آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-13, 05:56 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





وقف صفوان أمام بسام و قد أطل الحقد و الغضب جليا من ملامحه و تمتم :
_لقد انتهينا من تلك المسألة ، و الآن أيها الزعيم ، لقد آن وقت تصفية الحسابات !




انعقد حاجبا بسام بغضب و استمع اليه بصمت وهو يتابع :
_لما لا تتحدث ؟ أليس لديك ما تدافع به عن نفسك ؟


لم يرد بسام أيضا بل اكتفى بالإبتسام باستخفاف.
لم يتمالك صفوان أعصابه فجذبه بعنف من قميصه بيد ،
وهو يلصق بيده الأخرى مسدسه بجبين بسام كما يفعل دائما ،
صر صفوان على أسنانه و صرخ بغضب شديد :
_أعطني سببا واحدا يمنعني من إطلاق النار عليك هذه المرة !
أنت لم تكتفي بعصياني فقط ،
بل و انظممت إلى هؤلاء تخطط معهم كيف تتخلص مني و تقضي علي ، أيها الخائن !!


ثم ابتسم ابتسامة مظلمة و قال بصوت يبعث على القشعريرة:
_أنت تعرف مصير الخونة ، و رأيته من قبل !
لكني .. سأدعك تقرر مصيرك بنفسك.
هل تفضل أن تموت غرقا في البحر ؟
أم تفضل أن نلعب لعبة صغيرة نكتشف من خلالها كم رصاصة يستطيع جسدك أن يتحمل قبل أن تلفظ آخر نفس ؟؟



قال هذه الكلمات متعمدا جعل نبرته مخيفة توحي بالشؤم. و مع هذا لم يظهر على بسام أي أثر للخوف الذي أراده صفوان و انتظر رؤيته ،لقد بدا و كأنه غير معني بهذا الكلام.

_دع بسام و شأنه أنا أرجوك !


إستدار بسام و صفوان إلى ندى التي هتفت بالعبارة ،
و عيناها المذعورتان تكادان تطفحان بالدموع.
نظر صفوان إليها بإمعان ،
ثم عاد ينظر إلى بسام و قد إرتسمت على شفتيه ابتسامة كبيرة واثقة لم يرق مضمونها لبسام ، و خاصة مع اللهجة شبه الساخرة التي سأله بها :
_دعني أحزر .. إنها أختك ، أليس كذلك ؟


ازعجت تلك الكلمات بسام و سببت له التوتر أكثر مما ينبغي ،
ربما لأنه كان واثقا من ما يكمن خلف تلك التلميحات.
صاح رمزي الذي وقف بجانب ندى :
_من الأفضل لك أن تتركه و شأنه ،
أؤكد لك بأنك لن تنجو أبدا إن أصبته بأذى !


جعل ذلك بسام يصيح غاضبا :
_ابقيا خارج الأمر ! إن هذا لا يعنيكما أبدا ..
لا علاقة لكما فلا تتدخلا أتفهمان ؟؟
أنا أستطيع تدبر أمري بنفسي !!


شد صفوان قبضته على المسدس في يده ،
ثم رفعه عاليا ليوجه به ضربة ساحقة لرأس بسام أسقطته أرضا.
اتسعت أعين الجميع ، و شهقت ندى بذعر.
صاح رمزي بغضب عارم :
_ماذا فعلت أيها المجرم ؟؟


هتف سالم بدوره :
_لقد وعدت بعدم ايذاء أحد ، فلما لا تلتزم بوعدك أيها الوغد ؟؟


تجاهلهم صفوان وهو يتقدم نحو بسام ، و بكل الثورة و الغضب في أعماقه صرخ :
_هيا .. لما لا تريني كيف ستتدبر أمرك في مواجهتي أيها الزعيم !
أرني قوتك التي تفخر بها !


إعتدل بسام جالسا و قد سالت بعض الدماء من رأسه ،
و تشبث بتعبير وجهه الجامد و اللامبالي قدر ما استطاع.
كان في باله أمر واحد فقط ، أن لا يظهر توتره أو خوفه أمام عدوه ،
كي لا يعرف شيئا عن نقاط ضعفه فيستغلها ضده.
كان ذلك درسا تعلمه من صفوان نفسه.
كان صفوان يشعر بأن تهديده هذا غير مجدي مادام لا يلقى النتيجة المرجوة ،
و يزعزع تلك الثقة في نفس بسام ،
الثقة التي تجعله يظهر بمظهر الهادئ دوما.
بدأ صفوان يشعر بأنه حتى و إن قام بقتل بسام ،
لن يحقق شيئا ، و لن تكون تلك عقوبة كافية لخيانته ،
طالما سيستقبل الموت بهذا البرود.
ابتسم بسام وهو ينظر إلى الغيظ في عيني صفوان و تمتم :
_لقد حان دوري !


لم يسمعه صفوان جيدا فغمغم سائلا :
_ماذا قلت ؟


لم يكد يتم عبارته حتى انقض عليه بسام فجأة ،
و حاول إنتزاع المسدس من يده. لم يكن من السهل معرفة لمن ستكون الغلبة في ذلك النزاع.
فصفوان قد يكون أضخم حجما ،
و لكن بسام لا يفتقر للقوة أيضا ،
و لهذا تردد رجال صفوان فيما يجب فعله ،
فما كان بوسعهم أن يديروا ظهورهم للرهائن. أسرع اثنان ممن كلفا بحراسة الباب يمسكان ببسام و يبعدانه عن صفوان ، و وسط ذلك التجاذب كله للسلاح ، انطلقت رصاصة طائشة فجرت مزهرية كانت بجانب ندى ، فأجفلت الأخيرة و اطلقت صرخة ذعر. صاح بسام على نحو غريزي :
_ندى .. لا !




أستسلم بسام للرجلين الذين أمسكا به و توقف عن المقاومة مصدوما ، حين تنبه إلى ما تفوهت به شفتاه. فجأة .. أطلق صفوان الذي لم تفته تلك الصيحة و ما تعنيه ، ضحكة عالية واثقة. نظر اليه الجميع مستغربين. حدق بسام في صفوان متمنيا ألا يكون قد اكتشف ما حاول إخفاءه.
ختم صفوان ضحكته بقوله :
_إذا أيها الزعيم ، أنت تهتم لأمر شقيقتك !
لما لم تقل هذا منذ البداية ؟
أتساءل فقط منذ متى هذا الإهتمام ؟
لطالما كرهت كل شيء يتعلق بأسرتك !


عض بسام على شفتيه بندم و لم يرد. عاد صفوان يضحك من جديد وهو يمضي إلى حيث تقف ندى مع عمها ، و قال :
_أتعلمون !
أنا أشعر بالسخف فعلا ، ألوح بمسدسي هنا و هناك ،
و أصوبه على هذا و ذاك دون أن أطلق على أحد !
و لكني وجدت هذه المرة الهدف المثالي لطلقاتي كلها !


صاح بسام بحدة وهو يبذل جهدا للتحرر من بين يدي الرجلين :
_لا .. لن تفعل !


هز صفوان رأسه و قال بإبتهاج :
_أنت فعلا مهتم .. كم هذا مثير !


ثم تفحص مسدسه و تأكد من ذخائره قبل أن يرفعه في وجه ندى ، مصمما هذه المرة على إصابة هدفه. قفز رمزي ليقف أمام ندى بتوتر و يحول بينها و بين صفوان هاتفا :
_لن أسمح لك بإيذائها أبدا
، لن تمس أيا منهما إلا على جثتي !


إرتجفت ندى متخيلة حدوث ذلك ، نظرت إلى عيني صفوان اللتين كانتا تبرقان شرا ، و غمغمت بذعر و هي تمسك بذراع رمزي :
_عم رمزي لا تفعل هذا أرجوك !


صاح سالم وهو ينهض متجاهلا الحراس الذين يصوبون أسلحتهم عليهم :
_إلا أي درجة تنوي التمادي بأفعالك أيها المجرم ،
نحن لن نسمح لك بفعل ما يحلو لك !
عليك أن تعلم أنك لن تقتل أي واحد منا بسهولة ، إذا لمست أحدا فستدفع الثمن غاليا !


تجاهله صفوان وهو مايزال على تصميمه ،
شاهرا مسدسه ، قال مخاطبا رمزي :
_حسنا .. كما تشاء يا سيد ، سأحقق لك مطلبك !


عقد سالم حاجبيه بحزم ، و هم بالتحرك نحو صفوان ، لم يعد يفكر بذهن صافي ، و لم تكن في باله فكرة معينة ، جل ما فكر فيه كان ايقاف صفوان ، همس رامي لأبيه :
_أبي .. أسامة يطلب منك أن تهدأ !


التفت اليه سالم بحيرة و استغراب ، فقد كان منشغلا عما كان يدور بين أسامة و البقية ، استطرد رامي :
_أبي إن أسامة يقول بأن لديه خطة ، و علينا أن ننتظر الوقت المناسب.


تطلع سالم إلى أسامة بغير اقتناع ، ثم صاح مستنكرا :
_أي خطة هذه ؟؟ كيف اهدأ ؟
ألا ترى أنه سيقتلهما يا رامي ؟!


هز رامي رأسه و غمغم :
_بلى ، و لكن ليس لدينا خيار ، علينا الوثوق بأسامة.


نظر سالم إلى أسامة من جديد ، كان بعيدا عنه ، في زاوية أقرب إلى بسام ، وجده يومئ برأسه إيجابا و قد أطلت نظرة واثقة من عينيه ، فهز سالم رأسه موافقا بدوره ، رغم تردده إلا أن الإصرار الذي لمحه في عيني أسامة جعله يوافقه على خطته التي لم يعلم عنها شيئا.
هم صفوان بضغط الزناد حين قاطعه صوت بسام الذي هتف بإرتياع :
_لا .. توقف لا تقتلهما !


تلاشت كل تلك التحفظات من أعماق بسام فجأة ،
حطمتها الذكريات التي أثارها الموقف في ذهنه ،
و خوفه من تكرار المشهد من جديد.
هز رأسه مغمغما بمرارة :
_لا أريد رؤية ذلك ..
لا مزيد من القتل.
أنا من تريد ، فإفعل بي أي شيء أرجوك ..
إفعل بي ما تشاء و لكن دعهما يذهبان !


تأمل صفوان عيني بسام اللتين كانتا تترجيانه بذعر حقيقي ،
و ابتسم بإنتصار لنيله ما أراد ، لم يعلم بسام أنه كان لكلماته التأثير العكسي ، قال صفوان بخبث
_بل أظنني سأفعل أيها الزعيم ،
فلا يمكنني تجاهل رغبتي الشديدة في ذلك .. !


أغلق رمزي عينيه بقوة ،
و شدت ندى قبضتها على ذراعه.
انطلقت الرصاصة تشق طريقها لتستقر في الهدف ...
و بمنتهى الدقة ...


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤


تنهد أسامة بعمق أكثر من مرة ،
و أغمض عينيه بعد أن تأكد أن سالم لن يحاول مقاتلة صفوان بنفسه.
أخذ أسامة يراجع ما خطط له متجاهلا ما يجري حوله ،
عليه الإسراع و إلا انتهى كل شيء. كان عدد الرجال مع صفوان في بادئ الأمر عشرة ،
و لكن اثنين رافقا مهران ، و هناك اثنين أيضا يقيدان بسام ،
و صفوان يقف في بقعة مثالية و ستسهل عليه إصابته.
و لكن و مع هذا يبقى خمسة رجال مسلحين ،
سيردون على طلقة واحدة من المسدس الذي معه بوابل من الرصاصات.
ثلاث رصاصات فقط ،
هذا أقصى ما يستطيع استخدامه قبل أن يفرغ الحراس ذخائرهم عليه ،
خطته كانت خطرة و مليئة بالثغر ،
و لكن لم يكن لديه خيار آخر. حين سمع أسامة كلمات صفوان الأخيرة ،
أيقن أنها اللحظة المناسبة
فسحب مسدسه ،
و رفعه إلى الأعلى نحو السقف ،
رآه رجال صفوان لكن متأخرين ،
أطلق أسامة رصاصة مدوية نحو السقف ،
أصابت مصباح الغرفة الكهربائي بدقة.
حدث ذلك سريعا قبل أن يطلق صفوان حتى.
تخبط الجميع مصدومين حين تفجر المصباح و أظلم المكان ،
ما عدا أسامة الذي فتح عينيه و صوب مسدسه إلى النافذة ،
فقد استطاع رؤيتها أوضح من الجميع لأن عينيه كانتا مغمضتين فاعتادتا على الظلام سريعا.
كان شيء من ضياء البدر يتسلل من بين فرجات النافذة ،
و بعد الرصاصة الأولى بلحظة واحدة ،
أطلق أسامة من جديد ليفجر زجاج النافذة أشلاء و يتناثر قطعا صغيرة.
صاح أسامة بعدها بصوت مرتفع :
_الآن يا رامي !!


جرى رامي مع رنا و ماجد و الخالة وداد نحو النافذة ،
حسب الخطة التي اتفقا عليها ، كان على رامي إخراجهم من المكان. لم يكن بمقدور أسامة الانتظار ثانية واحدة بعد ، فقد زال الظلام الذي كان لصالحه حين حطم زجاج النافذة و أصبح ضوء القمر المكتمل يضيء المكان. صرخ صفوان بغيظ و ثورة :
_لا تدعوهم يفلتون أيها الأغبياء ، هيا أطلقوا عليهم !


كانت الخالة وداد قد نزلت من النافذة بالفعل بمساعدة رامي ،
فيما حمل سالم الصغيرين رنا و ماجد و استطاع القفز من النافذة دون أن تصيبه أي من طلقات رجال صفوان. قال سالم وهو يعدو معهم مبتعدين :
_و الآن يا رامي ، ما هي الخطوة التالية من الخطة ؟
كيف سيخرج أسامة الآخرين من المنزل ؟!


توقفوا بعد أن أصبحوا أمام المنزل بمسافة كافية ،
تنهد رامي و أجابه بتوتر :
_قال شيئا عن تشتيت انتباههم ،
أظنه سيلفت الانتباه اليه لكي يستطيعوا الهرب ،
لم يشرح لي كفاية ، لقد جعلني أعده باخراج أخويه والإتصال بالشرطة فقط !


نظر سالم إلى المنزل و غمغم :
_لا يبدو هذا صائبا أبدا !


بدأت الصغيرة رنا بالبكاء فجأة وهي تهتف :
_أنا خائفة أريد .. أسامة .. أنا .. أريد .. أسامة ..


و اشتد بكاؤها أكثر ، ربت ماجد على رأسها و قال وهو يبكي بخوف هو الآخر :
_سيأتي حالا يا رنا ، لا تبكي ، سيأتي أسامة بالتأكيد !


ثم رفع رأسه إلى الخالة وداد سائلا :
_أليس كذلك يا خالة ؟!


هزت الخالة وداد رأسها إيجابا و هي تغالب دموعها قالت :
_سندعوا ليكونوا جميعا بخير !


¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ¤




صرخ صفوان بنفاذ صبر :
_أيها الحمقى .. !


ثم أشار لثلاثة منهم و صاح :
_أنتم إلحقوا بهم في الحال هيا !


تدافع الرجال الثلاث ليقفزوا من النافذة متناسين أمر الباب ،
ما جعل غضب صفوان يزداد أكثر بسبب غبائهم. نظر إلى بسام الذي لا يزال بين يدي رجليه الإثنين يمسكان به ، و شعر بشيء من الإطمئنان ،
ثم إستدار نحو رمزي و ندى و عاد يستكمل ما بدأه ،
و لكن قاطعت عمله تلك الرصاصة الخاطفة التي أصابت مسدسه و جعلته يطير من يده و يسقط بعيدا في إحدى الزوايا.
كانت تلك الرصاصة الثالثة التي يطلقها أسامة ،
و كما توقع ما كان ذلك ليمر دون رد من رجال صفوان
،كان هناك اثنان منهم لايزالان في الغرفة ،
أخذا يطلقان رصاصاتهم نحوه بسخاء.
استطاع أسامة القفز مختبئا خلف إحدى الأرائك بصعوبة
و صاح من مكانه بمن تبقى في الغرفة :
_عليكم الخروج في الحال أسرعوا !


سحب رمزي ندى متجها نحو النافذة ليخرجها ،
لكن ندى رفضت التحرك هاتفة:
_لن أترك أخي هنا ، عمي ..
آسفة و لكني لن أخرج دون بسام !


قال رمزي :
_دعي ذلك لي و اخرجي في الحال ،
لن يفيد بقاءك شيئا ، ستتعرضين للأذى فحسب.


فجأة ..
التفت ذراع حول عنق رمزي ،
ألصقت به سكينا لامعة ،
و امتدت يد أخرى كالكماشة تطبق على صدره و تمنعه من الحركة.
صرخت ندى بذعر :
_أنت مجددا .. !


ضحك صفوان بخبث و قال :
_إلى أين تظنان نفسيكما ذاهبين ؟
لقد وعدت بقتلكما و سأفي بوعدي ،
و هذه لأجلك أيها الزعيم !


...




ضحك صفوان بخبث و قال :
_إلى أين تظنان نفسيكما ذاهبين ؟
لقد وعدت بقتلكما و سأفي بوعدي ،
و هذه لأجلك أيها الزعيم !


و نظر إلى حيث كان بسام يقف ليرى رد فعله ،
فاتسعت عيناه عن آخرهما حين لم يجده هناك ،
لقد كان رجلاه على الأرض ،
و بدا واضحا أن بسام قد أفلت منهما بعد أن صرعهما بطريقة ما.
صرخ صفوان بدهشة :
_مستحيل .. كيف ؟!


ثم أطل الغضب من كل خلية من خلاياه و هو يصرخ :
_ستدفعون الثمن جميعا ! لا أحد ينجو من قبضة صفوان !


فجأة ..
ضربت ندى مزهرية رفعتها عن الطاولة ،
برأس صفوان بقوة فتحطمت الزهرية ،
و سقط صفوان أرضا فاقدا للوعي.
نظر رمزي غير مصدق إلى ندى. فوجدها تحدق في جسد صفوان مصدومة و قد اتسعت عيناها و شحبتا بإرتياع.
تقدم رمزي نحوها متجاوزا جسد صفوان على الأرض و قال مبتسما :
_شكرا !


كانت ندى لاتزال تحت تأثير الصدمة ، غمغمت :
_هل .. هل مات ؟!


نظر رمزي إلى صفوان بضع لحظات قبل أن ينحني لتفحص جسده.
ثم أجابها مطمئنا :
_ كلا لقد فقد الوعي ، لا تقلقي يا ندى !


أومأت ندى برأسها إيجابا دون أن ترد ،
فاستطرد عمها وهو يجول ببصره في المكان :
_يبدو أن بسام استطاع الهرب ،
كما و لا أرى أثرا لأسامة و باقي رجال صفوان !


ثم تقدمها يتفحص الطريق متوجها إلى باب الخروج و قال :
_هيا يجب أن نلحق بالآخرين !


سارت ندى خلف عمها في تردد ، خارجين من البيت.


¤ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ¤



كان أسامة قد استطاع صعود الدرج نحو الأعلى بصعوبة ،
فقد أصابت واحدة من تلك الطلقات النارية كتفه ،
فأخذ ينزف بشدة.
توجه أسامة إلى واحدة من الغرف و أقفل الباب خلفه فرجلا صفوان لايزالان يلاحقانه.
إستند أسامة على الباب يلتقط أنفاسه ،
و راح يفكر في خطوته التالية ،
نظر إلى المسدس في يده ،
كان واثقا بأنه لم تتبقى لديه أي طلقات ،
و بذلك يكون قد فقد سلاحه الوحيد الذي كان يدافع به عن نفسه.
غمغم أسامة بأسى حين تذكر وضع الآخرين :
_لقد أخفقت خطتي ،
بسام لا يزال تحت قبضة صفوان ،
و لكن شقيقته و عمها استطاعا الهرب ،
لقد رأيتهما يتوجهان إلى النافذة قبل أن ..


ثم انتفض فجأة وهو يهتف :
_النافذة .. أجل !


جرى أسامة نحو نافذة الغرفة ،
و فتحها قائلا :
_يمكنني استخدام النافذة ، هذه غرفة زياد بالتأكيد مما يعني .. !


و ابتسم وهو ينظر إلى الشجرة التي أطلت أغصانها الكبيرة على مقربة من النافذة.
تنهد أسامة و نظر نحو الأسفل ،
لقد كانت مسافة طويلة نحو الأرض ،
و من المستحيل أن ينجو من يسقط من هذا الارتفاع ،
سيكون محظوظا لو اقتصرت الأضرار بكسر في ساقيه.
حاول أسامة أن يصعد إلى حافة النافذة و لكن حركته تلك سببت له الألم ،
و كأن الرصاصة تخترق لحمه من جديد.
توقف أسامة لحظة يتألم و تنهد بعمق ،
كان واثقا من أنه لن يتمكن من القفز و التعلق بأحد أغصان الشجرة وهو على هذه الحال.
انتفض جسد أسامة بشدة حين سمع صوت مقبض الباب يدار في محاولة لفتحه ،
نزل أسامة عن النافذة ،
و سحب المسدس الذي معه.
و بتوتر شديد ، راح يتفقد ما تبقى من طلقاته.
كان الضجيج الصادر من الباب يرتفع ،
لم يعد الأمر مجرد محاولة لفتحه ،
لقد أصبحت محاولات لتحطيم الباب و كسره.
لم يعد في المسدس سوى طلقتين ،
أمسكه أسامة بعصبية و صوبه نحو الباب ،
في انتظار دخول تابعي صفوان.
حطمت الضربة الأخيرة قفل الباب ،
و فتح ليظهر من خلفه من لم يتوقع أسامة رؤيته ، فصاح بانفعال :
_بسام ! هذا أنت ؟!


أعاد بسام إغلاق الباب دون أن يقفله ،
ثم غمغم وهو يتقدم نحو النافذة :
_هل ستبقى رافعا هذا المسدس في وجهي ؟!


ابتسم أسامة بارتياح و أجاب وهو يعيد المسدس إلى جيبه :
_آسف ، ظننتك واحدا من رجال صفوان ،
كيف استطعت الهرب منهم ؟!


قال بسام وهو يتأمل المسافة بين الشجرة و النافذة و يقيس قدرته على الوصول إليها :
_إنها ليست مسافة كبيرة.


ثم إستدار نحو أسامة سائلا :
_لما لم تقفز ؟ ما الذي ..


بتر بسام عبارته حين رأى الدماء تغرق قميص أسامة و تغطي ذراعه اليمنى ،
و بدت له إجابة سؤاله جلية.
غمغم أسامة خافضا رأسه :
_اذهب أنت يا زعيم ، و أنا سأحمي ظهرك !


نظر اليه بسام باستغراب ،
فابتسم أسامة بسخرية و قال :
_لا تفرح ، إنه ليس عرضا مجانيا.
أريد منك شيئا في المقابل !


عقد بسام ساعديه و هتف بغضب :
_و هل تظن الوقت مناسبا ؟!
إن رجال صفوان يفتشون عنا و سيصلون في أي لحظة الآن !


غمغم أسامة وهو يمسك بذراعه المصابة :
_أنا لن أستطيع القفز ، و قد لا أنجو إن حاولت ،
لذا سأبقى هنا في حال دخل رجال صفوان و حاولوا اللحاق بك.
أريد منك في المقابل أن تعدني بأن تحمي أخوي حتى انتهاء هذا المأزق !


عقد بسام حاجبيه بحنق و هتف :
_أنا لن أعدك بشيء !


صاح أسامة مستنكرا :
_و لماذا ؟


هز بسام رأسه بغضب و قال :
_أنت تريد مني حماية أخويك ،
و أنا لن أفعل هذا أبدا ! هذه مسؤوليتك أنت !


ثم ابتسم مضيفا :
_و سأحرص على أن تنفذها بنفسك !
هيا لا تكن غبيا .. ألحق بي و لا داعي لتبقى هنا !


صعد بسام حافة النافذة ،
إستدار لأسامة عندما لم يلحق به و قال بإستهزاء :
_هيا .. لم أعرفك جبانا !


عقد أسامة حاجبيه بغضب و غمغم :
_إقفز أنت أولا أيها الشجاع !


أومأ بسام برأسه إيجابا و قفز برشاقة متعلقا بأحد أغصان الشجرة الضخمة ،
ثم رفع نفسه بحركة سريعة و أصبح واقفا فوق الغصن.
تناهى إلى أسماعه صوت صفارات سيارات الشرطة ،
فنظر إلى الشارع ليرى سيارات الشرطة تقترب من المكان.
هتف بسام وهو يتمسك بأحد الأغصان بيد ،
و ينحني مادا يده الأخرى إلى أسامة :
_هيا .. لقد وصل رجال الشرطة !


استطاع أسامة الإمساك بيد بسام بصعوبة ،
مستخدما يده اليسرى و ساعده بسام على الوصول إلى الشجرة.
وقف أسامة إلى جانب بسام على الغصن.
غمغم بسام وهو يعود للنظر إلى سيارات الشرطة التي كانت تقترب سريعا :
_رغم غرابة ذلك ،
إلا أني سعيد برؤية رجال الشرطة هذه المرة !


عقد أسامة حاجبيه و قال :
_لو كنت مكانك لما بدوت سعيدا هكذا !
قد ينتهي بك الأمر مع صفوان في زنزانة واحدة !


تغير لون وجه بسام و هو يغمغم :
_هل تظن ذلك ؟!


انفجر أسامة ضاحكا و هو يهتف :
_اهدأ أنا أمزح !
ليتك ترى تعبير وجهك !


رمقه بسام بنظرة غاضبة ،
فيما راح أسامة يستمر في مضايقته :
_يا له من تعبير ،
الخوف .. الفزع و الهلع !


عقد بسام ساعديه وهو يقول :
_كيف سيكون تعبير وجهك حين أرمي بك من هنا ؟!


لوى أسامة شفتيه بلامبالاة.


_إنهما هناك !


التفت أسامة و بسام إلى صاحب الصوت ،
لقد كان أحد رجال صفوان واقفا عند النافذة ،
و سرعان ما وصل للإنظمام اليه زميل آخر.
اخرج أسامة المسدس سريعا و لكن بسام أخذه منه على عجل طالبا منه النزول.
لم يناقشه أسامة أو يعترض ،
فلم يكن بوسعه مقاتلتهما بسبب إصابته.
تبادل بسام و الرجلين إطلاق النار ،
و لكن ليس لوقت طويل ،
فسرعان ما نفذت طلقتا بسام الوحيدتين.
قفز بسام إلى غصن آخر و إحتمى خلف جذع الشجرة من تلك الطلقات.
نزل أسامة من الشجرة بعد مشقة ،
و وصل إلى الأرض ، تلفت حوله بحثا عن أي شيء يساعد به بسام.
توقف سيل الطلقات فجأة على نحو مريب ،
فأطل بسام برأسه من خلف الجذع ليلقي نظرة سريعة ،
و لكن رصاصة خاطفة فاجأته ،
ففقد توازنه و هوى من فوق الشجرة ..
اتسعت عينا أسامة بإرتياع و صرخ :
_بسام انتبه !!


تمسك بسام بأحد الأغصان في آخر لحظة ،
تنهد بعمق وهو يتدلى من الغصن بيد واحدة ،
مد يده الأخرى ليستطيع رفع نفسه ،
و لكن رصاصة أخرى فاجأته ،
أجفل بسام حين كادت الطلقة تصيب يده ،
و رفع بصره إلى الرجلين الذين ابتسما بخبث و كراهية ،
شاهرين مسدسهما على بسام ،
الذي لم يكن لديه أي مهرب.


‏¤ــــــــــــــــــــــ� �ــــــــــــــــــــــــ� � ـ¤




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 06:38 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


11-



تمسك بسام بالغصن الكبير بيد واحدة ،

و رفع بصره إلى رجلي صفوان الاثنين على النافذة ،

لم يكن بوسعه الهرب ، لقد كان أمامهما مباشرة.

أخذ أسامة الذي كان بالأسفل يطالبه بالصمود ، غير عالم بما عليه فعله.

عض بسام على شفتيه وهو يحاول جاهدا التمسك أكثر ، فيما كانت أصابعه تنزلق.

أطلق أحد الرجلين ضحكة ساخرة و قال لزميله :

_انتظر حتى يقع ، هذا أشبه بإصابة الأهداف الطائرة !





عقد بسام حاجبيه بحنق و خطرت في باله فكرة ، فأخذ يتأرجح إلى الأمام تارة ثم إلى الخلف تارة أخرى ،

وسط دهشة الرجلين الذين أعتقدا أن ذلك سيعجل من سقوطه و بالتالي نهايته.

و لكن و بخلاف ما توقعا ، ساعدته أرجحته تلك على الوصول إلى غصن آخر.

اتسعت أعين الجميع بدهشة ، و أطلق الرجلان رصاصاتهما كي لا يسمحا لبسام باستكمال ما يخطط له.

لكن بسام تحرك سريعا و صعد فوق الغصن ،

و دون لحظة تردد ، قفز عائدا إلى النافذة.

انقض بسام على أحد الرجلين محولا المعركة إلى قتال بالأيدي ،

و استمر التجاذب بينهما مدة لا بأس بها ، قبل أن يفيق الرجل الثاني من ذهوله ، و يندفع لمساعدة زميله.

أحكم الرجل قبضتيه حول جسد بسام يكبح جماحه ،

و لكن بسام داس على قدمه بقوة ثم ضربه بمرفقه ليتحرر من يديه.

إنخفض بسام متفاديا لكمة الرجل الأول ،

ثم دار حول نفسه مسددا ركلة ساحقة إلى معدته اسقطته أرضا.

وثب بسام بالسرعة ذاتها نحو الرجل الثاني و حطم أنفه بلكمة كالقنبلة ،

و كان القتال سريعا حسمه بسام بلكمة أخيرة أطاحت بالرجل الثاني فاقد الوعي.

تقدم بسام ليقف عند النافذة ،

و هتف أسامة بانفعال حين رآه :

_أنت بخير ؟!

هل تغلبت عليهما ؟!

أكاد لا أصدق !





لم يعلق بسام بل اكتفى بابتسامة.

ثم أخذ مسدسا من يد أحد الرجلين ،

و دسه في جيبه قبل أن يقفز إلى الشجرة و ينزل إلى الأرض حيث أسامة.

قال بسام حين أصبح على الأرض :

_لنتحرك الآن ، علينا الذهاب إلى البقية.





تنهد أسامة متألما ،

استند إلى جذع الشجرة و غمغم :

_لما لا نبقى هنا حتى يحضر رجال الشرطة .. أو ربما رجال الإسعاف !





تمتم بسام عاقدا ساعديه :

_أو رجال صفوان !





هز أسامة رأسه بتذمر.

أخذ بسام يجول ببصره في المكان ،

تقدم بضع خطوات قائلا :

_قد يأتي المزيد من رجال صفوان ، لا يمكننا البقاء هنا.





ثم التفت اليه مضيفا :

_الدكتور رمزي بإمكانه معالجتك .. تماسك قليلا !





غمغم أسامة :

_أنت غريب !





نظر بسام اليه نظرة استفهام ، فأردف أسامة :

_الدكتور رمزي .. أليس عمك ؟!





غمغم بسام بشيء من الإنزعاج :

_ما الذي ترمي اليه ؟





أجاب أسامة :

_لما لا تقولها إذا ؟ لما تناديه بـإسمه ؟!





هتف بسام بضيق :

_و لما لا تكف عن الثرثرة و تدعنا نغادر هذا المكان ؟!





قال أسامة :

_لم أعتقد يوما أن لديك عائلة و بحسب ما رأيته الليلة ،

أنت لديك أسرة تهتم لـأمرك و أظنك أنت أيضا تهتم لـأمرهم ،

فلما تجد صعوبة في الاعتراف بذلك .. في الإعتراف بهم.





تمتم بسام متجاهلا ما يقوله :

_هل تنوي البقاء هنا طويلا ؟





عقد أسامة حاجبيه بغضب و قال :

_لا داعي لأن تتصرف هكذا !

كنت أنوي أن أنصحك فقط.

لا تعلم ما قد تشعر به يوما إذا ما فقدت واحدا منهم أو رأيته يحتضر أمام عينيك ،

عندها فقط ستندم كثيرا ..





شرد بعينيه وهو يغمغم :

_كثيرا جدا !





قالها و صورة والدته المريضة تتراءى له في الأفق.

غمغم بسام :

_أنا أعلم ذلك !





نظر اليه أسامة مستغربا ، فاجأته إجابته.

اكتسب وجه بسام تعبيرا جديا وهو يستطرد :

_لا تشعر بالندم و حسب ، بل بالذنب و المسؤولية أيضا !





سأل أسامة بإهتمام :

_هل يعني هذا أنك سبق و ..





قاطعه بسام وهو يسير مبتعدا :

_هيا الآن ، لقد ضيعنا وقتا كافيا.





سأل أسامة وهو يتلكأ في اللحاق به :

_أتعني أنك سبق و شعرت بالذنب لفقد شخص ما ؟!

متى كان هذا ؟

مهلا لحظة ..

كيف انتهى الأمر بك عند صفوان أساسا ؟!





قال بسام وهو يمضي إلى الباب الخارجي للمنزل :

_هل فكرت للحظة أن تكف عن طرح أسئلة لا تعنيك أجوبتها ؟!





ضحك أسامة بضعف و أجاب :

_فقط حين تكف أنت عن هذا التكتم ،

إن ذلك يجعلني أشعر بفضول أكبر ،

أنت تعلم عني كل شيء تقريبا و أنا لا أعرف عنك أي شيء.

لقد اكتشفت اسمك الحقيقي اليوم فقط !





قال بسام محذرا :

_أنا جاد ،

إذا سألت سؤالا آخر فسأختبر صحة نظرية " فقدان الشخص و الشعور بالذنب " عليك أنت !





أطلق أسامة شهقة ذعر عالية ،

فغمغم بسام وهو يستدير :

_لا داعي لأن تبالغ في رد فعلك ..





شحب وجه بسام و لم يستطع إكمال جملته ،

وهو يحدق بعينين متسعتين بذلك المشهد الذي جعل جسده ينتفض ...

‏¤¤


الساعة 10‎:42‎ مساء



كانت الفوضى و الضوضاء تعمان ارجاء المكان.

سيارات شرطة في كل زاوية ،

انتشر رجالها في أنحاء المنزل و محيطه ليحرصوا على ألا يفر المجرمون ،

وكانت هناك سيارة إسعاف غير بعيدة عن المكان ، متأهبة لـأي طارئ.

و بالطبع حشد كبير من الناس يتطلع إلى المكان بأعين فضولية.

أمام السياج الأبيض الصغير للمنزل ،

كان سالم يقف مع رمزي و أحد ضباط الشرطة على مسافة قريبة من الآخرين.

صاح سالم بغضب :

_ماذا تقصد بأنكم لن تدخلوا ؟؟

و ماذا عن الشخصين الذين في الداخل ؟؟





أجابه الضابط ذو العينين الجاحظتين و الوجه الغائر الوجنتين :

_علينا أولا تقدير الوضع جيدا.

إن كنا قد أمسكنا بثلاثة منهم ،

فـالبقية في الداخل و هم جميعا مسلحون.

لو إندفعنا دون خطة فسيقضى على الشابين ،

سيستعملهما صفوان كـرهائن !

و لن يتردد في قتلهما !





هتف رمزي الذي لم يقتنع بـكلامه بحنق :

_و ماذا لو قتلهما بينما أنت منشغل بوضع خطتك الغبية ؟؟

صفوان أراد التخلص من الجميع هذه الليلة و لا سيما بسام ،

لن يفوت على نفسه فرصة للقضاء عليه من أجل فكرة الحصول على الرهائن !





ابتسم الضابط ابتسامة كبيرة ساخرة و قال :

_أرجو المعذرة يا سيد و لكن ،

أعتقد بأني أكثر خبرة منك في فهم عقلية المجرمين !

صفوان سيحتاج إلى ورقة رابحة كي يخرج من هنا و يفلت من أيدينا ،

و تلك الورقة ستكون الشابين العالقين في الداخل.

لكننا نحاصر هذا المكان و لن نسمح له بالهرب ،

لذا ابقى هادئا و لا تعقنا عن عملنا !





صرخ رمزي في غيظ و ثورة :

_كل ما يشغلك هو القبض على صفوان دون اكتراث لحياة من بالداخل !

إن أصابهما أي مكروه فستكون أنت المسؤول ، هل تسمع ؟؟





زفر الضابط بإستهزاء وهو ينصرف مزيحا رمزي الواقف أمامه عن طريقه.

إحتقن وجه رمزي بشدة وهو يصيح :

_أتسمي نفسك شرطيا ؟؟





ربت سالم على كتفه مغمغما :

_اهدأ يا رمزي تمالك أعصابك.





تنهد رمزي بعمق و تمتم :

_لا أستطيع !

ماذا لو فات الأوان و كانا الآن قد ...





تنهد من جديد و قال بأسى:

_ما كان علي مغادرة البيت قبل أن أتأكد من خروجهما !





جاء صوت ندى واثقا على نحو مفاجئ :

_سيكونان بخير !





تطلع إليها الكل مستغربين ،

ترددت لحظة ثم قالت بصوت خالطته نبرة غريبة و عيناها معلقتان بالمنزل :

_سيكونان بخير حتما ، فـهما قويان و يستطيعان تدبر أمرهما !





رغم هذه الكلمات الواثقة التي نطقت بها ،

إلا أنها عجزت عن اقناع نفسها ،

و بقي خوفها مدفونا في صدرها وهو ينمو و ينمو..

‏¤ــــــــــــــــــــــ� �ــــــــــــ¤



كان أسامة يجاهد ليخطو الخطوة تلو الأخرى ،

في حين استمر نزيف جرحه.

كانت المسافة بينه و بين بسام تتسع أكثر لبطء حركته.

فجأة ..

شعر بشيء معدني بارد موجه نحو مؤخرة رأسه.

جاء الصوت من خلفه يهمس :

_أياك و أن تأتي بأي حركة ، مفهوم !





أجفل أسامة و شهق مذعورا حين تعرف على صاحب الصوت ،

تسمر و لم يجرؤ على الإلتفات.

راقب بعينين قلقتين بسام وهو يستدير نحوه ،

و تأكد أن الأوان قد فات لتحذيره.

علت ملامح الصدمة ذاتها وجه بسام وهو يصيح بتوتر :

_صفوان ؟!





ضحك صفوان بخبث و قال :

_ماذا ؟ ألم تتوقع رؤيتي يا زعيم ؟

تحتاجون لـأكثر من ضربة واحدة للتخلص مني. و لكني هذه المرة لن أتساهل معكم أبدا !





كان صفوان واقفا خلف أسامة مصوبا مسدسه اليه ،

و لم يبدو أن ضربة ندى قد أثرت عليه رغم نزيف رأسه.

التفت صفوان إلى أسامة و صرخ بغضب عارم :

_و أنت .. ستدفع ثمن تحديك لي غاليا !





و لكن أسامة المصاب كان غير قادر على الوقوف على قدميه مدة أطول ،

أن بضعف و سقط على ركبتيه ،

لم تعد ساقاه قادرتين على حمله لشدة إنهاكه.

زفر صفوان مستهزأ و قال :

_هل يؤلمك هذا الجرح ؟ لم ترى شيئا بعد ..





قاطعه صوت بسام مهددا :

_توقف في الحال و إلا .. !





رفع صفوان بصره إلى بسام و دهش حين رأى مسدسا بين يديه.

كان بسام قد سحب المسدس الذي أخذه من الرجلين قبل قليل و

صوبه نحو صفوان و نظرة صارمة تعلو وجهه ، صاح بحزم :

_إرم سلاحك و إلا أطلقت النار !





نظر اليه صفوان بغضب لبرهة ثم إنفجر ضاحكا بـإستهزاء ،

و حرك مسدسه المصوب لرأس أسامة مذكرا إياه ، قال أخيرا :

_بل إرم أنت سلاحك إن كانت حياة صديقك تهمك !





عقد بسام حاجبيه بتوتر ،

في حين اتسعت عينا أسامة الذي كان لايزال على وضعيته ،

جاثيا على ركبتيه ،

و يده على كتفه المصاب ، صاح بضعف :

_لا تفعل يا بسام ، لا تستمع اليه !





تجاهله صفوان وهو يتابع بنبرة ساخرة :

_هيا الآن .. لا تقل لي أنك مصر على قرارك.

لو كنت قادرا على فعل هذا لما كنا نجري هذا الحوار.

أنا أعرفك جيدا يا بسام ، أنت لا تستطيع قتل أي إنسان !





و شدد على آخر عبارة وهو يبتسم بثقة.

صاح بسام غاضبا :

_لا تكن واثقا ، يؤسفني أن أخيب ظنك ،

و لكن .. ليست لدي أي مشكلة في القضاء عليك !





إنعقد حاجبا صفوان وهو يحدق في عيني بسام الجادتين الصارمتين ،

و تزعزعت ثقته المفرطة ،

لكنه صرخ بسخط وهو يشد قبضته على المسدس :

_بسام .. إرم المسدس حالا ، هذا آخر تحذير لك.

لا داعي لأن أذكرك بما سيصيب صديقك أن أصريت على عنادك !





زفر بسام و قال ساخرا :

_بسام ؟!

هل أصبحت الآن تناديني بـإسمي ؟!





ثم عقد حاجبيه و أردف :

_دعه يذهب. ما تحاول القيام به لن ينجح أبدا ،

أقسم أني سأقتلك في اللحظة التي تلي إطلاقك للنار عليه !





عض صفوان على شفتيه بحنق ،

لقد كان متأكدا من صحة ما يقوله بسام.

كانت يدرك أنها الطريقة التي ستنتهي بها الأمور فعلا لو قضى على أسامة.

ابتسم حين خطرت في باله فكرة لتغير خياراته هذه ،

قال صفوان بخبث :

_حسنا إذا .. أنا لن أتراجع عن قراري ، و لكن قتلك لي لن يفيدك شيئا.

ستبقى المسؤول عن موت صديقك ، ستكون المسؤول الوحيد أمام الجميع ،

إلا إذا استسلمت و رميت سلاحك.

عندها سأتركه يذهب فهذه المسألة بيني و بينك !





صمت بسام لبرهة يدرس كلماته في ذهنه قبل أن يسأل :

_هل ستتركه يذهب حقا ؟





أطلت ابتسامة ماكرة من شفتي صفوان قبل أن يقول :

_بالطبع سأفعل ، أنا لا أريد شيئا من هذا الأحمق ، فـأنت من أريد تصفية حسابي معه !





صاح أسامة محتجا :

_لا يا بسام .. لا تصدقه !

إن رميت مسدسك فلن يقتلني وحسب بل سيقتلك أيضا !

أنت أكثر شخص يعرف صفوان و خداعه .. لا تستمع اليه !





صرخ صفوان بثورة :

_اصمت أيها الغبي !







و ركله بقوة فاصطدم أسامة بالأرض بعنف وهو يتأوه.

صرخ صفوان من جديد وهو يحاول كبح نفسه كي لا يطلق عليه :

_إياك و التدخل في ما لا يعينك ثانية أيها ..





قاطعت عبارته تلك الرصاصة الخاطفة التي انطلقت من مسدس بسام ،

تبعتها أخرى و أخرى اخترقت صدره.

كان هجوما مباغتا انفجرت دهشته في أعماق صفوان كـألف قنبلة و جعله يصرخ بألم و ذهول :

_مستحيــــــــــل !!





و كان محقا في دهشته هذه فما فعله بسام يعد ضربا من المستحيل حتى بالنسبة له.

خر جسد صفوان على الأرض غارقا في دمائه ،

وسط صدمة أسامة الذي أخذ ينقل بصره بين بسام و بين جسد صفوان على الأرض.

تأمل بسام جثة صفوان مطولا قبل أن يتقدم نحوه و نحو أسامة بخطوات مترددة.




..





وقف بسام أمام أسامة الذي سأله بقلق :

_هل أنت بخير ؟!





تنفس بسام بعمق ،

كان تعبير وجهه جامدا أكثر من المعتاد ،

إستنشق الهواء بعصبية و همس مغمضا عينيه :

_لقد قتلته !!





هز أسامة رأسه مشفقا و غمغم :

_كنت مضطرا لفعل هذا.





لم يكد أسامة ينطق آخر حرف حتى فوجئ بتلك الرصاصة التي انطلقت من خلفه متجاوزة إياه لتصيب جسد بسام.

إرتد بسام في عنف و سقط أرضا.

اتسعت عينا أسامة في إرتياع و صرخ :

_لا !!





و رغم ألمه الذي جعله غير قادر على الوقوف قبل لحظات ،

وجد نفسه يندفع نحو بسام بسرعة وهو يصيح :

_هل أنت بخير ؟؟

بسام أجبني ؟؟





كانت الدماء تسيل غزيرة من معدة بسام ،

أثار منظره وهو يلتقط انفاسه بصعوبة خوف أسامة أكثر ،

لكن بسام تكلم بصعوبة و تمتم :

_صـ.. صفوان .. حي .. ابتعد قد يصيبـ..ـك !





انتفض جسد أسامة و إستدار نحو صفوان بحدة.

كان صفوان على الأرض ،

لايزال رافعا مسدسه صوبهما ،

ضحك في ألم و قال :

_هذا .. مصير من .. يتحدى صفوان !





قالها و أطلق ضحكة أخيرة تناثرت معها قطرات دمه ،

و فاضت بعدها روحه ،

فسقطت يده و فقدت عيناه بريق الحياة.

عاد أسامة ينظر إلى بسام و قال بصوت حانق منخفض :

_لا تقلق لقد انتهى أمره.





بدأت قطرات قليلة من المطر تترك بقعا قاتمة عند سقوطها على الأرض ،

رفع أسامة بصره نحو السماء ، لم يلحظ قبل الآن أن الغيوم تزايدت ، و أصبحت تحجب ضوء البدر.

غمغم بسام بألم :

_هل تذكر ما قلت عن .. التسبب بموت الشخص .. و الشعور بالندم ؟





هز أسامة رأسه إيجابا ، و مال نحوه مجيبا :

_لا تتكلم عليك أن ترتاح.

صفوان يستحق ما فعلته به ،

لا داعي لـأن تشعر بالندم على شخص كهذا !





أومأ بسام برأسه نفيا و كاد يبتسم ، تمتم :

_أنا لست نادما !





ابتسم أسامة بحزن و قال :

_صحيح لا يجب أن تفعل !





أصبح المطر غزيرا ،

كان يزداد في كل لحظة و بدت السماء أكثر ظلمة من خلف الغيوم.

تمتم بسام بصوت متقطع :

_أ..أخبر ندى و رمزي .. أني آسف .. على كل شيء !





أزعجت تلك الكلمات أسامة ،

حاول الحفاظ على صوته هادئا واثقا وهو يقول :

_سيصلان مع رجال الإسعاف في أي لحظة الآن ، عندها ستقوم بـإخبارهما بما تريد بنفسك !





ابتسم بسام ،

لكنه بذل جهدا كبيرا في ذلك ،

بدا شخصا مختلفا.

قال بسام :

_تعلم أن هذا .. غير صحيح !





بدا القلق على وجه أسامة وهو يغمغم :

_فقط ابقى هادئا و .. و ستكون بخير !





ظل ينظر اليه منتظرا ،

مرت دقيقة كاملة لم يرد خلالها بسام ،

و لم يعد صوت تنفسه المضطرب يصل إلى إسماع أسامة.

بدا عليه الفزع و راح يهتف نافذ الصبر :

_بسام .. بسام !





اتسعت عيناه بصدمة وهو يهزه و يصيح :

_ألا تسمعني يا بسام ؟؟

لما لا تجيب ؟؟

لا تقل لي بأنك مت !

لا يمكن أن تموت هكذا !

بسام أجبني أرجوك !!





و لكن بسام الذي أصبح شاحبا لم يرد و لم يحرك ساكنا ،

كانت عيناه مغمضتين بهدوء.

انتفض أسامة بشدة و هوى قلبه بين قدميه وهو يردد مصدوما :

_يا إلهي .. لقد مات .. مات !!





ارتفعت فجأة أصوات أشخاص يقتربون من المكان ،

كان أول ما بدا واضحا من بعيد زي رجلي شرطة الذين كانا يتقدمان البقية.

اخرج أحدهما جهاز لاسلكي هتف عبره ببضع كلمات فور وصولهما.

ذعر جميع من في المكان و اتسعت أعينهم بـإرتياع عند رؤيتهم لذلك المشهد.

قفز قلب ندى عنيفا وهي تهرع نحو أخيها ، صاحت وسط بكائها :

_بسام هل أنت بخير ؟؟

بسام أجبني أرجوك !





أبعدها رمزي وهو يقول :

_ندى .. دعيني أقم بفحصه !

علينا إيقاف النزيف حالا !





ثم صاح غاضبا على الشرطيين :

_أين هم المسعفون ؟؟

ما الذي تنتظرونه ؟؟

فليحضروا المعدات في حال .. هيا !!





_لقد مات !





إنصبت نظرات الكل على أسامة الذي لفظ العبارة.

كان كتفا قميصه مشبعين بماء المطر الذي راح يقطر من شعره ،

و كان على وجهه تعبير عصي على الفهم ،

غمغم :

_لا فائدة .. لقد مات !!



‏¤¤




كان دوي ضربات زياد لتحطيم الباب يتردد في أنحاء ذلك المخزن الخالي ،

في المصنع القديم.

غمغم كمال الذي كان يجاهد لـإلتقاط أنفاسه :

_يكفي يا زياد ..لا فائدة !





استند زياد على الباب بتعب و راح يحاول تنظيم تنفسه الذي بات أمرا صعبا.

قال متقطع الأنفاس :

_لن أستسلم .. سنخرج من هنا حتما .. سأجد طريقة .. لا تقلق !





تمتم كمال :

_لكن الأوكسجين .. شارف على النفاذ !





هز زياد رأسه و قال بـإصرار :

_لكننا سنخرج بطريقة أو بـأخرى .. ثق بي فقط !





سأل كمال :

_كيف تفعل هذا ؟





قال زياد بـإستغراب :

_أفعل ماذا ؟!





تنهد كمال وهو يغمغم :

_تتصرف دائما و كأن كل شيء سيكون بخير !

كيف تكون واثقا ؟!





ابتسم زياد و قال :

_لا أعرف تماما ، و لكن .. لـنقل أني أفضل التفاؤل غالبا.





انتفض زياد فجأة و همس :

_هل تسمع هذا يا كمال ؟!





غمغم كمال وهو يرهف السمع :

_أجل .. إنه صوت وقع خطوات !





بدا صوت وقع الأقدام يعلو و يقترب ،

لقد كان شخصا واحدا.

إنفتح باب الغرفة ،

ليطل مهران من خلفه بمسدس.

قال بصوته الأجش :

_لقد حصل تعديل في الخطة ،

السيد جابر يريد رؤيتكما .. الآن !





لم يتحرك زياد و كمال من مكانهما،

راحا يستنشقان الهواء الذي بدأ بدخول الغرفة بـإعياء.

صاح مهران من جديد :

_تحركا في الحال !





سأل زياد بصوت مرتاب :

_إلى أين ؟!

ظننتكم تودون قتلنا هنا !





قال كمال جازما :

_لم يتغير ذلك !





صرخ مهران :

_يكفــــــــــي !!





و أطلق طلقة تحذيرية في الهواء.

أجفل زياد و كمال من صوت الرصاصة الذي تردد صداها في ارجاء المكان.

صاح مهران :

_يفضل أن تمشيا أمامي بصمت .. هيا !





ثم توجه نحو كمال ، سحب ذراعه بعنف و لواها خلف ظهره ،

تأوه كمال بصوت مكتوم ،

فصاح زياد غاضبا وهو يندفع نحوه :

_اتركه أيها ..





بتر زياد عبارته و تسمر في مكانه على بعد خطوتين منهما ،

لم يكن بإستطاعته التقدم أكثر ، فقد رفع مهران مسدسه في وجهه قائلا :

_سر أمامي .. هيا !





غمغم كمال :

_زياد .. أنا بخير ،

نفذ ما يقوله و لا تتحامق أرجوك !





أومأ زياد برأسه إيجابا ، و غمغم بصوت حانق :

_ حسنا !


و سار متقدما إياهما.

تبعه مهران الذي راح يدفع كمال بيد ،

مصوبا المسدس بيده الأخرى على زياد ليتأكد من أنه لن يهرب.

توقف زياد حين وصل إلى ساحة كبيرة مغلقة ،

إمتلأت جوانبها و زواياها بقطع حديدية ضخمة و صدئة.

كانت ذات نوافذ عالية مرتفعة جهة الشرق ،

و باب واحد حديدي كبير وسط الحائط شمالي.

و لكن ما بدا غريبا لـزياد ،

كان مجموعة من الصناديق بدت حديثة و مرتبة على خلاف باقي تلك الخردوات.



_أهلا بكما !

أنا سعيد برؤيتك من جديد يا كمال ، أنت و صديقك اللطيف .. زياد كما أظن !





قالها جابر بابتسامة عريضة ،

ثم انفصل عن الحائط الذي كان يستند اليه ،

قرب تلك الصناديق و تقدم نحوهم.

لم يوحي صوته بالترحيب أبدا و تلك الابتسامة كانت تخفي وراءها شرا.

نظر اليه زياد مليا ،

كان راغبا في معرفة ذلك الرجل الذي كان السبب في تدمير عائلته.

استطاع زياد أن يرى رغم ملامح الهدوء على وجهه ،

ذلك الحقد الذي يلوح عميقا في عينيه.

تحدث جابر من جديد ،

قال ساخرا بعد أن توقفوا في وسط المساحة الخالية في منتصف الحجرة :

_لما لا تردان التحية على الأقل ؟

هذا ليس لائقا .. ألا تظنان ذلك ؟!





سأل زياد غاضبا :

_ما الأمر ؟؟

لا أظنك أحضرتنا إلى هنا لأن ضميرك قرر أن يصحو فجأة ، ماذا تريد ؟؟





هز جابر رأسه قائلا :

_معك حق ،

أنتما هنا لأني وجدت طريقة أفضل للانتقام منكما ، طريقة أكثر إيلاما !!





إنعقد حاجبا زياد بسخط وهو يتمتم :

_أنت شخص مريض حتما !

ممن تنتقم ؟؟

و لماذا ؟ لم يفعل أحد لك شيئا !





صار جابر متوترا بشكل مفاجئ ،

و غابت كل آثار المزاح الساخر من وجهه.

صاح جابر بغضب :

_لا تتحدث في شيء تجهله !





ثم التفت إلى كمال الذي بقي صامتا و ابتسم بخبث من جديد قائلا :

_ما الأمر يا كمال ؟

أراك هادئا على غير عادتك.

أين هو لسانك السليط؟!

أم أن هذه أصبحت مهمة شقيقك الصغير الآن !!





سأله كمال بصوت متفاجئ :

_منذ متى تعرف عن هذا الأمر ؟!





هز جابر رأسه مجيبا :

_عرفت من خلال حواركما الصغير في تلك الغرفة !

فوجئت كثيرا حين علمت أن صديقك الجديد هنا هو نفسه ذاك الصغير الذي تخلصت منه قبل زمن ! و بالطبع ..

استلزم ذلك الاكتشاف تغيير ما خططته لكما.





سأل زياد مستنكرا :

_و لماذا ؟!

لماذا تفعل كل ذلك ؟!

ما الذي ستجنيه من ايذاء الناس ؟؟





زفر جابر في ضيق قبل أن يجيب :

_ليس الناس جميعا ،

أسرة عدنان الفارس وحدها هي العدو !





غمغم زياد متفاجئا من إجابته :

_لماذا أسرة عدنان الفارس ؟!





إستدار جابر و تقدم نحو تلك الصناديق ،

وضع يده على أقرب صندوق ، و غامت في عينيه لمحة الذكريات قبل أن يقول :

_لأنه قاتل ابني !





غمغم زياد محاولا تركيز أفكاره :

_و لكنك أنت .. ألست القاتل .. أنا لا أفهم شيئا !





صاح كمال :

_لا تذكر اسم والدي على لسانك أيها القذر ! قتلته دون أي مبرر و تدعي الآن أنك كنت الضحية ؟؟



لون صوته غضب حقيقي.

استطرد كمال و قد تغضن وجهه :

_هل هذا هو عذرك لكل ما قمت به ؟؟

أنت كاذب !

موت ابنك كان حادثا ،

أخبرني والدي كيف مات.

لقد كان يركض مسرعا في الطريق العام قرب المنزل ، ظهر فجأة أمام السيارة فلم يكن بوسع أبي فعل شيء .. كان حادثا .. تألم أبي لذلك فقط كان يعدك صديقه المقرب ،

و أنت لم تستحق أبدا تلك الصداقة !





صرخ جابر بصوت عنيف هز ارجاء المكان :

_أغلق فمك !!

ما الذي تعلمه أنت ؟؟

لقد حرمني من ابني الوحيد !

أتظنني لا أعرف بأنه كان يحاول التكفير عما فعله.

و لكن جميع محاولاته كانت بلا جدوى.

ما ذهب لا يمكن أن يعود .. لا يمكن أن يعود !





كان مهران الذي يسمع هذا الكلام لأول مرة مندهشا.

في حين قال كمال بصوت حانق :

_لا يمنحك هذا الحق .. لا شيء يمنحك الحق لتقتلهما بوحشية كما فعلت .. و ليس لديك الحق في قتل طفل رضيع كما حاولت أن تفعل !

لذا لا تحاول تبرير جرائمك ، ما تتهم به والدي كان حادثا ، و لكن ما فعلته أنت هو الجرم بعينه !





لوح جابر بيده غاضبا و صاح :

_لقد فقدت حياتي يومها .. و لم يعد لدي ما أخسره.

ماتت زوجتي حزنا على ابنها ،

و بقيت وحدي أصارع الحزن و الألم .. و تظن أنه كان جرما أن أجعله يدفع ثمن ذلك !





أطل قدر هائل من المقت و الكراهية من كل ذرة في ملامحه وهو يضيف :

_قررت بأن أذيقه من الكأس نفسها ،

فأرسلت من يختطف ابنه الصغير و يقضي عليه.

رؤية الحزن في عينيه جعلت ذلك عادلا !





صاح كمال بإستنكار :

_أي عدل هذا ؟؟





سأل زياد بحزن :

_إن كان ذلك قد حقق لك إنتقامك فلماذا قمت بقتله و زوجته إذا ؟!

لماذا جعلت كمال يتعذب لخمس سنوات ؟!

لماذا فعلت هذا بعد مضي ذلك الزمن كله ؟!





ابتسم جابر بخبث و إلتمعت عيناه وهو يجيب :

_لأنه اكتشف حقيقة ما كنت أقوم بتهريبه من ممنوعات.

هددني بأنه سيبلغ عني إن لم أتوقف عما أفعل ، فكان علي أن اتصرف سريعا !

أما كمال فيكفي كونه ابن ذلك الرجل سواء أعلم بشيء أم لم يعلم !





هتف زياد بحنق :

_هل هذا هو السبب ؟؟

أمن أجل هذا قضيت عليهما ؟؟

أنت .. أنت ..





لم يجد زياد كلمة تلخص كل ما في جابر من شر و إجرام ،

قال عاقدا حاجبيه :

_لا أصدق إلى أي مدى يمكن أن تكون منحطا !!





قال جابر مشيرا لمهران :

_يكفي كلاما !

هيا يا مهران قم بعملك .. ابدأ بالفتى زياد !

أريد رؤيته ميتا أمامي !





ابتسم مهران بخبث وهو يعود لسحب كمال من جديد و لي ذراعه ،

ثم رفع مسدسه في وجه زياد الذي إستدار اليه و قد علت وجهه نظرة متوترة.

صاح كمال :

_لا .. لا تفعل !





‏¤ــــــــــــــــــــــ� �ـــــــــــ¤


_يتبع ............



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 07:31 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




قال جابر مشيرا لمهران :

_يكفي كلاما !

هيا يا مهران قم بعملك .. ابدأ بالفتى زياد !

أريد رؤيته ميتا أمامي !





ابتسم مهران بخبث وهو يعود لسحب كمال من جديد و لي ذراعه ،

ثم رفع مسدسه في وجه زياد الذي إستدار اليه و قد علت وجهه نظرة متوترة.

صاح كمال :

_لا .. لا تفعل !





و لكن مهران ما كان ليتردد لحظة واحدة ،

فضغط على الزناد لتنطلق رصاصة كادت تصيب هدفها ،

لو لم ينبطح زياد متفاديا إياها في اللحظة الأخيرة.

و دون أي تباطؤ حرك مهران مسدسه من جديد نحو زياد ،

الذي كان على الأرض،

و هم بإطلاق النار من جديد لكن كمال فاجأه بأن دفعه بأقصى قوته ليسقطا معا على الأرض ،

و يطير المسدس من يد مهران و يستقر على بعد أمتار منه.

نهض مهران الحانق أسرع من كمال ،

فجثم على صدره و طوق بيديه الضخمتين عنقه.

جاهد كمال ليتحرر من قبضتيه و لكن دون جدوى.

بدت العضلات الكثيفة التي تلف جذع مهران و ذراعيه أكثر هولا من ذي قبل.

لكن زياد إنتزع نفسه من مكانه بحزم ليندفع نحو مهران بقوة.

صدمه بكتفه بعنف كمن يحاول إزاحة حائط عنيد عن طريقه ،

فطار مهران ليقع أرضا ذاهلا.

لعل الغضب الذي كان يتملك زياد هو ما أمده بتلك القوة ،

و لكنه لم يتوقف ليسأل.

أسرع نحو كمال يعاونه على النهوض و أسنده على كتفه ،

ثم سار به نحو الباب الوحيد للخروج من تلك الحجرة.

صرخ جابر بغضب شديد مخاطبا مهران :

_تحرك يا عديم الفائدة .. هيا إلحق بهما !





نهض مهران و التقط مسدسه و سارع باللحاق بهما.

توجه جابر الذي بقي وحيدا في الحجرة إلى الصناديق المكومة ،

فتح أحدها و التقط واحدا من المسدسات التي كانت داخل الصندوق ،

قال بحقد وهو يتأمل المسدس :

_سأفرغ كل ما لدي من طلقات عليك و على شقيقك يا كمال ،

لن يريحني سوى رؤية جثتيكما أمامي على الأرض !





و إلتمعت عيناه شرا ..

وهو ينطلق خلف مهران..

و في إثرهما ..



¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ¤





وصل زياد مع كمال الذي كان يسعل بعنف،

إلى ممر طويل شبه مظلم و قديم ،

كحال كل شيء في ذلك المصنع.

لم يكن لدى زياد وقت ليتأكد إلى أين سيقوده ذلك الطريق ،

فمهران و جابر خلفهما و لن يمنحاهما فرصة للتوقف و التقاط أنفاسهما.

راحا يجتازان الممر بأقصى سرعة تسمح بها حالة كمال.

أخيرا وصلا إلى نهاية الممر ،

كان هناك درج طويل يمتد نحو الأعلى بشكل مستقيم.

توقف زياد للحظة ،

كان متأكدا من أنهما لم ينزلا أي درج عند قدومهما إلى هنا ،

مما عنى له أنهما سلكا طريق مختلفا عن طريق الخروج ،

و لكنه لم يكن قادرا على العودة أيضا.

صعد زياد مع كمال الدرجات نحو الأعلى ،

و أصبحا في إحدى غرف التصنيع القديمة.

كانت الحجرة أكبر مرتين من الحجرة السابقة ،

و لكنها كانت مليئة بآلات الإنتاج الضخمة ،

كتلك التي توجد في أي مصنع ،

و التي يصعب معرفة في ما تستخدم بالتحديد.

بدا لزياد وهو يساعد كمال على الوصول إلى حيز صغير خلف تلك الآلات ،

أنه مكان مناسب ليختبئ فيه عن أنظار مهران ريثما يجدان طريقة لمواجهتهما.

ألقى زياد نظرة مستطلعة نحو الباب الذي دخلا منه ،

وهو يسند كمال إلى الحائط خلف آلة أسطوانية الشكل ،

كانت الآلة الأضخم من بين جميع الآلات.

سعل كمال من جديد و تحسس عنقه بألم ،

كان مايزال يعاني صعوبة التنفس ،

فالمدة التي قضاها في الغرفة المغلقة يصارع نقص الهواء ،

بالإضافة إلى محاولة مهران لخنقه قبل قليل قد استنفذت كل قواه ،

فإنهار غير قادر على الحركة.

عقد زياد قبضته بغضب وهو يهمس :

_مهران .. علي وضع حد لذلك المجرم !





غمغم كمال بصوت منهك :

_و .. ماذا .. عن جابر ؟





عقد زياد حاجبيه و أجاب :

_جابر لا شيء من دون مهران لهذا سأستهدفه هو ،

إن تغلبنا عليه تغلبنا على جابر أيضا !

لكني أحتاج لأن أتأكد من أنك ستكون في مأمن خلال ذلك !





صمت زياد لبرهة ثم نهض واقفا وهو يضيف بحزم :

_عليك أن تبقى هنا ،

سأذهب لإيجاد طريق للخروج .. لن اتأخر !





هز كمال رأسه مترددا قبل أن يتمتم :

_ أنا .. أريدك أن تعدني بأنك إذا ساءت الأوضاع لن ..





قاطعه زياد هاتفا :

_أنا لن أتركك هنا يا كمال .. عليك أن تثق بي !





إنعقد حاجبا كمال و همس بضيق :

_لست تفهم شيئا ، هذا ليس ما عنيته.

أعرف كم أنت عنيد و متهور ،

لذا أنا أريد منك وعدا ..

إذا ساءت الأوضاع و كانت الفرصة سانحة أمامك ،

عليك أن تنجو بحياتك و لا تنظر للخلف.

لا تعد إلى هنا .. على الأقل عندها سيتمكن أحدنا من النجاة !





غمغم زياد الذي لم يتفاجأ بكلامه متمللا :

_مجددا .. !

أنا آسف .. لكني لن أعدك بهذا.

قلت لك مرارا أني لن أترك شخصا في خطر ،

فكيف إذا كان ذلك الشخص أخي ؟!





قال كمال مستسلما :

_لا جدوى من محاولة اقناعك أبدا !





ابتسم زياد و راح يجول ببصره في ارجاء المكان ،

وجد بابا آخر في الجهة اليسرى يمتد حتى ظلمة لا ترى نهايتها.

هتف زياد بحماسة :

_جيد .. هناك مخرج آخر !





عقد كمال حاجبيه و غمغم :

_اذهب .. و لكن كن حذرا !





أومأ زياد برأسه إيجابا و وعده قائلا

‏ :

_لن اتأخر !





ثم توجه إلى ذلك الباب الجانبي و اختفى في الظلمة.

تنهد كمال و إستند على الجدار بتعب يلتقط أنفاسه.





تنهد كمال و إستند على الجدار بتعب يلتقط أنفاسه.

لم يمضى وقت طويل حين خيل إلى كمال أنه يسمع صوتا ما.

أصغى بانتباه ليميز ماذا كان ذلك الصوت ،

انتفض جسده حين أيقن أنه صوت وقع أقدام.

نهض كمال واقفا بتوتر ،

كان يتساءل .. هل ذلك الشخص زياد ؟؟

و إذا كان زياد حقا فكيف عاد بهذه السرعة ؟؟

فكر في أن ينادي عليه و لكنه تردد ،

ماذا لو لم يكن هو ؟؟

ركز كمال انتباهه إلى وقع الخطوات الخافت من خلفه ،

حتى يقرر إذا ما كان عليه الهرب ،

و إلى أي جهة عليه التحرك ..

بدأ صوت الخطوات يقترب أكثر فأكثر ،

أصبح ذلك الشخص على بعد خمس أو ستة أمتار عنه.

باشر كمال بالسير نحو الجهة المعاكسة وهو يراقب خطواته بحذر شديد و يتفادى بصعوبة القطع و الآلات الكثيرة على الأرض.

كان واثقا من أن ذلك الشخص أيا كان ليس زياد ،

كما كان واثقا بأنه يستطيع اللحاق به بسهولة كبرى لبطء حركته.

سار كمال حتى وصل إلى جدار الغرفة ،

تحسس الجدار المصمت وهو يسير بمحاذاته آملا بإيجاد مخرج ما.

وصل كمال أخيرا إلى المدخل الذي دخل منه هو و زياد ،

و أطلق زفرة ارتياح ،

لكنه توقف فجأة حين لم يعد يسمع صوت تلك الخطوات.

أين ذهب ذلك الشخص .. ؟؟

حطم الهدوء المتوتر صوت جابر الخبيث :

_مرحبا يا كمال !





أجفل كمال وهو يدير رأسه ناحية الصوت ،

كان قريبا جدا الآن ،

على بعد خطوة منه.

رسم جابر ابتسامة خبيثة على شفتيه وهو يخرج المسدس و يصوبه نحو كمال قائلا :

_و أين هو شقيقك الجبان ، هل ولى الأدبار هاربا ؟!





لم يجبه كمال ،

تأهب .. و باعد بين ساقيه استعدادا للقتال ، لقد تيقن أن جابر لوحده من دون مساعده مهران.

و وجدها فرصة لمواجهة جابر و جعله يدفع ثمن ما كان يفعله به طوال تلك السنوات.

جاءه صوت متشائم في ذهنه يذكره بأن لا فرصة لديه للتغلب على جابر وهو أعمى ،

لكنه أصر على قراره وهو يقنع نفسه أنه لن يستسلم دون قتال.

كان عليه معرفة أين يقف جابر بالتحديد ،

و لكي يفعل هذا كان عليه حمله على التكلم.

قال كمال بصوت حذر :

_أين مهران ، لما ليس معك ؟





جاءه صوت جابر هازئا :

_لست بحاجة اليه ،

لذا أرسلته خلف شقيقك ..

هذا و سبب آخر هو أني أردت القضاء عليك بنفسي !





لم يرد كمال ،

عقد قبضته بقوة وهو يوجهها نحو مصدر الصوت ،

كانت دهشته كبيرة حين أصابت لكمته هدفها ،

لكن ليس أكبر من دهشة جابر الذي حطمت تلك اللكمة أنفه.

صرخ جابر بغضب و عصبية و الدماء تسيل من أنفه :

_سأقتلك أيها البائس !





و أطلق النار عليه !!

إرتد كمال من قوة و ألم تلك الرصاصة للخلف ، و سقط متدحرجا حتى أسفل الدرج.

تقدم جابر و وقف أعلى الدرج ،

تأمل بتشفي جسد كمال الذي كان قابعا في مكان سقوطه..

و دون أي حراك...



¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ¤




سار زياد على طول ذلك الممر المظلم ،

و وصل إلى حجرة مظلمة ذات نوافذ زجاجية عالية ،

لكن الجو الغائم في الخارج جعل نفاذ شيء من الضوء أمرا مستحيلا.

كان هناك مصعد صغير في الزاوية اليسرى ،

كان ذا باب مسيج بقضبان حديدية له مزلاج في الناحية الخارجية.

أما باقي الحجرة فكانت تحوي معدات و قطع معدنية مختلفة الأحجام.

أسرع زياد للإختباء خلف تلك القطع حين سمع صوت شخص قادم للغرفة ،

استطاع التخمين بأن صاحب تلك الكتلة الضخمة هو مهران ،

عقد زياد حاجبيه و خطرت في باله فكرة وهو يتأمل من مكانه ،

مهران الذي كان يجول في المكان متفحصا.

تقدم زياد بهدوء و حذر ليقترب من البقعة التي يقف فيها مهران ،

و لكنه بقي مختفيا خلف تلك الخردوات المعدنية.

التقط زياد مسننا معدنيا صغيرا من الأرض ،

و رماه إلى داخل المصعد ليصدر صوتا مسموعا.

و كما توقع تقدم مهران نحو المصعد ظنا منه أن ثمة أحدا يختبئ فيه ،

فبادر إلى فتح بابه الصدئ ليمسك بمن في الداخل.

و لكن المصعد كان خاليا ،

و قبل يتمكن مهران من التساؤل حتى ،

فوجئ بشخص يدفعه بقوة إلى داخل المصعد ،

و مع إستدارته رأى زياد يغلق باب المصعد و يقفله من الخارج.

صرخ مهران بحنقة وهو يندفع نحو باب المصعد محاولا فتحه :

_أيها الأحمق .. !

ما تفعله لا يغير شيئا ،

إنه يؤجل ما هو محتم فقط ،

ستندم ألف مرة عندما تقع بين يدي .. سأسحقك كالفأر !





و راح يهز قضبان باب المصعد بكل قوته محاولا كسرها و لكن من دون جدوى.

ضحك زياد بإنتصار و قال :

_أنت عالق في مصيدة ، و تصفني بالفأر ؟!





مد مهران ذراعه من خلال القضبان بحركة

مباغتة ليمسك به ،

لكن زياد تراجع للوراء في اللحظة ذاتها.

عقد زياد حاجبيه بغضب و قال :

_ لما لا تستسلم يا هذا ، لن تنجحا أنت و جابر أبدا فيما تخططان له !





عض مهران على شفتيه بغيض.

فجأة ..

ارتفع دوي رصاصة حطم الهدوء.

انتفض زياد بشدة وهو يهتف مذعورا :

_كمال .. لا !!





و إرتسمت على شفتي مهران ابتسامة شامتة ...



¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ¤





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 07:35 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


12 -



الساعة 04‎:08‎ صباحا



كان المطر قد توقف عن الهطل منذ ساعتين تقريبا ،

لكن الغيوم كانت ماتزال محتشدة في السماء ،

تنذر ببدأ سيل من الأمطار في أي لحظة.



في المشفى الحكومي للمدينة...



كان قد بدأ يستعيد وعيه شيئا فشيئا ،

يفتح عينيه رويدا فيرى سقف الغرفة و الأضواء البيضاء ،

ثم يعود لإغلاق عينيه بتهالك و ألم.

جاءه ذلك الصوت المألوف ليذكره بمدى واقعية أحداث الليلة الماضية و ليجعلها تتسارع دفعة واحدة إلى ذهنه :

_استعدت وعيك ؟!





أدار بسام رأسه ناحية الصوت ،

ليرى أسامة جالسا يتأمله من على سرير بجانبه ،

كانت ضمادات كتفه الأيمن تظهر من تحت زي المرضى الذي يرتديه ،

و كانت الآثار التي خلفتها الليلة العصيبة تبدو أكثر وضوحا على وجهه هنا تحت ضوء الغرفة القوي.

تيقن بسام من صحة ما جرى ،

غمغم وهو يحاول النهوض :

_أين أنا ؟!





لكنه تأوه وهو يعود للإستلقاء من جديد ،

فاجأه مقدار الألم الذي سببته له مجرد محاولة النهوض.

قال أسامة بقلق :

_هل أنت بخير ؟

عليك أن لا تتحرك ،

قال الدكتور رمزي أن إصابتك بليغة ، نجاتك وحدها كانت معجزة ،

أنا اعتقدتك قد مت فعلا.





غمغم بسام :

_نحن في المشفى .. أليس كذلك ؟!





أومأ أسامة برأسه إيجابا ، فاستطرد بسام :

_ماذا حدث ؟ أذكر أن صفوان كان ..





قاطعه أسامة :

_لا تقلق ، صفوان مات و انتهى أمره.

لقد شرحت كل شيء للشرطة ،

و لكنهم يريدون أن يطرحوا عليك بعض الأسئلة ،

لا أظنهم سيعاقبونك على قتلك إياه فقد قمت بما هو الصواب

و لكنها الإجراءات و حسب !




غمغم بسام ساخرا :

_و لما لا ؟

ذلك لم يكن الشيء الوحيد الذي قمت به في حياتي !





تنهد أسامة و قال :

_هيا لا تكن مكتئبا ،

لم يعد هذا مهما فقد أصبح بمقدورك تغيير هذه الحقائق الآن ،

أنت حر لتختار الطريق الذي تريد السير فيه.





ثم ابتسم وهو ينظر صوب المقاعد المخصصة للزوار و استطرد :

_أمضت الليل هنا ،

لقد كانت خائفة عليك !

لا أظن أن أيا من تلك الأشياء التي فعلتها في ماضيك تهمها !





ألقى بسام نظرة إلى حيث كان أسامة ينظر ،

دهش حين رأى ندى جالسة و قد غفت على أحد تلك المقاعد ،

بدا واضحا أنها قضت الليل هنا ساهرة إلى جواره.

إنعقد حاجبا بسام وهو يهز رأسه بصمت ،

مضى وقت طويل مذ شعر بأن شخصا ما يهتم به.

تمتم بسام محاولا دفع العواطف التي بدأت تجتاحه :

_إذا .. هل الجميع بخير ؟!





هز أسامة رأسه نفيا و قال بصوت قلق :

_كلا .. زياد و كمال لايزالان غائبين ،

لم يستطع رجال الشرطة التوصل إلى معرفة مكانهما بعد ،

يصر اتباع صفوان على أنهم لا يعلمون شيئا ،

و الوقت ليس في صالحنا !





نظر اليه ثم غمغم بانزعاج :

_بسام .. هل تصغي إلي حتى ؟





كان بسام شاردا ،

هز رأسه ثم بدا كمن تذكر شيئا و قال :

_أنا أعرف أين يمكن لزياد و كمال أن يكونا !





هتف أسامة مندهشا :

_حقا .. أين ؟!





أجاب بسام بصوت حذر :

_كان صفوان يلتقي بعميل له أظنه كان جابر .. في مصنع قديم ليتسلم البضاعة ،

ذلك المصنع يقع قرب الميناء .. كان ذلك المكان آمنا لا يخطر على بال أحد ..

أعتقد أنهما هناك !





هتف أسامة من جديد :

_جيد .. إذا علينا إخبار الشرطة بهذا !





غمغم بسام :

_لست متأكدا ، إنه محض تخمين !





نهض أسامة واقفا و قال :

_لا بأس .. أنا متأكد من أن هذه المعلومات ستكون مفيدة لهم ،

فقط أخبرني بالمكان و سأعلم الدكتور رمزي و البقية.





قال بسام :

_المصنع القديم ،

على رصيف الميناء السادس.

و لكن .. أواثق بأنك تستطيع السير ؟!





أومأ أسامة برأسه إيجابا وهو يقول :

_حالي أفضل من حالك .. لا تقلق.





و مضى خارجا من الغرفة.


_إذا .. هل أنت .. على مايرام ؟





إستدار بسام إلى ندى التي نطقت بالعبارة مبتسمة ،

أومأ برأسه إيجابا وهو يغمغم :

_إستيقظت !





قالت ندى :

_و أنت استيقظت أيضا !

أنا سعيدة لرؤيتك على مايرام ،

لقد بدوت في حال مروعة في الليلة الماضية ،

لقد أفزعتنا كثيرا !





تمتم بسام :

_أنا آسف .. و شكرا لإهتمامك !





تطلعت ندى اليه مشفقة للحظات ثم قالت :

_ماذا ستفعل الآن .. بعد موت صفوان ؟





زفر بسام و أجاب :

_لن أضع خططا مستقبلية ، فرجال الشرطة تولوا هذه المهمة عني حتما !





سألت ندى بقلق :

_هل تظن أنهم سيلقون القبض عليك ؟!





أجاب بسام مطرقا :

_أجل .. أنا واثق.





صمتت ندى لبرهة ثم قالت مغيرة الموضوع :

_يقول العم رمزي إن أردت التغير فعلا ،

فعليك التكفير عما فعلت في الماضي أولا ،

لقد اقترح الخدمة العسكرية .. أتصدق هذا ؟!





ارتفع حاجبا بسام بدهشة وهو يغمغم :

_الخدمة العسكرية ؟!





ضحكت ندى قائلة :

_هذه كانت ردة فعلي أيضا.

لم أستطع أن أتخيلك عسكريا في اللباس العسكري !





هز بسام رأسه مفكرا للحظة و قال :

_لا تبدو فكرة سيئة !





قالت ندى بدهشة :

_أنت جاد ؟!





ابتسم بسام قائلا :

_بعد التفكير .. لن أرفض فرصة تلقين بعض الحمقى درسا ،

أجد أنه الشيء الوحيد الذي أتقنه ،

و لكن لندع كل شيء لوقته فلا أظن أن بوسعي التأمل كثيرا .. خاصة بعد ليلة البارحة !





كان على وجهه تعبير حزين حير ندى.



¤ـــــــــــــــــــــــ¤



ارتفعت ضحكات مهران الساخرة وهو يقول :

_ما الأمر ؟!

تبدو و كأنك فقدت شخصا عزيزا !





صرخ زياد بغضب :

_أصمت أيها القذر !

لو أصاب كمال أي سوء .. أي سوء فسأجعلك تدفع الثمن غاليا.





ثم أسرع يركض نحو المخرج متوجها إلى حيث ترك كمال.

كان ضربات قلبه تدوي و صورة كمال لا تفارق ذهنه ،

ما كان ليسامح نفسه على أي مكروه قد يصيبه ، لو لم يتركه هناك لما حدث أي من هذا .. عض على شفتيه بحنق.

لم يجد كمال خلف تلك الآلة ،

فازداد خوفه أكثر

و راح يسرع إلى المدخل الثاني الذي دخلا منه أول الأمر آملا أن يجده هناك.

وصل صوت جابر إلى أذني زياد قبل أن يصل إلى المدخل.

توقف في أعلى الدرج وهو يرى جابر شاهرا مسدسه و كمال على الأرض.

اتسعت عينا زياد ذعرا حين رأى ذلك المشهد ظن الأوان قد فات ،

أن جابر أنهى مهمته و أن أمر كمال قد انتهى.

لكن كمال نهض جالسا بصعوبة ،

وسط دهشة جابر و زياد ،

لم يكن ينزف و لم يكن هناك أثر لأي إصابة عليه.

ما عدا جرحا سطحيا في إحدى ذراعيه ،

بدا أن الرصاصة أحرقت ذلك الجزء من قميصه مسببة هذا الجرح لكنها لم تصبه بالكامل.

كان كمال متألما من جراء سقوطه من أعلى الدرج.

صرخ جابر بغضب :

_مستحيل .. كيف لم تمت .. كيف نجوت من طلقتي ؟!





غمغم كمال بألم :

_أنت لا تحسن التصويب !





ابتسم جابر بخبث و قال :

_هذه مشكلة يمكن معالجتها .. إن لم تنجح من المرة الأولى فحاول مرة أخرى !





إنعقد حاجبا كمال بغضب وهو يدير عينيه لمصدر الصوت ،

كانت عيناه الذهبيتان ثاقبتين و تفيضان حنقا و إمتعاضا ،

لم يرق تعبير كمال و لا نظرة عينيه تلك لجابر الذي صرخ :

_لا تنظر إلي هكذا !

أكره تلك النظرة .. و أكره تلك العينين ،

إنهما عينا عدنان الفارس نفسهما !





لم ينتبه جابر على زياد الذي انقض عليه من حيث لم يعلم ،

طار المسدس من يد جابر ،

و إنهال زياد عليه باللكمات و الضربات ينفس عما إعتراه من غضب لحظة سماعه لجملة جابر الأخيرة ،

لقد أدرك السبب الذي جعل جابر يتقصد إفقاد كمال بصره.

كان يشتعل غضبا من هذا المجرم الظالم المنتقم الذي يدعي أنه يحقق ما يسميه بالعدالة.

قاطعه صوت كمال المتوتر و أخمد شيئا من براكين غضبه :

_زياد .. أهذا أنت ؟!





توقف زياد و ترك جابر يتألم على الأرض ، إتجه إلى مسدسه و أخذه ،

ثم إستدار إلى كمال و أجاب :

_نعم .. هل أنت على مايرام ؟





أومأ كمال برأسه إيجابا وهو يحاول الوقوف ، فأسرع زياد يسنده.

ألقى نظرة أخيرة إلى جابر ثم إستدار عائدا إلى الممر المظلم .. ليجربا طريقا آخر للخروج.



¤ـــــــــــــــــــــــ¤


تحت رذاذ المطر الخفيف ..

في الميناء السادس أمام المصنع القديم ..



أخذ الضابط فؤاد يشرح لمجموعة من رجاله خطة إقتحام المصنع.

و راح سالم في بقعة غير بعيدة عنهم يتحرك جيئة و إيابا بتوتر و قلق شديد.

كان ابنه رامي الذي أصر على مرافقته يتأمله بقلق بدوره.

قال محاولا طمأنة والده :

_لا تخف على زياد يا أبي ،

هو قادر على حماية نفسه و سيحمي كمال أيضا.





حاول أن يبتسم رغم خوفه و توتره وهو يضيف :

_سيكون كلاهما بخير .. سيلقن أولائك الأشرار درسا.

سترى أنهما سيخرجان من ذلك الباب في أي لحظة الآن دون حاجة إلى من ينقذهما.





كادت عينا سالم تخرجان من محجريهما دهشة حين رأى في اللحظة ذاتها ،

زياد معه كمال مستندا على كتفه ، خارجين من بوابة ذلك المصنع الكبيرة.

أسرع مجموعة من رجال الشرطة و آخرون من فريق الاسعاف إليهما.

حملوا كمال إلى سيارة الإسعاف القريبة و إنهمكوا في تقديم العناية الطبية له.

كان زياد لايزال واقفا مكانه ينظر إلى كمال ،

حين سمع صوتا يعرفه جيدا ينادي عليه ، و التفت ليرى والده و شقيقه يقفان أمامه.

احتضنه رامي هاتفا بصوت يوشك على البكاء :

_كنت متأكدا .. كنت متأكدا من أنك ستتغلب عليهم و أنك ستكون بخير !





ربت زياد على ظهره و قال بسعادة :

_أنا مسرور لرؤيتك بخير .. كنت قلقا عليكم جميعا !





ابتسم رامي وهو يتركه و قال :

_الجميع بخير ، كنا قلقين عليك أنت و كمال.





تمتم والده بإرتياح :

_أنا سعيد بعودتك سالما يا بني !





احتضنه زياد هو الآخر و غمغم :

_شكرا لك أبي ،

أنا آسف على ما سببت من مشاكل !





هز سالم رأسه نفيا و قال :

_لم يكن خطأك أبدا !





قال زياد غير موافق :

_لم أفكر جيدا ، لو أني أخذت كمال إلى الشرطة عوضا عن إحضاره إلى البيت لكان حضي بالمساعدة و ما كان جابر أو غيره ليؤذوا أحدا أو ..





قاطعه سالم :

_ما حدث قد حدث و انتهى الأمر الآن ، لا تلم نفسك ، لم يكن أي مما حصل ذنبك أنت.





غمغم زياد :

_معك حق و لكن الحقيقة هي أني لم أحسن التصرف أيضا !





ابتسم والده سعيدا ،

كم تغير زياد خلال العامين الذين غاب فيهما.

لقد بات شخصا مختلفا ،

رجلا يتحمل المسؤولية ، كان لا يكاد يصدق أنه زياد نفسه.



_ستندم على فعلتك يا زياد !



يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 07:37 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




أجفل زياد وهو يستدير للخلف .. نحو مصدر الصوت ،

لقد كان جابر ..

كان قد تسلل خارجا من المصنع بطريقة ما دون أن يراه رجال الشرطة.

كانت الكدمات تغطي وجهه بالكامل ، و في يديه كان مسدس قد حصل عليه من إحدى الصناديق.

رفع جابر المسدس في وجه زياد و من خلفه سالم و رامي.

اتسعت أعينهم بدهشة.

أشهر عدد من رجال الشرطة الذين كانوا على مقربة من المكان ، أسلحتهم على جابر يأمرونه برمي مسدسه.

لكن جابر لم يكترث أبدا ، كانت عيناه معلقتين على زياد الذي بدا مندهشا غير مصدق.

صرخ جابر على نحو هيستيري :

_لقد قتلت عدنان الفارس قبل خمس سنوات ،

لكن عينيه ماتزالان تطاردانني في كل مكان !

في عينيك أيضا ..





صوب المسدس نحو رأس زياد الذي لم يتحرك و راح جابر يتابع بصوت عنيف :

_لقد سلبت كمال بصره كي لا أرى عيني عدنان في ملامحه ،

لكن ذلك لم يجدي نفعا أبدا .. أنا أراه في كل مكان .. في كل مكان ..

كمال .. زياد .. و كل من قد تختبئ خلفه ، سأقتل الجميع .. الجميع يا عدنان الفارس حتى أصل إليك !!





كان الحقد ينضح من كل كلمة قالها ،

أمسك المسدس بكلتا يديه متجاهلا صيحات رجال الشرطة و تهديداتهم ثم ضغط على الزناد ،

في اللحظة التي دفع فيها سالم ابنه ليجنبه تلك الطلقة النارية.

ما إن أطلق جابر من مسدسه حتى أطلق عليه رجال الشرطة بدورهم طلقات أصابت جسده.

كان جابر في حال من اللاعقلانية منعته من الإصغاء لتهديدات الشرطة و تحذيراتهم.

فلم يكن أمامهم سوى تلك الطريقة لإيقافه.. لم يكن أمامهم سوى قتله.



تطلع زياد و والده إلى جثة جابر على الأرض ،

و أشاح رامي بوجهه من ذلك المنظر.

غمغم زياد مشفقا :

_لقد فعل ذلك إنتقاما لإبنه ،

ليته لم يتهور .. ما كان يجب أن تنتهي الأمور هكذا !





ضاقت عينا سالم وهو يقول :

_مهما كان الأمر يا زياد .. لا تنسى أنه قتل و آذى كثيرا من الأبرياء في حياته !





أومأ زياد برأسه إيجابا و غمغم :

_صحيح .. و لكني أشعر بالأسف اتجاهه !





لونت صوته مسحة حزن ،

ربت سالم على كتفه وهو يتمتم :

_لا عليك يا بني .. لقد حصل ما هو مقدر .. و ما كان أحد منا ليغير ذلك !





توقف هطل المطر ، و راحت أشعة شمس صباح جديد تتسرب من بين الغيوم ،

معلنة عن انتهاء ليل مظلم طويل.

راحت تبث الدفء في الأجواء و في نفوس الناس على حد سواء ..

متوعدة بنهار يحمل الأمل بالحياة ..



¤ـــــــــــــــــــــــ¤




كان شعاع من ضوء أصفر نقي يخترق نافذته و يملأ الغرفة بينما كان واقفا عند الشرفة يراقب غروب الشمس ،

كانت منخفضة جدا و بدت أبعد من المعتاد ،

لكنها كانت شمسا حقيقية إعتقد أنه لن يرى مثلها مجددا.

كانت غيوم وردية و برتقالية تتكوم في الأفق الغربي ،

فعجلت في اختفاء الشمس.

لكن رقعة كبيرة من السماء كانت واضحة في الوسط و في الجهة الشرقية.

تمهل عند شرفته قدر ما استطاع ،

كان لايزال يخشى أن تختفي من جديد ،

ككل شيء في حياته التي غدت كالحلم.

قالت ليلى التي دخلت الحجرة تحمل طفلة صغيرة في عامها الأول بين ذراعيها :

_كمال .. ماذا تفعل ؟ .. سيصل الجميع في أي لحظة الآن.





أجاب كمال وهو مايزال يحدق في الأفق :

_سآتي حالا يا عزيزتي.





أطلت لمحة حزن من ملامح ليلى و هي تتقدم لتقف إلى جانبه ، و تقول :

_لقد مضت سنتين ، و أنت ماتزال تذكر و تعاني من الماضي ، لم تعتد على ذلك بعد يا كمال .. أليس كذلك !





ابتسم كمال بحزن وهو يستدير قائلا :

_بلى .. لقد مر عامان ،

لكني غير قادر على نسيان السنوات الخمس التي قضيتها في الظلام الحالك.

مازال الأمر صعب التصديق في نظري ،

و كأنه بالأمس فقط حين كانت حياتي تفتقر إلى ذرة أمل أو إلى مقدار نور شحيح.





أطل الحزن من عيني ليلى لرؤيتها ألم زوجها و معاناته.

رمقها كمال لحظة ثم قال مغيرا الموضوع :

_إذا .. اليوم ستكمل صغيرتي الجميلة عامها الأول !





ثم ضحك وهو يلاعب الطفلة الصغيرة قائلا :

_أنت تستغرقين كل الوقت الممكن إستغراقه في النمو .. متى ستتعلمين قول بابا !





و راح يلقنها كلمة بابا مرة بعد الأخرى دون أن تستجيب له الطفلة ، فقد كانت تضحك و تلعب بأصابعها و تلوح بيديها أمامه.

هز كمال رأسه بشكل مأساوي و غمغم :

_لا جدوى ، يبدو أني لن أسمعها منك أبدا .. أليس كذلك يا ريم ؟!





ضحكت ليلى و قالت :

_ليس الآن .. أنت تذكر أن ريم أكملت عامها الأول هذا اليوم فقط !

لا تستعجل .. سيأتي يوم تتمنى فيه لو أنها لم تكبر سريعا.





ابتسم كمال و قال :

_ربما .. رغم أن هذا يبدو غير وارد.





قالت ليلى و هي تتوجه لباب الغرفة :

_هيا بنا يجب أن لا نتأخر.





و لحق بها كمال إلى خارج الغرفة.





¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ¤





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-13, 08:00 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الأخير




نزع أسامة قبعته التي هي جزء من زي الشرطة النظامي الذي يلبسه ،

و أطلق تنهيدة ثقيلة

وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الطريق،

قبل أن يغمغم :

_لقد كان يوما متعبا !





هز بسام الذي كان يرتدي زيا مماثلا رأسه ، وهو يقود السيارة و قال :

_صحيح لكننا أنجزنا الكثير .. قبضنا على لصوص المصرف..

و على القاتل الفار..

و كذلك حصلنا على طرف الخيط للإمساك بمهربي الممنوعات !





قال أسامة متذمرا :

_و كأنك لا تعلم أن الضابط المسؤول عن هذه القضايا سينسب كل الفضل اليه.

نحن نبذل الجهد وهو يحصل على التقدير !





ابتسم بسام بسخرية و قال :

_هل بدأت تسأم ؟

نحن لسنا سوى شرطيين في بداية الطريق فماذا تتوقع ؟





ابتسم أسامة وهو يقول :

_أعلم ذلك و لكن .. ألا يحق لي أن أتذمر بين الحين و الآخر ؟!

أنت تعلم أن ذلك ليس عدلا.





أومأ بسام برأسه إيجابا و اكتفى بالقيادة صامتا.

أخذ أسامة يحدق فيه مستغربا ،

حاول بسام تجاهله و حين لم يفلح سأل بإنزعاج :

_ماذا ؟ لما تحدق في هكذا ؟!





ابتسم أسامة قائلا :

_لا شيء .. أنا فقد لا أستطيع فهم كيف تكون أنت .. بسام متفانيا هكذا في عملك كشرطي .. أن هذا يبدو غريبا ؟!





رشقه بسام بنظرة سريعة ، فغمغم أسامة :

_أنا لم أقصد الإهانة !





ظل بسام ينظر إلى الطريق بصمت للحظات ثم قال أخيرا :

_أفكر في التعويض عن الماضي و التكفير عما فعلت ،

و هذه الفكرة هي .. دافعي !





هز أسامة رأسه بتفهم.

أوقف بسام السيارة فنزل أسامة منها.

أطل من النافذة قائلا :

_هل ستذهب إلى منزل كمال ؟!

اليوم عيد مولد ابنته و قد دعا الجميع للحضور.





أجاب بسام :

_أجل .. كدت أنسى ، قد لا أستطيع الذهاب فلدي مناوبة هذه الليلة !





سأل أسامة بدهشة :

_مناوبة ليلية .. لماذا .. ما الذي فعلته ؟!





تنحنح بسام و أجاب :

_بعض المشاكل مع الضابط المسؤول !





ضحك أسامة بصوت عالي وهو يهتف :

_و أنا الذي أتحدث عن تفانيك و إخلاصك في العمل ، كنت واثقا بأن هذا ليس من شيم بسام.





عقد بسام حاجبيه و قال :

_لم يكن ذلك بسبب تقصيري في العمل ،

بل بسبب خلاف في الآراء بيني و بينه لا تعجبني طريقته في التعامل.





ضحك أسامة من جديد و قال :

_قررت أن توقفه عند حده ، لكنك نسيت أنه أعلى منك رتبة !





غمغم بسام :

_كفاك ضحكا .. هيا غادر الآن أراك لاحقا !





قال أسامة وهو يبتعد عن السيارة :

_إلى اللقاء أيها الشرطي المثالي.





و راقب السيارة و هي تبتعد.

صعد أسامة إلى الشقة ،

فتح الباب و ما إن خطى إلى الداخل حتى أسرعت اليه رنا فرحة بعودته و كذلك فعل ماجد.

توجها معه إلى الصالة.

كانا يحبان الاستماع إلى تفاصيل عمله في سلك الشرطة ،

كان عمل الشرطي بالنسبة لهما بطوليا دائما.

و كان أسامة يشاركهما حماسهما و يروي لهما ما يعتقده مناسبا.

أطلت أم أسامة من باب الصالة و ضحكت من هدوء ولديها عندما يحدثهما أسامة.

قالت :

_هيا .. العشاء جاهز !





قال أسامة :

_حسنا .. هيا لتناول العشاء أنتما الاثنان.





صاح رنا و ماجد بصوت واحد :

_حاضــــــــــر !





و راحا يتسابقان إلى المطبخ.

ابتسم أسامة لوالدته و قال :

_سأغادر الآن.





هزت رأسها و قالت :

_ألست متعبا ؟





أومأ أسامة برأسه إيجابا و قال مبتسما :

_بلى و لكن لا بأس ، و كأني سأقوم بأي مجهود ،

سأهنئهما و أتمنى عاما سعيدا للصغيرة ريم ثم أعود من فوري.





ابتسمت أمه و قالت :

_أبلغهما تحياتي.





هز أسامة رأسه و قال :

_سأفعل.





راقبته أمه وهو ينصرف ، ابتسمت وهي تدعو بأن يحفظه الله و يرعاه على الدوام.



¤ــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ¤





صاح زياد :

_و لكن يا كمال ..





قاطعه كمال نافيا :

_مستحيل يا زياد .. إنسى الأمر.





هتف زياد :

_و لكن الجميع يفعلون ذلك صدقني ،

هيا لا تكن عنيدا .. مرة واحدة فقط !





أومأ كمال برأسه نفيا.

فغمغم زياد :

_رجاءا يا كمال .. لا داعي لهذا العناد .. الأمر ليس بذلك السوء.





صمت كمال لبرهة يتظاهر بالتفكير ثم صاح :

_لا .. أبدا .. مستحيل !!





زفر زياد ثم حمل ريم الصغيرة و وجهها مقابل كمال في محاولة لإستعطافه و غمغم :

_هيا يا كمال من أجل ابنتك الصغيرة .. هل ستقول لا لهذا الوجه البريء ؟!





عقد كمال حاجبيه بغضب و قال :

_هلا توقفت عن ذلك يا زياد !





ضحكت ليلى و قالت ممازحة و هي تأخذ ابنتها من يدي زياد :

_أبقيا صغيرتي ريم خارج نزاعاتكما.





ثم جلست إلى جانب كمال و إنهمكت بإطعام ريم الصغيرة.

تنهد زياد و قال :

_اسمع .. حتى بسام لا يمانع القيام بذلك.





ثم إستدار إلى بسام وهو يسأل :

_أليس كذلك يا بسام ؟





نهض بسام واقفا وهو يقول :

_اعذرني يا كمال علي الذهاب الآن فلدي عمل.





ابتسم كمال و قال :

_لا عليك شكرا لمجيئك.





التفت بسام إلى زياد و ابتسم بسخرية قائلا :

_بالمناسبة يا زياد .. جوابي هو لا !





ضج الحاضرون في الضحك في حين عقد زياد ذراعيه بغضب.

قال رامي :

_لما لا تستسلم يا زياد ، ما من طريقة قد تقنع بها كمال بإرتداء هذه القبعة السخيفة.





صاح سالم :

_كف عن هذه التصرفات يا زياد ألا تظن بأنك يجب أن تتصرف بنضج.





نظر زياد إلى قبعة مبهرجة الألوان صنعت من الورق المقوى ، مخروطية الشكل ، كالتي يضعونها في حفلات أعياد الميلاد ، كانت بين يديه.

صمت قليلا ثم قال لكمال بإصرار :

_هيا يا كمال .. حتى أني غيرت رأيي و لن ألتقط أي صور !





هتف كمال بإندهاش :

_أكنت تنوي إلتقاط الصور ؟!





ضحك زياد حين أدرك زلة لسانه تلك و قال :

_حسنا بما أني فضحت نفسي فسأقول الحقيقة ،

كنت سألتقط لك صورة بهذه القبعة .. كان ذلك ليكون أمرا نادرا و تاريخيا ،

كنت لتتوج مهرجا على سبيل التغيير.





ابتسم كمال وهو يأخذ القبعة من يده ،

ثم وضعها على رأس زياد و قال :

_بل هكذا يا أخي الصغير تتوج أنت مهرجا للعائلة بحق !





زفر زياد بحنق وهو يرفع القبعة عن رأسه ،

في حين ضحك الجميع منه.

غمغم زياد مقطب الجبين :

_هذا ليس مضحكا !





جلست ندى إلى جانب ليلى و قالت و هي تتأمل طفلتها :

_إنها جميلة جدا .. تشبهك يا ليلى.





ابتسمت ليلى و قالت :

_أحقا .. يظن الجميع أنها تشبه والدها أكثر.





ابتسمت ندى وهي تلاعب الصغيرة و قالت :

_ربما تشبهكما كليكما معا !







انقضى ذلك المساء سريعا و حين همت ندى بالمغادرة تطوع زياد لإيصالها إلى البيت.

سارت السيارة بالإثنين في الطريق بهدوء ، كان هناك موضوع واحد يشغل بالهما لكن أي منهما لم يفصح عنه.

قرر زياد أخيرا أن يقطع ذلك الصمت ،

فتنحنح مغمغما :

_إذا .. هل حدثك السيد رمزي بموضوع ما مؤخرا ؟!





شعرت ندى بالإرتباك وهي تسأل :

_موضوع مثل ماذا ؟!





صمت زياد لحظة و إحتار فيما يقول ،

تمتم أخيرا :

_موضوع يخصنا نحن الإثنين.





أجابت ندى بصوت خافت :

_بلى .. لقد فعل.





سأل زياد بعينين متشوقتين :

_و ماذا كان ردك ؟!





انتظر أن تجيبه ،

راحت ندى تنظر إلى يديها لبضع لحظات ثم قالت :

_ألم يخبرك السيد رمزي ؟!





هز زياد رأسه نفيا ،

فإبتسمت ابتسامة صغيرة و غمغمت :

_أنا .. قلت أني موافقة !





أشرقت عينا زياد وهو يسأل :

_حقا .. أنت جادة ؟!





بقيت ندى صامتة و أطرقت رأسها بخجل.

ابتسم زياد وهو يحول عينيه إلى الطريق و قال :

_أنا سعيد بقرارك هذا !





غمغمت ندى :

_أنت تدرك أن عليك انهاء دراستك أولا .. أليس كذلك ؟





أجاب زياد :

_بالطبع .. سننتظر حتى أصبح عضوا فعالا في شركة السلام .. تحت إدارة شقيقي بالطبع ،

سمعت أن كمال صارم في ما يخص العمل .. قد نقضي وقتا عصيبا أنا وهو !





ضحكت ندى و قالت :

_ستتوصلان إلى حل ما بالتأكيد ، عليك أن تكون جادا في عملك فقط.





ملأت صدمة مصطنعة وجه زياد حين إستدار إليها و راح يهتف :

_ها أنت تشككين في قدراتي مسبقا ، كيف يكون ذلك عادلا ؟!

أنت من جهة و السيد كمال من جهة أخرى !





ضحكت ندى ، فما كان منه إلا أن ضحك هو الآخر متخليا عن قناع الغضب.

ابتسم زياد بسرور وهو ينظر من خلال زجاج السيارة إلى الطريق الممتد.



إلتمعت نجوم تلك الليلة الصافية أكثر من العادة ،

كانت غاية في الجمال..

بدت كلآلئ تزين السماء..

كما تزين الضحكات و اللحظات السعيدة حياتنا حين تنجلي الهموم..

و تنقضي ليلة صقيعية باردة يليها نهار ربيعي دافئ..

لتعلم يقينا..

أن


" الثلوج مصيرها السيول"









_النهاية_


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-13, 05:46 AM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

كانت هذه رواية الاسبوع باللغة العربية الفصحى

نرجو أن قد حازت على رضاؤكم الذي هو هدفنا

قراءة ممتعة للجميع.....



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 01:57 AM   #28

ملاك أبي

? العضوٌ??? » 395544
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 71
?  نُقآطِيْ » ملاك أبي is on a distinguished road
افتراضي

رواااااية روعه روعه روعه

حبيت كم تطور علاقة أسامه و بسام كيفة لقاء الأبطال الأخوين كمال و زياد

جميل الأكشن اللي في الرواية تحمس مرررررررررررره


ملاك أبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-17, 05:21 PM   #29

Fedoua
 
الصورة الرمزية Fedoua

? العضوٌ??? » 390698
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 84
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » Fedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond reputeFedoua has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
افتراضي

فعلا الرواية رائعة اعجبني الاكشن و الغموض بالدرجة الاولى اهنؤك على هذا العمل و اتمنى لك التوفيق في كتابات اخرى ان شاء الله

Fedoua غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الثلوج

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.