آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-13, 04:45 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




كان التوتر باديا على وجه أسامة وهو يجري عبر ممرات المستشفى ،
متوجها نحو غرفة محددة ، نحو الغرفة رقم ٢٣ حيث ترقد والدته.
تذكر ما قالته له إحدى الممرضات قبل لحظة حين سألها عن حال والدته ،
أخبرته أن المرض اشتد عليها فجأة هذا الصباح و ساءت حالها أكثر من ذي قبل ،
فازداد توتره و قلقه أضعافا.

وقف امام باب الغرفة ٢٣ مترددا ،
هل يفتحه ؟؟
و هل ستكون في الداخل ؟؟
كيف هي الآن ؟؟
و ما حالها ؟؟

قاطع صوت فتح الباب حبل أفكاره ،
و رأى الطبيب خارجا من الغرفة معه ممرضتان علت وجهيهما ملامح الحزن ، لم يكترث أسامة لهما وهو يسأل الطبيب بلهفة مشوبة بالخوف :
_كيف حالها الآن أيها الطبيب ؟


تطلع اليه الطبيب لبرهة و سأل :
_هل أنت قريبها ؟


أومأ أسامة برأسه إيجابا و قال :
_أجل أنا ابنها ، أخبرني أيها الطبيب كيف حالها ؟


بدت ملامح الحزن على وجه الطبيب وهو يجيب :
_والدتك قد ...


لم يستطع الطبيب إكمال عبارته وهو ينظر في عيني أسامة و كل معالم الخوف قد تجسدت فيهما ،
صاح أسامة بعصبية :
_ماذا ؟ ماذا أصابها ؟؟


أشاح الطبيب بعينيه جانبا و غمغم بأسف :
_حصلت نوبات و مضاعفات في مرضها ، و لم يستطع قلبها المنهك التحمل أكثر ، أنا آسف يا بني و لكن ... والدتك فارقت الحياة !


شلت الصدمة جسد أسامة و لم يصدق ما يسمعه ،
اتسعت عيناه عن آخرهما بفزع وهو يغمغم :
_مستحيل .. مستحيل !



هز الطبيب رأسه مشفقا و قال :
_أنا آسف ، و لكنه قضاء الله و هذه مشيئته ، و علينا أن نرضى بها.


صرخ أسامة و جسده يهتز انفعالا :
_مستحيــــــــــــل !!


ثم أمسك بالطبيب من قميصه و شده وهو يصيح وسط دموعه :
_قل غير هذا أرجوك !
قل إنك مخطئ .. !
قل انه لازال في وسعنا القيام بالعملية !
سأدفع لك ما تريد .. ارجوك قل إنها بخير !
قل إنها ستتعافى أرجوك !



أبعد الطبيب يديه عنه و ربت على كتفه مهدئا وهو يتمتم بأسف :
_اتمنى لو أستطيع ، و لكن هذا هو الواقع .. أنا آسف.


ثم انصرف تاركا أسامة الذي ضاقت به الدنيا ،
لم يعد يرى أو يسمع شيئا بعد عبارة الطبيب التي أصبحت تطن في أذنيه :
_والدتك فارقت الحياة !



أمسك بمقبض الباب و بكى بحرقة ،
كان لايزال متمسكا بخيط أمل أخير كاذب ،
خيل اليه انه سيفقده إذا فتح هذا الباب و تأكد مما سمعه للتو.
كانت ادارة مقبض الباب و فتحه من الصعوبة بما كان على أسامة ،
سرت قشعريرة رهيبة في جسده ،
حين رأى أمامه على السرير ،
ذلك الجسد المغطى بملاءة بيضاء حتى رأسه ،
تقدم وهو يحس بالألم يغزو صدره و ينتشر في جسده كله ،
أصبحت دقات قلبه سريعة ،
و خفقاته كالطبول ،
كانت دموعه لاتزال تنهمر على وجهه دون أن يشعر بها ،
بقي يخطو خطوات ثقيلة حتى وصل إلى السرير.
أمسك بالملاءة و جسمه يرتعش و حاول رفعها عن وجهها ،
و لكنه لم يستطع ،
أحس بسهم يخترق قلبه حين تخيل وجهها الهادئ الملامح مغمضا عينيه في سكينة.
سقط أسامة على ركبتيه و خذلته قدماه ،
جثا أمام رأسها وهو ينادي بصوت قطعته غصة أليمة و بكاء مرير :
_ أمي لقد عدت و احضرت المال .. ستجرى لك العملية !


ما كان ليسمع ردا منها و لكنه تابع دون أن يكترث لذلك :
_أمي أرجوك ردي علي .. هذا أنا أسامة هل نسيتني ؟
قولي شيئا دعني أشعر أنك على قيد الحياة ..
و أن ما قاله ذلك الطبيب كان كذبا !


و اشتد بكاؤه وهو يصرخ :
_أمي أرجوك لا ترحلي .. لا تتركينا ،
لقد قطعت وعدا لرنا و ماجد ..
ماذا أقول لهما الآن .. ماذا ؟؟


مسح دموعه وهو يمسك بيدها و يقول :
_أنت .. تسمعينني صحيح ؟؟
حتى أن يدك دافئة و ليست باردة كما يفترض أن تكون ،
لذا لا يجب أن أبكي .. فأنت على مايرام ، أليس كذلك ؟


صرخ و دموعه تتفجر من جديد :
_أليس كذلــــــــــــــــك ؟؟!


تأمل جسدها الهادئ لحظات و غمغم بأسى :
_لقد انتهى كل شيء .. انتهى.. لقد تأخرت كثيرا !


و واصل بكاءه المرير بصمت و الألم يعتصر قلبه ..



هي الحياة عندما تتخللها الوحدة ..
و تزين جدرانها بالأحزان و الدموع ..
هي الحياة عندما تفقد كل معانيها ..
هي حياتنا عندما تخلو من الشمس التي تنيرها و تفدئها ..

¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ¤



كان زياد يتجول في ارجاء المنزل الفخم الكبير ، تمتم محدثا نفسه :
_هل يعقل أني أضعت طريقي ؟
ضحك وهو يستطرد :
_من سمع عن شخص يضل طريقه داخل البيت !


سمع فجأة صوت شخص صادر من إحدى الغرف ،
لقد كان باب الغرفة مفتوحا جزئيا فتقدم نحوه ليرى من في الداخل ،
فكر في انه قد يستطيع أن يسأله عن الطريق الى المطبخ ،
جعلته فكرة تضيعه طريقه في هذا المنزل يبتسم من جديد ،
وقف أمام الباب رفع يده و هم بطرقه حين سمع الصوت من داخل الغرفة :
_تريد مني قتله إذا ؟؟


انتفض زياد في مكانه و اخفض يده وهو يلتصق بالباب ليتمكن من السماع بشكل اوضح،
تعرف على صاحب الصوت لقد كان مهران ،
تابع مهران حديثه في الهاتف :
_نعم .. فهمت ، لا داعي لتذكيري ،
سيتم الأمر بهدوء و دون أي مشاكل ،
اطمئن يا سيد جابر ليست المرة الأولى التي أدبر فيها جريمة لا توجه فيها اصابع الاتهام إليك أو إلى غيرك.



استرق زياد النظر من الزاوية المفتوحة للباب ،
فرآه يهز رأسه وهو يقول :
_لا تقلق .. أن لم تعد بحاجة لكمال ،
فلن يبقى على قيد الحياة لدقيقة اضافية ...
الأمر بهذه البساطة اعتبر أمره منهيا.


و ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي مهران وهو يغلق سماعة الهاتف ،
و جلس خلف مكتبه يبحث في درجه.
كانت عينا زياد قد اتسعتا عن آخرهما بفزع وهو ينظر إلى المسدس الذي اخرجه مهران من درج مكتبه و زوده بكاتم للصوت.
انتفض جسد زياد و ارتبك حين رأى مهران يتقدم نحو باب الغرفة ،
تلفت زياد حوله بسرعة ،
فكر في انه لو أن مهران اكتشف انه سمعه فلن يبقى على قيد الحياة.
اختبأ زياد خلف تحفة كبيرة كانت على الجانب الايمن من الغرفة ،
و كانت على شكل تمثال ضخم ،
التصق زياد بالحائط خلف التمثال ،
حين خرج مهران من الغرفة و اغلق بابها ،
و اخرج هاتفه الخليوي ، طلب رقما اجابه في الحال ، قال مهران :
_هل عثرتم عليه ؟


ثم هز رأسه وهو يقول :
_ممتاز .. استمروا في مراقبته ،
سأحضر إلى حيث أنتم ، لا تتصرفوا دعوا أمر ذلك المتطفل لي ،
سأعرف بطريقتي من ارسله و لماذا كان يفتش هنا ؟


ثم انهى المكالمة وهو يسير عبر الرواق مغمغما :
_سيكون عليك انتظاري يا كمال ، لن اتأخر.


و مر من أمام التمثال دون أن يلحظ زياد المختبئ خلفه ،
خرج زياد بعد أن اختفى مهران من انظاره و أسرع يعدو في الاتجاه الآخر ،
قاصدا غرفة كمال ، ليحذره من الخطر الذي يهدد حياته،
فجأة صار لكلمات كمال المبهمة معنى واضح و مفهوم في ذهنه،
المدعو جابر يود التخلص من كمال ،
فطلب ذلك من مهران الذي يبدو انه محترف اجرام من الدرجة الاولى ،
غمغم زياد بتوتر وهو يركض باتجاه غرفة كمال :
_ما الذي ورطت نفسي فيه ؟؟ هؤلاء جميعا حفنة من المجرمين !


صار الممر أمامه مزينا بتماثيل مألوفة لديه ،
وصل زياد إلى غرفة كمال و لكنه توقف حين رأى الحارسين امام الباب ،
صدم و لم يعلم ما يفعل ،
لا يمكنه تجاهل ما سمعه ،
و لن يفيد تحذير كمال شيئا ما لم يخرجه من هذا المكان ،
تطلع الحارسان إلى زياد بتشكيك ،
فاضطر للتوجه إلى المطبخ وهو يفكر في حل لهذه الورطة


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ¤


كان دموع أسامة لا تزال تسيل ،
و أحزانه في اوجها وهو خارج من تلك الغرفة يغلق بابها ليسند رأسه عليه ،
كان مايزال على هذه الوضعية حين وقفت إحدى الممرضات و توجهت اليه هتفت تلك الممرضة بابتسامة : _أسامة أنت هنا و أنا أبحث عنك ؟ لقد اتصلت بمنزلك أكثر من مرة و لكن أحدا لم يرد، ألم تكن هناك ؟


لم يجب أسامة و لم يتحرك من مكانه حتى ، فتابعت الممرضة :
_كنت أريد ابلاغك بالخبر بنفسي ، و لكنك لم تأتي مساء يوم الأمس ، و تأخرت هذا الصباح لذا ..


بترت كلامها فجأة و قد انتبهت عليه ، و سألت بحيرة :
_ما الأمر يا أسامة ؟ هل أنت بخير ؟ الست سعيدا بالخبر ؟


إستدار أسامة إليها بألم و عيناه المحمرتان لا تزالان تدمعان ، تضاعفت حيرة الممرضة و هي تسأل :
_ما بك يا أسامة ؟ هل هناك من يبكي بهذا الشكل لخبر مفرح ؟؟


صرخ أسامة بغضب أليم :
_ما الذي تقولينه ؟؟ كيف تتحدثين معي بهذه الوقاحة ؟؟ كيف تقولين عن موت أمي خبر سار ؟؟


اتسعت عينا الممرضة بدهشة و هي تهتف :
_و .. و لكن ما هذا الذي تقوله يا أسامة ؟ من قال لك أن أمك ماتت ؟!!


ملأت الدهشة وجه أسامة وهو يسأل :
_ماذا تقصدين ؟؟ ألم تسمعي أنت بالخبر ؟؟


و تجمعت الدموع في عينيه من جديد وهو يهتف :
_لقد ماتت !! ماتـــــــــت .. ! لقد رأيتها و هي ..


و لم يستطع مواصلة كلامه و انفجر بنوبة بكاء جديدة ،
كانت الممرضة مدهوشة مما تسمعه ،
لم تستطع استيعاب ما يحدث ،
و لا ما يتحدث عنه أسامة ،
فجأة نظرت إلى الغرفة و فهمت كل شيء ،
قالت بهدوء و هي تبتسم :
_أسامة ..اهدأ قليلا و استمع إلي ، لم أرى في حياتي كلها سوء تفاهم فضيعا كهذا.


مسح أسامة دموعه بكم قميصه وهو يسأل بحيرة و ارتباك :
_ماذا تقصدين يا آنسة ؟ أ..أنا لا أفهم ؟!


قالت الممرضة موضحة :
_هل رأيت المريضة التي في هذه الغرفة ؟ أنت تظنها والدتك ، أليس كذلك ؟


أومأ أسامة برأسه إيجابا دون أن ينطق فقد كان ذهنه غير قادر على استيعاب شيء مما يسمع ،
قالت الممرضة ضاحكة :
_و لكن أنا لا أفهم ، ألم ترها جيدا ؟ ألم ترى وجهها ؟


ثم صمتت لبرهة حين رأت نظرات أسامة المشوشة الحزينة ، قالت معتذرة :
_أنا آسفة ، و لكن هذه المرأة أدخلت إلى المستشفى ليلة البارحة ،
كانت حالها خطيرة فوضعناها في غرفة العناية الفائقة ،
و لانها كانت مريضة جدا حين احضرت الى هنا ، فارقت الحياة هذا الصباح.


اتسعت عينا أسامة وهو يتمتم :
_هل تعنين أن هذه المرأة ليست أمي ؟


ابتسمت الممرضة من جديد وهي تقول :
_كلا .. افترض انك لم تنظر إلى وجهها حتى ،
امك بخير و قد نقلناها من غرفة العناية الفائقة ، لأن صحتها تحسنت كثيرا.


بدا وجه أسامة خاليا من أي تعبير وهو ينظر في وجهها غير مصدق ، قالت الممرضة :
_لقد استيقظت امك من غيبوبتها بالأمس ،
و حاولت الاتصال بك كثيرا و لكنك لم ترد على أي اتصال ، امك بخير و تطلب رؤيتك منذ الأمس.


هتف أسامة بسعادة حقيقية :
_هل أنت متأكدة ؟


ابتسمت الممرضة وهي تجيب :
_أجل بالطبع ، لقد خرجت من عندها للتو.


ابتسم أسامة وهو يمسح عينيه قائلا :
_لا اصدق .. لا اصدق ، كيف تحسنت حالها دون جراحة ؟؟


هزت الممرضة رأسها قائلة :
_لا تزال بحاجة إلى اجراء الجراحة ، و لكن صحتها تحسنت منذ زيارتك لها صباح الأمس ، يقول الطبيب أنها معجزة !

تهللت أساريج أسامة وهو يضحك هاتفا
: _حمدا لله .. حمدا لله, ساذهب لرؤيتها !!

و جرى بضع خطوات و توقف فجأة ,
ة استدار عائا الى الممرضة سال :
_ اين اجد غرفتها ؟؟

ضحكت الممرضة وهي تقول :
_ في الطابق السفلي الغرفة 14

ابتسم اسامة بارتياح و سرور وهو يتوجه الى الغرفة حيث اشارت الممرضة



¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ¤






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 04:56 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


6 -


في زقاق صغير ,ضيق و مظلم ،
كان بسام يتلوى ألما على الأرض ،
يشعر بعظامه تشتعل ،
و بآلام فظيعة في رأسه و في جميع أنحاء جسده ،
آلام تمنعه حتى من الرؤية بوضوح.
كانت اسنانه تصطك بقوة وهو يرتعش و يعرق بشدة.
و كانت تنسل بين الحين و الآخر صرخة من بين شفتيه تنطلق رغما عنه.
كان بسام يفكر لحظة تشتد عليه حدة الألم بالعودة إلى صفوان ليحصل على المخدر الذي سيجعل كل آلامه تزول و تختفي.
و لكنه يعود و يهز رأسه في اللحظة التي تليها لينفي نفيا قاطعا احتمال عودته إلى صفوان من جديد و يصر على رأيه بقوة أكبر.
تحامل بسام على نفسه وهو ينهض بصعوبة ،
ترنح في سيره و لهث بتعب ،
وهو يحاول الخروج من ذلك الزقاق و الابتعاد قدر الإمكان.
عاد بسام بذاكرته إلى الماضي ،
إلى تصرفاته و أفعاله الشائنة و السيئة ،
مر ذلك الشريط أمام عينيه ،
تذكر كل شخص آذاه في حياته ،
تذكر منظر الشابين الذين قتلهما صفوان أمام عينيه ،
تذكر كيف رمى جثتيهما في البحر ،
تذكر كيف لم تهتز له شعرة واحدة لذلك المشهد المروع.

سأل نفسه عن السبب ،
لماذا يختلف عن غيره ؟
لماذا لم يكترث يوما للناس ؟
لماذا لا يحس أو يشعر بشيء اتجاه نفسه أو غيره ؟

لم يكن هكذا في الماضي ،
و لكنه تغير خلال فترة ما من حياته.

راحت تقفز إلى ذهنه ذكرى بعيدة قديمة ،
ذكرى عمرها ١٢ عاما ...



كان لون الغروب يملأ السماء و الشمس تنسحب شيئا فشيئا لتترك للظلمة مجالا لتغطي الارجاء.
كانت نسمات الهواء تداعب أغصان الأشجار فتتراقص أوراقها و تتغنى بحفيفها.
وسط ذلك الجو اللطيف ،
كان بسام يقضي مع أسرته ساعات هانئة تعلق في الذاكرة.

كانت أمه جالسة على بطانية كبيرة فردتها على العشب ،
أمامها بعض الاواني و سلة طعام.
اخذت تراقب بابتسامة هادئة ولديها بسام و ندى ،
و هما يلعبان الكرة مع أبيهما ، كانت صيحاتهم تتفاوت بين خيبة أمل حينا و الانتصار حينا.
ضحك بسام بسرور حين سجل هدفا في مرمى والده ،
و اخذت ندى تقفز و هي تصيح :
_الهدف الثاني عشر .. نحن الفائزان .


ضحك والدهما وهو يرفع الكرة من جديد و قال :
_سأحقق التعادل سريعا ، ستريان !


ابتسم بسام قائلا :
_لن تستطيع ، أنت لم تسجل أي نقطة حتى الآن ، أنا و ندى انتصرنا.


قالت ندى مؤيدة :
_صحيح ، نحن اثنان ضد واحد و لن تفوز علينا ، لما لا تطلب مساعدة أمي ؟


ضحكت والدتهما من مكانها ، فعقد والدهما حاجبيه مصطنعا الغضب و قال :
_هكذا إذا ، تسخران مني و تستخفان بي ، لنخض جولة اضافية ، و سأهزمكما هزيمة نكراء.


ضحك كل من ندى و بسام ،
فابتسم والدهما بمكر وهو يركل الكرة إلى مرماهما الذي كان عبارة عن صندوقين ورقين ،
تطلع كل من بسام و ندى إلى الكرة التي عبرت المرمى بدهشة ، فصاح والدهما بانتصار :
_سجلت هذه النقطة فقط كي تعلما انه كان بمقدوري الفوز منذ البداية.


صاح بسام باحتجاج :
_لم نكن مستعدين بعد ، هذا غش !


و هتفت ندى محتجة :
_ليس عدلا .. ليس عدلا !


ضحك والدهما و قال :
_لم يكن غشا ، لما لا تتركاني احصل على هدف واحد على الأقل !


قالت الأم و هي تتقدم نحوهم مبتسمة :
_هيا لقد أوشكت الشمس على المغيب ، لنعد للمنزل ، ألستم جائعين ؟


صاح بسام و ندى بصوت واحد :
_لا ، نريد أن نبقى !


تمتم والدهما بابتسامة :
_لا بأس ، إن أعجبكما المكان فسنعود اليه ثانية.


صاحت ندى :
_رائع !


و هتف بسام بحماسة :
_حقا أبي ، و ماذا عن عملك ؟


ابتسم والدهما وهو يجيب :
_سآخذ اجازة ليست مشكلة ، و أما الآن فهيا إلى المنزل.


توجهوا إلى السيارة بعد انتهاء نزهتهم و انطلقوا في طريقهم للعودة ...


في وقت متأخر من تلك الليلة ،
صحا بسام من نومه عطشا ، غادر فراشه و توجه بنعاس نحو المطبخ ،
سكب لنفسه كأس ماء ،
و لكنه لمح من باب المطبخ شيئا ما يتحرك في غرفة الجلوس ،
فأدار بسام مفتاح إضاءة غرفة الجلوس الذي كان بجانب حائط المطبخ ،
ليرى رجلين ملثمين يرتديان الأسود ، يجمعان كل ما وجداه في الغرفة في كيس كبير ،
همس الرجل الأول :
_إنه مجرد ولد صغير !


قال الثاني وهو يخرج مسدسا من جيبه مخاطبا بسام :
_إياك و أن تصدر صوتا أيها الصبي ، هل تفهم ؟؟


و لكن بسام انتفض رعبا حين رأى المسدس ،
و سقط كأس الماء من يده ليتكسر على الأرض محدثا جلبة كبيرة.
صاح الرجل الثاني بغضب وهو يلوح بمسدسه :
_ألم أقل لك لا تصدر أي صوت ؟؟


غمغم بسام وهو يتراجع للخلف بتوتر :
_أ..أنتم لصوص !!


نزل والدا بسام الدرج متسائلين عن سبب تلك الضجة ،
تسمر والد بسام في مكانه حين رأى الرجلين في الغرفة و أحدهما يصوب مسدسا على ابنه ،
و شهقت أمه بخوف و صاحت عرضا :
_بســــــــــــام .. لا !!


إستدار الرجلان نحو مصدر الصوت و ما إن لمحاهما على الدرج حتى أخرج الرجل الأول مسدسا هو الآخر و صرخ بعصبية :
_لا تتحركا إن كانت حياتكما تهمكما ..!!


و لكن والدي بسام كانا مضطربين و متوترين للغاية ،
فقد كان الرجل الثاني لايزال مصوبا مسدسه نحو بسام الذي كان يرتعد خوفا ،
فما الذي سيمنعه من إطلاق النار عليه في أي لحظة.
لم تحتمل أم بسام خوفها فهمت بالإسراع اليه ، إلى ابنها الخائف ،
و لكن والد بسام استوقفها ،
لينزل هو بقية الدرج وهو يصيح بصرامة :
_دع الصغير يصعد إلى هنا !


صرخ فيه الرجلان آمرين إياه بالتوقف ،
و لكنه تجاهلهما حتى نزل آخر درجة و قال :
_اتركا ولدي في الحال.


أمسك الرجل الأول بسام فجأة و ألصق فوهة المسدس برأسه وهو يصيح مهددا :
_تراجع حالا و إلا فجرت رأسه !


صاح بسام بذعر و قد تجمعت الدموع في عينيه :
_أبي .. النجدة !


و تسمرت والدته في مكانها بصدمة و خوف و دموعها تتفجر من عينها ...

يمر الوقت مثل الضباب أحيانا ...
و تبرز صور منفردة تكون أكثر وضوحا من غيرها ...
ثم في أوقات أخرى تكون كل ثانية مهمة ...
تحفر نفسها في عقلك حفرا ...
كانت إحدى تلك الأوقات ...
رغم أن كل شيء حصل خلال ثوان معدودات ،
إلا أن بسام استطاع رؤية كل تفصيل و الشعور به ،
كأن الزمن قد صار يمشي ببطء فجأة.

رأى بسام والده يندفع نحو الرجل و قد اعترت وجهه ملامح خوف..و غضب.. و قلق جميعها ممتزجة ببعضها ،
رآه يخاطر بنفسه لإنقاذه ،
رأى اللص الأول يطلق رصاصاته بسخاء نحو أبيه ،
رأى كيف تفجرت الدماء من مواضع الرصاصات في جسده ،
و رأى كيف سقط على الأرض جثة هامدة مضرجا بدماءه.
و رأى أثر ذلك على أمه ،
رأى حزنا و دهشة و ألم ،
ففي اللحظة ذاتها ،
أبعد الرجل الممسك به المسدس عن رأسه و أفرغه في جسد أمه ،
لتخر على الأرض غارقة في بحر دمائها.
كان دوي الرصاصات قريبا جدا منه ،
و كانت أذناه لاتزالان تطنان حين فر الرجلان بما سرقا من الباب الخارجي.

لم يصرخ بسام ،
لم يبكي أو ينتحب ،
تراجع للخلف حتى إلتصق بالحائط ،
ضاقت عيناه بشحوب من هول المنظر ،
و راح ينكمش في إحدى زوايا الغرفة مرتجفا و قد علت وجهه نظرة باردة جليدية تثير القشعريرة ،
لا يذكر كم بقي على ذلك الحال حتى جاء رجال الشرطة ،
بقيت عيناه على الجثتين اللتين حملتا بعيدا ،
لم يسمع بكاء ندى المرتفع الأليم ،
و لم يلحظ دموع عمه رمزي وهو يصحبه و أخته بعيدا عن ذلك المنزل حيث عاش و رأى أسوأ مشهد في حياته ،
مذ يومها لم تفارق تلك الملامح الباردة وجهه ،
و صار الحزن فراغا موحشا في داخله يمنعه من الشعور بأي شيء آخر ...


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ¤


انتفض بسام وهو يفتح عينيه و يلتقط انفاسه بصعوبة ،
لقد كان يشعر بألم شديد ليس فقط في جسده ،
بل عميقا في داخله ، ألم أثار استغرابه ،
فقد كانت رؤيته لمثل هذه الكوابيس شيئا اعتاده ،
شيئا لم يؤثر عليه يوما ،
و لكنه الآن يشعر بالضعف و بالوحدة من جديد.
لعل ذلك المخدر لم يغزو جسده فقط ،
بل تخلل عميقا إلى داخله ، ليكسر حاجزا صلبا بناه طيلة سنوات.
أحاط بسام ذراعيه حول نفسه ،
و دموع حارة تنساب على خديه ،
دموع لم تعرف طريقا اليه لزمن طويل. غمغم وهو يرجف :
_ماذا فعلت ؟! لقد أمسيت مثلهما .. أمسيت مثل المجرمين اللذين قتلا والدي ، ماذا فعلت ؟!


و بقي منكمشا في تلك البقعة الموحشة التي أثارت إنقباض قلبه ،
قلب صار يشعر به لأول مرة منذ زمن طويل


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ¤



كان زياد يزرع الخطا جيئة و إيابا في المطبخ الخالي بتوتر شديد ،
نظر إلى ساعة يده ، لقد مرت عشر دقائق على خروج مهران من المنزل ،
و قد يعود في أي لحظة ، كان يتمنى لو يجد طريقة يتجاوز فيها الحارسين ليصل إلى كمال.
وقع بصره على صينية الطعام فلمعت في ذهنه فكرة ،
أخذ بعض الاطباق و بدأ بترتيبها على الصينية ،
ثم حملها متوجها إلى غرفة كمال مثلما يفعل في كل مرة. سأله أحد الحارسين :
_لم يحن موعد الغداء ألست مبكرا ؟


ارتبك زياد وهو يجيب :
_لقد طلب مني ايصال الطعام و ها أنا ذا أوصله ، و السؤال عن المواعيد ليس جزءا من عملي !


هز الحارس رأسه بعد إجابة زياد و فتح له الباب ،
دخل زياد الغرفة على عجل ، و اغلق الباب من خلفه ،
رمى زياد الصينية على الطاولة و هتف بتوتر :
_كمال عليك الهرب من هنا ، مهران يخطط لقتلك !


قال كمال بهدوء :
_أعلم هذا.


ردد زياد بدهشة :
_تعلم هذا ؟!


ثم صاح بحدة :
_إن كنت تعلم هذا فما الذي تنتظره ؟؟ لما لا تهرب من هنا ؟؟


تنهد كمال و قال :
_كأني لم احاول ذلك خلال السنوات الخمس التي بقيت فيها محتجزا !


جلس زياد على الكرسي بتوتر وهو يقول :
_كمال اسمع الوضع خطير فعلا ، سمعت مهران يتحدث على الهاتف ، قال بأنه سيتخلص منك هذا اليوم ، اذهب إلى الشرطة أو إلى أي مكان تكون فيه بأمان و لكن عليك مغادرة البيت حالا !


قال كمال وهو يدير وجهه نحوه :
_لن أستطيع فعل ذلك ، و حتى لو فعلت فلا جدوى منه ، لم يصدقني رجال الشرطة قبل خمس سنوات و لن يصدقوني الآن ، إنها كلمتي ضد كلمته و لا أملك أي دليل.


قال زياد :
_أنا سأشهد معك ثق بي.


صرخ كمال بعصبية :
_أحمــــــــق !!
قل لي ألا تهمك حياتك ؟؟
أليس لديك اشخاص يهمك أمرهم ؟؟
هل تعتقد فعلا بأنك تستطيع تحدي جابر و النجاة بفعلتك ؟؟


هتف زياد بثورة :
_ لا , ولكن أنا لا يمكنني تجاهل ما سيصيبك ،
هل تريد مني مغادرة هذا المكان متناسيا انك لن تعيش بعد هذه اللحظة ؟؟
و هل تتوقع مني متابعة حياتي و أنا لا أزال افكر في أنه كان بوسعي منع ما سيحدث لك ؟؟
أنا لا أستطيع إدارة ظهري لشخص مهدد بالخطر !


ابتسم كمال بسخرية وهو يقول :
_إذا فأنت أحمق لا يعرف مصلحته.


هز زياد رأسه وهو يمضي إلى النافذة ذات القضبان قائلا :
_إنها المرة الثانية التي تنعتني فيها بالأحمق ، ستدفع ثمن ذلك عندما نخرج من هنا.


سأل كمال باستهزاء :
_و كيف تنوي الخروج ؟
هناك حرس على الباب و قضبان على النافذة ،
لا اظن أننا نستطيع المغادرة بالبساطة التي تتحدث بها ،
هناك مجموعة أخرى من الحراس خارج المنزل و سيكتشفوننا بالتأكيد ،
عندها فقد ستفهم ما أعنيه يا صاحب الاخلاق والمساعدة و ..


قاطعه زياد وهو يسحب تلك القضبان بكل قوته :
_ أعتقد أن أسلوبك التشجيعي نافع كثيرا ،
ربما لو خففت من حماستك و تفاؤلك !


هز كمال كتفيه و تمتم :
_إنه شيء تعتاد عليه و لا يمكنك تغييره.


فجأة ..
خلع القضيب الذي كان زياد يسحبه من مكانه ،
و سقط زياد على ظهره مع القضيب المعدني ، سأل كمال :
_هل أنت بخير ؟ ما الذي حدث ؟


أجاب زياد وهو ينهض متألما :
_لقد استطعت خلع أحد القضبان من مكانه.


صاح كمال بدهشة :
_هل أنت جاد ؟ و كيف فعلت ذلك هل أنت بهذه القوة ؟


ضحك زياد قائلا :
_لا.. و لكنها كانت رديئة التركيب بالتأكيد.


كانت النافذة كبيرة عليها ثلاث قضبان متباعدة تفصل بينها مسافة صغيرة ،
استطاع زياد خلع واحد من القضبان ،
و لكن حتى تلك المسافة لم تكن تكفي لعبور شخص من بينها ،
فبدأ زياد بسحب القضيب الثاني ليوسع تلك الفتحة بأسرع ما يمكن


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ¤



كان سالم منهمكا بالعمل في مكتبه في الشركة ,
حين ارتفع رنين هاتفه المحمول ,
رأى اسم المتصل حسام على شاشته , رد سالم على الهاتف قائلا :
_الو .. حسام ما الامر ؟ هل لديك معلومات جديدة ؟


قفز سالم من مقعده كالمصعوق وهو يهتف :
_ قلت ماذا ؟ ابن من ؟؟


ثم عاد يجلس وهو يتمتم بالدهشة ذاتها :
_ هل انت متأكد ؟؟


هز راسه وهو يقول :
_ بالطبع اذكره الرجل الذي سلمني اياه
.. اعلم انه مات ... ماذا زوجته ؟؟



قالها وقد اتسعت عيناه

وفجأة .......

سمع من خلال الهاتف صرخة حسام ..
انتفض سالم وهو يسأل بتوتر :
_ حسام .. هل انت بخير ؟؟ .. هل انت معي ؟؟ حســــــــــــــام !!


ولكنه لم يسمع ردا , فتابع بتوتر اشد :
_ حســــــــــــام ماذا اصابك ؟؟


فجأة جاء صوت أجش غليظ من خلال الهاتف يسأل بغضب :
_هل انت من ارسل هذا الاحمق ؟؟



صاح سالم بحدة :
_أجل .. من انت وماذا فعلت به ؟؟


ضحك صاحب الصوت الأجش و أغلق السماعة , فصاح سالم :
_ انت !! ماذا فعلت به ؟؟ اسألك ماذا فعلت بحسام ؟؟



ولكنه لم يتلقى اي جواب ..

و بقي ممسكا بالسماعة في حيرة ممزوجة بالتوتر


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ¤



_يتبع ...............





؛




؛



؛



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 04:57 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




ضغط مهران على زر الاغلاق في الهاتف الذي كان بين يديه ،
و ابتسم بخبث وهو يصوب مسدسه المزود بكاتم الصوت نحو حسام.
كان مهران يقف أمامه في حين كان حسام جالسا على أريكة صغيرة وسط الشقة ،
عاقدا حاجبيه وهو يمسك ذراعه التي كانت تنزف بشدة إثر إصابته بطلقة نارية ،
سأل حسام بسخط و ألم :
_من أنت ؟ و ماذا تريد ؟؟


هز مهران رأسه و سأل :
_فلتجب أنت أولا يا سيد حسام ، ما الذي كنت تفعله في مكتب السيد جابر ؟ عما كنت تبحث ؟


أجاب حسام بهدوء :
_لا شيء مهما.


سأل مهران بصرامة :
_أفترض أيضا أنه لا علاقة لك برسالة الابتزاز التي أرسلت إلى السيد جابر هذا الصباح ؟؟


ابتسم حسام بخبث و هو يتمتم :
_بل أنا من أرسلها ، أعلم أنه يتاجر بالممنوعات و أعلم أيضا كل شيء عن حادثة المصنع التي وقعت قبل خمس سنوات ،
مذهلة كمية المعلومات التي يمكنك الحصول عليها مصادفة و أنت تحقق في قضية بسيطة !


صرخ مهران بثورة :
_من أرسلك ؟ و عما كنت تبحث ؟؟ تكلم قبل أن أفرغ هذا المسدس في رأسك !


تنهد حسام بعمق و قال :
_كنت أحقق في قضية قديمة ، لعلك تعرفها كونك مساعد جابر ،
كنت أبحث عن والدي طفل صغير وصل إلى باب موكلي قبل زمن ،
أو بالأحرى أوصله رجل غريب مات أمام باب بيته إثر اصابة شديدة ،
أخبر الرجل موكلي حينها أنه لم يستطع قتل الطفل كما أمر ،
فقام باختطافه و لكنه أخفق في حمايته ،
فترجاه ليساعده و يحمي الطفل ، لم يتردد موكلي ،
أخذ الطفل و اهتم به و رعاه ،
و بعد سنوات طوال جائني و كلفني بمهمة البحث عن والدي ذلك الطفل ،
المثير في الأمر هو أن اسم جابر ظهر في تحقيقي.


و ابتسم وهو يضيف :
_أتعلم ما علاقته بتلك القضية ؟


تطلع مهران إلى حسام بمزيج من الضيق و نفاذ الصبر وهو يقول :
_لست تساعد نفسك أبدا ، كل ما تقوم به هو استفزازي بثرثرتك ،
لقد طلبت منك شيئا واحدا فقط ،
ما اسم موكلك هذا ؟ و كم من المعلومات يعرف عن جابر ؟


ابتسم حسام بلا مبالاة وهو يقول :
_تتحدث كما لو كنت ستتركني حيا ،
أنا أعلم بأنك ستقتلني بعد أن أخبرك بما تريد ،
و في جميع الأحوال سأفقد حياتي ، فلا أرى سببا يجعلني راغبا في التكلم.


زفر مهران بسخط و حنق و صاح :
_أنا سأقدم لك سببا !


ثم ضغط على زناد مسدسه لتنطلق رصاصة أخرى و تصيب ساق حسام اليمنى.
صرخ حسام متألما و ضغط بيده على ساقه و الدماء تسيل منها ،
ابتسم مهران ابتسامة كريهة وهو يقول :
_و الآن هل ستتكلم أم استمر في ثقب جسدك برصاصة تلو الاخرى ؟
إنه خيارك ، إما الموت ببطء و بأقصى قدر ممكن من الألم ،
أو التكلم و وضع حد لمعاناتك ، فكر مليا ما هو قرارك ؟؟


تمتم حسام بصعوبة لشدة الألم :
_سأقول لك .. ما أخبرت به موكلي..


ثم راحت ابتسامة تحوم عند أطراف شفاهه وهو يستطرد :
_بشأن رسالة الابتزاز ،
لقد فكرت في جني بعض المكسب قبل أن أسلم جابر لرجال الشرطة ،
جابر هو الذي أرسل الرجل ليقتل الطفل آنذاك ،
و .. هناك أدلة أصبحت جميعها الآن بحوزة موكلي ،
لقد أرسلتها اليه صباح هذا اليوم ،
تلك الأدلة تكفي لإدانة جابر و من معه و إيداعهم السجن إلى الأبد ،
أما اسم و هوية موكلي فلن أخبرك بهما أبدا ،
ستعرف كل شيء بعد فوات الأوان ، حين تودع خلف القضبان أنت و رئيسك جابر !


أطل قدر هائل من المقت و الكراهية من كل ذرة من ملامح مهران وهو يقول :
_هكذا إذا ، لقد استنفذت جميع فرصك ، ودع هذه الحياة يا هذا لقد انتهيت !


لم يظهر حسام أي اكتراث وهو مازال يرسم تلك الابتسامة الواثقة التي آثارت غيظ و حنقة مهران ،
فأطلق طلقته الأخيرة هذه المرة نحو رأس حسام ،
و استقرت الرصاصة في مكانها بصمت ،
ليكون الموت مصيره المحتم ..
و كما دخل مهران تلك الشقة الهادئة ،
خرج منها تاركا حسام ..
غارقا في بحر دمائه


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ¤



قفز زياد من النافذة التي أزال جميع قضبانها ،
و حين أصبح خارجا في الحديقة صاح :
_كمال هيا إقفز ، أسرع قبل أن..


قاطعه كمال وهو يقف عند النافذة قائلا:
_اخفض صوتك أيها الأحمق ، سيسمعوننا !


عقد زياد حاجبيه باستياء وهو يغمغم :
_أحمق !؟


ابتسم كمال معتذرا و صعد إلى حافة النافذة التي كانت مرتفعة جزئيا ،
رفع نفسه بيديه ثم نزل بمساعدة زياد ،
تلفت زياد حوله وهو يتأمل حديقة المنزل الكبيرة ذات الازهار الكثيرة ،
و فجأة ..
ظهر رجل من خلف المنزل بدا واحدا من الحراس كان يتقدم نحوهم ،
فأسرع زياد يرمي بكمال خلف أحد الأشجار بين الأجمة قبل أن يراه الحارس.
قال كمال وهو يصر على أسنانه بغضب :
_ما معنى هذا التصرف ؟!


تجاهله زياد ، و في محاولة منه للظهور بشكل طبيعي ،
إستند على الشجرة و راح يحاول أن يبدو منشغلا بتأمل الحديقة ،
سأل كمال بغيظ :
_لما لا ترد يا..


قاطعه زياد وهو يلقي التحية على الحارس بصوت مرتفع يسمعه كمال ليدرك أن ثمة شخص غيره في المكان :
_مرحبا سيدي ، يوم جميل أليس كذلك ؟


انخفض كمال على الأرض وهو ينصت للرجل الذي قال مخاطبا زياد :
_ماذا تفعل هنا ؟


ابتسم زياد وهو يجيب :
_فكرت في التنزه قليلا في الحديقة !


هز الرجل رأسه وهو ينظر في وجه زياد للحظات ثم سأل بشك:
_ألم تدخل إلى غرفة المريض قبل قليل ؟ ماذا تفعل هنا ؟


تمتم زياد بارتباك :
_بلى ، و لكني نظرت من النافذة فرأيت الحديقة و كم الجو رائع هذا اليوم ،
لذا خرجت ...آاااه !!


تطلع الحارس إلى زياد مستغربا حين تأوه بألم و سأله :
_ما بك ؟!


غمغم زياد وهو يمسح على ساقه :
_لا.. لا شيء لعلها حشرة أو ما شابه !


هز الرجل رأسه و قال :
_أنصحك أن لا تتجول كثيرا في ارجاء البيت فهذا يزعج السيد مهران !


قالها و انصرف مغادرا المكان.
التفت زياد إلى كمال الذي كان لايزال على الأرض و صاح فيه بحدة :
_لماذا قرصتني ؟


قال كمال و هو ينهض واقفا :
_أولا أخفض صوتك ، و ثانيا جيد أني فعلت ،
هل كنت تنوي اخباره بكل شيء ،
لما لا تقول انك قفزت من النافذة و حسب ،
كيف تتطرق إلى التحدث عن النافذة ؟
لو أنه أدار وجهه لرآها من غير قضبان و اكتشف أمرنا !


غمغم زياد معتذرا :
_لم افكر في ذلك ..آسف.


قال كمال :
_اسمع يا زياد ، تريد تنفيذ عملية هروب و لا تعرف كيف ،
عليك الحذر في تصرفاتك ، لأن حراس مهران في كل مكان ،
منذ آخر مرة خرجت فيها و هم مستعدون و متأهبون لتكرار هذا الأمر ،
لن يكون خروجنا سهلا أبدا.


تنهد زياد و سأل :
_أليس هناك باب سري أو طريق ما يمكننا الخروج من خلاله دون أن يلاحظنا أحد ؟


ابتسم كمال ساخرا وهو يقول :
_ما رأيك بمارد المصباح السحري ،
أظنه يستطيع إخفاءنا عن الأعين حتى نصل إلى مكان بعيد وآمن !؟


عقد زياد حاجبيه منزعجا و هتف :
_مصباح سحري !


هز كمال كتفيه و هم بالتحدث حين دفعه زياد أمامه هاتفا بغضب:
_تحرك أمامي يا غريب الاطوار ،
لا أدري لماذا أشعر أنك تجد كل ما يحصل معنا في هذا المكان مسليا !


صاح كمال حين تعثر و كاد يسقط :
_تمهل أيها الغبي ، أنا لا أرى أمامي !


هتف زياد بعصبية :
_لا تصرخ ، ألست من قال أنه علينا اخفاض أصواتنا ؟
لا تقلق أنا أرى و لن تصدم أي حائط !


غمغم كمال ساخرا:
_كم هذا مطمئن !


ضرب صفوان قبضته على الطاولة بقوة وهو يصرخ :
_و لكن ماذا تقصد بأنك لم تجده ؟ لا يمكنه أن يبتعد كثيرا ،
ليس وهو على تلك الحال ، عليك أن تجد الزعيم حالا هل تفهم ؟


ارتبك الرجل الذي أمامه و تمتم :
_و لكن ياسيدي ..


قاطعه صفوان صارخا بغضب :
_نفذ ما أمرتك به في الحال !

هز الرجل رأسه و إمتثل لأمره و خرج من الغرفة ،
تاركا صفوان منشغلا بخططه المستقبلية لبسام و عصابته

¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ¤


وقفت ندى في حيرة من أمرها أمام باب المنزل ،
لم تعرف ما تفعله فبقيت تحدق في ذلك الشاب الغريب ،
الذي اسند ظهره على باب المنزل و بدا فاقد الوعي مصفر الوجه ،
تشجعت أخيرا و قالت وهي تنحني نحوه :
_عفوا .. يا سيد ماذا تفعل هنا ؟!


عندئذ فقط تحركت عيناه تحت جفنيه .
حاول بسام فتحهما ولكن دون جدوى .
لاحظت ندى ذلك فسألت بتوتر :
_هل أنت بخير أيها الغريب ؟!


لم يكن بسام قد عاد إلى وعيه بالكامل ،
و لكنه كان يئن فى ضعف وبصوت غريب ،
فزعت ندى ظنا منها أنه سيفارق الحياة أمام عينيها ،
فأخذ تتحرك لا تدري إلى أين و لا ماذا تفعل ، راحت تهتف مذعورة :
_لا تمت أيها الغريب ، يا إلهي ما هذه المدينة المجنونة !


ثم صاحت متذكرة :
_عم رمزي !


هرعت إلى داخل البيت سريعا و أجرت مكالمة هاتفية ،
ثم عادت إلى بسام تنتظر بنفاذ صبر.
لم يمضي وقت طويل حتى وصلت سيارة الاسعاف التي أرسلها رمزي ،
لم تجد ندى بدا من الذهاب معهم ،
كانت تلك المرة الثانية التي تصعد فيها إلى سيارة اسعاف.
أخذت ندى تتأمل بسام من فتحة صغيرة زجاجية ،
كانت في الجزء الفاصل بين المقعد الأمامي و الخلفي حيث كانت تجرى له المعاينة الأولية من تشخيص حالته إلى اجراء اولى مراحل علاجه.
انتفضت ندى بشدة و هي تلتصق بالنافذة الزجاجية ، و صاحت بانفعال :
_بســـــــــــام ؟!


التفت كل من كان بالسيارة نحوها و قال واحد من فريق الاسعاف :
_لا تقلقي إنه بخير ، حاله ليست بتلك الخطورة.


لم تسمع ندى ما قاله المسعف ،
اخرجت من حقيبتها صورة قديمة ،
و بقيت تنقل بصرها بين الصورة و بين بسام وهي تردد :
_إنه هو .. لا اصدق حجم الشبه .. مؤكد أنه هو ...أخي بسام !


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ¤


ضحكت والدة أسامة حين كانت حمرة الخجل تعلو وجه الأخير و هو يغمغم :
_من أخبرك بذلك ؟!


ابتسمت أمه وهي تجيب :
_أخبرتني الممرضة حين خرجت قبل قليل ، هل فزعت كثيرا ؟ أنا حقا آسفة !


غمغم أسامة بشيء من الانزعاج :
_تلك الممرضة ! يا لها من ثرثارة ،
كم شخصا آخر ستخبر بعد ، لقد أعلمت الطبيب و الممرضتين اللتين كانتا معه ،
أشعر بالغباء فعلا !


ضحكت أمه من جديد قائلة :
_و عدد لا بأس به من المرضى أيضا !


عقد أسامة حاجبيه وهو يهز رأسه ،
ابتسمت أم أسامة ابتسامة حانية و هي تستطرد :
_لا عليك يا عزيزي هذا قد يحدث مع أي شخص ، لا تنزعج.


تمتم أسامة بهدوء :
_حقا ؟! .. لو تعرضت لحادث ما يوقف ثرثرتها !


تطلعت أمه اليه باستغراب ، فتابع وهو يهز رأسه مخططا :
_ربما حادث لن تستطيع بعده الثرثرة عن أي أحد.


هتفت أمه بصرامة :
_أسامة .. ما هذا الكلام ؟!


ضحك أسامة قائلا :
_أنا امزح فقط !


إرتسم الحزن على ملامح أم أسامة وهي تقول :
_هل أنت بخير يا بني ؟ لا تبدو على مايرام أبدا.


قال أسامة في حيرة :
_أنا بخير تماما ، و لكن لماذا تقولين هذا ؟


أجابت أمه :
_أستطيع رؤية ذلك ، عيناك يا أسامة اختلفتا كثيرا ،
ثمة نظرة مهمومة تعلوهما ، و كأنك كبرت أعواما عدة ،
ما الذي يشغلك و يقلقك إلى هذه الدرجة يا بني ؟


ابتسم أسامة و حاول اقناعها دون أن يعترف :
_لقد واجهت بعض المشاكل في تأمين مبلغ العملية الجراحية ،
و لكن كل شيء بخير الآن و أنا لم أعد قلقا.


قالها مبتسما ليطمئنها ، فقالت :
_حسنا إذا ، اهتم بنفسك أكثر من ذلك يا أسامة.


هز أسامة رأسه إيجابا و ودعها ثم خرج من الغرفة.
كان حزن أسامة و إكتئابه يتلاشى في أعقاب سعادته برؤية والدته حية ترزق


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ¤





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 05:00 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


7 -



سارا حتى دخلا إلى غرفة صغيرة إنتصبت وحدها قريبا منهم في الزاوية المقابلة لبوابة الخروج للمنزل. همس كمال بهدوء متفاجئا :
_أين نحن الآن ، كأننا عدنا إلى المنزل من جديد ؟!


هز زياد رأسه إيجابا و قال :
_هذه غرفة المخزن ، هيا..
سنرتدي الثياب التي هنا لنبدو كالخدم و نتمكن من عبور البوابة الخارجية دون أن يلاحظنا أحد.


عقد كمال ساعديه و غمغم :
_هل هذه فكرتك العبقرية ؟


قال زياد وهو يرمي اليه بأحد أزياء الخدم المعلقة في المخزن :
_لا أظن انه لديك فكرة أفضل لذا هيا أسرع.


و بدلا ثيابهما سريعا ، ثم خرجا إلى الحديقة من جديد ،
و توجها إلى البوابة الخارجية.
سار زياد متقدما كمال عبر الباب و ألقى التحية على الحراس ،
في حين تبعه كمال بصمت وهو يغطي وجهه بقبعة كان قد وضعها على رأسه ،
تنفس كلاهما الصعداء حين ابتعدا عن المنزل ببساطة و دون أي شكوك.
سأل كمال :
_و الآن ماذا ؟


ابتسم زياد وهو يجيب :
_تحرك أمامي فقط !


صاح كمال بغضب :
_لا تدفع ، هل نسيت أني لا أرى أمامي ؟


تمتم زياد :
_أنا أرى ، قلت لك ثق بي لن تصطدم بأي حائط ، و الآن لنتوقف هنا.


توقف كمال مكانه ،
و تقدم زياد حتى وقف على حافة الرصيف ،
و أشار بيده ليستوقف سيارة أجرة ،
إستدار زياد إلى كمال الذي كان واقفا خلفه و قال :
_هيا سنستقل السيارة ، المسافة لمنزلي كبيرة بعض الشيء و لن يمكنك السير كل هذه المسافة.


فتح زياد باب السيارة و قال مبتسما :
_ماذا تنتظر ؟


لكن كمال لم يرد و لم يتحرك ،
فترك زياد مقبض باب السيارة و تحرك نحوه قائلا بغضب :
_كمال ما الأمر ؟ ما المشكلة ؟


صمت كمال للحظات قبل أن يقول بهدوء :
_زياد شكرا لك على كل شيء ،
أنت شخص نادر ، لقد كنت طيب القلب و شجاعا ،
خاطرت بحياتك لأجل انقاذي مرتين ، و لن انسى لك هذا أبدا.


عقد زياد ساعديه وهو يسأل :
_هل هذا وداع من نوع ما ؟


أومأ كمال برأسه إيجابا ، تطلع زياد إلى كمال ،
متجاهلا صياح سائق سيارة الأجرة الذي كان يأمره بالصعود أن كان راغبا في الذهاب فعلا.
قال زياد بعصبية :
_هل تحاول القول أنك لست قادما معي ؟ إلى أين ستذهب ؟
سيعثر مهران و أعوانه عليك في لحظة و ..


قاطعه كمال :
_افهم يا زياد رجاء ، أن اتيت معك إلى بيتك فسأعرضك و عائلتك للخطر ،
ألا ترى معي أن بيتك سيكون أول مكان يبحث فيه مهران عني ؟


صرخ السائق من جديد ، و حين لم يرد عليه أحد أدار سيارته و غادر المكان بحنق.
كان المارة في حركة مستمرة و أعداد السيارات في تزايد ،
إنتصفت الشمس في وسط السماء ، لتعلن عن وقت ظهيرة.
عاد زياد يهتف :
_كمال كن جادا قليلا ، أين ستذهب وحدك ؟
لا أرى داعيا لهذا القلق أبدا ، ما ادراك أن مهران سيربط إختفائك بي ،
أنت قلت أنها ليست المرة الأولى التي تهرب فيها.


غمغم كمال :
_ربما و لكن هذا قد يحدث فعلا ، دعني اذهب أستطيع تدبر أمري ، سأكون بخير لا تقلق.


ابتسم زياد قائلا:
_أنت تعلم أني لن أفعل هذا.


أطلق كمال تنهيدة عميقة و قال :
_أنت لا تستسلم أبدا ، قل لي لما لا تكترث لحياتك ؟ لم أرى شخصا مثلك من قبل !


ضحك زياد هاتفا :
_و لكنك أنت أيضا لا تكترث لحياتك.


خفض كمال رأسه و غمغم :
_ذلك لأنه لم يعد في حياتي شيء ذو أهمية !


قال زياد بنبرة جادة :
_حين كنت في السجن عانيت كثيرا ،
لم أكن قويا بما يكفي لمواجهة الأوغاد المسجونين معي ،
تخيل نفسك عالقا مع عشرات المجرمين من أمثال مهران و جابر ،
لولا مساعدة صديق طيب تعرفت عليه هناك لما استطعت النجاة أبدا.


ثم تطلع إلى كمال وهو يرسم ابتسامة حزينة و يردف :
_و في إحدى المعارك التي كان يخوضها دفاعا عني تأذى بشكل سيئ ،
و مات بعدها ، إن كنت قد عرفت اليأس يوما فقد كان ذلك في تلك اللحظة ،
ليس خوفا على نفسي بل لشعوري أني السبب ، و لكني لم استسلم لأجله.


ثم صمت قليلا و غامت في عينيه لمحة الذكريات ، قبل أن يردف :
_لأجل كل من يهمك أمرهم ، حتى و إن فقدتهم جميعا ،
عليك متابعة حياتك ، إجعل النيل من جابر و مهران و جعلهم يدفعون الثمن هدفا لك ،
و اتمنى أن تعتبرني صديقك الذي تثق به ، كما اتمنى أن تخبرني عن قصتك مع جابر ذات يوم.


غمغم كمال :
_سأحاول !


لعل تلك الكلمة لم تكن ردا مناسبا بعد كل ما قاله زياد ،
و لكن كمال لم يجد أفضل منها في ذهنه.
تلفت زياد حوله و سأل بحيرة :
_أين اختفت سيارة الأجرة ، كانت هنا قبل لحظة ؟!


نظر زياد باستغراب إلى كمال الذي أخذ يضحك قبل أن يقول :
_أظنه قال شيئا عن كونه سيغادر أن لم تصعد على الفور.


فرك زياد رأسه وهو يغمغم :
_إذا علي ايقاف سيارة أخرى سريعا.


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ¤




ما أن عبر زياد باب الشقة حتى وجد رامي أمامه بوجه مكدر متجهم ،
ابتسم زياد و هو يفتح الباب على مصراعه ليتقدم كمال إلى الداخل ،
و اتسعت عينا رامي بدهشة وهو يسأل :
_زياد ..


قاطعه زياد وهو يهمس :
_ساشرح لك فيما بعد ،
و لكن قل لي أولا هل أبي أو الخالة وداد في المنزل ؟


لم يعلم زياد لما دفعت كلماته العادية هذه رامي
إلى الشعور بحزن عميق تجلى من عينيه و صوته وهو يجيب:
_أعتقد أن أبي عاد إلى عمله ، و الخالة وداد خرجت إلى السوق.


صمت رامي لبرهة و زياد ينظر اليه مستغربا.
ثم تقدم مقتادا كمال إلى غرفة الجلوس ،
اجلسه و اعتذر منه و انصرف. ثم سحب رامي جانبا ، إلى غرفته.
سأل زياد باهتمام :
_هل هناك خطب ما يا رامي ؟ لما أنت متجهم هكذا ؟


أطرق رامي رأسه و غمغم :
_ليس هناك أي مشكلة ، كل شيء على مايرام.


هز زياد رأسه متشككا وهو يقول :
_هل أنت واثق ؟
ألم يتعرض لك أي من أولائك الأولاد المثيرين للمتاعب .. مثلا ؟


هز رامي رأسه نفيا و هتف :
_لا .. لم يحصل أي من هذا ، كل شيء على مايرام !


كان زياد لا يزال يرمقه بنظرات غير مقتنعة وهو يجلس على طرف السرير ، قال :
_كفاك ترديدا لهذه العبارة و قل لي ما الذي أصابك ؟


تقدم رامي و جلس إلى جانبه بصمت ،
ثم رفع رأسه و صاح :
_و لماذا أنت متأكد بأن هناك خطبا ما ؟


صمت زياد قليلا ثم قال مبتسما :
_ربما لأني أعرفك جيدا فأنت أخي الصغير.


ازعجت هذه الكلمات رامي أكثر مما ينبغي ،
فاكتسب وجهه تعبيرا حزينا وهو يقول :
_اليوم عدت من المدرسة باكرا ،
ففوجئت بوجود أبي في المنزل و ليس في عمله كالعادة
، كان هو و الخالة وداد يتحدثان عن موضوع لم يكن يفترض بي سماعه.


استنشق رامي الهواء بعصبية و تابع مغمض العينين :
_لا أعتقد أن أخبارك بهذا أمر صائب ،
اعذرني يا زياد لن أستطيع قول شيء.


ثم ألقى نظرة خاطفة على وجه زياد بدت عليه الحيرة ، وهو يسأل :
_هل الأمر خطير ؟ هل يتعلق بي مثلا ؟؟


أومأ رامي برأسه إيجابا دون أن يتكلم.
ظهرت علائم الانزعاج على وجه زياد وهو يتمتم :
_ما كان عليك إستراق السمع أبدا.


سأل رامي باستغراب :
_ماذا تقصد ، هل تعلم عما أتحدث ؟!


تردد زياد ثم قال بصوت خالطته نبرة غريبة :
_أنا أعرف بشأن ذلك ، أنا ...
لا أنتمي لهذه العائلة !


احتاج رامي إلى دقيقة كاملة ليستوعب ذلك و هتف :
_أنت تعرف .. كيف ؟ أقصد .. منذ متى ؟
و لماذا تتصرف و كأن شيئا لم يحدث ؟؟


شرد زياد بعينيه وهو يجيب :
_أعرف منذ ثلاث سنوات أني لست ابن هذه الأسرة ،
و لا أجد طريقة أخرى للتعامل مع الأمر عدا تناسيه !


صاح رامي بحزن :
_أنت تمزح صحيح ؟!
أنها مزحة سمجة منك كالعادة .. أليس كذلك ؟!


فاجأته ضحكة زياد.
نظر رامي اليه مستغربا ، كان يضحك لكن عينيه كانتا غاضبتين ، قال :
_و أي مزحة هذه و أنت تقول انك سمعت أبي بنفسك يتحدث عن الأمر ،
أنا جاد تماما يا رامي أنها الحقيقة.


سأل رامي بتردد و دموعه بدأت بالتجمع في عينيه :
_و .. أنت كيف تشعر حيال ذلك ؟


ابتسم زياد مجيبا :
_أنا بخير.


صاح رامي بغضب :
_أما أنا فلست كذلك !
لا أفهم كيف تكون على مايرام بعد ما اكتشفته ،
لازلت غير قادر على تصديق انك لست أخي الحقيقي ،
انك لست من هذه العائلة ،
كيف لك أن تكون بارد الاعصاب هكذا ؟؟
ألا يهمك الأمر فعلا ؟؟ ألا يزعجك و لو قليلا ؟؟


تمكنت كلمات رامي أخيرا من اختراق قناع زياد المتقن ،
فكان الحزن واضحا على وجهه وهو يقول :
_لا تقل هذا الكلام يا رامي ،
بالطبع أنتم أسرتي الوحيدة التي عرفتها و آلمني ذلك كثيرا.
قبل ثلاث سنوات حين سمعت مصادفة حديثا كالذي سمعته أنت عن حقيقة هويتي غضبت كثيرا ،
لقد شعرت بالخيانة ،
من المؤلم أن اكتشف في يوم ما أني لست الشخص الذي إعتقدته ،
و كأن حياتي كلها كانت زيفا ،
كنت غاضبا من كل شيء حتى من نفسي.
و في غمرة جنوني أنظممت لعصابة الزعيم و بقيت اتصرف من غير تفكير حتى قبض علي.


إستدار إلى رامي مبتسما بحزن و تابع :
_ لم يكن الأمر سهلا أبدا ،
احتجت لثلاث سنوات كاملة حتى أتقبل الحقيقة ،
و قررت انكم أسرتي مهما حدث و لن يتغير ذلك من ناحيتي.


و أطرق رأسه وهو يستطرد :
_و لكن لست ادري بشأنكم أنتم.


هتف رامي بشيء من الارتياح :
_أتعني أنك لست غاضبا ؟ و أنك ستبقى معنا كما في السابق ؟


غمغم زياد مستغربا :
_إلا إن أردتني أن أرحل !


استلقى رامي على السرير تنهد ثم قال :
_أبي و الخالة وداد عاملوك كـابن لهم طيلة تلك السنوات ،
و لن يكون هناك أي فرق الآن ، أما أنا ..


و ابتسم وهو يردف :
_ستبقى شقيقي الوحيد المزعج الذي أحب.


ضحك زياد قائلا :
_جيد ..إذا أيها الشقيق المحب أريد أن اطلب منك خدمة.


إعتدل رامي جالسا وهو يسأل :
_ماذا ؟!


أجاب زياد :
_أريد منك أن تهتم بصديقي كمال و تبقى معه قليلا ريثما أعود.


سأل رامي بحيرة :
_كمال ؟! هل تقصد الرجل الذي أحضرته معك ؟


أومأ زياد برأسه إيجابا و قال :
_لقد قابلته من قبل ، اجلس معه قليلا و ستتذكره إنه طيب القلب كما أعتقد !


ثم نهض متوجها لباب الغرفة فسأله رامي :
_إلى أين أنت ذاهب ؟


أجاب زياد وهو يفتح الباب :
_لن اتأخر كثيرا ، أخبره أني ذهبت لتفقد الأوضاع وهو سيفهم.
و ربما أمر على أسامة فأنا لم أره منذ مدة ،
و لكني سأحاول أن لا اتأخر.. إلى اللقاء.


قالها و خرج من الحجرة

¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ¤



دخل سالم مكتب ضابط الشرطة فؤاد حاملا ملفا أسود بين يديه وضعه أمام مكتب فؤاد بعد أن القى عليه التحية.
قال فؤاد متسائلا وهو يقلب أوراق الملف :
_ما هذا ؟ كنت واثقا أنك لم تأتي لزيارتي و حسب.


هز سالم رأسه إيجابا و قال :
_احتاج إلى مساعدتك ، هذه معلومات خطيرة تدين رجل الأعمال المعروف جابر ،
أرسلها إلي المتحري حسام ،
فيها كل شيء عن أعمال جابر المشبوهة و حادثة المصنع قبل خمس سنوات ،
أريدك أن تسارع إلى القبض عليه أظن أن هذه المعلومات تكفي ، أليس كذلك ؟


قال الضابط فؤاد باهتمام :
_مهلا يا سالم ، اشرح لي بالتفصيل من أين جمعت هذه المعلومات و لماذا ؟


تنهد سالم و غمغم :
_سأخبرك بكل شيء.


وروى له قصة التحقيقات التي أجراها حسام عن ابنه من أولها إلى أخرها و الاخير يصغي إليه بانتباه ،
وحين انتهى سأل فؤاد :
_هل عاودت الاتصال بحسام بعدها ؟


هز سالم رأسه نفيا و أجاب :
_كلا لم احاول ذلك حتى ،
فقد وصلني هذا الملف بعدها بقليل وهو يحوي هذه المعلومات فارتأيت أن مجيئي لابلاغك سيكون أفضل.


هز فؤاد رأسه وهو يتصفح الملف و قال :
_حسنا فعلت ، أرى أن هذا المتحري حسام رجل بارع فعلا ،
هذه أدلة لم تستطع الشرطة التوصل إليها حتى اللحظة.


توقف عند صفحة معينة و هو يقول :
_صفوان ..
شريك لتجارة جابر بالمخدرات و الممنوعات ،
هو يستورد و الآخر يبيعها ، ممتاز هذا أفضل مما ظننت !


سأل سالم في حيرة :
_من هو صفوان هذا ؟!


ابتسم فؤاد وهو يجيب :
_مهرب ممنوعات ،
نحن نراقبه و نتصيده منذ مدة ،
كان كلما حصلنا على شاهد ما ضده يقضي على الشاهد من فوره ،
و يخرج بريئا لقلة الأدلة ، و لكن الوضع اختلف الآن ،
سنمسك به من خلال شريكه جابر هذه المرة ،
و سأتأكد بنفسي من القبض عليه دون احتيالات.


سأل سالم :
_و جابر لماذا لم تقبضوا عليه قبل خمس سنوات و تدينوه في حادثة المصنع تلك ؟!


تراجع فؤاد في كرسيه وهو يقول :
_حادثة المصنع قبل خمس سنوات ،
أذكر أن شريك جابر رجل الاعمال و المليونير "عدنان الفارس" قتل و زوجته في إحدى مصانع شركاتهم الخالية التي كانت تحت الإنشاء و التصليحات ،
صحيح أننا وجدنا جثتيهما في أطراف المدينة و لكن مسرح الجريمة كان إحدى غرف التخزين في المصنع كما أكدت فرق البحث الجنائية.
أما ابنهما الوحيد فقد عثرنا عليه في إحدى زوايا المصنع ،
كان فاقدا لوعيه مصابا بشدة و لكنه كان حيا.
لم تفد نجاته تحقيقاتنا كثيرا ، و لم تكن إفادته ذات جدوى كبيرة ،
فإلى جانب كونه قد فقد البصر
فقد أصر في إفادته على أن جابر قاتل والديه.


قال سالم :
_و أين المشكلة ؟ ألم يكن جابر هو الفاعل حقا ؟


هز فؤاد رأسه نفيا و تمتم :
_قال "كمال الفارس" بالحرف الواحد أن الجريمة حدثت أمام عينيه ،
" مساء يوم السبت" ،
و شهد جمع من رجال الأعمال أن جابر كان في اجتماع معهم تلك الليلة ،
كما و أن موظفي الشركة شهدوا أيضا أنه بقي يعمل حتى ساعة متأخرة ،
و باختصار كان لديه حجة غياب قوية ، نفت امكانية ارتكابه للجريمة ،
و أيضا كان هناك تقرير الأطباء يشكك في سلامة كمال الفارس العقلية مما يمنعنا من الأخذ بإفادته فعليا.


صمت سالم للحظة يستوعب الأمر ثم عاد يسأل :
_هل يعني هذا أن جابر بريء ؟


ابتسم فؤاد وهو يسحب ورقة من الملف قائلا :
_ليس بعد الآن ، بفضل هذه المعلومات ،
انظر ..
إنه تقرير فريق البحث الجنائي و يؤكد أن الجريمة حدثت ابكر من الوقت المشار اليه ،
لقد حصلت بين الساعة ١١ صباحا و ٢ ظهرا ،
مما يعيد جابر إلى قائمة المتهمين ،
ما لا أفهمه هو كيف لم تأخذ هذه المعلومات على محمل الجد حينها ؟


عقد سالم حاجبيه و قال :
_لعل السبب هو أن جابر قد حرص على أن لا يتم ذلك.


تطلع فؤاد اليه لحظات وهو يفكر ثم قال :
_تقرير الأطباء عن حالة الشاهد الوحيد ضده ..
و تناسي وقت حدوث الجريمة أثناء التحقيق ..
لا شك و أن جابر يتلقى مساعدة من جهات أمنية ليغطي على أفعاله.
الحل هو أن ابدأ العمل على القضية بصمت ،
سأفتش في ملف القضية القديم ، و أقارنه بالمعلومات الجديدة ،
و أجمع خيوط القضية كلها قبل أن اتهم المجرم جابر.


نهض سالم و هز رأسه موافقا و قال :
_حسنا بقي أن أخبرك بأمرين ،
الأول هو أني احتفظت بنسخة من هذه الأوراق لدي بطلب من حسام ،
و أما الثاني فهو أن لا تخبر أحدا عن تسليمي هذه المعلومات لك ،
فجابر رجل خطير لا يمكن التهكن بتصرفاته.
يكفي أنه حاول قتل زياد حين كان طفلا رضيعا ،
و إن علم أنه لايزال حيا أو أني أهدد مستقبله الآن فلن يسلم منه أحد من أفراد أسرتي لذا أرجو أن لا تقول شيئا حتى تحصل على مذكرة لاعتقاله.


ابتسم فؤاد و قال مصافحا اياه :
_لا تقلق لن أفعل ، و تأكد من أني ساعتقل ذلك المجرم مهما كلف الأمر.


ابتسم سالم بدوره و شكره مودعا ثم خرج من المكتب ليبدأ فؤاد عمله على الفور.


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ¤


يتبع..........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 05:03 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




كانت ندى جالسة بصمت ،
تتأمل بسام المستلقي على سريره.
كان مايزال فاقد الوعي حين دخل عمها إلى الغرفة ،
بدا من تعابير وجهه أنه يحمل خبرا غير سار.
نهضت ندى من الكرسي و تطلعت اليه وهو يتقدم نحوها ،
ابتسم رمزي و قال :
_لقد كنت محقة يا ندى ، فحص الحمض النووي أكد أنه بسام فعلا.
و لكن..


صمت لبرهة وهو يهز رأسه باستياء.
سألته ندى بقلق :
_لكن ماذا يا عمي ؟ هل صحته على مايرام ؟


تنهد رمزي و قال :
_أجل سيكون بخير.
و لكننا عثرنا على نسبة من الكوكايين في دمه !


اتسعت عينا ندى بدهشة و غمغمت :
_كوكايين !؟


أومأ رمزي برأسه إيجابا و قال :
_الأمر جدي يا ندى ،
صحيح أن الفحص أثبت أنها كانت الجرعة الأولى ،
و أنه جاهد حتى استطاع اخراجها من جسده و لكن السؤال مازال قائما ،
أي نوع من الحياة كان يعيش ؟!


لم تعلق ندى بكلمة ،
كانت في حال من الصدمة تحولت سريعا إلى الحزن و الانزعاج ،
فأخذت تهتف :
_لماذا ؟؟ لماذا يتصرف هكذا ؟؟
لقد اختفى لسنوات حتى كدت أفقد الأمل و أعتقدت أنه رحل إلى الأبد !
و الآن يظهر فجأة وهو على هذه الحال !
أكل هذا لأنه مازال متأثرا بموتهما ؟؟ و لكنهما كانا والدي أيضا !!


ربت رمزي على كتفها وهو يتمتم :
_اهدئي يا ابنتي ،
بسام مازال حيا و قد استطاع الرجوع بعد غياب كل تلك السنوات و هذا هو المهم الآن.
نحن لن نعرف ما حدث و لا ما أصابه ما لم يخبرنا هو بنفسه.


تنهدت ندى بعمق ،
إستدارت إلى بسام و هي تغمغم :
_معك حق يا عمي ، لن نعرف ما لم يخبرنا بنفسه.


¤ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ¤


هتف الصغير ماجد بحماسة و فرحة :
_هل أنت جاد يا أخي ؟
هل ستأخذنا حقا لرؤية أمي في الغد ؟


ابتسم أسامة وهو يجيب :
_أجل بالتأكيد.


أطلق ماجد صيحة مسرورة وهو يعانق أسامة.
فغضبت رنا و راحت تدفع ماجد و تطلب منه الابتعاد عنه ،
صاح ماجد بعصبية :
_أنت .. ما بك ؟!


ضحك أسامة و قال :
_حسنا هذا يكفي يا رنا ، دعيه هو أيضا أخي الصغير.


ثم حملها و تابع :
_هيا فلندخل إلى البيت.


هم أسامة بإدخال مفتاح الشقة في قفل الباب و قبل أن يفعل حتى فوجئ بكون الباب مفتوحا.
دفعه باستغراب و تقدم إلى الداخل ، فصعقه المنظر.
وقف أسامة جامدا في مكانه.
لقد كانت الشقة في حال من الفوضى لا مثيل لها ،
كل شيء كان مبعثرا على الأرض حتى الاثاث.
كانت الشقة تبدو كما لو أن إعصارا قد ضربها.
اتسعت عينا أسامة بدهشة و استغراب ،
من يمكنه فعل شيء كهذا و لماذا ؟
تحرك قليلا وسط تلك الفوضى ،
و لمعت في ذهنه فكرة ،
ربما أفراد العصابة فعلوا هذا عندما لم يجدوا أحدا في المكان ،
و تذكر أن اليوم كان اليوم الأخير لتهديد الزعيم ،
فازداد اقتناعه بهذه الفكرة.
قاطع ماجد أفكاره هاتفا :
_أسامة .. أسامة انظر ماذا وجدت !


أخذ أسامة الورقة من يد شقيقه و قرأ فيها :

أخشى أنك نسيت الاتفاق و نسيت الموعد الأخير يا أسامة ،
ما حدث هنا هو رسالة لتذكيرك فقط.
و في المرة المقبلة سنقوم بزيارة صغيرة إلى بيت "العمة سميرة " حيث سنمرح قليلا مع أخويك !


.. الزعيم.


عقد أسامة حاجبيه بحنق و استياء شديدين.
سأل ماجد بحيرة :
_أخي ماذا هناك ؟ هل تعرف ما الذي ..


بتر كلامه فجأة ،
حين أدرك أن تعبير وجه أخيه غاضب إلى حد قاتل ،
إلى درجة لم يرها في حياته.
مزق أسامة الورقة بعنف بالغ.
كان الكيل قد طفح ،
ما كان قادرا على تخيل إصابة أخويه بأي مكروه.
فجأة صار كل ذلك الهم و الحزن الذين كانا يملآن قلبه حقدا ..
حقدا على ذلك الذي قد تجرأ على تهديد أغلى ما بحياته ..
و توعد بأخذههما بعيدا عنه ..
أمسك بيد أخيه و سحبه معه ،
كان لايزال يحمل رنا بذراعه في طريقهم للخروج من الشقة حين استوقفهم زياد ،
ابتسم وهو يلقي التحية ، و فاجأه أن أسامة لم يتوقف ليرد عليه.
سار زياد خلف أسامة في الرواق الصغير إلى السلالم وهو يهتف :
_أسامة .. ما الأمر .. ما بك ؟ لما لا ترد ؟


توقف أسامة للحظة و تنهد محاولا السيطرة على اعصابه.
صاح به زياد حين أدركه :
_و لكن ما بك لماذا تتجاهلني هكذا ؟ إلى أين أنت ذاهب ؟!


استعاد أسامة تلك الصورة في ذهنه ،
صورة بسام و المسعفون ينزلونه من سيارة الاسعاف في المشفى ،
عقد حاجبيه و قال :
_سأشرح لك فيما بعد ، علي أولا الوصول إلى ذلك الوغد في المستشفى !!
زياد هل ستأتي معي ؟؟


هز زياد رأسه إيجابا و سار بحيرة خلف أسامة الذي كان يشتعل غضبا


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ¤


صاح جابر بعصبية :
_تقول هرب و اختفى ؟؟
كيف ذلك ؟؟
هل عينت حرسا أم مجموعة من الحمقى ؟؟
طلبت منك بوضوح تام أن تتخلص منه نهائيا ،
فما الذي حدث .. تكلم !!


أجاب مهران :
_لقد كنت أصفي أمر المتحري حسام يا سيدي ،
و قد تأكدت من موته بنفسي.
و لكن ذلك المغفل كان يتوقع شيئا كهذا ،
لقد أرسل كل المعلومات التي لديه إلى موكله ،
مازلنا مهددين يا سيدي ،
حتى بعد أن قتلته.


صرخ جابر بغضب :
_هل تستمع إلى نفسك حتى ؟؟
ما علاقة هذا بهروب كمال ؟؟


هز مهران رأسه و قال :
_الأمر يا سيدي أني أعتقد أنها خطة مدبرة ،
لقد اجريت بحثا ،
موكل ذلك المتحري هو نفسه والد الشاب الذي وظفناه للاعتناء بكمال ،
أنا واثق أنه هو من ساعده على الهرب ،
لقد خططوا لذلك و الآن صار كمال و الأدلة كليهما بين أيديهم !


عقد جابر حاجبيه بحنق و هتف :
_أتعني أن هناك أشخاصا يعرفون عنا كل شيء ؟؟
و لماذا لايزالون على قيد الحياة ؟؟


تمتم مهران :
_لا أظن أن قتلهم تصرف سليم يا سيدي.


تطلع جابر اليه باهتمام و سأل :
_و لما هذا ؟


أجاب مهران :
_نحن نعلم أن المدعو سالم و ابنه يعرفان كل شيء قمنا به و يملكان أدلة كذلك ،
و لكننا لن نضمن انتهاء الأمر حتى بعد قتلهما فنحن لا نعرف كم شخصا متورطا بعد في هذا الموضوع.
برأيي علينا التفاهم معهما ،
ربما يريدان شيئا يمكننا تقديمه لهما فيتناسيان المسألة برمتها.


هز جابر رأسه للحظات وهو يفكر بعمق ثم قال :
_هذا مقنع إلى حد كبير و لكن ماذا لو لم يرغبوا بالتفاهم و أصروا على تبليغ الشرطة ؟
أعرف كمال جيدا إن سنحت له الفرصة فلن يتردد أبدا في القضاء علي.


ابتسم مهران بخبث وهو يقول :
_عندها سنجبره على الرضوخ لأمرنا ،
هل نسيت يا سيدي ؟
لايزال لدينا سلاح أخير نستطيع به جعل كمال يتصرف كما نريد.


ابتسم جابر بدوره حين فهم ما يرمي اليه مهران و قال :
_معك حق يا مهران ،
فكرة جيدة بالفعل ،
ستكون تلك الفتاة مفيدة لنا ،
ستكون نقطة ضعف كمال حين تسوء الأمور !


هكذا خطط كل من جابر و مهران و هما يشعران بثقة مبالغة بنجاحهما


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ¤


رف جفنا بسام عدة مرات قبل أن يفتح عينيه ،
و احتاج عدة ثوان أخرى قبل أن يتمكن من الرؤية بوضوح.
كان كل من ندى و رمزي واقفين على جانبي سريره يتطلعان اليه بقلق و لهفة.
غمغم بسام وهو يعتدل جالسا و يجول ببصره في الغرفة :
_أين أنا ؟!


ابتسمت ندى و هي تقول :
_أنت في المستشفى. كيف تشعر الآن يا بسام ؟


تطلع بسام إليها و قد تضاعفت حيرته ، قال :
_و من أنت ، كيف تعرفين اسمي ؟!


جلست ندى على الكرسي الخالي بجانب السرير و أجابت :
_أنا ندى ! كيف لم تعرفني ؟
أنا استطعت معرفتك من النظرة الأولى لم يتغير شكلك طوال هذه السنوات ،
و مع هذا احتاج العم رمزي إلى اجراء فحوصات ليتأكد.


تنحنح رمزي قائلا :
_ألا تظنين أنك تفصحين عن الكثير ؟


ضحكت ندى قائلة :
_ربما.


ثم انتبهت على بسام الذي كانت تعابير الحيرة و الدهشة لم تغادر وجهه بعد ، سألت :
_ما الأمر يا بسام ؟


غمغم بسام :
_كيف وصلت إلى هنا ؟!


أجاب رمزي :
_لقد كنت فاقد الوعي أمام باب المنزل حين عثرت ندى عليك فجلبناك إلى هنا.


ردد بسام مستغربا :
_باب .. المنزل ؟!


تمتمت ندى :
_أجل باب منزل العم رمزي.


صمت بسام لبرهة يفكر في الظروف التي جعلته يلتقي أفراد أسرته من جديد.
كم تجنب حتى التفكير فيهما.
حين كان أصغر سنا كان يرغم نفسه على تصديق ما يقوله صفوان ،
كان يحرضه دائما بالقول أنهما تخليا عنه ،
و أنه الوحيد الذي اهتم لأمره و آزره في وحدته.
و رغم علمه بكذب صفوان إلا أنه كان يجد في هروبه من الواقع بانصياعه لأوامره ،
مخرجا له من أحزان و غموم الماضي.
و فجأة ..
كل تلك الأحزان و الذكريات الأليمة أصبحت جميعها تتدفق الآن إلى داخله.
جاءه ذلك كله حين رفع رأسه ليرأى أفراد أسرته من جديد.
جاهد للحفاظ على تعبير وجه غائم بارد وهو يتمتم :
_لا أذكر أني ذهبت إلى هناك.


تنهد رمزي بعمق و سأل :
_و أظنك لا تذكر عندما تعاطيت الممنوعات أيضا ؟


نظر بسام إلى رمزي للحظة كان صوته يحمل تشككا عميقا.
من الغباء أن يسأله كيف عرفت.
كان الشك باديا على وجه رمزي مع أثر بسيط من الغضب الذي كان متوقعا.
قال بسام باختصار وهو يضغط على أسنانه و يستعيد تلك الذكرى في ذهنه :
_بل أذكر !


سأل رمزي بنبرة الاستجواب ذاتها :
_و ماذا بعد ؟ من أين حصلت على تلك الأشياء ؟
و لماذا فعلت ما فعلت ؟
قبل أن اسألك بحكم مهنتي و كوني طبيبا ،
علي أن اسأل كعم يهمه أمرك.


أشاح بسام برأسه جانبا للحظات ،
ثم اكتفى بأن شبك أصابع يديه دون أن يرد أو ينظر اليه.
لم يكن بسام ليتكلم أو يتحدث عن نفسه أن عن أي مما حدث معه.
لقد أنفق سنوات كثيرة في تكوين عاداته و لم يكن سهلا عليه تغييرها الآن.
عاد رمزي يقول :
_بسام .. يحتم علي التبليغ عن مثل هذه الحالات لذا احتاج إلى معرفة كل تفصيل يمكنه مساعدتك.


بدا القلق على وجه ندى و هي تتمتم :
_هل ستبلغ عنه يا عمي ؟
و ماذا سيحل به بعد ذلك ؟


التفت رمزي إليها و قال :
_إجابته ستحدد ذلك.


ثم عاد ينظر إلى بسام عاقدا ساعديه منتظرا إجابته.
بقي بسام صامتا لفترة طويلة قبل أن يقول بهدوء :
_إنها مسألة معقدة.


هز رمزي رأسه و قال :
_لما لا تحاول أن تشرحها و نحن سنحاول الاستيعاب.


قالت ندى :
_بإمكانك أن تبدأ من اللحظة التي هربت فيها من المدرسة ،
أخبرنا كيف غادرتها رغم أنهم كانوا متيقضين لحدوث مثل هذا الأمر ؟


هتف رمزي :
_ندى .. هل هذا وقت سؤال كهذا ؟


هزت ندى كتفيها و تراجعت في الكرسي قائلة :
_حين رأيت مديرة المدرسة ،
بقيت تردد علي أنه ليس خطأهم ،
و كيف أن لديهم نظاما ممتازا للحراسة ،
و أنها كانت سابقة فلم يفر أي طالب من قبل ،
و أشياء أخرى كثيرة ،
فشعرت بالفضول ..
كيف استطعت الهرب و أي وسيلة أستخدمت ؟!


رسم بسام ابتسامة ساخرة على شفتيه و قال :
_هل هذا كل ما يشغلك ؟ .. بحسب ما أذكر لقد غافلت حارس الباب الوحيد وقت الغداء و هربت.


تمتمت ندى بدهشة :
_هذا فقط !
لا قفز فوق الأسوار ،
و لا تسلقا للأسطح ،
و لا حتى ربط مجموعة ملاآت ببعضها البعض ،
هذا مخيب للآمال !


غمغم بسام :
_حقا ! و لما هذا ؟


ابتسمت ندى مجيبة :
_لو كنت مكانك لأستخدمت طريقة أكثر تشويقا ،
لطالما كنت مملا في ما يختص بالمغامرة.


صاح رمزي بغضب مذكرا بوجوده الذي تناسياه :
_ما هذا الكلام يا ندى ؟
و أنت ألم أطلب منك شرح مسألة الممنوعات تلك فلماذا تماطل ؟
كن أكثر جدية فهذه مسألة خطيرة نحن لا نمزح هنا !


و فجأة
ارتفع دوي الباب فحول الجميع بصرهم اليه.
فتح أسامة الباب بعنف و تركه يصفق على الحائط بأقصى قوة.
كانت عيناه اللتين تشتعلان غضبا على بسام الجالس على السرير.
دخل زياد من خلفه معه الصغيران رنا و ماجد.
و دون أن يسمح أسامة لأحد بالسؤال حتى ،
انقض على بسام الذي فوجئ بانقضاضته بلكمة ساحقة تحمل كل ما يعتريه من غضب ،
و اتبعها بأخرى على وجهه.
عض بسام على شفتيه و دفعه بعيدا عنه بقدميه ثم قفز من فوق السرير بسرعة و عقد قبضتيه أمامه استعدادا للقتال لم تكن لديه أي فكرة عن سبب تصرف أسامة هكذا الآن بالتحديد و لكنه لم يكن يكترث. غمغم بسام ساخرا :
_غريبة هذه الشجاعة التي حلت عليك فجأة !


صرخ أسامة وهو يندفع نحوه من جديد :
_ستدفع الثمن غاليا.


و اشتبك الاثنان ،
راحا يتصارعان على الأرض كل يثبت‎ ‎الآخر لحظة حتى يتفوق الثاني فيحدث العكس.
صاحت ندى المفزوعة ببسام أن يتوقف و لكنه لم يكن ليستمع.
أسرع زياد و رمزي يبعدانهما عن بعضهما البعض.
جاهد زياد لإيقاف أسامة الذي أخذ يهتف :
_اتركني يا زياد دعني ألقنه درسا ،
دعني أريك ما سأفعله به ..
سأريه حجمه الحقيقي !

ازداد غيضه وهو يتأمل بسام الذي لم يكن مهتاجا أبدا ،
بل إنه بقي واقفا و كأن شيئا لم يحدث ، راح أسامة يصرخ :
_سأقتلك .. !!
أقسم أني سأقتلك لو لمست شعرة واحدة منهما !!


هتف زياد الذي كان ممسكا به :
_أسامة اهدأ قليلا أرجوك .. اهدأ !




ترك رمزي بسام بعد أن اطمئن أنه لا ينوي الاشتباك معه مجددا و اقترب من أسامة صارخا بصرامة :
_توقف في الحال !
هذا مستشفى و ليس ساحة معركة.
أيا كانت مشكلتك فدعنا نناقشها بهدوء.


لم يبدو أن أسامة الذي كان زياد يجاهد لكبح جماحه قد سمع ما قاله حتى.
فهتف زياد بدوره ساخطا :
_أسامة .. ما هذا الجنون ؟؟
في حياتي كلها لم أرك تتصرف هكذا ، لما لا تهدأ قليلا ؟!


صاح أسامة بغيض و عصبية :
_لقد هدد بقتلك و قتل أخوي لن اتركه يفعل !
سأقضي عليه قبل أن يتجرأ على لمس أي منهما .. دعني يا زياد !!


كانت تلك الكلمات كالقنبلة التي تفجرت في المكان
و في نفوس الجميع فإستداروا صوب بسام بصدمة.
لم تكن دهشة ندى تختلف
عن دهشة عمها رمزي أو عن زياد الذي أخذ ينقل بصره بين صديقه أسامة و بين بسام.
حاول بسام أن لا يظهر أي تعبير على وجهه.
سأل رمزي :
_هل فعلت هذا حقا ؟!


تلونت كلماته بنبرة عدم التصديق حين نظر إلى الطفلين الصغيرين أمام الباب و أيقن أنهما المقصودان.
بينما لم تتحدث ندى بل بقيت تنظر إلى بسام و عيناها القلقتان تستطلعان ملامحه باحثتين عن أي أثر للنفي و تكذيب الموضوع.
هم بسام بقول شيء ما و لكنه جنى عن ذلك.
هتف زياد من جديد كاسرا الصمت :
_أسامة أرجوك اهدأ قليلا و أشرح لي الأمر !


كان أسامة ما يزال مستمرا في محاولاته للتحرر من قبضتي زياد ،
حين اندفعت رنا فجأة من مكانها حضنت ساق أسامة بيديها الصغيرتي
ن و دفنت رأسها من ركبته بصمت على غير عادتها.
اتسعت عينا أسامة ذاهلا مما تفعله.
قال زياد بهدوء :
_أسامة أرجوك أنت تخيف الصغيرين !


أخذ أسامة ينظر إلى رنا و ماجد بألم حينا ،
ثم إلى بسام بغضب حينا آخر ،
حتى أطلق تنهيدة مستسلمة و غمغم :
_ساهدأ !


تركه زياد يتحرك ليحدث رنا و ماجد الخائفين و يخفف من روعهما.
نظر زياد إلى بسام الذي كان يفشل في الظهور بمظهر اللامبالاة رغم الصمت الذي تسلح به فقد كانت علائم الانزعاج واضحة على وجهه.
زفر رمزي و أعلن استسلامه في الحصول على أي تفسير يذكر من بسام ،
و إستدار إلى أسامة و أخويه الصغيرين فلمح زياد معهم.
قال رمزي مستغربا :
_زياد .. هل تعرف ذلك الفتى ؟! ما الذي يجري هنا ؟


نظرت ندى متعجبة فلم تلحظ زياد قبل الآن.
هز زياد رأسه قائلا :
_لست متأكدا يا سيد رمزي.


عقد رمزي حاجبيه و هتف بحدة :
_حسنا .. عليكم جميعا أن تشرحوا ما الذي يحدث هنا .. و الآن ؟!


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ¤





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 05:10 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


8 -



دخل سالم البيت منشغلا بالتفكير بأمر القضية.
تناهى إلى مسامعه صوت رامي و صوت شخص آخر لم يعرفه فتقدم ليرى هوية الزائر الغريب.
رأى كمال جالسا على الأريكة و رامي إلى جانبه يحدثه عن أمور كثيرة لم يكن كمال يسمعها لشروده. تقدم سالم نحوهما و القى التحية ثم سأل ابنه مبتسما :
_رامي من ضيفك ؟


ابتسم رامي و قال :
_في الواقع إنه ضيف زياد و صديقه و زميله في العمل.


ابتسم سالم و قال :
_أنا والد زياد اسمي سالم ، سررت برؤيتك.


ابتسم كمال بدوره و مد يده صوب الصوت قائلا :
_و أنا كمال تشرفت بمعرفتك سيدي.


صافحه سالم وهو يشعر باستغراب من طريقة تحريك كمال لعينيه فقد كان لا ينظر إلى بقعة تماما.
لمع في ذهنه أنه قد يكون اعمى فهز رأسه مشفقا وهو يجلس على الأريكة الأخرى أمامه.
قال سالم في محاولة لتبديد ما اعتراه فجأة :
_و أين زياد ؟


أجاب رامي :
_لقد قال أنه لن يتأخر كثيرا.


تمتم سالم بشيء من الإمتعاض :
_لا يصح أن يترك صديقه و يخرج هكذا.


ابتسم رامي قائلا :
_لا تقلق أنا أتولى مهمة تسلية كمال.


سأل والده ضاحكا :
_و كيف تسير الأمور معك ؟


أجاب رامي :
_جيدة ،
لم يحاول كمال القضاء علي حتى الآن مع أني فعلت ما بوسعي.
حتى أنني أخبرته قصة الأفعى المطاطية مرتين على أمل أن أراه غاضبا و لكنه لم ينزعج.
شخص لطيف حقا !


هتف كمال مدعيا الغضب :
_هكذا إذا ،
كانت تلك ثرثرة متعمدة لمضايقتي ،
و أنا ظننت أن جنون زياد يجري في العائلة.


ضحك سالم من كلامه ،
فتنبه كمال لوجوده و غمغم معتذرا :
_أنا آسف لم أقصد الإهانة.


هز سالم رأسه نفيا و قال :
_لا عليك ليست مشكلة ،
و لكني أتسائل ما نوع العمل الذي تقوم به أنت و زياد ؟


بدا الارتباك على كمال فلم يعرف كيف يشرح كونه زميل عمل لزياد وهو أعمى ،
لقد غاب ذلك عن ذهنه ، قال مستدركا :
_أنا لا أعمل مع زياد تماما.


قال سالم بحيرة :
_و كيف هذا ؟!


تمتم كمال بإحراج :
_إنه .. مرافق لي يساعدني في أموري الخاصة.


هز سالم رأسه متفهما ،
في حين كان كمال يتوعد بينه و بين نفسه بأن يجعل زياد يدفع الثمن لوضعه إياه في هكذا موقف ،
خطط لأكثر من طريقة لمعاقبته.
ساعده التفكير في ذلك على تبديد الحرج الذي شعر به حين تحدث عن عجزه.
هتف رامي و كأنه تذكر شيئا :
_يقول زياد بأن لديك منزلا فخما يبدو كالقصر ،
أنت غني أليس كذلك ؟


هز كمال رأسه إيجابا و غمغم :
_تقريبا !


سأله سالم باهتمام و قد بدأت تعتريه بعض الشكوك :
_بماذا تعمل أسرتك يا كمال ؟


أجاب كمال :
_في الحقيقة .. لقد توفي أفراد أسرتي ،
و لكن كانت لدينا بعض الشركات.


سأل سالم من جديد :
_ماذا تقصد بقولك كانت لدينا ؟!


أخفض كمال رأسه مغمغما :
_أرجو المعذرة سيد سالم لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال.


هز سالم رأسه و قال :
_لا بأس لك الحق في ذلك ،
اعذر لي تطفلي يا كمال و لكن هلا أخبرتني باسم عائلتك ؟!


أجاب كمال وهو يشعر بالحيرة :
_ادعى كمال عدنان الفارس.


هب سالم من مقعده كالمصعوق و غمغم :
_غير ممكن .. أنت كمال عدنان الفارس !؟


هز كمال رأسه إيجابا و بدا قلقا من رد فعل سالم هذا.
ضاقت عينا سالم بشحوب وهو يتمتم :
_ غير معقول !


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ¤




عقد الطبيب رمزي ساعديه ،
و أخذ يدق قدمه على الأرض بحركة متوترة ،
وهو ينظر إلى الشبان الثلاثة بتمعن بعد أن أنهوا شرحهم.
كان تصديق شيء كهذا غير ممكن بالنسبة اليه.
قال رمزي محاولا الاستيعاب :
_دعني أعد ما فهمته !


و أشار إلى أسامة و قال :
_أنت .. اسمك أسامة صحيح ؟
تعمل لصا لعصابة مجرمين و هذا لتجني مالا كافيا من أجل علاج والدتك ،
و تزعم أن بسام زعيم العصابة قد هدد بقتل أخويك إن لم تقنع زياد بالعودة إلى العصابة من جديد ،
هل أهملت تفصيلا ما ؟


هز أسامة رأسه نفيا ،
فانتقل رمزي ببصره إلى زياد قائلا :
_و أنت يا سيد زياد كنت عضوا بارزا في العصابة ،
و ذلك كان قبل أن تلقي الشرطة القبض عليك في إحدى المرات ،
و ينتهي بك الأمر في السجن.
عندها انفصلت عن زملائك لعامين و صرت غير راغب بالعودة اليهم ،
صحيح ؟


غمغم زياد :
_في الحقيقة .. أجل !


إستدار رمزي أخيرا إلى بسام و قال :
_و أنت كنت الزعيم للجميع ،
تأمرهم بالسرقة و الترويج للممنوعات.
و تعمل لدى مجرم يدعى صفوان ،
هو نفسه الذي حقنك بالمخدر.
تزعم أنك و من أجل الإفلات من قبضة صفوان هذا ،
أردت جلب زياد ليحل محلك في العصابة ،
و كنت مستعدا لقتل طفلين بريئين لتحقيق غايتك هذه ،
كم هذا تصرف حقير !


قال العبارة الأخيرة و قد علا وجهه تعبير غاضب و خائب.
ابتسم بسام بلامبالاة و قال :
_كنت مستعدا لإجبار زياد على قيادة العصابة فعلا.
أما بالنسبة لتهديد أسامة ،
فأنا لم أكن جادا. كنت متأكدا من أن التهديد وحده يكفي ليصدق أن اخويه في خطر حقيقي
هذا بفضل تلك السمعة التي أوجدها لي صفوان ،
لم يكن قتلهما ضمن خياراتي مطلقا.


صاح أسامة بغضب :
_أنت تكذب !
لقد جئت إلى بيتي و حين لم تجد أحدا حطمت كل شيء فيه ،
و لو كان أخواي هناك لما نجيا منك أبدا.



نظر بسام إلى أسامة ،
هز رأسه نفيا و تمتم :
_لم أفعل.


هب أسامة واقفا ، يستشيط غضبا و صاح :
_كيف تجرأ على الانكار ؟؟
أين تلك الثقة التي كتبت بها تلك الرسالة ،
و خطت عليها توقيعك ، لماذا تنكر كل ذلك الآن ؟؟


كان صوت بسام لايزال واثقا هادئا وهو يغمغم :
_لم يسبق لي أن أنكرت شيئا فعلته ،
و ما من سبب يدعوني إلى الكذب.
لقد تركت العصابة في اليوم الذي عقب ليلة تهديدي لك ،
و مذ تلك اللحظة لم أعد مهتما بخطتي لإحضار زياد إلى العصابة.


صمت برهة ثم تطلع إلى أسامة و قال :
_لست الفاعل !


عقد أسامة حاجبيه بغضب ،
كان غير قادر على تصديق كلمات بسام ،
و لكنه لم يكن قادرا على تكذيب عينيه و لا الثقة التي يتحدث بها.
كان أسامة قد بدأ يقتنع حين جلس على مقعده بجانب زياد.
و ما الذي يدفعه للكذب ؟
هكذا راح يفكر.
صمت لحظة قبل أن يطرح سؤاله على بسام :
_و من فعل هذا إذا ؟!


هز بسام رأسه بهدوء
و قد قفزت إجابة هذا السؤال إلى ذهنه مثلما حدث مع أسامة فقالا بصوت واحد :
_عامر !


نقل زياد بصره بينهما مستغربا و سأل :
_عامر ؟! أتقصدان ذلك الفتى المزعج ؟؟
و ما الذي يجعلكما واثقين هكذا ؟!


قال رمزي :
_جانح آخر كان معكم في العصابة ؟


قالها بنبرة من يقرر أمرا لا من يطرح سؤالا.
ثم توجه إلى باب الحجرة ،
تمهل وهو يمسك مقبض الباب و إستدار صوبهم. قال بصرامة :
_اسمعوني جيدا أيها الجانحون ،
لن اسمح لكم بمغادرة هذه الغرفة في الوقت الحالي ،
سأجري بعض الاتصالات الهاتفية و أعود ،
و حتى نحل مشكلتكم هذه مع العصابة ستبقون هنا.
لا أريد أن أغامر بخروج أي واحد منكم و أولائك الأشرار يتربصون بكم ،
لذا ستبقون هنا ..
هل كلامي واضح ؟


قال أسامة :
_و ماذا عن أخوي ؟
لا يمكنني تركهما هكذا.


أجاب رمزي :
_لقد كلفت إحدى الممرضات بالعناية بهما سيكونان بخير.


هتف أسامة معترضا :
_و لكن ..


صاح رمزي بصرامة :
_من غير لكن ! لعلكم تفضلون التعامل مع رجال الشرطة !


عقد أسامة ساعديه بغضب و هز رأسه بصمت.
نهض زياد واقفا و قال :
_سيد رمزي ، أقدر قلقك و ما تحاول القيام به ،
و لكن علي العودة إلى البيت فهناك مشكلة من نوع آخر علي حلها.
ثمة شخص علي مساعدته.


عقد رمزي حاجبيه و قال بنبرة حازمة ليغلق باب النقاش :
_لا .. !


لكن زياد لم يتوقف ، هتف محتجا :
_ و لكن سيد رمزي أنا لا علاقة لي بهذا كله ،
لقد تركت العصابة و كل ما يتعلق بها.
علي فعلا العودة للبيت ، ذلك الشخص في حاجة إلي !


عقد رمزي حاجبيه قائلا :
_لا يمكنك القول بأنه لا علاقة لك بالأمر ،
هل نسيت أنهم يبحثون عنك أيضا ؟
لا يمكنني تركك تخرج ،
ماذا سأقول لوالدك لو أصبت بأذى.


صمت لبرهة ثم قال :
_إن رفضت أن تبقى فسأشرح كل شيء عن العصابة لأبيك ،
هو قادر على اقناعك بعدم التهور و الحفاظ على حياتك ، ما قولك ؟


غمغم زياد مقطب الحاجبين وهو يعود للجلوس :
_لا .. لا داعي لازعاجه أبدا ، سأبقى !


تنهد رمزي و قال :
_جيد ، لا أريد أي مشاجرات ،
تذكروا أنكم في مستشفى ،
لن اتأخر سأعود و معي حل لهذه الكوارث التي سببتموها.


و خرج بعد أن أغلق الباب وراءه.
تراجع زياد في مقعده ،
الذي كان بجانب أسامة و أمام سرير بسام ،
زفر بسخط وهو يقول :
_رائع .. و الآن ماذا علي أن أفعل !


تنهد أسامة و قال :
_بل ما الذي سنفعله ،
ماذا تتوقع أن يفعل ذلك الطبيب ؟
هل سيخبر الشرطة ؟
لست قادرا على تخيل رد فعل أمي حين تراني خلف القضبان !


صاح زياد منزعجا :
_و هذه هي المشكلة يا صاحبي ،
أنا سبق و كنت هناك و سددت ديني للمجتمع ،
و الآن و بفضلكما أصبح من الممكن جدا أن أعود إلى ذلك المكان الذي لم اشتق اليه أبدا !


عقد أسامة حاجبيه وهو يهتف :
_أتحملني مسؤولية ما يحدث هنا ؟!
إن كان ثمة من مذنب فهو زعيم الحمقى هذا بالتأكيد ،
كل ما يحصل هو خطؤه وحده !


و رمق بسام الجالس أمامهم بنظرة غاضبة ،
لكن الأخير اكتفى بابتسامة ماكرة.
هتف أسامة بغضب :
_على ماذا تبتسم ؟! أنت المعني بهذا الكلام.


هز بسام رأسه و قال :
_عجبا ! لقد صرت وقحا للغاية.


ثم عقد حاجبيه بغضب وهو يقول :
_اسمع .. لعل شيئا من الغرور أصابك لإعتقادك أنك فزت بالجولة الأولى من قتالنا ،
و لكن سرعان ما تندم إذا استمريت باستفزازي هكذا !


صاح أسامة بثورة :
_ماذا قلت ؟؟


أجاب بسام :
_أظنك سمعتني جيدا ،
أنت لست ندا لي فلا تستفزني !


احتقن وجه أسامة بشدة وهو يهتف :
_أيها المتعجرف !
هيا أثبت كلامك !
أنهض و واجهني في الحال !!


قال زياد :
_أسامة ..


قاطعه أسامة :
_لا تتدخل أنت يا زياد !


نهض بسام من سريره و قد علت وجهه ابتسامة مستثارة.
و استعد كلاهما لجولة إضافية حاسمة.
تنهد زياد وهو يضع يديه خلف رأسه و يستند على المقعد ، غمغم :
_لن أتدخل ، إفعلا ما يحلو لكما.


و فجأة و دون سابق إنذار ..

انهمرت المياه من مكان ما على رؤوسهم ،
اتسعت أعينهم و هم ينظرون إلى ندى الواقفة أمامهم مع إبريق الماء الذي كان على الطاولة ،
صاحت بغضب :
_يا لكم من حمقى !


و قبل أن ينطق أي منهم ،
خرجت من الغرفة و صفقت الباب وراءها.
ساد الصمت في الغرفة للحظات ،
غمغم بسام :
_كان بإمكانها أن تستعمل طريقة أخرى.


قالها وهو يحاول نفض الماء عنه ،
عاد أسامة للجلوس من جديد ،
و سأل زياد الذي كان متوجها لباب الغرفة :
_إلى أين ؟


أجاب زياد :
_سأعود فورا.


و خرج بسرعة. جلس بسام على سريره و قال :
_أرى .. أن قتالنا لا جدوى منه ،
إن كنا سنقاتل فعلا ،
فعلينا بأولائك الأوغاد و على رأسهم عامر !


تطلع اليه أسامة بإستغراب لحظة و سأل :
_هل أنت تطلب هدنة ؟!


ابتسم بسام بسخرية و قال :
_هدنة ؟! لم افكر في الأمر هكذا و لكن لما لا ؟


ثم هز رأسه و أردف :
_أعتقد أن عدوك الآن هو عامر.
و أنا أيضا أريد النيل منه ،
لن اتركه يستخدم اسمي و ينجو بفعلته ،
و من خلاله سأصل إلى صفوان و لكنه لن يكون وحيدا ،
سيكون معه أفراد العصابة.


تمتم أسامة :
_دافعك غير مقنع و لكن أعترف أني لن أستطيع النيل منه وحدي ،
سأحتاج إلى مساعدة بالفعل إن أردت إزاحته عن طريق أسرتي.
سأتعاون معك و لكن بشرط ،
عليك سحب كل كلمة قلتها عني.


زفر بسام و قال :
_إسحب أنت أيضا كل اهاناتك.


هز أسامة رأسه إيجابا و قال :
_لقد رددت لك دينك و نحن متعادلان ، أنا موافق.


تمتم بسام :
_جيد ، لا داعي لأن أذكرك بعدم أخبار أحد !


قال أسامة :
_أجل لا داعي.


و وثقا تحالفهما بمصافحة سريعة.

¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ¤



_يتبع...........




؛




؛


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 05:14 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



هتف رمزي في الهاتف مندهشا :
_تقول إنه في منزلك ؟!
و لكن كيف ؟!


أجاب سالم :
_لقد فوجئت مثلك تماما ،
و لكن أعتقد أن هذا يسهل الأمور.


تنهد رمزي و قال :
_بشأن صفوان شريك جابر ،
هل أنت متأكد أن الشرطة ستقبض عليه سريعا ؟


أومأ سالم برأسه و قال :
_أجل ، جميع الأدلة ضدهما ، إنها مسألة وقت فقط.
و لكن قل لي لما صرت مهتما فجأة بأمر صفوان ؟!


أطلق رمزي تنهيدة أخرى قبل أن يسرد عليه ما حدث في المشفى من أوله إلى آخره.
غمغم سالم :
_لا أصدق !
زياد كان فردا من جماعة كتلك ؟
و أنا الذي ظننت ما حصل قبل عامين الزلة الوحيدة في حياته !
و لكن لماذا ؟!


قال رمزي :
_و أنا لم أصدق في بادئ الأمر.
تبين أنه و بسام كانا معا في العصابة.
لا أعرف سبب تصرفهما هذا ،
لعله خطأ ارتكبناه معهما في مرحلة ما.
لو رأيت كيف كانت حال بسام حين وصل إلى المستشفى.
صفوان ذاك هو المسؤول عن كل ما أصابه و عن ما يصيب بقية الأولاد هناك ،
إذا اعتقل فأنا متأكد أن عديد من الأولاد كبسام سيعودون إلى رشدهم أخيرا.


هز سالم رأسه بحزم و قال :
_لا تقلق سيحصل هذا قريبا يا صديقي ،
و حتى ذلك الحين ،
حتى تنتهي مسألة القبض على المجرمين جابر و صفوان علينا أن نحترس و ننتبه جيدا.


سأل رمزي :
_هل من اقتراحات معينة ؟


أجاب سالم :
_أجل ، أحضرهم و تعال إلى منزلي ،
سيأتي ضابط الشرطة فؤاد أنت تذكره ،
سيطلعنا عن مستجدات القضية و بإمكاننا استشارته فيما يجب فعله.


سكت لحظة ثم أردف :
_أظن أن الوقت قد حان !


هتف رمزي :
_هل ستخبر زياد بالحقيقة ؟!


تنهد سالم بعمق و قال :
_أجل سأفعل.


غمغم رمزي :
_حسنا يا صديقي ، سآتي حالا .



¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ¤



كانت ندى تعبر الرواق الصغير المؤدي إلى ردهة الانتظار بخطوات غاضبة ،
إرتمت على أقرب كرسي وهي تتمتم بصوت مسموع :
_يا لهم من حمقى !
لم أرى في حياتي كلها من يتصرف بهذا الغباء و قلة العقل !
أولاد مغفلون !


_آمل أن لا أكون من المقصودين بهذا الكلام !


تطلعت ندى إلى زياد الذي نطق تلك الكلمات بابتسامة.
قطبت حاجبيها و هتفت :
_بل أنت على رأس القائمة !


تصنع الدهشة وهو يسأل :
_و لماذا ؟! ما الذي فعلته ؟!


هزت ندى رأسها قائلة :
_ألا تعرف حقا أيها السجين السابق ؟


عقدت ساعديها و هي تردف :
_جميع من التقيت في هذه المدينة الغبية مجرمون بمن فيهم شقيقي الوحيد.


إستدارت صوبه و صاحت :
_و أنت كنت تعرف أن اللص الذي سرقني ذلك النهار هو صديقك العزيز و مع ذلك فقد كذبت علي أيها السجين السابق !


غمغم زياد وهو يجلس بمقعد فارغ إلى جوارها :
_آه .. ذاك هو السبب إذا !


صمت للحظة و غمغم :
_و لكن لنكن جادين قليلا يا ندى ،
لم يكن بإمكاني إخبارك عن معرفتي بأسامة أو كوني كما تصفينني سجينا سابقا ،
لا أحد يمكنه قول شيء كهذا لشخص يلتقيه أول مرة.


هزت رأسها قائلة :
_ليس عليك تبرير شيء الآن ، لست مهتمة أبدا.


ضحك زياد و سأل :
_و لما أنت غاضبة ما دام الأمر لا يهمك ؟


عقدت حاجبيها باستياء و أجابت :
_شيء لا يعينك أيها السجين السابق !


أطلق زياد ضحكة مرحة أخرى قبل أن يقول :
_تذكرت حين تقابلنا في الحديقة أول مرة ، و أجرينا حوارا كهذا !


نظرت اليه غير موافقة و قالت :
_علمت حينها أنك لص ، و صدق حدسي !


غمغم زياد :
_ألا تؤمنين بمنح فرصة ثانية ؟


نظرت اليه فرأت شيئا من الحزن في ملامح وجهه ،
تابع زياد و قد اكتسب وجهه تعبيرا جديا :
_صحيح أني كنت سيئا في الماضي إلا أني تغيرت كثيرا.
اعتبرها أياما سوداء من حياتي ،
كنت فيها أحمق بإمتياز.


عادت ابتسامته المرحة وهو يستطرد :
_و صديقي أسامة لديه أسبابه أيضا.
صدقيني لا أحد منا سيئ بالقدر الذي تظنينه !


دام صمت قصير قبل أن تقول ندى :
_هل .. يطلق جميع الناس أحكامهم عليك لأنك سجين سابق ؟!


ابتسم زياد ، هز رأسه نفيا و قال :
_كلا .. في العادة لا تهمني آراء الناس أو نظرتهم إلي ،
و لكن رأيك أنت يهمني !


خروج هذه العبارة من شفتيه جعله يتنحنح ليسيطر على علائم الخجل على وجهه.
حاولت ندى المحافظة على حيادية صوتها ،
و دفع تلك الامواج التي أثارتها عبارة زياد فيها ،
و هي تغمغم :
_أحقا ..


إختنقت باقي الجملة في حلقها و لم تستطع المواصلة.
تمتم زياد مغيرا الموضوع :
_إذا .. ألا تزالين غاضبة ؟!
لأنه و إن لم تكوني كذلك فيفضل أن نعود إلى الغرفة.


ابتسمت ندى موافقة و قالت :
_صحيح ، مؤكد أنهما قضيا على بعضهما البعض الآن.


تمتم زياد وهو ينهض :
_لن أستطيع ايقافهما وحدي ،
حيلة الماء كانت ناجحة بإمكانك استخدامها مجددا.


ضحكت ندى و هزت رأسها إيجابا ، قالت :
_سأفعل إن تطلب الأمر.


توجها إلى الغرفة و دخلاها من جديد.
لم تدم دهشتهما من مظهر بسام و أسامة الهادئ على غير ما تركاهما عليه ،
فسرعان ما لمحا الطبيب رمزي في الغرفة.
تأكد رمزي من صحة بسام و أن بمقدوره الخروج ،
و أصر أسامة على اصطحاب أخويه و عدم تركهما في المستشفى
فساروا جميعهم متجهين نحو منزل سالم حيث ستحدد خطوتهم القادمة ،
و سترفع الستارة عن ما تبقى من أسرار.


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ¤




كان الهدوء يسود منزل السيد سالم ،
رغم زيادة عدد الموجودين فيه عن العادة.
جلس زياد مع رامي و كمال في غرفة الجلوس ،
يتأمل من مكانه باب غرفة المكتب حيث يتناقش والده مع رمزي و ضابط الشرطة فؤاد
أطلق زياد تنهيدة عميقة و قال :
_إنهم هناك منذ ساعة تقريبا ،
هل مشكلتنا عويصة إلى هذا الحد ؟


هز كمال رأسه كمن تذكر شيئا و سأل :
_قل لي يا زياد ،
هل أخبرت أباك شيئا عن مشكلتي مع جابر ؟


هز زياد رأسه بحيرة و غمغم :
_كلا .. لما تسأل ؟!


أجاب كمال :
_لقد بدا منفعلا حين سمع اسم عائلتي ،
و أنا ظننت أنك ربما أخبرته شيئا.


ابتسم زياد و قال :
_غريب .. و لكن أنا لا أعرف اسم عائلتك حتى أخبره !


ثم عاد يحملق في باب المكتب وهو يقول :
_أظنهم يتباحثون مسألة العصابة ،
آمل أن تنتهي الأمور بخير ، و يجدوا حلا ما.


صاح رامي فجأة :
_حسنا .. هذا يكفي !


تطلع اليه زياد بدهشة شاركه فيها كمال أيضا ،
استطرد رامي بذات النبرة المستاءة :
_أنا لا أفهم ما يجري هنا ،
لذا هلا تكرم أحدكم و شرح لي ما يحدث ؟
عن أي عصابة تتكلم يا زياد ؟!
و لماذا هناك ضابط شرطة في بيتنا ؟!


أسند زياد رأسه بظهر الأريكة وهو يغمغم :
_رجاء يا رامي لا تبدأ ،
الاستجواب و التحقيقات في انتظاري لذا لا تسأل الآن ،
سأشرح لك لاحقا.


عقد رامي ساعديه وهو يهتف :
_لن أنتظر ، أريد أن أفهم الآن !


زفر زياد وهو يرفع رأسه و قال محنقا :
_كم أنت مزعج !
حسنا كما تشاء ،
لكن اسمع جيدا لأني لن أعيد ما سأقوله و لن أجيب عن أي أسئلة !


قال رامي :
_تكلم فحسب !


أنصت كمال باهتمام ، و بدأ زياد شرحه :
_تعرف أني كنت عضوا في عصابة الزعيم قبل عامين ،
و كذلك أسامة و بسام.
علم السيد رمزي بهذا الأمر و على ما يبدو كذلك والدي ،
و أظنهم اتصلوا بضابط الشرطة هذا كي يشرحوا له الوضع ،
و يتمكن من القبض على صفوان.
و هذا هو كل ما أعرفه !


هز رامي رأسه و غمغم :
_و .. ماذا سيحدث لصديقيك بعدها ؟


هز زياد كتفيه و أجاب :
_في الواقع .. لا أعرف و لكن لنأمل خيرا !
أين هما على أي حال ؟


أجاب رامي :
_لقد خرجا قبل قليل ،
رأيت أسامة يعهد بالعناية بأخويه إلى الخالة وداد ، ثم خرجا معا.


ردد زياد بدهشة :
_قلت معا !!


فتح باب المكتب فجأة ليخرج الضابط فؤاد و معه سالم و رمزي
شيعاه حتى الباب ،
ثم صافحاه مودعين بعد أن شكراه.
عاد سالم إلى مكتبه ، وقف أمام الباب و ألقى نظرة عليهم ،
ثم إستدار قائلا :
_زياد .. أحضر صديقك كمال و إلحق بي ،
ثمة موضوع هام علي أن أحدثكما به !


تمتم زياد مستغربا :
_حاضر !


و لحق به مع كمال إلى داخل المكتب.
غمغم رامي :
_واضح جدا أني لن أعرف أبدا ما يجري !


كان رمزي واقفا أمام باب المطبخ وهو يسأل :
_إلى أين خرج ؟!
هذا الولد سيفقدني صوابي !
هل كنت أكلم نفسي طوال اليوم حين حذرته من رجال صفوان و عصابته ؟!


هزت ندى رأسها و تمتمت :
_لا أدري يا عمي ، لم أره حين خرج ،
بسام يتصرف كما يشاء.

تنهد رمزي و قال :
_إلى أين ذهب يا ترى ؟!
آمل أن لا يرتكب أي حماقة !


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ¤





في المستودع القديم
في الحي الثالث من المنطقة الشمالية للمدينة..

تقدم كل من بسام و أسامة إلى داخل المقر ،
ليجدوا أعضاء عصابتهم جميعا في أماكنهم المعتادة ،
ما عدا عامر فقد كان جالسا في المكان المخصص للزعيم بسام سابقا.
تنحنح بسام ليثير انتباه الجميع ،
فإستداروا اليهما ،
قال عامر و قد علت وجهه ابتسامة خبيثة :
_أهلا .. ماذا جئتما تفعلان هنا ؟


تجاهله بسام وهو يتقدم أكثر حتى وقف وسط المستودع و صاح بصوت مرتفع :
_اسمعوني جميعا .. أحمل لكم أنباء هامة !


قفز عامر واقفا بغضب و صرخ :
_أي أنباء ؟
اخرج من هنا يا هذا !
عليك أن تفهم .. أنت لم تعد زعيما علينا بعد الآن ،
لم تعد حتى فردا من عصابتنا !


و ارتفعت أصوات البقية تؤيده.
صاح بسام من جديد :
_جئت لأحذركم ..
لم أعد زعيمكم و لا أنكر ذلك.
بل إن هذا هو سبب قدومي.
سأقوم بما جئت لأجله ،
شئتم ذلك أم أبيتم ،
و من يريد منعي من التحدث فليحاول !


هدأت الضوضاء و أنصت الكل بصمت ،
رغم كثرة عددهم إلا أن أحدا منهم لم يمتلك جرأة للوقوف في وجه بسام.
واصل بسام كلامه بعد أن هدأ الكل :
_لقد كنت صلتكم بالرئيس الكبير "صفوان" !
و اليوم أخبركم أن صفوان قد اعتقل !
لقد قبضت عليه الشرطة صباحا ،
و هي الآن في طريقها إلى هنا ،
لتلقي القبض على باقي تابعيه.


رفع يده و أشار إلى العدد ثلاثة بأصابعه وهو يردف :
_ثلاثون دقيقة فقط ..
نصف ساعة و يكون رجال الشرطة هنا ،
فمن يهمه الأمر ، و لا يرغب بأن يزج به خلف القضبان ،
فليتحرك حالا و يغادر هذا المكان ،
و يتناسى كل شيء عن العصابة و كونه فردا فيها.
لقد جئت أحذركم .. و أنا أعلن انسحابي عن هذه العصابة !


ما إن انهى بسام حديثه حتى انقسم أفراد العصابة بين مؤيد و مكذب ،
و لكن و بعد أن اندفع عدد منهم خارج المستودع مصدقين كلام بسام ،
لحق بهم البقية الموجودين ،
و أصبح عامر الوحيد الذي بقي في المستودع بعد أن عجز عن إقناعهم بعدم الرحيل.
نظر إلى بسام و أسامة بتوتر حين أيقن أنه وحيد في مواجهة اثنين ،
و راح يهتف بخوف :
_أيها الزعيم .. !
أنت تعلم أني لم أكن جادا ..
أليس كذلك ؟!


تراجع للخلف حين تلقى نظرات شرسة عوضا عن إجابة من بسام ،
و نظر إلى أسامة مترجيا وهو يقول :
_أسامة ..
أنت تدرك أن الزعيم شخص سيئ ..
لقد حاول قتل أخويك ..
أنت تعرف !


هز أسامة رأسه بلا ببرود وهو يتمتم :
_و ماذا تقترح علي أن أفعل ؟


هتف عامر بسرعة :
_عليك أن لا تدعه ينجو بفعلته !


التفت بسام لأسامة و قال بابتسامة ماكرة :
_إنه لك !


قرقع أسامة بأصابعه و هو يبتسم و تمتم :
_شكرا .. !


انتفض عامر بشدة حين تقدم أسامة نحوه بخطوات هادئة و راح يتراجع للوراء حتى التصق بالحائط.
وأطلق عامر صرخة ترددت في المكان كله....


ما هي إلا لحظات حتى خرج بسام و أسامة من المستودع و الأخير يضحك ،
قال أسامة :
_يا له من جبان ، لقد أغشي عليه قبل أن أفعل به شيئا !


هز بسام رأسه و تمتم :
_لكمتان و ركلة و لم تفعل به شيئا ؟!


توقف عن الكلام مفكرا ثم قال :
_جميعهم جبناء !
لم أحسن اختيار أعضاء عصابتي ،
في المرة المقبلة سأتفادى مثل هذه الأخطاء !


توقف أسامة فجأة و صاح :
_في المرة المقبلة ؟!
و هل ستكون هناك مرة مقبلة ؟!
هل ستعود إلى ما كنت تفعله ، ألم تتعلم شيئا ؟!


ابتسم بسام بسخرية وهو يقول :
_اهدأ أنا امزح !


غمغم أسامة بخفوت :
_حقا ؟!
لم أعلم أن بمقدورك المزاح !


إستدار بسام و تابع السير وهو يقول :
_و لا أنا ، و لكن ذلك التعبير على وجهك ..
استحق المحاولة.


عقد أسامة حاجبيه وهو يصيح :
_أي تعبير ؟!


هز بسام كتفيه و قال دون أن يستدير :
_تعبير الخوف و الفزع و الهلع !


زفر أسامة بغضب وهو يقول :
_تعال إلى هنا و سأريك ما هو الهلع !


التفت بسام صوبه و قال :
_ظننتنا في هدنة ؟!


عقد أسامة ساعديه و هتف :
_إذا يجب للهدنة أن تمنعك من المزاح الثقيل.


توقف بسام أمام باب المنزل وهو يقول مصححا :
_الهدنة تمنع القتال فقط !


فتح باب المنزل فجأة ليظهر رمزي من خلفه هاتفا :
_أين كنتما ؟!
ألم أنبه عليكما أن لا تخرجا في هذا الوقت الحرج ؟!


تنهد أسامة وهو يدخل خلف بسام و قال :
_ثمة أمر هام أضطررنا القيام به !


سار رمزي خلفهم إلى غرفة الجلوس وهو يقول :
_لا أعلم أي أمر أهم من حياتكما حتى تخاطرا للقيام به !


غمغم بسام :
_كنا نسدد دينا !


سأل أسامة رامي الجالس على الأريكة :
_أين زياد ؟

أشار رامي إلى غرفة المكتب و قال :
_إنه في الداخل مع أبي و كمال.


نظر أسامة إلى باب الغرفة المغلق بشيء من الفضول ،
و لم يعرف ما الذي يحدث خلفه.

¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ¤



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 05:19 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


9 -



تنهد سالم مطولا و تمتم :
_كان لقاؤكما مصادفة إذا !


أطلق تنهيدة أخرى وهو يتطلع اليهما قبل أن يغمغم بحزن :
_زياد اسمع ..
الأمر الذي أردت إخبارك به هو ..


بتر كلامه و لم يستطع إتمام عبارته.
سأل زياد بقلق :
_ماذا هناك يا أبي ؟!


تألم سالم أكثر لسماعه كلمة "أبي" من زياد.
استجمع قوته ،
و حول عينيه المعذبتين إلى سطح المكتب و راحت الكلمات تخرج من فمه سريعة إلى حد جعلهما لا يكادان يفهمان ما يقوله :
_زياد .. اصغي إلي جيدا ،
ما سأقوله سيؤلمك حتما ،
و لكنها الحقيقة و عليك سماعها.
قبل ١٨ عاما قرع باب بيتنا زائر ،
حمل هبة لنا.
ذلك الرجل كان مصابا بشدة و كان يحتضر ،
سلمني طفلا صغيرا كان بين يديه ،
و أخبرني أن هناك من يخطط لقتله.
لفظ الرجل آخر انفاسه بعد أن وعدته بحماية الطفل من الخطر المجهول.
و مرت الأيام سريعة ،
و مضى أسبوع تلاشى فيه ذلك القلق من الخطر المرتقب ،
و في الوقت نفسه ، بدأ تعلقي أنا و زوجتي بذلك الطفل يزداد ،
ملأ حياتنا سرورا و سعادة ،
فمنحت ذلك الصغير اسمي ،
و لم أبخل عليه بشيء احتاجه.
لم أشعر سوى أني والده الحقيقي ،
و صار ابني الذي لم أنجبه.
و مضت السنوات و صرت أراه الآن أمامي ،
رجلا أفخر به ، و لكن تبقى الحقيقة.


صمت لحظة رفع رأسه خلالها ليستطلع تأثير كلماته على زياد ،
كانت عيناه متوترتين و لكنه ابتسم له ابتسامة حزينة ،
أوضحت أنه فهم قصده.
إلا أن سالم لم يجد بدا من مواصلة الحديث الذي بدأه ،
قال بأسى :
_يؤلمني جدا إخبارك بهذا و لكن ،
ذلك الطفل هو أنت يا زياد ،
دخلت إلى حياتي فجأة و صرت جزءا لا يتجزأ منها ،
أنا آسف لسماعك هذا يا بني.


هز زياد رأسه نفيا ،
و جاهد ليرسم ابتسامة على شفتيه ،
فحتى معرفته المسبقة بالأمر لا تخفف من الألم الذي يسببه سماع تلك الكلمات من لسان أبيه ،
قال :
_لا تعتذر يا أبي ،
ليس بعد كل ما فعلت لأجلي.
كنت أعرف هذه الحقيقة منذ فترة ،
و لكني لم أعرف شيئا عن الظروف التي أوصلتني إلى هذه الأسرة.
أنا ..
أدين لك بالكثير ،
أنت كنت و مازلت أبي الذي لم أعرف غيره !


ابتسم سالم و قال :
_كم يسعدني سماع هذا يا بني ،
و لكن هذه ليست سوى نصف الحقيقة !


سأل زياد بحيرة :
_ماذا تقصد ؟


تردد سالم لحظة ثم أجاب :
_أرسلت محققا ليعرف شيئا عن أسرتك الحقيقية ،
أردت حين يأتي اليوم الذي أخبرك فيه هذه الحقيقة ،
أن تكون لدي أي معلومة عن عائلتك أقدمها لك.
ذلك المحقق توصل لأسرتك الحقيقية ،
و هوية القاتل الذي أراد التخلص منك.


قال زياد يستحثه على المتابعة :
_و من هم أسرتي الحقيقية ؟!



أجاب سالم :
_زوجة الرجل الذي أحضرك لمنزلي أخبرتنا بهوية القاتل الذي كلف زوجها بمهمة التخلص منك ،
ذلك المجرم هو "جابر" رجل الأعمال.
و أما اسمك الحقيقي فهو "أمجد عدنان الفارس" !


ملأت الصدمة وجه كمال ،
الذي كان يستمع لكل ما يقال ،
صاح مصدوما :
_أمجد عدنان الفارس ؟!


نقل زياد بصره بين كمال و سالم بحيرة ،
قال في محاولة لاستيعاب الأمر :
_اسمي الحقيقي أمجد ؟!


كان ذلك كل ما استطاع زياد التقاطه من كلام أبيه ،
قال سالم :
_أجل أنت ..


قاطعه كمال :
_اسمك أمجد الفارس يا زياد ،
و أنا اسمي كمال الفارس ،
أنا و أنت اخوان !!


قالها مبهورا.
إنفغر فم زياد وهو يحدق في وجهه غير مصدق ،
في حين تابع كمال بذات النبرة الذاهلة :
_أمجد كان أخي الصغير فعلا ،
اختفى وهو في الثانية من عمره ،
وصلت الينا رسالة بعد يومين من اختفاءه ،
يقول فيها المرسل أنه قد قتله ،
و حين لم يستطع رجال الشرطة التوصل إلى شيء أوقفوا البحث.
و اضطر والداي إلى تقبل الحقيقة التي سطرها ذلك القاتل في رسالته.


ثم أدار وجهه إلى زياد و ابتسم وهو يردف :
_لم أعتقد يوما أنه على قيد الحياة ،
كما لم أتصور أبدا بأني سألتقيه هكذا.


هتف زياد بدهشة :
_أتدرك ما يعنيه هذا يا كمال ؟!


هز كمال رأسه إيجابا وهو يبتسم.
بدا الارتباك و عدم التصديق على زياد وهو يهتف من جديد :
_نحن ..
أنا و أنت ..
أخوان ..
أسرة واحدة ..
هذا أكبر من أن استوعبه ..
لا يمكن ، أي صدفة هذه !!


تردد كمال قائلا :
_هل يزعجك هذا ؟


إرتسمت ابتسامة جذلة على شفتي زياد وهو يجيب :
_أبدا ..
أقصد أنت حاد الطباع و مزاجي ،
و لكن بإمكاني التعايش مع ذلك.


رفع كمال حاجبا باستنكار و قال :
_حاد الطباع ؟!

ثم عقد ساعديه متمتما :
_بالنسبة للوضع الجديد ،
علينا وضع بعض القواعد ،
أهمها أني الأكبر هنا و لا يسمح لك بتقليل الاحترام معي !


ضحك زياد قائلا :
_هل ستستغل هذه النقطة منذ الآن ؟


ثم تنهد بارتياح وهو يتراجع في كرسيه و يستطرد :
_بطريقة غريبة ..
أنا سعيد لأن الأمور انتهت على هذا النحو ،
كنت مستعدا لما هو أسوأ !


ابتسم سالم و أومأ برأسه إيجابا وهو يقول :
_يسرني أن أراك تتقبل الأمر.


ثم عقد حاجبيه و تنحنح وهو يضيف :
_بشأن المجرم جابر ..


إعتدل زياد في جلسته باهتمام ، و أنصت مع كمال لما يستعد سالم لقوله :
_جمعنا أدلة كثيرة ضد المجرم جابر ،
كل ما ارتكبه في حقكما و حق أسرتكما و جميع أعماله الغير قانونية ،
صارت تلك الأدلة بين يدي الضابط فؤاد.
أخبرني الليلة بأنه سينهي كامل الاجراءات بحرص و سرية ،
كي لا يتسرب الخبر لجابر ،
و على ذلك ستصدر غدا صباحا مذكرة لتوقيف جابر و اعتقاله.


أشرق وجه زياد بابتسامة وهو يهتف :
_سيلقى القبض عليه و يدفع ثمن أفعاله أخيرا .. هذا رائع !


ثم التفت إلى كمال الذي بقي هادئا صامتا و سأله :
_ما الأمر يا كمال ؟
ألا يسعدك سماع خبر كهذا ؟!
سنتخلص من جابر إلى الأبد !


غمغم كمال بهدوء :
_أنا لست مطمئنا لهذا ،
جابر لا يسقط بهذه السهولة ، شيء ما لا يبدو صحيحا !


لم يكد كمال يتم عبارته ،
حتى ارتفع قرع على باب الغرفة ،
لتدخل بعده الخالة وداد ،
قالت بنبرة متعجبة :
_ثمة اتصال هاتفي لكمال الفارس !


تبادل الجميع نظرات الدهشة و هم يتساءلون عن هوية المتصل.
من يعرف بوجود كمال في المنزل حتى يتصل به ؟

¤ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ¤



في غرفة الجلوس حيث كان الجميع ،
تقدم سالم يرفع سماعة الهاتف عن الطاولة و قال بنبرة مستغربة :
_آلو .. من معي ؟


جاءه صوت جابر الخبيث عبر السماعة :
_أنت السيد سالم ، أليس كذلك ؟


أجاب سالم :
_نعم أنا ، من أنت و ماذا تريد ؟


قال جابر :
_أنا السيد جابر أنت تعرفني ..


صمت لحظة قبل أن يضيف :
_ثمة شخص عزيز علي استضفته لديك ،
و اخشى أن هذا كان تصرفا غير لائق !


عقد سالم حاجبيه وهو يقول :
_حقا ؟
يبدو لي كتصرف مناسب و صحيح تماما يا سيد جابر ،
أم هل علي القول أيها المجرم جابر ؟


بدا شيء من الانزعاج على صوت جابر وهو يقول :
_دعني أحدث كمال !


ابتسم سالم قائلا :
_هذا ليس ممكنا في الوقت الحالي ،
و لكن بإمكاني ايصال رسالة اليه.


تمتم جابر :
_كم هذا لطيف !
و لكنه لا ينفع ،
علي مخاطبة كمال بنفسي ،
لا داعي لهذا القلق كله ،
إنها مجرد مكالمة هاتفية ، و ما يدريك ؟
قد يحل سوء التفاهم هذا بأسرع مما تتصور !


التفت سالم إلى كمال و قال :
_يود التحدث إليك !


تنهد كمال و أخذ السماعة من يد سالم ،
قربها من أذنه ليسمع صوت غير متوقع :
_كمال .. كمال !
هل تسمعني !


اتسعت عيناه بدهشة ،
و تجمدت الكلمات في حلقه وهو يغمغم :
_لـ .. ليلى ؟!


ما إن تأكدت ليلى من أنه يسمعها حتى راحت تهتف بنبرة أقرب إلى البكاء :
_كمال لماذا تفعل هذا ؟؟
لماذا تتصرف هكذا ؟؟
لماذا ؟
ترفض جميع مكالماتي وزياراتي لك ,
لماذا ؟!


يرد كمال عليها ،
كان يصارع الحزن و الكآبة الذين بدآ يغرقانه لتذكره الماضي ،
و كان أكثر من أي شيء آخر يحاول كبح مشاعر الشوق و الحنين التي مضى عليها خمس سنوات و بدأت تتأجج من جديد.
قالت ليلى بصوت أكثر هدوءا :
_عد يا كمال .. أرجوك !


هز كمال رأسه نفيا و تمتم :
_لا أستطيع يا ليلى ، أنا آسف !


صاحت :
_و لكن ..


قاطعها كمال وهو ينتفض بشدة كمن لدغته أفعى :
_هل أنت بخير ؟؟
هل تعرضتي للأذى ؟!
هل فعل بك جابر شيئا ؟؟


أجابت ليلى :
_كلا يا كمال ،
لم يؤذيني السيد جابر ،
و لن يؤذيك أنت أيضا ،
عليك أن تفهم أنه يحاول مساعدتك فقط ،
هو يقلق و يهتم لأمرك !


غمغم كمال بألم :
_أنت لا تفهمين شيئا يا ليلى !


صاحت :
_إذا اشرح لي ،
أخبرني عن سبب معاناتك ،
قل لي لما غيرك ذلك الحادث إلى هذا الحد ؟!


ابتسم كمال بحزن قائلا :
_هذا ليس مهما الآن.
سأعود قريبا يا ليلى ،
فهل تظنين أن بوسعك انتظاري بضع ساعات أخرى أكثر مما انتظرت ؟


قالت ليلى :
_هل ستعود حقا ؟؟
ستعود كمال القديم ؟!


كان صوتها يوحي بالفرح و لكنه كان متشككا بعض الشيء ،
أجاب كمال :
_إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها !


كان كمال يخشى أن تصيبه خيبة أمل أشد ألما من سابقاتها إذا بدأ بالتعلق بما لم يحدث بعد ،
و لكن ليلى اكتفت بهذه الإجابة و قالت مودعة :
_عدني أنك ستفعل يا كمال !


غمغم كمال :
_سأحاول !


مضت لحظات صمت قصيرة ،
استلم جابر السماعة بعدها ،
و قال بنبرة خبث لم تخفى على كمال :
_مرحبا .. كيف حالك يا عزيزي كمال ؟
كنت أعرف بأنك لا ترغب بسماع صوتي ،
و لهذا طلبت مساعدة الآنسة ليلى في اقناعك ،
أنت تعرف كم تهتم لأمرك.
ليس عليك خسارة المزيد من الناس الذين يحبونك يا كمال !


سرت قشعريرة في جسد كمال ،
لقد كان يعلم أن وراء كلمات جابر تهديدا صريحا ،
صاح بحدة :
_إياك و أن تمس شعرة منها !


ضحك جابر بسخرية و قال :
_و ما الداعي لهذا الكلام يا كمال ؟
لقد أرسلت لك سيارة تستقلها للعودة إلى هنا ،
و أنا متأكد من أنك مهتم بالحفاظ على وعدك للآنسة ليلى ،
لا تتأخر فنحن في انتظارك !


و أطلق ضحكة مجلجلة قبل أن ينهي المكالمة.
و يترك كمال في حال من الصدمة.

¤ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ¤



أعاد جابر السماعة إلى مكانها ،
ثم تطلع إلى ليلى الجالسة أمام مكتبه و قال :
_شكرا لك يا آنسة ليلى ،
ما كنت أعرف ما سأفعل من دون مساعدتك.
كما أخبرتك ، كمال سيستمع إليك حتما ،
أنت لك معزة خاصة عنده ، لقد أكد أنه قادم مع سائق السيارة التي أرسلتها له.


ابتسمت ليلى و قالت :
_هذا أقل شيء أستطيع تقديمه له بعد ما مر به.


غامت لمحة حزن على وجهها بعد عبارتها الأخيرة. قال جابر :
_بإمكانك المغادرة الآن ،
و حين يعود كمال و تستقر الأوضاع سأتصل بك مباشرة.


نهضت ليلى و حيته ،
ثم انصرفت. قال مهران الذي كان واقفا أمام باب الغرفة :
_أتظن المسألة حسمت بهذه البساطة يا سيدي ؟


أومأ جابر برأسه إيجابا و قال :
_بالطبع ،
حتى لو أراد سالم ذاك الاعتراض فلن يستطيع فعل شيء.
أنا أعرف كمال جيدا سيأتي من فوره خوفا على حياة الآنسة !


ثم ابتسم بخبث وهو يضيف :
_و لكن ما لا يعرفه هو أني لن اتركها حتى بعد تسليمه لنفسه
، بل سأحرص على أن أقتلها بأبشع طريقة أمامه ،
أريده أن يتعذب قدر الإمكان قبل أن يموت !


أمسك إطار صورة كان على مكتبه
,و أخذ يتأمل صورة قديمة لطفل صغير.
و علت وجهه نظرة غضب و حقد دفين.


¤ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ¤



قال كمال بألم :
_تلك كانت حجتهم المعتادة ،
دائما يستخدمون العذر نفسه ،
عذر مرضي الذي يجعلني ارفض رؤية أحد أو التحدث اليه ،
لذا هي لا تعرف شيئا عن حقيقة جابر أبدا ،
لا تعرف سوى ما يريدها أن تعرف.


قال زياد بحزن :
_و هل رضوخك لجابر يعد حلا ؟!
إذا سلمت نفسك فسيقتلك من فوره ،
أرجوك يا كمال تمهل قليلا و دعنا نفكر في الأمر !


هز كمال رأسه نفيا و قال :
_مستحيل ..
لن اسمح لجابر بإيذائها ، لا يهمني إن قضى علي ،
فذلك شيء بقيت اتوقعه في أي لحظة ، طيلة السنوات الخمس الماضية !


هتف زياد معترضا :
_و لكن ..


قاطعه كمال :
_قال بأن هناك سيارة أمام البيت . هل ترى السيارة ؟


ازاح رامي ستارة النافذة و القى نظرة ثم قال :
_هناك سيارة سوداء فخمة و مريبة تقف أمام بيتنا مباشرة.


قال كمال وهو ينهض من مقعده :
_علي الذهاب إذا !


قال سالم :
_لا تتسرع يا كمال ، لا تنسى أن الشرطة ستقبض على جابر صباح الغد !


صاح كمال بحنق :
_لماذا لا تفهمون ؟؟
حتى الشرطة لن تستطيع فعل شيء عندما يفوت الأوان ،
لا أريد لآخر شخص بقي لي أن يعاني من ذلك المصير المروع ..
الوقوع بين يدي جابر .. لا أريد !!


ربت زياد على كتفه و اجلسه وهو يقول مهدئا :
_حسنا يا كمال ، لا بأس اهدأ قليلا ،
نحن قلقون عليك و نريدك أن تفكر مليا قبل أن تقدم على خطوة كهذه !



تنهد كمال بعمق و قال :
_حسنا .. و لكن لا حل آخر أمامي !


صمت زياد لبرهة و سأل :
_ما الذي بينك و بين جابر بالضبط يا كمال ؟


أطلق كمال زفرة حارة من أعمق أعماقه و غمغم :
_لك الحق في معرفة كل شيء ،
و لكن أريد أن أطلب منك شيئا في المقابل يا زياد ،
اتمنى أن تنفذه لأجلي.

هتف زياد :
_موافق ! سأفعل كل ما باستطاعتي.


رفع كمال رأسه اليه و قال :
_أريدك يا زياد أن تنسى كل شيء عن جابر فور خروجي من بيتكم ،
و اتمنى أن تبقى هنا إن لم يمانع السيد سالم ،
يجب أن لا يعرف جابر أنك على قيد الحياة ،
أريدك أن تقوم بهذا في حال اخفقت الشرطة في القبض على جابر.


صاح زياد محتجا :
_لا .. مستحيل أن ..



قاطعه كمال قائلا بابتسامة :
_اهدأ يا زياد ..
لقد قمت بما عليك و أكثر ،
لا يمكنك انقاذ الناس دائما ،
و لا حتى البطل الخارق يستطيع !


أشاح زياد بوجهه مغمغما :
_أنت أغبى أخ يمكن للمرء الحصول عليه !
قلت لك مرارا ، لن يكون في امكاني نسيان الأمر.
جابر سيدفع ثمن أفعاله صدقني !




قال كمال :
_و أنا أخبرتك أن تحدي جابر ليس سهلا أبدا !


قال سالم :
_إذا .. ما هي قصتك مع جابر يا كمال ؟!


شبك كمال أصابع يديه بألم و غضب يعتريانه كلما تذكر الأمر ،
استرجع شريط تلك الذكريات المريرة ،
كان يجد صعوبة في الحفاظ على مزاجه حين يفكر في الأمر ،
اكتسب وجهه تعبيرا حزينا ،
و راح يروي بأنين هادئ :
_بدأ ذلك قبل خمس سنوات ،
كنت يومها متوجها للعمل في شركة والدي لأول مرة ،
و كان يفترض بي مقابلة جابر ،
فقد كان صديق أبي المقرب و شريك أعماله.
كان يفترض أن اتلقى كل مساعدة ممكنة منه ،
و أن أفيد من خبرته. و لكن اعترضت طريقي ..
شاحنة صغيرة سوداء اللون ،
فاضطرت إلى ايقاف السيارة ،
و فجأة قفز من الشاحنة رجلان اثنان ،
سحباني بقوة إلى خارج سيارتي ،
و أخمدا مقاومتي بأن كمما فمي بمنديل مشبع بمادة مخدرة.
رميا بي في مؤخرة الشاحنة حين خارت قوتي ،
و لم أذكر شيئا بعدها حتى فتحت عيني على مكان غريب ،
كانت غرفة ضيقة و قذرة ،
ملأتها آلات و أدوات معطلة ،
فتيقنت أني في أحد مخازن مصنع قديم.
كان الرجلين الذين أمسكا بي يقفان فوقي ،
و فوجئت بأن يدي كانتا مقيدتين ،
و أن فمي كان مكمما.
حين لاحظا أني استعدت وعيي سحباني من جديد إلى خارج الغرفة ،
كان ذهني مايزال مشوشا ،
و لكني فكرت أنها عملية اختطاف من نوع ما.
قادني الرجلان إلى غرفة كانت أكبر من السابقة و لكنها كانت شبيهة بها إلى حد كبير.
كان هناك نوافذ عالية و باب واحد ضخم ،
دخل منه ثلاث أشخاص مألوفون لدي ،
كان الذي تقدم أكثر نحوي هو جابر.
شعرت ببعض الأمان حين رأيته ،
لم أعلم بأن آخر ذرة من الأمن قد اختفت حين دخل من ذلك الباب.
رأيته يشير لمن كان خلفه بالتقدم.
كانا والداي ،
لم يكونا مقيدين مثلي مما أكد لي أنهما لم يختطفا بل جاءا لتحريري.
كان الخوف و التوتر باديا عليهما
وددت لو أخبرهما أني بخير.
و لكن ..
و فجأة وسط صدمتي و اندهاشي ..
سحب جابر من جيب سترته مسدسا سارع إلى إفراغه في جسد كل من والدي دون أن يمنحهما فرصة السؤال عما إقترفا ،
و دون أن يمنحني فرصة لإستيعاب ما حدث..
هكذا ..
بكل بساطة ..
و بدم بارد قتلهما.
إختنقت الصرخات في حنجرتي ،
و كتمها ذلك القيد على فمي.
باشارة من جابر الذي إستدار إلي بابتسامة كريهة ،
قام الرجلان الذين كانا يشلان حركتي و كل محاولاتي للمقاومة ،
يغادران بي ،
و كأن رؤية هذا المشهد كان السبب الوحيد وراء احضاري ..
عادا يرميانني في غرفة المخزن الصغيرة ،
بعد أن فكا قيودي ،
كانا أسرع مني فأقفلا الباب من خلفهما.
استمريت بقرع الباب بكل ما أوتيت من قوة.
تمنيت أن يكون كل ما رأيت كابوسا..
تمنيت أن يفتح هذا الباب لأجد أنهما بخير..
و لكن جميع محاولاتي لتحطيم الباب فشلت.
فجأة شعرت بدوار و ألم شديد..
انتبهت متأخرا إلى أن الغرفة كانت من غير نوافذ ،
كان ثمة غاز يتسرب من مكان ما ،
أدركت أنه غاز الأمونيا ..
لقد كان يحرق عيني خاصة.
كنت أعلم أن الأمونيا مادة سامة تستخدم لتفعيل المركبات
و تأثيرها على الإنسان مدمر.
إنها تتلف الخلايا البصرية الحسية في الجسد.
قضيت ساعات عصيبة و أنا أعاني من الآلام في ذلك المكان..
أذكر استعادتي لوعيي في المستشفى ،
أذكر أني فتحت عيني دون أن أتمكن من رؤية شيء ..
ظلام فضيع موحش ..
ذلك كل ما استطعت رؤيته.
جاءني أحد رجال الشرطة يأخذ إفادتي ،
و أبلغني أن موت والدي كان حقيقة. صرخت ملأ حنجرتي محتجا ..
أخبرتهم أن جابر هو الفاعل ..
و لكن أحدا لم يصدقني ..
نقلت بعد ذلك لأكون تحت ناظري ذلك القاتل ،
سرت سجينا لديه ينتظر نهايته في أي لحظة ،
حتى هذا اليوم.


كانت علائم التأثر على وجوه الجميع واضحة.
بعد انهاء كمال لقصته ساد صمت مطبق ..
قطعه كمال وهو يقول :
_لهذا ..
علي العودة لجابر
صرتم تعرفون إلى أي حد هو مجرم حقير ،
أنتم تفهمون أن علي الذهاب حفاظا على حياة شخص آخر يمكن أن يعاني بسبب جابر.


صاح زياد معترضا :
_أنت مخطئ !
ما سمعت يجعلني أصر أكثر على رأيي ،
يجب وضع حد لجابر.
سيلقى القبض عليه صباح الغد ،
و حتى ذلك الحين ،
سنحرص على أن لا ينجح في أي مما يخطط له
. ليلى ليست أسيرة لديه ،
بإمكاننا تحذيرها بطريقة ما كي تبقى بخير حتى صباح الغد ،
ليس عليك تسليم نفسك أبدا
لا يجب أن نسمح لجابر بنيل ما يريد.



_ يتبع........


؛




؛



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 05:45 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




كانت علائم التأثر واضحة على وجوه الجميع.
بعد انهاء كمال لقصته. ساد صمت مطبق ..
قطعه كمال وهو يقول :
_لهذا ..
علي العودة لجابر ،
صرتم تعرفون إلى أي حد هو مجرم حقير ،
أنتم تفهمون أن علي الذهاب حفاظا على حياة شخص آخر يمكن أن يعاني بسبب جابر.


صاح زياد معترضا :
_أنت مخطئ !
ما سمعت يجعلني أصر أكثر على رأيي ،
يجب وضع حد لجابر.
سيلقى القبض عليه صباح الغد ،
و حتى ذلك الحين ، سنحرص على أن لا ينجح في أي مما يخطط له.
ليلى ليست أسيرة لديه ،
بإمكاننا تحذيرها بطريقة ما كي تبقى بخير حتى صباح الغد ،
ليس عليك تسليم نفسك أبدا ،
لا يجب أن نسمح لجابر بنيل ما يريد.


هز كمال رأسه استنكارا و هتف :
_و كيف هذا ؟؟
أنا لا أرى أمامي خيارا !


جاء صوت بسام غير متوقع :
_أنا لدي فكرة !


التفت الجميع اليه مستغربين ، فتابع بسام :
_لم أستطع منع نفسي من سماع حديثكم.
أرى بأن هناك طريقة لمماطلة جابر حتى صباح الغد ،
حين يقضى على جابر يقضى على صفوان أيضا و هذا ما أسعى اليه.
لذا أرغب بالمساعدة.


ابتسم أسامة و قال :
_مجددا دافعك غير مقنع ، و لكن ..
قل لنا عن خطتك العبقرية !


غمغم زياد متفاجئا :
_الزعيم .. هل أنت جاد ؟!


أومأ بسام برأسه إيجابا ،
ثم ابتسم ساخرا وهو يتمتم :
_الزعيم اسم سخيف ،
نادني بسام !


تأمله سالم للحظات و سأل بتشكيك :
_هل .. أنت متأكد ؟!
هل لديك خطة فعلا يا بسام ؟!


غمغم رمزي عاقدا ساعديه :
_يصعب تصديق هذا و لكن لنستمع !


سألت ندى بقلق :
_و ما هي خطتك ؟


عقد بسام حاجبيه بجدية و قال :
_إذا كان جابر يعلم بمكان كمال فلا بد و أن لديه أعينا هنا ، يراقبون البيت.
أرى بأن أول شيء يتوجب القيام به هو فصله عن هذه الأعين ،
حتى يتسنى لنا التخطيط لحركتنا المقبلة دون أن يعرف عنها شيئا !


هز سالم رأسه بتفكير و قال :
_كلامك مقنع ،
و لكن كيف لنا أن نفعل شيئا كهذا ؟!
كيف سيساعد ذلك على انقاذ الرهينة ؟!


طرح بسام سؤاله كإجابة :
_ما هو الشيء الذي يحسب له المجرمون ألف حساب ؟


تبادل الموجودون النظرات باستغراب ،
تمتم أسامة :
_أنت الأدرى كونك واحدا منهم !


قال بسام ببرود :
_لست تختلف عني ،
فكر قليلا ما هو الشيء الذي لا تحب الاحتكاك به أثناء عملك ؟


فكر أسامة لحظة ثم هتف :
_"الشرطة" !


ابتسم أسامة وهو يشرح :
_أجل ..
أنتم تنسون أنكم الأخيار هنا ،
أنسيتم أن الشرطة تعمل إلى جانبكم في هذه القضية ،
أخبروهم عن تهديد جابر لحياة الآنسة و سيقومون بحمايتها حتما !


هز سالم رأسه موافقا و قال :
_فكرة جيدة ..
سأتحدث مع الضابط فؤاد في هذا الشأن ،
أنا واثق من أنه سيقوم بالمهمة.


توجه سالم إلى الهاتف و أجرى مكالمة هاتفية.
بدت طويلة لكمال فقد كان ينتظر محاولا قدر الإمكان ،
تجنب الأفكار السلبية في أمر ليلى الذي أقلقه بشدة.
انتفض جسده حين أحس بيد ما على كتفه ،
ابتسم زياد و قال :
_لا تقلق سيكون كل شيء بخير.


تنهد كمال و غمغم :
_أرجو ذلك !


قال سالم وهو يغلق سماعة الهاتف :
_لم يعد هناك داعي للقلق ،
تحدثت إلى الضابط فؤاد و شرحت له كل شيء ،
و أكد لي أنه أرسل رجاله إلى منزل الآنسة ليلى للحراسة.
سيراقبونه تحسبا لأي طارئ.
فإذا تحرك جابر خطوة سيمسكون به حتما قبل أن يؤذيها.


ابتسم زياد من جديد و قال مخاطبا كمال :
_قلت لك ، لا داعي للقلق.


هز كمال رأسه و تمتم :
_شكرا لك سيد سالم !


تطلع زياد إلى كمال للحظات قبل أن يغمغم :
_مازلت غير مطمئن ، أليس كذلك ؟


ابتسم كمال بشحوب وهو يتمتم :
_لن اطمئن حتى يتحقق الأمر و يقبض على جابر بالفعل ،
و لكني شاكر لكم ما تفعلونه لمساعدتي !


هز سالم رأسه و قال :
_لا داعي لهذا !
لما لا تذهب و تستريح قليلا يا كمال !


هز كمال رأسه نفيا و قال :
_أنا بخير شكرا !


ابتسم رمزي وهو يتقدم نحو بسام قائلا :
_حسنا إذا ..
و ما هي الطريقة التي تقترحها للتخلص من اتباع جابر و جواسيسه ؟


ارتفعت زاوية فم بسام عن ابتسامة ماكرة وهو يجيب :
_بالطريقة التقليدية ،
طريقة "عصابة الزعيم" !


ابتسم كل من زياد و أسامة الوحيدين الذين فهما ما يقصده بسام ،
قال أسامة :
_جيد .. أنا حاضر و جاهز للمساعدة !


أومأ زياد برأسه إيجابا و قال :
_سيكون هذا كما في السابق ،
باستثناء أننا نقوم بعمل خير هذه المرة !


سأل رمزي :
_ما الذي تخططون له ؟!


هز بسام رأسه قائلا :
_سنبدأ بأولائك الذين في السيارة !


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ¤




الساعة 08‎:‎05 مساءا ...



صرخ جابر بغضب و ثورة :
_ماذا تقصد بأن كمال لم يستجب للتهديد ؟؟
إن هذا أمر غير ممكن !!


تمتم مهران بانزعاج :
_لا أدري يا سيدي و لكنه لم يبدي أي حركة ،
مازال داخل البيت حتى الآن !


عض جابر على شفتيه غضبا و قال :
_ألا يهمه مصير تلك الفتاة ؟؟
سيفقدني صوابي !!


_هذا لأنك لا تستخدم عقلك في التخطيط !


نظر جابر و مهران إلى صفوان الذي نطق العبارة بابتسامة كبيرة وهو يقف أمام باب المكتب.
صاح جابر مستاء :
_ماذا تقصد يا صفوان ؟؟
ثم ما الذي جاء بك إلى هنا ؟؟


تقدم صفوان أكثر و جلس أمام مكتب جابر و أجاب :
_كل ما هنالك هو أنك لا تحكم عقلك حين يتعلق الأمر بكمال الفارس !
فأنت تميل إلى الإنقياد وراء أحقادك الشخصية ،
و لا تستطيع رؤية الوضع بوضوح !


صاح جابر بعصبية :
_صفوان !
إن كان لديك ما تقوله فقله حالا أو انصرف.
فأنا ليس لدي وقت لثرثرتك الفارغة !


هز صفوان رأسه و تمتم :
_حسنا .. حسنا !


ثم مال نحوه مستطردا :
_كمال لن يأتي و لو انتظرته لأشهر !
ما غفلت عنه و نسيته هو تلك الأدلة التي كانت في حوزتهم ،
ألم يخطر في بالك أنهم أخبروا الشرطة ؟!


نظر جابر إلى مساعده مهران لحظة ثم قال بتوتر :
_كلا .. لو أنهم فعلوا لوصلتني هذه الأخبار !


ابتسم صفوان ابتسامة عريضة و قال :
_معلوماتك خاطئة يا صاحبي ، لقد أبلغوا الشرطة فعلا !
هناك عناصر من الشرطة يراقبون منزل تلك الفتاة "رهينتك" كما تزعم.
و أنا و أنت سنصير في خبر كان بسبب قلة عقلك !


تغير وجهه جابر وهو يغمغم بتوتر :
_كلامك غير معقول !
إذا كانت الشرطة تعلم كل شيء فلماذا لم تقبض علينا حتى الآن ؟!


هز صفوان كتفيه و أجاب :
_لن يقبضوا علينا .. ليس الآن ،
سمعت أن الضابط الذي يتولى القضية لن يحصل على مذكرة توقيف قبل صباح الغد ،
و كمال و من معه ينتظرون ذلك بفارغ الصبر !


غمغم جابر مصدوما :
_مستحيل .. غير ممكن !


ضحك صفوان بسخرية و قال :
_هل ستستسلم منذ الآن ؟!


نظر جابر إلى صفوان بسخط ،
فأردف الأخير :
_لقد كنت افكر ..
لنقم بمناورة أخيرة.
إما كل شيء و إما لا شيء !
لنلعب بقذارة و نلقنهم درسا.
أنا شخصيا لا أستطيع الانتظار حتى أنال من هؤلاء المغفلين ،
لا تنسى أن الوقت يمضي سريعا !


إنعقد حاجبا جابر مفكرا و غمغم :
_حتى صباح الغد ..
إنه وقت أكثر من كاف ! لنتحرك الآن !


و ابتسم بخبث.


¤ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ¤


الساعة 08‎:50 مساء..


كان الضياء الفضي للقمر يجعل لكل شيء على الطريق ظلالا طويلة تتناثر على نحو غريب.
كانت الغيوم تحتشد في الأفق ،
و البدر المكتمل يتوسط السماء.
تقدم أسامة بخطوات واثقة نحو السيارة السوداء الواقفة أمام باب البيت ،
انحنى و قرع النافذة المظلمة للسائق التي لا يرى شيء من خلفها.
أخفض السائق زجاج النافذة و ظهر بوجهه المتجهم الغاضب من خلفه ،
و سأله :
_ماذا تريد ؟!


تنحنح أسامة قائلا :
_في الحقيقة يا سيد أردت الإستفسار عن أمر هام.


تأمله الرجل لبرهة ثم قال بنفاذ صبر :
_تحدث !


ابتسم أسامة قائلا :
_أنا و صديقي نخطط لسرقة هذه السيارة ،
و فكرنا في ما يمكن أن نجنيه منها ،
و لكن واجهتنا مشكلة !
فقد اختلفنا حول نوعية السيارة ،
فارتأيت أن علي سؤالك !
لذا هلا أخبرتني يا سيدي ما هو نوع سيارتك ؟!


صاح الرجل بثورة و غضب :
_هل أنت مختل أو ما شابه ؟!
تسألني نوع سيارتي حتى تسرقها ؟!
ابتعد من هنا أيها الغبي !


ابتسم أسامة هاتفا :
_اهدأ سيدي .. اهدأ !
ساغادر .. بعد أن تخبرني بنوع السيارة ،
و ربما عن سعرها أيضا !


خرج الرجل من السيارة و خطى نحو أسامة بغضب و عصبية وهو يصيح :
_ابتعد من هنا أيها المعتوه !
لا وقت لدي لاضيعه مع أمثالك !


كان أسامة يتعمد أن يتراجع بخطوات بعيدا عن السيارة وهو يسأل مستمرا في اغضاب الرجل :
_كم شخصا معك في السيارة سيدي ؟


صاح الرجل وهو يتقدم نحو أسامة أكثر :
_قلت لك ابتعد من هنا .. !
أي جزء من هذا لا تفهمه !


توقف أسامة قليلا و قال :
_أخبرتك ..
سأرحل عندما تجيب على أسئلتي !


كاد الرجل ينفجر في وجهه إلا أنه لم يلبث أن سيطر على غضبه وهو يقول :
_اسمع أيها المختل ..
أنا و زميلي الذي في الداخل مسلحان !
نحن لا نمزح.
لن يتردد أي منا في إطلاق النار عليك ،
لذا ابتعد في الحال و كف عن تعطيل عملنا !


عقد أسامة حاجبيه و صاح بصوت مرتفع :
_الآن .. !


وثب كل من زياد و بسام على السيارة و أمسكا بالرجل الذي كان داخلها و اخرجاه ،
كان أسامة و الرجل الآخر قد أبتعدا مسافة عن السيارة.
استغل أسامة دهشة الرجل بما يجري حوله ،
فانقض عليه يثبته إلى الأرض ،
و لكن سرعان ما دفعه الرجل بعيدا عنه ،
نهض الرجل و استعد للهجوم على أسامة و لكن الأخير فاجأه بالمسدس بين يديه ،
صرخ الرجل وهو يفتش في جيوبه :
_ مستحيل .. كيف أخذته ؟؟


ابتسم أسامة قائلا :
_لا شيء مستحيل على نشال محترف !
و الآن ارفع يديك ببطء و بهدوء !


عض الرجل على شفتيه بغضب وهو ينفذ ما أمره به أسامة.
و سحب زياد و بسام الرجل الآخر لينضم إلى صديقه ،
ثم أدخلوهما البيت تحت تهديد السلاح.


¤ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ¤



الساعة 0‎9:06‎ مساءا..



ابتسم رمزي وهو ينظر إلى الرجلين المقيدين على الأريكة و قال :
_لقد كانت مخاطرة و لكن احسنتم عملا !


هز سالم رأسه و قال :
_و الآن ماذا سنفعل بهما ؟!


ابتسم زياد و أجاب :
_سنجعلهما يطلعاننا على خطوة جابر الثانية !


أومأ سالم برأسه موافقا و قال :
_جيد .. و كيف هذا !


صر أحد الرجلين على أسنانه وهو يهتف :
_أنتم مغفلون حتما إذا إعتقدتم أننا سنخبركم بأي شيء !


صاح زياد :
_ماذا ؟!


تقدم بسام نحو الرجلين بهدوء و قال :
_كلامه هذا دليل على أنه يعرف شيئا هاما !
دعوا الأمر لي ، سأجبرهما على الحديث !


غمغم رمزي بتوتر :
_لا داعي لأن تؤذيهما يا بسام !


تجاهله بسام وهو يسأل :
_ما آخر التعليمات التي تلقيتها من جابر يا هذا ؟


ابتسم الرجل بخبث و قال :
_قلت جابر ؟!
نحن نتلقى أوامرنا من السيد صفوان !


إحتقن وجه بسام عند سماعه لإسم صفوان ،
و صاح :
_هذا لا يغير شيئا ،
أجب عن سؤالي في الحال ،
ما آخر التعليمات التي تلقيتها ؟
و متى كان ذلك ؟


عاد الرجل يبتسم بخبث قائلا :
_قبل 20 دقيقة ..
أخبرني أنه قادم إلى هنا !


اتسعت عينا بسام بدهشة ،
و بانت الصدمة على وجوه الجميع ،
غمغم بسام :
_صفوان قادم إلى هنا ؟!


_بل وصل .. !


إستدار بسام و الجميع لمصدر الصوت ..
نحو صفوان و رجاله الواقفين أمام باب المنزل و ملامحهم تعكس ما تضمره نفوسهم من شر.

¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 05:50 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


10 -



الساعة 09:07 مساءا
تسمر الجميع في اماكنهم محدقين بالضيوف الغير منتظرين .
كان صفوان واقفا امام الباب خلفه مجموعة من رجاله الذين اشعروا مسدساتهم في وجوه قاطني البيت ومن كان معهم .

ابتسم صفوان ابتسامة خبيثة جذلة بانتصاره اليسير هذا وقال :
_ اريد الجميع على الارض !
هيا .. انخفضوا جميعا وارفعوا ايديكم !


رفع سالم يديه وركع على ركبتيه مستسلما ,

فقد كان يعلم ان مخالفهته لهذه الاوامر او محاولة تحديها سيكلفهم حياتهم ,

ولهذا اشار لولديه بالامتثال لأمر صفوان ففعلا.

عقد بسام حاجبيه بحنقة ,

و حدق في صفوان بغضب ,

كره كون مصيره ومصير كل من معه قد صار بين يدي صفوان الان ,

فكر في الانقضاض عليه

وافارغ جام غضبه عليه

ولكنه عدل عن ذلك حين تذكر من معه في المكان

قد لا تكون حياته مهمة بالنسبة له

ولكن لا يحق له المخاطرة بحياة غيره بالتاكيد.

انصاع بسام لأمر صفون حين ايقن انه الةحيد الذي بقي واقفا

شعر ببعض الغرابة كونه قد بدأ يهتم بحياة الاخرن .

نقل صفوان بصره بينهم ثم امر واحدا من رجاله بتفتيش بقية غرف المنزل ,

انتفض اسامة حين تذكر اخويه الذين كانا في الغرفة المجاورة مع ندى والخالة وداد

سال بسام الذي كان الى جانبه بتوتر :

_ كم عددهم؟!





اجابه بسام همسا:

_ انهم سبعة بالاضافة الى صفوان و الرجلين المقيدين !





سأل اسامة بتوتر وهو يرى ان فرصتهم في النصر عليهم في اي قتال ضئيلة:

_ وما الذي سيفعله برأيك ؟!

أتظنه قد يؤذي احدا ؟!





جاب بسام وعيناه على الرجلين الذين يتم تحريرهما من قيدهما :
_ لا ادري , ولكن صفوان لا ينوي خيرا بــ...





بتر جملته بغتة حين رأى صفوان ينظر اليه بابتسامة مستثارة ,

عقد بسام حاجبيه بغضب ورمقه بنظرة غاضبة شرسة ,
و لكن صفوان منحه ابسامة عريضة كـرد.
عاد ارجل الذي ارسله صفوان لتفتيش الغرف وهو يدفع بمسدسه
الخالة وداد و ندى والصغيرين رنا وماجد
الذين ما ان لمحا اسامة حتى هرعا اليه تارين الخالة وداد.
احتضنهما اسامة في محاولة لتهئتهما ,
فيما امر الرجل ندى ولخالة وداد بالانظمام لبقية .
سالت ندى بخوف :
_ ما الذي يحدث هنا ؟!


اجابها رمزي :
_ لا تقلقلي . سيكون كل شيء على ما يرام !


و لكن اللهجة التي قالها بها لم تنجح في اقناعه هو
و عيناه المتسعتان تحدقان في توتر بؤلائك الرجال .
فجأة ارتفع جرس الباب ,

و تبادل الجميع نظرات الاستغراب متسائلين عن هوية هذا الزائر .

و لكن سرعان ما تلاشت ملامح الاستغراب لتحل محلها ملامح

التوتر حين رأوا ان الزائر لم يكن سوى شرير آخر ازداد معه عدد من يهدد حياتهم.
كان القادم مهران ,
تقدم بضع خطوات نحو صوفان وراحا يتبادلان بضع كلمات همسا ,
قبل ان يتوجه مهران نحو كمال ويقف امامه , قال مهران ساخرا :
_ و اخيرا ياكمال !
انت كـقط مشاكس لا يهدا ابدا !
رغم فقدانك لبصرك الا انك سببت لنا متاعب ما كان سيسببها اي شخص عادي



ثم اشار الى احد الرجال قائلا :
_ صفوان !

سآخذ كمال الى السيد جابر فيما تتولى انت امر البقية , هل لديك مانع ؟


هز صفوان راسه بلامبالاة وقال :
_ افعل ما تشاء !


صاح زياد حين سحب الرجل كمال الذي لم يقاوم :
_ انت ... توقف ! اتركه ...........


قاطعه كمال وهو يصيح :
_ زياد .. اصمــــــــــــت !!


تطلع اليه زياد بدهشة , فتابع كمال بلهجة اقل حدة :
_ زياد اهدأ ارجوك !


كان كمال لا يريد من زياد ان يمنحهم اي عر ليؤذوه
فهم زياد هذا فالتزم الصمت مجبرا ,
ولكن مهران صاح بغضب :
_ انت الذي ساعدته على الهرب ,
احضروه !

تقدم رجل آخر من الرجال الموجودين و سار بزياد الى حيث كمال .
صاح سالم بثورة :
_ توقف عن هذا !
هل تظنني سأبقى اراقب وانت تسبهم واحدا تلو الاخر ..!!


ابتسم مهران بخبث وقال :
_ انت قلتها , نأخهما احياء ولا اظنك تريد العكس !
لو كان الامر بيدي لما تركتهما يتنفسان لثانية اخرى !
ولكنها اوامر السيد جابر , يريدهما على قيد الحياة ! ولكن ..


ثم أدار المسدس بين اصابعه و صوبه الى رأس زياد فجأة ,
صاح رامي بذعر :
_ لا ...!


و هتفت ندى بارتياع :
_ لا تطلق .. !


عقد سالم حاجبيه بتوتر وخوف ,
فأطلق مهران ضحكة ظافة قبل ان يقول :
_ هل تذكر صديققك حسام يا سالم ؟
لقد كان عنيدا ,
ودفع حياته ثمنا لعناده فلم يكن لديه شيء آخر ليخسره ,
ولكنك مختلف عنه ,
ان هذه الغرفة مليئة بأناس انا وثق ان حياتهم تهمك !
كم شخصا سيحتم علينا ان نقتل قبل ان تدرك انك لست في موقع يسمح لك لاصدار الاوامر او الاعتراض !


عقد سالم حاجبيه بحنق ,
و ايقن بأنه سيضطر الى التزام المت وهو يراقب ابنه يساق الى مصير مجهول ,
لم يكن بوسعه الاعتراض ابدا .
جاء صوت كمال منكسرا متألما فجأة:
_ اتركه يا مهران !
لا علاقة لزياد بما حدث ,
انا طلبت منه المساعدة ..
ارجوك دعه !


ابتسم مهران ساخرا و قال :
_ لهجة جديدة !
في العادة لا نسمع منك سوى الكلمات الغاضبة والشتائم !
و لكن ومع هذا لن اتركه ,
قل ما تريد قوله للسيد جابر فهو من سيقرر ما سيفعله بكما!


خرج مهران من المنزل معه رجلان اثنان اقتادا زياد و كمال تحت تهديد السلاح .
غمغم كمال وهم في طريقهم الى السيارة :
_ انا آسف !
كل ما يحدث الآن بسببي !


و اطرق برأسه بحزن ,
قال زياد :
_ لا تعتذر عن شيء لم ترتكبه ,
انت ضحية مثلنا تماما ,
المسؤول الوحيد هنا و جابر و من معه !


كانت تلك آخر كلمات يتبادلونها حينها ,
فقد عمد مهران الى ادخال كل منهما في سيارتين منفصلتين .
ادخل زياد الى المقعد الخلفي للسيارة و كان بحراسة رجلين اثنين ,
فيما اخذ كمال الى سيراة اخرى مع مهران ليكون تحت انظاره .
وانطلقت السيارة تقطع الطرقات ,
متوجهة الى بقعة قد تكون آخر مكان يزوره كمال و زياد
في حياتهما .



* ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ*




الساعة 10:05 مساءا



اقتاد مهران ورجاله كمال وزياد الى إحدى الغرف في ذلك المصنع المهجور ,

قال مهران وهو يدفعهما الى داخل الغرفة :

_ انتظرا هنا !





ثم أغلق الباب .

استطاع كمال وزياد سماع وقع خطواتهم وهم يبتعدون عن المكان .

قال زياد وهو يتفحص الغرفة المظلمة ,

ذات الجدران الباهتة ,

و الباب الحديدي الموصد باحكام :

_ ماهذا المكان ؟





غمغم كمال وهو يجلس على الارض مستندا الى الحائط :

- نحن في المصنع , أليس كذلك ؟





أجاب زياد مستغربا :

- بلى و لكن كيف عرفت ؟!





تنهد كمال بعمق وقال :

- هنا بدأ الأمر هنا يجب أن ينتهي !





صمت لبرهة قبل أن يضيف :

- ولكن لم يكن من المفترض أن تكون أنت هنا !





تقدم زياد يجلس قبالته قائلا :

_ كف عن هذا ,

إذا فكرنا في الأمر مليا سنرى بأنه كان علي و منذ البداية أن أكون هنا ,

ذلك لأني واحد من أسرة يكرهها جابر كرها لا يوصف!





غمغم كمال :

_ لو لم تصر على مساعدتي !

و لو لم تلتقي بي ,

لبقيت بعيدا أنت و أسرتك و أصدقائك !





صاح زياد بسخط :

- توقف عن لوم نفسك ,

و لتعلم بأني لست نادما على ما فعلته !





هتف كمال بانزعاج :

- أنت أحمق !

كيف لا تريديني أن أشعر بالذنب وأنا السبب في كل ما سيحدث لك أنت والآخرين ؟!







هز زياد رأسه بغضب وقال :

- لا علاقة لك بما سيحدث لأحد ,

ولكنك لن تقتنع بذلك لأنك مجرد متعجرف يعتقد أن الكون برمته يدور حوله !





صاح كمال :

- بماذا وصفتني ؟!





زفر زياد عاقدا ساعديه وقال :

- بالمتعجرف المغرور الذي يظن نفسه محور الكون !





غمغم كمال متسائلا :

- هل أنا كذلك حقا ؟!

متعجرف و مغرور !





ثم إنفجر ضاحكا على نحو جعل زياد يرمقه باندهاش ويغمغم :

_ ما بك ؟!







أجاب كمال بابتسامة حزينة :

_ سمعت مثل هذا الكلام من قبل ,

البعض كان يصفني بالغرور في الماضي ,

يبدو أن هذا صحيح !





لوح زياد بيديه نافيا و هتف :

_ كلا ... لقد قلت أول ما خطر في بالي ,

أنا لم أكن أعني ذلك فعلا !





قال كمال :

- أنا واثق أننا بالغرفة ذاتها التي حبست فيها قبل عامين ,

هل تعلم ما يعنيه ذلك يا زياد ؟





غمغم زياد :

_هل هذا يعني أن جابر سيستخدم الأمونيا هذه المرة أيضا ؟





هز كمال رأسه نفيا وقال :

- لا , لا أظن ذلك

حينها كان بحاجة إلى أن أبقى على قيد الحياة ,

شرط أن أكون عاجزا فيتولى هو إدارة الشركة وجميع الأموال كما يشاء ,

ولكن الآن لا حاجة له في إبقائنا على قيد الحياة .

ما لا تعرفه هو أنني عانيت من نقص الأوكسجين إلا جانب غاز الأمونيا في هذه الغرفة !





صاح زياد بذعر وهو يتأمل معالم الغرفة :

_ أتحاول القول أننا سنموت خنقا بسبب نقص الاوكسجين في هذه الغرفة ؟!!





أوما كمال برأسه إيجابا و قال :

_ على الأرجح .. نعم !





ضرب زياد قبضته على الجدار بقوة وهو يصيح :

- ألن أتمكن من رؤية ذلك الجابر حتى قبل أن أموت ؟!

تتملكني رغبة شديدة في تحطيم رأسه !





خفض كمال رأسه و غمغم :

- أنا .. آسف ..





قاطعه زياد :

- لا تبدأ أرجوك ,

سنخرج من هنا بطريقة ما ,

ولكني آمل أن يكون الآخرون بخير !





غمغم كمال :

_ آمل ذلك أيضا !





ساد الصمت بضع لحظات قبل أن يقول زياد ساخرا :

_ مغرور إذا .. ها ؟!





تنهد كمال بتذمر وقال :

- كان علي إبقاء فمي مغلقا !





ضحك زياد وقال :

- لا بأس ,

إذا كنت سأموت الآن فأنا أريد أن يكون ذلك بعد أن أعرف عنك المزيد ,

كي يكون بالإمكان تسميتنا بـالأخوين حقا !





قال كمال :

_ و أنا أيضا ,

ولكن ألن نستهلك المزيد من الهواء إن ثرثرنا ؟





أجاب زياد :

_ بلى ولكن هل يهمك ذلك فعلا ؟

سينفذ الهواء على أي حال لذا أخبرني ,

بالإضافة لكونك مغرورا ,

كيف كنت تتعامل مع الناس ؟





إبتسم كمال وقال :

_ لا أدري ,

لما لا تخبرني أنت عن نفسك ؟





صمت زياد بضع لحظات ,

ورفع بصره إلى السقف مفكرا قبل أن يقول :

- حسنا , ربما عليك أن تعرف ذلك ,

لقد خرجت من السجن قبل فترة قصيرة منذ أقل من أسبوعين.

مكثت فيه عامين

كاملين !





غمغم كمال بدهشة :

_ حقا ؟!

و لماذا ؟ ماذا كانت تهمتك ؟







أجاب زياد :

- سرقة متجر !





هتف كمال مندهشا :

- وهل سرقته فعلا , أنت لا تبدو من ذلك النوع أبدا !





غمغم زياد بخجل :

- ليس شيئا افتخر به ولكن ... لقد فعلت ، و سرقت حقا !





غمغم كمال بذهول :

- أنت مليء بالمفاجآت !





هز زياد كتفيه وقال :

_ و أنت ,

أخبرني عن نفسك ,

هل كنت مثاليا دائما ؟!





هز كمال رأسه كمن يتذكر و قال :

_ليس تماما ,

لم أدخل السجن أو ما شابه ولكني اذكر أني حين كنت صغيرا ,

قمت ذات مرة بقيادة سيارة أبي ,

كانت محاولة أقرب منها الى قيادة ,

و إنتهى بي الأمر بأن إصطدمت بأحد جدران البيت ,

لحسن الحظ لم يتأذى أحد ,

وقام والداي بترميم المطبخ و إعادة تأثيثه من جديد .

لم يسمحا لي بقيادة سيارة بعدها حتى صرت في العشرين !





ضحك زياد قائلا :

- هذا جيد !

من الرائع أن أعرف أن لديك هذا الجانب الجامح ,

لوهلة إعتقدتنا لسنا أخوين !





ابتسم كمال و إكتفى بهز رأسه .



ساد الصمت الغرفة من جديد .

و إستمر لفترة خيل إلى الأثنين إنها زمن طويل ,

لقد كان الوقت يمضي بطيئا بين جدران تلك الغرفة و بدأ الأوكسجين ينفذ شيئا فشيئا ..

قال كمال وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة :

_ زيـ.. زياد , هل تشعر بهذا ,

لقد بدأ الهواء ينفذ !





أجابه زياد وهو يلهث بصعوبة محاولا فتح الباب الحديدي دون أن ينجح :

_أجل و .. و

هذا الباب لا .. لا يفتح !





ثم إرتمى على الأرض مستسلما و غمغم :

_ يبدو أنها ... ستكون النهاية !




_يتبع .......



,


,


الساعة 09:37 مساءا



إنعقد حاجبا صفوان وهو يستمع بحنقة إلى صياح رامي الغاضب الذي أخذ يهتف :

_ أنت مجرد جبان ، أنت وجميع من معك !!

لو كنت رجلا حقيقيا لما أشهرت مسدسك في وجه رجل اعمى وآخر أعزل ,

لما لا ترمي مسدسك الآن لنرى مدى شجاعتك !!





جلس صفوان على أحد المقاعد قائلا بصرامة :

_ اصمت أيها الفتى !

لا تضطرني لفعل شيء لن يسرك ,

التخلص منك لن يستغرق سوى طرفة عين !





غمغم سالم مخاطبا ابنه :

_ رامي ... اهدأ !





هتف رامي :

- انت لا تخيفني .. أطلق سراح زياد في الحال !





ضحك صفوان بسخرية قبل أن يقول :

_ أنت ولد شجاع حقا !







ثم انقلبت سحنته على نحو عجيب حتى بدا أشبه بوحش كاسر ، وهو ينقض على رامي ,

ويلصق مسدسه بين عينيه صارخا بغضب :

_ و لكن شجاعتك هذه لن تفيدك أبدا !

و لآخر مرة أقول لك ,

أغلق فمك إن أردت المحافظة على حياتك ,

لن اتردد لحظة واحدة في تفجير رأسك !





إرتجفت عينا رامي ,

وتلاشى عزمه ليحل الخوف محله ,

لكنه استطاع بطريقة ما المحافظة على رباطة جأشه وهو ينظر الى المسدس.

هب سالم واقفا وصاح بسخط :

_ اتركه في الحال ,

إنه مجرد ولد ,

دعه وشأنه !





ابتسم صفوان وهو يترك رامي ويعود إلى مقعده قائلا:

_ حسنا كما تشاء ,

ولكن عليك بالمقابل إخباري باسم الشرطي الذي سلمته الإدلة التي تديننا !





غمغم سالم بدهشة :

_ وكيف تعرف بشأن الأدلة؟!







أجابه صفوان :

- لدي مصادري الخاصة !





صاح سالم بغضب :

_ إذا لما لا تسأل مصادرك الخاصة ؟!





هز صفوان رأسه و أجاب ببساطة :

-لأنه لا يعرف أكثر من موعد صدور مذكرة التوقيف بحقنا .. صباح الغد .





عقد سالم حاجبيه وقال :

- وماذا تريد من اسمه ؟

ماذا ستفعل به ؟





ابتسم صفوان وقال :

_ وما همك أنت ؟

لديك أمور أخرى تقلق عليها !





عقد سالم حاجبيه و سأل بحذر :

_ و إن رفضت اخبارك؟





ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي صفوان وهو يجيب :

- لا اظنك تريدني أن ابدأ باستهلاك رصاصاتي لمجرد اقناعك بإعطائنا ما نريد منك !

أنظر حولك و سترى أن هناك اكثر من سبب يجعلك توافق على مطلبي !





تطلع سالم إلى وجوه من معه في المكان ,

لم يكن يستطيع أبدا تحمل رؤية أي منهم يقضى عليه أمامه ,

ولكنه أيضا لا يستطيع المخاطرة بحياة شخص بريء لإنقاذ نفسه وانقاذ من معه ,

كان عليه الاختيار بين أمرين ,

إطلاع صفوان على ما يريد فينقذ بذلك حياة الجميع مضحيا بحياة شخص بريء ,

أو الرفض فيكون سببا في القضاء على جميع من معه في المكان .

حسم سالم أمره وهو يقنع نفسه بأن فؤاد ضابط شرطة ,

و أنه سيستطيع حماية نفسه بالتأكيد ,

قال :

_ سأخبرك بما تريد ,

ولكن أطلق سراح زياد وكمال !





هز صفوان رأسه نفيا وقال :

_ كلا .. كلا يا سالم ,

بها الشكل لن نتفاهم أبدا ,

عليك أن تنسى أمر زياد و كمال ,

لم تعد لي أي علاقة بهما ,

لقد اصبحوا الآن عند جابر وهو من يقرر ما سيفعله بهما ,

ولكن

و من ناحية أخرى فلديك هنا ايضا من تخاف على حياتهم ,

لذا اجب في الحال

لأن صبري بدأ ينفذ ,

ما اسم الشرطي الذي سلمته الادلة ؟؟





عض سالم على شفتيه بعجز ,

و قال مستسلما :

_ اسمه الضابط " فؤاد جميل " من الوحدة الثالثة !





ابتسم صفوان و قال :

- خيار موفق !





ثم نهض عن الكرسي وهو يخرج هاتفه الخليوي من جيبه ,

و ابتعد عن الغرفة يجري مكالمة هاتفية.



همس اسامة بغضب مخاطبا رنا التي كانت تشد سترته :

_ ألا يمكنك أن تهدئي لحظة واحدة !





سألت رنا بفضول :

_ ما هذا ؟





ادخل أسامة يده في جيب سترته ,

وأنتفض حين وجد المسدس الذي أخذه من السائق قبل قليل,

لقد نسي أمره تماما ,

عقد حاجبيه وهو يفكر في الطريقة المثلى لاستخدامه ,

فمسدس واحد لا يكفي في مواجهة مجموعة من المسلحين .

عاد صفوان الى الغرفة ,

فأسرع اسامة يخرج يده من جيبه خوفا من ان يلفت انتباه صفوان اليه ,

ولكن صفوان توجه بخطوات سريعة غاضبة نحوه ,

كان اسامة موقنا أن صفوان قد اكتشف أمره ,

وان حياته قد انتهت ,

وحياة الآخرين ايضا .

ولكن صفوان توقف الى جانبه ,

أمام بسام مباشرة .

رفع اسامة رأسه ليرى وجه صفوان ,

لقد كان قدر كبير من الحقد و الشر يطل من ملامحه كلها ,

و عينياه على بسام ,

قال صفوان :

_ لقد انهينا أمر هذه المسالة ,

و الآن ايها الزعيم ,

حان وقت تصفية الحسابات !





و انعقد حاجبا بسام بتوتر .







¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ¤




الساعة 10:05 مساءا



اقتاد مهران ورجاله كمال وزياد الى إحدى الغرف في ذلك المصنع المهجور ,

قال مهران وهو يدفعهما الى داخل الغرفة :

_ انتظرا هنا !





ثم أغلق الباب .

استطاع كمال وزياد سماع وقع خطواتهم وهم يبتعدون عن المكان .

قال زياد وهو يتفحص الغرفة المظلمة ,

ذات الجدران الباهتة ,

و الباب الحديدي الموصد باحكام :

_ ماهذا المكان ؟





غمغم كمال وهو يجلس على الارض مستندا الى الحائط :

- نحن في المصنع , أليس كذلك ؟





أجاب زياد مستغربا :

- بلى و لكن كيف عرفت ؟!





تنهد كمال بعمق وقال :

- هنا بدأ الأمر هنا يجب أن ينتهي !





صمت لبرهة قبل أن يضيف :

- ولكن لم يكن من المفترض أن تكون أنت هنا !





تقدم زياد يجلس قبالته قائلا :

_ كف عن هذا ,

إذا فكرنا في الأمر مليا سنرى بأنه كان علي و منذ البداية أن أكون هنا ,

ذلك لأني واحد من أسرة يكرهها جابر كرها لا يوصف!





غمغم كمال :

_ لو لم تصر على مساعدتي !

و لو لم تلتقي بي ,

لبقيت بعيدا أنت و أسرتك و أصدقائك !





صاح زياد بسخط :

- توقف عن لوم نفسك ,

و لتعلم بأني لست نادما على ما فعلته !





هتف كمال بانزعاج :

- أنت أحمق !

كيف لا تريديني أن أشعر بالذنب وأنا السبب في كل ما سيحدث لك أنت والآخرين ؟!







هز زياد رأسه بغضب وقال :

- لا علاقة لك بما سيحدث لأحد ,

ولكنك لن تقتنع بذلك لأنك مجرد متعجرف يعتقد أن الكون برمته يدور حوله !





صاح كمال :

- بماذا وصفتني ؟!





زفر زياد عاقدا ساعديه وقال :

- بالمتعجرف المغرور الذي يظن نفسه محور الكون !





غمغم كمال متسائلا :

- هل أنا كذلك حقا ؟!

متعجرف و مغرور !





ثم إنفجر ضاحكا على نحو جعل زياد يرمقه باندهاش ويغمغم :

_ ما بك ؟!







أجاب كمال بابتسامة حزينة :

_ سمعت مثل هذا الكلام من قبل ,

البعض كان يصفني بالغرور في الماضي ,

يبدو أن هذا صحيح !





لوح زياد بيديه نافيا و هتف :

_ كلا ... لقد قلت أول ما خطر في بالي ,

أنا لم أكن أعني ذلك فعلا !





قال كمال :

- أنا واثق أننا بالغرفة ذاتها التي حبست فيها قبل عامين ,

هل تعلم ما يعنيه ذلك يا زياد ؟





غمغم زياد :

_هل هذا يعني أن جابر سيستخدم الأمونيا هذه المرة أيضا ؟





هز كمال رأسه نفيا وقال :

- لا , لا أظن ذلك

حينها كان بحاجة إلى أن أبقى على قيد الحياة ,

شرط أن أكون عاجزا فيتولى هو إدارة الشركة وجميع الأموال كما يشاء ,

ولكن الآن لا حاجة له في إبقائنا على قيد الحياة .

ما لا تعرفه هو أنني عانيت من نقص الأوكسجين إلا جانب غاز الأمونيا في هذه الغرفة !





صاح زياد بذعر وهو يتأمل معالم الغرفة :

_ أتحاول القول أننا سنموت خنقا بسبب نقص الاوكسجين في هذه الغرفة ؟!!





أوما كمال برأسه إيجابا و قال :

_ على الأرجح .. نعم !





ضرب زياد قبضته على الجدار بقوة وهو يصيح :

- ألن أتمكن من رؤية ذلك الجابر حتى قبل أن أموت ؟!

تتملكني رغبة شديدة في تحطيم رأسه !





خفض كمال رأسه و غمغم :

- أنا .. آسف ..





قاطعه زياد :

- لا تبدأ أرجوك ,

سنخرج من هنا بطريقة ما ,

ولكني آمل أن يكون الآخرون بخير !





غمغم كمال :

_ آمل ذلك أيضا !





ساد الصمت بضع لحظات قبل أن يقول زياد ساخرا :

_ مغرور إذا .. ها ؟!





تنهد كمال بتذمر وقال :

- كان علي إبقاء فمي مغلقا !





ضحك زياد وقال :

- لا بأس ,

إذا كنت سأموت الآن فأنا أريد أن يكون ذلك بعد أن أعرف عنك المزيد ,

كي يكون بالإمكان تسميتنا بـالأخوين حقا !





قال كمال :

_ و أنا أيضا ,

ولكن ألن نستهلك المزيد من الهواء إن ثرثرنا ؟





أجاب زياد :

_ بلى ولكن هل يهمك ذلك فعلا ؟

سينفذ الهواء على أي حال لذا أخبرني ,

بالإضافة لكونك مغرورا ,

كيف كنت تتعامل مع الناس ؟





إبتسم كمال وقال :

_ لا أدري ,

لما لا تخبرني أنت عن نفسك ؟





صمت زياد بضع لحظات ,

ورفع بصره إلى السقف مفكرا قبل أن يقول :

- حسنا , ربما عليك أن تعرف ذلك ,

لقد خرجت من السجن قبل فترة قصيرة منذ أقل من أسبوعين.

مكثت فيه عامين

كاملين !





غمغم كمال بدهشة :

_ حقا ؟!

و لماذا ؟ ماذا كانت تهمتك ؟







أجاب زياد :

- سرقة متجر !





هتف كمال مندهشا :

- وهل سرقته فعلا , أنت لا تبدو من ذلك النوع أبدا !





غمغم زياد بخجل :

- ليس شيئا افتخر به ولكن ... لقد فعلت ، و سرقت حقا !





غمغم كمال بذهول :

- أنت مليء بالمفاجآت !





هز زياد كتفيه وقال :

_ و أنت ,

أخبرني عن نفسك ,

هل كنت مثاليا دائما ؟!





هز كمال رأسه كمن يتذكر و قال :

_ليس تماما ,

لم أدخل السجن أو ما شابه ولكني اذكر أني حين كنت صغيرا ,

قمت ذات مرة بقيادة سيارة أبي ,

كانت محاولة أقرب منها الى قيادة ,

و إنتهى بي الأمر بأن إصطدمت بأحد جدران البيت ,

لحسن الحظ لم يتأذى أحد ,

وقام والداي بترميم المطبخ و إعادة تأثيثه من جديد .

لم يسمحا لي بقيادة سيارة بعدها حتى صرت في العشرين !





ضحك زياد قائلا :

- هذا جيد !

من الرائع أن أعرف أن لديك هذا الجانب الجامح ,

لوهلة إعتقدتنا لسنا أخوين !





ابتسم كمال و إكتفى بهز رأسه .



ساد الصمت الغرفة من جديد .

و إستمر لفترة خيل إلى الأثنين إنها زمن طويل ,

لقد كان الوقت يمضي بطيئا بين جدران تلك الغرفة و بدأ الأوكسجين ينفذ شيئا فشيئا ..

قال كمال وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة :

_ زيـ.. زياد , هل تشعر بهذا ,

لقد بدأ الهواء ينفذ !





أجابه زياد وهو يلهث بصعوبة محاولا فتح الباب الحديدي دون أن ينجح :

_أجل و .. و

هذا الباب لا .. لا يفتح !





ثم إرتمى على الأرض مستسلما و غمغم :

_ يبدو أنها ... ستكون النهاية !




_يتبع .......



,


,





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الثلوج

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.