آخر 10 مشاركات
♥♥ خـواطـر قلبيــه ♥♥ (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          *** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-13, 10:53 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


عنوان (10)...

A lie could break someone’s life or make it if it’s well thought

But remember lies are short termed and are meant to be caught

©

.

.

.

.

.


مشت للدرج و صارت تركب للدور الثاني، لفت و صارت تمشي لممر غرفتها، بكل خطوة تأخذها للقدام يجي لها صوتها، صوتها و هي تشهق، حطت يدها على قلبها بخوف: بسم الله..، و هي تمشي أسرع: بسم الله الرحمن الرحيم..، و هي تنادي عليها: حنين يمة..، فتحت باب غرفتها بسرعة و فتحت عيونها بصدمة، جالسة بنص الغرفة ترتجف و تبكي، أزرار عبايتها كلها مفتوحة، شيلتها طايحة على الأرض و شعرها غير مرتب و هو ماسكها من يدها، ماسكها و هو عاري صدر: عـــزيــــز!!!

فكها بسرعة و بإرتباك: يمة.. يمة..

سعاد مشت له بسرعة، مسكت يده و قومته: أنت.. أنت إيش مسوي في البنت؟ و بصوت عالي: إيـش مـسـوي فـيـهـا؟

عبدالعزيز بنفس حالته: يمة.. أنا.. أنا.. مانه مثل ما تفكري..

سعاد و هي تضربه و بصراخ: تـكـلـم، إيـش مـسـوي فـي البـنـت؟ سمعت شهقاتها تزيد فـ دفعته عنها بسرعة و نزلت لها، و هي تلمها لحضنها: يمة حنين.. يمة إيش سوى فيك، تكلمي.. تكلمي إيش سوى فيك؟

دفنت رأسها في صدرها و صارت تبكي أكثر

سعاد خافت، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم لها: حنين يا بنتي تكلمي.. قولي إيش..

قاطعتها و هي تتعلق فيها أكثر: إغتـ.. إغتصـ.ـبني.. إغتصبني..

رفعت عيونها له بصدمة: إيــــش؟!

حنين صارت تبكي أكثر و ما ردت

حاوطتها من أكتافها بس ما شلت عيونها من عليه، ما نطقت بحرف، ما عرفت إيش تقول، كيف تهديها، مانها قادرة تصدق اللي تقوله لها، مانها قادرة تصدق اللي تقوله فيه، ولدها، تربيتها، ضيعت عمرها عليه، يطلع كذي؟ مستحيل! بس..، و هي تنزل عيونها لـ حنين، كيف تفسر اللي تشوفه، البنت في حضنها و في هالحالة، تقدر تحس برجفتها و بخوفها، تقدر تسمع شهقاتها المتقطعة، ما تقدر تكذبها، ما بـ هالحالة، نزلت عيونها لشيلتها و سحبتها لها، رفعته و حطته على رأسها، مسكتها من أكتافها و صارت تقومها، تقومها و هي تحس بدموعها تنزل على خدودها، دموع تحرق قلبها، و هي ترفع عيونها له: حسافة تربيتي ضاعت عليك!

عبدالعزيز إقترب منها بخطوة و هو يحرك رأسه بالنفي: مانه مثل ما تقول.. ما لمستها.. يمة..

قاطعته و بصراخ: لا تـقـول لـي يـمـة، لا تـقـول..، فكت حنين و مشت له بسرعة، رفعت يدينها و صارت تضربه بأقوى ما عندها: كـذي يـا عـزيـز، لـهـنـا تـوصـل عـنـدك.. ويـن راحـت تـربـيـتـي؟ أنـا ويـن غـلـطـت؟ ويـن؟

عبدالعزيز و هو يحاول يصد ضرباتها: يمة.. لحظة إسمعيني.. إسمعيني..، و هو يمسك يدينها و يسحبها له: يمة.. و الله ما مثل ما تقول.. ما كذي..، حاوطها من أكتافها و حضنها: والله يمة.. صدقيني.. صدقيني..، و هو يأشر عليها: هذي تكذب..، و بصراخ: تـكـذب!

سعاد دفعته عنها و صارت تضربه مرة ثانية: تـكـذبـهـا؟ تـكـذبـهـا و هـي كـذي؟

عبدالعزيز و هو يحرك رأسه بالنفي: يمة ما سويت شيء.. ما سويت..، رفع عيونه لـ حنين و مشى لها بسرعة، سحبها من مرفقها و بصراخ: قـولـي أنـك تـكـذبـي..، و هو يهزها: إعـتـرفـي و لا والـلـه بـذبـحـك، بـذبـحـك!

حنين صارت تبكي أكثر و هي تحاول تفك نفسها منه: إتركـ.ـني.. إتركـ.ـني..، إلتفتت لـ سعاد: خـ.ـالتي.. خالتـ.ـي..

سعاد مشت لهم بسرعة، سحبتها من بين يدينه و رجعتها لوراء و حنين تعلقت فيها و صارت تحتمي فيها

عبدالعزيز بعصبية و بنفس حالته: و الـلـه أنـهـا تـكـذب.. تـكـذب الـحـقـيـ..، ما قدر يكمل لأنها رفعت يدها و عطته كف سكتته، نزل رأسه و هو يحاول يستوعب اللي صار، حط يد على خده و من ثم رفع عيونه لأمه: يمة..

سعاد: بـس و لا كـلـمـة.. و لا كـلـمـة.. مـا أريـد أسـمـع مـنـك.. مـا ألـحـيـن..، و هي تأشر على باب الغرفة: إطـلـع بـرع، بـــرع!

عبدالعزيز و هو يحرك رأسه بالنفي: يمة..

سعاد بنفس حالتها: بـــرع!!!

عبدالعزيز و هو يرفع عيونه لـ حنين: و الله أنك بتندمي!

سعاد دفعته بسرعة: و بـعـد تـهـددهـا؟! تـهـددهـا قـدامـي! صارت تدفعه لبرع الغرفة بسرعة: حسبي الله عليك.. حسبي الله عليك من ولد.. حسبي الله! دفعته برع الغرفة و سكرت الباب بسرعة، مررت يدها على وجهها بتوتر، إلتفتت لها شافتها تجلس على الأرض أو بالأحرى تطيح!

قلبها يرتجف من الخوف، مانها قادرة تحس برجولها، حسته بيذبحها بجد، بيحرقها من الشرار اللي طالعة من عيونه، حست ببرودة غريبة تنزل لجسمها، إرتجفت أكثر فـ لمت عبايتها تلفه على جسمها أكثر، تخيلت قبلاته فغمضت عيونها بقوة، غمضتهم و صارت دموعها تنزل مرة ثانية.

مشت لها بسرعة و نزلت لمستواها، حضنتها: بس يا حبيبتي، بس يا بنتي، لا تبكي، لا تبكي..، و هي تمسح على ظهرها لتهديها: لا تخافي..، و هي تأخذ نفس لتهدي حالها: لا تخافي..، و هي تفكر: ما راح أخليه، لا تخافي! تذكرتها فقطبت حواجبها بقوة، تنتظرهم تحت، كيف تأخذ لها بنتها كذي، إيش بتقول لها، تخبي عليها؟ ما تقدر، حاوطتها من أكتافها و صارت تمسح على رأسها: يا بنتي أمك..

قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: لا.. خالتي.. لا.. بيذبحـ.ـوني.. بيذبحـ.ـوني..

سعاد و هي تمسح دموعها: يا بنتي، مانها غلـ..

قاطعتها و بنفس حالتها: بيلـ.ـوموني.. بيذبـ.ـحوني..

سعاد سكتت و هي ما تعرف إيش تقول لها، معقولة بـ يلوموها؟ تعرف أنهم بيذبحوه هو بس هي ليش؟ تنهدت بقلة حيلة، قامت و صارت تقومها: إنزين يا يمة.. إنزين مثل ما تريدي.. ما أخبرها ألحين.. ما ألحين.. لازم ننزل لها.. تنتظرنا.. قومي آخذك لها.. قومي..، قومتها و أخذتها للحمام، غسلت وجهها و نشفته، رتبت شعرها و لفت شيلتها على رأسها، ساعدتها تسكر أزرار عبايتها و بعدها مسكت يدها و صارت تمشي لبرع الغرفة، تقدر تحس برجفتها، لين ألحين باقية، أخذت نفس تهدي حالها و صارت تنزل الدرج معاها.

أول ما شافتهم وقفت و صارت تمشي لهم، و بخوف: سعاد، إيش صاير؟ وينكم؟ سمعتكم تصرخوا، سمعتكم..، و هي تأشر على باب الصالة: شفت ولدك يطلع بسرعة.. خير، إيش في؟ إيش صاير؟

سعاد بإرتباك: لا،.. أمم.. ما صاير شيء يا فاطمة.. لا تخافي.. بس أنا و هو.. شوي.. تعرفي تصير في كل بيت..

فاطمة ما إقتنعت بكلامها بس ما علقت، رفعت عيونها لبنتها و هي تشوف وجهها محمر، جت بتتكلم بس تكلمت قبلها.

سعاد و هي تنزل الثلاث درجات اللي تفصلهم: البنت شافتنا و خافت.. أقول لها ما في داعي.. بس خافت..

فاطمة ما حبت تكذبها بس بنفس الوقت ما قدرت تمسك حالها، مشت لـ حنين بسرعة و تكلمت: حنين يا ماما، أنتي بخير؟

حنين رفعت عيونها لـ سعاد و من ثم رمشتهم بخوف و بإرتباك: أنـ.ـا بخيـ.ـر..

فاطمة و هي تلتفت لـ سعاد و من ثم لها: يللا يا بنتي، خلينا نمشي.. خلينا نمشي بسرعة! قالتها و بعدها حاوطتها من أكتافها و صارت تمشي للباب.

سعاد ما نطقت بحرف و مشت وراهم، ما عندها أي شيء تقدر تقوله، ما عاد عندها أي كلام، وقفت عند باب الصالة و هي تشوفهم يطلعوا من الحديقة، نزلت عيونها عنهم و صارت تمشي للكنبة، جلست، حطت يدها على رأسها و صارت تبكي، دمر حياة البنت، تعدى على شرفها، إيش راح يصير فيها؟ صغيرة و قدامها حياة طويلة لين ألحين ما شافتها، ما عاشتها، كيف تقدر تعيش بعد اللي صار؟ تقدر تفهم خوفها، تقدر تفهم ليش ما تريد تخبر أهلها، تنفضح البنت، تنفضح و سيرتها بتكون على كل لسان، حركت رأسها بقلة حيلة و هي تتحسب عليه: حسبي الله عليك.. حسبي الله عليك!


***************************


جلست على السرير و هي تحس بقلبها يدق بسرعة جنونية، رمشت عيونها بإرتباك و رفعتهم للباب، تشوفهم معطيها ظهرهم و يطلعوا، تقدر تسمع ضحكاتهم اللي صارت تبتعد شوي، شوي لين إختفت وراء الباب اللي تسكر، زفوها لهنا و راحوا، بقت لحالها، نزلت عيونها عن الباب بس رفعتهم مرة ثانية و صارت تمررهم حوالين الغرفة، غرفته اللي صارت غرفتها، رفعت عيونها للمعلقة، عباياتها معلقة بجنب دشاديشه، إبتسمت لنفسها بحياء و من ثم إلتفتت للتسريحة، عطوراتها مرتبة و محطوطة بجنب عطوراته، علب صغيرة لـ اكسسواراتها بجنب علب ساعاته، إبتسمت أكثر بس إختفت إبتسامتها و هي تسمع الباب ينفتح، بلعت ريقها و رفعت عيونها للمراية تشوف عليه، شافته يسكر الباب و يلتفت لها، إرتبكت أكثر فـ نزلت عيونها بسرعة.

إبتسم على حركتها و تنفس بإرتياح، كل شيء صار بسرعة فـ يحس نفسه بحلم، يحسها هي حلم، كان يفكرها بعيدة، بعيدة و ما راح يقدر يوصل لها بس هذي هي اليوم صارت له، أخذ نفس و صار يمشي لها بخطوات هادية، يمشي و هو يمرر نظره من عليها، كان يتمنى يشوفها بالفستان الأبيض بس فاجأته بفستان أحمر مخملي ملتف على جسمها بطريقة مغرية، مطرز بالذهبي من على أكتافها و من عند صدرها، شعرها البندقي مرفوع بطريقة أنيقة، مرفوع بحيث تضل رقبتها البيضاء الطويلة مكشوفة له، نزل عيونه ليدينها، لون الحناء الغامق يغطي يدينها بنقوش مميزة لين مرافقها، إقترب منها أكثر و جلس على السرير بمقابلها، كحل الأسود يجمل عيونها العسلية، آخخ من عيونها العسلية، أسرته من أول ما شافها، أسرته من زمان، نزل عيونه ليدينها مرة ثانية و هو يشوفها بـ تشبكها ببعض، إبتسم و سحب يدها منها بسرعة، يمنعها من حركتها.

إرتجفت من لمسته و جت بـ تسحب يدها منه بس حست بمسكته تزيد، رمشت عيونها كم من مرة و رفعتهم له بتردد، إحمروا خدودها و هي تشوفه يرفع يدها لشفايفه.

باس كفها بهدوء، همس لها و هو يرفع عيونه لها: مبروك!

تقدر تحس بحرارتها ترتفع أكثر و أذونها تحمر كثر ما تحمر خدودها، بلعت ريقها بصعوبة و ردت بأهدأ ما تقدر: و أنت.. أنت من.. أمم.. أهله!

كتم ضحكته و هو يعيد كلامها: و أنت من أهله؟!

رفعت عيونها له: هـ.. ها؟ توها تنتبه لـ اللي قالته، شهقت و هي تسحب يدها منه: لا، لا.. أنا قصدي.. قصدي..

ما قدر يكتم ضحكته أكثر من كذي فضحك: ههههههههههههههه..

إنحرجت من حالها، نزلت عيونها و هي تقطب حواجبها بقوة

ضحك لشوي أكثر و بعدها إنتبه لوجهها، حواجبها المقطبة تزيد من فتنتها، جذبته خدودها المحمرة فإقترب منها، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: نعيدها؟

ما فهمت عليه بس إرتبكت و هي تحس بأنفاسه على وجهها: هـ.. ها؟

إقترب منها أكثر و طبع بوسة حارة، طويلة على خدها، بعد عنها شوي و إقترب من أذنها و بهمس: مبروك!

تحس بدقات قلبها تجن، تجن بسبب خده اللي يلامس خدها و أنفاسها اللي تحرق رقبتها، رمشت عيونها بإرتباك و نزلتهم بحياء: الله.. الله يبارك فيك!

إبتسم بخفة و هو يلتقط آخر كلمة قالتها، كلمة الوحيدة اللي قدر يسمعها منها، بعد عنها، مسك يدينها الثنتين، قام و قومها: خلينا نصلي ركعتين!

حركت رأسها بالإيجاب بحياء و هي تحس فيه يفك يدينها بهدوء، لفت عنه و هي تمشي للكبتات، تحس بعيونه تتبع كل خطواتها، رفعت عيونها للكبتات و هي تتذكر كلامهم، ثالث باب ملابسها، فتحته و سحبت أول قميص جا في يدها، سكرته و مشت للحمام، دخلت بسرعة و سكرت الباب، مشت للمراية و هي تشوف وجهها، رفعت يدينها لخدودها تتحسس حرارتها، أخذت نفس طويل تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها فكت شعرها و راحت تمسح مكياجها و تتوضأ.

إبتسم و هو يشوف باب المسكر، نزل عيونه و صار يمشي لكبتاته، فك زر دشداشته و فتح الكبتات، أخذ له بجامة و من ثم لف و صار يمشي لباب الغرفة، فتحه و طلع، صار يمشي للحمام الثاني بالجناح، حط يده على المقبض و جا بيفتحه بس وقفه دق هادي على باب الجناح، هادي أو متردد، قطب حواجبه بإستغراب و صار يمشي للباب، حط بجامته على الكنبة و بعدها فتح الباب، إستغرب أكثر: خالتي!

عقيلة و هي تبتسم له بإحراج: سامحني يا ولدي.. أزعجتكم أعرف بس إيش أسوي بعد!

عبدالرحمن إبتسم لها: لا، خالتي عادي بس إيش في؟

عقيلة و هي تتنهد: زبيدة!

عبدالرحمن قطب حواجبه أكثر، طلع و سكر الباب وراه: إيش فيها؟

عقيلة: مانها راضية تأخذ أدويتها إللا من يدك و أنت تعرف إذا ما أخذتها يوم تتعب و تطيح علينا..

عبدالرحمن حرك رأسه لها بتفهم و قاطعها: أيوا، أعرفها خالتي و عشان كذي عطيتها أدويتها و بعدين ركبت!

عقيلة بإستغراب: أخذت أدويتها؟

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب: أيوا، أخذتها!

عقيلة: أنت متأكد أنك عطيتها كل أدويتها و ما نسيت شيء؟

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية: أيوا بس..، و هو يحك حاجبه: بس بنزل لها عشان أتطمن عليها!

عقيلة حركت رأسها بالنفي: لا، لا، خلاص ما في داعي، تتدلع هذي بس!

عبدالرحمن: خالتي..

عقيلة و هي تحرك عيونها بملل: أعرف ما ترضى عليها بس إسمع قبل ما تكون أمك أختي، أنا أولى فيها!

عبدالرحمن ضحك، إلتفت للباب و من ثم لها: بس هم لازم أتطمن عليها، بنزل لها شوي و أركب بسرعة!

عقيلة و هي تتنهد بقلة حيلة: مثل ما تريد بس لا تتأخر على عروستك بأول ليلتها، ما زين!

عبدالرحمن إبتسم و طبع بوسة سريعة على رأسها: إن شاء الله! مسك يدها و صار ينزل معاها، هي نزلت للصالة و بعدها طلعت تمشي لبيتها و هو لف لممر غرفتها، الباب مفتوح، دخل الغرفة و شافها جالسة على السرير، مرجعة ظهرها لوراء تريحه بظهر السرير، إقترب منها و تكلم: بعدك ما نمتي؟

إلتفتت له و إبتسمت: توك بس تنزل لي!

جلس بطرف السرير و مسك يدها: يمة كنت عندك قبل شوي، ما أنا عطيتك أدويتك و جلستك على سريرك!

قطبت حواجبها: متى كنت عندي؟ أنت أول ما رجعنا ركبت لجناحك و ما نزلت لي، حتى أدويتي نسيتها!

قطب حواجبه بدوره: يمة، توي قبل شوي عطيتك أدويتك..

قاطعته و هي تسحب يدها منه: متى صار هذا؟ متى أخذت أدويتي؟ يعني تكذبني؟!

قطب حواجبه أكثر و هو مستغرب منها: يمة، نسيتي..

قاطعته مرة ثانية و بنبرة حادة: عبدالرحمن أنت لوين تريد توصل، تريد تكذبني و فوق هذا تقول لي عجوز مخرفة، صح؟

إستغرب أكثر: يمة، أنا متى قلت كذي..

قاطعته و بنفس حالتها: شـوف، هـذا الـلـي كـنـت خـايـفـة مـنـه، هـذا و أنـت مـا جـلـسـت مـعـاهـا إلـلا لـربـع سـاعـة و قـلـبـتـك ضـدي، إيـش بـ يـصـيـر بـعـديـن، إيـش بـ تـسـوي فـيـك؟ أكـيـد بـ تـرمـيـنـي عـشـانـهـا!

رجع رأسه على وراء بصدمة، مانه قادر يفهم اللي تقوله، مانه قادر يستوعبها، من وين جابت هالكلام، قبل كم من ساعة كانت مبسوطة، إللا طايرة من الفرح، تغني له، تصفق و تضحك مع خالته، قبل كم من ساعة كانت تمدح له في جمالها، في أخلاقها، قبل كم من ساعة كانت تكلمه عن ليلته، تحرجه و تضحك عليه، إيش صار لها فجأة، إيش اللي غيرها فجأة، رفع عيونه لها: يمة، أنتي كيف تقولي كذي عنها؟ نمارق ما صار لها إللا نص ساعة في هالبيت معقولة تقلبـ..

قاطعته و بعصبية: هذا و هي ما صار لها نص ساعة و قمت تدافع عنها و أنا اللي بحياتك من 27 سنة نسيتني!

سكت و هو ما يعرف إيش يرد عليها، حرك رأسه بعدم تصديق: يمة..

قاطعته بسرعة: عبدالرحمن طلقها!

قام و بصدمة: إيـــــش؟!؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له: طلقها، طلقها بسرعة، هالبنت ما تناسبك!

لف عنها، حط يدينه على رأسه و هو يحركه بعدم تصديق، لا، لا، لا، مستحيل اللي سمعه يكون صح، يطلقها، يطلقها و هي ما كملت ليلة في بيته، ما كملت حتى ساعة، أخذ نفس يهدي حاله و زفر، أخذ نفس ثاني و لف لها: يمة..، مشى لها و جلس على السرير بجنبها، و هو يحاوط يدينها بيدينه: يمة أنتي إيش تقولي؟

فكت يدينها منه و رفعت يدها لخده و بهدوء غريب: يا ولدي إسمعني زين، هالبنت ما تصلح لك، أنا بدور لك غيرها أنت بس طلقها!

نزل يدها عن خده بسرعة و هو متضايق و متنرفز منها: يمة، أنتي ما عرفتيها لتحكمي عليها كذي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: أنتي ما تعرفيها..، و هو يأخذ نفس ليهدي حاله: أنتي ما جلستي معاها، ما كلمتيها لتعرفي أنها ما تصلح لي..، و هو ينزل عيونه و من ثم يرفعهم لها: كيف تحكمي عليها قبل ما تعطيها فرصة تثبت نفسها لك..

قاطعته و هي ترجع لحالتها الأولانية: إطلع برع!

قطب حواجبه: إيش؟

دفعته من كتفه و صارت تأشر على الباب: إطـلـع بـرع.. إطـلـع بـرع بـسـرعـة.. مـا أريـد أسـمـع مـنـك أي كـلـمـة زيـادة.. مـا أريـد أسـمـع..

قام بإرتباك: يمة، حاولي تفهميني..

زبيدة و بنفس حالتها: بـرع.. قـلـت لـك بـرع..، صارت تسحب مخداتها و ترميهم عليه، تسحب أي شيء يجي قدامها و ترميه عليه و هو واقف بصدمة يحاول يستوعب اللي يصير، أول مرة يشوفها بـ هالحالة، شافها تسحب إطار زجاجي من على الكمدينة و ترميه به، رفع يده ليصد ضربتها بس تأخر و هو يحس بالإطار يتكسر على جبينه، حس بحرقة و بعدها صار يحس بالدم اللي صار يتدفق بسرعة من الجرح اللي سببه الإطار، دم ينزل لخده بسرعة و يتقطر على دشداشته البيضاء و يلطخه بالأحمر، رفع عيونه لها و هو يشوفها تحط يد على فمها و ترمش عيونها مرة، مرتين، ثلاث مرات، شهقت و كأنها إستوعبت اللي صار، نزلت عيونها عنه و بعدها صارت تبكي.

ضل يشوف عليها لشوي بدون أي حركة، حاول يأخذ نفس ليهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني، مشى لها، جلس على السرير و سحبها لحضنه.

تعلقت فيه و كأنها طفلته: سـ.ـامحني.. يا ولـ.ـدي.. سامحني.. سامـ.ـحني.. ما كنت أقصد.. ما أقصـ.ـد..

قطب حواجبه بقوة، أخذ نفس و صار يمسح على رأسها بهدوء غير اللي يحس فيه: أششش، يمة ما صار شيء.. ما صار شيء!

تعلقت فيه أكثر و هي تردد نفس كلمتها و هو ضل محاوطها له و هو يحاول يهديها.



بعد فترة...

حطت رأسها على مخدتها و رفعت عيونها له: سامحتني؟

إبتسم لها و طبع بوسة هادية على رأسها: ما يصير أزعل منك..، قام و عدل لها البطانية: نامي!

حركت رأسها بالإيجاب و هو لف عنها، خف الإضاءة، طلع و سكر الباب، إختفت إبتسامته، حط يده على الجدار و هو يأخذ نفس طويـــل يهدي حاله، متنرفز، متنرفز كثير، ما يعرف إيش اللي صار بالضبط، إيش كان هذا؟ أكيد كان كابوس، و هو يحرك عيونه بعدم تصديق، كابوس مخيف، أخذ نفس ثاني و صار يمشي للدرج، رفع يده لجبينه يتحسس الجرح، جرح مفتوح و شكله عميق، لين ألحين ينزف، تنهد بقلة حيلة و صار يركب الدرج، مشى لجناحه و وقف قدام الباب، نزل عيونه لدشداشته المبقعة و من ثم رفعهم للباب، تكون تنتظره، إيش راح يقول لها؟ غمض عيونه، تكون بالغرفة، ما راح تشوفه و هو بـ هالحالة، زفر بقوة و فتح عيونه، حط يده على المقبض و فتح الباب، رفع عيونه لباب الغرفة و هو يشوفه ينفتح.

طلعت من الحمام و هي تلف نفسها بـ روب قميصها الحريري، ربطته و من ثم رفعت عيونها لباب الغرفة، مسكر، أخذت نفس و من ثم مشت للكبتات، علقت فستانها و أخذت جلبابها، لبسته و مشت للسرير، جلست تنتظره، ما تعرف إذا المفروض تصلي لحالها و لا تصلي معاه، إنتظرت لشوي أكثر بس ما في أي أثر له، رفعت عيونها لطاولة صغيرة محطوطة في إحدى الزوايا و عليها السجادات، ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها قامت و مشت لها، أخذت لها سجادة، فرشتها و قامت تصلي، لما خلصت، كسفت سجادتها و رجعته مكان ما كان، فسخت جلبابها و مشت للسرير مرة ثانية، جلست و عيونها على الباب، رجعت خصلات شعرها لوراء بحياء و إرتباك و هي تتوقعه يدخل في أي لحظة، مرت 10 دقائق، 15 دقيقة، 20 دقيقة، 25، 30،.. بس ما له أي أثر، إستغربت بس ما تحركت من مكانها، ضلت على نفس جلستها لشوي أكثر و بعدها قامت، مشت لباب الغرفة بخطوات مستحية، مترددة، حطت يدها على المقبض، أخذت نفس و فتحت الباب، رفعت عيونها له و من ثم فتحتهم للآخر!

إرتبك و هو يشوفها تشوف عليه، نزل عيونه عنها، دخل و سكر الباب.

نزلت عيونها لدشداشته و هي تشوف الدم، رفعتهم لجبينه و بعدها صارت تمشي له بسرعة و بخوف: عبد.. عبدالرحمن.. إيش فيك؟.. إيش صاير؟

نزل عيونه مرة ثانية و تكلم بأهدأ ما يمكن: لا تخافي، تعورت شوي!

نمارق و بنفس حالتها: شـ.. شوي.. كل هـ الدم و شوي..، و هي تقترب منه أكثر: أنت يبالك مستشفى.. يبالك مستشفى..، و هي تلتفت للغرفة بخوف و توتر: بلبس عبايتي و بأخذك..، جت بتركض للغرفة بس مسك يدها.

عبدالرحمن و هو يدورها له: نمارق، ما في داعي للمستشفى، ألحين أنظف الجرح و ..

نمارق قاطعته و عيونها على الجرح: بس.. بس بعده ينزف..، و هي تنزل عيونها لعيونه: كيف صار كذي؟

تنهد و حرك رأسه بمعنى لا تهتمي

قطبت حواجبها و رفعت عيونها للجرح مرة ثانية: يبالك مستشفى..

قاطعها و هو يحط يد على خدها: قلت لك لا تخافي، ألحين بـ يتوقف النزيف..، نزل يده، مسك يدها و صار يمشي للغرفة: تعرفي تنظفي و تعقمي الجرح؟

حركت رأسها بالإيجاب و هي تمشي وراه: بس.. بس يبالك مستشفى..

إبتسم بخفة و إلتفت لها: مانها كبيرة، عادي! سحب كرسي التسريحة، جلسها و صار يمشي للحمام، فتح الباب و دخل، طلع و معاه علبة إسعافات أولية، مد العلبة لها و جلس على ركبه قدامها: يللا!

فتحت العلبة بتوتر، نزلت من على الكرسي و جلست قدامه بنفس جلسته، حطت العلبة على الكرسي و أخذت كلينكس مبلل، حطت الكلينكس على الجرح و هو قطب حواجبه، قطبت حواجبها و صارت تمسح الدم بهدوء، قطبت حواجبها أكثر و هي تشوف الجرح، نزلت عيونها له و بخوف: يباله.. يباله خياطة..

لف للمراية و تنهد بقلة حيلة، نزل عيونه و من ثم رفعهم لها: بروح المستشفى..

حركت رأسها بالإيجاب و قامت بسرعة: بجي معاك!

قام و مسك يدها: لا، لا، لا، ما في داعي..، ما راح آخذك معاي..، و هو يأخذها للسرير و يجلسها: أنتي خليك هنا و أنا إن شاء الله ما بتأخر عليك!

حركت رأسها بالإيجاب و ما نطقت بحرف.

إبتسم لها بهدوء ليطمنها: لا تخافي، برجع لك بسرعة!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و ما تكلمت، شافته يمشي لكبتاته، يأخذ له دشداشة نظيفة و بعدها يمشي للتسريحة، يأخذ مفاتيح سيارته، يلف و يمشي للباب، يطلع و يسكر الباب وراه، مررت يدها على وجهها بتوتر و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها، إيش صار له فجأة، بإيش تعور؟ ما تعرف، أخذت نفس ثاني، قامت و صارت تمشي للصالة.



بعد فترة...

قامت بسرعة و صارت تمشي له: إيش صار؟

إلتفت لها بإبتسامة هادية: قلت لك مانها كبيرة، كم خياطة و بس!

وقفت قدامه و هي تشوف على الجرح المخيوط، رفعت يدها تتحسسه: راح يترك علامة! نزلت عيونها لتشوفه يبتسم لها، إنتبهت لحالها فنزلت يدها عنه بحياء، إبتسم أكثر، مسك يدها و صار يمشي معاها للغرفة، جلسها على السرير، جلس جنبها و حاوط يدها بيدينه الثنتين، أخذ نفس و تكلم بهدوء: أنا آسف..

رفعت عيونها لعيونه و هو كمل: أنا آسف، أول ليلة معانا و أنا خربتها.. خوفتك علي على الفاضي..

قاطعته: ما في داعي تتأسف..، سكتت شوي و بعدها كملت: ممكن.. أمم.. ممكن تخبرني إيش اللي صار بالضبط؟

إرتبك من سؤالها و ما عرف إيش يرد عليها، هو بنفسه ما يعرف إيش اللي صار بالضبط، حرك رأسه بالنفي و قام: و لا شيء مهم! و هو يمشي للكبتات: بغير ملابسي و خلينا ننام، تأخر الوقت! أخذ له بجامة و دخل الحمام.

قطبت حواجبها بس ما علقت، ما تحركت من مكانها إللا لما شافت باب الحمام ينفتح، قامت بإرتباك، إبتسم لها بهدوء و هي نزلت عيونها بحياء، إبتسم أكثر و مشى للسرير، بعد البطانية و عدل المخدات، تمدد بطرف و صار يأشر بجنبه: تعالي!

نزلت عيونها بإرتباك و حياء و ركبت على السرير بتردد، أخذت نفس و تمددت بجنبه بهدوء غير اللي تحس فيه.

إبتسم لها و تكلم بهمس: غمضي عيونك و نامي!

حركت رأسها بالإيجاب، شبكت يدينها على بطنها، رمشت عيونها كم من مرة و غمضتهم، فتحتهم بسرعة و هي تحس بيدها تنسحب منها، إلتفتت له و هي تشوفه يلم يدها لصدره، إبتسم لها و هي إحمروا خدودها، لفت عنه و غمضت عيونها مرة ثانية، إبتسم أكثر على حركتها، أخذ نفس و غمض عيونه، فتحهم و هو يفكر في أيامه معاها، إذا كانت أول ليلتهم كذي عيل البقية كيف بـ يكونوا؟ تنهد بقلة حيلة و رجع غمضهم.


***************************


وقف سيارته بكراج الفلة، نزل و صار يمشي للداخل، يمشي و هو مرفع عيونه لشباك غرفته، لين ألحين مانه قادر يصدق، إيش كثر الهواجس و الكوابيس اللي سببتها له، ما فارقت خياله أبداً، ما فكر أنه يجي يوم و بـ يلتقي فيها، ما فكر أنه يجي يوم و يشوفها، أبداً ما توقع هاللقاء، ما كان يعرف أنها قريبة منه كذي، ما كان يعرف أنها معاه، بنفس البيت، بنفس الغرفة، مرتبطة فيه و كذي، نزل عيونه و دخل، مشى للدرج و صار يركب لغرفته، فتح الباب و شافها جالسة على الكنبة، منزلة رأسها و حاطة يدها عليه، إرتبك فمشى لها بسرعة، جلس جنبها و سحب يدها من على رأسها: أزهار، إيش فيك؟ أنتي بخير؟

إلتفتت له بإستغراب: أمم.. أنا بخير..، و هي تحاول تسحب يدها منه و بإرتباك: خير.. إيش في؟

فهد و بنفس حالته: مصدعه؟!

أزهار قطبت حواجبها بإستغراب: أمم..، و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا.. بس صداع عادي..، نزلت عيونها ليدها و هي تشوفه يحطها في حضنه، بلعت ريقها و بتلعثم: بسـ.. بسبب.. الأغاني تصدعت..

فهد: بس بسبب الأغاني؟

حركت رأسها بالإيجاب و هي مستغربة منه أكثر

زفر بإرتياح: الحمد لله! يعرف أنها قدامه، نجت من الحادث و قدرت تعيش بس تعيش و هي ناسية نص حياتها، تعيش بصداع و آلام هو سببها، ما يعرف كيف يعوضها عن اللي ضيعته بسببه من حياتها، ما يعرف إذا لازم يعترف لها و لا لأ، بس ما يقدر يخبي أنه مبسوط، مبسوط لأنه يقدر ينام الليل بدون ما يفكر فيها، يقدر ينام مرتاح البال بدون كوابيسها، مبسوط عشانها هنا، فك يدها و قام، و هو يمسح على رأسها بهدوء: نامي، تأخر الوقت! قالها و بعدها لف و صار يمشي لكبتاته، أخذ بجامته و دخل الحمام.

ضلت تشوف على باب المسكر و هي مفتحة عيونها للآخر، رفعت يدها لرأسها تتحسسه، رمشت عيونها كم من مرة و هي تحاول تستوعب اللي صار، عدلت جلبابها و هي تتبلعم، إيش يريد منها؟ ليش هـ التغيير؟ تمددت على الكنبة و غمضت عيونها، فتحتهم و هي تسمع باب الحمام ينفتح، رفعت عيونها له و هو إبتسم لها، إرتبكت من إبتسامته فغمضت عيونها بسرعة، سحبت بطانيتها و غطت نفسها، لا، مانه طبيعي، أبداً مانه طبيعي، ما هذا فهد اللي تعرفه، فهد اللي تعرفه ما يبتسم لها، ما يبتسم، فتحت عيونها شوي و رفعت رأسها تشوفه، شافته يعدل مخداته و بعدها يجلس على السرير.

إلتفت لها و هي نزلت رأسها بسرعة، إبتسم على حركتها و إنسدح: تصبحي على خير!

حطت يدها على فمها و هي تشهق بخفة، مانه فهد، مستحيل يكون، أكيد في شيء، يريد شيء منها و إللا ليش حتى يكلمها، بس إيش؟ ضلت تفكر لشوي و بعدها تظلمت الغرفة، سكر الليتات؟ شهقت مرة ثانية، لا، مستحيل، و هي تسحب البطانية عليها أكثر، مستحيل يريد اللي في بالها، لا، لا، لا، ما راح تسمح له، تعلقت في بطانيتها بإرتباك و رفعت رأسها مرة ثانية تشوف عليه، ما يتحرك بس ما تقدر تنام لين ما هو ينام، حطت عيونها عليه و ما حركتهم، ضلت على نفس حالتها لكم من دقيقة و بعدها إشتغلت الليتات، شافته يأخذ مخدته و يرميها لها بقوة، رفعت يدها بسرعة و صدت ضربته.

فهد و بنبرة حادة: و بعدين معاك! ليش مثبتة عيونك علي؟ ما أقدر أنام كذي..، و بصراخ: غـمـضـي عـيـونـك و نـامـي و إلـلا و الـلـه أسـحـبـك لـبـرع الـغـرفـة!

كتمت ضحكتها و نزلت رأسها: ههه.. أحم.. آسفة..، نزلت تأخذ مخدته و رمته له: آسفة! تمددت على كنبتها و هي تبتسم لنفسها، أخذت نفس بإرتياح و غمضت عيونها، هذا فهد اللي تعرفه!

إستغرب من حركتها بس ما إهتم، عدل مخدته و بعدها إنسدح و سكر الليتات.


***************************


يوم الثاني...

بريطانيا – مدينة بريستول...

ركب المصعد و هو ماسك يدها، ضغط على دور شقتهم و تسكر الباب، رفع عيونه للأرقام و هو يشوفها تضيء وحدة وراء الثانية، نزلهم لها و من ثم للملف اللي ماسكته في يدها، رفع عيونه للأرقام مرة ثانية و ما تكلم، توهم يرجعوا من عند الدكتورة النفسية، الملف اللي بيدها فيه رسومات رسمتها للدكتورة، ما تتكلم معاها بس تعبر برسوماتها، رسومات متشابهة، لنفس الشخصية بس بأماكن مختلفة، الدكتورة مانها قادرة تعرف إذا هـ الشخصية كرتونية أو لها وجود في الحقيقة، تحسها متعلقة فيها كثير و إن كانت حقيقية فـ يمكن تقدر تساعدهم بعلاجها بس هي مانها راضية ترد على أسألتها، مانها راضية حتى ترفع عيونها لها لتشوفها، تنهد و إنفتح باب المصعد، طلع و هي طلعت معاه، مشى للشقة و فك يدها، طلع المفتاح، فتح القفل و من ثم فتح الباب، دخل و إلتفت لها، شافها مثبتة عيونها على الباب الثاني، مسك يدها و تكلم بهدوء: هيا عزيزتي، أدخلي!



.

.

.

.

.


.

.

.





إلتفتت له و من ثم إلتفتت للباب الثاني، ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها نزلت عيونها و دخلت.

رفع عيونه للباب الثاني، تنهد و بعدها سكر باب الشقة، شافها تمشي للغرفة و تدخل، نزل عيونه و صار يمشي للصالة، فسخ جاكيته و رمى حاله على الكنبة بجنب إيريك.

إيريك إلتفت لباب الغرفة و من ثم له: أكل شيء على ما يرام؟

حرك رأسه بالنفي و زفر بقهر: لا يوجد أي تغيير في حالتها، أنها لا تتحسن!

إيريك و هو يحط يد على كتفه: ماكس، إهدأ، كل ما عليك فعله هو الانتظار، ستتحسن، ثق بي!

إلتفت له: نعم، أثق بك، ستعالجها بقواك الخارقة، أليس كذلك؟

إيريك ضربه بوكس على كتفه: يا لك من متهكم!

إبتسم له و قام: سأحاول معها، سترحم حالي ربما و تكلمني!

إيريك حرك رأسه بالإيجاب و هو صار يمشي للغرفة، جا بيدخل بس وقفه: ماكس!

إلتفت له بإبتسامة: ألم أقل لك لا تناديني بذلك بعد الآن؟!

إيريك حرك عيونه بملل: نعم مسـ.. لا يهم، لا أستطيع أن أنطقها!

إبتسم له أكثر و هو يحاول ينطقها بنفسه: هيا قل مصـ.ـعب!

إيريك و هو يحاول: مسـآب!

مصعب ضحك: نعم هكذا هههههههههه!

إيريك و هو يرجع يجلس على الكنبة: اذهب، لا أريد أن أراك!

مصعب ضحك أكثر و دخل الغرفة، شافها جالسها على السرير و قدامها رسوماتها، تتصفح فيها، أخذ نفس و مشى لها، طبع بوسة على رأسها و بعدها جلس على السرير بمقابلها، نزل عيونه لرسوماتها و صار يتأملها، نفس البنت بكل الرسومات، يحسها شخابيط أطفال بس اللي يميزها شعرها الطويل، أخذ أحد الرسمات و هو يحاول يتذكر كل الأميرات بشعر طويل من مسلسلات الكرتون، رفع عيونه لها و تكلم: مايسي!

رفعت عيونها له

مصعب و هو يأشر على الرسمة: أهي رابونزل؟

(شخصية كرتونية، صاحبة أطول شعر بعالم الديزني Rapunzel)

نزلت عيونها عنه و ما ردت عليه

أخذ نفس و سحبها لحضنه: مايسي، حبيبتي، أرجوكِ ردي علي..، و هو يحاول مرة ثانية: أهي رابونزل؟

مايسي نزلت عيونها للرسمة و حركت رأسها بالنفي

إبتسم و حاوطها له أكثر، على الأقل تحاول معاه، نزل عيونه للرسمة و هو يحاول يتذكر شخصية ثانية: أهي حورية الصغيرة؟

حركت رأسها بالنفي

مصعب: أمم.. بوكاهونتس (Pocahontas)؟

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية

مصعب و هو يقطب حواجبه: إذاً من هي؟

مايسي نزلت عيونها لرسوماتها و صارت تدور ما بين الأوراق، طلعت له رسمة و مدتها له

أخذها و هو يشوف الإسم المكتوب على الرسمة و هو يقرأ لنفسه:

Farah

(فرح!)

قطب حواجبه بإستغراب: أية شخصية هذه؟

حركت رأسها بالنفي و صارت تأشر على البلكون

إلتفت للبلكون بإستغراب و ضل يشوف عليه لكم من ثانية، تذكرها و فتح عيونه للآخر، إلتفت لها: أتعنين جارتنا؟ فرح، أهذا إسمها؟

إبتسمت له و حركت رأسها بالإيجاب، نزلت من حضنه و صارت تلم أوراقها، مشت لمكتبه، حطتهم على الطاولة و بعدها لفت تطلع من الغرفة.

ضل يلاحقها بعيونه لين طلعت من الغرفة، رمش عيونه بعدم تصديق و من ثم نزلهم، معقولة تعلقت فيها بهالسرعة؟ معقولة هالبنت قدرت تأثر فيها كذي؟ تذكر كلام الدكتورة و قطب حواجبه، يروح لها؟ تقدر تساعده؟ تقدر ترجع مايسي مثل أول، تخليها تتكلم؟ لا، لا، ما راح يخليها تتدخل في حياته، إذا هي إقتربت منها عيل هو بـ يقترب منها و هو ما يريد هالشيء، ما يريد أي شيء يربطهم فيه، مرر يده في شعره بقلة حيلة و قام يمشي للبلكون.



الشقة المجاورة...

دخلت غرفتها بسرعة، سكرت الباب و إستندت به، نزلت عيونها و هي تحارب دموعها، تقدر تسمع ضحكته، ضحكته مع ضحكتها توصل لها، يتعمد يسويها، يتعمد يجيبها لهنا، يتعمد يجيبها قدامها و يحرقها، يمسك يدها، يلعب بخصلات شعرها، يريد يثبت لها أن كلامها ما أثر فيه، يريد يثبت لها أنه يحبها و يثق فيها و لو إيش ما قالت ما بـ يصدقها، نزلت دمعتها تتدحرج على خدها بهدوء غير اللي تحس فيه، رفعت يدها و مسحتها بسرعة، ما راح تبكي، يكفيها، كلما بكت ترجع لها حالتها، حطت يدينها على عيونها و هي تأخذ نفس تهدي حالها، ما تريد تخسر نظرها، ما عشانه، بعدت يدينها و فتحت عيونها، أخذت نفس ثاني و مشت للبلكون، طلعت و شافته حاط كرسي بجنب الدرابزين اللي تفصل ما بينهم، جالس و سرحان في الأرضية، لفت بسرعة بـ تدخل بس وقفها.

مصعب و هو يرفع عيونه لها: فرح..، و هو يأخذ نفس و يقوم: أليس كذلك؟

لفت له بإستغراب، حركت رأسها بالإيجاب بس ما تكلمت

حك جبينه بقلة حيلة و غصب نفسه ليقولها: أريد مساعدتك!

رفعت حاجبها و صارت تأشر على نفسها: تريد مساعدتي أنا؟

حرك عيونه بملل: ألم أكن واضحاً بما قلته لكِ للتو؟!

قطبت حواجبها على أسلوبه بس ما علقت، عدلت وقفتها و تكلمت: فيما تريد مساعدتي..، سكتت شوي و بعدها فتحت عيونها بعدم تصديق: عماد..

قاطعها بسرعة: لا..، و هو متضايق من سيرته: لا أريد أي شيء من ذلك الشخص!

فرح و هي ترفع حواجبها: إذاً؟!

مصعب و هو يأخذ نفس: مايسي!

فرح: ميساء؟!

مصعب و هو يحرك رأسه بالإيجاب: نعم ميساء.. أمم.. أنها لا تتكلم!

فرح و هي تحرك رأسها بالإيجاب: نعم، لاحظت ذلك..، و بتردد: أهي.. خرساء؟

مصعب حرك رأسه بالنفي بسرعة: لا، كلا.. أنها ليست كذلك.. لم تكن هكذا من قبل..، و هو يرجع يجلس على كرسيه و ينزل رأسه: أمي.. أمي ماتت منتحرة.. ماتت بسبب ما فعله عمك بها.. انتحرت أمامها.. يقول الطبيب بأنها مصدومة و ستتحسن مع الوقت و لكنها لا تتحسن..، و هو يمرر يده في شعره بقهر: لم أعد أعرف ماذا يجب علي أن أفعله.. لم أعد أعرف..، و هو يرفع عيونه لها و بترجي: أرجوكِ.. أنا أحتاج لمساعدتك.. ميساء تحتاج إليك!

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها نزلت عيونها عنه، ما كانت تعرف أنه هذا سبب كرهه لأبوه، ما كانت تعرف أنه فقد أمه بسببه و فقدها كذي، كانت تلومه على حالة أخته، ما عرفت أنه أكثر واحد متعذب بسبب حالتها، رفعت عيونها له و هي تشوفه يشوف عليها و هو ينتظر جوابها، أخذت نفس و حركت رأسها بالإيجاب: سأساعدك.. عندما يغادر عماد المنزل سآخذها و أحاول معها.. إن كان ما أفعله يستطيع ارجاعها كما كانت فلما لا!

زفر بإرتياح و قام: شكراً لكِ.. أقدِّر ما تفعلينه!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و لفت تدخل لغرفتها.

ضل يشوف عليها لين دخلت و تسكر الباب، أخذ نفس و لف يدخل بدوره.


***************************


مسقط...

صفح أوراق العقد اللي بيده للمرة الألف و من ثم رماها على الطاولة بقهر، رجع ظهره يسنده بظهر الكرسي و زفر، مانه قادر يحلها، ما في أي خطأ في العقد، ما في أي شيء يقدر يستخدمه ضده، كل شيء واضح، كل شيء مكتوب و موقع، حط يدينه على وجهه و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، بعدهم و هو يسمع رنين تلفونه، إقترب بكرسيه من الطاولة و أخذ التلفون، إستغرب و هو يشوف رقم البيت، حط التلفون عند أذنه و رد: ألو!

جا له صوتها: ألو، فهد!

إستغرب أكثر: يمة..، و هو يعدل جلسته: خير إيش في؟

زينة: خير، لا تخاف، إتصلت لأسألك متى بترجع البيت؟

نزل عيونه لساعته و هو يشوفها 10:30 فرد: بعده باقي كثير يمة، ليش، إيش في؟

زينة: يا ولدي كنت أفكر، البنت من جت لعندنا ما راحت تزور أهلها، خذها لعندهم، تسلم على أمها، تجلس معاها شوي!

فهد و هو يقطب حواجبه: لازم أنا آخذها يعني؟ يمة شوفي السواق يأخذها!

زينة بنبرة حادة: عيب يا ولد! إيش هالكلام؟ البنت أول مرة تروح بيت أهلها بعد زواجها، معقولة تروح بدون زوجها؟!

فهد و هو يقطب حواجبه أكثر: يمة لا تنسي الزوج مغـ..، سكت و ما كمل، هم ما يعرفوا أنه مغصوب، هم يفكروا أن الصغيرة رفضت و هم عرضوا عليها الكبيرة و هو وافق، ما يعرفوا أنه... تنهد بقلة حيلة و رد: إنزين خليها تتجهز، عندي شغلة بعد الدوام، أخلصها و أجي، إذا طولت ما بوديها!

زينة: إنزين، يللا لا تتأخر!

فهد و هو يتنهد مرة ثانية: أخلص و أجي..، رن تلفون مكتبه فتكلم: يمة ألحين سكري، عندي شغل!

زينة: يللا مع السلامة!

فهد و هو يرفع السماعة: مع السلامة، سكر منها و رد: أيوا.. آههم.. يريدني أنا؟.. أوكي.. جاي! سكر منها و قام، عدل وقفته و صار يمشي للباب، طلع و صار يمشي لمكتبه، وقف عند الباب و دق عليه، ما جا له أي رد، جا بيدق مرة ثانية بس تكلمت.

السكرتيرة: تفضل أستاذ فهد، ادخل و إنتظره بالمكتب و هو بيجي ألحين!

فهد و هو يلف لها: مانه بالمكتب؟

السكرتيرة حركت رأسها بالنفي: لا، بس بيجي ألحين!

فهد حرك رأسه بالإيجاب و لف عنها، فتح الباب، دخل و سكره وراه، مشى للكراسي و جا بيجلس بس غير رأيه، إقترب من عند طاولته و بعدها لف يشوف على الباب، أخذ نفس و لف للطاولة مرة الثانية، مد يده للملفات بسرعة، جا بيأخذها بس إنفتح الباب، إرتبك فبعد بسرعة.

هاشم و هو يدخل: خليتك تنتظر كثير؟

فهد و هو يحك رقبته بإرتباك: لا.. توني بس دخلت!

هاشم حرك رأسه بالإيجاب و سكر الباب، و هو يأشر على الكرسي: إجلس يا ولدي، أريد أكلمك في المشروع الجديد!

فهد حرك رأسه بالإيجاب و جلس وين ما كان يأشر

هاشم مشى لكرسيه، لم الملفات بسرعة، فتح الدرج و حطهم فيه

فهد رفع حاجب على حركته بس ما علق، أكيد هالملفات مهمه، مهمة كثير لحتى يخبيهم منه، لازم يوصل لها، يمكن في وقتها يقدر يقلب كل شيء ضده، رفع عيونه له و هو يسمعه يبدأ بالكلام، معقولة هالإنسان ما يغلط؟ ما يغلط أبداً في شغله، لا، لازم يكون في شيء، شيء واحد على الأقل يقدر يستخدمه لصالحه، يمكن هالملفات، لازم يوصل لها!


***************************


تنهد بقلة حيلة و هو يعدل جلسته على الكنبة: هذا اللي صار!

عقيلة و هي ترفع عيونها لجرحه: يا ولدي أنا آسفة..

عبدالرحمن و هو يقاطعها: خالتي، أنتي ليش تتأسفي؟

عقيلة بحزن: أنا اللي حطيت فكرة الزواج برأسك، كله بسببي، ما كنت أعرف أن زبيدة بتغير رأيها كذي، ما كنت أعرف أنها بـ تسوي كذي و في أول ليلة لزواجك!

عبدالرحمن و هو ينزل رأسه: خالتي مانها غلطتك.. غلطتي أنا.. أنا المفروض ما أوافق.. كنت عارف أنها ما بتقبل فيها.. بس ما أعرف ليش كنت متأمل!

عقيلة رفعت يدها، حطته على كتفه و ما تكلمت

نزل يدها و حاوطها بيدينه: خالتي، أنا ما أقدر أسوي اللي تريده، أنا ما أقدر أتركها، ما أقدر أطلقها..، و هو يأخذ نفس: أنا أحبها!

عقيلة و هي تتنهد: إيش مفكر تسوي ألحين؟

عبدالرحمن و هو يمرر يده في شعره: بكلمها و أحاول أفهمها بس ماني عارف إيش أتوقع منها!

عقيلة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: و أنا بجي بعدين و أحاول أكلمها..، و هي ترفع عيونها للساعة: تكون نايمة ألحين؟

حرك رأسه بالإيجاب

عقيلة: و عروستك؟

عبدالرحمن و هو يتنهد: كانت نايمة!

عقيلة و هي تبتسم له بهدوء: يا ولدي ما يصير تتركها كذي في صباحيتكم، روح لها!

عبدالرحمن و هو يقوم: كان لازم أكلمك!

عقيلة و هي تقوم: هذا و أنت كلمتني، روح لها، ما حلوة تقوم و ما تشوفك جنبها، روح!

عبدالرحمن إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب، لف و صار يمشي للباب.

ضلت تشوف عليه لين طلع و ما بقى غير طيفه، حركت رأسها بقلة حيلة و جلست، ما تعرف إيش تقدر تسوي له، ما تعرف بإيش راح تقدر تقنع زبيدة تتقبلها، تقول ما تصلح له، عذر لتتخلص منها، ما تريد أي أحد ثاني يدخل بحياته، ترحمه و يعورها قلبها عليه، السعادة ما تعرف طريقها لـ هالولد و كأنها محرومة عليه، محرومة و هي محرمتها عليه، ما له حق يفرح و ينبسط مثل أي شخص ثاني، ما له حق يعيش حياة طبيعية مثل أي أحد ثاني، ما له حق يسوي أي شيء، نزلت رأسها و هي تتنهد بقلة حيلة: الله يهديك يا زبيدة، الله يهديك!



الفلة المجاورة...

جناح العرسان...

وقفت قدام التسريحة تمشط شعرها و عيونها على باب الغرفة، مثل أمس إختفى، ما تعرف وين يروح، ما تعرف وين يختفي فجأة، نزلت عيونها و هي تنزل المشط و تحطه على التسريحة، أخذت الكحل و صارت تكحل عيونها، لين ألحين مانها قادرة تفهم كيف إنجرح، ليش، هو وين كان رايح ليتعور كذي؟ ما تعرف ليش بس تحسه يخبي عليها، تنهدت، يخبي عليها من أول ليلة، سمعت الباب ينفتح فرفعت عيونها للمراية تشوف عليه، شافته يدخل و يسكر الباب، نزلت عيونها عنه و من ثم نزلت الكحل تحطه مكان ما كان، حست فيه يقترب منها فـ لفت تشوف عليه.

إقترب منها و طبع بوسة هادية على خدها: صباح الخير!

نزلت عيونها عنه بحياء و هي تحس بخدودها تحمر: صباح النور!

تذكر ردها بالليل فكتم ضحكته: كنت متوقع و أنت من أهله!

إنحرجت منه و جت بـ تلف بس حاوطها من أكتافها بسرعة يمنعها: آسف، ما بعيدها..، لف و صار يأخذها معاه للصالة: تعالي، خلينا نتكلم!

إبتسمت بحياء و مشت معاه.


***************************


نزلت من على الدرج و صارت تمشي للصالة، شافتها جالسة لحالها، قدام التلفزيون، إقتربت منها لتشوفها منزلة عيونها للأرض و سرحانة، إقتربت أكثر، طبعت بوسة على رأسها و جلست بجنبها: ماما وين سرحانة؟

تنهدت و إلتفتت لها، لفت للتلفزيون و سكرته و من ثم رجعت إلتفتت لها: أختك!

رفعت حواجبها: إيش فيها؟

فاطمة: لين ألحين نايمة!

بسمة إبتسمت: و إذا، يمكن سهرت أمس فكذي..

فاطمة و هي تقاطعها: لا، قلبي مانه مرتاح، في شيء هي تخبيه عني!

بسمة و هي تعدل جلستها و بإستغراب: مثل إيش؟

فاطمة و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أعرف إيش فيها، مانها راضية تكلمني، أمس رحنا لبيت سعاد و من رجعنا من هناك و هي كذي..

بسمة: ماما، ماني قادرة أفهم عليك، إيـ..

فاطمة قاطعتها: ولدها عبدالعزيز كان هناك و أنتي تعرفي سعاد دوم تشتكي منه أنا.. أنا أحس هو..

بسمة و هي تقطب حواجبها: اعترض لها؟

فاطمة حركت رأسها بالإيجاب: ما أعرف أحس البنت خايفة من وقتها..، و هي تمسك يدها: بسمة يا حبيبتي، روحي لها، كلميها، شوفي إيش فيها، طمنيني عليها!

بسمة حركت رأسها بالإيجاب و قامت: ماما لا تخافي، ما فيها شيء.. صح خالتي سعاد تشتكي لنا من عزيز بس عادي تشتكي لنا كأي أم.. هو ما كذي.. إستفزازي شوي يمكن و تعرفي بنتك حساسة ما تستحمل شيء.. يمكن قال لها شيء و هي تحسست و زعلت..

فاطمة و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أعرف يا بنتي.. أنتي حاولي معاها يمكن تخبرك!

بسمة: إن شاء الله..، و هي تبتسم لها: ماما صدقيني لا تخافي، ألحين أسألها و تشوفيها ترد لي مثل ما قلت لك!

فاطمة: إن شاء الله!

بسمة إبتسمت لها أكثر و صارت تمشي للدرج، ركبت لغرفتها و دقت على الباب، ما جا لها أي رد، دقت مرة ثانية، هم ما في رد، إنتظرت شوي و بعدها قررت تدخل، فتحت الباب و رفعت عيونها لسريرها، غير مرتب و فاضي، دخلت و لفت لتشوفها على سجادتها، إبتسمت و مشت للسرير ترتبه، رتبته و بعدها جلست عليه تنتظرها تخلص، شافتها تسلم و بعدها تقوم و تكسف سجادتها: تقبل الله!

صارت تمشي للتسريحة و بهدوء: منا و منكم صالح الأعمال! حطت السجادة على التسريحة، سحبت الكرسي و جلست.
رفعت حاجبها على حركتها: ليش جلستي هناك..، و هي تأشر على السرير بجنبها: تعالي أريد أكلمك شوي!

فسخت جلبابها و صارت تمشط شعرها: هنا و لا هناك ما يفرق، المهم أني أسمعك!

رفعت حاجبها أكثر بس ما علقت، فضلت أنها تبدأ بالسالفة على طول: أمس.. إيش صار أمس ببيت خالتي سعاد؟

طاح المشط من يدها فإرتبكت، عطتها ظهرها و نزلت تأخذه، نزلت و هي تحس بدموعها ترجع، توها قبل شوي تهدأ، ما قدرت تنام الليل و اللي صار يدور في عيونها، رفعت يد مرتجفة لرقبتها و هي تقطب حواجبها بقوة، تتذكر أنفاسه عليها تشمئز، غمضت عيونها بقوة و نزلت دمعتها، مسحتها بسرعة و قامت تجلس على كرسيها، ما لفت لها و لا تكلمت.

بسمة رفعت عيونها للمراية تشوف وجهها، منزلة رأسها و مقطبة حواجبها، قطبت حواجبها بدورها و تكلمت: حنين، تكلمي، إيش صار أمس، عزيز..، سكتت و هي تشوفها تقطب حواجبها أكثر، قامت و صارت تمشي لها، حطت يد على كتفها و دارتها لها: حنين، عزيز سوى لك شيء؟ قال لك شيء؟

رمشت عيونها بخوف و لفت عنها: ما.. ما سـ.ـوى شيء!

رجعت دارتها لها: حنين، لا تخبي علي، قولي، قال لك شيء.. كلنا نعرفه.. يمزح و يستفز و غيره.. أنتي قال لك شيء.. أنتي زعلانة عشان كذي..

نزلت عيونها ليدينها و هي تحاول تمسك دموعها بقدر الإمكان، ما تريد تبكي قدامها، ما ألحين، ما تريد تكلم أحد، ما تريد تشوف أحد، ما تريد تكون مع أي أحد في هاللحظة، تريدها تروح عنها و تخليها في حالها، حاولت تأخذ نفس لتهدي حالها و بعدها حركت رأسها بالإيجاب.

بسمة حركت رأسها بقلة حيلة و إبتسمت: بس عشان كذي..، و هي تضربها على رأسها بخفة: يا بنت طنشيه و لا تهتمي لكلامه، بعد فترة يمل و ما عاد حتى يشوف عليك..، و هي تعدل وقفتها: ماما خايفة عليك على الفاضي..، مسكت يدها و صارت تقومها: يللا، قومي، خلينا ننزل لها!

فكت يدها من يدها بإرتباك و تكلمت: أنتي روحي.. أنا.. أنا بنزل لكم بعدين!

بسمة حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي للباب، طلعت و سكرت الباب وراها.

شافت الباب يتسكر فما قدرت تمسك دموعها، جلست مرة ثانية و صارت تبكي.


***************************


وقفت سيارتها قدام الفلة و رفعت عيونها للمراية تشوف عليها، أنفها الصغير محمر، رموشها متبللة و آثار الدموع لين ألحين على خدودها، لافة للشباك و متكتفة، نزلت عيونها عنها و إلتفتت لـ هيا اللي جالسة بالمرتبة اللي بجنبها، شافتها مقطبة حواجبها و لافة لوراء تشوف على أختها، تنهدت بقلة حيلة و لفت تشوف عليها، أخذوا طارق للمستشفى اليوم، راح يضل هناك ليخلص الفحوصات و الإجراءات لحتى يوم العملية، أسبوع و بعدها راح تصير العملية، هي زعلانة عليه، زعلانة لأنها ما تريده بالمستشفى، من نزل من السيارة و هي تبكي، خايفة عليه من الدكاترة، خايفة كثير، لين ألحين ما خبرتها عن العملية، لين ألحين ما كلمتها، تسمع و تقتنع من عبدالله فجابتها لهنا، لعنده، أخذت نفس و لفت تفتح الباب، نزلت و فتحت الباب لها و بهدوء: هالا، حياتي يللا إنزلـ..، ما قدرت تكمل لأنها نزلت بسرعة و صارت تركض للفلة، فتحت باب الشارع و دخلت، إلتفتت لـ هيا و شافتها تنزل و تسكر الباب، مشت لها، مسكت يدها و صارت تمشي للباب.

هيا و هي ترفع رأسها لها: ماما!

ليلى و هي تنزل عيونها لها: همم؟

هيا: بابا راح يضل هناك؟

ليلى حركت رأسها بالإيجاب

هيا: و نحن راح نضل عند ماما سعاد لين ما يطلع؟

ليلى حركت رأسها بالنفي: لا، بنرجع البيت!

هيا و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، خلينا هنا، أنا إشتقت لـ عزيز و عبود، خلينا هنا لين ما بابا يطلع من المستشفى و يأخذنا!

إبتسمت لها بهدوء و هي تدفع باب الشارع للداخل: إنزين! دخلت و شافت هالا تركض لها بسرعة، خافت فمشت لها بسرعة: هالا..

ركضت لها و تعلقت فيها بخوف: ماما.. ماما..

نزلت لمستواها و حاوطت وجهها: هالا حياتي، إيش فيك؟ إيش صاير؟

هالا و هي تأشر على باب الصالة: ماما، خالي عبود يضرب عزيز.. يضربه!

ليلى فتحت عيونها: إيش؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها: والله يضربه.. و ماما سعاد تبكي..

ليلى شهقت و قامت بسرعة تمشي للداخل، ركبت درج المدخل و لفت تشوفهم يلحقوها: خلوكم هنا، لا تدخلوا!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب بسرعة و جلسوا على الدرج، لفت عنهم و هي تسمع صراخهم يوصل لها، دفعت باب الصالة و دخلت، شافته يدفعه عنه، يرفع يده و يعطيه كف، شهقت: عـبـدالـلـه!!!

إلتفت يشوف عليها و بعدها نزل عيونه، بعد عنه و مشى بخطوة لوراء، يحاول يلتقط أنفاسه ليهدي حاله بس مانه قادر، كلما يرفع عيونه له، يريد يذبحه، كان دوم يفكره يلعب و بس، خرابيط شباب، يكلم هذي و هذيك، ليومين بس بيتركها و يتعدل بس يوصل لهنا، أبداً ما توقع هالشيء منه، ما توقع أنه ينزل لـ كذي!

ليلى مشت لهم بسرعة و عيونها على عبدالعزيز، وجهه محمر و يتنفس بقوة، معصب، معصب كثير، إلتفتت لـ عبدالله و هو بنفس حالة الأول، نزلت عيونها لأمها اللي كانت جالسة على الكنبة، حاطة يدها على رأسها و تبكي، مررت نظرة سريعة على أخوانها و تكلمت بخوف: إيش في؟ إيش صاير؟ و هي تمشي لـ عبدالله بسرعة: ليش تمد يدك عليه؟ إيش مسوي؟ غلط؟ و هي تلتفت لـ عبدالعزيز: حتى و لو غلط ما كذي، مانه طفل تضربه، رجال..

قاطعها بعصبية: رجـال و هـذي سـواتـه؟!

ليلى و هي تقطب حواجبها: ليش، إيش سوى؟

عبدالله و هو يأشر عليه: إسـألـيـه! إسـألـي الـحـقـيـر إيـش مـسـوي فـي بـنـت الـنـاس!

ليلى إلتفتت له بإرتباك: عزيز..، و هي تمشي له و تمسكه من كتفه: عزيز.. أنت إيش مسوي؟

حرك رأسه بالنفي و بقهر: ليلى، ما سويت شيء.. صدقيني.. ما سويت شيء.. والله ما سويـ..، ما قدر يكمل لأنه مشى له بسرعة و سحبه من ياقة قميصه و هو يهزه: لا تـحـلـف، لا تـحـلـف بـالـكـذب..، و هو يأشر على أمه: و الـلـي شـافـتـه يـمـة، إيـش؟ و هو يهزه أكثر: إيـش؟

ليلى و هي تحاول تفكه من يدين عبدالله و بصوت عالي: عبدالله بعد عنه.. فكه.. إيش مسوي.. إيش اللي صايـ..

دفعه بقوة و هو يقاطعها: إغـتـصـبـهـا!!

شهقت و هي تحط يد على فمها، فتحت عيونها بصدمة و إلتفتت له بعدم تصديق: إيـ.. إيش؟

عبدالعزيز حرك رأسه بالنفي، مشى لـ ليلى ومسكها من أكتافها: ليلى.. ليلى صدقيني..

رمشت عيونها كم من مرة و هي تحاول تستوعب اللي سمعته، رفعتهم له: عزيز..

عبدالعزيز و هو يحس بالعبرة تخنقه: ليلى لا، صدقيني.. أنا..، ما قدر يكمل لأنها فكت نفسها منه و إلتفتت لأمها، مشت لها بسرعة و جلست بجنبها على الكنبة: ماما.. عبدالله.. عبدالله إيش يقول..

حركت رأسها بالإيجاب: حنين..

ليلى بصدمة: حـنـيـن؟!؟

سعاد حركت رأسها بالإيجاب و رفعت عيونها له: اليوم تروح مع أخوك تخطب البنت!

فتح عيونه بصدمة: إيـــش؟

سعاد و هي تقوم و تمشي له: تروح تخطبها، فاهمني؟ و بصوت عالي: تـخـطـبـهـا لـك! أنـت ضـيـعـت الـبـنـت.. ضـيـعـتـها؟ الـبـنـت إيـش عـنـدهـا بـعـد شـرفـهـا.. إيـش عـنـدهـا؟ و هي تضربه بيدينها الثنتين: مـن راح يـرضـى فـيـهـا بـعـد سـواتـك؟ مـن راح يـرضـى فـيـها؟

عبدالعزيز و هو يمسك يدينها: يمة.. والله ما سويت شيء.. هي تكذب..

قاطعته و بنفس حالتها: بـس و لا كـلـمـة.. بـس لا تـنـطـق بـحـرف..، إلتفتت لـ عبدالله: خذه معاك و روحوا تخطبوها، البنت المسكينة.. و هي تزفر بقلة حيلة: البنت ما راح تقدر ترفض.. حددوا الملكة بأقرب فرصة..، و هي تلتفت لـ عبدالعزيز: البنت راح تترك بيت أهلها معززة و مكرمة.. ما أريد أي إتهام يجي عليها.. ما أريد أي كلمة في شرفها..، و هي تدفعه من قدامها: الله لا يسامحك على اللي سويته فيها.. الله لا يسامحك! قالتها و بعدها صارت تمشي للدرج.

ليلى قامت بسرعة تلحقها، رفعت عيونها له و هي تحارب دموعها، نزلتهم و ركضت للدرج.

عبدالله مشى له و سحبه من ياقة قميصه: إسمعني زين، العصر بنروح لهم، و الله إن ما شفتك جاهز و تنتظرني، بذبحك و بدفنك بـ يديني، هذا و أنا حلفت! دفعه عنه و صار يركب الدرج بسرعة.

ضل يشوف عليه و هو معطيه ظهره و يركب الدرج، لين ركب و إختفى في دور الثاني، نزل عيونه و هو يغمضهم بقوة، مرر يده في شعره بقهر و حاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس مانه قادر يهدأ، يحس بدمه يغلي، مانهم راضيين يسمعوه، مانهم راضيين أبداً، مقهور و معصب، مخنوق، فتح عيونه و ضرب رجله بالطاولة قدامه بقوووة، ضربه و كأنه بـ هالطريقة بـ يخفف اللي يحس فيه، ما نفع معاه، فصرخ بقهر، ما عرف إيش يسوي فصار يكسر بالصالة!


***************************


سكرت المصحف بهدوء، قامت و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و حطت المصحف فيه، سكرتها و لفت، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، نزلتهم و هي تسمع باب الغرفة ينفتح.

فتحت الباب و إلتفتت لها: صليتي؟

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب

إبتسمت لها و فتحت الباب أكثر: تعالي تغدي، حطيت الغداء!

حركت رأسها بالنفي: لا، ماما ماني مشتهية، أنتو تغدوا؟

كريمة إستغربت منها، دخلت، سكرت الباب و صارت تمشي لها: يمة ناهد، إيش فيك؟

إبتسمت على حركتها: ماما، ما فيني شيء، بس ماني مشتهية آكل، عادي بأكل لي شيء بعدين!

كريمة ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها مشت للسرير و جلست، و هي تأشر بجنبها: تعالي!

ناهد مشت لها و جلست مكان ما كانت تأشر

كريمة و هي تمسح على رأسها بهدوء: يا بنتي بعدك زعلانة عشانهم رفضـ..

حركت رأسها بالنفي و قاطعتها: ماني زعلانة..، و هي تنزل يدها و تبتسم لها: ماما جد ما فيني شيء!

كريمة و هي مانها مقتنعة من كلامها: ناهد يا بنتي، لا تخبي علي، من رجعتي من بيت مريم و أنتي كذي..، حطت يدها تحت ذقنها و رفعت رأسها لها: حتى ما رحتي لهم اليوم، مريم قالت لك شيء، زعلتك بكلامها؟

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لا، ماما، أبداً.. خالتي مريم تعرفيها حبوبة.. أبداً ما تزعل بس..

كريمة: بس إيش؟

ناهد حركت رأسها بمعنى لا تهتمي: بس و لا شيء..، قامت و قومتها معاها: يللا خلينا نتغدى.. جعت ألحين!

كريمة إبتسمت و طلعت تمشي معاها.



بعد الغداء...

غسلت الصحون و حطتها في أماكنها، نشفت يدينها و لفت تطلع من المطبخ بس رجعت و مشت للشباك، هـ الشباك الوحيد اللي يطل على فلتهم، وقفت قدامه، حطت يدينها عليه و بعدها حطت جبينها عليه، رمشت عيونها بهدوء و زفرت، ضلت تتقلب طول الليل و هي تفكر في كلامها، تقدر تفهم خوفها عليهم، تفهم هالشيء بس اللي تطلبه منها مستحيل تقدر تلبيه، ما تقدر تربط نفسها بإنسان مثله، ما تقدر تربط نفسها فيه لأنه لين ألحين متعلق فيها، تائه في ذكرياتها و مانه قادر يرجع، يمشي و هو غارق نفسه بريحتها، من وين ما يمر يترك آثار هالته السوداء، حزين و هي تقدر تشوف هالشيء بس هو ما يريد يطلع من حالته، يريد يضل على حزنه، يضل كذي لين ما يموت!

غمضت عيونها و من ثم فتحتهم و بعدت جبينها، بس هي إيش ذنبها؟ تتربى بدون أم و بدون أب، إذا خسرت جدتها من راح يبقى لها، من بـ يهتم فيها، معقولة بـ يرميها بدار الأيتام؟ شهقت على هالفكرة و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعدها، إشتاقت لها، إشتاقت لـ إبتسامتها، لـ غمازتها، لـ عيونها، لـ ريحتها، ما تعرف ليش تعلقت فيها كذي بس هالبنت دخلت قلبها، نزلت يدينها و من ثم نزلت عيونها، ما تريدها تتأذى بس ما بيدها شيء تسويه لها، لا..، بيدها، إذا وافقت تقدر تعوضها عن الحنان اللي فاقدته، تقدر تهتم فيها، تكون الأم اللي هي محتاجتها، إنتبهت لحالها و حركت رأسها بسرعة تبعد هالفكرة، لا، ما يصير تفكر كذي، ما يصير تربط نفسها فيه بس عشانها، ما يصير، أخذت نفس و هي تقنع نفسها بهالفكرة، رفعت عيونها للفلة بس نزلتهم بسرعة و هي تسمع صوت صياحها، قطبت حواجبها بإستغراب بس خافت و هي تسمع الصوت كل شوي و يزيد، لفت تطلع من المطبخ بسرعة و شافت مريم تدخل و هي حاملتها.

مريم و هي ترفع عيونها لها: يا بنتي يا ناهد، تعالي شوفيها، البنت مانها راضية تسكت معاي، حاولت معاها كثير بس مانها راضية تهدأ!

ناهد مشت لها بسرعة و حملتها عنها: خالتي.. إيش صار فيها؟

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: و الله يا بنتي ما أعرف.. البنت من صحت و هي كل شوي و تبكي.. مانها راضية تهدأ لا مع ماري و لا معاي.. قلت أجيبها لك..

كريمة: زين سويتي يا مريم، لا تخافي البنت يمكن فقدتها و كذي تبكي، لا تخافي..، إلتفتت لـ ناهد و هي تشوفها تحاوطها لصدرها، تمسح على ظهرها و تحاول تهديها: خذيها يا ناهد للغرفة..

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للغرفة بسرعة.

كريمة و هي تحط يدها على كتف مريم: تعالي يا مريم، لا تخافي، بـ تهدأ..، و هي تأخذها للصالة: تعالي، إرتاحي!



بالغرفة...

صارت تروح و تجي بالغرفة و هي حاملتها و تمسح على ظهرها لتهديها: بسم الله عليك يا حبيبتي.. بسم الله.. أششش.. هذاني هنا.. بس.. و هي تبوسها على رأسها: أششش يا روحي بس.. بسم الله.. بسم الله..، حست فيها تريح رأسها على كتفها و صياحها يقل تدريجياً لحتى يختفي، ضلت على نفس حالتها لشوي أكثر لين حستها نامت، مشت للسرير و بعدتها عنها بهدوء، مددتها على السرير و جلست على الطرف تمسح على رأسها بهدوء، معقولة لأنها بعدت عنها ليوم تعبت؟ تعبت عشانها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها نزلت لها و طبعت بوسة هادية على خدها، بعدت عنها و غمضت عيونها بقلة حيلة، ما تعرف إيش تسوي، ما عادت تعرف!



.

.

.

.

.


***************************


كانت لافة للشباك تشوف على السيارة اللي وقفت بجنب سيارته بعدما وقفها على الإشارة الحمراء، شافت الشاب يلتفت لها و يبتسم، تضايقت من حركته فلفت عنه بسرعة، إلتفتت له، شافته يشوف على القدام، نزلت عيونها و ما تكلمت، صار لها أكثر من عشرة أيام ما شافتهم و لا حتى سمعت عنهم، ما سألوا عنها و هي بدورها ما سألت عنهم، مشتاقة لهم بس ما تعرف إذا هم مشتاقين لها و لا لأ، ما تعرف كيف يستقبلوها، يا ترى يستقبلوها بأحضانهم؟ يستقبلوها بإبتسامة شوق؟ إبتسمت لنفسها على هالفكرة و رفعت رأسها، شافته يلف لشارعهم، الشارع اللي يبتدي بـ فلته و تنتهي بـ فلتهم، رفعت عيونها للفلة و هي تشوفه يطلع من باب الشارع و يمشي لسيارته، إقتربت من الشباك أكثر و حطت يدها عليه، ما حست بحالها إللا و هي تهمس لنفسها: عبدالله!

سمعها فإلتفت لها، شافها لافة للشباك و عيونها عليه، رفع عيونه له و هو يشوفه بـ يركب سيارته، ضغط على البوري بسرعة يوقفه، شافه يلتفت لسيارته و بعدها يعدل وقفته، حرك سيارته له و وقفه بجنبه، إلتفتت له بإستغراب و هو تكلم: أعرفه! لف عنها و نزل شباكه.

عبدالله و هو يتقدم منه: إيش جابك لـ..، سكت و هو يلمحها، جمد تفكيره و ضاع منه الكلام، ما عاد يشوف غيرها، ما عاد يسمع غير دقات قلبه اللي جنت و صارت تتسابق مع بعضها، قدامه، هي ما غيرها!

رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بعيونه عليها، رفعتهم له بتردد و تعلقت بعيونه.

جا بيتكلم بس سكت و هو ينتبه لنظراته، نزل عيونه عنه و من ثم إلتفت لها، شافها تشوف عليه بدورها، نزل عيونه و هو يحس بشعور غريب، تضايق و هو بنفسه ما يعرف ليش، حب ينبهها بوجوده فسحب يدها.

إنتبهت لحالها فنزلت عيونها عنه بإرتباك، إنتبه لنفسه من حركتها و نزل عيونه بس طاحت على يدينهم، إحترق قلبه فرفعهم له بنظرة حادة أربكته و خلته يفك يدها بسرعة، ضلوا ثلاثتهم ساكتين لشوي، أغرب لحظة و أسوأها تمر عليهم، ما كان متوقع أن هذا اللي يصير، ندم و تمنى أنه يرجع الزمن لوراء و لو لشوي كان ما وقف سيارته هنا، حك حاجبه بإرتباك و تكلم ينهي هاللحظة بأسرع ما يمكن: طالع و شكلي عطلتك!

نزل عيونه و تكلم: عادي، ما عطلتني..، و هو يرفع عيونه لها و بهدوء غير اللي يحس فيه: أزهار!

رفعت عيونها له بإرتباك: هـ.. ها؟

عبدالله: كيفك؟

نزلت عيونها عنه و بنفس حالتها: بـ.. بخير!

أخذ نفس: الحمد لله!

قطب حواجبه و هو يشوفه يرجع يثبت عيونه عليها، تكلم و هو يحط يدينه على السكان: يللا..، و هو يأشر على الفلة بـ نهاية الشارع: تأخرنا عليهم!

حرك رأسه بالإيجاب و رجع بخطوة لوراء، حرك سيارته بسرعة، حركها و كأنه يريد يهرب منه، يهرب ليبعدها عن نظراته، إنتبه لحاله و إرتبك، إلتفت لها شافها تنزل رأسها و هي تقطب حواجبها، لف للقدام و ما تكلم، وقف سيارته قدام الفلة بعد كم من ثانية و إلتفت لها: عندك نص ساعة، سلمي و إجلسي عندهم و بعدها إطلعي!

حركت رأسها بالإيجاب و فتحت الباب، جت بتنزل بس إلتفتت له: ما بتنزل؟

حرك رأسه بالنفي

أزهار و هي تأشر على باب الشارع: على الأقل ادخل للحديقة!

ضل يشوف عليها لشوي و بعدها حرك رأسه بالإيجاب: أوكي! سكر سيارته، نزل و صار يمشي معاها، ضغطت على الجرس و وقفت تنتظر يفتحوا لها الباب، إنتظرت لشوي أكثر بس ما جا لها أي أحد، رفعت يدها مرة ثانية و جت بـ تحطه على الجرس بس إنفتح الباب، رفعت عيونها لها، شافتها تفتح عيونها للآخر، إبتسمت: ماريسا!

شهقت بعدم تصديق: أزهــار؟!

ضحكت على حالتها، إقتربت منها و حضنتها

فهد رفع حاجبه و هو يشوفها تحضن الخدامة، إستغرب منها بس ما علق

بعدت عنها و هي تشوف عيونها مليانة دموع، ضحكت أكثر: ماريسا أنتي تبكي؟ ليش يالهبلة؟

ماريسا: ماما.. أنت رحت.. فلة صار هادي.. ما حلو.. أنا وحدي.. ما حلو..

أزهار و هي تمسك يدها: ههههههه.. عشان كذي تبكي؟ يللا..، و هي تمشي للداخل: يللا إمسحي دموعك و خلينا ندخل!

ماريسا إبتسمت لها و صارت تمشي معاها للداخل.

جت بتدخل للصالة بس وقفت و إلتفتت له، شافته يمشي للكراسي و يجلس، يطلع تلفونه من جيبه و يلعب فيه، لفت عنه و دخلت: ماما بالبيت؟

ماريسا حركت رأسها بالنفي: مدام طلع بس يجي بعدين!

أزهار إبتسمت: أعرف أنها بـ تجي بعدين بس أنا ما أقدر أجلس كثير و هو برع ينتظرني..، و هي ترفع عيونها للساعة المعلقة على الجدار: شكلها تتأخر! تنهدت بقلة حيلة: أنتظرها شوي و إذا ما جت بمشي..، و هي تمشي للدرج: عندي كم شيء أريد آخذه من غرفتي!

ماريسا حركت رأسها بالإيجاب و لحقتها.

ركبت لغرفتها و وقفت قدام الباب، لفت تشوف على الباب المقابل لشوي و بعدها نزلت عيونها و دخلت، غرفتها مرتبة و هادية مثل دائماً، إلتفتت لسريرها و هي تشوف تلفونها محطوط على الكمدينة، مشت له بسرعة و أخذته، ضغطت على الأزرار بس ضلت الشاشة سوداء، مسكر، ما في شحن، ما يهم، المهم أنها بتأخذه معاها، مشت لكبتاتها و فتحتها، شافت الفستان معلق وين ما حطته، نزلت عيونها و هي تتذكر...

حطت الفستان عليها و صارت تدور فيه: إيش رأيك؟

أساور ضحكت: يناسبك!

أزهار وقفت: يالغبية لا، مانه فستاني، فستانك، و هي تمده لها: خذيه، حطيه عندك!

أساور و هي تحرك رأسها بالنفي: لا خليه عندك، أنتي جهزيني!

سكرت الكبتات بسرعة و هي تبعد هالذكرى، تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم، كرهتها، كرهتها بسبب اللي سوته فيها، تركتها كذي، دمرت حياتها، دمرتها و ما تهتم، تدور، يدها بيده و تضحك، تعيش سعادتها على حسابها و ما همها، ما همها أبداً، فتحت عيونها و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، لفت و صارت تمشي لسريرها مرة ثانية، بعدت المخدة و قطبت حواجبها، إلتفتت لها و تكلمت: ماريسا وين دفتري؟

ماريسا و هي تأشر على التسريحة: حطيته هناك!

أزهار مشت للتسريحة، أخذت دفترها و بعدها صارت تمشي لبرع الغرفة: خلاص، هذا اللي كنت أريده!

ماريسا حركت رأسها بالإيجاب و طلعت تمشي وراها.

نزلت الدرج و هي تشوف باب الصالة ينفتح و تدخل سميرة، إبتسمت و صارت تنزل بسرعة: ماما!

رفعت عيونها لها و هي تقطب حواجبها: أزهار؟

إبتسمت أكثر، نزلت و صارت تمشي لها: الحمد لله، خفت أمشي قبل ما أشوفك! إقتربت منها و جت بـ تحضنها بس يدها وقفتها.

سميرة و هي ترفع يدها لتمنعها: ما في داعي..، و هي تمشي للكنبة و بنبرة حادة: إيش جابك لهنا؟

قطبت حواجبها على حركتها و إستغربت من نبرتها، و هي تلف لها: جيت.. جيت أشوفك..

قاطعتها: ما في داعي تجي!

أزهار بعدم تصديق: ماما..

قاطعتها مرة ثانية و بنفس نبرتها: بس..، و هي تأشر على الباب: تقدري تروحي ألحين!

رمشت عيونها بعدم تصديق و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها: ماما..

قاطعتها و بصراخ: مـانـي أمـك.. مـانـي أمـك..، مشت لها بسرعة، مسكتها من مرفقها و صارت تسحبها للباب: إطـلـعـي بـرع، إطـلـعـي بـرع و لا عـاد تـرجـعـي لـهـنـا.. لا تـرجـعـي!!

أزهار و هي تحاول تفك يدها منها: ماما..

دفعتها بقوة حتى طاحت و بنفس حالتها: مـانـي أمـك، تـسـمـعـيـنـي؟ أنـا مـانـي أمـك..، مسكتها من مرفقها مرة ثانية و قومتها، و هي تفتح الباب: روحـي.. إطـلـعـي بـرع! دفعتها لبرع و صفقت الباب على وجهها!

ضلت واقفة تشوف على الباب المسكر و هي مانها قدرة تصدق اللي صار، لفت و هي تشوفه واقف يشوف عليها، نزلت رأسها و صارت تمشي لبرع.

إلتفت لباب المسكر و هو يحاول يستوعب اللي شافه، إلتفت لها و شافها معطيته ظهرها و تمشي للسيارة، لحقها بسرعة بس ما تكلم، فتح السيارة و هي ركبت، ركب، سكر الباب و إلتفت لها، شافها ترفع عيونها للقدام و دموعها تتعلق برموشها، نزل عيونها عنها بإرتباك و حرك السيارة.

نزلت دمعة تشق طريقها على خدها و تحرقها، تلتها دمعة ثانية و ثالثة و رابعة، مسحتها و لفت للشباك.

إلتفت لها و هو يشوفها تلف و تزحف للشباك، لف للقدام و ما نطق بحرف.


***************************


وقفت عند باب مجلس المسكر و هي تحاول تسمع اللي يقولوه، مانها قادرة بس مانها راضية تتحرك من مكانها، مانها مرتاحة لـ هالزيارة المفاجئة، صح كلام بسمة طمنها بس توترت من عرفت أنهم هنا، أمس كانت عندهم و سعاد أبداً ما ذكرت لها نية أولادها في زيارة زوجها فـ ليش فجأة جووا؟ حست بيد على كتفها فإلتفتت لها.

بسمة بصوت واطي: ماما، إيش تسوي هنا؟ يللا..، و هي تمسك يدها: يللا خلينا نمشي للداخل!

فكت يدها منها و حركت رأسها بالنفي: خليني، خليني أعرف إيش يريدوا من أبوك!

بسمة بنفس حالتها: ماما، إيش ما يريدوا بتعرفي بعدين، بابا لما يدخل بـ يخبرك لحاله!

فاطمة أخذت نفس و لفت تمشي للصالة و بسمة لحقتها، جلست على الكنبة و هي جلست بجنبها، ضلوا ساكتين لشوي و بعدها إنفتح باب الصالة و شافوه يدخل بإبتسامة.

علي: السلام عليكم!

فاطمة و بسمة: و عليكم السلام!

فاطمة: ها؟ إيش كانوا يريدوا؟ ليش جايين؟

علي و هو يجلس على الكنبة المنفردة: إيش فيك يا حرمة، خليني أجلس بالأول، بخبرك لحظة! و هو يعدل جلسته: كله خير لا تخافي!

فاطمة سكتت شوي تنتظره يتكلم بس هو ما تكلم فسألته نفس سؤالها: ها؟ ألحين جلست، قول، إيش يريدوا؟

علي إبتسم أكثر، إلتفت لـ بسمة و من ثم لها: يريدوا قربنا!

فاطمة: إيش؟

علي حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: جايين يخطبوا بنتك حنين لولدهم!

بسمة و هي تقطب حواجبها بإستغراب: لـ عبدالله؟

علي حرك رأسه بالنفي: عبدالعزيز!

بسمة فتحت عيونها بعدم تصديق: عـزيـز؟!؟

علي إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب: أيوا هو..، و هو يلتفت لزوجته: أنا بنفسي موافق، أنا ما شفت أي شيء يعيب هالولد بس قلت لهم أن الرأي الأول و الأخير لـ حنين، أنا ما راح آخذ قرارات بناتي بدالهم، أنتي إيش رأيك فيه؟

فاطمة بعدم تصديق: عبدالعزيز!

علي: أيوا هو، إيش فيك يا حرمة توي أقول لك هو، كلمي بنتك بأقرب فرصة و شوفي رأيها..، و هو يلتفت لـ بسمة: إذا وافقت، بنحط ملكتها بيوم ملكتك!

بسمة إبتسمت له بحياء و بعدها إلتفتت لأمها، شافتها تنزل عيونها و باين عليها متضايقة، إستغربت منها بس ما علقت.

علي و هو يقوم: أنا بروح عند هاشم، تريدوا شيء؟

فاطمة و هي تقوم بدورها: بحفظ الرحمن!

إبتسم و لف: بشوفكم بعدين!

بسمة: إن شاء الله، شافته يطلع فإلتفتت لأمها و تكلمت: ماما، إيش فيك، تضايقتي من خبر الخطبة؟

ما ردت عليها و صارت تمشي للدرج، إستغربت منها و جت بـ تلحقها بس وقفتها

فاطمة و هي تركب الدرج: خليك هنا!

بسمة و هي تقطب حواجبها: بس..

قاطعتها و بنبرة حادة: قلت لك خليك!

قطبت حواجبها أكثر بس سوت مثل ما خبرتها.

ركبت للدور الثاني و صارت تمشي لغرفتها، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها، إلتفتت لها و تكلمت: الولد إيش سوى فيك؟



.

.

.

.

.




نهاية البارت..


بارت الجاي كعادتنا يوم الإثنين إن شاء الله..


"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن


تفاحتكم

Golden Apple



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 10:57 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (11)...

Broken dreams make us lose faith and stop believing

But we’ve got to remember life goes on and we keep breathing

.

.

.

.

.



وقفت قدام المراية تشوف على نفسها، رفعت خصلات شعرها المبللة عن وجهها و زفرت بضيق، سحبت كرسي التسريحة و جلست، نزلت عيونها للأرض، أخذت نفس و زفرت مرة ثانية، مرتبكة و خايفة، خايفة من اللي يصير، خايفة من اللي يقدر يسويه فيها بعد اللي صار، ما تعرف كيف قالتها، ما تعرف ليش قالتها بس هالكلمة الوحيدة اللي طلعت منها، طلعت منها بدون ما تحس، غمضت عيونها بقلة حيلة و صارت تتذكر ...

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي للدرج بإرتباك، تعرف مانه موجود بس خايفة يطلع لها، هي هنا، في بيته، قريبة، قريبة كثير منه، ركبت و لفت لممر الغرف، عدت باب غرفة ليلى و وقفت قدام باب المسكر اللي بجنبه، أخذت نفس و مدت يدها للمقبض، قطبت حواجبها بإستغراب و هي تشوفه يتحرك، إنفتح الباب و هي رفعت عيونها له، شهقت بخوف و جت بـ تلف بس هو كان أسرع، مسكها و سحبها للداخل، شافته يسكر الباب و يلتفت لها بإبتسامته الخبيثة، خافت و رجعت بخطوة مرتجفة لوراء، جت بترجع أكثر بس مسكها مرة ثانية و سحبها له، دارها و ثبتها على الباب، رفع يدينه و حاصرها، إرتجفت أكثر و هي تشوفه يقترب منها.

طبع بوسة حارة على خدها و همس لها بخبث: ما إشتقتي لي؟

غمضت عيونها بقوة، غمضتها و صارت دموع القهر تنزل على خدودها و تحرقها، مقهورة من نفسها لأنها تعرف أنها تضعف بين يدينه، ترتجف كذي و ما تقدر تمنعه، يتمادى و يتمادى و هي تسمح له، حست فيه يبتعد عنها بس ما فتحت عيونها، حست فيه يبتعد أكثر و من ثم حست بيدينه تمسك يدينها، سمعته يقول: إذا قربي منك لهالدرجة يضايقك، ليش ما تبعديني؟

رمشت عيونها بخوف و صارت تفتحها، قلبها يدق بقوة و أنفاسها تتسارع

حرك رأسه بالإيجاب و كأنه يأكد لها كلامه: ليش ما تمنعيني؟

نزلت رأسها عنه و هي تحاول تأخذ نفس تهدي حالها

حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: ما راح أتركك لين ما تمنعيني بنفسك! صار يرجع بخطواته لوراء و هو ماسك يدينها و يأخذها معاه، وقف و فك يدينها، صار يفك أزرار قميصه ليفسخه، فسخه و رماه على الأرض، رماه و عيونه في عيونها: حنين، إمنعيني!

نزلت عيونها عنه و صارت دموعها تنزل، ما تعرف ليش ما تقدر تتجرأ، ما تقدر!

رفع يدينه لشيلتها و صار يفسخها لها و بنفس حالته: إمنعيني!

شددت من قبضتها على عبايتها بس ما نطقت بحرف

رمى الشيلة و فك شعرها، حط يد على خصرها و سحبها له و هو يفك أزرار عبايتها: إمنعيني!

غمضت عيونها و قلبها يرتجف من الخوف و هي تحس بأنفاسه الحارة على رقبتها، إنقطعت أنفاسها و هي تحس بـ شفايفه، حست بمسكته تزيد عليها و هو يهمس لها بنبرة حادة: إمنعيني! قطبت حواجبها بقوة، حطت يدينها على أكتافه بسرعة و دفعته بأقوى ما عندها، رفعت عيونها له، شافته يرجع بخطوة متعثرة لوراء، يعدل وقفته و من ثم يبتسم لها، نزلت عيونها عنه و هي مانها قادرة تحس برجولها، طاحت على الأرض و هي تحاول تلتقط أنفاسها و تستوعب اللي صار، حست فيه ينزل لمستواها بس ما رفعت عيونها له و ضلت على نفس حالتها، ترك كل شيء في يدينها، إذا ما منعته كان ضيعت شرفها ألحين، ضيعته بسبب خوفها و ضعفها، لمت يدينها المرتجفة لصدرها، شهقت و كأنها توها تستوعب كل اللي صار، ما قدرت تمسك حالها فصارت تبكي.

مسك يدينها و بهدوء: خلاص، لا تبكي ما راح أسوي لك شيء، هدي حالك!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم ليده، حاولت تسحب يدها منه بس ما قدرت، بكت أكثر و صارت تشهق ...

رجعت من سرحانها و هي تسمع باب غرفتها ينفتح، إلتفتت لتشوفها تسكر الباب و تلتفت لها

فاطمة: الولد إيش سوى فيك؟

قامت بإرتباك: ماما..

مشت لها بسرعة، مسكتها من مرافقها و بصوت عالي: تـكـلـمـي..، و هي تهزها: تـكـلـمـي، الـولـد إيـش مـسـوي فـيـك؟ إيـش مـسـوي لـيـجـي يـخـطـبـك الـيـوم؟

فتحت عيونها بعدم تصديق: خـ.. خطبني؟!؟

فكتها و دفعتها عنها: خطبك.. خطبك..، و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: كذي يا حنين.. كذي تلعبي بثقتنا فيك.. كذي تخونينا.. تسودي وجوهنا..

رفعت عيونها لها و هي تحاول تستوعب: ماما.. أنتي إيش تقولي.. أنا..

فاطمة و بنفس حالتها: ليش سويتي كذي فينا.. ليش؟.. و هي ترفع عيونها لها: الله لا يبارك فيك من بنت.. الله لا يبارك فيك من بنت..

حنين و دموعها تتجمع في عيونها: ماما..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ماما.. ما صار شيء.. ما صار شـ..، ما قدرت تكمل لأنها سحبتها من مرفقها و بصراخ: بـس و لا كـلـمـة! و هي تضربها: و بعد تكذبي يا قليلة الحياء.. تكذبي علي؟ إيش يخلي الولد يخطبك إذا ما صار شيء، هـا؟ إيــش؟!

حنين و هي تحاول تصد ضرباتها: ماما و الله.. و الله ما صار شيء.. ما صار شيء..

فاطمة و هي تضربها أكثر و دموع القهر تنزل من عيونها: قلت لك بس و لا كلمة.. بس و لا كلمة..، دفعتها من كتفها و جلست بسرعة على كرسي التسريحة و هي تحس برجولها مانها قادرة تشلها، ما تعرف وين غلطت بتربيتها، صغيرتها، دلوعتها تطلع كذي؟ مانها قادرة تصدق، جابت لها كل شيء تريده، ما قصرت في و لا شيء، بنت عليها أحلام كثيرة، آمال كثيرة و بالأخير حطمتها كذي، حركت رأسها بقلة حيلة و صارت تبكي.

بكت أكثر و هي تشوف أمها في هالحالة، مشت لها و جلست على الأرض بمقابلها، و هي تحط يدينها على ركبها: ماما.. ماما.. و الله.. و الله ما صار شيء.. صدقيني.. صدقيني.. ما صار شيء..

ما رفعت عيونها لها و لا ردت عليها

حطت رأسها على ركبها و صارت تبكي أكثر: ماما.. صدقيني أرجوك.. صدقيني.. ما صار شيء.. ما صار شـ..، ما قدرت تكمل و هي تحس بشعرها ينسحب، قطبت حواجبها بقوة و هي تتعور من مسكتها، رفعت عيونها لها: ماما..
فاطمة و هي تقاطعها بسرعة: أنتي موافقة فاهمة، موافقة و بخبر أبوك يحدد ملكتك مع ملكة أختك، تروحي و ما عاد ترجعي لنا.. ما أريدك ترجعي لنا أبداً! قالتها و بعدها فكتها و قامت تمشي لبرع الغرفة بسرعة، طلعت و تسكر الباب.

ضلت تشوف على باب المسكر لشوي و بعدها نزلت عيونها، لمت ركبها لصدرها و صارت تشهق، خطبها، راح ترتبط فيه، ليش سواها؟ راح ينتقم منها، بـ يذبحها، إنتهى، كل شيء إنتهى، هي إنتهت، خلاص إنـتـهـت!


***************************


طلع من المسجد و هو يبتسم للشباب اللي معاه، منهم من توه يعرف أنه تزوج فيبارك له و منهم من يمزح و يضحك عليه لأنه قفل حاله في هـ القفص المخيف على قولتهم، إستغربوا من الجرح و بعدها صاروا يضحكوا و هم يفكروا أنه بدت الحروب بينهم من أول ليلة، وقف معاهم لكم من دقيقة يضحك و بعدها كل واحد صار يمشي في طريقه، لف عنهم و صار يمشي للفلة، يمشي و إبتسامته لين ألحين على شفايفه، وقف قدام باب الشارع، حط يده على الباب و جا بـ يدفعه بس تذكرها و إختفت إبتسامته، زفر بضيق و نزل يده، حاول معاها كثير، ما جلس مع نمارق كثر ما جلس معاها اليوم، كل شوي كان ينزل لها، ينزل ليكلمها و يحاول يقنعها، يقنعها لتعطيها فرصة، تعطيه هو فرصة ليبني حياته معاها، ليعيش معاها، يفرح معاها، ضلت ساكتة طول الوقت و ما نطقت بحرف، ما قدر يفهم منها، ما يعرف إذا هي راضية عليه و لا لأ، بس هو أخذ قراره، ما راح يستسلم لين ما يقدر يقنعها، هو ما راح يتخلى عنها كذي، ما راح يتركها بعدما صارت له، أخذ نفس و دخل، مشى للصالة، دخل و فتح عيونه بعدم تصديق.

كسفت سجادتها، قامت و صارت تمشي لطاولتها، حطتها عليه و بعدها لفت تمشي للتسريحة، فسخت جلبابها و عدلت شعرها شوي، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، الساعة 8:17، يكون مخلص صلاته ألحين، أخذت شيلتها من على التسريحة و حطته على رأسها، مشت للبلكون و طلعت، مشت للدرابزين و صارت تلتفت حوالينها، لمحته فـ إبتسمت لنفسها، قررت تنزل للصالة فلفت تدخل بسرعة، مشت لباب الغرفة، فتحته و صارت تمشي لباب الجناح، جت بتفتحه بس تراجعت، من الصبح و هي في الجناح، ما حبت تطلع بدونه و هو كلما طلع خبرها تنتظره بالجناح، خالته ركبت لعندها، كلمتها لشوي و ضحكت معاها، إرتاحت معاها فحبتها بس أمه..، و هي تتنهد، ما شافتها اليوم، تعرف أنها ما تقدر تركب لعندها فهي لازم تنزل لها و تسلم عليها بس ما نزلت لأنه ما سمح لها، قطبت حواجبها، يا ترى ليش؟ معقولة ما تقبلتها؟ ما تقبلتها بدون ما حتى تعطيها فرصة؟ إرتبكت من هالفكرة فبعدتها عن رأسها بسرعة، أخذت نفس تتشجع و بعدها فتحت الباب و صارت تنزل للدرج، شافتها معطيتها ظهرها و على كرسيها، تتكلم بصوت عالي، إلتفتت حوالينها و هي مستغربة منها بس سمعت الرد من المطبخ فـ إبتسمت، نزلت و صارت تمشي لها.

وقف بمكانه و هو مانه قادر يصدق اللي يشوفه، جالسة معاها بالصالة، تسولف و تضحك، تضحك مع البنت اللي رافضتها؟!؟!

شافته واقف عند الباب فسكتت و صارت تعدل جلستها بحياء

إنتبهت لها فإلتفتت له و تكلمت: إيش فيك حبيبي واقف عند الباب، تعال..، و هي تأشر على الكنبة بجنب نمارق: تعال إجلس بجنب عروستك!

رفع حواجبه بصدمة و ما تحرك من مكانه

زبيدة و هي تعيد كلامها: حبيبي إيش فيك؟ تعال إجلس بجنبها، يللا تعال!

نزل عيونه و هو يرمشهم بعدم تصديق، حك حاجبه و هو يحاول يعرف إذا هو بحلم و لا حقيقة، رفع عيونه لهم و بعدها صار يمشي لهم، يمشي و هو يمرر نظره ما بينهم، جلس بجنبها و رفع عيونه لأمه.

إبتسمت له، أخذت يد نمارق و حطته في يده: الله يخليكم لبعض و يسعدكم يا رب!

هي إحمروا خدودها فنزلت رأسها أما هو إنصدم و فتح عيونه أكثر، أكيد يحلم، مستحيل هذي تكون حقيقة، فك يدها و قام بإرتباك: أمم.. خالتي بالمطبخ؟

زبيدة و بنفس إبتسامتها: أيوا، قالت أنها بـ تطبخ أحلى عشاء..، و هي تمسح على خد نمارق: لأحلى عروس!

إرتبك من حركتها أكثر و ما يعرف ليش بس خاف، لف عنها بسرعة و صار يمشي للمطبخ، دخل و شافها معطيته ظهرها و ترتب طاولة العشاء، مشى لها بسرعة، مسك يدها و دارها له: خالتي!

شهقت و هي تنط بفزعة، سحبت يدها منه و حطته على قلبها: خوفتني..، و هي تأخذ نفس: خوفتني..، بعدت يدها و ضربته على كتفه بخفة: كذي أحد يدخل على أحد ثاني، كنت بتوقف قلبي!

عبدالرحمن و هو يبوسها على رأسها: بسم عليك خالتي، آسف ما قصدي بس..، و هو يعدل وقفته: بس إيش اللي يصير..، و هو يأشر على باب المطبخ: إيش اللي يصير في الصالة، نمارق و يمة جالسين مع بعض، مـع بـعـض..، كرر هالكلمتين و هو يشدد عليها و بعدم تصديق: ليش.. أقصد متى.. لا أقصد كيف..

قاطعته و هي تضحك على حالته: إهدأ يا ولدي إهدأ..، سحبت له كرسي، حطت يدينها على أكتافه و جلسته، سحبت كرسي بجنبه و جلست: ما أعرف إيش اللي صار بس عروستك نزلت لها و من وقتها جلسوا يسولفوا و يضحكوا، يمكن حبتها!

عبدالرحمن و هو يحرك رأسه بعدم تصديق: حبتها؟ بس كذي؟ و هو يأشر على الجرح اللي بجبينه: حبتها بعدما سوت فيني كذي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، لا، لا، ماني مصدق.. ماني قادر أصدق.. ما أقدر أصدق!

سكتت شوي و بعدها تنهدت و تكلمت: تريد الصراحة، حتى أنا ماني مرتاحة لتغيرها المفاجئ بس أقول لنفسي يمكن الله إستجاب لدعواتنا و هداها، ليش لا!

ما عرف إيش يرد عليها فـ ضل ساكت

إبتسمت له و حطت يدها على خده تمسح عليه بهدوء: يا ولدي خلينا ما نفكر كثير، إذا هي تغيرت عيل ما نقول غير الحمد لله، إن شاء الله دوم كذي ما يوم، أنت بس إفرح و إن شاء الله كله خير!

أخذ نفس و هو يرفع عيونه لباب المطبخ: إن شاء الله!



بعد العشاء...

حطها على السرير بهدوء و هي إبتسمت له، إبتسم لها بإرتباك و جلس على طرف السرير، أخذ حبوبها من على الكمدينة و من ثم أخذ غلاس الماي، مدهم لها و هي أخذتهم منه و شربتهم، مدت الغلاس له و هو أخذها، إنحنى و طبع بوسة هادية على رأسها، بعد عنها و قام: نامي يمة!

حركت رأسها بالإيجاب و هو صار يعدل لها البطانية، عدل وقفته، لف و جا بـ يمشي بس مسكت يده، نزل عيونه ليدها و من ثم إلتفت لها، جا بيتكلم بس هي تكلمت قبله.

زبيدة بهدوء: مستغرب مني؟

إرتبك من سؤالها: ها؟

إبتسمت له و كملت بنفس هدوئها: أنا أمك يا عبدالرحمن و أكثر مني محد راح يعرفك و يعرف مصلحتك، نمارق ما فكرتها تصلح لك بس هي غيرت رأيي فيها، أنا حبيتها و إذا كنت راح أختار لك شريكة حياة ما بختار لك غيرها!

إبتسم لها و طبع بوسة ثانية على رأسها: شكراً يمة!

إبتسمت له و هو قام، خف الإضاءة، طلع و سكر الباب وراه، مانه مقتنع من كلامها، مانه قادر يصدقها، مشى للدرج و صار يركب، رفع أصابعه لجبينه يتحسس جرحه بهدوء، لو ما صار اللي صار أمس يمكن كان بيصدقها بس بعد اللي صار ما يقدر، ركب و صار يمشي لجناحه، ما يعرف، يمكن هو يظلمها بـ هالطريقة، يمكن كلام خالته يكون صح، تغيرت و إن شاء الله تضل كذي و ما ترجع لحالتها أبداً بس ما يعرف ليش يحس هالشيء مانه حقيقي، فتح الباب و دخل، مشي لغرفته و حط يده على المقبض، ما يعرف إيش ينتظره منها للأيام الجاية بس لـ ألحين راح يحاول يصدق و يقتنع فيها، عشانه..، و هو يفتح الباب و يرفع عيونه لها، و عشانها، سكر الباب و إلتفت لها، شافها ترفع عيونها للمراية تشوف عليه، إبتسم لها و هي ردت بإبتسامة، إبتسم أكثر و صار يمشي لها، وقف وراها، حاوطها من بطنها و قربها له.

حست بحرارتها ترتفع و خدودها تحمر، إرتجفت و هي تحس بشفايفه على كتفها، طبع بوسة هادية و دارها له، رفعت عيونها لعيونه بإرتباك بس نزلتهم بسرعة، إبتسم، قربها منها بهدوء و حضنها، و هو يدفن رأسه في شعرها: الحمد لله!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و ثالث، غمضت عيونها و ريحت رأسها على كتفه.


***************************


جلسوا حوالين طاولة العشاء و الكل صار يأكل بهدوء، رفع عيونه للكرسي الفاضي بمقابله و من ثم نزلهم لصحنه و صار يكمل أكله، ما نزلت على العشاء، ما طلعت من الغرفة من أول ما رجعوا و من وقتها ما شافها، مانه مستوعب اللي شافه، مانه قادر يفسره، أمها طردتها من بيتها و هي رايحة تزورها أول مرة بعد زواجها، ليش؟ هي إيش مسوية لتطردها كذي؟ ما يعرف بس أكيد غلطت غلطة كبيرة لتعاقبها كذي، يمكن هم عرضوها عليه عشان يتخلصوا منها، يتخلصوا منها بسبب اللي سوته فيهم، إبتسم بسخرية لنفسه، أخت الصغيرة هربانة مع حبيبها و الكبيرة الله أعلم إيش مسوية، إنتبه لحاله فبعد هالفكرة بسرعة، مستحيل تكون كذي، مستحيل لأن عبدالله ما كان إختارها إذا هي كذي، زفر بقلة حيلة و بعدها رفع عيونه ليشوفها تشوف عليه، رفع حاجب و تكلم: خير؟

رنا و هي تنزل ملعقتها: و لا شيء، يعني ما يصير أشوف عليك؟

فهد و هو ينزل عيونه لصحنه: يصير، يصير! رفعهم لها مرة ثانية و هو يسمعها تتكلم.

رنا: أزهار إيش فيها؟

فهد و هو يقطب حواجبه: إيش فيها؟

رنا و هي تحرك عيونها بملل: ما أنا سألتك هالسؤال ألحين؟!

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: ما فيها شيء!

زينة: عيل إيش فيها البنت ما نزلت للعشاء، أنت إيش مسوي فيها؟

إلتفت لها و هو يقطب حواجبه أكثر: يمة، إيش فيك علي، ما سويت شيء، يمكن ما لها نفس تأكل فما نزلت!

عبدالرزاق: يمكن؟

إلتفت لأبوه و هو كمل: هي زوجتك، المفروض تعرف إيش فيها، ما أنا قلت لك لا تعطي البنت فرصة لتشتكي، إذا أنت ما تسأل عنها و لا أنك داري عنها عيل من يسأل؟!

نزل عيونه عنه و هو يتنهد بقلة حيلة، زحف بكرسيه لوراء و قام، لف و صار يمشي للمطبخ

زينة و هي تلتفت له: وين رايح؟ ما كملت أكلك!

فهد إلتفت لها: شبعت! لف عنها و دخل المطبخ

زينة و هي تلتفت لزوجها: و أنت ما تقدر تكلمه إللا على العشاء!

سامر و هو كاتم ضحكته: ترى يمة، أنتي اللي بديتي!

إلتفتت له بعصبية: كمل أكلك و أنت ساكت!

سامر و هو ينزل عيونه لصحنه: ههه.. أحم.. إن شاء الله!

إلتفتت للمطبخ و هي تشوفه يطلع و يمشي للدرج، نزلت عيونها لصحنها و هي تتمتم لحالها: الله يهديكم بس!



صالة دور الثاني...

جلس على الكنبة و سحب الريموت من على الطاولة قدامه، شغل التلفزيون بس لف يشوف على ممر غرفته، ما ملت من الغرفة؟ إيش تكون تسوي ألحين؟ ضل يشوف على الممر لكم من ثانية و بعدها سكر التلفزيون و قام يمشي لغرفته، وقف قدام الباب و حط يده على المقبض، أخذ نفس و فتح الباب، رجع رأسه لوراء بإستغراب، الغرفة مظلمة، كل الليتات مسكرة، نزل عيونه لها، على كنبتها، نايمة؟ دخل و شغل الإضاءة، شافها ترفع يدها و تكتفه على عيونها، سكر الباب بهدوء و صار يمشي للكبتات، مر من جنب الكنبة و عيونه عليها، دفنت رأسها بظهر الكنبة و كأنها حست فيه، إنتبه لحاله من حركتها فإرتبك، نزل عيونه بسرعة و كمل طريقه، فتح الكبتات و أخذ له قميص أسود مكتف، فسخ قميصه و لبس الثاني، مشى لمكابس الإضاءة و سكرها، مشى للسرير، رمى حاله عليه و غمض عيونه.

حست الغرفة تتظلم مرة ثانية ففتحت عيونها، أخذت نفس طويل و من ثم أخذت نفس ثاني و ثالث، لين ألحين مانها قادرة تصدق اللي صار معاها، مانها قادرة تصدق اللي سوته فيها، ليش، هي غلطت و هي ما تعرف؟ سوت شيء لتزعلها منها كذي؟ تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم بسرعة تمنع دموعها من النزول، كلامها يردد نفسه في مسامعها، مانها قادرة تستوعب اللي قالته، إيش قصدها؟ ليش قالتها؟ ليش ضلت تكررها؟ كيف يعني هي مانها أمها؟ أسألة كثيرة تدور في بالها، تدور و تجننها، ما تعرف تسأل من، تروح لمن، تحس نفسها وحيدة، ما عندها أحد، ما عاد عندها أحد، دفنت رأسها في الكنبة أكثر و صارت تبكي بصمت!


***************************


أخذ نفس طويل و زفر بضيق، أخذ نفس ثاني و زفر مرة ثانية، حط يد على صدره و هو يحاول يأخذ نفس ثالث، رفع عيونه للسماء و من ثم نزلهم للبحر، الجو بارد بعكس الحرقة اللي يحسها في قلبه، المكان هادي بعكس الضجة اللي تسويها دقات قلبـ..، ما كمل هالفكرة إللا و هو يشوف موجة هائجة تصطدم بكاسرها، إبتسم لنفسه بسخرية، يمكن حست فيه، حست بالنار، بالغيرة اللي بـ تكويه، كلما يغمض عيونه صورة يدها بيده تجي له، مانه قادر يتحملها، حاول يبعدها من رأسه بس فشل و كل مرة بـ يفشل، نزل عيونه ليده و هو يفتح كفه، كفها ما يناسب إللا كفه، يدها ما لازم تكون إللا بيده، إللا بيده هو، غمض عيونه بقهر و زفر للمرة الألف، فتحهم و من ثم نزلهم لساعته، الساعة شوي و بـ تصير 3 الفجر، ما يعرف من متى و هو جالس هنا، جالس بنفس حالته هذي، يشكي للبحر اللي توه بس يهيج من شكاويه، توه بس يحس فيه، قام بهدوء غير اللي يحس فيه، لف و صار يمشي لسيارته.



بعد عشرين دقيقة...

وقف سيارته بـ كراج الفلة و نزل، سكر الباب و قطب حواجبه، توه بس يتذكر اللي صاير، توه بس يتذكر سواته، قطب حواجبه أكثر و صار يمشي للمدخل، ما يعرف إيش المفروض يسوي فيه، ما يعرف كيف يعاقبه، ما يحس أنه إرتباطه بالبنت اللي دمرها عقوبة كافية له، مانها كافية، ما يعرف كيف غلط كذي، كيف يقدر يغلط كذي، تنهد بقلة حيلة، دفع الباب للداخل و دخل، رفع عيونه و شافها تقوم من على الكنبة، مشى لها و طبع بوسة هادية على رأسها: بعدك صاحية!

تنهدت و هي تنزل عيونها: ما قدرت أنام!

تنهد بدوره و مسك يدها: يمة، لا تحرقي دمك عشانه، مانه مستاهل..، و هو يطبع بوسة ثانية على رأسها: يللا، روحي نامي!

سعاد و هي ترفع عيونها للساعة المعلقة على الجدار: بصلي الفجر و بنام!

عبدالله و هو يأخذها للدرج: بعده على الآذان باقي ساعتين، روحي إرتاحي في غرفتك و إذا نمتي أنا بصحيك!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تركب معاه، هي لفت لممر غرفتها و هو لف لممر غرفته، وقف قدام باب غرفته و هو يشوف على الباب المقابل، زفر بقوة و بعدها لف و دخل غرفته، سكر الباب و فسخ كمته، رماه على السرير و صار يمشي للشباك، بعد الستارة و رفع عيونه للفلة البعيدة، تنهد و هو يتمتم لحاله بتعب: يا حلم، وين المشكلة إذا تحققت؟!



غرفة المقابلة...

رمش عيونه بهدوء غير اللي يحس فيه و رفعهم للسقف، مانه قادر ينام، كيف ينام و هو يحس نفسه مقهور، مخنوق بسبب كل اللي يصير حوالينه، تتهمه بـ مثل هـ التهمة، تتهمه بالإغتصاب، غمض عيونه بقوة و هو يزفر بقهر، يعرف أنه كان يتمادى معاها، يعرف أنه غلط كثير بس هي بنفسها ما كانت تمنعه، ما يعرف إيش صار له في هذاك اليوم لما شاف دموعها، حس بـ شعور غريب و إنقبض قلبه عليها، ضعيفة، لهالدرجة ضعيفة، كان يتمنى يشوفها تتجرأ، تتجرأ و لو مرة و توقفه، إذا هي ما قدرت توقفه عيل أبداً ما راح تقدر توقف أحد ثاني، إذا هي ما قدرت تمنعه عيل مستحيل تقدر تمنع أحد ثاني، كان يريد يغصبها لتتجرأ، يغصبها لتمنعه، ما يعرف ليش سوى اللي سواه بس فرح لما بعدته عنها، قطب حواجبه، بس هذا ألحين كل شيء إنقلب ضده، يا ليته ما إهتم، ما إهتم لدموعها، ما إهتم لرجفتها، يا ليته تسلى فيها مثل دوم و تركها، ما كان يعرف أنها تتجرأ كذي، تتجرأ لدرجة أنها ترمي عليه مثل هـ الكذبة، تتهمه كذي، جلس بسرعة و هو يضرب يدينه بالسرير بقهر: حـقـيـرة!!!

حط يدينه على وجهه و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، مرر يدينه في شعره و هو يكلم حاله: والله إن ما خليتك تندمي على كذبتك هذي، ما أكون عزيز!


***************************


يوم الثاني...

بريطانيا – مدينة بريستول...

جلستها على كرسي التسريحة و صارت تمشط شعرها الأشقر الحريري و هي مرفعة عيونها زرقاء للمراية تشوف عليها، إبتسمت لها و هي ردت بإبتسامة، إبتسمت أكثر و قررت تكلمها، حطت المشط على التسريحة و دارتها لها، جلست على ركبها بمقابلها و مسكت يدينها الصغيرة: مايسي، حبيبتي، ألسنا صديقات؟

حاوطتها من رقبتها و هي تطبع بوسة قوية على خدها

ضحكت و طبعت بوسة على خدها بدورها: أفهم من ذلك أننا كذلك!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت تمشي للسرير، ركبت عليه، أخذت ألوانها و كراستها و صارت ترسم

أخذت نفس و قامت، مشت لها و جلست على السرير بمقابلها، ضلت تشوف عليها لشوي و هي تشخبط بألوانها و هي راسمة أحلى إبتسامة على شفايفها، إبتسمت و بهدوء: أأنتي غاضبة من أخوكِ؟

حركت رأسها بالنفي بس ما رفعته لها

رفعت يدها و صارت تمسح على شعرها بهدوء، أخذت نفس تتشجع و كملت: إذاً لماذا لا تتكلمين؟

إختفت إبتسامتها، بعدت يدها عن رأسها و سكرت كراستها، رفعت عيونها لها و من ثم نزلتهم، نزلت من على السرير و صارت تمشي للبلكون.

قامت بسرعة تلحقها، طلعت وراها و شافتها واقفة بجنب الدرابزين اللي تفصل البلكونتين و هي تحاول تركبها لتنط، مشت لها بسرعة و حملتها: لا تغضبي مني عزيزتي، لم أقصد مضايقتك..، و هي تبوسها على خدها: أنني آسفة، إذا لا تريدين التكلم الآن فلا بأس، لن أكلمكِ عن هذا مرة أخرى!

نزلت عيونها و صارت دموعها تنزل

قطبت حواجبها و هي تشوف دموعها، قربتها منها و حطت رأسها على كتفها: أنني آسفة حقاً، إهدأي عزيزتي، لا تبكي، لن أكررها، أعدكِ بذلك! صارت تمسح على ظهرها لتهديها.



بعد شوي...

نزلتها في البلكون الثاني و هي تشوفها تمشي و تدخل، تنهدت بقلة حيلة و لفت تدخل غرفتها، سكرت باب البلكون و تنهدت مرة ثانية، حزينة هالبنت، ما تعرف إيش كاتمة في قلبها، مانها سهلة تشوف أمها تموت قدام عيونها، مانها سهلة أبداً، ما تعرف إذا هي تفهم الموت و لا لأ، تفهم الفقد و لا لأ بس أكيد متأثرة عشان كذي، نزلت عيونها و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و فسخت جلبابها، علقته فيها و من ثم سكرتها، أخذت نفس و جت بـ تلف بس سمعت صوت الباب ينصفق بقوة، شهقت مفزوعة و ركضت لباب غرفتها، جت بتفتحه بس تراجعت و هي تسمع صوت التكسير، خافت، إيش اللي يصير؟ من يكون؟ حطت يدها على قلبها بخوف: بسم الله، بسم الله الرحمن الرحيم! شهقت مرة ثانية و هي تسمع صرخته، حطت يد على فمها: عمـ.. عماد؟! رفعت يدها للمقبض بتردد، أخذت نفس تتشجع و بعدها فتحت الباب، شافته يفسخ جاكيته و يرميه على الأرض، يجلس على الكنبة، ينزل رأسه و يحط يدينه عليه، مررت عيونها حوالين المكان بصدمة، محطم الصالة و جالس بوسط هـ الحطام، نزلت عيونها له، وجهه محمر و..، و هي تقطب حواجبها، و مجروح، أنفاسه عالية و سريعة، رمشت عيونها بخوف و مشت له بتردد: عمـ..، ما كملت لأنه إلتفتت لها بنظرة حرقتها، رجعت بخطوات مرتجفة لوراء، دخلت غرفتها مرة ثانية و سكرت الباب!

شاف الباب يتسكر فزفر بقوووة، نزل عيونه للأرض و صارت دمعته تحرق خده، شافها اليوم، شافها مع غيره، في حضن غيره، تخونه مع من كان يعتبره أعز أصدقائه، الإثنين يخونوه، يخونوه كذي، مرر أصابعه في شعره و هو يشد فيه، بعد كل اللي سواه لها، رضى فيها مثل ما هي، تغير عشانها، وقف ضد أهله عشانها، رفض غيرها و علقها عشانها، كذبها و ضربها عشانها بالأخير صدمته، طلعت كذي؟ ليش؟ هو بإيش غلط؟ يحبها و يعشقها، ما يرفض لها طلب، راضي يموت عشانها بس عشانها، بالأخير تبيع حبه، تبيعه هو، غمض عيونه بقهر بس فتحها بسرعة و صورتها في حضنه تدور في عيونه، سمع رنين تلفونه، فأخذ نفس يهدي حاله، طلع التلفون من جيب تلفونه و رفعه له ليشوف رقمها يضيء على الشاشة، ضل يشوف على إسمها لكم من ثانية و بعدها قام و رمى التلفون للجدار بأقوى ما عنده، وقف يشوفه ينكسر و القطع تتطاير هنا و هناك، أخذ نفس، زفر و بعدها مشى لغرفته، دخل و صفق الباب وراه!


***************************


مسقط...

وقفت السيارة قدام الفلة، نزلت و صارت تمشي لباب الشارع، ما عرفت لمن تروح غيرهم، إشتاقت لهم كثير و تتمنى أنه ما يتكرر معاها اللي صار أمس، أوجعتها هالذكرى فبعدتها عن رأسها بسرعة، دقت الجرس و وقفت تغصب إبتسامة على شفايفها، إنفتح لها الباب بعد فترة فتحولت إبتسامتها المغصوبة لإبتسامتها الحقيقية و تجمعت دموع الشوق في عيونها: بسمة!

فتحت عيونها بعدم تصديق: زوز؟! و هي تسحبها لتحضنها: زوز يالدبة؟!؟

إبتسمت أكثر و صارت دموعها تنزل: إشتقت لكم!

بسمة و هي تحضنها بقوة: و نحن أكثر! بعدت عنها و هي تشوف دموعها على خدودها، قطبت حواجبها و ضربتها على رأسها بخفة: يالهبلة بدون دموع!

إبتسمت أكثر و صارت تمسح دموعها: و أنتي ما تعرفي تتكلمي إللا و يدك تسبقك!

ضحكت، سحبتها للداخل و سكرت الباب: مجبورة، عادة ما أقدر أغيرها!

ضحكت و مشت معاها للداخل



بعد شوي...

كانت جالسة معاها و مع زوجة عمها اللي من أول ما شافتها بكت و حضنتها و كأنها منقطعة عنهم من سنين و بعدها هدت و حمدت ربها لأنها قدرت تتطمن عليها، فقدت هالجلسة، فقدت تضحك معاهم، خبروها عن ملكة بسمة فـ ضحكت و باركت لها، خبروها عن ملكة حنين فـ إنصدمت، ما توقعت هالشيء أبداً و خاصة بهالسرعة، إلتفتت لزوجة عمها و تكلمت: إنزين خالتي، ليش مستعجلين، حنين توها صغيرة و عزيز صغير، ما أحسه يصلح للزواج، على الأقل ما ألحين!

فاطمة تنهدت و هي تحاول تخبي خيبتها في بنتها: إيش نسوي يا بنتي، نصيب!

إبتسمت لها بس كملت: بس خالتي أنتي ما تريدي عرس، يعني فرح تزوجت بدون عرس و هذي بسمة بـ تتزوج بدون عرس و حنين، ما المفروض نفرح فيها، أصغر بنت في عائلتنا لازم، حفلة كبيرة!

فاطمة و بنفس حالتها: يمكن بعد الملكة، يصير خير! قالتها و بعدها قامت تمشي عنهم.

إستغربت منها فإلتفتت لبسمة: خالتي إيش فيها؟

بسمة و هي تحرك أكتافها بخفة: ما أعرف، يمكن لأن كل شيء يصير بسرعة فـ متضايقة!

أزهار: يمكن..، سكتت شوي و بعدها بدت بتردد: بسمة.. أمم.. أنا حابة أسألك سؤال!

بسمة عدلت جلستها و بفضول: إيش في؟

إبتسمت على حالتها، أخذت نفس و تكلمت: أمم.. سميرة.. أقصد أمي..، و هي تتشجع: أقصد سميرة أمي؟

رفعت حواجبها و ضلت تشوف عليها لشوي بدون أي كلمة و بعدها إبتسمت و ضربتها على كتفها بخفة: إيش هالسؤال؟ أكيد أمك.. ليش أنتي تشكي في هالشيء!

قطبت حواجبها على غبائها، إيش فيها؟ إيش تفكر؟ معقولة تشك في هالشيء؟ يمكن كانت تمر بيوم سيء فـ طلعت أعصابها عليها، يمكن كانت تعبانة و هي راحت لها في وقت غير مناسب، إبتسمت و حركت رأسها بالنفي: لا، لا.. إنسي أني سألتك!

بسمة إستغربت: زوز ليش، صاير شيء؟

حركت رأسها بالنفي و بنفس إبتسامتها: لا!

بسمة ما حبت تضغط عليها فسكتت، تذكرتها فبدت بتردد: أمم.. تواصلتي مع أساور؟

نزلت رأسها، حركته بالنفي و بهدوء غير اللي تحس فيه: لا..، و هي تأخذ نفس: شفتها بالسوق مرة، تضحك و مبسوطة، يدها بيده، تمشي و لا همها!

بسمة إقتربت منها و حاوطتها من أكتافها: ما كلمتيها؟

حركت رأسها بالنفي: ما كلمتها!

بسمة: ما تريدي تكلميها؟

أزهار و هي تأخذ نفس: أكلمها إيش أقول لها، أقول لها أنهم رموني على شخص ما يريدني و اللي كان يريدني..، و هي تنزل عيونها ليدينها: متعذب و موجوع بسببي..، و هي تمرر يدها على وجهها بقلة حيلة: بسمة ما عندك أي فكرة باللي أحس فيه، بسببها شفته منهار، شفت دموعه، شفته يبكي عشاني..، و هي تلتفت لها: شفت دموع عبدالله، في حياتي ما فكرت أنه أحد بيحبني، يحبني بدرجة أنه يبكي عشاني..

بسمة بتردد: و أنتي تحبيه؟

حركت رأسها بالنفي: لا بس كنت مستعدة أحبه، كنت أحلم فيه، أبني حياتي معاه، هي دمرت كل شيء، دمرت الحياة اللي كنت أحلم فيها!

بسمة و هي تمسح على كتفها بهدوء: و فهد.. أقصد كيفه معاك؟

أزهار و هي تحرك أكتافها بخفة: ما أعرف.. زين!

إبتسمت على كلمتها و بخبث: بس زين؟

قطبت حواجبها و دفعتها عنها: بس زين..، تذكرت فقامت: لازم أمشي، محد يعرف أني طالعة غير رنا، أخذت سيارتها و جيت، خالتي تكون رجعت و إذا ما شافتني بـ تسأل عني!

بسمة و هي تقوم: خليك.. توك جاية!

أزهار و هي تبتسم لها: بكررها إن شاء الله!

بسمة إبتسمت و صارت تمشي معاها للباب.



.

.

.

.

.



.

.

.





بعد فترة...

وقفت سيارتها قدام الفلة، نزلت و صارت تمشي للداخل، ما شافت سيارة السواق في الكراج فـ إبتسمت، لين ألحين ما راجعة، أكيد بالسوق، تعشق السوق، ضحكت، تحب هـ الحرمة، تحبها لأنها بدورها تعاملها بحب و حنية، دخلت للداخل و ركبت للدور الثاني، رجعت مفاتيح السيارة لـ رنا و بعدها مشت لغرفتها، دخلت و هي تفسخ عبايتها و شيلتها، علقتهم و بعدها مشت للكنبة و جلست، أخذت تلفونها و صارت تدور في الأرقام، وصلت لرقمها و صارت تشوف عليه، ضلت تشوف عليه لكم من دقيقة و بعدها ضغطت على الإتصال و حطت التلفون عند أذنها.


***************************


جلست على السرير و هي تكتف يدينها على صدرها و تقطب حواجبها، عيونها عليه و هو معطيها ظهره و يمشي لباب الغرفة، طلع و صفق الباب وراه، قطبت حواجبها أكثر و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، نزلتهم و صارت دموعها تنزل، ما تعرف إيش فيه، هي ما سوت شيء غير أنها غيرت ترتيب الغرفة، ليش كل هـ العصبية، صاير ينرفزها، يدقق على كل شيء و يطلع أغلاطها، يصرخ عليها بدون أي سبب و يبكيها، هذا و ما مر عليهم إللا كم من أسبوع، خايفة يكون مل منها، صارت دموعها تنزل أكثر على هالفكرة، سمعت رنين تلفونها فرفعت عيونها للتسريحة تشوف عليه، مسحت دموعها و قامت تمشي، أخذت التلفون، فتحت عيونها بعدم تصديق و هي تشوف إسمها يضيء على الشاشة، ضلت تشوف على الرقم لكم من ثانية و بعدها أخذت نفس و ردت بتردد: أزهار! تسكر الخط بسرعة، نزلت التلفون و صارت تبكي أكثر، سمعت الباب ينفتح فرفعت عيونها تشوف عليه، نزلتهم و لفت تعطيه ظهرها!

سكر الباب و لف يمشي لها، حاوطها من أكتافها و دارها له: أساور حبيبتي أنا آسف، ما في داعي لكل هالبكي، أنا آسف..

رفعت عيونها له و تكلمت: ليش تتأسف، ها؟ و هي تدفعه من كتفه بخفة: ليش تتأسف إذا كنت بترجع تزعلني؟ ليش تتأسف إذا كنت بترجع تبكيني؟ شهاب..، و هي تبكي أكثر: شهاب أنا تركت الكل عشانك.. ما عاد لي أحد غيرك.. أنا.. ما عاد لي أحد..

مسك يدينها و سحبها لحضنه: حبيبتي و الله آسف، أعرف..، و هو يمسح على شعرها: أعرف أنك تركتي كل شيء عشاني و أنا مقدر هالشيء صدقيني..، و هو يبعدها عنه شوي و يمسح دموعها: آسف بس ضغوطات الإمتحانات و تعرفي..

قاطعته: و إذا؟ هذا ما يعني أنك تصرخ علي كل شوي؟ أنت..، و دموعها ترجع: ليش ما تقول أنك مليت مني و تريد تتركني!

قطب حواجبه: أساور إيش هالكلام؟ و هو يحاوط وجهها بيدينه و يطبع بوسة هادية على جبينها: أنتي حياتي، مستحيل أمل منك، تفهميني؟

نزلت عيونها عنه و ما ردت

رجع حضنها: يا حبيبتي و الله أني أحبك، معقولة أمل منك؟ هالشيء ما يصير، إذا أنتي قدرتي تثقي فيني لتتركي أهلك عشاني عيل كوني واثقة أني مستحيل أتركك..، و هو يحاوطها له أكثر: ثقي فيني!

بعدت عنه و هي تمسح دموعها: إتصلت فيني..، و هي ترفع عيونها له: أزهار إتصلت فيني!

قطب حواجبه بإستغراب: إيش قالت؟

حركت رأسها بالنفي و دموعها ترجع: سكرته.. سكرت الخط على وجهي!

حاوطها من أكتافها و صار يمسح دموعها: أشش، يا حياتي، لا تبكي.. خليها، إذا تريدك بـ تتصل فيك مرة ثانية..

ما ردت عليه و صارت تمسح دموعها بدورها، إشتاقت لها، هي أكثر وحدة فقدتها، هي الوحيدة اللي كانت تهتم فيها، تحسسها أنها موجودة لها، ما تعرف كيف تكون و بأي حال، زعلانة منها، أكيد زعلانة كثير، رفعت عيونها له و هي تحس فيه يبعدها عنه.

إبتسم لها و تكلم: بسك، لا تبكي، يللا روحي إغسلي وجهك و خلينا نطلع نتمشى شوي!

حركت رأسها بالنفي: لا، ما لي نفس أطلع، خلينا بالبيت!

شهاب: متأكدة؟

حركت رأسها بالإيجاب

إبتسم لها: عيل خلينا نطلع للحديقة!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للحمام، غسلت وجهها و نشفته، طلعت، أخذت شيلتها من الكبتات و من ثم مسكت يده و طلعت لبرع، مروا من الصالة و بعدها طلعوا للحديقة.

كانت طول الوقت تلاحقهم بعيونها، شافتهم يطلعوا من الباب بس ضلت حاطة عيونها بنفس المكان، حست بضربة على كتفها فقطبت حواجبها و إلتفتت لها: كم مرة أقول لك بدون ضرب!

سجى: و أنا كم مرة أقول لك، خليهم عايشين حياتهم!

سارة و هي تعدل جلستها: ليش، أنا إيش سويت؟ قلت شيء و لا تدخلت بحياتهم، لا يا حبيبتي، هم بنفسهم يزعلوا و يراضوا!

سجى حركت عيونها بملل و ما ردت عليها

سارة و هي تكمل: بس تعرفي، إذا ضلوا على نفس هالحالة، أعطيك تقريباً..، و هي تعد على أصابعها: 7 أشهر و هم منفصلين!

قطبت حواجبها بقوة و ضربتها على رأسها: بسم الله عليهم، أنتي أي نوع أخت؟ ألحين في أخت عاقلة تقول هالكلام!

سارة و هي تقطب حواجبها: أنا ما أقول هالكلام من الهوى، هذا من ملاحظاتي علـ..

قاطعتها بسرعة: و أنتي من لتجلسي تلاحظي و تكتبي اللي يصير بين زوجين..

سارة قاطعتها بسرعة: تتشارطي؟

فتحت عيونها: إيـش؟

ضحكت و قامت تمشي لغرفتها: صدقيني بملاحظاتي، عندهم بس 7 أشهر أو حتى أقل! إلتفتت لها، شافتها تقوم بسرعة و تركض لها لتضربها، ضحكت و صارت تركض للغرفة.


***************************


بعد عدة أيام...

الفجر – ساعة 5:30...

قامت من على سجادتها، كسفتها و صارت تمشي للسرير، حطت السجادة على الكمدينة و عيونها على هالا النائمة بجنب أختها، أخذت نفس و جلست على الطرف بهدوء غير اللي تحس فيه، حطت يدها على رأسها و صارت تقرأ عليها، اليوم يوم العملية، خايفة عليها و خايفة عليه، الدكتور شرح لها العملية و حالتهم بعدها، خبرها أن العملية ما راح تأخذ أكثر من ساعة، هي بتكون تحت المخدر و ما راح تحس بشيء، راح يأخذوا أنسجة النخاع من العمود الفقري، ما راح تحس بالألم إللا بيوم الثاني، الآلام راح تتفاوت عندها من بسيطة لحادة، راح ترجع كثير و تتعب لكم من أسبوع و بعدها بـ تتحسن أما هو فـ راح ينقلوا له الأنسجة بطريق إبرة المغذي، ما راح تكون العملية مؤلمة له بس مفعولها راح يكون مؤلم جداً، الأيام، الأسابيع و حتى الأشهر اللي تلي العملية راح تكون صعبة، صعبة كثير، الجسم يحاول يتأقلم مع هـ الأنسجة فتعذبه، راح يتعب كثير لحتى يتحسن، العملية راح تكون متعبة عقلياً، جسدياً و نفسياً!

أخذت نفس و إنحنت، طبعت بوسة هادية على جبينها و قامت، مشت للكبتات و أخذت عبايتها، لبستها و بعدها أخذت شيلتها و لفته على رأسها، رجعت للسرير و بعدت البطانية عنها، حملتها و هي تسمي بالله و بعدها مشت لباب الغرفة، جت بتفتحه بس إنفتح لحاله، رفعت عيونها لها و هي تكلمت.

سعاد بهدوء: خلاص جاهزة يا حبيبتي؟

حركت رأسها بالإيجاب و إقتربت منها: ماما..، و هي تلتفت لـ هيا النائمة: ديري بالك عليها!

إقتربت منها، مسكت يدها و ضغطت عليه بخفة لتطمنها: لا تاكلي همها يا بنتي، أنتي بس خلي بالك على هذي..، إقتربت أكثر و طبعت بوسة على رأس هالا.

ليلى: إن شاء الله!

سعاد و هي تفتح الباب أكثر: ألحين يللا روحي، أخوك ينتظرك تحت، الله معاكم!

ليلى حركت رأسها بالإيجاب و طلعت تنزل لتحت، شافت عبدالله واقف عند باب الصالة و عبدالعزيز جالس على الكنبة بس أول ما شافها قام و صار يمشي لها.

عبدالعزيز و هو يمد يدينه لها: هاتيها، أحملها عنك!

نزلت عيونها عنه و صارت تمشي لعبدالله: لا تجي، ما في داعي تعذب حالك!

قطب حواجبه بقوة بس ما رد عليها، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني و ثالث، لف و صار يمشي للباب: أنا أسبقكم للمستشفى! قالها و بعدها طلع بسرعة.

تنهدت بقلة حيلة و رفعت عيونها لـ عبدالله

عبدالله و هو يحمل هالا عنها: يللا، خلينا نمشي!



بعد 50 دقيقة...

غصبت إبتسامة على شفايفها لتطمنها و صارت تبدل ملابسها لتلبسها لبس المستشفى، عيونها الصغيرة مليانة دموع، تنط بخوف كلما شافت أحد بالروب الأبيض، شفايفها تهتز و كأنها بـ تنفجر بالبكي بأي لحظة، جلست على السرير بجنبها و هي تمسح على رأسها: هالا حياتي، تتذكري أنا إيش قلت لك صح؟ أنتي شطورة و تسوي كذي عشان بابا..

حركت رأسها بالنفي و تعلقت فيها: مـ.ـاما.. لازم؟!

حضنتها و هي تحس بالعبرة تخنقها: يا حبيبتي عشان بابا يرجع مثل أول..، سكتت و هي تشوف عبدالله يدخل و وراه الممرضات اللي جووا ليأخذوها.

أخذت نفس لتهدي حالها بس فشلت، بعدتها عنها: يللا يا ماما، يللا يا حياتي.. راح تروحي معاهم ألحين و عبود يجي معاك..، ما قدرت تكمل لأنها تعلقت فيها مرة ثانية و صارت تبكي

هالا: مـ.ـاما.. ما أريـ.ـد أروح.. مـ.ـا أريـ.ـد.. مـ.ـاما..

تجمعت الدموع في عيونها فرفعتهم لـ عبدالله، فهم عليها فإقترب منها و بعدها عنها و هو يحملها: يللا يا حبيبتي، خلينا نمشي..

صارت تبكي و تصرخ أكثر: مـ.ـا أريـــــ.ــ.ــد.. ما أريـــ.ــ.ــد..

حاول يهديها بس هي مانها راضية تهدأ، الممرضات أشروا له يلحقهم فـ مشى وراهم و هي بنفس حالتها

قامت بسرعة و دموعها تنزل، طلعت من الغرفة تشوف عليهم، حطت يدها على فمها تمنع شهقتها، حست بيد على كتفها فإلتفتت تشوف عليها، حاوطها من أكتافها و قربها له: لا تخافي، إن شاء الله خير، تبكي شوي و بتسكت، لا تخافي!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمسح دموعها: خلينا.. خلينا نروح لـ عبدالله!

عبدالعزيز و هو يأخذها للغرفة: بعدين نروح لهم، أنتي بالأول هدي حالك! و هو يجلسها على السرير و يجلس بجنبها: هدي حالك!

حاولت تأخذ نفس و من ثم حاولت مرة ثانية و ثالثة، مسحت على وجهها بخوف و إرتباك و هي تتمتم: يا رب لطفك.. يا رب لطفك!



بعد 75 دقيقة...

وقفت بإرتباك و هي تشوفهم ينقلوها لسريرها، عيونها مغمضة و إبرة المغذي على يدها، شافت الممرضة تعدل لها اللحاف فمشت لها و بعدتها: خليني.. خليني أنا بعدله لها!

الممرضة إبتسمت لها بهدوء لتطمنها: لا تخافي، ساعة بالكثير و بـ تصحى و إن شاء الله على العصر بـ يرخصوها!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت عيونها لبنتها، أخذت نفس و صارت تمسح على رأسها بهدوء، تذكرت فإلتفتت تشوف عليها، جت بـ تطلع بس وقفتها بسرعة: و زوجي.. زوجي كيفه؟

ردت عليها بنفس إبتسامتها: الحمد لله، لا تخافي عليه، ما نقدر نخليك تزوريه ألحين لأنه ضعيف، على الأقل يومين تمر و بعدها تقدري تجلسي معاه و تكلميه على راحتك!

أخذت نفس بإرتياح: شكراً!

الممرضة إبتسمت و طلعت من الغرفة

سحبت كرسي و جلست، مسكت يدها بهدوء و هي تحمد ربها، تعرف أن اللي مر يمكن أسهل جزئية بالعملية كلها بس هي حاطة كل ثقتها في ربها، إن شاء الله يتحسنوا مع الأيام و يرجعوا مثل الأول، راح يرجعوا، أخذت نفس و عدلت جلستها، سمعت خطواتهم من وراها فإلتفتت تشوف عليهم.

عبدالله: إتصلت في يمة و طمنتها!

ليلى حركت رأسها بالإيجاب و رجعت إلتفتت لبنتها.


***************************


طلع من مكتب المدير و صار يمشي للدرج، راحت عليه نومة اليوم فتأخر، توه بس يوصل للمدرسة، راحت كم من حصة عليه، أحسن فكة، إبتسم على هالفكرة، ركب الدرج و صار يمشي لممر الصفوف، عدى أول باب، عدى الثاني و وقف قدام الثالث، دق على الباب بهدوء و بعدها فتحه و دخل: السلام عليكم!

الأستاذ لف يشوف عليه: و عليكم السلام، توك تشرف!

حرك عيونه بملل و ما رد عليه، سكر الباب و صار يمشي لكرسيه، يمشي و هو يحس بعيون الكل عليه، جلس بمكانه و زفر، حس فيه يقترب منه فإلتفت له.

مصطفى بصوت واطي: إيش صاير لك؟ و هو ينزل عيونه ليده المجبرة: إيش فيها يدك؟ و هو يرفع عيونه لوجهه: إيش صاير؟

رفع عيونه لآخر الكلاس يشوف عليه، نزل عيونه و بعدها لف للقدام: بعدين!



بعد الحصة...

مصطفى و هو يعدل جلسته و بفضول: ألحين خبرني إيش صاير لك أنت؟

سامر قام، نزل عيونه له و من ثم رفعهم لـ سامي، ما رد عليه و صار يمشي له، وقف بجنب طاولته، تكلم و هو يشوف على عينه المخضرة: كيفها عينك؟

نزل عيونه ليده: كيفها يدك؟

ضلوا يشوفوا على بعض لشوي بدون أي كلمة و بعدها إنفجروا ضحك

سامر: هههههه.. لو كنت أقدر.. هههههههههه كان كملتها لعين الثاني.. ههههههههههههههه..

سامي قام و دفعه من كتفه و بنفس حالته: هههههههههههه.. جرب و شوف.. ههههههه بكسر يدك الثاني.. ههههههه..

صاروا يضحكوا أكثر و الكل اللي بالصف مستغرب من حالتهم، هدأوا بعد شوي، جلسوا بجنب بعض و صاروا يسولفوا، قبل يومين تلاقوا لينهوا كل شيء، ما عرفوا هـ النهاية راح تتحول لبداية جديدة، صرخوا على بعض، ضربوا بعض و بعدها إنتبهوا لحالهم، قرروا ينهوا كل شيء بـ هدنة و هـ الهدنة وصلتهم لـ كذي اليوم!


***************************


وقف قدام المراية يمشط شعره، لبس ساعته، عطر من كم من عطر و بعدها لف يطلع، طلع من الغرفة و صار يمشي لباب الجناح، طلع و مشى للدرج، نزل و صار يمشي للمطبخ، يسمع ضحكاتهم توصل له، إبتسم لنفسه و صار يمشي أسرع، وقف عند باب المطبخ يشوف عليهم، أمه على كرسيها، معطيته ظهرها و تضحك، خالته تعلمها كيف تكسر البيض و تخفقه و هي كل شوي تنط بخوف و ترجع لوراء، إبتسم أكثر، لين ألحين مانه قادر يصدق، يحس نفسه بحلم، أخذ نفس و هو يتمتم لحاله: الحمد لله! تقدم بخطوة و تكلم: صباح الخير!

إلتفتوا له و هم يضحكوا: صباح النور!

صار يمشي لأمه و عيونه عليها: إيش يصير؟

عقيلة و هي تلتفت لـ نمارق: و لا شيء، نعدل لك فطور!

إبتسم و هو يشوفها تحط قشر البيض و تنزل رأسها بإحراج، نزل عيونه لأمه و إنحنى ليبوسها: كيفك يمة؟

إبتسمت له و هي تبوسه على خده: بخير، الحمد لله!

إبتسم أكثر: الحمد لله..، مشى لخالته و طبع بوسة على رأسها: كيفها عقيلتنا اليوم؟

ضحكت و هي تضربه على كتفه: زينة عقيلتك اليوم!

ضحك: الحمد لله..، مشى لها و طبع بوسة هادية على خدها: و كيفها عروستي؟

نزلت عيونها بحياء: بخير!

إبتسم و بعد عنها و هو يشوف على البيض: كيف ما راح نفطر اليوم؟

عقيلة ضحكت و هي تلتفت لـ نمارق: بكرة نكمل يا بنتي، ألحين خليني أجهز لكم الفطور بسرعة!

إبتسمت لها بإحراج، حركت رأسها بالإيجاب و راحت تغسل يدينها



بعد الفطور...

وقفت تلم الصحون و تنظف الطاولة، على الأقل هالشيء تعرف تسويه بدون مساعدة أحد، هي كذي، مانها متعودة على شغل البيت، تعودت على الخدامات و بعمرها ما دخلت المطبخ لتطبخ لنفسها أو أي أحد، أمها ما كانت تسمح لها، إبتسمت و هي تحط الصحون في المغسلة، ما فكرت أن كسر البيض يكون صعب كذي، ضحكت على هالفكرة و بعدها شهقت و هي تحس بيدينه على خصرها، بعدت بسرعة و لفت له، و هي تحط يد على قلبها: خوفتني!

إبتسم و رجع حاوطها من خصرها: ليش، من على بالك؟

نزلت رأسها بحياء: محد!

حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: عيل ليش خفتي؟

رمشت عيونها بإرتباك: لا.. بس كذي..

حس بربكتها فإبتسم بخبث لنفسه، قربها له أكثر: بس كذي؟

نزلت رأسها بسرعة: هـ.. ها؟

إبتسم أكثر و رجع رفع رأسها، إقترب منها و جا بـ يبوسها بس صوت الكسر وقفه، بعد عنها و هو يلتفت ليشوف الغلاس المنكسر على الأرض، رفع عيونه لها و صار يمشي لها بسرعة: يمة، أنتي بخير؟

إبتسمت له و هي تحرك رأسها بالإيجاب: لا تخاف يا ولدي، ما صار شيء، طاح الغلاس من يدي، مانها كبيرة، جيت آخذ لي ماي عشان حبوبي، أنت بنفسك ما متذكر اليوم..، و هي ترفع عيونها لنمارق و تكمل: زوجتك نستك إياني!

إرتبك منها فتكلم بسرعة: لا، لا، يمة إيش هالكلام، كنت بطلع لك بنفسي و بجيب الماي، أصلاً أنا جيت المطبخ عشان كذي..، عدل وقفته: بروح أجيب أدويتك! جا بـ يمشي بس وقفته.

زبيدة: لا خليك..، و هي تلتف لنمارق: روحي أنتي!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تنط على رؤوس أصابعها تتفادى الزجاج

إبتسم على حركتها: حاسبي!

إبتسمت له: إن شاء الله! و طلعت من المطبخ.

مشى للثلاجة و أخذ غلاس ماي، رجع لأمه، سحب كرسي و جلس، سمع خطواتها فرفع عيونه لها، مدت له علب الحبوب و هو أخذها بإبتسامة، إبتسمت و راحت تلم قطع الزجاج، أخذ من كل علبة حبة، مدهم لها و من ثم مد الغلاس: يللا يمة، إشربي حبوبك!

حركت رأسها بالإيجاب و أخذت الحبوب، رفعتها و جت بـ تحطها في فمها بس وقفها بسرعة

عبدالرحمن: لا، لا يمة لحظة..، و هو يشوف تاريخ الصلاحية: هـ الحبوب منتهية!

قطبت حواجبها: إيش؟ و هي تلتفت لنمارق: يا بنتي من وين جبتيهم؟

نمارق و هي تقوم: خالتي جبتهم من على الكمدينة!

زبيدة و هي تقطب حواجبها أكثر: حبوبي توي أمس ماخذتها، مانها منتهية هذي من وين طلعت؟ و هي تلتفت لـ عبدالرحمن: يا ولدي، من وين جابت هـ الحبوب..، و هي تشهق: الله ستر و لا زوجتك كانت بتموتني!

نمارق بإرتباك: لا، خالتي.. لا، أنا شفتها على الكمدينة و كذي جبتها.. فكرت..

زبيدة و هي تقاطعها: فكرتي تموتي هالعجوز و تأخذي كل شيء لها مثل ما أخذتي ولدها!

نمارق فتحت عيونها بصدمة: لا.. خالتي.. أنا..

قاطعتها بضحكتها: هههههه.. إيش فيك بنتي، خفتي كذي؟ أمزح معاك!

نمارق و بنفس حالتها: ها؟

زبيدة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا كنت أمزح..، و هي تلتفت لـ عبدالرحمن: يمكن غلطت بالحبوب، أنت روح جيب لي إياها!

إبتسم لها بإرتباك و قام، إلتفت لها و تكلم: تعالي معاي، أراويك مكان أدويتها عشان ما تغلطي كذي!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي له بسرعة، لف و صار يمشي للداخل، تعمد يناديها لأنه خاف يخليها معاها، تضحك بس ما يعرف ليش يحس أنها قصدت كل كلمة قالتها، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها مسك يدها و صار يمشي لغرفتها.


***************************


بعد يومين...

طلعت من الغرفة و صارت تمشي للمطبخ تدور عليها، فكرت كثير، فكرت و بالأخير أخذت هـ القرار، ما تعرف إيش كثر قرارها صحيح بس ما راح تتراجع، هو لازم يتغير، يتغير عشان بنته، عشان صغيرته و هو يحتاج لأحد يغيره، ما تعرف إذا هي مناسبة لهالدور و لا لأ بس راح تحاول بكل اللي تقدر عليه، وقفت عند باب المطبخ و رفعت عيونها للشباك تشوف على الفلة، أخذت نفس تتشجع و بعدها إلتفتت لأمها و تكلمت: ماما!

ما إلتفتت لها و كملت اللي تسويه: همم؟

أخذت نفس ثاني: ممكن نتكلم!

تركت اللي بيدها و إلتفتت لها بخوف: خير يا أمي، إيش في؟

إبتسمت لتطمنها و بعدها مسكت يدها و طلعتها من المطبخ: خلينا نتكلم بالغرفة!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت معاها بسرعة، دخلت الغرفة قبلها و مشت للسرير، جلست و إلتفتت لتشوفها تجلس بجنبها: ها، إيش في، تكلمي يا بنتي، لا تخوفيني!

مسكت يدها و بدت: ماما، خالتي مريم.. خالتي مريم تريدني لولدها عادل!

فتحت عيونها بعدم تصديق: مريم إيش؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها كلامها و هي تأخذ نفس: و أنا موافقة!

فتحت عيونها أكثر: إيــــش؟!؟

حركت رأسها بالإيجاب و كملت: قبل فترة هي فاتحتني بـ هالموضوع و أنا ما رديت عليها، ما عرفت إيش أرد في وقتها بس أنا فكرت، فكرت و ألحين أنا موافقة!

حركت رأسها بعدم تصديق: ناهد يا يمة، إيش فيك؟.. أنتي إيش تقولي؟ كيف توافقي عليه؟ هذا عادل الخمار!

ناهد بنفس هدوئها: أعرف يمة بس هو ما راح يضل كذي، راح يتغير..

قاطعتها بسرعة: و أنتي تغيريه؟ أنتي راح تقدري عليه؟

ناهد: راح أحاول..

قاطعتها مرة ثانية و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، لا، لا، ماني موافقة، يمة يا حبيبتي، صح أنا أريد أزوجك بس ما كذي، أنا ما عندي غيرك، ماني بمرخصتك كذي!

إبتسمت لها: أعرف ماما بس أنا ما أخذت هـ القرار إللا بعد تفكير، ثقي فيني، أنا لين ألحين ما رديت عليها..

كريمة و هي تقوم و تقاطعها: و لا راح تردي، قلت لك أنا ماني موافقة!

ناهد و هي تمسك يدينها و تجلسها مرة ثانية: ماما، إسمعيني..

فكت يدينها منها و قامت مرة ثانية: لا يا ناهد لا، شلي فكرة هالزواج من رأسك، مستحيل أوافق على كذي، ما راح أوافق! قالتها و بعدها صارت تمشي لبرع الغرفة بسرعة.

غمضت عيونها و هي تتنهد بقلة حيلة، فتحتهم و إلتفتت للباب، ما تعرف إيش كانت تتوقع منها، تفرح لها، تفرح و هي رايحة ترمي نفسها بالنار، تنهدت مرة ثانية و قامت تطلع من الغرفة، تحاول تقنعها مرة ثانية.


***************************


جلسوا على السرير بجنب بعض و هم ينتظروا أبوهم يجي و يجيب الشيخ معاه، رفعت عيونها لها، شافتها تلعب بجلبابها، نزلت عيونها ليدينها بإرتباك و خوف و هي تحس بالعبرة تخنقها، راح ترتبط فيه اليوم، راح تروح له اليوم، ما تعرف إيش تتوقع منه، ما تعرف أي حياة تنتظرها معاه، مانها حياة، بـ يذبحها، موتها ينتظرها معاه، خافت من هالفكرة أكثر و صارت دموعها تنزل، أمها مانها راضية تكلمها، مانها راضية تصدقها، حاولت معاها كثير بس زعلانة منها، تحس نفسها إنتهت خلاص، تعرف أنها تمشي لنهايتها، غمضت عيونها و رفعت يدها تمسح دمعتها و في خاطرها: يا رب لطفك!

رفعت عيونها لها و شافتها مغمضة عيونها، نزلتهم و هي تكمل لعبها في جلبابها، مرتبكة، خايفة، مستحية، ما تعرف إيش يتوقعها معاه بس صارت تبني أحلام كثيرة عليه، تحط أمال كثير عليه، أخذها هي و أمها قبل كم يوم معاه، لتختار أثاث لغرفتها، ما تقول أنها حبته بس تقدر تقول أنها إرتاحت له، إرتاحت كثير، كانت دوم تقول أنها مستحيل ترتبط بشخص غريب و تقدر تعيش باقي حياتها معاه بس معاه هو راح تحاول، راح تقدم نفسها له و تحاول تكون له كل شيء يتمناه و بالمقابل تريد إحترامه و حبه لها، إبتسمت على هالفكرة بحياء و إنفتح الباب، رفعت عيونها لتشوفها تدخل بإبتسامة و يدخلوا وراها بنات خوالهم و خالاتهم.

وقفت تمرر نظرها ما بينهم: كيف نفسيتكم؟

بسمة و هي تبتسم: ماشي الحال!

أزهار و هي تلتفت لـ حنين: و أنتي؟

رفعت عيونها لها، غصبت إبتسامة على شفايفها و ما ردت

أزهار جت بتتكلم بس قاطعتها وحدة من البنات: خلينا من نفسياتهم، خبريهم ليش ركبنا لعندهم!

إبتسمت لها و إلتفتت لهم: جينا نخبركم عدلوا جلابيبكم، الشيخ ألحين بـ يركب!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صار يعدلوا جلساتهم.

بعد شوي ركب الشيخ مع علي و وقف عند الباب يسألهم عن موافقتهم، بدأ بـ بسمة و من ثم حنين اللي ضلت ساكتة و ما ردت عليه، سألها للمرة الثالثة و في وقتها حست بأمها تسحب يدها و تشد عليه فنزلت رأسها و نطقتها: مو.. مـ.ـوافقة!

الشيخ بإبتسامة: مبروكين يا بنات، ربي يسعدكم و يوفقكم في حياتكم إن شاء الله! إلتفت لـ علي يبارك له و بعدها مشى ينزل معاه.

البنات سكروا الباب أول ما إختفى الشيخ، قوموهم و صاروا يجهزوهم للمساء.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

جلس على مكتبه الصغير و قدامه لابتوبه، يريد يرجع لدراسته بعدما إنقطع عنها فترة، إنقطع عشانها بس ألحين هي طول الوقت معاها، فيرجع أحسن له، على الأقل بـ يكسب شهادة يستفيد منها بعدين، هي بـ تتحسن، تتحسن و هو واثق من هالشيء، يقدر يشوف تغيرها من ألحين، صارت تبتسم و تجلس معاه، لين ألحين ما نطقت بأي حرف بس راح تنطق، راح ترجع تتكلم و هو ينتظر هالشيء، إبتسم لنفسه على هالفكرة و سكر اللابتوب، صار يرتب الطاولة و يلم الأوراق، فتح الدرج و جا بـ يحط الأوراق بس شاف أوراق رسوماتها، إبتسم و أخذ رسمة، كانت لها، بشعرها الطويل، ضل يتأملها لشوي، يا ترى هي جد كذي و لا مايسي رسمتها من خيالها؟ معقولة شعرها بهالطول؟ معقولة تكون كذي؟ قطب حواجبه و هو يشوف الورقة تنسحب من يده، إلتفت له و شافه يتأمل الرسمة، مد يده و تكلم: أعطني إياها!

إيريك و هو يمد الورقة له: أهي من رسم مايسي؟

حط الورقة بالدرج، حط أوراقه عليها، سكره و من ثم إلتفت له: لا، أنها رسمتي!

إيريك فتح عيونه: حقاً؟

ضحك عليه و ما رد

إيريك ضحك بدوره و جلس على السرير: أنها أميرة أحلامك، أليست كذلك؟

مصعب قام و هو يجاريه: نعم أنها كذلك، محبوسة في أحد الأبراج العالية، سأمتطي حصاني و أذهب لإنقاذها من التنين الذي يحاصرها، سترمي لي شعرها الطويل و سأركب لها!

إيريك و هو يضحك: أنت تخلط قصتين معاً، شريك (Shrek) و رابونزل (Rapunzel)!

مصعب ضحك و صار يمشي لباب البلكون: أليست أميرة أحلامي؟ إذاَ لي الحرية أحلمها كما أشاء!

إيريك: ههههههههههههههه!

مصعب ضحك أكثر و فتح باب البلكون: قم بتسخين العشاء، سأحضر مايسي!

إيريك حرك رأسه بالإيجاب و قام يطلع من الغرفة

مصعب إبتسم و طلع للبلكون، شافها تطلع للبلكون بدورها، إبتسم لها و هي ردت بإبتسامة، إقترب من الدرابزين و تكلم: مرحباً!

إبتسمت له أكثر: مرحباً بك!

مصعب و هو يلتفت لباب بلكونها: أين مايسي؟

فرح: نائمة، أأحضرها لك؟

حرك رأسه بالإيجاب: نعم، تأخر الوقت!

حركت رأسها بالإيجاب و دخلت، طلعت بعد شوي و هي حاملتها، مشت له و وقفت و هي ما تعرف كيف تمدها له و الدرابزين تفصل ما بينهم، إقترب من الدرابزين أكثر و مد يدينه ليحملها عنها، إرتبكت من قربه فرفعت عيونها تشوف عليه، رفع عيونه لها و جمد، عيونها غامقة و عميقة، تسحب الواحد، غريقة، بلع ريقه و بتلعثم: عيـ.. عيناكِ سوداء حقاً!

إرتبكت أكثر فنزلت عيونها عنه: أعلم ذلك!

إنتبه لحاله فحملها عنها بسرعة، رجع بخطواته لوراء: أحم.. أنا آسف.. لم أكن أقصد مضايقتك!

حركت رأسها بالإيجاب بس ما ردت عليه، لفت و دخلت.

شافها تدخل فدخل بدوره، سكر باب البلكون و هو يكلم حاله بإستغراب: ما الذي حدث للتو؟ ما الذي جرى لك؟ و هو يمشي للسرير: عيناكِ سوداء حقاً!! أهذا شيء يقال؟!؟ حط مايسي على السرير و هو يتنهد بقلة حيلة، عدل لها البطانية، أخذ نفس و طلع يمشي لـ إيريك.



الشقة المجاورة...

وقفت قدام المراية تشوف على نفسها، غمضت عيونها و حطت يدينها عليهم، عيونها صارت تضعف أكثر، حالتها صارت تتكرر أكثر ألحين، لو بكت أو ما بكت، تفقد نظرها لدقيقة، لدقيقتين، لثلاثة دقائق و بعدها ترجع طبيعية، خايفة، خايفة كثير أنها بتفقدها للأبد، أخذت نفس و هي تبعد هالفكرة عن رأسها، نزلت يدينها و فتحت عيونها، رفعت جلبابها و جت بـ تفسخه بس تذكرته، قطبت حواجبها و صارت تمشي للباب، فتحته و طلعت، وقفت قدام باب غرفته و حطت يدها على المقبض، صار له أسبوع في نفس حالته هذي، طول الوقت بغرفته، ما يطلع، حتى للجامعة صار ما يروح، لا تشوفه يأكل و لا يشرب، أصلاً صارت ما تشوفه أبداً، ما تعرف إيش فيه، إيش صاير له، ما سألته كل هالأيام بس مانها قادرة تمسك نفسها أكثر، قلبها متعلق عليه و ما بيدها، أخذت نفس تتشجع و بعدها فتحت الباب، شافته يقوم و يكسف سجادته، يمشي للسرير و بعدها يرمي حاله عليه، أخذت نفس ثاني و صارت تمشي له، وقفت بجنب السرير و تكلمت بهدوء: عماد، أنت بخير؟

زفر بتعب بس ما فتح عيونه

إقتربت منه أكثر و بنفس هدوئها: أنت بخير؟

فتح عيونه المحمرة و حرك رأسه بالنفي: ماني بخير..، و هو يأخذ نفس و يزفر: ماني بخير!

فرح بتردد: إيش.. إيش فيك؟

غمض عيونه، فتحها و جلس، مسك يدها و جلسها على السرير بمقابله: ماني بخير يا فرح.. ماني بخير!

نزلت عيونها ليدينهم بإرتباك و من ثم رفعتهم له: عماد، إيش صاير؟

غمض عيونه و بقهر: هانا..

سحبت يدها من يده: إيش فيها؟

رفع عيونه لها و هو يحس بالعبرة تخنقه: شفتها تخونني.. شفتها بعيوني.. تخونني معاه.. تخونني مع صديقي..

نزلت رأسها و ما تكلمت، ما تعرف إيش تقول له، ما هي خبرته من قبل، خبرته بكل اللي شافته، بس هو كذبها و مد يده عليها عشانها، توه بس يعرف حقيقتها، خاطرها تقول له تستاهل اللي جا لك منها بس ما تقدر، ما تقدر تزيد عليه، ما تقدر تحط ملح على جروحه فـ ضلت ساكتة!

نزل رأسه و بنفس حالته: حبيتها.. تمنيتها أكثر من الكل.. حبيتها و كنت راضي أصير لها كل شيء تتمناه.. خدعتني.. إنخدعت فيها.. إنخدعت فيها..

ضلت ساكتة تسمعه

مسك يدها مرة ثانية: ماني قادر أتحمل يا فرح.. ماني قادر أتحمل.. قلبي يحترق.. كل جسمي يحرقني.. تعرفي إيش يعني أشوفها مع غيري.. تعرفي..

غمضت عيونها و هي تأخذ نفس تهدي حالها، ليش، هو في أحد ثاني يقدر يفهمه أكثر منها؟ ليش، ما يعرف أن كل اللي هو يمر فيه، هي تمر فيه؟ ما هي إحترقت كذي و هي تشوفه يضحك معاها، ما هي إحترقت كذي و هي تشوفه يلعب بخصلات شعرها، ما هي إحترقت كذي و هي تشوف يده في يدها؟ لين ألحين تحترق، ماسك يدها و يشتكي لها عنها، فتحت عيونها و بعدها فتحتهم للآخر، يزيد عليها، يزيد عليها بدمعته لغيرها، تجمعت الدموع في عيونها فرفعت يدها و حطته على كتفه، و هي تطبطب عليه: مانها مستاهلة.. ما تستاهلك!

رفع عيونه لها و من ثم إقترب و حضنها، غمضت عيونها و هي تحس بدموعها تنزل، رفعت يدها و صارت تمسح على ظهره لتهديه، ضلت بنفس حالتها لفترة و بعدها أخذت نفس و جت بـ تبعد بس حست بمسكته تزيد عليها، إرتبكت من حركته و قلبها صار يدق بقوة: عمـ.. عماد..

حاوطها له أكثر و بهمس: خليك!

إرتبكت أكثر، حاولت تبعده عنها، حاولت تقاومه بس ما قدرت، بالأخير ضعفت و إستسلمت له.




.

.

.

.

.



***************************


مسقط...

وقفت عند باب الشارع مع زوجة عمها و البنات و هي تشوف سيارات العروستين تبتعد و تختفي، إبتسمت لنفسها و بعدها إلتفتت لها، شافتها تمسح دموعها بشيلتها، إبتسمت أكثر و حاوطتها من أكتافها: أوه خالتي، ليش الدموع ألحين؟

فاطمة و هي تبتسم لها من بين دموعها: ما بيدي يا بنتي، قلب الأم و أنتي ما راح تقدري تفهمي ألحين! أخذت نفس، لفت و صارت تمشي للداخل!

ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها نزلت عيونها و إختفت إبتسامتها، يا ترى أمها كانت كذي بيوم ملكتها، يا ترى بكت و هي تشوفها تركب سيارة عريسها و تمشي؟ تنهدت و بعدها رفعت رأسها للبنات اللي صاروا يودعوها، وقفت عند الباب لشوي أكثر و ودعتهم كلهم لين ما بقى أحد غيرها، نزلت عيونها لتلفونها تشوف الساعة، 12:34، تأخر عليها، ما عندها رقمه لتتصل فيه، تنهدت بقلة حيلة و دخلت تلبس عبايتها، يمكن يوصل في أي لحظة، سلمت على فاطمة و بعدها صارت تطلع للحديقة، شافت باب المجلس ينفتح و هو يطلع قدامها: بابا!

إلتفت لها: أزهار!

إبتسمت له و إقتربت منه بسرعة، باست يده و رأسه: ما كنت عارفة أنك هنا، كان سلمت عليك من البداية!

بعدها عنه و صار يمشي لباب الشارع: ملكة بنات أخوي و ما أحضرها؟

إبتسمت: أعرف بس..

قاطعها و هو يطلع من الباب: يللا مع السلامة!

قطبت حواجبها و هي تتمتم: مع السلامة! ضلت تشوف عليه و هو يمشي لسيارته، لين ألحين أسألتها تدور في بالها، حاولت تبعدها بعدما كلمت بسمة بس ما قدرت، إذا أحد يقدر يرد على أسألتها فما يكون غيره، شافته يركب سيارته فركضت له بسرعة و وقفته: بابا!

إلتفت يشوف عليها: ها؟

أزهار: ممكن نتكلم!

نزل عيونه لساعته و من ثم رفعهم لها: هالوقت؟

حركت رأسها بالإيجاب و مشت له: ما عندي وقت ثاني!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يأشر على سيارته: إركبي، خلينا نتكلم في السيارة!

حركت رأسها بالإيجاب و ركبت



بعد فترة...

وقفت تشوف سيارته تلف في إحدى تقاطعات و تختفي، نزلت عيونها و هي تحارب دموعها، رفعتهم مرة ثانية و هي تسمع بوري سيارته، نزلت رأسها و صارت تمشي، ركبت السيارة و سكرت الباب، لفت للشباك و ما نطقت بحرف.

حرك السيارة و عيونه عليها، لف للقدام و هو يتنهد، غريبة هالبنت، ما يقدر يفهمها، في نفس اليوم ينقلب مزاجها لأكثر من خمسين مرة، الصبح كانت مبسوطة، تتكلم و تضحك، حتى سمعها تغني و ألحين..، و هو يلتفت لها، و ألحين هي كذي، إيش صار لها؟ إيش صار ليقلب حالتها لـ كذي؟ تحيره، تحيره كثير، تنهد مرة ثانية و لف للقدام، وقف سيارته في كراج الفلة بعد فترة و فك حزامه، إلتفت لها شافها، تفتح الباب تنزل و تمشي للداخل، نزل و صار يلحقها، صارت تركب الدرج بهدوء و هو يركب وراها، مشت للغرفة و هو يمشي وراها، فتحت الباب و مشت للكنبة، جلست و نزلت رأسها، دخل و سكر الباب، رمى مفاتيحه على السرير و صار يمشي للكبتات، أخذ له بجامة و دخل الحمام.

سمعت الباب يتسكر فأخذت نفس طويــــل لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث بس فشلت، زفرت بقوة و طاحت دموعها تحرق خدودها، ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي فبكت، بكت و كأنها أول مرة تبكي، بكت بغصة، بقهر، بكت على حالها و صارت تشهق.

طلع من الحمام بسرعة و هو يسمع شهقاتها، فتح عيونه بصدمة و هو يشوف حالتها، جالسة على الأرض ما بين الكنب، حاطة يدها على صدرها و تشد على عبايتها، مشى لها بسرعة و نزل لمستواها بإرتباك: أزهار..، و هو يحط يده على كتفها: أزهار، إيش.. إيش فيك؟

صارت تبكي أكثر

إقترب منها أكثر و بنفس حالته: أشش، لا تبكي، هدي حالك!

صارت شهقاتها ترتفع أكثر

إرتبك أكثر، كلما يقول لها تهدأ هي تزيد، ضل يحاول معاها بس بلا فايدة، أخذ نفس و زفر بقلة حيلة، أخذ نفس ثاني، مسكها من أكتافها و دارها له، حاوط وجهها و بنبرة حازمة: قلت لك بس، هدي حالك!

سكتت و رفعت عيونها لعيونه

إنقبض قلبه عليها، عيونها مليانة دموع و شفايفها تهتز، ما حس بحاله إللا و هو يقربها له أكثر و يحط رأسها على صدره و بهدوء غير اللي يحس فيه: بس خلاص لا تبكي!

تعلقت فيه و رجعت تبكي

حاوطها له أكثر و سكت يسمع شهقاتها





.

.

.

.

.



نهاية البارت...


أتمنى ما يكون هالبارت سريع من حيث الأحداث..
بالي كان مشغول بشيء ثاني فما أعرف كيف كتبته .. حاولت و هذا اللي طلع مني..


إعذروني على الأخطاء الإملائية إن وجدت..
و دعواتكم لبنات خالي .. الله يقومهم بالسلامة يا رب..




تفاحة!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 11:00 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (12)...

Wrapped in his arms, happy as I might be seen

It’s just a picture as fake as a morning dream

©

.

.

.

.

.



جلست على الكنبة، تبتسم بإرتباك و هي تحس بنظراتهم عليها، يكلموها عنه و يباركوها عليه، يمدحوه لها، مرتاحة له من قبل و من كلامهم إرتاحت أكثر، رفعت عيونها لأخته، تبتسم لها فردت بإبتسامة، شدن، بعمرها، أخته الوحيدة، ملامحها هادية مثل شخصيتها، حبوبة، نزلت عيونها عنها و من ثم رفعتهم تمررهم للبقية، خالته و بناتها، مثلهم مثل أخته، الكل يحاول يهديها و يحسسها بأنها ما عادت غريبة، صارت جزء من هـ العائلة، نزلت عيونها ليدينها اللي كانت شابكتهم ببعض بس رفعتهم و هي تسمعه يتنحنح، شافته يستند بطرف الباب، يتكتف و عيونه عليها، رمشت عيونها بحياء و من ثم نزلتهم.

إبتسم على حركتها و إلتفت للبقية: ما ناوين تطلعوا من هنا الليلة و لا كيف؟

إبتسموا له و قاموا: طالعين، طالعين كنا ننتظرك!

عدل وقفته و فتح الباب أكثر: يللا عيل!

ضحكوا على حركته و صاروا يطلعوا

وقفت بجنبه و حطت يدها على كتفه: مبروك يا ولدي!

إبتسم لها و طبع بوسة هادية على رأسها: الله يبارك فيك خالتي..، مسك يدها: بوصلك لين تحت و أركب!

إبتسمت له و حركت رأسها بالنفي: لا، خليك..، و هي تلتفت لـ بسمة: خليك عند عروستك، أنا بنزل مع البنات و أطلع معاهم، بكرة إن شاء الله نجي نشوفكم قبل ما تسافروا!

تذكره فقطب حواجبه بخفة: لا، لا خالتي، ماننا مسافرين بكرة، مضطر أأجلها، ما أقدر أخلي شدن لحالها، على الأقل يرجع و بعدين نروح!

زينب: و هذا متى ناوي يرجع؟ هذي ملكتك و ما حضرها!

إبتسم لها: عادي خالتي، ما مهم أنه يحضرها، المهم أنه يغير جو و يطلع من اللي كان فيه..، و هو يلتفت لـ بسمة: أنا هنا و عروستي هنا، يقدر يبارك لنا متى ما رجع!

زينب حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت: يللا، بمشي..، إلتفتت لـ بسمة و من ثم له: تصبحوا على خير!

فيصل بنفس إبتسامته: و أنتي من أهله! وقف عند الباب يشوف عليها تمشي للدرج، شافها تنزل فلف لغرفته، دخل و سكر الباب، إلتفت لها و شافها تنزل عيونها عنه بسرعة، كتم ضحكته و صار يمشي لها، فسخ مصره و كمته و حطهم على الطاولة، جلس جنبها على الكنبة و إلتفت لها، منزلة عيونها ليدينها، تلعب بأصابعها بإرتباك، رموشها طويلة و كثيفة، من كثافتها تركت ظلها على أعلى خدودها، خدودها محمرة و إحمرت أكثر من قربه لها، إبتسم و حط يد تحت ذقنها يقرب وجهها له، طبع بوسة هادية على خدها و تكلم: مبروك!

أخذت نفس تهدي حالها و من ثم أخذت نفس ثاني و ثالث: الله يبارك فيك!

بعد عنها شوي و عدل جلسته: بسمة!

رمشت عيونها كم من مرة و من ثم رفعتهم له: همم؟

فيصل: خلينا نتعرف على بعضنا!

ما فهمت عليه: ها؟

إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب: آههم، نتعرف على بعض، كل شيء صار بسرعة، لا أنتي قدرتي تتعرفي علي زين و لا أنا، أنا خبرتك من قبل أن عائلتي أهم شيء في حياتي و أنتي صرتي جزء من هـ العائلة..، و هو يمسح على خدها بهدوء: يعني صرتي مهمة بحياتي، مهمة كثير، اللي يزعلك بـ يزعلني و اللي يفرحك بـ يفرحني، ما أريد يكون بيننا أي أسرار تبعدنا عن بعض، أريدنا نكون صريحين و إذا، لا سمح الله، صارت بيننا أي مشكلة، نحلها بالكلام، نجلس و نتفاهم بهدوء، لا أنتي تجرحيني و لا أنا أجرحك..، و هو يبتسم: ماننا مثاليين و بـ نغلط، يمكن نغلط كثير بس المهم نعترف بأغلاطنا و نحاول نصلحها، ما نعطيها فرصة لتكبر و تخرب علاقتنا ببعض، أهم شيء عندي الصراحة، فاهمة!

إبتسمت له بهدوء و حركت رأسها بالإيجاب، معجبة بـ صراحته، يكون عندها زوج متفهم، متعلم و واعي مثله، يحترمها و تحترمه، أكثر مما كانت تتمناه، أخذت نفس و هي تفكر لنفسها، تحس نفسها حبته، حبته في هـ اللحظة، إحمروا خدودها على هالفكرة و نزلت رأسها بحياء.

سحب يدها منها و حاوطه بيدينه، نزله لحضنه و تكلم: ما سألتك، كيف شفتيها شدن؟

رفعت عيونها له و إبتسمت: حبيتها!

إبتسم و هو يأشر على نفسه: و أخوها؟

فتحت عيونها: ها؟

فيصل ضحك، قام و قومها معاه: بـ تحبيه مع الأيام!

إبتسمت بحياء و نزلت عيونها

إبتسم و هو يأشر على الكبتات: خذي راحتك، نكمل كلامنا بعدين!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و هي تسمع رنين تلفونه، إلتفتت له شافته يمشي للتسريحة، يأخذ تلفونه و بعدها يرد بإبتسامة.

فيصل: توك بس تتذكر أخوك.. ههههههه.. أيوا فوت على نفسك.. الله يبارك فيك، عقبال ما نشوفك معرس.. بكرة؟.. إن شاء الله.. ساعة كم؟.. آههم، و لا يهمك.. إن شاء الله..، إبتسم و هو يرفع عيونه لـ بسمة: يوصل، يللا، مع السلامة. سكر منه و تكلم: شفتي شدن بس هذا بقى!

بسمة: ليش ما حضر الملكة؟

فيصل و هو يمشي لها: صارت معاه حادثة بالشغل، ما رضى يخبرني عنها..، و هو يوقف قدامها: ما عجبتني حالته فـ قلت أسفره لكم من يوم، يغير جو و يرجع..، إنحنى و طبع بوسة هادية على جبينها: يقول لك مبروك علي أنا!

نزلت عيونها بحياء: الله يبارك فيه، عقباله!


***************************


مسكت يدها و هي تحس برجفتها تنتقل لها، ما تعرف إيش تقول لها، إيش تقول لـ تهديها، تحسها مظلومة و إنظلمت أكثر بـ هالزواج، كأنها هي اللي تتعاقب ما هو، ترتبط فيه و كذي، كيف يسترها، كيف يصونها؟ ما هو اللي تعدى على شرفها، أهانها و ضيعها كذي؟ رفعت عيونها لوجهها، دموعها متعلقة برموشها، شفايفها ترتجف و كأنها بردانة، خايفة، خايفة كثير، نزلت عيونها عنها و هي تتنهد بقلة حيلة، ما تعرف إذا تتركها و لا لأ بس ما يصير تجلس عندها، تخاف هالا تصحى، ما تلقاها جنبها و ترجع تبكي، تتألم، تتألم كثير، ما عندها إللا تدعي من ربها يصبر قلبها عليها و يخفف آلامها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها فكت يدها و قامت: أخليك!

مسكت يدها بسرعة: ليلى.. الله يخليك.. لا تتركيني!

حطت يدها على يدها، تمسح عليه لتهديها: لا تخافي يا حبيبتي، أنتي هنا بيننا، ما راح نسمح له يغلط عليك! أخذت نفس ثاني و بعدت عنها: يللا، أخليك! لفت و صارت تمشي عنها.

ضلت تشوف عليها و هي معطيتها ظهرها و تمشي للباب، طلعت و تسكر الباب وراها، نزلت عيونها و هي تحس بدموعها تحرق خدودها، حطت يدها على صدرها و هي تحس بقلبها يرتجف من الخوف، دقاته مضطربة و مانها راضية تهدأ، أنفاسها كل شوي و تضيق أكثر، تحس نفسها بـ تختنق و تموت، سمعت الباب ينفتح و من ثم سمعته ينقفل، رفعت عيونها لتشوفه يلتفت لها، خافت أكثر فـ قامت بسرعة، عيونه الحمراء تحرقها بنظراته و بخطواته السريعة عرفت أنه بـ يهجم عليها، رجعت بخطوات خايفة متعثرة لوراء: عـ.ـزيز..

مسك يدها و سحبها له، قربها منه و كتف يدها وراء ظهرها، و هو يسحب شعرها بيده الثاني: إيش..

قاطعته و هي تتعور من مسكته: عـ.ـزيز الله يخليك.. الله يخليك.. إتركني.. آسفة.. و الله آسفـ.ـة..، و دموعها تنزل أكثر: والله آسفـ.ـة.. ما كنت أقصد..

سحبها من شعرها أكثر و قرب وجهه من وجهها: ألحين بس طلع لك لسان..، قربها منه أكثر: بسوي فيك كل شيء إتهمتيني فيه! فك شعرها، دارها و حملها.

بكت أكثر و هي تحاول تنزل: عزيز.. الله يخليك.. لاآآ.. لاآآآ.. عـ.ـزيز..

حرك رأسه بالنفي و رماها على السرير، ما يقدر يتركها ألحين، الكل كرهه عشانها، عشان كذبة تدمرت صورته قدام أهله، أمه مانها راضيها تكلمه، مانها راضية حتى ترفع عيونها لتشوف عليه، نظرات عبدالله و نظرات ليلى تلاحقه وين ما يكون، إيش ما يسوي، ما هي إتهمته، لصقت هالتهمة بإسمه، ما راح يفرق ألحين، ما عاد يفرق خلاص، نزل لمستواها بسرعة.

حطت يدينها على صدره و بصراخ: عــزيــز.. لاآآآآآآآ.. بــعـــ.ـد.. بــعــد.. عــنــي..

بعد يدينها عنه بسرعة و ثبتها، جا بـ يقترب منها بس إندق الباب بقوووة، صار صوتها يوصل لهم، إلتفت للباب بس ضل ماسكها!

سعاد من وراء الباب: عـبـدالـعـزيـز!!! عـبـدالـعـزيـز!! إفـتـح الـبـاب و لا والـلـه أخـبـر أخـوك يـكـسـره ألـحـيـن، إفــتــح الــبــاب، إفــتــحــه!!!

قطب حواجبه و هو يزفر أنفاسه بقوة، ما راح يهتم لها، كل اللي يدور في رأسه ألحين أنه يرد بـ إعتباره، صوت الدق على الباب مع صوت صرخاتها و شهقاتها، ما عاد يسمعها، ما عاد يهتم لها، حس بيدها ينفلت من يده فإلتفت لها، دفعته عنها بأقوى ما عندها حتى طاح من عليها، قامت بسرعة تركض للباب: خالتي..، و هي تحاول تفتح القفل بيدينها المرتجفة: خـ.ـالتي..، فتحت القفل و جت بتفتح الباب بس إنسحبت من شعرها لوراء، صرخت و إنفتح الباب.

دخلت بسرعة، مشت له و سحبتها منه، رجعتها لوراء و إلتفتت له: مـا تـلـمـس الـبـنـت.. مـا أسـمـح لـك تـلـمـسـهـا!!

رغم كل القهر و كل العصبية اللي كان يحس فيه في هاللحظة قدر يبتسم لها بسخرية: تمنعيني من حقي يمة؟

سعاد و بنفس حالتها: مـا لـك أي حـق عـلـيـهـا! مـا لـك أي حـق..، إلتفتت لـ حنين و حاوطتها من أكتافها: أنا ما خليتك تتزوجها إللا لتستر عليها، هي فترة نخلي الكل يتوهم في هالزواج و بعدها بـ ترخص البنت و بـ تطلقها! قالتها و بعدها لفت و صارت تمشي لبرع الغرفة و هي تأخذها معاها: يللا يا بنتي، يللا يا حبيبتي!

شافهم يطلعوا فصفق الباب بقوة، حط يدينه في شعره و هو يقطب حواجبه بقهر، مانه قادر يصدق أنها قدرت تفك نفسها من يدينه كذي، قدرت تفلت منه بهالسهولة، مشى للكنبة و رمى حاله عليه، مرر يدينه على وجهه و هو يزفر بقوة، يطلقها؟ مستحيل يطلقها قبل ما يبرد حرته فيها، هالشيء مستحيل!



غرفة سعاد...

جلستها على السرير، جلست بجنبها، حضنتها و صارت تمسح على رأسها لتهديها: لا تخافي يا بنتي، لا تخافي، ما راح أخليه يقترب منك، ما راح أخليه يلمس و لا شعرة منك، من اليوم و رايح أنتي مسؤوليتي، أنا أعرف كيف أحفظك و أحميك منه، لا تخافي، ما راح يقدر عليك، ما بـ يقدر عليك! بعدتها عنها و صارت تمسح دموعها: خلاص، هدي حالك! إلتفتت للكبتات لتشوف شنطتها محطوطة بجنبها، جابتها لغرفتها أول ما وصلوها، ما كانت راح تخليها معاه بنفس الغرفة، تعرفه، مقهور لأنه إنكشف، مقهور لأنهم غصبوه في هالزواج، راح يطلع كل حرته فيها، هي مكسورة من قبل، تعبانة من قبل، اللي فيها يكفيها، ما تقدر تتحمل أكثر من كذي، ما راح تقدر تتحمله، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها طبعت بوسة على رأسها: يللا يا بنتي، قومي إغسلي وجهك، بدلي ملابسك و نامي..، و هي تقومها: لا تخافي، تنامي جنبي و ما راح يوصل لك!

حنين قامت و هي تمسح دموعها، مشت لـ شنطتها و أخذت لها ملابس، إلتفتت لـ سعاد شافتها تأشر على باب الحمام

سعاد: يللا يا بنتي روحي!

نزلت رأسها، لفت و مشت للحمام، دخلت، سكرت الباب و رجعوا دموعها، إيش كان ممكن يصير إذا هي ما وصلت في وقتها، إيش كان ممكن يصير لو هي ما قدرت تفتح الباب لها، إيش كانت تتوقع منه، بيسامحها، يتركها تمشي كذي، كان يمكن يموتها بعد ما ينتهي منها، كان يمكن يذبحها و يرميها، حطت يدها على فمها تمنع شهقتها، هي في إيش رمت حالها، هي إيش سوت؟!


***************************


رمشت عيونها بهدوء و هي تحس بدمعة حارة تتدحرج على خدها، رفعت يدها لتمسحها بس يده كانت الأسرع، هدت و إختفت شهقاتها، تطيح دمعة من فترة لفترة و هو يمسحها لها بسرعة، غمضت عيونها و من ثم فتحتهم و هي توها تنتبه لحالها، حاطة رأسها على صدره و هو محاوطها له، قريبة منه، قريبة كثير حتى تسمع دقات قلبه السريعة، فكت قميصه بإرتباك و بعدت عنه بسرعة.

حس بحركتها فـ فكها بسرعة ليسمح لها تبتعد، رفع عيونه لوجهها و هو يشوفها تنزل عيونها عنه، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: صرتي أحسن؟

ما رفعت عيونها له، حركت رأسها بالإيجاب و رجعته لوراء حتى ينفك ذقنها من يده.

أخذ نفس: الحمد لله! مسك يدها، قام و قومها معاه، نزل شيلتها من على أكتافها و حطها على الكنبة، ساعدها تفسخ عبايتها و بعدها أخذها للكبتات، و هو يفتحها لها: خذي لك شيء تلبسيه، روحي إغسلي وجهك، بدلي ملابسك و بعدين تعالي نامي!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم و حركت رأسها بالإيجاب، أخذت لها بجامة، أخذت جلبابها و بعدها سكرت الكبتات و مشت للحمام.

شاف الباب يتسكر فـ زفر بقوة، حط يد على قلبه و زفر مرة ثانية، مرتبك، مرتبك كثير، مرتبك من إنهيارها، مرتبك من دقات قلبه، مرتبك من كل اللي صار، في حياته ما شاف أحد يبكي كذي، في حياته ما حاوط أحد لصدره كذي، ما يعرف إيش صار له بس ما قدر يشوف عيونها بالدموع، ما هـ العيون، نزل رأسه و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، رفع عيونه لباب الحمام و أخذ نفس ثاني، فتح كبتاته و أخذ له قميص مكتف، سكره و مشى للتسريحة، وقف قدام المراية يشوف على قميصه، تبلل، تبلل بدموعها، ليش بكت كذي؟ إيش صار لها؟ كانت رايحة لملكة بنات عمها، رايحة لتنبسط، لتفرح بس رجعت و هي منهارة كذي، ليش، إيش يكون صاير فيها؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالأفكار، ما لازم يفكر فيها كثير، ما راح يسألها، هو كان عليه يهديها و هي هدت خلاص، ما لازم يهتم أكثر من كذي، حرك رأسه بحزم يقنع نفسه بهالفكرة، فسخ قميصه بسرعة و لبس الثاني، سمع الباب ينفتح فرفع عيونه لها.

سكرت الباب و صارت تمشي للكبتات، أخذت لها سجادة و جت بـ تفرشها بس وقفها

فهد و هو يحك جبينه بإرتباك: أمم.. إيش صاير؟ أحد صار له شيء؟ ليش بكيتي كذي؟

فرشت سجادتها: لا تهتم، ما في شيء بس جا على بالي أبكي!

رفع حاجبه على أسلوبها: و من قال لك أني أهتم، أنـ..، سكت و هو يشوفها تبدأ صلاتها، إنقهر من حركتها، رمى قميصه في سلة الملابس و من ثم مشى لسريره و رمى حاله عليه، شافها تبكي فأشفق عليها، غلطان، ما تستاهل كان خلاها تبكي لين تشبع، هو أصلاً ما يهتم، تقلب و صار على بطنه، أخذ نفس طويل يهدي حاله و بعدها سكر الليتات، غمض عيونه و دفن رأسه في مخدته.

خلصت صلاتها بعد فترة، قامت و كسفت سجادتها، إلتفتت له شافته يتقلب و يسحب بطانيته، الغرفة مظلمة بس إضاءة الشوارع توصل لها، الستائر مانها سميكة، نزلت عيونها عنه و مشت للكبتات، حطت السجادة و أخذت بطانيتها، مشت لكنبتها، فسخت جلبابها و فكت شعرها، أخذت نفس، تمددت و غطت نفسها، غمضت عيونها بس فتحتها مرة ثانية، ما كانت لازم تبكي كذي، ما كانت لازم تبكي قدامه كذي، هي ما تحب تشكي لأحد، ما تحب تبكي لأحد، كل شيء لنفسها بس ما قدرت تستحمل، ما قدرت تستحمل و هي تحس بكلامه يتردد في مسامعها، صدمها بكل شيء قاله لها، ما تعرف إذا تصدقه و لا لأ، ما تعرف من تصدق، إذا هو يقول كذي عيل ما عندها إللا تقتنع بكلامه، ما عندها إللا تقتنع أنه هي جد كذي، رجعوا دموعها فغمضت عيونها بسرعة تمنعهم من النزول، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها سحبت البطانية لوجهها و هي تحاول تنام.


***************************


يوم الثاني...

بريطانيا – مدينة بريستول...

صحت من فترة بس ما فتحت عيونها و لا تحركت من مكانها، ضلت متمددة تسمع أنفاسه بهالقرب منها، خايفة تفتح عيونها و ما تلقاه بجنبها، خايفة تفتح عيونها و تلقى كل اللي صار كان مجرد حلم رسمه عقلها الغير واعي، حلم جميل، في هـ الحلم حاوطها لصدره و إعترف بكل أغلاطه لها، في هـ الحلم إعتذر منها و وعدها أنه ما راح يبكيها، في هـ الحلم حسسها أنها البنت الوحيدة بحياته و راح تضل كذي على طول، في هـ الحلم كان كالعاشق المشتاق لها، في هـ الحلم كان كل شيء هي تتمناه، مدت يدها ليده، مسكته و شبكت أصابعها بأصابعه، لمت يدينهم لصدرها و أخذت نفس، خايفة تفتح عيونها و تلقى كل شيء مجرد حلم، حلم مستحيل يتحقق، غمضت عيونها أكثر و هي تحاول ترجع للنوم مرة ثانية.



بعد فترة...

فتحت عيونها بهدوء و بعدها لفت لطرفه، فاضي مانه موجود، بعدت البطانية عنها و جلست، نزلت عيونها ليدها تشوف عليه، يده ما عادت في يدها، يمكن ليلة أمس جد ما كانت إللا حلم، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها قامت، أخذت جلبابها و طلعت تمشي لغرفتها، أخذت لها شور و لبست ملابسها، مشطت شعرها و ربطتهم ذيل حصان، وقفت قدام المراية لشوي تشوف على نفسها، كانت مفكرة كل شيء يتصلح، هو يتغير، يتعدل، كانت تعرف بس تقنع نفسها للمستحيل، نزلت رأسها و هي تتنهد بخيبة، رفعت عيونها للباب و هي تسمعه يندق و من ثم ينفتح.

فتح الباب بهدوء و إبتسم لها: صباح الخير!

إحمروا خدودها فنزلت عيونها عنه بسرعة: صـ.. أحم.. صباح النور!

دخل و إقترب منها، مسك يدها و صار يأخذها معاه: تعالي، جبت لنا فطور!

نزلت عيونها ليدينهم بعدم تصديق و من ثم رفعتهم له، معقولة اللي صار أكثر من مجرد حلم؟ إبتسمت لنفسها بحياء و مشت معاه للمطبخ.

فك يدها و سحب لها كرسي، جلسها و جلس بمقابلها و بنفس إبتسامته: يللا، إبدي!

رمشت عيونها و هي تحاول تستوعب اللي يصير، نزلت عيونها لصحنها و صارت تأكل بهدوء.



بعد الفطور...

لم صحونهم، مشى للمغسلة و حطهم فيه، جلست بنفس حالتها و ما تحركت من مكانها، لين ألحين مانها قادرة تستوعب، مبسوطة، ما تقدر تخبي هالشيء بس جزء منها لين ألحين خايف، شافته يفتح الحنفية و يرفع إحدى الصحون للماي، إنتبهت لحالها فقامت بسرعة تمشي له: خليه عنك، أنا بغسلهم!

إبتسم لها: لا، عادي ترى أعرف أغسل و أنظف، ما فيها شيء!

حركت رأسها بالنفي: لا، لا، أنا بغسلهم لحالي!

حرك رأسه بالإيجاب: أوكي..، غسل يدينه و بعد عنها، مشى للفوطة ينشف يدينه، رجع لها و حط يد على رأسها يمسح عليه: لما تخلصي، تعالي نتكلم!

رمشت عيونها بحياء و حركت رأسها بالإيجاب

إبتسم لها و لف يمشي للصالة، جلس على الكنبة، سحب الريموت من على الطاولة و صار يقلب في القنوات.

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها إبتسمت لنفسها و لفت تغسل الصحون، خلصت بعد شوي و مشت له، جلست على نفس الكنبة بس بطرف الثاني، رفعت عيونها له و هي تنتظره يتكلم، سكر التلفزيون، عدل جلسته و لف لها، مد يده و سحب يدها، أخذ نفس و بدأ بهدوء: فرح..، و هو يأخذ نفس ثاني: أنا آسف!

نزلت عيونها ليدينهم و هي تحس بدقات قلبها تتسابق مع بعضها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها رفعتهم له و تكلمت: عماد، ما في داعي تتأسف، اللي صار..

قاطعها: فرح إسمعيني و لا تقاطعيني!

حركت رأسها بالإيجاب و سكتت

عماد: أنا آسف على اللي صار أمس..

رفعت عيونها لعيونه و هي مانها فاهمة عليه: أنت.. أنت إيش..

قاطعها مرة ثانية و نزل عيونه ليدها: اللي صار أمس المفروض ما كان يصير، أنا و أنتي.. نحن ما نناسب بعض، أنا كنت مقهور من هانا و ما أعرف.. تقدري تقولي ما كنت بوعيي، كل اللي كان يدور في بالي أني بعاقبها بـ هالطريقة بس لما قمت الصبح عرفت أنني غلطت..، رفع عيونه لوجهها و من ثم نزلهم ليدها مرة ثانية: أنا ما أريد أظلمك بـ هالإرتباط يا فرح، أنا أحبها و هي جت لي اليوم بنفسها ندمانة على اللي صار، ما كان عندي إللا أسامحها.. هي غلطت و أنا غلطت، هي ما تقدر بدوني و لا أنا راح أقدر بدونها..، و هو يرفع عيونه لعيونها: أريدك تنسي اللي صار أمس، كانت غلطة و أوعدك أنني ما أكررها! خلص كلامه و سكت ينتظر رد منها بس هي ضلت ساكتة، لا طلعت منها كلمة و لا حركة، دقيقة، دقيقتين، ثلاثة دقائق، خمسة..، كان الصمت بـ يطول بس هو قرر يكسره: فرح، ما أريدك تزعلي مني، مثل ما قلت، نحن ما نناسب بعضنا، نحن ماننا لبعض..، حط يد على خدها و بهدوء: مانك زعلانة مني، صح؟

رفعت عيونها لعيونه، إبتسمت و حركت رأسها بالنفي

زفر براحة: الحمد لله..، و هو يقوم: الحمد لله، كنت خايف أنك تزعلي و تسوي لي مناحة و غيره، جد ما عندي وقت لكل هذا..، رن تلفونه فتذكر، حط يده في جيبه و طلعه، حط يده في جيبه الثاني و طلع تلفون ثاني، و هو يمده لها: خذي، رحت أشتري لي تلفون و إشتريت لك واحد بنفس الوقت..، سحب كفها و حط التلفون فيه: راح تحتاجيه..، و بإبتسامة: سجلت رقمي فيه..، إنحنى، طبع بوسة سريعة على رأسها، بعد و صار يركض لباب الشقة: يللا أنا بطلع، يمكن أتأخر فـ قفلي الباب و نامي، أنا عندي مفتاحي! قالها و بعدها طلع و سكر الباب وراه.

ما تحركت من مكانها و لا لفت تشوف عليه، تحس نفسها إنشلت عن الحركة في هـ اللحظة، غلطة، كانت غلطة بنسبة له، هي غلطة بنسبة له، نزلت عيونها للتلفون و هي تشدد مسكتها عليه، كلامه يتردد كلمة، كلمة في مسامعها، كل كلمة و كأنه سهم، يصوَّب، يرمي و يصيب، تركها لحالها، تركها تنزف لحتى تموت، حطت التلفون على الطاولة بأهدأ ما يمكن، قامت و صارت تمشي لغرفتها، دخلت و هي تسمع باب البلكون يندق، أخذت شيلتها من على التسريحة و لفته على رأسها، مشت للباب بسرعة و فتحته، شافتها واقفة بكراستها و ألوانها تبتسم لها و هو واقف في البلكون الثاني يشوف عليها، فتحت الباب أكثر لتخليها تدخل، دخلت، ركضت للسرير و نطت عليه، إلتفتت له، شافته يبتسم لها.

مصعب: مرحباً!

ردت بإبتسامة: مرحباً بك!

مصعب و هو يأشر على باب بلكونه: أمم.. إذاً سأترككِ معها الآن!

فرح حركت رأسها بالإيجاب و هو لف يدخل لغرفته، إختفت إبتسامتها و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، غمضتهم بسرعة تمنع دموعها من النزول، فتحتهم و أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و غصبت إبتسامة ثانية على شفايفها، لفت و دخلت غرفتها.


***************************


مسقط...

إبتسمت لها بهدوء و حركت رأسها بالإيجاب، قامت و صارت تمشي للدرج، إختفت إبتسامتها و هي تفكر بكلامها، ما قالت شيء غلط، كل اللي قالته، قالته لمصلحتها، لمصلحتهم، هي ما منعتها، نصحتها و عطتها رأيها بس هي مانها متعودة تجلس بالبيت، مانها متعودة على كذي، هي كانت تطلع لتتسلى، لتطلع من جو بيتها، تبتعد من عيون أبوها بس هو ما عاد موجود حوالينها ألحين، هي بالفعل إبتعدت، تنهدت بحيرة و ركبت لصالة دور الثاني، مشت للكنب و جلست على الكنبة المنفردة، حطت يد على خدها و تنهدت مرة ثانية، هي رضت تغير نفسها عشانه فـ ليش ما تبدأ من ألحين، هذي بتكون أول خطوة، رفعت عيونها له و هي تشوفه يمشي لها، إبتسم و هي ردت بإبتسامة.

إقترب منها، طبع بوسة سريعة على خدها و جلس على الطاولة بمقابلها، مسك يدينها الثنتين و تكلم: ليش جالسة لحالك؟

إبتسمت له: لا، توني بس ركبت، جيت لأناديك للغداء، خالتي عقيلة يمكن حطته عاد!

حرك رأسه بالإيجاب، قام و قومها معاه: عيل يللا، خلينا نروح نتغدى!

حركت رأسها بالإيجاب و هو جا بـ يمشي بس مسكت يده بسرعة: عبدالرحمن!

نزل عيونه ليدينهم و من ثم رفعهم لها: ها؟

نمارق بتردد: أمم.. ممكن نتكلم شوي!

حرك رأسه بالإيجاب: نتكلم بس..، و هو يبتسم: نتكلم بعد الغداء!

نمارق و هي تقترب منه: جوعان؟

حاوطها من خصرها و قربها له أكثر: تريدي الصراحة جوعان..، و هو يكتم ضحكته: ما حسيت بالفطور أبداً.. ما لأنه كان محترق بس لأنه كان خفيف فما حسيت فيه!

إبتسمت بإحراج و دفعته عنها، و هي تمشي للدرج: بكرة بتأكل أصابعك وراه!

ضحك و هو يلحقها: نشوف هـ الثقة لوين توصلنا!

ضحكت و صارت تنزل الدرج



بعد الغداء...

وقفت عند باب غرفتها و هي تشوفه يحملها و يحطها على السرير، يجلس بجنبها و يعطيها أدويتها، يطبع بوسة هادية على رأسها، يقوم و يلف لها، إبتسمت و هي تشوفه جاي لها، نزلت عيونها لأمه و تكلمت: إرتاحي خالتي، العصر بجي لك و بجيب لك الشاي اللي تحبيه!

وقف بجنبها و إلتفت لأمه: لا تخافي يمة، ما راح أخليها تسويه!

زبيدة: ههههههه!

قطبت حواجبها بإحراج و ضربته على كتفه بخفة: بسك إنزين، خالتي عقيلة علمتني و مانها صعبة!

عبدالرحمن حاوطها من أكتافها و إلتفت لأمه: يللا يمة نخليك، نكمل برع!

زبيدة إبتسمت له: لا تعذبها بنتي!

عبدالرحمن إبتسم و هو يلتفت لنمارق: إن شاء الله! طلع و سكر الباب، صار يمشي للصالة و هو يأخذها معاه، جلسها على الكنبة و جلس بجنبها: قولي، إيش في؟

عدلت جلستها و رجعت شعرها لوراء، أخذت نفس و بدت: أنا قررت أترك الشغل!

فهم عليها بس حب يغيظها: شغل البيت؟ زين تسوي، الحمد لله!

فتحت عيونها بعدم تصديق: عبدالرحمن!!

عبدالرحمن: ههههههههههههههه!

نمارق و هي تقطب حواجبها: أنت إيش فيك علي اليوم..، و هي تقوم: خلاص، ما راح أتكلم!

كتم ضحكته و مسك يدها بسرعة: آسف، آسف..، و هو يسحبها و يجلسها بجنبه مرة ثانية: ما راح أضحك خلاص بس..، و هو يطبع بوسة هادية على خدها: بس لا تزعلي..، بعد عنها و عدل جلسته: يللا، تكلمي و أنا أسمعك، عن أي شغل تتكلمي؟ تقصدي بالشركة؟

حركت رأسها بالإيجاب

قطب حواجبه: ليش؟

حركت أكتافها بخفة: كلمت خالتي اليوم..

قاطعها و هو يقطب حواجبه أكثر: منعتك؟

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لا، لا، أبداً بس كلمتني عن الشغل و أنا فكرت بكلامها و أحس ما في داعي أشتغل، هي تريد أحد يهتم فيها و ما يصير نعذب خالتي عقيلة في كل شيء، تنظف و تطبخ و تقوم فيها و هي عندها بيت و أولاد لحالها، أنا ما عندي مانع أجلس بالبيت عندها و أتعلم منها، عادي!

عبدالرحمن ضل ساكت شوي و بعدها مسك يدها و تكلم: هي قالت لك هالكلام؟

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: لا، أنا أقول هالكلام!

عبد الرحمن: أنتي متأكدة؟

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب

عبدالرحمن: نمارق أنتي مانك متعودة على جلسة البيت، بكرة تملي و تندمي..

قطبت حواجبها و قاطعته: و من قال لك أني أمل، لا، أبداً، الجلسة مع خالتي أبداً ما يملل..، نزلت عيونها ليدينهم: هو أنت خوفتني قبل لما ذكرتها لي بس هي مانها مثل ما قلت، أنا إرتحت لها و حبيتها!

إبتسم لها: و إن شاء الله تضلي كذي على طول..، سكت شوي و كمل: أنتي متأكدة من قرارك؟

حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت: متأكدة، متأكدة!

إبتسم: عيل اللي تريديه! حاوطها من أكتافها و لف للتلفزيون، سحب الريموت من على الطاولة و شغله، إرتاح من أمه ألحين، يحسها جد تغيرت، تعلقت فيها بسرعة و حبتها، هو ما كان يتمنى أكثر من كذي، أهم شيء عنده أنهم يتقبلوا بعض، أخذ نفس و صار يقلب في القنوات.



.

.

.

.

.




***************************


وقفت قدام المراية تمشط شعرها، رفعتهم بذيل حصان و ربطتهم، ضحكت على شكلها، شعرها قصير و ما يناسبها تربطهم، أصلاً هي مانها متعودة تربطهم بالبيت بس عشانها بتلبس الشيلة و تطلع لهم فـ لازم، إبتسمت أكثر و لفت شيلتها على رأسها، فتحت علبة إكسسواراتها، أخذت كم من خاتم و وزعتهم في أصابع يدينها، أخذت سوار بسيط و لبسته في يدها اليمين، سكرت العلبة، لفت و رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 1:45، يمكن يوصلوا ألحين، نزلت عيونها و صارت تمشي لباب الغرفة، فتحته و طلعت تمشي للدرج، نزلت للصالة و شافتها واقفة بجنب الشباك، عيونها على باب الحديقة، تنتظرهم، إبتسمت و صارت تمشي لها: إشتقتي له؟

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب: إشتقت له لأني ماني متعودة على غيابه، لا هو و لا فيصل!

حركت رأسها بتفهم و وقفت بجنبها: أصغر منك بكثير؟

حركت رأسها بالنفي: 3 سنوات بس لأنه الأصغر بيننا فـ نحس بعده صغير..، سكتت شوي و بعدها إلتفتت لها: أنتي ما عندك أخوان صح؟

حركت رأسها بالإيجاب: ما عندي أخوان بس عندي أختين، الإثنين أصغر مني!

إبتسمت لها: مثلك مثل فيصل..، لفت للشباك و تنهدت: ما كان في داعي لهالسفرة أصلاً، كان يزعل يومين و يرضى بس فيصل ما رضى، ما يحب يشوفه كذي فغصبه يسافر..، حركت عيونها بملل: هو و سوالفه!

بسمة و هي تلتفت للشباك: ليش، هو إيش سوى؟

إلتفتت لها و تكلمت: مشكلة بالشغل ما رضى يخبرنا بس كان زعلان أو بالأحرى حزين، شاكة أنه في بنت في السالفة!

بسمة إبتسمت: عشان بنت؟

شدن ضحكت: الأخ كان حزين و مسوي نفسه روميو فأكيد السالفة فيها بنت!

بسمة ضحكت و صارت تعدد أساميهم: فيصل، شدن و ؟

شدن إبتسمت: فيصل، شدن و بـ..، سكتت و هي تلمح السيارة تدخل من البوابة، شهقت بفرح و صارت تركض لباب الصالة: وصلوا!!

بسمة ضحكت على حالتها، عدلت شيلتها و لفت تشوف على السيارة اللي وقفت و نزل فيصل منها، نزلت عيونها و صارت تمشي للباب الصالة، جت بتطلع بس طلع قدامها، إبتسم لها و هي ردت بإبتسامة، إقترب منها و طبع بوسة سريعة على رأسها: طالعة تستقبليه و لا تستقبليني؟

إبتسمت بحياء و نزلت عيونها: الإثنين!

ضحك: صدقتك..، مسك يدها و صار يأخذها للكنبة: بيدخل ألحين و بتشوفيه! جلسها و جلس بجنبها، رفع عيونه للباب، تكلم و هو يأشر عليه: هذا هو!

إبتسمت و لفت تشوف عليه

دخل بإبتسامة و بمرح: السلام عليـ..، طاحت عيونه عليها و إنصدم، إختفت إبتسامته و إختفى صوته معاها، مرر نظره بينها و بين أخوه و هو يحس بدقات قلبه تجن و تجننه، نزل عيونه و هو يرمشهم بعدم تصديق، رفعهم لها و ثبتهم عليها.

فتحت عيونها بصدمة و هي تشوفه يدخل من الباب و يوقف قدامها، للحظة جمد تفكيرها، صغرت إبتسامتها تدريجياً لحتى إختفت، هالوجه مانه غريب عليها، مانه غريب أبداً، فتحت عيونها أكثر و هي تهمس لنفسها: باسل! حست بيده تحاوطها من أكتافها فنزلت عيونها عنه بإرتباك، بلعت ريقها و رفعتهم لـ اللي جالس بجنبها.

إبتسم لها و من ثم إلتفت لـ أخوه: المفروض تبارك لها، ما توقف قدامها مثل الصنم، إيش صار لك أنت؟

نزل عيونه عنها بسرعة و من ثم رفعهم لـ فيصل، يحس بدمه يتدفق في عروقه بحرارة، بسمة، هي ما غيرها، صارت لأخوه، نزل عيونه مرة ثانية و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس فشل، حس بيد على كتفه فإلتفت لها.

تكلمت و هي مستغربة من حالته: باسل، إيش صار لك؟ ليش إنخطف لونك كذي؟

ما رد عليها و إلتفت لها مرة ثانية

ما فهمت نظراته بس خوفتها و أربكتها أكثر من قبل، زحفت لعند فيصل أكثر حتى لصقت فيه، ما إنتبه لها فتكلم بإبتسامة: و أنتي ما راح تتحمدي له بسلامته؟

حاولت تغصب إبتسامة على شفايفها و بعدها إلتفتت له، أخذت نفس تهدي حالها و تكلمت بأهدأ ما يمكن: حمد لله على سلامتك!

باسل بنفس هدوئها: الله يسلمك! قالها و بعدها نزل عيونه عنها و صار يمشي للدرج

شدن و هي تمشي للدرج وراه: خذ لك شور سريع و إنزل نتغدى ترانا جوعانين و ننتظرك!

ما رد عليها و صار يركب الدرج بأسرع ما عنده

ما إهتمت لحركته و فكرته تعب من السفر، لفت و صارت تمشي للمطبخ: عطوني خمسة دقائق و يكون كل شيء جاهز عل الطاولة!

فيصل إبتسم لها: بس خمسة!

ضحكت و دخلت المطبخ

فيصل و هو يقوم: أغير ملابسي و أنزل لك!

بسمة حركت رأسها بالإيجاب و هو صار يمشي للدرج، ضلت تشوف عليه لين ركب و إختفى في دور الثاني، نزلت رأسها و هي تزفر بقوة، أغرب لحظة مرت عليها في كل حياتها، أسوأ لحظة مرت عليها، باسل هو نفسه الشاب اللي كان يلحقها، هو نفسه الشاب اللي عرض عليها تتزوجه، هو نفسه الشاب اللي بسببها إنطرد من الشغل، هو نفسه الشاب اللي هددها، هو نفسه أخو زوجها، حطت يدها على فمها و هي تشهق بخفة، كيف صار كذي؟ غمضت عيونها بقوة و هي تتمتم لحالها: يا ربي كيف كذي؟



بعد شوي – على طاولة الغداء...

رفعت عيونها له بتردد شافته يأكل بهدوء، أخذت نفس بإرتياح و نزلت عيونها لصحنها، يمكن مع السفرة هو نسى كل شيء، ما هو شاب صغير، يكبر و ينسى، ما كان إللا معجب فيها لكم من يوم و بعدها خلاص، بعدت عنه، فبعدت عن تفكيره، هي لازم تنسى، ما راح يسوي فيها شيء، ما راح يقدر، هي صارت لأخوه و هو أكيد بـ يحترم هالشيء، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، إلتفتت لـ فيصل شافته يشوف عليها بإبتسامة، إبتسمت له و من ثم نزلت عيونها لصحنها و صارت تأكل بدورها.


***************************


وقفت سيارتها بـ كراج الفلة و نزلت تشوف على سيارته، نزلت عيونها و صارت تمشي للمدخل، دفعت باب الصالة للداخل و دخلت، شافتها في الصالة تقلب في القنوات، رفعت حواجبها و صارت تمشي لها بسرعة و بنبرة حادة: مـاريـسـا!!

شهقت بخوف، سكرت التلفزيون بسرعة و قامت بخوف: آسف مدام أنت ما كنت..

قاطعتها و بنفس أسلوبها: حتى و لو أنا ماني موجودة بالبيت هذا ما يعني أنك تأخذي راحتك كذي!

نزلت رأسها: آسف مدام..

قاطعتها مرة ثانية و هي تمشي للدرج: هاشم هنا؟

حركت رأسها بالإيجاب: أيوا، جا قبل شوي!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تركب الدرج: روحي سوي أشغالك!

مشت للدرج و وقفت عند أولها: بس أنا خلص كله شغل!

إلتفتت لها و بصوت عالي: روحي دوري لك أي شيء ثاني بس لا تجلسي لي كذي!

حركت رأسها بالإيجاب و راحت تمشي للمطبخ بسرعة

قطبت حواجبها و لفت تركب لجناحها، فتحت الباب و ما لقته بالصالة، مشت لباب الغرفة و فتحته، إلتفتت لتشوفه منسدح على السرير و مكتف يده على رأسه، نزلت عيونها عنه و صارت تمشي للتسريحة.

فتح عيونه و هو يسمع الباب ينفتح، بعد يده، جلس و سند ظهره بظهر السرير: وين كنتي أنتي لـ ألحين؟ ما أنا قلت لك ما تطلعي لما أنا أكون موجود بالبيت؟

فسخت شيلتها و عبايتها و من ثم إلتفتت له: ما كنت أعرف أنك بترجع من وقت!

قطب حواجبه بس ما تكلم، أخذ نفس و بعدها عدل جلسته و صار يأشر على السرير بمقابله: تعالي!

مشت له و جلست على السرير بمقابله و بإستغراب: إيش في؟

أخذ نفس ثاني و تكلم: أزهار!

قطبت حواجبها أكثر: إيش فيها؟

هاشم: أنا خبرتها كل شيء!

ما فهمت عليه: إيش تقصد بكل شيء؟

هاشم: خبرتها عنك و عنها!

فتحت عيونها بصدمة: إيـــش؟

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: سألتني و أنا خبرتها!

نزلت عيونها بإرتباك: و عدنان..

قاطعها بعصبية: و عدنان إيش دخله فيها؟ هي بنتنا ما بنته، ما له أي دخل فيها!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها رفعت عيونها له: و إيش خبرتها عن زكية؟

عصب أكثر: خبرتها عن حقارتها..، قام و صار يمشي للحمام: بعد اليوم ما أريد أسمع إسمها، خلاص ما لازم تنذكر هالحقيرة قدامي! دخل الحمام و صفق الباب وراه.

ضلت تشوف على الباب لشوي و بعدها أخذت نفس و صارت تمشي للكبتات، ما تعرف تنبسط من هالخبر و لا تخاف، خايفة ينكشف كل شيء ألحين، فتحت الكبتات و هي تفكر فيه، هددته بس هالمرة هو ما راضي يسمعها، ما عنده شيء يخسره فما عاد يهتم، إذا وصل لها بيكشفها، بيفضحها و هي تجي تفضحها قدامه، رفعت عيونها لباب الحمام، إذا عرف بتكون نهايتها بيدينه، مررت يدها على وجهها بإرتباك، لتستر على غلطة، غلطت مائة مرة بعدها، لتخبي كذبة ضلت تكذب لين وصلت لهنا، ما تقدر تتوقف ألحين، ما ألحين، نزلت رأسها للأرض و هي تتمتم لحالها: يا رب سامحني!


***************************


عدلت لها البطانية، إنحنت و طبعت بوسة هادية على رأسها، بعدت عنها و عدلت جلستها، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و تنهدت، أمس ما راحت لتزوره، يكون ينتظرها، ما قدرت تروح لأنها ما قدرت تترك هالا لحالها، تعرف أمها ما تقصر معاها بس هي إنشغلت بالملكة، نزلت عيونها لوجهها، آثار الدموع لين ألحين على خدودها، رفعت يدها و صارت تمسحها بهدوء، مانها قادرة تتحرك من مكانها، كل حركة تألمها، الأدوية تهديها شوي، تخف الألم و تخليها تنام بس أول ما تصحى تبكي، نزلت عيونها عنها و إلتفتت لـ هيا، جالسة بجنب الشباك و معطيتها ظهرها، زعلانة منها و ما عادت تكلمها، زعلانة لأنها ما عادت تهتم فيها، طول الوقت مع هالا و هي تاركتها مع أمها، تحس نفسها أهملتها في هالفترة بس ما بيدها، ما تقدر تشوف هالا في هالحالة و لا تقدر تتحمل زعلها، حطت يدينها على وجهها تأخذ نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و زفرت، قامت و صارت تمشي لها، طبعت بوسة على رأسها و تكلمت: بعدك زعلانة؟

ما لفت لها بس حركت رأسها بالإيجاب

تحس نفسها بـ تبكي في أي لحظة، جلست بجنبها و سحبتها لحضنها: هيونة حبيبتي و الله ماما ما فيها تتحمل زعلك على كل هذا..، و دموعها تنزل: ما فيها تتحمل، أنتي المفروض تساعديها و ما تزعلي منها!

إلتفتت لها، قطبت حواجبها و هي تشوف دموعها: ماما إنزين لا تبكي..، و هي تمسح دموعها: خلاص ما أزعل منك إذا أنتي تبكي كذي بسرعة!

إبتسمت لها و حضنتها أكثر: ماما تعبانة يا حياتي..

قاطعتها بسرعة: ماما لا، بابا تعبان و هالا تعبانة..، و هي تحرك رأسها بالنفي: لا تتعبي أنتي بعد!

أخذت نفس: ما بتعب خلاص، عشانك و عشانهم بس أنتي لازم تساعديني، لازم تهتمي في أختك مثل ما أنا أهتم فيها!

إلتفتت لأختها و من ثم لها: هي متى تصير زينة؟

ليلى: قريب إن شاء الله، كلما نهتم فيها أكثر، تصير زينة أسرع!

هيا حركت رأسها بالإيجاب: عيل بهتم فيها!

ليلى إبتسمت لها و طبعت بوسة هادية على خدها: شكراً..، رفعت عيونها للساعة مرة ثانية و بعدها نزلتهم لها: أنتي خليك عند أختك و أنا أروح مع عبود أشوف بابا و أرجع!

حركت رأسها بالإيجاب: قولي له يطلع من مستشفى بسرعة عشان نرجع لبيتنا!

ليلى: إن شاء الله! قامت و حملتها، أخذتها للسرير و سدحتها بجنب أختها: خليك هنا و إذا صحت خبري ماما سعاد!

حركت رأسها بالإيجاب و هي راحت تتجهز عشان تطلع للمستشفى، طلعت من الغرفة بعد شوي و سكرت الباب بهدوء، لفت و صارت تمشي لغرفة عبدالله، وقفت قدام الباب لتدق عليه بس ما حست بحالها إللا و هي تنسحب لوراء، تنسحب لغرفته.

سكر الباب بسرعة و تكلم: ليلى إسمعيني!

قطبت حواجبها بقوة و بعصبية: عزيز ماني فاضية لك! مسكت يده و هي تحاول تبعده عن الباب: بـعـد!!

عبدالعزيز بترجي: ليلى بليز لازم تسمعيني، لازم تعطيني فرصة لأتكلم!

ليلى بنفس حالتها: عزيز، راح أتأخر على طارق، ما عندي وقت، بعد!

عبدالعزيز و هو يمسك يدينها: ليلى لازم تصدقيني و الله أنا ما اغتصبتها، ما صار اللي هي تقوله!

ليلى فكت يدينها منه و رجعت بخطوة لوراء: إيش فائدة هالكلام ألحين، خلاص أنتو إرتبطتوا ببعض..

عبدالعزيز بقهر: أعرف، أعرف بس و الله ما راح أرتاح إللا لما أثبت لكم أني ما سويت شيء..، إقترب منها و مسك يدينها و بهدوء: ليلى و الله، والله ما صار شيء، هي كذبت عليكم، كذبت!

ليلى دفعته عنها و بصوت عالي: الـبـنـت لـيـش تـكـذب فـي مـثـل هـالـشـيء هـا؟ لـيـش؟

عبدالعزيز و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف.. ما أعرف ليش بس صدقيني..، سكت و بعدها تكلم بسرعة: أنتي رايحة للمستشفى صح؟ مسك يدها مرة ثانية: روحي و خذيها معاك، خليهم يفحصوها و في وقتها بتعرفي!

ليلى رفعت عيونها له

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها كلامه: خذيها و بتعرفي أنها كذابة، أنا ما لمستها، ما صار اللي تقوله، ما صار!

ليلى نزلت عيونها تفكر في كلامه، معقولة ما يكون لمسها؟ معقولة تكون تكذب؟ قطبت حواجبها و هي مانها قادرة تستوعب، حركت رأسها بالنفي، يريد يلعب عليها بكلامه، ما يكفيه فضح البنت كذي، يريد يفضحها قدام الكل، تأخذها معاها للمستشفى و إذا أحد شافهم إيش بترد عليهم، لا، ما يصير، حركت رأسها بالنفي و دفعته عن الباب: ماني مصدقتك! قالتها و بعدها طلعت تمشي لغرفة عبدالله.

قطب حواجبه و هو يشوفها تدخل غرفته، نزل رأسه، سكر الباب و صار يمشي لسريره، رمى حاله عليه و زفر بقوة، ما يعرف ليش فكرة الفحص ما جت في باله إللا ألحين بس حتى ألحين مانهم راضيين يصدقوه، ما عنده إللا يسوي اللي في باله!



بعد 30 دقيقة...

حطت يدها على خده و صارت تمسح عليه بهدوء: ما قالوا لك متى يرخصوك؟

إبتسم لها، مسك يدها و باس كفها: بعد خمسة أيام إن شاء الله!

إبتسمت له: الحمد لله..، تذكرت فكملت: هيونة تسلم عليك و تقول لك إطلع بسرعة من المستشفى عشان نرجع لبيتنا!

إبتسم أكثر: حياتي و الله مشتاق لها و لـ هالا، كيفها الحين؟

ليلى نزلت رأسها و حركته بالإيجاب: الحمد لله، بـ تتحسن!

طارق حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: تتعب؟

نزلت عيونها عنه و ما ردت

قربها له و طبع بوسة هادية على جبينها: لا تخافي، بـ تتحسن و أنا بتحسن!

إبتسمت له و حركت رأسها بالإيجاب و هو طبع بوسة ثانية على جبينها

: أحم، أحم!

إلتفتوا له

إبتسم و هو يدخل: أشوفكم مأخذين راحتك، ترى لا تنسوا أنتو بالمستشفى و الباب مفتوح!

إبتسمت بحياء و هي تبعد عنه بسرعة، ضحك عليها و رد عليه: و أنت إيش فيك علينا، يا أخي هي دوائي!

عبدالله ضحك: ما نقدر على طارق المريض الرومانسي!

طارق: ههههههه.. سكت و قطب حواجبه بقوة، كبَّس على نفسه و هو يحط يد على صدره، كل مجهود، كل حركة توجعه، حتى الضحك صار يوجعه، يوجعه كثير، جسمه لين ألحين ضعيف، ضعيف بسبب علاج الكيميائي المكثف اللي إعترض له قبل العملية و ضعيف بسبب مفعول العملية بنفسها، حس بيدينها على أكتافه فرفع عيونه لها، خايفة و دموعها صارت تلمع بعيونها، غصب إبتسامة على شفايفه ليطمنها، تكلم و هو يعدل جلسته: لا تخافي علي يا حياتي، ما فيني شيء..، إلتفت لـ عبدالله و كمل: على قولة أخوك، ماني إللا طارق الرومانسي بس مريض!

إبتسمت من بين دموعها و صارت تعدل له مخداته: تمدد و إرتاح، أحسن كذي!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يرجع ظهره لوراء، حط رأسه على المخدة و رفع عيونه لها، إبتسمت له و من ثم إلتفتت لـ عبدالله: أنت روح و أنا ألحقك!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لـ طارق: بشوفك على خير!

طارق: إن شاء الله!

إبتسم له و لف يطلع من الغرفة

شافته يطلع فإلتفتت له، إقتربت منه و طبعت بوسة هادية على خده: أحبك!

إبتسم لها: عشان كذي طردتي أخوك؟

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب و هي تعدل وقفتها: بمشي ألحين!

حرك رأسه بالإيجاب و هي لفت تمشي للباب، فتحته و جت بتطلع بس وقفها: ليلى!

إلتفتت له: همم؟

طارق: و أنا أحبك!

إبتسمت: أعرف!

إبتسم أكثر: واثقة!

ضحكت و لفت تطلع من الغرفة.



برع – بالمواقف..

إلتفت لها شافها مقطبة حواجبها و منزلة رأسها، قطب حواجبه بس ضل ساكت لشوي، رجع لها الصداع اليوم و تعبت، ما كان راضي يتركها فقرر يجيبها للمستشفى، رفضت بس هو غصبها، جابها لهنا و صار لهم ساعة جالسين بنفس جلستهم هذي بس هي مانها راضية تنزل، تنهد بقلة حيلة و تكلم: آخر مرة أقولها لك و أكلمك بالطيب فإرضي..، و هو يأشر على الباب: إنزلي!

حركت رأسها بالنفي و بدون ما تلتفت له: قلت لك ما أحب المستشفيات، ماني نازلة!

أخذ نفس طويل يهدي حاله و بعدها زفر: أزهار بلا حركات أطفال..، إقترب منها و مد يده لمقبض بابها و فتحه، و هو يفك حزامها: يللا إنزلي!

قطبت حواجبها أكثر، إلتفتت له و بصوت عالي شوي: قلت لك ماني نازلة، إيش غصب؟

مسكها من مرفقها بسرعة، سحبها له و بنبرة حادة: كلميني بـ هالأسلوب مرة ثانية و شوفي إيش يصير فيك!

نزلت عيونها عنه و هي تتعور من مسكته و بهدوء غير اللي تحس فيه: سوي فيني اللي تسويه بس ماني نازلة!

فكها بقهر، نزل و صار يمشي لطرفها، مسك يدها و سحبها لبرع، صفق الباب و صار يسحبها معاه للبوابة، قطبت حواجبها أقوى من قبل، تحس بيدها تنخلع من كثر ما صار يسحبها بس ما نطقت بحرف، دخل و هي تنسحب وراه، مشى للكراسي و جلسها و بنفس نبرته: تحركي من هنا بدوني و شوفي إن ما كسرت رجولك!

سحبت يدها منه و رفعت كم عبايتها تشوف على علامة أصابعه، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم ليدها و ما تكلمت.

قطب حواجبه بقوة و هو يشوف على يدها المحمر، مرر يده على وجهه بتوتر: أستغفر الله، أستغفر الله..، رن تلفونه فطلعه من جيبه يشوف على رقمه، قطب حواجبه أكثر: ما وقتك ألحين..، أخذ نفس ليهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني و رد: أيوا.. آههم بالمستشفى، أنت كيف عرفت؟.. إيش؟.. إيش؟.. لا، لا، خليك ألحين بجي.. أوكي.. جاي! سكر منه و نزل عيونه لها، أخذ نفس و مسك يدها الثاني بهدوء و قومها: خلينا نرجع للسيارة..، و هو يتنهد بقلة حيلة: سرقوا كل اللي فيها!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم عنه و سحبت يدها منه: أقدر أمشي لحالي! قالتها و بعدها صارت تمشي للبوابة، حرك رأسه بقلة حيلة و مشى يلحقها، مشوا للسيارة ليشوفوه واقف مع ليلى بجنب السيارة، أبوابها كلها مفتوحة و أوراقه طايحة بكل مكان.

إلتفت له و شافها معاه، ما كان متوقعها، خاف من وجودها هنا، تقدم بخطوة و جا بيتكلم بس هي سبقته.

ليلى و هي تمشي لها: أزهار، إيش جابك لهنا؟ إيش فيك؟ أنتي بخير؟

إبتسمت لها لتطمنها: لا تخافي علي، ما فيني شيء، شوية صداع لا غير..، إلتفتت له و من ثم لها بسرعة: جيتي عشان طارق؟

حركت رأسها بالإيجاب و إلتفتت لـ عبدالله اللي صار يكلم فهد.

عبدالله و هو ينزل عيونه عنها و يلتفت لـ فهد: شكلك كنت ناسي محفظتك فيها و ناسي تقفلها!

فهد زفر و هو يشوف على أوراقه الطايحة على الأرض: نسيت..، و هو يرفع تلفونه: أتصل في البنك عشان يسكروا الحسابات و بعدها أتصل في الشرطة!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب، إلتفت لها و من ثم له: شكلك بتطول..، و هو يأشر عليها: أرجعها؟

فهد إرتبك منه: ها؟

حرك رأسه بالإيجاب: أرجعها بدل ما توقف معاك هنا، الرايج و الجاي يشوف عليكم!

أخذ نفس يهدي حاله و بعدها إلتفت لها، شافها تنزل عيونها عنه بسرعة، أخذ نفس ثاني و رد: إنزين!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي لسيارته: لما تخلص خلينا نتلاقى على الشاطئ!

حرك رأسه بالإيجاب و عيونه عليها و هو يشوفها تمشي لسيارته، تركب و هو يحركها، إنتبه لحاله و هو يسمع صوت الموظف من طرف الثاني، نزل عيونه، لف لسيارته و تكلم: ألو.. أيوا..!



بعد 20 دقيقة...

نزلت عيونها بسرعة و صارت تعدل شيلتها بإرتباك، فكرته بـ يوصلها هي بالأول و بعدين بـ يأخذ ليلى بس هو سوى العكس، ضلت لحالها معاه بالسيارة، جالسة بالمراتب الخلفية، ما تحركت من مكانها بس قادرة تحس بعيونه عليها، رفعت يدها مرة ثانية لشيلتها تعدله و لفت للشباك.

كان مفكر يوصلها هي بالأول و بعدين بـ يأخذ ليلى بس ما حس بحاله إللا و هو يوقف السيارة قدام فلتهم، حاس بإرتباكها، مرتبك بنفسه بس ما بيده، ما يعرف ليش حط نفسه في هالموقف، دقات قلبه السريعة تربكه و وجودها بهالقرب منه يربكه، مانه قادر ينزل عيونه من عليها، يقدر يلف لها و يتأملها، يقدر يمد يده و يلمسها، قريبة كثير بس بعيدة بنفس الوقت و هالشيء يحرقه، نزل عيونه للشارع و من ثم رفعهم لها، شافها ترفع يدها و تعدل شيلتها مرة ثانية، إنتبه للعلامة اللي بيدها فقطب حواجبه، تخيل يده على يدها و قطب حواجبه أكثر، ضل ساكت لين ما وقف سيارته قدام الفلة.

لفت للباب و فتحته بس إلتفتت له و تكلمت قبل ما تنزل: عبدالله!

لف لها بسرعة و بدون ما يحس بحاله: آمريني!

نزلت عيونها بسرعة و إرتبكت أكثر: لا.. أمم.. أقصد.. شكراً!

إنتبه لحاله فنزل عيونه: ما سويت شيء!

نزلت من السيارة، سكرت الباب و صارت تمشي لباب الشارع بسرعة، دفعته للداخل، دخلت و تسكر وراها، ضل يلاحقها بعيونه لين ما بقى غير طيفها، حط يد على قلبه و أخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها حرك السيارة.



بعد نص ساعة...

نزل من سيارته، قفلها و صار يلتفت حوالينه، لمحه فأخذ نفس و صار يمشي، نزل على الرمل و صار يمشي له، جلس بجنبه و بنفس جلسته، لام أحد ركبه لصدره، ممدد الثاني و عيونه على البحر، ضل ساكت ينتظره هو يتكلم!

أخذ نفس، زفر بقوة و من ثم إلتفت له: إيش سويت فيها؟

قطب حواجبه بإستغراب و إلتفت له: ما سويت شيء!

مسك دشداشته من كتفه و سحبه له: شفت العلامة على يدها، لا تقول ما سويت شيء!

إبتسم بسخرية و فك نفسه منه: ليش، إشتكت لك؟

حرك رأسه بالنفي: ما نطقت بحرف..

قاطعه: عيل أنت كيف عرفت؟

قطب حواجبه: عرفت و خلاص، أنت رد علي، إيش سويت فيها؟

قطب حواجبه بدوره: نرفزتني..

قاطعه بصراخ: و مـديـت يـدك عـلـيـهـا؟

قطب حواجبه أكثر: ما مديت يدي عليها، نزلتها من السيارة و بس، سويت كذي عشانها، أخذتها للمستشفى و ما رضت تنزل، ما كان عندي إللا كذي!

عبدالله و بنفس حالته: و أنـت لـيـش تـهـتـم؟

فهد: عشانك، ما أنت مأمني عليها، يرضيك إذا تعبت؟

إبتسم له بسخرية و حرك رأسه بالنفي، إلتفت للبحر و تكلم: تحاول تقنعني بهالكلام و لا تقنع نفسك..، رجع إلتفت له: ليش ما تقول أنك صرت تهتم!

حرك رأسه بالنفي بسرعة: أنا ما أهتم!

ضل على نفس إبتسامته و ما رد عليه

نزل عيونه عنه و سكت لشوي، أخذ نفس و لف للبحر: كيف عرفت أنك حبيتها؟

إلتفت للبحر: ليش، تريد تتأكد من نفسك؟

تضايق منه و بحزم: عبود، قلت لك لا..، أخذ نفس يهدي حاله و كمل: مجرد سؤال لا غير!

تنهد بضيق: ما أعرف إيش أقول لك..، ما كنت أقصدها، أبداً ما قصدتها، ما أعرف متى و كيف و حتى ليش بس هي صارت كل اللي أتمناه، كل شيء فيها صار يجذبني لها، عيونها، إبتسامتها، ضحكتها، صارت تحلى بعيوني..، رفع عيونه للسماء: تشوف هـ اللمعة؟

فهد رفع رأسه للسماء يشوف على النجوم

عبدالله: هـ النجوم صارت ما تلمع لي كثر ما تلمع عيونها!

نزل عيونه له: لهالدرجة؟

حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت له: و أكثر..، أخذ نفس و كمل: ليش جاي تحرقني يا فهد، ما يكفي اللي أحس فيه من قبل، ما يكفيك!

إقترب منه و حاوطه من أكتافه: عبدالله..

قاطعه، قام و صار ينفض دشداشته: قلت أنك ما راح تحبها، بعدك على كلمتك؟

رفع عيونه له و جا بيرد بس سكت و هو يحس بقلبه يدق، إرتبك من حاله، نزل عيونه عنه بإرتباك و هو يرفع يده لـ يحطه على قلبه!

إرتبك من حركته، تكلم بصوت عالي: فـهـد، أنـت قـدهـا؟

إنتبه لحاله، رفع عيونه له و حرك رأسه بالإيجاب بسرعة

عبدالله: لا تتردد في الرد كذي مرة ثانية! قالها و بعدها لف و صار يمشي لسيارته.

فهد نزل عيونه عنه، أخذ نفس ليهدي حاله و بعدها قام يلحقه.


***************************


طلعت من باب الشارع و صارت تمشي للفلة المجاورة، أقنعت أمها و بالزور قدرت تسويها، زعلانة عليها كثر ما هي زعلانة منها على هالقرار، تعرف بس هي قررت و ما راح تتراجع، متوترة بنفسها، متوترة و خايفة، تعترف بـ هالشيء، حياتها معاه ما راح تكون سهلة، أبداً ما راح تكون سهلة بس راح تحاول، تحاول لين ما تنجح، أخذت نفس و حطت يدها على باب الشارع، جت بـ تدفعه بس إنسحب للداخل بنفسه، رفعت عيونها و هو رفع عيونه لها، إرتجفت من نظرته فنزلت عيونها عنه بسرعة، بعدت عن طريقه و هي تتلعثم: أنا.. أنا.. آسفة!

نزل عيونه عنها و هو مستغرب منها، على إيش تتأسف هذي؟ ما إهتم لها و طلع بسرعة.

لفت له بتردد و هي تشوفه يمشي على طول الرصيف، تبلعمت أكثر من مرة و بعدها لفت عنه و دخلت، مشت للصالة و لقتها فاضية، مشت للدرج و جت بتركب بس وقفتها.

ماري و هي تمشي لها: ناهد زين أنت في جيت!

ناهد إلتفتت لها: ليش، إيش في؟ شهقت: وسن صار فيها شيء؟

حركت رأسها بالنفي: بايبي ما في شيء بس ماما مريم طاح اليوم و تعبان واجد!

ناهد قطبت حواجبها: خالتي مريم!

حركت رأسها بالإيجاب: في غرفة ماله، بابا عادل راح يجيب دواء حاله، ما يريد يروح عند دختور!

ناهد قطبت حواجبها أكثر، لفت و صارت تركب الدرج لغرفتها، لقت الباب مفتوح فدخلت لتشوفها متمددة على سريرها و وسن نايمة بجنبها، تقدمت بخطوات هادية: خالتي!

فتحت عيونها، إلتفتت لها و بصوت متعب: ناهد يا يمة..، جت بـ تجلس بس هي كانت الأسرع.

ناهد حطت يدينها على أكتافها تمنعها: خليك خالتي، خليك..، جلست بطرف السرير و بخوف: إيش صار؟

إبتسمت لها: يا بنتي إيش أقول لك..، حرمة بعمري إيش بعد يصير، ضغط و السكري و قلبي متعبني!

قطبت حواجبها و صارت تمسح على يدها بهدوء: خالتي هذا كله بسبب التفكير، ليش تحرقي دمك كذي، ما زين!

تنهدت بتعب: يمة لا تلوميني، أحط رأسي على المخدة مرة وسن و مرة أبوها، أفكارهم توديني و تجيبني، و تعرفي الشيطان شاطر، يوسوس لي و يجيب لي أفكاره السوداء، خايفة يا بنتي، عادل يطلع و ما يرجع إللا الفجر، أقول لنفسي وين يكون رايح؟ ليش يكون متأخر؟ إيش يكون صاير له؟ من بعده أنا إيش يصير فيني؟ من بعده وسن إيش يصير فيها؟ خايفة يا بنتي، أقول لنفسي إذا غمضت عيوني و راحت روحي لخالقها، هالبنت إيش يصير فيها؟ هو إيش بـ يسوي فيها؟ هو راح يقدر من بعدي؟ حركت رأسها بالنفي: لا تلوميني، ما بيدي!

حركت رأسها بتفهم، أخذت نفس تتشجع و تكلمت: خالتي أنا.. أمم.. أنا.. يعني أقصد..

مريم بخوف: إيش في يا ناهد، إيش صاير؟

حركت رأسها بالنفي: لا، لا، لا تخافي.. اللي أريد أقوله لك أني فكرت بكلامك كثير!

مريم بإستغراب: أي كلام يا بنتي؟

ناهد و هي تنزل عيونها ليدها و من ثم ترفعهم لها: عادل و أنا..

حركت رأسها بالنفي: لا يا بنتي شلي هالفكرة من رأسك، سامحيني، ما كان المفروض أكلمك فيه..

قاطعتها بسرعة: لا خالتي، أنا فكرت و أنا موافقة عليه!

مريم سكتت شوي تشوف عليها، بعدت عنها البطانية و جت بـ تجلس، ناهد حاولت تمنعها بس ما قدرت، جلست و حطت يدها على خدها: يا بنتي أنتي إيش تقولي؟ موافقة عليه؟ موافقة على عادل ولدي؟

ناهد حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها: موافقة بس..، و هي تنزل عيونها لوسن: بس عندي شرط!

مريم حركت رأسها بالإيجاب: قولي اللي عندك يا بنتي!

ناهد أخذت نفس و بدت: أنا...........!



.

.

.

.

.



.

.

.





بعد شوي...

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمسح على رأسها بهدوء: إذا هذا اللي تريديه عيل أنا موافقة، ربي يوفقك يا بنتي!

إبتسمت لها بهدوء: شكراً..، سكتت شوي و بعدها بتردد: بس خالتي.. عـ.. عادل بـ يوافق علي؟

مريم و هي تأخذ نفس: خليه علي، ما عنده إللا يوافق..، سكتت و هي تشوفه يوقف بجنب الباب.

إلتفتت وين ما كانت تشوف و بعدها قامت بسرعة، إلتفتت لها و تكلمت: بمشي ألحين، أمم..، و هي تأشر على وسن: إذا صحت إتصلوا فيني و برجع!

مريم حركت رأسها بالإيجاب و هي لفت تطلع بسرعة.

دخل و صار يمشي لها، حط الأدوية على الكمدينة و جلس على طرف السرير، و هو يحط يدينه على أكتافها: يمة، ليش جلستي؟ خليك متمددة، كذي بـ تتعبي!

بعدت يدينه عن أكتافها، لفت عنه و ما تكلمت

حك جبينه بقلة حيلة و تنهد: يمة، لين متى بـ تجلسي كذي زعلانة مني؟ صار لي يومين ما سمعت صوتك، ما تحسي أن هذا يكفيني؟

إلتفتت له بس ضلت ساكتة

رفع عيونه لعيونها و هو يشوف دموعها، قطب حواجبه، مسك يدينها، إنحنى و باس كفوفها: يمة أنتي تعرفيني، تعرفي أني أتحمل كل شيء بس الدموع و الزعل لا.. لا تعذبيني أكثر مما أنا متعذب..، حط رأسه في حضنها و تكلم بضيق: يمة.. والله تعبان.. تعبان و أعرف محد غيرك يحس فيني فأترجاك..، و هو يتعلق فيها: أترجاك ما تزيدي اللي فيني.. ما تزيدي علي!

حطت يدها على رأسه و صارت تمسح على شعره بهدوء: عادل حبيبي.. طلبتك..

رفع رأسه لها: يمة لا تمنعيني..

حركت رأسها بالنفي: حتى و لو منعتك أنت ما راح تسمع مني.. أنا ما عدت أهمك..

حرك رأسه بالنفي: يمة لا تقولي كذي..

قاطعته: إيش بعد أقول.. أنت ما عدت عادل اللي أعرفه.. ما عدت ولدي خلاص.. نجوى راحت بس أنا بعدني هنا.. أنا كنت هنا قبلها و هذاني هنا بعدها.. بس أنت ما عدت تهتم لوجودي..، و هي تلتفت لكيسة الأدوية المحطوطة على الكمدينة: ليش عذبت حالك..، و هي تلتفت له: وجودي و عدمي لك صار واحد.. فأحسن لي أموت.. أموت و تفتك مني..

حاوطها من أكتافها و قربها لصدره، و هو يبوسها على رأسها: يمة إذا أنتي صار لك شيء، أنا إيش بـ يبقى لي؟

حركت رأسها بالنفي و بعدت عنه: تقول كذي بس ما تقصد.. تقول كذي بس عشان تراضيني و بعد شوي أشوفك تلف عني و تروح لمجالسك..، مسكت يده: عادل حبيبي إسمعها مني الله يخليك.. إسمع مني و لو مرة..، و هي تأشر على الباب: شفتها ناهد قبل شوي؟

إلتفت للباب و من ثم لها

مريم: طلبتك يا ولدي.. خذها لك زوجة!

فتح عيونه بصدمة: يمة..

قاطعته و هي تمسك يدينه الثنتين و دموعها تنزل: يا ولدي، الموت حق..، و هي تلتفت لوسن: من بعدي هذي إيش يصير فيها، فكرت في هالشيء؟ و هي تلتفت له: أنت ما تعتبرها لك بس بـ ترميها على من؟ ما يكون لها أحد، ما عندها أحد..

حرك رأسه بالنفي: يمة لا، لا، لا، ما تهمني..، و هو يفك يدينه من يدينها و يلتفت لها: هذي ما تهمني.. ما تهمني!

حركت رأسها بالإيجاب: أعرف.. أعرف بس تزوج عشاني..

قاطعها و هو يقوم: مستحيل أحد يدخل بحياتي بعد نجوى، ما راح أسمح لهالشيء يصير!

مسكت يده تجلسه مرة ثانية: طلبتك يا عادل، لا ترفضني.. لا ترفض.. أنت ما تريدها.. لا تريدها.. هي ما راح تكون زوجتك كثر ما تكون أم لوسن.. تقوم فيها و تساعدني.. أنا ما أقدر..

قاطعها و هو يحرك رأسه بالنفي: يمة أنتي ليش معذبة حالك عشان هذي، لا تهتمي فيـ..

قاطعته: يرضيك بنتك و بنت نجوى تضيع كذي؟

حرك رأسه بالنفي مرة ثانية: مانها بنتنا..

حركت رأسها بقلة حيلة: عادل..

قام مرة ثانية: لا، يمة لا..، فك يده منها و قام: لا! لف و صار يمشي لبرع الغرفة

قامت بسرعة تلحقه: عادل إسمعني.. عادل..، سكتت و هي تحس بالدنيا تسود في وجهها، حطت يدها على صدرها و هي تحس بأنفاسها تضيق، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للأرض و طاحت!

إلتفت لها و شافها تطيح على الأرض، إرتجف قلبه من الخوف و ركض لها بسرعة: يمة..، و هو ينزل لمستواها و يرفعها لحضنه: يمة..، خاف أكثر، حملها و قام، صار ينزل الدرج و هو ينادي عليها: مــاري!! مــاري!!



بعد ساعة...

حط يدينه على وجهه و هو يتنفس و يزفر بضيق، بعد يدينه و نزل عيونه لإبرة المغذي اللي بيدها، رفع عيونه لعيونها شافها تحركها بهدوء، إقترب بكرسيه لعندها و صار يمسح على رأسها: يمة حبيبتي..، و هو يبوسها على جبينها: يمة تسمعيني؟

فتحت عيونها لتشوف عليه، غمضتهم و بعدها فتحتهم مرة ثانية

أخذ نفس بإرتياح و طبع بوسة ثانية على جبينها: لا تخوفيني كذي يا يمة، ما كذي..، و هو يأخذ نفس ثاني: اللي تريديه يصير بس لا تخوفيني مرة ثانية!

إبتسمت له من بين دموعها و هو رد لها بإبتسامة مغصوبة.


***************************


بعد يومين...

صحت و هي تسمع صوت الكبتات و تحس بريحة عطره تملي الغرفة، فتحت عيونها لتشوف طرفه الفاضي من السرير، قطبت حواجبها و لفت تشوف عليه، شافته يوقف قدام التسريحة و يعدل كمته، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و هي تشوفها على 9:30، إستغربت فبعدت البطانية عنها، قامت و مشت له: لوين رايح؟

رفع عيونه للمراية يشوف عليها، إبتسم و لف لها، مد يده لها و هي مسكت يده، قربها له و طبع بوسة هادية على كتفها: صباح الخير!

إبتسمت بحياء على حركته و نزلت عيونها: صباح النور..، تذكرت فرجعت قطبت حواجبها و رفعت عيونها له: ما قلت لي، لوين رايح؟

حط أصابعه على حواجبها المقطبة و هو يحاول يعدلها: رايح الدوام، خلصت الإجازة!

قطبت حواجبها أكثر و حطت يدها على رأسها: أوه نسيت..، و هي ترفع عيونها للساعة مرة ثانية: و نسيت أصحيك تأخرت!

حط يد تحت ذقنها و دار وجهها له: عادي ما فيها شيء، أول مرة أتأخر و هم يعرفوا، معرس و معذور!

إبتسمت و بعدت عنه: يللا عيل روح، لا تتأخر عليهم أكثر!

لف للتسريحة أخذ ساعته و إلتفت لها: متأكدة ما تريدي تداومي معاي؟

حركت رأسها بالإيجاب: متأكدة، بجلس عند خالتي بـ تحتاجني!

حرك رأسه بالإيجاب، طبع بوسة سريعة على رأسها و صار يمشي للباب: يللا، أنا رايح..، فتح الباب و إلتفت لها: أشوفك على خير!

إبتسمت له: إن شاء الله!

إبتسم، طلع و سكر الباب وراه، ضلت واقفة تشوف على الباب لشوي بنفس إبتسامتها، أخذت نفس و صارت تمشي للشباك، بعدت الستارة شوي و هي تنتظره يطلع لها، شافته يطلع و يمشي لسيارته، يوقف بجنب السيارة و يرفع رأسه للشباك، إبتسمت أكثر، تعرف أنه ما يقدر يشوفها بس الفكرة أنه حتى و هو طالع يفكر فيها فرحتها، ضلت واقفة بجنب الشباك لين شافته يبتعد بسيارته و يختفي، عدلت الستارة و لفت تمشي لكبتاتها، أخذت فوطتها و مشت للحمام.



بعد شوي...

نزلت الدرج و صارت تمشي للمطبخ، وقفت عند الباب و هي تشوفه فاضي، إستغربت، مانها موجـ..، ما كملت هالفكرة إللا و هي تقاطعها.

زبيدة: تدوري عليها؟

إلتفتت تشوف عليها، إبتسمت و صارت تمشي لها: صباح الخير..، إنحنت لتبوسها على رأسها بس فاجأتها يدها اللي منعتها، عدلت وقفتها و نزلت عيونها لها بإستغراب: خالتي..

قاطعتها: أنا كلمت عقيلة و من اليوم و رايح هي ما راح تجي، أنتي بنت هالبيت و مسؤوليته عليك، فاهمة؟

إرتبكت من نبرتها بس حركت رأسها بالإيجاب: فاهمة!

رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و من ثم إلتفتت لها و تكلمت بنفس أسلوبها: عبدالرحمن راح للدوام، ولدي أول مرة يطلع من البيت بدون ما يفطر، وين كنتي عنه، ما شبعتي نوم؟

نمارق و هي تقطب حواجبها: خالتي أنا..

قاطعتها و بنبرة حادة: و ألحين ناوية تموتيني جوع، تعرفي أني ما أقدر آخذ أدويتي بدون الأكل لمتى راح تخليني أنتظر..، و هي تأشر على باب المطبخ: روحي سوي لي شيء آكله و لا أنتي أصلا تريديني أموت عشان تفتكي مني، صح؟

إرتبكت منها أكثر: لا، خالتي لا.. أنا..

قاطعتها و هي تلف بكرسيها و تمشي للصالة: بـسـرعـة أنـتـظـرك!

قطبت حواجبها أكثر و لفت تدخل المطبخ، مشت للثلاجة بسرعة، فتحتها و صارت تطلع البيض، مانها قادرة تستوعب اللي صار، إلتفتت للباب، يمكن ما تقصد، بـ تجي لها بعدين و تقول لها أنها كانت تمزح، أخذت نفس و بعدها أخذت نفس ثاني و هي تكلم حالها: مزاح ثقيل!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

وقفت قدام المراية تمشط شعرها و هي تشوفها توقف بجنبها و تمشط شعرها بدورها، ربطت شعرها بذيل حصان و شافتها ترفع شعرها و هي تحاول تربطهم بدورها بس ما قدرت، لفت لها و نزلت لمستواها، مدت يدها لتأخذ الربطة منها و تكلمت بصوت مخنوق، متعب بالزور طلعت منها: دعيني أساعدك!

إبتسمت لها و مدت لها الربطة

أخذتها منها و ربطت شعرها بسرعة، قامت و صارت تمشي للباب: أتريدين شيئاً تأكلينه؟

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للسرير

حركت رأسها بالإيجاب و حطت يدها على المقبض: حسناً، سأقوم بإعداد شطائر، لن أتأخر! فتحت الباب و شافت باب الشقة ينفتح، شافته يدخل فسكرت باب غرفتها بسرعة، إبتسم لها و هي نزلت عيونها عنه بسرعة، أخذت نفس و صارت تمشي للمطبخ.

عماد و هو يسكر الباب: سلام!

ردت بدون ما تلتفت له: و عليكم السلام!

صار يمشي لغرفته و عيونه عليها: جيت أغير ملابسي و أطلع، اليوم بعد بتأخر، عندي محاضرة مسائية و بعدها بطلع مع هانا و الشباب!

ما ردت عليه و كملت اللي تسويه

قطب حواجبه و وقف يشوف عليها لـ لحظة، يعرف أنها تحس بوجوده، تحس بعيونه عليها بس مانها راضية تلف، معقولة تكون زعلانة منه؟ بس ليش؟ أمس كانت تكلمه و تضحك معاه، اليوم إيش زعلها؟ أخذ نفس و صار يمشي لها، حط يد على كتفها ليدورها له بس هي بعدت بسرعة و دارت بنفسها، رفع عيونه لعيونها: فرح إيش فيك؟

حركت رأسها بالنفي و بهدوء: ما فيني شيء، إيش يصير فيني يعني؟

إقترب منها و حط يده على خدها: متأكدة؟ مانك زعلانة عشان..

قاطعته و بنفس هدوئها: ماني زعلانة..، و هي تلف عنه: روح، هانا تكون تنتظرك تحت!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يمشي لغرفته، طلع بعد فترة و شافها تمشي لغرفتها بصحن السندويشات، مشى لها و أخذ سندويشة من الصحن، طبع بوسة على خدها و إبتسم: يللا، بمشي!

حاولت تبتسم له بس فشلت، اللي تحس فيه أكبر من أنه تقدر تخبيه وراء إبتسامتها المغصوبة، إلتفتت له شافته يطلع و يسكر الباب وراه، نزلت عيونها و لفت لغرفتها، فتحت الباب، دخلت و مشت لـ مايسي، حطت الصحن قدامها بدون أي كلمة و بعدها صارت تمشي للحمام، فتحت الباب، دخلت و مشت للمغسلة، رفعت عيونها للمراية تشوف على خدها، تجمعت الدموع في عيونها و بعدها صارت تنزل وحدة وراء الثانية، دموع حارة، كانت حابستها من كم يوم، تنزل تحرق خدودها كثر ما هي تحرق قلبها، فتحت الحنفية و بعدها صارت تغسل وجهها، رفعت يدها لخدها و صارت تمسحها، تمسحها بأقوى ما عندها، ما تريد تحس بشفايفه عليها، ما تريد تحس بلمساته عليها، مشت للشور بسرعة، فتحته و وقفت تحت الماي، وقفت و هي تمسح و تفرك خدودها، شفايفها، أكتافها و رقبتها، تفرك كل جسمها، تفرك بقوة، تفرك و كأنها بـ تمحي كل شيء صار، تعبت فطاحت و صارت تشهق.

سمعت صوتها فـ خافت، قامت بسرعة و ركضت للحمام، شافتها جالسة تحت الشور، لامة ركبها لصدرها تبكي و تشهق، خافت أكثر، ما عرفت إيش تسوي فركضت تطلع للبلكون، وقفت عند الدرابزين و صرخت بأعلى ما عندها: مـــــــآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآكــــس!!!



الشقة المجاورة...

جلسوا جنب بعض قدام التلفزيون و هم يتكلموا عنها: أتعتقد بأنها ستستطيع إرجاع مايسي كما كانت؟

حرك أكتافه بخفة: لا أدري و لكنها متعلقة بها فلما لا! سكت شوي و كمل: أنها قريبتي، إبنة عمي بالتحديد!

إيريك رفع حاجب: حقاً؟ و من أخبرك بذلك؟

مصعب: هي أخبرتني بذلك!

إيريك و هو يرفع حواجبه أكثر: و متى تحدثتما لكي تخبرك بذلك؟

مصعب قطب حواجبه: أتحقق معي أم ماذا؟

إيريك ضحك و ما رد عليه، سكتوا الإثنين لشوي و هم يسمعوا صوتها يوصل لهم، ضلوا جالسين بمكانهم بدون أي حركة و بعدها إلتفتوا لبعض و بعدم تصديق: مـايـسـي؟!؟

قاموا بسرعة و ركضوا للغرفة، طلعوا للبلكون و شافوها واقفة عند الدرابزين، مشى لها بسرعة حملها و حاوطها له بقوة: مايسي..، و هو يبوسها و بعدم تصديق: مايسي أنكِ تتحدثين.. تتحدثين مرة أخرى!

مايسي و دموعها تنزل: مـ.ـاكس.. مـ.ـاكس.. أنها تبكي.. تبكي..

سكت و هو توه يشوف دموعها، توه ينتبه لرجفتها: مايسي، حبيبتي، ما بكِ؟ لماذا تبكين؟

مايسي و هي تأشر على باب البلكون: أنها تبكي.. تبكي كثيراً..، و هي تحاول تنزل: أنها تبكي.. تبكي..

مصعب و هو مانه قادر يفهمها: أتقصدين فرح؟

حركت رأسها بالإيجاب، نزلت منه للبلكون الثاني، ركضت للداخل و هي تنادي عليه: ماكس.. تعال..

مصعب إلتفت لـ إيريك بتوتر: أأذهب إليها؟

إيريك حرك أكتافه بخفة: لا أدري، أتريد أن تذهب إليها؟

مصعب حرك رأسه بالنفي، جا بيتكلم بس سمع صرخة مايسي و خاف أكثر، ما حس بحاله إللا و هو ينط من البلكون و يدخل الغرفة، شافها تطلع من الحمام بملابسها المتبللة و هي تتقطر ماي، غرتها نازلة على عيونها و شعرها الطويل لاصق بجسمها، ممددة يدينها للقدام و هي تبكي.

فرح و هي تحاول تضغط على عيونها و تبكي أكثر: أنا.. أنا مـ.ـاني قادرة أشوف.. أنا مـ.ـاني قادرة أشوف.. ماني قادرة.. ماني قادرة.. مـ.ـا أقدر أشوف.. ما أقدر..، و بصراخ: مـــآآ أقــدر! قالتها و بعدها طاحت على الأرض مغمي عليها!


***************************


مسقط...

جلست بجنبه على الكنبة و عيونها على يده، يلعب بسوارها، إبتسمت و إلتفتت له: عجبك؟

نزل عيونه للسوار و من ثم رفعهم لها: عجبني لأنه بيدك..، رفع يدها، باسها و من ثم كمل: خليه دوم بيدك!

نزلت عيونها بحياء و حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

إبتسم، نزل عيونه لساعته و من ثم رفعهم لها: الساعة صارت 6:00..، و هو يقوم: بروح الصلاة!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت: عيل روح، لا تتأخر على صلاتك!

إبتسم و مسك يدها: إنزين تعالي وصليني عند الباب!

إبتسمت أكثر و صارت تمشي معاه لباب الصالة، وقفت عند الباب و هي تشوفه معطيها ظهره و يمشي لباب الحديقة لين طلع و ما بقى غير طيفه، إبتسمت لنفسها و بعدها لفت و شهقت، رجعت بخطوة لوراء و هي تحط يد على قلبها: خـ.. خوفتني!

نزل عيونه عنها: أنا آسف! لف و طلع بسرعة.

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و صارت تمشي للمطبخ، ما تشوفه كثير، طول الوقت يكون بغرفته، ما ينزل إللا على الغداء و العشاء، ما يتكلم كثير، يضل ساكت، يأكل أكله و لما يخلص يركب لغرفته مرة ثانية، تحسه مرتبك أو حتى منحرج منها، منحرج من اللي سواه و مرتبك لأنها طلعت له بطريقة أبداً ما كان يتوقعها، هي تناست اللي صار و حتى نست، ما تحس أنه في داعي يتصرف كذي حوالينها، يمكن هو ما يريد يضايقها فـ كذي يبعد نفسه عنها بس بنفس الوقت هي ما تريده يتضايق بوجودها، تريده يرجع مثل ما كان مع أخوانه لأنهم صاروا يلاحظوا عليه، يقولوا بسبب اللي صار بالشغل، ما يعرفوا هي السبب بنفسها، تنهدت بقلة حيلة و دخلت المطبخ، بـ يتعود عليها مع الأيام و يرجع مثل أول، محتاج لشوية وقت، يومين لا أكثر، تنهدت مرة ثانية و صارت تمشي للثلاجة، جت بتفتحها بس يد منعتها، إستغربت و جت بـ تلف لتشوف عليه بس هو كان الأسرع.

مسك يدها، دارها و دفعها للثلاجة، ثبتها و صار يقترب منها.

رفعت عيونها لعيونه المحمرة: بـ.. باسل..

قاطعها و هو يقترب منها أكثر: بسمة..، و هو يحرق وجهها بأنفاسه: تعتقديني نسيت؟ حرك رأسه بالنفي: ماني ناسي و لا راح أنسى..، رفع يده و صار يمرر أصابعه على خدها: فيصل ما راح يتهنى فيك صدقيني..، جا بـ يقترب منها أكثر بس هي دفعته عنها بأقوى ما عندها، رجع بخطوتين لوراء و رفع عيونه لها بإبتسامة: ما تغيرتي!

رفعت عيونها لعيونه و بنبرة حادة: أكسر يدك إذا لمستني كذي مرة ثانية!

إبتسم أكثر: و هذا اللي يعجبني فيك أكثر، عنيدة و تحبي التحدي، تخلي كل شيء ممتع..، إقترب منها بخطوة: نشوف لوين يوصلك عنادك!

بسمة و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح تقدر تسوي شيء!

باسل بنبرة جدية: جربيني!

بسمة و بنفس نبرتها: باسل لا تخليني أفضحك قدام أخوك، لا تنسى أنا صرت زوجتـ..

قاطعها بسرعة: و أنا قلت لك أنه ما راح يتهنى فيك و راح تشوفي! قالها و بعدها لف يطلع من المطبخ.

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها نزلت عيونها عنه و هي تزفر أنفاسها بعصبية، توها تقول لنفسها أنه يومين و ينسى بس شكله هالولد ناوي على المشاكل، مستحيل تسمح له تخرب علاقتها بـ فيصل، ما يخربها لهم و هم توهم بأولها، هي لازم تخبره أول ما يرجع من المسجد، لازم تشرح له كل اللي صار قبل ما تعطيه فرصة يستغل هالشيء لصالحه، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة و بعدها طلعت من المطبخ تمشي لغرفتها.


***************************


طلع من غرفته و صار يمشي للدرج، جا بينزل بس غير رأيه و صار يمشي لغرفتها، ما شافها بعد آخر مرة، ما شافها لأنها ما تطلع أبداً، قافلة على نفسها، خايفة منه، أمه ما تخليه حتى يمر من جنب الغرفة، كارهته، الكل كارهه بسببها، إبتسم لنفسه بسخرية، هي صارت أهم عندهم من كل شيء، صارت مهمة بسبب كذبة لفقتها و لصقتها عليه، نزل عيونه لساعته، عبدالله يكون مأخذ ليلى للمستشفى و أمه تكون عند البنات، رفع عيونه و صار يمشي لممر غرفتها، وقف قدام الباب و عيونه على المقبض، أخذ نفس و حط يده عليه، حركه و إنفتح الباب.

كسفت سجادتها، قامت و صارت تمشي للسرير، جلست و بعدها إنسدحت و تنهدت، صار لها يومين ما طلعت من هالغرفة، حابسة نفسها فيه خوفاً منه، خايفة لأنها تعرف إذا طلعت قدامه بـ يهجم عليها و يجرها لغرفته، تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم، النوم مجافي عيونها، تعبانة بس مانها قادرة تنام، خوفه دوم يلاحقها، لما فكرت نفسها تخلصت منه، قامت و رجعت له برجولها، يا ليتها ما جت هنا بهذاك اليوم، يا ليتها رفضت و أقنعت أمها، تذكرتها فصارت دموعها تتدحرج من طرف عينها، ما راح ترضى عليها، ما راح تسامحها أبداً، ما راح تسامحها على غلطة هي ما ارتكبتها، رفعت يدها و صارت تمسح دموعها، لفت للباب تشوف عليه لشوي، دوم تكون مقفلته، أول ما تطلع سعاد تطلب منها تقفله، مانها قادرة تتذكر إذا هو مقفول ألحين و لا لأ، ضلت تشوف عليه لشوي، شافته ينفتح و هو يدخل، شهقت و قامت بسرعة.

سكر الباب، قفله و إلتفت لها

رجعوا دموعها، شبكت يدينها ببعض و رفعتهم له: الله.. الله يخليك..

قاطعها و هو يمشي لها: لا تترجيني أنا ما أسمعك!

إلتفتت حوالينها بخوف، ما عرفت إيش تسوي فصارت تركض للبلكون، لحقها بسرعة، مسكها من كتفها و دارها له، رفع يده و عطاها كف، طاحت على الأرض بقوة، رفعت يد مرتجفة لـ شفايفها و هي تحسها إنشقت و الدم اللي صار ينزل لذقنها، جت بترفع رأسها له بس هو كان الأسرع، مسكها من شعرها و قومها، حطت يدينها على يده، قطبت حواجبها بقوة و هي تتعور من مسكته، حاولت تفك شعرها منه بس ما قدرت فصارت تبكي: عـ.ـزيز.. آآآآه.. فكـ.ـني.. عزيـ..، ما قدرت تكمل لأنه عطاها كف ثاني، طاحت مرة ثانية و هي تحس بوجهها يحترق، حست بركلة على خصرها فصرخت بألم: آآآآآآآآآآه!!!

مسك يدها و صار يجرها لوسط الغرفة، فكها و بعدها طاح فيها ضرب، دموعها، صرخاتها، شهقاتها، ما عادت تهمه، ما توقف اللي لما حسها طاحت، تعبت و ما عادت تقدر تقاومه، حملها، رماها على السرير و نزل لمستواها!


***************************


فتحت باب الحمام شوي و طلت في الغرفة، مررت نظرة سريعة بكل زواياها و بعدها فتحت الباب أكثر و طلعت، نست تأخذ ملابسها معاها فمضطرة تطلع بفوطتها، قصيرة، ما تغطي أكتافها و توصل لفوق ركبها فما حبت تطلع قدامه كذي، هي لين ألحين تدور بجلبابها قدامه و مقررة تضل كذي على طول، مشت للكبتات بسرعة و فتحتها، أخذت لها بجامة و سمعت الباب ينفتح، شهقت و صارت تركض للحمام بسرعة، جت بتدخل بس طاحت بجامتها من يدها، إلتفتت للباب، شافته يدخل و يلتفت لها، قطبت حواجبها، دخلت الحمام بسرعة و سكرت الباب.

سكر باب الغرفة و نزل عيونه لملابسها الطايحة على الأرض، كتم ضحكته و صار يمشي لها، ما لمح منها غير أكتافها اللي كانت تغطيها شعرها المبلل، نزل يلم ملابسها و بعدها وقف بجنب الباب و دق عليه: إفتحي، خذي ملابسك!

قطبت حواجبها أكثر و هي منحرجة من حالها، وقفت بجنب الباب بس ما فتحته.

ضل واقف ينتظرها تفتح له، دق مرة ثانية: كيف ما ناوية تطلعي اليوم؟ إذا ضليتي كذي بـ تبردي و تمرضي!

حطت يدها على المقبض بتردد بس ما فتحت الباب

شافها طولت فرفع حاجبه: إيش فيك أنتي، ما تسمعيني؟ سكت شوي و بعدها رفع حاجبه أكثر: لا يكون خايفة على نفسك مني..، قطب حواجبه على هالفكرة و دق على الباب بقوة: إيش مفكرتيني ها؟ بدفع الباب و أهجم عليك يعني؟ إفتحي الباب..، و بنبرة حادة: إفـتـحـي أحـسـن لـك!

بلعت ريقها بإرتباك و بعدها أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها فتحت الباب بتردد، فتحته شوي لحتى تقدر تمد يدها لبرع.

نزل عيونه ليدها و حط ملابسها في كفها: خذي!

سحبت ملابسها للداخل و سكرت الباب بسرعة.



بعد شوي...

رفعت عيونها للمراية تشوف عليه، شافته يجلس على كنبتها، يشغل التلفزيون و يقلب في القنوات، نزلت عيونها و صارت تعدل جلبابها، مشت للكبتات، فتحتها و أخذت دفترها، سكرت الكبتات، جلست على الأرض و إستندت بها، أخذت نفس، فتحت الدفتر على ورقة فاضية و صارت تكتب فيه.

خف صوت التلفزيون و بعدها سكره و رفع عيونه يشوف على إنعكاسها فيه، ما يعرف إيش هـ الهواية الجديدة اللي طلعت لها، صار لها كم من يوم، تطلع هـ الدفتر و تكتب فيه، خاطره يعرف هي إيش تكتب، عن من تكتب، يا ترى تكتب عنه؟ نزل عيونه عنها، قام، لف و صار يمشي للسرير، جلس على الأرض و إستند بالسرير بحيث صار يقابلها، ضل يشوف عليها لشوي و بعدها تكلم: إيش تكتبي؟ سألها هالسؤال و هو يتوقعها ترد بـ أنت ليش تهتم، صايرة جملتها المفضلة بس فاجأته لما ردت بهدوء.

أزهار و هي ترفع عيونها له: أكتب كل شيء!

ما فهم عليها: كل شيء؟

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت عيونها للدفتر: تعرف كيف يعني لما تكون عايش حياتك بفرحها و بحزنها، تجمع ذكريات حلوة و مرة و بعدها فجأة تخسرها؟

لين ألحين مانه قادر يفهم عليها: أنتي إيش تقصـ..

قاطعته و هي ترفع عيونها له: أنت ما تعرف، ما تعرف لأنك مانك أنا..

قطب حواجبه: أزهار..

حركت رأسها بالنفي، نزلته و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها: بسبب حادث صار و إنتهى نسيت كل حياتي.. بسبب حادث صار و إنتهى صرت أشك في الكل اللي حواليني.. بسبب حادث صار و إنتهى أنا ما عدت أعرفني..، رفعت عيونها له: خايفة.. خايفة إيش لو بكرة صار معاي مثل هـ الحادث مرة ثانية.. أنا ما فيني أنسى مرة ثانية.. ما أقدر.. تعبت و أنا أحاول ألملم ذكرياتي.. ما فيني أخسرها مرة ثانية..، أخذت نفس تهدي حالها و كملت: عشان كذي أكتب، أكتب لأذكر نفسي فيني!

نزل عيونه عنها بإرتباك و من ثم رفعهم لها: إيش تعرفي عن الحادث؟

حركت رأسها بالنفي: ما كثير، صدمني و هرب!

حك حاجبه و بنفس حالته: إيش لو طلع قدامك هـ الشخص، إيش راح تسوي فيه؟

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها حركت أكتافها بخفة: ما أعرف، ما فكرت في هالشيء!

أخذ نفس: و إذا قلت لك اللي صدمك جالس قدامك في هاللحظة!

إلتفتت حوالينها و بمزح: وينه؟ رجعت عيونها له: تقصد نفسك؟

حرك رأسه بالإيجاب و أخذ نفس ثاني: أنا اللي صدمك و هرب!

إبتسمت له و نزلت عيونها للدفتر: صدقتك!

إقترب منها، حاوط وجهها بيدينه و رفعه لها، رفع عيونه لعيونها و بنبرة جدية: أنا اللي صدمتك!




.

.

.

.

.



نهاية البارت...


بارت الجاي كعادتنا يوم الإثنين إن شاء الله..

"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"
الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحتكم!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 11:17 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (13)...

People who pretend toughness are the ones weak inside

They have fragile hearts and they need others by their side

©

.

.

.

.

.



لحظة صمت قصيرة بس تمر عليه مثل الدهر، سكوتها بـ هالطريقة صار يربكه أكثر، في إيش تكون تفكر؟ مانها مصدقته؟ مصدومة؟ مانه قادر يفهم نظرتها المثبتة عليه، مانه قادر يفهمها بس مانه قادر يتحملها، يحس فيها تخترق صدره و تطعنه، نزل عيونه عنها و هو يبلع ريقه بصعوبة، أخذ نفس يهدي حاله و من ثم رفعهم لها مرة ثانية و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: قولي شيء!

رمشت عيونها بهدوء و نزلتهم، حطت يدينها على يدينه و نزلتهم من على خدودها و بنفس هدوئه: إيش أقول؟

حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: قولي أي شيء بس لا تضلك ساكتة!

نزلت يده عنها و قامت: ما عندي أي شيء أقوله! لفت و جت بتمشي بس مسك يدها.

قام و دارها له: أزهار أنا..

فكت يدها من يده و قاطعته: فهد..، و هي تأخذ نفس: لا تقول شيء!

فهد: بس..، ما قدر يكمل لأن قاطعه دق على باب الغرفة، إلتفت للباب و من ثم لها، شافها تنزل عيونها عنه، تمشي للباب و تفتحه.

رنا بإبتسامة: تعالوا إنزلوا، حطينا العشاء!

حركت رأسها بالإيجاب و طلعت تمشي وراها

ضل واقف بمكانه يشوفها تعطيه ظهرها و تطلع من الغرفة، ما كان متوقع هـ الرد منها، ما توقع هـ الرد أبداً، فكرها تبكي، تصرخ، تلومه على حالتها أو يمكن تضربه بس هي ضلت ساكتة و ما رضت تنطق بحرف، حتى ما رمشت عيونها على الخبر، يمكن هي محتاجة لشوية وقت لتستوعب اللي صار، تستوعب أن الشخص اللي صدمها قبل أكثر من 8 سنوات و تركها تموت هو نفسه الشخص اللي إرتبطت فيه، هو نفسه الشخص اللي يجلس بمقابلها على طاولة العشاء، هو نفسه الشخص اللي تشاركه بغرفته، هو نفسه الشخص اللي تتصبح كل يوم بوجهه، إذا هو لين ألحين مانه قادر يستوعب هالشيء عيل هي كيف بتقدر؟ أكيد بـ تحتاج لوقت لحتى تستوعب، ما لازم يعجل على شيء يمكن يندم بعدين! نزل عيونه عن الباب و أخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها طلع ينزل للعشاء.



بعد العشاء...

دخلت الغرفة و هو دخل وراها و سكر الباب، إلتفت لها شافها تمشي للكنبة و تجلس، ترجع رأسها لوراء و تغمض عيونها، نزل عيونه عنها و صار يمشي لمكتبه، سحب الكرسي، جلس و فتح إحدى الملفات، هي ما نطقت بحرف و هو الآخر قرر ما ينطق بأي حرف!


***************************


طلعت من المطبخ و هي تسمع ضحكاتهم، إلتفتت للصالة و هي تشوفهم جالسين جنب بعض يقلبوا في القنوات، رفعت عيونها له و إبتسمت، إبتسامته تجبر كل اللي حوالينه على الابتسام، كل يوم إحترامها له يزيد، شخصيته نادرة، قلما نصطدم في شخص مثله، إبتسمت أكثر، ما تلوم قلبها اللي صار يميل له بهالسرعة، ما تلوم قلبها اللي حبه بهالسرعة، حركت عيونها له و إختفت إبتسامتها، معقولة يكون حاط عينه عليها، حاط عينه على زوجة أخوه، أخوه اللي يحترموه، اللي يعتبروه كل أهلهم، سندهم الوحيد، حياتهم، معقولة بينزل كذي؟ تنهدت بقلة حيلة و صارت تركب الدرج لغرفتها، فتحت الباب، دخلت و سكرته بهوء، فسخت شيلتها و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و أخذت لها قميص نوم و بعدها مشت للحمام، طلعت بعد فترة و مشت للتسريحة، وقفت قدام المراية و صارت تمشط شعرها، سمعت الباب ينفتح فرفعت عيونها للمراية تشوف عليه، شافته يلف لها و يبتسم فـ إبتسمت و نزلت عيونها.

إبتسم أكثر و صار يمشي لها، وقف وراها و صار يلعب بشعرها: ما أحب شعر القصير، طوليه!

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

حاوطها من بطنها و قربها له و هو يطبع بوسة هادية على رقبتها: حلاة البنت في شعرها!

نزلت عيونها بإرتباك و حياء و ما ردت عليه، رفعت يدها ترجع شعرها لوراء بس يده منعتها، رفعت عيونها له شافته يقطب حواجبه، قطبت حواجبها بإستغراب و دارت له: إيش فيك؟

رفع يدها لها و تكلم: وين سوارك؟

قطبت حواجبها أكثر: ها؟

فيصل حرك رأسه بالإيجاب: آههم، سوارك..، و هو يمرر نظره على التسريحة: أنا إيش قلت لك، خليه دوم بيدك..، فتح علبة اكسسواراتها و طلع السوار، لبسها إياه و إبتسم: كذي أحلى!

إبتسمت على حركته: بس عشان السوار؟

حرك رأسه بالإيجاب: يا بنت حبيته على يدك، ما تفهمي؟!

بسمة ضحكت: هههه.. فهمت!

إبتسم و مسك يدها، مشى للسرير و جلسها، إنسدح و حط رأسه في حضنها، أخذ نفس و غمض عيونه، إبتسمت بحياء لنفسها و نزلت عيونها لشعره، رفعت يدها بتردد و مررت أصابعها فيه، شافته يبتسم أكثر فـ إبتسمت أكثر، تذكرته و قطبت حواجبها، ما تعرف إذا تكلمه ألحين و لا لأ، ما تعرف إذا هذا الوقت مناسب لهالشيء و لا لأ بس ما تريد تتأخر، ما تريده يكرر حركاته معاها، ما فيها تتحمل، أخذت نفس تتشجع و بدت: فيصل!

فيصل بدون ما يفتح عيونه: همم؟

بسمة و هي تأخذ نفس ثاني: أمم.. باسل..، سكتت و هي تشوفه يبتسم أكثر على طاريه.

فتح عيونه، جلس و لف لها: حبيتيه؟

بسمة بإرتباك: أنا.. أقصد باسل..

فيصل و هو يمسك يدينها الثنتين: بـ تتعودي عليه..، سكت شوي و كمل: باسل أصغر مني 9 سنوات، ما قدر يشوف يبة لأنه توفى قبل ولادته و يمة توفت لما كان عمره 8 سنوات..

بسمة و هي تنزل عيونها ليدينهم: الله يرحمهم!

فيصل: آمين..، أخذ نفس و كمل: في وقتها حسيت نفسي كبرت عشرين سنة، تركوا باسل و شدن علي و كان لازم أكون قدها، خالتي أبداً ما قصرت معانا بس أنا ما كنت أحب أحد يتدخل فينا، كنت أقول لهم أنا المسؤول عنهم و أنا راح أقوم فيهم بدون مساعدة أحد، حاولت كثير، حاولت ما أحسسهم بالنقص فصرت أجيب لهم كل اللي يطلبوه، ما أعرف إذا بطريقتي هذي دلعتهم أكثر من اللازم بس ما كنت أحب أزعلهم، لين ألحين ما أقدر على زعلهم..، حط يد على خدها و إبتسم: ما أقدر على زعل كل اللي أحبهم!

إبتسمت له بهدوء: تفتخر فيهم؟

حرك رأسه بالإيجاب: أفتخر لأنهم يحترموا الكل و ما يغلطوا على أحد، صريحين معاي و ما يخبوا علي، أفتخر لأنهم دوم على ثقتي فيهم!

حطت يدها على يده و بتردد: حتى.. حتى باسل؟

قطب حواجبه بإستغراب: إيش قصدك؟

إبتسمت له و حركت رأسها بالنفي: لا، و لا شيء! قالتها و نزلت عيونها لحضنها، ما تعرف كيف تقول له ألحين، ما راح تكون سهلة عليه ينصدم في أخوه كذي، حاط ثقة كبيرة فيه، ثقة و فخر، ما يصير هي تجي تحطم صورته قدامه ألحين، ما تعرف إيش المفروض تسويه، تسكت عنه يمكن يتمادى و إذا تكلمت بـ تجرحه و هي ما راح تقدر على هالشيء، تنهدت بقلة حيلة، لازم تروح له، تكلمه و تحاول تفهمه، يمكن تأثر فيه و تخليه يتخلى عن عناده..، و هي تتنهد مرة ثانية، يتخلى عنها، حست فيه يضغط على يدها بخفة، يضغط و كأنه يشجعها على الكلام، رفعت عيونها لعيونه و إبتسمت بهدوء.

فيصل: في شيء؟

حركت رأسها بالنفي: لا، أبداً!

فيصل: متأكدة؟

حركت رأسها بالإيجاب

إبتسم و سحبها له، إبتسمت و حطت رأسها على كتفه، أخذت نفس و هي تتمنى أنها تقدر تقنعه بكلامها، تنهي كل شيء بدون ما تضطر تخبره عنه، ما تريده يفقد ثقته فيه، ما بعد ما خسر أيام كثيرة عليه، ما بعد ما بنى آمال كثيرة عليه، هو ما يستاهل هالشيء، ما يستاهل أبداً!


***************************


نظفت طاولة العشاء و رجعت الكراسي لأماكنها، مشت للمغسلة و فتحت الحنفية، غسلت يدينها و سكرته، نشفت يدينها و لفت، شافته مستند بـ باب المطبخ، متكتف و يبتسم لها، إبتسمت و مشت له، مد يده لها و هي مدت يدها و مسكت يده، إقتربت منه و تكلمت: تنتظرني؟

حرك رأسه بالنفي: لا، جاي أشرف عليك، لا تكسري شيء!

إبتسمت بقلة حيلة و ضربته على صدره بخفة: بسك عاد، ماسكها علي يعني!

مسك يدها و إبتسم: أكيد، أنتـ..، ما قدر يكمل لأنها سحبت يدها منه بسرعة و شهقت بخفة، قطب حواجبه و هو يشوف حواجبها المقطبة: حبيبتي إيش فيك؟ إيش صار لك؟

نزلت يدها بإرتباك و صارت تكتفه وراء ظهرها: لا.. لا، ما فيني شيء!

نزل عيونه ليدها و من ثم رفعهم لعيونها: نمارق..

نزلت عيونها عنه بسرعة و طلعت من المطبخ تتهرب منه: عبدالرحمن ما فيني شيء، خلينا نركب لغرفتنا..، و صارت تمشي للدرج بسرعة.

قطب حواجبه أكثر على حركتها و لحقها، جت بتحط رجلها على أول الدرج بس مسك يدها و دارها له، سحب يدها الثاني و نزل عيونه ليشوف علامة الحرق المحمرة عليها، قطب حواجبه أكثر و بخوف: نمارق..

قاطعته و هي تسحب يدها منه: عبدالرحمن عادي مانها كبيرة..

قاطعها و هو يرفع عيونه لها: إيش مانها كبيرة؟ أنتي تشوفي اللي أنا أشوفه؟ إيش صار..، و هو يمسك يدها و ينزل عيونه للعلامة مرة ثانية: كيف صار كذي؟

نزلت عيونها ليدها بإرتباك: ما.. ما كنت منتبهة.. فـ إحترقت!

عبدالرحمن و هو يقطب حواجبه أكثر من قبل: بـ إيش؟

نمارق و هي ترفع عيونها له: إنكب علي شاي!

عبدالرحمن بخوف: كيف؟

نمارق و بنفس حالتها: قلت لك.. ما كنت منتبهة!

رفع عيونه لها و بنبرة حادة: وين كان عقلك؟ وين عيونك..، و هو يركب الدرج و يسحبها معاه: و تقولي مانها كبيرة، إحترقتي كذي و مانها كبيرة! فتح باب الجناح و مشى للغرفة، فتح الباب و صار يمشى للسرير، جلسها و تكلم: عندنا مرهم للحروق، حطيتي عليه؟

حركت رأسها بالنفي و نزلت عيونها: لا.. ما حصلت وقت!

عصب أكثر: مـا حـصـلـتـي وقـت؟

قطبت حواجبها أكثر، نزلت رأسها و هي تحارب دموعها: إنزين إيش فيك معصب علي؟ أنا ما تعمدت أحرق نفسي!

إنتبه لحاله و سكت شوي، أخذ نفس ليهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني و جلس بجنبها على السرير، حط يد على خدها و دار وجهها له، طبع بوسة هادية على جبينها و تكلم: أنا آسف صرخت عليك بس يا حياتي أنتي الأهم من كل الأشغال، لا تهملي حالك كذي!

رفعت عيونها له و هو كمل: ما أرضى عليك يا نمارق، ما أرضى..، و هو يطبع بوسة ثانية على جبينها: تفهميني؟

حركت رأسها بالإيجاب و بهدوء: فاهمة!

أخذ نفس و قام: خليك هنا و أنا ألحين بجي!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و هي تشوفه يقوم و يطلع لبرع الغرفة، أخذت نفس تهدي حالها و زفرت بقوة، أخذت نفس ثاني، نزلت عيونها ليدها و صارت تتذكر...

طلعت من المطبخ و هي حاملة صحن صغير بكوب شاي بالحليب تأخذه لها، ما لقتها في الصالة فصارت تمشي لغرفتها، وقفت عند الباب و هي تشوفها جالسة على كرسيها، في يدها ألبوم تتصفحه، دقت على الباب بهدوء و هي إلتفتت لها، إبتسمت لها بس هي لفت عنها و نزلت عيونها للألبوم، ما إهتمت لحركتها و دخلت تمشي لها: جبت لك الشاي في وقته و مثل ما تحبيه!

ما ردت عليها

إقتربت منها أكثر و صارت تمد لها الصحن بالكوب: تفضلي خالتي!

ما شلت عيونها من على الألبوم و لا مدت يدها، ضلت على نفس حالتها لشوي و بعدها رفعت عيونها لها و تكلمت: تشوفيهم..، و هي تأشر على إحدى الصور: أخوان عبدالرحمن!

نمارق إقتربت منها أكثر و نزلت عيونها للصورة

زبيدة و هي تنزل عيونها للصورة: راحوا.. الكل راح.. ما بقى لي غيره.. ما بقى لي غير عبدالرحمن..، و هي ترفع عيونها لها: و هذا ألحين أنتي جاية لتأخذيه مني!

رفعت عيونها لعيونها: خالتي إيش هالكلام..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ماني هنا لآخذه منك، صدقيني محد راح يقدر يسويها، هو يحبك أكثر من كل شيء، كل العالم بطرف و أنتي بطرف لحالك..، إبتسمت لها بهدوء: و أنا راضية بـ هالشيء!

ما ردت عليها بس نظرتها أربكتها، نزلت عيونها عنها بسرعة و رجعت مدت لها الصحن: خذي خالتي، بـ يبرد بعدين!

أخذت الكوب منها بس طاح الصحن عند رجولها، رفعت عيونها لها و تكلمت: يا بنتي ما أقدر أنزل، جيبيه لي!

إبتسمت لها بهدوء: و لا يهمك خالتي..، نزلت لمستواه و مدت يدها لتأخذه بس حست بالشاي الساخن ينكب على يدها و يحرقها، شهقت و سحبت يدها بسرعة، رفعت عيونها لها شافتها تشهق بدورها.

زبيدة: آسفة يا بنتي، ما أعرف كيف إنكب، ما إنتبهت.. إن شاء الله بس ما إحترقتي..

نمارق قامت بتوتر و عيونها على يدها: لا.. أمم.. لا عادي.. مانها كبيرة..، نزلت عيونها للأرضية: بجيب شيء و أنظفه! قالتها و بعدها طلعت من غرفتها بسرعة...

رجعت من سرحانها و هي تحس بيدها ينسحب من حضنها، رفعت عيونها له شافته يفتح المرهم و يبدأ يحط على يدها، شهقت بخفة و هو رفع عيونه لها.

عبدالرحمن: يحرقك؟

نمارق بهدوء: شوي!

عبدالرحمن بشك: بس شوي؟

نمارق: شوي واجد!

إبتسم على كلامها و صار يحط بأهدأ ما يمكن، إبتسمت بخفة و نزلت عيونها للعلامة، إختفت إبتسامتها و هي تتذكر نظرتها، ما تعرف ليش بس تحس أنها تعمدت تسويها، تعمدت تحرقها كذي، مانها قادرة تفهمها، مانها نفسها لما هو ما يكون حوالينها، تنقلب لشخص غريب، شخص مخيف، يا ترى هي صارت تغار عليه منها؟ تغار لدرجة أنها بتأذيها؟ خوفتها هالفكرة فحركت رأسها بالنفي تبعدها بسرعة، يمكن جد ما كانت إللا حادثة بسيطة، ما كانت منتبهة فـ إنفلت منها الكوب، ما كانت تقصد، ما قصدتها، أخذت نفس تقنع نفسها بهالفكرة و رفعت عيونها له، شافته يقترب منها.

طبع بوسة هادية على خدها و بعد: يللا قومي خلينا ننام!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت: المفروض أبدل ملابسي و بعدين تحط لي مرهم!

إبتسم و هو يقوم: عادي، بحط مرة ثانية..، و هو ينحني لها: تحت خدمتك!

ضحكت على حركته: عيل بستغلك لين تقول بس!

عبدالرحمن: ههههههههههههه!

ضحكت أكثر و لفت تمشي للكبتات


***************************


نزلت دمعة حارة من طرف عينها و صارت تتدحرج على خدها و تحرقها بهدوء، حست بيدها على رأسها بس ما فتحت عيونها، مانها قادرة على أي حركة، ما تقدر ترمش لأنه صار يألمها، حتى التفكير صار يألمها، تعرف أنها غلطت بس ما غلطت لتتعاقب كذي، ما بـ هالقسوة، ما بـ هالوحشية، كسرها، حطمها و تركها كذي، جسمها متخدر من كثر الألم، مانها قادرة تحس فيه، مانها قادرة تحس غير هـ الدمعة اللي تتدحرج على خدها و تلحقها دمعات ثانية.

تشوف دموعها تطيح على المخدة وحدة وراء الثانية و يتقطع قلبها عليها، تمسح على رأسها بهدوء يمكن تقدر تهديها، دخلت الغرفة و شافتها مرمية على السرير و هي شبه عارية، جسمها مجروح و تغطيها الكدمات، مضروبة بوحشية و مغصوبة، حست بالأرض ينسحب من تحت رجولها و الدنيا تسود بوجهها و هي تشوفها في هالحالة، تداركت لحتى تقدر تروح لها، ساعدتها تقوم و بالزور قدرت تسويها، تأوهاتها كانت تقتلها، نظفت جروحها، لبستها و ساعدتها تتمدد على السرير، ما نطقت حرف، ما بكت، ما صرخت، غمضت عيونها و من وقتها هي بنفس حالتها، هي هنا و هو هناك، مسكر نفسه في غرفته و مانه راضي يفتح لهم، راحت له، دقت على الباب و ضلت تدق و تصرخ بس ما فتح لها الباب، إيش كانت متوقعة منه بعد، إذا قدر يسويها مرة عيل يقدر يكررها، حركت رأسها بقلة حيلة و صارت تبكي بصمت.



غرفة عبدالعزيز...

وقف قدام المراية و رفع عيونه يشوف على نفسه، رفع يدينه و رجع شعره المبلل على وراء، تركها مرمية على السرير و طلع من عندها بسرعة، دخل غرفته، صفق الباب، قفله و مشى للحمام، دخل تحت الشور و ما طلع إللا ألحين، يشوف على نفسه و هو مانه قادر يعرفه، هي الوحيدة اللي كان يتمادى معاها، هي الوحيدة اللي وصل معاها لـ كذي، نزل لـ كذي، جسمه يحرقه، أنفاسه لين ألحين مضطربة، يرتجف، نزل رأسه و حط يدينه على المغسلة، في حياته ما فكر أنه يجي يوم و يمد يده على أحد كذي، يتعدى على أحد كذي بس هو ضربها، غصبها لما عرف أنها ما تقدر تقاومه، لما عرف أنها ما تقدر تدافع عن نفسها، غمض عيونه بقوة و هو يحس بدمعة حارة تتدحرج على خده، دمعة نزلت على اللي سواه فيها، دمعة نزلت على حالته، دمعة غاضبة و مقهورة، كاره نفسه، طاح من عينه، ما عاد عبدالعزيز، ما عاد نفسه!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

يمرر نظرات متشتتة بين الممرضات اللي يمشوا في الممر، صار له فترة و هو جالس بنفس جلسته هذي، حط مايسي عند إيريك و جابها هي للمستشفى، متوتر كثير و توتر أكثر من كلام الدكتور، طاحت بسبب نزول الضغط عندها بس تفاجئوا بحالتها، عندها عمى ليلي متطور و بسبب الإهمال صار يأثر على رؤيتها أكثر، إذا ما عالجوها بأسرع وقت بـ يصعب عليهم علاجها، بـ يضعف نظرها تدريجياً لحتى تنعمي، هـ العملية يمكن تأخذ أسابيع و يمكن تأخذ أيام، يمكن تصحى بعد يومين و تلقى الدنيا متظلمة حوالينها و في وقتها ما راح يرجع نظرها لها مثل ما يرجع ألحين، تنهد و رفع عيونه لباب غرفتها، حاطين لها إبرة مغذي، أول ما تخلص بتطلع، أخذ نفس طويل و زفر بقلة حيلة، أخذ نفس ثاني و زفر مرة ثانية، ما يعرف إيش وصلها لهنا، ليش مهملة حالها كذي؟ و هو وينه عنها؟ ما هو زوجها؟ ما هو لازم يكون عارف عنها، يهتم فيها و يعالجها، للأسف، ما حصلت إللا هو، ما قدرت تختار إللا هو، إذا الأب كذي فـ إيش يتوقع من ولده!

حرك رأسه بسخرية و بعدها رفع عيونه للباب و هو يسمعه ينفتح، شافها تطلع و توقف عند الباب، قام و صار يمشي لها، يمشي و هو يمرر نظره من عليها، لابسة بنطلون طويل قطني و عليه قميص يوصل لركبها، أول قطعتين جت قدامه لما فتح كبتاتها، شعرها الطويل مرفوع و مربوط بس بعض من خصلاتها الطويلة نازلة على أطراف وجهها، شافها ترمش عيونها بإرتباك و هي تلم يدينها لصدرها و كأنها تغطي نفسها، إنتبه لحاله و نزل عيونه عنها، توه يتذكر، دوم يشوفها بالجلباب و اليوم أول مرة يشوفها بدونه، حك حاجبه بتوتر و بعدها فسخ جاكيته و مده لها: كيف حالكِ الآن؟ أأنتي بخير؟

ما ردت عليه و لا رفعت عيونها، خايفة و مرتبكة منه، ما تعرف بأي حالة كانت لما جابها لهنا، ما تعرف كيف شافها و هذا هي ألحين واقفة قدامه و كذي، ما عندها شيء تغطي شعرها به، ما عندها شيء تغطي نفسها به، تحس بكل العيون عليها و هالشيء يربكها أكثر!

حس فيها فـ حط الجاكيت على الكرسي و إلتفت لها: لا تقلقي، لا أحد يهتم، أنهم جميعاً هكذا..، و هو يلف عنها: إلبسي المعطف و إلحقيني، لنرجع! قالها و بعدها صار يمشي.

رفعت عيونها له و هي تشوفه معطيها ظهره و يمشي عنها، مررت نظرها على اللي حوالينها بإرتباك، جد محد مهتم فيها، شكرت ربها و أخذت نفس بإرتياح، نزلتهم للجاكيت و تقدمت بتردد، أخذته و لبسته، رفعت عيونها له، شافته يلف لـ إحدى الممرات و يختفي، شهقت بخفة و صارت تمشي بسرعة لتلحقه، لفت في الممر، شافته مستند بالجدار ينتظرها، رفع عيونه لها و هي نزلت عيونها عنه بسرعة، نزل عيونه و صار يمشي لبرع، مشى للسيارة و هي مشت وراه، ركب و هي ركبت للمراتب الخلفية، رفع عيونه للمراية يشوف عليها، شافها تلم الجاكيت على نفسها، نزل عيونه و حرك السيارة.



بعد 25 دقيقة...

رفع عيونه للأرقام و هو يشوفها تضيء وحدة وراء الثانية، نزل عيونه و بعدها رفعهم لها بتردد، مثبتة عيونها على أرضية المصعد و سرحانة فيه، أخذ نفس و تكلم: أمم.. لديكِ عمى ليلي متقدم، يجب عليكِ معالجته بأقرب ما يمكنك، التأخير ليس بصالحك، قد تفقدين قدرتكِ على النظر!

ما نطقت بحرف و ضلت بنفس حالتها

جا بيتكلم بس تراجع، ضل ساكت لين ما إنفتح باب المصعد، أشر لها تنزل و هي نزلت، نزل و هو يشوفها تمشي لباب شقتها، مشى لباب شقته و عيونه عليها، شافها توقف قدام الباب و من ثم تلف له.

فرح بهدوء: شكراً لك!

حرك رأسه بالإيجاب و إبتسم لها: إهتمي بنفسك!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت عنه، حطت يدها على المقبض، فتحت الباب و دخلت.

شاف الباب يتسكر فلف و دخل بدوره.



شقة عماد...

كان جالس على الكنبة يحرك رجله بتوتر، عيونه على شاشة تلفونه اللي ماسكه في يده، خايف عليها لأنه ما يعرف وينها، قال أنه يتأخر بس كنسل خططه معاهم و قرر يرجع الشقة ليجلس معاها، ما لقاها في الصالة و ما لقاها في الغرف، إتصل فيها و سمع رنين تلفونها من الصالة، فكرها طلعت تتمشى فطلع من الشقة يدور عليها، ما يعرف وين راحت، ما يعرف وين إختفت، معقولة تكون ضاعت؟ خوفته هالفكرة أكثر فـ صار يدور عليها مرة ثانية، ساعة، ساعتين، ثلاث ساعات و هو يدور عليها على شوارع بريستول مثل المجنون بس ما في أي أثر لها، وقف يلتقط أنفاسه و قرر يرجع للشقة، هي ما تعرف أي مكان غير البناية فأكيد تكون رجعت لها، رجع من ساعة و هذا هو ألحين جالس على هـ الكنبة، يتوقع إتصال، أي إتصال منها أو من غيرها، المهم يتطمن عليها، مرر يده على وجهه بتوتر و هو يحاول يأخذ نفس يهدي حاله، سمع الباب ينفتح فإلتفت بسرعة، شافها فغمض عيونه و زفر بإرتياح، فتحهم، قام و صار يمشي لها، مسك يدها و سحبها لحضنه: فرح..، و هو يحاوطها له: وين كنتي؟ خوفتيني عليك!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و ثالث، رفعت يدينها، حطتهم على أكتافه و دفعته عنها بأقوى ما عندها

رجع لوراء و رفع عيونه لها بإستغراب، شافها تنزل عيونها عنه و تمشي، مسك يدها بسرعة: فرح..، ما قدر يكمل لأنها سحبت يدها منه.

فرح و هي تقاطعه: عماد بس.. الله يخليك بس!

عماد و هو يقطب حواجبه: فرح صار لي كم ساعة أنتظرك، خوفتيني عليك و ألحين بدل ما تقولي لي وين كنتي، تلفي عني و تمشي كذي!

إبتسمت بسخرية: و إذا قلت لك بـ تهتم يعني..، إقتربت منه و وقفت قدامه: أنت مأخذ راحتك، تروح و تجي، تطلع مع هانا و غيرها و أنا قررت آخذ راحتي، أروح و أجي، أطلع مع من ما أريد!

قطب حواجبه أكثر و هو توه ينتبه للجاكيت اللي عليها، مسكها من مرفقها بقوة و سحبها له و بنبرة حادة: فرح..

قاطعته بسرعة: ليش، ما عجبك؟ و هي تحاول تفك يدها منه: أنت ما لك أي حق تدخل في حياتي، أسوي اللي أريده!

شدد من مسكته عليها و قربها أكثر و بنفس أسلوبه: بذبحك، تسمعيني، بذبحك..، و هو يشدها من الجاكيت: قـولـي مـع مـن كـنـتـي!

فكت نفسها منه و دفعته عنها: لا تلمسني، لا تلمسني، أنت تقرفني..، و بصراخ: تـقـرفـنـي!

عماد بعصبية: فــــرررح!!

قاطعته و بنفس حالتها: عـمـاد أنـت إيـش تـريـد مـنـي؟ إيــش؟!؟ و الدموع تتجمع في عيونها: ماني قادرة أفهمك.. ماني قادرة أتحملك.. و الله ماني قادرة أتحمل اللي تسويه فيني.. أنا أحبك.. أحبك بس لك أنا ماني غير غلطة..، و دموعها تنزل: أنت قلتها بنفسك.. أنا غلطة.. ليش تهتم ألحين.. ليش؟.. إتركني بحالي.. خليني..، و هي تنزل للأرض و تجلس: خليني.. الله يخليك.. خليني و روح عني.. تعبت.. أنت مانك راضي تفهم.. مانك قادر تشوف غيرها.. بعد كل اللي صار رحت تختارها علي.. روح لها و إتركني في حالي.. أنا ما فيني أتحمل اللي تسويه..، و هي تبكي أكثر: و الله ما فيني..

نزل لمستواها بسرعة و سحبها من كتفها: فرح لا تغيري الموضوع، قولي مع من كنتي!

صارت تبكي أكثر، ما راح يفهمها، ما راح يقدر، حطت يدها على يده و هي تحاول تفك نفسها منه: إذا.. إذا قلت لك أني كنت بالمستشفى بـ تصدقني؟.. إذا قلت لك أني طحت و أخوك حملني و أخذني لهم بـ تصدقني؟.. إذا قلت لك أني صرت أنعمي بـ تصدقني؟ بـ تصدق اللي أقوله لك؟ و هي تزحف لوراء لتبعد عنه: أنت ما تهتم يا عماد.. أنت ما يهمك إللا حالك.. ما يهمك غيرك و غيرها.. أنا ما أهمك.. ما أهمك.. قلت لك أحبك بس أنت ما سمعتني.. أنت ما سمعت إللا اللي كنت تريد تسمعه.. خلاص.. أنا تعبت معاك.. تعبت..، شهقت و صارت تبكي أكثر!

سكت و ضل ساكت لشوي، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها إقترب و حاوطها من أكتافها: فرح..

دفعته عنها مرة ثانية: قلت لك.. قلـ.ـت لك لا تلمسني.. لا تلمـ.ـسني..، و هي تقوم: أريد أرجع خلاص..، و بصراخ: رجـعـنـي لـ مـسـقـط، رجــعــنــي! قالتها و بعدها لفت تركض لغرفتها، دخلت و صفقت الباب وراها!

ضل يشوف على الباب لكم من ثانية و بعدها نزل عيونه و مرر يدينه في شعره بقلة حيلة، عدل جلسته و تنهد بقوة، كلمها و كانت تبتسم و تضحك له، ما كان يعرف أنها تخبي كل هذا وراء إبتسامتها، تحبه و هو يعرف هالشيء بس هو مانه قادر يغصب نفسه ليحبها بدوره، له هو هي راح تضل بنت عم و بس، رفع عيونها للباب مرة ثانية، ما يقدر يرجعها لهم، ما بهالسرعة، هي مجروحة ألحين و زعلانة، ما يقدر يكلمها بس أول ما تهدأ راح يحاول معاها، ما تقدر ترفضه، راح ترضى، أكيد بـ ترضى!


***************************


مسقط...

الصبح – ساعة 10:00...

دخلت المطبخ و شافتهم يحطوا الفطور على الطاولة و هم يضحكوا مع بعضهم، إبتسمت بخفة و هي تتذكرها، علاقتهم أبداً ما كانت قوية لهالدرجة بس هي كانت الوحيدة اللي كانت تقدر تكلمها، تضحك معاها، تشكي لها حتى و لو هي ما كانت تفهمها، إشتاقت لها، كلما تأخذ تلفونها لـ تتصل فيها تتراجع، مانها قادرة تتجرأ، تعرفها بـ تكون زعلانة منها، ما راح ترضى تكلمها، تنهدت بقلة حيلة و بعدها إنتبهت لهم، واقفين بجنب بعض يشوفوا عليها!

سارة: وين سرحتي؟

إبتسمت لها و حركت رأسها بالنفي: لا، لا تهتمي..، إقتربت من الطاولة شوي و هي تشوف على الأكل: ما خليتوا شيء و ما سويتوه للفطور..، و هي ترفع عيونها لهم: إيش المناسبة؟

سجى إبتسمت و إلتفتت لـ سارة: الأخت مزاجها رايق اليوم، قومتني من الفجر لأساعدها، تقول أكتشف قدراتي و مواهبي!

أساور ضحكت: زين، حلو..، و هي تلتفت لـ سارة: تستفيدي منها بكرة لما تروحي لبيت زوجك!

سارة ضحكت: أيوا، الحمد لله، على الأقل ما بكون مثلـ..، سكتت و هي تحس بـ مرفق سجى في بطنها، إنتبهت لحالها فرفعت عيونها لها و تكلمت بسرعة: أنا آسفة.. ما كان قصدي..

قاطعتها بإبتسامة: لا، عادي، على الأقل ما تكوني مثلي، في حياتي ما دخلت المطبخ، كل شيء كان يجي لي جاهز، ما حسيت في داعي، تريدي الصراحة حتى الماي كانوا يجيبوه لي..، سكتت شوي و كملت: بس ألحين لازم أتغير..، و هي تقترب منهم: من بكرة قوموني معاكم، بجي أساعدكم و أتعلم منكم!

سارة و سجى: جـد؟

أساور ضحكت و حركت رأسها بالإيجاب: جد، جد، يمكن أعذبكم بالبداية بس إن شاء الله أتعلم بسرعة!

سارة إبتسمت لها بفرح: إن شاء الله و إذا ما صحيتي من وقت أنا بنفسي أجي أصحيك من الفجر!

أساور: ههههههه.. أوكي!

سجى و هي تسحب كرسي و تجلس: ألحين روحي نادي شهاب و خلينا نفطر!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تطلع من المطبخ

شافتها تطلع فإلتفتت لها و تكلمت: أشوفك فرحتي، يعني حبيتيها؟!

حركت رأسها بالإيجاب، سحبت كرسي بجنبها و جلست: أنا حبيتها من البداية، ما عندي أي مشكلة منها، البنت حبوبة، طيبة و تنحب بسرعة بس المشكلة تجي في طريقة اللي إرتبطت فيه بـ أخونا!

حركت عيونها بملل: أنتي إيش فيك؟ ليش تلفي و تدوري و ترجعي لنفس السالفة؟ ليش ما تنسيها؟

حركت رأسها بالنفي: ماني قادرة، مثل ما قلت لك حبيتها، ما أريدها تتأذى بعدين..، و هي تحط يدينها على الطاولة: هي تركت أهلها عشانه يعني خلاص ما عاد لها أحد، إذا بكرة هو تركها هي لمن تروح!

قطبت حواجبها و ضربتها على كتفها: فال الله و لا فالك، إيش هالكلام؟

تنهدت بقوة: إسمعيني زين، إذا بكرة تركها هي ما راح تقدر تلومه، بـ يسكتها بكم من كلمة، يقول لها أنا ما جبرتك، أنتي اللي إخترتيني عليهم!

قطبت حواجبها أكثر و لفت تشوف على الباب: تتوقعي شهاب كذي؟

تنهدت مرة ثانية و لفت للباب بدورها: أتمنى لا!



غرفة شهاب و أساور...

دخلت الغرفة و هي تسمع رنين تلفونها، مشت للتسريحة بسرعة و أخذته، يضيء برقم غريب، رفعته لأذنها و ردت: ألو..، و عليكم السلام..، أيوا..، لا..، لا يا أخوي غلطان..، غلطان ما رقمه..، رفعت عيونها لباب الحمام و هي تسمعه ينفتح: آههم..، مع السلامة! سكرت منه و إبتسمت له: حطوا الفطور..، و هي تمشي له: يللا خلينا نطلع!

حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي للتسريحة: من كنتي تكلمي؟

أساور: واحد غلطان!

إلتفت لها و من ثم لف للمراية، أخذ المشط و صار يمشط شعره

رن تلفونها مرة ثانية و نزلت عيونها له، قطبت حواجبها و هي تشوف نفس الرقم، ردت بملل: ألو..، لا يا أخوي..، قلت لك غلطان..، لا ما رقم صالح..، مانه رقمه..، لاآ..، رفعت عيونها لشهاب، شافته يشوف عليها، مد يده لها و هي مدت له التلفون، أخذه و تكلم: ألو..، ألو..، قطب حواجبه، رفع عيونه لها و هو ينزل التلفون: تسكر!

أساور: قلت له غلطان بس مانه راضي يصدقني!

لف للمراية و تكلم: هو جد غلطان؟

ما فهمت عليه: ها؟

إلتفت لها و بنبرة حادة: ما تعرفيه؟

قطبت حواجبها على أسلوبه: لا، من وين أعرفه يعني؟!

حرك أكتافه بخفة و إقترب منها: أنتي أدرى!

تضايقت منه: شهاب أنت إيش تقصد؟

ضل سكت لشوي و بعدها حرك رأسه بمعنى لا تهتمي، طبع بوسة سريعة على خدها، لف و صار يمشي للباب: يللا، خلينا نروح لهم! قالها و هو يطلع من الغرفة.

قطبت حواجبها أكثر و هي مانها فاهمة عليه، إيش كان يقصد، لوين كان يريد يوصل بكلامه؟ أخذت نفس تهدي حالها و زفرت بقوة، أخذت نفس ثاني و طلعت تلحقه.



.

.

.

.

.



***************************

وقفت بجنب الشباك تشوف على الفلة المجاورة، يدها على قلبها تحاول تهديه، دقاته المضطربة صايرة تجننها، مانها راضية تهدأ، كم من ساعة و ينكتب إسمها بإسمه، كم من ساعة و ترتبط فيه، بـ عادل السكير مثل ما الكل يعرفه، زفرت أنفاسها لتأخذ نفس ثاني، نزلت عيونها للصورة اللي ماسكتها في يدها، تحس بكل شيء يرجع لها، تشوف نفسها بالفستان الأبيض، تشوف يدينها مغطية بنقوش حناء الغامقة، تشوف فرحة الكل حوالينها، كل شيء إختفى في لحظة، كل شيء ضاع، غمضت عيونها و هي تحاول تبعد هالذكرى عن رأسها، ما فيها تتذكرها، تتعبها، فتحت عيونها و رفعتهم للفلة مرة ثانية، بداية جديدة، لو كثر ما هي غريبة بس راح تكون بداية و عليها ترسم نهايتها، حست بخطوات هادية تقترب منها فإلتفتت تشوف عليها.

وقفت بجنبها و تكلمت في أمل أنها تخليها تتراجع: يا بنتي بعده عندك وقت، غيري رأيك، أنتي مانك بمغصوبة على شيء، سمعتي مريم إيش قالت لك، إذا أنتي مانك مرتاحة لـ هالزواج فـ إرفضيه، إرفضيه!

إبتسمت لها بهدوء و حاوطتها من أكتافها: ماما، ما راح أغير رأيي!

تنهدت بقلة حيلة: عيل ما عندي غير أدعي لك و أدعي له، الله يهديه و يصلحه لك و لبنته!

إبتسمت لها أكثر: آمين!



بعد ساعتين...

رفعت عيونها للمراية بإرتباك، شافته مثبت عيونه على الشارع، حست بيد يضغط على يدها فنزلت عيونها لها، إبتسمت لها بهدوء لتهديها، أخذت نفس، ردت لها بإبتسامة و لفت عنها، راجعين من عند الشيخ، سمعته موافقتها و وقعت على الكتاب، رفعت عيونها للمراية مرة ثانية تشوف عليه، صارت له، نزلت عيونها و لفت للشباك تشوف على السيارات اللي يجاوزهم بـ سيارته، لف لشارع الفلل و هي رفعت عيونها للفلة اللي فيها ملحقهم، عداها و وقف قدام فلتهم، إلتفتت لها و هي تسمعها تقول: يللا يا بنتي، إنزلي!

حركت رأسها بالإيجاب، فتحت الباب و نزلت، وقفت تنتظرها تنزل، نزلت و أول ما سكرت الباب حرك سيارته بسرعة و إختفى.

مريم و هي تمسك يدها: يللا، يا بنتي إدخلي صار بيتك خلاص!

إبتسمت لها، دفعت الباب للداخل و دخلت، مشت معاها للصالة و شافت ماري طالعة من المطبخ.

إبتسمت لهم و صارت تمشي لهم: ماما أنا إيش أقول؟ مبروك!

مريم إبتسمت لها: قولي اللي تريديه!

ماري إبتسمت و إلتفتت لـ ناهد: بابا عادل زين بس يشرب و صار ما زين، أنت صبر و كله زين إن شاء الله!

ناهد ضحكت: إن شاء الله..، رفعت عيونها للدرج و من ثم نزلتهم لها: وسن وين؟

ماري: نايم!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب: و شنطتي وينها؟

ماري: حطيته في جناح مال بابا عادل!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و إلتفتت لـ مريم: خالتي، خذيني للجناح!

مريم بخوف: يا بنتي أنتي متأكـ..

قاطعتها و هي تمسك يدها لتطمنها: متأكدة خالتي، ثقي فيني بس أنتي خليك على وعدك!

مريم و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله..، لفت و صارت تمشي للدرج: تعالي يا يمة، إلحقيني!

إلتفتت لـ ماري و من ثم لها و صارت تلحقها، ركبت معاها لجناحه، وصلتها عند الباب و بعدها راحت لغرفتها، وقفت قدام الباب و يدها على المقبض، أول مرة بتدخلها، مترددة، مرتبكة و خايفة، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها سمت بالله و فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها، أول شيء وصل لها ريحة عطرها اللي مالية الجناح، وقفت تمرر نظرها حوالينها، شالها محطوط على طرف الكنبة، مجلاتها على الطاولة، زوج من أحذيتها طايح عند باب الغرفة، إقشعر جسمها و هي تحس بوجودها حوالينها، تحسها بتطلع لها في أي لحظة، ترتب نعلانها، تجلس على الكنبة، تلم نفسها بشالها و تتصفح مجلاتها، كل شيء يدل على وجودها هنا، ما كأنها توفت و راحت قبل أكثر من تسعة أشهر، ما كأنها ميتة!

أخذت نفس ثاني و صارت تمشي للغرفة، فتحت الباب و موجة من ريحتها صدمتها، كحت مرة، مرتين، ثلاث مرات و هي تقطب حواجبها، ريحتها تملي الغرفة لـ حد الإختناق، رجعت بخطوتين لوراء و هي تحاول تأخذ نفس بهواء نقي من غير عطرها، فشلت، تحس نفسها تسحب العطر لرئتها، زفرت و بعدها تقدمت بخطواتها لحتى صارت بنص الغرفة، إلتفتت لتشوف على السرير، لمحت إطار على الكمدينة فمشت و أخذته، رفعته لها و هي تشوف صورتها، صورتها بفستانها الأبيض، جميلة جداَ، عيونها وساع بـ لمعة غريبة، أطراف وجهها حادة، فمها صغير بس شفايفها مليانة، إبتسمت و هي تكلم حالها: نسخة مكبرة من وسن، الله يطول لي في عمرها يا رب! رجعت الإطار لمكانه و لفت لتشوف صورة كبيرة معلقة على الجدار اللي يقابل السرير، صورتها مع هـ الشاب الوسيم، أبيضاني بوجه مدور، سكسوكة مضبطة، إبتسامة عريضة بـ غمازة محفورة في خده اليسار، عيونه حاد..، شهقت و هي توها تنتبه له، حطت يدها على فمها و هي تهمس لنفسها بعدم تصديق: عادل؟!

: ماما ناهد!

نطت بفزع و هي تشهق مرة ثانية، إلتفتت لها و هي تحط يد على قلبها: مـ.. ماري!

ماري بإستغراب: إيش فيك ماما؟

ناهد و هي تأخذ نفس و تزفر: لا.. لا و لا شيء!

ماري و هي تحط كراتين فاضية على الأرض: جبت حالك كرتون!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب و مشت لها: شكراً!

ماري إبتسمت لها و لفت تطلع من الغرفة

أخذت نفس ثاني و هي تلتفت حوالينها، حركت عيونها للتسريحة و هي تشوف على العطورات، نفس العطر بس بخمس غرش، وحدة نص فارغة و البقية مليانة، شكله يشتريها لحاله، لفت و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و هي تشوف ملابسها معلقة و غيرها مرتبة على الرفوف، تنهدت بضيق و إلتفتت للسرير، فسخت شيلتها و عبايتها و حطتهم عليه، مشت للكراتين و أخذت وحدة منهم، مشت للتسريحة و هي تكلم حالها: أنا آسفة! قالتها و بعدها صارت تلم عطوراتها بسرعة و تحطهم في الكرتون!


***************************


جلست على الكنبة و هي تلم ركبها لصدرها، مشغلة التلفزيون و حاطته على صوت عالي، تريد صوته يطغي على الأصوات اللي تدور في رأسها، ما فيها تتحملها، حطت رأسها بتعب على ركبها و غمضت عيونها، تحس بـ كلامه يتردد في مسامعها، ما تعرف إيش تسوي؟ تصدقه؟ تصدق من؟ الكل يصدمها بخبر و يتوقعها تتقبل بكل سهولة، مانها قادرة تتحملهم، مانها قادرة تتحمل أحد، سمعت باب الحمام ينفتح فرفعت رأسها و عدلت جلستها، أخذت الريموت من جنبها و صارت تقلب في القنوات.

سكر الباب و صار يمشي للتسريحة، وقف قدام المراية يرفع أكمام قميصه و عيونه عليها، هادية مثل أمس، ما نطقت بـ حرف لا له و لا لغيره، كانت نايمة على الفطور و نزلت على الغداء بنفس هدوئها، إيش يدور في رأسها ما يعرف، تنهد و نزل عيونه عنها، مشط شعره و عطر من كم من عطر و بعدها لف يمشي لباب الغرفة، تكلم و هو يريدها بدورها ترد عليه: أنا طالع، خبري يمة ما تنتظرني على العشاء يمكن أتأخر!

ما ردت عليه و كأنها ما سمعته، ما سمعته و كأنها ما حاسة بوجوده

قطب حواجبه بضيق و نزل عيونه عنها، طلع من الغرفة و سكر الباب، لف و شافها قدامه: يمة..

قاطعته و هي تلف عنه و تمشي: تعال!

قطب حواجبه بإستغراب و مشى وراها

مشت لجناحها و فتحت الباب، أشرت له يدخل و هو دخل، دخلت، سكرت الباب و صارت تمشي للكنبة، جلست و أشرت له يجلس بجنبها: تعال!

مشى لها و جلس بجنبها: خير يمة إيش في؟

زينة: خير، خير..، و بهدوء: يا ولدي كلمني بصراحة، أنت كيفك مع البنت؟

فهد تنهد: يمة إيش تريدي تعرفي، عادي!

زينة و هي تحط يدها على يده: فهد، إيش عادي هذي؟ كلمني زين و خليني أفهم، البنت يوم وراء يوم تذبل أكثر، لا كلمة تطلع منها و لا حتى إبتسامة، أنت إيش مسوي فيها؟

فهد رفع عيونه لها: يمة ليش كل شيء يصير فيها تحطوا اللوم علي، أنا ما سويت شيء!

زينة و هي تقطب حواجبها: لا يكون أنت غصبتها و هي..

قاطعها بسرعة: لا، يمة لا، أنا حتى ما لمستها!

زينة قطبت حواجبها أكثر: معلقها كذي؟

فهد تنهد مرة ثانية و نزل عيونه

زينة تنهدت بقلة حيلة: يا ولدي ليش كذي تسوي في البنت، إذا مانك مرتاح معاها عيل ليش أخذتها من البداية، ليش وافقت عليها؟ إنزين وافقت و جبتها لعندك بس لين متى مفكر تعلقها كذي؟

غمض عيونه، زفر بس ما رد عليها

زينة: فهد يا ولدي، إذا أنت كارهها عيل طلقها، خلي المسكينة تشوف حياتها، ربي يسعدها مع غيرك!

طرى في باله و إرتبك من هالفكرة، حك حاجبه بإرتباك: يمة..، و هو يأخذ نفس: أنا ما أقدر أطلقها!

زينة و هي تقطب حواجبها أكثر: بس ليش، ما حرام اللي تسويه فيها؟

قطب حواجبه بدوره و قام: يمة، خلاص سكري الموضوع، ما فيني أتكلم فيه، طلاق ماني بمطلقها، ما ألحين! قالها و بعد لف يطلع من الجناح بسرعة!

ضلت تشوف على الباب لشوي و بعدها نزلت رأسها و هي تحركه بقلة حيلة: أستغفر الله، لا حول و لا قوة إلا بالله!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

شددت من مسكتها على التلفون و هي تحاول تتكلم بهدوء غير اللي تحس فيه: بسمة أنا قررت و خلاص...، و هي تحرك رأسها بالإيجاب: اللي بسويه يمكن يكون الصح الوحيد اللي سويته لين ألحين...، خلاص، ما فيني أتحمله...، تعرفيني دوم ضعيفة بس لهنا و بس...، آههم...، رفعت عيونها للباب و هي تسمعه يندق، نزلتهم: بسمة أكلمك بعدين، بسكر ألحين! قالتها و بعدها سكرت التلفون، قامت و مشت للباب.

ما سمع ردها فزفر بضيق، حط يده على المقبض يحركه، مقفول، تنهد: فرح، أعرفك تسمعيني، الله يخليك إفتحي لي الباب، أريد أكلمك!

أخذت نفس تهدي حالها، هي أخذت قرارها و ما راح تتراجع ألحين، ما راح تتراجع لو إيش ما يصير، ما راح تحطه هو الأول، هي أهم منه، هي الأهم، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، أخذت نفس ثاني و فتحت الباب.

شاف الباب ينفتح فزفر براحة: الحمد لله..، و هو يأشر على الكنب: خلينا نتكلم..، مسك يدها و جا بـ يمشي بس حس بيدها ينسحب من يده، إلتفت لها و هي تكلمت.

فرح و هي تفتح باب غرفتها أكثر: أدخل، أنا اللي بتكلم و أنت تسمعني و بس!

ضل يشوف عليها لشوي و بعدها حرك رأسه بالإيجاب و دخل، مشى للسرير و جلس، رفع عيونه لها شافها تمشي للتسريحة، تسحب الكرسي، تجلس و تلف له.

تكلمت بأهدأ ما يمكن: عماد أنا ما ألومك!

ما فهم عليها: فرح..

حركت رأسها بالنفي: قلت لك أنا بتكلم!

قطب حواجبه على حركتها بس ضل ساكت

نزلت يدها و تكلمت: أنا ما ألومك على كل اللي صار، أنا اللي وافقت عليك و أنا اللي لازم أتحمل الكل اللي يجيني منك..

قطب حواجبه أكثر: فرح..

رفعت يدها بسرعة تمنعه من الكلام: إسمعني و بس..، أخذت نفس و كملت: وافقت عليك في أمل أنك بـ تتغير بس ألحين صرت أعرف أنه هالشيء مستحيل، أنا ما راح أضل هنا أكثر من كذي، أريد أرجع لمسقط، أرجع لأهلي، أنت خليك هنا عند هانا بس رجعني لهم، و لما ترجع أنت بعد التخرج نتطلق..، نزلت عيونها ليدينها و من ثم رفعتهم له: بضل هنا لين تخلص إجراءات السفر و تسفرني، أعطيك أسبوع بالكثير، إذا ما سفرتني بتصل في عمي و أخبره كل شيء، لا تخليني أوصلها لهناك فخلينا ننهي كل شيء بهدوء! قامت و صارت تمشي للباب، وقفت و أشرت له يطلع: خلصت كلامي!

قام و مشى للباب، طلع و تسكر الباب وراه، رمش عيونه و هو مانه مصدق اللي سمعه، مانه مصدق اللي سمعه منها، ما توقعها تنطق حرف، فكرها بـ تهدأ و تنسى، معقولة هو يكون جرحها لدرجة أنه ما فيها تتحمله خلاص؟ غمض عيونه و هو يأخذ نفس، ما كان يتعمد، ما كان يتعمد يجرحها، فتح عيونه و صار يمشي لباب الشقة، فتح الباب و طلع.



شقة المجاورة...

جلس جنبها على الكنبة و هو يسمعها تكلم إيريك، تكلمه بصوتها اللي يعشقه، تحرك يدينها في الهواء و هي تشرح له إيش شافت أمس، لين ألحين خايفة من طيحتها، ما راحت لها اليوم لأنها خايفة تشوفها في نفس الحالة، تنهد و هو يعدل جلسته، كيف تكون ألحين؟ أحسن؟ ما يعرف بس يحس نفسه ملزوم يروح لها لـ يتطمن عليها، لولاها..، و هو ينزل عيونه لـ مايسي، كان ما تكلمت، يمكن هي كانت محتاجة لصدمة ثانية لترجع تنطق، أخذ نفس، حاوطها من أكتافها و طبع بوسة قوية على خدها.

قطبت حواجبها و صارت تبعده عنها: لآآآ، قبلة مقرفة!

ضحك و رجع يبوسها

بعدته عنها مرة ثانية و صارت تمسح خدها: مـقـرف!

مصعب و إيريك: ههههههههههههههه!

قطبت حواجبها و قامت تمشي للغرفة: سأذهب لـ آن (لعبتها)! قالتها و هي تدخل الغرفة.

أخذ نفس بإرتياح و هو يحاول ينطقها: الحـ.ـمد لله!

إلتفت له بإستغراب: ماذا؟

إبتسم له: كلمة عربية لن تفهمها!

حرك عيونه بملل، قام و صار يمشي للمطبخ: لا تتدرب على هذه اللغة أمامي فـ أنا لا أفهمك، أشعر أنك تسخر مني أو تشتمني!

مصعب ضحك و قام يلحقه بسرعة، سحبه له و حاوطه من أكتافه: أنت رفيقي، لن أشتمك، ثق بي!

دفعه عنه و هو يمرر نظره من عليه: من أنت و ماذا فعلت بـ ماكس الذي أعرفه؟

ضحك أكثر: مصعب، إسمي مصعب، إن كنتُ أستطيع إتقان نطقها فأنت ستتقنها يوماً ما!

لف عنه و حرك يده بمعنى إنسى، ضحك على حركته و لف يمشي للغرفة، وقف عند الباب و هو يشوفها تمشط شعر لعبتها، ترفعهم و تحاول تربطهم، مشى لها، جلس على السرير بجنبها و مد يده: دعيني أساعدك!

حركت رأسها بالنفي: لا، سأربط شعرها بنفسي، أريد أن أتعلم..، و هي ترفع عيونها له: فرح تربط شعرها هكذا طوال الوقت!

تخيل خصلات شعرها النازلة على أطراف وجهها فإبتسم بس إنتبه لحاله و إرتبك، حرك رأسه بالنفي يبعد صورتها، حك حاجبه بإرتباك و حب يغير السالفة بس شافها تحط لعبتها على الكمدينة، تقوم و تمشي لباب البلكون: إلى أين؟

ما لفت له و صارت تطلع: إليها!

إرتبك أكثر، نزل عيونه و من ثم رفعهم لباب البلكون، هو ملزوم يشكرها، ملزوم يسألها عن حالها، هو ما رايح عشانها، ما رايح عشان يطمن قلبه عليها، حرك رأسه بحزم و هو يحاول يقنع نفسه بهالفكرة، قام و صار يمشي للبلكون، قام و هو مستغرب من حاله، مستغرب من دقات قلبه اللي صارت تسابق خطواته، مستغرب من الحرارة اللي فجأة صارت تسري في دمه، بلع ريقه بصعوبة و هو يشوف مايسي تنط للبلكون الثاني و تدق على الباب، رفع يده بتوتر يمسح العرق اللي صار ينزل من طرف جبينه، ينزل في هـ البرد، شاف الباب ينفتح فـ جمد في مكانه.

فتحت الباب و هي تعدل جلبابها، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم لـ مايسي، شافتها تبتسم لها فـ إبتسمت و نزلت لمستواها، و هي تمسح على رأسها بهدوء: كيف حالكِ عزيزتي؟

إبتسمت لها أكثر: أنا بخير..، و بعدها قطبت حواجبها و كملت: و لكن ماذا حدث لكِ، لماذا بكيتي؟ خفت منكِ و لكنني خفت عليكِ أكثر، أأنتي بخير الآن؟ إن لا فسأعود لغرفتي، لا أحب أن أراكِ هكذا!

طول الوقت و هي فاتحة عيونها للآخر، مانها مصدقة اللي تشوفه، تتكلم و تتكلم بهالسرعة، قالت كل جملتها في نفس واحد، متى صار كل هذا؟ رمشت عيونها بعدم تصديق و رفعتهم له: أنها.. أنها تتكلم!

حاول يبتسم لها فطلعت منه إبتسامة مرتبكة: نـ.. نعم.. أنها تتكلم مرة أخرى..، أخذ نفس يهدي حاله: و هذا بـ فضلك!

فتحت عيونها أكثر: حقاً؟

إبتسم جد على حركتها و حرك رأسه بالإيجاب

إبتسمت بعدم تصديق و نزلت عيونها لها، إبتسمت أكثر و سحبتها لحضنها: الحمد لله، الحمد لك يا رب..، و هي تطبع بوسة على رأسها: صرتي تتكلمي مرة ثانية!

بعدت عنها و هي تبتسم لها و مانها قادرة تفهم و لا كلمة قالتها

قامت بفرح و حملتها: لنحتفل!

حركت رأسها بحماس و هي تحاول تنزل: أيمكنني أن أحضر آن؟

مشت للبلكون الثاني و نزلتها فيه: بالتأكيد!

حركت رأسها بالإيجاب و ركضت للداخل، إبتسمت مرة ثانية و هي تشكر ربها، رفعت عيونها له شافته يبتسم لها: إهتم بها جيداً، لا تدعها تعود لحالتها تلك!

حرك رأسه بالإيجاب و إقترب من الدرابزين: لا تقلقي، سأفعل..، سكت شوي و بعدها تكلم: كيف حالكِ الآن؟

إبتسمت له بهدوء: أنني بخير، شكراً لك!

حك حاجبه و بتردد: أمم.. ماذا ستفعلين بشأن..، و هو يأشر على عيونها: عينيك؟

نزلت عيونها و أخذت نفس: سأعود لدياري، سأعود لـ مسقط، سأتعالج هناك!

سكت شوي و بعدها حرك رأسه بالإيجاب و رجع بخطوة لوراء: حسناً، بالتوفيق!

حركت رأسها بالإيجاب و شافت مايسي تطلع و هي حاملة لعبتها و ألعاب ثانية.

مايسي و هي تمشي لها: أحضرت رفيقاتها!

فرح إبتسمت لها، حملتها و صارت تمشي للداخل، دخلت و سكرت الباب وراها.

ضل واقف بمكانه يشوف على طيفها، يحاول يقنع نفسه بأن اللي سمعه ما أثر فيه، ليش يأثر أصلاً، هو ما يعرفها، مانها إللا بنت عم غريبة، لف و دخل الغرفة، هو معجب فيها، معجب بشكلها يمكن، فترة قصيرة و راح يختفي هـ الإعجاب، أحسن، إذا بعدت عن عيونه، راح تبعد عن فكره، أخذ نفس و طلع يمشي لـ إيريك!


***************************


مسقط...

كانت جالسة بجنبه قدام التلفزيون، هو يقلب في القنوات و هي منزلة عيونها للأرض و سرحانة، سرحانة تفكر فيها، كثر ما حاولت تقنعها، حتى لآخر دقيقة و هي كانت تحاول معاها بس ما إقتنعت، راحت معاه و هذا ألحين ترجع و هي متحطمة، كانت تحاول تكلمها بأهدأ ما يمكن بس تعرفها، نبرتها كانت مرتجفة، لو طولت معاها بالكلام كان إنهارت و بكت بس سكرته، كانت تعرف أنه ما يستاهلها، أناني، إستغلالي و مستهتر، ما تعرف إيش شافت فيه لحتى تحبه، مر في بالها مقولة قرأتها من زمان "الحب أعمى و يقوده الجنون" إبتسمت بسخرية، مالت على الحب و أمثاله إذا كان كذي، إذا يعذب الواحد و يحطمه لهالدرجة عيل بلاها، حست بيده تحاوطها من أكتافها و تقربها له، إبتسمت و إلتفتت له.

إبتسم لها و هو يمسح على خدها بهدوء: إيش فيك؟ وين سرحانة؟

حركت رأسها بالنفي: لا عادي، ما في شيء..، و هي تقوم: بركب للغرفة!

قطب حواجبه و مسك يدها بسرعة: إيش فيك، تعبانة؟

حركت رأسها بالنفي و إبتسمت له أكثر لـ تطمنه: نعسانة!

حرك رأسه بالإيجاب و فك يدها: نص ساعة و بركب لك!

حركت رأسها و لفت تمشي للدرج، ركبت للدور الثاني و شافته جالس في الصالة لحاله، ترددت بالأول بس بعدها أخذت نفس تتشجع و مشت له، شافته يرفع عيونه لها و يبتسم، تضايقت بس ما حبت تبين له، جلست على الكنبة المنفردة و شافته يلف لها.

باسل و هو يعدل جلسته: إشتقتي لي؟

أخذت نفس تهدي حالها و تكلمت بنبرة هادية و حادة بنفس الوقت، تكلمت و كأنها تحاول تقنع طفل: باسل خلي عنك هالحركات، فكر في فيصل، هو مفتخر فيك و في شدن بشكل كبير، مفتخر فيكم لأنكم تربيته، يرضيك تزعله منك؟ يرضيك تصدمه في الشخص اللي مفتخر فيه؟ يرضيك يخسر ثقته فيك؟

إبتسم لها أكثر، رجع ظهره لوراء يسنده بالكنبة: لا تخافي علي، فكري نفسك!

ما فهمت عليه بس تكلمت برجاء: باسل الله يخليك، إنسى اللي صار، أنا لـ أخوك، تفهم إيش يعني، حرام تشوف علي بـ هالنظرة، أنت تعتبره أبوك أكثر من أخ، فأنا صرت بحسبة أمك..

قاطعها بسرعة: حاولي مع غيري، قلك لك ما راح يتهنى فيك و صدقيني أني بكون قد كلمتي!

عصبت و جت بترد عليه بس تمالكت و فضلت تسكت، الكلام معاه ضائع، بـ تكلم شدن بالأول و تخليها هي تقنعه و إذا ما قدرت، ما راح يكون عندها إللا فيصل، نزلت عيونها عنه، قامت و صارت تمشي بس حست بيدها تنسحب منها و من ثم تنسحب هي له، إصطدمت بصدره و قطبت حواجبها بقوة، رفعت عيونها له و بعصبية: بـ..

قاطعها و هو يفكها: تصبحي على خير! قالها و بعدها لف عنها و صار يمشي لغرفته.

شددت من مسكتها على يدها و غمضت عيونها و هي تحاول تهدي حالها، لازم تقول لشدن، لازم تقول لها ألحين، لفت و جت بتمشي بس شافته يركب الدرج و يمشي لها.

رفع حواجبه بإستغراب: ما رحتي تنامي؟

نزلت عيونها عنه بإرتباك: كنت بروح ألحين!

حرك رأسه بالإيجاب و مسك يدها: يللا خلينا نروح ننام!

حركت رأسها بالإيجاب، أخذت نفس و صارت تمشي وراه.


***************************


جلس على الرصيف و هو يشوف على السيارات المسرعة اللي تمر من قدامه، نزل عيونه لساعته، 2:34، تنهد و من ثم رفعهم للشارع مرة ثانية، شاف تاكسي يخفف سرعته لين ما يوصل عنده و يوقف السيارة، نزل عيونه عنه و ما تكلم.

نزل من السيارة و هو يتنهد بقلة حيلة، مشى له و مسكه من أكتافه: يللا يا عادل، خلينا نروح لها!

رفع عيونه له بإنكسار: تعرفها؟

تنهد مرة ثانية و هو يكلم حاله: يعني كل يوم لازم يعيد لي نفس الموال!

نزل عيونه عنه و صار يأشر بجنبه: إجلس، ما في داعي تأخذني لأحد، أقدر أروح لحالي..، و هو يتنفس بضيق: ماني سكران!

سكت لـ لحظة يحاول يستوعب، أول مرة يكلمه بدون ما يتلعثم في كلماته، يكلمه و هو صاحي، معقولة؟ حرك رأسه بعدم تصديق و جلس بجنبه بسرعة، يحاول يشم ريحته، ريحة عطر غريبة بس مانها ريحة خمر، حط يد على كتفه و بنفس حالته: من جدك؟

حرك رأسه بالإيجاب: ماني سكران بس محتاج لأحد أكلمه..، و هو يأشر على طرف الشارع: سيارتي هناك، وقفتها و أنا أعرف أنك بتمر لي هنا كل يوم، ما عندي أحد غيرك!

فتح عيونه: تتذكرني؟

حرك رأسه بالإيجاب

فتح عيونه أكثر: تعرف إسمي؟

حرك رأسه بالنفي: هذا ما أقدر أتذكره!

سكت شوي و بعدها إبتسم بفرح و حاوطه من أكتافه: ما عليه بـ تتذكر بعدين، ألحين خبرني إيش جابك لهنا، ما أنت المفروض تملك على هذيك..، و هو يحاول يتذكر إسمها: أمم.. ناهد، أيوا، إيش صار؟

رفع عيونه له بإستغراب: حتى هذي تعرفها؟

إبتسم له: أعرف الكل، ما خليت أحد ما ذكرته له، ما خليت شيء ما قلته لي!

نزل عيونه عنه و هو يزفر بضيق: ملكت عليها اليوم!

حرك رأسه بالإيجاب: أيوا قلت لي أنك بتملك عليها بس وينها ألحين؟

حرك أكتافه بخفة: أنا إيش يعرفني، تكون بالفلة يمكن!

قطب حواجبه و بجدية: عادل ليش ما تحاول تنسى و تبدأ من جديد معاها، هذي صارت زوجتـ..

قاطعه بسرعة و بعصبية: مانها زوجتي تفهم، مانها زوجتي و ما راح تكون، هي أم لـ هذيك البنت بس ما لها أي دخل فيني!

زاد من مسكته عليه: إنزين إهدأ إيش فيك عصبت؟ إهدأ..، و هو يأخذ نفس: ترى هذيك البنت بنتك..

قاطعه مرة ثانية و هو يقوم: مـانـهـا بـنـتـي..، و هو يلف عنه و يمشي لسيارته بسرعة: ما أعرف إيش كنت أفكر لما جيت لهنا، ما كان المفروض أكلمك أصلاً! فتح باب سيارته، ركب و صفقه، شغل السيارة و حركها بسرعة.

وقف و هو يشوفه يحرك سيارته و يختفي ما بين السيارات، تنهد بقلة حيلة و هو يمشي لسيارته: ما أقول غير الله يهديك! ركب سيارته و حركه.



بعد 20 دقيقة...

وقف سيارته في كراج الفلة، نزل و سكر الباب، مرر يده في شعره و هو يزفر بقوة، أخذ نفس و صار يمشي للداخل، دفع الباب للداخل و دخل، مشى للمطبخ و فتح الثلاجة، أخذ له غرشة ماي و مشى للطاولة، جلس و فتح الغطاء، رفعه لفمه و صار يشرب، يحس ببرودة الماي ينزل لصدره، يريده يطفي هـ النار اللي يحس فيه، أسهل، أسهل بكثير لما يكون شارب و ما حاس بحاله، يتوجع بس ما يتوجع لهالدرجة، صاحي و خيالها طول الوقت يدور في رأسه، كل شيء يرجع له، يتذكر كل حركة صارت منها، يتذكر كل كلمة طلعت منها، حط الغرشة على الطاولة و رجع ظهره لوراء، غمض عيونه و هو يأخذ نفس يهدي حاله، فتح عيونه و قام، طلع من المطبخ و صار يركب الدرج لجناحه، يركب و هو مفكر أنه يدفن رأسه في مخدتها، يغرق نفسه في ريحتها و يموت!

فتح باب الجناح و قطب حواجبه بقوة، وصلت له ريحة بخور غريبة بدل ما توصل له ريحتها، نزل عيونه للكنبة، شالها اللي يلم نفسه فيه مانه موجود، نزل عيونه للطاولة، مرتبة و بدون مجلاتها، مرر نظره حوالين المكان، كل أغراضها اللي كانت متوزعة في الجناح مانها موجودة، رمش عيونه بعدم تصديق و صار يمشي للغرفة بسرعة، فتح الباب، نفس الريحة تملي الغرفة، رفع عيونه للجدار، صورتهم مانها موجودة، نزل عيونه للتسريحة، عطوراتها مانها موجودة، مشى لها بسرعة، يدور في أدراج التسريحة، علب اكسسواراتها مانها هنا، ركض للكبتات و فتحها، ملابسها مانها موجودة، ما لها أي أثر في الغرفة، ما لها أي أثر و كأنها إنمحت من حوالينه، إنمحت خلاص، جن جنونه و طلع يركض لبرع جناحه و هو ينادي عليها: يـــمـــة!!

وقفت بجنب الشباك و هي مرفعة رأسها للسماء، توها قبل شوي كانت صافية و كانت تقدر تشوف النجوم تلمع و ألحين متلبدة بالغيوم، محمرة و مسودة بطريقة مخيفة، شكله بـ يمطر الليلة و يمطر بقوة، حست بـ برودة فسكرت الشباك بسرعة و هي تلم يدينها لصدرها، لفت تشوف على منزها (مهد) و صارت تمشي لها، وقفت بجنبه و هي تشوف عيونها المغمضة، نايمة بهدوء، يا ليتها تقدر تنام مثلها، سمعت صوت صراخه من برع فـ إرتجفت، مشت للباب بسرعة، إقتربت منه و حطت أذنها عليه، تسمعه يصرخ مثل المجنون، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، رجعت شعرها لوراء، فتحت الباب و صارت تمشي لهم، شافته واقف قدامها، وجهه محمر، أنفاسه عالية و يصرخ عليها.

عادل: يـمـة قـولـي مـن لـعـب فـي غـرفـتـي؟ مـن لـمـس أغـراضـهـا؟ قـلـت لـكـم مـن قـبـل مـحـد يـدخـلـهـا، أريـدهـا مـثـل مـا هـي، أريـدهـا كـذي، إيـش سـويـتـوا فـيـهـا؟ ويـن وديـتـوا أغـراضـهـا؟ مسكها من مرافقها و هو يهزها: ويــــن؟!؟

مريم و هي تقطب حواجبها بقوة و تحاول ترد عليه بهدوء: عادل، يا ولدي الوقت متأخر، روح نام و بكرة نتكـ..

قاطعها و بنفس حالته: كـيـف أنـام يـمـة؟ كـيـف أنـام و أنـا مـانـي قـادر أحـس فـيـهـا؟ كـيـف أنـام و هـي مـانـهـا مـوجـودة؟ كــيــف؟!؟

: هي ما عادت موجودة!

قطب حواجبه و هو يسمع صوتها، إلتفت لها بس ضل ماسك أمه

أخذت نفس تتشجع و كملت: هي ما عادت موجودة، راحت و صار لها أكثر من 9 أشهر..، و هي تتقدم لهم بخطوات هادية: أنت لازم تتقبل هالشيء و تنساها!

فك أمه بسرعة و مشى لها، سحبها من مرافقها و بصراخ: إيـش سـويـتـي بـأغـراضـهـا؟

أخذت نفس: تبرعت فيها!

فتح عيونه بصدمة: إيــش؟!

حركت رأسها بالإيجاب: تبرعت فيها لناس تحتاجها، أنت مانك محتاج لها، ما بعد اليو..، قطبت حواجبها بقوة و هي تحس بأصابعه تنغرس في شعرها، شدد من مسكته على شعرها، رجع رأسها لوراء و هو يحرق وجهها بأنفاسه الحارة: تموتيني؟ أنتي تريدي تموتيني؟

قطبت حواجبها أكثر و هي تحس بشعرها ينقلع من رأسها، حاولت ترد عليه بأهدأ ما يمكن: ما راح تموت..، أخذت نفس: هي ماتت و راحت من زمان و ما صار لك شيء..، حطت يدها على يده و هي تحاول تفك شعرها منه: ما راح تموت ألحين!

زاد من مسكته عليها و هي عضت على شفايفها بقوة تمنع صرختها

مشت لهم بسرعة و حطت يدينها على أكتافه و هي تحاول تبعده عنها: إتركها، إترك البنت يا عادل.. أنا اللي غيرت في غرفتك.. أنا غيرته!

إلتفت لها بصدمة: يـمـة..

قاطعته و هي تحاول تفك شعرها منه: إتركها، أنا سويت كذي لأني تعبت من حالتك.. خلاص بسك.. بسك!

ضل ساكت لشوي و هو يزفر أنفاسه بقوة، يحس روحه بـ تطلع، يحرموه منها و كذي، ليش ما يفهموا هو ما يقدر بدونها، ما راح يقدر أبداً، إلتفت لها و هو يشوفها تعض على شفايفها بقوة، تعض حتى شقت شفتها السفلية و الدم اللي صار ينزل لذقنها، فكها و دفعها بقوة، إصطدمت بالجدار و بعدها طاحت على الأرض، مرر نظرة بينها و بين أمه و بعد صار يمشي للدرج بسرعة، نزل و طلع للحديقة، طلع من الفلة و صار يمشي على طول الرصيف!

إقتربت منها و هي تحاول تمسك دموعها، مسكتها من أكتافها و ساعدتها تقوم، قومتها و صارت تعدل شعرها: يا بنتي، يا ناهد، أنتي بخير؟

ما تعرف من وين جتها القوة لترد لها بإبتسامة: لا تخافي علي يا خالتي، أنا بخير..، رفعت يدها لشفتها تتحسسه، نزلته و هي تشوف أصابعها المدمية.

مريم و هي تحاوطها من أكتافها: تعالي نغسل الدم..، و هي تأخذها للغرفة: تعالي يا بنتي!

أخذت نفس و هي تمشي معاها، لفت لوراء تشوف على الدرج و بعدها لفت للقدام و هي تكمل مشيها، مانها إللا بداية و الطريق بعده طويل، أخذت نفس ثاني و رفعت أصابعها لـ شفايفها، تتحسسها مرة ثانية.


.

.

.

.

.

.



***************************


يوم الثاني...

حملت بنتها الصغيرة و مسكت يد الكبيرة و صارت تمشي للباب: يللا يا حبيباتي، بـ نرجع لبيتنا!

زادت من مسكتها على يدها لتخليها تنزل عيونها لها، نزلت عيونها لها، شافتها تبتسم لها: بابا بعد يرجع؟

إبتسمت لها و حركت رأسها بالإيجاب: أيوا حبيبتي، ينتظرنا تحت بالسيارة!

فتحت عيونها: جــد؟

إبتسمت أكثر على حركتها و حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية: جد جد!

إبتسمت بفرح، فكت يدها منها و صارت تركض لبرع الغرفة بحماس: أنا بروح عنده قبلكم!

ضحكت بخفة و بعدها حست فيها ترفع رأسها عن كتفها، تكلمت و هي تحط يدها على خد أمها: ماما، بابا تحت؟

حركت رأسها لها بالإيجاب: تحت، ينتظرنا!

إبتسمت و هي تحاول تنزل: نزليني بروح له!

ليلى و هي تمسح على رأسها: تقدري؟

حركت رأسها بالإيجاب، إبتسمت و نزلتها، مشت للباب و هي تعدل شعرها و بعدها طلعت تنزل، أخذت نفس بإرتياح و طلعت بدورها، صارت تتحسن، تحسنت بكثير عن قبل، صارت تفتح عيونها، تكلمهم و تضحك، صارت تلعب مع أختها و تروح و تجي لحالها، لين ألحين تأخذ أدويتها، تنومها بس ما عادت تتألم مثل قبل، حمدت ربها و صارت تمشي للدرج، نزلت و صارت تمشي للباب، جت بتطلع بس طلعت قدامها، إبتسمت لها و طبعت بوسة هادية على رأسها: يللا ماما، بنمشي ألحين!

سعاد و هي تمسح على خدها: يا حبيبتي ليش ما تضلي هنا عندنا، طارق بعده تعبان و هالا توها بس تتحسن، ما راح تقدري عليهم لحالك، خليك و نحن بـ نساعدك!

مسكت يدها و نزلته، إبتسمت لها لتطمنها: لا تخافي علينا ماما، هالا تحسنت و الحمد لله و طارق بعد بـ يتحسن إن شاء الله، ما أقدر أضل هنا، عندك عزيز و حنين يكفيك همهم!

تذكرتها فتنهدت بضيق

زادت من مسكتها على يدها و كملت: ماما، البنت يبالها مستشفى، صار لها يومين ما تحركت من مكانها، لا أكل و لا ماي نزل لحلقها، ما تتكلم حتى ما تفتح عيونها، أشوفها تتنفس فأقول بعدها حية، ماما..، و هي تقترب منها: الله يخليك خبري عبدالله و خذوها للمستشفى!

ما ردت عليها و نزلت رأسها

قطبت حواجبها على حركتها: ماما، لا تقولي خايفة على عزيز منه؟!

حركت رأسها بقلة حيلة: إيش أسوي يا بنتي، إذا عرف بـ يذبحه، ما أريد أشوفهم كذي، ما أريدهم يذبحوا بعض على شيء صار و إنتهى!

ليلى قطبت حواجبها أكثر: بس يمة إذا البنت، لا سمح الله، صار فيها شيء، أنتي إيش بتردي على أهلها، إيش تقولي لهم؟ ترى محد بمرخص بنته كذي!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تتنهد بقلة حيلة: بأخذها، أول ما يرجع أخبره و بأخذها!

حركت رأسها بالإيجاب و طبعت بوسة ثانية على رأسها: يللا عيل بروح!

سعاد: ديري بالك على حالك و عليهم، إتصلي فيني كل يوم و طمنيني و إذا محتاجة لشيء..

قاطعتها بإبتسامة: إن شاء الله و لا يهمك!

وقفت تشوف عليها لين طلعت من الحديقة و إختفت، أخذت نفس و لفت تدخل للداخل.



دور الثاني – بالتحديد غرفة سعاد...

فتحت علب الحبوب و صارت تكبها في كفها، توها قبل شوي تفتح عيونها، دموعها جفت و جسمها ما عاد يحرقها بس قلبها مانه راضي يهدأ، ما عاد لها أحد تروح له، ما عاد لها أحد يهتم، نزلت عيونها لكفها تشوف على الحبوب، حبوب سعاد، لقتها محطوطة على الطاولة فقامت تأخذها، إنتهى كل شيء بنسبة لها، إنتهت حياتها، هي إنتهت، رفعتها بيد مرتجفة لفمها، حاولت تتجرأ بس فشلت، خايفة، ما فيها تسويها، تقول الموت أحسن و أسهل من اللي هي فيه بس تعرف أنه مانه كذي، تتعذب هنا، تموت حالها و تتعذب هناك، ما فيها تتحمل، رجعت الحبوب لعلبها و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، لفت بتمشي للسرير بس داخت، حطت يدها على الطاولة تستند به لا تطيح، الدنيا صارت تدور فيها و تتظلم من حوالينها، حاولت تأخذ نفس بس فشلت و هي تحس بأنفاسها فجأة تنكتم، حطت يدها على صدرها و هي تحاول مرة ثانية بس فشلت و طاحت على الأرض!


***************************


نزل من الدرج و هو مرفع حاجبه بإستغراب، يسمع ضحكتها، ضحكتها هي، لف للصالة و شافها جالسة مع رنا و أمه، تسولف و تضحك معاهم، إستغرب أكثر، قبل شوي كانت معاه بالغرفة، حاول يكلمها بس هي ما ردت عليه و ضلت ساكتة، إيش صار لها فجأة، حرك رأسه بـ حيرة و هو يحاول يفهمها، هالبنت جد غريبة!

إلتفتت له و شافته واقف يشوف عليها، إلتفتت لها و من ثم رجعت إلتفتت له، إبتسمت و تكلمت: فهود!

نزل عيونه لها

رنا بنفس إبتسامتها: أنا و أزهار فكرنا نروح للكرنفال (مهرجان مسقط السنوي)، خاطرنا نلعب، تأخذنا؟

إلتفت لها، شافها تنزل عيونها عنه، إلتفت لرنا و تكلم: جنيتوا أنتو؟ أحد يروح الكرنفال في هـ البرد و بعدين إيش تلعبوا، يمكن يمطر اليوم مرة ثانية، تخيلوا يتسكر الكهرباء و أنتو في هـ الألعاب!

قطبت حواجبها: إيش فيك تتكلم مثل ماما..، و هي تلتفت لأمها: هذي هي اليوم موافقة و أنت لا..، و هي تلتفت له مرة ثانية: تأخذنا و لا كيف؟

فهد حرك رأسها بالنفي: ماني مأخذكم لأي مكان!

قامت و إلتفتت لـ رنا: ما في داعي أحد يأخذنا، أنتي تعرفي تسوقي و أنا أعرف، عادي بنأخذ سيارتك و نروح لحالنا!

قطب حواجبه و إلتفت لها: روحة لحالكم ما في، أنتو تعرفوا الجمعات اللي يسووها الشباب، لا..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما في روحة لحالكم!

ما ردت عليه، صارت تمشي للدرج و هي توجه كلامها لـ رنا: أنا رايحة أجهز حالي، نص ساعة و أنزل لك! قالتها و بعدها صارت تركب الدرج.

عصب على حركتها و لف يلحقها بسرعة، دخلت الغرفة و جت بـ تسكر الباب بس شافته جاي فحطت الباب مفتوح و لفت تمشي لكبتاتها، دخل الغرفة و صفق الباب، مشى لها، مسك يدها و دارها له: قلت لك ما في روحة يعني ما في روحة!

ما ردت عليه، فكت يدها منه، فتحت كبتاتها و صارت تأخذ لها ملابس

عصب أكثر، مسكها من يدها مرة ثانية و دارها له بقوة: أكـلـمـك أنـا ردي عـلـي!

غمضت عيونها و هي تأخذ نفس تهدي حالها، فكت يدها منه مرة ثانية و جت بتلف للكبتات بس منعها.

مسكها من أكتافها و إنفجر في وجهها، مانه متحمل سكوتها بـ هالطريقة، مرتبك كثير من برودها معاه، يريد يعرف اللي يدور في رأسها، يريد يعرف هي في إيش تفكر: قـولـي شـيء، قـولـي أي شـيء، قـلـت لـك صـدمـتـك و هـربـت، كـنـت بـمـوتـك، لـيـش مـا صـرخـتـي عـلـي؟ لـيـش مـا بـكـيـتـي؟ لـيـش ضـلـيـتـي سـاكـتـة؟ لـيـش سـاكـتـة كـذي؟ و هو يهزها: لا تـضـلـك سـاكـتـة، بـ تـجـنـنـيـنـي!!

فكت نفسها منه، حطت يدينها على صدره و دفعته بأقوى ما عندها، رجع بخطوات متعثرة لوراء و بعدها عدل وقفته و رفع عيونه لها، إقتربت منه و هي تحاول تتنفس لتهدي نفسها: أنت إيش تريد مني؟ أنتو إيش تريدوا مني؟ أنا اللي أجننكم و لا أنتو اللي بـ تجننوني..، و الدموع تتجمع في عيونها: والله أني بجن..، و بصراخ: بـجـن! إقتربت منه أكثر و صارت تدفعه من كتفه: ماني قادرة أتحملكم.. ماني قادرة أتحملكم.. كل واحد يجي لي بخبر.. هي تقول هي مانها أمي.. هو يقول أمي ماتت.. يتهمها و يتهمني بأشياء أنا ماني قادرة أتذكرها.. ماني قادرة..، و هي تدفعه أكثر: بـسـبـبـك!!

رجع بخطوة ثانية لوراء و هو يشوف دموعها اللي صارت تلمع في عيونها

إقتربت منه مرة ثانية، مسكت قميصه من صدره و صارت تهزه: ليش سويتها فيني؟ لـيـش؟ ماني قادرة أتذكر شيء، ماني قادرة أصدق أحد، كله بسببك، بـسـبـبـك! فكت قميصه، دفعته عنها و هي تحس بدموعها تنزل على خدودها، مسحتها بسرعة و لفت تعطيه ظهرها، طاحت دمعة ثانية فمسحتها مرة ثانية، حركت رأسها بالنفي و هي تكلم حالها: ما راح أبكي.. ما راح أبكي.. بروح الكرنفال.. أضحك و ألعب.. مثل كلهم.. ما راح أبكي.. أنت ما راح تبكيني .. ما راح أبكي بسببك.. ما راح أبكي بسببك..، ضلت ترددها و ترددها لين ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي، جلست على الأرض، غطت وجهها بيدينها و صارت تشهق.

ضل يشوف عليها و هو يحس بقلبه ينقبض عليها، لو إيش ما قالت له قليل عليه، لو إيش ما سوت له قليل عليه، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني و نزل لمستواها، إقترب منها، حاوطها من صدرها و قربها له، توقعها بـ تدفعه عنها و تقاوم مسكته بس تفاجئ لما شافها ترجع رأسها لوراء و تحطه على صدره.

تكلمت من بين شهقاتها المتقطعة: تعبـ.ـانـ.ـة.. تعبـ.ـانة كثـ.ـيـر..

زاد من مسكته عليها و حط رأسه على كتفها: أششش، هدي حالك، هدي حالك!

حركت رأسها بالنفي و بنفس حالتها: مـ.ـاني قـ.ـادرة.. مـ.ـا أقـ.ـدر..

أخذ نفس و بهدوء غير اللي يحس فيه: تقدري، هدي حالك و أوعدك كل شيء بـ يتصلح، هدي حالك و ثقي فيني!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: أنـ.ـا.. أنا مـ.ـا أعـ.ـرفك لأثق فـ.ـيـك.. ما أقـ.ـدر أثـ.ـق فيـ.ـك.. تـ.ـركتـ.ـني أمـ.ـوت.. مـ.ـا أقـ.ـدر أثـ.ـق فـ.ـيـك..

غمض عيونه و أخذ نفس ثاني: حاولي، بـ تقدري..، فتح عيونه: ألحين هدي حالك، خلاص، بسك!

غمضت عيونها و رفعت يدينها تمسح دموعها، أخذت نفس و هي تحاول تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و بعدها حطت يدينها على يده و هي تحاول تفك نفسها منه: خلاص.. إتركني!

حس بلمستها على يده و إرتبك، توه بس يحس بحاله، بعد يده عنها بإرتباك و قام، مررت يدها على وجهها و هي تستغفر بهدوء، رفعت عيونها للباب و هي تسمعه يندق، نزل عيونه لها و من ثم رفعهم للباب و صار يمشي له، فتحه و هو يشوف رنا.

نزلت عيونها لها بإستغراب و من ثم رفعتهم له: أمم.. كيف ألحين نروح؟

حرك رأسه بالنفي: لا، روحوا يوم ثـ..

قاطعته بسرعة و هي تقوم: بنروح، بنروح اليوم!

إلتفت لها و بهدوء: أزهار..

قاطعته مرة ثانية: بنروح..، إلتفتت لـ رنا: عطيني ربع ساعة!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي عنهم.

سكر الباب و إلتفت لها، شافها تمشي لكبتاتها، تنهد بقلة حيلة و صار يمشي للكبتات بدوره: قلت لكم روحة لحالكم ما في..، و هو يلتفت لها: أنا اللي بأخذكم!

نزلت عيونها عنه، أخذت ملابسها و لفت تمشي للحمام.



بعد شوي...

ركب السيارة و هي ركبت بجنبه و سكرت الباب، رفع عيونه للمراية يشوف على رنا، شافها تسكر الباب، نزل عيونه عنها، أخذ نفس و حرك سيارته.

وقف سيارته قدام الفلة و هو يشوف سيارته تتحرك، إلتفت لها، شافها تقطب حواجبها، إبتسم على شكلها و مسك يدها: إيش فيك؟

قطبت حواجبها أكثر و رفعت يدها تأشر على سيارته: أنا جاية و هم طالعين!

إبتسم أكثر: قلت لك إتصلي فيهم قلتي لا رايحة بيت أهلي و ما في داعي، ألحين تحملي!

إلتفتت له و بنفس حالتها: و ما قلت شيء غلط..، و هي ترفع عيونها للفلة: عادي بشوفهم يوم ثاني، المهم ألحين أشوف أمي!

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب

لفت و فتحت الباب، جت بتنزل بس رجعت و إلتفتت له: عبدالرحمن!

عبدالرحمن: ها؟

نمارق: ما تنزل، ما تسلم عليها؟

حرك رأسه بالإيجاب: بسلم بس بعدين لما أجي آخذك!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت، سكرت الباب و أشرت له ينزل الشباك، نزل الشباك و هي تكلمت: لا تتأخر علي كثير، نص ساعة و تعال!

إبتسم لها: إن شاء الله!

إبتسمت و مشت لباب الشارع، ضلت واقفة تشوفه يحرك سيارته و يبتعد لين إختفى في إحدى التقاطعات، إبتسمت أكثر، دفعت الباب للداخل و دخلت، مشت لباب الصالة و دخلت، شافتها جالسة قدام التلفزيون تقلب في القنوات، ضحكت بخفة و صارت تمشي لها: ما راح تغيري جلستك أبداً!

إلتفتت لها، قامت بسرعة و بفرح: حبيبتي نمارق!

إبتسمت و مشت لها، باستها على رأسها و حضنتها: كيفك ماما؟

زينة و هي تبوسها على رأسها بدورها: الحمد لله يا حبيبتي..، و هي تبعد عنها: أنتي كيفك؟ و كيفه عبدالرحمن معاك؟ و كيفها أمه؟ إن شاء الله بس ما يضايقوك و مرتاحة معاهم، طمنيني يا بنتي، كيفك؟

ضحكت على حالتها، مسكت يدها و صارت تمشي للكنب، جلستها و جلست جنبها: الحمد لله ماما، ما أشتكي من شيء..، إبتسمت: مرتاحة معاهم!

زينة و هي تمسح على شعرها: الحمد لله، وينه ما دخل معاك؟

نمارق: بيجي بعدين و تشوفيه إن شاء الله!

حركت رأسها بالإيجاب و جت بتتكلم بس شافته يدخل من باب الصالة، إلتفتت لها و هي تأشر عليه: هذا أبوك وصل!

إلتفتت له و قامت تمشي له، مدت يدها تصافحه: كيفك بابا؟ إن شاء الله بخير..، إنحنت بـ تبوس يده بس سحبها منها.

عبدالرزاق و هو يمشي عنها: أنتي إيش جابك لهنا؟

نزلت عيونها عنه و هي تحاول ترد عليه بهدوء: جيت أسلم عليكـ..

قاطعها و هو يلف لها: ما في داعي تجي، كبرناك و ربيناك و خلصنا، ألحين عندك زوج و بيت، فخليك في بيتك!

إبتسمت له بسخرية: مشكور بابا، ما قصرت!

قطب حواجبه: نـمـارق..

جت بترد عليه بس حست بيدها على كتفها، إلتفتت لها شافتها تحرك رأسها بالنفي، غمضت عيونها و هي تتنهد بقلة حيلة، إلتفتت له و ردت بهدوء غير اللي تحس فيه: آسفة!

ما رد عليه، لف عنها و صار يمشي للدرج بسرعة

حاوطتها من أكتافها و صارت تأخذها للكنب: ما عليه يا حبيبتي، ما عليه، خليه عنك، تعالي خلينا نتكلم!

غصبت إبتسامة على شفايفها و مشت معاها.


***************************


دخل الغرفة و شافها واقفة قدام التسريحة تفتح علب اكسسواراتها، تفتح الأدراج و تحوس فيها، إبتسم على حالتها و صار يمشي لها: مضيعة شيء؟

إلتفتت له و تنهدت: إذا قلت لك ما بـ تزعل مني؟

قطب حواجبه بإستغراب: ليش، إيش ضيعتي، شهادة زواجنا؟

ضحكت و حركت رأسها بالنفي

إبتسم و حاوطها من خصرها: عيل إيش؟

رفعت يدها بمعصم فاضي له: ضيعت السوار!

قطب حواجبه و هي قطبت حواجبها: والله، والله ما أعرف وين راح، ما فسخته من يدي لأنك قلت لي أنك تحبها بس ما أعرف، قمت اليوم و ما لقيته بيدي، طول اليوم و أنا أدور عليه و ماني قادرة أحصل عليه، لا تزعل..، و هي تفك نفسها منه و تلف للتسريحة: بدور مرة ثانية!

إبتسم و حاوطها من بطنها: عادي يا حبيبتي ما فيها شيء..، و هو يأخذ سوار ثاني و يسحب يدها: ألبسك هذي و خلاص!

نزلت عيونها لمعصمها و هي تشوف هـ السوار: بس مانه نفسه، أنت حبيت الثاني!

إبتسم و هو يطبع بوسة هادية على خدها: بس حبيته على يدك، فما يهم!

إبتسمت و هو بعد عنها: يللا خلينا ننزل!

بسمة: أنت إسبقني و أنا بلحقك!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يطلع من الغرفة، طلع و صار يمشي للدرج، مر من صالة الدور الثاني و طاحت عيونه على الطاولة اللي تتوسط الكنب، لمح لمعة ذهبية، فرجع بخطواته و صار يمشي للطاولة، إبتسم و هو يشوف سوارها، حرك رأسه بقلة حيلة: حاطته هنا و ناسية! مد يده ليأخذها بس يده سبقته، إلتفت له شافه يبتسم له، إبتسم و مد يده له: هات!

حرك رأسه بالنفي: و ليش؟ مانها لك، لي!

إبتسم أكثر: ما شاء الله، من متى صرت تلبس أساور ذهب!

ضحك و هو يرمي حاله على الكنبة: مانها لي بمعنى الكلمة بس لشخص غالي على قلبي!

قطب حواجبه: باسل..

قاطعه و هو يأشر بجنبه على الكنبة: إجلس خليني أكلمك!

جلس و هو بنفس حالته: إيش في؟

باسل: هي بنت أحبها، عطتني إياه كـ عربون حبها لي!

قطب حواجبه أكثر: من هي؟

رفع عيونه لها و هو يشوفها تتقدم منهم، إبتسم و صار يأشر له بمعنى لف: هذي هي!


***************************


الجو بارد بس الحديقة مكتظة بالناس، ما يهمهم غير أنهم يستمتعوا بوقتهم، رفع عيونه للسماء، توقعها تمطر اليوم مرة ثانية بس شكله غلطان، صافية و نجومها تلمع، نزل عيونه لهم بس ما لقاهم، إلتفت حوالينه بس هم ما لهم أي أثر، وين راحوا في هـ الزحمة؟ وين إختفوا؟ إرتبك، طلع تلفونه من جيبه يتصل في رنا، تلفونها مشغول، قطب حواجبه و من ثم دور في الأرقام لين وصل لرقمها، إتصل بس طلع مسكر، إرتبك أكثر، جرب رقم رنا مرة ثانية بس الشبكة مشغولة، قطب حواجبه و صار يمشي لـ يدور عليهم، لف المكان مرة، مرتين بس ما شافهم، يحاول يتصل و تطلع له نفس المشكلة، مرر يده في شعره بتوتر و جا بـ يمشي مرة ثانية بس سمع ضحكتها، قدر يميزها من بين كل هـ الضجة اللي بالمكان، إلتفت ليشوفها واقفة بجنب رنا عند إحدى الألعاب، عيونها معلقة على اللعبة، تضحك على صريخ الراكبين!

زفر بإرتياح و بعدها صار يمشي لهم، يمشي و عيونه عليها، بكل خطوة يأخذها لها يحس بدقات قلبه تتسارع، تتسارع لحتى صار يدق بسرعة جنونية، الضجيج اللي كان حوالينه إختفى، صوت دقات قلبه طغت عليها، عالية، عالية كثير، نزل عيونه عنها بإرتباك و من ثم رفعهم لها، ليش فجأة صارت هي كل اللي يشوفه قدامه، ليش فجأة صارت ضحكتها الضحكة الوحيدة اللي توصل له، تذكر كلامه فرفع عيونه للسماء، نزلهم لها شافها تشوف عليه بإبتسامة، جمد في أرضه و هو يشوف عيونها تتعلق بعيونه، لـ لحظة حس بقلبه يتخطى أحد دقاته، حاول يأخذ نفس ليهدي حاله و بعدها رفع رأسه للسماء مرة ثانية، ليش فجأة صارت هـ النجوم باهتة، باهتة لدرجة أنها صارت تختفي من السماء، نزل عيونه لها و هو يبلع ريقه، حط يد على قلبه و هو يكلم حاله: أنا.. أنا حبيت؟




.

.

.

.

.



نهاية البارت...


مثل ما ذكرت لكم، موعد نزول البارتات تغير فـ بارت الجاي بينزل يوم الأربعاء إن شاء الله..
ما بكرة، أربعاء الجاي..


أعرف أني صرت أتأخر عليكم و مقصرة بحقكم بس و الله أني أحاول.. أتمنى أنكم تعذروني..
يمكن ما قدرت أرد على ردودكم بس تأكدوا أني راح أقرأها فلا تحرموني منها
أتمنى البارت يكون قد توقعاتكم مني و مشكورين على الإنتظار..^^..



تفاحتكم


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 11:20 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (14)...

Why does my heart skip a beat on the mention of your name

Is this love I’m feeling or is it just me going insane

©

.

.

.

.

.



رفع عيونه لها و هو يشوفها تتقدم منهم، إبتسم و صار يأشر له بمعنى لف: هذي هي!

قطب حواجبه على حركته و لف يشوف عليها، قطب حواجبه أكثر و هو يشوفها تتقدم منهم و هي تمرر نظراتها ما بينهم، إبتسمت له بس هو ضل على نفس حالته، ما فهمت نظرته بس أربكتها، إقتربت منه أكثر و بإرتباك: إيش.. إيش في؟

ما رد عليها و رجع لف لـ باسل: ممكن أعرف إيش قصدك بالضبط؟

حرك حواجبه بخبث: اللبيب بالإشارة يفهم!

إرتبك و بنبرة حادة: بـاسـل..، ما قدر يكمل لأنه قاطعته ضحكته، قطب حواجبه أكثر من قبل و هو مانه قادر يفهم عليه، يشوفه ينفجر بالضحك و كذي، يتقلب على الكنبة و يضرب رجوله بالأرض، إلتفت لـ بسمة اللي كانت واقفة و مقطبة حواجبها بدورها، حطت يدها على كتفه و هي تحاول تفهم اللي يصير: فيصل إيش في..، و هي تلتفت لـ باسل: إيش فيه؟ إيش صاير؟

إلتفت لأخوه و هو متضايق من اللي يصير، مسك قميصه من كتفه و سحبه له بخفة و هو يحاول يتحكم بأعصابه: باسل بسك ضحك، إيش فيك؟!

حط يد على يده و فك نفسه منه: هههههههههه .. هههههههههه .. أمزح.. أمزح معاك.. شوف.. شوف..، و هو يأشر على وجهه: شوف وجهك كيف.. هههههه .. كيف صار.. هههههههههههههههههههه!

عدل جلسته، إلتفت لـ بسمة و من ثم له: هذا مزاح بالله عليك؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يحاول يهدي حاله، عدل جلسته و حاوطه من أكتافه: أمزح..، و هو يحرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية ليأكد له: أمزح..، سحب يده و حط السوار في كفه: خذ، مانه لي لشخص غالي على قلبك أنت، أنا..، و هو يرفع عيونه لـ بسمة: أنا بس كنت أريد أعرف إيش كثر صارت هـ "الغريبة"..، تعمد يشدد على الكلمة و كمل: تعني لك!

إبتسم له و رفع عيونه لها: ما عادت غريبة!

غصبت إبتسامة على شفايفها و نزلت عيونها، مرتبكة من اللي صار، مرتبكة من حركته كثير، تعرفه يتعمد يسويها، لوين يريد يوصل ما تعرف بس تعرف أنه ما ناوي على خير، رفعت عيونها لـ فيصل، شافته يحاوطه من رقبته و هو يضربه بوكس على رأسه بخفة، يحبه، يعزه كثير، يفكره بدوره يحترمه بس هو ما هامه أبداً، ما هامه غير نفسه، حركت عيونها له لتشوف عيونه عليها، يشوف عليها بنظراته الخبيثة، إشمئزت منه فـ لفت تمشي عنهم، مشت لغرفتها بسرعة، دخلت و سكرت الباب، فسخت شيلتها و صارت تمشي للسرير، جلست و هي تزفر بقهر، حطت يدينها على رأسها بـ حيرة، ما تعرف إيش تسوي، ما تعرف إيش تسوي له، كانت مفكرة أنها بتكون صريحة معاه و تخبره بكل شيء بس ما كانت تعرف أنها بتكون صعبة كذي، صعبة كثير!

رمت حالها على السرير و هي تزفر مرة ثانية، غمضت عيونها و هي تفكر في اللي لازم تسويه، سمعت الباب ينفتح ففتحت عيونها و جلست بسرعة، إبتسم لها، إبتسمت له بإحراج و هي تعدل جلستها، سكر الباب و صار يمشي لها، جلس على السرير بمقابلها و مد لها السوار: خذي!

نزلت عيونها للسوار و من ثم رفعتهم له: لا..، و هي تحرك رأسها بالنفي: خلاص ما أريده..، مسكت يده و نزلته، أخذت نفس و بدت بتردد: فيصل أنت.. أنت قلت لي بنفسك أن أهم شيء عندك الصراحة.. أنت قلت لي أنك ما تريد بيننا أي أسرار.. أنت قلت لي أني صرت جزء مهم من هـ العائلة و أي شيء يضايقني بـ يضايقك!

حرك رأسه بالإيجاب، رفع يده و صار يمسح على خدها بهدوء: قلت لك هالكلام و قصدت كل شيء قلته..، و هو يقطب حواجبه: إيش في، إيش يضايقك؟

أخذت نفس و رفعت عيونها لعيونه: باسل يضايقني!

ضل يشوف في عيونها لشوي و بعدها بهدوء: تمزحي؟

رمشت عيونها بإرتباك و نزلتهم، بلعت ريقها و حركت رأسها بالإيجاب: أمزح!

رفع رأسها له و تكلم بنفس هدوئه: جد؟

رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم و بإرتباك: آههم!

إبتسم لها و طبع بوسة هادية على جبينها: بسمة، إذا في شيء جد يضايقك تكلمي، لا تخبي علي..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: حتى و لو كان باسل، صدقيني هو ما يقصد، هو يمزح كثير و طول الوقت يضحك و إذا هالشيء يضايقك فيه و لا يهمك أنا بكلمه!

إبتسمت له بهدوء و حركت رأسها بالنفي: لا.. أمم.. ما في شيء!

ضرب رأسه برأسها بخفة: متأكدة؟

إبتسمت على حركته و حركت رأسها بالإيجاب

إبتسم و بعد عنها: زين، الحمد لله..، قام و صار يمشي للحمام.

ضلت تشوف عليه لشوي لين إختفى و تسكر الباب وراه، زفرت بقوة و هي تضرب رأسها: غـبـيـة! كان خبرتيه! ضربت رأسها مرة ثانية و رمت حالها على السرير.

سكر باب الحمام و إستند به، أخذ نفس و نزل عيونه ليده يشوف على السوار اللي في كفه، قطب حواجبه و ضل يشوف عليه لشوي، حك جبينه بتوتر و هو يحاول يبعد هالأفكار عنه، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني، حط السوار في جيبه و صار يمشي للمغسلة.


***************************


تنهدت بتعب و هي تشوف على إبرة المغذي اللي بيدها، رفعت عيونها لعيونها لتشوفها لين ألحين مغمضة، تنهدت مرة ثانية و إقتربت بكرسيها لها، رفعت يدها و صارت تمسح على رأسها بهدوء، لقتها طايحة في الغرفة و الحبوب على الأرض حوالينها، فكرتها بلعتها و موتت نفسها، إرتجف قلبها و حملتها للسرير، حاولت تصحيها بس ما صحت، محد كان موجود بالبيت في وقتها غيره فخبرته يجيبهم للمستشفى، توقعته يرفض، يصرخ و يتمناها ميتة بس هو ما نطق بحرف، حملها و ركبها السيارة و هذا هم ألحين في هالغرفة، رفعت عيونها له، واقف بجنب الشباك و معطيهم ظهره، من دخل الغرفة ما تحرك من مكانه، ما تعرف بإيش يكون يفكر، يلوم نفسه على حالتها؟ يمكن، أو يمكن خايف من كلام الدكتورة، آثار الضرب لين ألحين واضحة عليها، تقدر تشتكي عليه، تشتكي أول ما تصحى، نزلت عيونها لها و هي تنتبه لحركة عيونها، إقتربت منها أكثر و بهدوء: حنين يا بنتي..، و هي تمسح على رأسها: يا يمة تسمعيني؟

سمع إسمها فأخذ نفس يهدي حاله، إلتفت لها، ترمش عيونها، نزل عيونه عنها و صار يمشي للباب: يمة أنا بكون برع!

ما ردت عليه و ضلت تكلمها: حنين يا بنتي، أنتي بخير؟

فتحت عيونها و هي تشوفه يطلع و يتسكر الباب وراه، غمضتهم و أخذت نفس، رجعت فتحتهم و رفعتهم لها: خـ.ـالتي..

طبعت بوسة هادية على رأسها: بسم الله عليك، بسم الله، يا بنتي خفت عليك، خفت كثير!

تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم، رفعت يد مرتجفة و حطتها على فمها.

إنقبض قلبها عليها و هي تشوف دمعتها تتدحرج من طرف عينها، مسحتها و بهدوء غير اللي تحس فيه: بس يا بنتي، خلاص، خلاص لا تبكي، لا تقطعي قلبي عليك أكثر من كذي، يا حبيبتي خلاص.. بتجي لك الدكتورة بعد شوي و إذا حابة تشتكي عليه، إشتكي و خليهم يأخذوه..

فتحت عيونها و هي حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها كلامها: خلاص يا بنتي، ما راح أضل ساكتة، المهم أنتي، إشتكي و أنا ماني بـ مانعتك، إذا هو ولدي و ما أرضى عليه عيل أنتي بعد بنتي و ما يهون علي أشوفك كذي، أنتي بنتي أمانة برقبتي، ما راح أخليه يأذيك أكثر من كذي، ما أكثر من كـ..

رجعوا دموعها: خالتي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح أشـ.ـتكي..

سعاد و هي تمسح دموعها: لا تبكي يا حنين، لا تبكي يا حبيبتي، لا تفكري فيني يا بنتي، أنا راضية..

قاطعتها مرة ثانية: ما راح أشتكي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح أشتكي لأني أنا السبب..

حركت رأسها بالنفي: لا يا بنتي..

قاطعتها مرة ثانية و هي تبكي: أنـ.ـا السبب.. أنا السبـ.ـب..

ما فهمت عليها بس ما حبت تتعبها بالكلام: أششش..، و هي تمسح دموعها: أشش، خلاص لا تقولي شيء ألحين، بعدين نتكلم، نرجع البيت و نتكلم!



بعد 50 دقيقة...

وقف سيارته في كراج الفلة و رفع عيونه للمراية يشوف عليها، شافها مرفعة عيونها له، إرتبك فنزل عيونه عنها بسرعة، فتح الباب، نزل و صار يمشي للداخل، نزلت عيونها عنه و هي تحس بيد على يدها، إلتفتت لها و هي تكلمت: يللا يا بنتي، تعالي!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت معاها

حاوطتها من أكتافها و صارت تساعدها على المشي، دخلوا و ركبوا لدور الثاني، ساعدتها تفسخ عبايتها و بعدها جلستها على السرير، جت بتمشي بس مسكت يدها.

حنين: خالتي.. خلينا نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب: نتكلم يا بنتي بس خليني بالأول أسوي لك شيء تأكليه، ما يصير كـ..

قاطعتها: خالتي..، و هي تجلسها: خلينا نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب، أخذت نفس و جلست: إيش في؟

مسكت يدينها و حاوطتهم بيدينها، نزلت رأسها و بدت: أنا آسفة..

سعاد: حنين..

قاطعتها: أنا آسفة.. أنا آسفة.. أنا آسفة..، ضلت ترددها لحتى صارت تبكي

حاوطتها من أكتافها بسرعة و صارت تمسح على رأسها: بس يا بنتي، بسك بكي..

حركت رأسها بالنفي: أنا آسفة.. خالتي.. كله بسببي.. بسببي أنا.. هذيك الليلة.. هذيك الليلة ما صار شيء.. ما صار شيء..

قطبت حواجبها و هي مانها فاهمة عليها: حنين..

قاطعتها مرة ثانية و خبرتها بكل شيء و من البداية، ضلت تسمعها بدون أي كلمة، ضلت تسمعها لين خلصت، غطت وجهها بيدينها و صارت تشهق، حطت يد على رأسها و هي تحركه بقلة حيلة: أستغفر الله، أستغفر الله، لا حول و لا قوة إلا بالله، لا حول و لا قوة إلا بالله..، بعدت يدينها عن وجهها و تكلمت: ليش ما تكلمتي من قبل، يا بنتي ليش؟ كذي زين؟ و بقهر: زيـن كـذي؟ نحن إيش فكرنا فيه.. نحن إيش قلنا فيه.. أخوه كان بيذبحه.. بيذبحه على غلطة هو ما إرتكبها..، و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: أستغفر الله، أستغفر الله! قامت و صارت تمشي لبرع الغرفة.

شافت الباب يتسكر فغطت وجهها بيدينها و رجعت تشهق.


***************************


نزلت من السيارة، سكرت الباب و إلتفتت له، شافته يمشي للداخل بسرعة، قطبت حواجبها بإستغراب و إلتفتت لـ رنا، شافتها تنتظرها، إبتسمت لها و صارت تمشي معاها للداخل، حطت رجلها على الدرج، صارت تركب و عيونها عليه، مستغربة منه، مستغربة كثير، ما نطق بحرف لا لها و لا لأخته، ما رفع عيونه لا لها و لا لأخته، طول الطريق ساكت و عيونه على الشارع، ركبت الدرج و هي تشوفه يلف لممر غرفته و يمشي بسرعة، قطبت حواجبها أكثر بس إنتبهت لحالها و هي تسمعها تتكلم.

رنا بإبتسامة: يللا تصبحي على خير!

ردت لها بإبتسامة: و أنتي من أهله..، قالتها و بعدها لفت تلحقه للغرفة، دخلت، سكرت الباب و لفت تشوف عليه، شافته يحط محفظته و مفاتيحه على الكمدينة و من ثم يمشي للكبتات، يأخذ له ملابس و بعدها يمشي للحمام، شافت الباب يتسكر فمشت للكبتات و هي تكلم حالها: إيش فيه هذا؟ إيش صار له؟ رفعت عيونها لباب الحمام و من ثم نزلتهم و فتحت كبتاتها، أخذت لها ملابس و حركت أكتافها بخفة: و أنا ليش أهتم؟

حست برجفة غريبة فـ لمت عبايتها على نفسها، نزلت عيونها ليدينها و هي تشوف يدينها بيضاء باهتة، باردة، باردة كثير و كأنها فقدت حرارتها، لمت عبايتها على نفسها أكثر و هي تكلم حالها: شكلي أمرض الليلة!

وقف قدام المغسلة و هو ينشف وجهه بالفوطة، رفع عيونه للمراية يشوف على نفسه، مرتبك، لين ألحين مرتبك من حاله، دقات قلبه لين ألحين مانها راضية تهدأ، مانه قادر يفهم اللي صار له فجأة، مانه قادر يفهم ليش ألحين، هي قدامه كل يوم بس ما حس كذي من قبل، ليش ألحين، إيش تغير؟ مانه قادر يفسر حالته إللا بـ..، حرك رأسه بالنفي بقوة يبعد هالفكرة بسرعة، رفع يده لجبينه يتحسس حرارته، مرتفعة، أكيد مريض، بـ يمرض الليلة فصار يخربط، حرك رأسه بالإيجاب يقنع نفسه بهالفكرة، أخذ نفس و مشى للباب، فتحه و شافها جالسة على كنبتها تفرك يدينها ببعض، رفعت عيونها له و هو إرتبك، تكلم بسرعة و بنبرة حادة: خـيـر؟

رجعت رأسها لوراء بإستغراب و قامت: أنا قلت شيء؟

إرتبك أكثر فنزل عيونه عنها و صار يحك رقبته: لا.. أمم.. و لا شيء!

ما إهتمت و صارت تمشي للحمام، مرت من جنبه، دخلت و سكرت الباب وراها، غمض عيونه و هو يستنشق ريحتها، فتحهم بسرعة و صفع جبينه، حرك رأسه بالنفي و صار يمشي للسرير: أنت مريض، أنت مريض..، رمى حاله على السرير و سكر الليتات بسرعة.

طلعت من الحمام و هي تشوف الغرفة متظلمة، تنهدت بقلة حيلة و صارت تمشي للكنبة، تمددت، غمضت عيونها بس رجعت فتحتهم، جلست، رفعتهم له و كلامه يتردد في مسامعها: أوعدك كل شيء يتصلح، ثقي فيني! أوعدك كل شيء يتصلح، ثقي فيني! أوعدك كل شيء يتصلح، ثقي فيني! نزلت عيونها عنه و رجعت تمددت، إيش اللي يتصلح ما تعرف، تصدقه؟ تثق فيه هو؟ تقدر؟ هي لين ألحين ما تعرف هي إيش تكون بنسبة له، هي مغصوبة في هالزواج بس هو إيش غصبه ليأخذها، ليش ما رفضها؟ ليش معلقها كذي؟ يا ترى هو إيش يخبي عليها؟ يا ترى هو إيش ينتظر؟ تنهدت و هي تغمض عيونها، ما تقدر تحط ثقتها في إنسان كذي، ما راح تقدر تثق فيه!


***************************


سكرت الباب بهدوء، لفت و صارت تمشي للدرج، نزلت و صارت تمشي للصالة، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 11:50، نزلتهم لها و صارت تمشي لها، جلست بجنبها على الكنبة، حطت يدها على كتفها و بهدوء: خالتي!

إلتفتت لها و دموعها في عيونها: ما جا.. بعده ما وصل.. يا بنتي خلينا نبلغ الشرطة.. أحس صاير فيه شيء.. يا بنتي الله يخليك..

حاوطتها من أكتافها و بهدوء: خالتي إيش هالكلام؟ لا تخافي عليه، إن شاء الله ما فيه إللا كل خير..، سكتت شوي و بعدها كملت: أول مرة يتأخر كذي؟

حركت رأسها بالنفي

إبتسمت لها بهدوء لتطمنها: عيل لا تخافي، مقهور منا على اللي سويناه، بيرجع، بيرجع لأنه ما عنده مكان ثاني يروح له، لا تخافي!

حركت رأسها بالنفي و هي تنزل يدها عن كتفها و تحاوطه بيدينها: يا بنتي فاهمة عليك بس هم ما أقدر أرتاح إللا لما أشوفه قدام عيونـ..

قاطعتها و بنفس هدوئها: بيرجع إن شاء الله، لا تخافي عليه..، قامت و قومتها معاها: قومي خالتي، روحي لغرفتك و إرتاحي..

حركت رأسها بالنفي: لا يا ناهد، ما أقدر..

إبتسمت لها و صارت تأخذها للدرج: خالتي ما راح يفرق، جلستك هنا ما راح ترجعه بسرعة، هو بيرجع متى ما يريد، أنتي ليش تحرقي دمك كذي بالتفكير، روحي غرفتك و إرتاحي، خليه علي، أول ما يرجع بخبرك..، و هي تشجعها لتركب: يللا خالتي، يللا!

تنهدت بقلة حيلة و صارت تركب، ركبت أول درجين و لفت لها: بس إذا وصل..

إبتسمت لها و هي تحرك رأسها بالإيجاب: و لا يهمك، بخبرك!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تركب.

وقفت لشوي تشوف عليها تركب لين إختفت في الدور الثاني، أخذت نفس طويــل و زفرت، أخذت نفس ثاني و بعدها صارت تمشي لباب الصالة، فتحته و مشت للدرج، جلست و هي تثبت عيونها على باب الحديقة، متوترة بنفسها بس ما تريد تبين لها، خايفة يكون صاير فيه شيء بسببها، يمكن هي تسرعت، ما كان المفروض تحرمه من كل شيء بـ هالطريقة، ما كان المفروض تمحيها من حوالينه بـ هالطريقة، شوي، شوي لحتى يتقبل غيابها، شوي، شوي لحتى يتأقلم، نزلت عيونها و هي تحرك رأسها بالنفي، لا، اللي سوته هو الصح، هو بنفسه ما راح يحس في حاله، هو محتاج لأحد يصحيه من اللي هو فيه، يكفيه يعذب حاله كذي، يكفيه يعذب اللي حوالينه كذي، رفعت عيونها لباب الحديقة و هي تشوفه ينفتح، شافته يدخل، يمشي خطوتين و بعدها يطيح على الأرض بقوة.

شهقت و قامت تركض له بسرعة، و هي تنزل لمستواه: عادل، عـ..، قطبت حواجبها بقوة من ريحته، إذا مانها ريحة عطرها عيل يغرق نفسه في ريحة هـ الكريه، حركت رأسها بقلة حيلة و بعدها إنتبهت لحالها، الباب مفتوح و هي جالسة بدون جلباب، بدون شيلة، قامت بسرعة و سكرت الباب، أخذت نفس و لفت له، نزلت لمستواه مرة ثانية، حطت يدينها على أكتافه و هي تحاول تقومه: عادل يللا قوم.. خلينا ندخل..، و هي تحاول ترفعه: يللا..

قطب حواجبه بقوة و صار يتمتم بكلام غير مفهوم: مـ.ـا.. راح يفـ..ـهموا.. مـحـ.ـد يفـ..ـهم.. هـ.ـم يريـ.ـدوا يبـعـ.ـدوهـ.ـا.. يبـعـ.ـدوهـ.ـا..

حركت رأسها بالإيجاب و هي تجاريه: إنزين، تعال ألحين خلينا ندخل..، سحبته من دشداشته و جلسته بالزور، رفعت يده و حطته على أكتافها، حاولت ترفعه بس ما قدرت: عادل..، و هي تحاول تقومه: قوم..، و هي تأخذ نفس: قوم يللا!

حرك رأسه بالنفي و بنفس حالته: يبـ.ـعـ.ـدوهـ.ـا.. مـ.ـا يعـ.ـرفـ.ـوا هـ.ـي بعـيـ.ـدة من قـ.ـبـ.ـل.. بعيـ.ـدة.. يسرقـ.ـوها منـ.ـي.. لـيـ.ـش يسـ.ـووهـ.ـا فيـ.ـني..

فهمت عليه و عرفت أنه يقصدها بكلامه، إلتفتت له و هي تشوف عيونه مليانة دموع، عيون عادل الحادة مليانة دموع، إنقبض قلبها عليه فنزلت عيونها، جلست على الأرض بجنبه و ضلت تسمعه: هـ.ـم.. مـ.ـا يفـهمـ.ـوا.. مـ.ـا يفـ.ـهـمـوا.. مـ.ـا يفـ.ـهموا.. أنـ.ـا أحبـ.ـهـا.. تعـ.ـبان.. تعبـ.ـونـ.ـي..، قالها و هو يحط رأسه على كتفها بتعب و يغمض عيونه.

غمضت عيونها بقلة حيلة و ضلت بدون أي حركة لشوي، حست فيه يحرك رأسه على كتفها و يريحه عليها، إرتبكت و هي تحس بأنفاسه على رقبتها، بعدت رأسها بإرتباك بس حست فيه يتعلق فيها، إرتبكت أكثر و زحفت عنه بسرعة، طاح على الأرض و هي شهقت، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها إقتربت منه مرة ثانية و صارت تقومه، ما قدرت فقامت تمشي للداخل تنادي ماري لتساعدها.


***************************


يوم الثاني...

بريطانيا – مدينة بريستول...

ضحكاتهم العالية صارت تملي المكان، الكل يسولف، الكل يضحك ما عدا هو، جالس بينهم بس مانه قادر يسمعهم، مانه قادر حتى يحس بوجودهم حوالينه، كل فكره معاها، يتذكر اللي صار الصبح...

طلع من غرفته و شافها واقفة بالمطبخ معطيته ظهرها، شعرها الطويل مربوط بذيل حصان يوصل لفخذها، ذيل حصان بتموجات متناسقة و جميلة، إقترب منها بخطوات هادية و وقف وراها، ما كانت حاسة فيه و هو بنفسه ما كان حاس بحاله، مسك خصلة من شعرها و صار يستنشق ريحتها، ما حس بحاله إللا لما حس بالخصلة تنسحب من بين أصابعه، ما نطقت بحرف بس أربكته عيونها السوداء، لف عنها و طلع من الشقة بسرعة...

رجع من سرحانه و هو يتنهد، الأسبوع ما بقى له إللا كم من يوم و يخلص، هي بـ تروح و تمشي عنه، مانه قادر يفهم حاله، مانه قادر يعرف إذا هو متضايق لأنها بتكشفه عند أبوه و لا هو متضايق من روحتها، تنهد مرة ثانية و نزل عيونه لليد اللي ماسك يده، مريحة كفها في كفه، في شيء متغير، أصابعها صارت أضعف من قبل و أظافرها طولانة، رفع عيونها لوجهها، باهت و عيونها صغرانة، إلتفتت له و إبتسمت، قطب حواجبه، إبتسامتها مصفرة، يا ترى هي ليش تغيرت كذي؟ هي تغيرت و لا هو اللي تغير؟ رفع عيونه لها و هو يحس بأصابعها على خده، أظافرها اللي صارت تطعنه.

هانا بإبتسامة: ما بك عزيزي؟ أأنت بخير؟

نزل يدها و رد بإبتسامة مغصوبة: لا تقلقي، أنا بخير..، و هو يقوم: سأذهب الآن!

مسكت يده و قامت بسرعة: أتريدني أن آخذك بسيارتي؟

حرك رأسه بالنفي، فك يده منها و جلسها: لا، سأمشي!

حركت رأسها بالإيجاب و هو لف يطلع من عندهم، لم الجاكيت على نفسه و بعدها حط يدينه في جيوبه و صار يمشي للبناية، وصل لها بعد ربع ساعة و ركب المصعد، ضغط على دور شقته و تسكر الباب، إنفتح بعد شوي، نزل و صار يمشي لشقته، رفع عيونه لباب الشقة المجاورة و شافه ينفتح، شافه يطلع من الشقة فقطب حواجبه و نزل عيونه عنه، مشى للباب بس تذكر كلامها فلف له ليتأكد منه، شافه بـ يركب المصعد فوقفه: إنتظر!

سمع صوته بس قرر يتجاهله، ركب المصعد و رفع عيونه له، نزلهم عنه و ضغط على الزر ليسكر الباب.

قطب حواجبه على حركته و ركض بسرعة للمصعد، حط يده ليوقف الباب، رفع عيونه له و بنبرة حادة: لنتحدث!

رفع عيونه له: عن ماذا؟ ليس لدي شيئا أود التحدث فيه معك! جا بـ يبعد يده عن الباب بس ما قدر، رفع عيونه له مرة ثانية و هو يقطب حواجبه: ماذا تريد؟

أخذ نفس: أأنت الذي أخذتها للمستشفى؟

سكت شوي و بعدها رد: أخبرتك بذلك و لكنك لا تثق بها..، إبتسم بسخرية، بعد يده عن الباب بقوة و كمل: أنها زوجتك، لماذا لا تعلم عنها؟ إبتسم أكثر: تمشي على خطى والدك، أليس كذلك؟

تضايق منه و جا بيرد عليه بس تسكر الباب على وجهه، قطب حواجبه بقوة و مرر أصابعه في شعره بقهر، لف و صار يمشي لشقته، فتح الباب و شافها تطلع من غرفتها، صفق الباب و مشى لها بسرعة، مسكها من مرفقها و سحبها له بقوة: لـيـش تـكـلـمـيـه؟ أنـتـي لـيـش تـطـلـعـي لـه؟

قطبت حواجبها، نزلت عيونها ليده و من ثم رفعتهم لعيونه و بنبرة حادة: فكني!

سحبها له أكثر: فــرح..، ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها بقوة

عدلت وقفتها و بصوت عالي شوي: قـلـت لـك أنـت مـا لـك أي دخـل فـيـنـي، مـا راح أخـلـيـك تـتـحـكـم فـيـنـي، أسـوي الـلـي أريـده..، إقتربت منه، حطت أصبعها على صدره و عيونها في عيونه: أنت مانك إللا ولد عمي تفهم؟ قالتها و بعدها بعدت عنه بهدوء، لفت و صارت تمشي لغرفتها، دخلت و تسكر الباب وراها.

جمد بمكانه و هو يشوف عيونها في عيونه، حتى و هي راحت عنه و تسكر الباب وراها يقدر يحس بنظرتها مثبتة عليه، دقات قلبه صارت تتسابق مع بعضها و أنفاسه تتسارع، رفع عيونه للباب و هو يبلع ريقه بصعوبة، حط يد على صدره وين ما كانت حاطة أصبعها، نزل عيونه و هو يحاول يأخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها صار يمشي لغرفته بسرعة.

سمعت باب غرفته يتسكر، فتحت عيونها و هي تحارب دموعها، هي مانها متعودة على كذي، مانها متعودة تتظاهر بـ هالقوة، حطت عيونها بعيونه و تكلمت بصوت عالي، عالي لتخفي الضجة اللي تسويها دقات قلبها كلما تكون بهالقرب منه، تكلمت بصوت عالي لتخفي رجفتها عنه، تضعف، تضعف كثير بين يدينه، تضعف له، بعدت عن الباب و مشت لسريرها، جلست و صارت دموعها تنزل!


***************************

مسقط...

وقفت بجنب الشباك و هي تشوف سيارته واقفة قدام الفلة، بعيد عنها بس تقدر تلمحه من شباك سيارته، رفعت يدها تقيس حجمه بأصابعها، غمضت عينها اليسار و صارت تقرب سبابتها من ابهامها لين ما ضل بينهم إللا مسافة صغيرة، تنهدت و هي تفكر لنفسها، بعيد و صغير بس لين ألحين مانها قادرة تنساه، حاولت بس ما قدرت.

: إيش تشوفي؟

شهقت و هي تنط بخوف، إلتفتت له و من ثم لفت عنه و عدلت الستارة بسرعة، رجعت إلتفتت له و تكلمت: و لا شيء، فهد طالع و كنت أشوفه!

ما علق و إقترب منها، بعد الستارة ليشوف سيارة عبدالله، رجع الستارة مثل ما كانت و بعدها إلتفت لها: إنزين ليش خفتي؟

إرتبكت منه و ردت بسرعة: لا، لا إيش تخرف أنت؟ ما خفت و لا شيء بس ما كانت منتبهة لك و أنت فزعتني!

حرك رأسه بالإيجاب و مشى لسريرها، رمى حاله عليه و تكلم: كيف الجامعة؟

إبتسمت على حركته و مشت له: الحمد لله..، و هي تجلس جنبه: أنت كيفك و كيف المدرسة و كيف صديقك..، و هي تحاول تتذكر إسمه: أمم.. سامي؟

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب: الحمد لله كلنا بخير..، عدل جلسته و كمل: باقي لنا آخر فصل و صار لازم نسجل للجامعات هو كان حلمه يكون طيار بس ما يقدر!

قطبت حواجبها: ليش ما يقدر، درجاته مانها زينة؟

سامر: ما عشان درجاته، عشان اللي فيه، هو مريض بالصرع مستحيل يكون طيار!

تنهدت بحزن: ربنا يعوضه بشيء ثاني إن شاء الله!

إبتسم و هو يقوم: إن شاء الله، مشى للباب و جا بيطلع بس طلعت قدامه، إبتسمت له و هو رد بإبتسامة و طلع، طلت في الغرفة و تكلمت: ممكن أدخل؟

رفعت رأسها لها و إبتسمت: تعالي، تعالي!

مشت لها و جلست على السرير بجنبها: مليت من الغرفة فجيت عندك!

حركت رأسها بالإيجاب: أيوا، إيش تسوي لحالك، فهد طلع..، و هي ترفع عيونها لعيونها: مع عبدالله! تعمدت تذكره لتشوف ردة فعلها.

نزلت عيونها ليدينها و من ثم رفعتهم لها: رنا ممكن سؤال؟

إستغربت منها بس حركت رأسها بالإيجاب

أخذت نفس و بتردد: فهد ليش تزوجني؟ ليش وافق علي؟

تفاجأت من سؤالها بس ردت بهدوء: ما أعرف، كل اللي أعرفه أنه أساور رفضته قبل الملكة بيوم و هم عرضوك عليه و هو وافق!

نزلت عيونها ليدينها مرة ثانية، مثل السلعة الرخيصة عرضوها عليه، كان يقدر يرفضها بس هو قرر يرخص قدرها أكثر فوافق عليها، وافق لتكون له شريكته بالغرفة لا غير.

رنا شافتها سكتت فقررت تكلمها بدورها: أنتي ليش وافقتي عليه، ما أنتي كنتي مخطوبة لولد خالتك، مخطوبة لـ عبدالله، ليش ما رفضتيه؟

تذكرت اللي صار بهذاك اليوم فغمضت عيونها بإنكسار، فتحتهم، حركت رأسها بالنفي بس ما ردت عليها.

ما حبت تضغط عليها بالكلام بس كان لازم تسألها: أزهار..، و بتردد: أمم.. أنتي صرتي تحبي فهد؟

فتحت عيونها بصدمة: ها؟

رنا: أنتي تحبي فهد و لا..، بتردد: تحبي عبدالله؟

فتحت عيونها أكثر و قامت: هـا؟

قامت بسرعة تتدارك الموقف: لا، لا تفهميني غلط، ما أقصد أضايقك بكلامي، بس..، إقتربت منها و مسكت يدها لتكمل بس حست بحرارتها و قطبت حواجبها: أزهار..، و هي تقترب منها أكثر و ترفع يدها لجبينها: أنتي ساخنة كثير!

نزلت يدها عنها و هي ترجع خطوة لوراء: لا، عادي..

قاطعتها و بخوف: إيش عادي؟ حرارتك مرتفعة كثير، يبالك مستشفى!

حركت رأسها بالنفي و هي تبتسم لها: لا، لا أبداً، شوي مرتفعة و بتخف لحالها، ما يبالي مستشفى بس يبالي أنام شوي و أتحسن..، و هي تلف عنها: بروح الغرفة و أنام بجي لك بعدين و تشوفيني رجعت طبيعية!

إبتسمت على كلمتها: متأكدة؟

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي عنها، مشت للغرفة و دخلت، سكرت الباب و إختفت إبتسامتها، مصدعة و رأسها ثقيل، ما تريد تجلس لحالها لأنها بـ تمرض أكثر، تريد تلهي نفسها بأي شيء ثاني لتنسى، راحت لها بس هي فاجأتها بأسئلتها، إيش ترد عليها ما تعرف، تخبرها أنهم ما سألوها عن رأيها في هالزواج، تخبرها هي كانت تحلم في حياتها مع عبدالله بس إرتبطت بـ فهد؟ حطت يدها على رأسها و صارت تمشي للكنبة، جلست و رجعت لوراء تريح ظهرها بظهر الكنبة، رفعت عيونها تشوف على السقف، تحب عبدالله؟ تحب فهد؟ حركت رأسها بالنفي، هي ما حبت أي أحد منهم، هي ما تحب أي أحد منهم، غمضت عيونها و هي تتمتم لحالها: ما راح أحب أحد، ما بحب أحد!



.

.

.

.

.




***************************


وقف قدام المراية يعدل في كمته و هي وقفت وراه تعدل دشداشته من أكتافه، إبتسم و هو يرفع عيونه للمراية يشوف عليها: إيش فيك؟

حركت رأسها بالنفي و نزلته: لا أبداً!

حرك رأسه بالنفي و هو مانه مقتنع بردها، دار لها و حط يده تحت ذقنها يرفع رأسها له: قولي إيش فيك؟ من أمس و أنتي كذي، من رجعتي من بيت أبوك و أنتي متغيرة علي!

إبتسمت بخفة و رفعت عيونها له: ماني متغيرة!

حرك رأسه بالإيجاب: بلا متغيرة..، حاوطها من رقبتها و قرب وجهها له، طبع بوسة هادية على رأسها و تكلم: قولي، إيش في؟

غمضت عيونها و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و حطت يدينها على صدره تبعده عنها، غصبت إبتسامة على شفايفها و تكلمت: ما فيني شيء..، و هي تسحب يده و ترفعه له: شوف الساعة كم صارت، تتأخر على صلاتك و أنا بأخذ الذنب..، و هي تمشي وراه و تدفعه من ظهره: يللا على المسجد!

ضحك على حركتها: إنزين هههه.. إنزين رايح لا تدفعي..، فتح باب الغرفة و لف لها، مسك يدها: خلينا ننزل مع بعض!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت معاه، هو طلع للمسجد و هي راحت لأمه، شافتها في غرفتها و معاها عقيلة، إبتسمت بفرح و هي تشوفها عندهم: السلام عليكم!

إلتفتت لها و إبتسمت بدورها: و عليكم السلام، كيفها عروستنا؟ كيف صارت ألحين؟

ضحكت و هي تمشي لها: الحمد لله خالتي، أي عروسة؟ خلاص صرت قديمة..، و هي تبوس يدها و من ثم رأسها: أنتي كيفك؟ إن شاء الله بخير!

إبتسمت لها: الحمد لله..، إلتفتت لأختها و من ثم لها: إشتقت لكم فجيت أزوركم، زبيدة تقول لي أنك تعلمتي كل شيء!

ضحكت و هي تلتفت لزبيدة: يعني صرت أتعلم كل شيء!

عقيلة ضحكت و كملت سوالف، جلست معاهم لشوي و بعدها طلعت تمشي لبيتها، أول ما طلعت من عندهم عم الصمت، صمت غريب و مربك بنفس الوقت، عيونها عليها بس مانها راضية تنطق بحرف، عدلت جلستها بإرتباك و تكلمت: خالتي في شيء؟

حركت رأسها بالنفي و لفت للشباك تشوف على الحديقة.

تنهدت و هي تشوفها تسرح في الحديقة، ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها إبتسمت و قامت تمشي لها: خالتي، تريديني أطلعك للحديقة؟

إلتفتت لها: تطلعيني؟

حركت رأسها بالإيجاب: آها، نطلع للحديقة، نشم شوية هواء و نغير جو!

إبتسمت لها و صارت تمشي لكرسيها لبرع الغرفة: يللا عيل خلينا نطلع!

إبتسمت على تغيرها المفاجئ و مشت وراها تدفعها بنفسها، طلعتها من باب مطبخ الخلفي لأنه بدون درج و أسهل عليها، صارت تمشيها حوالين الحديقة و هي تكلمها و تضحك معاها، وقفتها بنص الحديقة و إلتفتت لها: كم الساعة ألحين؟ عبدالرحمن متى يرجع من المسجد؟

نزلت عيونها لساعتها و من ثم رفعتهم لها و بإبتسامة: ألحين بـ يوصل، خلصت الصلاة!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تزحف للقدام، ضلت تشوف عليها و هي مستغربة من حركتها لين شافتها تطيح من على كرسيها، تطيح على الأرض، فتحت عيونها بخوف و نزلت لمستواها بسرعة: خالتي!



برع – عند باب الشارع...

صار يقترب من الفلة و صوتها صار يوصل له، فكر نفسه يتخيل فحاول يبعد هالأفكار عنه بس بكل خطوة يقترب منها للفلة يتوضح له صوتها أكثر، صوتها و هي تصرخ، صوتها و هي تبكي، إرتبك فصار يمشي بخطوات أسرع، دفع باب الحديقة للداخل و إنفجع من حالتها، كرسيها بطرف، طايحة على الأرض و شيلتها طايحة على أكتافها، شعرها غير مرتب، تبكي و تصرخ، رفع عيونه لها و هو يشوفها واقفة و كأنها جامدة بمكانها تشوف عليها، تقدم بخطوات سريعة لهم: يـمـة!

إلتفتت له و صارت تبكي أكثر: عبـ.ـدالرحمن.. يـ.ـا ولدي.. دفعتـ.ـني.. دفعتنـ.ـي..

رفع عيونه لها و من نزلهم لأمه و نزل لمستواها بسرعة

مسكته من دشداشته و صارت تتعلق فيه: دفعـ.ـتني يـ.ـا ولــ.ـدي.. هـ.ـذي دفعتني..

رفع عيونه لها و هو يشوفها واقفة بمكانها و عيونها عليه، يقدر يلاحظ رجفتها، خايفة، أكيد خايفة، ما نطق بحرف و نزل عيونه لأمه: أششش يمة.. أشش هدي حالك.. بتصرف معاها.. أنا بتصرف معاها..، رفعها و حملها بسرعة، لف و صار يمشي للداخل و هو يحاول يهديها: خلاص يمة.. خلاص!

تعلقت فيه أكثر: تريـ.ـد تموتني.. تريـ.ـد تموتـ.ـني..

ما نطق بحرف و مشى لغرفتها، مددها على السرير، جلس و صار يمسح على رأسها: خلاص يا يمة، خلاص يا حبيبتي.. ما تقدر تسوي لك شيء.. ما راح تقدر.. هدي حالك..، صار يرتب شعرها و يمسح دموعها، يعيد نفس كلامه ليهديها.



برع – في الحديقة...

ما تحركت من مكانها و هي تحاول تستوعب اللي صار، رفعت عيونها للباب و من ثم رمشتهم بخوف و نزلتهم للأرض، هي ما سوت شيء، طيحت نفسها بنفسها و صارت تصرخ، حاولت تهديها، حاولت تقومها بس ما رضت، ما تعرف إيش صار لها فجأة، جنت و كأنها دخلت في إحدى نوبات البكي، ما رضت تهدأ، كلما إقتربت منها دفعتها عنها و زادت صرخاتها، تقول دفعتها بس هي ما لمستها، حطت يد مرتجفة على فمها، لا يكون يصدقها؟ حست بيد على كتفها فـ إنتقزت و صارت ترتجف أكثر، سحبها له بسرعة و حاوطها من أكتافها: هذا أنا هدي حالك!

رفعت عيونها له و بخوف: عبدالرحمن.. والله..، و الدموع تتجمع في عيونها: والله ما سويت شيء.. والله ما دفعتها.. أنا.. أنا بس..، و دموعها تنزل: أنا بس طلعتها.. فكرتها متضايقة من الداخل.. تطلع و تشم شوية هواء.. والله ما سويت شيء.. هي بنفسها.. بنفسها..

حرك رأسه بالإيجاب و حاوطها له أكثر ليهديها: أعرف..، و هو يتنهد بقلة حيلة: أعرف!

تعلقت فيه أكثر: أنا آسفة..

حرك رأسه بالنفي و هو يتنهد مرة ثانية: لا تتأسفي..، و هو يأخذها معاه للداخل: خلينا ندخل و نتكلم!

مسحت دموعها و صارت تمشي معاه، دخل الصالة و مشى للكنب، جلسها و جلس بجنبها، مسك يدينها و حاوطهم بيدينه، رفع عيونه لممر غرفتها و من ثم نزلهم ليدينها: ما أعرف ليش بس كنت حاس مستحيل كل اللي يصير لي يكون حقيقة، حلم و ينتهي..، و هو يزفر بقوة: و هذا إنتهى!

رفعت عيونها له بخوف: عبدالرحمن..

رفع عيونه لها و تكلم: نمارق، أعرف أني أناني بطلبي هذا بس أترجاك تحمليها، تحمليها عشاني، أنا ماني مستعد أخسرك على كذي، ما ألحين و ما أبداً!

زادت من مسكتها على يده و تكلمت: عبدالرحمن..

حرك رأسه بقلة حيلة و نزله: عشاني أرجوك!

فكت يدينها من يدينه، إقتربت منه و حضنته بهدوء، كثر ما هي تحس نفسها محتاجة لأحد يهديها كثر ما هو محتاج لأحد يهديه، مانها سهلة عليه يشوف أمه في هالحالة، ما يعرف إيش يسوي لها، لوين يأخذها، هي تحسها مجنونة و محتاجة لمصح عقلي بس هو ما راح يقدر يعترف بـ هالشيء، صعبة إن ما كانت مستحيلة، تعرفه خايف، خايف من أنها ما تقدر تتحملها، تتركه و تخليه لحاله بس هو ما خبى عليها هالشيء، خبرها من قبل و هي وعدت نفسها أنها تحاول، تحاول لين ما تقدر تكسبها، يمكن صعبة بس هذي مانها مستحيلة، أخذت نفس و حاوطته لها أكثر: لا تخاف، ماني رايحة لمكان، ماني تاركتك عشان كذي!

حاوطها بدوره و هو يدفن رأسه في كتفها: شكراً!

ما ردت عليه و ضلت محاوطته كذي لفترة، بعد عنها بعد فترة و رفع عيونه لممر غرفتها: راح أضل عندها الليلة!

حركت رأسها بتفهم، قامت و قومته معاها: روح غير ملابسك و أنا بجهز لك صينية عشاء، تعشى معاها!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يمشي للدرج، ضلت تشوف عليه لين ركب و إختفى في الدور الثاني، نزلت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و بعدها صارت تمشي للمطبخ.


***************************


كسفت سجادتها، قامت و صارت تمشي للسرير، جلست و هي تتنهد بقلة حيلة، تركتها بالغرفة أمس و من وقتها ما راحت لها، ما سألت عنها، زعلانة منها و عليها، زلة لسان لوين وصلهم، كذبة وحدة لوين وصلتهم، لو كانت نطقت، لو تكلمت في البداية كان ما تدمرت حياتها كذي، لا هو كان بـ يتهور و لا هي بـ تتأذى بس ألحين تأخرت كثير، تأخرت لتتكلم، نزلت عيونها لخيوط الملونة بـ أطراف جلبابها، صارت تمرر أصابعها عليها و هي تفكر فيهم، ضلت على نفس حالتها لفترة طويلة، تحاول توصل لقرار، مرة تشوف قرارها صح و مرة تشوفه غلط بس ما عندها إللا كذي، هم لازم يتحملوا بعض، لازم يتعلموا من أغلاطهم، حركت رأسها بحزم و قامت تطلع من غرفة ليلى، طلعت و هي تروح بفكرها لها، كيف تكون ألحين، راح تقدر عليهم لحالها؟ بـ تتصل فيها لـ تتطمن بس بعدما تخلص من هـ الإثنين، أخذت نفس و فتحت باب غرفتها، شافتها تكسف سجادتها، تكلمت و هي تلف عنها: تعالي، إلحقيني!

رفعت عيونها لها شافتها تعطيها ظهرها، حطت السجادة على التسريحة و طلعت تلحقها، مشت وراها بخطوات هادية غير اللي تحس فيه، شافتها تفتح باب غرفته و تقول له نفس الكلمتين و بنفس النبرة.

كان منسدح على سريره و مكتف يده على عيونه لما إنفتح الباب، بعد يده و إلتفت لها

سعاد و هي تلف عنه: تعال، إلحقني!

جلس و هو يشوفها تمشي عنه، قطب حواجبه و هو يلمحها تمشي وراه، قام و هو يمرر يده في شعره، أخذ نفس، زفر و بعدها طلع يلحقها بدوره، هي متقدمة عنهم و حنين وراها و هو يبعدها بخمسة خطوات، نزلت الدرج و هم نزلوا وراها، مشت للكنب و جلست على الكنبة المنفردة، إلتفتت لهم و أشرت على الكنبة بمقابلها: جلسوا!

إلتفتوا لبعض بإرتباك و من ثم إلتفتوا لها

تكلمت بنبرة حادة: قلت جلسوا!

جلسوا بإرتباك على نفس الكنبة بس بأطرافها.

أخذت نفس، إلتفتت له و بدت بهدوء: هي خبرتني بكل شيء!

ما فهم عليها: يمة..

قاطعته: بكل شيء!

إلتفت لها و هو يحاول يستوعب، قطب حواجبه و من ثم إلتفت لأمه: ألحين؟ و هو يقوم بعصبية: يمة ألحين؟ أنتي صدقتيها ألحين؟ ما أنا قلت لكم من البداية، قلت لكم أني ما لمستها، ما إغتصبتها بس أنتو ما كنتوا راضيين تسمعوني..، و بقهر: ما كنتوا راضيين حتى تشوفوا علي..، إلتفت لها و سحبها من كتفها: لـيـش؟ لـيـش ألـحـيـن؟ أنـتـي إيـش تـريـدي ألـحـيـن؟

قطبت حواجبها و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها: فـكـنـ.ـي..، و هي تحاول تفك نفسها منه: فكني.. أنت السبب.. أنت السبب.. كنت تطلع لي بكل مكان.. بكل مكان.. تركت الدراسة بسببك.. تركت كل شيء بسببك.. نظراتك.. همساتك.. لمساتك.. كلها تقرفني.. كلها تقرفني..

سحبها له أكثر و بنفس حالته: لـيـش مـا وقـفـتـيـنـي إذا كـنـت أقـرفـك كـذي؟ لـيـش مـا مـنـعـتـيـنـي؟ لـيـش مـا نـطـقـتـي؟

صارت دموعها تنزل أكثر: ما قدرت.. ما قدرت.. أنت ليش ما توقفت.. ليش ما تركتني بحالي.. ما قدرت تشوف دموعي.. ما قدرت تحس فيني..

شدها له أكثر: أنـا..

قاطعتهم بسرعة: بـــس!!!

إلتفتوا لها و هي قامت تفكها منه، جلستها على الكنبة و إلتفتت له: و أنـت إجـلـس!

عبدالعزيز: يمة..

قاطعته مرة ثانية: بـس و لا كلمة، أنا بتكلم و أنتو الإثنين تسمعوني!

قطب حواجبه بس ما علق، جلس مكان ما كان جالس قبل و إلتفت لها

سعاد و هي ترجع تجلس على الكنبة المنفردة: أنتو الإثنين غلطتوا، ما في داعي ترموا الملامة على بعض..، إلتفتت لـ عبدالعزيز: أنت ما إغتصبتها بس إذا ما صار اللي صار كان يمكن تغتصبها، إذا ما هي يمكن غيرها، أنت إيش صار لك؟ ما ولدي اللي أعرفه، ما تخاف الله في بنات الناس، تروح لها، تتحرش فيها و تفكر أنه محد بـ يكشفك، محد بـ يعرف؟

نزل رأسه و ما تكلم

إلتفتت لـ حنين: و أنتي بدل ما تتكلمي و توقفيه ضليتي ساكتة و هو ضل يتمادى معاك، يتمادى لين ما وصلتوا لهنا!

نزلت رأسها بدورها و هي تمسح دموعها بكم جلبابها.

ضلت ساكتة لشوي تمرر نظرها ما بينهم و بعدها تكلمت: أنتو الإثنين لازم تتحملوا عواقب أغلاطكم، أنتو الإثنين لازم تتعلموا تتحملوا بعض و أنا ما فيني أتعب معاكم أكثر من كذي، أنا ما فيني أتحملكم أكثر من كذي..

رفعوا رؤوسهم لها و هي كملت: أنا ما أريدكم في بيتي!

فتح عيونه بصدمة: يـمـة!

حركت رأسها بالإيجاب و كملت: هي صارت زوجتك و أنت زوجها، أنتو كبار و مسؤولين عن بعض، أنا ما فيني أتحمل مسؤوليتكم أكثر من كذي، ما أقدر..، إلتفتت له: خذها زوجتك و إطلع من بيتي!

رفعت عيونها لها بخوف: خالتي..

سعاد و هي تقاطعها: لا يا حنين، بس..، و هي تقوم: ماني بـ متحملتكم أكثر من كذي خلاص..، إلتفتت لولدها: خذها و روح، هي أمانة برقبتك لا تفكر ترميها، سامحتك على اللي سويته فيها ألحين أقول أنتو الإثنين غلطتوا بس ما راح أسامحك بعدين، ما بسامحكم أنتو الإثنين ليوم الدين..، إقتربت منهم، أخذت يدها و حطته في يده: خذها و روح، خلاص! قالتها و بعدها لفت عنهم و صارت تمشي للدرج!


***************************


وقف قدام التسريحة يسكر الأزرار و يعدل ياقة قميصه، رفع عيونه للمراية يشوف عليها، شافها جالسة على طرف السرير، منزلة عيونها للأرض و سرحانة، نزل عيونه عنها و مشط شعره، لبس ساعته و عطر من كم من عطر و من ثم لف و صار يمشي لها، جلس على السرير بجنبها و تكلم: وين وصلتي؟

إبتسمت و رفعت عيونها له: ما وصلت لأي مكان!

إبتسم: إنزين في إيش تفكري؟

تنهدت: بكرة أبدأ أداوم، خلصت إجازتي!

قطب حواجبه: جد..، و هو يحاوطها من أكتافها: خلصت بسرعة و ما حسينا..، و هو يقطب حواجبه أكثر: و ما قدرنا حتى نسافر!

إبتسمت على حواجبه المقطبة: عادي، بـ نعوضها بإجازة ثانية!

إبتسم: أيوا..، و هو يطبع بوسة على خدها و بخبث: نعوضها ليش لا!

إبتسمت بحياء، دفعته عنها و قامت: و ألحين ما بتتأخر على العزيمة!

إبتسم، قام و سحبها له، و هو يحاوطها من خصرها: إيش رأيك أفوتها؟

إبتسمت و نزلت عيونها عنه: شوف راحتك!

إبتسم أكثر: إذا على راحتي عيل بفوتها!

ضحكت و هو ضحك و من ثم فكها، مشى للكمدينة، أخذ مفاتيحه و من ثم لف لها: يللا بمشي ألحين!

حركت رأسها بالإيجاب و من ثم مشت معاه لباب الغرفة، شافته يمشي للدرج و ينزل فدخلت و سكرت الباب، مشت للسرير و جت بـ تجلس بس شافت محفظته محطوطة على الكمدينة، كانت بجنب مفاتيحه، أخذ المفاتيح بس نساها، حركت رأسها بقلة حيلة و بعدها إنتبهت لحالها، سحبت شيلتها من على السرير، أخذت المحفظة و صارت تمشي لبرع الغرفة بسرعة، طلعت و هي تلف الشيلة على رأسها، صارت تنزل الدرج بسرعة، وصلت لآخر درجين و إلتوى رجلها، حطت يدينها على الدرابزين بسرعة لتتدارك بس ما قدرت و جت بـ تطيح بس طلع قدامها، مسكها من أكتافها و صار يساعدها لتعدل وقفتها، رفعت عيونها له شافته يبتسم لها، إرتبكت منه و حركت أكتافها لتفك نفسها منه بس ما قدرت.

إبتسم لها أكثر و تكلم: حاسبي، مستعجلة علي كذي، ترى أنا هنا، ما بطير، إصبري تراه توه طالع!

تضايقت منه، رفعت يدها لتبعد يدينه عنها و جت بتتكلم بس تكلم قبلها.

: بسمة!

إلتفتت له، شافته يشوف على يدينها اللي هي حاطتهم على يدينه، إرتبكت من حالها ففكت يدينه بسرعة و بعدت عنه، رفعت عيونها لباسل و من ثم نزلتهم، رفعتهم لـ فيصل و صارت تمشي له بسرعة: أنت.. أنت نسيت المحفظة و أنا كنت نازلة.. و إلتوى رجلي و هو..

إبتسم لها بهدوء: ما قلت شيء..، مد يده لها و هي مدت محفظته له، أخذ المحفظة و صار يأشر على الدرج: يللا، روحي على الغرفة!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي للدرج بسرعة، ركبت و ما بقى غير طيفها، نزل عيونه له، شافه يبتسم له، غصب إبتسامة على شفايفه و لف يطلع، طلع للحديقة و صار يمشي لباب الشارع، فتح الباب و طلع يمشي لسيارته، ركبها و شغلها بس ما حركها، حك جبينه و هو يأخذ نفس و يزفر بتوتر، رفع عيونه لباب الشارع و من ثم نزلهم، حط يده في جيب بنطلونه و طلع السوار، تذكر كلامه: هي بنت أحبها، عطتني إياه كـ عربون حبها لي..، قطب حواجبه و هو يتذكر كلامه من قبل شوي: مستعجلة علي كذي، ترى أنا هنا، ما بطير، إصبري تراه توه طالع..، قطب حواجبه أكثر و هو يتخيل يدينه على أكتافه و يدينها على يدينه، أخذ نفس ثاني و سحب تلفونه من المرتبة اللي بجنبه، دور في الأرقام و إتصل: ألو..، و عليكم السلام..، أقول، أجلوها لمرة ثانية..، لا، ما راح أقدر أجي..، ما أقدر أفارقها يا أخي أنت إفهم..، هههه..، أيوا، أحسن أسبوع الجاي..، آههم..، تمام..، مع السلامة! سكر منه و سكر سيارته، نزل و صار يمشي للداخل، دخل و شافه جالس في الصالة يقلب في القنوات، رفع عيونه له و هو نزل عيونه و صار يمشي للدرج.

إستغرب منه و تكلم: إيش نسيت؟

رد عليه بدون ما يلتفت له: ما نسيت شيء، قررت ما أطلع الليلة!

قطب حواجبه: ليش؟

تكلم و بنفس حالته: يا أخي حاب أقضي الليلة مع زوجتي!

قطب حواجبه بس ما علق.

ركب الدرج لغرفته و فتح الباب، دخل و شاف باب الحمام ينفتح، رفعت عيونها له و بإستغراب: نسيت شيء؟

حرك رأسه بالنفي و مشى لها، مسك يدها، سحبها و حاوطها له، إستغربت من حركته و حطت يدينها على أكتافه لتبعده عنها بس هو زاد من مسكته عليها، إستغربت أكثر: فيصل، إيش في؟

أخذ نفس، بعدها عنه و إبتسم: ما فيني شيء بس قررت أفوتها، بكرة بـ تداومي فقلت بدل ما أطلع مع الشباب أجلس معاك، بس..، و هو يرفع عيونه لعيونها: إذا أنتي مانك حابة وجودي فـ برجع!

ما فهمت قصده بس إرتبكت منه، حركت رأسها بالنفي بسرعة: لا، خليك، لا تروح!

إبتسم لها: متأكدة؟

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة: أكيد!

إبتسم لها أكثر و رجع حضنها، إستغربت منه بس ما علقت، أخذت نفس و ريحت رأسها على صدره.


***************************


موقفين السيارة على طرف الشارع، جالسين على الرصيف بجنب بعض و عيونهم على السيارات اللي تمر من قدامهم، صار لهم أكثر من ساعة جالسين بنفس جلستهم، ساكتين و محد منهم راضي ينطق بحرف، صمت مانه غريب عليهم، هـ الصمت يمر عليهم من فترة لفترة، يمر لما أحد منهم يكون عنده كلام بس ما يعرف بإيش يبدأ، حاس فيه، حس فيه من اللحظة اللي جلس فيه بالسيارة بس فضل يخليه هو يبدأ و لا يغصبه على الكلام بس هو لين ألحين ما تكلم، يتنهد من فترة لفترة و يضل ساكت، إلتفت له و هو يشوفه منزل عيونه للأرض، نزل عيونه لوين ما كان يشوف و تكلم: إيش فيك ساكت اليوم؟

تنهد و حرك رأسه بالنفي: ما فيني شيء..، و هو يلتفت له: و أنت بعد ساكت اليوم!

حرك أكتافه بخفة: ما عندي شيء أقوله!

حرك رأسه بتفهم: و أنا ما عندي شيء أقوله!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يشوف على السيارات: كيفها؟

قطب حواجبه و إلتفت له: مانك ملاحظ، صرت كلما تكلمني، تكلمني عنها!

إبتسم و إلتفت له: إيش الجديد؟ أنا دوم أكلمك عنها بس قول أنت ألحين صرت تتضايق لما أجيب سيرتها!

قطب حواجبه أكثر: و ليش أتضايق؟

حرك أكتافه بخفة: أنت أدرى!

نزل عيونه عنه و ما علق، ضل يشوف عليه لشوي و بعدها إقترب منه، حاوطه من أكتافه و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: بس أريدك تتذكر، تتذكر كلما ترفع عيونك لها، هي نفسها، نفسها اللي ياما سهرت تسمعني أشكي لك عنها، هي نفسها اللي ياما شفتني أبكي لك عليها، هي نفسها، كثر ما تمنيتها ما تمناها غيري، كثر ما حبيتها ما حبها غيري..، شدد من مسكته على كتفه و كمل: ما راح تقدر تحبها كثري، محد راح يقدر!

إلتفت له: عبدالله..

قاطعه و بنفس هدوئه: خنتني مرة يا فهد، لو إيش ما كانت أسبابك بس خنتني مرة..، و هو يحرك رأسه بالنفي: لا تخونني مرة ثانية، ما مرة ثانية، أنت وعدتني..

قاطعه و هو يحرك رأسه بالإيجاب: و أنا على وعدي..، حرك رأسه بالنفي: أنا ما أحبها، ما راح أقدر أحبها..، و هو يقوم و يقومه معاه: أصلاً أنا ما أعرف أحب، ما عندي وقت لـ هالخرابيط..، إبتسم و صار يمشي للسيارة: شفتني في حياتي بكيت لشيء لحتى أبكي لبنت، هالشيء مستحيل، فهد عبدالرزاق مانه فاضي، مانه فاضي للحب! فتح باب السيارة و ركب: تعال حرك سيارتك، بكرة عندي دوام!

ضل يشوف عليه لشوي و بعدها نزل عيونه عنه و صار يتمتم لنفسه: تنكر عشان تقنعني و لا تقنع نفسك؟ أخذ نفس، زفر و صار يمشي لسيارته.



بعد 25 دقيقة...

ركب الدرج و لف لممر غرفته، مشى للغرفة و فتح الباب بهدوء، شافها على الكنبة، مريحة ظهرها بظهر الكنبة، مرجعة رأسها لوراء و مغمضة عيونها، سكر الباب بنفس الهدوء، لف و صار يمشي للسرير، جلس و حط يد على رقبته يحركها، يحسها جمدت و تصلبت من البرد، رفع عيونه للساعة المعلقة على الجدار و من ثم نزلهم لها، حاسة بوجوده و لا نايمة؟ قام و صار يمشي لها، وقف وراء الكنبة و إنحنى يشوف وجهها، توه ينتبه لحواجبها المقطبة و وجهها المحمر، قطب حواجبه بدوره و عدل وقفته، مشى للجهة الثانية و جلس على الكنبة بجنبها، حط يد على خدها و من ثم جبينها يتحسس حرارتها، قطب حواجبه أكثر، حرارتها مرتفعة كثير، حط يده على خدها مرة ثانية و هو يضربها بخفة: أزهار، أزهار تسمعيني؟

قطبت حواجبها أكثر، تقدر تسمعه مانها صماء بس رأسها ثقيل و مانها قادرة تفتح عيونها، تضايقت من كفوفه المتتالية على خدها فبعدت رأسها عنه بخفة: همم؟

رفع رأسها عن الكنبة و حاوطها من أكتافها: قومي خليني آخذك للمستشفى!

حركت رأسها بالنفي و بالزور قدرت تسويها و هي تتمتم: مـ.ـا أريـ.ـد..

قطب حواجبه و هو يحاول يقومها: ما سألتك، خبرتك، يللا ألحين، قومي..، و هو يحاول يوقفها: تقدري تمشي؟

فكت يدها منه و رجعت حطت رأسها على الكنبة: مـ.ـا أريـ.ـد مستـ.ـشـ.ـفـ.ـى!

قطب حواجبها على حركتها أكثر، ضل يشوف عليها لشوي و بعدها تنهد بقلة حيلة: إنزين، ما بنروح المستشفى بس لازم ننزل حرارتك، أنا..، و هو يلتفت حوالينه بإرتباك: أنا إيش المفروض أسوي!

قطبت حواجبها أكثر: إسـ.ـكـ.ـت و خـ.ـلـ.ـيـ.ـنـ.ـي أنـ.ـام!

رفع حاجبه على أسلوبها، هذي و هي مريضة بس الغلط منه هو، ليش يهتم أصلاً، لف عنها و صار يمشي للكبتات، يصير فيها اللي يصير، هي تريد بنفسها، أخذ له بجامته، سكر كبتاته و بعدها مشى للحمام و سكر الباب.

فتحت عيونها شوي و رجعت غمضتهم، زحفت و تمددت على الكنبة، هي ما تحب المستشفيات، ما تحب ريحتها، يمكن هي كرهتها بسبب الفترة اللي قضتها فيها، كل اللي تعرفه أنها كانت بالمستشفى لفترة طويلة، فترة هي فيها ما كانت بوعيها، غمضت عيونها أكثر و هي تحاول تنام، تتمنى تصحى الصبح و تلقى نفسها أحسن، أخذت نفس و زفرت أنفاسها الحارة، أخذت نفس و زفرت مرة ثانية، غفت و هي ما تعرف كم مر عليها، يمكن دقيقة، يمكن دقيقتين أو حتى خمسة بس فزعت و هي تحس بـ هالشيء البارد ينحط على جبينها، جت بتفتح عيونها بس هو كان الأسرع.

جلس على الأرض، حط يده على عيونها يمنعها من أنها تفتحهم و بهدوء: خليك مغمضة، نامي!

ما تكلمت بس ضل يحس بحركة رموشها على يده لفترة لين هدت و حسها غفت مرة ثانية، أخذ نفس و رجع حط الكمادة على جبينها، ضل يغير الكمادات من فترة لفترة، ما يعرف كم مر عليه و هو بنفس حالته، كل اللي يعرفه عيونه صارت تثقل و تتسكر لحالها، حط وجهه على الكنبة بمقابل وجهها و هو يتمتم لحاله: فهد عبدالرزاق أنت مانك فاضي تحبها.. مانك فاضي تحبها بس فاضي تسهر عليها..، غمض عيونه بس رجع فتحهم: إيش لو هي حبتك؟ إيش في وقتها؟



.

.

.

.

.



نهاية البارت..


بارت الجاي يوم الأربعاء إن شاء الله..

راح يكون طويــل و بيتكلم عن كل الشخصيات.. إنتظروني..


اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحتكم!


.
.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 11:31 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (15)...

Our past follows us like our shadow, the only difference is

Our shadow leaves us in the dark while our past lingers

©

.

.

.

.

.



مررت أصابعها على خدها بهدوء، إنحنت و طبعت بوسة هادية على خدها، عدلت وقفتها و من ثم عدلت لها بطانيتها، إلتفتت للثانية و إقتربت من سريرها، باستها على خدها بهدوء، عدلت لها بطانيتها و بعدها لفت تطلع من الغرفة، خفت الإضاءة و سكرت الباب وراها، مشت للمطبخ، دخلت و شافته، جالس على الكرسي و سرحان في الطاولة قدامه، قطبت حواجبها و إقتربت منه، حطت يدها على كتفه و تكلمت بخوف: أنت إيش تسوي هنا؟ ما أنا قلت لك خليك بالغرفة، خليك مرتاح؟ ليش تطلع؟ ما تعرف أنك بـ تتعب، طارق أنا قلت لك كل شيء و لا تتعب حالك، أنت ليـ..، سكتت و هي تشوفه يلتفت لها و هو يحرك عيونه بملل، قطبت حواجبها أكثر، جت بتتكلم بس هو تكلم قبلها.

مسك يدينها الثنتين و صار يسحبها له بخفة: حبيبتي و أنا كم مرة لازم أقول لك، خلي عنك هالخوف الزائد، قلت لك صرت أحسن، أقدر أمشي و أتحرك، مليت من الغرفة و طلعت لك، ما فيها شيء!

أخذت نفس و فكت يدينها منه: يعني تجلس هنا إيش تسوي؟

إبتسم و مسك يدينها مرة ثانية، و هو يبوس كفوفها: أتأملك!

ضحكت بخفة و سحبت يدينها منه، حطت يدينها على أكتافه و رجعته لوراء لتعدل جلسته: عيل تأمل!

إبتسم و حط يد على خده: آخذ لي وضعية التأمل!

ضحكت و هو ضحك، لفت عنه و صارت تمشي للمغسلة، غسلت الصحون، رتبتهم في الكبتات، نشفت يدينها و من ثم لفت له، شافته جالس بنفس جلسته، إبتسمت بقلة حيلة و مشت له، مدت يدها و سحبت يده من على خده و هي تقومه: يللا، خلصت!

إبتسم، قام و صار يمشي معاها للغرفة، فتحت الباب دخلت و دخلته وراها، سكرت الباب و مشت للسرير، و هي تجلسه: نام و إرتاح!

تنهد بملل: ماني تعبان و لا نعسان!

إبتسمت له بهدوء، عدلت له مخدته و بعدها صارت ترجعه لوراء: يللا عشاني!

حرك رأسه بقلة حيلة و حطه على مخدته: أمرك مدام!

إبتسمت له و بعدها لفت تمشي للكبتات، أخذت لها قميص نوم و من ثم مشت للحمام، شاف باب الحمام يتسكر فغمض عيونه و إبتسم لنفسه، لو كثر ما يتحسن ما راح تصدقه، تخاف عليه من عطسة، كحة، من كل شيء، تهتم فيه لدرجة تحسسه أنه طفل، طفلها هي، إبتسم أكثر، هي كانت كذي دوم، ما يعرف ليش فكر أنه يقدر يخبي عليها، ما يعرف كيف تجرأ يبعدها عنه، ما يعرف كيف تجرأ يعذبها، أخذ نفس يبعد هالأفكار، هالأيام مضت و خلاص ما راح ترجع، ما راح يكرر غلطته مرة ثانية، ما راح يكررها لو إيش ما يصير، فتح عيونه و هو يسمع الباب ينفتح، رفعهم لها، شافها تطلع من الحمام و تمشي للتسريحة، ضل يلاحقها بعيونه بدون أي كلمة، لابسة قميص حريري خمري اللون، شعرها مربوط و مرفوع بس كم من خصلة سوداء نازلة على رقبتها البيضاء، قطب حواجبه و هو يشوف شعرها ينفك، يطيح و يغطي رقبتها، أخذ نفس و قام يمشي لها، وقف وراها و صار يلعب بشعرها.

رفعت عيونها للمراية تشوف عليه، نزلتهم بس رفعتهم مرة ثانية و هي تحس فيه يطبع بوسة حارة على رقبتها، إرتبكت و هي تحس بيدينه تحاوطها، نزلت عيونها ليدينه و بإرتباك: طارق.. أنت..

طبع بوسة ثانية على رقبتها و قاطعها بهمس: مشتاق لك ليلى!

دارت له بهدوء غير اللي تحس فيه، رفعت عيونها لعيونه بحياء و من ثم نزلتهم: طارق ما يصير، أنت..

قاطعها مرة ثانية و هو يقربها له أكثر: ما فيني شيء..، و هو ينحني ليطبع بوسة على كتفها: ما فيني شيء!

غمضت عيونها و هي تحس بنفسها تضيع في أنفاسه الحارة، فتحتهم بسرعة و بخوف: جرس..، حطت يدينها على صدره تبعده عنها: طارق، جرس.. أحد يدق الجرس!

قطب حواجبه بإستغراب: إيش؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له، جت بتتكلم بس سمعته مرة ثانية، شافته يقطب حواجبه أكثر فعرفت أنه سمعه بدوره، تكلمت و هي ترفع عيونها للساعة المعلقة على الجدار: من.. من يكون جاي في هالوقت؟

رفع عيونه للساعة و هو يشوفها 11:30، نزلهم لها و هو يحرك أكتافه بخفة، لف و صار يمشي لباب الغرفة: خليك هنا!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تشوفه يطلع من الغرفة، ما قدرت تمسك حالها فمشت للكبتات بسرعة، أخذت جلبابها، لبسته و طلعت تلحقه، وقفت عند باب الصالة و هي تشوفه يفتح باب الحديقة، شافته يرجع لوراء و يفتح الباب أكثر، حطت يدها على قلبها و بخوف: عزيز!!!



بعد شوي...

جلس بجنبها على الكنبة و هو يمرر نظره من عليهم، هو منزل عيونه للأرض و يحرك رجله بتوتر واضح، هي جالسة على نفس الكنبة بس بطرف الثاني، منزلة عيونها بدورها و شابكة يدينها ببعض، إلتفت لها، شافها تشوف عليهم و هي مقطبة حواجبها، عندها كلام بس ما راح تبدأ بوجوده، يحترم هالشيء فحط يد على كتفها و قام: أخليكم!

إلتفتت له و حركت رأسها بالإيجاب، إنتظرت لحتى يمشي للغرفة و يتسكر الباب وراه و بعدها قررت تتكلم، إلتفتت لها و من ثم له: خير، إيش في؟ إيش صاير؟ و هي مستغربة من وجودهم مع بعض: إيش جابكم لهنا؟

مرر يده في شعره و هو يزفر: ما عرفت وين أروح فجيت عندك..، و هو يرفع عيونه لها: يمة..، و هو يزفر مرة ثانية: يمة طردتنا من الفلة!

فتحت عيونها بصدمة: إيــش؟ حركت رأسها بعدم تصديق: أنت إيش تقول؟

عبدالعزيز حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها، و هو يأشر على حنين الجالسة بجنبه: هي السبب!

إلتفتت لها لتشوف دموعها تطيح على خدها وحدة وراء الثانية، إلتفتت له و تكلمت: عزيز، كيف هي السبب، إيش صار، إيـ..

قاطعها و هو يزفر بقهر: هي السبب، حاولت أكلمكم، حاولت كثير بس محد منكم سمعني ، قلت لكم ما لمستها بس محد منكم رضى يصدقني..، و هو يأشر عليها: إعترفت.. توها بس تعترف بكل شيء!

إلتفتت لها و هي مانها قادرة تستوعب: حنين، هو إيش يقول.. إيش اللي صار؟

شهقت بخفة و تلتها شهقة ثانية: هو السبب.. هو السبب.. أنا كنت خايفة.. خايفة.. إذا ما منعته في وقتها كان بـ يتعدى علي.. كان بـ يغتصبني..

إلتفت لها بعصبية و سحبها من عبايتها: ما أنا اللي غصبتك تمنعيني، ما أنا اللي غصبتك؟ أنتي بنفسك ما كنتي راح تمنعيني، ما كنتي بـ تقدري!

صارت تبكي أكثر: فكني..، و هي تحاول تفك نفسها منه: فكـ.ـني..

شدد من مسكته عليها: حـقـيـرة بـسـبـبـك إنـطـردت مـن بـيـتـي، كـلـه بـسـبـبـ..

ليلى و هي تقاطعهم بصوت عالي: بـسـكـم أنـتـو الإثـنـيـن..، و هي تفك حنين من يدينه و تسحبها لها: بس خلاص يكفي..، إلتفتت له و تكلمت: لا تنسوا أنتو في بيتي ألحين، في بيتي أنا! جلست و جلست حنين بجنبها: ما ألوم أمي على اللي سوته فيكم، ما ألومها، لين متى تتحملكم، كل واحد بدل ما يصلح أغلاطه يروح يغلط غلطة أكبر من اللي قبل..، إلتفتت لحنين و من ثم له: أنتو إيش تريدوا مني ألحين، أقنع أمي و لا أخليكم تضلوا عندي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ما أقدر.. أنتو لازم تدبروا حالكم بنفسكم..

عبدالعزيز و هو يقطب حواجبه: ليلى أنا ما عندي أحد غيرك.. ما عندي مكان أروح له..

حطت يدينها على رأسها و هي تحركه بقلة حيلة: أستغفر الله، أستغفر الله..، ضلت ساكتة لشوي و بعدها أخذت نفس تهدي حالها و تكلمت: تضلوا عندي الليلة و بكرة تمشوا، أخبر طارق يأجر لكم شقة من شققه..

قاطعها بسرعة و هو يقوم: ليلى أنا ما أقدر معاها..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أقدر معاها!

ليلى و بنبرة حادة: عزيز إيش هالكلام، يعني بـ تتركها عندنا، أنت جنيت؟ تأخذها معاك وين ما تروح، هي زوجتك..، و هي تقوم و تسحبه من يده: زوجتك، تفهمني؟

قطب حواجبه بقوة و ما نطق بحرف

فكته بعصبية و بعدها إلتفتت لحنين، مسكت يدها و صارت تمشي: يللا إلحقنا!

أخذ نفس و زفر أنفاسه بقهر، أخذ نفس ثاني و زفر مرة ثانية، رفع عيونه لها و هو يشوفها تمشي مع ليلى، حاول يأخذ نفس مرة ثانية، يحس نفس يغلي، بينفجر في أي لحظة، يتهور و يذبحها، مانه طايق وجودها حوالينه، مانه قادر يشوفها قدامه، بسببها إنهدم كل شيء، بسببها تدمرت حياته، تدمرت و هو ما عاد يعرف كيف يصلحها، مرر أصابعه على وجهه بقلة حيلة، زفر و بعدها مشى يلحقهم.

ليلى و هي تفتح لهم باب الغرفة: راح تضلوا هنا الليلة..، إلتفتت له: راح تضل معاها!

ما رد عليها و مشى يدخل الغرفة بسرعة

إلتفتت له و من ثم لها: ليلى.. أنا آسفة..

تنهدت بقلة حيلة: لا تتأسفي يا حنين.. لا تتأسفي..، و هي تتنهد مرة ثانية: يللا، روحي إرتاحي! قالتها و بعدها لفت عنها و صارت تمشي.

ضلت واقفة تشوف عليها لين إختفت و ما بقى غير طيفها، نزلت عيونها و بعدها لفت للغرفة بخوف، تقدمت بخطوات مترددة، دخلت و سكرت الباب، جت بتلف بس إنسحبت من يدها بقوة، دارها، دفعها و ثبتها على الجدار، إرتجفت و هي تشوف صدره يرتفع و ينخفض من شدة أنفاسه، إرتجفت أكثر و هي تشوفه يقترب منها، رجعوا دموعها: عـ.ـز..

قاطعها و هو يرص على أسنانه: ما أريد أسمعك، ما أريد أحس فيك حواليني، بلا كلمة، بلا حركة، بلا نفس و لا والله بذبحك.. بذبحك يا حنين تفهميني؟

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و نزلت عيونها عنه بخوف

فكها و صار يمشي للسرير و هو يأشر على أحد زوايا الغرفة: هناك، خليك هناك!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية، مشت بسرعة للزاوية، جلست و إستندت بالجدار، شافته يرمي نفسه على السرير و يزفر بقوة، لمت ركبها لصدرها و نزلت عيونها عنه، ضلت على نفس جلستها لفترة طويلة و لما حسته نامت، نزلت رأسها لركبها و صارت تبكي بصمت، كل شيء ضاع، هي ضاعت، ما عادت تعرف أي حياة تكون هذي اللي تنتظرها معاه، مانها قادرة تتخيل أيامها معاه، يريدوا يجمعوهم في بيت واحد و يسكروا عليهم الباب، بيذبحها، بيموتها أكيد، غمضت عيونها بتعب و هي تتمتم لنفسها: يا الله لطفك.. لطفك يا رب!


***************************


تنهدت بملل و صارت تتقلب على السرير، إلتفتت لطرفه الفاضي و تنهدت مرة ثانية، مانها قادرة تنام، مانها قادرة لأنها تعودت تحط كفه تحت خدها، تغمض عيونها على ريحته و تفتحها على ريحته، تعودت تسمعه يتمتم لها بمدى حبه لها قبل النوم و يصحيها بنفس الكلام بالصبح، تعودت على كل شيء فيه، تحبه من قبل و ألحين صارت تعشقه و تعشق كل شيء فيه، تنهدت للمرة الألف و رفعت عيونها للسقف، مانها قادرة تنام عشانه عندها تحت، متوترة منها لين ألحين، متوترة من اللي صار، ما صدقها اليوم بس إيش لو صدقها بكرة؟ خافت من هالفكرة فبعدتها عن رأسها بسرعة، لا، هو يعرف كل شيء، يعرف أنها تسوي كذي لأنها مانها قادرة تتقبلها، تسوي كذي لتبعده عنها، هو يعرف و ما راح يسمح لها، هو يحبها و ما راح يتخلى عنها، ما راح يتخلى و عشان كذي طلب منها تتحملها، تتحملها عشانه!

نزلت عيونها و من ثم حركتهم للساعة المحطوطة على الكمدينة، 6:30 ص، مر الليل عليها بنفس أفكارها، أخذت نفس و زفرت بتعب، سمعت الباب ينفتح فإلتفتت تشوف عليه، شافته معطيها ظهره و يسكر الباب، غمضت عيونها بسرعة، يفكرها نايمة أحسن!

أخذ نفس بتعب و لف يمشي للسرير، مشى لطرفها ليشوف عيونها مغمضة، جلس بهدوء و صار يمرر أصابعه على خدها بهدوء، إبتسم و هو ينتبه لحركة عيونها، تمدد بجنبها و دخل بالبطانية، حاوطها من بطنها و قربها له، طبع بوسة هادية على خدها و من ثم حط خده على خدها و تكلم بهمس: مانك نايمة!

فتحت عيونها و بنفس الهمس: ما قدرت!

حاوطها له أكثر: ليش؟

فكت نفسه منه و دارت له: خايفة!

قطب حواجبه: ليش؟

نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له: خايفة يجي يوم و تتركني عشانها..، و الدموع تتجمع في عيونها: عبدالرحمن أنا أعرف.. أعرف إذا أنت إنجبرت تختار بيننا بتختارها!

رفع يده ليمسح دموعها: الله لا يجيب هـ اليوم.. الله لا يجيبه..

إقتربت منه و دفنت رأسها في صدره: بتختارها علي..، و هي تبكي: بتختارها علي..

حاوطها له أكثر: نمارق يا حبيبتي.. لا تبكي..

صارت تبكي أكثر: لا تختار.. لا تختار أحد.. خليني معاك.. خليني معاك..

زاد من مسكته عليها: أششش، يا حياتي، أششش خلاص لا تبكي، أنا أحبك ماني بـ متخلي عنك، ما راح أتخلى عنك، ليش تتكلمي عن شيء لا صار و لا بـ يصير؟ لا تبكي عشان كذي، لا تبكي..، و هو يبعدها عنه و يمسح دموعها: ما أريد أشوف عيونك بالدموع..، و هو يبوس عيونها: ما أريد أشوفها بالدموع!

رفعت عيونها لعيونه: توعدني.. توعدني أنك ما تبكيني!

حرك رأسه بالإيجاب بسرعة: أوعدك يا حبيبتي، أوعدك ما أبكيك، ما أبكيك أبداً..، و هو يمسح آثار دموعها من على خدودها: خلاص لا تبكي، نامي..، و هو يقربها له مرة ثانية: نامي!

حطت يدها على صدره تمنعه: عندك دوام.. ما تروح؟

حرك رأسه بالإيجاب: بلى، بروح بس أول أنتي نامي..

قاطعته: بتتأخر!

إبتسم لها و هو يقرب رأسها لصدره: عادي، بتأخر شوي..، و هو يأخذ نفس: و أنا ما قدرت أنام، بنام على الأقل لساعة و بعدها أقوم و أمشي..، و هو يغمض عيونه: نامي يا حياتي، نامي!

أخذت نفس و هي تحس بمسكته تزيد عليها، أخذت نفس ثاني و غمضت عيونها.


***************************


فتحت عيونها بهدوء، غمضتهم و هي تحس بريحة عطره تملي الغرفة، رجعت فتحتهم و هي تسمع الباب يتسكر، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 8:30، يكون رايح الدوام، نزلت عيونها و هي تحس بـ هالثقل عليها، إنتبهت للبطانيات اللي عليها، مانها وحدة، و لا اثنين، و لا ثلاثة، مغطيها بأربعة بطانيات ثقيلة، بعدتهم عنها و جلست، رفعت يدها تتحسس حرارتها، نزلت كثير، يمكن حتى إختفت، أخذت نفس و هي تتمتم لنفسها: الحمد لله! نزلت يدها و من ثم نزلت عيونها للطاولة قدامها، كمادات مرمية عليها، سطل صغير بشوية ماي فيها، كوبين ببقايا كوفي، غلاس بعصير نصه مشروب، شكلها بارة لأنه قطرات الماي باقية عليها، قامت بسرعة و صارت تمشي للشباك، بعدت الستارة تشوف عليه، سيارته لين ألحين موجودة، جت بـ تسكر الستارة بس شافته يطلع و يمشي لسيارته، ضلت تشوف عليه لين ركب و حركها، رفعت حواجبها بإستغراب: سهر علي؟

حاولت تتذكر اللي صار بالليل بس ما قدرت، كل اللي تتذكره أنه حط يده على عيونها يمنعها من أنها تفتحهم و بعدها هي أكيد غفت، ما تعرف إيش صار، إلتفتت تشوف على الطاولة، معقولة يكون سهر عليها، ليش؟ هو صار يهتم؟ إبتسمت لنفسها بحياء و بعدها إنتبهت لحالها، هزت رأسها تبعده عنها، مشت لكبتاتها، أخذت فوطتها و مشت للحمام.



تحت – على طاولة الفطور...

جلست تأكل بهدوء و عيونها عليها، من جلست على الطاولة ما نطقت بحرف، سرحانة في صحنها بس ما لمست أكلها، مستغربة منها، إيش شاغل بالها، حطت ملعقتها بجنب صحنها و قررت تسألها: ماما!

رفعت عيونها لها: همم؟

رنا: إيش فيك؟ وين سرحانة؟

زينة و هي تتنهد: وين بعد أسرح يا بنتي، أفكر فيكم، أفكر في أختك و أفكر في أخوك!

رنا إبتسمت لها: إيش تفكري فينا يا ماما، إيش حلاتنا ما نشكي من شيء!

إبتسمت بدورها: الحمد لله و هذا اللي أريده بس فهد الله يهديه..

رنا بإستغراب: إيش فيه؟

تنهدت مرة ثانية: إيش أقول لك ما أعرف، ما أقدر عليه، حاولت أكلمه بس مانه راضي يسمع..

رنا و هي مانها فاهمة عليها: ماما أنتي إيش تقصدي؟

جت بتتكلم بش شافتها تنزل من الدرج، تنزل و هي بجلبابها، تنهدت بقلة حيلة و سكتت، ما بس هو، هي بعد لازم تكلمها، لمتى راح يضلوا بـ هالحال؟ يمكن هو ما يقترب منها لأن هي ترفضه، لازم تكلمها و تفهم منها.

إبتسمت و هي تقترب من الطاولة: صباح الخير!

إبتسموا لها: صباح النور!

أزهار و هي ترفع لهم الأكواب اللي بيدها: بآخذهم للمطبخ و برجع لكم!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و هي راحت، رجعت بعد شوي، سحبت كرسي بجنب رنا، جلست و صارت تأكل بهدوء.



بعد الفطور...

وقفت عند باب المطبخ و هي تشوفها تغسل المواعين، تقدمت منها بهدوء و تكلمت: أزهار!

إلتفتت لها بإبتسامة: نعم خالتي؟

زينة: خلي عنك بعدين كملي، تعالي معاي أريد أكلمك!

إستغربت منها بس حركت رأسها بالإيجاب، تركت اللي بيدها و مشت تلحقها للصالة، شافتها تجلس على الكنبة فجلست بجنبها، سكتت و هي تنتظرها هي تبدأ بالكلام.

مسكت يدها و تكلمت بهدوء: يا بنتي أنتي و فهد صار لكم فترة متزوجين و اللي عرفته من فهد أنه لين ألحين ما إقترب منك، ما لمسك..

نزلت عيونها و هي تحس بخدودها تحمر، إنحرجت و ما عرفت إيش ترد عليها

زينة بنفس هدوئها: يا بنتي جاوبيني بصراحة، أنتي رافضتيه؟

إنحرجت أكثر و إرتبكت بنفس الوقت، سحبت يدها منها: لا.. خالتي.. أنا.. هو.. نحن.. أقصد هو..، سكتت و هي تحس فيها تمسك يدها مرة ثانية.

زينة و هي تمسح على يدها بهدوء: يا بنتي لا تستحي مني، أنا بحسبة أمك إذا ما تكلميني بـ تكلمي من؟ أنتي شفتي منه شيء ضايقك، أنتي شفتي منه شيء زعلك و عشان كذي أنتي رافضة قربه..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أنتي وافقتي عليه بنفسك، ما أعتقد أحد غصبك عليه..

قطبت حواجبها بخفة و ما نطقت بحرف

زينة و هي تكمل: يا بنتي، أنا ما أعرف هو ليش وافق عليك بس خلاص إرتبط فيك و صار زوجك، هو له حقوق عليك و أنتي لك حقوق عليه، ما يصير تمنعيه منك، حرام..

قطبت حواجبها أكثر و لا رد

إبتسمت بهدوء و كملت: يا بنتي أنا ما أعرف إيش اللي بينكم، يمكن أنتي تقولي هو مانه مهتم فيك فـ أنتي بدورك ما تهتمي، بس لا تنسي أنتي زوجته و عليك تهتمي فيه، تسأليه، تتزيني عشانه..، سحبت طرف جلبابها: طول اليوم و أنتي تدوري بجلبابك هذا، ما شفتك تزينتي له بيوم، ما شفتك لبستي مثل باقي البنات، أقول يمكن تستحي من سامر و أبوه بس واحد على مدرسته و الثاني بالدوام و بعدين عندك غرفتكم، ما فيها شيء تلبسي لزوجك و ترتبي نفسك عشانه، خليه يشوفك، خليك دوم حلوة بعيونه، لازم تهتمي بنفسك عشان هو يهتم فيك و يحبك!

رفعت عيونها لها و من ثم نزلتهم تشوف على جلبابها، الظروف اللي جمعتهم ببعض ما خلتها تفكر فيه كزوجها، ما فكرت فيه كإنسان له حقوق عليها، ما فكرت أنه هالشيء يغضب ربها، بس بنفس الوقت هو ما طالبها بشيء، ما إقترب منها، ما رفع عيونه لها بـ هذيك النظرة، من أول حط مسافة بينهم، من أول رسم حدود بينهم، تجمعهم غرفة وحدة بس هو على سريره و هي على كنبتها، بارد معاها بأوقات و أوقات ثانية يكون مقهور و معصب منها، كلمة حلوة ما طلعت لها منه، ما تفهمه، ما تعرف هو إيش يريد منها بالضبط، معقولة يكون يريدها هي تهتم، يريدها هي تبادر، هي تأخذ أول خطوة؟ رفعت عيونها لها و هي تحس بيدها على خدها.

زينة: إسمعي مني يا حبيبتي و سوي مثل ما أقول لك، أنا ما أريد غير أشوفكم مبسوطين، خطوة منك و إن شاء الله يلحقك هو بخطوة منه..، و هي تبتسم لها: بس أنتي تزيني و على قولتكم تكشخي عشانه!

إبتسمت على كلمتها و نزلت رأسها بحياء: إن شاء الله!

إبتسمت لها أكثر: رنا ما عندها محاضرات اليوم، إطلعي معاها للسوق اليوم و إشتري لك كل اللي ناقصك..، و هي تمسك جلبابها مرة ثانية: ما أريد أشوفك في هالجلباب أبداً إللا على الصلاة!

إبتسمت لها مرة ثانية: إن شاء الله!

زينة و هي تقوم: أروح أخبرها..، و هي تمشي للدرج: تروحوا من ألحين تخلصوا من وقت و ترجعوا..، صار صوتها يبتعد تدريجياً حتى إختفى في الدور الثاني.

إبتسمت أكثر بس إختفت إبتسامتها، أربكتها فكرة قربه منها، أربكتها كثير، ما تعرف إذا هي تقدر على هـ الخطوة بس إذا ما حاولت ما راح تعرف، أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها قامت و صارت تمشي للمطبخ تكمل اللي كانت تسويه.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

حطت يد على الدرابزين و يد الثاني ماسكة به تلفونها و حاطته عند أذنها، تكلمها و عيونها على نهر أفون، الشيء الوحيد اللي بـ تشتاق له من هـ المدينة هو هـ النهر، ما جا لها تروح له بس ياما وقفت على هالبلكون و سرحت فيه، تخيلت نفسها تمشي بجنبه، يدها في يده، تخيلت كثير أو بالأحرى تمنت كثير بس راح تضل مجرد أمنيات بـ تنساها مع الوقت، إنتبهت لحالها و هي تسمع صوتها من طرف الثاني، نزلت عيونها للدرابزين و تكلمت: معاك، معاك..، لا، ما رحت لأي مكان..، الأسبوع يخلص بكرة و المفروض يسفرني..، لا، لين ألحين ما قال شيء..، ما راح أغير رأيي، ما هالمرة بسمة..، ما تعرفي إيش كثر صعبة أسمعها منه و بكل برود أني مجرد غلطة..، ما راح أقدر أنساها، ما أقدر..، أناني و راح يضل أناني..، آههم، لا تخافي علي، ما راح أضعف له، ما مرة ثانية، خلاص إكتفيت..، سوري بسوم أعرف أنك بالدوام و عطلتك، خلاص بسكر..، آههم، سلمي عليهم! سكرت منها و أخذت نفس تهدي حالها، لفت بتدخل بس شافته واقف في البلكون الثاني يشوف عليها.

إرتبك فنزل عيونه عنها: أنا آسف لم أكن أستمع لمكالمتك، خرجت للشرفة و وجدتكِ هنا، لم أكن أقصد..

إبتسمت له بهدوء و قاطعته: لا يهم، لا داعي للإعتذار..، و هي تغير السالفة: أتفهم اللغة العربية جيداً؟

إبتسم و هو يشوف إبتسامتها: أفهمها و لكن هناك بعض كلمات يستصعب علي فهمها!

إبتسمت أكثر: ستفهمها عندما تبدأ بممارسة اللغة!

حرك أكتافه بخفة: ربما و لكن لا أعتقد بأني سوف أتحدث بهذه اللغة، ليس لدي أحد أحدثه بالعربية؟

قطبت حواجبها و هي تأشر على نفسها: و ماذا عني؟

إبتسم على حركتها بس إختفت إبتسامته و هو يتذكر، إقترب بخطوة من الدرابزين و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: سترحلين!

إرتبكت من نبرته بما أنها ما قدرت تفهمه، رفعت عيونها لعيونه و إرتبكت أكثر من نظرته، نزلت عيونها عنه بسرعة و رجعت بخطوتين لوراء، ما حبت تبين له إرتباكها فتكلمت بالعربي: عيل إيش ننتظر نبدأ من ألحين!

ضحك يخبي توتره من الحركة اللي صارت، بعد عن الدرابزين و صار يمشي للباب يتهرب منها: ربما لاحقا، لدي ما أقوم به الآن..، و هو يدخل غرفته: أراكِ لاحقا..، أنهى جملته بكلمة: إن شاء الله!

إبتسمت بخفة و لفت تدخل بدورها.

إستند بباب البلكون من الداخل و غمض عيونه بقلة حيلة، مانه قادر يفهم حاله، كل شيء فيها صار يجذبه لها، مستحوذة على كل تفكيره، ينام يحلمها، يصحى يتخيلها، طلع للبلكون لأنه يعرف أنها بتطلع بدورها، مانه قادر يتحكم بتصرفاته، غصباً عنه وقف يتأملها، مانه خايف يحب بس خايف يحبها هي، خايف لأنه يعرف أنها بعيدة كل البعد عنه، خايف لأنه يعرف هي لغيره، لو كثر ما يحاول ينكر إللا أنه ما يقدر، ما يقدر ينكر أنها لأخوه، غمض عيونه أقوى و هو يكلم حاله: ابتعد عنها، ليست لك و لن تكون!



الشقة المجاورة...

وقف قدام باب غرفتها و نزل عيونه للتذكرة اللي بيده، الطيارة بعد ثلاثة أيام، قدر يحصل على طيارة لبكرة بس ما يعرف ليش أخذ هذي، شعور غريب، مانه قادر يفسره، ما يعرف إذا هذا تعلق و لا خوف بس ما يريد يبعدها عنه، ما بهالسرعة، تنهد و رفع عيونه للباب، ليش بُعدها عنه فجأة صار شيء مهم، ما هو كان يريد هالشيء، ما هو كان يريد يفتك منها ليعيش حياته مع هانا، تردد إسمها في مسامعه فقطب حواجبه، ما عادت نفسها تغيرت عليه، كل صغيرة منها صارت تضايقه، حركاتها صارت ما تنطاق، مانه قادر يتحملها.

حرك رأسه بالنفي يبعدها عن رأسه، أخذ نفس و دق على الباب، إنتظر شوي بس ما جا له أي رد، رفع يده ليدق مرة ثانية بس إنفتح الباب، رفع عيونه: أنا..، سكت لما طاحت عيونه بعيونها، هالعيون ما كانت تعني له من قبل، ما كانت تعني له أبداً بس ألحين نظرة منها تخربط له كل كيانه، تجنن دقات قلبه، تنسيه كل المفردات، هالعيون ما كانت تعني له أبداً بس ألحين يحس نفسه يضيع فيها، يغرق في سوادها، راضي و بدون ما يطلب النجاة!

ضلت ساكتة شوي تنتظره يتكلم، إنتبهت لنظراته فإرتبكت، نزلت عيونها عنه بس رجعت رفعتهم له و بتردد: إيـ.. إيش في؟

إنتبه لحاله فنزل عيونه عنها بسرعة، مد لها التذكرة و بدون ما يرفع عيونه لها: جهزي حالك، طيارتك بعد ثلاثة أيام!

نزلت عيونها للتذكرة و من ثم رفعتهم له: ما المفروض بكرة؟

قطب حواجبه بضيق و رفع عيونه لها: هذي أقرب طيارة حصلتها لمسقط، تريديها خذيها، إذا لا..، و هو يرفع التذكرة: بشرخها و برميها، ما في سفرة..، جا بـ يقطعها بس يدينها منعته.

مسكت يدينه بسرعة و نزلتهم: لاآآآ..، و هي تسحب التذكرة منه: أريدها..، رجعت بخطوة لوراء: شكراً! قالتها و بعدها سكرت الباب.

نزل عيونه ليدينه و هو يحس بلمستها عليهم، زفر بقلة حيلة و صار يمشي للصالة، رمى حاله على الكنبة و هو يسمع رنين تلفونه، سحب التلفون من على الطاولة قدامه و لما شاف الرقم قطب حواجبه، رد بدون نفس: مرحباً..، كلا، لا أستطيع المجيء، ليس اليوم..، لا لست مريضاً، تعبٌ و حسب..، لا تقلقي سأكون بخير! سكر منها، أخذ نفس و زفر مرة ثانية، ما كذب عليها، ما فيه يطلع، يحس بخمول غير طبيعي، ما يريد يتحرك من مكانه..، رفع عيونه لباب غرفتها، ما يريد يبعد عنها!


***************************


مسقط...

جلست على الأرض بجنب أمها و جلست وسن قدامها، إلتفتت لها و تكلمت: ما لعبوا في الأغراض؟

حركت رأسها بالنفي: لا ما خليتهم بس تعرفي إلياس و إياس لو كثر ما منعتهم لازم يفتشوا فيها!

حركت رأسها بقلة حيلة: ماما لا تخليهم، إعتبري هـ الأغراض أمانة، لا تخليهم حتى يلمسوها!

كريمة: يا بنتي، أخوانك و أنتي أدرى فيهم، ما يسمعوا مني..، نزلت عيونها لوسن و من ثم رفعتهم لها: ليش ما تتبرعي فيهم، ليش جمعتيهم و جبتيهم هنا؟

حركت رأسها بالنفي: ما أقدر أتبرع فيهم، ما ألحين، هو بنفسه راح يسوي كذي، ما أنا!

حركت رأسها بقلة حيلة: و هو متى يسوي كذي؟ هو مانه صاحي و ما نعرف متى يصحى..، و بزعل: ما أعرف ليش ربطتي نفسك فيه!

إبتسمت لها بس ما ردت، نزلت عيونها لوسن و من ثم رفعتهم لها: ماما شوفيها شوي، بشوف الأغراض و برجع!

كريمة حركت رأسها بالإيجاب و هي قامت تمشي للستور، ما تبرعت فيهم و لا عندها نية أنها تسويها بنفسها، هـ الأغراض ما تخصها فما لها أي دخل فيها، حبت تبعدهم عنه لتجبره على نسيانها، صعبة بس مانها مستحيلة إذا حاول، دخلت الستور و مررت عيونها على الكراتين المحطوطة، هو مربوط فيها، مربوط بأحلى الذكريات، ذكريات كانت تجمعه فيها، حبه الأول بس ما راح يكون الأخير، أخذت نفس و إقتربت من أحد الكراتين، نزلت لمستواه و فتحته، صورهم و عطوراتها، أخذت أحد الغرش و طلعتها من الكرتون، صار لها يومين تسمعه يثرثر لها، يثرثر لما ما يكون بوعيه، يثرثر عن حبيبته، نجواه مثل ما يسميها، تضل تسمعه بدون أي كلمة و لما يغفى تطلع من عنده و تمشي لغرفة وسن، ما يكلمها لما يكون بوعيه، ما يرفع عيونه لها و لما يرفعهم يحرقها بنظراته، الشيء اللي عرفته عنه أنه مانه قاسي، ما يقدر يقسى، يمكن الظروف أجبرته يتظاهر بالقسوة بس متأكدة أنه مع الوقت بـ يلين مرة ثانية، بـ يلين معاها.

سكرت الكرتون بس ضلت ماسكة الغرشة، بـ ترجعه له، بـ ترجع تحطه على التسريحة، سمعته يتمتم لها أمس أنه راح يدور عليها بالمحلات بس ما قدر يحصل عليها و كأنهم موحدين جهودهم معاها ليحرموه منها، ضعفت له بهالسهولة؟ لا، غرشة عطر نص فاضية مانها كبيرة، بتخلص بسرعة و ما بتأثر، حركت رأسها بالإيجاب تقنع نفسها بهالفكرة، قامت و طلعت تمشي لأمها.



.

.

.

.

.



***************************


وقفت سيارتها قدام الفلة، نزلت، قفلتها و صارت تمشي للداخل، ركبت درج المدخل و جت بتفتح الباب بس إنفتح من الداخل، رفعت عيونها له شافته يبتسم لها، نزلت عيونها عنه و هي تزفر بتعب، أول يوم تداوم بعد الإجازة فتحس نفسها تعبانة، ما فيها تتحمل هذا اللي واقف قدامها، ما فيها تتحمله أبداً، رفعت عيونها له و تكلمت بنبرة حادة: بعد عن طريقي!

إبتسم لها أكثر: أفــا، بعدتي عني يوم كامل و لما رجعتي بدل ما تقولي لي إيش كثر إشتقتي لي، تكلميني كذي..، مسك يدها، سحبها للداخل و سكر الباب، إقترب منها و بهمس: ترى محد موجود غيرنا، خلينا نأخذ راحتنا!

سحبت يدها منه بسرعة، دفعته عنها و بصراخ: لا تـلـمـسـنـي!

إقترب منها بخطوة و بنبرة خبيثة: ليش ما يعجبك؟ ما أشوفك تقولي شيء لما فيصل يلمسك، ترى أنا ماني غريب، أنا أخوه..، و هو يقترب بخطوة ثانية: ترى فيصل يشاركني بكل أشياءه..، و هو يمرر نظره من عليها: إذا طلبتك منه ما راح يمانع!

رجعت بخطواتها لوراء بسرعة و هي مشمئزة من هالإنسان، مستحيل يكون صاحي، مستحيل: أنت واحد مريض، مـريـض! قالتها و بعدها لفت عنه بسرعة تركض للدرج، سمعته يضحك فقطبت حواجبها بقوة و صارت تركب بأسرع ما عندها، دخلت غرفتها، سكرت الباب و قفلته مرتين، خايفة من وجودها لحالها معاه في الفلة، خايفة يعترض لها و يتمادى أكثر من كذي، خلاص ما فيها تخبي، لازم تخبر فيصل عنه، لازم يعرف، فتحت شنطتها بسرعة و طلعت التلفون، مشت للسرير و هي تضغط على زر الإتصال، جلست و هي تسمعه يرن، رن، رن، رن و رن بس ما جا لها أي رد، رجعت إتصلت، أول رنتين و جا لها صوته.

فيصل: ألو!

بسمة بسرعة: ألو فيصل..، و بتوتر: أنت وينك؟ متى بترجع البيت؟

فيصل بخوف يوضح من صوته: خير حبيبتي إيش في؟ إيش صاير؟

بسمة و هي تحس حالها بـ تبكي: الله يخليك فيصل .. إرجع بسرعة!

فيصل و بنفس حالته: بسمة لا تخوفيني قولي إيش صاير؟ فيك شيء؟

بسمة و هي تحارب دموعها: فيصل .. نحن لازم نتكلم .. نتكلم بسرعة!

فيصل: بسمة يا حياتي، والله أنك خوفتيني، قولي إيش في؟ أنا ألحين عندي شوية شغل، ما أخلص إللا بعد ساعتين، تقدري تنتظريني لبعد ساعتين و لا تريديني أجي لك ألحين؟

إنتبهت لحالها فتداركت، ما تريد تخوفه أكثر، ما تريده يطلع و باله مشغول فيها، يسرع بسببها، أخذت نفس تهدي حالها و تكلمت بهدوء: لا، لا .. أنت خلص شغلك و بعدين تعال!

فيصل: متأكدة؟

حركت رأسها بالإيجاب و هي تمسح دمعتها اللي نزلت على خدها: متأكدة!

فيصل و هو يأخذ نفس: أوكي حبيبتي، أحاول أخلص قبل ساعتين و أجي لك!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية: أنتظرك، دير بالك على حالك!

فيصل: إن شاء الله!

سكرت منه و حطت التلفون على السرير بجنبها، رفعت يدينها تمسح على وجهها بتوتر، ما تريد تضل معاه في الفلة لحالها، ما تثق فيه، ما تقدر، رفعت تلفونها مرة ثانية و صارت تدور في الأرقام، وصلت لرقمها و إتصلت فيها، سمعت الرنين من برع، معقولة تكون موجودة بالفلة، سكرت التلفون و قامت تمشي للباب، سمعت الباب يندق و بعدها سمعت صوتها.

شدن من وراء الباب: بسمة ممكن أدخل؟

أخذت نفس بإرتياح و صارت تمشي للباب بخطوات أسرع، بتخبرها هي لين ما يوصل فيصل، فتحت الباب و هي تحمد ربها: تعالي شدن..، و هي تفتح الباب أكثر: تعالي، إدخلي!

حركت رأسها بالإيجاب و دخلت: أمم..، إلتفتت لها لتشوفها تسكر الباب، لفت عنها و صارت تمشي للكنبة: أنا جيت لأكلمك!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت لها، جلست على الكنبة و هي تأشر لها تجلس: و أنا كنت أتصل فيك لأكلمك!

حركت رأسها بالإيجاب: عارفة.. أنتي راح تكلميني عن باسل!

فتحت عيونها: كيف عرفتي؟

أخذت نفس: باسل خبرني عنك، خبرني كل شيء!

فتحت عيونها أكثر و بعدم تصديق: كل شيء؟!؟

حركت رأسها بالإيجاب، مسكت يدها و بهدوء: إسمعيني يا بسمة و حاولي تفهميني، اللي بقوله لك بقوله لمصلحتك، أنا أعزك و أحترمك بس قبل كل هذا أنا أحب أخواني و ما راح أسمح لأي أحد يخرب بينهم..

نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لها و هي مانها فاهمة عليها: أنتي إيش..

قاطعتها و بنفس هدوئها: أنتي صرتي زوجة فيصل، مانك بزوجة باسل فإنسيه، أعرف أنك وافقتي على فيصل لـ تبدأي صفحة جديدة بس سبحان الله ربك يختبرك و يختبر مشاعرك، لا تدمري حياتك كذي، أنا راضية أعطيك فرصة ثانية بس بشرط أنك تعطي نفسك فرصة مع فيصل، أنا أقدر أشوف تعلقه فيك و أعرف أنه صار يحبك، فلا تدمري حياتك الزوجية على حب كان و إنتهى!

رمشت عيونها بعدم استيعاب و رفعتهم لها: شدن و الله أنا ماني فاهمة عليك، أي حب و إنتهى، أنتي عن إيش تتكلمي؟

شدن و هي تشدد من مسكتها على يدها: حبك لباسل!

فتحت عيونها بصدمة: إيــــش؟!؟

حركت رأسها بالإيجاب و كملت: لا تنكري يا بسمة هو خبرني كل شيء، خبرني أنه كان يشتغل معاك بنفس الشركة و خبرني أنك إنعجبتي فيه و حبيتيه بس هو رفضك، رفضك و أنتي لأنك كنتي مجروحة و مقهورة منه فـ إشتكيتي عليه على أنه يتحرش فيك، هو إنطرد من شغله بس ما نطق بحرف، كله عشانك بس عشان يستر عليك و لما ألحين شفتيه قدامك رجعتي إعترفتي له بحبك، بسمة..، و بترجي: فيصل ما يتحمل الكذب و خيانة، كل شيء و لا الكذب و الخيانة، عشانه أنا راضية أعطيك فرصة ثانية، إنسي باسل و إبدأي حياتك مع فيصل، إبدأيها مثل ما كنتي مفكرة قبل ما تعرفي أنه باسل أخوه!

مصدومة و مانها قادرة تنطق بحرف، تحس نفسها جمدت و لسانها إنربط قدام هـ الكذبة الملفقة عليها، واطي، بجد واطي، ما تردد و لا مرة و هو يفكر في هـ الكذبة، ما تردد يدمر حياة أخوه كذي، قدر يحيك القصة بكل براعة و رواها لها، إذا هي قدرت تصدقه عيل هو بعد يقدر، خافت من هالفكرة فصارت تحرك رأسها بالنفي بسرعة: يكذب.. يكذب.. شدن، باسل كذاب.. كـذآآآب.. هو قلب كل القصة ضدي.. هو جد كان يتحرش فيني.. هو اللي..

قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: هو خبرني أنك بتنكري هالشيء و خبرني أنك بتقولي نفس الكلام..

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: شدن والله.. أحلف لك.. أحلف أنه يكذب..

قاطعتها و بعصبية: بسمة لا تحلفي بالكذب..، و هي تقوم: شوفي أنا جيت أكلمك لمصلحتك و لأني ما أريد أشوف أخوي يتأذى، أحسن لك تنسي باسل و تكملي بهدوء مع فيصل و إن سمعت باسل يشتكي عنك مرة ثانية والله بخبر فيصل عنك، بـ يرميك و لا راح يتردد لأن فيصل أهم ما عنده..، و هي تأشر على نفسها: نـحـن! قالتها و بعدها لفت تطلع من الغرفة بسرعة.

ضلت تشوف على الباب اللي تسكر وراها، رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاثة و هي تحاول تستوعب اللي صار، تجمعت الدموع في عيونها، معقولة هي تأخرت، تأخرت و كثير!


***************************


سحبت كرسي بمقابله، جلست و رفعت عيونها له، حطت المفتاح على الطاولة و تكلمت: مفتاح لشقتكم، صغيرة بس تكفيكم، غرفة و حمامين، صالة و مطبخ، نص مفروشة و نص أنتو إفروشها، أنت تعرف وين البناية، رقم شقتكم 15 و في الدور الثالث!

ما رد عليها و مد يده ليأخذ المفتاح، مسكت يده فرفع عيونه يشوف عليها.

ليلى و بنفس هدوئها: عزيز الله يخليك لا تعذب البنت أكثر مما هي متعذبة، صدقني يكفيها، فكر بكل هذا كدرس لكم أنتو الإثنين، حاول تعيش حياتك معاها، حاول تبدأ من أول و جديد، هي زوجتك و مرتبطة فيك، ما تقدر تتخلى عنها فإهتم فيها..

قاطعها بسرعة: ليلى حياتي تدمرت بسببها..

قاطعته بدورها: و حياتها؟ و اللي أنت سويته فيها؟ عزيز، لا تنسى أنك عيشتها في خوف، خوفها منك وصلها لـ كذي، بدل ما ترمي اللوم عليها ليش ما تشوف نفسك، إذا هي غلطت عيل أنت سبب غلطتها، هي صغيرة و ضعيفة و فوق كل هذا خايفة و مكسورة، ما عندها أحد غيرك، لا تكسرها أكثر من كذي، لا تكسرها!

نزل عيونها عنها و ما رد عليها

قامت و مشت له، و هي تحط يدها على كتفه: عزيز الله يخليك، لا تأذيها، لا تأذيها عشاني!

رفع عيونه لها شافها تنحني له، طبعت بوسة هادية على رأسه و هي تردد: عشاني، عشاني!

حرك رأسه بالإيجاب و قام: إن شاء الله!

إبتسمت له و هو لف يمشي عنها.



بعد 35 دقيقة...

رفعت عيونها للبناية، نزلتهم و من ثم إلتفتت له، شافته يطلع شنطته من السيارة و بعدها يطلع شنطتها و يرميها على الأرض، يقفل السيارة و يمشي للبناية، نزلت عيونها عنه، مشت لشنطتها بسرعة، حملتها و لفت تلحقه، ركب المصعد و هي ركبت وراه، شافته يضغط على رقم 3 و بعدها يضغط على الزر ليسكر الباب، نزلت عيونها للأرض و ما رفعتهم إللا لما إنفتح باب المصعد، طلع و هي طلعت وراه تجر شنطتها، وقف قدام إحدى الأبواب، طلع المفتاح من جيبه و فتح الباب، دخل و هي دخلت وراه، شافته واقف في نص الصالة يمرر نظره من حوالينه فصارت تمرر نظرها حوالين المكان، شقة نظيفة، الصالة فاضية، ما فيها غير كنبة وحدة، باب على يمينها و باب على يسارها و باب قدامها، شافته يلف و يمشي للباب اللي على يسارها، يفتح الباب و يدخل، لفت ليمينها و صارت تمشي للباب بتردد، فتحته و هي تتمتم لنفسها: مطبخ!

مطبخ بطباخة، طاولة بكرسيين، ثلاجة صغيرة بطرف، لفت و صارت تمشي لباب الثاني، فتحته و لقته حمام، سكرت الباب و لفت للباب المفتوح على يسارها، جت بـ تتقدم بس وقفت و هي تشوفه يطلع، رجعت بخطواتها لوراء و هي تشوفه يتقدم منها، إصطدمت بالجدار و شهقت بخوف، رفعت عيونها له شافته يقترب أكثر.

رفع يدينه و حطهم على الجدار بحيث صار يحاصرها، تكلم بنبرة حادة و هادية بنفس الوقت: مثل ما إتفقنا من قبل، بلا كلمة، بلا حركة، بلا نفس، ما راح أأذيك إذا ما حسيت فيك!

رمشت عيونها بخوف و نزلتهم، حركت رأسها بالإيجاب و ما نطقت بحرف.

بعد عنها و لف يمشي للغرفة، دخل و سكر الباب وراه.

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، مشت لشنطتها، حملتها و صارت تمشي للكنبة، جلست و حطت شنطتها بجنبها، رجعت رأسها لوراء تريحه على الكنبة، أخذت نفس بتعب و غمضت عيونها!


***************************


وقف سيارته في كراج الفلة، حط رأسه على السكان و زفر بتعب، غمض عيونه بس فتحهم بسرعة، يحس نفسه بـ يغفى إذا غمضهم، نعسان لأنه سهر عليها الليل و تعبان لأنهم شغلوه بالدوام كثير، مصدع من كثر الكوفي اللي ضل يشربه طول اليوم، أخذ نفس طويــل و زفر، أخذ نفس ثاني، فتح الباب و نزل، سكره و صار يمشي للداخل، فسخ كمته و من ثم صار يفك أزرار دشداشته، دفع باب الصالة للداخل و صار يمشي للدرج، ركب لغرفته، دخل و مشى للكنبة يرمي حاله عليه.

كانت بغرفة رنا اللي كانت تجهزها، شافته يوقف سيارته في الكراج و يمشي للداخل، سمعت باب غرفتهم يتسكر فغصبتها تطلع و تمشي له، وقفت قدام الباب و مررت يدها على وجهها بإرتباك، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، حطت يدها على المقبض و فتحت الباب بتردد، دخلت و سكرته وراها، لفت لتشوفه جالس على الكنبة، مرجع رأسه لوراء و مغمض عيونه، أخذت نفس ثاني و مشت له، جلست على الكنبة بجنبه بهدوء غير اللي تحس فيه، تكلمت و هي تحاول تبدأ محادثة معاه كأي زوجين: أحم.. أمم.. أنت متى رجعت من الدوام؟

ما رد عليها فقطبت حواجبها على غبائها و في خاطرها: كأنك ما تعرفي أنه يرجع في هالوقت كل يوم! حركت رأسها بالنفي و حاولت بشيء ثاني: أمم.. جوعان؟ تريدني أجيب لك شيء تأكله؟

هم ما جا لها أي رد منه، قطبت حواجبها أكثر و بعدها إنتبهت له، مغمض عيونه و مقطب حواجبه، أنفاسه سريعة نوعاً ما، ضلت تشوف عليه لشوي، معقولة عدته؟ كتمت ضحكتها و بعدها عدلت جلستها، لفت للتلفزيون بس رجعت إلتفتت له و قررت تتأمله، شعره بني، مموج و كثيف، أنفه طويل، فكه حاد بشامة سوداء تحت الذقن، شامة متميزة بلونها على بشرته البيضاء، إقتربت منه شوي و رفعت يدها بتردد، رفعت عيونها لعيونه، مغمض، نزلتهم لشامته و مررت أصابعها عليه بخفة، رفعت عيونها له و هي تشوفه يفتح عيونه يشوف عليها، تعلقت عيونها في عيونه فـ إرتجفت، تحس بدقات قلبها تتسابق مع بعضها، تجن و تربكها، تحس بأنفاسها تتسارع، نزلت عيونها بإرتباك و من ثم رفعتهم له، إنتبهت ليدها فسحبتها بسرعة، بلعت ريقها بصعوبة و بتلعثم: نـومـ.ـك.. نومك خفيف!

حرك رأسه بالنفي: ما كنت نايم!

نزلت عيونها عنه مرة ثانية و قامت بسرعة: أمم.. أحم.. أنت غير ملابسك.. أنا أجيب لك شيء تأكله! جت بتمشي بس مسك يدها، نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم له و هي توها تنتبه لنظراته، يتفحصها من فوق لين تحت، يحرقها بنظراته، نزلت عيونها عنه و هي تحس بالدم اللي بجسمها يتدفق لخدودها بحرارة، يتدفق بسرعة لينصبغ وجهها بالأحمر.

يمرر نظره من عليها بهدوء و هو يتأملها، فستان فستقي يوصل لتحت ركبها بشوي، ضيق من عن الصدر لين الخصر و بتوسع لتحت، أكمام قصيرة تغطي أكتافها، رقبتها مكشوفة تزينها بسلسلة خفيفة، جايبة غرتها بطرف و باقي شعرها نازل على ظهرها، عيونها مكحلة و أول مرة يحسها واسعة، فمها الصغير يتلمع بلمعة وردية مغرية، خدودها المدورة محمرة و تزيدها فتنة، متى صار كل هذا؟

منحرجة من نظراته و مرتبكة بنفس الوقت، حست فيه يوقف و يقترب منها فإرتبكت أكثر، وقف قدامها، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: أنتي.. أنتي إيش مسوية بحالك؟

رمشت عيونها بإرتباك و رفعتهم له: حبيت.. حبيـ.ـت أغير!

رفع عيونه لعيونها: ليش؟

تبلعمت أكثر من مرة و نزلت عيونها: عشان.. عشان خالتـ.. أقصد..، و هي تأخذ نفس تهدي حالها: عشـ.. عشانك!

فتح عيونه: عشاني؟

حركت رأسها بالإيجاب و من ثم رفعت عيونها له: عشانك!

دق قلبه بقوة فإرتبك، إنتبه لحاله فبعد عنها بسرعة، نزل عيونه عنها و لف يعطيها ظهره، و هو يحك رقبته بتوتر: أنا.. أنا.. أقصد..، و هو يمشي لكبتاته: أنا نعسان و بنام.. لا تصحوني للعشاء! قالها و هو يأخذ ملابسه من الكبتات، يسكرها و يمشي للحمام بسرعة، يدخل و يسكر الباب.

ضلت تشوف على الباب المسكر لشوي و بعدها زفرت براحة، مررت يدها على وجهها و زفرت مرة ثانية، مانها متعودة على كذي، ما تعرف إيش المفروض تقول، كيف المفروض تتصرف، المهم بعد و راح، إنتهى اليوم الأول، أخذت نفس ثاني و بعدها صارت تمشي لكبتاتها، أخذت جلبابها، لبسته و طلعت تمشي لرنا.

سمع باب الغرفة ينفتح و يتسكر فعرفها طلعت، غمض عيونه و حط يد على قلبه يهديه، إيش صار لها هذي؟ ليش هـ التغيير المفاجئ، عشانه؟ تقصدها؟ معقولة هي صارت تميل له، هي صارت تريد قربه؟ أربكته هالفكرة فبعدها عن رأسه بسرعة، ليش جاية تصعبها عليه، ما تعرف هو بإيش يمر في هاللحظة، يكفيه كلام عبدالله اللي لين ألحين يدور في مسامعه، يدور كلمة كلمة لحتى يجننه، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني، بعد عن الباب و صار يمشي للمغسلة!


***************************


رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و تنهدت، تحس اليوم طويـــل و مانه راضي يمر، صار لها ساعة جالسة بنفس جلستها هذي، تقلب في القنوات بملل، ما تقدر تنزل لأنه منعها من أنها تنزل لها، خبرها تضل في الجناح لين ما هو يرجع من الدوام، خبر خالته تجي لها و هي بنفسها راح تهتم فيها، تهتم فيها مثل قبل، تنهدت مرة ثانية و رجعت تقلب في القنوات، قلبت لكم من دقيقة أكثر بس ملت و سكرت التلفزيون، حطت الريموت على الطاولة و قامت بتمشي للغرفة بس إندق الباب، إلتفتت للباب بإستغراب بس تذكرتها فمشت للباب بسرعة، محد راح يكون غيرها، فتحت الباب و شافتها تبتسم لها، إبتسمت أكثر و تكلمت: تعالي خالتي، تفضلي!

تكلمت بنفس إبتسامتها: لا يا بنتي، أنا جيت لأناديك تنزلي تحت، أنا مضطرة أمشي لبيتي و برجع بعد شوي بس ما أقدر أترك زبيدة بدون أحد، إنزلي لها..

قاطعتها بخوف: لا، لا خالتي.. أنا ما أقدر، هي..

قاطعتها بدورها: لا تخافي يا حبيبتي، أنا كلمتها اليوم و حاولت أفهمها، هدت، صارت أهدأ من قبل، ما راح تسوي لك شيء!

حركت رأسها بالنفي: بس خالتي، هي..

قاطعتها مرة ثانية: لا تخافي، بالعكس هي كانت تسأل عنك اليوم و زعلت لما ما نزلتي لها!

نزلت رأسها و هي ما تعرف إيش ترد عليها، خايفة تنزل لها و هي ترجع لحالتها بس ما يصير تحرمها من فرصة ثانية، تنهدت بقلة حيلة و بعدها حركت رأسها بالإيجاب: بنزل بس الله يخليك خالتي، لا تتأخري علي!

عقيلة إبتسمت لها و مسكت يدها: يللا!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت معاها، نزلت الدرج و لقتها في الصالة.

عقيلة فكت يدها و صارت تمشي لها: هذي جبتها لك، هالله، هالله على البنت يا زبيدة!

إلتفتت تشوف عليها و مدت يدها لها: تعالي يا بنتي!

رفعت عيونها لها و صارت تتقدم منها بتردد، مدت يدها و مسكت يدها، قربتها منها أكثر و إنحنت لتبوس يدها بس هي سحبتها منها بسرعة: لا خالتي..

رفعت عيونها لها و تكلمت: سامحيني يا بنتي، سامحيني..

نمارق بإرتباك: خالتي..

قاطعتها و هي تقترب منها بكرسيها و تمسك يدها مرة ثانية: سامحيني يا حبيبتي، سامحيني غلطت.. أعرف بس أنتي ما تقدري تفهميني.. ما تفهمي إيش يعني أشوف ولدي يبتعد عني.. يبتعد و ينساني..، و صارت تبكي!

قطبت حواجبها بقلة حيلة و نزلت لمستواها، حضنتها و صارت تمسح على ظهرها، و بهدوء غير اللي تحس فيه: خالتي، لا تبكي.. الله يخليك لا تبكي، قلت لك من قبل أنا ماني هنا لأبعده عنك.. ما راح أقدر.. عبدالرحمن ما راح يبعد عنك.. هو مستحيل ينساك.. مستحيل..

بعدت عنها و مسكت يدينها: توعديني أنك ما تبعديه.. ما تبعديه عني..

حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت بهدوء لتطمنها: أوعدك، أوعدك!

إبتسمت لها بدورها و صارت تمسح على رأسها: شكراً.. شكراً يا بنتي!

رفعت عيونها لعقيلة لتشوفها بعدها واقفة تشوف عليهم، إبتسمت لها و أشرت لها بمعنى تروح، حركت رأسها بالإيجاب و لفت تطلع من عندهم.



بعد ساعة...

نزل من سيارته بسرعة و صار يركض للفلة، دفع باب الحديقة للداخل و دخل يركض للصالة فتح الباب و من ثم فتح عيونه للآخر، التحف كلها مكسورة، المزهريات كلها مكسورة، قطع مرمية هنا و هناك، هي جالسة في وسط هـ الحطام، جالسة على كرسيها، رفع عيونه لخالته، جالسة على الكنبة، منزلة رأسها و تحركه بقلة حيلة، تقدم بخطوات مترددة للداخل: يمة..

إلتفتت له و صارت تبكي: شوف.. شوف.. إيش سوت.. قلت لك.. قلت لك هي تريد تموتني.. مانك راضي تسمعني..، و هي تأشر على القطع: شوف إيش سوت.. كسرت كل شيء.. دمرت كل شيء.. كل شيء راح.. راح بسببها.. بسببها..

أخذ نفس يهدي حاله و صار يمشي لها، وقف وراها و صار يدفع كرسيها لغرفتها.



بعد نص ساعة...

طلع من غرفتها و سكر الباب وراه، مشى للصالة و شافها مكان ما كانت: وينها؟

رفعت عيونها له: بالجناح..، قامت و مشت له، و هي تحط يدها على كتفه: يا ولدي سامحني.. سامحني كله بسببي.. أنا خبرتها تنزل.. كله بسببي..

تنهد بقلة حيلة و ما رد عليها، نزل يدها عن كتفه و لف يمشي للدرج، ركب لجناحه و فتح الباب، رفعت عيونها المليانة دموع له، قامت و ركضت ترمي نفسها في حضنه، و هي تبكي: هجـ.ـمت علي.. هـ.ـجـمت علي..

حاوطها له و بهدوء غير اللي يحس فيه: أششش، خلاص هدي حالك..، و هو يأخذ نفس: هدي حالك..، بعدها عنه بهدوء ليشوف الجروح على وجهها، رقبتها و يدينها، مسك يدينها و صار يأخذها للغرفة: تعالي، تعالي ننظف جروحك! أخذها للغرفة و مشى للكبتات، أخذ لها بجامة و مده لها: روحي غسلي وجهك، غيري ملابسك و تعالي..، و هو يمسح دموعها: يللا حبيبتي!

حركت رأسها بالإيجاب و أخذت البجامة منه، لفت و مشت للحمام، دخلت و سكرت الباب، ضل يشوف على الباب المسكر لشوي و بعدها زفر بقوة، مشى للسرير، جلس، إنحنى بجسمه للقدام و من ثم حط يدينه على رأسه، ما توقعها بتأذيها، ما توقعها بتوصل لـ كذي، غمض عيونه بقلة حيلة، ما يعرف إيش يسوي ليحلها، ما عاد يعرف إيش المفروض يسويه!


***************************


بعد يومين...

حطت الفطور على الطاولة و هي تبتسم لنفسها بكل رضى، أول مرة تعمل الفطور لحالها و بدون مساعدة أحد، مبسوطة لنفسها، إبتسمت أكثر و لفت تطلع من المطبخ، مشت لغرف البنات تناديهم للفطور، دقت على الباب بهدوء و إنتظرت ردهم، إنفتح لها الباب فـ إبتسمت لها: يللا جهزت الفطور!

إبتسمت بدورها: أوه، ما نقدر على أسورة، خطيرة!

ضحكت و ضربتها على كتفها بخفة: بدون ما تحرجيني، يللا، بالأول ذوقي و بعدين إمدحي!

سارة بنفس إبتسامتها: أوكي، بس عاد الله يعنين على طباخك!

ضحكت أكثر و لفت عنها: يللا، أنتو إسبقونا و أنا بنادي شهاب و بجي..، قالتها و هي تلف لممر غرفتها، مشت للغرفة و فتحت الباب، ما لقته بالغرفة بس في صوت من الحمام، قومته من ساعة بس كسول، أكيد رجع ينام و ما قام إللا ألحين، حركت رأسها بقلة حيلة و راحت ترتب السرير، عدلت المخدات و البطانية و من ثم مشت للكبتات تطلع له ملابسه، حطتهم على السرير و جلست بالطرف تنتظره، سمعت رنين تلفونه فإلتفتت للكمدينة، مدت يدها و أخذت التلفون، رفعته لتشوف رقم بدون إسم، رفعت عيونها لباب الحمام و من ثم نزلتهم للتلفون و ردت: أ..، ما كملت لأنه جا لها صوت أنثوي من طرف الثاني.

البنت: وينك حبيبي، إتصلت فيك مرتين قبل ما رديت علي!

قطبت حواجبها و تكلمت بنبرة حادة طلعت منها بدون قصد: غلطانة أختي، مانه الرقم اللي تريديه!

البنت: آه.. أمم.. آسفة.. أأ.. آسفة! قالتها و بعدها تسكر الخط.

نزلت التلفون و هي تشوف (2 مكالمات لم يرد عليها) فتحتها لتشوف نفس الرقم، أخذت نفس تهدي حالها: غلطانة و لما محد رد عليها رجعت إتصلت! حركت رأسها بالإيجاب تقنع نفسها بهالفكرة، رفعت عيونها له و هي تسمع الباب ينفتح، شافته يطلع و هو لاف الفوطة على خصره، إبتسم لها و هي أخذت نفس و ردت بإبتسامة، قامت و تكلمت: جهزت لك ملابسك، إلبس و تعال إفطر، حطيت الفطور!

إبتسم لها أكثر و صار يمشي لها: فطور من يدينك؟

حركت رأسها بالإيجاب: من يديني و بس!

حك رقبته و بمزح: عيل الله يعين، شكله بـ نتسمم!

فتحت عيونها و ضربته بوكس قوي على كتفه العاري: أصلاً يجي لك تأكل من يديني!

ضحك و هو يحط يد على كتفه: تراك يالدبة عورتيني!

إبتسمت و نزلت عيونها للتلفون، أخذته و مدته له: في وحدة كانت تتصل فيك!

قطب حواجبه: وحدة؟

حركت رأسها بالإيجاب و هو أخذ منها التلفون، فتح الأرقام ليشوف رقمها، ضلت تشوف عليه و هو ساكت بدون أي كلمة، بدون أي تعبير على وجهه، إقتربت منه بخطوة و هي تقطب حواجبها: تعرفها؟

رفع رأسه لها، رمى التلفون على السرير و حاوطها من خصرها: أبداً، تكون وحدة غلطانة!

حركت رأسها بالإيجاب: رديت عليها و قالت أنها غلطانة!

إبتسم: عيل ليش تسأليني، ما تثقي فيني؟

حركت رأسها بالإيجاب: أثق فيك أكثر من نفسي بس..، و هي ترفع عيونها لعيونه: غرت عليك!

إبتسم أكثر و طبع بوسة هادية على خدها: ما في خوف عليك يا حبيبتي، أحبك و ما راح أشوف غيرك!

إبتسمت لنفسها و من ثم بعدته عنها: يللا إلبس ملابسك بسرعة..، و هي تمشي للباب: يكونوا ينتظرونا!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يشوفها تطلع و تسكر الباب وراها، نزل عيونه للتلفون و هو يمرر يده في شعره، أخذ نفس و بعدها صار يلبس ملابسه!


***************************


جلس على مكتبه، يحاول يراجع الملفات اللي قدامه بس مانه قادر، يحاول يشغل نفسه بأي شيء لينساها أو حتى يتناساها لشوي بس هم مانه قادر، فكره لا إرادياً يروح لها، تدور في عيونه، تدور بزينتها، تحلى في عيونه، تحلى يوم وراء يوم، غرتها اللي تطيح على عيونها، خدودها المحمرة، ريحة عطرها الفريدة، صورتها طول الوقت ملاحقته، تأفف بقهر و رمى الملف على الطاولة، رجع بكرسيه لوراء، رجع ظهره يريحه على الظهر الكرسي و غمض عيونه، يحس نفسه يجن، يجن بسببها، سمع دق خفيف على باب المكتب ففتح عيونه و عدل جلسته: تفضل!

إنفتح الباب بهدوء و دخلت: أستاذ فهد، أستاذ هاشم يريدك بمكتبه ضروري!

حرك رأسه بالإيجاب: جاي!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي.

وقف وصار يلم ملفاته بسرعة، أكيد يريد يكلمه فيها، ما يعرف إيش يرد عليه، إيش يقول له، ما قدرت أراجعها لأن فكري مع بنتك، تنهد و أخذ الملفات، مشى للباب و هو يتصفحها بسرعة، طلع و صار يمشي لمكتبه، جا بيدق على الباب بس لقاه مفتوح شوي، إقترب ليدفعه بس سمع إسمها فوقف يسمعه، يكلم تلفون، يتكلم عنها، ضل واقف بمكانه و هو مانه قادر يصدق اللي يقوله عنها، طاحت الملفات من يده، فحس بوجوده، سكر التلفون و تكلم: من هناك؟

نزل يلم الملفات بإرتباك: أنا..، و هو يأخذها و يعدل وقفته، يدفع الباب للداخل و بهدوء غير اللي يحس فيه: طلبتني؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يأشر على الكرسي بمقابله: تعال يا ولدي..، و هو ينزل عيونه للملفات: زين أنك جبتها معاك، كنت أريد أكلمك فيها!

حرك رأسه بالإيجاب و جلس وين ما كان يأشر، جلس و كلامه يدور في مسامعه كلمة، كلمة!


***************************


جلست على الدرج بجنبه و هي تشوف البنات يركضوا حوالين الحديقة، يصرخوا و يلعبوا، نزلت عيونها ليدها و هي تحس فيه يسحبها منها و يشبك أصابعه بأصابعها، إبتسمت و إقتربت منه أكثر، أخذت نفس و حطت رأسها على كتفه بهدوء، إبتسم على حركتها، و رفع رأسه يشوف على البنات، ضل ساكت لشوي و بعدها تكلم: إيش رأيك بـ بنوتة ثالثة تشاركهم بالصريخ؟

إبتسمت و رفعت رأسها عن كتفه: تريدها بنوتة؟

حرك رأسه بالإيجاب: أكيد..، و هو يأشر على هيا و هالا: شوفيهم، إيش حلاتهم!

إبتسمت أكثر، إلتفتت لهم و من ثم إلتفتت له: لا، أريده هالمرة ولد حلو و يشبهني!

ضحك و هو يقرصها على خدها بخفة: غيرانة لأنهم يشبهوني؟

ضحكت بدورها: أبداً ماني غيرانة..، إقتربت منه و طبعت بوسة هادية على غمازته: بالعكس حلاتهم بغمازتهم اللي أخذوها منك!

إبتسم على حركتها، ضرب رأسه برأسها بخفة و قام: أروح أشاركهم!

مسكت يده بسرعة: لا وين؟ بـ تتعب!

حرك رأسه بالنفي: لا تخافي، ما بركض معاهم بس أشرف عليهم من قريب..، و هو يسحبها ليقومها: روحي سوي لنا شيء نأكله، أنا جعت و هم أكيد بـ يجوعوا بعد اللعب!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله..، و هي تلتفت لهم و من ثم له: لا تتعب حالك!

حرك رأسه بالإيجاب: إن شاء الله!

إبتسمت و فكت يده، لفت تمشي للداخل، دخلت و مشت للمطبخ، سوت لهم سندويشات خفيفة، حطتهم في صينة و أخذت لهم عصير بارد، أخذت الصينية و طلعت تمشي لبرع، طلعت من باب الصالة و هي تشوفه ينحني، يحط يد على صدره و هو يقطب حواجبه بقوة، قطبت حواجبها بدورها، حطت الصينية على أعلى الدرج و نزلت تركض له بسرعة: طـارق..، و هي تقترب منه بخوف: طارق، إيش فيك؟ حطت يدها على كتفه لتساعده يعدل وقفته بس هو بعد يدها عنه، عطاها ظهره، إنحنى أكثر و صار يرجع، خافت أكثر فـ إقتربت منه، و هي تمسح على ظهره: بسم الله.. بسم الله عليك..، إلتفتت لـ هيا لتشوفها واقفة بجنب أختها تشوف عليهم، تكلمت بصوت عالي: هيا روحي جيبي غلاس ماي لـ بابا بسرعة!

حركت رأسها بالإيجاب و ركضت للداخل و هالا ركضت تلحقها.

إلتفتت له مرة ثانية و صارت تمسح على ظهره بدون أي كلمة

ضل على نفس حالته لشوي و بعدها أخذ نفس و عدل وقفته، أخذ نفس ثاني يحاول يهدي حاله، ما يعرف إيش صار له فجأة، حس بألم فظيع يقطع ظهره و فجأة أنفاسه صارت تضيق، داخ و ما حس بحاله إللا لما قام يرجع، إلتفت لها و هو يشوفها ترفع غلاس الماي لفمه لتشربه، حط يده على يدها و شرب من الماي شوي و بعدها بعد الغلاس.

رجعت الغلاس لبنتها و من ثم حطت يدها على كتفه و تكلمت بخوف: شوف، ما أنا قلت لك لا تتعب حالك، أنت ليش ما تسمع كلامي؟ الدكتور قال لك لازم تقلل هالحركات بس أنت و لا هامـ..

قاطعها و هو يحاوطها من أكتافها و يغصب إبتسامة على شفايفه: يا ليلى يا حياتي، ما فيني شيء، شوي دخت بس الحمد لله صرت أحسن، بعدين أنتي ما سمعتي الدكتور إيش قال، هـ الأسابيع و هـ الأشهر راح أتعبكم معاي شوي، ما راح تختفي الدوخة و اللوعة بسرعة، ما راح تختفي الآلام كذي بسرعة..، و هو يحط يد على صدره و يأخذ نفس: لازم أتحمل و أنتو تتحملوا معاي!

قطبت حواجبها و هي تنزل عيونها ليده: طارق إذا أنت تضل على عنادك هذا ما تتحسن..، و هي تأشر على باب الصالة: إسمع كلامي و لا تعاند هالمرة، خلينا ندخل، بآخذك للغرفة، تمدد و إرتاح شوي!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يبتسم لها: إن شاء الله!

أخذت نفس و صارت تمشي معاه للداخل، تمشي و قلبها مانه مطمئن من اللي صار.



.

.

.

.

.




***************************


وقفت بجنب الشباك تشوف على السيارات اللي تمر على الشارع اللي يقابل البناية، تنهدت بضيق و هي تحط يدها على خدها، مخنوقة و تحس نفسها في سجن، ما تشوف أحد، ما تكلم أحد و لا حتى تحس بأحد، هو طول اليوم طالع و ما يرجع إللا بالليل، ما تعرف وين يروح و لا تريد تعرف، تصحى تلقى فطورها على طاولة المطبخ، الظهر مانه موجود فما في غداء و العشاء متى ما رد البيت يحطهم لها في المطبخ، أحسن لها كذي، تخاف بوجوده حوالينها، نظراته ما تطمنها أبداً، ما تقدر تتمشى حوالين المكان لأنه محصور بين الصالة و المطبخ، غرفته طبعاً ممنوع تقترب منها، ما عندها إللا هـ الشباك، شباك مطبخ الصغير، تشوف العالم حوالينها!

مشتاقة لأخواتها، مشتاقة لأمها، ما عادت سمعت منها من أول ما تركت البيت، مانها راضية عليها و ما تعرف كيف ترضيها، صحت من أفكارها على الآذان، آذان العشاء، الدنيا تظلمت حوالينها و هي ما عندها خبر، سكرت الشباك و لفت تمشي للصالة، دخلت الحمام تتوضى و بعدها طلعت و لبست جلبابها، أخذت سجادتها من على الكنبة و جت بـ تفرشها بس قاطعها صوت الجرس، قطبت حواجبها بإستغراب، حطت السجادة على الكمدينة و مشت للباب، فتحت القفل بتردد و بعدها فتحت الباب، شافت شابين واقفين بجنب بعض يبتسموا لها، نزلت عيونها عنهم بخوف و بتلعثم: نـ.ـعـم!

تكلم واحد منهم: السلام عليكم!

ردت من دون ما ترفع عيونها له: و عليكـ.ـم السلام!

الشاب: كيف حالك؟

قطبت حواجبها أكثر و ما ردت عليه

إبتسم الثاني، دفع صديقه من كتفه و كمل بداله: آسفين أختي إذا أزعجناك بس نحن من هذيك..، و هو يأشر على أحد أبواب المفتوحة: هذيك الشقة..

رفعت عيونها لتشوف وين ما كان يأشر، شافت شابين غيرهم واقفين عند الباب، نزلت عيونها بإرتباك و ما تكلمت.

كمل بنفس إبتسامته: شقتنا مزحومة و كنا ندور على شقة قريبة من عندنا لباقي الشباب، شقتك دوم هادية و فكرناها فاضية فجينا نتأكد..، سكت شوي و كمل: أنتي تسكني لحالك؟

حركت رأسها بالنفي بسرعة: مع.. مع زوجي!

رفع حاجبه بإستغراب: متزوجة؟..، و هو يقترب من الباب ليطل في الشقة: وينه زوجك، ما شفناه!

إرتبكت من حركته أكثر فرجعت بخطوة لوراء و بنفس حالتها: طـ.ـالع!

حرك رأسه بالإيجاب: آها، شكله دوم يطلع و يخليك لحالك!

أخذت نفس تهدي حالها و دفعت الباب بخفة لتسكره: لو سمحت أخوي.. أنت سألت عن الشقة و عرفت.. ممكن..، و هي تدفع الباب أكثر: ممكن تمشي؟

إلتفت لصديقه و هو يرفع حاجبه، إلتفت لها و تكلم: أيوا، ممكن ليش لا، مع السلامة و آسفين مرة ثانية إذا أزعجناك!

ما ردت عليه و سكرت الباب بسرعة، قفلته و وقفت عند الباب لشوي و هي تسمع خطواتهم تبتعد، أخذت نفس تهدي حالها، ما كانت تعرف أنه شقتهم تقابلها شقة فيها شباب عزابية، ضايقتها أسألتهم و خوفتها بنفس الوقت، ألحين صاروا يعرفوا أنها في الشقة لحالها، يا ترى هم جد كانوا جايين يدوروا على شقة و لا كانوا جايين بنية ثانية؟ خوفتها هالفكرة أكثر فبعدتها عن رأسها بسرعة، أول مرة تحس أنها تريده بالشقة معاها، تريده يكون حوالينها، أخذت نفس ثاني و بعدها مشت للكنبة تأخذ سجادتها تأدي صلاتها.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

فتحت كبتاتها، طلعت كل ملابسها و حطتهم على الأرض، سحبت شنطتها، جلست على الأرض و فتحته قدامها، صارت تكسف ملابسها و تحطهم في الشنطة بالترتيب، طيارتها بكرة العصر، خلاص بتتركه و تمشي، تمشي عنه، تمشي عن أحلام بنتها و إنهدمت عليه، تمشي عن أمنيات علقتها عليه، هي ما تعني له و هي راح تحاول تمحيه من حياتها، تنسيه و تمحيه من قلبها، سمعت باب البلكون يندق فرفعت عيونها للساعة المعلقة على جدار، 7:00 م، نزلت عيونها للباب بإستغراب، هي أبداً ما تجي لها في هالوقت، تركت اللي في يدها، قامت و صارت تمشي للباب، سحبت شيلتها من على السرير، لفته على رأسها و بعدها فتحت الباب، نزلت عيونها لها، رفعتهم للبلكون الثاني تشوف عليه و من ثم رجعت نزلتهم لها و هي تشوف على الوردة الصفراء اللي ماسكتها في يدها، إبتسمت و نزلت لمستواها: مايسي..، ما قدرت تكمل لأنها إقتربت منها و حضنتها، إبتسمت أكثر بس إختفت إبتسامتها و هي تسمعها تبكي، قطبت حواجبها و بعدتها عنها: مايسي عزيزتي، ما بكِ؟..، و هي ترفع عيونها له و من ثم تنزلهم لها: لماذا تبكين؟

نزلت عيونها و بزعل: سترحلين غداً!

رجعت إبتسمت، قربتها منها و صارت تمسح دموعها: سأرحل و لكن..، و هي تطبع بوسة على خدها: لن أنساكِ عزيزتي!

صارت تمسح دموعها بدورها: لماذا لا تبقين هنا؟ لماذا لا تبقين معنا؟

ضلت على نفس إبتسامتها: لا أستطيع البقاء، علي أنا أعود لدياري!

رجعوا دموعها: أليست بريستول ديارك؟..، و هي تأشر على غرفتها: أليس هذا منزلك؟

إبتسمت لها أكثر و صارت تمسح دموعها: لا تبكي حبيبتي، لا أستطيع البقاء.. ليس بعد الآن..، نزلت عيونها للوردة و من ثم رفعتهم لها: أهذه الوردة لي؟..، و هي تمد يدها: اعطني إياها!

حركت رأسها بالإيجاب و مدت لها الوردة: أرجوكِ تذكريني..، و هي تطبع بوسة على خدها: أنا أحبك! قالتها و بعدها لفت تركض للبلكون الثاني، حملها و هو يشوف عيونها مليانة دموع، نزلها و هي ركضت للداخل، أخذ نفس و إلتفت لها، شاف عيونها تلمع بالدموع، إبتسم بهدوء و إقترب من الدرابزين شوي: أتبكين؟

نزلت رأسها و هي تمسح دموعها: سأفتقدها كثيراً!

إلتفت للباب و من ثم لها: و سنفتقدكِ كثيراً!

رفعت عيونها له و إبتسمت: شكراً على كل شيء سويته لي!

إبتسم و هو يحاول ينطقها: مـ.ـا سويـ.ـت شيء!

ضحكت بخفة: أشوفك تعلمت بسرعة!

حرك حواجبه: أنني هكذا، أتعلم بسرعة، أتعلق بسرعة..، و بصوت واطي لنفسه: و أحب بسرعة!

ما سمعته فرجعت بخطوة لوراء و هي تأشر على باب بلكونها: بدخل عندي كم شغلة لازم أخلصها!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يرجع بخطواته لباب بلكونه: إذاً، وداعاً!

حركت رأسها بالإيجاب و بهدوء: وداعاً! لفت و دخلت غرفتها، سكرت باب البلكون، فسخت شيلتها و رجعت لشنطتها.



برع الشقة...

وقف قدام الباب و هو يسمع تلفونه يرن، قطب حواجبه و هو يشوف رقمها، سكر الخط على وجهها و بعدها راح يمسح رقمها من القائمة، رن تلفونه مرة ثانية برقمها، سكر الخط مرة ثانية و بعدها سكر التلفون، رفع عيونه لباب الشقة، أخذ نفس و فتح الباب، سكر الباب و رفع عيونه لباب غرفتها، متوتر أو بالأحرى خايف، خايف يدخل الشقة بكرة و ما يلقى غير طيفها، خايف يدخل الشقة بكرة و ما يكون بقى منها غير ريحتها، خايف يدخل الشقة بكرة و يكون خسرها، نزل عيونه لشوي و من ثم رفعهم لغرفتها، دقات قلبه السريعة صارت تجننه، مانه قادر يهديه، ما يعرف كيف يقدر يهديه، أخذ نفس و صار يتقدم لغرفتها بخطوات هادية غير اللي يحس فيه، رفع يده و دق على الباب، ما جا له أي رد ففتح الباب و دخل، شافها جالسة على الأرض و هي ترتب شنطتها، نزل عيونه عنها، مشى للسرير، جلس و ما نطق بأي حرف.

سمعت الباب يندق و ينفتح، حست فيه يمشي للسرير بس قررت ما ترفع عيونها له.

صمت، صمت، صمت و من ثم الصمت، هي مسوية نفسها مشغولة و ما تنطق بحرف و هو عيونه عليها و بدوره ساكت، مرت عليهم نص ساعة بنفس حالتهم هذي، لين خلصت و سكرت شنطتها، رفعتها و صارت تمشي للتسريحة، جمدت و هي تسمعه يقول: تركت هانا!!

رفعت عيونها للمراية تشوف عليه، شافته يقوم و يقترب منها، مسك يدها بهدوء و دارها له، و هو يرفع عيونه لعيونها: فرح، أنا تركت هانا!

ضلت تشوف في عيونه لشوي و بعدها نزلتهم و فكت يدها من يده، لفت عنه و كملت طريقها للتسريحة و بهدوء غير اللي تحس فيه: و ليش تخبرني هالشيء؟

مشى لها، مسك يدها و دارها له مرة ثانية: فرح..، و هو يأخذ نفس: لا تروحي!

غمضت عيونها تأخذ نفس تهدي حالها، فتحتهم و نزلت رأسها: أنت من لتمنعني؟

حرك رأسه بالنفي، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: ما منعتك، طلبتك!

بعدت يده عنها بسرعة: لا تطلب يا عماد، لا تطلب لأني بردك! فكت يدها من يده و جت بتلف بس هو رجع مسك يدها.

قربها له مرة ثانية: أنتي ما تقدري..

دفعته عنها بسرعة و رجعت بخطواتها لوراء: أقدر، هالمرة أقدر..، تجمعت الدموع في عيونها و تكلمت بتعب: أنت إيش تريد مني بالضبط.. أنت إيش تريد مني يا عماد؟.. ما أنت كنت تريد تبعدني عنك.. ما أنت تريد تفتك مني فـ ليش جاي ألحين تمنعني ليش؟

إقترب منها بخطوة: فرح..

قاطعته و هي ترفع يدها لتمنعه: لا تقترب.. خليك بعيد..، و دموعها تنزل: خليك بعيد، أنا خلاص ما عدت أريدك.. أنا ما عدت أحبك.. أنت ما عدت تهمني.. أنا أريد أرجع.. أرجع و أتركك وراي.. أترك كل شيء وراي..، جلست على كرسي التسريحة، نزلت رأسها و صارت تبكي: أنت تعبتني عماد.. تعبتني..

إقترب منها، جلس على ركبه قدامها، أخذ نفس و سحبها لحضنه: أنا آسف..، و هو يزيد من مسكته عليها: أنا آسف..

حاولت تفك نفسها منه، حاولت تدفعه بس ما قدرت، تحس فيه يزيد من مسكته عليها حتى صار يمنعها عن الحركة، غمضت عيونها بقوة و صارت تبكي أكثر.

غمض عيونه بدوره و هو يحس بدقات قلبه توها بس تهدأ، تهدأ لما يكون بهالقرب منها، ما راح يسمح لها تبتعد، ما لما صار قلبه يدق لها، تكلم بهمس: سامحيني.. فرح سامحيني.. و الله تركتها، تركتها عشانك.. ما عادت تعني لي.. صرت ما أقدر أشوف غيرك.. ما أقدر أفكر في غيرك.. ماني قادر.. أنا.. أنا..، و هو يفكها بهدوء، يحاوط وجهها بيدينه و يرفعه له: أنا صرت أحبك!

نزلت يدينه عن وجهها و دفعته عنها: أنت كذاب..، و هي تحرك رأسها بالنفي: كذاب و أنا ماني بمصدقتك.. ما ألحين.. ما ألحين..، و هي تأشر على الباب: إطلع برع..، و بصراخ: إطـلـع بــرررع!

قام و رفع عيونه لها: فرح..

قاطعته بنفس الصراخ: عــمــاد إطــلــع.. إطـلـع بــرررع!

نزل عيونه عنها بإنكسار، لف و طلع من غرفتها بسرعة.

مشت للباب و صفقته بأقوى ما عندها، إستندت به و نزلت للأرض تبكي، إيش كثر إنتظرت منه هالكلمة، إيش كثر تمنتها..، حطت يدها على قلبها تهديه، دقاتها جنت من كلمته، جنت و بتجننها، ما تريد تصدقه، ما تريد لأنها خايفة أنه ما يقصدها، ما يقصدها و بـ يحطمها بكرة لما يرجع لـ هانا، هو ما يحبها، هو بس خايف يخسرها، ما يحبها و هي ما راح تضعف له، ما هالمرة، غطت وجهها و صارت تبكي أكثر.


***************************


مسقط...

وقفت قدام المراية ترطب جسمها بإرتباك، لابسة قميص نوم حريري أسود اللون، قصير يوصل لنص فخذها و مزخرف بالدانتيل من عند الصدر، أول مرة تلبس قميص كذي، ما كانت تريد بس أمه غصبتها على أنها تلبسه، حطت المرطب مكان ما كان و رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 10:30، طلع الصبح للدوام و لين ألحين ما رجع، نزلت عيونها و سحبت الروب من على التسريحة، لفته على نفسها و ربطت الحزام، جت بتمشي للكنبة بس شافت الباب ينفتح فـ ضلت واقفة بمكانها.

دخل الغرفة و سكر الباب بهدوء غير اللي يحس فيه، إلتفت لها ليشوفها واقفة تشوف عليه بس أول ما جت عيونه بعيونها نزلتهم بسرعة، أخذ نفس، نزل عيونه و صار يمشي للكبتات، رمى محفظته على السرير و من ثم رمى مفاتيحه عليه، فتح كبتاته و صار يأخذ له ملابس.

رجعت شعرها على وراء بإرتباك و حياء، إلتفتت له و تكلمت: أحم.. تأخرت اليوم!

ما رد عليها

إرتبكت أكثر: أمم.. خالتي كانت تسأل عنك.. أأ.. هي حطت لك عشاء.. إذا تريدني بنزل و أسخنه لك!

ما رد عليها و ضل وجهه للكبتات

نزلت عيونها عنه و هي تأخذ نفس تهدي حالها، رفعتهم له و بعدها صارت تمشي لكبتاتها بدورها: بلبس جلبابي و بسخن الأكل.. أنت.. أنت خذ لك شور و بعدها إنزل و تعشى..، جت بتفتح كبتاتها بس يده منعتها، جت بـ تلف له بس هو كان الأسرع، مسك يدها، دارها و دفعها للكبتات، شهقت بخوف و هي تشوفه يقترب منها: فـ.. فهد..، ما قدرت تكمل لأنه مسكها من ذقنها بقوة و رجع رأسها لوراء، قطبت حواجبها و هي تتعور من مسكته: فهد..

قاطعها و بنبرة حادة: أنا طلبت منك شيء، قلت لك شيء؟ أنتي إيش فيك؟ إيش صاير لك؟ ليش صايرة تهتمي كذي؟ إيش تريدي من وراء هـ الإهتمام؟ تـكـلـمـي، قـولـي!

قطبت حواجبها أكثر و هي تحاول تتكلم: فـ.ـكني.. أنـ.ـت تعورنـ.ـي..

حرك رأسه بالنفي، إقترب من أذنها و بهمس: تريدي قربي؟

رمشت عيونها بخوف: فهـ.ـد..، إرتجفت و هي تحس بيده تحاوطها من خصرها و تقربها له أكثر.

تكلم بنفس الهمس: ما هذا اللي تريديه؟

نزلت عيونها، رفعت يد مرتجفة و حطته على كتفه تبعده عنها: فهد.. الله يخليك.. ما كذي..، و هي تحاول تبعده عنها: مـ.ـا كذي..

قاطعها و بنفس الهمس: تحلمي..، بعد عنها و رفع عيونه لعيونها: تحلمي..، مسك يدها و دفعها عن الكبتات، تعثرت بخطواتها و طاحت على الأرض، رفعت عيونها له بصدمة و هي مانها قادرة تفهم اللي يصير: أنت.. أنت إيش صاير فيـ..

قاطعها بصراخ: أنـا مـسـتـحـيـل أقـتـرب مـن وحـدة حـقـيـرة مـثـلـك.. مـسـتـحيـل ألـمـس وحـدة حـقـيـرة مـثـلـك..

قطبت حواجبها بقوة: أنت إيش تقول؟

نزل لمستواها و سحبها من مرفقها: إسألي أبوك الكلب بيرد عليك.. إسأليه بيرد عليك..، و هو يحرك رأسه بالنفي: أنا ما تزوجتك إللا لأني كنت مجبور.. مجبور و عشان كذي وافقت أربط نفسي فيك و لا أنا ما أتنازل لـ كذي.. ما أتنازل آخذ لي وحدة مثلك.. كنت مجبور بسبب أبوك الكلب اللي هددني.. هددني أنه بـ يجيب أهلي على الشارع.. هددني يسجن أبوي.. هددني لأتزوجك.. أنا مستحيل أفكر في قربك..، و هو يفكها و يدفعها بقوة: مـسـتـحـيـل! قالها و بعدها لف يطلع من الغرفة بسرعة، طلع و صفق الباب وراه.

ما تحركت من مكانها، ضلت ترمش عيونها لشوي و هي تحاول تستوعب اللي صار، تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم بسرعة تمنعهم من النزول، ما قدرت و صارت دموعها تنزل على خدها و تحرقها، فتحت عيونها و إستسلمت لدموعها.


***************************


حطتها على السرير بهدوء و جلست على الطرف تتأملها، مررت إصبعها على رموشها و هي تشوفها تقطب حواجبها و كأنها تضايقت، إبتسمت لنفسها و بعدت يدها، إنحنت و طبعت بوسة هادية على خدها، ضلت منحنية شوي تقرأ عليها لتحصنها، تحبها إللا تعشق هـ الصغيرة، دخلت قلبها من أول ما شافتها و هي متأكدة أنها بتدخل قلبه بس لو هو يقضي شوية وقت معاها، هي وعدت نفسها أنها بـ تحاول، وعدت نفسها أنها بتخليه يضمها لصدره و يعوضها عن كل الفترة اللي حرم نفسه منها، أخذت نفس و بعدت عنها، عدلت لها البطانية و قامت تمشي للتسريحة، وقفت قدام المراية و فكت شعرها، جت بترفع المشط بس طاحت عيونها على غرشة عطرها، تنهدت، لين ألحين ما أخذتها، مترددة لأنها خايفة كذي هو يرجع يتعلق فيها، أصلاً هو لين ألحين متعلق فيها، تنهدت بقلة حيلة و مشت للمعلقة، سحبت روبها و لبسته، رجعت للتسريحة و أخذت العطر، لفت تمشي لبرع الغرفة، فتحت الباب و شافتها قدامها: خالتي!

إبتسمت لها: ما جاني نوم يا بنتي، قلت آخذ وسن عندي الليلة، بنومها عندي!

إبتسمت لها بدورها: بس وسن نايمة!

حركت رأسها بتفهم: ما عليه، بآخذها عندي!

حركت رأسها بالإيجاب: إنزين بس لو بكت جيبيها لي!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله..، نزلت عيونها ليدينها و من ثم رفعتهم لها: عطرها؟

حركت رأسها بالإيجاب و ما ردت عليها

قطبت حواجبها بإستغراب: يا بنتي ما أنتي قلتي أنك بـ تبعدي كل شيء عنه، تجبريه ينساها و يبدأ معاك، إذا بـ تضعفي من ألحين ما راح تقدري تستمري!

إبتسمت لها بقلة حيلة: ما أعرف خالتي، غرشة عطر صغيرة، ما تأثر، ما راح تأثر!

إبتسمت لها و حطت يد على خدها تمسح عليه: ما هان عليك تعذبيه، صح؟ علقتي قلبك عليه؟ صار قلبك يميل له، صح؟

نزلت عيونها عنها بإرتباك: لا، لا.. خالتي أنا..

قاطعتها و بنفس إبتسامتها: عادل كذي، يدخل القلب و ينحب بسرعة، لو كيف ما كانت حالته إللا أنه حباب و راح يضل كذي دوم، ما تنلامي!

ضلت منزلة عيونها و ما ردت عليها

أخذت نفس و تقدمت بخطوة للغرفة: يللا روحي حطي العطر و أنا بآخذ وسن معاي!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي لجناحه، خطوات مترددة، مرتبكة، مرتجفة نوعاً ما، ما تعرف ليش تحس بدقات قلبها تسابق خطواتها، ليش تحس كذي فجأة، هي ما حبته، مستحيل تكون حبته بهالسرعة، ما تنكر أنها تعلقت فيه، تعلقت فيه من كثر ما صارت تسمعه كل ليلة يشتكي لها، مكسور خاطرها عليه، ترحمه بس ما تحبه!

وقفت قدام باب جناحه، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها فتحته بهدوء، دخلت و صارت تمشي للغرفة، فتحت الباب و صارت تلتفت حوالينها، إلتفتت للكمدينة تشوف على إطار صورته، صورة له هي تعمدت تحطها على الكمدينة لتذكره في نفسه، مشت للسرير، جلست و سحبت الإطار تشوف عليه، تغير كثير، ملامح وجهه إختفت وراء اللحية الطويلة و شعر الغير مرتب، أهمل نفسه، أهمل نفسه كثير، تنهدت و رجعت الإطار وين ما كان، قامت و صارت تمشي للتسريحة، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و هي تحط العطر على التسريحة، الساعة 11:15، بعده بـ يتأخر، يتأخر أكيد، الليل توه بأوله، تنهدت مرة ثانية و بعدها شهقت و هي ترجع بخطوة لوراء، نزلت عيونها و هي تشوف الغرشة طاحت على الأرض و إنكسرت، الريحة صارت تملي الغرفة، حركت رأسها بقلة حيلة و نزلت تلم قطع الزجاج.



نفس الوقت...

برع – قدام باب الفلة...

وقف سيارته قدام الفلة، نزل رأسه و حطه على السكان، غمض عيونه و هو يأخذ نفس و يزفر، ما قدر يكمل الليلة، في شلة شباب أزعجته و هو ما كان فيه يتحمل مشاكل ثانية، سكران بس ما مثل العادة، رؤيته ضبابية و ما يعرف كيف كان يسوق السيارة بس قدر يوصل نفسه لهنا، ما يعرف كيف قدر يميز الطرقات، أخذ نفس ثاني و زفر، فتح الباب و نزل يمشي للداخل، خطواته غير متوازنة بس قادر يحمل ثقله و يمشي، دفع باب الصالة للداخل و دخل، مشى للدرج و حط يده على الدرابزين يساعد نفسه على الركوب، ركب للدور الثاني و صار يمشي لجناحه، وقف قدام الباب و هو يشوفه مفتوح، حك خده و هو يقطب حواجبه بإستغراب، أخذ خطوتين لقدام، دخل و سكر الباب وراه، وقف في نص الصالة و هو يحس بريحتها، ريحة فقدها من كم من يوم، رفع عيونه لباب الغرفة و هو يشوفها جالسة على الأرض و معطيته ظهرها، ضل يشوف عليها لشوي و هو يتمتم لنفسه بعدم تصديق: نجوى..، ما حس بحاله إللا و هو يمشي لها، يمشي بسرعة!

لمت قطع الزجاج و حطتهم في السلة، رجعت بعلبة كلينكس تنظف العطر من على الأرضية، كثر ما الغرفة إمتلت بريحتها، كثر ما هي إمتلت بريحتها، نظفت الأرضية و رمت الكلينكس في السلة، قامت و رفعت عيونها للمراية، شافته جاي لها بسرعة، شهقت و جت بتلف بس هو كان الأسرع، مسك يدها، دارها و سحبها لحضنه، سحبها و حاوطها له بقوة.

جمدت بأرضها و هي تحس بيدينه تحاوطها، قلبها جن و دقاته صارت تتسابق مع بعضها، حرارة فجأة صارت تعتريها، جسمها صار يرتجف كثر ما يرتجف قلبها، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، حاولت تأخذ نفس مرة ثانية بس هم فشلت، حاولت تتحرك بس حست فيه يزيد من مسكته عليها، بلعت ريقها بصعوبة و حاولت تتكلم: عـ.. عـ.ـادل..

قاطعها و يزيد من مسكته عليه: نجوى.. نجواي!

غمضت عيونها و هي تحاول تهدي أنفاسها المضطربة: ماني.. ماني نجوى.. ناهد، أنا ناهـ.ـد..

حرك رأسه بالنفي: نجوى..، و هو يبعد عنها شوي، يمسك يدينها، يرفعها و يستنشق ريحتها: نجوى..، و هو يبوس كفوفها: نجوى..

إرتبكت أكثر و هي تشوفه يبوس يدينها المرتجفة، سحبتهم منه بسرعة و رجعت بخطوة متعثرة لوراء: عادل، أنت مانك بوعيك، أنا ماني نجوى، نجوى ماتت، أنا ناهد، تسمعني؟ أنا ناهـ..، ما قدرت تكمل لأنه سحبها لحضنه مرة ثانية.

حرك رأسه بالنفي بسرعة و هو يزيد من مسكته عليها: تركتيني و رحتي مرة.. ما أسمح لك.. ما أسمح لك.. تبعدي مرة ثانية.. ما أسمح لك..

إرتجفت أكثر و هي تحس فيه يحرقها بقبلاته الحارة، يحرقها بقبلاته المشتاقة، قطبت حواجبها بقوة: عـ.ـادل..، و هي تحط يدينها على صدره لتبعده عنها: بـ.ـعد عني.. ماني نجوى..، سكتت و هي تحس بقبلة عميقة طبعها على رقبتها، قبلة خدرتها، خلتها تنشل عن الحركة، تنشل و ما تقدر تقاومه، غمضت عيونها و سلمت نفسها له!


***************************


طلع من الحمام و هو ينشف شعره بالفوطة، مشى للتسريحة و عيونه عليها، جالسة على السرير، قدامها لابتوبها تشتغل عليه، وقف قدام المراية يمشط شعره بس ما نزل عيونه من عليها، صار لها يومين متغيرة، هادية و ما تنطق بحرف، إبتسامة بالزور تطلع منها، ما يعرف بس يحسها مضغوطة بالشغل، صار يرجع من الدوام و ما يلقاها بالفلة و لما ترجع تنشغل عنه، تنشغل بـ لابتوبها، حط المشط على التسريحة، أخذ أحد عطوراته و رش كم من رشة عليه، حطه مكان ما كان و لف يمشي لها، جلس على السرير بجنبها، حاوطها من أكتافها و سحبها له: تكلمي، إيش فيك؟

بعدته عنها، إلتفت له و حركت رأسها بالنفي: ما فيني شيء..، و هي تلف لـ لابتوبها: مشغولة!

لف لـ اللابتوب و تنهد: ما تحسي أنك طول الوقت منشغلة بهذا بدل ما تنشغلي..، و هو يرفع يدها و يحطها على صدره: فيني!

إبتسمت على حركته بخفة: ليش زعلان؟

حرك رأسه بالنفي: غيران!

ضحكت بخفة، إقتربت منه و حضنته: لا تغار، مضغوطة هالفترة بالشغل شوي، يشغلوني لأني كنت بالإجازة!

حاوطها له: خبريهم لا يتعبوا بسومتي!

إبتسمت أكثر و ريحت رأسها على كتفه، أخذت نفس و صارت إبتسامتها تختفي، خايفة، خايفة كثير، خايفة أنهم يروحوا له بكذبتهم و هو يصدقهم و يرخصها عشانهم، خايفة أنه بالرغم من أهميتها له، هم يطلعوا أهم منها عنده، خايفة تنهدم حياتها على كذبة، غمضت عيونها و هي تحس بدموعها تتجمع فيها، لو عملت على كلامه من البداية كان ما صار اللي صار، لو خبرته و كشفته له من البداية كان ما تمادى كذي، ما تعرف إذا تقدر تخبره ألحين، تحس نفسها متأخرة، متأخرة كثير، هو عنده شدن في صفه و هي ما عندها أحد، هو راح يصدقهم عليها، يختارهم عليها، رفعت يدها بسرعة تمسح دمعتها اللي طاحت على خدها بس كانت الأسرع و طاحت على كتفه.

ما حس بالدمعة بس حس في رغبة أنه يحاوطها له أكثر، جا بـ يزيد من مسكته عليها بس قاطعه رنين تلفونه، تنهد بقلة حيلة و فكها: دقيقتين ما أقدر أقضيها مع زوجتي بهدوء!

إبتسمت له بهدوء و هو قام يمشي للتسريحة، أخذ تلفونه و رد: أيوا أحمد..، أي ملف..، مشروع الجديد؟..، ما لقيته بالمكتب؟..، لا، ما جبته معاي..، أيوا، متأكد..، لحظة بشوفه بالسيارة و برد عليك..، أوكي، سكر و أنا بتصل فيك..، تمام، باي! سكر منه و أخذ مفتاح سيارته من على التسريحة، و هو يمشي للباب: بنزل لسيارتي، دقيقة و راجع لك!

حركت رأسها بالإيجاب و هو إبتسم لها و طلع، إنتبهت للباب اللي حطه مفتوح، حركت رأسها بقلة حيلة و سحبت شيلتها من على الكمدينة، قامت و هي تحط الشيلة على رأسها، مشت للباب و جت بـ تسكره بس يده منعته، رفعت عيونها له و بنبرة حادة: بـ..، ما قدرت تكمل لأنه دفعها للداخل، دخل و سكر الباب وراه.



تحت – بالكراج...

فتح باب سيارته و إنحنى يمرر نظره على المراتب، ما في أثر لأي ملف، رن تلفونه مرة ثانية فعدل وقفته و رد: ألو..، لقيته معاك..، إبتسم: بلا فايدة خربت لحظتي..، ما لازم تعرف..، هههههههههه..، سكر، سكر و لا تتصل فيني مرة ثانية في هالوقت..، يللا، تصبح على خير!

سكر منه و سكر باب سيارته، لف و صار يمشي للداخل، ركب الدرج لغرفته، فتح الباب و إنـفـجـع، جالسة على الأرض، ترتجف و عيونها عليه، طايح قدامها، حوالينه قطع مزهرية مكسورة و الدم اللي يملي المكان، إرتجف قلبه من الخوف: بسمة..

رفعت عيونها له و هي ترمشهم بعدم تصديق: مـ.. مـ.ـات!




.

.

.

.

.



نهاية البارت...


أتمنى البارت يكون قد توقعاتكم مني..

بارت الجاي يوم الأربعاء إن شاء الله.. إنتظروني..


"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن




تفاحتكم!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 11:43 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (16)...

It hurts when we lose faith in people we love the most

It breaks us inside, leaves us lonely and lost

©

.

.

.

.

.



مقطب حواجبه بقوة، مصدع و رأسه شوي و ينفجر، عيونه على الشارع يحاول يركز بس بكيها اللي مانه راضي يتوقف يشتته، تبكي و مانها راضية تهدأ، تبكي عليه، تبكي عليه و تلومها على كل شيء صار فيه، ساكت يسمعها، يسمعها بدون ما ينطق بأي حرف، ما يقدر ينطق بأي حرف، ما ألحين، وقف سيارته على الإشارة الحمراء و هو يسمع آذان الفجر من الجامع القريب، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها صار يردد الآذان لنفسه وراء المؤذن، رفع عيونه للإشارة ليشوفها خضراء، حرك سيارته و إلتفت لها، شافها تنزل رأسها و تمسح دموعها بطرف شيلتها، تمسحها لتحل محلها غيرها، تنهد بتعب، لف للقدام و تكلم: بسك بكي!

ما ردت عليه و كأنه طلب منها العكس فصارت تبكي أكثر!

تنهد مرة ثانية و هو يلف بسيارته لشارع اللي ينتهي بفلتهم: قلت لك بسك بكي، بسك خلاص أنـ..

قاطعته و هي تلتفت له: فيصل.. أنت.. أنت شفت حالته.. و الله ماني قادرة أشوفه كذي.. كله بسببها.. قلت لها.. قلت لها تبعد عنه بس ما سمعتني.. ما أعرف إيش سوت فيه.. إيش سوت فيه..

تنهد و هو يوقف سيارته قدام الفلة، فك حزامه و لف لها، مسك يدها و سحبها له، حضنها و صار يمسح على رأسها بهدوء: هدي حالك حبيبتي، هدي حالك..، و هو يأخذ نفس: ما فيه إللا كل خير، أنتي ما سمعتي الدكتور إيش قال، العصر بنروح له و بنشوفه صاحي إن شاء الله، ما فيه شيء..، و هو يبعدها عنه و يطبع بوسة هادية على جبينها: خلاص، بسك بكي! فك حزامها و أشر على الباب: يللا، خلينا ننزل!

مسحت دموعها و لفت للباب تنزل، نزل، سكر الباب و مشى لها، حاوطها من أكتافها و صار يمشي للداخل، دخل معاها للحديقة و بعدها مشى لباب الصالة، دفعه للداخل، دخل ليشوفها جالسة على الكنبة و عيونها اللي كانت على الساعة، نزلتهم لهم بسرعة و قامت، حس بيدها تنزل يده من على أكتافها فإلتفت لها، شافها تمشي لها بسرعة، تسحبها من مرافقها و تهزها.

شدن بصراخ و من بين دموعها: إيـش سـويـتـي فـيـه؟ لـيـش؟..، و هي تهزها أكثر: لأنـه طـلـب مـنـك تـبـعـدي.. تـسـوي فـيـه كـذي.. أنـتـي وحـدة حـقـيـرة.. حـقـيـ..، ما قدرت تكمل لأنه قاطعها بنبرته الحادة: شــدن!!

إلتفتت له لتشوفه يمشي لهم بسرعة: فيصل..

قاطعها مرة ثانية و هو يفكها من بين يدينها و يرجعها لوراء: شدن ما ألحين..

قاطعته بسرعة: فيصل، باسل بالمستشفى بسببها.. كانت بـ تموته و أنت جاي تدافع..

قاطعها و بنفس حالته: شدن خلاص، ما أريد أسمع و لا كلمة، روحي لغرفتك و لا والله أسحبك و أجرك لها!

إمتلت عيونها بالدموع مرة ثانية بس ما نطقت بحرف، لفت عنه بسرعة و صارت تركض للدرج، ركبت بأسرع ما عندها و إختفت في الدور الثاني، مرر يده في شعره و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، إلتفت لها، شافها منزلة عيونها للأرض و دموعها تتدحرج على خدودها وحدة وراء الثانية، إقترب منها، سحب يدها و صار يأخذها للدرج، يحس ببرودة يدها في يده، يحس برجفتها، خايفة، أكيد خايفة، زفر و هو يفتح باب غرفته، يدخل و يدخلها معاه، طاحت عيونه لوين ما كان هو طايح قبل عدة ساعات، المزهرية المكسورة ما عادت موجودة و الأرضية تنظفت، نزل عيونه و هو يأخذ نفس، جا بـ يفك يدها بس حس بمسكتها تزيد عليه، نزل عيونه ليدينهم ليشوفها تحاوط يده بيدينها الثنتين، رفع عيونه لها و هي إقتربت منه، إقتربت لحتى حطت رأسها على صدره و صارت تبكي.

غمضت عيونها و صارت تدفن رأسها في صدره، كانت ماسكة نفسها من كم من ساعة، دموعها تنزل بس هي رافضة تستسلم لها، خايفة، خايفة كثير، ما تعرف هو بإيش يكون يفكر فيها، كيف يكون يشوفها، هي ما كانت تقصد تأذيه بس لو هي ما سوت اللي سوته كان هو اللي أذاها، حاولت تبعده عنها، حاولت كثير بس ما قدرت، ما قدرت تفك نفسها من بين يدينه إللا بـ هالطريقة، هي بس كانت تريد تحمي نفسها منه، تحمي نفسها و..، و هي ترفع يدينها و تتعلق في دشداشته، تحميه منه: فـ.. فيصـ.ـل.. أنـ.ـا آسفـ.ـة.. آسفـ.ـة..، و هي تتعلق فيه أكثر: أنـ.ـا آسفـ.ـة..

غمض عيونه يأخذ نفس يهدي حاله، فتحهم و رفع يدينه يبعدها عنه.

رفعت عيونها له و هو نزل عيونه عنها و لف بـ يمشي، مسكت يده بسرعة: فيصـ.ـل..

قاطعها و هو يفك يده من يدها: ما ألحين..

قاطعته و هي تدوره لها: فيصـ.ـل أنت لازم تسمعني..

قاطعها بدوره و هو يبتعد عنها: بسمة الله يخليك.. ما ألحين.. ما ألحين..، قالها و هو يفتح كبتاته، يأخذ له بجامة و بعدها يمشي للحمام بسرعة و يسكر الباب وراه.

ما تحركت من مكانها و ضلت تشوف على الباب المسكر، شافته ينفتح بعد فترة فصارت تمشي له: فـ..، سكتت و هي تشوفه يرفع يده يمنعها من الكلام، أخذ أحد السجادات المحطوطة على التسريحة، لف للقبلة، فرش سجادته و قام يصلي، خلص بعد فترة و لف يشوفها جالسة على السرير تشوف عليه، نزل عيونه عنها، رجع السجادة للتسريحة و مشى للسرير، إنسدح و صار على جنبه اليمين، سكر الأبجورة و غمض عيونه، إلتفتت له و هي تشوفه معطيها ظهره، لفت عنه، نزلت رأسها و صارت تبكي بصمت.


***************************


مرر يده على وجهه و هو يستغفر، يستغفر ليحاول يهدي حاله، أخذ نفس طويــل و زفر، أخذ نفس ثاني و زفر مرة ثانية، مانه قادر يهدأ، قلبه مانه راضي يهدأ، ما راح يهدأ و هو يحس بكلامه لين ألحين يتردد في مسامعه، يتردد كلمة، كلمة، غمض عيونه بتعب و من ثم فتحهم و رفعهم للسماء، الشمس بدت تطلع و الدنيا صارت تضيء بس هو يحس نفسه في ظلمة و الدنيا صارت تضيق، تضيق بدرجة أنها بـ تطبق عليه و تعصره!

نزل عيونه و صار يلتفت حوالينه، الشارع لين ألحين فاضي، نزل عيونه لساعته، نص ساعة و يزدحم بالسيارات، الكل بيطلع، يطلع ليكمل حياته و يمشي على روتينه اليومي، رفع عيونه للشارع مرة ثانية و أخذ نفس، ما يعرف إذا يصدق اللي سمعه و لا لأ بس كيف يكذبه، يكذب أبوها، من راح يرضى يتكلم في بنته كذي، ما راح يقولها إللا إذا جد كانت كذي، إحترق قلبه على هالفكرة فغمض عيونه يحاول يبعدها، ما يعرف يكلم من ليتأكد، يكلم عبدالله، إيش يقول له، مخدوع هو في حبه لها و هذا اليوم هو بعد إنخدع بوحدة مثلها، ما يعرف ليش ما قدر يتحكم في قلبه، ما يعرف كيف سمح لنفسه يحب، يحبها هي، زفر بقوة و بعدها إنتبه للسيارات اللي صارت تضج المكان، نزل من على البونيت (غطاء الواقي الأمامي للسيارة)، فتح الباب، ركب و حرك السيارة.



بعد 45 دقيقة...

حط يده على الدرابزين و صار يركب الدرج، ركب للدور الثاني و لف لممر غرفته، حط يده على المقبض و جا بيفتح الباب بس صوته وقفه.

: فهد!

إلتفت يشوف عليه: نعم يبة!

عبدالرزاق: إذا طالع للدوام، خلينا نمشي مع بعض!

حرك رأسه بالنفي و بهدوء غير اللي يحس فيه: ماني طالع يبة، توني راجع من برع، ما راح أداوم اليوم!

قطب حواجبه: ليش، وين كنت طول الليل؟

نزل عيونه: كانت عندي شغلة..

قاطعه: أشغالكم هذي ما تطلع لكم إللا بنص الليل، روح إرتاح لك ساعتين و بعدها إلحقني للشركة..، و هو يلف عنه: نحن ما نريد نعطي هاشم أي سبب عشان يشتكي منا..، خف صوته تدريجياً حتى إختفى.

تضايق من سيرته فقطب حواجبه بقوة، فتح الباب، دخل، سكره و هو يتمتم لنفسه بقهر: الله يأخذه! لف ليشوفها متمددة على كنبتها، وجهها مدفون في ظهر الكنبة، البطانية عليها بس ما تغطي أكتافها و رأسها، تغطيها بجلبابها، نزل عيونه عنها و صار يمشي للكبتات، أخذ له بجامة و مشى للحمام.

رجعت رأسها لوراء و أخذت نفس، سمعته يدخل الغرفة و سمعت باب الحمام يتسكر، صاحية، ما قدرت تنام و هي تفكر بكلامه، ألحين صارت تعرف ليش ربط نفسه فيها، مجبور مثل ما هي إنجبرت، ما آلمها رفضه لها مثل ما تألمت من كلامه، صارت تسمعها من كل أحد "وحدة حقيرة مثلك"، ليش هي إيش سوت؟ بإيش غلطت؟ غمضت عيونها و رجعت بذاكرتها لهذاك اليوم...

فلة أبو بسمة – ملكة بسمة و حنين...

ركضت له بسرعة و وقفته: بابا!

إلتفت يشوف عليها: ها؟

أزهار: ممكن نتكلم!

نزل عيونه لساعته و من ثم رفعهم لها: هالوقت؟

حركت رأسها بالإيجاب و مشت له: ما عندي وقت ثاني!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يأشر على سيارته: إركبي، خلينا نتكلم في السيارة!

حركت رأسها بالإيجاب و ركبت، إلتفتت له لتشوفه يسكر الباب، يعدل جلسته و يلتفت لها، أخذت نفس و بدت بتردد: بابا، أنا.. أنا قبل كم يوم رحت البيت لآخذ لي كم من غرض..

قاطعها و بنبرة حادة: كلميني بدون لف و دوران، ما عندي وقت!

نزلت عيونها عنه و بعدها رفعتهم و هي تأخذ نفس تتشجع: سميرة.. سميرة مانها أمي، صح؟

ضل يشوف عليها لكم من ثانية بدون أي تعبير على وجهه و بعدها لف للقدام و تكلم: من قال لك هالكلام، إيش..

قاطعته بسرعة: بابا لا تنكر، هي قالت لي، هي..، و الدموع تتجمع في عيونها: قالت لي أنها مانها أمي.. أنتو إيش تخبوا علي؟ ليـ..، ما قدرت تكمل لأنه إلتفت لها و قاطعها بصوت عالي: إيـش تـريـدي تـعـرفـي..، و هو يشدها من مرفقها: إيـش تـريـدي تـعـرفـي عـنـهـا؟ أمـك مـاتـت.. الـحـقـيـرة مـاتـت بـعـدمـا ابـتـلـتـنـي فـيـك.. الـخـايـنـة مـاتـت و تـركـتـك عـنـدي..، دفعها بقوة حتى إصطدمت بالباب: أنـتـي مثـلـهـا.. وحـدة حـقـيـرة مـثـلـك مـا تـكـون إلـلا بـنـتـهـا.. إشـكـري ربـك أن سـمـيـرة قـبـلـت فـيـك.. إشـكـري ربـك أنـهـا سـتـرت عـلـيـك..، إقترب منها، مد يده و فتح الباب: إنـزلـي..، و هو يدفعها من كتفها: إنـزلـي مـن الـسـيـارة...

رجعت من سرحانها و هي تحس بدمعة حارة تحرق خدها، مسحتها بسرعة و رجعت دفنت رأسها في ظهر الكنبة، الكل يخبي عليها، يكتم و فجأة ينفجر بوجهها، ينفجر و يتهمها كذي، ليش ما يعرفوا أنها ما تتذكر شيء، ما تقدر تتذكر لو كثر ما حاولت، ما تتذكر..، و هي تسمع باب الحمام ينفتح، بسببه، رجعوا دموعها فغمضت عيونها بقوة، سحبت بطانيتها عليها و كورت على نفسها.


***************************


رمشت عيونها بهدوء، غمضتهم لفترة بس رجعت فتحتهم، فتحتهم لتشوف عليه، صحت من فترة، قامت، إغتسلت، أدت صلاتها و رجعت إنسدحت جنبه، نايم على بطنه، وجهه يقابل وجهها، أنفاسه منتظمة و مرتاح، نزلت عيونها عنه بس رجعت رفعتهم له، دقات قلبها سريعة، سريعة من قربها له، ما تعرف إيش بتكون ردة فعله لما يفتح عيونه و يلقاها جنبه، ما تعرف كيف بـ يتصرف معاها، لحظة..، أخذت نفس و زفرت بهدوء غير اللي تحس فيه، تعرف بس تنكر، تعرف بس متأملة أنه يتقبل وجودها في حياته، يتقبلها بهالسرعة.

نزلت عيونها عنه مرة ثانية، إيش فيها، إيش صار لها، معقولة هي نسته بهالسرعة، نسته و صارت تحب من أول و جديد، تحب عادل؟ غمضت عيونها، وين الغلط إذا حاولت تنسى، وين الغلط إذا بدت تعيش حياتها مرة ثانية، هي لها الحق تفك نفسها من ذكرياته، ذكرياته القليلة، بنت آمال و أحلام كثيرة لحياتها بس إضطرت تدفنها معاه، أخذت نفس تهدي حالها و فتحت عيونها، ما تعرف إيش الأصعب، هي فقدته في بداية مشوارها معاه و هو فقدها بعدما قطع مشوار معاها، تنهدت بتعب، في كلا الحالتين الفقد صعب، صعب كثير، رفعت يدها و صارت تمرر أصابعها على خده بهدوء، شافته يبتسم بخفة فـ إبتسمت بدورها، هي ما غلطت، وين الغلط إذا صارت تحلم مرة ثانية، وين الغلط إذا صارت تحب مرة ثانية، تحبه هو!

حس بلمستها على خده و إبتسم، مد يده و سحبها له، حاوطها بس ضل مغمض عيونه، أخذ نفس و هو يهمس لنفسه: تحقق!

رفعت عيونها لعيونه المغمضة بإرتباك و سألته بتردد: إيش؟

إبتسم أكثر و تكلم بنفس الهمس: أول مرة أحلم حلم و يتحقق لي، حلمتك، حلمتك رجعتي لي، رجعتي..، و هو يزيد من مسكته عليها: رجعتي لحضني، حلمتك بضحكتك، بريحتك، بعيونك، بلمستك، حلمتك بكلك و رجعتي لي، حلمتك نجوى و تحققتي!

تجمعت الدموع في عيونها فنزلتهم بسرعة، تكلمت و هي تأخذ نفس تهدي حالها: عادل.. أنا ماني نجوى..، رفعت عيونها اللي صارت في عيونه: أنا ناهد!

ضل يشوف في عيونها لكم من ثانية، هالعيون مانها غريبة عليه بس مانها نفسها، مانها لـ نجواه، فكها بسرعة و كأنه توه بس يستوعب اللي صار، دفعها عنه بقوة حتى تقلبت و طاحت على الأرض، شهقت متوجعة لما إصطدم رأسها بـ الكمدينة، رفعت عيونها له و هي تحارب دموعها، شافته يقوم بسرعة و يمشي للحمام، يدخل و يصفق الباب وراه.

إستند بالباب و هو يتنفس بقوة، مرر يدينه على وجهه و هو يغمض عيونه، ضغط على رأسه بقوة و هو يحاول يتذكر اللي صار، يتذكر رجعته للبيت بدري، يتذكر دخوله للجناح، يتذكر وجودها بالغرفة، فتح عيونه بسرعة و هو يحرك رأسه بالنفي، لا، لا، لا، مشى للمغسلة بسرعة، حط يدينه عليه و رفع عيونه للمراية يشوف على نفسه، كيف قدر يسويها، كيف قدر يخونها كذي، شدد قبضته و هو منقهر من نفسه، ما حس بحاله إللا و هو يرفع قبضته و يضربها في المراية بأقوى ما عنده.

سمعت الزجاج يتكسر و بعدها سمعت صرخته، شهقت بخوف و قامت، جت بتمشي للحمام بس تداركت، وقفت لكم من دقيقة تشوف على الباب المسكر، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها لفت تطلع من الغرفة بسرعة.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

وقفت قدام المراية تعدل شيلتها، نزلت يدينها و من ثم نزلت عيونها ليدها اليمين تشوف على ساعتها، الساعة 10:00 ص بتوقيت مسقط، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 6:05 بتوقيت بريستول، إبتسمت لنفسها بخفة، ما يمر هـ اليوم إللا و هي راجعة لأهلها، بتشوف نفسها بينهم، بين كل اللي يحبها، إختفت إبتسامتها و رفعت عيونها لباب غرفتها، ما شافته من بعد اللي صار، هي ما طلعت من غرفتها و هو ما جا لها مرة ثانية، يقول لها أنه يحبها، لو يحبها جد ما يتركها لـ ولا لحظة، لو يحبها جد يسوى المستحيل ليقنعها بكلامه، ليثبت لها مشاعره، لـ يحسسها بحبه، لو يحبها جد ما يسمح لها تمشي عنه بهالسهولة، ما يحبها، مجرد كلام طلع منه لما حس أنه بـ يخسرها، ما يحبها، يحب يمتلكها و بس، أخذت نفس و نزلت عيونها عن الباب، رفعتهم له مرة ثانية و هي تسمعه يندق، أخذت نفس ثاني و مشت تفتحه.

رفع عيونه لها و هي نزلت عيونها عنه، تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: لازم نمشي!

حركت رأسها بالإيجاب، لفت و مشت لشنطتها، إنحنت و جت بـ تسحبها بس يده كانت الأسرع، مسك الشنطة و تكلم: خلي عنك! إلتفتت له و هي تشوف مدى قربه منها، إرتبكت فبعدت عنه بسرعة، سحبت الشنطة من يده و لفت تمشي عنه: أقدر لحالي! قالتها و هي تطلع من الغرفة.

ما تحرك من مكانه، غمض عيونه و ضل واقف يستنشق بقايا عطرها، إنتبه لحاله لما سمع باب الشقة ينفتح، فتح عيونه و مشى يلحقها، طلع من الشقة و سكر الباب، إلتفت لها شافها تركب المصعد و تلف له، أخذ نفس و مشى لها، ركب المصعد و ضغط على الطابق الأرضي، تسكر الباب و صار المصعد يتحرك، الإثنين ساكتين، هاديين بعكس دقات قلبهم الجنونية، دقائق الصمت القليلة تمر عليهم مثل الدهر، زفر براحة لما إنفتح الباب، دقائق الصمت القليلة عيشته صراع غريب، كان خاطره يسحبها لحضنه و يحاوطها بقوة، يحاوطها لحتى يمنعها عن الحركة، يحاوطها و يعترف لها بحبه لها، يعترف و يضل يكررها لها لحتى تصدقه، نزل عيونه، بس هي أخذت قرارها، ما له أي حق يمنعها، ما بعد اللي سواه فيها، أخذ نفس و جا بـ ينزل بس حس بأصابعها تتمسك بـ كم قميصه، إلتفت لها و هي تعلقت فيه أكثر، عيونها للقدام، مقطبة حواجبها و واضح عليها الخوف.

تكلمت و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها: أنا.. أنا ماني قادرة أشوف شيء..

قطب حواجبه بإستغراب و لف لها: فرح..

قاطعته و بنفس حالتها: عـ.ـماد.. أنا ماني قادرة أشوف.. ماني قادرة أشوف..، و بخوف: كل شيء إختفى.. أنا ماني قادرة أشوف..

توتر من حالتها، مسك يدينها و تكلم بأهدأ ما يمكن: فرح أنتي إيش تقولي..

حاولت تضغط على عيونها بس الدنيا متظلمة حوالينها، حاولت مرة ثانية بس بلا فائدة، خافت أكثر، رفعت يدينها تتحسسه و صارت تبكي بخوف: أنـ.ـا مـ.ـاني قـ.ـادرة أشوف.. عمـ.ـاد..، و هي تتعلق فيه: أنـ.ـا إنعـمـ.ـيت.. إنعمـ.ـيت.. خـ.ـلاص..، حطت يدينها على عيونها و بصوت عالي: أنـ.ـا إنـعــمـيـ.ـت..

خاف أكثر من حركتها، حاوطها من أكتافها و هو يحاول يهديها: فرح، هدي حالك.. أنتي إيش تقولي.. كيف يعني..

قاطعته و هي تشده من قميصه: كـلـه بـسـبـبـك.. كـلـه بـسـبـبـك.. كـلـه بـسـبـ.ـبـ.ـك..، سكتت و هي تحس بأنفاسها تضيق، إرتخت مسكتها من عليه، ما قدرت تحمل ثقلها فـ طاحت على الأرض.

فتح عيونه بعدم تصديق: فــرررح!!!



بعد ساعتين...

وقف عند باب غرفتها و هو يشوف الدكتور يعطيه ظهره و يمشي، نزل عيونه عنه و من ثم رفعهم لباب غرفتها، توه بس يتذكر حالتها، توه بس يتذكر التقرير اللي مرمي في كبتاته، ما إهتم فيها، أهملها و تركها تنعمي يوم وراء يوم، هو السبب في حالتها، هم ما بيدهم شيء يسووه لها إللا بالعملية، هي راح تضل تفقد نظرها لفترات مؤقتة و بعدها إذا ما عالجت بتفقدها للأبد، بالأول كانت الفترات قصيرة، كم من دقائق و ترجع لحالتها بس اليوم ضلت في الظلام لأكثر من ساعة، أغمي عليها من الخوف و لما صحت الدنيا كانت بعدها متظلمة حوالينها، مرر يده في شعره و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و فتح الباب، دخل و رفع عيونه لها، جالسة، ممددة رجولها على السرير، منزلة رأسها و تبكي، إنقبض قلبه عليها فإقترب منها، جلس على السرير بجنبها، حاوطها من أكتافها و جا بـ يقربها له بس هي بعدته عنها.

تكلمت و هي تحاول تدفعه عن السرير: بعد عني.. روح.. خليني..

إقترب منها مرة ثانية و رجع حاوطها من أكتافها: أنا آسف..، و هو يطبع بوسة هادية على رأسها: أنا آسف..

صارت تدفعه أكثر: رجعني لأهلي.. عماد رجعني لهم.. أنا أريد أشوفهم.. أشوفهم قبل ما..

قاطعها بسرعة: فرح لا تخافي، ما راح يصير فيك شيء، ما راح تخسري نظرك، أنا ما راح أسمح لك تروحي بدون ما أعالجك، ما راح أخليك تروحي..، و هو يحط رأسها على صدره: والله ما أنكر أني غلطت، غلطت و كثير، ماني قادر أصلح كل أغلاطي بس راح أصلح هـ الغلطة..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما راح أخليك تروحي قبل ما أعالجك، ما راح أخليك..

جت بـ تبعد رأسها عن صدره بس يده اللي حطها على رأسها منعتها، تكلمت و هي تحط يدها على عيونها: عماد.. أنا ما أريد منك شيء.. ما أريد بس رجعني لهم.. الله يخليك رجعني لهم..

دورها له و بعد يدها عن عيونها، إقترب منها و حاوط وجهها بيدينه: فرح برجعك لهم.. أوعدك أني برجعك لهم و ما راح أمنعك.. بس ما ألحين.. أنا ما أقدر أخليك تروحي كذي.. عطيني فرصة.. فرصة وحدة بس.. خليني أصلح على الأقل غلطة وحدة.. لا تحرميني من هـ الفرصة..، و هو يبوسها على جبينها: أوعدك أني برجعك لهم بس ما ألحين!

نزلت عيونها عنه و ما ردت عليه، قربها منه أكثر و حضنها، أخذ نفس يهدي حاله و زاد من مسكته عليها.



بعد 45 دقيقة...

فتح لها باب الشقة، دخلت و هو دخل وراها، سكر الباب و إلتفت لها، إقترب منها، مسك يدها و صار يأخذها لغرفتها، فتح الباب و أخذها للسرير، جلسها و جلس جنبها، حاوط يدينها بيدينه و تكلم بهدوء: بكرة راح آخذك للمستشفى مرة ثانية، هم صار عندهم خبر عن حالتك بس هم بآخذ تقريرك معاي، يعملوا الفحوصات اللازمة و يخبرونا عن العملية..، رفع يده، حطه تحت ذقنها و رفع رأسها له: لا تخافي، ما راح أتركك كذي!

ما رفعت عيونها له، رجعت رأسها لوراء حتى إنفك ذقنها من يده، تكلمت و هي تلف عنه: إتركني لحالي!

حرك رأسه بالإيجاب و قام، طلع من غرفتها و سكر الباب وراه.

غطت وجهها بتعب و هي تسمع الباب يتسكر، تريد تبعد عنه بسرعة، تبعد لأنها تعرف بوجوده حوالينها هي تضعف، خايفة و ضعيفة، محتاجة لأحد بجنبها، محتاجة لأحد يحضنها، يحميها، يحتويها و يقول لها كل شيء بـ يتصلح، محتاجة لأحد بس ما تريد تحتاجه هو، بـ يستغلها، يستغلها مثل دوم.

دخل غرفته، سكر الباب و مشى لسريره، جلس، نزل رأسه و حط يدينه عليه، يحس بعبرته تخنقه، ما بـ يسامح حاله لو صار فيها أي شيء، ما راح يقدر، أخذ نفس طويــل يهدي حاله و زفر، أخذ نفس ثاني و زفر مرة ثانية، وافقت تضل بس ما راح ترجع معاه مثل أول، وعدها أنه ما راح يمنعها تروح بس راح يحاول، يحاول لحتى يخليها تثق فيه، ترجع تحبه و قلبها يكون اللي يمنعها من أنها تتركه، راح يحاول بكل اللي يقدر عليه!


***************************


مسقط...

لفت بسيارتها لبوابة المستشفى، دخلت و وقفت في المواقف، إلتفتت له، شافته يبتسم لها، حاولت تغصب إبتسامة على شفايفها بس فشلت، نزلت رأسها و ما تكلمت، حس فيها فحرك رأسها بقلة حيلة، فك حزامه و من ثم فك حزامها، مسك يدينها و دارها لها: لا تقولي خايفة!

أخذت نفس و حركت رأسها بالإيجاب: خايفة كثير!

حرك رأسه بمعنى ليش

قطبت حواجبها: كيف تسألني ليش؟ ليش هم إتصلوا فينا ألحين؟ من وين طلع هـ الفحص، ما هم قالوا فحوصات راح تكون كل شهرين، ليش فجأة قدموها..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ماني مطمئنة، قلبي مانه مطمئن!

إبتسم لها: حبيبتي وين التفاؤل، ليش كل هذا الخوف؟ يطلع فحص روتيني لا غير، أنتي خليك هادية شوي!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: طارق لا تلومني، والله ما أقدر، ما بعد كل اللي صار!

إبتسم لها أكثر و طبع بوسة هادية على رأسها: هدي حالك و إن شاء الله كله خير..، بعد عنها و أشر على الباب: يللا، خلينا ننزل!

حركت رأسها بالإيجاب، لفت للباب، فتحته و نزلت، إنتظرته ينزل و يجي لها، مسك يدها و صار يمشي للداخل، مشوا لمكتب الدكتور اللي يتابع ملفاته و حالته، دق على الباب بهدوء و جا له صوته، فتح الباب، دخل و هي دخلت وراه: مرحباً!

إبتسم له الدكتور و صار يأشر على الكراسي قدامه: مرحباً بكم، كيف حالكم؟

جلسوا بمقابله و هو رد: بخير، شكراً لك!

الدكتور حرك رأسه بالإيجاب و بعدها فتح أحد الملفات و نزل عيونه للأوراق: أمم.. أخبرني يا طارق..، و هو يرفع عيونه له: كيف حالك الآن؟ أتعاودك الآلام كثيراً؟

طارق بهدوء: أنني بخير..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ليس كثيراً ولكنكم أخبرتموني بأنني سوف أمر بأشهر صعبة، هذا و حسب!

حرك رأسه بالإيجاب و نزل عيونه للملف مرة ثانية.

ما قدرت تمسك حالها فسألته: لماذا؟ أهناك أمراً تخفونه عنا؟ أيشكي من شيء؟ ألم تكون العملية ناجحة؟ أيجب علينا أن نقلق؟

إبتسم لها الدكتور: كلا، لا، إهدأي، أنه بخير، فحص روتيني و حسب، لا داعي للقلق! قالها و إنفتح باب الغرفة، تكلم و هو يأشر على الممرضة و يوجه كلامه لـ طارق: اذهب معها لكي تعمل الفحوصات!

حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لـ ليلى: يللا قومي، خلينا نطلع، إنتظريني على الكراسي لين ما أخلص!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت معاه، جت بتطلع بس لفت للدكتور: متى ستطلع النتائج؟

الدكتور: بعد يومين!

حركت رأسها بالإيجاب و طلعت معاه.


***************************


فتح عيونه و هو يسمع باب الحمام يتسكر، إلتفت لها، شافها تفرش سجادتها و تبدأ صلاتها، تقلب يشوف على الساعة المحطوطة على الكمدينة، الساعة 1:30، بالرغم من كلام أبوه إللا أنه قرر ما يروح الدوام، سحب تلفونه و شاف 3 مكالمات لم يرد عليها، توقعها منه و لما فتح الأرقام صح توقعه، رجع تلفونه للكمدينة، بعد البطانية عنه و قام يمشي للحمام، طلع بعد فترة و شافها جالسة على الكنبة و تشوف عليه، نزل عيونه عنها و مشى للمعلقة، سحب فوطته و صار ينشف وجهه، مشى للتسريحة و هو لين ألحين يحس بعيونها عليه، قطب حواجبه بضيق بس ما تكلم، رفع عيونه للمراية يشوف عليها، شافها توقف و بعدها تتكلم.

أزهار بهدوء: خلينا نتكلم!

نزل عيونه عنها و حرك رأسه بالنفي: أنا ما عندي شيء أقوله لك!

أخذت نفس: بس أنا عندي!

حرك رأسه بالنفي مرة ثانية و مشى لكبتاته، أخذ له ملابس و إلتفت لها: أنا ما أريد أسمعك!

تقدمت منه و وقفت قدامه: لازم تسمعني!

نزل عيونه عنها و صار يمشي للحمام: ماني مجبور أسمعك! قالها و هو يدخل الحمام و يسكر الباب وراه، بدل ملابسه و طلع، شافها واقفة مكان ما كانت.

تكلمت بنفس هدوئها: مجبور تسمعني!

رفع حاجبه: و أنتي راح تجبريني؟

حركت رأسها بالإيجاب

أخذ نفس يهدي حاله و بعدها مشى للكنبة: تكلمي بسرعة!

مشت له و جلست على نفس الكنبة: لا توعد إذا كنت ما بـ توفي!

ما فهم عليها فرفع عيونه لها بإستغراب: أنا..

قاطعته: هالمرة أنا بتكلم..، و هي تأشر على نفسها: أنا بتكلم..، حركت رأسها بالنفي: ما أسمح لكم تعاملوني كذي، ما أسمح لكم تقولوا كل اللي عندكم و تمشوا بدون ما تعطوني فرصة أتكلم، هي طردتني بدون ما تخبرني ليش، هو إتهمني، رماني و راح، و أنت..، و الدموع تتجمع في عيونها: و أنت رفضتني و مشيت..، نزلت عيونها عنه بس رفعتهم له مرة ثانية: ليش مانكم قادرين تفهموا أني ما أتذكر شيء، اللي تقولوه عني أنا ماني متذكرته..، و هي تشد قميصه من كتفه و بقهر: بسببك!

نزل عيونه ليدها و من ثم رفعهم لعيونها، ما نطق بحرف و ضل ساكت يشوف عليها.

سحبته لها أكثر و شددت من مسكتها على قميصه: إذا أنت نسيت أنا ماني بـ ناسية.. أنت وعدتني أنه كل شيء بـ يتصلح.. أنت طلبت مني أثق فيك.. كيف أقدر و أنت كل شوي متغير علي.. كيف أثق فيك.. قول لي.. تكلم..، و هي تحط رأسها على كتفه و تبكي: قلت لك من قبل أني تعبت.. و الله تعبت.. ما فيني أتحمل اللي يصير فيني.. خلاص.. ماني قادرة أفهم اللي يصير فيني.. والله ما أعرف.. ما أتذكر أنا إيش مسوية لتعاملوني كذي.. أنا بإيش غلطت لأتعاقب كذي..

غمض عيونه و هو يحاول يأخذ نفس يهدي حاله، حط يد على يدها و صار يفك أصابعها إصبع، إصبع عن قميصه، بعد يدها و من ثم أخذ نفس ثاني و تكلم: تريدي تعرفي؟

رفعت رأسها عن كتفه و من ثم رفعت عيونها لعيونه

كرر سؤاله بنفس هدوئه و هو يشوف على دموعها اللي تطيح على خدودها وحدة وراء الثانية: تريدي تعرفي ليش؟

شهقت بخفة، حركت رأسها بالإيجاب و هي تمسح دموعها: ليـ.ـش؟

أخذ نفس و هو يحس بقلبه يحترق: لأنك ضيعتي شرفك مع واحد واطي و كنت بتهربي معاه لولا الحادث اللي صار، أنتي..، و هو يدفعها من كتفها: أنتي مانك شريفة! قالها و هو يقوم و يمشي للباب، يطلع و يصفقه وراه.

حست بكلامه ينزل عليها مثل الصاعقة، دموعها جمدت و شهقاتها فجأة إنكتمت، إنشلت عن كل حركة، مانها قادرة حتى ترمش عيونها، جسمها فجأة صار يحرقها، يحرقها و كأنها إنرمت بالنار، فجأة إنتفضت و هي تحس بأنفاسها تتسارع، رفعت يد مرتجفة، حطته على فمها و شهقت بقوة!


***************************


جلس على الكرسي بجنب سريره و عيونه على رأسه الملفوف بالشاش، نزل عيونه عنه و من ثم رفعهم لها، ماسكة يده تمسح عليه بهدوء، دموعها في عيونها بس ساكتة، أخذ نفس و بهدوء غير اللي يحس فيه: خبرني إيش اللي صار بالضبط؟

إلتفت له و تكلم بسرعة: فيصل هي.. هي اللي نادتني للغرفة.. إتصلت فيني و خبرتني أروح لها.. رفضت بس ضلت تتصل.. قلت أروح لها و بنفس الوقت أكشفها عندك.. قالت لي أنها ما تحبك.. ما تحبك و السبب الوحيد اللي يخليها تتحملك وجودي.. وجودي معاها بنفس البيت.. صدقني أنت ما تستاهل كل هذا.. ما تستاهل وحدة خاينة مثلها.. وحدة واطيـ..، سكت لأنه رفع يده يمنعه من أنه يكمل.

قام و لف عنهم: جهزوا حالكم و طلعوا لي للمواقف، بكون بالسيارة أنتظركم! قالها و طلع من الغرفة بسرعة.

إلتفت لـ شدن و هي شددت من مسكته على يده: لا تخاف حبيبي، فيصل ما راح يسمح لها تأذيك كذي مرة ثانية، فيصل ما راح يخليها معانا في نفس البيت و لا لـ ثانية، راح يرميها و راح تشوف!

ما رد عليها و إلتفت للباب، ما يعرف ليش بس ما إرتاح من نظراته، أربكته و ما يعرف إذا صدقه و لا لأ، معقولة يكون سمعها قبله و صدقها؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالفكرة، أخذ نفس و بعدها إلتفت لـ شدن اللي حطت يدها على كتفه، تساعده ليقوم.



.

.

.

.

.



.

.

.





بعد نص ساعة...

وقفت بجنب شباك غرفتها و هي تحارب دموعها، تشوفه يوقف سيارته، ينزل و يمشي لباب الصالة، ما سمعها، لين ألحين ما عطاها فرصة لتتكلم، كلما تجي تفتح فمها يمنعها، ما يشوف عليها، ما يرفع عيونه لها، خايفة تكون إنتهت حياتها معاه، ما تقدر، ما بعدما تعلقت فيه كذي، ما بعدما حبته، توها تبدأ حياتها معاه، ما تريده ينتهي على كذي، ما ألحين، ما أبد، نزلت عيونها و صارت تتذكر اللي صار...

حركت رأسها بالإيجاب و هو إبتسم لها و طلع، إنتبهت للباب اللي حطه مفتوح، حركت رأسها بقلة حيلة و سحبت شيلتها من على الكمدينة، قامت و هي تحط الشيلة على رأسها، مشت للباب و جت بـ تسكره بس يده منعته، رفعت عيونها له و بنبرة حادة: بـ..، ما قدرت تكمل لأنه دفعها للداخل، دخل و سكر الباب وراه.

خافت من حركته و رجعت بخطوة لوراء: باسل أنت إيش تسوي؟ إيش جابك لغرفتي؟

إبتسم لها و تقدم بخطوة: جيت عشانك!

قطبت حواجبها بقوة: باسل الله يخليك، أنا ما أريد لك و لا لي أي مشاكل، ما يكفيك اللي قلته لشدن، ما أعرف إيش صارت تفكر فيني، أنت إيش تريد مني بالضبط، تريد فيصل يجي و يشوفك هنا، تريد تخرب علاقتي فيه!

إبتسم لها بخبث و حرك رأسه بالإيجاب: هذا بالضبط اللي أريد أسويه..، و هو يقترب منها أكثر: ما أنا قلت لك من قبل..، و هو يأشر على نفسه: إذا أنا ما تهنيت فيك عيل هو ما راح يتهنى فيك..، قالها و هو يقترب منها بسرعة، يمسكها من يدها و يسحبها له، فتحت فمها بتصرخ: فــ..، إنكتمت صرختها و هي تحس بيده اللي حطها على فمها يمنعها، زاد من مسكته عليها و تكلم بنبرته الخبيثة: قلت لك من قبل أنك بتندمي و راح تندمي اليوم لأنك لعبتي بباسل!

تجمعت الدموع في عيونها و هي تحس بأنفاسها تنكتم من كثر ما صار يضغط على فمها، حاولت تفك نفسها منه بس ما قدرت، صار يدفعها للجدار حتى ثبتها، إقترب منها حتى صارت أنفاسه تحرق وجهها، تكلم و هو يرخي من مسكته على فمها: خذيها كـ قبلة الوداع! بعد يده عن فمها و إقترب من شفايفها بس هي لفت وجهها بسرعة، إشمئزت و هي تحس بشفايفه على خدها، بعد عن خدها، مسكها من فكها و دار وجهها له بقوة، رجع رأسها لوراء و إقترب منها مرة ثانية، غمضت عيونها بقوة، حاولت تفك يدها منه لين قدرت، مدت يدها للتسريحة و أخذت أول شيء جاء في يدها، بدون تفكير، بدون تردد، رفعت المزهرية و ضربته فيه بأقوى ما عندها...

رجعت من سرحانها و هي تسمع باب الغرفة ينفتح، إلتفتت لتشوفه يسكر الباب و يلف لها، مشى للكنبة، جلس و أشر لها بمعنى تروح له، نزلت عيونها و هي تحارب دموعها، أخذت نفس و صارت تمشي له، وقفت قدامه و هو مسك يدها و جلسها بجنبه، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: تكلمي بسمة، أسمعك!

ضلت تشوف في عيونه لشوي و بعدها إقتربت منه، حطت رأسها على صدره و صارت تبكي.

أخذ نفس، حط يدينه على أكتافها و بعدها عنه: بسمة الله يخليك، تكلمي بدون بكي، تكلمي!

نزلت يدينه و حاوطتهم بيدينها، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم و صارت تخبره بكل اللي صار، من البداية، من أول ما توظف عندهم لين ليلة أمس: أنـ.ـا ما كنت أعرف أنـ.ـه يتمـ.ـادى كـ.ـذي.. ما كنت أعرف..

فك يدينه من يدينها و زفر: ليش ما خبرتيني عنه من قبل؟

رفعت عيونها له: كنت راح أخبرك.. بـ.ـس خفت.. خفت أنـ.ـك ما تصدقني.. تصدقه هو.. تصدق شـ.ـدن.. خفـ.ـت.. أنـ.ـك تختارهم علي..

ما تكلم، لف عنها، مال بجسمه للقدام و صار يمرر يدينه على وجهه و هو يزفر بقوة، ضل على نفس حالته لأكثر من ربع ساعة و بعدها وقف و صار يمشي للباب: إلبسي شيلتك، خذي تلفونك و إلحقيني..، فتح الباب و إلتفت ليشوفها جالسة بمكانها، قطب حواجبه و بنبرة حادة: قـلـت لـك إلـحـقـيـنـي!

نزلت عيونها عنه بخوف، قامت بسرعة و مشت للسرير، أخذت شيلتها، لفته على رأسها و من ثم مشت للكمدينة و أخذت تلفونها، لفت له، شافته واقف عند الباب ينتظرها بس أول ما جت عيونها بعيونه لف عنها و صار يمشي، مسحت دموعها بسرعة و مشت تلحقه، لف لممر غرفته و هي لفت تلحقه، فتح الباب، دخل و هي مشت و وقفت عند الباب تشوف عليهم، هو جالس على السرير و ممدد رجوله و هي جالسة بجنبه و تأكله، إلتفتت لـ فيصل، شافته يمشي له بسرعة، يمسكه من أكتافه، يقومه و يدفعه بقوة.

إصطدم بـ الكبتات بقوة حتى صرخ بألم

حطت يدها على فمها و جت بـ تشهق بس سبقتها شهقة شدن، اللي قامت و بصوت عالي: فـيـصـل، إيـش فـيـك جـنـيـت؟

إلتفت لها و هو يحاول يمسك حاله بقدر الإمكان: شدن لا تتدخلي..، إلتفت لباسل و تكلم و هو يحاول يتمالك أعصابه: خـذ أغـراضـك و إطـلـع مـن هـنـا!

شهقت مرة ثانية و مشت لباسل تساعده يعدل وقفته: جـنـيـت، أنـت أكـيـد جـنـيـت..، و هي تلتفت لبسمة: بـكـت لـك و أنـت صـدقـتـهـا، خـدعـتـك بـكـم كـلـمـة و أنـت صـدقـتـهـا، أنـت مـا تـشـوف هـي إيـش مـسـويـة فـيـ..

قاطعها بصراخ: شـدن قـلـت لـك لا تـتـدخـلـي..، إلتفت لباسل و مشى له بسرعة، مسك قميصه من صدره و سحبه له: أنت إيش تفكرني ها؟ تقدر تستغفلني بكذبتك هذي، تفكرني بصدقك و كذي..

قاطعه و هو يحاول يفك نفسه منه: فيصل والله هي اللي نادتني..

قاطعه بدوره: لا تحلف بالكذب يا باسل، لا تحلف..، دفعه و صار يمشي لبسمة اللي كانت واقفة بمكانها، ترمش عيونها بخوف، أول مرة تشوف فيصل بهالحالة، وجهه محمر و أنفاسه عالية، معصب و مقهور منه..، و هي تشوف نظراته اللي تحرقها، و منها، سحب التلفون من يدها و رجع لباسل، سحب كفه و حط التلفون فيه: دور..، و هو يأخذ نفس: دور في المكالمات و إذا لقيت رقمك خبرني!

إرتبك: فيصل.. مسحته.. أكيد تكون مسحته.. ما راح تخلي رقمي في تلفونها و هي تعرف أنه يمكن يطيح بيدك!

حرك رأسه بالإيجاب و لف للكمدينة يشوف على تلفونه، مشى له بسرعة و أخذه، فتح مكالمات المستلمة و صار يدور في الأرقام، ما لقى رقمها، رفع عيونه له و من ثم لف عنه و رمى التلفون للجدار بأقوى ما عنده، إنكسر و صارت القطع تطاير هنا و هناك، لف له مرة ثانية و سحبه من قميصه: هـي مـسـحـت رقـمـك و أنـت.. و أنـت لـيـش مـسـحـت رقـمـهـا؟ هــا؟ لـيـش مـانـه مـوجـود عـنـدك؟ لـيـش؟

حط يدينه على يدينه و بخوف: فيصل إسمعني..

فكه و دفعه عنه: ما أريد أسمعك..، و هو يأخذ نفس و يزفر بقوة: خذ أغراضك و إطلع من بيتي، ما عدت أريد أشوفك قدامي!

مشت له بسرعة، مسكته من كتفه و دارته له: فيصل، أنت إيش تقول، بـ تطرد أخوك عشانها، بـ تطرده عشان..، و هي تأشر على بسمة: عشان هذي!

ما رد عليها و صار يمسح على وجهه و هو يزفر بقوة.

مسكت يده و بعدته عن وجهه: فيصل إذا باسل طلع اليوم أنا بطلع معاه، ما بضل بالبيت إذا باسل مانه موجود!

فك يده من يدها و لف عنها: تريدي تضلي ضلي، ماني بـ مانعتك، إذا لا عيل ما أقول غير الله معاك! قالها و بعدها طلع من عندهم بسرعة يمشي لغرفته.

رفعت عيونها لها و هي تشوفها ترمش عيونها بعدم تصديق، إلتفتت له و شافته يرجع لوراء، يستند بـ كبتاته و يجلس على الأرض، نزلت عيونها عنهم و لفت تلحقه، دخلت الغرفة و هي تشوفه جالس على الكنبة و يمرر يدينه في شعره أو بالأحرى يشد في شعره بقهر، سكرت الباب بهدوء غير اللي تحس فيه، لفت و صارت تمشي له، حطت يدها على كتفه: فيصـ..، ما قدرت تكمل لأنه قام بسرعة و كأنه بـ يهجم عليها، مسكها من أكتافها بقوة و صار يهزها: لـيـش خـبـيـتـي عـلـي؟ لـيـش مـا تـكـلمـتـي؟ كـم مـرة سـألـتـك إذا كـان فـيـك شـيء لـيـش مـا تـكـلـمـتـي فـي وقـتـهـا؟ لـيـش؟

رفعت عيونها لعيونه: أنا آسفة..

فكها و دفعها بقهر: أنا آسفة يا بسمة.. أنا آسفة.. إيش يفيدني أسفك.. إيـــش؟ ماني بمسامحتك.. ما أقدر أسامحك.. ضليت أردد لك أهم ما عندي عائلتي.. رددتها لك أكثر من ألف مرة.. بس ما فهمتيني.. ما سمعتيني.. أهم ما عندي عائلتي و هذا اليوم تفككت بسببك.. بسببك أنتي! لف عنها بسرعة و مشى للحمام، دخل و صفق الباب وراه.

نزلت رأسها و رجعوا دموعها، ما عرفت إيش تسوي غير أنها تستسلم لها و تبكي.

سمع صوت بكيها من وراء الباب ففتح الحنفية بسرعة، مال بجسمه للقدم و حط رأسه تحت الماي، يحس بقهر، بنار في قلبه، مانه سهلة عليه يطرده كذي، مانه سهلة عليه يشوفها تمشي معاه كذي، يحس الكل خانه، مانه قادر يصدق أنه بينزل لـ كذي، باسل بينزل لـ كذي، كان شاك من فترة، كان شاك و هو يشوف نظراته لها، حركاته حوالينها، كان شاك و هو يشوف توترها منه، الضيق اللي يجيها كلما إنذكر قدامها، كان شاك بس يحاول يبعد هالفكرة، لو كانت تخبره من قبل كان ما صار اللي صار، لو صارحته من قبل كان يمكن يقدر يوقفه قبل كل هذا بس هي سكتت و هو تمادى، تمادى لين ما وصلهم لهنا، طول حياته و هو يحاول يلم هـ العائلة، يحميها و يحفظها بس هذا اليوم تفككت و ضاعت، ضاعت و ما عادت ترجع مثل قبل، ما راح تقدر ترجع مثل قبل، غمض عيونه بقوة و إختلطت دموعه بـ الماي!


***************************


جلست على الكنبة و صارت تقلب في القنوات بملل كعادتها، اليومين اللي مرت قضتها بنفس جلستها هذي، ما عادت تنزل لتحت، ما تنزل بدونه، صايرة تخاف منها، تخاف كثير، ما كانت تعرف أنها بتأذيها، ما كانت تعرف أنها بتوصل لـ كذي، نزلت عيونها ليدها تشوف على الآثار، لين ألحين الخدوش باقية، تعمدت تسويها، تعمدت تأذيها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها حاولت تبعدها عن رأسها، أخذت الريموت و سكرت التلفزيون، نزلت عيونها للطاولة و سحبت أحد المجلات من عليها، عدلت جلستها و صارت تصفحها، صفحتها لشوي لين وصلت لأحد الصفحات بصورة لـ أم محاوطة طفلها لصدرها، إبتسمت و هي تتخيل نفسها في مكانها، إختفت إبتسامتها و هي تتذكر، دورتها هالمرة متأخرة، إذا تحسب اليوم عيل صار لها عشرة أيام متأخرة، حطت يدها على فمها و هي تتمتم لحالها: معقولة؟

نزلت عيونها لبطنها و بعدها شبكت يدينها عليه، معقولة تكون حامل و هي ما تعرف، معقولة يكون في جنين يكبر بداخلها يوم وراء يوم و هي ما حست فيه، معقولة هي صارت أم؟ رجعت إبتسامتها على هالفكرة، إلتفتت للباب و هي تسمعه ينفتح، قامت بسرعة، مشت له و حضنته.

خاف من حركتها، جا بـ يبعدها عنه بس هي زادت من مسكتها عليه، خاف أكثر: نمارق حبيبتي، إيش فيك؟ إيش صاير؟ سوت لك شيء؟ أذتك؟ قولي يا حياتي لا تخوفيني كذي!

بعدت عنه و رفعت عيونها لعيونه: ما فيني شيء بس مشتاقة لك!

حاوط وجهها بيدينه و كأنه يريد يتأكد بنفسه، ما في أثر لجروح جديدة، زفر براحة و هو يغمض عيونه و يتمتم: الحمد لله..، فتحهم و هو توه ينتبه لإبتسامتها اللي توصل من أذن لأذن، إبتسم على شكلها: كل هذا مشتاقة لي؟

حركت رأسها بالإيجاب، شبكت يدها بيده و صارت تأخذه للكنبة، جلسته و جلست جنبه: إشتقت لك لأني ماني قادرة أشوفك زين..، و هي تتنهد: هـ اليومين قضيتها و أنت تحت عندها، ما ركبت لي إللا لتغير ملابسك و تمشي للدوام..، إقتربت منه و حطت رأسها على كتفه: صرت تبعد عني!

حط يده على رأسها و صار يمسح عليه بهدوء: تحملي معاي يا حبيبتي، تحملي، ما أقدر أوعدك أنه كل شيء بـ يتصلح بس إن شاء الله، الله كريم..، أخذ نفس و بعدها حب يغير السالفة: إنزين قولي لي، أنتي إيش كنتي تسوي طول اليوم؟

رفعت رأسها له و إبتسمت: و لا شيء مهم، إتصلت بأمي و كلمتها، قلبت في القنوات لين مليت..، نزلت عيونها للمجلة و تعمدت تفتحها على الصفحة لتشوف ردة فعله: و كنت أشوف هذا!

إبتسم على الصورة و رفع عيونه لها: شكلك كنتي مشغولة!

ضحكت: مـرررة، الشغل واصل لرأسي!

ضحك بدوره و هي نزلت عيونها للصورة و كملت: تخيلت نفسي بمكانها..، و هي ترفع عيونها له: تخيلت نفسي حاملة ولدنا بـ يديني، محاوطته لصدري..، و هي تبتسم له: تخيل معاي، يناسبني أكون أم؟

ضحك على سؤالها، قرص خدها بخفة و من ثم باسها بمكان القرصة: بتكوني أحلى أم!

إبتسمت بفرح: جد..، و هي تحضنه: عيل ما أقول غير يا رب إرزقنا بولد يملي علينا حياتنا..، و هي تضربه على صدره بخفة: قول آمين!

إبتسم و هو يحاوطها بدوره: آمين..، قالها و بعدها إختفت إبتسامته، فكرة ولد بينهم و ألحين أربكته، أربكته كثير، إذا هي قادرة تأذيها عيل راح تقدر تأذي الولد بعد، هو لين ألحين يحس بالذنب لأنه ربطها فيه بـ هالطريقة، يحس نفسه أناني، أناني لأنه طلب منها تتحملها، تتحملها بعد كل اللي سوته فيها، يحس نفسه يظلمها معاه كثير، يظلمها بسببها، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها زاد من مسكته عليها، ما بيده شيء يسويه غير أنه يصبر، يصبر و يتأمل أنه كل شيء بـ يتصلح، يتصلح قريب!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

نزل شاشة اللابتوب و هو يتنهد للمرة الألف، مانه قادر يركز بولا شيء، كثر ما يحاول يفشل، كل فكره معاها، راحت؟ وصلت لبلدها بالسلامة؟ كيف تكون؟ مبسوطة؟ مبسوطة و هي بعيدة عنه؟ رجع ظهره لوراء يسنده بظهر الكرسي، ليش، هو من متى صار يهمها لحتى تفكر فيه، هو محد بنسبة لها، وجوده و عدمه واحد، ما يهمها و لا راح يهمها، غمض عيونه و رفع يده يحطه على قلبه، بس هو إيش فيه؟ ليش دقات قلبه صارت تتسابق مع بعضها بمجرد أنه صار يفكر فيها، ليش مانها راضية تهدأ، ليش تعذبه كذي؟ فتح عيونه و هو يتنهد مرة ثانية، ما قدر يحبها إللا هي، حبها مستحيل!

حط يده على رقبته المتصلبة يحركها و بعدها إلتفت للسرير يشوف عليها، نايمة، نامت من الملل، ما عاد عندها أحد تروح له، قام و صار يمشي لها، عدل لها البطانية و بعدها إنحنى و طبع بوسة هادية على خدها، بعد عنها و لف يمشي للبلكون، فتح الباب و طلع، إلتفت للبلكون الثاني و هو يشوف الإضاءة من غرفتها، فتح عيونه بإستغراب، معقولة تكون هنا؟ معقولة ما راحت؟ ضل يشوف على باب البلكون لكم من ثانية و بعدها إنتبه لنفسه، إبتسم بقلة حيلة و لف يمشي للدرابزين، نسى لـ لحظة أنه هـ الشقة ما كانت لها بنفسها، في أحد ثاني و يكون هو اللي شغلها، حط يدينه على الدرابزين و رفع عيونه للسماء، أخذ نفس و هو يتمتم لنفسه: كوني بخير أينما تكوني! قالها و بعدها لف يدخل غرفته.

فتحت باب البلكون، طلعت و هي تسمع باب الثاني يتسكر، إلتفتت للبلكون الثاني و لقته فاضي، أخذت نفس و صارت تمشي للدرابزين، حطت يدينها عليه و تنهدت، ما توقعت يصير اللي صار بس ما تعرف ليش تحسها خيرة، بكت قبل كم من ساعة بس هدت و هي تحس نفسها مرتاحة، ما تعرف إيش هـ الشعور اللي فجأة جا لها، أمل؟ يمكن بس متأملة لـ إيش ما تعرف، حست ببرودة فجت بـ تلم يدينها لصدرها بس جمدت و هي تحس فيه يلمها في جاكيته، يلمها معاه!

تكلم بهمس و هو يحط رأسه على كتفها: إذا ضليتي واقفة هنا بـ تبردي، خلينا ندخل!

ما نطقت بحرف، ما ردت لأنها ما قدرت، تحس بظهرها الملاصق لصدره، تحس بيدينه تحاوطها، دقات قلبها الجنونية صارت تربكها و أنفاسه الحارة على خدها تزيد عليها، حاولت تأخذ نفس تهدي حالها بس فشلت، حاولت مرة ثانية بس هم فشلت، بلعت ريقها بصعوبة و ضلت ساكتة بس إنتبهت لحالها و فكت نفسها منه بسرعة، لفت له و هي تدفعه عنها: لا تلمسني!

إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب: بس إدخلي، بـ تبردي!

ما ردت عليه، نزلت عيونها عنه و مشت تدخل بسرعة.

إبتسم لنفسه أكثر، يقدر يحس بإرتباكها من قربه، يقدر يحس برجفتها، أخذ نفس و هو يتمتم لنفسه: بـ تلين عليك بس إصبر عليها!


***************************


مسقط...

كسفت سجادتها، قامت و حطته على التسريحة، طلعت من غرفتها و مشت للدرج، صارت تنزل و هي تستغفر، نزلت مشت للصالة و جلست على الكنبة، حطت يدها على خدها، تنهدت و هي تلتفت حوالينها، الفلة صارت هادية، هادية بدرجة هدوئها صار يطعن، ليلى رجعت لبيتها و هي طردت عبدالعزيز، نزلت عيونها و هي تحرك رأسها بقلة حيلة، يحترق قلبها عليه، ما تحط رأسها على مخدتها إللا و أفكارها تأخذها له، ما تعرف إذا كان يأكل زين، ينام زين، ما تعرف كيفه معاها، حركت رأسها بقلة حيلة مرة ثانية، هو اللي أجبرها على هـ الخطوة، لازم يتعلم، يتعلم ليقدر يصلح أغلاطه بنفسه، رفعت عيونها للساعة و هي تتوقعه يرجع من المسجد بأي وقت، هو دوم هادي، من قبل كان كذي و ألحين صار أهدأ، ما تعرف إيش تسوي لـ هالولد، كيف ترجع له ضحكته، تذكرت كلام مريم، راحت تزورها اليوم و خبرتها تزوجه، ما تعرف إذا هالشيء ممكن بس تحاول، تحاول لين تقنعه، رفعت عيونها لباب الصالة و هي تشوفه يدخل.

رفع عيونه لها و صار يمشي لها: السلام عليكم!

إبتسمت له بهدوء: و عليكم السلام!

إنحنى و طبع بوسة هادية على رأسها: ليش جالسة كذي لحالك؟

تنهدت و هي تعدل جلستها: أجلس مع من، في أحد في البيت لأجلس معاه، الكل راح، ما بقينا إللا أنت و أنا!

إبتسم لها بهدوء و هو يجلس بجنبها: أفــا، و أنا ما أكفيك؟

إبتسمت و صارت تمسح على خده: تكفيني يا حبيبي، تكفيني بس..

نزل يدها و باس كفها: بس إيش؟

رفعت عيونها لعيونه و هي كلها أمل: عبدالله حبيبي، أطلب و لا تردني!

إستغرب منها: يمة أنتي جا لك طلبتي مني و أنا رديتك..، حرك رأسه بالنفي: ما راح أردك!

حركت رأسها بالنفي بدورها: بس أحسك بـ تردني!

إرتبك منها هالمرة و كأنه فهم لوين تريد توصل: يمة إذا قصدك تطلبي مني أتزوج فأنا آسف..، و هو يحرك رأسه بالنفي: هذا أنا ما أقدر عليه..، و هو ينزل رأسه: يمة أنتي تعرفي أنه قلبي متعلق فيها، متعلق فيها و ما يريد غيرها..

سعاد و هي تقاطعه: بس يا ولدي هي صارت لغيرك، صارت لفهد، ما المفروض تنساها، تنساها لأنها صارت لصديقك، لـ أخوك!

حرك رأسه بالنفي: ما أقدر يمة، ما أقدر، هي لي أنا، بترجع لي، بترجع لي أنا!

قطبت حواجبها على كلامه: عبدالله إيش هالكلام، إيش يرجعها لك و هي متزوجة بغيرك..، شهقت بخوف: أنت إيش مفكر تسوي فيها؟ أنت إيش مفكر تسوي في البنت؟

مسك يدينها و حاوطهم بيدينه، رفع عيونه لها و تكلم ليطمنها: ما راح أسوي شيء، يمة أنا أحبها ما راح أأذيها، مستحيل أقدر بس..

قاطعته بسرعة: بس إيش؟

عبدالله: بس فهد بـ..، ما قدر يكمل لأن قاطعه رنين تلفونه، فك يدها، طلع تلفونه من جيبه و هو يشوف إسمه يضيء على الشاشة، إلتفت لها و قام: فهد عند الباب، لا تخافي ما راح أطلع، بـ نجلس في الحديقة! لف عنها، مشى للباب و طلع.

ضلت تشوف على الباب لشوي و بعدها نزلت رأسها و هي تكلم حالها: الله يهديكم أنتو الإثنين، الله يهديكم!


***************************


جلست على الكنبة و عيونها على باب غرفته المفتوحة، مستغربة من وجوده بالشقة بس بنفس الوقت يريحها كونه حوالينها، نزلت عيونها عن باب غرفته و رفعتهم لباب الشقة اللي يقابل كنبتها، أمس ما قدرت تنام الليل، ما قدرت لأنها كانت خايفة، خايفة و هي تسمع أصواتهم من وراء الباب، كانوا مشغلين أغاني بصوت عالي و يغنوا معاها، كانت تحس بوجودهم حوالينها، إندق الباب عليها كذا مرة بس ما تحركت من مكانها، تعلقت في بطانيتها و ضلت تدعي من ربها يمر الليل بسرعة و هو يرجع لها، تعرفهم كانوا يتعمدوا يسووها لأنهم يعرفوا أنها بحالها، يعرفوا أنه محد معاها، نزلت عيونها عن الباب و من ثم رفعتهم له و هي تسمع خطواته، شافته ماسك مفتاح سيارته بيد و يسكر باب غرفته بيد الثاني، إرتبكت فتكلمت بتردد: أمم.. عزيز!

سمع صوتها فقطب حواجبه، هي موجودة و هو يعرف هالشيء بس حاط في باله أنه لحاله، هو ما يشوفها، ما يسمعها، ما يحس فيها، إلتفت للباب و صار يمشي بدون ما حتى يرفع عيونه لها، حط يده على المقبض و جا بيفتحه بس هي وقفته.

حنين و هي تقوم بإرتباك و خوف: عزيز.. أمم.. ممكن.. ممكن ما تتأخر الليلة!

رفع حاجبه و لف لها: أنا إيش قلت لك، ما قلت أني ما..

قاطعته و بنفس حالتها: أعرف..، و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أعرف.. بس الشقة اللي بجنبنا مليانة شباب و هم يعرفوا أني.. أني بالبيت لحالي.. أمس ضلوا يزعجوني و أنا..

قاطعها و هو يرفع حاجبه أكثر: خايفة؟

نزلت عيونها عنه و حركت رأسها بالإيجاب.

إبتسم لنفسه و مشى لها، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، إرتبكت من لمسته، نزلت عيونها عنه و صارت ترمشهم بإرتباك، إقترب منها و بهدوء: أنتي ما ينخاف عليك، تعرفي تتصرفي لحالك..، و بنبرة ساخرة: إذا أزعجوك مرة ثانية، صرخي و جمعي الكل حوالينك، طلعي عليهم كذبة على أنهم اغتصبوك..، و هو يمسك فكها بقوة: يصدقوك، الكل يصدقك و بعدها المساكين يروحوا في ستين داهية!

تجمعت الدموع في عيونها، حطت يد على يده و فكت نفسها منه

إبتسم بسخرية و رجع بخطوة لوراء: على بالك تقولي لا تتأخر و أنا أقول أمرك مدام..، ضحك لنفسه، لف عنها و صار يمشي للباب، فتحه، طلع و صفقه وراه.

نزلت عيونها عنه و مسحت دموعها قبل ما تنزل، هي إيش كانت متوقعة منه، يضل عندها و يحميها منهم، هو آخر واحد يفكر فيها، كيف تطلب من يحميها و هي تعرف أنه نفس الشخص اللي كان يأذيها، هو نفسه الشخص اللي ضربها بوحشية، غصبها، حطمها و مشى عنها بدون ما يلتفت يشوف عليها مرة ثانية، هو نفسه السبب في حالتها هذي، له هو إذا هي تموت يكون أحسن، يفتك منها و يرتاح، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها مشت للباب، قفلته مرتين و رجعت لكنبتها.


***************************


لبست عبايتها و صارت تلف شيلتها على رأسها، سحبت شنطتها من على التسريحة و لفت تطلع من الغرفة، عيونها للقدام، ترمشهم بتعب، مانها قادرة تبكي، ما بكت من لما سمعت كلامه، جسمها لين ألحين يحرقها و قلبها مانه راضي يهدأ، مانها قادرة تتذكر و لا شيء، حاولت تضغط على نفسها بس فشلت، حاولت كثير بس هم فشلت، يقول لها ضيعت شرفها، باعت نفسها لغيره، كيف و هي ما تتذكر، من و متى و كيف صار كل هذا، أسألة كثيرة تدور في رأسها بس ما راح تسأل أحد، ما راح تسأل لين ما تتأكد بنفسها، نزلت الدرج و صارت تمشي لباب الصالة، طلعت للحديقة و صارت تمشي لباب الشارع، فتحته و جت بتطلع بس طلعت قدامها، إبتسمت لها و هي نزلت عيونها عنها.

إستغربت من حالتها: أزهار إيش فيك؟

ما ردت عليها، بعدتها من طريقها بهدوء غير اللي تحس فيه، طلعت و صارت تمشي للشارع، سمعتها تنادي عليها بصوت عالي

رنا: أزهار وين رايحة؟ تريديني آخذك لمكان؟

ما ردت عليها، وقفت تاكسي، ركبت و سكرت الباب: خذني لعيادة ......!



بعد 25 دقيقة...

نزلت و سكرت الباب، لفت تشوف على باب العيادة، أخذت نفس و تقدمت بخطوات مرتجفة، دفعت الباب للداخل و دخلت، عطتهم إسمها بالاستقبال و هم خبروها تنتظر لحتى يجي دورها، إنتظرت لأكثر من نص ساعة و بعدها نادوا إسمها، مشت لمكتب الدكتورة، دخلت و هي أشرت لها تجلس بالكرسي بمقابلها، إبتسمت لها و هي تنتظرها تتكلم، نزلت عيونها و هي تأخذ نفس تتشجع رفعتهم لها و تكلمت: فحص لكشف.. كشف العذرية!

إختفت إبتسامتها و ضلت ساكتة لشوي، تكلمت و هي تعدل جلستها: طحتي و نزل عندك دم؟

نزلت عيونها عنها و حركت رأسها بالنفي

فهمت عليها فنزلت عيونها بدورها، أخذت نفس، زحفت بكرسيها لوراء و قامت: تعالي، إلحقيني!

قامت و مشت معاها.



بعد شوي...

طلعت من العيادة و هي تحس بدموعها تتعلق برموشها، ركبها ترتجف و رجولها مانها قادرة تشلها، حاولت تتقدم بخطواتها بس فشلت، طاحت على الأرض و طاحت دموعها، مسحتها بسرعة بس حلت محلها غيرها، ما قدرت تستحمل و إنهارت، حطت يدينها على وجهها و صارت تشهق، تشهق بغصة، تشهق بقهر، تشهق بهستيرية!


***************************


وقف سيارته قدام الفلة، إلتفت للمرتبة اللي بجنبه و سحب غرشة البنزين، فتح الباب، نزل و صار يمشي للداخل بسرعة، ما طلع من الفلة إللا قبل نص ساعة، طول اليوم و هو بالغرفة، كان بيطلع و بيروح لمجالسه بس الفكرة أنه بيرجع الليل و يمكن يتكرر اللي صار أربكته فما راح، هو ما كان بوعيه، ما كان حاس بحاله، هو حس بريحتها فيها و فكرها هي، فكرها رجعت له، رجعت و لو لـ ليلة، صحى الصبح و لقى غيرها في حضنه، يحس نفسه خانها، خانها كذي، هالفكرة جننته، ما حس بحاله إللا و هو يطلع لأقرب محطة بنزين، بـ يحرق كل شيء، بـ يحرق كل شيء يذكره بـ ليلة أمس، دفع باب الصالة للداخل و صار يمشي للمطبخ بسرعة، حط الغرشة على الطاولة و صار يدور في الكبتات.

وقفت عند الباب بخوف و هي تشوفه يعفس المطبخ، تقدمت بخطوة منه و تكلمت بتردد: بابا.. بابا يريد شيء..

ما إلتفت لها و لا تكلم، فتح أحد الأدراج و شاف علبة الكبريت فيها، أخذها و بعدها سحب الغرشة من على الطاولة، دفعها عن طريقه و طلع من المطبخ، مشى للدرج و بعدها صار يركب بأسرع ما عنده، خافت أكثر من حالته، طلعت من المطبخ بسرعة، تركض لغرفة وسن، تخبرهم عنه، دخلت الغرفة و بخوف: ماما.. بابا عادل.. بابا عادل ما أعرف إيش يسوي.. أخذ كبريت.. أخذ كبريت و بترول.. بابا عادل جن..

شهقوا الإثنين و قاموا بسرعة، ركضت للباب، جت بتطلع بس لفت تشوف عليها، شافتها واقفة بمكانها و ترتجف، إلتفتت لـ ماري و تكلمت بسرعة: خليك عندها!

ماري حركت رأسها بالإيجاب و مشت لمريم.

ناهد لفت عنهم و ركضت لبرع الغرفة، ركبت الدرج و صارت تركض للجناح.



بالجناح...

دخل بسرعة و صار يمشي للغرفة، دخل و إلتفت للسرير، تخيلها بحضنه فـ إحترق، مشى للسرير بسرعة، سحب البطانية و رماه على الأرض، لم المخدات، لم الشراشف و رماهم على الأرض، فتح الغرشة و صار يكب البنزين عليها، أخذ علبة الكبريت، أخذ كم من عود، شعلها و رماها عليها!

وقفت عند الباب بصدمة و هي تشوف الشراشف و البطانية بالنار، حطت يدها على فمها و هي ترفع عيونه له، معطيها ظهره و أكتافه ترتفع و تنخفض من شدة أنفاسه، رمشت عيونها و هي تحاول تستوعب اللي يصير، شهقت و بعدها صارت تمشي له بسرعة، حطت يدها على كتفه، دارته لها و بصراخ: أنـت إيـش تـسـوي؟ إيـش فـيـك جـنـيـت؟

بعد يده عنها بسرعة و بنفس صراخها: جـنـيـت، خـلاص جـنـيـت..، و هو يلتفت للنار: بـحـرق كـل شـيء، بـحرق كـل شـيء..، إلتفت للسرير اللي ما بقى عليه غير الفراش الكبير، مشى له و صار يسحبه و بنفس حالته: هـالـفـراش الـلـي جـمـعـنـي فـيـك، بـحـرقـه.. بـحـرقـه..، نزله للأرض، أخذ غرشة البنزين و صار يكب عليه.

شافته يطلع أعواد الكبريت فشهقت و مشت له بسرعة، سحبت العلبة من يده: عـادل بـس، إيـش و إيـش بـتـحرق؟ و لا شـيء بـ يـمـحـي الـلـي صـار.. و لا شـيء يـمـحـيـه..

حرك رأسه بالنفي: لازم يـنـمـحي.. لازم يـنـمحـي..، رفع عيونه لها و هو يحس بالشيطان يلعب لعب برأسه، مسك يدها و سحبها له: بـ يـنـمحـي إذا حـرقـتـك مـعـاهـا.. بـ يـنـمحـي!

فتحت عيونها بصدمة: إيـــش؟!؟

حرك رأسه بالإيجاب، سحب علبة الكبريت من يدها، دفعها بقوة حتى طاحت على الفراش، طلع الأعواد منها، شعلها و رماها عليها!




.

.

.

.

.



نهاية البارت..

بارت الجاي يوم الأربعاء إن شاء الله..

لا تحرموني من ردودكم..^^..


"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحة!



.

.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 11:57 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (17)...

Don’t give up on me now; please I need you the most

Hold me close to your heart, save me no matter what’s the cost

©

.

.

.

.

.



غمضت عيونها و هي تهز رأسها بسرعة تبعد هالفكرة، معقولة بـ يسويها فيها؟ راح يحرقها ليمحيها و ينهيها من حياته؟ راح يوصله حبه لـ نجواه لـ هنا؟ فتحت عيونها و رفعتهم لتشوف الشراشف تحترق و عادل اللي معطيها ظهره يشهق و يزفر أنفاسه بقوة، مررت يدها على وجهها بخوف و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني تتشجع و بعدها تقدمت بخطواتها له، حطت يدها على كتفه، دارته لها و بصراخ: أنـت إيـش تـسـوي؟ إيـش فـيـك جـنـيـت؟

بعد يدها عنه بسرعة و بنفس صراخها: جـنـيـت، خـلاص جـنـيـت..، و هو يلتفت للنار: بـحـرق كـل شـيء، بـحرق كـل شـيء..، إلتفت للسرير اللي ما بقى عليه غير الفراش الكبير، مشى له و صار يسحبه و بنفس حالته: هـالـفـراش الـلـي جـمـعـنـي فـيـك، بـحـرقـه.. بـحـرقـه!

قطبت حواجبها بقوة و مشت له، مسكت يده تمنعه: عـادل بـس، إيـش و إيـش بـتـحرق؟ و لا شـيء بـ يـمـحـي الـلـي صـار.. و لا شـيء يـمـحـيـه..، و هي تدفعه على وراء: حـبـك لـنـجـوى جـنـنـك، مـا عـدت بـعـقـلـك..، دفعته أكثر لحتى طلعته من الغرفة، لفت و رجعت تركض لباب الحمام، فتحته و مشت للشراشف، مسكتها من طرف و صارت تركض للحمام، تركض و هي تجر النار وراها، شكرت ربها ألف مرة الأرضية من رخام و السجاد بطرف الثاني من السرير، كان ما بقى شيء من الغرفة.

حست بالحرارة توصل لها و حست بأصابعها تحترق، فكت الشراشف في البانيو و فتحت الماي، طلعت للغرفة مرة ثانية و هي تشوف المخدات بالنار، كلها في كلها تحترق بس ما يصير تتركها كذي في الغرفة، أخذت نفس و مسكتها من أطرافها، صارت تركض للحمام بأسرع ما عندها، رمتهم على الأرضية و بعدها شهقت و هي تشوف كمها اللي صابه النار و بدوره صار يحترق، هزت يدها بخوف و بعدها مشت للمغسلة، فتحت الماي و حطته فيه، زفرت براحة و هي تشوف الماي يطفي النار اللي بكمها، زفرت مرة ثانية و هي تعدل وقفتها، غمضت عيونها تأخذ نفس تهدي حالها، فتحتهم و طلعت من الحمام، مشت للصالة لتشوفه جالس على الكنبة منزل رأسه و حاط يدينه عليه، نزلت عيونها شوي و من ثم رفعتهم له و صارت تمشي له، جلست بجنبه على الكنبة و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: كان يمكن تحرقني هناك، كان يمكن تحترق لحالك، كان يمكن تحترق الفلة بكبرها، ماري، وسن و خالتي، كان يمكن الكل يحترق اليوم..، رفعت يدها و حطته على كتفه: مستاهلة؟ يا ترى وحدة ميتة مستاهلة تموت الكل عشانها؟

غمض عيونه بقوة و ما رد عليها

شدته من قميصه و سحبته لها: رد علي، مستاهلة؟

رفع عيونه لعيونها و حرك رأسه بالنفي: أنتي ما راح تفهمي، ما تقدري تفهـ..

قاطعته و بصوت عالي: فـهـمـنـي!

فك نفسه من يدها، دفعها عنه و قام: أنتي ما راح تفهمي، ما راح تفهمي لأنك ما مريتي باللي أنا أمر فيه، ما حسيتي بالفقد من قبل، جيتي تحرميني من كل شيء، جيتي تريدي تأخذي مكانها..، و هو يحرك رأسه بالنفي: أنا ما أسمح لك..، و بصراخ: مـا أسـمـح لـك..، لف و جا بـ يمشي للغرفة بس قامت و مسكت يده بسرعة.

دارته لها و تكلمت: أنت تجي تفهمني إيش يعني الفقد؟ أنت؟..، إقتربت منه و وقفت قدامه: أنت مانك الوحيد اللي خسر إنسان يحبه، أنت مانك الأول و لا راح تكون الأخير..، سحبته من قميصه من صدره: أنت عايش بنعمة بس ناكرها، على الأقل أنت عشت معاها سنين، راحت بس تركت لك وراها ذكراها، تتذكر أنك زعلتها و راضيتها، تتذكر أنك بكيتها و ضحكتها، تتذكر أنك حضنتها..، شددت من مسكتها على قميصه و بصراخ: بـس أنـا مـا أقـدر.. مـا أقـدر لأنـه راح.. راح قـبـل مـا أبـنـي حـيـاتـي مـعـاه.. راح قـبـل مـا يـربـطـنـي أي ذكـرى مـعـاه.. هـي راحـت بـس تـركـت لـك أغـلـى و أجـمـل ذكـرى.. ذكـرى حـيـة..، فكته من قميصه، مسكت يده و صارت تمشي لبرع الجناح بسرعة، تمشي و هي تسحبه وراها، نزلت الدرج و هو ينزل وراها بدون ما ينطق بحرف، مشت معاه لغرفة وسن، دخلت و سحبته لين منزها.

مريم اللي أول ما شافتهم حطت يدها على قلبها و قامت، جت بتتكلم بس سكتت و هي تشوفها تطلع وسن النائمة من منزها، تسحب يده و تغصبه على أنه يحملها، شهقت بخوف: نـاهـد لاآآ..

حركت رأسها بالنفي تمنعها من الكلام: لا خالتي، خليه..، إلتفتت لـ عادل لتشوفه ماسكها بس مانه راضي ينزل عيونه لها، تكلمت بنفس حالتها: أنت عندك هـ الطفلة، عندك وسن، جا لك تنزل عيونك لها، جا لك تأخذ دقيقة لتتأملها، هي راحت بس تركت لك هذي، العيون اللي أنت فاقدها بتلقاها فيها، الإبتسامة اللي أنت فاقدها بتلقاها فيها، الريحة اللي أنت فاقدها بتلقاها فيها، إحضنها مرة، ضمها لصدرك بتعرف..، سحبت وسن منه و رجعتها لمنزها، مشت للمعلقة، سحبت جلبابها و لبسته بسرعة، رجعت له، مسكت يده و صارت تسحبه معاها مرة ثانية.

سحبته لبرع الفلة، لفت و صارت تمشي للفلة المجاورة، تمشي بأسرع ما عندها، دفعت باب الشارع للداخل، دخلت و صارت تسحبه معاها للستور، فتحت الباب فكت يده و صارت تمشي للكراتين، فتحت وحدة منها و لقت ملابسها، صارت تطلعها منه و ترميهم عليه: إذا كـانـت نـجـواك بـتـرجـع لـك مـن مـلابـسـهـا فـرجـعـهـا..، و هي تمشي لكرتون ثاني و تطلع عطوراتها: إذا كـانـت هـالـعـطـور تـرجـع لـك إيـاهـا فـرجـعـهـا..، صارت تطلع صورها و ترميهم عليه، ضلت تكرر حركتها لين فضت كل الكراتين، مشت له، سحبته و غصبته يجلس بين أغراضها: هـالأشـيـاء مـا بـتـرجـع لـك إيـاهـا.. أنـت تـعـذب حـالـك و تـعـذبـهـا مـعـاك.. هـي مـا تـريـدك تـبـكـي عـلـيـهـا كـل لـيـلـة.. هـي مـا تـريـدك تـدمـر حـالـك كـذي.. هـي مـا تـريـد مـنـك غـيـر دعـواتـك.. دعـوة صـادقـة مـنـك لـهـا.. يـمـكـن ربـك يـقـبـلـهـا و يـرحـمـهـا..، سكتت شوي و بعدها كملت: تقول لي أنا ما مريت باللي أنت مريت فيه..، و هي تحرك رأسها بالنفي: يمكن لا بس غيرك أكيد مر بنفس حالتك.. إذا الكل يخسر و يسكر مثلك كان ما بقى أحد صاحي في الدنيا..، نزلت لمستواه و هي تحاول تلتقط أنفاسها: الكل يخسر يا عادل..، و بتعب: الكل يخسر!

ما تكلم، ما نطق بحرف، ضل يمرر نظره في أغراضها الطايحة، يتذكر متى لبست قميص العنابي الطايح عند رجوله، يتذكر متى صورت الصورة المرمية قدامه، يتذكر متى صفحت المجلة المفتوحة المرمية بجنب ساعتها اللي أهداها إياها، يتذكر و يتذكر و يتذكر، هذي هي ألحين، ما لها وجود، مانها إللا ذكرى، نجوى ما عادت إللا ذكرى، طاحت دمعته على خذه، تلتها دمعة ثانية و ثالثة، ما حس بحاله إللا و هو يبكي، يبكي و كأنه توه بس يستوعب، توه يستوعب كل شيء.

ضلت تشوف عليه بدون أي حركة، بدون أي كلمة، قلبها ينقبض عليه و دموعها صارت تحرق عيونها، صار يبكي مثل طفل صغير، طفل موجوع بشدة، طفل محتاج لأحد يضمه، يواسيه و يقول له كل شيء بـ يتصلح، طفل محتاج لحضن يحتويه، إقتربت منه بهدوء غير اللي تحس فيه، رفعت يدينها و حضنته، حست فيه يدفن رأسه في كتفها و دموعه الحارة تبلل جلبابها، أخذت نفس و زادت من مسكتها عليه.

: بسم الله.. يمة ناهد..

رفعت عيونها لها لتشوفها واقفة بجنب الباب و هي حاطة يدها على قلبها بخوف و التوأم واقفين بجنبها.

نزلت عيونها عنها و من ثم رفعتهم لها و أشرت لها بمعنى تروح

ما تكلمت، نزلت عيونها عنهم، مسكت يدين التوأم و لفت تمشي بسرعة.

أخذت نفس ثاني و صارت تمسح على ظهره لتهديه.


***************************


وقف سيارته قدام الفلة، نزل يدينه من على السكان، فك حزامه و من ثم رفع عيونه لشباك غرفته، ما يريد يدخل لأنه يعرف أنها بتكون موجودة، موجودة على كنبتها، مظلمة الغرفة حوالينها و تتظاهر بالنوم، ما يقدر يشوفها لأنه كلما يرفع عيونه لها يحترق، لين ألحين مانه قادر يصدق، البراءة اللي يشوفها في عيونها كله كذب، عيونها تخدع الواحد، يمكن هي من أولها كانت تريد هالشيء، تخدعه و تعلق قلبه عليها، الدموع اللي مسحها، الشهقات اللي سمعها كلها كانت كذب، كذبت لتخليه يلين عليها، كذبت لتخليه يحبها..، قطب حواجبه بقوة، يمكن هي مانها ناسية حياتها الأولانية، يمكن هي تتذكر، تتذكر كل شيء بس تتظاهر بالنسيان، ضرب السكان بقهر: كـذآآبـة!

رجع ظهره لوراء و هو يزفر بقوة، فسخ كمته و رماه للمراتب الخلفية، فتح الباب، نزل و صفقه وراه، لف و صار يمشي للداخل، دفع باب الشارع للداخل، دخل و سكره وراه، لف ليشوفها تقوم من على الدرج، تنزل و تمشي له بسرعة، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم و صار يمشي لها، تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: إيش مصحيك لين ألحين، ما عندك جامعة..

قاطعته بسرعة و بتوتر: أزهار..

قطب حواجبه بقوة و نزل عيونه عنها

رنا و هي تكمل بنفس حالتها: فهد، هي طلعت قبل كم من ساعة و لين ألحين ما رجعت، إتصلت فيها أكثر من عشرين مرة بس ما ترد..، و هي تمسك يده: فهد و الله خايفة عليها، ركبت تاكسي و راحت!

فك يده من يدها و رفع عيونه لها: تكون رايحة بيت أهلهـ..

رنا و هي تقاطعه: مانها هناك، إتصلت و الخدامة ردت تقول ما شافتها من زمان!

ضل ساكت لشوي و بعدها لف لباب الصالة: يمة تعرف؟

حركت رأسها بالنفي: ما خبرتها، تفكرها نايمة!

ما إلتفت لها و صار يمشي لدرج المدخل: عيل أنتي بعد فكريها نايمة و روحي نامي، ما في داعي تحرقي دمك عشانها!

قطبت حواجبها بإستغراب من بروده، ركضت له بسرعة، حطت يدها على كتفه و دارته لها: أقول لك زوجتك مختفية و الساعة صارت 2، أنت إيش فيك؟ ليش مانك خايف عليها؟ سكتت و هي تنتظر رد منه، ما رد فكملت بشك: لا يكون أنت مزعلها..، شهقت: معقولة طردتها؟

قطب حواجبه، نزل يدها عنه و بنبرة حادة: أنتي ما لك أي دخل فينا، فاهمة..، سحبها من مرفقها و بتهديد: طلع منك أي كلمة لـ يمة، بذبحك!

سحبت يدها منه و بعدها حطت يدها على مرفقها: عورتني!

ما رد عليها، لف عنها بسرعة و صار يركب الدرج، ضلت تشوف عليه لين إختفى وراء الباب و ما بقى غير طيفه، قطبت حواجبها أكثر، نزلت عيونها و صارت تركب الدرج، دخلت و سكرت الباب، ركبت الدرج للدور الثاني و مشت لغرفتها، جلست على السرير و سحبت تلفونها من على الكمدينة، جربت تتصل فيها مرة ثانية بس مثل قبل ما جا لها أي رد، يرن و يرن و يرن بس ما ترد، رجعت ظهرها لوراء و حطت رأسها على مخدتها، مررت يدها على وجهها بخوف و هي تتمتم: وينك أزهار؟ وين رحتي؟



غرفة فهد...

طلع من الحمام و هو ينشف وجهه بالفوطة، رفع عيونه للكنبة الفاضية و من ثم نزلهم بسرعة و صار يمشي للسرير، رمى حاله عليه و سكر الأبجورة، الغرفة هادية بعكس دقات قلبه المضطربة، ما يعرف ليش الفكرة أنها راحت أربكته، وين راحت؟ لمن راحت؟ كيف تكون؟ بأي حال؟ أسألة كثيرة تدور في رأسه، غمض عيونه و هو يزفر بقوة، ضل على نفس حالته لكم من ثانية بس ما قدر يمسك حاله، فتح عيونه و سحب تلفونه، دور في الأرقام لين وصل لرقمها، أخذ نفس و بعدها ضغط على الإتصال، رن و ضل يرن لفترة بس ما جا له أي رد، إنتبه لحاله فقطب حواجبه بقوة، جلس و رمى التلفون في الظلام بأقوى ما عنده، سمع صوت الكسر فزفر بقهر، حتى و هو يعرف حقيقتها مانه قادر يبعدها عن رأسه، عرفت كيف تطيحه، عرفت كيف تلعب عليه، حط يدينه على رأسه و غمض عيونه بتعب: ما أريدك ترجعي.. ما أريدك ترجعي مرة ثانية!


***************************


جالسة على الكنبة و مثبتة عيونها على الباب، لامة نفسها في بطانيتها و ماسكة السكين بيدينها المرتجفة، صوت الأغاني المرتفع يوصل لها و أصواتهم من وراء الباب يوصل لها، يضايقوها بدق المستمر على الباب، يضايقوها بكلامهم، دموعها صارت تحرق عيونها بس خايفة ترمش، خايفة أنهم بـ يكسروا عليها الباب و يهجموا عليها، خايفة كثير، هي ما تعرف إذا صرخت بـ يسمعها أحد و لا لأ، ما تعرف إذا البناية يسكنها أحد غيرهم و لا لأ، شهقت بخوف و هي تسمع دق قوي على الباب، شددت من مسكتها على السكين و صارت ترتجف أكثر.

جا لها صوتهم من وراء الباب: إفتحي يا حلوة.. لا تخافي ترى ما نعض..

: إفتحي.. إفتحي نسليك لين ما يوصل حبيبك.. ترى نعوضك عادي..

سمعت ضحكاتهم فصارت دموعها تنزل

: إفتحي.. هـاي إفتحي الباب.. تعبنا و نحن ننادي عليك.. ما تسمعينا..

: محسن سكر المسجل و جيب المفاتيح.. خلينا نجرب إذا يفتح الباب و لا لأ..

شهقت مرة ثانية على كلامه، قامت و هي تحس بالهدوء اللي فجأة عم حوالينها، تتنفس بخوف، قلبها يدق بقوة و كأنه بـ يوقف في أي لحظة، تقدر تسمع خطوات تقترب من الباب، تقدر تسمع صوت المفاتيح في القفل، تقول نفسها إنتهت بس توها تعرف أنه هذي نهايتها، كذي بتكون نهايتها، رفعت السكين و هي تحاول تأخذ نفس تهدي حالها: يا رب.. يا رب.. يا رب..، ضلت تتمتها لنفسها لين شافت الباب ينفتح، غمضت عيونها بقوة، هجمت عليه بسكينها و هي تصرخ بأعلى ما عندها: لآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآ!

فتح عيونه بصدمة، رجع بخطوة سريعة لوراء حتى لصق بالباب، جا بيتكلم بس إنقطعت أنفاسه و هو يشوف حد السكين يمر من جنب خده و ينغرس في الباب، طاح كيس العشاء اللي كان ماسكه في يده و جمد تفكيره، ضل يشوف عليها لشوي و بعدها رمش عيونه مرة، مرتين، ثلاثة و هو يحاول يستوعب اللي صار، يشوفها مغمضة عيونها و تتنفس بقوة قدامه، لين ألحين ماسكة السكين المغروس في الباب، يدها المرتجفة تلامس خده بخفة، قريبة، كانت قريبة كثير، كم من سنتيمتر يبعد بينه و بين السكين، كان بيروح فيها، كانت بتقطعه، بلع ريقه بصعوبة و بعدها حاول يأخذ نفس و بصوت أشبه للهمس: كنـ.ـتي..، و هو يأخذ نفس ثاني: كنتي بتموتيني!

لين ألحين ترتجف كثر ما يرتجف قلبها، سمعت صوته فحاولت تفتح عيونها، فتحتهم بتردد لتشوفه يشوف عليها بدوره، تجمعت الدموع في عيونها: عــ.ـز.. عـ.ـزيـ.ـز؟!

حرك رأسه بالإيجاب و كأنه يريد يأكد لها و بنفس حالته: عزيز، أيوا عزيز!

حركت عيونها للسكين تشوف مدى قربه من رأسه، فكته بسرعة و بعدها رجعت عيونها له: عـ.ـزيز.. عزيز..، ما قدرت تحس برجولها فطاحت على الأرض، حطت يدها على رأسها و هي تحاول تلتقط أنفاسها، غمضت عيونها: الحمد لله.. الحمد لله..، ما قدرت تمسك حالها فبكت و صارت تتمتم بكلام غير مفهوم: هـ.ـم.. قـ.ـالوا أنـهـ.ـم بيفـتـ.ـحـ.ـوا البـ.ـاب.. خـ.ـفـت.. أنـ.ـت مـ.ـا تـهـ.ـتـم.. قـلـ.ـت لـ.ـي أصـ.ـرخ.. بـ.ـس مـ.ـحـد يسمعـ.ـنـي.. مـ.ـحـد يسمعـ.ـني..

ضل يشوف عليها لشوي و بعدها أخذ نفس و نزل لمستواها: إنزين بس خلاص، بسك تبكي ما صار شيء!

صارت تبكي أكثر

حك جبينه بتوتر: حنين خلاص، ما صـ..، ما قدر يكمل لأنها رمت نفسها في حضنه و صارت تشهق: عـ.ـزيز الله.. الله يخلـ.ـيك.. لا تخليـ.ـهـم يأذونـ.ـي.. لا تخليـ.ـهـم..

إرتبك من حركتها، حط يدينه على أكتافها ليبعدها عنه بس حس فيها تتعلق فيه، إرتبك أكثر فدفعها عنه بقوة، قام و بنبرة حادة: قـلـت لـك خـلاص، مـا صـار شـيء، مـا فـي داعـي لـكـل هـالـبـكـي، مـا أشـوفـك مـتـأذيـة، مـا فـيـك شـيء..، إلتفت يشوف على السكين، سحبه من الباب و رماه على الأرض بجنبها: تـعـرفـي كـيـف تـحـمـي حـالـك، أنـا مـا لـي دخـل فـيـك! قالها و بعدها مشى لغرفته بسرعة، دخل و صفق الباب وراه.

رفعت عيونها لباب غرفته و من ثم نزلتهم للسكين و رجعت تشهق.

إستند بالباب يسمع شهقاتها، قطب حواجبه و صار يمرر يده على وجهه، إيش صار له فجأة، لـ لحظة حس أنه بـ يسحبها لحضنه لو ما هي رمت نفسها، لـ لحظة حس برغبة بأنه يحاوطها لصدره، إرتبك من حاله أكثر فحرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة، أخذ نفس و زفر، أخذ نفس ثاني و صار يمشي لسريره يرمي حاله عليه.


***************************


الصبح...

رمشت عيونها بهدوء غير اللي تحس فيه و هي تشوف طرفه الفاضي من السرير، مخدته مانها موجودة، أخذها بالليل و طلع للصالة، ما كلمها بعد اللي صار، ما نطق بأي حرف، حاولت تكلمه بس سكتها، ما يريد يسمعها، جلست معاه على طاولة العشاء و قام عنها، ما يريد حتى يجلس بنفس المكان معاها، ما عاد يريدها، تجمعت الدموع في عيونها على هالفكرة، حركت رأسها بالنفي تبعدها، مسحت دموعها و هي تسمع تلفونها يرن، جلست و إلتفتت للكمدينة، أخذت تلفونها لتشوف رقم الدوام، ما راحت، ما راح تروح، ما تقدر تخليه كذي، ما اليوم، حطت التلفون على الصامت، فتحت درج الكمدينة و حطته فيه، سكرته و إنفتح باب الغرفة، إلتفتت له و شافته يدخل و يمشي للسرير، حط مخدته عليه بس ما رفع عيونه لها، كأنه ما يشوفها، كأنها ما موجودة!

قامت تمشي وراه و هي تشوفه يمشي للكبتات، مسكت يده و دارته لها: فيصل، الله يخليك كلمني..، و هي تحس بدموعها ترجع: قول شيء بس لا تضلك ساكت كذي..، و هي تقترب منه و تحط رأسها على صدره: قول أي شيء!

غمض عيونه يأخذ نفس يهدي حاله، حط يدينه على أكتافها و بعدها عنه بهدوء: جهزي حالك، بـ نطلع بعد شوي!

رفعت عيونها لعيونه: وين رايحين؟

حرك رأسه بالنفي و بنفس هدوئه: لا تسألي، سوي اللي أقول لك عليه! قالها و بعدها لف للكبتات، أخذ فوطته، سكرها و صار يمشي لبرع الغرفة.

نزلت عيونها بعدما تسكر الباب وراه، أخذت نفس و رفعت يدها تحطه على قلبها، هدوئه خوفها، خوفها كثير، لوين بـ يأخذها؟ مشت للكبتات و هي تفكر فيه، يمكن بيأخذها لهم، يمكن يحاول يصلح كل شيء بينهم، يمكن يرجعهم لهنا، ما تعرف إيش يدور في باله، ما تعرف إيش راح يسوي، أخذت نفس ثاني و بعدها أخذت فوطتها و دخلت الحمام.



بعد شوي...

وقفت قدام التسريحة تلف شيلتها على رأسها بس عيونها عليه، تشوفه من المراية، واقف بجنبها يسكر زر دشداشته، يعطر و يعدل كمته بس و لا مرة ينزل عيونه لها، نزلت عيونها عنه و طاحت على سوارها، قطبت حواجبها بقوة، تلوم نفسها على كل شيء صار، ما تقدر تلوم غيرها، إذا هو تمادى عيل حتى هي سكتت، سكتت و إذا هو ببروده معاها يريد يعاقبها فـ هي راضية، راضية بس ما يبعدها عنه، ما يتركها، ما يتخلى عنها، رفعت عيونها للمراية مرة ثانية تشوفه يعطيها ظهره و يمشي للباب بسرعة.

تكلم و هو يطلع من الغرفة: خلينا نمشي!

إلتفتت للتسريحة، أخذت شنطتها و بعدها مشت تلحقه، نزلت الدرج وراه و طلعت للسيارة معاه، ركب و هي ركبت بجنبه، حرك السيارة و هو ساكت فـ هي ضلت ساكتة.



بعد عشرين دقيقة...

خنقتها عبرتها و هي تشوفه يوقف سيارته قدام الفلة، امتلت عيونها بالدموع فإلتفتت له: فيصل..

حرك رأسه بالنفي: لا تبكي يا بسمة..

قاطعته و دموعها تتدحرج على خدودها: لا تتركني كذي..

سحبها من مرفقها بسرعة و بقهر: قلت لك لا تبكي، ليش ما تفهمي؟..، مسك ذقنها و رفع رأسها له: أصلاً أنتي تبكي على إيش؟ أنا اللي ضاعت عائلتي، ما عاد لي لا أخ و لا أخت و لا..، و هو يشد على ذقنها: و لا زوجة أثق فيها!

نزلت عيونها عنه و هي تتعور من مسكته، صارت دموعها تنزل أكثر بس ما نطقت بحرف

قطب حواجبه بقوة و فكها، لف للقدام و بترجي: الله يخليك بسمة لا تصعبيها علي، لا تصعبيها أكثر من كذي..، و هو يلتفت لها: محتاج لشوية وقت لحالي، محتاج للوقت أفكر، أفكر بدون ما أشوفك حواليني، أترجاك حاولي تفهميني.. إفهميني!

رفعت عيونها له و صارت تمسح دموعها: لين متى؟

حرك رأسه بالنفي: ما أعرف.. يوم، يومين، أسبوع، شهر أو حتى أكثر ما أعرف، لين ما أقدر آخذ قرار، لين ما أقدر أفكر بحل، أنا ما أقدر بدونهم يا بسمة، حياتي تبدأ منهم و تنتهي عليهم، ما راح أقدر بدونهم..

قاطعته و هي تأشر على نفسها: و أنا.. أنا ماني مهمة مثلهم صح؟

رفع عيونه لها: مهمة.. مهمة و عشان كذي ماني عارف إيش أسوي..، و هو ينزل رأسه: ماني عارف!

نزلت عيونها عنه و ما تكلمت، ضلوا ساكتين لشوي، لا هو يتكلم و لا هي تتكلم، حست بالصمت يطول فقررت تنزل، فكت حزامها، فتحت الباب و جت بتنزل بس حست فيه يسحبها لوراء، يسحبها له، طبع بوسة سريعة على جبينها و من ثم بعدها عنه أو بالأحرى دفعها بخفة، لف للقدام و هو يأشر لها بمعنى تنزل، نزلت عيونها عنه، نزلت و سكرت الباب، ضلت واقفة تشوف عليه و هو يحرك سيارته و يختفي، رفعت يدها لجبينها تتحسسه، تحس نفسها خسرته، ما عاد يرجع لها، ما عاد يرجع خلاص!


***************************


حرك رأسه بالإيجاب، قام و طلع من مكتبه، سكر الباب و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، رفع عيونه ليشوف الممرضات يمشوا في الممر، نزلهم و صار يمشي لبرع، طلع من البيت بدري قبل ما تصحى، ما تسمح له يسوق لحاله فأخذ المفاتيح بدون ما تحس فيه و جا يأخذ النتائج، ما يعرف ليش بس ما كان مرتاح لـ هالفحوصات من البداية، كان يحاول يطمنها بس بنفسه ما كان مطمئن، هذا و ألحين النتائج طلعت كذي، ما يعرف إيش يقول لها، ما يريد يخوفها أكثر مما هي خايفة، دموعها ما تأخذ ثانية لتتكون و تنزل، ما يريد يبكيها، ما مرة ثانية، حرك رأسه بقلة حيلة و مشى للسيارة، ركب، شغلها و حركها.

قالوا له أن الأنسجة تنتج خلايا دموية بس تنتجها ببطء، أحد الأسباب تكون لأنها ما قادرة تتأقلم بالجسم حتى و التطابق كان بنسبة 98%، راح يعملوا له فحوصات ثانية بعد فترة في أمل أنهم يشوفوا تطور في حالته، إذا لا فـ راح تنتكس حالته و يمكن تسوء أكثر من قبل.



بعد 15 دقيقة...

وقف سيارته قدام البيت و هو يشوف باب الشارع ينفتح و هي تركض للسيارة بجلبابها، غصباً عنه إبتسم على حالتها، فك حزامه و جا بيفتح الباب بس هي فتحته له.

ليلى بخوف: طارق و ينك؟ وين رايح أنت من الصباح؟ كيف ما تخبرني؟ كيف تسوق لحالك؟ ليش ما أخذت تلفونك؟ ليش ما صحيتني؟ خوفتـ..، سكتت و هي تحسه يسحبها له و يطبع بوسة على جبينها، شهقت و بعدته عنها بسرعة: مجنون أنت؟ نحن على الشارع، إيش يقولوا عنا النـ..، سكتت مرة ثانية لأنه كرر حركته، دفعته عنها بسرعة: مجنـ..، سكتت هالمرة لأنه حط يده على فمها يمنعها.

إبتسم و إقترب منها: بوسة على كل كلمة تطلع منك!

قطبت حواجبها و نزلت يده: بس..

إبتسم بخبث و طبع بوسة سريعة على جبينها

شهقت بقوة: طــاآآرق..

ضحك و طبع بوسة ثانية على جبينها

فتحت عيونها للآخر، جت بتتكلم بس شافته يبتسم لها و هو يحرك حواجبه بخبث، سكتت مقهورة منه، إبتسم أكثر و حاوطها من أكتافها، لف و صار يمشي للباب: زين سكتتي و لا بوسة الجاية ما كانت بتكون على الجبين!

فتحت عيونها أكثر بس ما نطقت بحرف، ضلت ساكتة لين دخلوا للصالة، بعدت عنه بسرعة و تكلمت: ألحين تكلم وين كنت؟

إبتسم على حركتها، مشى للكنبة و جلس، و هو يأشر بجنبه: تعالي إجلسي بالأول و بعدين أخبرك!

حركت رأسها بقلة حيلة و مشت له، و هي تجلس بجنبه: تكلم!

أخذ نفس و مسك يدها: كنت رايح المستشفى!

تذكرت فـ خافت: ليش ما أخذتني معاك؟ إيش قالوا، طارق لا تخبي علي!

إبتسم بهدوء ليطمنها: ماني بـ مخبي شيء، الحمد لله النتائج عادية، مثل ما قالوا كان فحص روتيني و ما في خوف علي!

حاوطت يده بيدينها: جد؟

حرك رأسه بالإيجاب، إقترب منها و طبع بوسة هادية على خدها: جد!

ليلى و هي ترفع عيونها لعيونه: ما تكذب علي؟

حرك رأسه بالنفي: ما أكذب عليك!

تنفست بإرتياح: الحمد لله..، إقتربت منه و حضنته: الحمد لله!

أخذ نفس و حاوطها بدوره، ما يريد يخوفها من ألحين، ما راح يخبرها لين ما يعملوا الفحوصات الثانية، يخبي عليها هالمرة يمكن بس أنه يبعدها عنه مستحيل، ما راح يكررها، جا بـ يزيد من مسكته عليها بس قاطعه صوتها.

: أنتو إيش تسووا؟

إبتسم، بعد عنها ليشوفها بدورها تبتسم، إلتفت لبنته و تنهد: أمك صراحة صعبة، ما ألقى منها دقيقة إللا أنتي و أختك جايين تخربوا، إيش فيكم علينا، ما عندكم أشغال ثانية؟!

ضحكت و ضربته على كتفه بخفة: طارق..

ضحك بدوره و إلتفت لـ هيا اللي كانت واقفة تشوف عليهم و هي مانها فاهمة عليه: ما فهمتي؟

إقتربت منهم و حركت رأسها بالنفي: ما فهمت!

مسك يدينها و سحبها لحضنه: يعني شوية رومانس بس خربتي علينا!

إلتفتت لأمها و بنفس حالتها: أنا ما فهمت!

طارق و ليلى: ههههههههههههه!

قطبت حواجبها و لفت عنهم: أروح عند هالا أحسن لي!

طارق و ليلى: ههههههههههههههه!



.

.

.

.

.





***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

نزلت من التاكسي و هو نزل وراها، سكر الباب، إلتفت ليشوفها تمشي للبناية بسرعة، إبتسم و لحقها، ركبت المصعد و هو ركب وراها، ضغط على دور شقتهم و بعدها وقف بجنبها و مسك يدها، جت بـ تسحب يدها بس هو زاد من مسكته عليها، ما علقت، ما نطقت بحرف و لا إلتفتت له، أخذها الصبح للمستشفى ليعملوا فحوصات اللازمة، لأنها محتاجة للعملية بأسرع وقت فحددوها بعد ثلاثة أيام، كانت خايفة بس هو ضل ماسك يدها طول الوقت و حاول يهديها، مرتبكة منه، مرتبكة لأنها تعرف أنه يعرف أنها محتاجة لأحد، محتاجة لأحد و ما عندها غيره، مرتبكة منه لأنه يعرف أنها بقربه تضعف، مرتبكة منه لأنه متغير معاها، نظراته، حركاته، كلماته، كلها صايرة تجننها، هو يجننها و هو يعرف هالشيء!

نزلت يدها ليدينهم و هي تحس فيه يشبك أصابعه بأصابعها، ليش ألحين؟ لما حاولت تتقبل الفكرة أنه لغيرها، لما فكرت تبعد عنه و تمحيه من حياتها، جا لها، ليش ألحين؟ ليش جاي يخربط كيانها مرة ثانية، ليش يسويها فيها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها سحبت يدها من يده بقوة.

قطب حواجبه و إلتفت لها: فرح..

قاطعته و هي بدورها تقطب حواجبها: قلت لك لا تلمسني، إيش فيك ما تفهم، ما في داعي تمسك يدي، ما في داعي تهديني، بهدأ لحالي، ماني محتاجة لك، ماني محتاجتك! قالتها و إنفتح باب المصعد، جت بتنزل بس طلع قدامها.

فتح عيونه بعدم تصديق: فرح!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم و صارت تمشي للشقة بسرعة، طلعت المفتاح من شنطتها، فتحت الباب و دخلت.

رمش عيونه بعدم تصديق، تفاجأ من وجودها بس إستغرب من حركتها، إلتفت ليشوفه بعده في المصعد، أكيد يكون مضايقها بشيء عشان كذي مشت عنه، حرك رأسه بقلة حيلة، إيش تتوقع منه، ركب المصعد و إلتفت له: ستخرج من المصعد أم ستنزل معي؟

إلتفت له بس ما رد عليه، لف عنه و طلع من المصعد بسرعة.

ضغط على دور الأرضي و تسكر الباب، يعني أمس هي كانت بالغرفة، إبتسم لنفسه بخفة على هالفكرة، يحبها و ما بيده، يحبها و هو يعرف هي لغيره، هو ما يطلب الكثير، ما يريد الكثير، بس يشوفها من فترة لفترة لتهدأ دقات قلبه، بس يتأملها من فترة لفترة لتستقر روحه، نظرة منها تكفيه، إبتسامة منها تكفيه، هو ما يطلب الكثير، ما يريد غير أنه يحس بوجودها حوالينه، حتى و لو كان بينهم جدار يفصلهم إللا أنه يعرف أنها موجودة وراء هـ الجدار، موجودة بـ هالقرب منه!


***************************


مسقط...

وقفت عند باب الشارع و عيونها كل شيء ترتفع لأي سيارة تمر من قدامها، إتصلت في رنا و خبرتها تمر عليها، تمر عليها ضروري، تعرف خوفتها بس هي ما إقتنعت إللا بـ هالطريقة، يدها على بطنها، مبسوطة إللا طايرة من الفرحة، متأكدة من النتيجة حتى قبل ما تفحص، متأكدة أنها إيجابية، قلبها يقول لها كذي بس هو ما راح يقتنع بـ "قلبي قال لي" عشانه هي رايحة تحلل، متوترة و خايفة شوي ما تنكر، بعد اليوم حياتهم راح تتغير، هم ما راح يضلوا إثنين، حياة ثالثة بـ ترتبط بحياتهم، إبتسمت على هالفكرة و أخذت نفس تدعي من ربها يوفقها، أخذت نفس ثاني و حست بيد على كتفها، إلتفتت لوراء لتشوفها مرفعة حاجب بإستغراب.

عقيلة: أنتي بعدك هنا؟

إبتسمت لها: أختي بعدها ما جت!

عقيلة بنفس حالتها: إنزين حبيبتي ليش ما تخبريني أنتي لوين رايحة!

إبتسمت أكثر: بخبرك خالتي بس بالأول خليني أتأكد!

ما فهمت عليها جت بتتكلم بس سمعت بوري السيارة، إلتفتت للسيارة و من ثم لها: يللا، لا تتأخري أنتي إستأذنتي مني بس ما خبرتيه هو!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للسيارة: إن شاء الله!

عقيلة: ديري بالك على حالك يا بنتي!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و فتحت باب السيارة: إن شاء الله خالتي..، قالتها و بعدها ركبت و بمرح: سلام!

قطبت حواجبها: و عليكم السلام..، و هي تحرك سيارتها: يللا قولي، إيش الضروري عندك؟

إبتسمت: بعدين..، قطبت حواجبها: أنتي قولي ليش وجهك كذي وارم، إيش صاير لـ..

قاطعتها و هي تتنهد بتعب: أزهار مختفية!

ما فهمت عليها: كيف يعني مختفية؟

رنا بنفس حالتها: يعني مختفية، ما نعرف وينها، طلعت أمس و لين ألحين ما رجعت!

حطت يدها على قلبها بخوف: وين تكون راحت؟

حركت رأسها بالنفي: ما أعرف، ضليت أتصل فيها طول الليل بس ما ردت علي!

نمارق: و فهد كيفه؟

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: و لا هامه، و لا كأنها زوجته، قام الصبح و طلع للدوام، ما سأل عنها، ما قال شيء!

ضلت ساكتة شوي و بعدها إلتفتت لها و تكلمت: يمكن يعرف بس ما حاب يخبركم عيل معقولة زوجته تطلع و تختفي بدون ما يكون عنده خبر..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أعتقد!

تنهدت و هي تلف بسيارتها لتطلع من الحارة: إن شاء الله..، و هي تلتفت لها و من ثم تلف للقدام: على وين؟

رجعت إبتسامتها: على أقرب عيادة!

إلتفتت لها مرة ثانية: سلامتك، خير إيش فيك؟

ما ردت عليها، ضلت على نفس إبتسامتها و لفت للقدام

إستغربت من حركتها بس ما علقت، حركت سيارتها لأقرب عيادة.



بعد فترة...

نطت عليها بفرح و هي تحضنها: مبروووووك!

إبتسمت أكثرو بعدتها عنها: شوي شوي علي!

ضحكت على حالتها، إلتفتت للدكتورة تشكرها و بعدها مسكت يدها و صارت تأخذها لبرع: والله أحلى خبر، يعني أنا صرت خالة، يا ربي خــالــة!

نمارق: هههههههههه!

رنا و هي تفتح لها باب السيارة: عبدالرحمن يعرف؟

حركت رأسها بالنفي: ما خبرته، قلت أتأكد من العيادة و بعدين أخبره!

رنا و هي تسكر الباب و تركض لجهتها و تركب: عيل يللا خليني أوصلك البيت بسرعة قبل ما يوصل، فاجئيه بالخبر، بـ يطير من الفرح!

ضحكت أكثر بس ما علقت، تحاول تتخيل فرحته بـ هالخبر، إيش راح يسوي؟ أول شيء يتفاجأ و يمكن يأخذ كم من ثانية ليستوعب و بعدها يحملها و يدور فيها، ضربت رأسها بخفة على هالفكرة و بعدها إلتفتت للشباك، تذكرتها فقطبت حواجبها بقوة، كيف نستها؟ كيف قدرت تنساها؟ هي كيف بيكون ردة فعلها؟ يا ترى راح تتقبله؟ كيف تتقبله و هي لين ألحين مانها قادرة تتقبلها، يا ترى بـ تحاول تأذيه، تأذيه مثل ما حاولت تأذيها، حطت يدينها على بطنها بخوف، حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، لا، لا، مستحيل، إذا كان هـ الطفل منها عيل هو منه بعد، هي مستحيل تأذيه هو، ما راح تأذي ولد وحيدها، حركت رأسها بالإيجاب تقنع نفسها بهالفكرة، هي لازم تخبرها هي بالأول، لازم تبشرها هي قبل ما تبشره هو، يمكن هـ الطفل بـ يصلح كل شيء، يمكن هـ الطفل بيكون المعجزة اللي هي تنتظرها، يكون معجزتها!


***************************


جلس على سريره و سحب إحدى كتبه من على الكمدينة، لين ألحين يداوم بالكلية، هي تكون تركتها بس هو ما تركها، يطلع الصبح للكلية و لما تخلص محاضراته يجلس في المكتبة و يغرق نفسه في كتبه، تخلص ساعات الدوام و ينطرد من المكتبة، يدور له أي أحد يجلس معاه، يدور له أي مكان يروح له بس يبعد فكره عنها، اليوم الخميس و الكلية مسكرة، يفكر يدور له شغلة يسويها، أي شركة يشتغل فيها، و لو شغل مؤقت، الفلوس اللي بحسابه ما راح تكفيه، و هو يتنهد، ما راح تكفيهم، قلب أحد الصفحات و طاحت عيونه على هامش صفحة، الكتاب بالإنجليزي بس المكتوب بالعربي، خط يد فصار يقرأ لنفسه بصمت:

عندما كنا بعيدين، أسأنا الظن ببعضنا!

و لكننا الآن في هذا السجن الضيق، مكبلين بنفس القدر

كيف نقدر على بقاء أعداء؟

أليس علينا أن نحب بعضنا حين لا نستطيع الهروب؟

الجملة الأخيرة ترددت في رأسه لحتى أربكته، سكر الكتاب و قام، ما يقدر يذاكر و هو هنا، لازم يبعد عنها، أخذ مفتاح سيارته من على الكمدينة و مشى للباب، فتحه ليشوفها جالسة على سجادتها، مغمضة عيونها و مرفعة يدينها للدعاء، وقف يسرق لحظة ليتأملها، جميلة هالبنت، دوم كانت كذي، ملامحها غريبة عن باقي أخواتها، ملامحها هادية، طفلة، إبتسم لنفسه على هالفكرة و بعدها إنتبه لحاله، إرتبك أكثر من قبل، نزل عيونه عنها بسرعة، لف و صار يمشي للباب، فتحه، طلع و سكر الباب وراه.

فتحت عيونها و هي تسمع الباب يتسكر، إلتفتت لغرفته و هي تشوف الباب مفتوح، قامت و كسفت سجادتها بسرعة، مشت للغرفة و هي تلتفت حوالين المكان، مانه موجود، راح؟ معقولة تركها مرة ثانية، خافت، ركضت لباب الشقة، فتحته، طلعت و سكرته بسرعة، إلتفتت للمصعد لتشوف الباب يتسكر، ركضت للدرج و صارت تنزل بسرعة، نزلت و ركضت لبرع البناية، شافته يركب السيارة و يحركها، ما حست بحالها إللا و هي تركض وراه: عـــــزيـــــز!!!

سمع صرختها فقطب حواجبه بإستغراب، رفع عيونها للمراية و شافها تركض وراء السيارة، قطب حواجبه أكثر، وقف سيارته و هي ركضت له بسرعة، فتحت الباب، ركبت و هي تبعد كتابه عن الكرسي، إلتفتت له، تكلمت و الدموع تتجمع في عيونها: أعرف أنك بتقول لي أني أعرف أحمي نفسي لحالي بس و الله.. و الله ما راح أقدر.. عزيز..، و هي تشبك يدينها ببعض، ترفعهم له و بترجي: الله يخليك.. لا تتركني هنا لحالي.. الله يخليك.. خذني معاك..، و هي تنزل عيونها لكتابه و من ثم ترفعهم له: ما راح أزعجك، ما راح يطلع مني لا حركة و لا كلمة و لا حتى نفس.. بس لا تخليني هنا.. أرجوك..، و هي تبكي: أرجوك!

ما تكلم، نزل عيونه و طاحت على رجولها الحافية، تأفف بـ قهر و لف للقدام، تأفف مرة ثانية و حرك السيارة.

عدلت جلستها و هي تشوف السيارة تتحرك، مسحت دموعها، سحبت الحزام و ربطته، إلتفتت له و بعدها نزلت رأسها: شكـ..

قاطعها بصراخ: مـا أريـد أسـمـع!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة، لفت للقدام و ما نطقت بأي حرف.


***************************


جلست قدامها و مددت يدينها لها، أصابعها كلها محترقة، أمس ما حست فيها بس اليوم تحرقها، تحرقها بشدة، ما تقدر تحطهم في الماي، ما تقدر تمسك شيء، ما تقدر تلمس أي شيء، إبتسمت و هي تشوفها تحط المرهم على أصابعها بأهدأ ما يمكن بس قطبت حواجبها و شهقت بخفة لأنه حرقتها.

رفعت عيونها لها بخوف: آسف ماما.. أسوي شوي شوي..

إبتسمت مرة ثانية: مشكورة ماري بس يكفي!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت: أجيب عشاء؟

حركت رأسها بالنفي و بنفس إبتسامتها: لا، ماني مشتهية ألحين، روحي شوفي خالتي يمكن تكون محتاجة لشيء!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تطلع

أخذت نفس، نزلت عيونها ليدينها و هي تفكر فيه، ما شافته اليوم، هو ما طلع من جناحه و هي بدورها ما ركبت له، ما تعرف بـ إيش يكون يفكر، ما تعرف إيش يمر عليه، مانها قادرة تبعد صورته و هو يبكي من بالها، بكى و بكى و ضل يبكي لفترة طويلة، تعلق بحضنها مثل طفل، بكت بدورها، بكت عليه و هي تحاول تهديه، أول مرة تشوف رجال ينهار قدامها، ينهار و كذي، ضعيف، عادل ضعيف كثير، تنهدت، رجعت بظهرها لوراء و إنسدحت، رفعت عيونها للسقف و تنهدت مرة ثانية، ما تعرف إذا اللي صار أمس بـ يغير فيه و لا لأ بس تتمنى، تتمنى أنه ما يرجع مثل ما كان، تتمنى أنه على الأقل يحاول، يحاول يعيش مرة ثانية، يبدأ حياته مرة ثانية، غمضت عيونها بس فتحتهم مرة ثانية و هي تسمع الباب يندق، إلتفتت للباب لتشوفه واقف عند الباب يشوف عليها، إرتبكت فجلست بسرعة، جت بـ تبعد خصلات شعرها النازلة على وجهها بس إنتبهت ليدينها فنزلتهم، رفعت عيونها له و هو تكلم.

عادل بهدوء: ممكن أدخل؟

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها حركت رأسها بالإيجاب.

أخذ نفس و دخل، إلتفت لـ منز وسن بس نزل عيونه بسرعة، إلتفت لـ ناهد و مشى لها، جلس بطرف السرير و ضل ساكت، إلتفتت له شافته منزل عيونه للأرض، نزلت عيونها للأرض بدورها و سكتت تنتظره هو يبدأ بالكلام، ضل ساكت لعدة دقائق و بعدها تكلم: أنا.. أنا آسف!

رفعت عيونها له: عادل..

قاطعها: أنتي ما غلطتي بـ ولا كلمة قلتيها.. أنا ما راح أقول أني ما قدرت أنساها.. أنا ما حاولت أنساها.. ما حاولت أبداً.. إستسلمت بكل سهولة.. إستسلمت للوجع.. إستسلمت لأنه ما كان فيني أتحمل..، أخذ نفس و رفع عيونه لها: بس من اليوم راح أحاول.. ما أقول أني بقدر بس إذا فشلت أعرف أني سويت كل شيء أقدر عليه.. راح أحاول..، و هو يلتفت للمنز: عشانها!

إبتسمت بهدوء و هي تلتفت للمنز: ما تريد تحملها؟

نزل عيونه عن المنز: ما ألحين!

إلتفتت له: متى؟

حرك أكتافه بخفة: ما أعرف..، و هو يلتفت لها: بس ما ألحين..، أخذ نفس و قام: أخليك!

حركت رأسها بالإيجاب و بعدها رجعته لوراء بإستغراب و هي تشوفه يقترب منها، بعد خصلات شعرها عن وجهها و رفعهم لها، نزل عيونه ليدينها و من ثم رفعهم لعيونها: أنا آسف، ما كنت..

قاطعته بسرعة: لا تتأسف، كل اللي صار، صار للأحسن!

نزل عيونه عنها، لف و صار يمشي لبرع الغرفة.

ضلت تشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، نزلت رأسها و رجعت طاحت خصلاتها على وجهها، إبتسمت بخفة و هي تأخذ نفس بإرتياح، واثقة فيه، راح يقدر، راح يقدر ينساها إذا حاول، هي راح توقف معاه، راح تحاول تنسيه إياها بكل اللي تقدر عليه، راح تقدر، إبتسمت أكثر، إنسدحت و غمضت عيونها.


***************************


جلسوا قدام التلفزيون مع بعض يتابعوا فيلم، هي جالسة بجنبه، حاطة رأسها على كتفه و هو محاوطها له من أكتافها، هم جالسين على الأرض بجنب بعض، قدامهم علب بيبسي نص مشروبة و أكياس فشار، مررت نظرها عليهم، إبتسمت و بعدها إختفت إبتسامتها و تثاوبت، نعسانة و تعبانة، نعسانة لأنها صحت الفجر اليوم، تعودت تصحى في هالوقت، تنظف، ترتب البيت و تجهز الفطور، تحس نفسها صارت ربة بيت، مسؤولة عنه و مسؤولة عنهم، بما أنهم قريبين من عمرها إللا أنها تحس بأنها أمهم، إبتسمت مرة ثانية على هالفكرة بس إختفت إبتسامتها لتتثاوب مرة ثانية.

إنتبه لها فإلتفت لها: على الأقل حطي يدك على فمك ما تفتحيه بـ هالكبر!

ضحكت بخفة و نزلت يده من على أكتافها: خلاص ماني قادرة أفتح عيوني بروح أنام!

حرك رأسه بالإيجاب و طبع بوسة هادية على خدها: تصبحي على خير حبيبتي!

إبتسمت و هي تمرر يدها في شعره: و أنت من أهل الخير!

قامت و لفت تمشي: تصبحوا على خير أنا رايحة أنام!

إلتفتوا لها: و أنتي من أهل خير..، قالوها و بعدها لفوا للتلفزيون مرة ثانية، ضلوا يتابعوا الفيلم بهدوء لين قاطعهم رنين تلفونه.

إلتفتت للطاولة تشوف على تلفونه و كونها الأقرب، أخذته لتمده له، شافت الرقم فرفعت حواجبها بإستغراب: أمي تتصل فيك!

نزل عيونه للتلفون، سحبه من يدها قام و صار يمشي عنهم.

إستغربت من حركته أكثر و إلتفتت لـ سجى: ما لاحظتي أنه ماما صايرة تتصل في شهاب كثير!

إلتفتت لها: و إذا؟ إيش فيها يعني؟

قطبت حواجبها و حركت رأسها بالنفي: ما أعرف بس ماني مرتاحة من إتصالاتها!

سجى قطبت حواجبها بدورها: إيش قصدك؟

سارة: ليش ما يكلمها قدامنا، ليش ما يكلمها قدام أساور؟ كلما إتصلت، يقوم و يمشي عنا!

سجى بملل: و لوين تريدي توصلي أنتي؟

سارة: هذي أمك ما أحسها ناوية على خير، أحسها..، و بتردد: تريد تزوجه بـ بنت خالتي سما!

سجى شهقت: من جدك أنتي؟

سارة حركت رأسها بالإيجاب: كان يسألني عنها قبل كم يوم، إيش عرفه فيها أصلاً!

سجى و هي تحط يدها على قلبه: سارة أنتي متأكدة؟

سارة: قلت لك أحس.. أحس أنه يريد يتزوج على أسـ..، سكتت و هي تشوفها واقفة وراء الكنبة تشوف عليهم، توترت فكملت بسرعة: أسرار، يتزوج على أسرار!

ضلت تشوف عليهم لشوي و بعدها إنحنت تأخذ تلفونها من على الكنبة: نسيت تلفوني!

إبتسمت لها بتوتر: نتكلم عن بنات خالاتنا!

غصبت إبتسامة على شفايفها: كملوا! قالتها و بعدها لفت تمشي لغرفتها.

زفرت براحة و بعدها حست بضربة على رأسها، إلتفتت لها و هي تكلمت بعصبية

سجى: زين ما سمعتك، كنتي بـ تزرعي الشك فيها على الفاضي، ليش أنتي طايحة على شهاب، يمكن عنده شيء ثاني يريد يكلم ماما فيه، ما لازم كل شيء يجي يخبرنا و يعلمنا عليه، أنتي صاير شكاكة و بقوة بعد!

قطبت حواجبها و هي تمسح على رأسها، ما ردت عليها و لفت للتلفزيون، ما راح يصدقوها بس هي مانها مطمئنة لـ هالإتصالات!



غرفة شهاب و أساور...

سحبت البطانية عليها و حطت رأسها على مخدتها، كلامها يدور في مسامعها، سمعت كل شيء قالته، خوفتها بكلامها، خوفتها كثير، معقولة يسويها فيها؟ حركت رأسها بالنفي، ما يتجرأ، هو يعرف إيش كثر هي خسرت لتكون معاه، هو يعرف إيش كثر هي ضحت لتجتمع فيه في بيت واحد، هو يعرف إيش كثر هي تعشقه لتأخذ مثل هالخطوة، حرمت نفسها من كلهم لـ تحلل نفسها له، ما راح يسويها، ما تنكر أنه متغير عليها في الفترة الأخيرة، متغير كثير بس أكيد عنده أسبابه، أكيد مضغوط بدراسته و عشان كذي صاير يبتعد عنها، رفعت عيونها للباب و هي تسمعه ينفتح، شافته يدخل فلفت تعطيه ظهرها، غمضت عيونها و هي تحس فيه يقترب من السرير، حست فيه ينسدح بجنبها و من ثم حست نفسها تنسحب لحضنه، غمضت عيونها أكثر و دفنت رأسها في صدره، مجرد الفكرة أنه يحضنها و هو يكون يفكر بغيرها بـ تموتها، هي ما راح تقدر تشاركه بغيرها، هو لها، لها و بس، هو ما راح يسويها فيها، ما راح يقدر، تعلقت فيه أكثر و هي تحاول تقنع نفسها بهالفكرة.


***************************


وقف سيارته قدام الفلة و زفر بتعب، طلع الصبح للدوام بس ما قدر يبعد فكرها عن باله، يحس بالذنب بما أنه يعرف أنه مانه غلطان، إيش الغلط إذا هو بين لها حقيقتها؟ زفر مرة ثانية، يحس بشيء يطعنه في قلبه بكل نفس يأخذه، بكل زفرة يزفرها، يمكن هو ظلمها، رفضها و إتهمها بدون ما يتأكد، بس إيش ينتظر ليتأكد، هو سمعه، سمع كل كلمة قالها، حط يده على رأسه و هو يقطب حواجبه بقوة، رأسه بينفجر من التفكير، صار له كم ساعة يدورها على الشوارع، ما خلى شارع ما لف فيها، ما خلى سكة ما دخل فيها، ما لها أي أثر و كأن الأرض إنشقت و بلعتها، ما يعرف وين تكون، وين راحت، مانها في بيت أبوها، تأكد من هالشيء لما هو سأله بنفسه عنها، مانها في بيت عمها، شافه في الدوام و ما ذكر له هالشيء، وين تكون راحت، معقولة هربت معاه، هربت مع من كانت تريد تهرب لولا الحادث، قطب حواجبه أقوى عن قبل، بـ يجن، حتى و هي مختفية بتجننه، حط يد على صدره و هو يزفر بضيق، فتح الباب، نزل و صار يمشي لباب الشارع، يمشي و هو يتصل على رقمه، رنتين و جا له الرد: أنا عند الباب!

إستند بالجدار ينتظره يفتح له، إنفتح الباب بعد دقيقة فـ إلتفت له.

فتح الباب أكثر ليخليه يدخل: وينك تأخرت؟ قلت لي ساعة 8 و ألحين صارت 11!

ما رد عليه، دخل و صار يمشي للدرج، جلس على أول الدرج و رفع عيونه له، مشى له و جلس بجنبه، حط يد على كتفه و هو يكلم بإستغراب: إيش فيك؟ إيش صاير؟

غمض عيونه و هو ما يعرف إيش يقول له، كيف بتكون ردة فعله لما يعرف أنها مختفية، كيف بيكون موقفه لما يعرف أنه البنت اللي يحبها مانها مثل ما يتوقعها، كيف بتكون صدمته!

إنتظر رده بس هو ما نطق بحرف، إرتبك من سكوته، كلما يسكت كذي يكون عنده خبر متعلق فيها، إيش مسوي فيها هالمرة، شده من دشداشته و تكلم بنبرة حادة طلعت منه بدون قصد: إيش سويت فيها؟

زفر و هو يفتح عيونه و يلتفت له: ضيعتها!

قطب حواجبه و هو مانه فاهم عليه: كيف يعني ضيعتـ..

قاطعه و هو يفك نفسه منه، يقوم و بقهر: يـعـنـي ضـاعـت، إخـتـفـت، مـا أعـرف ويـنـهـا!

رفع عيونه له و هو مانه مستوعب كلامه، كيف يعني ضاعت، لوين راحت، كيف إختفت؟ قام بدوره: فهد، كيف يعني إختفت، لوين يعني تروح..، إقترب منه و سحبه من كتفه: أنت إيش سويت فيها لحتى تختفي؟

رفع عيونه له و بهدوء غير اللي يحس فيه: أنت ما تقدر تسمعها!

إرتبك أكثر و هو يحس بقلبه يدق: غصبتها؟

حرك رأسه بالنفي: رفضتها!

قطب حواجبه بقوة و شده له: أنا ماني قادر أفهم عليك، إيش تقصد أنت؟ فهمني!

فك نفسه منه، دفعه بقوة و بصراخ: أنـت مـن لحـتـى أفـهـمـك.. أنـت مـالـك أي دخـل فـيـهـا.. مـا هـي زوجـتـي.. أنـا حـر فـيـهـا..، و هو يأشر على نفسه: أنـا حـر أسـوي فـيـهـا الـلـي أريـده!

يحس بدمه يتدفق في عروقه بحرارة، تقدم منه بسرعة و شده من دشداشته من صدره و هو يهزه: إيـش تـقـول أنـ..

قاطعه و هو يدفعه عنه مرة ثانية و بنفس حالته: مـلـيـت مـنـك.. خـلاص مـلـيـت.. تـجـن عـلـى كـل شـيء يـتـعـلـق فـيـهـا.. تـدافـع عـنـهـا.. تـقـوم كـذي و عـلـي عـشـانـهـا.. أنـت مـانـك مـحـامـيـهـا.. أنـت مـالـك أي دخـل فـيـهـا..

مصدوم منه و مانه قادر يفهمه، هو لوين يريد يوصل، نزل عيونه عنه و من ثم رفعهم له و بتردد: فهد.. أنت حبيتـ..

قاطعه مرة ثانية و إنفجر: حـبـيـتـهـا.. أيـوا حـبـيـتـهـا..، و هو يقترب منه و يدفعه من صدره: لـيـش أنـت بـ تـمـنـعـنـي.. تـقـدر تـمـنـعـنـي هـا؟!؟ و هو يدفعه أكثر: حـبـيـتـهـا بـس إنـخـدعـت فـيـهـا.. إنـخـدعـت مـثـل مـا أنـت مـخـدوع فـيـهـا.. هـي مـانـهـا شـريـفـة.. مـانـهـا شـريـفـة.. بـاعـت شـرفـهـا.. الـلـه أعـلـم ويـن تـكـون ألـحـيـن.. هـربـت مـع حـبـيـبـ..، ما قدر يكمل لأنه ضربه بوكس رجعه خطوتين لوراء، رفع يده يتحسس شفايفه اللي حسها إنشقت من ضربته، نزل أصابعه ليشوفها مدمية، زفر بقوة، رفع عيونه له و هو يمسح دم اللي نزل على ذقنه.

أخذ نفس يحاول يكتم أعصابه: لا تتكلم عنها فهد، و الله بذبحك!

إبتسم بسخرية و هو يعدل وقفته: ليش ما عجبك؟ يمكن أنت حبيبها اللي ضيعت شرفها معاه..، سكت شوي و كأنه توه يستوعب: عشان كذي أخذت مني وعد ما ألمسها؟ تعرف..، و هو يقطب حواجبه بقوة: تـعـرف يا حـقـيـر؟!

ما قدر يسمعه أكثر من كذي، ما حس بحاله إللا و هو يهجم عليه و يطيح فيه ضرب، هو الأخر ما سكت و صار يضربه بدوره، ما يعرفوا كم مر عليهم و هم بنفس حالتهم، يسبوا بعض، يصرخوا بعض، مانهم راضيين يتوقفوا، ما وقفهم إللا صرختها!

: عــبــد الــلــه!!! فــهــد!!!





.

.

.

.

.



نهاية البارت...


بارت الجاي راح ينزل يوم الإثنين إن شاء الله.. بارت هدية..^^..

إنتظروني..


"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحة


.
.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 12:22 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (18)...

I might be taking the wrong path but doesn’t matter if it leads me to you

I can’t deny it any longer... I am falling hard, falling in love with you

©

.

.

.

.

.



ما قدر يسمعه أكثر من كذي، ما حس بحاله إللا و هو يهجم عليه و يطيح فيه ضرب، هو الآخر ما سكت و صار يضربه بدوره، ما يعرفوا كم مر عليهم و هم بنفس حالتهم، يسبوا بعض، يصرخوا على بعض، مانهم راضيين يتوقفوا، ما وقفهم إللا صرختها!

: عــبــد الــلــه!!! فــهــد!!!

صرختها خلت يدينه تتجمد عليه، رفع عيونه له و هو يشوفه ملتفت لها، دقات قلبه السريعة ازدادت سرعتها و أنفاسه إضطربت أكثر، أخذ نفس يحاول يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها إلتفت يشوف عليها، شافها واقفة بجنب أم عبدالله، يدها في يدها و عيونها عليه، إرتخت مسكته من على قميصه و هو يهمس لنفسه بعدم تصديق: أزهـ..، ما قدر يكمل لأنه فك نفسه من بين يدينه و صار يمشي لها بسرعة.

عبدالله و هو يركب الدرج بسرعة و يوقف قدامها: أزهار، أنتي إيش جابك لهنا؟..، و هو مانه مصدق: فهد.. فهد يقول أنك مختفية..، إلتفت لأمه: يمة.. يمة هي من متى هنا؟

جت بترد على سؤاله بس حست بيدها ينفلت من يدها بهدوء، إلتفتت لها لتشوفها تلف و تدخل، أخذت نفس و إلتفتت لولدها: خلينا ندخل و نتكلم بهداوة..، و هي ترفع عيونها لـ فهد اللي ما تحرك من مكانه: تعال يا ولدي، إدخل..، و هي تلف عنهم: إدخلوا خلونا نتكلم! قالتها و بعدها دخلت تلحقها.

وقف بمكانه بدون أي كلمة، يحاول يستوعب اللي يصير، من متى و هي عندهم بالفلة؟ كيف ما حس بوجودها حوالينه؟ ليش هو ما يعرف؟ حك جبينه بتوتر، لف يشوف على فهد، شافه بمكان ما كان، عيونه على باب الصالة، يمرر يده على وجهه و حالته ما أحسن منه، أخذ نفس و بدون ما ينطق له بحرف، لف عنه و دخل للصالة.

ما بقى غيره في الحديقة، المكان يعمه الصمت، الساعة تعدت 11:30 بالليل، نفس الأسئلة تدور في باله، معقولة يكون يعرف بس خبى عليه، معقولة هو اللي جابها لعندهم، جابها ليبعدها عنه، ليخليها له؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالفكرة بسرعة، لا، لا، كان مصدوم بشوفتها، صدمته ما تقل من صدمته بحاله، مانه قادر يفهم اللي يصير، مانه قادر يفهم أي شيء يرتبط فيها، رفع يده يمسح شفته بكم دشداشته، أخذ نفس و بعدها صار يمشي للداخل.

جلس على الكنبة بجنبه و عيونه عليها، منزلة عيونها للأرض، يدينها في حضنها، ترمش بهدوء، إلتفت لـ سعاد لما سمعها تقول: خذ يا فهد، هذا لك!

نزل عيونه للورقة الممدودة له و من ثم رفعهم لها: خالتي، إيش هذا؟

مدت الورقة أكثر: خذ و بتعرف!

مد يده بسرعة و أخذ الورقة، فتحها و نزل عيونه ليقرأ اللي فيها لنفسه بصمت، تقرير لكشف العذرية، كشف لعذريتها هي، نزل عيونه للنتيجة و بعدها رفعهم لها بسرعة، على نفس جلستها، ما تحركت، دمعتها صارت تتعلق برموشها لترمش و تطيح على خدها، لتمسحها بسرعة بيد مرتجفة و بعدها ترجع تحط يدها في حضنها، غمض عيونه و هو ينزل رأسه و يحط يده على رأسه بتعب، زفر بقوة و هو يحاول يرتب جملة ليقولها: أنا ما كنـ..

قاطعته و هي تسحب الورقة منه: أعرف..، إلتفتت لولدها و كملت: قوم يا ولدي، خلينا لحالنا!

كان بـ يسألها إيش في الورقة، كان بـ يسألها إيش اللي يصير بس ما علق، يعرفها ما بـ تخبي عليه، لو ما ألحين بـ يعرف بعدين، قام بهدوء غير اللي يحس فيه، مشى للدرج و صار يركب.

ضلت تشوف عليه لين ركب و إختفى في الدور الثاني، نزلت عيونها له و هو تكلم.

فهد: خالتي..، و هو يمرر نظره ما بينهم: أنا سمعت أبوها..

قاطعته مرة ثانية: و أنت صدقت؟

قطب حواجبه: و كيف ما تريديني أصدقه، في أحد يرضى يتكلم في بنته كذي؟

حركت رأسها بالنفي و هي تتمتم لحالها: لا حول و لا قوة إلا بالله، أستغفر الله..، إلتفتت لـ أزهار، حاوطتها من أكتافها و من ثم إلتفتت له و بدت: يا ولدي أنت ظلمتها، ظلمتها مثل ما الكل ظلمها، سميرة ظلمتها بسبب ذنب هي ما ارتكبته، أبوها ظلمها بسبب ذنب هي ما ارتكبته..، تتعاقب على ذنب هي ما لها أي دخل فيه..

قطب حواجبه أكثر و هو مانه فاهم عليها، جا بيتكلم بس هي تكلمت قبله: هاشم تزوج على سميرة و زواجهم ما كان مكمل سنة في وقتها، تزوج زكية و جاب منها أزهار، ما كمل زواجهم خمس سنوات إللا و طلقها، طلقها لأنه وصل له خبر بأنها خانته مع غيره، ما كان راضي يصدق بس هالكلام ما جا له إللا من أخو زكية، ما كان عنده إللا يصدقه، ما كان يعرف أن الأخ باع أخته عشان الفلوس، باعها عشانه كان محتاج لـ هالفلوس..، سكتت شوي تأخذ نفس و بعدها كملت: هو حرم زكية من بنتها، أخذها لـ سميرة لتربيها، ما كان يعرف أنه هذي أكبر غلطة يسويها، هو كان دوم ملتهي بسفراته و هي كانت تطلع قهرها على هـ المسكينة، مرات أقول لنفسي الحادث كان خيرة لها، نست العذاب اللي عاشته، نست الظلم اللي صار عليها..

قاطعها: بس خالتي أنتي اللي قلتيه زكية اللي خانته بس هو ليش يتهمها هي؟

حركت رأسها بالنفي: ما أعرف يا ولدي، ما أقول غير أكيد سميرة وراء هالشيء.. هي كانت وراء هالشيء من البداية.. سوت كذي لتكرهه في بنته.. لتكرهه فيها و اللي ساعدها ما كان أحد غريب.. كان خالها.. أنا ما أقدر أقنع هاشم لأن في أشياء كثيرة ما أعرفها.. اللي يعرف كل شيء ما يكون غير سميرة و عدنان.. أنا أتذكر أنه بيوم الحادث هي هربت من البيت بس ليش ما أعرف..، و هي تلتفت لها: و هي ما عادت تتذكر، ما تتذكر..

قاطعها و هو يرفع عيونه لها و بهدوء غير اللي يحس فيه: ما تتذكر بسببي!

ما رفعت عيونها له و ضلت منزلتهم للأرض، دموعها تحرق عيونها و الشهقة اللي كاتمتها بـ تخنقها، توها تفهم جفاهم و برودهم معاها، توها تفهم أنهم يكرهوها، أسبابهم مختلفة بس الكره نفسه، هو يكرهها لأنها تذكره فيها، تذكره بأمها اللي إنظلمت بسبب سميرة، بسبب أنانيتها و قهرها، هي ما تعرف إيش صار في يوم الحادث بس متأكدة أنه صار بسببها، نزلت دموعها و تلتها شهقتها اللي طلعت بغصة، غمضت عيونها و هي تحس بيدها تنحط على رأسها، ميلت رأسها، حطته على كتفها و صارت تبكي، كانت تعرف أنه محد بيوقف معاها غيرها، حتى و لو هي مانها سوى غريبة لها، مانها الخالة اللي دوم فكرتها تكون بس كانت تعرف أنه حبها لها ما راح يخذلها!

نزل عيونه عنها و هو مانه قادر يشوفها بهالحالة، إنقبض قلبه عليها بس ما عرف إيش يقول فـ ضل ساكت يسمعها تبكي و سعاد تحاول تهديها.


***************************


الوقت متأخر و المكان هادي، السيارات اللي كانت تضج الشارع قلت و الأمواج هدت، هي جالسة على مسافة عشرة أقدام منه، قدامها وجبة من "ماكدونالدز" تأكل بـ شراهة، ملت من السندويشات اللي يجيبها له كل يوم، الفطور نفسه و العشاء نفسه، تحس نفسها ما أكلت وجبة مثل هذي من دهر، رحمها يمكن و إشترى لها هـ الوجبة، إبتسمت لنفسها بخفة و أخذت علبة المشروب لترتشف رشفات متتالية حتى فضت العلبة، نزلتها و حطتها على الأرض، حست ببرودة بأصابع رجولها فنزلت عيونها لهم، نزلت جلبابها تغطي رجولها الحافية و بعدها إلتفتت تشوف عليه، شافته منزل عيونه لكتابه اللي حاطه على فخذه، ما غير جلسته من أول ما جلس، و لا مرة رفع عيونه لها، مستغربة منه، كيف قادر يقرأ في هـ الظلام، ما يتلخبط بالحروف؟ حركت أكتافها لنفسها بخفة و لفت للبحر، عدلت جلستها بحيث عطته ظهرها، لمت ركبها لصدرها، حطت ذقنها عليهم و بعدها صارت ترسم في الرمل!

حس بعيونها تبتعد عنه و حس بحركتها، إلتفت لها و هو يشوفها معطيته ظهرها، نزل عيونه للكتاب و من ثم رفعهم لها بإرتباك، يكون يكذب إذا قال أنه قدر يقرأ حرف واحد من هـ الكتاب، يكون يكذب إذا قال أنه و لا مرة رفع عيونه لها، ضل يلتفت لها كل شوي لما حسها ما منتبهة له، ضل يسرق لحظة، لحظتين ليتأملها و هي ما حاسة فيه، مرتبك من حاله، مرتبك لأنه يعرف هو ما كان كذي من قبل، وجودها حوالينه ما كان يأثر فيه كذي من قبل بس ألحين مانه قادر يتحكم بحاله، عيونه لا إرادياً تتحرك لها، دقات قلبه فجأة تتسارع، يحس بشعور غريب، مانه قادر يفسره لنفسه، مرر يده في شعره و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، نزل عيونه لساعته ليشوفها 1:30، رفع عيونه لها و من ثم نزلهم، سكر الكتاب و قام، تكلم و هو يمشي للسيارة: قومي بـ نمشي!

رفعت عيونها له شافته معطيها ظهره و يمشي للسيارة، قامت بسرعة تلم العلب الفاضية، ركضت لأقرب سلة و رمتهم فيه و بعدها ركضت للسيارة و هي تشوفه يشغلها، ركبت و سكرت الباب.

إلتفت لها و من ثم لف للقدام و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: سكري الحزام!

ما سمعته فإلتفتت له: همم؟

إلتفت لها و بعصبية: مـا تـفـهـمـي إيـش يـعـنـي سـكـري الـحـزام؟..، و هو يسحب حزامه: هذا يسمى حزام..، و هو يفتحه و من ثم يربطه: كذي يسكروه..، و بصراخ: سـكـريـه يـلـلا بـسـرعـة!

خافت من صرخته فـ لفت عنه بسرعة، حاولت تسحب الحزام بس لـ حظها طبق و ما رضى ينسحب، إلتفتت له و بخوف: مانه.. راضي!

قطب حواجبه و فتح حزامه، إقترب منها و حاول يسحب الحزام بس طلع جد طابق، إقترب أكثر و هو يحاول مرة ثانية، إرتبكت و هي تحس فيه بهالقرب منها، إرتبكت و تضايقت و هي تحس بأنفاسه تحرق خدها، نزلت عيونها و هي تقطب حواجبها بقوة، رجعت على وراء و هي تحاول تبتعد عنه بقدر الإمكان، إنتبه لنفسه من حركتها، شاف حواجبها المقطبة فقطب حواجبه بدوره، فك الحزام و بعد عنها بسرعة، حرك سيارته و هو يتمتم لنفسه بقهر: مانه راضي أحسن، زين لو يصير لنا حادث، تموتي و أرتاح منك!

سمعته فقطبت حواجبها أكثر، عدلت جلستها و لفت للشباك.



بعد فترة...

فسخ قميصه ليرميه على الأرض و يسحب قميص مكتف من الكبتات و يلبسه، سكر الكبتات و صار يمشي للسرير، جا بـ يرمي حاله عليه بس إنتبه للباب المفتوح، مشى للباب و جا بـ يسكره بس شافها واقفة و هي معطيته ظهرها تعدل في كنبتها، شعرها مرفوع بإهمال و كم من خصلة طايحة على رقبتها، نزل عيونه عنها بس رجع رفعهم لها، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها فتح الباب أكثر و صار يمشي لها، وقف وراها، ليبعد خصلات شعرها، ينحني و يطبع بوسة حارة على رقبتها.

إنتفضت من حركته و لفت له بسرعة، رفعت عيونها لعيونه بخوف: عـ.ـزيز..، سكتت و هي تحس بيده على خصرها اللي صارت تقربها منه أكثر، غمضت عيونها بقوة و هي تحس بأنفاسه الحارة على رقبتها، إنكتمت أنفاسها و هي تحس بشفايفه تحرقها، تتذكر، تتذكر كل شيء، همساته، لمساته اللي تقرفها، هجومه و وحشيته عليها، حست بمسكته تزيد عليها فما قدرت تستحمل، فتحت عيونها و دفعته عنها بأقوى ما عندها، رجع بخطوة متعثرة لوراء و رفع عيونه لها، نزلت عيونها عنه و هي ترجع بخطواتها لوراء، إصطدمت بالجدار و تجمعت الدموع في عيونها: لا تلمـ.ـسني..، و هي تحرك رأسها بالنفي: لا تلمـ.ـسني..، و هي تلم يدينها لصدرها: الله يخلـ.ـيك عـ.ـزيز..، و دموعها تنزل: أنـ.ـا ما أقدر.. ما أقدر..

ضل يشوف عليها بدون أي كلمة، توه ينتبه لرجفتها، توه ينتبه لخوفها منه، نزل عيونه عنها، لف و مشى لغرفته، دخل و سكر الباب، إستند بالباب و هو يغمض عيونه بقوة، أخذ نفس و زفر، أخذ نفس ثاني و زفر مرة ثانية، يحاول يهدي حاله، يحاول يهدي الضجة اللي تسويها دقات قلبه بس فشل، مشى للسرير و رمى حاله عليه بقلة حيلة!


***************************


خف الإضاءة و صار يمشي للباب، طلع و سكر الباب وراه بهدوء، قطب حواجبه بإستغراب، مستغرب منها، مستغرب من كلامها، من حركاتها و من كل شيء، مستغرب أكثر لأنها سمحت له يروح لها الليلة، ما تحرك من مكانه و ضل جالس على الكرسي بجنب سريرها حتى و هي نامت بس لما فتحت عيونها و لقته بجنبها تضايقت، خبرته يروح، يروح و ما في داعي يضل عندها، ما رضت ترجع للنوم مرة ثانية إللا لما تشوفه يطلع من الغرفة، تنهد بتعب و لف يمشي للدرج، تحيره، تحيره مثل دوم، خايف ما يجي بعد هـ الهدوء إللا و شيء يصدمه، خايف كثير، صار يركب الدرج و هو يتمتم لحاله: لطفك يا رب!

فتح باب الجناح و صار يمشي لباب الغرفة، حط يده على المقبض و هو يحاول يفتح الباب بأهدأ ما يمكن، تكون نايمة و ما يريد يصحيها، نومها خفيف، حتى همسة بـ تصحيها، فتح الباب ليدخل و يشوفها تجلس و هي ترجع شعرها على وراء، سكر الباب و هو يبتسم بقلة حيلة: صحيتك؟

حركت رأسها بالنفي و هي تبتسم بدورها: ما كنت نايمة..، و هي تمد يدها له: ما قدرت أنام!

مشى لها و جلس على السرير بمقابلها، مسك يدها ليطبع بوسة هادية في كفها، إبتسمت أكثر: إيش جابك لـ هنا؟ نامت و أنت هربت من عندها لتزورني بنص الليل مثل الحرامية، بـ ترجع لها مرة ثانية قبل ما يطلع الشمس..، سكتت و هي تحاول تتذكر: قريت قصة كذي مرة!

ضحك بخفة و هو يحاوطها من رقبتها و يقربها له: ما في قصة، أنتي طلعتيها من عندك!

ضحكت بدورها: لا جد في قصة كذي..، و هي تحاول تتذكر: يمكن ما كان حرامي بس مصاص دماء!

ضحك أكثر: ههههههه.. لا ألحين جد ماني مصدق!

ضربته على كتفه بخفة و هي تبتعد عنه: صدق إنزين..، و هي ترجع لسؤالها الأولاني: بس ما رديت علي، إيش جابك لـ هنا؟

عدل جلسته و هو يحرك أكتافه بخفة: تقدري تقولي طردتني!

فتحت عيونها بعدم تصديق: جد؟!

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: جد، جد..، و هو يحرك أكتافه مرة ثانية: ما أعرف إيش فيها اليوم، متغيرة و ماني قادر أفهم ليش، طلعت لي ألبوم صورنا القديم، تذكرني بشكلي و أنا صغير، كانت..، و هو يفكر بكلمة تناسب حالتها: أمم.. مبسوطة..، و هو يأخذ نفس و يقوم: ما أقول غير الله يديم عليها هالحال!

إبتسمت له: آمين!

إنحنى و طبع بوسة على جبينها: بصلي الوتر و أرجع لك!

حركت رأسها بالإيجاب و هو لف عنها يمشي للحمام، دخل و تسكر الباب وراه، قامت بسرعة و صارت تمشي للكبتات، فتحت كبتاتها و بعدت ملابسها لتطلع دشداشة صغيرة، كانت أول دشداشة له و هي لين ألحين محتفظة فيها، إبتسمت لنفسها و هي تنزل يدينها لبطنها، ما كانت متوقعة أنه هالخبر بـ يفرحها هالكثر، حضنتها و صارت تبوس فيها، تحولت لإنسانة ثانية، إنسانة ما شافتها إللا بأول أيام عرسها، فاجأتها لما أهدتها هـ الدشداشة بس فرحت كثير من حركتها، الشيء الوحيد اللي ضايقها أنها تريد تخبره عن الحمل بنفسها، هي كانت تريد تكون أول من يبشره بـ هالخبر بس لأنها ما تريد تزعلها فوافقت، يمكن جد هـ الطفل بجيته بـ يصلح كل شيء، إبتسمت أكثر و رجعت الدشداشة مكان ما كانت، سكرت الكبتات و هي تتمتم: الحمد لله!

شافت باب الحمام ينفتح فلفت تمشي للسرير، إنسدحت، حطت رأسها على مخدتها و هي تشوفه يأخذ سجادته و يفرشها، إبتسمت و غمضت عيونها، بعد فترة حست فيه ينسدح بجنبها، يمسكها من خصرها و يقربها له و من ثم يغطيها بالبطانية، حطت يدها على يده تنزله لبطنها، إبتسمت لنفسها أكثر و هي تأخذ نفس بإرتياح.


***************************


الفجر – ساعة 5:30...

فتح لها باب الغرفة و هي دخلت و صارت تمشي لكبتاتها، دخل، سكر الباب و إلتفت لها، شافها تأخذ لها بجامة و تأخذ فوطتها، تسكر الكبتات و من ثم تمشي للحمام و تسكر الباب وراها، تنهد و صار يمشي للتسريحة، وقف قدام المراية يشوف على وجهه بالكدمات، تنهد مرة ثانية و رفع عيونه لباب الحمام، لين ألحين ما رفعت عيونها له، لين ألحين ما نطقت بأي كلمة له، كل اللي سمعه منها صرختها لما نادت بإسمه و إسم عبدالله و لما بكت لخالتها، ما كانت تريد ترجع معاه، ما يعرف سعاد بإيش أقنعتها بس إقتنعت منها و جت، سحب كرسي التسريحة ليجلس بتعب و ينزل رأسه، ما ينكر أنه ظلمها، ظلمها بشكه فيها بس هو ما ينلام، ما ينلام أبداً، حط يد على رقبته و هو يتذكر اللي صار...

طلع من مكتبه بعدما لم ملفاته، لف و صار يمشي لمكتب هاشم، جا بيدق على الباب بس لقاه مفتوح شوي، إقترب ليدفعه بس سمع إسمها فوقف يسمعه، يكلم تلفون، يتكلم عنها..

هاشم بنبرة حادة: أزهار ما عادت تعني لي..، البنت تزوجت و راحت بيت زوجها، أنا ما يهمني اللي يصير فيها..، عدنان أنت ليش مانك راضي تفهم، أنا ما أريد أسمع أي شيء فيها..، ما يكفيك اللي قلته من قبل؟ ما يكفيني اللي أعرفه عنها..، أيوا أعرف كل شيء..، أعرف أنها باعت شرفها و سودت وجوهنا..، أعرف أنها خاينة مثل أمها..، سميرة خبرتني كل شيء..، كانت تريد تهرب معاه بس الحادث منعها..، كان أحسن تموت و أفتك منها و من بلاويها..، أنت مالك أي دخل فيها، فاهم و لا عاد تحاول تتصل فيني أو توصل لها..

ضل واقف بمكانه و هو مانه قادر يصدق اللي يقوله عنها، طاحت الملفات من يده، فحس بوجوده، سكر التلفون و تكلم: من هناك؟

نزل يلم الملفات بإرتباك: أنا..، و هو يأخذها و يعدل وقفته، يدفع الباب للداخل و بهدوء غير اللي يحس فيه: طلبتني؟

رجع من سرحانه و زفر بقوة، غمض عيونه و إسمه يتردد في مسامعه، معقولة اللي كان يكلمه هاشم بالمكتب يكون نفسه خالها؟ معقولة هو عدنان بنفسه؟ فتح عيونه و هو يزفر مرة ثانية، معقولة في أحد مثله، ينزل لـ كذي، غدر فيهم و هو أقرب الناس لهم، طعنهم في ظهرهم و هو أقرب الناس لهم، كل هذا بس عشان الفلوس، حرك رأسه بقلة حيلة، ناس طماعة، عماهم الجشع، أستغفر و هو يمرر يده في شعره، رفع عيونه لها و هو يسمع باب الحمام ينفتح، قام و بهدوء غير اللي يحس فيه: أزهار..، و هو يأخذ نفس: أنا آسف!

ما إلتفتت له و لا تكلمت، مشت للكبتات، طلعت بطانيتها و صارت تمشي للكنبة.

سكت لـ لحظة يشوف عليها و هي تنفض البطانية و تعدل الكنبة، يعرفها، تعاقبه بسكوتها، سوتها مرة من قبل و راح تسويها مرة ثانية بس هو ما فيه يتحمل، ما ألحين، كثر ما هو آلمها فـ هو تألم بنفسه، في حياته ما فكر أنه بـ يتعلق بشخص كذي، في حياته ما فكر أنه يحب كذي بس هي خربطت له كل كيانه و قلبه اللي ما رضى يهدأ بدونها يشهد بـ هالشيء، شافها تمشي للكبتات مرة ثانية و تأخذ مخدتها فمشى لها، مسك يدها و دارها له: إسمعيني!

نزلت عيونها ليده، رفعتهم لعيونه و بهدوء غير اللي تحس فيه: فهد، فكني!

إقترب منها و حط يد على خدها: أزهار، إسمعيني أنا..

قاطعته و بنفس هدوئها: أعرف!

إقترب منها أكثر: إيش اللي تعرفيه؟

نزلت عيونها عنه: أعرف أنك بـ تعتذر لي، أعرف أنك بـ توعدني، توعدني بأنك تصلح لي كل شيء، كل اللي تريده مني أثق فيك، أثق فيك و بس..، رفعت عيونها لعيونه و هي ما تعرف من وين جتها القوة لتبتسم، تبتسم له بسخرية: توعد..، و هي تنزل يده عن خدها: بس بكرة تقوم و تنسى!

قالتها و هي تدفعه من كتفه بخفة و تمشي لكنبتها، جت بتحط مخدتها بس جمدت و هي تحس بيده تحاوطها، تحاوطها من صدرها و تقربها له، تقربها لحتى يلتصق ظهرها بصدره.

تكلم و هو يحط رأسه على كتفها: أعرف أني وعدت من قبل و أخلفت بس صدقيني ما راح أكررها، أنا أوعد نفسي هالمرة قبل ما أوعدك أني بطلع لك عدنان و لو من تحت الأرض، راح أخليه يعترف لك بكل شيء قبل ما يعترف لأبوك، راح أخليه يندم على كل شيء سواه فيك، راح يندم و أنا أوعدك بـ هالشيء، ثقي فيني!

نزلت يده عنها و لفت له، و هي تحرك رأسها بالنفي: لا تتعب حالك، أنا ما أريد منك غير أنك تتركني بحالي، أنا..، و هي تأشر على نفسها: كل اللي أسويه بسويه بنفسي..، و هي تحرك رأسها بالنفي مرة ثانية: أنا ما رجعت معاك لمساعدتك، أنا رجعت لأن ما عاد لي مكان أروح له، أنا ما أقدر أضل عند خالتي لأني أعرف عبدالله بيكون موجود حواليني، أنا أعرف مشاعره باتجاهي فما راح أقدر..، و هي تنزل عيونها عنه: على الأقل هنا ما نرتبط بأي مشاعر..، و هي ترجع ترفع عيونها له: لا أنت تهتم فيني و لا أنا أهتم! لفت عنه بعدما أنهت جملتها، حطت مخدتها على الكنبة و مشت لمكابس الليتات، سكرتها و رجعت لكنبتها، تمددت، غطت نفسها و غمضت عيونها.

ضل واقف بمكانه لفترة يشوف عليها، تقول له ما يهتم، ما يهتم بعدما جننته كذي، ما يهتم بعدما صارت هي أهم ما عنده، غلطانة و هو بـ يثبت لها هالشيء، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها لف عنها و صار يمشي للحمام، فسخ دشداشته، دخل و سكر الباب وراه.


***************************


الصبح – ساعة 10:00...

صار له ساعة يتقلب بس مانه راضي يقوم من على فراشه، متصدع كالعادة، صداع ينصف رأسه، مقطب حواجبه بقوة و يضغط على رأسه، يتمنى من حركته هذي يروح الصداع، صار له كم من يوم ما لمس الخمر، ما إقترب من البارات، ما طلع من الفلة، صار له كم من يوم و النوم مجافيه، هو ما عاد يعرف كيف ينام بدونها، هو كان يسكر لدرجة ما يحس بحاله و يغفى، تنهد بقلة حيلة و هو يستغفر، فتح عيونه و بعد البطانية عنه، جلس و إلتفت للكمدينة، الإطار اللي كان يزين صورتها صار يزين صورته، سحب الصورة و رفعه له، ضل يشوف على نفسه لكم من ثانية و بعدها رجع الصورة لمكانها، قام و صار يمشي للتسريحة، فتح الدرج و أخذ منها المقص و ماكينة الحلاقة، أخذ نفس و صار يمشي للحمام.



تحت – بالمطبخ...

وقفت بجنب ماري و هي تساعدها تحط الفطور على الطاولة، أصابعها لين ألحين تحرقها بس ما مثل أمس و اللي قبله، تبتسم على زعل مريم اللي تحاول تمنعها و هي مانها راضية تسمع منها، إلتفتت لها بعد ما خلصت، إقتربت منها و طبعت بوسة هادية على رأسها: فديت الزعلانة!

حركت رأسها بقلة حيلة و ضربتها على كتفها بخفة: و تعرفي تراضي!

ضحكت بدورها و طبعت بوسة ثانية على رأسها: خالتي بجد لا تخافي علي، الحمد لله..، و هي ترفع يدينها لها: يديني صارت أحسن ألحين!

إبتسمت: الحمد لله!

: نـاهـد! خـالـتـي مـريـم!!

إلتفتت لباب المطبخ و بإستغراب: إلياس؟

دخل المطبخ و دخل توأمه وراه، تقدم منهم و هو يمد صينية بأكلات مغطية: يمة سوت لكم هذا!

ناهد إبتسمت و هي تأخذ الصينية منه: إيش مسوية؟

قطب حواجبه و بملل: أنا إيش يعرفني، شوربة ما شوربة، مثل هـ السوالف!

ضربته على كتفه بخفة: و ما تقدر تتكلم زين، تراني أكبر منك بـ 17 سنة، يعني أمك!

نزل رأسه بإحراج: إنزين آسف..، و هو يلتفت لـ إياس و من ثم لها: بـ نمشي يمة تكون تنتظرنا!

إبتسمت على حركته و حاوطته من أكتافه: زعلت يالدب!

إبتسم و حرك رأسه بالنفي: ماني زعلان!

إبتسمت أكثر و سحبت التوأم الثاني لها: عيل ما في روحة، تفطروا معانا!

حركوا رؤوسهم بالنفي بسرعة و مع بعض: لا، يمة تنتظرنا!

ناهد: عيل إنزين..، و هي تلتفت لمريم: بوصلهم عند الباب و أرجع!

حركت رأسها بالإيجاب و إلتفتت لـ ماري: روحي شوفي عادل إذا صحى، خبريه ينزل للفطور!

أول ما سمعوا إسمه، نزلوا رؤوسهم، حطوا يدينهم على فمهم و هم يحاولوا يكتموا ضحكاتهم، إنتبهت لحركتهم بس ما علقت، مشت معاهم لين الحديقة و هم بنفس حالتهم، وقفت و وقفتهم: يللا، تكلموا إيش فيكم؟ إيش اللي يضحك، من سمعتوا إسمه و أنتو حالتكم كذي..، و هي تتخصر: يللا قولوا إيش اللي يضحك فيه؟

إلتفتوا لبعض و هم يضحكوا بخفة، حركوا رؤوسهم بالنفي: ما في شيء/ ولا شيء!

رفعت حاجبها و بنبرة حادة مصطنعة: تكلموا!

إلتفتوا لبعض مرة ثانية و بعدها رفعوا عيونهم لها، تكلم إلياس: و لا شيء بس تذكرنا لما بكى..، و هو يحاول يكتم ضحكته مرة ثانية: وسن ما تبكي كثر ما هو بكى!

إياس ما قدر يمسك حاله فـ إنفجر: ههههههههههههههه!!

فتحت عيونها: إيــاس!

ضحك أكثر، مسك يد توأمه و صار يركض لبرع بسرعة.

ضلت تشوف على الباب لكم من ثانية و بعدها إبتسمت بقلة حيلة، صغار ما راح يفهموا، ما راح يقدروا، لفت و صارت تمشي للداخل، دخلت الصالة و صارت تمشي للمطبخ، رفعت عيونها للدرج لتشوف ماري تنزل و إبتسامتها من أذن لأذن، إبتسمت على شكلها و مشت لها: إيش فيـ..، ما قدرت تكمل لأنها قاطعتها بسرعة.

ماري و بنفس إبتسامتها: بابا عادل واجد هاندسوم (وسيم)..، و هي تأشر على الدرج: صبر شوي ينزل! قالتها و هي تركض للمطبخ لتخبر مريم.

ما فهمتها بس ضحكت على حالتها، مشت توقف عند أول الدرابزين و عيونها على أعلى الدرج، ما مرت ثواني إللا و هي تشوفه ينزل، تشوف هـ الغريب اللي ينزل، شهقت بخوف و لفت بتركض للمطبخ بس وقفت و هي تتذكر الصورة، لفت له لتتأكد، حطت يدها على فمها و هي تشهق مرة ثانية، تشهق بعدم تصديق، ثبتت عيونها عليه و هي تشوفه ينزل و عيونه عليها، وقف قدامها و إبتسم لها بخفة: التغيير يبدأ من أشياء الصغيرة صح؟

ما ردت عليه، أول مرة تشوف ملامحه الحقيقية، تشوفه و بهالقرب منها، مانها صورة، مانها مجرد صورة قديمة لـ عادل، هذا عادل بنفسه، شعر قصير و مرتب، اسوداد اللحية إختفى ليكشف لها ابيضاض وجهه المدور، غمازته و لأول مرة واضحة، رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاثة و هي تحاول تستوعب: عادل؟!

إبتسم أكثر على حركتها و حرك رأسه بالإيجاب: عادل!

إبتسمت و هي تشوف غمازته تتعمق أكثر من إبتسامته: عادل؟

مرر يده في شعره بإحراج: عادل!

رفعت يدها بتردد: ممكن؟

ما فهم عليها: إيـ..، سكت و هو يشوفها تقترب منه و تحط يدها على خده، جمد لما صارت تمرر أصابعها على خدوده بهدوء و تنزل لذقنه، حركة كانت تسويها نجوى، كانت تسويها كلما كان يحلق جديد، غمض عيونه و هو يتخيلها تطبع بوسة على غمازته و تهمس له بـ: نعيماً، حس بيدينها تبتعد فمسكها بسرعة، فتح عيونه ليشوفها ترمش عيونها بإرتباك، إرتبك من حاله، لـ لحظة لمستها ذكرته إياها، لـ لحظة بس، فك يدينها بإرتباك، تكلم ليبين عادي: ما لي نعيماً؟

إبتسمت بهدوء غير اللي تحس فيه: نعيماً!

إبتسم بدوره يخبي إرتباكه: الله ينعم عليك! قالها و بعدها لف يمشي للمطبخ بسرعة.

إلتفتت لتشوفه يدخل المطبخ، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم لتشوف على طيفه، حطت يدها على قلبها تهديه، ما توقعت من نفسها الحركة اللي سوتها، إنحرجت من حالها و عشان كذي جت بـ تنزل يدينها بس هو فأجئها، بحركته جنن دقات قلبها، جننها و هي ما عادت تعرف كيف تهديها!




.

.

.

.

.



***************************


جلست على السرير، تلفونها في حضنها و عيونها على الشاشة، تلفونها عند أذنها، تسمعه يرن بس ما يرد عليها، صار لها فترة تحاول تتصل فيه بس مانه راضي يرد عليها، تقول لنفسها يكون نايم بس تعرفه و تعرف أنه اليوم الجمعة و هو مستحيل يتأخر على صلاته، نزلت التلفون لحضنها لما ما جا لها الرد، نزلت عيونها للشاشة و ضلت تشوف على رقمه لشوي، هي ما تريد تضايقه، هي ما تريد غير أنها تسمع صوته، تسمعه و لو لشوي، هي تعودت تصحى بوجوده حوالينها، هي تعودت تصحى بريحته حوالينها، مانها سهلة عليها تفقده كذي و بيوم و ليلة، مانها سهلة أبداً، أخذت نفس و حاولت تتصل مرة ثانية بس ما جا لها أي رد، زفرت بضيق و حطت التلفون على الكمدينة، هي ما راح تزعجه، إذا هو يريد يبعدها عنه فهي راح تبتعد، راح تقدر؟ حركت رأسها بالإيجاب، بتقدر إذا حاولت، أكيد بتقدر، أخذت نفس ثاني و قامت تمشي لبرع غرفتها و تنزل لأمها، شافتها جالسة في الصالة لحالها فمشت لها، و هي تغصب إبتسامة على شفايفها: صباح الخير!

إلتفتت لها و إبتسمت: صباح النور يا حبيبتي..، و هي تأشر بجنبها: جلسي بجنبي!

طبعت بوسة على رأسها و جلست بجنبها

إبتسمت لها أكثر و صارت تمسح على رأسها: إتصل فيك فيصل، سافر و لا بعده؟

إختفت إبتسامتها لتغصب إبتسامة ثانية و ترد: لا ما إتصل، هو قال لي لما يوصل هناك بعدين يتصل، شكله لين ألحين ما وصل!

حركت رأسها بتفهم و كملت: قلتي لي لأسبوعين؟

حركت رأسها بالإيجاب: يمكن أسبوعين أو حتى شهرين حسب المشروع!

حركت رأسها بالإيجاب و بحب: ربي يوفقه في كل أعماله، دنيا و آخرة!

نزلت رأسها و هي تتمتم: آمين! ما خبرتها، ما تقدر تخبرها، ما تقدر لين ما تعرف القرار اللي بـ يوصل له، أخذت نفس و رفعت عيونها لها و تكلمت بسرعة لتغير السالفة قبل ما تعطيها فرصة لتتكلم لتسألها عنه أكثر: ماما، رحتي لـ حنين؟

إختفت إبتسامتها من سيرتها، تسألها إذا راحت لها، هي من بعد ملكتها، لا شافتها و لا حتى سمعت صوتها، تحاول تقسي قلبها لا تضعف لها، ما تقول أنها ما بكت عليها، تبكي و كل ليلة تبكي، يتقطع قلبها عليها بس تحاول تقوي نفسها، هي صدمتها، حطمت ثقتها فيها، ما راح تقدر تسامحها، ما ألحين، رفعت عيونها لها و إكتفت بأنها تحرك رأسها بالنفي.

حركت رأسها بتفهم و كملت: حاولت أتصل فيها بس تلفونها مسكر، إتصلت على رقم البيت و كلمت خالتي سعاد، أكيد خبرتك..، و هي تعدل جلستها: أنهم إنتقلوا و صاروا يسكنوا لحالهم!

ما ردت عليها

كملت و هي تلف للتلفزيون، تأخذ الريموت من على الطاولة قدامها و تشغله: إيش رأيك نروح نزورها..، و هي ترجع تلتفت لأمها: إذا لين ألحين ما تعرفي العنوان بـ نأخذه من خالتي سعاد و نروح!

قامت و هي تلف عنها: يصير خير! قالتها و بعدها صارت تمشي للدرج.

إستغربت منها، كلما تنذكر قدامها و هي تتصرف كذي، مانها قادرة تفهمها، نزلت عيونها عنها و لفت للتلفزيون، شافته محطوط على برنامج هو متعود يتابعه بالمساء و ينعاد بـ هالوقت، نزلت عيونها عن التلفزيون، سكرته و تنهدت بتعب، قامت و صارت تمشي للدرج، تركب لغرفتها مرة ثانية.


***************************


سكر التلفون ليشوفها تشوف عليه و هي مرفعة حاجبها بإستغراب، إبتسم على حركتها و تكلم: إيش فيك؟

إقتربت منه و جلست بجنبه على الكنبة: إيش كان يريد منك؟

حرك رأسه بقلة حيلة: يا الله منكم يا حريم، الفضول بـ يقتلكم إذا ما سألتوا!

قطبت حواجبها و ضربته على كتفه بخفة: و إيش فيها إذا سألت يعني، أخوي إتصل في زوجي و أنا أريد أعرف ليش!

قطب حواجبه بدوره: و إذا أخوك طلب من زوجك ما يخبر أحد بـ اللي قاله عليه، إيش في وقتها؟

رفعت حواجبها و بفضول أكبر: والله؟

ضحك على حالتها و حرك رأسه بالنفي: لا..، و هو يعدل جلسته: إتصل ليخبرني عن شقة عزابية بجنب شقتهم، يقول أنهم يضايقوا حنين لما هو ما يكون موجود معاها، يريدني أتصرف!

حركت رأسها بتفهم: و أنت كيف بـ تتصرف؟

إبتسم: لما مرضت علي مسك الشغل و أكيد هو اللي أجر لهم هالشقة، أنا حددت له من قبل شقق العزابية بالعمارة الثانية بس يمكن نسى، فكل اللي بسويه أنقلهم للشقة الثانية!

حركت رأسها بتفهم مرة ثانية: آها! سكتت شوي تفكر فيه، معقولة صار يهتم فيها؟ لو ما كان يهتم كان أبداً ما فكر فيها، هو كذي، عنيد شوي و يبين أنه ما راح يتراجع عن كلامه لو إيش ما يصير بس يلين بسرعة، أكيد تعلق قلبه عليها، تعلق فيها و يمكن حتى حبها، إجتمعوا ببعض، بشقة صغيرة، ما لهم إللا يقابلوا بعض، ما راح يقدروا يهربوا من بعض، مصيرهم يحبوا بعض، إبتسمت على هالفكرة و بعدها إنتبهت لنفسها و إلتفتت له، شافته يبتسم لها، إبتسمت أكثر: إيش فيك؟

إبتسم، قام و صار يمشي، تكلم لـ يغيظها: هذا كان سبب إتصاله و بعد في شيء ثاني!

إلتفتت له: إيش؟

ما إلتفت لها و صار يمشي للغرفة: تحلمي أخبرك!

ضحكت و هي تشوفه يدخل الغرفة و يكرر اللي قاله بصوت عالي ليسمعها، ضحكت أكثر و هي تسمعه يفتح باب الحمام و هو لين ألحين يكررها، سمعت باب الحمام يتسكر فحركت رأسها بقلة حيلة، إبتسمت و بعدها عدلت جلستها على الكنبة و أخذت نفس بإرتياح، تحس بروحها توها بس ترجع لها، توها بس تستقر، الفترة اللي مضت، الأشهر اللي مضت كانت الأصعب في حياتها، الطلاق و بعدها عنه، خبر مرضه و رجوعها له، فترة العلاج و العملية، تعب هالا و زعل هيا، كل شيء، كل شيء كان صعب، تحمد ربها بكل صلواتها، تشكره لأنها قدرت تجاوزها بسلام، ما إنهارت و قدرت تقوي نفسها عشانهم، هي كانت فترة و عدت و الأيام الجاية بتكون جميلة، بتكون جميلة و تعوضها، بـ تعوضها و هي واثقة من هالشيء، إبتسمت أكثر و قامت تمشي للحديقة تشوف بناتها.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

جلس بالبلكون، بجنب الدرابزين، قدامه لابتوبه يشتغل عليه بس عيونه كل شوي ترتفع لباب البلكون الثاني و هو يتوقعها تطلع له في أي لحظة، ما شافها بعد آخر مرة، يريد يفهم منها، ما هي قالت أنها بترجع عيل إيش اللي صار؟ ليش بعدها هنا؟ ما ينكر أنه إنبسط بس عشان يطمئن عليها فـ لازم يعرف، رفع عيونه لباب البلكون و هو يسمعه ينفتح، نزلهم لـ اللابتوب بسرعة و هو يسوي نفسه مشغول فيه.

طلعت و هي تعدل جلبابها، شافته منزل عيونه للشاشة و يطقطق في الكيبورد، إبتسمت بخفة و تقدمت بخطواتها للدرابزين: مرحباً!

رفع عيونه لها و رد لها بإبتسامة: مرحباً بك!

سكتت لشوي و هي ما تعرف إيش تقول له، هم ما كان يربطهم غير مايسي، هم ما كانوا يتكلموا إللا عنها، فجأة عم صمت غريب، هو يشوف عليها بس ساكت، إستغربت من سكوته و إستغربت أكثر من نظراته، إرتبكت منه شوي فتكلمت تكسر الصمت: أمم.. ألم تتفاجأ برؤيتي؟

حرك رأسه بالنفي: رأيتك أمس و أنتي تنزلين من المصعد!

تذكرت فقطبت حواجبها و بالعربي: أنا آسفة ما كنت..

قاطعها: لا داعي للاعتذار..، إبتسم: سعدت برؤيتك..، سكت شوي و كمل: ما الذي حدث؟ أقصد لما لم تسافري؟

تنهدت و هي تحرك رأسها بمعنى لا تهتم

جا بيتكلم بس طلعت مايسي للبلكون و أول ما شافتها صرخت بفرح: فـــــرررح!!

ضحكت على حالتها و هي تشوفها تركض للدرابزين، حملتها و هي تبتسم: فرح!

حاوطتها بقوة و هي تطبع بوسة قوية على خدها: أكنتي تمزحين معي؟ أكنتي تخدعينني، أنتِ لم تسافري، سعدت بذلك!

إبتسمت أكثر و إلتفتت لـ مصعب: بأخذها لغرفتي!

حرك رأسه بالإيجاب و هي لفت تدخل معاها، دخلت و شافت باب غرفتها ينفتح، رفعت عيونها له و هي تشوفه يقطب حواجبه بشوفتها، إقترب منهم و تكلم: هذي إيش تسوي هنا؟

نزلتها و مسكت يدها: "هذي" تكون أختك، "هذي" عندها إسم، ناديها مايسي أو ميساء اللي يناسبك بس لا عاد تكرر لي "هذي"، و إذا وجودها هنا يضايقك..، و هي تأشر على باب غرفتها: الشقة كبيرة ما لازم تجلس بغرفتي!

إبتسم على أسلوبها بخفة، نزل عيونه لها و هو يشوفها تتعلق بفرح و هي مقطبة حواجبها، ضل ساكت لشوي يشوف عليها، إذا كانت هـ الصغيرة تقدر تقربه منها، إذا كانت هـ الصغيرة تقدر تخلي قلبها يلين عليه عيل ما عنده إللا يرضى فيها ليخليها هي ترضى عليه، إبتسم أكثر و نزل لمستواها، مد يده لها و تكلم: مرحباً، معك عماد، أنتِ لا تعرفينني و لكنني شقيقك، أكبر من ذلك المتعجرف الذي يجلس على تلك الشرفة!

قطبت حواجبها أكثر و ضربته على كتفه بخفة: لماذا تنعته بالمتعجرف؟

إبتسم على حركتها: حسناً لنبدأ من جديد..، و هو يسحبها من يدينها: أنا عماد المتعجرف..، حرك حواجبه: أيسعدك ذلك؟

ضحكت بخفة و حركت رأسها بالإيجاب: و أنا مايسي الجميلة، سعدتُ بمعرفتك!

ضحك و طبع بوسة على خدها: و أنا كذلك! قام و عدل وقفته، رفع عيونه لها و بنفس إبتسامته: كذي زين؟

ما ردت عليه، لفت وجهها عنه: و ألحين ممكن تخلينا لحالنا!

حرك رأسه بالنفي، نزل عيونه لـ مايسي، سحبها له و حملها: أختي و حاب أتعرف عليها، بأخذها عنك و إذا أنتي حابة تشاركينا تعالي للصالة! قالها و يطبع بوسة سريعة على طرف جبينها، يبتسم و بعدها يلف و يمشي عنها!

قطبت حواجبها و هي تشوف مايسي اللي تبتسم و هو حاملها و يأخذها معاه، يا ترى هو يسوي كذي عشان يراضيها و لا هو جد يريد يحاول معاها، يريد يتقبلها، يتقبلها كأخت؟ إبتسمت على هالفكرة فتمتمت لنفسها: إن شاء الله..، لفت لباب البلكون و من ثم لباب الغرفة: و إن شاء الله يتقبله هو بعد! أخذت نفس و بعدها إختفت إبتسامتها، رفعت يدها تتحسس جبينها، رفعت عيونها للباب و من ثم نزلتهم: ماني مسامحتك، ما ألحين!


***************************


وقفت بجنب الشباك و هي تشوفه يطلع من باب الشارع، يلف و يمشي للمسجد، لفت عنه و عدلت الستارة، أخذت لها سجادة، فرشته و قامت تصلي، خلصت بعد فترة، رجعت سجادتها مكان ما كانت و بعدها فسخت جلبابها و مشت تطلع للصالة، جت بـ تجلس على الكنبة بس غيرت رأيها، بـ تنزل لها شوي و بـ تركب قبل ما يرجع، طلعت من الجناح و صارت تنزل الدرج، ما تعرفها إيش تنتظر، لين ألحين ما خبرته، لين ألحين هو ما عنده أي خبر عن حملها، هي تريد تشوف فرحته، تريده يحس بكل اللي هي تحس فيه بس مانها قادرة تقول شيء لأنها وعدتها، مشت لغرفتها و وقفت عند الباب، معطيتها ظهرها، جالسة على كرسيها و قدامها ماكينة خياطة، تنظفه و ترتب الخيوط، دقت على الباب بهدوء و تكلمت: ممكن أدخل!

إلتفتت لها، إبتسمت و من ثم لفت بكرسيها لها: تعالي يا بنتي تعالي..، و هي تمد يدها لها: يبالها سؤال؟

إبتسمت و مسكت يدها، إنحنت و طبعت بوسة هادية على رأسها: كيفك خالتي؟

إبتسمت بفرح: بألف خير..، و هي تحط يدها على بطنها: كيفه ولدنا اليوم؟

إبتسمت بإحراج على حركتها: بخير الحمد لله!

إبتسمت أكثر: الحمد لله..، و هي تجلسها على الكرسي بمقابلها: جلسي يا بنتي جلسي، ما زين لك توقفي كثير، ما نريد نتعبك و لا نتعب ولدنا!

إبتسمت مرة ثانية و إلتفتت للماكينة: خالتي إيش تسوي فيه؟

إلتفتت للماكينة و من ثم لها: أنا ربي ما رزقني ببنت، كل اللي كان عندي أولاد، عطيتك دشداشة لولد بس إيش لو جت بنت..، إبتسمت: بخيط لها نفنوف صغير و أعطيك إياها!

إقتربت منها لتبوسها على رأسها مرة ثانية: تسلمي خالتي بس ما في داعي تعذبي حالك، الأسواق كثيرة و كل شيء موجـ..

قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: و لو يا بنتي، حابة أهديك إياها!

حركت رأسها بالإيجاب و سكتت، تذكرت فبدت بتردد: أمم.. خالتي عبدالرحمن..

قاطعتها مرة ثانية: لا تنطقي له بحرف..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما ألحين..، و هي تلف للماكينة: بالأول خليني أخلص من هـ النفنوف و بعدها نبشره مع بعض!

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب: متى تخلصي من خياطته؟

تحركت بكرسيها للماكينة: خبرت عقيلة تجيب لي قطع حلوة تناسب بنتنا، أول ما تجيبها ببدأ فيها، يومين أو حتى يوم و نخبره إن شاء الله!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و هي كملت: أمك تعرف يا بنتي، خبرتيها؟

حركت رأسها بالنفي: لا، فكرت أخبر عبدالرحمن بالأول!

قطبت حواجبها: ليش، خبريها، لازم تفرح بحفيدها مثل ما أنا فرحت فيه..، و هي تسحب سماعة التلفون من على الطاولة: يللا إتصلي فيها، و لا أقول..، و هي تحط السماعة عند أذنها: أنا أكلمها، عطيني رقمها!

إقتربت منها و أخذت السماعة منها: لا خالتي ما ألحين، جد حابة عبدالرحمن يعرف قبل ما الكل يعرف، ما أريده يسمعها من غيري و يزعل بعدين!

حركت رأسها بتفهم: لا تخافي يا بنتي، يومين و يعرف!

إبتسمت و قامت: بركب لغرفتي!

حركت رأسها بالإيجاب: روحي يا بنتي، روحي إرتاحي!

لفت عنها و طلعت تمشي لبرع الغرفة، ضلت تشوف عليها لين طلعت و إختفت في الممر، إبتسمت لنفسها و لفت للماكينة، حلمت كثير، حلمت بطفل صغير يضج الفلة بصراخه بصياحه، طفل من أعز أولادها لها، طفل من وحيدها، إبتسمت أكثر و صارت ترتب الخيوط!


***************************


وقفت بجنب الشباك كعادتها، سرحانة في الرايح و الجاي، تفكر في اللي صار أمس، تفكر فيه، طلع اليوم من الصبح و هي ما تجرأت تلحقه، ما تجرأت لأنها خايفة و مرتبكة من حركته، مرتبكة كثير، يا ترى هو صار يميل لها، يا ترى هو صار يتعلق فيها؟ حركت رأسها بالنفي تبعد هالفكرة، هو مثل قبل ما تغير، يريد قربها قبل قلبها، هو ما يريد شيء ثاني، تعرف أنه مصيرها انكتب بمصيره، إرتبطت فيه و ما بيدها شيء تسويه بس هي مانها قادرة تنسى، ما راح تقدر تنسى، هو راح يضل الشخص اللي كرهها بالحياة، راح يضل الشخص اللي كثر ما تمنته ميت، تمنت نفسها ميتة بسببه، بسببه هي إنحرمت من كل اللي تحبهم، بسبب ضاعت حياتها، كيف تتقبله، كيف تحاول ما تعرف، ما راح تقدر، ما تقدر لأنها مانها قادرة تسامحه، مانها قادرة تنسى أو حتى تتناسى!

تنهدت و سكرت الشباك، لفت تطلع من المطبخ، مشت للصالة و جلست على الكنبة، إلتفتت حوالينها و هي تزفر بضيق، جت بـ تتمدد على الكنبة بس قطبت حواجبها و هي تسمع الجرس، تعرف أن الشباب إنتقلوا من الشقة المجاورة، كان جاي طارق لـ يتفاهم معاهم و ليلى جت لعندها لتزورها، معقولة تكون هي و جت مرة ثانية، أخذت شيلتها من على الكنبة، لفته على رأسها و صارت تمشي للباب، حطت يدها على المقبض و بصوت عالي شوي: مـن؟

ما جا لها أي رد

ما تكلمت، ضلت تنتظر لدقيقتين بس هم ما جا لها أي رد، أخذت نفس، فتحت القفل، فتحت الباب و من ثم فتحت عيونها بعدم تصديق!



بعد ساعتين...

وقف سيارته في مواقف البناية، نزل و صار يمشي للداخل، مشى للمصعد بس غير رأيه و صار يمشي للدرج، حط يده على الدرابزين و صار يركب بهدوء، هدوء غير اللي يحس فيه، يحاول يرتب أفكاره، يرتب الكلام اللي حاطه في باله ليقوله لها، هم مجبورين يتقبلوا بعض، ما حباً لبعض بس لبداية جديدة، هو ما ينكر أنه غلط، هو غلط بس هي بعد غلطت، كل اللي هم فيه، فيه بسببهم الإثنين، ما تقدر تحط اللوم عليه لحاله، هي زوجته، رضت أو رفضت، عليها تتقبله، عليها تحاول تصلح كل اللي مكسور بينهم، ما يقول أنه بـ يغصبها، لا، بـ يصبر عليها، هي كارهة قربه عيل هو مانه ميت عليها، كانت لحظة تهور لا غير، بس لين متى بـ يستمروا على هـ الوضع، شهرين، ثلاثة، سنة، خمس سنوات؟! ما يصير يكملوا مع بعض و هم كذي، لازم يتقبلوا بعض، لازم يحاولوا، وقف قدام الباب و أخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و طلع المفتاح من جيبه، حطه في القفل ليلقى القفل مفتوح، قطب حواجبه بإستغراب، فتح الباب و دخل، مرر نظره حوالين المكان، مانها موجودة في الصالة، إلتفت للمطبخ و هو ينادي عليها بهدوء: حنين!

ما جا له أي رد، مشى للمطبخ و وقف عند الباب، مانها هنا، قطب حواجبه أكثر و إلتفت لباب الحمام، تكون بالحمام، أخذ نفس و مشى للكنبة، جلس ينتظرها، دقيقة، دقيقتين، خمسة، عشرة، 15 و 30، ما في أي صوت من الحمام، قام و مشى للباب، فتحه ليلقاه فاضي، إرتبك و إلتفت للكنبة مرة ثانية، توه بس يلاحظ، شنطتها مانها موجودة، و هو يلتفت حوالينه، كل شيء لها مانه موجود، إرتبك أكثر، مشى لباب الشقة بسرعة و جا بيطلع بس رن تلفونه، طلع تلفونه من جيبه و هو يشوف رقم غريب يضيء على الشاشة، رد و هو يطلع من الشقة و يسكر الباب وراه: ألو!

ما جا له أي رد

قطب حواجبه بضيق: ألـو.. ألـو.. من معاي؟!

جا له صوتها: عزيز!

وقف بمكانه: حنين؟ و بسرعة: حنين وينك أنتي؟ وين رحتي؟ وين ماخذة أغراضـ..

قاطعته: عزيز أنا رجعت لبيت أهلي، أريد ورقة طلاقي توصلني لهنا! قالتها و بعدها تسكر الخط.

نزل التلفون و هو يحاول يستوعب اللي سمعه، حك حواجبه و بعدها أخذ نفس ليهدي حاله، لف للشقة و هو يكلم حاله: أحسن.. أحسن كذي!


***************************


وقف سيارته بطرف الشارع، نزل و صار يلتفت حوالينه، لمحه و هو جالس على أحد الكراسي و معطيه ظهره، أخذ نفس و صار يمشي له، جلس بجنبه و ثبت عيونه لوين ما كان هو مثبت عيونه، مثبتهم على البحر، سكت و هو يريده هو يبدأ بالكلام، هو اللي إتصل فيه و طلب منه يلاقيه هنا، هو اللي طلب يكلمه!

رمش عيونه بهدوء و هو يحس فيه يجلس بجنبه، ما إلتفت له و ضل لشوي مع فكره، ما طاح له جفن و هو يفكر فيها و يفكر فيه، يفكر فيهم، حبها بعدما ضحك على حبه لها، حبها بعدما ضل يردد أنه مستحيل يسويها، حبها و هو يعرف إيش كثر هو قلبه متعلق فيها، سؤال واحد يدور في باله و هو ما طلب منه يشوفه إللا عشان الجواب، أخذ نفس و تكلم بدون ما يشوف عليه: وعدتني أنك بـ ترجعها لي لو إيش ما يصير، بتقدر ألحين؟

هو الآخر ما إلتفت له، تكلم بأهدأ ما يمكن: إنساها!

إبتسم بسخرية: أنت ليش ما تسويها؟

إلتفت له: عبدالله هي زوجتي، تفهم إيش يعني..

قاطعه: لا تنسى أنت كنت رافضها..

قاطعه بدوره: و أنت قلتها بنفسك، كنت بس ما عدت، حبيتها و ماني بـ متخلي عنها عشانك!

إلتفت له و هو يقطب حواجبه: يعني بـ تغصبها عليك..

قاطعه مرة ثانية: ماني بغاصبها علي أو على أي شيء، إبتعد عنها لأنها ما تريدك!

إبتسم: و ما تريدك حتى أنت!

قطب حواجبه و لف للقدام: مصيرها بـ تتقبلني!

لف للقدام بدوره: و إذا ما تقبلتك، إيش في وقتها؟

فضل يسكت و لا يرد عليه

أخذ نفس و إلتفت له: أوعدني و هالمرة لا تخلف بوعدك، أوعدني أنك ما راح تخليها عندك مكرهة، متى ما حبت تمشي عنك بـ تخليها، حتى لو قررت تتركك عشاني!

إلتفت له و إبتسم: تتوقعها بـ تتركني عشانك؟

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب: واثق أنها بـ تسويها!

إرتبك منه فسحبه من كتفه: إيش حاط في رأسك؟

إبتسم أكثر على حركته: بس أوعدني أنك ما راح تخليها عندك مكرهة و بـ تعرف بعدين! قاله و هو يفك نفسه من يده، يقوم، يلف عنه و يمشي.

ضل يشوف عليه لشوي و بعدها قام بسرعة و وقفه: عبدالله!

وقف بس ما إلتفت له

مشى له، حط يد على كتفه و داره له: يعني تنتهي صداقتنا على كذي؟

حرك رأسه بالإيجاب: إنتهت!

حرك رأسه بالإيجاب بدوره و نزل يده: عيل أوعدك أني ما راح أخليها عندي مكرهة بس أوعدك أنها ما راح تتركني عشانك، سوي كل اللي تقدر عليه بس بالأخير ما راح يكسبها غيري! لف عنه بسرعة و صار يمشي لسيارته.

ضل واقف بمكانه لشوي و هو يشوفه يركب سيارته، يحركها و يختفي، أخذ نفس و هو يمرر يده في شعره، أخذ نفس ثاني، زفر و بعدها صار يمشي لسيارته بدوره.


***************************


نزلت من السيارة، أخذت نفس و صارت تمشي لباب الشارع، دقت على الجرس و هي تنتظرها تفتح لها الباب، إنفتح بعد شوي و هي تشوفها تبتسم لها، حاولت تبتسم بدورها بس فشلت، تكلمت بأهدأ ما تقدر: هي موجودة؟

ما فهمت عليها: مدام سميرة؟

حركت رأسها بالإيجاب: هي، أقصدها هي!

ماريسا و هي تحرك رأسها بالإيجاب و تفتح الباب أكثر لتخليها تدخل: تعال موجود مدام سميرة!

حركت رأسها بالإيجاب، دخلت و صارت تمشي للداخل بسرعة، دفعت باب الصالة للداخل لتشوفها جالسة قدام التلفزيون بس أول ما شافتها قامت.

سميرة و هي تقطب حواجبها: أنتي إيش جابك لهنا، ما أنا قلت لك لا عاد تجي!

حركت رأسها بالإيجاب و تقدمت منها، وقفت قدامها و تكلمت: جيت أقول لك كلمتين و أمشي..، و هي تأخذ نفسي: أنتي و عدنان..

إرتبكت من إسمه: أنا ما دخلني فيه..

قاطعتها بصراخ: كـذب، كـلـه كـذب، طـول الـوقـت و أنـتـي تـكـذبـي عـلـي، خـدعـتـيـنـي، إسـتـغـلـيـتـي حـالـتـي لـصـالـحـك، خـبـيـتـي عـلـي..، و الدموع تتجمع في عيونها: تـفـكـري أنـك أبـداً مـا راح تـنـكـشـفـي..، حركت رأسها بالنفي و صارت تأشر على نفسها: أنـا راح أكـشـفـك.. راح أوصـل لـ عـدنـان و راح أكـشـفـكـم.. أكـشف كـل شـيء! قالها و بعدها لفت بسرعة تمشي عنها!

ضلت تشوف على الباب لشوي و هي تحاول تهدي حالها، مررت يدها على وجهها بإرتباك، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم للباب و هي تكلم حالها: عدنان لازم يختفي.. لازم يختفي!



.

.

.

.

.



نهاية البارت...

بارت الجاي يوم الجمعة إن شاء الله.. و بعدها بنرجع
لـ بارتاتنا الأسبوعية كل يوم الأربعاء..^^..


إنتظروني..


"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن




تفاحة


.
.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 12:27 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (19)...

People wear masks to hide their true emotions

They’re scared if they don’t do so, they’ll get hurt

©

.

.

.

.

.



وقف سيارته قدام الفلة، رفع عيونه لباب الشارع و زفر، أخذ نفس و زفر مرة ثانية، فتح الباب، نزل و فتح باب الخلفي، سحب شنطته و سكر الأبواب، أخذ نفس ثاني و صار يمشي للفلة، دفع باب الشارع للداخل، دخل و هو يجر شنطته وراه، حمل الشنطة ليركب الدرج و بعدها رجع حطها على الأرض ليجرها لباب الصالة، فتح الباب، دخل و سكره بهدوء، وقف يلتفت حوالينه لـ لحظة، الفلة هادية، هو يكون رايح على دوامه و هي تكون..، ما كمل فكرته إللا و هو يشوفها تطلع من المطبخ، إبتسم و هو يشوفها توقف بمكانها و هي تثبت عيونها عليه، أخذ نفس و صار يمشي لها: صباح الخير!

ما ردت عليه، نزلت عيونها عنه تحاول تخفي دموعها اللي نزلت من شوفته، تكلمت بغضب مصطنع تخفي شوقها له: أنت إيش جابك لهنـ..، ما قدرت تكمل لأنه إقترب منها لينحني و يطبع بوسة على رأسها و من ثم يحضنها، أخذت نفس و من ثم بعدته عنها و بنفس حالتها: أنت إيش جابك لهنا؟ ما أنا قلت لك لا ترجع..، و هي تلتفت حوالينها: هي وينها؟ و هي ترفع عيونها له: لا تقول تركتها لحالها بالشقة و جيت..

قاطعها و هو يمسك يدها و يأخذها للكنبة: تعالي، أفهمك كل شـ..

قاطعته بدورها و هي تفك يدها من يده و بنبرة حادة: عـزيـز، ويـن الـبـنـت؟ ويـن تـركـتـهـ..

قاطعها مرة ثانية: يمة، هي اللي تركتني!

ما فهمت عليه: إيش تقصد؟

حرك رأسه بالإيجاب و جلسها على الكنبة، و هو يجلس بجنبها: أمس راحت بيت أهلها، تريد الطلاق!

فتحت عيونها بعدم تصديق: إيــش؟

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها و كمل: يمة أنتي منعتيني أطلقها، قلتي أنها أمانة برقبتي و ربطتيني فيها بس أنتي ما سألتيها هي إيش تريد..، إبتسم: الظاهر أنها تريد اللي أنا أريده، تريد الطلاق!

سعاد و هي تقطب حواجبها أكثر: بس يا ولدي المفروض أنت تمنعها، تفهم منها، ما تخليها تروح كذي..

قطب حواجبه بدوره: يمة ليش أمنعها، أنا من البداية كنت رافض هالزواج و هذي جتني الفرصة أفتك منها ألحين و ترجع حياتي مثل ما كانت..، و هو يحرك رأسه بالنفي: خلاص يمة، ماني بمرجعها..، و هو يقوم: نحن الإثنين ماننا قادرين نتقبل بعض، هذا أحسن حل! لف عنها و صار يمشي للدرج: آآخخ يمة أحس نفسي توني بس أرتاح..، و هو يأخذ نفس طويــل: هم و إنزاح! قالها و هو يركب الدرج للدور الثاني و يختفي.

ضلت تشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، تذكرتها فقطبت حواجبها أكثر من قبل، لا تكون هي السبب، نزلت رأسها و هي تحط يدها عليه، أمس جت عندها لتسألها عنهم، تسألها عن أحوالهم، ما كانت تعرف أنها هي ما عندها أي خبر بـ اللي صار، كانت تلوم حنين، تفكرها غلطت معاه، تفكر الغلط في بنتها، تحط الذنب عليها، ما خبت عليها و خبرتها كل اللي صار من البداية، ما نطقت بأي حرف لها، راحت و يمكن في وقتها راحت لها، حركت رأسها بقلة حيلة و هي تستغفر، هي ما عاد في يدها شيء تسويه، هي ما عادت تعرف كيف تحلها لهم، أستغفرت مرة ثانية و قامت تمشي للتلفون، تتصل فيها لتفهم منها.


***************************


طلعت من الحمام و هي تنشف شعرها بالفوطة، مشت للتسريحة و وقفت قدام المراية تشوف على نفسها، راسمة إبتسامة خفيفة على شفايفها، إبتسامة ارتسمت بدون علمها، أخذت نفس و هي تحط الفوطة على التسريحة و تأخذ المشط لتمشط شعرها، صار لها فترة ما نامت الليل مرتاحة كذي، مرتاحة لأنها رجعت لهنا، بين أهلها، لغرفتها، لسريرها، ما توقعت أبداً زيارة أمها لها، لمتها لحضنها و إعتذرت منها، إعتذرت منها لأنها ما سمعتها، ما عطتها فرصة لتشرح لها، حطت اللوم على نفسها، لو سمعتها من البداية كان ما خلتها ترتبط فيه، لو سمعتها من البداية كان ما صار اللي صار، إختفت إبتسامتها، حطت المشط على التسريحة و صارت تمشي لسريرها.

جلست و راحت بفكرها له، هي ما تعرف هو بإيش يكون يفكر، بإيش يكون يحس، هي خبرته اللي عندها بس ما سمعته بدورها، سكرت التلفون قبل ما تعطيه فرصة ليتكلم، يمكن لأنها خايفة، خايفة لأنه يمكن يرفض، يرفض و يخليها مرتبطة فيه للأبد، يعلقها لأنه يحب يعذبها، قطبت حواجبها، كيف تفسر الحركة اللي صارت هذيك الليلة، هو صاير يميل لها، يريدها له؟ حركت رأسها بالنفي بسرعة، لا، لأنه مجبور فيها، مجبور يتحملها فما راح يمنع نفسه منها، هو أصلاً يريد هـ الطلاق أكثر منها، يريد هـ الطلاق لـ يفك نفسه منها، غمضت عيونها و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، خلاص ما في داعي تفكر فيه، هي إرتاحت منه، إرتاحت و لازم تريح فكرها منه، حركت رأسها بالإيجاب تقنع نفسها بـ هالفكرة، رجعت إبتسمت، قامت و صارت تمشي للباب، جت بتفتحه بس إندق، إبتسمت أكثر و فتحته.

إبتسمت بدورها و هي تشوف إبتسامتها: صباح الخير!

طبعت بوسة على خدها و ردت بنفس إبتسامتها: صباح النور!

رفعت حاجبها بإستغراب: أشوفك مبسوطة؟

حركت رأسها بالإيجاب و هي تدخل الغرفة و ترجع لسريرها: و ليش ما أكون، مبسوطة و مبسوطة كثير!

إبتسمت و هي تجلس بجنبها: الحمد لله، ربي يديم عليك هالحال!

حنين: آمين، يديم هالحال على الجميع!

بسمة سكتت شوي و بعدها تكلمت: ماما خبرتني كل اللي صار..، و هي تمسك يدها: ليش ما تكلمتي من البداية، ليش ما نطقتي؟ إذا هو كان يضايقك من فترة، ليش ما قلتي لي أو حتى فرح..

قاطعتها و هي تنزل رأسها: كنت خايفة أنكم ما راح تصدقوني..

قاطعتها بدورها: معقولة ما نصدقك..، و هي تحط يد تحت ذقنها و ترفع رأسها لها: حنين، أنا ما أريد ألومك على اللي صار بس لو تفكري تعرفي أنه أنتي غلطتي، غلطتي و سكوتك هو اللي وصلك لهنا!

نزلت عيونها و هي تحس بدموعها تتجمع فيها، بعدت يدها، نزلت رأسها و حركته بالإيجاب: أعرف.. أعرف أنا السبب.. سكوتي هو السبب.. بس والله.. والله ما قدرت أتجرأ.. ما أعرف إيش كان يصير فيني.. لا قدرت أقول له شيء لأمنعه و لا قدرت أقول لكم لحتى تمنعوه.. أنا..، و دموعها تنزل: ما قدرت.. آسفة..، شهقت بخفة و بعدها صارت تبكي.

سكتت شوي و هي ما تعرف إيش تقول لها، تتأسف لها، تتأسف على إيش؟ هي ما أذت أحد بسكوتها كثر ما أذت نفسها، سكتت و هو تمادى معاها، إستغلها و إستغل ضعفهـ..، ما كملت هالفكرة لأنها إنتبهت لمدى تشابههم ببعض، و هي سكتت، و هي سمحت له يتمادى معاها و هذا سكوتها لوين وصلها اليوم، هو تركها و راح، راح و هي ما عادت تعرف إيش ينتظرها منه، تحاول تتصل فيه بس ما يرد عليها، تقول أنها ما بـ تهتم بس ما تنتبه لنفسها إللا و هي سرحانة في خياله، بعده أصعب مما كانت تتصور، الإنتظار أصعب مما كانت تتصور، تنهدت بضيق و بعدها سمعت شهقتها فـ إنتبهت لنفسها، أخذت نفس لتهدي حالها عشان تقدر تهديها، إقتربت منها و حضنتها: خلاص حنين، خلاص حبيبتي، صار اللي صار، لا تبكي..، و هي تبعدها عنها و تمسح دموعها: كلنا نغلط، نغلط بس المهم إيش نسوي لنصلح أغلاطنا..، و هي تأخذ نفس: جاوبيني بصراحة..

رفعت عيونها لها و هي تمسح دموعها بدورها

بسمة و هي تمسح على خدها بهدوء: أنتي رجعتي لأن ماما طلبت منك هالشيء صح؟

حركت رأسها بالإيجاب بس ما ردت عليها

بسمة و بنفس هدوئها: بس في الفترة اللي كنتي معاه، ما إقتربتي منه، ما تعلقتي فيه؟

حركت رأسها بالنفي

بسمة: عيل ليش ضليتي معاه؟

حنين و هي تنزل عيونها: لأن ماما ما كانت راضية فيني.. إذا تركته بروح لمن، أنا ما كان عندي أحد غيره في وقتها..، و هي ترفع عيونها لها: أنا كنت محتاجة لأحد يبعدني عنه..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا أبداً ما حسيت أي شيء بإتجاهه.. كنت أخاف منه.. أرتبك من وجوده..، و دموعها ترجع: أشمئز من قربه..

بسمة و هي تقطب حواجبها: أبداً؟!

حركت رأسها بالنفي: أبداً!

حركت رأسها بتفهم و بعدها إبتسمت: عيل كله خير إن شاء الله، هذا و أنتي إبتعدتي عنه..، و هي تمسح دموعها: خلاص لا عاد تبكي.. إنسي و عيشي حياتك..، و هي تبتسم أكثر: شكلنا محتاجين لطلعة ننبسط فيها..، و هي تقوم و تقومها: إيش رأيك نتصل في أزهار و نخبرها نطلع للعشاء مثل أيام زمان، نضحك و ننسى شوي!

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب.

إبتسمت أكثر: عيل خلاص بتصل فيها و على العصر نطلع نلف الأسواق شوي و بعدها نتعشى!

حركت رأسها بالإيجاب: بس ناقصين بدون فرح و أساور!

تنهدت بقلة حيلة: أساور إنسيها أما فرح..، و هي تتذكر: المفروض تكون هي هنا اليوم بدالنا بس سبحان الله..

ما فهمت عليها فقاطعتها: إيش قصدك؟ فرح كانت بترجع؟

إبتسمت و حركت رأسها بمعنى لا تهتمي، و هي تمشي للباب: يللا، ماما تنتظرنا على الفطور و نحن نسولف و ناسينها!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للتسريحة: أنتي روحي و أنا ألحقك!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي للباب، جت بتطلع بس وقفتها

حنين و هي تلف لها: بسمة!

لفت تشوف عليها: ها؟

حنين: فيصل بجد مسافر؟

إبتسمت لها بهدوء غير اللي تحس فيه، نزلت رأسها و حركته بالنفي، أخذت نفس و رفعته لها مرة ثانية: بس ماما ما لازم تعرف! شافتها تحرك رأسها بالإيجاب فلفت و طلعت من الغرفة.

ضلت واقفة لشوي تشوف على باب المفتوح، أخذت نفس و لفت للتسريحة، رفعت شعرها، ربطتهم و من ثم رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، ما إقتربت منه، ما تعلقت فيه، قلبها ما دق له و لا مرة، هو ما يعني لها، ما يعني أبداً، مجرد إسم و هي راح تحاول تنسيه، إسم هي بـ تمحيه من حياتها!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

تمشي في الممر بجنبه، نظراتها متشتتة بين الرايح و الجاي، مرة تشبك يدينها ببعض و مرة تفكهم و تحرك أصابعها بتوتر، متوترة و خايفة، اليوم يوم العملية، الدكتور شرح لها اللي بـ يصير بس بعدها خايفة، هي العملية ما تأخذ أكثر من نص ساعة، راح يعملوا شق بسيط في قرنية العين مثل عمليات الليزك، هم راح يخدروا العيون بس هي راح تضل صاحية طول الوقت و هالشيء يخوفها أكثر، أخذت نفس تهدي حالها و هي تشوفه يوقف قدام مكتب الدكتور، شافته يرفع يده ليدق على الباب فوقفته بسرعة: عماد لحظة!

إلتفت لها شافها تمسح على وجهها بتوتر، إبتسم لها و إقترب منها، مسك يدها و نزله: إيش فيك، خايفة؟

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة: خايفة، خايفة.. ما في طريقة ثانية لازم عملية، يعني أي شيء إبرة أو دواء، حبوب و لا شيء ينفع؟

إبتسم لها أكثر، يحسها طفلة: يالهبلة لو كانت هالأشياء تنفع ما كانوا بـ يوصلوا للعملية..، و هو يتنهد بذنب: أنا آسف، لو كنت أجيبك لهم من البداية يمكن في وقتها شيء ثاني كان بـ ينفع!

ما إهتمت لـ اللي قاله، كملت و بنفس حالتها: بس هم راح يحرقوا عيوني، أتذكر وحدة من صديقاتي سووا لها عملية في عينها حلفت لنا أنها شمت ريحة حرق!

كتم ضحكته: لا تخافي أنتي ما راح تشمي ريحة شيء، بتكوني مخدرة..

قاطعته: لا، هم ما راخ يخدروني بس عيوني اللي تتخدر، فتحت عيونها: يعني جد بـ يحرقوا عيوني؟!؟

ضحك بخفة، إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها: في وقتها بحرق المستشفى بكبرها!

رفعت عيونها لعيونه شافته يبتسم لها، بعدته عنها بسرعة و هي ما تريده يحس بإرتباكها، لفت عنه، دقت على باب المكتب و هي تتمتم: صدقتك!

سمعها فإبتسم، سحب يدها و شبك أصابعه بأصابعها و بهدوء: لا تخافي، هي عملية نص ساعة و بعدها نص ساعة ثانية ليتطمنوا عليك، يعني كلها ساعة و راجعين للبيت إن شاء الله!

ما إلتفتت له و لا ردت عليه، فتحت الباب بعدما سمعت الدكتور يأذن لهم بالدخول، دخلت و هو دخل معاها.



بعد ساعة و نص...

رأسها ثقيل و مصدعة، عيونها على الأرقام اللي تضيء وحدة وراء الثانية، قادرة تشوف الإضاءة بس الأرقام مانها واضحة لها، رؤيتها ضبابية شوي، يمكن تأثير المخدر بعده باقي، قالوا لها ترتاح، تنام و لما تصحى تكون أحسن، أخذت نفس و جت بتحط رأسها على جدار المصعد تسنده به بس يده منعتها، حط يده على خدها بهدوء، دارها له و حط رأسها على كتفه، ما قاومت حركته فإبتسم لنفسه بخفة، طبع بوسة هادية على رأسها و من ثم رفع عيونه للأرقام ليشوف رقم دورهم يضيء، إنفتح الباب فحاوطها من أكتافها و تكلم: يللا يا حياتي، خلينا ننزل..، و هو يأشر على باب شقتهم: وصلنا!

رفعت رأسها عن كتفه و صارت تمشي معاه للشقة، فتح الباب، دخلت و هو دخل معاها، صار يأخذها لغرفتها و هو يسمع صوت الدق على باب بلكونها يوصل له، شافها تقطب حواجبها فلف لغرفته، فتح الباب و أخذها للسرير، تكلم و هو يساعدها تفسخ جاكيتها: نامي!

ما ردت عليه، حطت جاكيتها على طرف السرير، فسخت شيلتها، سحبت المخدة و حطت رأسها عليه، إبتسم على حركتها و سحب البطانية ليغطيها، لف و طلع يمشي لبرع الغرفة، سكر الباب بهدوء و بعدها مشى لغرفتها بسرعة، فتح الباب ليسمع الدق اللي صار أقوى من قبل، ركض لباب البلكون و بعد الستائر، إبتسم و هو يشوفها مقطبة حواجبها بقوة و هي تضرب الباب الزجاجي بيدينها الصغيرة.

أول ما شافته نزلت يدينها، كتفتهم على صدرها و بزعل: إفتح الباب!

إبتسم أكثر، فتح الباب و نزل لمستواها، سحب يدينها و من ثم سحبها له، و هو يبوس خدودها: آسف حبيبتي لم نكن هنا و لم نسمع الدق، رجعنا للتو..

قاطعته و كأنها نست كل شيء: أين كنتما، لماذا لم تأخذاني معكما؟

ضحك بخفة و حملها: كنا بالمستشفى، فرح مريضة ذهبنا لتتعالج!

قطبت حواجبها: حقاً؟

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: آههم، أنها نائمة الآن، ترتاح لذا لن نزعجها..، و بهمس: لنكن هادئين بلعبنا!

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب، إبتسم، سكر باب البلكون و صار يأخذها للصالة.

وقف بجنب الدرابزين و هو يقطب حواجبه، شافه يحملها، شافه يسكر الباب و يمشي معاها، من الأمس و هي تتكلم عنه، من الأمس و هي تحكي له عنه، خايف يشوفها تبتعد عنه، خايف يشوفها تتعلق في غيره، لو كثر ما ينكر بس ما يقدر، ما يقدر لأنه يعرف أنه أخوها مثل ما هو أخوها، هو يكرهه لأنه يكره أبوه، حكم عليه بدون ما يعطيه فرصة ليثبت نفسه بس هو من البداية كان رافض، رافض يربطه أي علاقة فيهم، رافض يتقبلهم، معقولة هو صار يحاول؟ يحاول لـ يشملهم في حياته؟ أخذ نفس و زفر، إذا هو يقدر يتقبلهم في حياته عيل ما عنده إللا يحاول بدوره، نزل عيونه بس رجع رفعهم لباب البلكون، بس يقدر؟ يقدر بوجودها؟ صعبة يتقبل الفكرة أنه البنت اللي يحبها لواحد غيره و الأصعب لما يعرف أنها لأخوه، الأفضل يفكره غريب و لا يتقرب منه، ما راح يصعب هالشيء أكثر من كذي، غمض عيونه بقلة حيلة، فتحهم، لف و صار يمشي للداخل.


***************************


مسقط...

جلست على السرير و هي تشوفها تختار الأقمشة لـ نفنوف حفيدتها إذا جت بنت، إبتسمت و هي تشوفها تأخذ القماش اللي هي كانت حاطة عينها عليه، شافتها ترفعه لها و بعدها تقول: يا بنتي إيش رأيك بـ هاللون؟

إبتسمت أكثر: خالتي عجبني..، و هي تمرر عيونها على باقي الأقمشة و من ثم ترجعهم لـ اللي في يدها: اللي عندك أحلى من البقية!

حركت رأسها بالإيجاب: عيل خلاص، عطيني اليوم على المغرب بكون مخلصته و في وقتها نبشر عبدالرحمن مع بعض!

إبتسمت بفرح: جد؟

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية لتأكد لها: إن شاء الله!

أخذت نفس بإرتياح و في خاطرها: الحمد لله! كلما تأجله تتوتر أكثر، تعرف أنها توها في أسابيعها الأولى بس هي ما تريده يفوت هالخبر أكثر من كذي، هي ما تريد تخبي عليه، رفعت عيونها للساعة المعلقة للجدار و هي تفكر لنفسها، باقي أربع ساعات للمغرب، كل اللي تتمناه يمر هـ اليوم بسرعة، نزلت عيونها عن الساعة و إلتفتت للباب و هي تسمعه يندق.

عقيلة و هي تدخل: ها زبيدة بعدك ما خلصتي من النفنوف؟

إلتفتت لها و من ثم إلتفتت للقماش: توني مختارة القماش و إن شاء الله على المغرب أخلصه!

إبتسمت و هي تجلس بجنب نمارق على السرير: هذا ما صار نفنوف، تقولي فستان عرس!

إبتسمت و رجعت إلتفتت لها: إذا الله عطاني عمر ليوم عرسها، إن شاء الله بنفسي بخيط لها الفستان!

عقيلة ضحكت و نمارق ضحكت معاها

زبيدة و هي تلف لماكينتها: يللا ألحين روحوا و خلوني أعرف أشتغل، معاكم بجلس مع السوالف و أنسى!

نمارق حركت رأسها بالإيجاب و قامت بسرعة، ما تريد تأجل الخبر لأي يوم ثاني، يكفيها، مسكت يد عقيلة و قومتها: يللا خالتي، خلينا نروح للمطبخ نكمل سوالف هناك!

عقيلة إبتسمت و قامت تمشي معاها، مشوا للمطبخ، دخلوا و مشوا للطاولة، سحبوا كراسي بمقابل بعض و جلسوا، إبتسمت لها و هي ردت لها بإبتسامة، إبتسمت أكثر و تكلمت: ها يا بنتي، كيفك و كيف تحسي؟

إبتسمت أكثر من قبل: مبسوطة، الحمد لله!

حركت رأسها بالإيجاب: الحمد لله، شوفي يا بنتي هذا أول حمل لك، لا تتعبي نفسك بالأشغال أياً كانت، لا ترفعي أي ثقل، إنتبهي لنفسك و لا تخبري أحد عن حملك ألحين غير أمك، ترى ما زين عيون الناس حارة يا يمة، لا تتكلمي لأحد لين تكملي ثلاثة أشهر، على الأقل في وقتها نعرف أنه الحمل ثابت، يثبت إن شاء الله!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

سكتت شوي و بعدها تكلمت بتردد: يا بنتي أنتي.. أنتي لما كلمتي زبيدة عن حملك ما قالت لك شيء؟ ما سوت لك شيء؟

خافت من سؤالها، حركت رأسها بالنفي و تكلمت بسرعة: لا خالتي، ليش؟ هي قالت لك شيء؟ هي مانها مبسـ..

قاطعتها بسرعة لتطمنها: لا، لا تخافي يا حبيبتي، مبسوطة و أنتي شفتيها بنفسك، مبسوطة كثير بس..، و هي تأخذ نفس: بس أنا إستغربت منها!

قطبت حواجبها بإستغراب: ليش؟

أخذت نفس ثاني: فكرت هالخبر بـ يقلبها عليك أكثر بدل ما يقربك منها، فكرتها بـ تتضايق لأنه عبدالرحمن صار عنده سبب ثاني ليتعلق فيك، صار عنده سبب ثاني ليحبك، يعزك و يحترمك أكثر، صار جزء منه يكبر بداخلك، قطعة منه، خفت زبيدة تفكر أنه هالولد بـ يبعده عنها أكثر، خفت تفكر أنه بجية هالولد هو بـ ينساها و ينسى وجودها..، و هي تتنهد: خفت يا حبيبتي، أنتي تعرفي تفكيرها!

حركت رأسها بالنفي و بتوتر: لا خالتي لا، إن شاء الله ما تفكر كذي، هي مبسوطة، ربي لا يقول، إذا هي فكرتني أبعده عنها و حاولت تأذيني..، و بخوف: عيل تقدر تأذيه هو بعد!

عقيلة حركت رأسها بالنفي بسرعة، إبتسمت لتحاول تطمنها: لا يا بنتي، لا تخافي، مثل ما قلتي هي مبسوطة، ما تفكر كذي، ما راح تأذيه!

نمارق و هي تأخذ نفس لتهدي حالها: إن شاء الله!



غرفة زبيدة...

دخلت الغرفة بكرسيها بسرعة و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، هي ما تعرف هم كانوا يتكلموا عن إيش بس كل اللي سمعته أنه بجية هالولد هو بـ يتعلق فيها أكثر، بجيته هو بـ ينساها، ينسى وجودها، معقولة راح يبتعد عنها كذي؟ ولدها راح يتركها عشان ولده؟ حركت رأسها بالنفي تبعد هالفكرة بسرعة، إذا كان هالولد بـ يبعده عنها عيل ما في داعي لجيته، تحركت بكرسيها للأقمشة، لمتهم بسرعة و بعدها تحركت للسلة و رمتهم فيه، ما راح تسمح له يبعده عنها، ما راح تسمح لأي أحد يبعده عنها!


***************************


وقفت سيارتها قدام الفلة و رفعت عيونها لباب الشارع، شافته ينفتح ففتحت الباب و نزلت من السيارة بسرعة، صارت تمشي لها و هي تشوف توترها، وقفت قدامها و مسكت يدها: طلعت؟

حركت رأسها بالإيجاب و فتحت الباب أكثر لتخليها تدخل، دخلت و هي صارت تمشي وراها و بنفس توترها: ماما طلع ألحين بس يجي..

قاطعتها و هي تركب الدرج بسرعة: لا تخافي أنتي ما راح تتأذي، بطلع قبل ما توصل!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تلحقها و هي تركب الدرج لدور الثاني، لفت لممر جناحها و دخلت بسرعة، إلتفتت لها و وقفتها: ماريسا خليك عند الباب!

حركت رأسها بالإيجاب و بنفس حالتها: ماما سوي بسرعة!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للغرفة بسرعة، فتحت الباب و دخلت، وقفت لشوي تلتفت حوالينها، أخذت نفس و صارت تمشي للتسريحة، فتحت الأدراج و صارت تدور فيها، هي تريد توصل لأي ورقة، إي إثبات لـ إسم أمها، هي ما راح تقدر توصل لعدنان بدونها، بعدت علب ذهبها، عطوراتها و صارت تدور فيها بس ما لقت اللي تريده، سكرت الأدراج و مشت للكمدينة، جلست على السرير و هي تلتفت وراها بتوتر، أخذت نفس ثاني و لفت للكمدينة، فتحتها لتشوف كم من قلم، نوتات، ساعة المنبه و دفتر أرقام، أخذت الدفتر بسرعة و صارت تتصفحه، أسماء مانها غريبة عليها و بعضها ما تحسها مهمة!

زفرت بقهر و رجعته للكمدينة، سكرتها و إلتفتت للكبتات، قامت تمشي لها بسرعة، فتحت الكبتات لتشوف دشاديش أبوها معلقة، رفعت عيونها للرف العلوي و بعدها رفعت يدينها تتحسسه، فاضي، ما عليه غير علب ساعاته، سكرت الكبت و مشت للباب الثاني، فتحته لتشوف ملابسه محطوطة بالترتيب، نزلت عيونها لتحت لتشوف جوازاتهم، نزلت بسرعة و صارت تتصفحها، تنهدت بضيق، الجواز يحمل إسم أبوها ما أمها، هي تريد شهادة ميلادها، تنهدت مرة ثانية و إلتفتت للباب الثالث، كبتاتها، أخذت نفس و جت بتفتحها بس ما قدرت، مقفولة، قطبت حواجبها، تكون تحطها عندها، قطبت حواجبها أكثر و بعدها إلتفتت لوراء و هي تسمع خطواتها.

ماريسا: ماما خلصت؟

أخذت نفس و مشت للكمدينة، فتحتها و طلعت أحد النوتات و قلم، كتبت إسمه عليه و مدته لها: ماريسا الله يخليك أريدك تساعديني، هي كبتاتها مقفولة بس لما تكون في البيت أكيد تفتحها، أريدك تدوري فيها، تدوري في الأوراق و إذا شفتي..، و هي تمد النوت لها أكثر: إذا شفتي هـ الإسم في أي ورقة خذيها و خبيها عندك، أريدها ضروري!

ماريسا بخوف: أنـ.ـا..

قاطعتها و دموعها تتجمع في عيونها: ماريسا والله ما عندي أحد غيرك ألحين، أرجوك..، و هي تمسك يدها: أرجوك سويها لي!

نزل عيونها للنوت و بعدها أخذتها بتردد، رفعت عيونها لها و حركت رأسها بالإيجاب

مسحت دموعها، لفت للكبتات و من ثم لها: و شهادة ميلادي، دوريها لي، أريدها ضروري!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و هي إبتسمت لها، مشت لتطلع من الغرفة و بعدها من الجناح، شافتها تطلع وراها و تسكر الباب، لفت و صارت تمشي للدرج.





.

.

.

.

.




.

.

.




بعد نص ساعة...

أخذت المفتاح منها و هي تبتسم لها: بس ما خبرتيني، وين كنتي رايحة؟

حركت رأسها بمعنى لا تهتمي: شغلة كان لازم أخلصها!

حركت رأسها بتفهم: خلصتيها؟

حركت رأسها بالنفي: ما قدرت..، تكلمت بسرعة قبل ما تعطيها فرصة لتسألها سؤال ثاني: حابة تطلعي معانا، أنا و بنات عمي بـ نطلع بعد شوي، تجي؟

رنا: عادي؟ أقصد أنا ماني متعودة عليهم و لا هم متعودين علي، ما أريدهم يتضايقـ..

قاطعتها بإبتسامة: لا عادي، بـ تتعودي بسرعة!

إبتسمت بدورها: عيل عطيني ربع ساعة أتجهز!

ضحكت بخفة: خذي راحتك بيجوا بعد 45 دقيقة!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تدخل غرفتها، لفت بدورها و صارت تمشي للغرفة، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها، مشت للكنبة و جلست، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، حطت يدها على رأسها و غمضت عيونها، تحس نفسها مخنوقة، تبتسم و تضحك بس ما راح تقدر ترتاح لين ما توصل له، الومضات تعذبها، يمكن لأنها صارت تضغط على نفسها أكثر لتتذكر فالصداع صار يداومها، أشكال الغريبة صارت تربطهم بعدنان، الصورة مانها واضحة بس أكيد هو ما غيره، مررت يدها على وجهها و هي تأخذ نفس، قامت و صارت تمشي للشباك، بعدت الستارة لتشوف سيارة غريبة واقفة بطرف الثاني من الشارع، سيارة واقفة من الصباح، ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها سكرت الستارة بعدم اهتمام، فسخت شيلتها و صارت تمشي للحمام.


***************************


جلست على الأرض بمقابلها و هي تشوفها جالسة تلعب بألعابها، رفعت غرتها عن عيونها و هي تكلمها: وسن يا حياتي، أنتي متى راح تتكلمي..، و هي ترفع رأسها لها: قولي..، و هي تمد الكلمة: مــامــا، قولي بــابــا، أو حتى دادا..، و هي تأخذ ألعابها من يدينها: يا حياتي قولي شيء!

إبتسمت لها و سحبت لعبتها من بين يدينها لترجع تلعب فيه

إبتسمت بدورها و ضلت تشوف عليها و هي ساكتة لشوي، لين ألحين ما تنطق بأي كلمة، تبتسم لها، تبكي و يمكن تتمتم بكم من شيء غير مفهوم بس مانها راضية تنطق بأي شيء ثاني، أخذت نفس و زفرت بهدوء، سألت الدكتورة عنها لما أخذتها للتطعيم السنوي، طمنتها بكلامها، هي بتتأخر بنطقها لشوي بس راح تتكلم، لازم تصبر عليها، إبتسمت و هي تشوفها تتعلق في الكنبة و تقوم، مدت يدينها لها و هي تشجعها: يللا حبيبتي، يللا ماما تعالي..، شافتها تفك الكنبة فمدت يدينها أكثر: يللا حبيبتي.. تعالي عند ماما!

إبتسمت و لفت عنها، تقدمت بكم من خطوة و بعدها صارت تسرع بخطواتها المتعثرة للقدام، قامت بسرعة تلحقها، تخاف تطيح و تتعور، شافتها تلف و تمشي للطاولة الزجاجية بوسط الصالة، شهقت و هي تشوفها تتعثر بأحد ألعابها، شافتها بتطيح فركضت لها، جت بتصرخ بس هو كان أسرع منها، مسكها بسرعة و حملها، حطت يدها على قلبها، غمضت عيونها و هي تزفر بقوة، فتحتهم و صارت تمشي له: خوفتني عليها!

ما رد عليها

رفعت عيونها له و هي توها تنتبه له، ماسكها بس مبعدها عنه، يشوف عليها و كأنه مصدوم، إلتفتت تشوف عليها، تبتسم له إبتسامة شقية، بغمازتها اللي أخذتها منه أما ملامحها الثانية فهي نسخة مصغرة من نجوى..، و هي تلتفت له، من نجواه، تكلمت و هي تقترب منه أكثر و تحملها عنه: تشبهها صح؟

نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لها و بعدم تصديق: تشبهها؟ كل شيء فيها لنجوى!

إبتسمت، حطت يدها على خدها تأشر على غمازتها و من ثم رفعت يدها و حطته على غمازته: ما كل شيء!

رفع عيونه لها و هي إبتسمت و نزلت يدها بسرعة: أمم..، و هي تمشي لألعابها مرة ثانية: تشاركنا؟

إلتفت لها و هو يأشر على نفسه: أنا؟

إبتسمت على حركته و حركت رأسها بالإيجاب: أيوا أنت..، و هي تجلس وسن على الأرض و تجلس بدورها: لازم تتعود عليها و هي تتعود عليك..، إلتفتت لوسن و من ثم له: و بعدين نحن نحتاجك، إذا قامت تركض مرة ثانية بتمسكها قبل ما تطيح..، و هي تأشر بجنبها على الأرض: يللا تعال!

ضل واقف بمكانه شوي و بعدها صار يمشي لهم بتردد، أخذ نفس و جلس مكان ما كانت تأشر، إبتسمت بخفة لنفسها و هي تحس بركبته تلامس ركبتها، ما إلتفتت له و صارت تلعب وسن، ضل متردد بحركاته شوي، لما تتعلق فيه هو يمد يدينه لها بتردد، لما تبتسم له هو ينزل عيونه عنها، بس لما صارت تضحك ما حس بحاله إللا و هو يبتسم على ضحكتها، يبتسم و يضحك بخفة عليها.

وقفت بجنب باب المطبخ و هي تمسح دموعها، صار لها زمان ما شافته كذي، صار لها زمان ما سمعت ضحكته، حست بيدها على كتفها فإلتفتت لها، شافت دموعها في عيونها بدورها، إبتسمت و رجعت إلتفتت لهم: شفتي ماري، عادل رجع لنا، عادل صار يضحك مرة ثانية!

ماري و هي تبتسم من بين دموعها: ماما قول حمد لله!

ضحكت بخفة: الحمد لله، الحمد لله!


***************************


رمش عيونه بهدوء غير اللي يحس فيه، غمضهم لفترة، تنهد بتعب و بعدها فتحهم و رفعهم للسقف، متوجع، يتوجع كثير، مانها سهلة عليه ينهي الصداقة اللي كانت تجمعه فيه كذي، مانها سهلة أبداً، بس بنفس الوقت ما يقدر ينهي حبه على كذي، هو حبها، حبها قبل ما حتى يتعرف عليه، هو حبها قبل ما تجمعه أي علاقة فيه، هي كانت موجودة في حياته، كانت موجودة قبله، كتم في قلبه لفترة طويلة، تعذب عشانها لفترة طويلة، ما فيه يتحمل أكثر من كذي، يعرف حبه من طرف واحد بس هم يعرف أنه حبه هو بعد من طرف واحد و عشان كذي هو ما يقدر يتخلى عنها، أناني بحركته هذي؟ يمكن بس ما يقدر يتخلى عن حبه، ما يقدر، جلس، نزل رأسه و حط يدينه عليه، تعبان، تعبان كثير، قبل كان عنده أحد يشكي له، قبل كان عنده أحد يفضفض عنده بس ألحين خسره، غمض عيونه بقهر، هو كان يفهمه، يفهمه أكثر من الكل عيل ليش ألحين تخلى عنه، ليش خانه كذي؟ فتح عيونه و هو يزفر بقوة، هو ما يقدر يخسرها، ما يقدر يسمح لهالشيء يصير!

قام من على سريره و صار يمشي للحمام، سحب فوطته من على المعلقة، دخل و سكر الباب وراه.



تحت – بالصالة...

قطبت حواجبها و هي تشوفه يطلع من المطبخ، بيده تفاحة حمراء نص مأكولة و إبتسامته من أذن لأذن، حركت رأسها بقلة حيلة، عدلت جلستها و صارت تأشر على الكنبة بجنبها: تعال!

حرك رأسه بالإيجاب و مشى لها، جلس جنبها على الكنبة و حاوطها من أكتافها: إيش في؟

نزلت يده عنها و تكلمت: يا ولدي أنت متأكـ..

قاطعها بسرعة: يمة لا تفتحي لي سالفة الطلاق، قلت لك مرتاح أنا كذي و أكيد هي مرتاحة، كل واحد منا بحاله أحسن لنا!

حطت يدها على خده و بهدوء: تخبي على الكل بس ما تقدر تخبي علي، أنا أمك و أعرفك أكثر من نفسك، تكلم، قول اللي في قلبك!

ضل على نفس إبتسامته: ما في شيء يمة، قلبي فاضي، ما عندي شيء أقوله!

جت بتتكلم بس رن تلفونه، نزلت يدها عن خده و هي تشوفه يطلع التلفون من جيبه و يشوف على الشاشة، رفع عيونه لها و هو يقوم: يللا، يمة الشباب ينتظروني برع، أنا بطلع و يمكن أتأخر الليلة!

قطبت حواجبها: وين تروح؟

إبتسم و طبع بوسة على رأسها: أروح أحتفل!

قطبت حواجبها أكثر: تحتفل لـ..

قاطعها و بإبتسامة أكبر: أحتفل لحريتي! قالها و هو يضحك بخفة.

حركت رأسها بقلة حيلة: ما أقول غير الله يهديك!

رفع يدينه و رفع رأسه للسماء: آمـــيـــن..، و هو يمشي لباب الصالة: أنا رايح!

تنهدت بقلة حيلة: الله معاك!

طلع للحديقة و صار يمشي لباب الشارع، يمشي و هو لين ألحين راسم إبتسامته المغصوبة على شفايفه، لـ لحظة حس أنه بـ يفشل، لـ لحظة حس أنه ما راح يقدر يكمل بإبتسامته هذي، يقول لها، يقول لها أنه صاحي من أمس يفكر فيها، مانه قادر ينام لأن دقات قلبه اللي مانها راضية تهدأ ما خلته ينام، ضلت تضج غرفته الهادية بصوتها العالي، ضلت تعذبه و هو ما عرف كيف يهديها، لين ألحين مانه عارف كيف يهديها، هي ما كانت مهمة له، ما يعرف ليش لما إختفت من حوالينه حسها مهمة، حس أنه يريدها بحياته، يريد وجودها حوالينه، يريدها له، ليش ألحين؟ ليش فجأة؟ حرك رأسه بالنفي يبعدها عن رأسه، فتح باب الشارع و صار يمشي للسيارة، يمشي بنفس إبتسامته المغصوبة!



داخل – بالصالة...

إلتفتت للدرج و هي تشوفه ينزل و يمشي لها، تكلم و هو يطبع بوسة هادية على رأسها و يجلس بجنبها: كيفك يمة؟

إبتسمت له: الحمد لله يا ولدي، الحمد لله.

حرك رأسه بالإيجاب و تكلم: يمة، أنا حاب أسألك عن عدنان، أنا أريد أوصل له و أجيبه لأزهار بنفسي و إذا أنتي تعرفي أي شيء يقربني لعنده أرجوك لا تخبي علي!

قطبت حواجبها: يا ولدي أنت لا تتدخل، أزهار عندها زوجها و إذا هي حابة تدور عليه فهو أكيد يساعدها، يمكن هي ما تريد تفتح دفاتر تسكرت من زمان، يمكن هي تريد تكمل حياتها بدون ما تغوص في ماضيها!

حرك رأسه بالنفي: يمة، هي ما راح تسكت، هي إنظلمت و لازم تأخذ حقها منهم و إذا ما وقفنا معاها ألحين، متى بـ نوقف؟

حركت رأسها بتفهم: بس يا ولدي..

قاطعها و هو يمسك يدها: يمة الله يخليك بدون بس، قولي لي كل اللي تعرفيه عنه، ما أقدر أوصل له إذا ما عرفت إسمه الكامل، عندك أي فكرة؟

حركت رأسها بالنفي: كل اللي أعرفه أنه عدنان الـ...، و كانت له أخت زكية اللي هي أم أزهار بس هي توفت من زمان!

حرك رأسه بالإيجاب و قام: يمة بطلع شوي، ما بتأخر كثير!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تشوفه يعطيها ظهره، يمشي للباب و يطلع، أخذت نفس و قامت تمشي للدرج، بتركب لغرفتها، تلبس عبايتها و تطلع تمشي لمريم، ما عادت تقدر على جلسة البيت لحالها.


***************************


جلست بجنبها تمرر نظرها ما بينهم، مرة تلتفت لها و مرة تلتفت لهم، هاديين و محد منهم راضي ينطق بحرف، قبل شوي كانوا يضحكوا و ما فكرتهم يسكتوا كذي فجأة، حطت يدينها على الطاولة، إقتربت منها و بصوت واطي: يمكن تضايقوا مني و عشان كذي سكتوا!

إلتفتت لها: ها؟

قطبت حواجبها: إيش فيك، وين سرحتي..، و هي تأشر عليهم: و هم وين سرحوا؟

إلتفتت لتشوف عليهم و بعدها إبتسمت بخفة: بـسـوم!! حـنـيـن!!

رفعوا رؤوسهم لها: ها؟/ إيش؟!

إبتسمت أكثر: وين سرحتوا؟

حركوا رؤوسهم بالنفي: أبداً/ ولا شيء!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت عيونها للمنيو: ها، إيش تطلبوا!

رنا: أنا ما جالي أجرب من هـ المطعم قبل فأي شيء تطلبوه لنفسكم إطلبوه لي!

أزهار حركت رأسها بالإيجاب و من ثم إلتفتت لهم: و أنتو إيـ..، سكتت و هي تسمع رنين تلفونها، أخذت شنطتها من حضنها، فتحتها و طلعت التلفون، إرتبكت و هي تشوف الرقم، رفعت عيونها لهم و من ثم نزلتهم للشاشة، قامت و تكلمت: أمم.. أنتو إطلبوا و أنا ألحين أجي! قالتها و هي تلف عنهم بسرعة، تمشي و ترد.

إستغربوا منها بس ما إهتموا كثير، إلتفتت لهم و تكلمت: خلوني أنا أطلب لكم، ثقوا في ذوقي!

حنين ضربتها على كتفها بخفة: ذوقك كله سبايسي و أنا ما أحب!

قطبت حواجبها: كيفك..، و هي تلتفت لرنا: و أنتي عادي عندك صح؟

رنا حركت رأسها بالإيجاب: آها!

إبتسمت و هي تحرك رأسها بالإيجاب، إلتفتت حوالينها: خلوني أنادي الجرسون..، رفعت يدها و هي تتنحنح: جرسون..، و هي تنادي عليه بصوت أعلى: جـرسـون!

حنين و هي تغطي وجهها بيدينها: خفي صوتك يالهبلة فضحتينا!

رنا و هي تضحك: يقولوا فجعانين!

بسمة ضحكت: قصدك جوعانين، يللا عاد لا فضيحة و لا شيء، يعني بطلب إيش فيها..، رفعت صوتها مرة ثانية: جـرسـون..، و هي تلتفت لهم: شكلي بشتكي عليهم، خدمة زبائن سيئة!

رنا و حنين: ههههههههههههه!

ضحكت مرة ثانية و رجعت تلتفت حوالينها: جـرسـ..، هالمرة ما قدرت تكمل، سكتت و هي تشوف عيونه عليها، جالس بطاولة قريبة من طاولتهم، بمقابله شدن اللي لافة لها و تشوفها بدورها، باسل المبتسم واقف وراه بصينية طلبيته، و بجنبه..، و هي تنزل عيونها لها، بجنبه وحدة ما تعرفها، قريبة منه، قريبة كثير، يدها على يده المحطوط على الطاولة، تهمس له لتخليه ينزل عيونه عنها و يبتسم، نزلت عيونها عنه بسرعة و لفت تعطيه ظهرها، أخذت شنطتها و قامت بسرعة، تكلمت و هي تحارب دموعها: خلينا نمشي!

إستغربوا منها: ليش؟/ إيش في؟

ما ردت عليهم، إلتفتت لوراء لتشوفه منزل عيونه لليد اللي ماسك يده، نزلت عيونها عنه و صارت تمشي بسرعة، قاموا بدورهم و صاروا يلحقوها، طلعوا من المطعم ليشوفوها بتدخل.

رنا و هي تمسك يدها: أزهار، طالعين!

إلتفتت لهم بإستغراب: ليش، إيش صاير؟

حنين و هي تأشر على بسمة اللي ركبت سيارتها و شغلتها: ما أعرف إيش صار فيها، خلينا نمشي!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي معاهم!



بعد 30 دقيقة...

دخلت غرفتها بسرعة، سكرت الباب، إستندت به و صارت تبكي، طول الطريق و هي تحاول تمسك نفسها، تحاول تتحكم لا تطيح دمعة منها قدامهم، تشوفه معاهم، رجعهم لحياته بس هي ما فكر فيها، ما فكر يرجعها له، إذا هي غلطت عيل هم بعد غلطوا، غلطوا أكثر منها بس قدر يرجعهم له، قدر يسامحهم بس هي لا، معلقها كذي، مخليها تتأمل، تتأمل كل يوم بجيته بس تخيب لما ينتهي اليوم و هي حتى صوته ما تقدر توصل له، ألحين صارت تعرف أنها لو كثر ما كانت مهمة له، هم راح يضلوا أهم منها، إختارهم عليها و بـ يختارهم عليها دوم، غمضت عيونها و هي تتخيل يدها على يده، من تكون؟ إيش كانت تسوي معاه؟ معقولة صار يدور على غيرها؟ أحد يملي حياته بدالها؟ أحد يحل محلها؟ لا، لا، فيصل ما كذي، فيصل ما راح يسويها فيها، حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، ما قدرت فغطت وجهها بيدينها و صارت تبكي أكثر!


***************************


بعد عدة أيام...

تنسحب وراه و هي مقطبة حواجبها بقوة، تحارب دموعها و هي تحس بيدها شوي و تنخلع من مسكته، عيون الكل عليها، الكل منصدم يشوف هالشاب يجر هالبنت وراه، سحبها لبرع المجمع و بعدها صار يمشي لسيارته و هو لين ألحين ماسكها من يدها، إلتفتت حوالينها و بعدها صارت تحاول تفك يدها منه: إتركـ.ـني..

ما رد عليها و كأنه ما سمعها، زاد من مسكته على يدها، رفع عيونه للمواقف و لمح سيارته، طلع مفتاحه من جيبه بسرعة، فتح القفل و صار يمشي أسرع من قبل، مشى للباب بسرعة، فتحه، دفعها للداخل و بصراخ: إركــبــي!

ركبت بسرعة، جت بـ تعدل جلستها بس إنصفق الباب عليها، تأوهت بقوة و حطت يدها على كتفها اللي إندق فيه الباب، نزلوا دموعها و إلتفتت له لتشوفه يركب، يصفق الباب و بعدها يشغل السيارة و يحركها بسرعة، رمشت عيونها بخوف: شهـ.ـاب أنـ.ـت..

قاطعها و هو يلتفت لها، يمسك يدها و يسحبها له: إسـكـتـي و لا والـلـه بـرمـيـك عـلـى الـشـارع! قالها و بعدها دفعها و لف للقدام مرة ثانية.

زحفت للباب بخوف و هي مانها فاهمة عليه، مانها قادرة تفهم إيش اللي صار له فجأة، صحت من النوم اليوم و حسته رجع شهاب الأولاني لها، يضحك و يسمعها كل اللي كانت تتمناه، طلعها ليتغدوا، هي و هو و بس، ما تعرف إيش غيره عليها كذي فجأة، ما تعرف ليش إنقلب عليها، ليش جن كذي فجأة، كانت واقفة في إحدى المحلات تكلم صاحب المحل و تسأله عن الأسعار، ما حست بحالها إللا و هي تنسحب وراه، بدون ما يعطيها سبب، بدون ما ينطق، سحبها كذي و قدام الكل!



بعد 25 دقيقة...

عدلت وقفتها، إلتفتت له و هي تشوفه يسكر باب الغرفة، يلتفت لها و هو يزفر أنفاسه بقوة، مسحت دموعها و إقتربت منه: شهاب، إيش فيك؟ إيش صار لك فجأة، أنا إيش سويـ..، ما قدرت تكمل لأنه مسك يدها و سحبها له، كتف يدها وراء ظهرها بقوة و تكلم و هو يرص على أسنانه: إيش سويتي، تسأليني إيش سويتي؟ أخذتي رقمه قدامي، عيني عينك..، و بصراخ: و بـعـد تـسـألـيـنـي؟!

رجعوا دموعها: أي رقم؟ أنت تتكلم عن إيش..، أنا..، قطبت حواجبها بقوة و هي تحس بمسكته تزيد على يدها، يعصر يدها لحتى يكسر عظامها: آآآه.. شهـ.ـاب أنت تعـ.ـورنـ..، ما قدرت تكمل لأنه فكها، إبتعدت عنه بسرعة و دموعها تتدحرج على خدودها، نزلت عيونها تشوف على علامة أصابعه على معصمها، رفعتهم له و كملت: أنـ.ـت إيـ.ـش فيك؟ إيش شفت علي؟ أنا و الله مـ.ـا سويـ.ـت شـ.ـيء.. مـ.ـا سويـ.ـت..

ما رد عليها، نزل عيونه لشنطة يدها الطايحة على الأرض، طاحت أول ما دخلها الغرفة، سحب الشنطة، فتحها و قلبها، صار يهزها و هي تشوف كل اللي فيها يطيح على الأرض، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للأرض و هي تشوفه ينزل للأرض و يسحب ورقة كلينكس (محارم ورقية) و بعدها يقوم و يقلب فيها: أنـ.ـت إيش تسوي؟

ما رفع عيونه لها، ضل يقلب في الكلينكس و هو يكلم حاله: وين الرقم؟ وينه؟ هو عطاك رقمه و أنتي أخذتيه.. أخذتيه..

قطبت حواجبها أكثر، يفكرها أخذت منه الرقم، هي كانت تجرب الكحل على كفها، طلبت منه الكلينكس لتمسحه و لما خلصت ما عرفت وين ترميه فحطته في الشنطة، هي ما كانت تطلب رقمه، ما طلبت رقمه، رفعت عيونها له بعدم تصديق: تفكرني أخذت رقمه؟

رفع عيونه لها و بنفس حالته: ما كذي أخذتيه مني، ما كتبت لك الرقم على ورقة مثل هذي!

رمشت عيونها بعدم تصديق، إقتربت منه و سحبت الكلينكس منه: أنت إيش تقول؟ جنيت؟ أنت غير..، و هي تدفعه من كتفه: أنا أحبك، تفهم إيش يعني، أحـبـك! و هي تدفعه أكثر: كيف قدرت تفكر فيني كذي، كـيـف؟

حط يد على رأسه لما تأكد أن الكلينكس فاضي، ما فيه غير بقايا كحل، تنهد بقلة حيلة و رفع عيونه لها: أنا.. أنا شفته يمد لك الكـ..

قاطعته: و فكرت أني بسويها فيك؟ حركت رأسها بعدم تصديق و بصوت عالي: أنـت إيـش صـايـر فـيـك؟ لـيـش مـا عـدت شـهـاب الـلـي أعـرفـه، كـل صـغـيـرة تـقـلـبـهـا عـلـي، إذا رفـعـت عـيـونـي لأحـد بـالـغـلـط تـمـسكـهـا عـلـي، إذا جـانـي إتـصـال مـن رقـم غـريـب تـجـن عـلـي، و الـيـوم.. و الـيـوم جـرجـرتـنـي قـدام الـعـالـم و كـذي؟ لـيـش؟ لـيـش مـا سـألـتـنـي، تـفـكـرنـي بـكـذب عـلـيـك، هــا؟!

نزل عيونه عنها و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، رفعهم لها و هو يشوف دموعها تطيح على خدودها وحدة وراء الثانية، قطب حواجبه بضيق: أساور..، إقترب منها بخطوة بس هي رجعت بخطوة لوراء بسرعة، إقترب منها بخطوة ثانية و قبل ما تقدر تبتعد، سحبها لحضنه و حاوطها، جت بـ تدفعه عنها بس ما قدرت، غمضت عيونها و صارت تبكي: شهـ.ـاب أنـ.ـت إيـ.ـش صـ.ـايـ.ـر فـ.ـيك؟ ليـ.ـش متغـيـ.ـر علي..، و هي تبكي أكثر: مـ.ـا عـ.ـدت تحبـ.ـني؟

حاوطها له أكثر و صار يمسح على رأسها ليهديها: أنا آسف.. آسف.. هدي حالك.. آسف حبيبتي.. آسف..

صارت تبكي أكثر

ما نطق بحرف و ضل يمسح على رأسها ليهديها، يحبها، يحبها كثير بس ما يعرف إيش يصير له فجأة، يجن جنونه، ما يقدر يتحمل الفكرة أنها تشوف على غيره، ما يقدر يتحمل الفكرة أنها تكون تفكر في غيره، الحركة اللي صارت بالمجمع ذكرته بأيامهم، نفس الحركة، معقولة تقدر تسويها فيه؟ غمض عيونه و هو يتنهد بضيق، هو ما يريد يظلمها بس خايف أنها تقوم و تمشي مع غيره، هي قدرت تسويها مرة، قدرت تترك الكل عشانه، إيش لو تركته بكرة، تركته عشان أحد ثاني، فتح عيونه و هو يحاول يبعد هالفكرة عن رأسه، أخذ نفس، تكلم و هو يبعدها عنه: سامحيني ما أعرف إيش صار فيني..، و هو يطبع بوسة هادية على رأسها: سامحيني أساور، سامحيني حياتي!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم، بعدته عنها، لفت و صارت تمشي للحمام، مرر يده على وجهه بقلة حيلة و هو يشوف باب الحمام يتسكر، أخذ نفس، زفر و بعدها نزل للأرض يلم أغراضها و يرجعهم للشنطة.


***************************


حطت صينية وجبات خفيفة على طاولة المطبخ، لفت و صارت تمشي للحديقة، تعودوا يلعبوا في هالوقت و بعدها يجوعوا و يجننوها بطلباتهم، وقفت على درج المدخل و هي تشوف بناتها، كل وحدة على سيكلها (دراجة هوائية)، خدودهم محمرة، بما أنه العصر بس الجو بعده حار، إبتسمت بقلة حيلة و تكلمت: هيونة، هالا يللا على الداخل، بسكم لعب، يللا يا حلوات..، و هي تلتفت حوالينها: وينه بابا؟

تركوا سياكلهم و صاروا يمشوا لها: بابا دخل قبلنا، قال يساعدك!

قطبت حواجبها: يساعدني، العيار ما مر علي حتى!

ضحكوا و دخلوا، دخلت وراهم و صارت تأشر على الحمام: أنتو روحوا أنا ألحين بجي، أشوف بابا و أرجع!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و مشوا للحمام و هي لفت تمشي لغرفتها، فتحت الباب لتشوفه متمدد على السرير و مكتف يده على عيونه، قطبت حواجبها مرة ثانية و مشت له بسرعة، جلست على طرف السرير و بعدت يده: طارق إيش فيك؟ ليش نايم في هالوقت؟ تحس بشيء، تتألـ..، سكتت و هي تشوفه يفتح عيونه، ضلت ساكتة لـ لحظة تشوف عليه، وجهه مصفر شوي..، و هي تمرر يدها على خده، و حرارته مرتفعة، اليوم طول اليوم هادي، إيش فيه: طارق تعبان، فيك شيء؟

إبتسم لها بهدوء، جلس و زحف لوراء يسند ظهره بظهر السرير، مسك يدها، باس كفها و من ثم حاوطه بيدينه: ليلى إسمعيني، خليك هادية، لا تخافي..

كأنه طلب منها العكس، إقتربت منه و تكلمت بخوف: طارق إيش في؟ إيش صاير؟ و هي تتذكر: الفحص ما كان روتيني صح..، و الدموع تتجمع في عيونها: في شيء صح؟ و هي تنزل عيونها: أنا من البداية ما كنت مطمئنة بس ألحين تأكدت..، و هي تضغط على يده: طارق تكلم الله يخليك لا تخبي علي!

سكت لشوي يشوف عيونها المليانة دموع، هذا و هو ما قال لها شيء و هي حالتها كذي، إيش لو يقول لها أنه حالته يمكن تنتكس، إيش في وقتها؟ ما يقدر يخبي عليها لأنه صار يحس بالآلام مرة ثانية، يحس بجسمه يفقد طاقته، متكسر و تعبان، كل مجهود صاير موجع، حرارته مرتفعة، إذا قام يدوخ، أخذ نفس و تكلم: قلت لك هدي حالك..

حاولت تمسك دموعها بس ما قدرت تتحكم برجفتها، حس برجفتها فقطب حواجبه: ليلى..

قاطعته بسرعة: طارق.. طارق تكلم الله يخليك.. قول إيش في؟

حرك رأسه بالإيجاب: الأنسجة مانها قادرة تتأقلم مع جسمي.. مانها قادرة تنتج خلايا دموية.. قالوا لي أنهم بـ يعملوا لي فحص ثاني.. بعد أسبوعين تقريباً عشان يتأكدوا..، و هو يأخذ نفس: يمكن حالتي ترجع مثل ما كانت.. ترجع تسوء!

حطت يدها على فمها تمنع شهقتها، نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل.

سحبها له بخفة و حاوطها: ليلى حياتي لا تبكي.. هذي حكمة رب العالمين.. أنتي حاولتي.. سويتي اللي تقدري عليه.. هم حاولوا و سووا كل اللي يقدروا عليه.. إذا ربي كاتب لي عمر فـ بكمل و أعيش.. و إذا لا.. فلا تضعفي.. لازم تكملي بدوني.. تكملي عشان هيا و هالا.. تكملي عشانهم و تكملي عشانك..

ما ردت عليه، دفنت رأسها في كتفه و صارت تبكي بصمت، أخذ نفس يهدي حاله و زفر، أخذ نفس ثاني، حاوطها له أكثر و ضل ساكت.




.

.

.

.

.




.

.

.




بريطانيا...

مدينة بريستول...

دفعته عنها بسرعة، لفت عنه، طلعت من غرفته تركض لغرفتها، دخلت، سكرت الباب، قفلته لتسمعه يدق على الباب و ينادي عليها: فرح، الله يخليك إفتحي الباب، إفتحي و خلينا نتكلم، لين متى راح تبعديني عنك كذي؟ إيش أسوي لك لأثبت لك أني تغيرت..، و هو يدق على الباب أكثر: هانا محيتها من حياتي، والله ما عادت تهمني.. كل اللي يهمني أنتي.. فرح صدقيني.. أنا ما أريد غيرك..

حركت رأسها بالنفي و هي ترجع بخطواتها لوراء، هي مانها قادرة تصدقه، مانها قادرة لأنها خايفة، خايفة أنه يرجع يسويها فيه، يصحى بكرة و ينساها، هي ما فيها تتحطم كذي مرة ثانية، ما تقدر، طلعت للبلكون بسرعة و سكرت الباب، ما تريد تسمعه لأنها ما تريد تضعف له، ما تريده يأثر فيها بكلامه، جلست على الأرضية الباردة، لمت ركبها لصدرها و صارت تبكي، تبكي بقلة حيلة.

سمع باب البلكون يتسكر ففكرها سكرته من الداخل، ضل متمدد على سريره لفترة بس عيونه على باب بلكونه، أخذ نفس و قام، يروح يتأكد مانه بخسران، مشى للباب، طلع لينصدم و هو يشوف دموعها تطيح على خدودها وحدة وراء الثانية، إرتبك من دقات قلبه اللي جنت و صارت تجننه، نزل عيونه عنها بس رجع رفعهم لها، إقترب من الدرابزين، جلس على الأرض ليستند بالباب و يلم ركبه لصدره، تكلم بهدوء غير الله يحس فيه، تكلم و هو يلتفت لها: ما بكِ؟

ما إلتفتت له، حركت رأسها بالنفي و بدون ما تحس بحالها: ما أعرف.. ما أعرف إيش فيني.. ماني قادرة أثق فيه.. ما أقدر أثق فيه..

تكلم بنفس هدوئه: ماذا فعل بكِ؟

صارت تمسح دموعها لتحل محلها غيرها: تزوجـ.ـني بس لفترة.. تزوجنـ.ـي ليتركـ.ـني.. يتركني عشان هـ.ـانا.. هو ما حبنـ.ـي.. كيف يحبني ألحيـ.ـن.. خايفة.. خايفة إذا أصدقـ.ـه يرجع يسويها فيني.. قدرت أتحمل مرة بس مرة ثانية ما راح أقدر.. بموت.. بـ يموتـ.ـنـي..، و صارت تبكي أكثر.

أخذ نفس ليهدي حاله عشان يقدر يهديها، عدل جلسته ليلف للدرابزين، لأنه يحبها ما يقدر يتحمل دموعها، لأنه يحبها ما يتمنى لها إللا كل خير في حياتها، حتى و لو كانت هـ الحياة مع غيره، حاول يتكلم بمنطقية بعيداُ عن اللي يقوله له قلبه: اعطيه فرصة ثانية!

حركت رأسها بالنفي، إلتفتت له و بنفس حالتها: ما أعرف.. ما أعرف إذا هو يستاهل مني فرصة ثانية.. ما أعرف..

ضل ساكت لشوي يشوف عليها، خصلة سوداء من غرتها طالعة من جلبابها بدون علمها، تتحرك بخفة مع الهواء، عيونها محمرة، أنفها محمر و شفايفها تهتز بخفة، تشوف عليه و كأنها تنتظر منه حل لمشكلتها، هو حاول يتكلم بالمنطق بس ما نفعه، ليش ما يقول اللي بقلبه، جا بيفتح فمه بس سكت، جن، أكيد جن بس يشوفها بـ هالحالة و بسببه ما يقدر، أخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني بس فشل، تكلم بسرعة قبل ما يتراجع: إتركيه!

رفعت عيونها له و هو حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: اتركي عماد!

ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة، بلع ريقه بصعوبة و بهدوء غير اللي يحس فيه: اتركيه لأجلي، اتركيه لأنني أحبك..، و هو يقترب من الدرابزين أكثر: فرح أنا أحبك!


***************************


مسقط...

وقفت بجنب الشباك كعادتها تشوف عليه و هو يمشي للمسجد، ضلت تشوف عليه لين إختفى و ما بقى طيفه، تنهدت بضيق و نزلت عيونها، لفت و صارت تمشي للسرير، جلست و هي تتنهد مرة ثانية، لين ألحين ما عنده خبر، لين ألحين هي ما جهزت اللبس، قالت بتخلصه في يوم و هذا ألحين بـ تكمل أسبوع بس ما شافتها تسوي شيء، رجعت على وراء، تتمدد على السرير بالعرض، رفعت عيونها للسقف و بعدها نزلتهم و غمضت عيونها، تغيرت عليها مرة ثانية، تغيير مانه بمفاجئ عليها، صارت باردة، باردة كثير، خايفة منها، خايفة لا ترجع لحالتها و تكرهها، تكرهها..، و هي تحط يدينها على بطنها و تكرهه، حركت رأسها بالنفي تبعد هالفكرة، ضلت على نفس حالتها لفترة و بعدها قررت تروح لها و تكلمها، أخذت نفس، قامت و صارت تمشي لبرع الغرفة، طلعت من الجناح و نزلت الدرج للصالة، شافتها جالسة على كرسيها، إلتفتت حوالينها و من ثم رجعت إلتفتت لها، لحالها، ما في أي أثر لـ عقيلة، أخذت نفس و صارت تمشي لها، حاولت تبتسم لها و تكلمها كعادتها: خالتي إيش تسوي لحالك، خالتي عقيلة وين راحت؟

إلتفتت لها و من ثم لفت عنها و نزلت عيونها ليدينها: راحت لبيتها تصلي و ترجع بعدين!

حركت رأسها بالإيجاب و جلست على طرف الكنبة بمقابلها: خالتي..، و بتردد: أمم.. بصراحة حابة أسألك..، سكتت و هي تشوفها ترفع عيونها لها، ترفعهم لها بنظرة أربكتها، نزلت عيونها عنها بتوتر و كملت: متى راح تخبري عبدالرحمـ..

قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح أخبره!

قطبت حواجبها و رفعت عيونها لها: ليش؟ ما أنتي قلتي أنك بتخلصي من النفنوف و ..

قاطعتها مرة ثانية: ما عاد في نفنوف!

قطبت حواجبها أكثر: بس ليش؟

رفعت عيونها لها: لأن أنا ما عدت أريده..، و هي تنزل عيونها لبطنها: ما عدت أريد هالولد!

حطت يدينها على بطنها بخوف: خالتي أنتي إيش تقولي؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها: ما عدت أريده.. أنا ما أريده.. ما أريد هالولد.. بـ يبعده عني.. بـ يأخذه مني.. ما في داعي لـ هالولد.. ما أريده..

ضلت تشوف عليها و تسمعها و هي تردد لها نفسها، شافتها تلتفت حوالينها فقطبت حواجبها أكثر: خالتـ..، شهقت و هي تشوف المزهرية اللي سحبتها و رمتها لها، بعدت بسرعة لتشوف المزهرية تطيح على الأرض و تنكسر، إلتفتت لها بخوف: خالتـ..، شافتها تتقدم منها بكرسيها فرجعت بخطواتها لوراء، و هي تحاول تهديها: خالتي إيش صار لك.. الله يخليك هدي.. قلت لك من قبل.. لا أنا و لا أي أحد يقدر يبعده عنك.. محد يقـ..، قاطعتها و هي تسحبها من يدها: كذابة.. أنتي كذابة.. أنا سمعتكم.. سمعتكم.. هالولد بـ يبعده عني.. يخليه يتعلق فيك أكثر..، و هي ترفع يدها الثاني و تضرب فيه بطنها: ما أريده.. ما أريده..

شهقت بخوف و صارت دموعها تنزل على خدودها، تكلمت و هي تحاول تفك يدها منها: إتركينـ.ـي.. خالتـ.ـي.. لاآآآ.. الله يخليك..، و هي تتعور من ضربتها: بعـ.ـدي.. بعدي عني..

صارت تضربها بأقوى ما عندها و هي تردد: ما أريده.. خليه يموت.. يمووت..

ضلت تحاول تفك نفسها منها، تتأذى بنفسها تتحمل بس أحد يأذي ولدها ما راح تقدر، سحبت يدها منها بقوة، حطت يدينها على أكتافها و دفعتها بأقوى ما عندها، رجعت بخطواتها لوراء و هي تشوفها ترجع بكرسيها لوراء، تصطدم بالكنبة لحتى تطيح على الأرض، شهقت بخوف: خـ..

: نـــمـــاآآآآرق!!!

إرتجفت من صرخته، إلتفتت له و من ثم رجعت تلتفت لها!


***************************


جلس على الكنبة يشوف عليها و هو مبتسم، تدور حوالين الصالة بخطواتها المتعثرة، ما خلت مكان ما راحت له، تستكشف، إبتسم على هالفكرة أكثر و بعدها حس بيد على كتفه، رفع رأسه لها شافها تبتسم له، مسك يدها ليبوس كفها و من ثم يدورها ليجلسها بجنبه، إبتسمت و صارت تمسح على رأسه: الحمد لله!

إبتسم و إلتفت يشوف على وسن، إلتفتت لها بدورها و بعدها رجعت إلتفتت له: عادل حبيبي!

إلتفت لها: نعم يمة!

مريم بتردد: يا ولدي أريد أقول لك شيء بس خايفة تزعل مني!

قطب حواجبه بإستغراب: ليش يمة إيش في؟

مريم و هي تنزل يدها لتمسك يده: يا حبيبي أنا..، سكتت و هي تشوفها تنزل من الدرج، تبتسم لها و من ثم تلف و تمشي للمطبخ.

إلتفت لوين ما كانت تشوف و بعدها إلتفت لها: يمة تريدي تكلميني عن ناهد؟

حركت رأسها بالإيجاب و بهدوء: يا ولدي حرام تظلمها.. حرام تظلمها بعد كل اللي سوته لك.. هي ما وافقت عليك إللا و هي حاطة ثقتها فيك.. تقول لي خالتي لا تخافي عادل بيرجع مثل أول و أحسن.. شرطت علي أسكت لو إيش ما تسوي لك.. كنت خايفة لما طلعت أغراض نجوى.. بس ضلت تردد لي خالتي إصبري علي.. يا ولدي لو ما هي حاولت تغيرك كان أنت أبداً ما تغيرت..، و هي تحاوط يده: كان أبداً ما جلست معاي بـ هالجلسة..

نزل عيونه ليدينهم و من ثم رفعهم لها، حركت رأسها بالإيجاب و كملت: يا ولدي نجوى محد راح يقدر يأخذ مكانها، لا في قلبك و لا في حياتك بس هذا ما يعني أنك ما تقدر تحط شوية مكان لناهد في الإثنين، هي بعد كان عندها ماضي، هي بعد خسرت يا ولدي بس هي حبت تبدأ معاك مرة ثانية، نست عشانك، أنت ليش ما تحاول معاها، إذا حاولت أكيد بتقدر، تقدر تحبها!

رفع عيونه لها و هو يسمع خطواتها، شافها تحمل وسن اللي نامت على الأرض و تمشي لممر الغرف، نزل عيونه لأمه، أخذ نفس و حرك رأسه بالإيجاب.

إبتسمت له، قامت و طبعت بوسة هادية على رأسه: الله يوفقك يا ولدي، يوفقك في كل شيء!



بعد عدة ساعات...

وقف عند باب غرفتها المفتوح يشوف عليها و هي جالسة على سريرها، ممددة رجولها و عيونها في الكتاب اللي بحضنها، خصلات شعرها نازلة من أطراف وجهها و إبتسامة غريبة على شفايفها اللي تتحرك بصمت، ضل لدقيقة يتأملها، مانها جميلة، ملامحها هادية بس جداً عادية، مانها مثل نجوى..، نزل عيونه عنها بس رجع رفعهم لها، بس فيها شيء غير، إبتسامتها ما تفارق وجهها، تمشي و هي تجر وراها هالة بيضاء، هالة فيها كثير من التفاؤل، هالة فيها كثير من الآمال، تضيء هالبنت، إنتبه لحاله فنزل عيونه و هو يحك رأسه، رفع عيونه لها و هو يتنحنح: أحم.. ناهد!

رفعت عيونها له و عدلت جلست بسرعة: عادل..، و هي تسكر الكتاب، تقوم و ترجع شعرها لوراء: في شيء؟

حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لمنز وسن: موجودة؟

إلتفتت للمنز، حركت رأسها بالنفي و إلتفتت له: لا، أخذتها خالتي..، و هي تبتسم: نتناوب أنا و هي!

إبتسم لها بهدوء و تكلم: أمم.. كنت أفكر أنقل المنز للجناح، تكون عندي أحسن!

إبتسمت أكثر: جد؟

حرك رأسه بالإيجاب

مشت له و وقفت قدامه: عيل بكرة أساعدك في نقل أغراضها!

حرك رأسه بالإيجاب، أخذ نفس و بتردد: و.. و أغراضك بعد!

رفعت عيونها لعيونه بس ضلت ساكتة، تنتظره يتكلم ليأكد لها اللي سمعته، حرك رأسه بالإيجاب و كأنه فهمها و بنفس حالته: ما في داعي لـ هالغرفة، إنتقلي عندي.. من الليلة!

فتحت عيونها: من الليلة؟!

حرك رأسه بالإيجاب و لف عنها بسرعة: أنتظرك! قالها و طلع من غرفتها.

ضلت واقفة بمكانها تستوعب اللي صار، إلتفتت حوالينها بإرتباك، هو إيش يقصد بكلامه، يريدها تنتقل للجناح، تنتقل لغرفته؟ حركت رأسها بالنفي، لا، يقصد الجناح بس، هو مستحيل يكون تقبلها في حياته، هو بقربها يحس نفسه يخون نجوى، يخونها، مستحيل يكون هذا قصده، مررت يدها على وجهها و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها، إلتفتت لسريرها، مشت له و أخذت مخدتها و بطانيتها، أخذت نفس ثاني و طلعت من الغرفة، لفت و صارت تمشي للدرج، ركبت لجناحه لتلقى الباب مفتوح، دخلت و سكرته وراها، رفعت عيونها لباب الغرفة، مسكر، يقصد تنتقل لجناحه، مشت للكنبة و حطت مخدتها، نفضت البطانية لأنها كانت تجرها وراها، حطتها على الكنبة و جت بـ تجلس بس وقفها.

وقف عند الباب بإستغراب يشوف عليها: أنتي إيش تسوي؟

إلتفتت له و من ثم إلتفتت للكنبة: أنام!

فتح باب الغرفة أكثر: تنامي داخل..، و هو يأشر على الكنبة: ما هنا!

بلعت ريقها و هي مرتبكة من دقات قلبها اللي فجأة صارت تتسارع، عدلت وقفتها و جت بـ تأخذ مخدتها بس وقفها مرة ثانية.

تكلم و هو يلف عنها: ما في داعي تجيبي أي شيء ثاني، جيبي حالك و بس!

تركت مخدتها بسرعة و حركت رأسها بالإيجاب، أخذت نفس و صارت تتقدم بخطواتها للغرفة، دخلت لتشوفه ينسدح، يلف و يعطيها ظهره: تصبحي على خير!

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها ردت بهدوء: و أنت من أهله! توها تفهم عليه، هو ما راح يقدر يتقبلها بهالسرعة، بس على الأقل صارت تعرف أنه يحاول، إبتسمت بخفة على هالفكرة و بعدها أخذت نفس و صارت تمشي للسرير، إنسدحت على الطرف الفاضي و لفت تشوف على ظهره العريض، شبكت يدينها ببعض، حطتهم تحت خدها و غمضت عيونها.

غمض عيونه و هو يحس بحركتها على السرير، هي ما هنا لتأخذ مكان نجوى، هي هنا لتأخذ مكانها، مكانها هي، أخذ نفس و هو يحاول ينام، ينام على ريحتها هي!


***************************


وقف سيارته قدام الفلة، رفع عيونه لشباك غرفته و من ثم نزلهم للورقة اللي طلعه من جيبه، ضل يشوف على المكتوب لشوي و بعدها أخذ نفس و رجع الورقة لجيبه، ما يعرف إيش بتكون ردة فعلها، ما يعرف إيش بيكون موقفها بس هي تريد هالشيء و هو وعدها أنه بـ يوصل له لو إيش ما يصير، فتح الباب، نزل، سكره و بعدها صار يمشي للداخل، دخل للصالة و ركب الدرج لغرفته، فتح الباب ليشوفها تنط مفزوعة، تلف له و هي تنزل قميصها بسرعة، رفعت عيونها له بإرتباك بس نزلتهم، إستغرب من حركتها، دخل و سكر الباب، إلتفت لها و صار يمشي لها: إيش كنتي تسوي؟

رمشت عيونها بإرتباك و بدون ما ترفعهم له: ما لك دخل!

وقف قدامها، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، تكلم بحزم: إيش كنتي تسوي؟

نزلت يده عنها بسرعة، جت بتمشي بس سحبها له، دارها له بحيث ظهرها صار يقابل المراية، حاوطها من أكتافها و قربها له، جت بتفك نفسها منه بس هو زاد من مسكته عليها، إرتبكت من حركته أكثر، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم: فكني..، و الدموع تتجمع في عيونها: فهد فكني!

ما رد عليها، رفع عيونه للمراية و هو يرفع قميصها عن ظهرها بهدوء، قطب حواجبه بقوة و هو يشوف العلامات، نزل عيونه و من ثم رفعهم للمراية مرة ثانية، علامات على طول ظهرها، مشوهة بطريقة مخيفة، حس فيها تحط رأسها على كتفه فنزل القميص، تكلم و هو يرمش عيونه بضيق: إيش اللي صـ..، ما قدر يكمل لأنها حركت رأسها بالنفي، حس بحرارة دموعها على كتفه و سمعها تتمتم: ما أتـ.ـذكر..

أخذ نفس يهدي حاله، فكها بهدوء و من ثم بعدها عنه، رفع رأسها له ليطبع بوسة هادية على جبينها: راح تتذكري.. راح تعرفي كل اللي صار لك اليوم!

رفعت عيونها له و هو حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها، بعد عنها شوي و بعدها طلع الورقة من جيبه و مدها لها: عنوان عدنان، خلينا نروح له!

فتحت عيونها بعدم تصديق، نزلتهم للورقة و من ثم له: عـ.ـد.. عدنان؟!

حرك رأسه بالإيجاب، سحب كفها و حط الورقة فيه، مشى للمعلقة ليسحب عبايتها و شيلتها و من ثم يرجع لها، و هو يمدهم لها: خلينا نمشي!

ضلت تشوف على العنوان لكم من ثانية و بعدها رفعت عيونها له و بنفس حالتها: كيف.. كيف عرفت؟ من ويـ..

قاطعها و هو يحط العباية على أكتافها: بعدين، بخبرك كل شيء بعدين بس أنتي إمشي معاي!

رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و بعدها نزلتهم له: بس.. بس متأخر..

قاطعها مرة ثانية: و أنتي ما تريدي تتأخري أكثر من كذي!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، سكرت أزرار عبايتها، لفت الشيلة على رأسها و بعدها مشت معاه.



بعد فترة...

وقف سيارته قدام إحدى الفلل الكبيرة و إلتفت لها، شافها تنزل عيونها و من ثم ترفعهم للفلة و صدرها يرتفع و ينخفض من أنفاسها المضطربة، إلتفت للفلة و تكلم: خلينا ننزل!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت معاه، هو متقدم عنها بخطوة و هي تمشي وراه، تحس بخوف يتسلل لقلبها، خايفة من ماضيها، تعرف أنها إنظلمت كثير بس إيش لو هو عنده قصة ثانية، إيش لو اللي قالته سعاد مانه الحقيقة، معقولة؟ ما تعرف بس في هاللحظة ما عادت تعرف شيء، شافته يرفع يده للجرس فمنعته بسرعة: فهد لحظة!

إلتفت لها و من ثم نزل عيونه لأصابعها اللي تعلقت بطرف كم دشداشته، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، رفعت عيونها له و هي تأشر له بمعنى يدق الجرس، حرك رأسه بالإيجاب، دق الجرس و رجع بخطوة لوراء، يوقف معاها، مسك يدها و عيونه على الباب، إنفتح لهم بعد فترة و طلع لهم شاب مراهق، يمكن 15 سنة، تكلم و هو يضغط على يدها ليهديها: نريد عدنان الـ...، لو سمحت!

نزل عيونه لساعته و بعدها رفعهم له: عدنان ...




.

.

.

.

.



نهاية البارت...


هالمرة ما أقدر أحدد لكم موعد نزول البارت..
أمي تسافر إن شاء الله على نهاية هـ الأسبوع فـ هالأيام راح تكون حوسه شوي..^^..
بس إن شاء الله ما أتأخر عليكم.. متى ما نزلته بحط خبر في المجلس و إذا قدرت أرسل لكم
الرابط على بروفايلاتكم..

أتمنى البارت يكون قد توقعاتكم مني و أعتذر منكم مرة ثانية على التأخير اللي صار..

إنتظروني مع البارت الجاي.. إن شاء الله راح يكون طويل و يتكلم في كل
أبطالنا..^^..

"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"
الـلـهـم آمـــيـــن


تفاحتكم!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عناويني

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.