقفني شيء ما جعلني أعيد التحديق إلى تلك الطفلة ذات الأربع سنوات و التي تجلس هناك على الأرجوحة تتأرجح بسعادة ..!
تلك العينان الواسعتان من الفضة .. كانتا مبهرتين بشكل واضح .. لكن ما جذبني هو ذلك الشعر القصير الأحمر المتجعد ..!
هل بت أرى هذا الشعر كثيراً هذه الفترة يا ترى ؟!..
- لينك ..!
التفت إلى أيثن في تلك اللحظة و قد كان يسير ناحيتي وهو يقول : آسف للتأخر عليك .. المشاكسة الصغيرة عادت لتحضر دفتر رسومها ..!
- لا عليك .. ايثن تعال بسرعة .. سأسألك ..!
تحولت ملامحه للاستغراب و أقترب مني : ماذا ؟!..
نظرت لجهة الأراجيح : تلك الطفلة .. ألا تبدو مألوفة ؟!..
- من ؟!.. ذات الشعر الأشقر الطويل؟!..
- لا .. ذات الشعر الأحمر القصير ..!
التفت ناحيتي ليقول ببساطة : أنها أخت ينار الصغرى ..!
هكذا إذاً .. الشبه واضح بين الطفلة و السيدة مارسيا فهما تملكان لون الشعر نفسه و العينين كذلك .. أما ينار فعيناها فيروزيتان ..!
عدت لأقول : لقد فكرت بأنها تشببها أيضاً ..!
- والدة ينار تعيش في هذا الحي أيضاً .. لذا فهذه أقرب روضة أطفال ..!
- أعتقد أني قد سمعت أن لينار أخوة صغار .. لكني لم أعتقد أنهم في هذا العمر ..!
- سيلينا هي الأصغر ..! هناك دانيال في الثالثة عشر .. و وليام في السابعة .. وثم سيلينا في الرابعة ..! و بالطبع الكبرى ينار ..!
قبل أن أعلق على الأمر نظر هو خلفي كأنه رأى أحدهم ثم أبتسم ليقول : مرحباً سيدة كريسفورت ..!
سيدة .. كريسفورت ؟!..
التفت حالاً إلى الخلف لأجد السيدة مارسيا تدخل من بوابة الروضة وقد انتبهت لايثن و ابتسمت لكن ابتسامتها اختفت للحظة حين رأتني إلا أنها استدركت الأمر و أعادتها ..!
اقتربت منا وهي تقول : مرحباً ايثن .. كيف حالك ؟!..
- أنا بخير .. ماذا عنك ؟!..
- بخير كذلك .. شكراً لسؤالك ..!
نظرت ناحيتي لحظتها بذات الابتسامة اللطيفة لتقول : ريكايل ؟!.. لا لا أعتقد أنك .. لينك ..! ريكايل كان يصفف شعره بطريقة مختلفة في آخر مرة رأيته ..!
ابتسمت لها و أنا أومأ إيجاباً : صحيح .. انه يفعل هذا كي يسهل على الآخرين التفريق بيننا ..!
- أذاً أنت و أيثن في المدرسة ذاتها ..!
- أجل .. نحن صديقان كذلك ..!
بطريقة ما واضح أنها علمت بصلح ينار بريكايل فهي لم تتوتر إطلاقاً حين تحدثت معي ..!
صوت طفولي مرتفع هتف : ماما .. لقد تأخرت ..!
التفت ناحية تلك الطفلة التي ذكر ايثن ان اسمها " سيلينا " .. و التي وقفت قرب السيدة مارسيا و هي تقول : الم تقولي في الصباح أن داني سيأخذني ؟!..
ربتت الأم على رأس طفلتها لتقول : دانيال اتصل و قال أنه سيلعب كرة القدم في المدرسة بعد الدروس .. لذا أتيت لأخذك ..!
التفتت ناحية ايثن لتنظر ناحيته بهدوء قبل ان تبتسم و تشير إليه : شقيق سيلا الأكبر ..!
أومأ إيجاباً و ربت على و ابتسم لها بمرح : صحيح .. أنت و سيلا صديقتان جيدتان حقاً ..!
نظرت إلي عندها .. ربما تحاول أن تعرف من أنا فهي ترا الأشخاص ذاتهم كل يوم يأتون لأخذ أطفالهم ..!
ابتسمت لها و أنا انتظر أن تقول شيئاً لكنها في النهاية تمتمت : من ؟!..
كما توقعت هي لم تجد اجابة و قبل أن أجيبها قالت والدتها : في السنة الماضية التقينا ريكايل مصادفة في أحدى الحدائق حين كنا خارجين لنزهة فقضى بعض الوقت معنا .. لقد لعب معها ذلك اليوم لذا ربما هي تتذكر شيئاً عنه ؟!..
جثت بجوارها وهي تقول: سيلينا .. أتذكرين رايل ؟!.. الذي أريته دميتك فقال أنها جميلة و لعبتي معه بالدراجة حين كنا في الحديقة ..!
ابتسمت بسعادة و كأنها تذكرت الأمر فأومأت إيجاباً لتشير الأم ناحيتي : هذا لينك .. و هو شقيق ريكايل .. ألا يشبهه ؟!..
عادت تنظر إلي قبل أن تقطب حاجبيها بعدم اقتناع : لا .. أنه لا يشبهه أبداً !!..
.
.
(( إطلاقاً ..! أنت لا تشبه ريكايل أبداً !!.. ))
.
.
أنها بالفعل .. أخت ينار !!..
ضحك ايثن بخفة حينها : الجميع يجزم أنهما شخص واحد ..! أنت مسلية حقاً سيلينا ..!
السيدة مارسيا أيضاً كانت تكتم ضحكتها قبل أن تقف فجثيت أنا أمام تلك الصغيرة : ألا أشبه رايل ؟!..
أومأت سلباً : لا ..!
- هل تشبهين أنت ينار ؟!..
- لا .. فهي طويلة و أنا قصيرة ..!
- لكنكما أختان صحيح ..!
أومأت إيجاباً مؤكدة كلامي فربت على رأسها بلطف : إذاً أنا و ريكايل أخوان حتى لو لم نشبه بعضنا .. في نظرك على الأقل ..!
بدا انها اقتنعت بكلامي فوقفت حينها بعد أن رأيت ابتسامتها المرحة ..!
أمسكت أمها بيدها الصغيرة وهي تقول : هيا سيلينا .. يجب أن نعود للمنزل فوليم ينتظرنا ..!
نظرت إلي لتردف : أوصل سلامي لريكايل ..!
- سأفعل ..!
سارت مغادرةً الروضة بينما سيلينا تلوح لنا مودعة بمرح ..!
أدريان كان بالقرب من هنا .. مجرد التفكير بأن هذه المرأة اللطيفة كانت زوجته و لو لأشهر فقط يجعل خلاي دماغي تتفجر رافضة الفكرة ..!
نظر إلي صاحبي ليسأل : منذ متى تعرف السيدة مارسيا ؟!..
- التقيتها مرةً تتحدث إلى ريكايل .. تعلم أنه يعرف ينار مسبقاً .. لقد عرفته والدتها أيضاً ..!
- هكذا إذاً ..!
كنت مطمئناً أنه لم يسأل أكثر .. لا أعلم لما لا أشعر برغبة في الحديث عنها .. ربما بسبب أدريان ..!
- لقد تأخرت .. ماذا تفعل يا ترى ؟!..
هكذا تمتم ايثن وهو يحدق بمبنى الروضة فقد طال الوقت به و هو ينتظر شقيقته : ربما من الأفضل أن نتفقدها ..!
وافق على اقتراحي فسرت معه حتى وصلنا إلى البوابة لنجد إحدى المسؤولات تقف هناك تودع الأطفال و ما إن رأتنا حتى قالت : ايثن .. أجئت لأخذ سيلا .. اعتقدت أنك تأخرت اليوم ..!
- أنا هنا منذ مدة لكنها قالت انها نسيت شيئاً و عادت لتحضره ..!
- حقاً ؟!!.. لكنها ترسم في صفها هناك و لا يبدو أنها على وشك المغادرة ..!
تنهد ايثن بضجر : كما توقعت ..!
سار إلى الداخل فلحقت به حالاً في ذلك الممر المليء بالأبواب ذات الرسومات الغريبة تبعاً لأسم الشعبة .. الزهور .. الفراشات .. وغيرها ..!
وصلنا إلى صف في نهاية الممر " السلاحف " .. ياله من اسم !!..
فتح ايثن الباب و دخل و أنا من خلفه حيث رأيت طفلة تجلس هناك على كرسي صغير يناسب حجمها و أمامها طاولة قصيرة كذلك وقد كانت منهمكة بالرسم في احد الدفاتر و الدليل هو مجموعة الأقلام الملونة المنتثرة فوق الطاولة ..!
لكن الغريب أنها كانت تضع تاجاً بلاستيكياً على شعرها الأسود كشعر شقيقها والذي يبدو طويلاً من الوهلة الأولى .. بما انها الطفلة الوحيدة هنا فيمكنني ان استنتج أنها شقيقة ايثن التي تبدو في حدود الخامسة ..!
بحزم قال صاحبي وهو يكتف ذراعيه : سيلا .. هيا لنعود للمنزل ..!
دون ان ترفع رأسها قالت : الأميرة محبوسة في قلعة السلاحف .. لا يمكنها أن تخرج حتى يأتي الأمير و يحررها ..!
تنهد بملل : لقد تأخرنا سيلا .. هيا لنعد بسرعة ..!
لا زالت منهمكة في الرسم : يمكنك العودة .. لقد قررت السكن في قلعة السلاحف حتى يأتي الأمير ..!
يا لها من طفلة !!.. لذا ترتدي تاجاً ؟!..
همست لايثن : تبدو صعبة المراس ..!
أومأ إيجاباً وهو يقول : أجل .. لذا احتاج مساعدتك ..!
التفت إليه لأفهم قصده لكنه قال حينها : سيلا .. لقد حضر الأمير ..!
رفعت رأسها حينها لتظهر عيناها العسليتان التي ابدت مزجاً جريئاً مع شعرها الكاحل و وقفت بحماس وهي تهتف : أنه أميري ..!
لم أدرك الأمر حيث جرت ناحيتي لتقفز بقوة إلي فتسقطني أرضاً و قد تشبثت بي : واااااه .. أنت تبدو حقاً كالأمير ..!
نظرت إلى ايثن باستنكار و الذي بدا على ملامحه الأسف وهو يتمتم : أرجوك كن أميرها حتى نصل لمنزلي ..!
عدت أنظر للطفلة التي ابتعدت عني ووقفت وهي تقول بابتسامة مرحة : أنا سيلا .. لقد انتظرتك طويلاً كي تحررني من التنين الشرير أيها الأمير ..!
ساعدني ايثن على الوقوف .. لا أعلم ما أفعل لكن علي أن أجاريها كخدمة لصديقي لذا قلت لها بعد أن ابتسمت : أسمك جميل .. و أنت تبدين كأميرة أيضاً .. بما أن التنين نائم الآن لنهرب بسرعة إلى منزلك ..!
احمر وجهها أكثر و أكثر وقد كانت في قمة السعادة حين رأت أني جرايتها ..!
ركضت عائدة إلى الطاولة و حملت حقيبة الظهر الصغيرة ذات رسمة الدب بعد أن وضعت كراسة الرسم و الألوان فيها ثم خلعت التاج لتضعه على رف قريب عليه بعض الألعاب ..!
سارت بعدها أمامنا وهي تقول : هيا ايها الأمير .. لنعد للبيت ..!
اقترب ايثن مني ليهمس : أنها مهوسة بقصص الأمراء و الأميرات و القصور و القلاع .. لذا يتوجب على العائلة مجاراتها في هذا ..!
سرت مع ايثن خلفها و قد ابتسمت : يبدو هذا بريئاً حقاً .. انها طفلة في النهاية و من الطبيعي أن تكون مهوسة بهذه الأشياء ..!
- لكن هذا يسبب مشكلة لنا .. ها أنت ترا ما يحدث ..!
كتمت ضحكتي حينها : رغم هذا فقد صدقت أنني أمير ..!
نظر إليها و هي تسير أمامنا و نحن نغادر بوابة الروضة : أنها تظن أن ذوي الشعر الأشقر أمراء كما في القصص ..! والدتي من أصول اسيوية رغم أنها و والديها ولدوا و عاشوا في فرنسا .. لذا أنا و جيمس و سيلا لنا شعر أسود أيضاً ..! أعلم أن معظم الفرنسين ذوي شعر أشقر .. لكن لدى أختي الصغيرة ذوق رفيع في معرفة الوسيمين منهم ..!
كان يقول كلمته الأخيرة و هو ينظر إلي بطرف عين بابتسامة ماكرة لذا أجبته : انت تبالغ حقاً ..!
عدت أنظر لتلك الصغيرة القصيرة ذات السنوات الخمس .. التفتت ناحيتنا و عادت أدراجها لتقف بيننا و تمسك بيدي من جهة و يد أخيها من جهة أرخى وهي تضحك بخفة : أتعلم ماذا حدث اليوم يا ايثن ؟!..
- ماذا ؟!..
- لقد كنا نلعب لعبة التنين و الأميرة .. و سيلينا مثلت دور التنين .. وقد كانت تخرج صوتاً غريباً جداً ..!
ضحك ايثن في وجهها و هو يقول : يبدو أن سيلينا لم تعد مكتئبة ..!
- أجل .. أنها سعيدة وقد قالت انها تذهب لرؤية ينار في قصر كبير ..! كم هي محظوظة .. أريد أن أعيش في قصر أيضاً ..!
يبدو أن سيلينا أخت ينار الصغرى و سيلا شقيقة ايثن صديقتان مقربتان .. بل ما يبدو أكثر أن سيلينا الصغيرة كانت تفتقد أختها بعد أن غادرت المنزل ..!
نظرت إلى الأمام .. بالتفكير في الأمر فهذا يعني أن سيلينا تلك قد زارت منزلي عدة مرات .. لعبت في الحديقة الخلفية .. و أكلت الكعكة في غرفة الجلوس .. و ركضت بين أحواض الأزهار الخاصة بأمي ..!
تنهدت بلا شعور حين تذكرت ذلك المكان و صورة ادريان تسيطر على ذهني : ما بك لينك ؟!..
التفت إلى ايثن الذي سأل باستغراب و ابتسمت : لا شيء ..!
- تبدو قلقاً من شيء ما ..!
- أفكر في الامتحانات القادمة و حسب ..!
لم يبدو مقتنعاً بالأمر لكنه لم يعلق : أيها الأمير ..!
نظرت إلى تلك الصغيرة التي تكلمت بابتسامة : هل تعيش في قصر كبير ؟!..
ابتسمت لها و لبراءتها .. لقد كنت كذلك : بل أعيش في قلعة .. لكنها بعيدة خارج باريس .. لذا اعيش في شقة قريبة من مدرستي .. فلا توجد مدرسة قرب قلعتي ..!
بدا عليها الذهول لذا قالت : أيمكنني أن أتي لقلعتك في يوم العطلة ..!
- لكن قلعتي يحرسها كلب ضخم يمنع أياً كان من الدخول ..!
- أخبره أنني الأميرة سيلا التي أنقذتها ..!
أنا لا أذكر أنني أنقذت أحدهم لكني رغم ذلك ضحكت على سذاجتها بلا شعور فقال ايثن : سيلا يكفي .. القلعة ليست مكاناً للأطفال ..!
قطبت حاجبيها باستياء : لكن سيلا ستعيش في قلعة حين تتزوج الأمير ..!
نظرت إلى ايثن باستنكار : لا يمكن أنها تقصدني !!..




يتبع.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.