|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-04-13, 08:01 PM | #51 | ||||
| وبدا متوحشاً لدرجة شعرت معها أنها تتمزق إرباً وكان الصمت مخيفاً ، حتى الريح توقفت عن العصف والمطر عن الهطول . وعضت شفتها وقد فهمت ماهية شعوره عند ذاك ، وقالت تذكره بصوت هادئ : " إنني لم أصدق ، في الواقع أبداً ذلك الجزء مما قالته عن قضية أخيك . وعندما توقفت في ما بعد عن التفكير , وبعد أن تمالكت نفسي بعد تلك الصدمة التي أصابتني حين قيل لي بأنك تزوجتني فقط ، لاستغلالي علمت انك لست من النوع الذي يقتل أخاه متعمداً . وقد سبق واعتذرت لذلك ، وماذا علي أن أفعل غير ذلك ؟ " منتدى روايتي الثقافية قال بصوت بارد قاس : " بامكانك أن تخبريني عما منعك من أن تقذفي بوجهي بالتهمة الأخرى ، لقد تمتمت بشيء عنها ، وعن أنها كانت حبيبتي ولكنني لم أكترث بذلك وأرجعته إلى اغاظة طفولية منك لي . لماذا لم توضحي لي كل شيء ؟ " وكان يسألها وقد شبك ذراعية فوق صدره وقد بدت في عينيه نظرة مخيفة ، ولكنها أجابت ببساطة دون أن تحول نظراتها عنه : " إنها الكرامة لقد سبق وأخبرتك بأنني بعد أن هدأت وابتدأت أفكر بتعقل ، لم أستطع أن أصدق انك قتلت أخاك . ولكن الشيء الآخر .. لم أستطع أن أصل بشأنه إلى قرار . ذلك أن سماعي لجوليا تخبرني انك انت وهي كنتما حبيبين ، وأنها لا تعتبرني تهديداً لها بأي شكل لأنني لم أكن سوى مراهقة غبية ، مملة وعاطلة من أي جمال ، وأنك ستأمرني بالرحيل حالما أنجب لك الوريث ، عند ذلك لم أستطع أن اخبرك خفت أن أذكرك بوضعي وهو أنني مجرد فتاة مخبولة متشبثة بك ، مهجورة من الحبيب ، وعلى استعداد للإذلال أمامك لما تتفضل به عليها من اهتمام عابر . لقد كانت الكرامة هي كل ما بقي لي لم يكن لدي شيء غيرها " اشتد اللهب في عينيه ورفع كفيه يغطي بهما وجهه للحظه قصيرة ليزيحهما بعد ذلك ببطء ، وهو يقول بصوت بدا فيه الهلع : " الكرامة لقد ولدت معها ، وبإمكاني أن أتفهمها بالنسبة إليك ، ويا لها من إثم " وقال بصوت مفعم بالمشاعر : " لنفتح صفحة جديدة نحن الإثنين " ونظر في عينيها ملياً ، ورأت تألق الدموع في عينيه السوداوين . قال لها :" إن كرامتي هي التي منعتني من الحضور إليك لأطلب منك الرجوع إلي . إنها لم تسمح لي بأن أغفر لك تصديقك ما قالته لك تلك الكاذبة الحقيرة عن دوري في موت أخي ، بدلاُ من أن تثقي بي ، أنا زوجك . ولكنك بقيت تعذبينني . إنك لم تبرحي أفكاري مطلقاً . لقد وضعتك تحت المراقبة لتسجيل كل حركة منك ، لقد كنت أحدث نفسي أنني كنت أترقب الفرصة المواتية وانتظر يوماً أتمكن فيه من الانتقام وذلك لأجعلك تعانين نفس الألم الذي جعلتني أعانيه ، ولكن الحقيقة .. " منتدى روايتي الثقافية " الحقيقة هي أنني لم أكن أحتمل عدم رؤيتك ، ولم أكن لأتوقف عن الأمل ، كنت في نهاية كل يوم أتساءل عما إذا كان اليوم التالي سيعيدك إلي . لقد كنت أحتفظ بالورود البيضاء اليانعة في غرفتك بانتظارك على الدوام ، تماماً كما كنت أنا في انتظارك ، إنما تمنعني كرامتي من القدوم إليك متوسلاً " تأوهت وهي تقول مذهولة : " آه يا كريس ما أشد حبك لي " قال لها :" منذ اللحظة التي رأيتك فيها " وأمسكها برقة بالغة وكأنه يخاف عليها من أن تنكسر وهو يتابع قائلاً : " كنت صغيرة ، هشة ، بريئة ، رائعة الجمال ، وقد أصبح قلبي أسيرك على الفور ، لقد كنت تعانين من كارثة مفجعة بفقدك والديك ، كما كانت تزعجك خالتك سيئة الطبع تلك . كنت أريد أن أبعدك عنها لأعتني بك ، وأحبك وأجعلك آمنة وأراقبك وأنت تتفتحين كالزهرة ، فهل من عجب أن تزوجتك بمثل تلك السرعة ؟ " عادت وقطبت جبينها حينما قال لها برصانة : " أما مسألة غرفتي النوم المستقلتان فعائد إلى انك كنت صغيرة السن وبريئة للغاية ، فلم أحب أزعاجك وكنت انتظر حتى تصبحين في سن ناضجة " قالت : " بينما أنا طيلة الوقت كنت أظن أنني لا أرضيك ، وكنت متأكدة من أنني خيبت أملك في شخصي ، وأنك إنما تمضي كل اوقاتك في العمل لأنني أسبب لك الضجر " قال : " إنك لم تسببي لي الضجر قط يا حبيبتي ، ولكنني في ذلك الحين ، كان علي أن أعمل بغاية الجهد . ذلك أن الشركة في عهد أخي بيتر كانت موشكة على الافلاس ، فكنت أبنيها من جديد ، لأجلنا نحن الاثنين . وكان علي أن أوضح لك كل ذلك . ولكنني كنت أظنك سعيدة ، وكيف كان لي أن أعلم أنك لم تكوني كذلك ؟ كان يجب عليك أن تخبريني " منتدى روايتي الثقافية اعترفت قائلة وهي ترتجف : " لقد كنت عديمة الشعور بالأمن والثقة ، وهذا هو السبب في انني صدقت جوليا في ما قالت . وعندما تكلمت معك في الهاتف ذلك اليوم ، كنت ذاهلة مضطربة ، لقد أخبرتك بأنني سأتركك وبسبب ذلك . وكان كل ما كنت أريده منك هو أن تقول لي ان كل هذا كذب في كذب . كنت سأصدقك عند ذاك كلمة واحدة منك فقط كنت بعدها سأعود إليك على أول طائرة . ولكنك لم تنكر كلمة واحدة ، عند ذلك ظننت أنك لم تستطع الانكار لأن المسألة كانت حقيقية " نظر في عينيها بعينين تجلى فيهما العذاب وهو يقول بصوت يقطر ندماً : " إنها الكرامة ، ياغاليتي .. عليك ان تفهمي ، فإن لك نصيبك من ذلك أنت أيضاً ، ذلك أنك عندما وجهت إلي تلك الاتهامات جعلتني في حالة صدمة ، لتحل محلها بعد ذلك الكبرياء والكرامة المجروحة ، ما كان لي أن أخبرك بأن كل ما سمعته كان غير صحيح . ما كان لي أن أتوسل إليك ، لقد كنت زوجتي المحبوبة ولهذا كان عليك أن تثقي بي تماماً . هذا ما كانت توحية إلي كرامتي . الكرامة هي التي أبعدتني عنك أربع سنوات حافلة بالعذاب . كيف كان لي أن أعلم بأنك كنت تشعرين معي بأنك مهددة بذلك الشكل ؟ عديمة الثقة والطمأنينة ؟ لقد كنت بالنسبة إلي على الدوام ، انجيلينا ، زوجتي الرقيقة الرائعة الجمال . لقد كان قلبي مكاناً أميناً لك على الدوام ، بينما لم تخرج جوليا عن كونها موظفة معتبرة " قالت وهي ترتجف : " ولكنها كانت كما يبدو تملك كل ما لا أملكه . كانت ذكية ، رائعة الجمال ، فاتنة ورشيقة . وعندما كانت تأتي إلى فالنسيا ، وكان هذا مراراً ، كانت تقضي كل الوقت معك بينما كنت أنا وحيدة في البيت ، أنسق الأزهار وأتساءل عما بإمكاني أن أقوم به لأجعلك تهتم بي كما تهتم بها ، وهكذا صدقت كل ما قالته عني مثل أنني لم أكد أعدو طورالمراهقة وأنني صغيرة بالنسبة لسني ، وغير خبيرة وعادية الجمال وسمينة " منتدى روايتي الثقافية قال : " ما أشد حماقتك التي مازلت عليها ، يا حبيبتي ذلك أنك عندما اعترفت لي بأنك لم تصدقي بأن من الممكن أن أكون مجرماً ، كنت متأكداً من أنك لا بد رفضت أيضاً ما كانت قالته لك تلك المرأة عن علاقتنا المزعومة ، وعندما أعدت الرجل البدين إلى انكلترا ، كنت مقتنعاً تماماً خصوصاً وقد تجاوبت معي عندما حاولت التقرب منك ، وهذا هو سبب شعوري بتلك المرارة عندما رفضت البقاء معي . آه يا انجيلينا ، كان عليك أن تعلمي أنني كنت سأحبك وسأراك رائعة الجمال سواء كنت في التاسعة عشرة أم في التسعين ، نحيلة أو سمينة بحجم البيت " قام من مكانه ليأخذها معه إلى المطبخ وقال : " سأصنع لنا قهوة ثم أتحدث عن تلك المرأة التي أكره الكلام عنها ، إنما لآخر مرة فقط ، هل تفهمين ؟" ورمقها بتلك النظرة العنيفة المصحوبة بالكبرياء والتي تعشقها . إنها كذلك لا تحب الكلام عن تلك المرأة ، ولكنها رضيت بأن تستمع إلى ما يريد قوله . قال : " لا بد أنها كانت مخبولة ، ولم أكن أنا منتبهاً إلى ذلك في البدء . وكان لها علاقة مع أخي بيتر ، ولكن هذا لم يدهشني . فقد كان لا يرد أية أمرأة جذابة تعترض طريقه . وكانت هي تعمل في انكلترا في فرع الواردات ، فهي لم تكن من النوع الذي يجذبني ، ولكنها كانت ممتازة في عملها ، ما كان يجعلني أخصص لها بعض وقتي عندما كانت تأتي إلى المكتب الرئيسي في فالنسيا ، فكان عندها أفكار مبدعة من الممكن أن تستفيد منها الشركة ، وهكذا تظاهرت بعدم ملاحظة اهتمامها بي ، فلتعدني غبياً مادامت ذات فائدة للشركة . أما ما لم أدركه تماماً ، فقد كان عمق مشاعرها نحوي ، إذ أنها كما يبدو كانت في أعماقها تعتبرني ملكاً لها . وهكذا لم يخطر في بالي قط أن الغيرة قد تتملكها إلى حد الخبل ، حين وقعت أنا في الغرام لأول مرة في حياتي ، وأسرعت بالزواج منك قبل أن تغيري رأيك وهكذا حاكت تلك الأكاذيب لتخيفك وتبعدك عني " | ||||
27-04-13, 06:50 PM | #52 | ||||
| لم تستطع انجيلا أن تمنع نفسها من السؤال : " وماذا جرى لها ؟ " فأجاب : " ماذا تظنين ؟ عندما علمت بما أخبرتك به من أكاذيب ، طردتها من العمل على الفور . لقد هددتها بأن أرفع عليها دعوى بتهمة القذف وتشويه السمعه إذا هي أرتني وجهها بعد ذلك أو رأيتها في أملاك أو أماكن تخصني . كانت لا تزال في منزلي عندما عدت من رحلة العمل تلك ، فاتصلت بي أنت من انكلترا . وبعد تلك المكالمة الهاتفية تركت مكتبي لأفتش عنها وكانت في غرفتي " ولدى نظرة الألم التي بدت في عيني انجيلا ، ضغط على يدها متابعاً : " لقد وضعت نفسها في ذلك المكان دون علم مني ،ولكنني طردتها خارجاً طارداً إياها من العمل " تأوهت بسعادة وكأنها تحلم ، وما لبثت أن تحولت إليه تسأله : " أتذكر أثناء نزهتنا في الجبال ؟ عندما طلبت مني أن أبقى زوجة لك فسألتك ما إذا كان طلبك هذا لكي يكون لنا أطفال ، وقلت أنت ماذا غير ذلك ؟ لماذا أجبتني بذلك ؟ " وبدا عليها الاستياء ، لو لم يفعل ، ربما كانت ستبقى معه ولما عاد الكبرياء ففرقهما تلك الشهور الماضية المليئة بالعذاب . منتدى روايتي الثقافية فأجاب باسماً : " لقد ظننت أن هذا ما كنت تحبين سماعه ، ولا علاقة له بخطتي المزعومة في أن أنجب منك طفلاً ، ثم أطردك في ليلة ممطرة . ذلك أنه بعد حوالي ستة أشهر من زواجنا ، كنت قد أخبرتني ذات مرة أنك تريدين طفلاً ، أم أنك نسيت ؟ كان يبدو عليك ، في ذلك الحين ، غاية التشوق للحمل " وتذكرت الآن أن هذا كان صحيحاً ، فقد كانت في ذلك الوقت ، تظن أن وجود طفل قد يزيد من القرب بينهما ، دون أن تعلم أن عدم نضجها ، والشعور بعدم الثقة الذي غرسته في نفسها جوليا هو الذي كان يجعلهما متباعدين . منتدى روايتي الثقافية فتحت انجيلا عينيها عند سماع زقزقة العصافير ، فارتسمت على شفتيها ابتسامة حالمة ما لبثت بعدها أن نزلت من السرير ، فارتدت معطفها المنزلي واتجهت نحو المطبخ لتضع الشاي . سمعت طرقات . وكان كالعادة .. بول محملاً بصندوق كرتون يحوي أطعمة أرسلتها أمه ، واتسعت عيناه وهو يراها في ثيابها المنزلية وشعرها الأشعث وعينيها الحالمتين وكريس خلفها يقول : " شكراً ، لا نريد شيئاً لهذا اليوم " وذلك بلهجة من يقول أتظن نفسك بشراً ؟ وغالبت انجيلا رغبة في الضحك وهي تقول للفتى بلطف : " هذا جميل جداً من والدتك ، ولكن عندنا ما يزيد عن كفايتنا ، وأنا وزوجي سنرحل إلى فالنسيا اليوم أو غداً ، إنني سأزوركم قبل الرحيل ، وشكراً لكم جميعاً لكل العون الذي اسديتمون إلي ّ " ثم أغلقت الباب بهدوء في وجهه الذاهل ، بينما قال لها كريس : " إنني أحس اليوم بكرم أخلاق يجعلني أشعر بالأسف لأجله . فهو قد فتن بأكثر النساء جاذبية في العالم ، ليرى بعد ذلك أنني أخذتها منه " فقالت : " إن ابريق الشاي على النار " أجاب : " هذا حسن . إننا سنعود إلى فالنسيا غداً . وبإمكانك أن تكتبي رسالة إلى خالتك . أو أن تتصلي بها هاتفياً من المطار ، أما اليوم فأنا بحاجة إلى الراحة ، هل نسيت ؟ إنك أنت التي أصررت على أن أرتاح ليلة قبل أن أذهب إلى المطار ، ولكنني سأصنع الشاي أولاً والخبز المحمص ، بينما أنت تذهبين وتبقين في غرفة الجلوس قرب المدفأة ، فلا شيء أفضل من ذلك في مثل هذه البلاد الباردة الممطرة " وهكذا أطاعته إذ عليها أن تهتم براحته من الآن فصاعداً ، وهذا وعد منها أفصحت عنه نظراتها إليه وهو يلحق بها بعد ذلك بدقائق . وعد منها حفظته على الدوام ، بمباهج حبهما المتبادل ومسراته ، وذلك في مستقبل خال من الغيوم يضمهما معاً . تمت بحمد الله أتمنى تكون عجبتكم ... | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأمل, الأخير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|