آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-13, 06:10 PM   #21

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي



سألها : " أتريدين قهوة ؟ " فأجابته وهي تدفعه بحدة بيديها الصغيرتين : " إنني لست بحاجة إلى أن تقطع بي الطريق .. لا أريد منك أن تشتري لي قهوة .. وبالاختصار .. " وتألقت عيناها الواسعتان من خلف زجاج نظاراتها وهي تتابع قائلة : " لست بحاجة إليك أبداً "
أجاب وقد التمعت أسنانه البيضاء في وجهه الأسمر بإبتسامة عدوانية . قائلاً : " بل أنت بحاجة إليّ . إنك بحاجة إلى موافقتي على الطلاق الذي تملكتك رغبة مفاجئة به " منتدي روايتي الثقافية
نظرت إليه عابسة الوجه ، ولكنها ما لبثت أن قالت باستسلام : " هذا صحيح فأنا بحاجة إليك لذلك الأمر . ولكنني لا استطيع فهم السبب الذي جعلك تطلب مني البقاء هنا وكذلك توم ؟ "
إذا كانت تتوقع أنها بذكرها اسم زوجها المقبل ، ستحمله على الاعتراف بأن مساومته لها للبقاء كانت سخيفة اذا كانت كذلك فقد خاب املها ، لأن كل الذي قاله كان :" هذا حسن ها أنك ترغبين أخيرا في الكلام . انك بهذا على الأقل يمكنك مراجعة التفكير في الأمر . هيا دعينا نتحدث "
ولم يكن لديها فكرة واضحة عن المكان الذي كانا ذاهبان إليه ، وإنما فكرة غامضة عن السبب الذي جعلها تسير بجانبه وهما يتنقلان بين الشوارع الضيقة والشيء الوحيد الذي كانت متأكدة منه هو ان موافقتها له على اقتراحه بهذا الصدد كان أسهل من مخالفته . فقد كان قادراً تماماً على ارغامها على مراجعة التفكير في الأمر كما قال ، فقد يكون في امكانه التحكم في تحركاتها للشهر القادم ، ولكنه لن يستطيع التحكم في ما يعتمل في داخلها . ولماذا يحاول اعادة الماضي بكل ما يحويه من آلام واحزان ؟ لقد انتهى ذلك الماضي ولا فائدة من مراجعة التفكير في ما كان حدث فيه ، ولماذا؟ منتدي روايتي الثقافية
ولم تتوقف عن التذمر في نفسها ، الا عندما وصلا إلى طريق فسيح للسير على الأقدام قد غمرته أشعة الشمس وكانت مياه البحر الزرقاء تغسل الصخور البيضاء متدفقة فوقها بعنف .
التوى قلبها ألماً وهي تشعر بفداحة الخسارة ، فقد كان كريس هو الذي عرفها على هذه المدينة الخلابة ، ولم تستطع مقاومة عشقها لها . ثم عاد فطردها منها ، وهذا شيء آخر جعلها تكرهه .
ولكنها عادت تذكر نفسها بأنها لا تكرهه ، فهو لم يعد يمثل لها شيئاً الآن حتى ولا عدواً .
ولكنه ، ولحسن الحظ بدا عليه العزوف عن الكلام مثلها ، ولكن الهزء بدا على شفتيها وهي ترى نظرات الاعجاب تنهال عليه من النساء المارات . وفكرت في أن أيا منهن تعرف حقيقته لا بد أن تهرب منه ميلاً أو أكثر ، ولكن تلك الحمقاوات لا يستطعن رؤية سوى مظهره الخارجي الرائع الوسامة .
قال : " لا بد أنك جائعة ، لأنني أناكذلك "
أجفلت وصوته يقاطع أفكارها هذه ، ونظرت إليه بحدة . لم تكن لتصدق ما بدا في صوته هذا من مودة ، ولكنها لم تشأ أن تتساءل عن مصدر كل هذا الدفء في لهجته . ذلك أن التنقيب عن اسباب تصرفاته لن يفيدهابشيء إلا إذا كانت على استعداد لمواجهة كل انحراف ومراوغة وسوء في اعماق نفسه وهذا مالم تكن على استعداد له .
أومأت برأسها قائلة : " قليلاً " وحولت نظراتها عنه بسرعة لتسمرها على الأفق البعيد ، غير راغبة في النظر إليه . منتدي روايتي الثقافية
ولكن عندما أجلسها إلى خوان مظلل على رصيف مقهى ، انحنى إلى الأمام ورفع نظاراتها الشمسية من على عينيها . وشهقت محتجة ، أتراه يعرف دوماً ما يجول في ذهنها ، هل كان هذا هو السبب في ارغامه لها على النظر إليه ؟ لأنه كان يعرف أنها كانت تتجنب ذلك ؟
قال بصوته الجذاب الرقيق ما جعلها تصرف بأسنانها : " انك لست بحاجة إلى النظارات ، فنحن جالسان في الظل . هذا إلى أنني أريد أن ارى عينيك اللتين ما زالتا رائعتي الجمال "


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-13, 05:55 PM   #22

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي


لم تهتم لاطرائه هذا ، اجابته بحدة : " لا يمكنني تصور سبب تصرفك هذا " واغتصبت ابتسامة قصيرة للنادل الذي أقبل عليها بالعصير الذي طلبه كريس والذي يتوافق مع السمك المقلي الذي كان أحضره معه من مطعم قريب . منتدي روايتي الثقافية
قال لها : " انك تدهشينني فمنذ أربع سنوات كانت مخيلتك عجيبة في خصوبتها " وألقى عليها نظرة باردة ذات معنى ما توهج له وجهها غضباً . فقالت بحدة : " إنني لم أتخيل الأشياء التي قالتها لي جوليا . فعقلي ليس من ذلك النوع " .
قال بلطف وهو يسكب العصير في كوبها :" ربما معك حق " وأخذت تراقبه برهة وهي تتساءل عما إذا كان بإمكانها ان تتركه وتبتعد عنه . بينما كان هو يتابع قائلاً : " ولكن مخيلتك كانت من القوة بحيث سمحت لك بأن تصدقي ذلك أو بعضه على الأقل . وساعدتك على أن تزيدي زخارف إلى ما قيل لك ، إلى أن جعلتك كالأطفال تتصورين أشياء لم تكن موجودة .. كل تلك المخاوف التي تكمن في الزوايا المظلمة " وهز رأسه الأسود الشعر ، الذي سقطت خصلة منه فوق حاجبيه المرفوعين ، ولم تعرف انجيلا ما إذا كانت نظرة التعنيف واللوم التي ظهرت في عينيه مصطنعة أم لا ، ثم تساءلت عما يجعلها تهتم لذالك . منتدي روايتي الثقافية
قالت : " ليس ثمة فائدة من التنقيب في الماضي سواء سمحت لمخيلتي بتخيل تلك الأمور أم لا . ذلك أن زواجنا قد انتهى .. انتهى منذ أربع سنوات " قالت ذلك ويه تشعر بالفزع لاهتزاز صوتها وتردده شاعرة بالخوف من النظر إليه لأنها كانت تعلم أن عينيه الثاقبتين ستريان الكثير في عينيها . فهكذا هما دوما . لم يكن عليه منذ سنوات إلا أن يحدق في أعماق عينيها بنظرة واحدة ليعرف أنها وقعت في غرامه بذلك الشكل العميق العاجز . أترى نظرات العشق والهيام تلك التي كان يراها في عينيها قد أوحت إليه باستغلالها ؟ هل كان ذلك حقاً ؟ وهل كان نصف اللوم يقع عليها هي أيضاً مثله ؟ فتتقدم بكامل إرادتها لكي تكون الضحية كما لم يحدث قط في التاريخ ؟
هزت رأسها دون وعي ، وهي ترفع يدها ترتب خصلات شعرها الحريرية البنية اللون التي كانت تتطاير حول وجهها . بينما قال هو بعنف : " لا تظني أنني قد اعتبرت زواجنا منتهياً لمجرد مغادرتك المنزل . فإن كونك كنت طفلة خصبة المخيلة لم يغير من الأمر شيئاً " منتدي روايتي الثقافية
واجهته قائلة وقد توتر فكها : " انك تحيرني ، فأنا لم أسمع منك كلمة واحدة منذ أربع سنوات . إلى متى كنت تنتظر ؟ أربعين سنة أخرى ؟ كنت تعتبر أن زواجنا لا يمكن أن ينتهي ، ومع ذلك لم تفعل شيئاً لا شيء مطلقاً "
ذلك عدا عن بثه جواسيسه حولها لمراقبتها . استحال الازدراء في عينيها إلى عنف قاتم .. ولكن الدهشة مالبثت ان تملكتها وهي تراه يبتسم ، وهو يقول : " ان الجو أكثر حرارة من أن يسمح بالقتال ، إن كل نيتي هي أن أساعدك على رؤية الأمور بشكل أكثر وضوحاً "
ولكنها لم تشأ ذلك .. وسرعان ما أوقفت تسلسل أفكارها . ان الحق معه ، فالجو كان اكثر حرارة من أن يسمح لهما بالحدة والانفعال ، وكذلك لم يكن ثمة فائدة من ذلك . كما أن الجو هنا ، تحت هذه المظلة الملونة ونسائم البحر تهب عليهما ، كان بارداً رائعاً . وكان يمكن أن يكون مريحاً جداً لولا قوة كريس على جعلها واعية إلى حضوره طيلة الوقت .
مال إلى المائدة مستنداً بساعديه السمراوين علهيا وهو يسألها قائلاً : " والآن ، أخبريني عن عملك في انكلترا "
شعرت بغصة في حلقها ، واهتزت يدها وهي ترشف العصير ، وقالت : " ربما يدخل الملل في نفسك " وسكتت فجأة وقد ساورتها فكرة مفاجئة في أن عملها الذي لا يخرج عن مساعدة كيفن في إدارة الفندق ، هو عمل رتيب مممل حقاً ، لا يقارن بتلك الإمبراطورية التجارية التي ترسل السفن عبر المحيط إلى أنحاء العالم حاملة ثروات اسبانيا الزراعية والصناعية من زيتون وزيت زيتون ، وفاكهة ولوز ، وجلود وسجاد وغير ذلك .
قال : " أخبريني إذن ، عن الأشياء التي لا تدخل الملل إلى نفسي ، جربي هذه أولاً " وغرز الشوكة في قطعة سمك ووضعها في فمها وهو يتابع قائلاً : " حدثيني كيف تعرفت إلى ذلك الرجل البدين الذي تظنين انك ستتزوجينه "


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-13, 07:12 PM   #23

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

فوجئت بما وضعه في فمها ، وما أن استعادت أنفاسها حتى قالت له بكبرياء : " إن توم ليس بديناً ، ولا أدري كيف جاءتك هذه الفكرة عنه "
قال وهو يدس قطعة أخرى من السمك في فمها : " لقد رأيت صورته . أنني لست أعمى انني لا اصدق أبداً أن من الممكن أن تفكري في اتخاذه زوجاً بدلاً مني "
كانت غطرسته تلك غير المعقولة وتقديره البالغ لنفسه .. والذي جعله يعتبر أن عليها ان تحتقر أي رجل سواه .. كل هذا جعلها تشعر نحوه بالرثاء تقريباً .
منعت نفسها بعنف من ان تبعد تلك الخصلة العنيدة من شعره الأسود عن جبينه وهي تفكر في ان اخباره بأن المظهر الخارجي للرجل لا يعني شيئاً وأن ما بداخل الأنسان هو المهم اخباره بذلك سينقص من قدرها .
ذلك أن زواجهما قد انتهى سواء قرر هو ذلك أم لا . وعندما يتم الطلاق ستتزوج من توم . وهكذا ستتصرف بالنسبة لهذا الأمر ، كأمرأة ناضجة وتجيب على سؤاله بطريقة مهذبة فقالت : " يوجد مركز للعب الغولف ملحق بالمجمع حيث أعمل . وكان توم عضواً فيه منذ افتتاحه ولكنه لم يتعود على الاستراحه والتحدث إلى الآخرين بعد اللعب او الاشتراك في نشاطات النادي الا بعد وفاة والدته منذ حوالي السنة ،حيث بدأ يحضر الاجتماعات ،وهكذا تقابلنا اذا كان يهمك حقاً أن تعلم كما قلت . لقد كنت في النادي ذات يوم حيث كنت اعمل بديلة لموظفة لم تحضر إلى العمل ،وهكذا أخذنا نتحدث معاً " منتدي روايتي الثقافية
ومع أن توم لم يتكلم كثيراً في ذلك الحين ، فقد بدت عليه الوحدة وكان قد طلق زوجته منذ فترة ، كما أن امه قد توفت حديثاً فأصبح منزله خاوياً ، وشعرت هي بالعطف عليه لأنها كانت تدرك معنى الشعور بالوحدة .
لم تكن ساعات عملهاالانفرادية لتسمح لها بأن تتعرف إلى اناس خارج نطاق الموظفين ، واكثر هؤلاء كانت لهم اسرهم الخاصة . وهكذا عندما اقترح عليها توم الخروج معه في يوم عطلتها التالي فيتمشيان ثم يدخلان إلى مطعم حيث يتناولان الطعام ،عند ذلك وافقت على الفور ، فقد كان الضجر قد ادركها من قضاء وقت فراغها في غرفتها الموجودة على سطح الفندق حيث كانت تغسل شعرها وملابسها ، أو تذهب بالباص إلى المدينة لتحضر فيلماً دون رغبة منها .
وعاد كريس يقول متهكماً : " ومن ثم طلب منك التعرف إليك أكثر أليس كذلك ؟ ما أجمل هذا . هل أخبرته بأنك متزوجة ؟ قد لا تكونين فعلت ذلك ، ماذا فعلتما ؟ "
أجابته : " لقد نزل المطر في ذلك الحين " وبدا من ملامحه أنه يشعر بالتسلية البالغة لمظهرها وهي تقول ذلك . تجاهلته ومضت تحدق في ما بقي من طعامها .
لقد أمطرت السماء حقاً . وهكذا انتهت نزهتهما بالعودة كلّ إلى منزله . منتدي روايتي الثقافية
وتدريجياً أثناء الأسابيع والشهور التالية ، عرف الواحد منهما الآخر جيداً ما جعلهما يتبادلان الاحترام والمودة . وأصبحت مواعيدهما رتيبة سهلة . ولم يعودا بحاجة إلى بعثرة نقودهما في سبيل الترفيه فقد كانا قادرين على الاستعاضة عن ذلك .
كانت تفتقد الحياة المنزلية المريحة . وكانت علاقتها بتوم تذكرها بحياتها العائلية في حياة والديها ، قبل أن تتحول الأمور بهذا الشكل المفجع . كما ساعدتها على دفن تلك السنة من حياتها الزوجية في زوايا النسيان من ذهنها .
لم تشعر بقصر كريس أن احداً احتاجها ، ولكن توم يحتاجها الآن ، وهذا ما أوجد لديها شعوراً طيباً بالارتياح . قال كريس بسخرية جافة : " يا لهذا الصمت . هل أفهم من ذلك أن ليس عندك ما تقولينه أكثر من ذلك ، بالنسبة لعلاقتكما ؟ أن العجب يتملكني لكونك لم تموتي من شدة الانفعال "
توترت أصابعها حول الشوكة ، ولكن صوتها كان بارداً منضبطاً وهي تقول : " لم يكن الجو ماطراً على الدوام . انني اؤكد لك هذا " وسكتت لتتركه يستنتج ما يريد من كلامها هذا . منتدي روايتي الثقافية
بان العنف في نظراته ، وتوتر فكه بشكل ينذر بالشر . مهما كان الذي فهمه من قولها هذا ، فهو لم يعجبه حسب الظاهر . لقد كان طوال الوقت يرسل إليها الوخزات بكلماته دافعاً إياها إلى حافة الانفجار ، فلماذا تهتم اذن اذا لم يعجبه ان ترد اليه الوخزات ؟
رد عليها قائلاً : " الذي أعرفه ان الطقس في بلادك تلك ماطر على الدوام " وكان يوقع باصابعه لحناً على حافة المائدة وهو يتابع قائلاً : " لم يمر بي أي حدث سار هناك " قالت : " أحقاً ؟ " وكان صوتها متوتراً لما يحويه من مشاعر عنيفة مكبوتة لم تكن تتوقع أو تريد أن تعاودها مرة آخرى . وتابعت تقول : " لقد أمضيت هناك وقتاً كافياً لكي تجتمع بجوليا وتبدآن علاقتكما " وكان وجهها يكاد يحترق . كانت أقسمت على آلا تذكر له اسم تلك المرأة مرة أخرى ، ولكن ها هي ذي هنا تتكلم كأية زوجة غيوز ، ما سيجعله يطن أنه ما زال بامكانه أن يسبب لها الآلم . ان عليها ان تصحح ذلك الانطباع في نفسه قبل أن يتجذر في ذهنه المنحرف فتابعت تقول بصوت عال : " وإذا لم يكن هذا حدثاً ساراً بالنسبة إليك فهناك ميراث أسرتك الذي آل إليك أثناء وجودك في بلادي ، لقد كان موت أخيك مناسباً تماماً هناك ، أليس كذلك ؟ وهكذا سقط كل شيء بين يديك "
ولكن ما أن افلتت تلك الكلمات من بين شفتيها حتى أدركت انها تمادت في الكلام وتملكها الندم . وأخذت أصابعها ترتجف فتناولت حقيبة يدها ووقفت . ان وجودها بجانبه هو غلطة شنيعة ، وقد جعلها هو تتخلى عن سلوكها المهذب . منتدي روايتي الثقافية
ابتعدت عنه تاركة إياه بجانب المائدة ، ثم ما لبثت أن توقفت وقد ساورها شعوربالخزي والخجل من نفسها للرد عليه بمثل هذه الطريقة الخشنة . واستدارت إليه تحاول الاعتذار لتتملكها رعدة شملت جسدها .
لقد استحال ذلك الوجه الرقيق الجمال إلى وجه شرير قد اظلمته كرامة مجروحة لا تعرف الصفح . وسحب أنجيلا نفساً عميقا ً.. ثم ولت هاربة .

نهاية الفصل الثالث
منتدي روايتي الثقافية


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-13, 05:52 PM   #24

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع
منتدى روايتي الثقافية
اتكأت انجيلا بذراعيها على العتبة الحجرية الباردة لنافذة غرفتها . كان هواء الليل هادئاً دافئاَ ينفخ بلطف قميص نومها القطني الخفيف .
وأمام عينيها كانت الحديقة مغمورة بضوء القمر الفضي الغامض تتخلله الأنغام الدائمة لمياة النافورات . تنهدت وقد بدا القلق والإزعاج في عينيها ، إذ كانت تعلم أن ضيقها ذاك ليس عائداً تماماً للطريقة التي كانت تجنبت فيها كريس ، وذلك بإخفاء نفسها بين الأزقة المتشابكة لتعود عند الغسق وتخبر آن بأن تحضر لها عشاءها إلى غرفتها .
إن لكريس عليها حق الاعتذار للكلمات غير اللائقة التي وجهتها إليه في نهاية الغداء هذا النهار . وكان عليها أ، تواجهه بالاعتذار هذا على مائدة العشاء . ولكن العالم لم يخرب لأنها هربت منه أثناء الغداء بذلك الشكل . إن بإمكانها أن تعتذر إليه في الصباح . كلا ، بل انقباض نفسها كان له سبب أعمق من هذا . لقد أدركت أن السبب هو هذا المكان ، جماله والذكريات التي يثيرها في نفسها . منتدي روايتي الثقافية
عندما أحضرها كريس إلى هذا المكان لأول مره عروساً له ، كانت مشغوفة به حباً وكانت أشبه بالأطفال في أمور عديدة . وكان ما يحيط بها من جمال وترف هو فوق مستوى إدراكها . ولم يكن هو أثناء المدة القصيرة التي تعارفا فيها قد أعدها لمثل هذه الحياة .
وعادت بها الأفكار إلى لقائها به لأول مرة ، وكان ذلك أثناء أٌقسى ما مرّ بها في حياتها من أحداث .
كاانت انجيلا قد علمت قبل ذلك بثلاثة أيام بمقتل والديها معاً في حادث انزلاق سيارتهما بين الجبال أثناء عاصفة رعدية ، بينما كانا يمضيان إجازة بين القرى البيضاء المنتشرة على المنحدرات الجبلية . فقد كانا تركا حرارة الصيف على الساحل ، طلباً لبرودة الجو في الجبال ، ليواجها بدلاً من ذلك حتفهما .
واستقلت هي وخالتها ليلي ، الطائرة إلى بلدة رانتا وقد حوّلها الذهول إلى دمية متحركة .
كانت الجنازة هادئة تماماً ، حيث لم تكد هي تلاحظ ذلك الغريب الفارع القامة والذي كان يرافق محامي والديها الاسباني السيد جوناثان ، إلى أن قدّم نفسه إليهما باسم كريس فورد ، وذلك بعد عودتهما إلى الفيلا العصرية على شاطئ رانتا شمال خليج فالنسيا . كما أخبرها بأنه كان على معرفة بوالدها حيث كان هذا الأخير اشترى منه عدداً من الأسهم لاستثمارها ، ما يعني أنها أصبحت الآن ملكاً لها . منتدي روايتي الثقافية


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-13, 06:17 PM   #25

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

ووحدت فيه في خضم حزنها البالغ ذلك ، ما كانت بحاجة إليه من رقة وعطف ومساندة ، كما أن طلاقته في اللغة الانكليزية ، عززت مكانته لدى خالتها ليلي التي قالت لها : " يا له من حظ حسن يساعدنا في اجتيار ذلك الروتين الحكومي المتشابك . إن السيد جوناثان لا بأس به ، ولكن لغته الإنكليزية ضعيفة جداً ، أما بالنسبة إلىّ فإن الكلمة الأسبانية الوحيدة التي أعرفها هي شكراً " .
ولكن في ما بعد ، أثناء الأيام القليلة التي استطاعت ليلي أن تقتنصها من عملها في انكلترا ، شعرت انجيلا بتغير في موقف خالتها من ذلك الأسباني الجذاب . فقد أصبحت معه عنيفة فظة تقريباً ، وأخذت تنظر إليه بارتياب .
وكان كريس يأتي إليهما يومياً ، وذلك اثناء انشغالهما بالمهمة الحزينة ألا وهي فرز محتويات الفيلا وكان يبدو عليه الانجذاب نحوها ، وكذلك هي لم تكن قادرة على أن ترفع عينيها عنه . ومع أن النطق كان يجافيها عند وجوده ، إلا أنها كانت واثقة من أنه بنظرة واحدة فقط ، يمكنه أن يدرك مبلغ جنونها به . فهي لم تقابل رجلاً مثله قط من قبل .
لقد دعاهما كريس إلى العشاء بعد الجنازة بثلاثة أيام ، وذلك في مطعم أقيم قرب القاعدة البحرية الأمريكية . ولم تشأ ليلي قبول هذه الدعوة بحجة أنهاا غير لائقة إذ مازال الوقت مبكراً لذلك بالنسبة إلى وفاة أختها وزوجها . . منتدي روايتي الثقافية
ولكن كريس أصر على ذلك بكل ما يملكه من جاذبية ورجولة لا مثيل لهما ، أما انجيلا فقد اندفعت إلى السوق وهي في غاية الانفعال ، حيث ابتاعت ثوباً لترتديه لتلك المناسبة ، أسود اللون بالطبع . وعندما رأتها خالتها بهذا الثوب ، وقد أسدلت شعرها البني المحمر الذي وصل إلى خصرها تقريباً ، وإلى صبغها شفتيها باللون الوردي عندما رأتها خالتها بهذا الشكل قالت لها بحدة : " إن الخوف يتملكني إذ أفكر في ماقد تقوله أمك لو بإمكانها أن تراك الآن " .
امتلأت عينا انجيلا بالدمع ، وكانت شفتاها ما زالتا ترتجفان عندما وصل كريس ، لقد قدم لها حينذاك يده وكأنه كان يعلم سهولة انكسار قلبها . لقد كان السيد جوناثان المحامي لطيفاً بالطبع ، ولكنه كان رجلاً مشغولاً على الدوام . أما خالتها ليلي .. حسناً ، لم تكن ليلي امرأة عاطفية ، بل كانت عقلانية جافة . وقد قالت أثناء العشاء : " إن علينا أن نترك هذه البلاد بعد غذ ، فإن لدي عملي الذي أديره بنفسي . وبما أنك كنت في غاية الشهامة نحونا يا سيد فورد فهل بإمكاني أن ارجو منك التفضل بالطلب من المحامي بأن يجد شخصاً ليجمع ما في الفيلا من ملاءات وستائر ومناشف وما أشبه ، ثم يتصدق بها إلى دور الأيتام ؟ أما الأثاث فسيبقى مكانه طبعاً إلى أن يصدر حكم المحكمة بإخلاء الفيلا بعد انتهاء الاجراءات القانونية . وكذلك لايجاد شخص ينظف البيت تماماً قبل تسليم المفاتيح إلى السيد جوناثان "
قفز قلب انجيلا وأوشكت أن تنفجر ذعراً وتعاسة . فقد كانت تظن أنها ستمكث هنا مدة أطول من ذلك ، إذ كانت هناك أشياء تخص والديها كانت هي تريد أن تحتفظ بها للذكرى ، مثل قميص حريري رائع الجمال كانت أمها تستعمله في المناسبات الخاصة ، وقبعة الصيد التي تخص والدها ، والتي كانت بمثابة تسلية الأسرة على الدوام . لم تكن تريد إلقاء كل هذا بعيداً كما تريد خالتها . فبهذا يبدو وكأن والديها لم يوجدا قط في هذه الحياة . منتدي روايتي الثقافية


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-13, 05:58 PM   #26

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

أجابها كريس ، عند ذلك ، وقد بدا في صوته الرائع لأول مرة نبرة فولاذية : " إنني أدرك مبلغ مسؤولياتك العملية التي لا يمكنك إهمالها . ولكن إذا شاءت أنجيلا أن تبقى بعض الوقت فإنني سأتحمل المسؤولية بالنسبة إلى راحتها فهي إذا مكثت وقتاً أطول في المنطقة التي كان والدها اختارا السكن فيها بقية حياتهما ، فربما يفيدها ذلك في التخفيف من حزنها لفقدانهما " .
وهكذا بالطبع أنهى الأمر ، وقد شجع هذا انجيلا على تحدي خالتها لأول مرة منذ عاشت معها ، لقد كانت عطلة صيفية طويلة ، ذلك لأن موعد عودتها إلى الجامعة لم يكن قبل شهر أيلول ( سبتمبر ) وهكذا لن يكون أمامها في بلدتها سوى مشاعر الحزن لفقد والديها . كما كان هناك شيء آخر وهو أنها أصبحت غارفة في غرام كريس حتى أذنيها ، فهي لم تكن تستطيع النظر إليه دون أن تشعر بالدوار ، كما أنها لم تكن تستطيع احتمال فكرة عدم رؤيته مرة أخرى .
وهكذا بقيت ، واستمعت بنصف اذنها إلى خالتها ليلي وهي تحذرها قبل افتراقهما ، بقولها : " إنك في التاسعة عشرة من عمرك وليس بإمكاني أرغامك على العودة معي إلى انكلترا ، ولكنك بريئة كالأطفال وأنا لا أثق بذلك الرجل ، فقد يريدك لغاية دنيئة في نفسه ، ولكن هذا ليس كل شيء ، فأنا لا أدري ما الذي يهدف إليه . ولكنني أنصحك ، وهذا لمصلحتك ، إياك أن توقعي بإمضائك على أية ورقة إلا إذا كانت مترجمة إلى اللغة الإنكليزية ، وأيضاً إياك أن تضعفي أمامه . وقد تجدين هذا الأمر مغرياً جداً ولكن لن يكون في إمكانك مواجهة نتائج أمر كهذا ".
وبعد ذلك بستة أسابيع ، كانا قد تزوجا في احتفال هادئ ولم توجه لخالتها دعوة لحضور زفافها . وكان كريس قد أخبرها بأنه وقع في غرامها من أول لحظة تقريباً ، وقد صدقته في ذلك الحين . منتدي روايتي الثقافية
وفي يوم زواجهما لم تكن تعلم عنه أكثر من القليل الذي كان اخبرها به ، فقد كان والداه متوفيين . ماتت أمه وعمره سنتان ، ومات أبوه وهو في العشرين . وكان له أخ أكبر منه ، بيتر ولكنه مات هو أيضاً بطريقة مفجعة ، وذلك منذ عدة سنوات . وهو ووحيد الآن ليس له من الأقارب سوى عدد من أبناء الأعمام البعيدين ، وهو يعيش في فالنسيا . أما عمله فيتعلق بالسفن وحمولاتها .
لا شيء مما كان أخبرها به ، كان قد أعدها لمثل هذا لحياته المترفة هذه لحجم ونفوذ امبراطورية أعماله . وكل تلك الأحلام عن منزل أبيض تستقر فيه معه ، فتنظفه يومياً في انتظار عودته من عمله ، تطهو طعامه وتحمل أولاده .. كل تلك الأحلام قد تشتت فجأة .
واخترق فؤادها الألم ، وتحركت بضيق وهي تتنفس بعنف .
ولم تكن قد مرت بتجربة حب من قبل . فقد كان والداها في غاية الحرص عليها ، كما أنها هي كذلك لم تكن لتهتم كثيراً . وبطبيعة الحال ، كان لها صديقات أثناء وجودها في الكلية ، كانت تدرك بغريزتها أن والديها ما كان ليوافقا على صداقتها لهن ، لأن الطريقة التي كن يتتحدثن بها عن اصداقائهن الشبان ، لا بد كانت تجعل شعر رأسيهما يقف ، ولكنهما كانا في اسبانيا يستمتعان بأيامهما بعد تقاعدهما عن العمل . منتدي روايتي الثقافية
كانت قوة مشاعر كريس تسحقها ، جاعله منها كومة مشتتة غبر مترابطة من الأحاسيس .
كانت جوليا في ذلك الحين ، قد ظهرت لأول مرة بعد زواجهما ، تملك كل ما يعوز انجيلا . فقد كانت رائعة الجمال فاتنة واثقة من نفسها كما كانت عيناها تتبادلان مع عينيه نظرات العبث والغزل ، بينما عينا انجيلا لا يظهر فيهما سوى الوله والقلق .
ولكنها حاولت أن تواجه كل هذا . حاولت أن لا تشعر بالاهتمام عندما كانت جوليا تقوم بإحدى زياراتها المتكررة من مكتب فرع الشركة في انكلترا لترى زوجها يمضى مع موظفته وقتاً أطول من ذلك الذي يمضيه مع زوجته ، مناقشاً ما يقول شؤؤون العمل .
ولقد حاولت أن تحسن من ذوقها في ملابسها ، وأن تساهم في إدارة منزله بشكل مفيد . ولكنها ما لبثت أن توقفت عن ذلك عندما أخبرتها جوليا بالحقيقة عن علاقتها بزوجها كريس ، تلك العلاقة التي كانت قد أبتدأت طيلة تلك السنوات في انكلترا ، والتي ستنتهي بالزواج عندما تتم انجيلا مهمتها وتمنحه وريثاً ، وبعد ذلك تنحى جانباً مشكورة . منتدي روايتي الثقافية


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-13, 05:26 PM   #27

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي


ولكن كل ذلك قد انتهى الآن ، وعادت انجيلا إلى واقعها الحاضر . لقد كانت حين قابلته ، عديمة الخبرة وقد أذهلتها الصدمة المفاجئة بموت والديها معاً . كانت في منتهى العجز والضعف . وقد استغل هو كل ذلك . لقد كانت سهلة الإنقياد ولكنها لم تعد كذلك .
ولكن ، لماذا خفق قلبها وهي تسمع ذلك الصوت الرقيق يهتف بها من الحديقة قائلاً : " انزلي وتمشي معي . دعينا نتحدث إن الليل رائع الجمال "
قالت : "كلا " لتستدير بعد ذلك . بسرعة مبتعدة عن النافذة . أتراه يظنها مجنونة لكي تعرض نفسها إلى مخاطر ضوء القمر وشذا الحديقة الذي يعبق في الجو وإلى وحش كاسر بشكل رجل ؟
وخاطبها صوت ساخر من أعماقها يسألها أين هي تلك المخاطر ؟ فإذا كانت هي امرأة راشدة ، هادئة منضبطة فلماذا تخاف أي شيء يصدر عنه ؟
وهكذا أجابته بذلك بعصبية ، وصعدت إلى فراشها لتدفن رأسها تحت الوسائد . ومن المؤكد أنها لم تستطع سماع تلك الضحكة الرقيقة الصادرة من الحديقة .. ورأسها بين الريش والحرير .
خاطبها بذلك الصوت ذي النبرات المغرية وهي تجتاز الحديقة نحو غرفة طعام صغيرة حيث يقدم طعام الفطور .قائلاً : " كيف كان نومك؟ " وأجابته : " جيد جداً " وكان هذا كذباً طبعاً ، فعيناها لم تكادا تعرفان النوم أثناء ذلك الليل الذي بدا طويلاً , ولكنها لم تشأ أن تقول له ذلك .
استقامت في جلستها وهي تحرص على عدم النظر إليه مباشرة ، ثم قالت بصوت متوتر : " إنني آسفة بالنسبة إلى الأمس . فليس لي الحق في أن ألمح إلى أن موت أخيك بيتر كان بشارة لك " منتدي روايتي الثقافية
وعلمت بوضوح أن هذه الحقيقة تكاد تبكي . فهي لم تصدق أبداً أن يكون في إمكان كريس ارتكاب جريمة . أن يغدر بأخيه ويقتله في سبيل المال . فكبرياؤه واحترامه لنفسه أكبر كثيراً من أن يسمح له بذلك ، حتى أنها لم تصدق ما كانت الصحف الإنكليزية في ذلك الحين ، قد كتبته ممما يثبت قول جوليا . كانت في أعماقها ترفض ذلك ، ولكنها استغلت تهمة القتل تلك ، متظاهرة بتصديقها حتى بينها وبين نفسها كعذر لإنهاء زواجهما .
أجابها : " اعتذارك مقبول " وكان الهزل يبدو في صوته وكأنه كان يعلم أن اعترافها ببراءته كان حاصلاً لا مناص منه .
وما زالت هي لا تستطيع مقابلة عينيه ، ومضت تنظر في كوب العصير الطازج الذي سكبه لها ، ذلك لأن توتراً مريعاً ما زال قائماً بينهما بالرغم من قبوله اعتذارها ذاك ، والحقيقة التي ظهرت من ورائه . وكان ذلك التوتر يكاد يقف له شعرها ولا أحد يعلم ماا كان يمكن أن يراه في عينيها لو أنها نظرت إليه .
" إنني مسرورة إذ أرى فيك شيئاً من التعقل " كانت هذه كلمات آن وهي تدخل الغرفة مسرعة حاملة صينية يتصاعد منها بخار القهوة ، وتابعت قائلة : " لن أصعد إلى غرفتك بعد الآن بالصواني ، أيتها السيدة ، إلا إذا كان لدي شهادة ممهورة بتوقيع الطبيب يقول فيها إنك مستلقية تنتظرين الموت " منتدي روايتي الثقافية
تلاشى التوتر وانجيلا تطلق ضحكة حين التقت عيناها أخيرا بعيني كريس . كانت حرارة الذكريات المشتركة تتصاعد من الأعماق ، كما كان لإبتسامته تأثير مفاجئ على أحاسيسها .
ولكن كريس انتشلها من ذلك المستنقع الغريب ، بقوله هازئاً : " إنها أسوأ من قبل ، ولكن ما سيجرى للمنزل من دونها ؟ " وساعدها كلامه في تمالكها لنفسها .
سحبت نفساً عميقا ًومضت تسكب القهوة وتراقبه وهو الخبز بالزبدة ، لقد أصبحت الآن طبيعية تماماً حتى انها لم تشعر بأقل ذعر وهو يقول : " سنذهب إلى الشاطئ هذا الصباح قبل الازدحام . أظن شاطئ مينو مناسباً "
أجابت وهي تضع زيت الزيتون على الخبز بيد ثابته تماماً : " لما لا ؟ " ذلك أنه ليس بإمكانها أن تتجنبه طيلة أربعة أسابيع ، أو تعترض على كل اقتراح له .
ولكن بعد ذلك بساعة ، ابتدأت احاسيسها تتنبه . صحيح أنهما لم يكونا بمفردهما على الشاطئ ، فقد كان هناك بعض الأمهات الاسبانيات الشابات مع اطفالهن ، يلعبون على الرمال ، ولكن ذلك لم يمنع تلك العينين السوداوين العميقتين من التحديق فيها بحدة ، كما أن عينيها قد انجذبتا نحوه .
وانتبهت أخيراً إلى نفسها ، فحولت عينيها عنه وقالت له دون أن تنظر إليه : " سأراك فيما بعد " وأرغمت نفسها على السير بخطوات ثابته نحو الماء . ينبغي أن لا تدعه يلحظ مقدار تأثيره عليها . فذلك سيكون مصدراً للتسلية بالنسبة إليه . منتدي روايتي الثقافية
وغاصت في الماء وهي تشتم نفسها . ربما كان عقلها هادئاً منضبطاً ، ولكن جسدها التعس كان شيئاً آخر . وتمنت مستميتة لو كان توم موجوداً ، لقد كانت تشعر في وجود توم بالأمن والراحة ، فهو لا يجعلها تحس بالتوتر لأقل نظرة .. ومن يرد ذلك ؟ انها لا تريد . كما أن توم يجعلها تشعر بأنها مصانة ، محترمة ، متمالكة لمشاعرها ، وهذا ما كانت تريده .
كانت الشمس ترسل أشعتها الحارقة ، كما كان البحر الأزرق المخضر يعكس تلك الاشعة المتألقة ليبدو كسطح حجز ضخم من الفيروز . وتنفست انجيلا بعمق ، ثم غطست في المياه حيث أخذت تمرح في المياه الباردة المنعشة .
حدثت نفسها أن بإمكانها ان تمكث ساعات في المياه تلك فهي بالتأكيد لن تستلقي على الشاطئ وعلى كل حال ، ربما الخطر الذي كانت تراه ، لا وجود له إلا في مخيلتها . إذ ربما لم يكن يحاول إغواءها . إنما هي الجاذبية التي يملكها ، والتي ربما لم يكن يقصدها فعلاً .
كلا ربما لم يكن الأمر سوى ردة فعلها هي فقط . ردة الفعل هذه التي تشاركها فيها أية امرأة أخرى يصادف أن تنظر إليه ذلك أنه ليس هناك من سبب يجعله يحاول مغازلتها . فهو لم يسبق أن رغب فيها حقاً قط . كما أن من المؤكد أنه لم يحبها كذلك . وبعد صبره على انفصال دام أربع سنوات ، لا يمكن أن يكون راغباً بها مهما كان الأمر. منتدي روايتي الثقافية
إن بإمكانها الآن أن ترى نفسها ، ترى كيف طوت نسخ الصحف القديمة التي تحدتها جوليا بأن تطلع عليها . وكيف خرجت إلى الشارع لتشير إلى سيارة أجرة تعود بها إلى منزل خالتها في ساو . إنها لم تذرف دمعة واحدة ، وإنما تناولت الهاتف ببساطة لتدير رقمه في مكتب فالنسيا وتقول له : " إنني هنا في انكلترا ، إذا كان يهمك ذلك . وأنا لن أعود إليك . فأنا لن أستطيع العيش مع شخص قتل أخاه .. حتى ولو كان أفلت من العقاب لنقص البراهين " لقد سمعته يتنفس بحدة ، وأمكنها أن تتصور العنف الذي بدا في عينيه . ولكنه لم يقل شيئاً ينفي به اتهامها هذا . لا شيء مطلقاً .
وعندما لم يعد بإمكانها احتمال الصمت الذي تلا ذلك ، قالت بحدة : " لقد أخبرتني جوليا بكل شيء عن هذا الأمر ، وعن علاقتكما المستمرة , وهي على حد علمي أكثر من مجرد صديقة عزيزة بالنسبة إليك " ثم أقفلت الخط وهي تقسم بأن لا تفكر في الماضي بعد الآن . منتدي روايتي الثقافية
ولكن هاي هي ذي تقوم بذلك مرة أخرى ، وساورها الغضب من نفسها ، وصرفت كل شيء من ذهنها وهي تستدير لتطفو على ظهرها شاعرة بأشعة الشمس تحرق وجهها ، وهي تحاول ملء ذهنها تدريجيا ً بتوم آملة أن يطرد منه كل شيء آخر .
وشعرت به قريباً جداً منها وكانت مياه البحر تنساب من شعره وكتفيه ، وقطرات لا تحصى من المياه تلتمع على وجهه في أشعة الشمس مظهرة أياه بطلاً خرافياً صاعداً من أعماق البحر .
وأخذت تتحسس بقدميها القاع عبثاً ، وقد سادها الارتباك ، وكاد الذعر ينتابها ويه تفكر في أنها لا تفهم شيئاً . ولكنه كان يسندها دون جهد ، مجتازاً بها المياه ودفعها الخوف إلى أن تقول له بحدة : " لا تفعل ذلك . كيف تزحف نحوي بتلك الطريقة حتى كدت أصاب بنوبة قلبية ؟ "


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-13, 04:57 PM   #28

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

وأسكتتها ابتسامته العريضة المخادعة . وانبسطت قبضتاها اللتان كانتا قد همتا بضربه ، لتدفعه براحتيها عنها . كان بإمكانها أن تشعر بخفقات قلبه ، كما أن خفقات قلبها قد تسارعت هي الأخرى ، قال ساخراً : " إن قلبك يخفق بجنون "
صدر عن انجيلا صوت مختنق ، وأخذت تقاوم باستماتة شعورها الذي كان يدفعها إليه .
ولكن ذلك كان شيئاً جنونياً لا ينبغي أن يحدث ، إذ لا يمكن أبداً أن تكون مازالت راغبة به .. كلا ، يجب ألا يكون هذا . إنه تدمير لنفسها وتحقير لها ..
وشهقت وهي تقول ثائرة : " لا بد أن جوليا غائبة منذ أسبوع أو أكثر ، ماجعل شعورك بالاحباط يدفعك إلى التنازل للتقرب مني " وأكملت في نفسها قائلة ، أو الحاجة إلى أن يصبح أباً لطفل لا تستطيع هي أن تمنحه إياه . منتدي روايتي الثقافية
أجاب : " نعم . طبعاً جوليا " ونظر إليها وقد بان في عينيه عذاب سرعان ما تلاشى قبل أن تتمكن من معرفة كنهه ، وحدقت في سواد عينيه وهي تضرب المياة بذراعيها . لقد كانت توقعت منه أن يبدي الغضب أو الازدراء .. ولكن ليس العذاب أبداً .. إذا كان ما رأته هو عذاب حقاً . وظهرت الحيرة في عينيها وهو يقول : " والآن بما أن الشيء الذي فرق بيننا قد بان كذبه ، فعلينا أن نتحدث عن الشيء الآخر ، والذي هو جوليا ، لقد حان الوقت لذلك " .
وأدار رأسه الأسود الشعر ، وعاد نحو الشاطئ . وتبعته انجيلا ببطء وهي تفكر .
لقد كانت الآن على استعداد تام للاعتراف بأنها لم تصدق قط أن بإمكانه أن يقتل أخاه ، بصرف النظر عن كلام جوليا . لقد كانت جعلت من هذه التهمه ستاراً لكيلا يعلم أنه حطم قلبها الأحمق ، مفضلة على ذلك أن يأخذ عنها فكرة أنها أمرأة تقدم المبادئ العليا على العواطف ،امرأة اخرجت من قلبها آخر أثر من الحب والاحترام له ، لأن الجريمة التي كان ارتكبها أُثارت اشمئزازها .
وما لبثت أن اعترفت بأن عملها ذاك كان مثيراً للإشمئزاز ، ولكنه كان الطريقة الوحيدة التي ساعدتها على احتمال ذلك العذاب الهائل الذي شعرت به وهي تدرك أنه لم يحبها قط ، بل كان يستغلها فقط .
ولكن هل بإمكانها احتمال الحديث عن جوليا ودورها في حياته ؟ مجرد التفكير في هذا يجعل الدم يتجمد في عروقها . ولكن إذا هي رفضت ذلك فقد يعلم .. يعلم ماذا ؟ أنها مازالت تحبه ؟ وسخرت من نفسها ، لا شي من ذلك أبداً . ما هي إلا أمرأة طبيعية لها مشاعر أية أمرأة أخرى ، وهو أكثر الرجال جاذبية . فماذا لو أنها استجابت إليه ؟ منتدي روايتي الثقافية
وهكذا ستتصرف كما لو أن ذلك الارتباك الطفيف الذي اعتراها لم يحصل مطلقاً . وكان هذا ما قررته وهي تسير على الشاطئ دافعة شعرها الذي يقطر ماء ،إلى خلف رأسها ، وقد عادت تحدث نفسها في أنه إذا هو أصر لسبب لا يعلمه أحد ، على التحدث عن جوليا فستصر على أسنانها وتتابع معه الموضوع . عليها أن تظهر له أنها الآن امرآة مختلفة تماماً . امرأة هادئة ، معتدلة محنكة وقادرة تماماً على مناقشة فترة من حياتها قد أصبحت الآن جزءاً من الماضي .
سألها وهو يستدير نحوها : " هل أنت مستعدة ؟ " وكانت هي قد استعادت هدوءها وهي تربط شريط حذائها الخفيف . أجابت قائلة وهي تجاهد للوقوف على قدميها : " تماماً " فقال : " لقد طلبت من آن أن تبكر بموعد الغداء . وبإمكاننا أن نجد مكاناً ظليلاً في الحديقة بعد الظهر . فإن لدينا أشياء ينبغي أن نتحدث عنها " .
كانت تدرك أنه يعني بذلك جوليا . ولكنها لن تظهر الاهتمام بذلك . وأجابته بهدوء وهو يسير أمامها في منتزه جميل فسيح : " كما تشاء . إنني موافقة تماماً " منتدي روايتي الثقافية
كانت تشعر بالزهو لما بدت عليه من رصانة وهدوء ، ولكن شيئاً من الغضب انتابها بعد إذ رمقها بنظرة جانبية ساخرة وهو يقول : " لو كنت أعلم انك ستكونين موافقة تماماً على كل ما أريد ، إذن كنت أموت سعيداً راضياً "
ولكن غضبها لم يدم طويلا ، إذ سرعان ما بدا هادئاً ، فأجلسها في مقهى على الرصيف وطلب لها عصير البرتقال ، ثم استأجر سيارة لإعادتهما إلى المنزل ، وهو يسليها ، طوال الوقت ،بالنوادر الشيقة المسلية إلى أن دار رأسها من كثرة الضحك .
سارت بجانبه وهما يدخلان القامة المبردة . لقد بدا أثناء الساعة الماضية ، تماماً مثل الرجل الذي وقعت في غرامه طيلة تلك السنوات ، وكانت ابتسامتها الغبية لا تزال على شفتيها حين دخلت آن تستقبلهما وقد بدت وكأنها ابتلعت برتقاله وهي تقول : " ان لديك زائراً يا سيدتي ، لقد أصر على الانتظار . ربما تحبين أن تري ما يريد . اخبريه انك لن تمنحيه أكثر من دقيقتين . فأنا سأباشر بتقديم طعام الغداء " منتدي روايتي الثقافية
وقهقهت انجيلا بحماقة إنها لأمر ما لم تستطع مغالبة الضحك ، لو أمكن لآن أن ترى نفسها كم تبدو مضحكة بزاويتي فمها المنحدرتين إلى أسفل ومنخريها المتسعين كحصان عجوز . وكانت ما تزال تضحك رغم عبوس كريس ، عندما أطل توم برأسه من أحد الأبواب وهو يقول متذمراً : " ها أنت ذي أخيراً يا أنجيلا . إنني أنتظر هنا منذ ساعات . أين كنت ؟ "
نهاية الفصل الرابع


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-13, 05:21 PM   #29

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس
منتدي روايتي الثقافية
أعاد أنجيلا إلى وعيها بشكل عنيف . لو أن توم قد ظهر على الشاطئ هذا الصباح ، عندما كانت تجاهد في مقاومة مشاعرها نحو كريس ، ربما كانت توسلت إليه أن يأخذها بعيداً عن كل هذا ، في تلك الدقيقة نفسها . إنها تكاد تسمع نفسها تقول له إن أربعة أسابيع مع هذا الماكر هو ثمن باهظ لطلاق سريع ، وأنها تفضل ، على ذلك أن تنتظر سنة كاملة ، على أن تكون معرضة إلى .. حسناً ، ماالذي كانت معرضة إليه ؟
ولكن من الغريب أنها وهي تراه هنا ، بلحمه ودمه رجلاً جديراً بالثقة ، ومحاسباً مرموقاً في مدينة صغيرة .. انها تتمنى لو كان بعيداً عن هذا المكان مليون ميل ، دون أن تدري لماذا .
كانت آن مسمرة في مكانها وقد بدا عليها الاستهجان كما أن كريس بدا غارقاً في الصمت والجمود . وعلمت هي دون أن تنظر إليه أن قناع الغطرسة والإزدراء يغطي ملامحه كما أن وجهها بدا جامداً هي الأخرى وقد شعرت بنفسه كلوح من الخشب .
قال توم وقد بدا عليه الانزعاج : " حسناً ، أليس هناك تعارف ؟ "
كان وجهه الخشن الودود ينضح بالعرق ، ورأته أنجيلا بادي الضيق في سترته وقميصه القطني وربطة عنقه المقلمة . وبدا برصانته وهدوئه ، مثالاُ للرجل الإنكليزي ولم تر في هيئته أي انسجام أو تناسب . منتدي روايتي الثقافية
تملكها الذعر فجأة لأفكارها الخائنة هذه فاندفعت للعمل ، مجتازة القاعة إليه لتكون على مقربة منه ، وهي ترسم ابتسامة على شفتيها وتقول معتذرة بصوت مرتجف : " سامحني يا عزيزي . لقد اذهلتني رؤيتك هنا . لم تكن لدي أية فكرة عن مجيئك " وكانت هذه هي الحقيقة ، إذ أنها لم تعرف عنه قط أي تصرف مفاجئ لا يمكنها الاحساس ما جعلها تشعر معه دوماً بالأمان ، بعكس كريس الذي افقدها كل شعور بالحياة الآمنة .
أجاب : " حسنا لقد قررت أن آخذ عطلة لبضعة أيام . ولم يكن ثمة وقت لاخبارك ، لقد انتظرتك ساعات طويلة " .
قالت : " إنني آسفة " وماذا بإمكانها أن تقول غير ذلك؟ كيف بإمكانها أن تقدم خطيبها إلى زوجها ! ولكن توم حل هذه المشكلة عنها ، إذ مشى فوق الأرض المبلطة بالقرميد ، وصرير حذائه اللامع يتجاوب في المكان ، وهو يجرها معه ، ماداً يده إلى كريس قائلاً : " لا بد أنك فورد . إنني توم ماكلين . وأنا واثق بأن خطيبتي أخبرتك كل شيء عني "
أجاب كريس بصوت بالغ الجمود : " بما فيه الكفاية " وارتجفت انجيلا ، وغضبت من نفسها لسماحها له بالتأثير عليها . ولكن هذا الخبيث قد تجاهل تماماً يد توم الممدودة ، كما أن الغطرسة كانت تكسو وجهه لدرجة مخيفة . وتابع يقول : " كم يوماً تنوي أن تمكث في فالنسيا ، يا سيد ماكلين ؟ "
وبشكل ما ، جعل هذا السؤال يبدو وكأنه إهانة . اجاب بجفاء : " ثلاثة أو أربعة أيام . هذا إذا وجدت مكاناً أقيم فيه ، وهذا هو السبب في قدومي إلى هنا مباشرة . هل نذهب يا أنجيلا معاً لكي .. " منتدي روايتي الثقافية


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-13, 10:18 PM   #30

هبةلطفي

? العضوٌ??? » 92185
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » هبةلطفي is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هبةلطفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمل, الأخير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.