آخر 10 مشاركات
371 - رمال الحب المتحركة - ديانا هاملتون (الكاتـب : عنووود - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          مشاعر طي النسيان- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-13, 12:31 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


عنوان (20-1)...

It all went by so fast that it felt like it happened just yesterday

If I knew then what I know now, I would’ve never let you slip away

©

.

.

.

.

.



بريطانيا...

مدينة بريستول...

كلمته صارت تردد نفسها في مسامعها بس مانها قادرة تفهمها، ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة، تنتظره ليقولها مرة ثانية لتتأكد بس هو بعد ما نطقها كأنه جمد، عيونه تعلقت بعيونها و مانه راضي يرمشها، ساكت و هي بدورها ساكتة، سمعته صح؟ يحبها؟ ليش، هو يعرفها ليتعلق فيها؟ هو يعرفها ليدق قلبه عشانها؟ هي مانها سوى غريبة، غريبة سكنت بشقة مجاورة، غريبة ترتبط فيه ببلكون مشترك، هي غريبة، هو متى عرفها ليقدر يحبها؟ حركت رأسها بالنفي بسرعة و كأنها توها بس تستوعب، نزلت عيونها عنه بسرعة بس رجعت رفعتهم له: مصعب أنت.. أنت إيش تقول.. أنا متزوجة.. متزوجة بـ عماد.. عماد اللي أحبه..

قاطعها بسرعة: و هذا ما كنتُ أود أن أسمعه منكِ!

قطبت حواجبها و هي مانها قادرة تفهم عليه: مصعب..

قاطعها مرة ثانية: فرح..، و هو يأخذ نفس: لا أعرف كيف أقولها لكِ.. دعيني أحاول بلغتكِ..، و هو يأخذ نفس ثاني: إذا كنتي تحبيه بتعطيه فرصة ثانية.. يمكن هانا اللي ذكـ.ـرتيها كانت ماضيه بس هو يريدك ألحين.. أنتي الحاضـ.ـر..، سكت شوي يشوفها تنزل عيونها عنه، نزل عيونه عنها بس رجع رفعهم لها: ما أعرف إيش شفتي فيه بس أكيد شفتي شيء حببك فيه.. بسببه أنتي حبيتيه.. ما تعتقدي أنه هـ السبب كافي لتعطيه فرصة ليثبت نفسه لك.. أنتي ما راح تقدري بدونه و لا راح تقدري معاه بدون ما تعطيه فرصة ثانية.. بدون ما تحاولي..، و هو يرجع لـ لغته و بإبتسامة: أنتما تحتاجان لجلسة مصارحة.. الهروب و البكاء هكذا لن يفيدان.. إن كان هناك أي أمل لنجاح علاقتك به.. لنجاح زواجك به.. فعليكِ مصارحته بمشاعرك.. عليكِ أن تثقي به مرة أخرى..

ضلت منزلة عيونها و ما ردت عليه

ضل ساكت لشوي بدوره و بعدها رفع يده يأشر على باب البلكون: ادخلي، الجو بارد و ستمرضين إذا بقيتِ هنا!

ما نطقت بحرف و لا رفعت عيونها له، قامت بهدوء غير اللي تحس فيه، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها.

رفع عيونه لباب بلكونها و هو يشوف الستارة تتسكر، رجع بظهره لوراء ليصطدم بـ باب بلكونه بخفة، رفع يدينه، حطهم على رأسه و هو يزفر بقوة، أخذ نفس و زفر مرة ثانية، يحاول يرجع أنفاسه المضطربة لطبيعتها، يحاول يرجع دقات قلبه السريعة لطبيعتها، كانت صعبة، صعبة كثير يتدارك كذي، يتراجع بكلامه و ينسيها اللي قاله بكلام ثاني، هو ما كان متوقع منها غير الكلام اللي قالته بس أمل بسيط، أمل وهمي أنها تنطقها له بدورها، مجنون بتفكيره هذا و هو يعرف هالشيء بس ما بيده، نزل عيونه و غمضهم، هي سعادتها معاه بس هي مانها قادرة توصل لها و إذا بكلامه هو يقدر يساعدها، إذا بكلامه يقدر يحلها لها عيل ما راح يسمح لقلبه يوقف بطريقها، يستسلم، يستسلم و يسلمها له، فتح عيونه و هو يحس بدموعه تحرقها، يحس بخنقة، بضيق غريب، قلبه يحرقه، حس بدمعته تطيح و تتدحرج على خده فرفع يده يمسحها بسرعة، ما راح ينكسر كذي، ما راح يبكي، أخذ نفس طويـــل يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و ثالث، قام و دخل غرفته.

دخلت غرفتها، سكرت الباب، سكرت الستارة بس ضلت واقفة بمكانها تفكر في اللي قاله لها، يمكن هي كانت محتاجة تسمع هالكلام، تسمعه منه، تسمعه من أي أحد، ليش مانها راضية تعطيه فرصة ثانية، ما هي وافقت عليه في أمل أنه يجي يوم و يحبها، يجي يوم و يبادلها نفس شعورها، و هذا هو اليوم اللي كانت منتظرته جا، ليش مستنكرته ألحين؟ ليش مانها قادرة تصدقه؟ خوفها من أنه بـ يرجع يكسرها يمنعها من أنها تحط ثقتها فيه مرة ثانية، خايفة مشاعره لها مانها مثل ما هو يتوقعها، هو ما حس بحبه لها إللا لما عرف أنه بـ يخسرها، إيش لو كسبها و بعدها إكتشف أنه ما يحبها، يحب يمتلكها و بس، إيش في وقتها؟

نزلت عيونها عن الباب و صارت تمشي لسريرها، إنسدحت و حطت رأسها على مخدتها، غمضت عيونها بس رجعت فتحتهم، كلامه زاد من حيرتها، جزء منها يوافق معاه بكل شيء قاله لها، تعطيه فرصة ثانية، تحاول تبدأ معاه من أول و جديد، يمكن هالمرة حلمها بـ يتحقق، الحياة اللي تمنتها معاه بـ تتحقق بس جزء منها رافض هالكلام، إيش لو رجع جرحها؟ هالمرة ما راح تقدر تتحمل، ما راح تقدر تتحمله، تنهدت بتعب، التفكير فيه يجهدها فكرياً، نفسياً و جسدياً، غمضت عيونها و هي تتمتم لنفسها: يا رب سهلها لي، يا رب!


***************************


مسقط...

طلع من المسجد و باله مشغول فيهم، ما يعرف إيش يسوي ليحلها، ما يعرف إيش يسوي ليخليها تتقبلها، ما يصير يعيش طول حياته معاها و هو يسجنها في الجناح، يمنعها من أنها تنزل، يمنعها من أنها تطلع، أكيد يجي يوم و تمل من هـ الوضع، تمل منها، تنهد بقلة حيلة و دفع باب الحديقة للداخل، مشى لدرج المدخل، ركب و هو يسمع أصواتهم، قطب حواجبه و صار يركب أسرع، فتح الباب ليشوفها تحط يدينها على أكتافها و تدفعها بقوة، شافها تتراجع بخطواتها و هي تتراجع بكرسيها لحتى تصطدم بالكنبة و تطيح على الأرض، فتح عيونه بعدم تصديق: نـمـاآآآآرق!

إرتجفت من صرخته، إلتفتت له و من ثم رجعت إلتفتت لها

إلتفت لأمه الطايحة على الأرض و صار يمشي لها بسرعة، يمشي و هو يشوف دموعها و يسمعها: عبدالرحمـ.ـن.. ولـ.ـدي.. شفتها..، و هي تأشر عليها: كانت بتموتني.. قلت لك من قبل.. ما صدقتني.. هذي تريد تموتني.. تموتني..

نزل لمستواها بسرعة و رفعها: يمة حبيبتي.. بس..، و هو يلتفت لـ نمارق و من ثم لها: بس هدي حالـ..

قاطعته بصراخ: أقـول لـك تـريـد تـمـوتـنـي.. كـيـف أهـدأ.. الـيـوم أنـا بـكـرة أنـت.. مـا أريـدهـا فـي بـيـتـي.. يـا ولـدي أخـاف عـلـيـك قـبـل نـفـسـي.. طـلـقـهـا.. طــلــقــهــا!!

إلتفت لها و هو يسمع شهقتها، شافها تحط يد مرتجفة على فمها و هي تطيح لتجلس على الأرض، لف عنها بسرعة و هو يحس بيد أمه اللي تعلقت في دشداشته و سحبته لها، قربها له أكثر ليحملها و يقوم، أخذ نفس، لف و صار يأخذها لغرفتها، يأخذها و هو يحس فيها تتعلق فيه أكثر، تبكي و تردد كلامها.

رفعت عيونها له و هي تشوفه معطيها ظهره و يمشي لغرفتها، نزلت عيونها و صارت دموعها تنزل، هي ما تعمدت تأذيها، هي كل اللي سوته، سوته لتحمي نفسها، تحمي..، و هي تنزل يدينها لبطنها، تحمي ولدها، كلما تفكر أنه وضعها يتصلح يتعقد أكثر، فكرت بجية هالولد هي بـ تتغير بس طلعت تتأمل، تتأمل كثير، رفعت عيونها لممر غرفتها مرة ثانية، هي ما تعرف هو إيش شاف بالضبط بس هو لازم يسمعها، هو راح يصدقها، هو يعرفها أكثر من الكل، يعرف أنها ما راح تأذيها، ما راح تأذيها حتى و هي أذتها من قبل، هو لازم يسمعها، يسمعها ألحين، مسحت دموعها بسرعة و قامت تمشي لغرفتها، ركضت للباب و هي تسمعها تبكي و تصرخ: أنـ.ـا مــا أريـدهـا فـي بـيـ.ـتـي.. مـا أريـدهـا.. سـكـتـت عـشـانـك.. أنـت سـكـتـتـنـي.. بـس خـلاص مـا أقـدر.. طـلـقهـا..

وقفت عند الباب و شافتها ترفع عيونها لها، شافتها ترفع مخدتها و ترميه بصراخ: إطـلـعـي بــرررع.. إطـلعـي بـررع.. إطـلـعـي..

إلتفت مكان ما كانت تشوف ليشوفها واقفة و عيونها عليه، قطب حواجبه و قام بسرعة: إطـلعـي بـرع!

رفعت عيونها لعيونه، إقتربت منه و بصوت مرتجف: عبدالرحمـ.ـن إسمعني..

قاطعها و بصوت عالي: نـمـارق مـا أريـد أسـمـعـك.. مـا ألـحـيـن..، و هو يأشر على الباب: إطـلـعـي بـرع..

حركت رأسها بالنفي، إقتربت منه أكثر لتمسكه من كم دشداشته: عبدالرحمن الله يخليك إسمعني..، و هي تلتفت لها: هي كانت تريد تأ..

قاطعها مرة ثانية و بنفس حالته: قـلـت لـك مـا ألـحـيـن..

قاطعته بدورها: عـيـل مـتـى؟ لـيـن مـتـى تـريـدنـي أسـكـت..، و هي تأشر عليها: أذتـنـي مـن قـبـل و خـبـيـت.. أذتـنـي مـن قـبـل و سـكـتـت.. بـس تـأذي ولـد..، ما قدرت تكمل لأنه صرختها قاطعتها.

زبيدة بصراخ: كــذاآآآبـة.. كــذاآآآبة.. طـلـعـهـا بـرع.. بـرع.. بــــرررع..

توتر من حالتها أكثر، ما عرف إيش يسوي غير أنه يمسكها من مرفقها و يسحبها لبرع الغرفة، دفعها بخفة و سكر الباب، رفعت عيونها للباب المسكر بعدم تصديق، تحس أنها خسرته في هـ اللحظة، راح يصدق كل كلمة تقولها له و راح يسوي مثل ما تريد، رجعت بخطواتها لوراء لتستند بالجدار، تسند ثقلها به لأنها مانها قادرة تحمل نفسها، جلست على الأرض بهدوء غير اللي تحس فيه، نزلت عيونها لحضنها، غمضتهم و صارت دموعها تنزل.

سكر الباب، إلتفت لأمه بسرعة و صار يمشي لها، جلس بطرف السرير و سحبها لحضنه، حس فيها تتعلق فيه أكثر فغمض عيونه بقلة حيلة، هو ما يكذب نمارق، هو ما يكذبها بس هو ما يقدر يكذب اللي شافه بعيونه، إيش وصلها لهنا، ليش ترفع يدها عليها، لو كثر ما أذتها راح تضل أمه، هو حياته متعلق فيها، ليش، ما تفهم هالشيء؟ هو يحسها صعبة من قبل و هي بحركتها هذي صعبتها له أكثر، ضائع ما بينهم، ما يقدر على زعلهم و لا أنه قادر يسعدهم مع بعض، مانه قادر يريحهم و لا أنه قادر يرتاح بنفسه، إيش يسوي، كيف ينهيها؟ فتح عيونه و هو يحس بعبرته تخنقه، تخنقه و هو يسمع شهقات أمه المتعلقة فيه، أخذ نفس ليهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني، رفع يده و صار يمسح على رأسها ليهديها.



بعد فترة...

أخذ نفس و هو يشوفها ترمش عيونها بهدوء و من ثم تغمضهم و تغفى، أخذ نفس ثاني و قام من على السرير، لف و صار يمشي للباب، فتحه ليشوفها جالسة على الأرض، منزلة رأسها و دموعها لين ألحين تنزل، لف عنها ليسكر الباب و من ثم رجع إلتفت لها، تقدم منها بخطوة، مسكها من أكتافها و قومها، مسك يدها و صار يأخذها معاه للصالة، مشى للكنب و هو يشوف المزهرية المكسورة الطايحة على الأرض، زفر بتعب و إلتفت لها، جلسها على الكنبة و جلس بجنبها، تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: تكلمي، أسمعك.. قولي اللي عندك!

رفعت عيونها له و حركت رأسها بالنفي: إيش أقول؟ إيش أقول لك.. أنت ما راح تصدقني.. أنت سمعتها و حكمت علي من كلامها.. و لو إيش ما قلت لك ألحين.. راح تكذبنـ..

قاطعها: نمارق أنا ما أقدر أكذبها.. ما أقدر أكذبها و لا أقدر أكذبك.. قولي لي بنفسك.. من الغلطان.. هي يمكن تكون غلطت بس أنتي بعد غلطتي..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: أنا أعرفك و أعرفها.. ليش تعتقديني بعدتك عنها؟ سكت و هو يشوفها تنزل عيونها عنه، نزل رأسه و من ثم رفعه لها: ليش ما سمعتيني يا نمارق؟ ليش ما جلستي بالجناح، إيش نزلك لها؟

رفعت عيونها له و هي تحس بدموعها ترجع: عبدالرحمن.. ما بس اليوم.. أنا نزلت لها من قبل.. نزلت لأنها كانت تريدني أنزل لها..

قطب حواجبه و هو مانه قادر يفهم عليها: بس ليش؟

نزلت عيونها ليدينه، مسكتهم و حاوطتهم بيدينها: لأني.. لأني..، ما قدرت تكمل لأنه سحب يدينه منها ليقوم بسرعة على صرختها اللي وصلت لهم، نزل عيونه لها بخوف و من ثم رفعهم لممر غرفتها و صار يركض بسرعة، إلتفتت للممر، قامت بـ تلحقه بس شافته يطلع و هو حاملها، حاملها و هي جامدة ما تتحرك، عيونها عليه بس ما تنطق بحرف، إلتفت لها و هو يطلع من باب الصالة، تكلم بخوف و توتر: نمارق.. نمارق تعالي إفتحي لي الباب.. تعالي بسرعة.. ما أعرف إيش صار لها.. ما أعرف إيش فيها!

ركضت له بخوف و طلعت تلحقه للسيارة: بـ.. بـ تأخذها للمستشفى؟

حرك رأسه بالإيجاب بسرعة

حركت رأسها بالإيجاب بدورها و فتحت باب السيارة: بجي معـ..

قاطعها بسرعة و هو يحرك رأسه بالنفي: لا تجي..، و هو يلتفت لها: الله يخليك نمارق.. لا تجي!

وقفت بمكانها و هي تشوف نظرته لها، يلومها على اللي هي فيه، يلومها هي محد غيرها، رجعت بخطوة لوراء و هي تشوفه يحطها على المراتب الخلفية، يسكر الباب و بعدها يركب، يشغل و يحرك السيارة بسرعة، ضلت واقفة بمكانها و هي تشوف سيارته تختفي في إحدى التقاطعات، حست بيد على كتفها فإلتفتت لها.

عقيلة و هي تسحبها للداخل بسرعة: يا بنتي إيش تسوي برع و أنتي كذي، لا شيلة و لا جلباب، إيش فيك؟ إيش صاير؟

رفعت عيونها لها و من ثم نزلتهم، رفعتهم مرة ثانية، رمت نفسها في حضنها و صارت تبكي، خافت من حالتها فحاوطتها من أكتافها و حاولت تهديها بس هي ضلت تبكي و كلما سألتها بكت أكثر!


***************************


وقف سيارته قدام إحدى الفلل الكبيرة و إلتفت لها، شافها تنزل عيونها و من ثم ترفعهم للفلة و صدرها يرتفع و ينخفض من أنفاسها المضطربة، إلتفت للفلة و تكلم: خلينا ننزل!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت معاه، هو متقدم عنها بخطوة و هي تمشي وراه، تحس بخوف يتسلل لقلبها، خايفة من ماضيها، تعرف أنها إنظلمت كثير بس إيش لو هو عنده قصة ثانية، إيش لو اللي قالته سعاد مانه الحقيقة، معقولة؟ ما تعرف بس في هاللحظة ما عادت تعرف شيء، شافته يرفع يده للجرس فمنعته بسرعة: فهد لحظة!

إلتفت لها و من ثم نزل عيونه لأصابعها اللي تعلقت بطرف كم دشداشته، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، رفعت عيونها له و هي تأشر له بمعنى يدق الجرس، حرك رأسه بالإيجاب، دق الجرس و رجع بخطوة لوراء يوقف معاها، مسك يدها و عيونه على الباب، إنفتح لهم بعد فترة و طلع لهم شاب مراهق، يمكن 15 سنة، تكلم و هو يضغط على يدها ليهديها: نريد عدنان الـ...، لو سمحت!

نزل عيونه لساعته و بعدها رفعهم له: عدنان؟!

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد له: أيوا، نريد عدنان، نادي لنا إياه!

رفع حاجبه بإستغراب: بس هذا ما بيت عدنان..، و هو يمرر نظره ما بينهم: أخوي أنتو غلطانين!

: مهند من على باب؟

لف للداخل و بعدها لف لهم بس رجع لف للداخل: يبة غلطانين بالعنوان، يريدوا واحد إسمه عدنان!

إقترب بخطواته لولده و وقف بجنبه، رفع عيونه لهم و تكلم: ليش عدنان ما خبركم؟

جا بيتكلم بس حس بمسكتها تزيد على يده، تكلمت بنفسها: لا.. إيش يقول؟..، و هي تمرر نظرها على الفلة: هو ما عاد يسكن هنا؟

حرك رأسه بالنفي: لا، أنا إشتريت منه الفلة قبل أسبوع، قال لي أنه محتاج للفلوس بسرعة عشان يسافـ..

قاطعته بصدمة: سافر؟!؟

قطب حواجبه بإستغراب: ما سمعت منه بعدها فأعتقد أنه سافر!

فكت يده، لفت عنه و صارت تمشي للسيارة بدون أي كلمة، إلتفت لها و من ثم للرجال و مد يده ليصافحه: مشكور و آسفين أزعجناكم!

صافحه بدوره: لا عادي بس..، و هو يلتفت لأزهار اللي ركبت السيارة: شكلكم محتاجين له..، و هو يرجع يلتفت له: إذا سمعت منه بخبركم!

إبتسم له بهدوء، طلع بطاقته من جيبه و مده له: ما تقصر!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يدخل.



بعد 25 دقيقة...

وقف سيارته في كراج الفلة و إلتفت لها، منزلة عيونها ليدينها و تلعب بأصابعها تلعب بهدوء، ما نطقت بحرف فـ مانه قادر يفهمها، ما يعرف إيش يدور في رأسها، بـ إيش تكون تحس ألحين، فك حزامه، أخذ نفس و تكلم: وصلنا البيت، ما راح تنزلي؟

ما تكلمت و لا إلتفتت له

أخذ نفس ثاني و حط يد على كتفها: أزهار..، ما قدر يكمل لأنها فكت حزامها بسرعة، فتحت الباب و نزلت تمشي للداخل، زفر بقلة حيلة، نزل و لحقها، ركبت للغرفة و هو ركب وراها، دخل الغرفة و هو يشوفها تمشي للكنبة و تجلس، سكر الباب و مشى لها جلس بجنبها و مسك يدها، نزلت عيونها ليده و تنهدت بضيق، فكرت نفسها قريبة، قريبة كثير لتوصل له بس ألحين رجعت للبداية مرة ثانية، ضاع، راح خلاص، ما تعرف كيف راح تقدر توصل له، ما تعرف كيف تقدر تثبت لأبوها أنه سميرة مانها مثل يفكرها، كيف يثبت له أنها هي مانها مثل ما يفكرها، يتهمها بذنب هي ما ارتكبته، يكرهها عشانه كره أمها، أمها اللي اتهمت مثل ما هي متهمة، متهمة بذنب مانه موجود، غمضت عيونها بقهر، إذا هو ضاع عيل ضاعت حياتها معاه، هي ما راح تقدر تعيش مرتاحة، ما راح تقدر تكمل حياتها و هي مرتبطة كذي بماضيها، لازم كل شيء ينكشف لها، لازم تعرف كل شيء بس كيف و هو هرب ألحين، يهرب منها..، رفعت عيونها له و هي تحس فيه يضغط على يدها، نزلتهم ليدينهم و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: كيف عرفت هـ العنوان؟

إقترب منها، حاوط يدها بيدينه و تكلم بنفس هدوئها: عندي معارف بشركة إتصالات .....، خبرتهم يعطوني قائمة المكالمات اللي وصلت لأبوك في الأسابيع الماضية، أنا سمعته يكلم عدنان مرة فتوقعت أنه رقمه يكون معاهم، هم وصلوا للرقم و منها للعنوان..، و هو يتنهد: جربت رقمه أكثر من مرة بس طلع مسكر، كان لازم أجرب العنوان، فكرت أننا وصلنا له بس..

قاطعته: راح..، و هي ترفع عيونها له: ضاع منا، سافر..، و الدموع تتجمع في عيونها: يهرب مني.. أكيد سميرة وصلت له قبلي.. خلته يترك كل شيء و يسافر.. يتركني كذي..، نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل: أنا إيش أسوي ألحين.. إيش أسوي؟

حاوطها من أكتافها و بهدوء: لا تخافي، راح نحاول، بـ نوصل لـ..، ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها بسرعة و قامت، تكلمت بقهر: كـيـف نـوصـل لـه ألـحـيـن؟ أنـت سـمـعـت الـلـي أنـا سـمـعـتـه.. قـال أنـه سـافـر.. يـعـنـي خـلاص.. ضـاع..، و بصراخ: ضـــاع!

قام بدوره و مسك يدها ليهديها: أزهار، أقدر أفهم عليك..

قاطعته و بنفس حالتها: إيـش تـفـهـم؟ أنـت مـا تـفـهـم.. أنـت مـا تـقـدر تـفـهـم..، و هي تسحب يدها منه بقوة: كـلـه بـسـبـبـك.. كـلـه بـسـبـبـك..، إقتربت منه و سحبته من دشداشته: لـيـش صـدمـتـنـي.. لـيـش سـويـتـهـا فـيـنـي؟ لـيـش أنـا؟ لـيـش؟!

تنرفز من حالتها، هو يكفيه أنه يلوم نفسه على اللي هي فيه بس هو يتذكر هذاك اليوم بكل تفاصيله، يتذكر أنها هي وقفت قدامه على الشارع، وقفت و ما رضت تتحرك، إذا هو صدمها فهي كانت تنتظر هـ الصدمة، تنتظرها منه، مسكها من أكتافها بقوة و ما حس بحاله إللا و هو ينفجر بوجهها بدوره: أنـتـي مـا يـصـيـر تـلـومـيـنـي كـذي.. أنـتـي الـلـي وقـفـتـي قـدامـي.. أنـتـي جـيـتـي بـنـفـسـك.. كـنـتـي مـنـتـظـرة هـالـصـدمـة.. مـنـتـظـرتـيـهـا مـنـي..، و هو يسحبها له و يهزها: أنـتـي قـولـي لـيـش سـويـتـيـهـا فـيـنـي.. لـيـش؟ دفعها لترجع بخطوتين لوراء: مـجـنـونـة.. أنـتـي مـجـنـونــة!

رفع عيونه لعيونها ليشوف دموعها تتعلق برموشها، فكها يهتز بخفة و يدينها اللي رفعتهم لفمها تمنع شهقتها ترتجف، شافها تنزل للأرض، تجلس، تنزل رأسها و تبكي، قطب حواجبه بقوة و هو توه يستوعب كلامه، بدل ما يخفف عليها، يزيد، هي إيش يعرفها بـ اللي صار بيوم الحادث، ما هذا هو أحد أسبابها لتدور على عدنان، ما هذا من ماضيها اللي معذبها، حط يده على رأسه و هو يلتقط أنفاسه و يستغفر بقلة حيلة، ما كان قصده يجرحها، ما تعمد..، أخذ نفس و إقترب منها، نزل لمستواها و رفع يدينه ليحاوطها: أزهار..

بعدت يدينه عنها بسرعة: لا تلمـ.ـسني.. بعـ.ـد عني..، و هي تدفعه عنها: روح.. رووح..

مسك يدينها بسرعة، سحبها له و حضنها: أنا آسف.. والله آسف..

جت بـ تدفعه عنها بس ما قدرت، حاولت تفك نفسها منه بس هم ما قدرت، ضلت تحاول لفترة بس بالأخير تعبت، إستسلمت له و صارت تبكي أكثر، تكلمت من بين شهقاتها: وصلـ.ـني لـ.. عـ.ـدنـ.ـان.. فهـ.ـد.. أريـ.ـد عـ.ـدنـ.ـان..

حاوطها له أكثر و هو يحرك رأسه بالإيجاب: بنوصل له.. لا تخافي ما راح يضيع منا.. بنوصل له..، و هو يأخذ نفس: أشش، خلاص هدي حالك.. لا تبكي.. لا تبكي كذي.. أنا آسف.. آسف..، زاد من مسكته عليها و سكت يخليها تهدأ لحالها، مرت عليهم فترة و هم بنفس جلستهم هذي، هدت بس ما بعدت عنه، هدت بس ضلت متعلقة فيه، هدت بعدما خلت دقات قلبه تجن من قربها، يعرف أنه الوقت مانه مناسب بس هي بين يدينه، يحس بريحتها بهالقرب منه، يحس بأنفاسها بهالقرب منه، ما قدر يمسك حاله فنزل رأسه ليطبع بوسة حارة على رقبتها المكشوفة له.

إرتجفت من حركته، بعدت بسرعة لترفع عيونها لعيونه، نزلتهم و هي مرتبكة من نظراته، حست فيه يقترب فبعدت مرة ثانية و قامت: أنا..، و هي ترمش عيونها بإرتباك: أنا.. آسفـ.ـة..، قالتها لتلف عنه بسرعة، تمشي للحمام، تدخل و تسكر الباب وراها.

غمض عيونه بقلة حيلة، فتحهم و هو يتنهد بقوة، إيش صار له، يعني إيش كان متوقع منها في هـ اللحظة؟ حرك رأسه بقلة حيلة و نزل عيونه لشيلتها المرمية على الأرض، سحبها و قام يمشي للتسريحة، حط الشيلة على التسريحة و مشى للكبتات.

فسخت عبايتها و صارت تمشي للمغسلة بسرعة، فتحت الماي و رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، تقدر تحس بحرارتها ترتفع، تقدر تشوف الدم اللي متجمع بخدودها، رفعت يدها تتحسس رقبتها، أخذت نفس تهدي حالها بس فشلت، حاولت مرة ثانية و بعدها إنحنت للمغسلة تغسل وجهها.


***************************


يوم الثاني...

فكت حزامها و حطت يدها على مقبض الباب لتفتحه بس تراجعت، عدلت جلستها و رفعت عيونها للفلة مرة ثانية، صار لها أكثر من ساعة موقفة سيارتها قدام الفلة بس مانها قادرة تنزل، مانها قادرة تتشجع لتسويها، خايفة تدخل و تشوفه مع غيرها، خايفة تدخل و تشوفه مبسوط معاهم بدونها، بطلت تتصل فيه بعد آخر مرة بس ضلت تفكر فيه، أقنعت نفسها أنه ما راح يسويها فيها، أكيد يكون عنده تفسير لحركته، بتجي له، تكلمه و تفهم منه، بـ تسأله و تتأكد منه بس لما وصلت هنا تبخر ثقتها، تبخر كل شيء كانت حاطته في بالها، ما راح تقدر تنطق بأي حرف قدامه، ما راح تقدر تقول شيء!

ضلت جالسة بمكانها في أمل أنه يمر من جنب أحد الشبابيك و تلمحه، مشتاقة له، مشتاقة لكل شيء فيه، غمضت عيونها تأخذ نفس تهدي حالها، فتحتهم لتشوف باب الشارع ينفتح، جمدت و هي تشوفه يطلع و يرفع عيونه لها، نزلت عيونها عنه بسرعة و هي تحس بدموعها اللي تكونت بهالسرعة حتى فاجأتها بالنزول، مسحتها بإرتباك، ما تريده يلمحها و يفكرها ضعفت ببعده، ما تريده يعرف أنها جت هنا عشانه، رفعت عيونها له لتشوفه يتقدم منها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها فتحت الباب و نزلت، سكرته و لفت له، تقدمت له بدورها حتى وقفت قدامه، تكلمت قبله: أنـ.ـا..، إرتبكت من نفسها أكثر فسكتت، ما فهمت رجفة صوتها، يا الله لهالدرجة يأثر فيها؟

رفع عيونه لعيونها و هي نزلتهم عنها: أنتي؟!

ضلت ساكتة لشوي تحاول تلملم نفسها و تركب جملتها، رفعت عيونها له و قالتها بسرعة: أنا جيت آخذ لي كم من غرض ناقصني!

حرك رأسه بتفهم و لف يدخل: تعالي بس خلصي بسرعة لأني بطلع!

حست بدموعها ترجع، ليش يعاملها كذي، هي تعترف أنها غلطت بس ما غلطت لتعاقب كذي، ما تستاهل، و هي تتمتم لنفسها: و الله ما أستاهل! أخذت نفس و دخلت تلحقه للداخل، دخلت الصالة و هي تشوفه يجلس على الكنبة، نزلت عيونها عنه و صارت تمشي للدرج، صارت تركب و هي تلتفت حوالينها، الفلة هادية، ما في أي صوت لهم، ما في أي أثر لهم، وين يكونوا؟ ركبت للدور الثاني و رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، طالعين لدواماتهم يمكن، مشت لممر غرفتها و وقفت قدام الباب، حطت يدها على المقبض و جت بتفتح الباب بس تراجعت، ما تريد تدخلها، تذكرها بـ اللي صار، نزلت يدها و من ثم نزلت عيونها عن الباب.

: خلصتي!

شهقت بخوف و لفت له: فيصـ.ـل..، و هي تحط يد على قلبها: خوفتني!

عاد كلامه و كأنه ما سمعها: خلصتي؟ خلاص ما ناقصك شيء؟

ضلت تشوف في عيونه لـ لحظة، كان خاطرها تقول له "ناقصني أنت" بس نزلت عيونها عنه و إكتفت بأنها تحرك رأسها بالنفي.

حرك رأسه بالإيجاب و صار يأشر على الدرج: يللا عيل، خليني أوصلك لعند البـ..

قاطعته بسرعة: لا، لا تتعب حالك..، و هي ترفع عيونها له و من ثم تنزلهم: أعرف الطريق لحالي..، قالتها لتركض للدرج بسرعة و تنزل، ما تقدر تتحمله كذي، هو ما عاد يريدها، هي الغبية اللي تعلقت فيه كذي بسرعة، هي اللي حبته كذي بسرعة، ما شرط أنه يكون يحس بنفس اللي هي تحس فيه، ما شرط أنه يشتاق لها، يسهر الليل يفكر فيها، ما شرط أنه حتى يهتم، حست بدموعها تطيح على خدها فمسحتها بسرعة، نزلت الدرج لتركض لباب الصالة، فتحت الباب و ركضت لباب الشارع، فتحته بتطلع بس وقفت لتلتفت وراها، شافته يطلع من باب الصالة و يسكره وراه، يلتفت لها و من ثم ينزل عيونه عنها، ما قدرت تمسك نفسها أكثر من كذي فبكت، لفت عنه بسرعة و ركضت لسيارتها، ركبت، شغلتها و حركتها.

مشى للباب بسرعة ليشوف سيارتها تختفي في إحدى التقاطعات، زفر بهدوء غير اللي يحس فيه و نزل عيونه، رفعهم و بعدها سكر الباب و صار يمشي لسيارته.


***************************


طلع من غرفته و هو يدور المفتاح في إصبعه، يبتسم و كأنه تعود على هـ الإبتسامة، ما يغصبها ترتسم لحالها، نزل من الدرج ليشوفها جالسة على الكنبة و سرحانة بالتلفون المحطوط على الطاولة قدامها، مشى لها، إنحنى و طبع بوسة على رأسها ليصحيها من اللي هي فيه: وين وصلتي يمة؟..، و هو يغمز لها بخبث: لمن وصلتي؟

حركت رأسها بقلة حيلة، مسكت يده و جلسته بجنبها، ضربته على كتفه و بعدها تنهدت.

قطب حواجبه من حركتها، عدل جلسته و تكلم بجدية: يمة إيش فيك؟ إيش مضايقك كذي؟

رفعت عيونها له و تنهدت مرة ثانية: و بعد تسأل؟ و بعد تسأل يا عزيز!

ما فهم عليها: يمة..

قاطعته و هي تلتفت للتلفون و من ثم له: فاطمة إتصلت فيني قبل شوي، تقول لي حنين تريد ورقة طلاقها يوصل لها بأسرع وقت!

إبتسم لها و طبع بوسة ثانية على رأسها: و بس عشان كذي أنتي متضايقة..، و هو يمسك يدها: يمة ترى مانها مستاهلة، أنتي ليش تكدري خاطرك و نحن الإثنين مرتاحين و مبسوطين بعيدين عن بعض..، و هو يضغط على يدها: صدقيني، هذا أحسن، أحسن لنا نحن الإثنين..، و هو يقوم: لا تزعلي حالك على فاضي، زواجنا أصلاً ما كان راح يوصلنا لأي مكان، أحسن ننهيه!

سكتت شوي و بعدها حركت رأسها بالإيجاب، إبتسم لها أكثر و لف عنها: طالع يمة بس ما بتأخر! قالها و هو يطلع من باب الصالة و يمشي للكراج لسيارته.



بعد 30 دقيقة...

طلع من الفلة و هو مواعد أصدقائه يلتقي فيهم على أحد الشواطئ بس ما حس بحاله إللا و هو يوقف سيارته هنا، يريد يكلم أحد، يريد أحد يقول له أنه اللي بـ يسويه هو الصح، هو ما يريد يعلق نفسه فيها أكثر، أقنع نفسه أنها ما تهمه، هو يقدر يكمل حياته بدونها، ما أثرت فيه و هو ما راح يسمح لها تأثر فيه، أخذ نفس، فتح الباب و نزل من السيارة، مشى لباب الشارع، دق الجرس و وقف ينتظر أحد يفتح له، سمع أصواتهم و خطواتهم و هم يتسابقوا للباب، إبتسم بخفة و عدل وقفته، إنفتح الباب فإبتسم أكثر: سلام!

إبتسموا بفرح: عـزوووز!

ضحك بخفة، نزل لمستواهم ليطبع بوسات سريعة على خدود الإثنين و بعدها يحمل الصغيرة و يمسك يد الثانية و يمشي للداخل: أنتو ليش تفتحوا الباب؟ وينها أمكم و وينه أبوكم؟ ما يصير تطلعوا كذي!

هيا و هي ترفع عيونها له: أيوا نعرف بس ماما تصلي و بابا نايم و عشان كذي جينا!

إبتسم لها و رفع عيونه لباب الصالة ليشوف طارق واقف بإبتسامة: إيش جابك لهنا؟

نزل هالا و صار يركب الدرج: أفـا، بدل ما تقول تفضل البيت بيتك، تستقبلني كذي..، و هو يمد يده ليصافحه: ما هقيتها منك يا النسيب!




.

.

.

.

.




.

.

.





إبتسم أكثر و ضمه: كيفك ألحين؟

إبتسم بدوره و بعد عنه: إيش هالسـ..، ما كمل لأنه فهم عليه، رفع حاجبه: يمة وصلت الخبر لعندكم!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يدخل: وصلته لنا و أختك من وقتها مأكلة همك!

حرك رأسه بقلة حيلة: يمة الله يهديها ما تقدر تمسك كلام..، و هو يتنهد: بس أحسن أنه عندها خبر، أنا جيت لأكلمها!

حرك رأسه بالإيجاب و أشر على الكنب: بناديها لك!

جلس و هو يحرك رأسه بالإيجاب: أنتظر..، ضل يلاحقه بعيونه لين دخل الغرفة، دخلوا بناته وراه و إختفوا وراء الباب، نزل عيونه و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، ما يعرف ليش توتر، إيش لو ليلى مثل أمه، ترفض فكرة الطلاق، هو يريد أحد يوافقه بكلامه، ما يناقشه فيه، رفع عيونه للباب ليشوفها تطلع و هي بجلبابها، تقدمت له و هو قام ليمشي لها، طبع بوسة هادية على خدها و تكلم بإبتسامة: كيفك ليلى؟

حركت رأسها بالإيجاب و بهدوء: الحمد لله..، و هي تجلس على الكنبة ليجلس هو بجنبها: أنت كيفك.. و يمة كيفها و عبدالله كيفه؟

إبتسم لها: الحمد لله، الكل بخير..، حك حاجبه بتوتر: أنا..، و هو ينزل عيونه لها: أنا.. أمم.. أقصد أنا جيت لأكلمك عن..، رفع عيونه لها: عن..، سكت و قطب حواجبه، توه ينتبه لوجهها، عيونها متورمة و صغرانة، خدودها محمرة و أنفها الصغير محمر، كانت تبكي، مسك يدها بسرعة و بخوف: ليلى، كنتي تبكي؟

رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم عنه بسرعة، و هي تحرك رأسها بالنفي: لا.. لا أنا.. أمم.. عزيز أنت إيش جاي تقول.. تكلمني عن حنين.. قول اللي عندك و أنا أسمعـ..، سكتت و هي تحس بيده على خدها.

دار وجهها له و تكلم بنفس حالته: ليلى، إيش فيك؟ إيش اللي مبكيك..، و هو يرفع عيونه لباب الغرفة: طارق قال لك شيء.. طارق سوى لك شيء..

حركت رأسها بالنفي بسرعة، قاطعته و هي تحارب دموعها: عزيز الله يخليك لا تسأل بس قول اللي..

قاطعها مرة ثانية: إيش أقول و أنا أشوفك كذي..، و هو يشوف دموعها تلمع في عيونها: حبيبتي قولي إيش..، ما قدر يكمل لأنها حطت رأسها على كتفه و صارت تبكي، خاف من حالتها أكثر: ليلـ..

قاطعته: عزيز.. طارق.. طـ.ـارق يموت..

فتح عيونه بصدمة: إيـــش؟ بعدها عنه بسرعة و حاوط وجهها بيدينه: ليلى.. ليلى أنتي إيش تقولي..، و هو يحرك رأسه بعدم تصديق: هو تعالج.. ما هم سووا له زراعة أنسجة و.. و كيف يموت.. أنتي إيش تقولي؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له، و هي تنزل يدينه عن وجهها لترجع تدفن رأسها في كتفه: ما نفـ.ـع العلاج.. ما أعرف ليـ.ـش.. طارق بيتركني.. بعد كل اللي صار.. راح أخسر طارق.. طارق بيموت..، و هي تبكي أكثر: بيموت..

مانه عارف إيش يقول ليهديها، مانه قادر يستوعبها، هم قالوا العملية كانت ناجحة فـ كيف ألحين كذي..، رفع عيونه ليشوفه يشوف عليهم، ضل يشوف عليه بدون أي كلمة، معقولة يخسروه؟ يخسروا طارق؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالفكرة، تكلم ليتأكد منه: طارق..

قاطعه بإبتسامة: تبالغ..، جلس على الكنبة بجنبها من طرف الثاني، سحبها منه لتدفن رأسه في صدره و تبكي أكثر، إبتسم أكثر على حركتها: هم ما قالوا كذي.. في فحص ثاني عشان يتأكدوا.. لين ألحين ما في شيء أكيد!

قطب حواجبه: و إذا..

قاطعه بسرعة: حلو التفاؤل!

سكت و هو ما يعرف إيش يرد عليه، صار له أكثر من عشر سنوات في حياتهم، يمكن يكون كرهه في فترة بس كل هذاك كان سوء فهم و بس، هو مانه مستعد يخسره، ما كذي و ما ألحين، ضل ساكت يشوف عليه و هو بنفس إبتسامته و يحاول يهديها، ما يعرف إذا هو بـ هالقوة هذي و لا يتظاهر عشانها بس لو هو كان بمحله ما كان راح يقدر، ما كان راح يقدر على كذي!


***************************


نزلت من الدرج و هي تشوفها جالسة في الصالة لحالها، التلفزيون مسكر وعيونها على وسن اللي تدور حوالينها، إبتسمت و صارت تمشي لها: وسن ماخذة دور التلفزيون؟

إبتسمت و إلتفتت لها: يا بنتي ما نحتاج للتلفزيون و هذي الصغيرة عندنا لتونسنا!

إبتسمت أكثر، إنحنت لتحمل وسن اللي ركضت لعندها أول ما نزلت للصالة، رفعتها و صارت تمشي لمريم، جلست على الكنبة بجنبها و تكلمت: خالتي إيش رأيك تخبري عادل يطلعنا، نتمشى شوي، نطلع كلنا مع بعض و ننبسط!

مريم: يا بنتي أنا ما أحب الطلعات، بخبره بس روحوا أنتو لحالكم!

قطبت حواجبها: ليش؟ خالتي ما في طلعة بدونك، نروح للشاطئ و نغير جو..

قاطعتها بإبتسامة: أعرف يا بنتي بس أنا ما يصير أجي معاكم، وعدت سعاد أني بروح لها اليوم، ما أريدها تزعل مني!

حركت رأسها بتفهم: عيل خلاص نأجلها ليوم ثاني!

حركت رأسها بالنفي: ليش تأجليها، لا أنتي روحي و انبسطي، أنتي خاطرك في الطلعة فروحي يا بنتي..، و هي تنزل عيونها لوسن: خذي وسن معاك و إطلعي معاه..، و هي تبتسم لها: أنتي، هو و وسن!

إبتسمت لها: هذا إذا رضى؟

إبتسمت لها بدروها: و لا يهمك بـ يرضى!



بعد 50 دقيقة...

جلست بجنبه على الكرسي و هي تلتفت حوالينها، أول مرة تجي لـ هالشاطئ، ما كانت تعرف بوجوده، شاطئ هادئ جداً، كم من شخص متوزع هنا و هناك يتمشى لحاله و كم من سيارة تمر من فترة لفترة و بعدها تختفي، ما في صوت غير صوت الأمواج الهائجة نوعاً ما و صوت الريح اللي صارت تزيد كل شوي، عدلت شيلتها و هي تحاول تربطها بقوة لا تنفك مرة ثانية، انفكت قبل شوي و كانت بـ تطير مع الريح بس مسكتها، ربطتها و هذي هي تنفك مرة ثانية، تنهدت و إلتفتت له، شافته سرحان في البحر، إلتفتت للبحر و بعدها رجعت إلتفتت له، فتحت فمها لتتكلم بس سكتت، ما عرفت إيش تقول، هي و هو ما في بينهم أي كلام، ما يتكلموا إللا ليوجهوا كم من سؤال لبعض و بعدها يسكتوا، ما يتكلموا إللا إذا كانوا يتكلموا في وسن، إلتفتت لكرسيها (العربة) و نزلت الغطاء لتغطيها، نامت من الهدوء، تنهدت و بعدها إلتفتت له لتشوفه يشوف عليها.

إبتسم لها بهدوء: مليتي؟

إبتسمت بإحراج: واضح؟

حرك رأسه بالإيجاب: واضح، طول الوقت و أنتي تتحركي و تتلفلفي حوالينك، إذا تريدينا نرجع البيت عـ..

قاطعته بسرعة: لا، حلو المكان هنا بس هـ الهدوء ما عاجبني..، و هي تلتفت حوالينها: يخوف شوي!

إبتسم أكثر: بالعكس الهدوء أحسن ما فيه!

إبتسمت: تجي لـ هالمكان كثير؟

مرر عيونه حوالين المكان و من ثم رجعهم لها: كنت..، و هو يتذكر: كنت أجي مع نجوى!

سكتت و هي تشوف إبتسامته تختفي، قطبت حواجبها، قامت بسرعة، مسكت يده و صارت تسحبه: عيل خلينا ندور شاطئنا!

رفع رأسه لها و قام: ها؟

حركت رأسها بالإيجاب و إقتربت منه بخطوة: عادل أنا ما أريدك تأخذني لمكان يذكرك بنجوى، أنا ما أريدك تأخذني لمكان يجمعك بنجوى بأي ذكرى، أنا..، و هي تقترب منه أكثر: أريدك تأخذني لمكان ما أخذتها له، لمكان لي أنا، مكان نكون فيه ذكرياتنا نحن، ذكريات عادل و ناهد..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما نجوى! قالتها لتسحب يده منه، تشبك أصابعها بأصابعه و بعدها تلف لكرسي وسن و تدفعها بيدها الثاني.

رفع عيونه لها و من ثم نزلهم ليدينهم و صار يمشي معاها، كفها يناسب كفه بطريقة غريبة، أصابعها تملي فراغات أصابعه بطريقة غريبة، ما فكر أنه يحس كذي لغير نجوى بس يدها تناسب يده و كأنها خلقت لتنحط فيه، تنحط في يده هو!


***************************


حطها على السرير بهدوء، جلس على الطرف و صار يمسح على رأسها، توه يرجعها من المستشفى، ضلت هناك طول الليل و هو ضل معاها، حالتها أمس ذكرته بحالتها من زمان، ذكرته بيوم اللي فقدت فيه الكل، خايف ترجع كذي، ترجع لجسم بلا روح، لا تتكلم، لا تأكل و لا تتحرك، ما راح يقدر يتحمل، ما راح يقدر يتحمل ما مرة ثانية، أخذ نفس و زفر بهدوء غير اللي يحس فيه، جا بـ يقوم بس هي مسكت يده بسرعة، نزل عيونه ليدها و من ثم رفعهم لها.

تكلمت و دموعها تنزل على خدودها: لا تتركني.. يا ولدي لا تتركني..

عدل جلسته و إقترب منها، طبع بوسة هادية على رأسها و تكلم: لا تخافي يمة.. لا تخافي حبيبتي.. ما بروح لكثير.. بجيب لك ماي و برجع.. لازم تأخذي أدويتك..، و هو يحاول يبتسم لها: تأخذيها عشاني!

حركت رأسها بالإيجاب و فكت يده بتردد: لا تتأخـ..

قاطعها و بنفس إبتسامته: ما راح أتأخر! قام، لف عنها و طلع من الغرفة، طلع للصالة ليشوف خالته جالسة و هي جالسة بجنبه، رفعت عيونها له و هو نزل عيونه عنها، أخذ نفس و صار يمشي للمطبخ، دخل و صار يمشي للكبتات، أخذ له غلاس، حطه على الطاولة و مشى للثلاجة، فتحها و مد يده ليأخذ غرشة ماي بس نزل يده و هو يحس بيدينها تحاوطه، نزل عيونه ليدينها و هو يشوفها تشبكها ببعض على بطنه، أخذ نفس: نمارق..

قاطعته و هي تحط رأسها على ظهره: آسفـ.ـة.. أنا آسفـ.ـة..، و هي تزيد من مسكتها عليه: المفروض مـ.ـا أنزل لها.. المفروض ما أطلع إللا بوجودك.. أنا آسفـ.ـة.. كله بسببي.. بسببي أنـ.ـا..

فك يدينها بهدوء غير اللي يحس فيه و دار لها، رفع عيونه لوجهها و قطب حواجبه، دموعها تطيح على خدودها وحدة وراء الثانية، هذي حالتها من الليل، سأل خالته عنها و خبرته أنها ما رضت تهدأ، أخذ نفس و حاوط وجهها بيدينه: نمارق، هدي حالك خلاص.. أششش.. ما في داعي للبكي.. هي هنا ما فيها شيء.. ما فيها شيء الحمد لله.. لا تتعبي حالك كذي..، و هو يأخذ نفس ثاني: بـ نتكلم.. لازم نتكلم بس ما ألحين.. أنتي هدي حالك.. ركبي للجناح و إرتاحي و أنا برجع لها.. أول ما تنام بجي لعندك.. لازم نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب و هو إقترب منها ليطبع بوسة هادية على رأسها: خلاص.. هدي حالك..، بعد عنها و أشر على باب المطبخ: روحي!

لفت للباب و من ثم له: عبدالرحمن.. أنت لازم تسمعني..

قاطعها و هو يحرك رأسها بالإيجاب: بسمعك.. بسمع كل شيء بس ما ألحين..، مسك يدها و طلعها من المطبخ، إلتفت لخالته و أشر لها بمعنى تروح له، قامت بسرعة و مشت له، حط يد نمارق في يدها و تكلم: خالتي خذيها لفوق و خليها ترتاح، أنا بضل عند يمة!

حركت رأسها بالإيجاب و مسكت يده: يللا يا بنتي، تعالي!

إلتفتت له و من ثم لها و صارت تمشي معاها.

ضل يشوف عليها لين ركبت و ما بقى غير طيفها، أخذ نفس طويــل و زفر بقوة، لازم يكلمها، يكلمها ليقدر يوصل لقراره، قراره اللي بـ ينهي كل شيء!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

حطت المشط على التسريحة و رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، ضلت طول الليل تفكر في كلامه، تفكر في اللي لازم تسويه، مترددة بقرارها بس تحاول تقنع نفسها بأنه حبها يستحق فرصة ثانية، ما يصير يضيع كذي، لفت للباب و تقدمت بهدوء، فتحته لتشوفه رافع يده ليدق على الباب.

إقترب منها بخطوة و مسك يدها: فرح، خلينا نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت معاه للصالة، جلسها على الكنبة و جلس بجنبها، أخذ نفس و بدأ: فرح، أنا أعرف أني غلطت.. غلطت و أنا ما أنكر هالشيء.. أنا جرحتك و بكيتك كثير.. مرات تعمدت أسويها و مرات بكيتك بدون علمي..، نزل عيونه ليدينهم و من ثم رفعهم لها: أعرف و ماني مفتخر بـ هالشيء.. بس و الله ندمت.. ندمت بس ماني عارف كيف أحسسك بـ اللي أنا أحس فيه.. أنا أحبك يا فرح.. أحبك و مستعد أسوي أي شيء لأراضيك بس أنتي عطيني فرصة ثانية، أوعدك أني ما عدت عماد الأولاني.. ما راح أبكيك.. ما أزعلك.. بس أنتي إفتحي لي قلبك مرة ثانية.. إفتحي قلبك لي أرجوك!

رفعت عيونها له لتشوفه يشوف عليها و هو ينتظر ردها، نزلتهم ليدينهم، أخذت نفس و حركت رأسها بالإيجاب: عماد..، و هي ترفع عيونها لعيونه: لا ترجع تحطمني.. أرجوك.. أوعدني أنك بـ توفي بوعدك..، و هي تسحب يدينه لها: أوعدني أنك راح تسوي كل اللي وعدتني عليه.. أنا ما راح أقدر على جرح ثاني منك.. ما راح أقدر ما مرة ثانية..

حرك رأسه بالإيجاب، إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها: أوعدك..، قربها له و حط رأسها على صدره: أوعدك!

أخذت نفس و زفرت بهدوء، غمضت عيونها و من ثم فتحتهم، خايفة شوي، خايفة يطلع مانه قد وعوده لها بس هي لازم تعطيه فرصة ليثبت نفسه لها، فرصة ليثبت حبه لها، يمكن يفاجئها، يمكن يصير لها كل شيء تتمناه، راح تقدم نفسها له بس هالمرة بـ تأخذ حذرها منه، راح تتقدم بخطوات بسيطة، تتقدم بس بالأول تشوف خطواته هو!



شقة المجاورة...

طلع من غرفته و صار يمشي للصالة، شافه على الكنبة يقلب في القنوات فمشى له و رمى حاله على الكنبة بجنبه، سحب الريموت من يده و تكلم: ماذا تشاهد؟

إبتسم على حركته و عدل جلسته: لا شيء مهم!

حرك رأسه بالإيجاب و صار يقلب بدوره: أين مايسي؟ أهي بشقة تلك؟

إلتفت له: أتقصد فرح؟

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب

حرك رأسه بالنفي: لا، أنها بالغرفة، تلعب بدميتها!

قطب حواجبه بإستغراب: لماذا، ستمل من اللعب لحالها!

تنهد و لف للتلفزيون: منعتها!

قطب حواجبه أكثر: لماذا؟

تنهد مرة ثانية: أنها لن تبقى هنا للأبد.. سترحل يوماً ما.. أريدها أن تتعود على غيابها.. تتعود على ذلك!

ضل ساكت لشوي و بعدها رجعت إبتسامته و ضربه على كتفه بخفة: برأيي أنت من يجب عليه أن يتعود على ذلك و ليست مايسي..

قطب حواجبه: ماذا تقصد؟

إبتسم له أكثر، قام و صار يمشي للغرفة: سأطمئن على مايسي! قالها و بعدها دخل الغرفة.

نزل عيونه عنه و هو يزفر، لهالدرجة واضح عليه، لهالدرجة هو مكشوف، قام و صار يمشي للمطبخ، هو لازم يعودها على بعدها و يعود نفسه، لازم يتعود لينسى أو حتى يقدر يتناسى، راح يتناساها، حرك رأسه بحزم على هالفكرة و بعدها صار يمشي للثلاجة!


***************************


مسقط...

بعد عدة أيام...

نظفت طاولة الغداء، غسلت الصحون، نشفت يدينها و طلعت تمشي للداخل، شافتهم جالسين على الكنبة بجنب بعض، إلتفتوا لها و إبتسموا، غصبت إبتسامة على شفايفها و لفت عنهم، جت بتمشي بس وقفتها.

سارة: أساور، ما تجلسي معانا؟

إلتفتت لهم و تكلمت بنفس إبتسامتها: آسفة بس مصدعة شوي، أروح أنام لنص ساعة و بعدين بطلع لكم!

حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت: أوكي، شوفي راحتك!

لفت عنها بدون أي كلمة و صارت تمشي لغرفتها.

إستغربت منها فإلتفتت لـ سجى: مانك ملاحظة أنها متغيرة هـ اليومين؟

حركت أكتافها بخفة: ما أعرف يمكن..، و هي تلف للتلفزيون: أو يمكن لا، مصدعة هـ اليومين!

سارة: أحسها هي و شهاب متزاعلين!

حركت عيونها بملل: رجعت حليمة لعادتها القديمة!

قطبت حواجبها و فضلت تسكت لا تكلمها في هالموضوع، يمكن هي مانها ملاحظة بس الزعل واضح عليها، متغيرة كثير، هادية و ما عادت تتكلم مثل قبل، ما عادت تضحك مثل قبل، نظراتها لشهاب كلها عتاب، هو أكيد غلط عليها، غلط و يمكن لين ألحين مانه مراضيها، إلتفتت لسجى و بعدها نزلت عيونها للأرض، يمكن هي دوم ملاحقتهم بعيونها، تنتبه لحركاتهم، لنظراتهم، لهمساتهم و عشان كذي ما تخبى عليها زعلهم، تعرف اللي تسويه غلط بس ما بيدها، تعودت على حركتها هذي، خايفة اللي تتوقعه لهم يصح، هي حبتها و ما تريدها تتأذي، ما تريدها تتأذى أبداً، تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم لحالها: الله يصلح حالكم!



غرفة شهاب و أساور...

دخلت الغرفة و سكرت الباب بهدوء، رفعت عيونها له لتشوفه جالس على مكتبه الصغير يلعب في تلفونه، نزلت عيونها عنه و صارت تمشي للسرير، جلست على الطرف، أخذت نفس و فكت شعرها، سحبت البطانية و إنسدحت، شبكت يدينها ببعض، حطتهم تحت خدها و غمضت عيونها، فتحتهم بعد فترة لما حست بشفايفه على خدها، حطت يدها على كتفه تبعده عنها و بهدوء غير اللي تحس فيه: شهاب بعد، مصدعة والله.. ماني فاضية لحركاتك!

مسك يدها و حاوطه بيدينه: أساور، حبي يعني لين متى بـ تضلي زعلانة مني كذي..، و هو يبوس كفها: إعتذرت منك، لين متى تريديني أرددها لك.. قلت لك غلطت آسف..

قاطعته و هي تجلس و تزحف لوراء: شهاب أنت تقولها بس ما تقصدها.. تتأسف ألحين بس بكرة بتكررها مرة ثانية..

قاطعها بدوره: أساور قلت لك ما يتكرر.. خلاص غلطت.. سامحيني..، إقترب منها ليطبع بوسة ثانية على خدها و من ثم يهمس: أحبك!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني: لا تكررها!

إبتسم و بعد عنها، و هو يقرص أنفها: إن شاء الله..، إلتفت لمكتبه و هو يسمع تلفونه يرن، إلتفت لها و قام: أنتي نامي، أنا برد على الإتصال و بعدها برجع لك!

حركت رأسها بالإيجاب و هو لف عنها يمشي للتلفون، أخذ التلفون من على الطاولة ليشوف رقمها، إرتبك، إلتفت لها شافها تعطيه ظهرها و تحط رأسها على مخدتها، لف للباب و طلع من الغرفة بسرعة، رد و هو يسكر الباب: نعم يمة...، لا موجود...، بس إنشغلت شوي...، آها...، و هو يقطب حواجبه: إيش؟ بهالسرعة؟...، يمة بس...، لا، ما كنت متوقع...، لا ماني متراجع...، آههم...، إن شاء الله...، إن شاء الله...، مع السلامة! سكر منها و تنهد بقوة، لف للغرفة، دخل و سكر الباب وراه، مشى للسرير و إنسدح بجنبها، أخذ نفس، حاوطها من بطنها و قربها له، تكلم و هو يحط خده على خدها: أنا آسف!

إبتسمت بخفة: مسامحتك!

أخذ نفس ثاني و زاد من مسكته عليها: أنا آسف أساور!

إبتسمت أكثر و ما ردت عليه.


***************************


دخلت الغرفة، سكرت الباب و صارت تمشي للكنبة، جلست، فسخت شيلتها و هي تأخذ نفس، رفعت عيونها لباب الحمام و هي تسمعه ينفتح، شافته يطلع و عيونه عليها فنزلت عيونها عنه بسرعة، ما رفعتهم مرة ثانية إللا لما سمعت باب الغرفة ينفتح، رفعتهم لتشوفه يطلع و يسكر الباب وراه، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها نزلت عيونها لحضنها، ترتبك منه، ترتبك منه من بعد آخر حركة صارت بينهم، ما إقترب منها مرة ثانية و لا حتى حاول، يمكن يفكرها رافضته، هي مانها رافضته بس ما تقدر تنسى أنه هو رفضها، حركت رأسها بالنفي تبعد هالذكرى بسرعة، أخذت نفس، كذي أحسن لهم، أحسن و أريح لهم، هي و هو ما يربطهم شيء، ما يربطهم غير وعد، وعد أنه بيرجع عدنان لها، وعد و هي تنتظر منه يوفي بوعده هذا، بعدها إيش ما تعرف، بـ تعرف في وقتها، رفعت عيونها للطاولة و هي تسمع تلفونها يرن، أخذته و بعدها فتحت عيونها، ردت بسرعة: ألو..........!

سكرت منه بسرعة، قامت و ركضت للمعلقة، سحبت عبايتها، لبستها و بعدها سحبت شيلتها و صارت تمشي للباب، طلعت و هي تلف الشيلة على رأسها، مشت لغرفة رنا، لقت الباب مفتوح فدخلت بسرعة، شافتها جالسة قدام لابتوبها فمشت لها و تكلمت: رنا ممكن مفتاح سيارتك؟!

إلتفتت لها و هي تشوفها بعبايتها، حركت رأسها بالإيجاب: ممكن بس..، و بإستغراب: وين رايحة في هـ الظهر؟

إرتبكت من سؤالها: عندي.. عندي شغلة ضرورية..، و هي تمد يدها: أريد المفتاح بسرعة!

رفعت حاجبها بإستغراب بس ما علقت، فتحت الدرج و طلعت المفتاح و هي تمده لها: خذ..، ما قدرت تكمل لأنها سحبته منها، لفت عنها بسرعة و طلعت تركض، إستغربت منها أكثر و قامت تلحقها، جت بـ تطلع من الغرفة بس طلع قدامها، تكلمت و هي تلف للدرج: وين رايحة زوجتك و هي مستعجلة كذي؟

ما فهم عليها: وين؟

إلتفتت له و من ثم وقفت عند الدرابزين و صارت تأشر عليها و هي تركض لباب الصالة: أخذت مني مفتاح سيارتي و قالت عندها شغلة ضرورية..، إلتفتت له شافته يقطب حواجبه: وين رايحـ..، سكتت و هي تشوفه يركض لغرفته بدوره، لحقته بإستغراب: فهد، إيش في؟

ما رد عليها، دخل غرفته، مشى للتسريحة و سحب المفتاح، طلع من الغرفة و ركض للدرج، نزل و طلع لسيارته، ركب، شغلها و حركها ليلحقها.

وقفت عند باب الشارع و هي مستغربة منهم: إيش فيهم؟!



بعد 25 دقيقة...

وقفت سيارتها في أحد المواقف، نزلت و صارت تمشي للداخل، دخلت لتلقى المطعم فاضي، مررت نظرها حوالين المكان لتشوفه جالس على إحدى الطاولات، معطيها ظهره، نزلت عيونها عنه بس رجعت رفعتهم له، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها صارت تمشي له، وقفت وراه و تكلمت: عـ...!



.

.

.

.

.



بـ نوقف هنا.. جزء الثاني من هالبارت راح ينزل بيوم الخميس
أو الجمعة إن شاء الله..

إنتظروني ..^^..



"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحة



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 12:42 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (20-2)...

It all went by so fast that it felt like it happened just yesterday

If I knew then what I know now, I would’ve never let you slip away

©

.

.

.

.

.



وقفت سيارتها في أحد المواقف، نزلت و صارت تمشي للداخل، دخلت لتلقى المطعم فاضي، مررت نظرها حوالين المكان لتشوفه جالس على إحدى الطاولات و معطيها ظهره، نزلت عيونها عنه بس رجعت رفعتهم له، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها صارت تمشي له، وقفت وراه و تكلمت: عبدالله!

إلتفت لها و بعدها زحف بكرسيه لوراء بسرعة و قام: أزهار!

نزلت عيونها عنه و من ثم رفعتهم له: أنت قلت لي أنك ما راح تتصل فيني إللا إذا جبت لي عدنان..، و هي تلتفت حوالينها: بس أنا ما أشوف أحد!

حرك رأسه بالإيجاب، سحب لها كرسي و بهدوء: إجلسي خلينا نتكـ..

قاطعته بسرعة: عبدالله أنا ما أقدر أتأخر.. أنا ماني هنا لأتكلم.. أنت قلت لي أنك بـ تجيبه لي..

قاطعها مرة ثانية و بنفس هدوئه: أزهار إجلسي بالأول، أوعدك ما راح تتأخري!

نزلت عيونها عنه مرة ثانية و أخذت نفس، إقتربت من الكرسي و جلست، رفعت عيونها له لتشوفه يجلس بمقابلها، نزلتهم للطاولة و هي تشوفه يمد لها ملف بأوراق: إيش هذا؟

أخذ نفس و تكلم: عدنان!

رفعت عيونها له بإستغراب: أنت إيش تقصد؟

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: هذا كل اللي قدرت أوصل له، إسمه، شكله، وظيفته، كل شيء تريدي تعرفي عنه بـ تحصليه في هـ الملف!

حطت يدها على الملف و هي تقربه من عندها بتردد، أخذت نفس و صارت تتصفحه، صفحته لكم من دقيقة و بعدها حركت رأسها بالنفي: ما يفيدني..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما عادت هـ الأشياء تفيدني..، و هي ترفع عيونها له: عبدالله، أنا أريد أعرف مكانه بس هالشيء صار مستحيل.. عدنان سافر.. سافر و ما أعرف لوين.. راح خـ..

قطب حواجبه و قاطعها بسرعة: من قال لك أنه مسافر، عدنان مانه مسافر، عدنان موجود هنا، وين بالضبط لين ألحين أنا ما قدرت أعرف بس هو مانه مسافر..، و هو يأخذ الملف عنها و يفتحه على إحدى الصفحات: تشوفي هـ العنوان؟

نزلت عيونها للورقة و هي تتذكر: أعرفه.. فهد أخذني لهناك بس قالوا لنا أنه..

حرك رأسه بالإيجاب: خبرني عنكم!

سكتت و هي مانها فاهمة عليه: عبدالله تكلم بسرعة، والله ماني قادرة أفهم عليك!

حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و تكلم: أول ما عرفت العنوان رحت له بنفسي طلع صاحب البيت و خبرني بروحتكم له، هو ضيع بطاقة فهد فكذي ما قدر يتصل فيه، خبرني أنه بعده موجود هنا، ما راح يسافر، ما راح يسافر لأنه عنده كم من شغلة يريد يخلصها..

حطت يدها على رأسها و هي تقطب حواجبها: بس لين ألحين يكون مخلص شغله..

قاطعها و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعتقد، هـ الكلام من أمس، مستحيل يكون خلص كل أشغاله في يوم..، و هو يأخذ نفس: لا تخافي، أوعدك أننا بنوصل له، بنوصل له عشانك!

سكتت و هي تغطي وجهها لتأخذ نفس تهدي حالها، كل شيء معقد، كل شيء يتعلق فيها يتعقد أكثر، الأيام بدل ما تحلها لها تزيدها تعقيد، مانها قادرة تنام، ما تقدر تغمض عيونها إللا و أفكارها تأخذها له، يا ترى هو إيش عنده، إيش يخبي؟ هو إيش مسوي ليتخبى كذي، ليهرب منها بـ هالطريقة، أخذت نفس ثاني و زفرت بضيق، تحس بخنقة، ما تريد تضل متعلقة بماضيها كذي بس ما راح تقدر تتقدم بدون ما تعرف اللي صار، هواجس عن ماضيها تلاحقها، كوابيس من ماضيها تجي لها، الومضات مانها راضية تتركها، زفرت مرة ثانية و نزلت يدينها، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم و قامت: أنت توعد و فهد يوعد، أنتو توعدوني بس محد منكم قادر يوصل له.. مانكم قادرين توصلوا له..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أترجاكم لا تعطوني هـ الأمل لـ يتحطم كذي.. أترجاك عبدالله.. أترجاك لا عاد تتصل فيني مرة ثانية إللا إذا كان عدنان معاك، إللا إذا كان هو معاك! قالتها و بعدها لفت عنه و صارت تمشي لبرع.

ضل واقف بمكانه يلاحقها بعيونه، مانها مثل قبل، ما عادت مثل قبل، إبتسامتها مختفية، عيونها ذبلانة و صوتها تعبان، جلس قدامها يمثل الهدوء و هو يحاول يتجاهل الضجيج اللي سوته دقات قلبه من وجودها، صارت صعبة، صعبة كثير، صعبة يتحكم بحاله، يمنع نفسه من أنه يقوم و يسحبها لحضنه، حط يد على قلبه و هو يحاول يأخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و هو يتمتم لحاله: صبرني يا رب.. صبرني!



بعد 25 دقيقة...

وقفت السيارة في كراج الفلة، نزلت و صارت تمشي للداخل، ركبت الدرج للغرفة، فتحت الباب لتشوفه جالس على الكنبة، منزل رأسه و سرحان في الطاولة قدامه، نزلت عيونها عنه، سكرت الباب و صارت تمشي للسرير، جلست و هي تفسخ شيلتها، أخذت نفس و زفرت بقوة، أخذت نفس ثاني و زفرت مرة ثانية.

رفع عيونه للتلفزيون المسكر يشوف على إنعكاسها، تنهد و هو يشوفها ترمي رأسها على أقرب مخدة، أخذ نفس و نزل عيونه عنها، لحقها لهناك، شافها معاه، كان بيدخل بس تتدارك، سمع كل كلمة دارت بينهم، هي محتاجة توصل لعدنان، توصل له بشدة، نزل عيونه للطاولة و سحب تلفونه من عليه، دور في الأرقام لين وصل لرقمه، ضل يشوف عليه لكم من ثانية، إلتفت يشوف عليها و من ثم لف و نزل عيونه للرقم، زفر، قام و ضغط على الإتصال، مشى للباب و هو يسمعه يرن، طلع و هو يسمع صوته من طرف الثاني، سكر الباب و تكلم: خلينا نتلاقى الليلة...، آها...، نفس المكان!


***************************


عدل مراية سيارته ليقدر يشوف على نفسه، عدل كمته و من ثم أخذ نفس يهدي حاله، رفع عيونه لباب الشارع و بعدها أخذ نفس ثاني و نزل، صار يمشي للباب و هو يحس بدقات قلبه السريعة، سريعة و تربكه، ما يعرف ليش يحس كذي، ما يعرف ليش مرتبك كذي، يمكن لأنه يفكرها بـ ترفضه، ترفض تنزل له، ترفض تشوفه، ما يلومها إذا رفضت بس ما ترفضه قبل ما تسمع اللي عنده، ما ترفضه قبل ما تعطيه فرصة ليصلح كل شيء، تعطي لزواجهم فرصة ثانية، دق الجرس و رجع بخطوة لوراء، ينتظر أحد يفتح له، حاول يقنع نفسه كثير، قال أنه ما يهتم، قال أنها ما تهمه، هي إختارت تبعد و تعيش بدونه عيل هو بعد بـ يقدر، ما راح يخلي بنت تأثر فيه كذي، ما راح يخليها تكسره كذي، طلع يلفلف الشوارع ليصفي باله، يبعدها عن تفكيره بس ما حس بحاله إللا و هو يوقف السيارة هنا، يمكن عنده فرصة ليرجعها له، يمكن علاقتهم تحتاج لبداية جديدة، بداية منه هو، ما راح يضيعها كذي، الكل يغلط، هو غلط و هي غلطت، ما لازم يوصلوها لـ كذي، ما لازم توصل لهنا، أخذ نفس و من ثم رفع عيونه و هو يشوفها تفتح الباب.

فتحت عيونها بإستغراب: عزيز؟!

إبتسم لها بهدوء: السلام عليكم!

إبتسمت بإحراج: و عليكم السلام!

تكلم بنفس إبتسامته: كيفك بسمة؟

حركت رأسها بالإيجاب: الحمد لله، أنت كيفك؟..، و قبل ما تعطيه فرصة يرد على سؤالها، كملت بسؤال ثاني: إيش جابك لهنا؟ جيت تشوف حنين؟

حرك رأسه بالإيجاب، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لها: جيت أكلمها..، و هو يأخذ نفس: ممكن تناديها لي!

ضلت تشوف عليه لشوي و هي مستغربة منه، متغير، فيه شيء متغير، مانه عزيز اللي تعرفه، نبرته كانت تحمل نوع من المرح اللي ما عاد موجود، عيونه كانت خبيثة و هـ الخبث ما عاد موجود، هو ما كان كذي من قبل، ما كان كذي أبداً، يمكن هي غيرته بدون ما تعرف، يمكن هو تغير عشانها، إبتسمت على هـ الفكرة و بعدها إنتبهت لحالها، فتحت الباب أكثر و تكلمت: تعال، إدخل، ما يصير تتكلموا عند الباب، بدخلك المجلس و أخبرها تنزل لك!

حرك رأسه بالإيجاب و دخل يلحقها للمجلس، دخلته و بعدها دخلت تركب الدرج لغرفتها، دقت على الباب و جا لها صوتها، فتحت الباب لتشوفها جالسة على سريرها و قدامها لابتوبها، إبتسمت لها و هي ردت بإبتسامة: إيش تسوي؟

عدلت جلستها و صارت تأشر على السرير بجنبها: تعالي شوفي..، و هي تلف للشاشة: أدور لي جامعات برع، أفكر أكمل دراستي بس ما هنا..، و هي ترجع تلتفت لها: بكلم بابا اليوم و أشوف رأيه في الموضوع!

حركت رأسها بالإيجاب، إقتربت منها و بهدوء: حنين.. أمم.. عزيز تحت..، سكتت و هي تشوفها تلتفت لها بسرعة، كملت بنفس هدوئها: جاي عشان يكلمـ..

قاطعتها بسرعة: لا..، و هي تقوم و تمشي لها: بسمة لا، ما أريد أنزل له..، و هي تحرك رأسها بالنفي و بإرتباك: إيش يريد مني؟ إيش جاي يسوي..، و الدموع تتجمع في عيونها: أنا ما أريده.. ما أريد.. بسمة خبريه يروح.. يروح.. أنا ما أريد أي شيء يربطني فيه.. ما أريد!

قطبت حواجبها و هي تشوف حالتها، سمعتها تقول أنها ترتبك من وجوده بس ما كانت تعرف أنها تخاف لهالدرجة، ما عرفت إيش تسوي غير أنها تحرك رأسها بالإيجاب و من ثم تلف عنها و تطلع لتنزل له، وقفت عند الباب تشوف عليه، منزل رأسه و يحرك رجله بتوتر واضح، تنهدت بقلة حيلة و تكلمت: عزيز!

رفع عيونه لها و من ثم وقف بسرعة

تنهدت مرة ثانية: آسفة بس ما رضت تنزل!

مرر يده على وجهه و هو يزفر بقلة حيلة، إقترب منها بخطوة و تكلم: بسمة الله يخليك، خليها تنزل، إقنعيها، أريدها تسمعني، تسمعني على الأقل مرة، ما يصير تسويه فيني كذي، راحت قبل ما تكلمني، إتصلت فيني بس لتطلب الطلاق و بعدها سكرت بوجهي، هي قالت اللي عندها، بس أنا..، و هو يأشر على نفسه: بس أنا عندي كلام أريدها تسمعه مني!

بسمة و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أعرف عزيز.. هي و أنت..

قاطعها بسرعة: بسمة، هي لازم تفهم، تفهم أنه مصيرنا انكتب ببعض ليش ما نتقبل و نحاول نصلح كل شيء، ليش ما تعطيني فرصة لأعطيها فرصة بدورها و نبدأ من جديد، إذا أنا غلطت فـ هي بعد غلطت، هي ما تقدر تحط اللوم علي و تطلع بريئة، اللي نحن فيه ألحين، فيه بسببنا نحن الإثنين، ما المفروض ننسى أو نتناسى، نسامح و نتقبل بعض!

تأكدت منه ألحين، هو ما عاد مثل قبل، إبتسمت له بهدوء لـ تطمنه: خلاص و لا يهمك، بحاول معاها، بخليها هي تكلمك بس ما اليوم..، و هي تلف للدرج و من ثم له: ما راح تنزل لك اليوم..، و هي تأخذ نفس: عطيني كم من يوم أقنعها فيه و بعدها برد عليك!

حرك رأسه بالإيجاب و إبتسم لها: شكراً!

إبتسمت له بدورها: و لا يهمك!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

تمشي بجنبه، يدها بيده، تبتسم لنفسها بحياء، مرة تنزل عيونها ليدينهم، مرة ترفعهم له و مرة تلتفت للنهر، نهر أفون، كانت تحلم في هاللحظة، حلمت فيه كثير، أول مرة يصير معاها كذي، أول مرة تحلم حلم و يتحقق لها، كانت تقول لنفسها أنها تتقدم له بخطوات صغيرة، خطوات حذرة، تتحكم بقلبها، تتحكم بس ما قدرت، كيف تقدر و قربه منها يجنن دقات قلبها و يجننها، كيف تقدر و كل نظرة منه، كل همسة منه تضعفها، حاولت تبعد، حاولت تنكر بس ما قدرت و هي تشوفها معاملته لها، صارت تحس بتغيره، صارت تحس بحبه لها، إبتسمت لنفسها و نزلت عيونها ليدينهم، راح تتمسك فيه بقوة هالمرة، ما راح تعطيه فرصة ليشوف على غيرها، ما راح تعطيه فرصة ليغلط مرة ثانية، هو وعدها و يعرف أنها ما راح تقدر تسامحه، ما مرة ثانية، حست بمسكته تزيد على يدها فـ رفعت عيونها تشوف عليه، وقفت و هي تشوفه يوقف و يلتفت لها.

مسك يدينها الثنتين و تكلم: ما بردتي؟ ما تعبتي من المشي؟

إبتسمت و حركت رأسها بالنفي: لا، الجو حلو اليوم و ماني تعبانة!

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب، إقترب منها و هي قطبت حواجبها بإستغراب، إبتسم و إقترب منها أكثر، إنحنى و طبع بوسة هادية على جبينها، فتحت عيونها بعدم تصديق، بعدته عنها بسرعة و صارت تلتفت حوالينها بحياء و إرتباك، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم عنه و بنفس حالتها: عماد.. نحن على الشارع!

كتم ضحكته و هو يشوف عيونها اللي ترمشهم بحياء و خدودها المحمرة، آخخ من خدودها المحمرة، ما تعرف أنها تجذبه لها أكثر، ما تعرف أنه يجن على هـ الإحمرار، يجن على حيائها، يجن على هـ الخجل، شعور ما مر فيه مع هانا، ما قدر يمر فيه معاها، لو كثر ما كان يقترب منها ما كان يحس مثل ما يحس هنا و معاها، رجفة يدينها بين يدينه تفضحها له، نظراتها المتشتتة، المرتبكة من قربه تفضحها له، دقات قلبها السريعة و العالية تفضحها له، ما كان يحس بـ هالشعور، ما حس كذي إللا معاها، صاير يجن بكل صغيرة فيها، صار يعشقها هـ البنت، يعشقها بكل تفاصيلها، إبتسم لنفسه أكثر و سحب يدها منها: خلينا نكمل مشي! قالها و صار يمشي.

إبتسمت بخفة و هي تمشي معاه، نزلت رأسها بحياء و بعدها رفعته لتشوف شاب طويل، ماسك يد بنت شقراء صغيرة و يضحك معاها، ذكروها فيهم فـ تنهدت، من بعد آخر مرة ما شافته و لا شافتها هي، ما عادت تجي لها و هي مستغربة من هالشيء، طلعت كم من مرة على البلكون لتلقى باب بلكون الثاني مسكر، يا ترى إيش صاير، هم بخير؟ تنهدت مرة ثانية و بعدها إنتبهت لحالها، إلتفتت له و من ثم إلتفتت للقدام بس رجعت إلتفتت له: عماد!

تكلم بدون ما يلتفت لها: همم؟

وقفت و وقفته، و هي تدوره لها: أنت.. أمم.. أقصد..، و هي تأخذ نفس: أنت ليش ما تحاول تصلح اللي بينكم؟ ليش ما تتفاهم معاه و تعطيه فرصة؟

قطب حواجبه و هو مانه فاهم عليها: أصلح إيش؟ أنتي تتكلمي عن..

قاطعته بسرعة: أخوك مصعب!

قطب حواجبه أكثر و ما رد عليها

إقتربت منه بخطوة و بنفس هدوئها: مانها غلطته، مانها غلطة أحد غير عمي، المفروض ما يخبي عليكم، المفروض ما يصدمكم كذي، هو ما رضى يتقبلك لأنه يحسبك مثل أبوك.. أنت لازم تحاول معاه.. ما يصير تخسر أخ كذي.. حاول تثبت له أنك مانك مثله.. حاول تكسبه!

رفع عيونه لها: فرح أنا..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف، ما أقدر..

قاطعته بسرعة: جاوبني بصراحة، أنت ما حبيت مايسي؟

سكت لشوي، ما يقدر ينكر أنه حب هـ الصغيرة، تعلق فيها بسرعة بس أخوها، أخوها غير، ما يقدر يطيق وجوده و هو متأكد أنه بدوره ما يطيقه، تنهد و رفع عيونه لها: حبيتها هي بس مصعب..

قاطعته مرة ثانية: لا تحكم عليه قبل ما تتعرف عليه، أنتو ما شفتوا بعض إللا كم من مرة و كل مرة كنتوا مقهورين من بعض، إلتقوا مرة و تكلموا بهداوة، تعرفوا على بعض و يمكن تكتشفوا أنكم أصلاً تشابهوا بعض!

حرك رأسه بالنفي: لا، ما أعرف.. ما أحس أني بقدر..

سحبت يده و بحزم: تقدر، عماد أنت تقدر إذا حاولت!

إبتسم على حركتها، نزل عيونه ليدها و من ثم رفعهم لعيونها، و هو يأخذ نفس: أجرب و أشوف بس إذا ما دخل مزاجي، ماني بمجرب مرة ثانية، هو بطريقه و أنا بطريقي!

إبتسمت بفرح و حركت رأسها بالإيجاب: مرة تكفي، صدقني بيدخل مزاجك..، و هي تلف لتمشي: أخوك بس أنا عرفته قبلك.. راح تحبه..، و هي تلتفت له: خلينا نشوف لنا يوم و نعزمه هو مايسي عندنا على عشاء، أنا بشغل مايسي معاي و أنتو تعرفوا على بعض!

حرك رأسه بالإيجاب و لف للقدام: نشوف!

إبتسمت و صارت تمشي معاه.


***************************


مسقط...

قامت من على سجادتها، كسفتها و حطتها على الطاولة، مشت للسرير و هي تفسخ جلبابها، جلست على السرير و حطت الجلباب على الكمدينة، أخذت نفس و تمددت على ظهرها، غمضت عيونها، فتحتهم و رفعتهم للسقف، غمضتهم مرة ثانية و شبكت يدينها على بطنها، وعدها أنه بـ يسمعها بس لين ألحين ما جا لها، ما ركب لها، محبوس بغرفتها، ما تخليه يطلع من عندها، ما تخليه يتحرك من جنبها، صار ما يداوم بسببها، حتى صلواته صار يأديها بغرفتها، عرفت هالشيء من خالته، خالته اللي كل شوي تركب لها لـ تتطمن عليها، فتحت عيونها و إلتفتت لـ كمدينة الطرف الثاني، صينية عشاء، جابتها لها قبل شوي، ما لمست الأكل لأنها ما قدرت، مانها قادرة تبلع، تحس بغصة، بقهر، مقهورة من نفسها لأنها صدقتها من البداية، مستحيل تتغير، مستحيل أي شيء يقدر يغيرها، رفعت عيونها للباب و هي تسمعه ينفتح، جلست و رجعت شعرها لوراء، شافتها تبتسم لها فنزلت عيونها عنها، صارت صعبة تبتسم لها، صعبة تبتسم لأي أحد و هي تحس كذي، رفعت عيونها لها مرة ثانية لما حست بيدها على رأسها.

إلتفتت للصينية و من ثم لها و صارت تمسح على رأسها بهدوء: يا بنتي ليش ما أكلـ..

قاطعتها و بهدوء غير اللي تحس فيه: ماني مشتهية..، سكتت شوي و بعدها كملت: وينه ألحين؟

تنهدت بقلة حيلة: عندها، بغرفتها!

نزلت عيونها لحضنها: لين متى..، و دموعها تتجمع في عيونها: لين متى بـ تحبسه عندها كذي، تريد تقنعه صح؟ تقنعه ليتركني..، و دموعها تنزل: ليطلقني!

حركت رأسها بالنفي بسرعة و حاوطتها من أكتافها: يا بنتي لا تقولي كذي، عبدالرحمن عاقل، ما راح يسمع منها كذي..

حركت رأسها بالنفي بدورها: عبدالرحمن عنده كل العالم بطرف و أمه بطرف لحالها، راح يختارها علي.. متأكدة أنه يختارها علي! قالتها لتنزل رأسها و تبكي!

تنهدت مرة ثانية بس ما عرفت إيش تقول لتهديها، حضنتها و صارت تمسح على رأسها.



تحت – بغرفة زبيدة...

رمش عيونه بتعب و هو يحسها تثقل، عدل جلسته على الكرسي و رفع عيونه لها، شافها تشوف عليه و هي ترمش عيونها بهدوء، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لها و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: نامي يمة!

حركت رأسها بالإيجاب و غمضت عيونها

رجع ظهره لوراء يسنده بظهر الكرسي، مرر يده على وجهه و بعدها تكتف، أخذ نفس و زفر بتعب، تعبان و رأسه ثقيل، صار له كم من يوم ما ذاق النوم، ما قدر و هو يحس بعيونها عليه، كان مفكر أنه بـ يهديها كالعادة و بـ تهدأ، كان مفكر أنه بيروح لنمارق ليكلمها بس ما قدر، قام كلما فكرها نايمة بس ما وصل للباب إللا و هي تنادي عليه، تلاحقه بنظراتها، تلاحقه حتى و هو يمشي حوالين الغرفة، كلمة وحدة على لسانها "طلقها"، زفر بقوة و بعدها إنتبه لحاله و هو يشوفها تفتح عيونها، نزل عيونه عنها، رجع رأسه لوراء و غمض عيونه!


***************************


وقف سيارته بطرف الشارع و رفع عيونه للسيارة اللي واقفة قدامه، أخذ نفس، فتح الباب و نزل، مشى للسيارة ليلقاها فاضية، إلتفت حوالينه ليشوفه جالس على أحد الكراسي البعيدة و عيونه عليه، نزل عيونه عنه و من ثم رفعهم له و صار يمشي له، جلس بجنبه على الكرسي و إلتفت له، جا بيتكلم بس هو تكلم قبله.

عبدالله و هو يلتفت له: إيش تريد مني؟

رفع عيونه لعيونه: تفكر أنك بتكسبها بـ هالطريقة؟

سكت شوي يحاول يفهم اللي يقوله، نزل عيونه عنه، إبتسم و بعدها رفعهم له: خبرتك؟

حك حاجبه و هو يأخذ نفس: خبرتني ما خبرتني ما يهمك.. أنا ماني هنا لأتكلم عن اللي صار اليوم!

قطب حواجبه: عيل إيش تريد منـ..، سكت و بعدها قطب حواجبه أكثر: لا تقول لي أنساها لأني قلت لك من قبل و ما أعتقد أني لازم أكرر نفسي لك، هالشيء مستحيل! قالها و بعدها سكت ينتظر رد منه بس هو ما تكلم، إستغرب منه: فهد، إيش فيك؟

تنهد بقلة حيلة و إلتفت له: عبدالله خلينا نحاول مع بعض.. نحاول لنوصل لعدنان مع بعض.. لا أنت قادر توصل له لحالك و لا أنا.. أنت وعدتها و أنا وعدتها.. محيرين البنت بيننا.. ما بـ نخفف عليها كذي بالعكس نزيد عليها.. متعبينها معانا..، و هو يتنهد مرة ثانية: أنا ما أريدها تتأذى و متأكد أنك ما تريدها تتأذى..، سكت لشوي و بعدها كمل: خلينا نحاول مع بعض.. إذا ما عشان الصداقة اللي كانت تربطنا بيوم.. عشان البنت اللي نحن الإثنين متعلقين فيها! خلص كلامه و سكت لدقيقة، دقيقتين، ثلاثة دقائق ينتظر رده، ما تكلم فنزل عيونه عنه و قام: شكلي غلطت لما جيت لك! لف عنه و جا بـ يمشي بس وقفه، إلتفت يشوف عليه شافه يوقف و يرفع أكمام دشداشته.

أخذ نفس و تكلم: بروح لعنوانه القديم، أسأل عنه، تجي معاي؟

إبتسم بخفة و حرك رأسه بالإيجاب.

إبتسم بدوره و صار يمشي لسيارته: إلحقني بسيارتك!

حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و صار يمشي للسيارة، جا بـ يركب بس وقفه مرة ثانية، إلتفت له ليشوفه يفتح باب سيارته و يلتفت له.

عبدالله: ما وافقت عشانك..

قاطعه و بنفس إبتسامته: أعرف..، و هو يفتح باب سيارته: ترى حتى أنا أعرف العنوان، بسبقك!

ضحك بخفة: نشوف!

ضحك بدوره، ركب سيارته بسرعة، شغلها و بعدها حركها، ضحك على حركته أكثر و بعدها حرك رأسه بقلة حيلة، ركب السيارة، شغلها و حركها ليلحقه!


***************************


حطتها في منزها، عدلت لها بطانيتها و وقفت تمرر أصابعها في شعرها بهدوء، طول شعرها، يوصل لأكتافها، إبتسمت و هي تعدل غرتها، عدلت وقفتها و وقفت تشوف عليها لـ لحظة، كبرت و المنز صار ضيق و صغير عليها، كبرت بسرعة، ما حست فيها، تتذكر أول مرة شافتها، تتذكر أول مرة حملتها بين يدينها، كان بيوم اللي طاح في حديقتهم، طاح و هو ما حاس بحاله، أبداً ما فكرت أنه يجي يوم و ترتبط فيه كذي، أبداً ما فكرت أنه هي و هو راح يجتمعوا تحت سقف واحد و بـ هالطريقة، ما تعرف كيف تعلقت فيه، ما فكرت هالشيء ممكن، ما تعرف كيف بس حبته، حبت عادل السكير، إبتسمت لنفسها بخفة، ما عاد كذي، ما عاد عادل السكير، أخذت نفس و هي تتمتم لنفسها: الحمد لله!

لفت و صارت تمشي لبرع الغرفة، طلعت و صارت تمشي لبرع الجناح، سكرت الباب و هي تسمع صراخهم و ضحكاتهم توصل لها، إبتسمت أكثر و صارت تمشي للدرج بسرعة، صارت تنزل و هي تمرر نظرها عليهم، جالسين قدام التلفزيون مع بعض، التوأم متمددين على الكنبة يضحكوا، فراس جالس على الأرض يشجعه، و هو و سامي مندمجين باللعبة، يلعبوا "بلايستيشن 3"، يصرخوا على بعض من الحماس و بعدها يضحكوا، مررت نظرها حوالينهم، علب بيتزا مفتوحة، منها مأكولة و منها ما ملموسة، علب لمشروبات غازية مرمية هنا و هناك، كتمت ضحكتها على حالهم و صارت تمشي لهم: مستمتعين؟

الثلاثة اللي جالسين على الأرض ما إلتفتوا لها أما التوأم فإلتفتوا لها بسرعة و بصراخ: مــا يــصــيــر!

قطبت حواجبها و رمت حالها على الكنبة بوسطهم: ليش؟

قطبوا حواجبهم بدورهم: هذي جلسة شباب/ روحي ما نريدك معانا!

ضحكت و صارت تعدل جلستها: جالسة هنا و ماني رايحة لمكان! قالتها و هي تكتف يدينها على صدرها و تلتفت للتلفزيون، شافته يرمي الجهاز بقهر، يقوم و بصوت عالي: يا أخي أنت غشاش!

ضحك على حالته و أخذ الجهاز من على الأرض و هو يمده لفراس: تلعب؟

إبتسم بفرح و حرك رأسه بالإيجاب، زحف لعنده و أخذ الريموت.

إبتسم على حالته و بعدها إلتفت لوراء، شافها جالسة ما بين التوأم تبتسم له، إبتسم أكثر و تكلم: تلعبي؟

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لا، ما أعرف، أكتفي بالمشاهدة!

حرك رأسه بالإيجاب و إلتفتت للتلفزيون، إبتسمت أكثر و إلتفتت لـ سامي اللي رمى حاله على الكنبة المنفردة و إلتفت للتلفزيون، قامت من مكانها و مشت له، جلست على الطرف و حاوطته من أكتافه، إبتسم على حركتها و رفع عيونه لها، إبتسمت و طبعت بوسة هادية على رأسه: طلعت النتائج؟

حرك رأسه بالإيجاب و تنهد: كنت أريد الطيران بس ما راح يقبلوني فسجلت الطب!

حركت رأسها بالإيجاب: و قبلوك؟

حرك حواجبه و إبتسم لها: إيش على بالك، يقدروا يرفضوني!

ضحكت و ضربته على كتفه بخفة: هذي الثقة و لا بلاش!

إبتسم أكثر و كمل: لكل مرض في علاج صح؟..، و هو يأخذ نفس: أريد ألاقي علاج لمرضي، يمكن اللي هم مانهم قادرين عليه، أنا بقدر عليه!

إبتسمت له أكثر و طبعت بوسة ثانية على رأسه: إن شاء الله، إن شاء الله يا رب!




.

.

.

.

.



.

.

.




بعد فترة...

ركبت للجناح بعدما رتبت الصالة و عدلت الكنبات، فتحت الباب و سكرته وراها، مشت للغرفة، دخلت و هي تشوفه واقف قدام المراية يعدل قميصه و هو راسم إبتسامة غريبة على شفايفه، رفعت حاجبها بإستغراب، سكرت الباب و صارت تمشي له، لف لها و هي وقفت قدامه: إيش فيك؟

إبتسم أكثر: و لا شيء!

رفعت حاجبها أكثر: عيل ليش هـ الإبتسامة؟

ضحك بخفة: و لا شيء بس تذكرت التوأم!

قطبت حواجبها: إيش فيهم!

ضحك أكثر و صار يمشي للسرير: ينادوني عادل الصياح!

فتحت عيونها و إلتفتت له: هم إيـش؟

رمى حاله على السرير: هههههه.. ينادوني.. عـ.ـادل هههه.. عادل الصياح.. ههههههه!

إبتسمت بقلة حيلة و بعدها إختفت إبتسامتها، حطت يدها على فمها، لفت عنه و ركضت للحمام، إستغرب من حركتها فقام و لحقها بسرعة، وقف عند الباب و هو يشوفها معطيته ظهرها و مائلة بجسمها على المغسلة ترجع، قطب حواجبه و تكلم: ناهد أنتي بخير؟

فتحت الماي و هي تأخذ نفس، إلتفتت له و من ثم لفت عنه: لا تخاف.. ما فيني شيء..، و هي ترجع تلتفت له: هذا كله بسبب بيتزا الباردة اللي أكلتها!

قطب حواجبه أكثر و هو مانه مقتنع من ردها: بس أنتي من الصبح و حالتك كذي، متأكدة أنك بخير؟

حركت رأسها بالإيجاب، سكرت الماي و إلتفتت له بإبتسامة: بخير!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يطلع: تعالي نامي!

حركت رأسها بالإيجاب بس ما تحركت من مكانها، شافته يختفي فـ إختفت إبتسامتها، إلتفتت للمراية و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها، نزلت عيونها لبطنها و من ثم رفعت يدينها تتحسسه، أخذت نفس ثاني و رفعت عيونها للمراية بإرتباك، معقولة؟ معقولة تكون حامل؟ حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، هي تتمنى بس ما تعرف إذا هو مستعد لهالشيء، هي تحلم بس ما تعرف إذا هو بـ يرضى ليكون جزء من حلمها، ما بهالسرعة، و هي تحرك رأسها بالنفي، ما بهالسرعة، هي لين ألحين ما تعرف إذا هو قدر يتقبلها و لا لأ، يكلمها، يبتسم، يضحك معاها بس بالليل يعطيها ظهره و يلف عنها، إلتفتت للباب و مشت تطلع من الحمام، رفعت عيونها له، شافته منسدح بطرفه و كعادته معطيها ظهره، هو مانه مستعد لهالشيء، مستحيل يكون، إذا هو مانه قادر يتقبلها فما راح يقدر يتقبل اللي ببطنها، ما راح يقدر!

مررت يدها على وجهها بإرتباك، أخذت نفس و مشت للسرير، جلست بطرفها و فكت شعرها، حطت مشبكها على الكمدينة، تمددت و هي تشوف على ظهره، غمضت عيونها و هي تدعي أنه ما يكون اللي في بالها، ما يكون طفل يكبر بداخلها، ما لأن هي ما تريده، هي تتمناه أكثر من كل شيء بس لأنه هو ما راح يقدر، حست بحركة ففتحت عيونها تشوف عليه، شافته يقترب منها فـ جت ترجع رأسها لوراء بس تفاجأت و هي تحس بيده على رأسها يمنعها: عاد..، جمدت و هي تحس بشفايفه على خدها، رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بدقات قلبها الجنونية!

بعد شفايفه بعدما طبع بوسة هادية على خدها، رجع رأسه لمخدته و رفع يده يمسح على خدها المحمر: شكراً!

ضلت ترمش عيونها بنفس حالتها، تحس بحرارتها ترتفع، ترتفع لتحمر أذونها كثر ما إحمرت خدودها، تشوفه يبتسم لها و تحس بأصابعه على خدها بس مانها قادرة تستوعب، غمضت عيونها لـ لحظة تأخذ نفس، فتحتها و هي تأخذ نفس ثاني: ليش؟

إبتسم لها أكثر: على كل شيء! نزل يده عن خدها ليسحب يدها منها، يشبك أصابعه بأصابعها و بعدها يغمض عيونه، ضلت على نفس حالتها لكم من دقيقة تستوعب، نزلت عيونها ليدينهم و إبتسمت لنفسها، يمكن هو تقبلها بس هي ما حست بـ هالشيء، يمكن هو نساها، نساها ليبدأ معاها، يمكن حتى..، و هي تبتسم لنفسها، يمكن حتى حبها، إبتسمت أكثر و هي تحس نفسها شوي و تطير من الفرحة، ما عرفت إيش تسوي فغمضت عيونها و إبتسامتها كل شوي و تكبر!

فتح عيونه و إبتسم على شكلها، نزل عيونه ليدينهم و من ثم رفعهم لها، ما يقول أنه نساها، مستحيل يقدر بس يحاول بكل اللي يقدر عليه، يحاول يتناساها، هو ما كان يقدر لحاله، ما قدر و عشان كذي ضاع، يمكن هو كان محتاج لأحد، محتاج لها لتوقف بجنبه، توقف معاه لحتى يقدر، بسببها هو صار يعيش مرة ثانية، بسببها هو صار يضحك مرة ثانية، بسببها هو صار يحب مرة ثانية، نزل عيونه ليدينهم، يمكن ما حبها هي بس حب كل اللي حوالينه، يمكن قلبه ما دق لها هي، بس قلبه صار يدق بالحياة مرة ثانية، رفع عيونه لها، يمكن ما ألحين بس إذا حاول يمكن قلبه يدق بحب لغير نجوى، يدق بحب لناهد!


***************************


بعد يومين...

حطت الغداء على طاولة المطبخ و جلست تنتظره ينزل لها، عبدالله طلع لدوامه و هو خلصت دروسه الصيفية فما عاد يروح للكلية، جلست لكم من دقيقة هادية عيونها على الباب بس ما في أي أثر له، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار 1:30، ما نزل لها على الفطور و لين ألحين ما طلع من غرفته، معقولة يكون نايم؟ تنهدت بقلة حيلة و قامت تركب له لتطمئن عليه، مشت للدرج و ركبت لغرفته، فتحت الباب لتشوفه يطلع من الحمام و هو ينشف وجهه بالفوطة، إبتسمت له: توك صحيت؟

حاول يرد عليها بإبتسامة بس ما قدر، إكتفى بأنه يحرك رأسه بالإيجاب و ينزل عيونه عنها

إختفت إبتسامتها و هي تشوف حالته، هي تعرفه، تقدر تحس فيه، ما عاد يقدر يكمل بإبتسامته المغصوبة، ما عاد يقدر يكمل بتمثيليته، جلست على السرير و صارت تأشر بجنبها: تعال!

رفع عيونه لها و من ثم نزلهم، أخذ نفس و مشى لها، جلس بجنبها و سكت ينتظرها تبدأ، حاوطته من أكتافه و تكلمت بهدوء: حبيتها؟

غمض عيونه بقلة حيلة و ما رد عليها، ما رد لأنه ما عرف بإيش يرد، حبها؟ حبها بعد إيش؟ بعدما أقرفها من قربه و زرع الخوف في قلبها، خوف منه، خوف من مواجهته، مانها راضية تعطيه فرصة ليتكلم، مانها راضية تسمعه، ما تريد تطلع له، رافضته، رافضة و هو ما كان يعرف أنه رفضها بـ يألمه كذي، هو لو كان يقدر كان منع قلبه ليدق لها، هو لو كان يقدر كان ما سمح لنفسه يحبها بس هو بنفسه ما يعرف متى و ليش و حتى كيف بس حبها، حبها هي ما غيرها، تنهد و فتح عيونه، يمكن تعرف أنه معلق قلبه عليها و عشان كذي تقسي عليه، يمكن تعرف أنه صار يتعذب بدونها و عشان كذي راح تحرمه من نفسها، طلعت أقسى مما كان يتصورها، إنتبه لحاله لما حس بيد أمه على خده، رفع عيونه لها و هو يتذكر سؤالها، "حبيتها؟"، أيوا حبها، حبها بعدما خسرها، ضيعها من بين يدينه!

مررت أصابعها على خده بهدوء و تكلمت: تريدني أكلمها لك؟

حرك رأسه بالنفي و أخذ نفس: لا يمة.. لا تتعبي حالك..، و هو يزفر بتعب: مانها راضية تسمع من أي أحد.. هي رافضتني و رافضة كل شيء يتعلق فيني، ما راح تسمعك..

قطبت حواجبها: بس يا ولدي..

قاطعها و هو يمسك يدها: لا يمة خلاص.. ما راح أكون أناني و أعلقها في هالإرتباط أكثر من كذي.. إذا هي تريد الطلاق فـ بطلقها.. كل واحد يشوف طريقه!

حاوطت يده بيدينها الثنتين: يا ولدي تقدر؟

إبتسم على حركتها و نزل عيونه ليدينهم: أقدر يمة..، و هو يرفعهم لها: أقدر ليش ما أقدر.. يومين و أنسى.. يومين و ترجع حياتي مثل أول و أحسن..، و هو يضغط على يدها: عندي إحساس بأن أيام حلوة تنتظرني!

إبتسمت على جملته: تخدعني؟

إبتسم لها أكثر بس حرك رأسه بالإيجاب، نزلت عيونها ليده، رفعتهم له لتشوفه ينزل عيونه بدوره و إبتسامته تصغر، تصغر تدريجياً لحتى تختفي، إنقبض قلبها عليه، ما تريد تشوفه كذي، ما تريد تشوفه يتوجع كذي، خايفة لأنها ما تريد تشوف عبدالله ثاني، ما تريد تشوفه مثله، يتنفس، يتكلم، يضحك، يطلع بس عيونه حزينة، عيونه دوم حزينة، كيف ما تكون و هو يمشي بـ قلب محطم و أحلام معلقة، إمتلت عيونها بالدموع فنزلتهم، حركت رأسها بقلة حيلة و صارت دموعها تنزل.

رفع عيونه لها ليشوف دموعها تتدحرج على خدها وحدة وراء الثانية، قطب حواجبه بقوة: يمة..، و هو يحاوطها من أكتافها: ترى والله مانها مستاهلة.. مانها مستاهلة دموعك..، و هو يطبع بوسة هادية على رأسها: لا تبكي الله يخليك يمة.. ما عشاني.. ما أستاهل صدقيني..، سكت لأنها صارت تبكي أكثر، قطب حواجبه أكثر و تكلم بسرعة: إنزين أستاهل.. أستاهل إذا تريدي.. بس ما كل هـ الدموع.. يكفي خلاص..، و هو يمسح دموعها: بسك يمة خلاص!

حطت رأسها على كتفه و غمضت عيونها بتعب، كل اللي تمنته في حياتها تشوف أولادها مبسوطين بس كأنه صارت هـ الأمنية بعيدة، ما تحط رأسها على المخدة إللا و يأخذها فكرها لهم، محروق قلبها على ليلى، تحملت كثير و لين ألحين تتحمل، ما راح تقدر بدونه، إذا صار له شيء بـ تنهار و إذا هي إنهارت البنات إيش بـ يصير فيهم، محروق قلبها على عبدالله، حب و كبر ليكبر حبه معاه، حلمها و بعدها انتزعوها منه، صارت حلم مستحيل يتحقق، و ألحين عبدالعزيز، مانها قادرة تشوف أولادها بهالحالة، هي إيش سوت لتتعاقب كذي، لتتعاقب فيهم كذي، إنتبهت لحالها فبعدت هالأفكار بسرعة، أستغفرت و ضلت تستغفر لين هدت، بعدت رأسها عن كتفه، قامت و تكلمت: حطيت الغداء يا ولدي، إنزل..

قاطعها بسرعة و هو يقوم: أتغدى يمة، أتغدى و لا يهمك..، و هو يطبع بوسة على جبينها: أي شيء و لا ترجعي تبكي كذي!

إبتسمت له بهدوء و لفت تطلع من الغرفة، أخذ نفس ليهدي حاله و بعدها طلع يلحقها.


***************************


جلست على السرير بجنبها و هي تمسح على رأسها بهدوء: فكري يا حبيبتي فكري، لا تظلميه كذي!

حركت رأسها بالنفي و صارت تبكي أكثر: قلت لكم ما أريده.. مـ.ـا أريده ليش تغصبوني عليه كذي..، و هي تلتفت لها: عـ.ـزيز كسرني يا بسمة.. كسرني و أنا ما راح أقدر معاه.. ما مـ.ـرة ثانية..

قطبت حواجبها و ضلت ساكتة لشوي تهدي حالها، لا تقول شيء و تندم عليه، صار لها ساعة تحاول معاها، تحاول تكلمها و تفهمها أنه ما يصير تأخذ هـ القرار بدون ما تسمعه، بـ هالطريقة هي تكون تظلمه و تظلم نفسها بعد، إيش لو زواجهم يتصلح، ليش تضيعه بـ هالسهولة؟ معقولة ما كان يعني لها، ما تأثرت فيه، ما تعلقت فيه، أبداً؟ ما تصدق، العشرة تغير المشاعر، يمكن هي ما حاسة بنفسها ألحين، يمكن خوفها يتحكم عليها، يعميها من أنها تشوف حبها له، يمكن ما حبته بس أكيد تكون لانت عليه، مال قلبها له و لو لشوي بس هي مانها قادرة تشوف هالشيء، مانها قادرة لأنها تسمح لخوفها يتحكم عليها، خايفة ما تحس بحالها إللا لما تكون تأخرت، ما تريدها تندم، ما تريدها تطيح في متاهات " لــو"، تنهدت و هي تحاول مرة ثانية: حنين..

قاطعتها بسرعة و هي تبعد يدها عن رأسها: بسمة الله يخليك بس.. أنا ما أريد أسمع إسمه.. أنا ما أريد أي شيء يذكرني فيه.. هو غلط..

تنرفزت منها فـ ما قدرت تمسك حالها، قامت بسرعة و إنفجرت بوجهها: بـسـك تـلـومـيـه عـلـى كـل شـيء صـار مـعـاك.. إذا عـزيـز غـلط عـيـل أنـتـي بـعـد غـلـطـتـي.. لا تـنـسـي أنـك أنـتـي الـلـي أجـبـرتـيـه يـغـلـط كـذي.. أنـتـي الـلـي أجـبـرتـيـه.. صـح هـو تـمـادى مـعـاك بـس أنـتـي سـكـتـتـي.. صـح هـو غـصـبـك بـس أنـتـي كـذبـتـي.. قـادرة تـشـوفـي كـل أغـلاطـه بـس إنـعـمـيـتـي لأغـلاطـك.. لـيـش أنـتـي بـ هـالأنـانـيـة.. لـيـش الـكـل بـ هالأنـانيـة.. تـشـوفـوا سـعـادتـكـم و بـس.. تـشـوفـوا الـلـي يـريـحـكـم و بـس.. مـا يـهـمـكـم إذا غـيـركـم يـكـون يـتـعـذب بـسـبـبـكـم.. مـا يـهـمـكـم إذا غـيـركـم يـبـكـي بـسـبـبـكـم..، إقتربت منها و مسكتها من كتفها: تـركـتـيـه و مـشـيـتـي عـنـه.. مـانـك راضـيـة تـردي عـلـى إتـصـالاتـه.. مـانـك راضـيـة تـشـوفـيه.. سـألـتـي نـفـسـك هـو كـيـف يـكـون.. سـألـتـي نـفـسـك هـو إيـش يـحـس.. لا.. لأنـه هـو مـا يـحـس صـح؟.. هـو مـا يـتـألـم مـثـلـك.. مـا يـنـكـسـر مـثـلـك.. أنـتـي أنـانـيـة و فـيـصـل أنـانـي!!

قالتها لترجع بخطوة لوراء، ترجع لتلتقط أنفاسها، نزلت عيونها للأرض و بعدها رفعتهم لها، شافتها تمسح دموعها بسرعة، تبلع شهقتها و تقوم، تحاوطها من أكتافها و بعدها تقول بأهدأ ما عندها: بسمة أنتي بخيـ.ـر؟

رمشت عيونها و نزلتهم عنها، نزلتهم و هي تحاول تستوعب اللي صار، غمضت عيونها و هي تحط يدها على رأسها بقلة حيلة، ما كان لازم تقول اللي قالته، ما كان لازم تنقلب كذي، هي ما حست بحالها، ما حست إللا بالكلام يطلع منها من غير وعي، كلام يمكن كانت كاتمته في قلبها لفترة، كلام له هو ما لها، حست بدموعها تحرق عيونها فـ فتحتهم، لفت عنها و صارت تمشي للباب: أنا آسفـ.ـة! قالتها و هي تحط يدها على فمها لتكتم شهقتها، فتحت الباب و طلعت تركض لغرفتها بسرعة، دخلت، سكرت الباب و بعدها رمت حالها على السرير لتستسلم لشهقاتها، تعبت، تعبت من التفكير، كل يوم تتأمل و تخيب، ما عادت تقدر على كذي، ما تقدر تعيش في هالخوف، معلقها و ما تعرف إيش ينتظرها منه، معلقها بخوفها، دفنت رأسها في مخدتها و صارت تبكي أكثر.



بعد فترة...

سكرت الحنفية و لفت تطلع من الحمام، سكرت الباب و سحبت فوطتها من على المعلقة لتنشف وجهها، مشت للتسريحة، وقفت قدام المراية تشوف على عيونها المحمرة، نزلت عيونها و هي تتنهد بقلة حيلة، رفعتهم مرة ثانية و هي تسمع الباب ينفتح، شافتها تدخل و إبتسامتها من أذن لأذن، نزلت عيونها مرة ثانية لا تنتبه لها، حست بيدها على كتفها فدارت لها: ماما..

قاطعتها و بنفس إبتسامتها: بسمة يا حبيبتي فيصل رجع!

رفعت عيونها لها بسرعة: رجع؟!؟

حركت رأسها بالإيجاب: ما هو كان مسافر، رجع يا ماما رجع..، و هي تمسك يدها: تعالي إنزلي، تحت جالس مع أبوك، يريدك..، و هي تأخذها للباب: يللا!

سحبت يدها منها و هي تحاول تستوعب، فيصل هنا؟ يريدها؟ رجع؟ رجع لها؟ رفعت عيونها لأمها: ماما..، ما قدرت تكمل لأنها مسكت يدها و صارت تسحبها للدرج: يا بنتي ما حلوة نتأخر عليه، جاي لك مشتاق من السفر و أنتي تتدلعي عليه!

ما نطقت بحرف، سمحت لها تسحبها لين باب المجلس، وقفت و هي تحس بدقات قلبها تضطرب، تضطرب و هي تحس بريحة عطره توصل لها، رجعوا دموعها فنزلت عيونها للأرض، تقدمت بخطوتين للداخل و هي تحس بأمها تسحبها، سمعت أبوها يقول: هذي هي يا ولدي! ما رفعت عيونها له و ضلت منزلتهم للأرض، حست فيه يوقف و يقترب منها، حست فيه يقترب، ينحني و يطبع بوسة حارة على خدها، غمضت عيونها و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، فتحتهم و هي تحس فيه يبتعد، رفعت عيونها لأبوها شافته معطيها ظهره و يطلع من المجلس وراء أمها، يطلع و يتسكر الباب وراه، أخذت نفس ثاني و تكلمت: أنت..، شهقت و هي تحس بأنفاسها فجأة تنكتم، رمشت عيونها بسرعة و هي تحاول تستوعب اللي صار، جت بـ تبعد رأسها بس حست بيده يمنعها: خليك!

رمشت عيونها مرة ثانية و هي تحس بدقات قلبها تتسابق مع بعضها، جنت، جنت من حركته!

زاد من مسكته عليها و كأنه يريد يدفنها في صدره، ما عاد فيه يتحمل، ما عاد فيه يبعدها عنه كذي، كثر ما تكون هي تعذبت بـ بعده، كثر ما هو تعذب لحاله، هي كانت هنا، مانها وحيدة، الكل حوالينها بس هو ضل لحاله، ما كان عنده أحد، ما كان عنده أي أحد، هي يمكن بكت و شكت بس هو كتم في قلبه و سكت، الفترة اللي راحت عاش فيها صراع، صراع ليوصل لقرار بس مانه قادر، مانه قادر يوصل لقرار يرضي الكل، مانه قادر يفكر لحاله، صار مثل الضائع، يدور في فلة كبيرة، فاضية و موحشة، هو يريد أحد بجنبه، يريدها هي بجنبه، أخذ نفس و حاوطها له أكثر: بسمة.. أنا آسف!

حاولت تأخذ نفس لتهدي حالها بس فشلت، دقات قلبه السريعة القريبة من قلبها تربكها و مسكته عليها بـ هالطريقة تربكها أكثر، حاولت مرة ثانية و تكلمت: فيصل..

قاطعها و هو يأخذ نفس و يبعدها عنه بهدوء: أنا آسف..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: أنا آسف بسمة.. ما كان لازم أعاقبك كذي.. ما لكل هالفترة..

رفعت عيونها لعيونه و من ثم نزلتهم و هي تحس بدموعها تتجمع فيها، رفعت يدها و ضربته على صدره بأقوى ما عندها، ضربته لتبكي و بعدها ترجع تدفن رأسها في صدره: ليش سويـ.ـتها فيني.. ليـ.ـش؟

إبتسم على حركتها و حاوطها له: أنا آسف.. أنا آسف..، و هو يأخذ نفس: تعبت يا بسمة، والله تعبت، ماني عارف كيف أحلها، ما أعرف إيش أسوي، شدن مانها راضية تكلمني، حاولت معاها كثير بس مانها راضية، ما راح ترضى لين ما أسامح باسل..، و هو يبعدها عنه: و أنا ما أقدر أسامحه، ما ألحين..

رفعت عيونها لعيونه و هي تحس فيه يمسح دموعها: أنا آسفة..

حرك رأسه بالنفي و قاطعها: لا تتأسفي يا حبيبتي لا تتأسفي، يكفي، أنتي ما غلطتي كثر ما هو غلط، غلط بس مانه راضي يعترف بغلطه، مانه راضي و يقهرني، كيف أسامحه كذي، ما أقدر..، و هو يأخذ نفس: خلينا منه ألحين، نتكلم فيه بعدين..، بعد عنها بخطوة ليمسك يدينها الثنتين: خلينا نرجع لبيتنا، مشتاق لك بسمة، أريدك حواليني، أريدك قدام عيوني!

نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم له: ليش ما وقفتني لما جيت لك البيت، ليش ما قلت لي كل هذا؟

حرك رأسه بالنفي مرة ثانية: لا تلوميني، ما قدرت..، و هو ينزل عيونه ليدينهم: شدن كانت عندي، جابتها بنت خالتي لنقنعها مع بعض بس ما رضت، طلعوا و أنتي جيتي.. ما قدرت..

تذكرتها فقطبت حواجبها: بنت خالتك؟ هي اللي كانت معاك بالمطعم؟

حرك رأسه بالإيجاب و هي قطبت حواجبها أكثر: إيش كانت تسوي معاك؟ ليش..

إنتبه لحواجبها المقطبة فإبتسم بخفة: بخبرك، بخبرك كل شيء بس ما هنا..، و هو يطبع بوسة سريعة على رأسها: حياتي، خلينا نرجع البيت!

حركت رأسها بالإيجاب، إقتربت منه و حطت رأسها على صدره، إبتسمت لنفسها و هي تحس بريحته بهالقرب منها، افتقدته، افتقدت كل شيء فيه، أخذت نفس بإرتياح و هي تتمتم لحالها: الحمد لله!


***************************


وقفت قدام المراية تعدل شيلتها و هو واقف وراها يعدل في كمته، رفعت عيونها له لتشوفه يبتسم لها، غصبت إبتسامة على شفايفها و هي تحس نفسها بـ تختنق بعبرتها، ما تريد تبكي قدامه، ما تريد تضعف قدامه ما اليوم، بـ تطلع نتائج الفحص و هم بـ يروحوا المستشفى عشانها، تحاول تقوي نفسها عشانه، تمسك دموعها، تكتم شهقتها، تخفي رجفتها، ما راح تخليه يحس بخوفها، ما راح تخليه يحس بأي شيء، راح تمشي معاه بنفس إبتسامتها، راح تضل على نفس إبتسامتها لين النهاية.

نزلت يدينها و من ثم نزلت عيونها عن المراية و لفت له: نمشي؟

حرك رأسه بالإيجاب و مد يده لها: يللا!

مدت يدها له و مسكت يده، لفت و جت بتمشي بس وقفها: ليلى!

إلتفتت له: ها؟

سحبها له بخفة و حضنها، حط رأسه على كتفها و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: حبيبتي، لو كيف ما طلعت النتائج..

حركت رأسها بالإيجاب و قاطعته: أعرف..، و هي تأخذ نفس و تبعد عنه: أعرف، لا تخاف، راضية بكل شيء، برضى بكل شيء، الله يسهلها علينا..، و هي تطبع بوسة هادية على خده: الله يسهلها علينا و أنا واثقة من هالشيء!

حرك رأسه بالإيجاب بدوره، زاد من مسكته على يدها و بعدها لف يمشي معاها.



بعد 30 دقيقة...

وقفت السيارة في مواقف المستشفى و إلتفتت له، شافته يلتفت للباب و يحط يده على المقبض، جا بيفتحه بس مسكت يده بسرعة تمنعه، إلتفت لها بإستغراب فـ تكلمت بسرعة: خليك..

ما فهم عليها فقطب حواجبه: ليـ..

قاطعته بـ إبتسامتها: خليك، أنا أروح أجيب النتائج!

قطب حواجبه أكثر: ليلى لحالك..

قاطعته مرة ثانية: طارق الله يخليك.. خليني أروح لحالي.. أنت لا تتعب حالك.. أنا بروح و أرجع بسرعة..، و هي تمسك يده: طارق خليك بالسيارة..، و هي تأخذ نفس: خليك!

جا بيتكلم بس هم قاطعته: خليك! سكت لشوي و هو مانه قادر يفهم عليها، ليش مصرة كذي، نزل عيونه ليده و هو يحس فيها تفكه بهدوء، رفعهم لها و هي إبتسمت له: بروح و أرجع!

حرك رأسه بالإيجاب و هي لفت تنزل بسرعة، سكرت الباب و صارت تمشي للبوابة، ضل يلاحقها بعيونه لين دخلت و ما بقى غير طيفها، رجع قطب حواجبه، إيش فيها؟!

دخلت من البوابة و هي تحس برجفة فجأة تعتريها، دقات قلبها صارت تتسارع و أنفاسها تضيق، رفعت عيونها لممر مكتب الدكتور، طويل، طويل كثير، ما تعرف إذا راح تقدر توصل له، توصل له قبل ما تنهار، أخذت نفس تهدي حالها، لفت لوراء تشوف على السيارة و بعدها لفت للقدام و صارت تتقدم بخطوات هادية بغير اللي تحس فيه، ما تريده ينزل معاها لأنها خايفة من النتائج، خايفة كثير، ما تريده ينزل لأنه إذا طلعت النتائج غير اللي يتمنوه، راح تطيح، راح تنهار، ما تريده يشوفها كذي، على الأقل تحاول تهدي حالها قبل ما تروح له، تهدي و تلملم نفسها قبل ما تروح له، خطواتها صارت تثقل، تثقل و كأنها بتجمد في أي لحظة، وقفت لدقيقة تقرأ كم من آية تهدي نفسها، أخذت نفس و بعدها صارت تكمل طريقها، وقفت قدام الباب و دقت عليه بأهدأ ما تقدر، سمعته يأذن لها بالدخول، فأخذت نفس طويـــل و بعدها، فتحت الباب و دخلت.



بعد شوي...

طلعت من المكتب بسرعة و هي تحط يدها على فمها تمنع شهقتها، ركضت للحمامات، دخلت و ركضت للمغاسل، وقفت قدام المرايات و هي ترفع عيونها تشوف على نفسها، عيونها تمتلي بالدموع، تمتلي حتى تطيح على خدودها، رجولها ترتجف، ترتجف و مانها قادرة تشلها، إستندت بالجدار و بعدها نزلت للأرض، نزلت و هي تشهق بقوة!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

وقفت قدام المراية تعدل شيلتها، رفعت عيونها للساعة و هي تشوفها 8:15، ربع ساعة و يكونوا عندهم، إبتسمت لنفسها و طلعت تمشي للصالة، شافته جالس على الكنبة و يقلب في القنوات، إبتسمت أكثر و صارت تمشي له، مبسوطة لأنه صار يحاول عشانها، راح لهم اليوم بنفسه عشان يعزمهم على العشاء، ما تعرف كيف أقنعه بس إقتنع، متأملة، متأملة كثير، حلو لو يتعرفوا على بعض و يتصرفوا كأي أخوين، هم ما راح يقدروا لحالهم، راح يحتاجوا لأحد في حياتهم، أحد مانه غريب، أحد منهم و فيهم، راح يحتاجوه هو في حياتهم، راح يحتاجوه كونه الأخ الأكبر، جلست بجنبه على الكنبة و هو عدل جلسته ليلتفت لها.

مسك يدينها الثنتين و تكلم: قبل ما يجوا حاب أعطيك شيء!

إبتسمت بإستغراب: إيش؟

إبتسم بدوره: بالأول إسمعيني..، حركت رأسها بالإيجاب فهو كمل: هذي كانت آخر فصل دراسي لي هنا و الحمد لله قبل أسبوعين قدمت آخر اختباراتي..

قطبت حواجبها: ما فهمت عليك!

حرك رأسه بالإيجاب: أعرف، خليني أكمل!

إبتسمت و هو كمل: ما عاد في داعي نضل بـ بريستول أكثر من كذي، حفل التخرج راح يصير بعد ثلاثة أشهر فـ..، فك يدينها و سحب ظرف من على الطاولة قدامه، و هو يمده لها: خذي!

نزلت عيونها للظرف، أخذته و بعدها رفعتهم له: إيش هذا؟

إبتسم و عدل جلسته: إفتحيه، يللا إفتحيه!

قطبت حواجبها بإستغراب و فتحت الظرف، طلعت اللي فيه و بعدها فتحت عيونها بعدم تصديق: بنرجع لـ مسقط!

ضحك و طبع بوسة سريعة على رأسها: بنرجع لـ مسقط!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للتذاكر و بنفس حالتها: و الـلـه؟!

ضحك أكثر: والله يا حياتي و الله..، و هو يحاوطها من أكتافها: ما حبيت نضل هنا أكثر من كذي، بنرجع لـ مسقط، بنرجع لهم، طيارتنا بعد يومين!

فتحت عيونها أكثر: بـعـد يـومـيـن؟!؟

ضرب رأسه برأسها بخفة و هو يضحك: بعد يومين، إيش فيك تكرري كل شيء أقوله، إسمعي بقولها لك مرة ثانية لتصدقي: بنرجع لـ مسقط بعد يومين فخلينا نجهز شنطنا من بكرة!

ضحكت بعد تصديق و هي تشوف التذاكر، بترجع لأهلها، بترجع لهم، إيش كثر إشتاقت لهم، إلتفتت له و هي تشوفه يبتسم لها، إبتسمت و نزلت عيونها للتذاكر مرة ثانية، كانت مفكرة أنها بترجع لأهلها بقلب محطم، أحلام محطمة، ضعيفة و منهارة، تشكي لهم عنه، تبكي لهم عنه، ما كانت تعرف أنه كل شيء يتغير، يتغير و كذي، لو ما فقدت نظرها بـ هذاك اليوم ما كانت بتكون جالسة بجنبه ألحين و هي تحس بـ هالفرحة، لو كانت رايحة في يومها، كان ضيعته، ضيعت حبها منها، كل شيء صار للأحسن، صار ليجمعهم ببعض كذي، إبتسمت مرة ثانية و رفعت عيونها له: شكراً!

إبتسم بدوره و طبع بوسة هادية على خدها: و لا يهمك حبيبتي..، و هو يبعد عنها شوي: فكريها كـ بدايتنا، تونا بـ نبدأ حياتنا مع بعض، تونا بأولها، نرجع و نشتري بيت لنا نحن الإثنين، يجمعنا بكل أيامنا الحلوة، بكل أيامنا المرة، إذا وجدت..، ضحكت و هو كمل: نكون لنا ذكرياتنا..، و هو يحط جبينه على جبينها: ذكريات فرح و عماد!

رمشت عيونها بحياء و إرتباك و هي تحس بأنفاسه بهالقرب منها، جت بـ تبعد بس حاوط وجهها بيدينه يمنعها، جا بـ يقترب أكثر بس سمع الجرس، قطب حواجبه و هو يشوفها تنط بسرعة لتبتعد عنه، ضحك بخفة و قام، و هو يلف ليمشي للباب: أول انطباع تركه علي، أول فكرة أخذته عنه..، و هو يلتفت لها و بخبث: توقيت سيء!

نزلت عيونها عنه بحياء و ما ردت!

إبتسم أكثر و لف للباب يفتحه.



بعد شوي...

صمت، صمت، صمت و من ثم الصمت!

جالسين على طاولة العشاء و محد منهم راضي ينطق بحرف، حتى مايسي سكتت و هي تشوفهم كذي، هدوء يوتر الأعصاب، رفعت عيونها له لتشوفه منزل عيونه لصحنه و يأكل بهدوء، إلتفتت لـ اللي جالس بجنبها لتشوفه بنفس حالته، أخذت نفس و إقتربت منه شوي و بصوت واطي محد يسمعه غيره: راح تضل ساكت كذي طول الوقت؟

رفع عيونه ليشوفه يشوف عليه، نزل عيونه عنه و إلتفت لها: إيش أقول؟

حركت أكتافها بخفة: قول أي شيء!

حرك رأسه بالإيجاب و رفع عيونه له مرة ثانية: أمم.. مصعب!

رفع عيونه له

حك حاجبه بتوتر: تدرس؟

كتمت ضحكتها على سؤاله و بعدها إلتفتت له و هي تنتظر الرد منه، شافته يحرك رأسه بالإيجاب و بعدها ينزل عيونه لصحنه، ينزلها ليعم الصمت مرة ثانية.

متوتر، متوتر كثير، يسمع همساتهم، يحس بنظراتهم عليه، هو ما كان يريد يجي، ما كان يريد لأنه ما يريد يتعرف عليه، يريد يفكره غريب، غريب لحتى ما يصعبها لنفسه أكثر من كذي، يحب زوجة غريب يمكن تنقبل بس أنه يحب زوجة أخوه، مانها مقبولة، مانها مقبولة أبداً، ما يعرف ليش هو صاير يحاول، ليش يريد يتقرب منهم، ما يريد قربه، ما يريد لأنه يعرف إذا هو موجود بحياته يعني هي راح تضل موجودة بحياته، كيف ينساها أو حتى يحاول إذا هي قدام عيونه، ما يقدر، ما راح يقدر، رفع عيونه لها، شافها تبتسم لـ مايسي، نزل عيونه عنها بس رجع رفعهم لها، ما يتعمد، غصباً عنه تصير هـ الحركة، يتأمل كل حركة بسيطة منها، يتأملها و هو يحس بدقات قلبه تتسابق مع بعضها، ما يقدر يتحكم بحاله، ما يقدر بوجودها!



.

.

.

.

.




.

.

.





بعد العشاء...

وقف عند الباب و هو يشوفه حامل مايسي، يمشي للشقة المجاورة، يدخلها و بعدها يسكر الباب وراه، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها دخل و سكر الباب بدوره، إلتفت لها، شافها تفسخ شيلتها و تجلس على الكنبة، تأشر بجنبها و تبتسم له، مشى لها و جلس مكان ما كانت تأشر: إيش في؟

إبتسمت له أكثر: ألحين قول لي غيرت رأيك فيه؟

إبتسم لها، حرك رأسه بالنفي و قام: ما دخل مزاجي، مانه النوعية اللي أقدر أصادقه! قالها و هو يدخل الغرفة.

قطبت حواجبها و هي متضايقة من كلامه، قامت تلحقه للغرفة، وقفت عند الباب و هي تشوفه يفسخ ساعته و يحطها على التسريحة، قطبت حواجبها أكثر و تكلمت: ليش؟ أنت ما كلمته كثير لحتى تفكر فيه كذي!

إلتفت لها و زفر: تريدي الصراحة؟!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و إقتربت منه: إيش في؟

مسك يدينها الثنتين و رفع عيونه لعيونها: ما عجبتني نظراته لك!

قطبت حواجبها: أي نظرات!

حرك رأسه بالنفي و ما رد عليها، لف و صار يمشي للحمام، دخل و سكر الباب وراه، ضلت واقفة بمكانها و هي مانها فاهمة عليه، ما إهتمت كثير، مشت لكبتاتها، فتحتها و صارت تأخذ لها بجامة!

إستند بباب الحمام و هو يتخيله مثبت عيونه عليها، تضايق، تضايق كثير بس ما حب يتكلم في وقتها، ما حب يحطها في مثل هـ الموقف، هم ما عندهم إللا يومين بـ بريستول و بعدها راجعين، يريد يقضي هـ اليومين بهداوة، عشانه و عشانها، أخذ نفس، زفر و بعدها صار يمشي للمغسلة!


***************************


مسقط...

طلعت معاهم للحديقة توصلهم لين الباب، وقفت تشوف عليهم لين شافتهم يدخلوا للفلة المجاورة و يختفوا، سكرت الباب و لفت تدخل، ركبت درج المدخل و جت بتدخل الصالة بس غيرت رأيها، لفت مرة ثانية و جلست على الدرج، رفعت عيونها للسماء و هي تشوف النجوم تلمع، نزلتهم و بعدها حطت يدينها على بطنها و أخذت نفس، عملت التحاليل اليوم و طلعت النتيجة إيجابية، هي حامل، حامل بس لين ألحين ما خبرت أحد، لا أمه، لا أمها و لا حتى هو!

مبسوطة، مبسوطة كثير، هي حست نفسها أم من لما كان عمرها 17 سنة، هي ربت التوأم، ربتهم و كبرتهم بنفسها لأنه أمها كانت دوم تعبانة، تعبانة بسبب مرضها، بعدين جت وسن في حياتها، صغيرة و تعلقت فيها بسرعة، تحبها، تعشقها هـ الصغيرة، ما تعتقد أنه اللي يجي بـ يقدر يأخذ مكانها في قلبها بس أنها تحس بطفل يكبر بداخلها، طفل منها هي، شعور غريب، معجزة بحد ذاتها، إبتسمت لنفسها و هي تتخيل أيامها، راح تحس فيه، تحس بحياة ثانية بداخلها، إبتسمت أكثر، تتمناه، تتمناه أكثر من كل شيء، سمعت بخطوات من وراها فـ إلتفتت تشوف عليه، شافته مستند بطرف الباب، متكتف و يشوف عليها، إبتسمت له و هو رد بإبتسامة.

عدل وقفته و تكلم: ليش جالسة لحالك؟

حركت رأسها بالنفي: لا.. بس..، و هي تلتفت للقدام: عاجبني الجو!

تقدم منها بهدوء و جلس على الدرج بجنبها: إيش حلو في الجو، حر و هذا نحن بالليل!

إبتسمت و حركت أكتافها بخفة: ما أعرف بس عاجبني!

إبتسم و عدل جلسته بحيث لف لها: فيك شيء متغير اليوم، من طلعتي للسوق و رجعتي و أنتي متغيرة!

إبتسمت أكثر و حركت رأسها بالنفي: لا أبداً.. عادي!

مسك يدها: متأكدة؟

نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم له، ترددت لـ لحظة بس ما يصير تخبي عليه، هو صار يعشق وسن فأكيد يعشق هـ الطفل، بـ يعشقه، أخذت نفس و بدت: عادل.. أنا.. أنا ما كنت رايحة للسوق!

قطب حواجبه بإستغراب: عيل؟

نزلت عيونها عنه مرة ثانية: رحت للمستشفى لـ..

قاطعها بسرعة: ليش ما خبرتيني، كان جيت معاك، رحتي عشان التعب صح؟ إيش قالوا لك؟ إيش فيك؟ أنتي بخير؟

إبتسمت على خوفه، زادت من مسكتها على يده لـ تطمنه: لا تخاف، ما فيني شيء..، قطبت حواجبها: أقصد فيني..، شافته يقطب حواجبه بدوره فتكلمت بسرعة: لا، لا تخاف ما مثل ما أنت تفكر..، سكتت و هي تشوفه يحرك رأسه بمعنى ما فهمت شيء، إبتسمت بإحراج و رفعت أصبعها بمعنى لحظة، إستغرب منها أكثر بس ما علق، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني: عادل..، و هي تحاوط يده بيدينها الثنتين و تبتسم: أنا.. أنا حامل!

أنا حامل

أنا حامل

أنا حامل

تتردد هالكلمتين في مسامعه، تتردد بس مانه قادر يفهمها، يتذكر أنه سمعها من قبل، سمعها من نجوى، كانت جاية تبشره بـ هالخبر بإرتباك مثل ما هي مرتبكة ألحين، كانت جاية تبشره بـ هالخبر بإبتسامة مثل الإبتسامة اللي هي راسمتها ألحين، كانت معلقة عيونها بعيونه مثل ما هي معلقة عيونها بعيونه ألحين، تنتظر رد منه، تنتظره ليقول شيء، رمش عيونه و هو يأخذ نفس ليستوعب، نزلهم ليدينها و ضل يشوف عليها لدقيقة، كان مثل هالخبر اللي حرمها منه، كان مثل هالخبر اللي خطف يدينها من يدينه، كان مثل هالخبر و ألحين نجوى ما عادت حوالينه، ما عادت موجودة، خسرها، خسرها للأبد، سحب يده من يدينها و هو فجأة يحس بأنفاسه تضيق، زحف لوراء و صار يحرك رأسه بالنفي: لا.. لا.. لا..

إرتبكت من حالته فـ إقتربت منه: عادل..

صار يحرك رأسه أكثر: لا.. لا.. لا..، و هو يرفع عيونه لها و من ثم يسحبها من أكتافها: لا ناهد لا.. ما أريده.. ما أريد هالطفل.. بيأخذك مني.. بيأخذك مثل ما أخذ نجوى.. ما أسمح له.. ما أسمح له..

قطبت حواجبها بخوف: عادل، هدي حالك، ما راح يصير فيني شيء..

قاطعها و بنفس حالته: لاآآآ.. قلت لك لا، ما أريده.. ما أريد هـ الطفل..، فكها بسرعة و قام عنها: سوي أي شيء يا ناهد.. بس هـ الطفل لاآآ.. لا! قالها و بعدها لف عنها بسرعة يمشي للداخل!

حطت يدها على فمها و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، ما كانت تعرف هـ الخبر بـ يأثر فيه كذي، ما كانت تعرف أنه بـ يتصرف كذي، رفعت عيونها للباب و من ثم نزلتهم للأرض، إيش بـ تسوي ألحين، إيش راح تسوي، تحرم نفسها من هـ الفرحة عشانه و لا تحرم نفسها منه عشان هـ الفرحة، رفعت عيونها للباب و صارت دموعها تتدحرج على خدودها!




.

.

.

.

.


نهاية البارت...

بارت الجاي راح ينزل يوم الجمعة إن شاء الله...

إنتظروني...



"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحتكم!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 12:45 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (21)...

I’ll be holding on to you like you’re the last wish I could make

I won’t give up on you even if I have thousands of steps yet to take

©

.

.

.

.

.



جلس على طاولة الغداء و عيونه عليها، من أول ما جلست سرحت في الصحن اللي قدامها، نزل عيونه لصحنها و هو يشوف أكلها غير ملموس، لين ألحين ما حطت شيء في فمها، مستغرب منها، مستغرب منها كثير، من رجعوا من المستشفى أمس و هذي حالتها، هادية و كلمة بالزور تطلع منها، مانه قادر يفسر حالتها، يقول لنفسه يمكن هي لين ألحين خايفة، خايفة من أنها تفقده، صح النتائج طمنتها بس اللي عاشته في الأشهر الماضية ما كان قليل عليها، ما كان قليل أبداً، خاصةً هي ضعيفة، تخاف على كل صغيرة، تنهار على كل صغيرة، سمع صوت الكراسي فـ إلتفت يشوف عليهم، شافهم يزحفوا بكراسيهم لوراء و ينطوا ليمشوا للمغسلة، سمع صوت كرسيها فـ إلتفت يشوف عليها.

قامت بسرعة و صارت تمشي للمغسلة: أكلتوا زين؟

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و مشوا لها، ساعدتهم بغسل يدينهم و بعدها وقفت عند المغسلة تشوف عليهم لين طلعوا برع المطبخ، ما بقى غيرها و غيره، إلتفتت له، شافته يشوف عليها، نزلت عيونها عنه و بعدها رفعتهم لصحنه: شبعت؟

حرك رأسه بالإيجاب: الحمد لله!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للطاولة لـ تلم الصحون، مدت يدها لـ أحدها بس يده وقفتها، إلتفتت تشوف عليه شافته يسحب لها كرسي بجنبه، فكت يدها من يده و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: إيش في؟

سحب يدها مرة ثانية و سحبها له بخفة، و هو يغصبها لتجلس: خلينا نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تحاول تقوم: نتكلم بعدين، خليني أغسل المواعيـ..

قاطعها و هو يجلسها مرة ثانية: ليلى بعديـ..

قاطعته بدورها: ما بأخذ كثير..، جت بـ تقوم بس هو كان الأسرع، حط يدينه على أكتافها ليثبتها و بحزم: قلت لك بعدين!

ما نطقت بحرف، جلست و نزلت عيونها لحضنها، قطب حواجبه على حركتها، حط يده على خدها و تكلم بهدوء: ليلى كلميني، إيش صاير لك؟ من رجعنا من المستشفى و أنتي كذي، بدل ما تفرحي بالخبر قلبتي كذي، كلميني، قولي لي، فيك شيء؟ سكت ينتظر رد منها بس هي ما تكلمت، ما رفعت رأسها له، شبكت يدينها ببعض و إكتفت بأنها تحرك رأسها بالنفي، قطب حواجبه أكثر على حركتها، حط يد تحت ذقنها ليرفع رأسها له بس ما قدر، ما قدر لأنها ثقلته، إستغرب منها فحاوط وجهها بيدينه و رفع رأسها له، شافها تغمض عيونها بسرعة و دموعها تتعلق برموشها، قطب حواجبه أقوى عن قبل، شد رأسها له و بخوف: ليلى حياتي، إيش فيك؟ ليش تبكي؟..، و هو يحاول يفهمها: كلميني، لا تخوفيني كذي، إيش صاير؟

نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل: خـ.ـايفة..، و هي ترفع رأسها له مرة ثانية: طـ.ـارق أنا خايفة.. خايفة..، و هي تقترب منه لتدفن رأسها في صدره: أنـ.ـا ما أقدر بدونك ما راح أقـ.ـدر.. ما راح أقـ.ـدر..، تعلقت بصدره و صارت تبكي أكثر.

زاد من مسكته عليها و هو مانه قادر يفهمها، أخذ نفس ليهدي حاله لحتى يقدر يهديها: ليلى أششش، خلاص، أنا ماني رايح لمكان، ليش البكي؟ شفتي النتائج و تطمنتي، ليش الخوف؟ أنا هنا معاك يا حبيبتي، معاك و بأحسن حال الحمد لله، أعرف أنه الفترة اللي راحت كانت صعبة، صعبة عليك، صعبة على الكل بس مرت على خير..، و هو يبعدها عن صدره و يمسح دموعها: قولي الحمد لله، قولي الحمد لله على كل حال!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم و صارت تمسح دموعها بدورها: الحمـ.ـد لله.. الحمـ.ـد لله على كـ.ـل حال..، و هي تأخذ نفس: آسفـ.ـة خوفتك..

إبتسم لها و صار يمسح على خدها بهدوء: لا تبكي خلاص، كل شيء مر على خير..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: لا تبكي كذي مرة ثانية، فاهمة؟

حركت رأسها بالإيجاب و هو إبتسم لها أكثر، إلتفت لصحنها و تكلم: ما أكلتي شيء؟

نزلت يدينه عن وجهها و إلتفتت للصحن بدورها: ماني مشتهية.. بأكل بعديـ.ـن!

حرك رأسه بتفهم، قام و قومها: يللا..، و هو يأخذها لباب المطبخ: أنتي روحي إرتاحي أنا بغسل المواعيـ..

حركت رأسها بالنفي بسرعة و قاطعته: لا، أنت روح، أنا ماني تعبانة.. روح..، و هي تفك يدينها منه: لما أخلص بجي لك!

حرك رأسه بالإيجاب: عيل أنتظرك! قالها و لف يطلع من المطبخ.

ضلت تشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، حطت يدها على الجدار بسرعة تستند به، تحس نفسها مانها قادرة تحمل ثقلها، رجولها ترتجف و أنفاسها تضيق، نزلت عيونها و من ثم غمضتهم بقوة، غمضتهم لتأخذ نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها فتحت عيونها، حست بدموعها ترجع فغمضتهم مرة ثانية، مررت يدينها على وجهها و هي تتمتم لحالها: يا رب لطفك.. لطفك يا رب! فتحتهم و هي تحاول تهدي حالها بقد ما تقدر، إلتفتت للطاولة و صارت تمشي لها، تمشي بخطواتها المرتجفة!


***************************


دخلت المطبخ و هي تشوف ماري تسكر الثلاجة و تلتفت لها، إبتسمت لها فردت بإبتسامة هادية، نزلت عيونها عنها و صارت تمشي لباب مطبخ الخلفي، فتحته و طلعت للدرج، جلست على أولها و تنهدت، فكرها مشغول فيه، مشغول فيه و في اللي ببطنها، ما تعرف كيف تقنعه فيه، ما تعرف إيش تقول له، رتبت كلام كثير، ركبت جملها لتسمعه بس هو مانه راضي يسمعها، مانه راضي يرفع عيونه لها، رجع يعطيها ظهره مثل أول، رجع عادل بـ هالة الكئيبة، ما كانت تعرف أنه هالخبر راح يأثر فيه كذي، ما كانت تعرف أنه بـ يتغير عليها كذي، حطت يدها على وجهها و هي تتنهد مرة ثانية، ما يصير يهرب منها بـ هالطريقة، لازم يسمعها و لازم يقتنع، هي تريد هـ الطفل أكثر من أي شيء، تريد تحس بـ هالحياة بداخلها، هي ما تطلب كثير، هي بس تريده يحس بـ فرحتها و يفرح عشانها، يفرح بس شوي، تنهدت للمرة الثالثة و حست بيد على كتفها، رفعت عيونها لها و هي تشوفها مقطبة حواجبها.

مريم بإستغراب: يمة حبيبتي، أنتي إيش تسوي هنا في هـ الحر؟

إبتسمت لها و هي تنزل يدها من على كتفها: و لا شيء خالتي بس جلست!

قطبت حواجبها أكثر، مسكت يدها و صارت تقومها: يا بنتي حر هنا، شوفي وجهك كيف صاير..، و هي تسحبها: قومي يمة، إغسلي وجهك و تعالي نجلس بالصالة..، و هي ترفع عيونها للشمس و بعدها تنزلهم لها بسرعة: الشمس على رأسك ما زين، يللا يا يمة يللا!

إبتسمت لها و هي تقوم و تدخل وراها المطبخ، فكت يدها من يدها و تكلمت: خالتي أنتي روحي و أنا ألحقك!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تطلع من المطبخ

إبتسمت لنفسها على خوفها، خبرتها هي بس لين ألحين ما خبرت أمها، قالت أنها تكلمه و تحاول معاه بس ما تعرف إذا بـ يسمع منها و لا لأ، تنهدت بقلة حيلة و مشت للمغسلة تغسل وجهها، سكرت الحنفية بعد ما خلصت و سحبت كم من كلينكس من العلبة المحطوطة على الطاولة، نشفت وجهها و بعدها طلعت تمشي للصالة، شافتها جالسة على الكنبة فـ مشت لها، جلست بجنبها و تكلمت: خالتي!

إلتفتت لها: أيوا!

نزلت عيونها عنها و من ثم رفعتهم لها: كلمتيه؟

حطت يدها على خدها و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: مانه راضي يسمع أي كلمة!

نزلت عيونها عنها مرة ثانية، أخذت نفس و قامت: أروح أشوفه!

حركت رأسها بالإيجاب و هي لفت تمشي للدرج، ركبت للجناح و لقت الباب مفتوح، شافته جالس على الكنبة و مثبت عيونه على وسن اللي جالسة على الأرض قدامه، تلعب بألعابها بهدوء، أخذت نفس و مشت له، جلست بجنبه، حطت يدها على كتفه و بدت: عادل!

رمش عيونه بهدوء غير اللي يحس فيه و من ثم نزلهم

إقتربت منه أكثر و سحبت يده لتحاوطه بيدينها: عادل أنا..، سكتت و هي تشوفه يحرك رأسه بالنفي.

إلتفت لها و تكلم بنفس هدوئه: ناهد أنا قلت لك من قبل و راح أضل على كلمتي، أنا ما أريده، ما أريده، تفهميني..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: نجوى راحت.. أنا ما فيني أتحمل خسارة ثانية.. ما فيني أتحمل أخسرك مثل ما خسرتـ..

قاطعته و هي تحط يدينها على يدينه: عادل أنت ليش ما تفهم.. ليش ما تفهم أنه اللي صار معاها ما لازم يصير معاي أنا بعد.. اللي صار كان مكتوب.. كل شيء قضاء و قدر.. كل شيء من حكمة رب العالميـ..

قاطعها بسرعة و هو يحرك رأسه بالنفي: كله بسببها..، و هو يلتفت لوسن و يأشر عليها: كله بسببها!

قطبت حواجبها و دارت وجهه لها: عادل أنت إيش تقول؟ معقولة تحط اللوم على هـ الصغيـ..

قاطعها مرة ثانية و بنبرة حادة: نـاهـد لا تـنـاقـشـيـنـي فـي هـالـشـيء..، و هو يقوم: أنـا قـلـت لـك أنـا مـا أريـد هـالـطـفـل.. مـا أريـده..

قامت و هي تقطب حواجبها أكثر: يعني أنت إيش تريد مني.. أسقطه؟

حرك رأسه بالإيجاب بسرعة: سـقـطـيـه.. سـوي أي شـيء بـس أنـا مـا أريـد..

قاطعته هالمرة بدورها: عادل أنت إيش فيك جنيت و إذا صار لي شيء.. في وقتها إيش.. في وقتها تلوم من؟

مرر يدينه على وجهه: ناهد أنتي مانك فاهمة علي..، رفع عيونه لها و من ثم سحبها له من أكتافها: أنا ما فيني أنتظر تسعة أشهر بس لأخسرك.. ما أقدر.. بيأخذك مني.. أرجوك إفهميني.. أنا ما أريده..

رفعت عيونها لعيونه و هي تحرك رأسها بالنفي: عادل أنا آسفة.. بس أنا ما أقدر أسوي اللي تطلبه مني.. ما راح أسقط هـ الطفل!

ضل يشوف في عيونها لشوي و بعدها دفعها عنه بقوة، رجعت بخطوات متعثرة لوراء و بعدها رفعت عيونها له، شافته يدخل الغرفة بسرعة و بعدها يطلع و في يده مفاتيح سيارته، مشت لباب الجناح بسرعة، سكرته و وقفت قدامه تمنعه من أنه يطلع: عادل أنت ما يصير تهرب كذي، أنت لازم تسمعني..، و هي تمسك يده: أنت لازم تفهم أنه الموت حق..

وقف قدامها و هو يزفر أنفاسه بقوة: بعدي عن الباب!

حركت رأسها بالنفي: لا!

قطب حواجبه و بصراخ: نــجــوى بــعــدي!

تجمعت الدموع في عيونها: عادل أنا ماني نجوى..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ماني نجوى.. أنا ناهد.. نـاهـد!

إستوعب اللي قاله لما شاف دموعها، نزل عيونه عنها بس رجع رفعهم لها، إقترب منها بخطوة، حط يدينه على أكتافها و بعدها عن الباب، فتح الباب و بعدها طلع بسرعة، إلتفتت له و هي تشوفه معطيها ظهره و يمشي للدرج بسرعة، نزلت عيونها عنه بس رجعت رفعتهم له بس ما لقته، طاحت دمعتها فـ مسحتها بس حلت محلها دمعة ثانية، لو إيش ما سوت له هي ما راح تقدر تأخذ مكانها، لو كثر ما حبته هي ما راح تقدر تحل محل نجوى، لين ألحين مستحوذة على كل تفكيره، لين ألحين يدق لها قلبه، هي ما راح تقدر تنافسها، ما راح تقدر تنافس ذكرياتها، فشلت و دوم بـ تفشل، هو مانه خايف عليها، هو خايف يشوف نجواه تموت مرتين، هو همه نجوى، هي الوحيدة اللي حبها و راح تضل بنت الوحيدة في حياته حتى و لو مانها موجودة حوالينه، مسحت دموعها من على خدودها و هي تحس فيها تحرقها، نزلت عيونها و هي تحس بـ وسن تتعلق برجولها، رجعوا دموعها فنزلت لمستواها، جلست على الأرض، سحبتها لحضنها و صارت تبكي!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

نزلت من التاكسي تنتظره ينزل بدوره، نزل و هو يسحب الأكياس من المرتبة، لف لها و مدهم لها، إبتسمت له و أخذتهم من يده، إبتسم بدوره و بعدها لف لصاحب التاكسي يدفع له اللي عليه، سكر الباب و بعدها لف لها مرة ثانية، حاوطها من أكتافها و صار يمشي معاها للداخل: ما نسيتي أحد؟

نزلت عيونها للأكياس و بعدها رفعتهم للقدام و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، إشتريت لهم كلهم، أخواتي و أخواتك..، إبتسمت أكثر: إشتقت لهم كثير، إشتقت لطلعاتنا مع بعض، إشتقت لضحكاتنا مع بعض!

ضغط على زر المصعد و إنفتح لهم الباب، دخلت و هو دخل وراها: ندمانة لأنك بعدتي عنهم عشاني؟

رفعت عيونها لعيونه: كنت..، و هي تحرك رأسها بالنفي: بس ما عدت!

إبتسم، إقترب منها و طبع بوسة سريعة على جبينها، لف يضغط على رقم دورهم و هو يتمتم لحاله: الحمد لله! رجع بخطوة لوراء و وقف بجنبها، رفع عيونه للباب و هو يشوفه يتسكر بس يد منعته، قطب حواجبه بإستغراب و هو يشوف الباب ينفتح، قطب حواجبه أكثر لما شافه قدامه.

رفع عيونه لهم و من ثم نزلهم و ركب: مرحباً!

ردوا مع بعض: مرحباً بك!

قالوها و هم يشوفوه يلف ليعطيهم ظهره و يشوف على الباب اللي يتسكر ليعم الصمت بينهم، إلتفتت له و بعدها إلتفتت لـ عماد، ضربته بمرفقها بخفة و هي تأشر له يكلمه، حرك رأسه بالنفي فضربته مرة ثانية بس أقوى، حط يد على بطنه و هو يحرك رأسه بقلة حيلة، أخذ نفس و بدأ: كيف حالك؟

إلتفت له و بعدها مر بنظرة سريعة لها و من ثم رجع عيونه له: أتكلمني؟

حرك رأسه بالإيجاب: لا أتكلم الإنجليزية مع فرح فهذا يعني أنني أكلمك..، و هو يعيد سؤاله: كيف حالك؟

حرك رأسه بالإيجاب، مر بنظره لها مرة ثانية و بعدها رجع له: بخير!

تضايق من حركته، حاوطها من أكتافها و قربها له، سواها لـ يحسسه أنها له: و مايسي، أهي بخير؟

إنتبه لحاله من حركته فلف بإرتباك يعطيهم ظهره: أنها بخير! قالها و إنفتح الباب، نزل بسرعة و صار يمشي لشقته!

إستغربت منه، رفعت عيونها لـ عماد و هي تشوفه مثبت عيونه عليه، إستغربت أكثر: إيش فيكم؟

نزل عيونه عنها، أخذ الأكياس من يدها و صار يمشي للشقة، رفع عيونه له و هو يشوفه يدخل، نزل عيونه، فتح باب الشقة و دخل بدوره: قلت لك من قبل، ما دخل مزاجي..، و هو يلف لها ليشوفها تسكر الباب: ما تعجبني نظراته لك!

قطبت حواجبها: أي نظرات..

قاطعها: أنتي ما راح تفهمي..، و هو يمسك يدها و يسحبها بخفة: بعدي عنه.. ما أريدك تكلميه!

قطبت حواجبها أكثر: عماد..

قاطعها مرة ثانية و هو يحاوطها من خصرها: فرح لا تناقشيني، سوي اللي أقول لك عليه و بس!

حركت رأسها بالإيجاب: خلاص و لا يهمك..، و هي تبتسم له: أصلاً بكرة مسافرين، بـ نبعد عنه!

إبتسم لها و فكها: يللا..، و هو يلف للغرف: خلينا نجهز الشنط!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي لغرفتها: بجهز شنطتي بالأول و بعدين شنطتك..، لفت له و هي تشوفه يوقف و ينزل عيونه لتلفونه بعدما رن بنغمة الرسائل: من؟

حك حاجبه و حرك رأسه بمعنى لا تهتمي، مشى لها و دخل الغرفة معاها، فسخت شيلتها و حطته على التسريحة، إلتفتت له و شافته يسحب شنطتها من على الكبتات و يمده لها، إبتسمت و أخذتها منه، حطتها على الارض و فتحت الكبتات، رجع بخطواته لوراء و هو يشوف عليها، نزل عيونه لشاشة تلفونه و هو يقرأ الرسالة بصمت لنفسه: عماد، لنلتقي لآخر مرة! زفر بهدوء و هو يفكر فيها، مانها أول مرة ترسل له و هي تطلب منه يلاقيها، رفض كل مرة بس هالمرة يريد يروح لها، يروح لينهي كل شيء معلق بينهم، يروح ليخبرها لو كثر ما كان يحبها ما حب صح إللا..، و هو يرفع عيونه لـ فرح، معاها، كان يفكر أنه حياته بدونها مستحيلة، ما كان يعرف أنه بـ يتعداها كذي بسهولة، صارت مجرد إسم لا غير، إسم ينمحي بسهولة، نزل عيونه للتلفون و من ثم رفعهم لها: فرح!

جلست على الأرض تكسف ملابسها و تحطهم في الشنطة بالترتيب: همم؟

مشى لها، إنحنى و طبع بوسة هادية على رأسها: بطلع شوي بس ما راح أتأخر!

رفعت رأسها له: وين تروح؟

إبتسم لها: شغلة لازم أنهيها اليوم!

حركت رأسها بتفهم و هو لف يمشي لبرع الغرفة، ضلت تسمع خطواته تبتعد لين إختفت وراء الباب اللي تسكر، نزلت عيونها للملابس مرة ثانية و كملت اللي تسويه، رفعت عيونها للكبتات و هي تشوف جاكيته معلق فيها، تذكرت فقطبت حواجبها، معاها من اليوم اللي أخذها للمستشفى، ما رجعته له، إلتفتت لباب البلكون و بعدها إلتفتت لباب الغرفة و هي تتذكر كلامه، رجعت إلتفتت لباب البلكون و قامت، سحبت الجاكيت من الكبتات و بعدها مشت للتسريحة تأخذ شيلتها و تلفه على رأسها، هي بس بـ ترجع الجاكيت، تودع مايسي و ترجع، دقيقتين و راجعة، حركت رأسها بحزم و مشت لباب البلكون، فتحته، طلعت و بعدها رجعت رأسها لوراء بإستغراب، الدرابزين اللي كانت تفصل ما بين البلكونتين ما عادت موجودة، ما إهتمت كثير، مشت لباب بلكونه و دقت عليه بهدوء.



تحت – بالمصعد...

وقف المصعد على طابق الأرضي و إنفتح الباب، نزل و صار يمشي لبرع البناية، جا بيطلع بس وقف و هو توه ينتبه لحاله، ليش يضيع وقته عليها، هي ما تستاهل، ما تستاهل أبداً، إذا راح لها ألحين بتفكره رايح عشانها، هو مانه مجبور يثبت لها أنها ما عادت تعني له، هو مانه مجبور يثبت لها أنه حب و محاها من حياته، بروحته لها هو بـ يخسر كم لحظة من لحظاته معاها، يمكن إبتسمت له، يمكن ضحكت و هو ما يريد يفقد هالشيء، إبتسم لنفسه و لف للمصعد مرة ثانية، ركب و ضغط على دور شقتهم، تسكر الباب فـ رفع عيونه للأرقام بإبتسامة، نزل عيونه لساعته و بعدها رفع عيونه للأرقام مرة ثانية، ضيع ثانية، ثانيتين، ثلاثة ثواني..،

إنتبه لحاله و بعدها إبتسم أكثر، ما قدر يمسك حاله فضحك بخفة، مجنون و هو يعرف هالشيء بس راضي يكون مجنونها، هالبنت غير، حبها غير، يحس بسعادة غريبة لما يكون معاها، يتلذذ بكل لحظة يشاركها فيها، يتلذذ بالحياة معاها، إنفتح الباب فصار يمشي للشقة بخطوات سريعة، فتح الباب و دخل بسرعة، إلتفت لغرفتها و صار يمشي لها، دخل بس ما لقاها، نزل عيونه لشنطتها المفتوحة و بعدها رفعهم لباب البلكون المفتوح، إبتسم مرة ثانية و صار يمشي للباب، سمع صوته و هو يقول: ستفتقدينني كثيراً، أعدكِ بذلك! قطب حواجبه بقوة و طلع بس إنصدم لما شافها ترمي نفسها في حضنه و هو يرفع يدينه لأكتافها ليحاوطها له!

دخل بسرعة، لف و طلع من الغرفة بأسرع ما يمكن، طلع من الشقة، سكر الباب و إستند به بسرعة، رمش عيونه و هو يحاول يستوعب اللي شافه، غمض عيونه ليهدي حاله بس ما قدر و صورتها بحضنه تدور في رأسه، فتحهم و هو يحس بقلبه يعتصر، مستحيل اللي شافه يكون حقيقي..، حرك رأسه بالنفي، مستحيل، نزل للأرض و هو يحرك رأسه بالنفي: فرح مانها هانا.. ما راح تسويه.. ما راح تسويه..، و هو يحاول يقنع حاله: مانها هي.. ما راح تسويه فيني.. ما راح تسويه..، حط يدينه على رأسه و هو يحس بالدنيا تسود في وجهه، ما يقدر يتحمل خيانة ثانية، ما راح يقدر يتحملها منها!


***************************


مسقط...

وقفت عند شباك غرفتها و هي تشوفه يوقف سيارته قدام الفلة، ينزل و يمشي للباب، توها قبل 10 دقائق متصلة فيه، ما توقعته يوصل بهالسرعة، نزلت عيونها و هي تعدل الستارة، لفت و صارت تمشي للمراية، وقفت تشوف على نفسها لـ لحظة، تحاول تقنع نفسها أنه لو إيش ما قال ما راح يأثر في قرارها، هي تعطيه فرصة ليتكلم بس هذا ما يعني أنها تسمعه، هي ما تريد أي شيء يربطها فيه مرة ثانية، هي تريده يختفي من حياتها لحتى تقدر تبدأ من أول و جديد، ما تعرف إيش بـ يقول لها، يتأسف؟ يتأسف على إيش؟ هي كرهته و كرهت نفسها بسببه، هو كرهها في الحياة، يريدها ترجع في حياته؟ ليش؟ هي ما راح تقدر تعتمد عليه، هي ما راح تقدر تثق فيه، هي ما راح تقدر تحبه، و الأهم هي ما راح تقدر تحترمه، رفعت يد مرتجفة تمسح على وجهها و تأخذ نفس لتهدي حالها، ما تعرف ليش دقات قلبها مضطربة كذي، ما تعرف ليش هي مرتبكة و خايفة كذي، غمضت عيونها و هي تأخذ نفس ثاني و تزفر بقوة، فتحتهم و هي تسمع باب غرفتها يندق و من ثم ينفتح، إلتفتت لها و هي تكلمت: بالمجلس ينتظرك!

حركت رأسها بالإيجاب و هي ترجع شعرها لوراء، سحبت شيلتها من على التسريحة، مشت لها و هي تلفه على رأسها: ماما، بابا عنده؟

حركت رأسها بالنفي: لا، أبوك مانه موجود في البيت بس لا تخافي يا حبيبتي، إذا تريدي بجلس معاك!

حركت رأسها بالنفي: لا، بـ نتكلم لحالنا..، و هي تأخذ نفس: أحسن كذي!

حركت رأسها بالإيجاب و مسكت يدها: خلينا ننزل!

أخذت نفس ثاني و طلعت تمشي معاها، نزلت الدرج وراها و بعدها لفت تمشي للمجلس لحالها، وقفت عند باب مجلس المفتوح تشوف عليه و هو يرفع رأسه لها، نزلت عيونها عنه بسرعة و بعدها أخذت خطوتين للداخل، ما رفعت عيونها له و مشت تجلس على أقرب كنبة.

رفع عيونه للباب المفتوح و بعدها إلتفت لها، منزلة عيونها للأرض و جالسة على أبعد مسافة ممكنة منه، ما صدق لما سمع صوتها اليوم، ما صدق أنها رضت تعطيه فرصة ليكلمها، فكر أنه خسرها خلاص، فكر أنها بعدت بدرجة أنه ما راح يقدر يرجعها له خلاص، إتصالها رجع الأمل لقلبه، أمل و لو بسيط، يكون يكذب إذا قال أنه ما إشتاق لها، يكون يكذب إذا قال أنه قدر يبعدها عن باله و لو لدقيقة، أول مرة أحد يأثر فيه لهالدرجة، عيونه تعلقت عليها و دقات قلبه جنت بشوفتها، يريد يقترب منها، يقوم و يروح لها، يسحبها له و يحضنها، يريد يحس فيها بس ما يقدر، ما يقدر و هو يشوفها ترمش عيونها بسرعة، مرتبكة منه أو حتى خايفة، نزل عيونه عنها بس رفعهم لها مرة ثانية: حنين..

قاطعته و هي ترفع عيونها له: قول اللي عندك.. بس أنا ما راح أغير قراري!

قطب حواجبه بضيق و رفع عيونه لعيونها: عيل ليش أتكلم إذا أنتي ماخذة قرارك من قبل..

قاطعته مرة ثانية و هي تقوم بسرعة: عيل خلاص، ما في داعي للكلام!

قطب حواجبه أكثر: حنين..، سكت لأنها رفعت يدها تمنعه من الكلام

لفت تعطيه ظهرها: تقدر تروح! قالتها و جت بـ تطلع بس شهقت و هي تحس نفسها تنسحب لوراء، تنسحب له، حست بيده على خصرها فغمضت عيونها، فتحت فمها لتصرخ بأعلى ما عندها: فــكــ..، إنكتمت صرختها بيده اللي حطها على فمها، حط رأسه على كتفها و تكلم بهمس: أنتي ما يصير تظلميني كذي يا حنين، ما يصير تأخذي قرارك قبل ما تسمعيني، ما يصير تسويها فيني، عطيني فرصة ثانية، فرصة لأحاول أصلح كل الأغلاط، تلوميني و أنا راضي، راضي لو تحطي كل اللوم علي بس ما أرضى أنك ترفضيني بدون ما تعطيني فرصة ثانية، ما أرضى أنك تمنعيني أصلح اللي بيننا، ما أرضى أنك تحرميني منك كذي، ما كذي يا حنين، أترجاك..، و هو ينزل يده عن فمها: ما كذي!

حاولت تفتح فمها لتصرخ مرة ثانية بس ما قدرت، ما قدرت و هي تحس فيه يقربها منه أكثر، يقربها ليلتصق ظهرها بصدره، تحس بيدينه تحاوطها، تحس بـ أنفاسه الحارة على خدها اللي تزيد من رجفتها، تحس بالحرارة اللي فجأة صارت تعتريها، تحس بدقات قلبها اللي فجأة صارت تتسابق مع بعضها، جمدت و هي تحس بشفايفه على خدها، غمضت عيونها و هي تحس بدموعها تحرقها!

بعد شفايفه عن خدها و من ثم بعد عنها شوي، حط يده على كتفها و دارها له، شاف دمعتها تتعلق برمشتها لتطيح و تتدحرج على خدها بهدوء، رفع يده و مسحها، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: إفتحي عيونك حنين، شوفيني!

غمضت عيونها أقوى عن قبل، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، حاولت مرة ثانية، رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم بسرعة: أنـ.ـا كـ.ـرهتـ.ـك عـ.ـزيز.. كـ.ـرهتك!

إقترب منها بخطوة، حاوط وجهها بيدينه و رفعه له: بس أنا حبيتك!

حركت رأسها بالنفي و رفعت يدينها المرتجفة ليدينه: لا تحبـ.ـني.. أنـ.ـا ما راح أقـ.ـدر..

حرك رأسه بالنفي بدوره: ما أصدق..، رفعت عيونها لعيونه و هو كمل: ما أصدقك حنين، عيونك تقول غير كذي، رجفتك بقربي تقول غير كذي، تريديني أصدق أنه هذا عشانك خايفة مني..، حرك رأسه بالنفي: ما أصدق..، أخذ نفس، نزل يدينه عن وجهها و بعد عنها بخطوة: فكري حنين، فكري مرة ثانية، ما عشاني، عشانك! رجع بخطوة ثانية لوراء، نزل عيونه عنها و بعدها مشى يطلع من المجلس.

ما لفت له و لا تحركت من مكانها، ضلت واقفة لشوي تحاول تهدي حالها، هو ما يقدر يأثر عليها بكلامه، هي ما تأثرت، ما راح تتأثر، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، غمضت عيونها و هي تأخذ نفس، تحس نفسها تسحب ريحته لها، ريحته اللي بقت بالمكان، فتحت عيونها و هي تزفر بقوة، لفت بسرعة و طلعت من المجلس بدورها!


***************************


سكر منه و نزل التلفون يشوف على الشاشة لشوي، متعبهم، متعبهم كثير، يعرفوا أنه لين ألحين مانه مسافر بس مختفي و مانهم قادرين يوصلوا له، هي تضل تسأله عنه كلما شافته، ما تنطق له بأي حرف ثاني إللا إذا كان عنه، ما يقدر يلومها، معلقة كل آمالها عليه، إذا أحد يقدر يخبرها عن ماضيها فيكون هو و محد غيره، تنهد بقلة حيلة و هو يحاول يبعده عن رأسه، يبعده و لو لـ هالليلة، فتح باب الغرفة، دخل و سكره وراه، إلتفت لها ليشوفها واقفة قدام المراية تمشط شعرها ترفعهم و تربطهم، تنزل يدينها و ترفع عيونها للمراية تشوف عليه، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم و صار يمشي: السلام عليكم!

لفت له: و عليكم السلام..، سكتت شوي و بعدها تكلمت: أي خبر عنه؟

حرك رأسه بالنفي، رمى تلفونه على السرير و صار يمشي للكبتات: لو كان في، كان خبرتك على طول!

نزلت عيونها بخيبة و بعدها لفت عنه و مشت للكنبة، ضل يشوف عليها لشوي و بعدها تنهد مرة ثانية، لف لكبتاته، أخذ له بجامة و بعدها سكرها و صار يمشي للحمام، طلع بعد فترة و هو يعدل قميصه، رفع عيونه لها و هو يشوفها ترجع رأسها لوراء تريحه على الكنبة، مشى للسرير جلس بس عيونه عليها، قريبة منه، قريبة كثير بس هم بعيدة، بعيدة بفكرها، بعيدة بحركاتها، ما يعرف إذا هي تحس بنفس اللي هو يحس فيه بـ إتجاهها، ما يعرف إذا قلبها يدق له مثل ما قلبه يدق لها، لين ألحين مانه قادر يفهمها، بكل شيء تحيره، تنهد و سند ظهره بظهر السرير، هدوء، صمت و بس، هذا اللي بينهم، كلما يتسكر عليهم الباب و هم كذي، بسكوتها هي تكبر الحاجز اللي بينهم، معاملتها له باردة، سطحية، ما في بينهم أي حوار كأي زوجين، يمكن لأنه يضل ساكت فهي بدورها تسكت، يمكن لأنها خايفة، خايفة من الرفض، هي حاولت مرة من قبل بس هو اللي رفضها، رفضها لأنه فكر..، قطب حواجبه بقوة على هالفكرة، حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعدها، هو عليه يحاول هالمرة، يحاول بدوره، أخذ نفس و عدل جلسته: أزهار!




.

.

.

.

.




.

.

.




فتحت عيونها بهدوء و لفت تشوف عليه، شافته يأشر بمقابله على السرير: تعالي، خلينا نتكلم!

قطبت حواجبها بإستغراب: نتكلم في من؟

حرك رأسه بالنفي: ما في عدنان!

قطبت حواجبها أكثر: أنا ما قلت عدنـ..

قاطعها: بس قلتي من ما قلتي إيش فأكيد كنتي تفكري فيه، ما راح تفكري فيني!

ضلت مقطبة و هي مانها فاهمة عليه

إبتسم لها بهدوء: تعالي و بتعرفي!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت تمشي له، جلست وين ما كان يأشر و رفعت عيونها له: إيش في؟

إبتسم أكثر: بس كذي، كلميني عنك، قولي لي إيش بعجبك و إيش ما يعجبك، إيش يضحكك و إيش يزعلك، قولي لي كل شيء عنك، أريد أعرفك!

رجعت رأسها لوراء بإستغراب: أنت بخير؟

ضحك بخفة على حركتها: بأحسن حال الحمد لله..، و بجدية: ما تحسي أنه هالفترة أنتي طول الوقت فكرك مشغول بعدنان، أنا ما أقول لك إنسيه بس لـ ليلة وحدة على الأقل حاولي، خذي نفس و إرتاحي، ترى بكرة بـ ترجعي لأفكارك مرة ثانية بس خلينا نتظاهر لشوي، نتظاهر أنه هو أبداً ما كان موجود بحياتك، نتظاهر أنك بنت عادية بحياة هادية، حياة معاي أنا!

رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم مرة ثانية: فهد أنا.. أنا ما كنت كذي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما كنت كذي صدقني.. كنت أفكر أني بنت عادية مثل ما تقول.. كنت أفكر حياتي هادية مثل ما تقول.. حاولت أنسى أنه عندي ماضي و أعيش مرة ثانية.. و قدرت لفترة.. قدرت بس فجأة كل شيء انقلب كذي..، و هي ترفع عيونها لعيونه: أحس نفسي ضايعة.. صرت لازم أعرف الماضي ألحين.. لازم أعرف لحتى أقدر ألاقي نفسي!

حرك رأسه بالإيجاب: و أنا وعدتك أزهار.. وعدتك أني بسوي كل اللي أقدر عليه و راح أجيب لك عدنان بس كل اللي أطلبه منك ليلة عادية وحدة، تناسي إذا مانك قادرة تنسي، تناسي بس لشوي!

ضلت تشوف في عيونه بدون أي كلمة، تحس نفسها محتاجة لـ هالليلة، محتاجة لتتناسى و لو لشوي، تتنفس و لو لشوي، حركت رأسها بالإيجاب و عدلت جلستها: قلت لي إيش تريد تعرف؟

إبتسم: كل شيء!

حركت رأسها بالنفي: لا، كذي ما راح أعرف أتكلم، إسألني و أنا برد عليك!

حرك أكتافه بخفة: إيش أسألك؟

حركت أكتافها بخفة بدورها: ما أعرف، إسأل أي شيء تريد تعرفه و بعدها..، و بحماس: يجي دوري أسألك!

حرك رأسه بالإيجاب: أمم..، و هو يفكر: أأ.. أمم..، رفع عيونه لها ليشوفها معلقة عيونها عليه تنتظر السؤال، حك جبينه و تكلم بسرعة: ما أقدر أفكر و أنتي مثبتة عيونك علي، أحسك تضغطي علي!

إبتسمت بخفة: من جدك؟

حرك رأسه بالإيجاب: أنا ما أسأل أنتي إسألي!

حركت رأسها بالإيجاب: سؤالي جاهز، إيش كان رأيك فيني بعد أول مرة شفتني فيها؟

تذكر فكتم ضحكته: تريدي الصراحة؟!

حركت رأسها بالإيجاب: أكيد!

ضحك بخفة: سميتك خسوف القمر!

فتحت عيونها: إيـش؟

ضحك أكثر: هههههههههه..، و هو يحرك رأسه بالإيجاب: ما أعرف.. بس شفتك كذي.. هههههه..

فتحت عيونها أكثر: يعني أنا شكلي كذي؟

ضحك أكثر و ما رد عليها، قطبت حواجبها و ضربته على كتفه بخفة: ما يضحك..، شافته يضحك أكثر فضربته مرة ثانية: جد ما يضحك..، و هي تضربه أقوى: أقول لك ما يضحك! ضلت تضربه لشوي أكثر و هو مانه راضي يهدأ، تعبت بالأخير و ما عرفت إيش تسوي غير أنها تبتسم على شكله.

سكت و هو يحس بدقات قلبه تتسارع من إبتسامتها، تتسارع حتى تدق بسرعة جنونية، نزل عيونه عنها بس رجع رفعهم لها، إقترب منها شوي و حط يده على خدها: كنتي كذي بس ما عدتي ألحين!

رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة و هي مرتبكة من نظراته، جت بتتكلم بس حست فيه يفك شعرها، إرتبكت أكثر و هي تحس فيه يمرر أصابعه في شعرها، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها رفعت عيونها له بتردد، شافته يقترب منها فقامت بسرعة: أنا.. أمم.. أنا..، و هي تلف عنه: بنام! قالتها و جت بتمشي بس هو كان الأسرع، قام، مسك يدها و دارها له، قربها له و تكلم بهمس: خليك!

رمشت عيونها بإرتباك و رفعتهم له: فـ.. فهد.. أنا..، ما كملت لأنه بعد عنها بخطوة و صار يأشر على السرير: يكفينا نحن الإثنين، ما في داعي تنامي على الكنبة!

إلتفتت للسرير و من ثم له: ها؟

حرك رأسه بالإيجاب و إبتسم لها بهدوء: اللي سمعتيه..، بعد البطانية، عدل المخدات و من ثم جلسها على السرير: نامي!

ترددت لـ لحظة بس لما شافته مثبت عيونه عليها، سحبت البطانية بسرعة، تمددت و غمضت عيونها، فتحتهم بإرتباك لما حست فيه يدخل تحت البطانية و يتمدد بدوره، حست بحركته تهدأ فأخذت نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و غمضت عيونها بس فتحتهم بسرعة و هي تحس بيدينه تحاوطها و تسحبها له، إرتبكت أكثر، أنفاسها إضطربت و قلبها جن من حركته، جت بـ تبعد بس جمدت و هي تحس فيه يطبع بوسة حارة على كتفها، حرارة غريبة فجأة إعترتها، حرارتها المرتفعة صارت تتناقض مع رجفتها، ترتجف و دقات قلبها تتسابق مع بعضها، بلعت ريقها و هي تحس فيه يزيد من مسكته عليها و يهمس: نامي!

رمشت عيونها مرة، مرتين و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها، حاولت بس فشلت، كيف تنام و الضجة اللي تسويها دقات قلبها مانها راضية تهدأ؟ كيف تنام و رجفتها هذي من قربه مانها راضية تهدأ؟ ما تعرف إيش صار لها فجأة، ما تعرف كيف تفسر حالتها هذي، غريب هالشعور عليها، غريب كثير، حست بأنفاسه تهدأ بعد فترة فـ هدت أنفاسها، رفعت يدينها بتردد و حطتهم على يدينه تتحسسها، نزلت عيونها بحياء و إرتباك و بعدها غمضتهم و هي تبتسم لنفسها بتردد!


***************************


طلعت من غرفة البنات بعدما خفت الإضاءة و سكرت الباب، أخذت نفس و لفت تمشي لغرفتها، فتحت الباب و رفعت عيونها للسرير، قطبت حواجبها و هي تشوفه فاضي، تقدمت بخطواتها و هي تلتفت حوالينها، نادت عليه بهدوء غير اللي تحس فيه: طارق..، و هي تمشي للحمام و توقف عند الباب: طارق، أنت داخل؟ ما جا لها أي رد فـ دقت مرة ثانية: طارق، أنت هنا؟ هم ما في أي رد!

قطبت حواجبها أكثر، حركت المقبض و إنفتح لها الباب، لقته فاضي فـ إرتبكت، لفت تطلع من الغرفة بسرعة، طلعت و طاحت عيونها على طارق المتمدد على الكنبة، إقتربت منه بخطوة و هي تحس بقلبها يدق، إقتربت أكثر لتشوف عيونه مغمضة و يده تتدلى من طرف الكنبة، خافت فركضت له بسرعة و نزلت لمستواه، حاوطت وجهه بيدينها و بخوف: طارق.. طارق لا.. إفتح عيونك.. لا تخليني كذي.. طارق لا تسويها فيني.. طار..، سكتت و هي تشوفه يفتح عيونه بسرعة و يرفعهم لها، غمضت عيونها و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، فتحتهم و رجعت بظهرها لوراء حتى إصطدمت بالطاولة، رفعت عيونها له و بعدها رفعت يدها لقلبها: خوفتـ.ـني!

جلس و هو يقطب حواجبه بقوة على حالتها، مسكها من أكتافها و هو يحس برجفتها، قومها ليجلسها بجنبه، عيونها مليانة دموع و أنفاسها مضطربة، حاوطها من أكتافها و تكلم بهدوء: حياتي، إيش فيك؟ ليش تخوفي حالك كذي؟ ما فيني شيء، تعبت شوي فـ..

إلتفتت له و هي تقاطعه بسرعة: تعبان؟!

رفع عيونه لعيونها و هو يشوف دموعها تنزل، حاوط وجهها بيدينه: ليلى..

حطت يدها على فمها تكتم شهقتها، قامت بسرعة و صارت تركض للغرفة، قطب حواجبه أكثر و هو مانه قادر يستوعب اللي يصير، قام بدوره و صار يمشي للغرفة ليلحقها، دخل ليشوف باب الحمام يتسكر، مشى للباب بسرعة، حط يده على المقبض ليفتحه بس مقفول، خاف فـ صار يدق على الباب: ليلى، إفتحي الباب..، و هو يدق بقوة: ليلى، إيش فيك، فهميني.. الله يخليك لا تخوفيني كذي.. إيش صاير؟..، سمع شهقاتها فـ خاف أكثر، صار يدق أقوى عن قبل و بصوت عالي: لـيـلـى إفـتـحـي الـبـاب و لا والله بـكـسـره.. إفـتـحـيـه.. لـيلـ..، سكت و غمض عيونه بقوة، إنحنى بجسمه للقدام و هو يحط يد على صدره، مانه قادر يتحمله، مانه قادر يتحمل الألم اللي فجأة صار يحس فيه، كأنه أحد يرميه بألاف الإبر و تصيبه مرة وحده، تطعنه، تطعنه بشدة، طاح على ركبه و ما قدر يتحمل فصرخ: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آه!

سمعت صرخته و إرتجف قلبها من الخوف، قامت من على الأرض بسرعة، فتحت القفل و من ثم فتحت الباب، شافته طايح على ركبه قدامها فنزلت لمستواه بسرعة: طـارق..، و هي تحط يدينها على أكتافه: إيش فيك؟.. طارق..

حرك رأسه بالنفي و هو مانه قادر يرد عليها، أنفاسه صارت تضيق و الألم كل شوي و يزيد

دموعها صارت تنزل أكثر و رجفتها تزيد، ما عرفت إيش تسوي غير أنها تقترب منه أكثر و تحاوطه لها، سمعته يتأوه فزادت من مسكتها عليه، دفن رأسه في صدرها و هو يشد عليها، يشد بقوة و كأنه بـ هالطريقة راح يخف الألم و يرتاح، عضت على شفايفها و هي تتعور من مسكته، غمضت عيونها و ما نطقت بحرف، لو كثر ما تتألم تعرف أنه و لا شيء لـ اللي هو يحس فيه، ضلت ماسكته كذي لفترة لين حست بمسكته ترتخي من عليها، حطت يدينها على رأسه و رفعته لها، أنفاسه منقطعة، عيونه محمرة و وجهه محمر، مررت يدها على وجهه: طـارق..

حط يده على يدها و هو يحاول يلتقط أنفاسه، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لها و كأنه توه بس يستوعب: أنـ.ـا أمـ.ـوت لـ.ـيلـى.. أمـ.ـوت صـ.ـح؟!

طلعت منها شهقة كانت تحاول تكتمها، ما تعرف إيش كانت تفكر لما خبت عليه، ما تعرف وين كانت تريد توصل لما كذبت عليه، هي إيش كانت تفكر، بمجرد أنها تقول له أنه بخير راح يكون بخير؟ بمجرد أنه يتوهم و يصدق أنه بخير راح يكون بخير؟ ما راح يحس بآلامه، ما راح يتعب، ما راح يموت؟ نزلت عيونها عنه، هي كانت تريد توهم نفسها، تريد تصدق بنفسها بس لو كثر ما حاولت تنكر ما راح تقدر، ما راح تقدر تنكر أنه يـمـوت، حطت يدها على فمها و هي تشهق مرة ثانية، ما قدرت تتماسك أكثر من كذي فـ إنهارت: أنـ.ـت تمـ.ـوت.. طـ.ـارق أنـ.ـت تـمـ.ـوت.. تمـ.ـوت..، و هي تدفن رأسها في صدره: أنـ.ـت تمـ.ـوت.. تمـ.ـوت.. أنـ.ـا آسفـ.ـة.. آسفـ.ـة..

غمض عيونه بقلة حيلة، فتحهم و هو يحس فيها تتعلق في صدره أكثر، جلس على الأرض و حاوطها من أكتافها، ما يعرف إيش يقول لها، ما يعرف إيش يسوي ليهديها، يحس نفسه محتاج لأحد يهديه كثر ما هي محتاجة لأحد يهديها، صعبة عليه و هي تصعبه له أكثر بدموعها، ما ينكر أنه خايف من الموت، خايف كثير، بس خايف أكثر لأنه ما يعرف إيش ممكن يصير فيها من بعده، شافها تذبل من قبل بس راح تنتهي هالمرة، تنتهي و تموت وراه، ما نطق بحرف، غمض عيونه و هو يحس بدموعه تشق طريقها على خده!


***************************


رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و هي تشوفها على 3:30، غمضت عيونها و هي تمرر يدها على وجهها بخوف و توتر، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها فتحت عيونها و ثبتتهم على باب الصالة، من طلع العصر ما رجع، ما تعرف وين يكون رايح، كيف يكون، بأي حال، خايفة عليه، خايفة كثير، خايفة من الطريقة اللي طلع فيها، خايفة يرجع لمجالسه القديمة، خايفة يرجع عادل السكير، هي بصعوبة قدرت تطلعه منها، ما تريده يرجع لها بأول مصيبة تواجهه، ما تريده يهرب كذي، حست بيد على كتفها فـ إلتفتت تشوف عليها، نزلت عيونها عنها و بعدها رفعتهم لها: خالتي ما نمتي؟

حركت رأسها بالنفي: ما قدرت أنام، تعرفيني ما أقدر إللا لما يرجع و يطمئن قلبي عليه!

إلتفتت للباب و من ثم لها: خالتي روحي لغرفتك، لما يرجع بجي بطمنك عليه!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: لا يا حبيبتي، أنتي روحي، لا تتعبي حالك كذي!

إبتسمت لها بهدوء غير اللي تحس فيه: لا تخافي علي، ما بتعب إن شاء الله..، و هي تمسك يدها و تدورها: يللا خالتي، روحي لغرفتك!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تستسلم لها، لفت و صارت تمشي للدرج، ضلت تشوف عليها لين ما بقى غير طيفها، لفت للباب و هي تعدل جلستها، رفعت ركبها و لمتهم لصدرها، حطت رأسها عليهم و هي تتمتم لحالها: لا تسويها فيني يا عادل.. ما كذي! زفرت بتعب و هي تحس بعيونها تثقل، غمضتهم لشوي تريحهم بس ما حست بحالها إللا و هي تغفى، إنتقزت بعد فترة و هي تحس بشخص يهزها، فتحت عيونها لتشوفه يجلس بجنبها، رفعت عيونها للساعة و هي تشوفها 4:15، نزلتهم له و هي تحس بيده على كتفها: عاد..، سكتت، قطبت حواجبها و هي تحس بريحته، تجمعت الدموع في عيونها: أنت سكران؟

حرك رأسه بالنفي: ما شربت كثير!

بعدت يدها عن كتفه و دفعته عنها بخفة: بس رجعت تشرب!

قطب حواجبه و بهدوء غير اللي يحس فيه: ناهد خلينا نتكلم بهـ..

قاطعته بسرعة و هي تقوم: عادل أنا ما أقدر أكلمك و أنت كذي، لما تصحى نتكلم..، جت بتمشي بس مسك يدها بسرعة، قام و دارها له: ناهد، قلت لك أنا ماني سكران!

دفعته عنها بسرعة: بس ريحتك تقول غير كذي!

قطب حواجبه أكثر، مسك يدها، سحبها له و بنبرة حادة: قـلـت لـك نـتـكـلـم فـ لازم تـسـمـعـيـنـي!

نزلت عيونها عنه و هي تحارب دموعها: عادل أترجاك.. أترجاك لا تقول لي أسقطه..

سحبها له أكثر: ناهد أنتي ليش مانك راضية تفهميني، ليش مانك راضية تفهمي خوفي عليك؟ أنا ما أريد أي شيء يبعدك عني، أنتي اللي خليتيني أتعلق فيك كذي، ما يصير تحرميني منك.. ما أسمح لك!

رفعت عيونها له: عادل أنا ماني رايحة لمكان و أنت لازم تفهم هالشيء..

قاطعها بعصبية و هو يفكها: تـقـولـي كـذي ألـحـيـن بـس بـعـديـن تـروحـي و تـتـركـيـنـي..، حرك رأسه بالنفي: مـانـي قـد خـسـارة ثـانـيـة يـا نـاهـد.. مـا أريـد هـ الـطـفـل.. مـا أريـده! قالها و بعدها لف عنها بسرعة و صار يمشي للدرج.

حركت رأسها بالنفي و صارت تلحقه: مانه خيارك يا عادل.. هذا خياري..، و هي تركب الدرج وراه: أنا أريده و ما راح أموت طفلي بـ يديني..، و هي تمسك يده و توقفه: أنا آسفـ.ـة.. ما راح أموته.. ما راح أقدر!

نزل عيونه ليدها و من ثم رفعهم لها، أخذ نفس ليهدي حاله و بعدها لف و مسكها من أكتافها: تختاريه علي؟

حركت رأسها بالنفي: أريدكم أنتو الإثنيـ..

قاطعها و هو يرجع لحالته مرة ثانية: بـس أنـا قـلـت لـك أنـا مـا أقـدر يـا نـاهـد..، و هو يدفعها عنه: مـا أريـده!

شهقت و هي تحس فيه يدفعها، رجعت بدرجة و مدت يدها لتمسك يده لتتدارك بس ما قدرت و هي تشوفه يعطيها ظهره و يمشي، فقدت توازنها و ما حست بحالها إللا و هي تتقلب، تتقلب لتطيح على الأرض و تصرخ بألم: عــآآآآآآآآآآآدل!

إرتجف و هو يسمع صرختها، لف ليشوفها مرمية على الأرض، فتح عيونه: نـ.. ناهد..، و هو ينزل لها بسرعة: نـــاهـــد!

كبست على نفسها و هي تحس ببطنها يتقطع، غمضت عيونها بقوة و هي تحس بيدينه على أكتافها اللي صارت تجلسها، شدت على قميصه و هي تصرخ بألم: آآآآآآآآه..، و هي تدفن رأسها في صدره: آآآآآآآه..

إرتجف أكثر و هو يحس بدموعها الحارة على صدره و يسمع صرخاتها المتأوهه، قلبه صار يدق بقوة، يدق و كأنه بيوقف في أي لحظة، حاول يرفعها بس فشل، حاول مرة ثانية بس هم فشل، يحس بقواه ضاعت في هاللحظة، مانه قادر يوقف على رجوله، مانه قادر يحمل ثقله كيف يقدر يحملها؟ حاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس أنفاسه صارت تضيق، حاول مرة ثانية و رفعها شوي، جا بيوقف بس طاحت عيونه على الدم اللي بالأرضية، إنفجع و يدينه فقدت طاقتها، جلسها على الأرض مرة ثانية و رفع عيونه للدرج: يــــــممممـــــة!!



بعد ساعتين...

غطت وجهها بيدينها و هي تحس بدموعها تتدحرج من طرف عينها، يقولوا لها مات، اللي كانت تحلم فيه بـ يضل حلم و ما راح يتحقق، ما راح يتحقق لها!

حركت رأسها بقلة حيلة و هي تتمتم: لا حول و لا قوة إلا بالله..، و هي تأخذ نفس: لا حول و لا قوة إلا بالله..، إقتربت بكرسيها من سريرها و عيونها على إبرة المغذي اللي بيدها: يا يمة يا حبيبتي، نزلي يدينك بـ تعورك..، و هي تبعد يدينها عن وجهها: لا تبكي يا حبيبتي، لا تبكي، شوفي العوض من رب العالمين.. بتحملي مرة ثانية إن شاء الله.. بـ يرزقك بطفل إن شاء الله بس أنتي هدي حالك..، و هي تمسح دموعها و من ثم تمسح على رأسها بهدوء: لا تبكي يا يمة.. قولي الحمد لله على كل حال.. قولي الحمد لله!

إلتفتت له لتشوفه جالس على كرسي بجنب الباب و منزل رأسه للأرض، نزلت عيونها عنه و صارت تبكي أكثر!


***************************


يوم الثاني...

جلست على الكنبة و عيونها عليها، سهى، بنت خالته و تكون أخته بالرضاعة، بعمره بس ما يوضح عليها، ما حضرت الملكة و عشان كذي ما قدرت تعرفها، متزوجة و تسكن بـ دبي بسبب شغل زوجها، تمر عندهم من فترة لفترة و لما عرفت عنهم حاولت تصلح ما بينهم بس فشلت، جاية لهنا اليوم لتكلمها بس من أول ما جلست سكتت، هو مانه موجود فـ يمر عليهم صمت غريب، صمت مربك و موتر للأعصاب، مررت يدها في شعرها و هي تأخذ نفس، عدلت جلستها و قررت تكسر هـ الصمت: فيصل قال لي أنك تريدي تكلميني!

إبتسمت لها و حركت رأسها بالإيجاب: أريد أكلمك فيه و في باسل!

حركت رأسها بالإيجاب و أشرت لها تكمل فكملت: بسمة أنتي تعرفي إيش كثر هـ العائلة الصغيرة تعني لفيصل، هو متعلق فيها كثير، هو مانه مرتاح بدونهم حوالينه، ما راح يقدر يرتاح بدونهم!

نزلت عيونها عنها و حركت رأسها بالإيجاب: أعرف..، و هي ترفعهم لها: بس فيصل حاول معاهم، باسل مانه راضي يعترف بغلطته و شدن ما راح ترضى إللا إذا هو سامحه.. كيف يقدر يسامحه و هو ما يحس نفسه غلطان!

حركت رأسها بتفهم: و أنا حاولت أكلمه بس شكله ما راح يرضى، ما راح يحس بحاله إللا إذا أنتي كلمتيه!

قطبت حواجبها و هي تأشر على نفسها: أنا؟

حركت رأسها بالإيجاب

حركت رأسها بالنفي بسرعة: أنا آسفة.. بس أنا ما أريد أي شيء يربطني فيه مرة ثانية.. إذا هو مانه راضي يسمعها منك ليش بـ يسمع مني.. هو غلط بحقي و غلط بحق فيصل.. أنا ما عندي شيء أقوله له!

أخذت نفس، قامت من مكانها و جلست على الكنبة بجنبها، و هي تمسك يدها: بسمة أرجوك، عشان فيصل، يرضيك تشوفيه يتعب بسببك..

قاطعتها بسرعة: مانه بسببي!

حركت رأسها بالإيجاب: بلا بسببك، أنتي ما تقدري تنكري أنه سكوتك وصلكم لهنا..، سكتت لتأخذ نفس: بسمة أنا ماني جاية لأرمي الملامة عليك بس أنتي لازم تفكري فيه، إذا ما عشانك عشانه، لازم هـ العائلة ترجع مثل ما كانت، لازم تلميهم و ترجعيهم لبعض!

رفعت عيونها لعيونها و من ثم نزلتهم ليدينهم و ما ردت عليها.



بعد فترة...

جلست على كرسي التسريحة تمشط شعرها و هي مرفعة عيونها للمراية تشوف عليه يكسف سجادته و يقوم، إبتسمت بهدوء: تقبل الله!

إلتفت لها و صار يمشي لها: منا و منكم صالح الأعمال..، حط يدينه على أكتافها، إنحنى و طبع بوسة على رأسها.

إبتسمت أكثر و حطت المشط من يدها، قامت و دارت له، وقفت على رؤوس أصابعها و طبعت بوسة هادية على خده، بعدت عنه و بعدها صارت تمرر يدها على خده: ترى هـ الشعيرات صارت تطعن، ليش ما تحلق؟!

إبتسم بخفة و نزل يدها: عادي بطولهم لين يوصلوا لصدري!

ضحكت بخفة و هو لف عنها و صار يمشي للسرير، ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها مشت له، تمدد بطرفه و هي جلست على طرف تمرر أصابعها في شعره: رجعت بدري من الدوام اليوم؟

حرك رأسه بالإيجاب و غمض عيونه: ما كان لي نفس أجلس في المكتب أكثر من كذي..، و هو يأخذ نفس و يزفر: أحس بضيق!

رفعت عيونها لعيونه المغمضة و بعدها نزلتهم و هي تتنهد بقلة حيلة، حزين و هالشيء يوضح من عيونه الحزينة، هي تعرف إيش كثر هم مهمين له، هو متعلق فيهم، متعلق فيهم لـ حد النبض، بدونهم حياته تفقد لذتها، تصير بدون لون، بدون طعم، لو كثر ما حاولت هي ما راح تقدر تكون له الأخت اللي يريده، الأخ اللي يحتاجه، رفعت عيونها له مرة ثانية، يمكن هي لازم تكلمه بنفسها، يمكن هو راح يقتنع منها، يمكن اللي هم مانهم قادرين عليه هي بتقدر عليه، هي ما تريده يحرم نفسه من عائلته عشانها، هي ما تريد تبعده عنهم، راح تحاول، تحاول تجمعهم مرة ثانية، تحاول و تتمنى أنها تنجح، أخذت نفس و إنحنت لتحط جبينها على جبينه: فيصل!

إبتسم بخفة و هو يحس بأنفاسها بهالقرب منه: همم؟

أخذت نفس ثاني و بهمس: أحبك!

فتح عيونه لتصير في عيونها و بنفس الهمس: أعرف!

ضحكت بخفة و جت بـ تبعد بس حاوطها ليمنعها: خليك!

حركت رأسها بالإيجاب و حطت رأسها على صدره، أخذت نفس و هي تفكر فيه، لازم تكلمه، تكلمه بأقرب فرصة!


***************************


وقفت بجنبه في المحل و هي تشوفه يلم كم من كمة و يختار منهم، أخذ وحدة بخيوط عنابية و الثانية بخيوط سوداء و هو يرفعهم لها: أي وحدة آخذ؟

إبتسمت و سحبت الكمة بخيوط سوداء من يده، مررت أصابعها على النقوش و هي تبتسم: هذي أحلى..، و هي ترفع عيونها له: تناسبك أكثر لأنك أبيضاني!

إبتسم لها و أخذ الكمة منها: عيل بأخذ العنابي!

فتحت عيونها و ضربته على كتفه بخفة: ليش تسألني إذا بالأخير تأخذ اللي تريده!

ضحك و صار يسحب خدها بخفة: أمزح، بأخذ الأسود!

بعدت يده عنها بإحراج و هي تشوف صاحب المحل يشوف عليهم، لفت عنه و صارت تمشي لبرع المحل بسرعة: أنتظرك برع!

ضحك أكثر و هو يشوفها تطلع، تمشي خطوتين و بعدها توقف تنتظره، لف لصاحب المحل يدفع له الفلوس و بعدها لف يمشي لها، مسك يدها و صار يمشي للمواقف، نزلت عيونها ليدينهم و بعدها رفعتهم له: ملكة من قلت لي؟

حرك رأسه بالنفي: ما قلت!

إبتسمت: عيل قول ألحين!

حرك رأسه بالنفي: ما تعرفيه!

حركت رأسها بالإيجاب و ما إهتمت كثير.



بعد شوي...

وقف سيارته قدام البيت و إلتفت لها: أساور حبيبتي، أنتي إنزلي أنا عندي كم من شغلة أخلصها و برجع!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تنزل، ضل يشوف عليها لين إختفت وراء الباب و ما بقى غير طيفها، نزل عيونه بس رجع رفعهم للباب، أخذ نفس و زفر بضيق، يبتسم و يضحك معاها بس بداخله مانه مبسوط، ما يعرف إيش هالشعور اللي يحس فيه، مرتبك يمكن أو حتى خائف، خائف من بكرة، ما يعرف إيش يقول لها، كيف يقول لها؟ ما يعرف إيش بيكون موقفها، كيف بـ تتصرف في وقتها، تحبه و هو يعرف هالشيء بس راح تضل تحبه على طول ما يعرف، تقول أنه أهم من كل شيء في حياتها بس هم كانوا كذي بعد، تركتهم و بكرة بـ تتركه هو بعد، رن تلفونه فطلعه من جيبه يشوف على الرقم: يمة تتصل بك! حط التلفون على الصامت و رماه للمرتبة اللي بجنبه، غمض عيونه و حط رأسه على السكان بتعب، ما يعرف اللي يسويه صح و لا لأ، أفكاره مخربطة، مشوش من كثر ما صار يسمع كلامها، يمكن اللي تقوله هي الصح، يمكن هو محتاج يستقر بحياته بس ما راح يقدر معاها، ما راح يقدر لأنه مانه قادر يثق فيها، زفر أنفاسه بضيق، يا ترى هو يخونها؟ يخونها كذي؟ غمض عيونها أقوى بس فتحهم و هو يسمع دق على الشباك، رفع رأسه و من ثم إلتفت لها، شافها تبتسم له و من ثم تفتح الباب.

مسكت يده و تكلمت: إيش فيك؟ ما أنت قلت أنك رايح؟ ليش بعدك هنا؟ نسيت شيء؟

حرك رأسه بالنفي، سكر السيارة و بعدها نزل: غيرت رأيي، ماني رايح!

حركت رأسها بالإيجاب و هو جا بـ يسكر الباب بس وقفته: تلفونك ما تأخـ..

قاطعها و هو يحرك رأسه بالنفي مرة ثانية: عادي، ما يجيني أي إتصال مهم!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و هو سكر الباب، حاوطها من أكتافها و صار يمشي للداخل، يمشي و هو يحس نفسه في حيرة، ما يعرف إيش يسوي، يسمع لمن، لـ قلبه و لا لـ عقله!





.

.

.

.

.




***************************


طلعت من الجناح و هي مقررة تكلمه، ما فيها تصبر أكثر من كذي، تحس نفسها صارت غريبة، غريبة بجناحها و هو كأنه ما عاد يعرفها، تعرف أنه ما يتعمد، تعرف أنها هي تجبره على كذي بس هم ما فيها تتحمل، هي قلبت كذي لتبعده عنها، تبعده عن ولده اللي بالطريق، ما يصير تضعف لها، هي لازم تقوي نفسها عشان تقدر تكشفها له، تفضحها له، أخذت نفس تهدي حالها و صارت تنزل الدرج، الفلة هادية كعادتها، هادية بعكس نفوسهم، هدوء ظاهري لا غير، لفت و صارت تمشي لممر غرفتها، وقفت عند الباب و هي تشوفه مفتوح، أخذت نفس تتشجع و بعدها تقدمت بخطواتها للداخل، إلتفتت لسريرها لتشوفها مغمضة عيونها و مرجعة ظهرها لوراء تسنده بظهر السرير بس هو مانه حوالينها، لفت عنها بسرعة و جت بتطلع بس وقفتها!

سمعت خطواتها بس فكرته هو، فتحت عيونها لتشوفها تلف عنها، جت بتطلع بس تكلمت بسرعة لتوقفها: نمارق!

لفت لها بس ما تكلمت

إبتسمت لها بهدوء: جاية عشان ولدي، جاية عشانه؟

نزلت عيونها عنها بس رفعتهم لها: جاية عشانه، خالتي ما يصير تسوي فيه كذي، تقولي نفسك متعلقة فيه، سعادتك من سعادته بس أنتي تحرميه من كل شيء هو يريده، تحرميه من كل شيء هو يحبه بـ هالطريقة!

حركت رأسها بالنفي: يحبني أنا و ما حرمته من نفسي.. ولدي و أعرفه.. إذا أنا بجنبه ما راح يحتاج لشيء ثاني.. أنا..، و هي تأشر على نفسها: أكفيه!

حركت رأسها بالنفي: مانك كافية له.. هو يحتاج لي أنا.. يحتاج لولد يحمل إسمه.. يحتاج لحياة له هو.. بعيد عنك و عن أنانيتك!

إبتسمت مرة ثانية: يا بنتي تتكلمي كذي معاي.. تتكلمي كذي مع أمك؟

حركت رأسها بالنفي: وحدة مثلك مستحيل تكون أمي.. مستحيل تكون أم.. أنتي ما تحسي فيه.. ما تحسي إيش كثر أنتي تعذبيه..، سكتت لشوي و هي توها تنتبه لها، تكلمها بنبرة هادية متهكمة، اللي يشوفها ما يقول أنها مريضة، اللي يشوفها ما يقول أنها ما تنام الليل بسبب نوبات جنونية اللي تجي لها، نزلت عيونها عنها و هي تحاول تستوعب، معقولة كل اللي تشوفه مانه سوى تمثيلية، هي كتبتها، أبدعت فيها و خلت الكل يصدقها؟ معقولة اللي تسويه مانه سوى تمثيلية لتعلقه فيها أكثر؟ رفعت عيونها لها، معقولة تكون تكذب عليهم طول هـ الوقت و هم مانهم قادرين يكشفوها؟ معقولة تقدر، رمشت عيونها بعدم تصديق و هي تشوف إبتسامتها، رجعت بخطوة لوراء، حطت يدها على فمها و هي تشهق: أنتي..، و هي ترمش عيونها بعدم تصديق: أنتي صاحية.. أنتي ما تشكي من شيء.. ما تشكي من شيء!

ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها نزلت عيونها عنها بإبتسامة: كشفتيني..، و هي ترجع ترفعهم لها: بس من بـ يصدقك؟ عبدالرحمن..، و هي تحرك رأسها بالنفي: مستحيل..، و هي تبعد البطاينة عن رجولها: الدكاترة قالوا له أنه أنا ما فيني شيء، رجولي سليمة..، و هي تقوم: بس أنا قلت له أنا ما أقدر أمشي فـ صدقني..، و هي تمشي لها: تريديه يصدقك و يكذبني..، حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: ما راح يقدر..، و هي توقف قدامها: مستحيل يقدر!

فتحت عيونها بصدمة و هي تحس نفسها جمدت بأرضها، جمدت و جمد تفكيرها، مانها قادرة تصدق اللي تشوفه، مانها قادرة تصدق، واقفة قدامها، واقفة و على رجولها؟ حركت رأسها بعدم تصديق، راح توصل لـ كذي؟ راح توصل معاها لهنا؟ تحرم نفسها من المشي لكل هـ السنوات، تحرم نفسها بس لـ إيش؟ تريد تكسب ولدها، ما هو راضي يموت عشانها، ما هو راضي يتخلى عن الكل عشانها عيل ليش تسويها؟ إيش تستفيد؟ توها تقول أنها صاحية بس شخص مثلها مستحيل يكون صاحي، مجنونة، اللي واقفة قدامها مجنونة، فتحت فمها بعدم تصديق: أنتـ..، ما قدرت تكمل لأنها طاحت على الأرض، طاحت عند رجولها، رجعت بخطوة لوراء: خـ..

قاطعتها و هي فجأة تصرخ و تبكي: يـ.ـا بـ.ـنتي أنـ.ـا آسفـ.ـة.. آسفـ.ـة إذا أذيتـ.ـك.. بس الله يخـ.ـليك.. لا تسوي فيـ.ـني كذي.. عبدالرحمـ.ـن كل اللي عنـ.ـدي.. لا تحرمينـ.ـي منه.. لا تكـ.ـذبي كـ.ـذي.. لا تكـ.ـذبي..

قطبت حواجبها بقوة: خـ..

قاطعتها صرخته: يــمــة!!!

إلتفتت له بسرعة و هي تشوفه يركض لها و ينزل لمستواها، حطت يدينها على فمها و هي توها تفهم عليها، عشانه موجود راح تكمل بتمثيليتها، عشانه هنا راح ترجع لنوباتها الكاذبة، حركت رأسها بقهر و هي تشوفه يرفع عيونه لها و بصوت عالي: إيــش ســويــتــي فــيــهــا؟!

حركت رأسها بالنفي بسرعة: ما سويت شيء..، و هي تشوفه يرفعها بسرعة و يأخذها لسريرها: والله ما سويت شيء..، و هي تأشر عليها: أمك مجنونة..، و بصراخ: عـبـدالـرحـمـن هـذي مـجـنـونـة!!

قطب حواجبه بقوة و إلتفت لها، مشى لها بسرعة و سحبها من كتفها: نـمـارق جـنـيـتـي أنـتـي.. الـلـي تـكـلـمـي عـنـهـا أمـي!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تحاول تفك نفسها منه: أعـرف.. أعـرف.. هـي تـسـتـغـلـك.. تـسـتـغـل حـبـك لهـا.. تـسـتـغـل تـعـلـقـك فـيـهـا..، دفعته عنها لحتى تفك نفسها من بين يدينه، إلتفتت لها و صارت تأشر عليها: هـذي تـكـذب عـلـيـك.. تـكـذب عـلـيـك.. تـمـشـي.. تـقـدر تـمـشـي!

قطب حواجبه أكثر و حرك رأسه بعدم تصديق: أنـتـي إيـش تـقـو..، ما قدر يكمل لأنه شافها تركض لأمه، تسحبها من أكتافها و تهزها بقوة: إعـتـرفـي.. إعـتـرفي لـه.. إعـتـرفـي!!

مشى لها بسرعة و فك أمه من بين يدينها اللي صارت تشهق أكثر، إلتفت لها: نـمـارق، جـنـيـتـي..

قاطعته بسرعة و بنفس حالتها: هـي الـمـجـنـونـة.. كـذآآبـة.. هـي كــذاآآآبـة.. أمــك كــذاآآآبـــ..، ما حس بحاله إللا و هو يرفع يده و يعطيها كف بأقوى ما عنده، طاحت على الأرض بقوة و إنشلت عن الحركة، تحس بحرقة غريبة، حرقة تطعنها، وجهها صار ينصبغ بالأحمر و خدها يتورم بعلامة أصابعه عليها، إمتلت عيونها بالدموع اللي صارت تطيح و تحرقها، ما رفعت عيونها له بس تسمع أنفاسه العالية اللي يحاول يلتقطها!

رجع بخطوة لوراء و هو يحاول يستوعب اللي صار، إصطدم بالسرير فجلس بسرعة يلتقط أنفاسه، رفع عيونه لها و هو يشوف دموعها تتدحرج على خدها وحدة وراء الثانية، حط يد على رأسه: نما..، ما كمل لأنها قامت بسرعة تركض لبرع الغرفة، جا بـ يقوم لـ يلحقها بس حس بيدينها تتعلق فيه، جلس و هو يحس فيه تتعلق بحضنه و تشهق أكثر، غمض عيونه بقوة و إستسلم لدموعه!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

وقفت قدام المراية تعدل شيلتها و هو واقف وراها يمشط شعره، مستغربة منه، بالعادة يكون مبتسم و تكون عيونه عليها بس اليوم مثبت عيونه على المراية يشوف على نفسه و حواجبه مقطبة بخفة، حط المشط على الطاولة و جا بـ يلف بس هي كانت الأسرع، دارت له و مسكت يده، نزل عيونه ليدها و من ثم رفعهم لعيونها، إقتربت منه بخطوة و تكلمت: إيش فيك؟

حرك رأسه بالنفي و بهدوء غير اللي يحس فيه: أبداً..، فك يده من يدها و صار يمشي لباب الغرفة: إذا مخلصة، خلينا نطلع عشان ما نتأخر على طيارتنا!

حركت رأسها بالإيجاب: إنزيـ..، ما كملت لأنه طلع بسرعة، قطبت حواجبها أكثر و هي متضايقة منه، نزلت عيونها عن الباب و أخذت نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و إبتسمت لتبين عادي، مشت للباب و طلعت لتشوفه يجر شنطهم لباب الشقة، ركضت بسرعة تفتح له الباب، ما إلتفت لها، طلع بـ شنطهم لبرع و صار يمشي للمصعد، ما علقت على حركته، طلعت، سكرت الباب و قفلته، طلعت المفتاح و صارت تمشي له، دخل الشنط بالمصعد و من ثم أشر لها تركب، ركبت و هو ركب، ضغط على طابق الأرضي بس وقف الباب قبل ما يتسكر، مد يده لها و تكلم: عطيني المفتاح، نسيت شيء بالشقة!

حركت رأسها بالإيجاب و مدت له المفتاح، نزل و هي جت بـ تنزل وراه بس وقفها: خليك، أنتي إنزلي أنا ألحين بجي!

قطبت حواجبها: بس..

قاطعها و هو يركب المصعد، يضغط على الزر ليسكر الباب و بعدها ينزل بسرعة: دقيقتين و نازل لك!

حركت رأسها بالإيجاب و تسكر الباب، غمض عيونه و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و رفع عيونه لباب شقته، تقدم بخطوات هادية غير اللي يحس فيه، دق الجرس و بعدها رجع بخطوة لوراء ينتظره يفتح له، هو ما يريد يظلمها، هو ما يريد يكلمها لأنه ما يريد يجرحها، ما يريدها تحس أنه ما يثق فيها، هو شاف خيانة مرة بعيونه و عشان كذي ما راح يقدر يتحمل خيانة ثانية، ما منها، هو بس يريد يكلمه، يكلمه ليفهم منه، يعرف إيش اللي صار بالضبط، هو راح يحاول يكذب عيونه إذا هو قال غير اللي شافه، هو بـ يسكت و ينسى إذا هو قال غير كذي، يريده يكذبه، يكذب عيونه، يكذب اللي شافه، رفع عيونه للباب و هو يشوفه ينفتح، طلع قدامه فـ ما قدر يمسك حاله، مسكه من قميصه من صدره، سحبه لبرع و بعدها دفعه بقوة للجدار: إيـش كـانـت تـسـوي فـي حـضـنـك؟ و هو يدفعه أكثر: لـيـش؟!

قطب حواجبه بقوة و هو يحس فيه يدفعه للجدار، يدفعه و كأنه بـ يكسره و يدفنه فيه: ما بك؟ ماذا تقول؟ أنا لا أفهمك!

زاد من مسكته عليه و هو يرص على أسنانه: لا تتغابى يا مصعب، أنت تفهم أنا إيش أقول و تفهم ليش أقوله، فرح..، و بصراخ: فـرح إيـش كـانـت تـسـوي بـحـضـنـك؟!

ضل يشوف عليه لشوي و بعدها نزل عيونه عنه و إبتسم لنفسه، رفعهم له و تكلم بهدوء: أنت لا تثق بها؟

دفعه للجدار أقوى عن قبل: ما لك دخل في هالشيء.. رد عـلـى سـؤالـي و بـس!

قطب حواجبه و هو يتعور من حركته، رفع عيونه له و تكلم: قول لي أنت إيش شفت أمس؟ شفتها تحضنـ.ـني صح؟..، و بإبتسامة: هذا اللي صار..، ما حس بحاله إللا و هو ينسحب بقوة، يندفع ليتعثر بخطواته لوراء، جا بـ يرفع رأسه بس ما قدر لأنه حس فيه يمسكه من كتفه و يضربه بوكس بأقوى ما عنده، رجع لوراء و إصطدم بالجدار، رفع عيونه له و إبتسم: أنت ما تستاهلها.. يمكن هي عرفت هـ.ـالشيء!

حس بدمه يتدفق في عروقه بحرارة، دقات قلبه صارت تتسابق مع بعضها، تجن و تجننه، إيش يقول له هذا، يقول له أنه هي ما عادت تريده، يقول له كل اللي عاشه معاها كانت مجرد كذبة، كذبة مثل ما الكذبة اللي عاشها مع هانا، ليش يسووها فيه، هو لما يحب، يحب بكل ما فيه، يعطي و يتغير عشانهم، يسوي كل اللي يتمنوه منه بس هم يردوا عليه كذي، ليش هو مكتوب له يذوق الخيانة مرتين، يتوجع كذي مرتين، بس هالمرة الوجع أكبر..، رفع عيونه له و هو مانه قادر يتحمل إبتسامته، مشى له بسرعة، رفع يدينه لرقبته و رجعه للجدار، و هو يشدد من قبضته عليه: لـيـش تـسـووهـا فـيـنـي؟ لـيـش؟!

أنفاسه صارت تضيق من مسكته اللي كل شوي و تزيد على رقبته، حط يدينه على يدينه و هو يحاول يبعده عنه بس فشل، فتح فمه ليتكلم بس هم فشل، سمع صرختها فحس بيدينه ترتخي!

نزلت للطابق الأرضي، نزلت الشنط و وقفت لشوي تنتظره بس ملت لحالها و قررت تركب مرة ثانية، دخلت المصعد و ضغطت على دور شقتهم، تسكر الباب فـ نزلت عيونها لساعتها تشوف عليه، لازم يكونوا بالمطار في نص ساعة، إذا ما نزل ألحين بـ يتأخروا، تنهدت و بعدها رفعت عيونها للأرقام، شافت رقم دورهم يضيء فنزلت عيونها للباب، قطبت حواجبها و هي تسمع صراخه، إنفتح الباب و هي فتحت عيونها بصدمة: عــــمــــآآآآآد!!!

سمع صرختها و إرتخت مسكته من عليه، نزل يدينه عنه و إلتفت يشوف عليها، ركضت له بسرعة و هي تمرر نظرها ما بينهم بخوف: إيش يصير؟ إيش فيكم؟..، و هي تقترب منه و تشوف على وجه مصعب المحمر: إيش تريد تسوي فيه؟ تـمـوتـه؟!

رفع عيونه لها: ليش خايفة عليه؟

قطبت حواجبها بقوة: عماد..

قاطعها و بصراخ: شـفـتـك بـحـضـنـه.. شـفـتـك تـرمـي نـفـسـك بـحـضـن هـ الحـقـيـر..، و هو يسحبها له: لـيـش تـسـويـهـا فـيـنـي.. لـيـش؟

رفعت عيونها لعيونه و هي تحس بلسانها إنربط في هـ اللحظة، إلتفتت لمصعب و هي تشوفه يعدل وقفته و يشوف عليها، نزلت عيونها و ما نطقت بحرف!

حرك رأسه بعدم تصديق: طلعتي مثلها.. طـلـعـتـي مـثـل هـانـا الـحـقـيـرة..، قالها و بعدها مسك يدها و صار يسحبها للمصعد: ودعـيـه لأنـك مـا راح تـشـوفـيـه..، و هو يدفعها لداخل المصعد: ودعـي حـبـيـبـك!

رفعت عيونها له و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، نزلتهم مرة ثانية، ما تكلمت و صارت دموعها تنزل!

ضغط على الزر لـ يتسكر الباب بسرعة، نزل رأسه و من ثم رفعهم لها ليشوف دموعها تطيح على خدودها، نزل عيونه عنها، حط يدينه على رأسه و ما تكلم بدوره!


***************************

مسقط...

رتبت طاولة العشاء و بعدها مشت للمطبخ تغسل الصحون، حطتهم في أماكنهم و بعدها طلعت تمشي للصالة، رفعت عيونها لباب الصالة و هي تشوفه مفتوح، إلتفتت له و هي تشوفه يقلب في القنوات لحاله، إقتربت منه و تكلمت: سامر!

إلتفت لها

أشرت على الباب: أنت فتحته؟

إلتفت للباب، حرك رأسه بالنفي و من ثم إلتفت لها: فهد برع!

إلتفتت للباب: فهد؟

حرك رأسه بالإيجاب و إبتسم: جالس يعد النجوم!

إبتسمت بخفة و لفت تمشي له، وقفت عند الباب و هي تشوفه جالس على آخر الدرج و مرفع عيونه للسماء، ترددت لـ لحظة و بعدها أخذت نفس و مشت له، نزلت الدرج و جلست بجنبه، رفعت عيونها للسماء و من ثم نزلتهم له: إيش تسوي؟

حرك رأسه بالنفي، إلتفت لها، إبتسم و من ثم رفع عيونه للسماء مرة ثانية، إستغربت من حركته فرفعت عيونها بدورها: إيش تدور؟

إبتسم أكثر بس ما نزل رأسه لها، إيش يقول لها، بـ إيش يرد عليها ما يعرف، بـ تفكره مجنون، جن و هو جالس بنص الليل لحاله يدور النجوم، نزل رأسه ليشوفها تنزل رأسها بدورها، جت بترفعه مرة ثانية بس حاوطها بيدينه لتتعلق عيونه بعيونها، إيش يقول لها، بـ إيش يرد عليها، يقول لها أنه يشوف على النجوم الباهتة، النجوم اللي فجأة فقدت لمعتها، فقدت لمعتها لعيونها، ما يعرف إذا بـ تصدقه، ما راح تصدقه!

رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بدقات قلبها تتسابق مع بعضها بسبب عيونه المتعلقة بعيونها، نزلتهم عنه و رفعت يدينها ليدينه، جت بـ تنزلها بس جمدت و هي تحس بشفايفه على جبينها، رمشت عيونها كم من مرة و رفعتهم له بتردد، شافته يقوم، يمسك يدها و يسحبها ليقومها، قامت، بلعت ريقها و هي تحس بيده على خصرها، ما نطق بحرف و هي ما نطقت بأي حرف، صارت تمشي معاه للداخل و هي تحس بدقات قلبها تسابق خطواتها، ركبت الدرج معاه و مشت للغرفة، فتح لها الباب و هي دخلت بإرتباك، دخل و سكر الباب، إلتفت لها شافها تفسخ شيلتها و بعدها تمرر يدها على وجهها بنفس حالتها، إقترب منها بخطوة، مسك يدها و رفعه لشفايفه، باس كفها بهدوء و بعدها سحبها له بخفة لحتى يحاوطها، إرتجفت و هي تحس برأسه يندفن في كتفها، إرتجفت أكثر و هي تحس بأنفاسه على رقبتها، حست بمسكته تزيد عليها فأخذت نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ريحت رأسها على كتفه، غمضت عيونها بس فتحتهم بسرعة و هي تسمع تلفونه يرن، بعدت رأسها عن كتفه و هي تحاول تبعده عنها: فـ.. فهـ.ـد..

أخذ نفسه و رفع رأسه لها، نزلت عيونها عنه بحياء و إرتباك: ما ترد؟!

رفع عيونه للتسريحة يشوف على تلفونه، أخذ نفس ثاني، فكها و صار يمشي للتلفون، شاف رقمه يضيء فقطب حواجبه، حك رقبته و بعدها رفع التلفون لأذنه و رد: ألو!

تكلم بسرعة: أنا تحت عند باب الشارع إنزل بسرعة! قالها و بعدها سكر الخط.

قطب حواجبه أكثر و زفر، رفع عيونه لها و من ثم صار يمشي للباب: ألحين بجي! طلع من الغرفة بسرعة و سكر الباب وراه، مشى للدرج، نزل و بعدها طلع للحديقة، فتح الباب ليشوفه مستند بسيارته و عيونه عليه، عدل وقفته و تقدم منه، تقدم بدوره و هو يقطب حواجبه أكثر: إيش في؟ إيش صايـ..

قاطعه: عدنان!

رفع عيونه له: إيش فيه؟

حرك رأسه بالنفي و هو يتنهد بضيق: مانه موجود!

قطب حواجبه مرة ثانية: سافر؟

حرك رأسه بالنفي و بنفس حالته: ميت!

فتح عيونه بصدمة: إيــــش؟!






.

.

.

.

.



نهاية البارت...

بارت الجاي راح ينزل الجمعة إن شاء الله..

راح يكون "بارت المنتظر".. لا أحد يروح يقرأ بارت الأول بـ تحرقوا الأحداث على نفسكم..
خلوها للبارت الجاي و إن شاء الله يكون قد توقعاتكم مني..^^..

"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحتكم!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-13, 12:51 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (22)...

If I had a choice, I would’ve chosen you from the start

I would’ve told you that it’s you whose name is written in the stars of my heart

©

.

.

.

.

.



وقف عند باب الشارع و هو يشوف سيارته تبتعد، تبتعد لحتى تختفي في إحدى التقاطعات، نزل عيونه بقلة حيلة، دخل و سكر الباب، رفع عيونه لشبابيك غرفته و من ثم نزلهم، رفعهم مرة ثانية و صار يمشي لدرج المدخل، إيش يقول لها ما يعرف، كيف يقول لها هم ما يعرف، هي ترددت كثير لحتى حطت آمالها عليه، هي ترددت كثير لحتى حطت ثقتها فيه، ما يقدر يروح يصدمها كذي، ما بتتحمل، تنهار و تضيع، توها بس يومين و هي تبتسم مرة ثانية، تضحك و تحاول مرة ثانية، تحاول تتناسى لحتى يجيها، كيف بـ تتقبل هالخبر، ما راح تقدر، نزل عيونه و صار يدخل، ركب الدرج لغرفته و هو يتنهد بضيق، وقف قدام الباب و هو يقطب حواجبه بقوة، هو السبب، هو السبب في حالتها، هي نست حياتها بسبب الحادث، نست كل شيء بسبب الحادث، ما يقدر يرجع أيامها اللي ضاعت بسببه، ما يقدر يرجع ذكرياتها اللي ضاعت بسببه، عدنان كان أملها الوحيد، أمل لتلاقي نفسها، أمل لتكشف ماضيها، أمل لتعرف حقيقتها، أمل لتثبت براءتها، كيف يقول لها أنه ضاع هـ الأمل، كيف؟

أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني، حط يده على المقبض و فتح الباب بهدوء، دخل ليشوفها جالسة على كنبتها بس أول ما شافته وقفت، نزل عيونه عنها، سكر الباب و من ثم إلتفت لها، منزلة عيونها و ترمشهم بسرعة، مرتبكة منه أو حتى مستحية، خدودها لين ألحين محمرة و يدينها مرة تشبكهم ببعض و مرة تفكهم، نزل عيونه عنها مرة ثانية، يا ليته ما رد على الإتصال، يا ليته ما نزل له لتحت، كانت بتكون الليلة ليلة يعترف بكل مشاعره لها، يحسسها بكل اللي يحس فيه بـ إتجاهها، كانت بـ تسلم نفسها له و هو يقدم نفسه لها، كانت بس ما عادت، تنهد بقلة حيلة و رفع عيونه لها، ما يقدر يخبي عليها، ما يصير يخبي عليها، حتى لـ ليلة؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالفكرة، لا، ما يقدر يكون بـ هالأنانية، أخذ نفس و إقترب منها!

تحس فيه يقترب منها، تسمع خطواته الهادية، هادية بعكس دقات قلبها اللي تتسابق مع بعضها، تتسابق أكثر بكل خطوة يقترب فيها منها، حست بيده على يدها فرمشت عيونها بحياء، رفعتهم له بتردد بس نزلتهم بسرعة لما شافته يقترب منها، غمضت عيونها لما حست بشفايفه على جبينها، فتحتهم لما إبتعد و رفعتهم له لما سمعته يقول: خلينا نتكلم!

جلس على الكنبة و هو يسحبها بخفة لتجلس بجنبه، جلست و نزلت عيونها ليدينهم بإرتباك، رفع يده يعدل خصلات شعرها لها، أخذ نفس و بدأ: إسمعيني و خليك هادية، إذا مانه هو ندور شخص ثاني بس راح نكشف كل شيء، نكشف كل شيء بس خليك هادية، فاهمة؟

ما رفعت عيونها له و ضلت ساكتة لدقيقة تحاول تهدي دقات قلبها لتقدر تستوعب اللي يقوله، أخذت نفس، رفعت عيونها له و من ثم حركت رأسها بالنفي: ماني.. ماني فاهمة.. أمم.. أنت إيش تقصد؟

أخذ نفس ثاني: أوعديني أنك بـ تضلي هادية!

ضلت تشوف عليه لشوي و هي مانها قادرة تفهمه، حركت رأسها بالنفي مرة ثانية و تكلمت: ما أقدر أوعدك.. ما أقدر أوعدك بشيء!

حك جبينه بتوتر: عدنان..، سكت و هي يحس بيدها ينسحب من بين يدينه، سحب يدها مرة ثانية و ضغط عليه ليهديها، جا بيتكلم بس هي تكلمت قبله: إيش.. إيش فيه؟

ضغط على يدها أكثر، ما في طريقة سهلة ليقولها فـ راح يقولها بسرعة و يخلص: قبل يومين صار حادث بشارع المطار.. حادث سيارة.. الحادث كان قوي و الرجال اللي لقوه كان مشوه.. ما قدروا يعرفوه إللا من الأوراق اللي لقوها معاه.. تذكرته و جوازه و كم من ورقة ثبوتية.. مات قبل ما يأخذوه للمستشفى.. الرجال..، سكت و هو يشوفها تحط أصابعها على فمها و تمتم بصوت مرتجف: عـ.ـدنان؟

نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لها و حرك رأسه بالإيجاب

ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة، رمشت عيونها بهدوء و بعدها نزلتهم، ضل يشوف عليها لـ لحظة و هو ينتظر ردة فعلها، هدوئها هذي مستحيل يكون موقفها، لا، ألحين بـ تبكي، ألحين بـ تصرخ، ألحين بـ تنهار بس و لا كلمة طلعت منها، إرتبك منها، يعرف أنه طلب منها تكون هادية بس ما توقعها منها، إرتبك و خاف بنفس الوقت، إقترب منها، حط يده على رأسها و قربها له، حط رأسها على صدره و تكلم: ما تريدي تبكي؟

حركت رأسها بالنفي

حاوطها له أكثر: ما تريدي تصرخي؟

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية

قطب حواجبه: ما تريدي تقولي شيء؟

حركت رأسها بالنفي و من ثم رفعته له: أريـ.ـد أنـ.ـام!

حرك رأسه بالإيجاب، قام و قومها معاه، أخذها للسرير و من ثم جلسها، رفعت رجولها و سحبت البطانية، حطت رأسها على مخدتها و غمضت عيونها، إنسدح بجنبها بهدوء و رفع عيونه لوجهها، مانه عارف إيش يتوقع منها بعد هـ الهدوء، ما يعرف إيش يتوقع، إقترب منها أكثر، سحبها له بخفة و حضنها، ما بعدته عنها فزاد من مسكته عليها، أخذ نفس و غمض عيونه بدوره!


***************************


يوم الثاني...

وقفت قدام المراية و هي تنشف وجهها بالفوطة، زفرت بضيق، نزلت الفوطة و حطته على المغسلة، أخذت نفس و لفت تطلع من الحمام، فتحت الباب لتشوفها تحط صحن شوربة على الكمدينة، نزلت عيونها عنها و من ثم رفعتهم لها: خذيه للمطبخ ماري، ما لي نفس آكل!

قطبت حواجبها و مشت لها: بس ماما أنت لازم تأكل..

حركت رأسها بالإيجاب و قاطعتها بهدوء غير اللي تحس فيه: بأكل بس ما ألحين..، و هي تمشي للكمدينة، ترفع الصحن و تمده لها: خذيه!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت لها، أخذت الصحن و لفت تطلع من الغرفة، ضلت واقفة تشوف على الباب المفتوح لشوي، نزلتهم و من ثم رفعتهم مرة ثانية و صارت تلتفت حوالينها، تلتفت و هي تحس بدموعها تتجمع فيها، رجعت لغرفة وسن القديمة، رجعت لها بس لحالها، وسن معاه بالجناح، رخصوها من المستشفى قبل يومين، آخر مرة شافته لما ساعدها تنزل من السيارة و يجيبها لـ هالغرفة و من وقتها ما مر عندها، خبرت أمه أنها ما تريد تشوفه، على الأقل هـ اليومين، على الأقل لين تهدأ شوي، غمضت عيونها و هي تمسح دموعها، مانها قادرة تهدأ، ما تقدر لأنها مانها قادرة تنسى، تعمد الحركة؟ ما تعرف بس تعرف أنه كان يريد هالشيء، يريد يحرمها من هالشيء، يكون مبسوط ألحين؟ مبسوط لأنه حرمها من فرحتها؟ فتحت عيونها و هي تحس بدموعها تحرقها، لفت لتمشي لسريرها بس وقفت و هي تسمع الباب يتسكر، إلتفتت لتشوفه يلف لها و يرفع عيونه لعيونها.

تقدم منها بخطوة: ناهد..

نزلت عيونها عنه بسرعة، لفت تعطيه ظهرها و قاطعته: عادل..، و هي تأخذ نفس لتهدي حالها: إتركني بحالي!

قطب حواجبه بضيق و ضل واقف لشوي يشوف عليها، يعرف أنه أذاها، يعرف أنه آلمها بس ما كان يقصد، هو ما كان يعرف أنه بـ يصير كذي، ما كان يعرف، منقبض قلبه عليها، مانه قادر يتحمل الفكرة أنها صارت تبكي بسببه، مانه قادر يشوف عيونها بالدموع، هو ما كان يريد يأذيها بس بنفس الوقت ما كان يريد يخسرها، ما يخسرها بسبب هالشيء، ما يخسرها بأي سبب أياً كان، ما يريد يخسرها أبداً، أخذ نفس و إقترب منها، مسك يدها و دارها له: ناهد إسمعيني..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: اللي صار..، و هو ينزل رأسه و من ثم يرفعه لها: صار للأحسن..

رفعت عيونها له بسرعة: صار للأحسن؟..، و هي تنزل يدينه عن وجهها: صار للأحسن يا عادل؟

حرك رأسه بالإيجاب: ناهد إفهميني، أنا كنت خايف عليك..، و هو يحاوط وجهها مرة ثانية: ناهد أنا ما أقدر أخسرك..، ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها بسرعة، رجع بخطوة لوراء و رفع عيونه لها.

حركت رأسها بالنفي و صارت دموعها تتجمع في عيونها: عادل أنت مانك راضي تفهم..، و هي تحرك رأسها بالنفي: أنت مانك راضي تفهم أنه الموت حق.. أنا..، و دموعها تنزل: إيش لو أنا متت مع الجنين.. إيش في وقتها؟

نزل رأسه و هو يغمض عيونه بضيق: ناهد لا تقولي كـ..

قاطعته و بنفس حالتها: تتوقع لأني فقدت الجنين بعيش للأبد..، و هي تقترب منه: تفكرني أعيش للأبد..، و بصراخ: أنـت غـلـطـان..، و هي تمسكه من قميصه: غـلـطـان يـا عـادل.. الـمـوت حـق.. تـقـدر تـضـمـن لـي أنـي إذا نـمـت الـيـوم بصـحـى بـكـرة.. تـقـدر تـضـمـن لي حـيـاتـي يـا عـادل.. أنـت مـا تـقـدر.. مـا تـقـدر..

فتح عيونه و حط يدينه على يدينها: ناهد.. أنا خفت.. خفت.. أنا ما أريد أخسرك مثل ما خسرت نجـ..

قاطعته مرة ثانية و هي تدفعه بقوة: كـل شـيء مـتـعـلق فـيـهـا صـح؟ كـل شـيء مـتـعـلـق بـنـجـوى.. هـي مـاتـت لأنـه هـذاك كـان يـومـهـا.. و لـو إيش مـا كـنـت تـسـوي مـا كـنـت راح تـقـدر تـأخـر فـيـه.. عـادل..، و هي ترجع بخطواتها لوراء: أنت مانك خايف تخسرني يا عادل..، و هي تجلس على السرير و ترفع رأسها له: أنت ما خفت علي.. أنت خفت تخسرها مرة ثانية.. أنت خفت تخسر نجواك مرتين..، و هي تحرك رأسها بالنفي و من ثم تنزله: بس أنا ناهد.. ناهد..، و هي ترفع رأسها له مرة ثانية: أنت تنسى و أنا أضطر أذكرك كل مرة.. بس خلاص ماني قادرة.. ما راح أقدر أكمل كذي.. أنا ما أريد أكون لك ظل لنجواك.. أنا أريد أكون لك ناهد.. ناهد و بس.. بس أنت مانك راضي تفهم.. أنت ما راح تفهم.. لهنا و إكتفيت.. ما فيني خلاص.. خلاص..، نزلت رأسها مرة ثانية، غطت وجهها بيدينها و صارت تبكي.

إقترب منها و جلس على السرير بجنبها، حاوطها من أكتافها و قربها له، حطت رأسها على كتفه و صارت تبكي أكثر، حط رأسه على رأسها و ما نطق بحرف، ما يعرف إيش يقول لها، ما يعرف إيش يسوي ليهديها، هو ما يقدر يتحمل خسارة ثانية، ما راح يسمح لها، و هو يحاوطها له أكثر، ما راح يسمح لها!


***************************


جلست بجنبه على الكنبة و هي تشوفه يقلب في القنوات بملل، رفعت عيونها للتلفزيون بس نزلتهم و هي تتنهد، فكرها مشغول فيه، مشغول بكلام سهى، هي أقنعت نفسها بالفكرة أنه يمكن باسل يسمع منها، يمكن هو يريدها هي اللي تروح له و تكلمه في هالموضوع، يمكن هو ينتظرها هي و عشان كذي مانه راضي يسمع من أي أحد ثاني، يمكن هو يريدها هي اللي تحسسه بالغلطة اللي سواها، تنهدت مرة ثانية، يمكن بس..، و هي ترفع عيونها لـ فيصل، بس هو بـ إيش تقنعه، ما تريد تسوي شيء من وراه و تندم عليه بعدين، ما تريد تسكت هالمرة ليعاقبها مرة ثانية، ما راح تتحمل بعده، ما مرة ثانية، خايفة تخبره و ما يرضى بس ما عندها إللا تحاول، أخذت نفس و نزلت عيونها ليده، سحبت الريموت منه و سكرت التلفزيون، إلتفتت له، شافته يقطب حواجبه: ليش؟

حطت الريموت على الطاولة قدامها و من ثم عدلت جلستها و مسكت يدينه الثنتين: أريد أكلمك شوي!

حرك رأسه بإستغراب، عدل جلسته و تكلم: في إيش؟

نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم له: في باسل!

ضل ساكت لشوي و بعدها نزل رأسه و تنهد: بـ يجنني..، و هو يرفع رأسه لها: الكلام معاه ضائع، مانه راضي يقتنع.. تعبت منه..، و هو يتنهد مرة ثانية: يقهرني و اللي يقهرني أكثر شدن.. ما المفروض هي توقف بصفي.. ما المفروض هي تكون معاي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: مانها راضية تصدق و كأنها تشجعه.. تشجعه على كل شيء يسويه.. يمكن أنا ما عرفت أربي.. يمكن أنا بنفسي ما كنت كافي لهم.. خالتي كانت الصح.. أنا ما قدرت أكون الكافي لهم..

حركت رأسها بالنفي: حبيبي لا تقول كذي..، و هي تزيد من مسكتها على يدينه: لا تقول كذي، أنت سويت اللي عليك، غلطوا و الكل يغلط بس هذا ما يعني أنك ما قدرت تربيهم أو أنك فشلت..، و هي تقترب منه أكثر: بس يحسوا بغلطتهم بـ يرجعوا لك، أصلاً هم ما راح يقدروا بدونك، ما راح يقدروا، إبتعدوا لفترة بس بـ يرجعوا!

حرك رأسه بالنفي و رفع عيونه لها: بس لين متى؟

أخذت نفس تتشجع: فيصل..، و بتردد: أمم.. خليني أكلمه.. خليني أكلم باسل!

قطب حواجبه: إيش؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له كلامها: يمكن هو يريد يسمعها مني..

قاطعها بسرعة: بسمة لا..، و هو يقوم: لا، مستحيل، إذا هو مانه راضي يقتنع مني فـ ليش بـ يقتنع منك.. سهى و خالتي و الكل يحاول معاه مانه راضي..

قاطعته و هي تقوم: و عشان كذي خليني أحاول معاه..

قاطعها مرة ثانية: لا يا بسمة لا..، و هو يحرك رأسه بالنفي: مستحيل هالشيء!

قطبت حواجبها: بس فيصل هذي مشكلتنا نحن.. أنا و هو.. بدت مني و يمكن أنا اللي أقدر أنهيها!

حرك رأسه بالنفي مرة ثانية: لا..، و هو يمسك يدها و يسحبها له: ما أخليك.. ما أسمح لك..، و بنبرة حادة شوي: إسمعيها و إفهميها زين.. مانك رايحة لـ باسل.. ما بتروحي له.. ما بتروحي له، فاهمة؟

نزلت عيونها عنه و حركت رأسها بالإيجاب

قربها له أكثر و طبع بوسة هادية على جبينها: بسمة..، و هو يرفع رأسها له: أنا ما أريدك تتأذي بسببه.. ما مرة ثانية!

حركت رأسها بتفهم و ما نطقت بحرف، فاهمة خوفه عليها بس هو مانه قادر يفهمها، هي تريد فيصل الأولاني يرجع، فيصل بإبتسامته، بلمعة عيونه، هو مانه نفسه بدونهم، مانه مبسوط بدونهم، هي ما تعرف إيش تسوي، ما تريد تروح له بدون إذنه و في نفس الوقت ما تريده يضل كذي، رفعت عيونها له و هي تشوفه يركب الدرج، نزلتهم و زفرت بضيق، رفعتهم له مرة ثانية و زفرت مرة ثانية!


***************************


جلست على الكنبة بجنبها، يدها بيدها، ترد عليها بهدوء غير اللي تحس فيه، هو جالس على السرير بمقابلها، منزل رأسه و ساكت، وصلوا الفجر و استقبلهم أبوه و أبوها، جت معاه للفلة و ركبت معاه لجناحه، ما نطق بحرف بعد آخر كلمتين رماها عليها بـ بريستول، ما نطق بحرف لها و هي سكتت، سكتت لأنها ما تعرف إيش تقول له، ما عندها شيء تقول له، هي مانها مجبورة تثبت له أي شيء، مانها مجبورة تثبت براءتها من إتهاماته، مانها مجبورة تبرر أي شيء، إذا هو صدق الكذبة اللي شافها عيل راح تخليه فيها، ما راح تنطق بحرف، ما راح تتكلم، تحس بغصة في حلقها، تخنقها و تمنعها من أي كلام بس تغصب نفسها لتتكلم، ترد على أسألتها، تكمل بنفس هدوئها، هدوء مغصوب، نزلت عيونها عنه و من ثم رفعتهم لها لتغصب إبتسامة على شفايفها، تخبي دموعها اللي صارت تتعلق برموشها: بـ.ـابا يكون خبرهم برجعتنا، بـ.ـروح لهم متى ما قدرت إن شاء الله!

حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت لها: الحمد لله رجعتوا لنا..، و هي تلتفت له: بقيت لحالي، إشتقت لشوفتكم حواليني!

رفع عيونه لأمه بس ما تكلم

سميرة و هي تقوم: بعدكم تعبانين من السفرة..، و هي تمشي له و تحط يدها على خده: وجهك تعبان يا حبيبي، إرجع نام..، و هي تلتفت لـ فرح: و أنتي يا حبيبتي، ناموا و إرتاحوا و إن شاء الله على العشاء بعزم أمك و أخواتك، أخليهم هم يجوا لعندك!

ما ردت عليها إكتفت بأنها ترفع عيونها لها و تضل ساكتة

إلتفتت لولدها، إنحنت و باسته على رأسه: بخليكم! قالتها و بعدها طلعت من الغرفة.

رفع عيونه لها، شافها تنزل عيونها عنه، أخذ نفس ليهدي حاله بس فشل، فشل لأنه يحس بأنفاسه تضيق، تضيق و صورتها في حضنه تدور في عيونه، كل شيء يضيق عليه، كل شيء يضيق، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم و صار يمشي لها بسرعة، سحبها من مرفقها و وقفها قدامه: ليش ساكتة؟ و هو يشدد من مسكته على مرفقها: ليش ساكتة؟ ما عندك شيء تقوليه لي؟ و بصراخ: مـا عـنـدك شـيء؟!

ما رفعت رأسها له و لا تكلمت

مسك ذقنها بقوة و رفع رأسها له: قولي لي.. قولي.. تقدري تكذبي عيوني؟ تـقـدري تـكـذبـيـهـا؟

غمضت عيونها لتأخذ نفس تهدي حالها، فتحتهم، رفعتهم له و ضلت ساكتة

قطب حواجبه بقوة، سحبها له أكثر و بقهر: تـسمـعـيـنـي أنـتـي؟ تـسـمـعـيـنـي أسـألـك؟ ردي عـلـي، تـكـلـمـي!

غمضت عيونها مرة ثانية، راح تضل ساكتة ما راح تنطق له بأي حرف، تسمعه، تسمعه و بس!

إنقهر من سكوتها أكثر، هزها و بصراخ: فــرح تـكـلـمـي.. قــولــي لــك شــيء.. قـو..، ما قدر يكمل لأنها فتحت عيونها و دفعته عنها بأقوى ما عندها، رفع عيونه لها: فــر..

قاطعه صوتها: عماد!! فرح!!

إلتفت لها ليشوفها واقفة بجنب الباب تشوف عليهم بإستغراب، نزل عيونه عنها و هو يمسح على وجهه و يزفر بضيق.

تقدمت بخطوة و هي تمرر نظرها ما بينهم، تكلمت و هي توقف بجنبه: يا ولدي إيش في؟ إيش صايـ..

قاطعها بسرعة: يمة الله يخليك لا تتدخلي في شيء، خلينا لحالنا و بنحلها بنفسنا!

قطبت حواجبها و إلتفتت لفرح: إيش تحلوا؟ إيش صاير؟ توكم راجعين من السفر، معقولة بدت المشاكل بينكم بهالسرعة!

رفع عيونه لها و من ثم إلتفت لأمه: يمة قلت لك خلينا لحالنـ..

قاطعته بسرعة: يا ولدي إيش في..

قاطعها بدوره: و هـذا الـلـي أنـا أريـد أعـرفـه.. إيـش فـي؟..، و هو يمشي لها و يسحب يدها: إيـش فـي بـيـنـك و بـيـنـه؟

رفعت عيونها لأمه لتشوفها تحط يدها على قلبها، نزلتهم عنها و هي تحس نفسها تنسحب، تنسحب وراه.

مشى للتسريحة بسرعة، فتح الدرج و طلع مفاتيح سيارته منها، لف و صار يمشي لبرع الجناح

شهقت و صارت تلحقهم بسرعة: عـمـاد يـا ولـدي ويـن تـأخـذهـا؟ ويـن تـروحـوا ألـحـيـن؟

صار ينزل الدرج و هو يسحبها وراه: يـمـة لازم نـتـكـلـم لـحـالـنـا.. لازم أفـهـم مـنـهـا.. مـا راح أقـدر هـنـا! قالها و هو يطلع من باب الصالة بسرعة و يمشي للكراج، يفتح سيارته و من ثم يفتح لها الباب، يدفعها للداخل و من ثم يصفق الباب عليها، مشى لباب الكراج فتحه و من ثم رجع لسيارته، جا بيفتح الباب بس يدها منعته.

سميرة و هي تحاول تهديه: يا ولدي ما يصير تطلع و أنت كذي.. إجلسوا بالبيت.. أوعدك ما بقول شيء بس هدي حالك.. هدي حالك.. تكلموا بهداوة.. تفاهموا بهداوة..

أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم فك يده من يدها: يمة ما أقدر.. ما أقدر هنا! فتح باب سيارته و ركب بسرعة، شغل السيارة و هو يرفع عيونه لأمه اللي تدق على شباكه و هي تحاول معاه بنفس كلامها، حرك رأسه بالنفي، إلتفت لفرح و من ثم لف عنها و حرك السيارة بسرعة!


***************************


دخل الغرفة و رفع عيونه لها، واقفة قدام المراية تمشط شعرها بهدوء، نزل عيونه عنها و لف يسكر الباب، سكره و بعدها رجع إلتفت لها، ضل واقف بمكانه لـ شوي يفكر فيها، مستغرب من هدوئها و خايف بنفس الوقت، ما يريدها تسكت كذي، ما يريدها تكتم كذي، يعرف أنها ما بـ هالهدوء هذا بس تتظاهر، تحاول تتماسك، تتماسك قدامه، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها صار يمشي لها، وقف وراها و حط يده على كتفها يدورها له!

رفعت عيونها لعيونه و بعدها نزلتهم: إيش في؟

قربها له أكثر: أنتي بخير؟

ما رفعت عيونها له و حركت رأسها بالإيجاب: أنا بخير!

حاوط وجهها بيدينه و رفعه له: متأكدة؟

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها حركت رأسها بالنفي

حضنها بهدوء: ما عندك شيء تقوليه؟

بعدته عنها و رفعت عيونها له: ما أعرف إيش أقول..، و هي تحرك أكتافها بخفة: ما أعرف إيش أقول.. مات.. إندفن تحت التراب و إندفن ماضيي معاه.. أبكي و أصرخ إيش أستفيد أقدر أرجعه مرة ثانية..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح أستفيد.. يمكن..، و هي تنزل عيونها عنه: يمكن لازم أصدق كل شيء قالوه فيني.. وحدة حقيرة كانت تريد تهرب مع حبيبها..

قاطعها بسرعة: أزهار..

قاطعته و هي تكمل: التقرير يقول أني شريفة.. ما لمسني أحد.. بس إيش لو هربت معاه في يومها.. إيش في وقتها..

قطب حواجبه و مسك يدها: ليش تقولي كذي؟

سحبت يدها منه بسرعة: إيش أقول بعد؟..، و بصوت عالي: إيـش أقـول؟..، و هي تأشر على نفسها: مـن أنـا؟ فـهـد مـن أنـا؟ أنـا صـرت أشـك فـي نـفـسـي.. هـم يـقـولـوا فـيـنـي هـالـشـيء.. و أنـا مـانـي قـادرة أثـبـت لـهـم غـيـر كـذي.. إذا ما في إثـبـات يـعـنـي هـذي هـي الـحـقـيـقـة.. هـذي هـي حـقـيـقـتـي..، و هي تمسك رأسها بقهر: مـانـي قـادرة أتـذكـر شـيء.. مـا راح أقـدر.. خـلاص أنـا ضـعـت.. كـل شـيء ضـاع.. كـل شـيء ضـاع.. خـلاص..، نزلت رأسها و هي تحس بدموعها تنزل، رفعت يدها تمسحهم و تكلمت بتعب: فهـ.ـد أنت ليـ.ـش تريد تبكيني؟ ليـ.ـش تسويها فيـ.ـني.. ليش؟

نزل عيونه عنها و هو يتنهد بقلة حيلة، رفعهم لها و إقترب منها، سحبها له بخفة و جا بـ يحضنها بس هي دفعته عنها بسرعة، رجعت بخطواتها لوراء لتصطدم بالتسريحة: فهد أنـ.ـت ليش توعـ.ـدني.. أنت ليش تخليـ.ـني أتأمـ.ـل.. وعدتني كـ.ـل شيء يتصلح بس و لا شيء تصلح.. وعدتني أنك تجيب لـ.ـي عـ.ـدنان بس ما جبتـ.ـه.. ليش ما توفي بوعودك؟ ليـ.ـش؟..، و هي ترفع عيونها له: طلبتـ.ـك.. أوعـ.ـدني مرة و أوفي بوعدك.. بس مـ.ـرة.. مـ.ـرة وحدة..

ضل يشوف عليها بدون أي كلمة، ما يعرف إيش يقول لها، هو ما يريد يخلف بوعوده، ما يريد أبداً بس الظروف دوم تجبره، كيف يجيب لها عدنان و هو ميت، كيف يقدر يوفي بـ هالوعد، نزل عيونه عنها و هو مقهور من حاله، حس فيها تقترب فـ رفع عيونه لها، تفاجئ و هو يشوفها تحط رأسها على صدره و يحس بيدينها تحاوطه بقوة، أخذ نفس و حاوطها له بدورها: أزهار..

صارت تبكي أكثر: فـ.ـهد.. أنا إيـ.ـش أسوي ألحيـ.ـن.. إيـ.ـش أسـ.ـوي؟

حاوطها له أكثر و ما رد عليها.



بعد فترة...

جلس في الحديقة و عيونه على شبابيك غرفته، طلع من عندها لأنها طلبت منه يخليها لحالها، شافها هدت فما إعترض و نزل للحديقة و من وقتها معلق عيونه على الشبابيك، يحس بقهر لأنه مانه قادر يسوي لها أي شيء، يحاول بس دوم يفشل، ما يعرف ليش صار يحس أنه ما يستحقها، ما يستحقها لأنه هو السبب في حالتها، نزل عيونه و زفر بضيق، رفعهم لباب الشارع و هو يسمعه يندق، أخذ نفس و زفر مرة ثانية، قام و صار يمشي للباب، فتحه ليشوف هـ الرجال الغريب واقف قدامه: نعم؟

إقترب منه بخطوة: فهد عبدالرزاق الـ....؟

حرك رأسه بالإيجاب و بإستغراب: بس ما عرفتك!

حرك رأسه بالإيجاب: معاك عدنان الـ....!

فتح عيونه بصدمة: مـــن؟!



بعد شوي...

سكر باب المجلس بهدوء غير اللي يحس فيه، لف و صار يمشي بخطوات سريعة للدرج، ركب الدرج بأسرع ما عنده و بعدها ركض للغرفة، فتح الباب بسرعة، ليشوفها تطلع من الحمام و هي تنشف وجهها بالفوطة، مشى لها بسرعة، سحب الفوطة منها و حطها على التسريحة، مسك يدها و صار يسحبها معاه، و بتوتر: أزهار، إمشي معاي، إمشي، إمشي بسرعة!

قطبت حواجبها و هي تحاول تفك يدها من يده: فهد وين رايحين؟ لوين تأخذني؟

وقفها عند الباب و ركض للكبتات، فتحها و سحب جلبابها، رجع لها و صار يغصبها لتلبسه: إمشي و لا تسألي، إمشي بسرعة!

جت بتتكلم بس حست نفسها تنسحب وراه مرة ثانية، إستغربت من حالته بس ما علقت، نزلت الدرج معاه و مشت لباب المجلس، حط يده على المقبض بس وقف و إلتفت لها: خذي نفس!

قطبت حواجبها أكثر: أنت خذ نفس بالأول.. إيش فـ..

قاطعها بسرعة: عدنان ينتظرك!

رفعت عيونها لعيونه بعدم تصديق، حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها، لف للباب، أخذ نفس و فتحه، دخل و دخلها وراه!




.

.

.

.

.




***************************


كسف سجادته، قام و صار يمشي للطاولة المحطوطة بأحد الزوايا، حط السجادة عليها و من ثم لف يشوف عليها، متمددة، رأسها على مخدتها و عيونها مغمضة، تتنفس بهدوء، نزل عيونه عنها و مشى للسرير، جلس بطرف، نزل رأسه و زفر بضيق، رفع يدينه لوجهه يمسح عليه و بعدها نزلهم و زفر مرة ثانية، نزل عيونه لكفه و قطب حواجبه بقوة، كيف تكون؟ بأي حال؟ ما راح لها الليل لأنه ما قدر يتركها و هي تتعلق فيه بشهقاتها، ما قدر يتركها في هذيك الحالة بس فكره طول الوقت كان مشغول فيها، مشغول في نمارق، حرك أصابعه ليسكرها و يشدد قبضته، مانه قادر يصدق، مانه قادر يصدق أنه رفع يده عليها، عليها هي، زوجته و حبيبته!

غمض عيونه بقهر، كل شيء يتعقد أكثر، ما فكر أنه بـ توصل حياتهم لـ هنا، بـ توصل لـ كذي، كان لازم يعرف، كان لازم يعرف من أول ليلة إرتبط فيها، كان لازم يعرف أنها ما راح ترضى فيها أو في أي أحد، ما راح ترضى تشاركه مع أي أحد، ما يعرف إيش كان يتوقع، إيش كان يريد، يمكن كان يحلم بحياة هادية، حياة طبيعية، حياة سعيدة مع من يحبه بس ليش ما يعرف، ما يعرف أنه ما له حق يحلم كذي، ما له حق يفكر كذي، هو عارف حياته أكثر من الكل، عارفها هي أكثر من الكل فـ ليش حتى يحلم؟ ليش حتى يتجرأ؟

حط يد على صدره و هو يحاول يأخذ نفس، يحس بـ ثقل على صدره، ثقل يخنقه، إلتفت يشوف عليها، حرم نفسه من كل شيء عشانها، حرم نفسه من كل شيء و اليوم بـ يحرم نفسه من حبه عشانها، بس عشانها، حاول يأخذ نفس ثاني و لف عنها، قام و هو يحس بخطواته فجأة تثقل، زفر بضيق و أخذ خطوة للقدام، أخذ خطوة ثانية و ثالثة و رابعة، حط يده على المقبض و فتح الباب، جا بيطلع بس وقفته: عبدالرحمن!

غمض عيونه و هو يأخذ نفس طويـــل ليهدي حاله، فتحهم و إلتفت لها: نعم يمة!

ضلت متمددة و رأسها على مخدتها: لا تروح لها!

نزل عيونه عنها: لازم أروح يمة.. لازم نتكلم!

حركت رأسها بالنفي: لا تروح، تكذب و أنت بتصدقها!

رفع عيونه لها: يمة لازم أكلمها!

حركت رأسها بالنفي: يا ولدي أنـ..

قاطعها و بنبرة حازمة: بكلمها يمة.. بكلمها! قالها و هو يشوف دموعها تتدحرج من طرف عينها لتطيح على مخدتها، تحرقه، تحرقه أكثر منها، نزل عيونه عنها بسرعة و لف يطلع من غرفتها، بـ ينهي كل شيء خلاص، مانه قادر يتحمل، مانه قادر يتحمل دموع الإثنين، ما فيه يتحملها، رفع عيونه ليشوف خالته تنزل من الدرج، وقفت بنصه و هو صار يركب لها، وقف قدامها و رفع عيونه لها.

حطت يدها على خده و تكلمت بهدوء: شوف راحتك يا ولدي.. سوي اللي يريحك و يريح قلبك.. لا تسوي شيء يأذيك.. فكر في نفسك قبل ما تفكر فيها.. فكر في نفسك و لو لمرة!

نزل عيونه عنها و حرك رأسه بالنفي: ما أقدر يا خالتي.. ما عاد في راحة خلاص.. كل شيء صار يأذيني.. من وين أحلها ما أعرف.. ما عدت أعرف شيء..، وهو ينزل يدها عن خده: كل شيء صار يأذيني.. كل شيء!

حاوطت يده بيدينها الثنتين: يا ولدي فكر مرة ثانية..

قاطعها: تعبت خالتي..، و هو يرفع عيونه لها: تعبت من التفكير.. حتى التفكير صاير يأذيني.. ما أقدر اكثر من كذي.. يكفي..

حركت رأسها بتفهم، إقتربت منه و طبعت بوسة هادية على رأسه: الله يسهلها لك.. الله يسهلها!

حرك رأسه بالإيجاب، فك يده من يدينها و بعدها لف عنها و صار يركب باقي الدرج لجناحه، وقف قدام الباب و حط يده على المقبض، أخذ نفس يهدي حاله و من ثم أخذ نفس ثاني و ثالث، فتح الباب، دخل و سكره وراه!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

ركب المصعب و ضغط على دور شقتهم، أخذ نفس و نزل عيونه للتذكرتين اللي بيده، تذكرتين لمسقط، الطيارة بعد كم من ساعة، ضيع كثير على هـ التذكرتين بس راضي عشانها، يروح لها لـ يعترف، خلاص ما فيه يتحمل أكثر من كذي، ما فيه يتحمل لأنه يعرف أنه هو ما يستاهلها، ما يستاهلها أبداً، يتذكر نظراته له و يتذكر نظراته لها، ما راح يقدر يفهمها، أبداً ما فهمها، ضيعت عليه فرص كثيرة و هو دوم خذلها، ما قدَّر حبها له، ما قدر يحس فيها، رفع عيونه للباب و هو يشوفه ينفتح، نزل بسرعة و صار يمشي للشقة، فتح الباب، دخل و سكره وراه، مشى خطوتين للداخل ليشوف إيريك على الكنبة، نزل عيونه عنه و جا بـ يكمل طريقه للغرفة بس وقفه.

إيريك و هو يقوم و يمشي له: أين ذهبت من الصباح الباكر؟ مايسي سألت عنك؟

نزل عيونه للتذاكر: سآخذ مايسي و أسافر..، و هو يرفع عيونه له: سأذهب لـ مسقط!

فتح عيونه بصدمة: ماذا؟..، و هو يحرك رأسه بالنفي: لماذا؟ أجننـ..

قاطعه بسرعة: إيريك أنت لا تفهم.. أنا لا أستطيع أن أظل هكذا.. لا أستطيع أن أظل مكتوف اليدين و أنا أعلم بأنها تتأذى.. هو يؤذيها!

قطب حواجبه و حط يده على كتفه: ماكس، أنه زوجـ..

قاطعه مرة ثانية: لا يهمني بعد الآن.. لا شيء يهمني سواها!

قطب حواجبه أكثر: ماكس، أتفهم ما تقوله؟

حرك رأسه بالإيجاب: أفهم يا إيريك و لكن أنت لا تفهمني..

حرك رأسه بالنفي و إقترب منه أكثر: إسمعني يا ماكس.. إهدأ و فكر قليلاً.. لا تستعجل هكذا.. أنهما زوجان.. يتشاجران و يتصالحان.. لا تتهور بذهابك إليها.. أنها لا تحتاجك.. لا أريدك تتحطم برؤيتها سعيدة معاه.. لا أريدك تتأذى..، إقترب منه أكثر و بترجي في أمل أنه يقنعه: أرجوك فكر قليلاً!

ضل واقف لشوي يشوف عليه و بعدها نزل عيونه عنه، نزل يده من على كتفه و لف يمشي لغرفته.

أخذ نفس بإرتياح و هو يفكر أنه قدر يقنعه بكلامه!



بعد شوي...

سحب الشنطة من تحت السرير و فتحها، قام و مشى للكبتات بسرعة، فتحها و صار يلم ملابسهم و يرميهم للشنطة، ضل يشوف عليه و هو متكتف و مانه قادر يصدق أنه بـ يسويها، أخذ نفس، زفر و صار يمشي له، سكر الشنطة، رفعها و حطها على السرير، إلتفت له و من ثم لف و صار يمشي للكمدينة، جا بـ يفتحها بس يده منعته، مسك يده و داره له بقوة: ماذا تفعل؟

فك يده منه، لف و فتح درج الكمدينة: سأذهب إليها!

مسك يده مرة ثانية و داره له: لماذا؟

ما رد عليه، أخذ جوازاتهم بسرعة و سكر الدرج، لف و جا بـ يمشي بس هو رجع مسك يده، سحبه له و بنبرة حادة: لـمـاذا؟

فك يده منه، دفعه عنه و بصوت عالي: لأنـنـي أحـبـهـا!!

أخذ نفس: و لكنها تحبه هو!

قطب حواجبه و حرك رأسه بالنفي: أنه لا يستحقها!

حرك عيونه بملل: و أنت تستحقها؟

ما رد عليه و نزل عيونه لها، واقفة في إحدى زوايا الغرفة، حاضنة لعبتها و دموعها في عيونها، متوترة و خايفة، خايفة عليها، من راحت و هي تسأل عنها، تسأل عنها طول الوقت، نزل عيونه عنها و أخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها مشى لها، نزل لمستواها و صار يمسح على شعرها بهدوء: لا تخافي، بـ نرجعها، بترجع عشانك!

إقتربت منه، دفنت رأسها في صدره و صارت تبكي

حاوطها له أكثر و صار يمسح على ظهرها ليهديها: أششش، لا تبكي، بترجع!

تعلقت فيه أكثر و بصوت باكي: أنا لا أفهمك!

إبتسم و بعدها عنه، طبع بوسة هادية على رأسها و صار يمسح دموعها: لا تقلقي، سنرجعها!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمسح دموعها بدورها: أنا أحبها!

إبتسم أكثر و سحبها لحضنه: و أنا أيضا! أخذ نفس، بعدها عنه، قام و حملها، مشى للشنطة، مسكها و صار يجرها، إلتفت له و بعدها لف للباب: سنذهب الآن!

حرك رأسه بقلة حيلة: أنت مجنون!!

إبتسم و لف يشوف عليه: ما الجديد في ذلك؟

إبتسم غصبا عنه، مشى له و ضمه: إهتم بنفسك!

إبتسم أكثر و بعده عنه: سأفعل!

لف مرة ثانية و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس وقفه بسؤاله: أتعتقد بأنها ستختارك؟

وقف و سؤاله صار يتردد في مسامعه، ما فكر كذي، معقولة بـ ترفضه، معقولة بـ تختاره عليه؟ حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة، خسر من قبل و خسر كثير، ما يريد يخسرها هي بعد، ما يتحمل هالفكرة، لازم تختاره، لازم تختاره هو، هي حياتها هنا معاه، ما يصير تكمل مع شخص ما يستاهلها، تكمل مع إنسان ما جاب لها إللا الحزن و الكآبة، يعذبها و راح يضل يعذبها لو إختارته عليه، ما يعرف ليش تحبه، تحب إنسان مثله، ما يصير تضيع هالحب عليه، ما يصير تعور قلبها عشانه، يتذكر دموعها و يحترق، يتذكر شهقاتها و ينقبض قلبه عليها، هو لازم ينهي هالعذاب، هو الوحيد اللي يقدر لأنه يقدر يفهمها، راح يعيشها الحياة اللي تتمناها، حياة بوجوده هو و بس، غمض عيونه و هو يتذكر إبتسامتها، لمعة عيونها، لمسة يدها الناعم، ريحتها، إشتاق لها، إشتاق لكل شيء فيها، خلاص ما فيه يتحمل أكثر، هو يريدها له، يريدها في حضنه، هي أكيد بتختاره، بتختاره لأنه راح يقدر يسعدها، بتختاره لأنه.. يعشقها بكل ما فيها!

ما لف له و لا رد على سؤاله، طلع من الغرفة و بعدها طلع من الشقة و صار يمشي للمصعد!


***************************


مسقط...

نزل عيونه لوسن ليشوفها جالسة قدامه، تلعب بإبتسامة، رفعهم لها ليشوفها تعطيه ظهرها و تمسك شنطتها، مانها راضية تسمعه، مانها راضية تعطيه فرصة ثانية، حاول معاها كثير بس ما راح ترضى، ما راح تهدأ مثل ما كان يفكر، ما راح تسامحه، نزل عيونه عنها و هو يحس بعبرته تخنقه، ما يعرف إيش يقول ليوقفها، ما يعرف كيف يقدر يوقفها!

مسكت شنطتها، رفعتها و صارت تجرها لين باب الغرفة، حطت يدها على المقبض و لفت تشوف عليه، جالس على السرير، منزل رأسه و حاط يدينه عليه، لفت للباب مرة ثانية، فتحته و ضلت واقفة شوي تحارب دموعها، يعني خلاص، كل شيء إنتهى، بتتركه و بتمشي، بتمشي و ما راح ترجع له، هو كان يريد هالشيء، هو السبب، حرمها من أكثر شيء تتمناه و هي بـ تحرمه من نفسها، قاسية و هي تعرف هالشيء بس لازم تقسى لتعاقبه، لازم تقسى لتحسسه بغلطته، تخليه يندم، يندم و يموت بندمه بس ما راح تسامحه، ما راح تسامحه لو إيش ما يصير، بتقدر؟ تقدر تكون قاسية لهالدرجة؟ ما تعرف بس إذا ما جربت ما راح تعرف، هي أخذت قرارها و ما راح تتراجع، أخذت نفس و أخذت خطوة لبرع الغرفة بس حست نفسها تنسحب للداخل مرة ثانية، تنسحب لحضنه!

حاوطها له بأقوى ما عنده، حاوطها حتى يمنعها من الحركة، حاوطها له بخوف، خايف لأنه يعرف إذا تركها بـ تروح، خايف لأنه يعرف أنه ضيعها من بين يدينه، خايف يخسرها، خسر من قبل و ما يريد يخسر مرة ثانية، ما يخسرها هي!
غمضت عيونها بقوة و هي تتعور من مسكته، حاولت تبعده عنها بس فشلت، حاولت تفك نفسها منه بس هم فشلت، فتحت عيونها و بصوت مرتجف: فـ.. فكنـ.ـي!!

غمض عيونه و زاد من مسكته عليها: لا تروحي!

طاحت دمعة حارة تشق طريقها على خدها و تحرقها، تحرق قلبها: لا.. لا تصـ.. تصعبها علي أكـ.. أكثر من كذي!

ما رد عليها، دفن رأسه في كتفها و صارت دموعه تنزل، هو مانه قوي، ما يقدر يتظاهر بالقوة، ما يقدر يمسك دموعه، هو ضعيف و راح يضعف أكثر بدونها، هي علمته يعيش مرة ثانية، هي علمته يضحك مرة ثانية، هي علمته يحب مرة ثانية، غلط و هو ما ينكر هالشيء بس ليش مانها راضية تفهم أنه كان خايف يخسرها، يخسرها مثل ما خسرها ألحين!

حست بمسكته ترتخي من عليها فحطت يدينها على أكتافه لتبعده عنها بس حست بدموعه على كتفها فنزلت يدينها، غمضت عيونها و صارت تبكي بدورها، مانها سهلة عليها تتركه كذي و بهالحالة بس ما عندها خيار ثاني، هو جرحها جرح مستحيل تقدر تسامحه عليه، مستحيل تقدر تنسى، راح تضل تتذكر، راح تضل تبكي، راح تضل تتألم، مسحت دموعها بسرعة، راح يشوفها ضعيفة و بـ يستغل هالشيء، هي وعدت نفسها و راح تكون قدها، بعدته عنها و لفت للباب بس مسك يدها.

رفع عيونه لعيونها: لا تـ.ـروحـ.ـي!!

رجفة صوته قطعت قلبها، تحس أنها بتنهار ألحين، بتنهار و بـ تضعف له بس ما يصير، نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونه: ما عندي.. ما عندي سبب يخليني أضل!

نزل عيونه ليدينها: مـ.ـاني كافـ.ـي؟

نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و حركت رأسها بالنفي: مانك كافي!

إنصدم من ردها، جا بيفتح فمه ليرد عليها بس ما قدر، إيش يقول ما يعرف، خلاص ضيعها، نزل عيونه ليدها بإنكسار، فكها و ما نطق بحرف!

أخذت نفس، لفت عنه و جت بتمشي بس جمدت بأرضها و هي تحس بيدينها الصغيرة تتعلق بعبايتها، نزلت عيونها لها بتردد و شافتها مرفعة رأسها لها و تبتسم إبتسامة هي تعشقها.

تعلقت بعبايتها أكثر و هي تنطق بأول كلماتها: مــامــا!!!

فتحت عيونها بصدمة

إبتسمت أكثر و هي تخبي رأسها في رجلها: مـ.ـامـا!!

صدمتها أكثر، رفعت عيونها له و هي تشوفه منزل عيونه لها و هو بنفس صدمتها، رمشت عيونها بعدم تصديق و رجعت نزلتهم لها، جت و بكلمة وحدة زعزعت ثقتها بنفسها، خربطت كل كيانها، بكلمة وحدة خلتها تراجع كل حساباتها، معقولة بتقدر تسوي اللي هو مانه قادر عليه، بتقدر تـوقـفـهـا؟

ضلت تشوف عليها لـ لحظة بدون أي كلمة، بدون أي حركة، تشوفها تتعلق فيها أكثر، تشوفها ترفع رأسها لها، تمد يدينها الصغيرة لها لتحملها، خاطرها تنزل لها، تسحبها لحضنها و تحاوطها لها بقوة، خاطرها بس ما راح تسويها، ما راح تضعف، لا له و لا لها، رفعت عيونها له و بعدها لفت للباب و تكلمت: بـ.. بعدها عني!

رفع عيونه لها بصدمة: ناهد..

قاطعته و بدون ما تلف له: عادل.. بعدها عني.. بعدها بسرعة!

حط يده على كتفها و دارها له: ناهد.. أرجوك.. لا تعاقبيها بسبب غلطتي أنا.. هي ما لها ذنـ..

قاطعته مرة ثانية: بعدها عني عادل.. بـعـدهـا!!

حرك رأسه بالنفي: ناهد..، ما قدر يكمل لأنها نزلت بسرعة حملتها و بعدها سحبت يده و غصبته ليحملها، مسكها بسرعة و هو يشوفها تميل نفسها لها و تنفجر بالبكي: ناهد..

رفعت عيونها لوسن و هي تحس بدموعها ترجع، نزلتهم عنها بسرعة، مسكت شنطتها و لفت تمشي عنهم، تمشي و هي تحاول تكتم شهقاتها!


***************************


عيونه على الباب و يده على المقبض، دخل الجناح من ساعة، وقف قدام باب الغرفة و هذا هو لين ألحين واقف بنفس وقفته هذي، مانه قادر يغصب نفسه ليفتح الباب، مانه قادر يغصب خطواته ليدخل، صعبة، صعبة كثير، ما كان يريد ينهيها كذي، حلم بحياته معاها كثير، هذا و هو جاي ألحين يقتل هـ الحلم، يقتله مثل ما قتل باقي أحلامه، بس عشانها، أخذ نفس يهدي حاله بس فشل، حاول مرة ثانية و فتح الباب، تقدم بخطوتين للداخل ليرجع بخطوتين مرة ثانية و هو يحس فيها ترمي نفسها في حضنه بقوة، غمض عيونه و هو يحس فيها تتعلق فيه، تصعبها، جاية تصعبها أكثر!

بعدها عنه بهدوء غير اللي يحس، رفع عيونه لوجهها ليشوف علامة كفه منطبعة على خدها، رفع يده يتحسسها بهدوء، قطبت حواجبها و هي تحس فيه يحرقها، قطب حواجبه بدوره لما إنتبه لها: أنا آسـ..

قاطعته بسرعة: لا تتأسف.. عبدالرحمن لا تتأسف بس إسمعني..، و هي تمسك يدينه و تسحبه لداخل الغرفة: أمك طول حياتها تكذب عليك.. تكذب عليك لتعلقك فيها أكثر.. هي مانها مشلولة.. مانها مريضة.. هي سليمة من كل شيء.. ما تشكي من شيء بس تتظاهر.. تتظاهر لتربطك فيها.. تربطك كذي..

حرك رأسه بالنفي: نمارق..

قاطعته مرة ثانية: عبدالرحمن الله يخليك صدقني..، و الدموع تتجمع في عيونها: هي تتعمد.. تتعمد تسويها لأنها تعرف أنك ما راح تكذبها.. تعرف أنك راضي تتخلى عن الكل عشانها و هذا اللي هي تريده.. تريدك تبعد عن الكل.. هي تريد تمتلكك.. تريد تمتلكك!

حرك رأسه بالنفي مرة ثانية: نمارق أنا.. أنا ما أقدر أكذبها..

رفعت عيونها لعيونه: يعني تكذبني أنا؟..، و هي تقترب منه و تمسكه من قميصه: عبدالرحمن أنا شفتها.. قامت تمشي قدامي و الله ما تشكي من شيء..، و هي تهزه: مـا تشـكـي من شـيء!

حط يدينه على يدينها: صار لها أكثر من عشر سنوات على كرسيها.. تقولي لي ألحين أنها تمشي.. ليش تسويها؟ ليش تفضل الكرسي على المشي!

سحبته لها أكثر: لأنـهـا مـجـنـونـة.. مـجـنـونـة و أنـت لازم تـصـدقـنـي..

قاطعها بسرعة: نمارق هي تقول لي أنتي سحبتيها من على السرير.. سحبتيها و طيحتيها..، و هو يحرك رأسه بقلة حيلة: ماني قادر أكذبها لأني شفتك مرة.. شفتك بعيوني..

حركت رأسها بالإيجاب: ما أنكر.. والله ما أنكر أني دفعتها بس هي هجمت علي..، و دموعها تنزل: هي اللي هجمت علي.. أنا بس كنت أريد أبعدها عني.. أبعدها و بس!

حرك رأسه بالنفي و هو يزفر بضيق: هي تتأذى و أنتي تتأذي.. ما فيني أتحمل.. لازم أنهيها.. أنهيها خلاص..

رفعت عيونها له بصدمة: عبدالرحمن..

جلس على السرير بإنكسار و صار يمرر يدينه في شعره بقلة حيلة: ماني عارف إيش أسوي غير كذي.. تعبت..، و هو يزفر بقوة: تعبت من كل شيء..

جلست على السرير بجنبه، حطت رأسها على كتفه و صارت تبكي بصمت

حس بدموعها الحارة على كتفه فغمض عيونه، ما هو وعد نفسه و وعدها أنه ما راح يبكيها، ما هو وعدها أنه ما يخلي عيونها تذوق الدموع؟ قدر يوفي بكل وعوده، لكل الأشخاص بس ما قدر يوفي بوعده لأغلى شخصين في حياته، أقرب و أحب شخصين على قلبه، أخذ نفس و فتح عيونه، سعادة هـ الشخصين مع بعض مستحيلة، سعادة وحدة منهم دوم تجي على حساب سعادة الثانية، تعب من كثر التفكير، النوم مجافيه، ما عاد يعرف إيش يسوي، القرار اللي أخذه راح يعذبه أكثر من هـ الإثنين بس خلاص، ما فيه يتحمل، ما فيه يتحمل أكثر من كذي، حط يده على رأسها و صار يمسح على شعرها بهدوء: أنا آسف..، أخذ نفس بضيق و زفر: أنا آسف لأننا وصلنا لهنا.. بس حياتنا مع بعض صارت مستحيلة.. أنا ما أعرف من الغلطان أنتي و لا هي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف.. بس أنا.. أنا خبرتك من قبل.. أنا ما أتحمل أي شيء يأذيها.. أي شيء يبكيها.. بس ألحين هي صارت تبكي بسببك.. تتأذى بسببك!

رفعت رأسها له و ضلت تشوف في عيونه بدون أي كلمة، عتبانة عليه، زعلانة منه و عليه، هي ما تعرف هي إيش قالت له، بس هو صدق كذبتها و جاي يرخصها بهالسهولة؟ ليش ما دافع عنها؟ ليش مانه واثق فيها؟ هي تغيرت عشانه، هي حاولت تكون له كل شيء يتمناه، ما عادت مثل أول بس عشان ترضيه و ترضيها بس هو مانه قادر يشوف هالشيء، مانه قادر يصدقها، نزلت رأسها و حطت يدينها على بطنها، ما يعرف، ما قدرت تخبره حتى بوجوده، ما قدرت تفرح فيه مثل غيرها و هو ما راح يقدر يفرح فيه، هي حرمت عليها سعادتها و حرمته عليه، لو كانت تعرف أنها بـ توصل لـ كذي كان ما خبت عليه، كان ما خبت أبداً بس تأخرت ألحين، تأخرت كثير، رفعت عيونها لعيونه مرة ثانية و ما تكلمت.

نزل عيونه بسرعة، يتهرب من نظراتها، يعرف أنه ظلمها بس هو مجبور، يحترق قلبه عليها بس ما بيده شيء يسويه، أخذ نفس و هو يغصب نفسه ليقولها: أنتي طالـ..، ما قدر يكمل لأنها حطت يدها على فمه بسرعة تمنعه يقولها.

ما تقدر تسمعها، ما تريد تسمعها، هي راضية تعيش بالعذاب معاه بس مانها راضية تعيش بدونه: لا.. لا تقولها.. ما أسمح لك..

نزل يدها بهدوء غير اللي يحس فيه: مضطر أقولها..

دفنت رأسها في صدره: لا تصدقها.. بس هالمرة.. عشاني..، و هي تبكي أكثر: عشاني!

حرك رأسه بالنفي و هو يحاوطها له أكثر: ما أقدر أكذبها.. ما أقدر!

تعلقت فيه أكثر: كل.. شيء.. إنتهى؟!؟

غمض عيونه: إنتهيـ.ـنا!

رفعت رأسها له و حاوطت وجهه بيدينها: عطـ.ـيني.. عطيني فرصة ثانية.. لا توصلنا لهنـ.ـا..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما لهنا..

حط يدينه على يدينها و نزل رأسه: هي ما راح ترضى.. ما راح ترضى علي..، إقترب منها و طبع بوسة حارة على جبينها، بعد عنها شوي و أخذ نفس: أنا آسف..

رفعت عيونها لعيونه و هو نزل عيونه عنها: أنتي طـ.ـالـق!

شهقت و دفنت رأسها في صدره، تعلقت في قميصه و صارت تبكي أكثر، ما تمنت شيء في حياتها كثر ما تمنت أنها تجمد في حضنه كذي للأبد، تضل متعلقة فيه كذي للأبد، صعبة تخسره كذي و الأصعب أنها تخسره لها، تخسره لـ أنانيتها، تعلقت فيه أكثر و صارت تشهق بقهر!

حاوطها له و هو ما يعرف إيش يسوي ليهديها، غمض عيونه بقلة حيلة و هو يحس بدمعته تتدحرج من طرف عينه، تتدحرج لتحرقه، تحرقه أكثر من كذي، فتح عيونه بخوف لما سمع شهقاتها الغريبة، شهقات لتلقط أنفاسها، أنفاسها الضيقة، حط يدينه على أكتافها و بعدها عنه بسرعة: نمارق..، و هو يشوف وجهها المحمر: نمارق إيـ.. إيش فيك..، و هو يقوم بسرعة و يقومها معاه: نمارق..

حركت رأسها بالنفي و هي مانها قادرة تتكلم، تحس بأنفاسها تنقطع، تنقطع و بـ تموتها، كل شيء صار يختفي، هو إختفى و صوته إختفى، ما عادت تشوف شيء غير هـ السواد على عيونها، ما عادت تسمع شيء غير هـ الطنين بأذنها، غمضت عيونها و هي تحس نفسها مانها قادرة تحمل ثقلها و كأنها فقدت كل قوتها، فقدتها لتطيح على الأرض!

حس فيها تثقل، تثقل لحتى تنفلت من بين يدينه و تطيح على الأرض قدامه، فتح عيونه بصدمة: نـــمـــاآآآآرق!!!


***************************


حطت الجمر في المبخرة، رفعته و بعدها لفت تطلع من المطبخ، طلعت و صارت تمشي لغرفتها و هي تفكر فيه، يحيرها، صاير يحيرها بحركاته هالأيام، مرة تشوفه يسولف و يضحك و مرة هادي و بارد، ما تعرف إيش فيه، ليش صاير يتغير عليها كذي، هي تريده يرجع لها شهاب مثل ما كان في البداية، ما تحب بروده معاها، ينرفزها، ينرفزها كثير، فتحت باب الغرفة لتشوفه واقف قدام المراية يسكر زر دشداشته، نزلت عيونها عنه، دخلت و سكرت الباب وراها، اليوم طول الوقت هادي، ما نطق لها بأي حرف، ما نطق إللا قبل شوي و بـ "بخريني"، مشت للتسريحة و حطت المجمر عليه، سحبت علبة البخور من جنب عطوراتها، فتحته و كبت على الجمر شوي لتمتلي الغرفة بثواني بريحتها، لفت له، حطت يدها على كتفه، دارته لها و صارت تبخره، رفعت عيونها لعيونه لتشوفه يشوف عليها، حركت رأسها بمعنى إيش في، نزل عيونه عنها بس ما رد عليها، إستغربت منه بس ما علقت!

حط يده على أكتافها و بعدها عنه: بسني خنقتيني!

بعدت عنه بخطوتين و هي تشوفه يلف و يمشي للكبتات: بتتأخر؟

حرك أكتافه بخفة، فتح كبتاته و طلع كمته منها: ما أعرف..، حط الكمة على رأسه و إلتفت لها: ملكتي الليلة!

ضحكت بخفة: ملكتك صح.. ههههههه.. أعرف أني أكفيك.. هههه..، سكتت و هي تشوف ملامحه الجدية، توترت شوي بس حاولت تبعد هالفكرة: أنا أكفيك صح؟

ضل يشوف عليها لشوي و بعدها نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم و حرك رأسه بالنفي: لا!

جمدت بأرضها و هي تحس بعيونه تتعلق بعيونها، يمزح، أكيد يمزح، هو ما قالها، ما راح يسويها، كيف يعني ملكته؟ يعني هو صار يدور على غيرها، يدور على حضن غيرها؟ لا، لا، لا، ما راح يسويها فيها، ما راح يسويها لأنه يحبها، هو يحبها، حاولت تأخذ نفس لتهدي حالها بس فشلت، فشلت و هي تحس بقلبها يجن في هـ اللحظة، تكلمت بسرعة و هي تريده يكذب اللي قاله: تمزح صح؟

حرك رأسه بالنفي مرة ثانية و ببرود: لا، ملكتي الليلة!

طاحت المبخرة من يدها، إنكسرت و صار الجمر يحرق السجاد، نزلت عيونها للأرض و من ثم رفعتهم له و بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

نزل عيونه للسجاد، رفعهم لها و بعدها لف و صار يمشي للتسريحة: لمي الجمر بسرعة، ما أريد الغرفة تخترب زينتها، ما اليوم!

رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

صار يعدل في كمته و ما رد عليها

مشت له بسرعة، حطت يدها على كتفه، دارته لها و بصوت عالي: أنــت إيـــش قـــلــت؟

بعد يدها عنه و بنفس بروده: اللي سمعتيه!

تجمعت الدموع في عيونها: لـ.. ليـ.ـش؟ أنا قصرت معاك بشيء.. غلطت بشيء؟ أنا سويت لك كل اللي تريده.. صرت لك كل اللي تتمناه.. أنا أحبك.. و أنت..، و هي ترفع عيونها لعيونه: و أنت تحبني!

حرك رأسه بالإيجاب: أحبك بس..

قاطعته بسرعة: بـس إيـش؟

أخذ نفس: بس ماني قادر أثق فيك!

إنصدمت من رده، إنصدمت من بروده: مانك.. مانك قادر تثق فيني.. فيني..، و هي تأشر على نفسها: أنــا؟!؟

حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و بنفس أسلوبه: ماني قادر أثق فيك!

نزلت عيونها و هي تحس بدموعها اللي صارت تنزل و تحرق خدها: بس أنا.. أنا بإيش غلطت.. ليش مانك قادر تثق فيني؟ رفعت عيونها له: أنا تركت كل شيء عشانك.. تركت أهلي عشانك..

قاطعها: إذا أنتي قدرتي تتركي أهلك عشاني عيل بكرة بـ تتركيني عشان واحد ثاني!

حطت يدها على قلبها بسرعة و هي تحسه يعتصر، كيف قدر يقولها؟ كيف قدر يقولها بهالسهولة؟ رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت..

قاطعها مرة ثانية: ما في داعي لهالكلام ألحين..، و هو يمشي للباب: ما أريد أتأخر عليها! فتح الباب و جا بيطلع بس لف يشوف عليها: لما أرجع ما أريد أشوفك في الغرفة، هالغرفة ما عادت لك! قالها و بعدها لف و طلع.

ضلت تشوف عليه و هو معطيها ظهره و يمشي، يمشي و لا هامه شيء، يمشي تاركها في صدمتها، نزلت عيونها و هي تحس نفسها تختنق، تختنق و كأن الأكسجين إنسحب من حوالينها، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، حاولت مرة ثانية بس هم فشلت، ما قدرت تحس برجولها فـ طاحت على الأرض، طاحت و رفعت عيونها للباب، راح، ما بقى غير طيفه، نزلت عيونها للأرض، مستحيل يكون اللي سمعته صح، مستحيل، ما راح يسويها، ما راح يسويها فيها، هي بكابوس، ألحين بـ تصحى، بـ تصحى، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، رفعت عيونها للباب مرة ثانية، رفعت يد مرتجفة و حطته على فمها تمنع شهقتها، راح؟ رخصها بهالسهولة؟ راح لغيرها؟ كيف يقدر يسويها؟ هو وعدها، وعدها أنها بـ تضل الوحيدة بحياته، نسى وعده؟ نسى كل وعوده؟ نساها؟ نـسـاهــا؟ غمضت عيونها بقوة و إستسلمت لشهقاتها!




.

.

.

.

.




***************************


جلست على الكرسي بجنبه، تسمعه يشتكي، يشتكي و يقول لها أنه إيش كثر يتألم، يتألم من حركتها، يتألم من خيانتها، يقول لها أنه قدم نفسها لها بكل ما فيه و هي كيف قدرت تجازيه كذي، يسألها ليش سوته فيه، يغصبها ليتكلم بس هي ساكتة، لين ألحين تتدارك، تحاول بقدر الإمكان، رفعت عيونها للسيارة لتشوفها موقفة بطرف الشارع، نزلتهم و من ثم نزلت رأسها و هي تحس بدموعها اللي صارت تحرق عيونها، حطت يدها على صدرها و هي مانها قادرة تتحمل هـ الوجع، كل كلمة و كأنها خنجر تنغرس في قلبها، بيموتها بكلامه، بيموتها اليوم!

نزل رأسه و صار يمرر يدينه في شعره بقهر: ماني قادر أبعد صورتكم من بالي.. ماني قادر..، إلتفت يشوف عليها: أنا شفتك في حضنه، تعرفي إيش يعني؟ شفت زوجتي.. بنت اللي أحبها في حضن شخص ثاني.. أحترق.. و الله أحس أني أحترق.. كلما أغمض عيوني صورتكم تدور في رأسي.. ماني قادر أتنفس.. ماني قادر..، مسكها من مرفقها و سحبها له: تكلمي.. قولي لي.. ليش؟ لــيــش؟؟

غمضت عيونها بقوة تمسك دموعها، ما راح تبكي قدامه، ما راح تضعف له، فتحتهم بس ما رفعتهم له: إتـ.. إتركني.. أنت تعورني!

زاد من مسكته عليها: تتعوري؟ و بصوت عالي: تــتــعــوري؟!؟ و أنا اللي أحس فيه؟ ليش مانك قادرة تحسي فيني ها؟ لـــيــش؟؟

رفعت عيونها له و هي تحاول بقدر الإمكان تكون حادة بنبرتها: قـلـت لـك إتـركـنـي!!

ضل يشوف في عيونها شوي و بعدها فكها و دفعها بقهر

طاحت على الأرض، نزلت رأسها و نزلت دمعة كسيرة على خدها، ظلمها، دوم يظلمها، معقولة تغلط مثل هـ الغلطة؟ هـي؟ ليش، ما يعرف هي إيش كثر تحبه؟ إيش كثر تعشقه؟ بعد كل اللي مرت فيه عشانه، يجي اليوم يتهمها مثل هـ الاتهام؟ خــيــانــة؟!؟ ما عنده أي فكرة إيش كثر يجرحها، يحرقها بكلامه، هو ما يحبها، أبدا ما حبها، هو بس يريد يمتلكها، خائف أنه إذا تركها بـ تروح لغيره و هو مستحيل يسمح لهالشيء يصير، مستحيل، رفعت عيونها تشوف عليه، شافته يشوف عليها، نزلتهم و مسحت دمعتها بسرعة، ضيعت كثير عليه، لهنا و بس، هو ما يستاهلها، هو ما يستاهل هـ الدموع، نزلت دمعة ثانية تحل محلها و تلتها دمعة ثالثة و رابعة و خامسة، ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي، غطت وجهها بيدينها و صارت تشهق.

ضل يشوف عليها شوي بدون أي حركة، تبكي؟ ليش تبكي؟ مانه قادر يفهمها، يا ترى ظلمها؟ إذا ظلمها ليش ما تتكلم، ليش ساكتة، ليش تعذبه كذي؟ إيش فيها هالبنت، لوين تريد توصله، تجننه؟ أخذ نفس بضيق و نزل لمستواها، حاوطها من أكتافها و قربها له: كلميني.. لا تضلك ساكتة.. قولي لي إيش اللي صار؟ ليش كنتـ..، ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها بسرعة.

زحفت على وراء و إستندت بالكرسي: لا تلمسني.. خلاص.. خلاص.. يكفي.. تحملتك.. كثير.. ما فيني.. ما فيني أتحملك.. خلاص.. خلاص..، و بصراخ: طـــلـــقـــنـــي!!!

فتح عيونه بصدمة: فــ..

قاطعته و بنفس الصراخ: طـــلــقــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق: أنتي.. أنتي إيش تقولي؟

صارت تشهق أكثر: اللي.. سمعته.. طلقني.. طلقني.. تعبت.. و الله ما فيني.. ما فيني.. أنت.. ما راح تحس فيني.. أنت ما.. تحس إللا.. بنفسك.. أناني و راح تضل.. أناني!!

حرك رأسه بالنفي: أنا أحبـ..

قاطعته مرة ثانية: كــــذاآآآآآب.. أنت ما تحبني.. أنت ما تحـ.ـب.. ما تحب إللا نفسك..

إقترب منها و هو يحس بالعبرة تخنقه، سحبها له: أنا .. أحبك..، و هو يقربها له أكثر: أنا أحبـ..

دفعته عنها بأقوى ما عندها، قامت و صارت تحرك رأسها بالنفي: أنت ما تحبني.. أنت.. أبداً ما حبيتني.. أنا الغبية.. أنا اللي حبيتك.. سويت كل اللي يرضيك.. و بالمقابل.. أنت.. أنت بس إستغليتني.. أنت إستغليتني!!

قام و وقف قدامها: أنا..

رفعت يدها بسرعة تمنعه من الكلام: بـس.. يكفي.. يـكـفـي!! قالتها و بعدها لفت عنه بسرعة و صارت تركض!

نزل رأسه و مرر يده على وجهه بتوتر، رفع عيونه لها و هو يشوفها معطيته ظهرها و تركض، تركض؟ لوين تروح؟ فتح عيونه و هو توه يستوعب أنها تركض للشارع، إرتجف قلبه من الخوف، ما حس بحاله إللا و هو يركض عشان يلحقها.

ما كانت حاسة بحالها، ما كانت تعرف هي إيش تسوي في هذيك اللحظة، وين تروح، بس كان لازم تبعد، تبعد عنه، ما فيها تتحمل أكثر من كذي، تعبت، تعبت كثير، لما فكرت كل شيء بـ يتصلح، إنهدم، هو هدم كل شيء، كل شيء، صارت تركض بأسرع ما عندها، دموعها لين ألحين تنزل و قلبها مانه راضي يهدأ، هو جننها، هو السبب في حالتها، ما كانت مفكرة أن حياتها معاه راح تتعقد لهالدرجة، ما كانت مفكرة الشخص اللي تحبه يطلع بـ هالأنانية، ما كانت تعرف أن ثقته فيها لهالدرجة معدومة، صدمها في كل شيء و هذا هو اليوم جاي يموتها بـ إتهاماته الوحشية!

ضلت تركض بنفس حالتها و ما صحاها إللا صوت البوري لإحدى السيارات، إلتفتت و هي تشوف السيارة المسرعة متجهة لها، جمدت بأرضها و هي تشوف السيارة بهالقرب منها، ما قدرت تتحرك و لا حتى تصرخ و كأنها إنشلت، مر شريط حياتها قدام عيونها في ثواني و إختفى، إختفى و إختفى كل شيء من حوالينها، ما عادت تسمع و تشوف غير هـ السيارة، غمضت عيونها و هي تنتظر الصدمة، تنتظر نهايتها، غمضتهم أقوى عن قبل و هي تسمعه يصرخ بإسمها: فــــــررررح!

فتحت عيونها بسرعة و هي تحس بنفسها تنسحب بقوة، تنسحب و بعدها تندفع للرصيف، طاحت على الأرض و رفعت عيونها له لتشوفه يطير من قوة الصدمة و بعدها يطيح ليصطدم بالأرض، إرتجفت و هي تشوف الدم اللي صار يملي الشارع بسرعة، دمه هو، رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاثة و هي تحاول تستوعب اللي يصير: عمـ.. عمـ.ـاد!


***************************


وقف سيارته قدام فلة أبوها و إلتفت لها، منزلة عيونها ليدينها اللي شابكتهم ببعض، قطب حواجبه و هو توه ينتبه لرجفتها، لين ألحين باقية، أخذ نفس، فك حزامه و سحب يدها من حضنها، حاوط يدها بيدينه بهدوء غير اللي يحس فيه، ما يريد يبين لها أنه متوتر بدوره، لازم يقوي نفسه عشانها، لازم يوقف بجنبها لو إيش ما يصير اليوم، أخذ نفس ثاني و بعدها ضغط على يدها بخفة.

رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة، خافت تبكي مرة ثانية، صار لها ساعة تحاول تتماسك، تتماسك لا تنهار، اللي عرفته اليوم صدمها، كل كلمة اللي سمعتها منه بعدها تدور في مسامعها، تحس نفسها ضايعة، ما تعرف إيش تسوي بالضبط، تثق في من؟ تروح لمن؟ ما تعرف اللي بـ تسويه ألحين هو الصح و لا لأ، بس ما عندها إللا هالطريقة، لازم تواجههم، لازم تطلع كل اللي بقلبها، لهنا و بس، حست بدمعة حارة تتدحرج على خدها و تحرقها، رفعت يدها بسرعة و جت بتمسحها بس يده كانت الأسرع.

مسح دمعتها بهدوء، حط يدينه على أكتافها و دارها له: إيش فيك؟

نزلت رأسها و بصوت مرتجف: خـ.ـايفة!!

إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها: لا تخافي، أنا راح أضل معاك!

ما ردت عليه

حاوط وجهها بيدينه و رفع رأسها له: تثقي فيني؟

حركت رأسها بالنفي

إبتسم بخفة، ما كان متوقع غير هـ الرد، إقترب منها مرة ثانية و بهمس: ثقي فيني بس هالمرة!

رفعت عيونها له و ضلت تشوف في عيونه، ما تعرف إذا بيكون قد كلمته و لا لأ بس ما عندها غيره، ما عندها إللا تثق فيه: توعدني أنك بـ تحميني؟

إبتسم لها أكثر ليهديها: أوعدك!

حطت يدينها على يدينه: توعدني أنك بـ توفي بوعدك؟

حرك رأسه بالإيجاب: أوعدك!

أخذت نفس طويل لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها بعدت يدينه عن وجهها و لفت تشوف على الفلة: خلينا ننزل!

حرك رأسه بالإيجاب و فتح الباب، نزل، مشى لها و مسك يدها: لا تضعفي له!

غمضت عيونها و هي تتخيل ردة فعله، ما راح يصدقها، ما راح يهتم لأي شيء بتقوله له، هو متى إهتم فيها ليهتم ألحين؟ طول الوقت كانت غريبة في هالبيت، تركها عندهم و راح، ما فكر فيها، إستغلها، فتحت عيونها و نزلتهم لليد اللي ماسك يدها، إستغلها، إستغل كل اللي حوالينها و هي سمحت له، كانت غبية، و لا مرة عاملها كـ بنته، و لا مرة لان قلبه عليها، و لا مرة حبها مثل ما حب أخوانها، ما قدرت تفهم أنها غير عنهم، كرهها و لين ألحين يكرهها، يكرهها بسبب ذنب مانه موجود، إنتبهت لحالها و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالأفكار، ما يهمها، ما عاد يهمها: بحاول!

شبك أصابعه بأصابعها: خلينا ندخل!

حركت رأسها بالإيجاب و زادت من مسكتها على يده: لا تتركني!

لم يدينها لصدره: ما بتركك! قالها و بعدها أخذ نفس و نزل يدينها، لف و صار يأخذها للفلة، دفعت باب الشارع للداخل و دخلت معاه، مشت لدرج المدخل، ركبت و بعدها دخلت للصالة، شافتها جالسة على الكنبة لحالها، حاطة يدها على رأسها و مقطبة حواجبها، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، فكت يدها من يده و صارت تمشي لها: سميرة!

قطبت حواجبها أكثر و هي تسمع صوتها، بالها مشغول في عماد و ما ناقصها، ما تريد تشوفها، ما ألحين، ما أبداً، فتحت عيونها و رفعتهم لها، وقفت و هي تلتفت لـ فهد الواقف عند الباب، إلتفتت لها و تكلمت: أنتي إيش جابك لهنا..

قاطعتها بسرعة: عرفت كل شيء..، عرفت كل شيء!

ما فهمت عليها بس إرتبكت و هي تشوفها تتقدم منها: إيش عرفتي؟

وقفت قدامها: عرفت كل اللي سويتيه فيني.. كذبتي عليه و هو صدقك.. رخصها عشانك.. كرهني بسببك.. و بعد كل هذا ما إكتفيتي.. ما إكتفيتي حتى حاولتي تموتيني..، و بصراخ: تـمـوتـيـنـي!!

إرتبكت أكثر فرجعت بخطوة لوراء: من..

قاطعتها بسرعة و هي تسحبها من أكتافها: عــدنــان كـشفـك لـي.. كـشف كـل شـيء!

قطبت حواجبها و هي تحاول تفك نفسها منها: أنتي..

قاطعتها مرة ثانية و هي تدفعها عنها بقهر: أنا فكرتك أمي.. حبيتك.. إحترمتك.. ما كنت أعرف أنك تكرهيني كذي.. ما كنت عارفة أنك حاقدة علي كذي.. حرمتيني من كل شيء.. بعدتي أبوي عني و سكتت.. بس أنك تريدي تموتيني.. ليش..، و هي تسحبها لها مرة ثانية: قـولـي لـيـش؟

فكت نفسها منها و دفعتها عنها: كـذب هـذا كـلـه كـذب.. عدنان يكذب عليك.. عدنان دمر حياة أخته بنفسه و رمى الملامة علي..

حركت رأسها بالنفي: ماني مصدقتك.. أنتي بعتيني لهم و بعدها إتهمتيني في شرفي.. أنتي كنت مخططة كل شيء من البداية.. كيف قدرتي تسويها فيني.. كــيــف؟

نزلت عيونها عنها بخوف، عرفت كل شيء يعني بـ تكشفها قدامه، بـ يصدقها؟ لا، لا، ما تقدر تسمح لـ هالشيء يصير، مستحيل تسمح لـ هالشيء يصير، رفعت عيونها لها و هي تحاول تتدارك: قـلـت لـك كـلـه كـذب..

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية، قاطعتها و هي تمسكها من أكتافها و تهزها: أنـتـي الكـذابـة.. كـذبـتـي فـي كـل شـيء.. إعـتـرفي ألـحـيـن.. إعـتـرفي أنـك مـوتـتـيـهـا و حـاولـتـي تـمـوتـيـنـي.. إعـتـرفـي أنـك حـتـى حـاولـتـي تـمـوتـي عـدنـان.. تـمـوتـيـه لأنـك خـفـتـي أنـه بـيـوصـل لـي و يـفـضـحـك.. خـفـتـ..، ما قدرت تكمل لأنه قاطعها صرخته.

دخل الفلة و هو يسمع صوتها يوصل له، قطب حواجبه بقوة و صار يسرع بخطواته للداخل، دخل و طاحت عيونه عليهم: أزهـــآآآآر!!



بعد شوي...

دفنت رأسها في كتفه و صارت تبكي

رفع رأسها له و هو يشوف علامة الأصابع اللي إنطبعت على خدها، نزلت رأسها بسرعة، رجعت دفنته في كتفه و هي تكتم شهقاتها، قطب حواجبه بقوة و رفع عيونه له، أخذ نفس و هو يحاول بقدر الإمكان يكتم غضبه، ما يريد يسوي شيء يندم عليه بعدين: إرفع يدك عليها مرة ثانية يا عم و ..

قاطعه بصراخ: و إيـــــش؟؟ هــذي، و هو يأشر عليها: هذي جاية لنا اليوم تتهم أمهــ..

قاطعته بسرعة: مانها أمي.. مانها أمي.. أبداً ما كانت.. هذي..، و هي تلتفت لها: هذي كانت بتموتني..، و بصراخ: بـتـمـوتــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق و إلتفت لها، جالسة على الكنبة، منزلة رأسها و تبكي، أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم رجع إلتفت لها: هذي جزاتها؟ ربتك طول عمرها، ضيعت أيامها عليك و بالأخير أنتي جاية تردي لها جميلها بـ هالطريقة؟

رفعت رأسها له و هي تمسح دموعها بطرف شيلتها: معذورة.. معذورة..، قامت و صارت تمشي لهم: أنا..، و هي تأشر على نفسها: أنا اللي ما عرفت أربي.. هذي غلطتي.. ما تنلام..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما تنلام! إلتفتت لها، شبكت يدينها ببعض و رفعتهم لها: سامحيني يا بنتي.. سامحيني غلطت في حقك.. غلطت.. في حقـك.. غلطت أني ربيتك مثل أولادي.. غلطت أني ما فرقت بينكم.. غلطت أني حبيتك مثلهـ..

قاطعتها: كـــذاااااابــة!! أنــتـــي كــذاااابــ..، طاحت على الأرض من قوة الكف اللي جا لها منه، حطت يد مرتجفة على خدها اللي صار يحرقها، رفعت عيونها المليانة دموع له: ما.. ما توقعـ.ـت.. غـ.ـير كذي..

هاشم بعصبية: يــا حـيـوااانـــة!! لهنا وصلت عندك؟ تكذبيها؟ تكذبي أمك؟ مشى لها بعصبية، مد يده و جا بـ يمسكها من شعرها بس يده منعته، رفع عيونه له و بعصبية: فــكــنـــي!! هذي يبالها من يأدبها من أول و جديد!!!

تكلم و هو يرص على أسنانه: لا تلمسها!!

فك يده منه بسرعة و بنفس حالته: أنـت مـن لـتـمـنـعـنـي؟؟؟ هـذي بـنــتي قـبـل مـا تـكـون زوجـتـك! أضـربـهـا، أمـوتـهـا، أسـوي فـيـهـا الـلـي أريـد، أنــت مـــا دخـــلـك!!!!! إقترب منها مرة ثانية و سحبها من شعرها.

صرخت و هي تتعور من مسكته: آآآآآآآآآآآآآآآآه!!

فكها من يدينه بسرعة، سحبها و رجعها لوراء، إلتفت له و ............... .






.

.

.

.

.



نهاية البارت...


بارت الجاي يوم الجمعة إن شاء الله...

لا تحرموني من توقعاتكم..^^..



"الله ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن




تفاحتكم!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-13, 05:41 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (23)...

Give me all the reasons why you and I cannot be together

It’s not fair because my happiness is bound with yours; it’s you and me forever

©

.

.

.

.

.



كان يحاول يهدي حاله، يحاول يتماسك و يتحكم في حاله، منقبض قلبه عليها و هو يشوفها تصرخ، تبكي و هي تحاول تثبت براءتها بس هو مانه راضي يسمعها، منقبض قلبه عليها و هو يشوفها تحاول تثبت له مدى حقارة زوجته بس هو مانه راضي يسمعها، شافه يرفع يده عليها لتطيح عليه و تدفن رأسها في كتفه و هي تكتم شهقاتها، إحترق و هو يشوف علامة أصابعه تنطبع على خدها، تكلم و هو يرص على أسنانه: إرفع يدك عليها مرة ثانية يا عم و..، ما قدر يكمل لأنه قاطعه بصراخ: و إيـــــش؟؟ هــذي..، و هو يأشر عليها: هذي جاية لنا اليوم تتهم أمهــ..

جا بيتكلم بس حس فيها تبتعد عنه لتقاطعه بسرعة: مانها أمي.. مانها أمي.. أبداً ما كانت.. هذي..، و هي تلتفت لها: هذي كانت بتموتني..، و بصراخ: بـتـمـوتــنــــي!

ضل ساكت لشوي يسمعهم بدون أي كلمة، يتردد بخطواته للقدام كل مرة يسمع شهقة منها، عيونها صغيرة بالدموع صارت تعذبه، تعذبه كثير، يتحمل كل شيء بس ما يقدر يتحمل عيونها بالدموع، ما هـ العيون، شافها تطيح على الأرض من قوة الكف اللي جا لها منه، هنا ما قدر يمسك حاله أكثر، مشى له بسرعة و هو يسمع صرختها، فكها من يدينه بسرعة، سحبها و رجعها لوراء، إلتفت له، مسكه من دشداشته، سحبه له و هو يصرخ: و الله إن مـديـت يـدك عـلـيـهـا مـرة ثـانـيـة بـذبـحـك..، و هو يسحبه له أكثر: بـذبـحـك تـسـمـعـنـي؟!

إرتجفت و هي تشوفه كذي، تشوف أبوها بين يدينه، خافت يضربه فمسكته من أكتافه و هي تحاول تبعده عنه: فـهـد إتـركـه.. خـلـيـه.. الله يـخـلـيـك إتـركه..

قطب حواجبه بقوة، شدد قبضته عليه أكثر بس لما شاف دموعها دفعه بقهر، رجع بخطوات متعثرة لوراء و جا بـ يطيح بس هي شهقت لتركض له بسرعة و تمسكه، قطب حواجبه أكثر و هو يشوفها تساعده ليعدل وقفته، مشى لها، سحبها منه و إنفجر بوجهها: مـا يـسـتـاهـل.. مـا يـسـتـاهـل أبـداً..، إلتفت لسميرة و من ثم لها: هـي حـاولـت تـمـوتـك بـس هـو ويـنـه عـنـهـا؟ لـيـش مـا يـعـرف؟ تـركـك عـنـدهـا و مـا إهـتـم و لـو إيـش مـا قـلـتـي الـيـوم مـا راح يـهـتـم.. لا تـحـرقـي دمـك كـذي عـشـانـه.. لا تـبـكـي كـذي عـشـانـه.. هـو مـا يـسـتـاهـل..، و هو يحاوطها من وجهها: شخص مثله ما يستاهل، ما يستاهل أبداً..، نزل يدينه ليمسك يدها و من ثم يمرر نظره من عليهم: خلينا نمشي، لا تضيعي دموعك عليهم، يكفي! أخذ نفس و لف ليمشي بس وقفه.

هاشم بصراخ: فـهـد!!!

إلتفت ليشوفه يقترب منه بسرعة، سحبه منه دشداشته بقوة لحتى إنفك يده من يدها، سحبه له و بنفس حالته: إعـتـبـر الـعـقـد إلـتـغـى.. إن مـا جـبـتـكـم عـلـى الـشـ..

دفعه عنه بسرعة و قاطعه: سـوي الـلـي تـريـد تـسـويـه.. بـحـرق الـعـقـد و بـحـرق كـل شـركـاتـك مـعـاه.. مـا عـاد يـهـمـنـي!

جا بيتكلم بس قاطعته صرختها، إلتفتوا لها بسرعة

ماريسا و هي تمرر نظراتها عليهم بخوف و توتر: شرطة تو يسوي تلفون.. بابا عماد..، و هي تلتفت لسميرة: بابا عماد سوى حادث و ألحين بمستشفى!

فتحت عيونها بصدمة: إيــش؟!

حركت رأسها بسرعة لتأكد لها، و بنفس حالتها: بابا عماد.. سوى حادث!


***************************


طاحت على الأرضية الباردة و هي تحس برجولها فقدت طاقتها، مانها قادرة تحملها، رفعت عيونها لباب الممر المسكر و بعدها نزلتهم و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها، فشلت فرفعت يدينها المدمية تلمهم لصدرها، ترتجف، كل خلية بجسمها ترتجف، كلما تغمض عيونها صورته تجي في بالها، صرخته تتردد في أذونها، صوت الإصطدام يدور في مسامعها، نزلت عيونها ليدينها و هي تتخيل نفسها تمسح الدم من على وجهه ليغرق مرة ثانية بدمه، لمتهم لصدرها بقوة و هي تحس بأنفاسها تنقطع، ليش سكتت؟ ليش ما تكلمت؟ لو نطقت كان ما صار اللي صار، لو خبرته كان ما صار اللي صار بس هي كانت موجوعة منه، موجوعة كثير، كلماته، إتهاماته حرقتها، هو ما سألها إيش اللي صار، هو سألها ليش خانته كذي، هي ما تعرف هو إيش شاف بالضبط بس هو صدق اللي شافه، جزم أنها تخونه معاه، ما تكلمت لأنها ما قدرت، الوجع اللي كانت تحس فيه أكبر من أنها تقدر تنطق بحرف، غمضت عيونها بقوة و رجعت بذاكرتها لهذاك اليوم...

قبل عدة أيام...

بريطانيا – مدينة بريستول...

حركت رأسها بتفهم و هو لف يمشي لبرع الغرفة، ضلت تسمع خطواته تبتعد لين إختفت وراء الباب اللي تسكر، نزلت عيونها للملابس مرة ثانية و كملت اللي تسويه، رفعت عيونها للكبتات و هي تشوف جاكيته معلق فيها، تذكرت فقطبت حواجبها، معاها من اليوم اللي أخذها للمستشفى، ما رجعته له، إلتفتت لباب البلكون و بعدها إلتفتت لباب الغرفة و هي تتذكر كلامه، رجعت إلتفتت لباب البلكون و قامت، سحبت الجاكيت من الكبتات و بعدها مشت للتسريحة تأخذ شيلتها و تلفه على رأسها، تعرف أنه منعها من أنها تطلع له بس هي ما راح تتأخر، بـ ترجع الجاكيت، تودع مايسي و ترجع، دقيقتين و راجعة، حركت رأسها بحزم و مشت لباب البلكون، فتحته، طلعت و بعدها رجعت رأسها لوراء بإستغراب، الدرابزين اللي كانت تفصل ما بين البلكونتين ما عادت موجودة، ما إهتمت كثير، مشت لباب بلكونه و دقت عليه بهدوء، وقفت تنتظره يفتح لها، حست بدوخة غريبة فحطت يدها على الباب بسرعة تتدارك، حطت يد الثاني على رأسها و هي تتمتم لحالها: إيش صار لك أنتي؟

أخذت نفس و بعدها رجعت بخطوة لوراء و هي تشوف الباب ينفتح، حاولت تبين عادي فـ إبتسمت: مرحباً!

إبتسم لها بهدوء: مرحباً بك!

مدت الجاكيت له و تكلمت بنفس إبتسامتها: كنت أجهز شنطتي و لقيت جاكيتك عندي..، و هي تمده له أكثر: شكراً!

أخذ جاكيته و بهدوء: لا داعي لذلك..، سكت شوي و كمل: إذاً غداً ستغادرين!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله..، تذكرت فـ إبتسمت: ليش ما عدت تكلمني عربي، ما أنت قلت تتعلم مني!

إبتسم: أسمعكِ و ألتقط منك الكلمات!

إبتسمت أكثر و حركت رأسها بالإيجاب، سكتت شوي و بعدها صارت تمرر نظرها بداخل الغرفة: مايسي وينها؟ حابة أشوفها قبل ما أروح، أودعها!

حرك رأسه بالإيجاب و لف عنها: انتظري قليلاً!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تشوفه يلف عنها و يدخل، نزلت عيونها و وقفت تنتظره لشوي، رفعتهم و هي تسمع خطواتهم، شافتها تطلع لها بإبتسامة فـ إبتسمت و نزلت لمستواها، و هي تبوسها على خدودها: كيف حالكِ عزيزتي؟

إبتسمت و باستها على خدها بدورها: أنني بخير..، إختفت إبتسامتها، رفعت عيونها لأخوها و من ثم نزلتهم لها: أتعلمين ماذا يقول لي ماكس؟ و قبل ما تعطيها فرصة لترد، كملت بسرعة: أنه يقول بأنكِ سترحلين غداً.. ستعودين لديارك..، رجعت إبتسمت: أنا لا أصدقه..، و هي تحرك رأسها بالنفي: يخدعني هكذا دوماً و لكنكِ لا ترحلين..، و هي تحاوطها من رقبتها: أنه يكذب أليس كذلك؟

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم لها و حركت رأسها بالنفي: أنه لا يخدعكِ حبيبتي، سأرحل غداً!

قطبت حواجبها بقوة: لماذا؟ ألا يعجبكِ بريستول؟..، و هي تأشر على نفسها: و ماذا عني، سترحلين و تنسينني؟

إبتسمت لها و صارت تمسح على رأسها بهدوء: لن أنساكِ مايسي، فأنتِ صديقتي!

إبتسمت: إذا لا تذهبي، ابقي هنا، معنا!

عدلت شعرها و بهدوء: لا أستطيع!

قطبت حواجبها مرة ثانية، فكتها بسرعة و لفت تمشي للداخل: إذا إذهبي هيا، أنتِ لا تحبينني و أنا لم أعد أحبك!

إبتسمت على زعلها و وقفت تشوف عليها، شافتها تنط على السرير و تكتف يدينها على صدرها، إبتسمت أكثر و رفعت عيونها لمصعب: زعلت مني!

إبتسم لها بدوره: لا تقلقي سأفهمها لاحقاً!

حركت رأسها بالإيجاب و بعدها إلتفتت لها و هي تسمعها تناديه، إلتفت لها و رفع أصبعه بمعنى دقيقة، لف عنها و دخل، شافته يجلس بجنبها و هي تسحبه من كتفه لتهمس بشيء بإذنه، عدلت وقفتها و هي تشوفه جاي لها بإبتسامة، وقف قدامها و تكلم: تقول ستفتقدينني كثيراً، أعدك بذلك!

إبتسمت أكثر بس إختفت إبتسامتها و قطبت حواجبها، لـ لحظة حست الدنيا تدور فيها، حست نفسها بـ تطيح فرفعت يدها للباب بس كأنه حس فيها فتقدم بخطوة لتميل عليه لا إرادياً، حط يدينه على أكتافها بخوف يبعدها عنه: فرح.. ما بكِ.. أأنتِ بخير؟

رفعت عيونها له نزلتهم و هي تحس بيدينه على أكتافها، إنتبهت لحالها فبعدت بسرعة، حطت يدها على الباب تستند به: أنا بخير..، و هي ترجع بخطوة لوراء: أنا بخير بس..، حطت يد على رأسها: ما أعرف.. رأسي يدور!

إقترب منها بخطوة و صار يأشر على باب بلكونها: إدخلي إذا تعبـ.ـانة.. إرتاحـ.ـي!

إبتسمت بخفة و هي تسمعه يكلمها بالعربي، رفعت عيونها له و حركت رأسها بالإيجاب، أخذت نفس و بعدها لفت و صارت تمشي لغرفتها...

رجعت من سرحانها و هي تسمع خطواتهم السريعة و أصواتهم العالية، إلتفتت لهم لتشوفها تنزل لمستواها بسرعة، تمسكها من أكتافها و بخوف: إيش فيه؟ ولدي إيش صار فيه؟

إرتجف فكها فرمت نفسها في حضنها و صارت تبكي

دفعتها عنها بسرعة و بصوت عالي: إيـش سـويـتـي فـيـه؟..، و هي تمسكها من أكتافها و تهزها: إيـش سـويـتـي فـي ولـدي؟!؟

بكت أكثر و صارت تشهق

إقترب منها بسرعة، مسكها من أكتافها و صار يقومها: خلي البنت يا سميرة ما تشوفي حالتها.. خليها!

قامت و هي تنزل عيونها لها و بنفس حالتها: كـلـه بـسـبـبـهـا.. مـا أعـرف إيـش سـوت فـيـه.. طـلـعـتـه مـن الـبـيـت و هـو مـعـصـب.. تـريـد تـمـوت عـمـاد.. تـريـد تـمـوت ولـدي!

حاوطها من أكتافها و هو يحاول يهديها: هدي حالك يا سميرة..، سكت و هو يحس برجفتها، حرك رأسه بقلة حيلة و صار يأخذها للكراسي، و هو يجلسها: إجلسي يا حرمة.. إجلسي و هدي حالك.. إن شاء الله ما فيه إللا كل خير.. كل خير إن شاء الله!

نزلت رأسها و بعدها رفعته و هي تسمع صوتها، شافتها تركض لفرح، تنزل لمستواها و بعدها تسحبها لحضنها، رفعت عيونها لفهد اللي وقف يمرر نظره من عليهم، نزلت عيونها و صارت تبكي، تحس بقلبها يرتجف، تحس بعالمها كله ينهار قدامها، رفعت عيونها لأزهار، عرفت كل شيء، عرفت خلاص، هي فترة و بس راح يصدقها، فترة و يقتنع بكل كلمة تقولها، إيش بـ يصير في وقتها؟ إيش بـ يصير فيها؟ نزلت عيونها عنها و صارت تبكي أكثر، هي ما كانت كذي، هي ما كانت كذي أبداً، كتمت في قلبها كثير، خبت كثير، ما قدرت تتحمل فـ طلعت حرتها فيها، كرهتها و كرهت شوفتها، كرهت وجودها حوالينها، تمنتها ميتة لأنها ضلت تذكرها بـ اللي هو سواه فيها، ما كان عندها الجرأة لتواجهه فـ عاقبتها هي على اللي هو سواه فيها، عاقبتها على خطأ مانه موجود، على ذنب ما ارتكب، عاقبتها لتخفف القهر اللي كانت تحس فيه، لتخفف الحرقة اللي كانت تحس فيها، رفعت عيونها له و هي تشوفه يجلس بجنبها على الكرسي و يحاوطها من أكتافها، نزلت رأسها، عاقبتها بسببه، هي ما كانت كذي، هي صارت كذي بسببه، بسببه هو و بس!

رفعت شيلتها تمسح دموعها، راضية تتعاقب هي على كل شيء سوته، تتحمل أي شيء بس يتأذى أحد من أولادها ما راح تقدر تتحمل، تكون تكذب إذا قالت أنها ما فكرت في أساور، ما بكت عليها، سكرت نفسها في الغرفة لتبكي لحالها، تبكي لما ما يكون أحد حوالينها، ما يكون أحد ليسمعها، هي ما تريدهم يتأذوا، ما يتأذوا أبداً!

رفعت عيونها لها و هي تشوفها تحط رأسها على كتف أبوها و تغمض عيونها، تشوف دموعها تنزل على خدودها وحدة وراء الثانية، أول مرة تشوفها تبكي كذي، طلعت منها شهقة كانت تحاول تكتمها، ما قدرت لأنها ما قدرت تشوفها كذي، لو إيش ما سوت فيها هي كانت تفكرها أمها، فرحت لما شافتها مبسوطة، زعلت لما شافتها زعلانة، توجعت لما شافتها موجوعة، ما تعرف إيش طينتها هي، ما تعرف كيف سمح لها قلبها تقسي عليها كذي، ما ترددت و هي تحاول تموتها، ما بكت لما شافتها تتأوه؟ نزلت عيونها عنها و هي تحس بشهقات فرح ترتفع، حاوطتها لها أكثر و غمضت عيونها، ما قدرت تحس فيها مثل ما تحس فيهم، ما قدرت لأنها ما إعتبرتها لها!

فتحت عيونها و هي تحس بيد على كتفها، رفعتهم له و هو صار يأشر على الدكتور اللي طلع و صار يمرر نظره من عليهم، قامت بسرعة و قومت فرح معاها، مشت له و هي تأخذها معاها، جت بـ تتكلم بس أبوها سبقها.

هاشم بتوتر: طمني عليه دكتور، كيفـ.ـه.. كيفه ألحين؟

عدل وقفته: أنت تكون..

قاطعه بسرعة و بنفس حالته: والده!

حرك رأسه بالإيجاب و تكلم: الصدمة كانت قوية، عنده كسور في كل جسمه، كسر في فكه، كسر في رقبته، كسر في يده، كسر في رجلـ..، سمع شهقة منها فسكت و إلتفت لها، أخذ نفس، نزل عيونه عنها ليرفعهم مرة ثانية لـ هاشم: بسبب النزيف الضغط عنده نازل كثير، لين ألحين نحن ما نقدر نقول لكم شيء أكيد، بيكون تحت المراقبة لـ 32 ساعة القادمة، ادعوا أنها تمر على خير! قالها و بعدها لف عنهم ليدخل مرة ثانية بممر غرف العمليات و يتسكر الباب وراه.

رفعت عيونها لسميرة و هي تسمع شهقاتها تزيد، شافتها ترجع بخطواتها لوراء لتجلس على الكرسي و تنهار، نزلت عيونها عنها و بعدها حست بـ فرح تنفلت من يدينها لتطيح على الأرض، نزلت لمستواها بسرعة و حضنتها و هي تسمعها تشهق و تلوم نفسها: أنـ.ـا المفـ.ـروض.. أكـ.ـون بمكانـ.ـه.. السيارة كـ.ـانت جـ.ـاية لـ.ـي.. لي أنـ.ـا.. أنـ.ـا.. عماد لا.. لا..

حاوطتها لها أكثر و هي تأخذ نفس لتهدي حالها لتقدر تهديها: أششش.. هدي حالك.. هدي حالك يا حبيبتي.. ما في شيء أكيد.. بـ تمر على خير.. إن شاء الله.. ثقي بربك.. ثقي بربك!

وقف بمكانه يشوف عليها بدون أي كلمة، تحاول تهديها و هي بنفسها تحتاج لأحد يهديها، يشوف يدينها ترتجف و هي تحاوطها، يشوف دموعها متعلقة برموشها، يمكن تكون تمر بأسوأ يوم في حياتها، إيش يمكن، هذا أكيد أسوأ يوم في حياتها، تنهد بقلة حيلة و هو يستغفر، رجع بخطوة لوراء يستند بالجدار و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: قوميها و جلسيها على الكراسي، ما يصير تجلسوا على الأرض كذي!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت و هي تحاول تقوم فرح معاها، قومتها و أخذتها للكراسي لتجلسها بجنب سميرة و هي تجلس بجنبها، تحاوطها من أكتافها و هي تتمتم: يا رب الطف بحالنا.. يا رب لطفك!


***************************


وقف عند باب غرفتها و هو يشوف الدكتورة تلف و تعطيه ظهرها، مرر يده على وجه و هو يأخذ نفس يهدي حاله، تقول له كان عندها شوية ضيق بس صارت أحسن ألحين، هي و الجنين الإثنين بخير، أي جنين، ليش هو ما يعرف، ليش ما خبرته، معقولة ما تعرف؟ مستحيل ما تعرف و هي داخلة في أسبوعها التاسع، هو ليش ما حس فيها؟ حركاتها، كلماتها، كلها كانت توضح له بس ما قدر يحس فيها، كيف يقدر و كل شيء حوالينه ينهار، يشوف حياته معاها يتحطم، أخذ نفس ثاني، بس ألحين إيش راح يسوي؟ كيف راح يتصرف؟ راح يقدر يخليها تروح؟ تنفلت من بين يدينه كذي؟ ما راح يقدر، ما راح يتركها، بترجع له، بترجع له لأنها كثر ما هي محتاجة له فهو محتاج لها، يريدها في حياته و ما يريد يخسرها، ما ألحين و ما أبداً، تذكرها فقطب حواجبه بقوة، و هي؟ و هي إيش راح يصير فيها؟ زفر بضيق و بعدها حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعدها عن فكره، يبعدها و لو لشوي!

رفع عيونه للباب، حط يده على المقبض و فتحه، شافها تعدل جلستها و الممرضة تطلع إبرة المغذي من يدها، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم للمرضة و هو يشوفها تتقدم له، تكلمت و هي توقف قدامه: نفسيتها أهم شيء في هالفترة..، و بإبتسامة: إذا زعلتها بـ يزعل اللي ببطنها..، و هي تمشي للباب: إهتم فيها!

إلتفت للباب و هو يشوفه يتسكر، لف يشوف عليها شاف دموعها تتعلق برموشها لتطيح على خدودها، مشى لها بسرعة، جلس على طرف السرير ليسحبها لحضنه، و هو يطبع بوسة هادية على رأسها: ليش ما خبرتيني؟

تعلقت فيه: منعتني!

بعدها عنه و هو يقطب حواجبه: من؟

حطت رأسها على صدره و هي تبكي: أمك.. تعرف و خالتك تعرف.. منعتني لتخبرك بنفسها.. أنا دفعتها.. دفعتها لأنها كانت تريد تأذيه..، و هي تحرك رأسها بالنفي: عبدالرحمن.. أنا تحملت بنفسي بس ما أقدر أتحمل و هي تأذيه.. ما راح أقدر..

غمض عيونه بقوة و هو يحس برأسه ينفجر، يصدق من و يكذب من، يحس نفسه يختنق، دنياه صار يضيق، أستغفر على هالفكرة و زفر بقلة حيلة!

تعلقت فيه أكثر و هي تبكي: عبدالرحمن لا تتركني.. أنا ما راح أقدر بدونك.. ما راح أقدر..

طبع بوسة ثانية على رأسها و حاوطها له أكثر: أشش، لا تبكي يا حياتي، ماني بـ متخلي عنك ألحين، ما راح أتركك لو إيش ما يصير ألحين..، بعدها عنه ليمسح دموعها: يللا يا حبي، خلينا نطلع!

حركت رأسها بالإيجاب و هو قام ليساعدها.



بعد نص ساعة...

إلتفتت له و هي تحس بدموعها ترجع: ليش؟

فك حزامه و إلتفت لها، فك حزامها، مسك يدينها و قربها له: عطيني يومين و برجع لك، لا تخافي..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: ماني بـ مطول عليك.. بس يومين لأقدر أفهم كل شيء و أحلها.. ما راح أتركك أوعدك!

أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها رفعت عيونها لفلة أبوها، أخذت نفس ثاني و مسحت دموعها: لا تتأخر علي!

إبتسم لها و باس عيونها بهدوء: ما راح أتأخر عليك..، و هو يبتسم لها أكثر: ما راح أتأخر عليك و عليه!

نزلت عيونها و هو كمل: بجيب لك أدويتك بعدين.. لا تهملي حالك.. بتصل فيك طول الوقت و أخلي رنا تراقبك.. إن تأخرتي بخليها تغصبك على أدويتك..، شافها تبتسم بخفة فتنفس براحة: برجعك بسرعة.. صدقيني.. بس أفهم كل شيء و أرجعك لي!

حركت رأسها بالإيجاب و هو لف ينزل، مشى لجهتها، فتح لها الباب و مسك يدها، نزلت و صارت تمشي معاه لباب الشارع.



بعد 45 دقيقة...

وقف سيارته في كراج الفلة، نزل و صار يمشي للداخل، دفع باب الصالة للداخل و دخل، شافها جالسة لحالها، مشى لها و تكلم بهدوء: السلام عليكم!

قامت بسرعة تمشي له: و عليكم السلام..، و تكمل بسرعة: كيفها.. كيفها نمارق؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يمسك يدها و يجلسها: الحمد لله..، و هو يجلس بجنبها: خالتي نمارق حامل!

حركت رأسها بالإيجاب: أعرف يا ولدي.. خبرتني أول ما عرفت بنفسها!

إلتفت لممر غرفتها و من ثم إلتفت لها: هي تعرف؟

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية: تعرف!

حرك رأسه بالإيجاب و قام: روحي خالتي، روحي لبيتك تأخر الوقت، بروح أشوفها و بعدها بركب لغرفتي أريح، بكرة الصبح بجي لعندك..، و هو يأخذ نفس: لازم نتكلم!

قامت بإستغراب: نتكلم في إيش؟

أخذ نفس ثاني: بكرة تعرفي! قالها و بعدها لف و صار يمشي لغرفة أمه، ضلت واقفة لشوي تشوف عليه لين إختفى في الممر و ما بقى غير طيفه، أخذت نفس و بعدها لفت تطلع لبرع.

فتح باب غرفتها بهدوء، دخل بخطوة و إلتفت لها، شافها تفتح عيونها و تلتفت له، إبتسمت له فغصب إبتسامة على شفايفه و مشى لها، جلس على السرير و عيونه على رجولها، إنتبه لحاله فرفعهم لعيونها، تكلمت و هي تمسك يده: وين كنت؟

باس يدها و بهدوء غير اللي يحس فيه: أخذتها لبيت أهلها!

إبتسمت أكثر: ما راح ترجعها؟

حرك رأسه بالنفي: ما راح أرجعها!

إبتسمت له أكثر و غمضت عيونها، ضل يشوف على عيونها المغمضة لشوي و بعدها أخذ نفس و إلتفت يشوف على كرسيها، نزل عيونه و قام يطلع لبرع الغرفة، سكر الباب وراه و لف يمشي للدرج، ركب لجناحه و مشى لغرفته، دخل و مشى لكبتاته، فتحها ليشوف الدشداشة الصغيرة محطوطة على ملابسه، يتذكرها، يتذكر أنها كانت له، أخذها و سكر الكبتات، رجع بخطواته لوراء ليجلس على السرير، غمض عيونه و رجع بظهره لوراء ليتمدد، حط الدشداشة على صدره و زفر بضيق!


***************************


كسفت سجادتها، فسخت جلبابها و بعدها صارت تمشي للسرير، بعدت البطانية، عدلت مخداتها و بعدها ركبت بهدوء، فكت شعرها و حطت المشبك على الكمدينة، سحبت تلفونها من عليه و بعدها سحبت البطانية عليها و حطت رأسها على مخدتها، حطت التلفون بمقابلها، غمضت عيونها، فتحتهم و ثبتتهم عليه، طلعوا للمستشفى و تركوها لحالها بالبيت، بالها مشغول عليها و عليه، ما تعرف إيش اللي صار بالضبط، ما تعرف كيف صار كذي، توهم راجعين من السفر، ما كملوا يوم و هم هنا، زفرت و هي تمرر يدها على وجهها بخوف، قالوا يطمنوها عليهم بس لين ألحين محد إتصل، غمضت عيونها و زفرت مرة ثانية، طرأ على بالها فقطبت حواجبها بضيق، فتحت عيونها و هي تفكر فيه، هي تشوف علاقتهم ببعض منتهية، ما تحس أنها بتقدر معاه، ما بعد كل اللي صار، غلطت و ما تنكر هالشيء، تعرف أنه لحاله ما وصلهم لهنا بس لأنهم وصلوا هنا فما تحس أنها بتقدر تمحي كل شيء و ترجع لتبدأ مرة ثانية، ما تقدر مرة ثانية، ما معاه، حطت يدها على خدها تتحسسه و هي تتخيل شفايفه عليه، حركت رأسها بالنفي، قطبت حواجبها أكثر و هي تهمس لنفسها بضيق: عزيز!

رن تلفونها فـ إنتقزت، جلست و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و سحبت التلفون، إرتبكت و هي تشوف رقمه يضيء على الشاشة، بسمة حفظت رقمه عندها و هي نست تمسحه، ليش يتصل؟ إيش يريد منها؟ ضلت تشوف على الرقم بس ما ردت، تسكر و هي زفرت براحة بس قطبت حواجبها و هي تشوفه يرن مرة ثانية، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها ردت و تكلمت بسرعة: عزيز قلت لك من قبل قراري ما راح يتغير و أنا لين ألحين على كلامي، الله يخليك لا تتصـ..

قاطعها بهمس: مشتاق لك حنين!

إنربط لسانها و إضطربت دقات قلبها، رمشت عيونها بإرتباك و ضلت ساكتة

تكلم بنفس الهمس: ما أعرف إيش أقول لك لأغير رأيك فيني، ما عاد عندي كلام بس إشتقت لك، مشتاق لك!

طاحت دمعتها على خدها فمستحها بإستغراب، ما تعرف ليش إمتلت عيونها بالدموع، ما تعرف ليش صارت تطيح و تحرق خدودها، أخذت نفس تتشجع و تكلمت: عزيز أنت.. أنت تشتاق لـ إيش قول لي..، و دموعها تنزل: تشتاق لسوالفنا مع بعض؟.. تشتاق لضحكاتنا؟..، شددت من مسكتها على التلفون: أنت تشتاق لـ إيش؟.. تشتاق لتهديداتك بأنك تذبحني؟.. تشتاق لتجرني و تغصبني..، و هي تمسح دموعها: أنت تشتاق لـ إيش بالضبط، ها؟ قول لي؟

ضل ساكت لشوي و بعدها تكلم بهدوء: أعرف ما كانت بيننا أي ضحكات.. ما كانت تجمعنا أي سوالف بس..

حركت رأسها بالنفي و قاطعته: عـ.ـزيز..

قاطعها بدوره: حنين، تعالي عند الشباك، أترجاك.. تعالي!

رفعت عيونها للشباك و ضلت تشوف عليه لشوي، قامت بتردد و مشت له، بعدت الستارة لتشوفه واقف بجنب سيارته، يمرر عيونه على شبابيك الفلة، يمررهم لحتى يوصل لها و تستقر عيونه عليها!

رفع رأسه لها و إستند بسيارته، أخذ نفس و زفر بتعب: حنين أنا إشتقت لوجودك حواليني.. إشتقت أسرق اللحظات لأتأملك و أنتي ما حاسة فيني!

نزلت عيونها عنه و بكت، ما تعرف إيش تسوي غير أنها تبكي، ما تعرف إذا تصدقه و لا لأ، مانها قادرة تحس بـ ولا كلمة يقولها، مانها قادرة تحس بصدقه!

قطب حواجبه و هو يشوفها تنزل رأسها و يسمع بكيها من التلفون، عدل وقفته: حنين لا تبكي، تعالي تحت، إنزلي لي، خلينا نتكلم بالسيارة.. أوعدك ما بأخذك لأي مكان.. بس أكلمك.. إنزلي!

حركت رأسها بالنفي و رفعته له: ما أقدر..

قاطعها بسرعة: والله، أحلف لك.. ما نتحرك من هنا بس نتكلم.. تعالي!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: ما أقدر عزيز.. ما أقدر أطلع كذي.. محد بالبيت!

قطب حواجبه أكثر: أنتي لحالك؟

حركت رأسها بالإيجاب، تذكرت فصارت تبكي أكثر: هم.. هم راحوا للمستشفى.. عمـ.ـاد.. عماد صار له حادث!

فتح عيونه بعدم تصديق: إيش؟..، رفع عيونه للشباك و من ثم نزلهم: كيف.. أقصد متى؟ هو أصلاً متى رجع من بريطانيا؟ متى صار كل هذا؟ حنين..، و بتوتر: أنتي تقصدي عماد.. عمادنا صح؟

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تبكي أكثر: ما أعرف كيف يكـ.ـون.. هم قالـ.ـوا أنهم يتصلوا و يطمنوني.. محد إتصـ.ـل.. مـ.ـا إتصلوا!

مرر يده على وجهه بتوتر و من ثم رفع رأسه لها، أخذ نفس يهدي حاله و من ثم تكلم ليهديها: خلاص هدي حالك، ألحين بتصل في عبدالله و أشوف إذا عنده خبر..، و هو ينزل عيونه عنها: بسكر بس برجع بتصل فيك! سكر منها و رجع يستند بسيارته مرة ثانية، رفع عيونه لها ليشوفها تختفي وراء الستارة اللي تسكر، نزل عيونه و إتصل في عبدالله بسرعة، أول رنتين و جا له رد: ألو عبود...، سمعت عن عماد؟...، رجع، رجع ما أعرف متى...، لا، حنين خبرتني...، تقول صار له حادث و هو بالمستشفى...، آها...، تأكد و طمني عليه...، أنتظر! سكر منه و رجع إتصل فيها، هالمرة ردت بسرعة، تكلم و هو يرفع عيونه للشباك ليشوف الستارة مسكرة: حنين، إفتحي لي الباب، بضل عندك لين ما يرجعوا..

قاطعته بسرعة: عزيز ما في داعـ.ـي.. روح ما أريدك هنا.. روح الله يخليك.. روح!

قطب حواجبه بس رد بهدوء: ماني رايح لمكان لين ما يرجعوا، بضل هنا، إذا ما دخلت عندك بجلس بالسيارة بس ماني تاركك لحالك!

مسحت دموعها، قامت من على الأرض و بعدت الستارة لتشوفه معلق عيونه عليها، نزلت عيونها و رجعت سكرت الستارة: سوي اللي تريده بس ما راح أفتح الباب!

حرك رأسه بالإيجاب و فتح باب سيارته، ركب و سكره بهدوء غير اللي يحس فيه: إذا إحتجتي لشيء بكون بسيارتي! قالها و بعدها سكر التلفون، رجع بظهره لوراء يسنده بالمرتبة، زفر بقلة حيلة و رفع عيونه للشباك.

لفت تمشي لسريرها لما شافته يركب سيارته و يسكر الباب، حطت التلفون على الكمدينة و إنسدحت على السرير، غمضت عيونها بس فتحتهم و هي تتنهد بقلة حيلة، تقلبت و ثبتت عيونها على الشباك!



.

.

.

.

.




***************************


رفعت عيونها لباب غرفتها و هي تسمعه ينفتح، عدلت جلستها و هي تشوفها تطلع و تسكر الباب وراها، لفت لها، تنهدت بقلة حيلة و صارت تمشي لها، جلست على الكنبة بجنبها، رجعت رأسها لوراء و تنهدت مرة ثانية، رفعت عيونها لباب الغرفة و من ثم إلتفتت لها و تكلمت: هدت؟

غمضت عيونها و زفرت بضيق، يمكن تكون شهقاتها هدت بس تعرف أنه قلبها مانه راضي يهدأ، يمكن تكون سكتت و مسحت دموعها بس البكي اللي بداخلها ما راح يهدأ، هي ما راح تقدر تهدأ، ما بهالسرعة!

حطت يدها على كتفها و هي تعيد سؤالها: هدت؟

فتحت عيونها و هي تزفر مرة ثانية: ما أعرف..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ماني متأكدة، مانها راضية تنطق لي بحرف..، و هي تعدل جلستها: كل اللي قالته راح و تركها، راح يمتلك على غيرها!

قطبت حواجبها و لفت تشوف على باب غرفتها، كانت تتمنى، تمنت كثير أنها تطلع غلطانة، تغلط بكل اللي قالته فيهم بس صار مثل ما توقعت، يقول أنه يحبها بس مانه قادر يثق فيها، مانها قادرة تفهمه، لو هي غلطت فـ هو بعد غلط، هي تركت الكل عشانه لأنها حاطة كل ثقتها فيه و هو لأنها تركت الكل عشانه إنعدمت ثقته فيها، حركت رأسها بقلة حيلة و نزلته، لوين يوصلوا ألحين؟ لوين بـ يأخذهم هالزواج؟ كيف بـ يستمروا مع بعض؟ رفعت رأسها و هي تشوف سجى تقوم و تركض لباب الصالة بسرعة، إستغربت بالأول بس لما سمعت صوت السيارة قامت و صارت تمشي للباب بدورها، وقفت بجنبها على الدرج و هي تشوفه يوقف سيارته المزينة في الكراج، قطبت حواجبها بقوة و هي تحس بقهر غير طبيعي، كرهته في هـ اللحظة، كيف قدر يسويها؟ كيف تجرأ؟ نزلت الدرج بسرعة و هي تشوفه يفتح باب سيارته و ينزل، فتحت فمها لتصرخ عليه بس بلعت صرختها و هي تشوفه في هالحالة: شهـ.ـا..

: شـهـاآآآآب!!!

قاطعتها صرخة سجى اللي ركضت له و هي تشوفه ينزل من سيارته ليطيح على الأرض، شهقت بقوة و هي تستوعب اللي صار، ركضت له بسرعة و نزلت لمستواه، مررت نظرها عليه و هي تشوف سجى تحاول ترفعه لتسند ظهره على صدرها، رمشت عيونها بخوف و رفعتهم للسيارة، حطت يدها على فمها و هي توها تنتبه للشباك المكسور، تجمعت الدموع في عيونها و نزلتهم له، دشداشته مدمية و متقطعة، مجروح و كل جرح فيه ينزف، رفعت يدها لخده المدمي تمسح عليه: شهـ.ـاب..، و دموعها تنزل بخوف: إيش صاير لك؟ كيف صار كـ.ـذي؟

سجى و بنفس حالة أختها: شهاب..، و هي تمسح على رأسه بخوف: إيش فيك.. إفتح عيونك.. إيش صاير لك.. من سوى فيك كذي.. شهاب..

يسمع أصواتهم و يحس بـ يدينهم عليه بس مانه قادر يفتح عيونه و لا أنه قادر ينطق بحرف، ما يعرف كيف قدر يركب السيارة و يسوقها لـ هنا بس وصل لهم، طاح لأنه مانه قادر يوقف على رجوله، مانه قادر يحمل ثقله، فقد كل طاقته و صار يفقد حواسه تدريجياً!

رفعت عيونها لسارة و صرخت بخوف: روحـي نـادي أسـاور.. روحـي نـاديـهـا بـسـرعـة.. خـلـيـنـا نـأخـذه لـلـمـسـتـشفـى.. بـسـرعـة!!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت تركض للداخل، ركضت لغرفتها و فتحت الباب: أسـاآآآور!

كانت حاطة رأسها على مخدته، دموعها تتدحرج من طرف عينها بهدوء، تحرقها بهدوء، تعرف أنه خبرها تطلع من الغرفة عشانها بس ما قدرت، ما تقدر، لين ألحين مانها قادرة تصدق أنه بـ يسويها فيها، بعد كل اللي سوته له يجي يرد لها كذي، هي ضحت بكل شيء، أهلها، دراستها، مستقبلها، كله بس عشانه، كانت تفكر أنه هو يكون أهلها و راح تعيش مستقبلها معاه، كانت تفكر أنه هو بـ يحميها، يحبها و يضل معاها للأبد، تعرف أنه للأبد له نهاية بس ما كانت تعرف أنه نهايته كذي بسرعة، غمضت عيونها بقوة و هي تشدد من قبضتها على جلبابها، تشدد أكثر و أكثر و هي تحس بقلبها يعتصر، هي بـ إيش غلطت؟ غلطت لأنها وثقت فيه؟ غلطت لأنها حطت حياتها بين يدينه و صدقته؟ غلطت لأنها حبته؟ طلعت منها شهقة مكتومة و تلتها شهقة ثانية و ثالثة، رجعت تشهق، تشهق و هي تحس بروحها يطلع مع كل شهقاتها، بتموت، بتموت خلاص، غمضت عيونها بقوة بس فتحتهم و هي تسمع صرختها!

ركضت لها بسرعة، مسكتها من يدينها، سحبتها لتجلسها: أساور قومي.. قومي بسرعة..، و دموعها تنزل: شهاب.. شهـ.ـاب ما أعرف إيش فيه.. يموت.. يمووت!

إنكتمت شهقاتها و هي تسمع كلمتها، إرتجفت و حركت رأسها بالنفي بسرعة: أنتي إيش تقولـ.ـي؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها، سحبتها و صارت تأخذها معاها للبرع، خلتها تسحبها بس مانها قادرة تستوعب، وقفت على الدرج و هي تشوفه في حضن أخته، إنفجعت من شكله فصرخت: شهاآآآآب..، ما حست بحالها إللا و هي تركض له بسرعة، نزلت لمستواه و سحبته لها: شهاب..، و هي تمرر يدينها المرتجفة على وجهه: شهـ.ـاب..، و هي ترفع عيونها لهم: إيش فيه.. إيش صايـ.ـر..، و بصراخ: إيـش فـيـه؟!

حركوا رؤوسهم بالنفي بسرعة و بنفس حالتها: ما نعـ.ـرف.. توه راجـ.ـع و طاح..، إلتفتوا لبعض: خلينا نأخذه للمستشفى.. نأخذه بسرعة..

سجى بخوف: بس نحن ما نعـ.ـرف نسوق..

رفعت عيونها لهم و دموعها تنزل، صرخت بنفس حالتها: إتـصـلـوا فـي الإسـعـاف.. إتـصـلـوا فـي أي أحـد.. إتـصـلـوا!!

سارة حركت رأسها بالإيجاب و ركضت للداخل، طلعت بتلفونها و هي تتصل على رقم أبوها، تسمع الرنين بس ما في رد، نزلت عيونها لهم: بـ.ـابا ما يرد.. مـ.ـا يرد..

مدت يدها لها و بنفس حالتها: عـطـيـنـي بـسـرعـة!

مدت لها التلفون و هي سحبته من عندها، إسم واحد صار يتردد في مسامعها، رقم واحد صار يكرر نفسه في عيونها، ضغطت على الأرقام بيدينها المرتجفة و حطت التلفون عند أذنها، نزلت عيونها لوجهه و هي تسمع الرنين، تحس بكل خلية ترتجف بجسمها، كل نفس يضيق، دموعها صارت تنزل أكثر و قلبها يدق و كأنه بـ بوقف، بـ يوقف إذا توقف هـ الرنين بدون رد، بـ يوقف خلاص، غمضت عيونها و هي تحس بأملها يضيع بس فتحتهم و هي تسمع صوتها، قاطعتها بسرعة: شـهـاب يـمـووت!


***************************


فتح لها باب الغرفة و إلتفت لها، شافها تغمض عيونها و هي تأخذ نفس طويـــل و من ثم تزفر بقوة، مسك يدها و هي فتحت عيونها، أشر على الباب المفتوح و تكلم: إدخلي!

حركت رأسها بالإيجاب، فكت يدها من يده و دخلت، مشت للكنبة و هي تفسخ شيلتها و عبايتها، جلست على الكنبة و هي تحطهم على الطرف، رفعت ركبها و هي تزفر مرة ثانية، دخل و سكر الباب وراه، إلتفت لها و صار يمشي لها، جلس بجنبها و سحبها لحضنه، جت بـ تبعد بس حط يده على رأسها يمنعها، أخذ نفس و تكلم: أنتي بخير؟

أخذت نفس و حركت رأسها بالنفي: ما راح يصدق.. ما يصدقني.. ما يصدق و لا كلمة قلتها له!

طبع بوسة على رأسها و بعدها صار يمسح على شعرها بهدوء: المهم أنك صرتي تعرفي كل شيء كنتي تريدي تعرفيه!

غمضت عيونها و هي تأخذ نفس مرة ثانية، تعلقت فيه و صارت تتذكر اللي صار...

نزلت معاه الدرج و هي مستغربة منه، إيش صار له فجأة؟ وين بيأخذها؟ إستغربت أكثر و هي تشوفه يوقف قدام باب المجلس و يحط يده على المقبض، إلتفت لها و تكلم: خذي نفس!

قطبت حواجبها: أنت خذ نفس بالأول، إيش فيـ..

قاطعها بسرعة: عدنان ينتظرك!

رفعت عيونها لعيونه بسرعة و هي مانها قادرة تصدق اللي قاله، شافته يحرك رأسه بالإيجاب و كأنه يريد يأكد لها كلامه، فتح الباب، دخل و هو يدخلها وراه، حست بوجوده، حست فيه يوقف أول ما حطت رجلها بالمجلس بس ما قدرت ترفع عيونها له، تحس بدقات قلبها تتسارع و تحس برجفتها، كانت تنتظر هـ اللحظة، تتخيله كثير بس ما تخيلته كذي، خطواتها جمدت و لسانها إنربط، ما تعرف ليش فجأة صار الخوف يتسلل لقلبها، يمكن خايفة من اللي راح تسمعه منه، يمكن تنصدم من كلامه عنها، إيش بـ يقول لها، إيش بـ يصحح و إيش بـ ينفي، حست بيده يضغط على يدها، فأخذت نفس تتشجع، أخذت نفس ثاني و رفعت عيونها له بـ تردد، نزلتهم بسرعة بس رجعت رفعتهم له، رجال أسمراني ضعيف، ضعيف كثير و كأنه جلد على عظم، وجهه طويل و عيونه كبيرة، كبيرة بس يغطيها السواد، شعيرات بيضاء قصيرة تغطي خدوده، خدوده بتجاعيد خفيفة، قطبت حواجبها و هي تحاول تتذكره، هـ الوجه مانه غريب عليها، مانه غريب أبداً، قطبت حواجبها أكثر و هي تشوفه يقترب منها بخطوة، رجعت بخطوة لوراء بسرعة و تعلقت بيد فهد!

وقف بمكانه، نزل عيونه و من ثم رفعهم لها: أزهار..

قاطعه و هو يأخذها للكنبة و يجلسها: خلينا نجلس و نتكلم!

حرك رأسه بالإيجاب و جلس على الكنبة بمقابلها.

أخذ نفس و جلس بجنبها، جا بيتكلم بس هي تكلمت قبله، تشوفه قدامها بس ما تعرفه، بـ إيش تبدأ، من وين تبدأ، كل شيء تخربط و تعقد في رأسها، تذكرت كلام سعاد عنه فـ تجمعت الدموع في عيونها و بدت: كيف سويتها فينا؟ كيف قدرت تسويها فينا؟ أنت المفروض تحمينا ما تبيعنا كذي؟ كيف قدرت تبيعني و تبيع أمي كذي؟ كيف قدرت تتهمها كذي، كيف؟

نزل رأسه و هو يحركه بالنفي: ما أعرف كيف سويتها.. ما أعرف كيف قدرت.. كنت محتاج للفلوس و سميرة عرضتها علي..

صرخت: بـعـتـنـا عـشـان الـفـلـوس؟!

غمض عيونه و هو يزفر بضيق، فتحهم و رفعهم لها: أعرف لو إيش ما قلت ما راح أقدر أبرر اللي سويته بس ندمت و ربي يشهد إيش كثر أنا ندمان، ماني قادر أنام، ماني قادر آكل..، و هو يشد دشداشته من صدره بخفة: ماني قادر أتنفس، أنا..، و هو ينزل عيونه عنها و من ثم يرفعهم لها: أنا ضاعت حياتي خلاص، زوجتي و بناتي كلهم راحوا..، و هو يزفر مرة ثانية: شفتهم يحترقوا قدامي و أنا ما قدرت أسوي لهم أي شيء، أقول ربي عاقبني فيهم، عاقبني لكل شيء سويته فيك..

رفعت عيونها له و هو كمل: أنا خلاص ما عاد عندي شيء أخسره، سميرة ما عاد عندها شيء تمسكه ضدي، ما أعرف إيش أسوي بس أريد أريح ضميري و لو شوي، أريد أحس بالضيق يخف، يخف و لو شوي..

مسحت دموعها بيد مرتجفة و تكلمت: إيـ.ـش.. إيش سويتوا فيني؟ ليش أبـ.ـوي يفكرني كذي؟

حرك رأسه بالإيجاب و كمل: سميرة كانت مستعدة تدفع لي كل اللي أريده.. و أنا كنت أريد أكثر و أكثر.. كانت تريد تبعد هاشم عنكم بأي طريقة.. طلبت مني أتخلص من زكية بس ما قدرت.. كنت أريد أبعدها عن هاشم بس ما أريدها تتأذى..

قاطعته بصراخ: أنـت إتـهـمـتـهـا فـي شـرفـهـا و مـا تـريـدهـا تـتـأذى؟

نزل رأسه: ما كانت عندي غير هالطريقة..

قطبت حواجبها بقوة، معقولة في ناس تنزل لـ كذي؟ تنزل بس عشان الفلوس؟! رفعت عيونها له و هي تسمعه يكمل: أنا كنت أشتغل عند هاشم في وقتها، كان حاط ثقته فيني، صدق كل كلمة قلتها له.. طلق زكية بدون ما يسمعها.. طردها من البيت و حرمها منك.. أخذك لسميرة و إعترف فيك قدامها.. ما كان يعرف أنها تعرف من قبل.. ما كان يعرف أنها هي وراء كل شيء.. هي خبت و كتمت لتطلع حقدها عليك.. أبوك تركك عندها لينشغل بشركاته و سفراته.. ما كان عنده خبر باللي يصير معاك و أنتي سكتتي لأنك كنتي خايفة منها.. قبل 8 سنوات..، رفع عيونه لها: قبل 8 سنوات إتصلت فيني لتخبرني أنها ما عادت تتحملك.. كانت تريدني أتخلص منك..

زادت من مسكتها على يد فهد و قاطعته: سويت فيني مثل ما سويت فيها؟

سكت ليأخذ نفس و بعدها كمل: رفضت بس هددتني أنها بـ تكشفني له.. كانت عندي عائلتي فخفت عليهم منها..، نزل عيونه عنها: هي باعتك لأولاد الحرام قبل الحادث بكم يوم.. هي كانت مخططة لكل شيء.. خدرتك و دخلت واحد منهم عليك ليأخذك معاه بس هاشم وصل في وقتها.. هو هرب و هي رمت كل شيء عليك و طلعت بريئة.. أقنعته بأنه زكية كانت كذي و أنتي كذي.. ما قدر يتحمل فطلع كل حرته فيك.. كان يجي عندي مقهور منك و يشتكي.. و أنا ما قدرت أعترف له فسكتت.. بيوم الحادث نادتني عندها.. كانت تريد تتخلص منك و تموتك بنفسها..، رفع عيونه لها: الوسوم اللي على ظهرك هي اللي عملتهم.. عملتهم قدامي..، حرك رأسه بالنفي: ما قدرت أتحمل فما كان عندي إللا أخليك تهربي من عندها.. تهربي لأي مكان بس تبعدي.. قدرتي تهربي بس بسبب الحادث رجعتي لها.. رجعتي بس ناسية كل شيء.. كنت راح أعترف لأبوك و أخبره بكل اللي صار بس هددتني مرة ثانية.. إتفقت معاي بأنها تتركك بحالك بس أنا أسكت و أختفي من حوالينها.. و هذا اللي سويته بس رجعت ألحين لأنه خلاص ما عاد فيني أخبي.. ما فيني!

رجعت من سرحانها و حطت يد على فمها بسرعة تكتم شهقتها، بكت كثير اليوم، ما فيها تبكي أكثر، تعبت كثير اليوم، ما فيها تتعب نفسها أكثر من كذي، غمضت عيونها و هي تحس بشفايفه على خدها، فتحتهم و هي تتذكر كفوفه، بعدت عنه و غطت وجهها، أخذت نفس لتهدي حالها و من ثم أخذت نفس ثاني!

ضل يشوف عليها لشوي و بعدها إقترب منها، مسك يدينها و بعدهم عن وجهها، رفع رأسها له و تكلم بهدوء: قومي، خلينا ننام، ترتاحي شوي!

حركت رأسها بالإيجاب و جت بتقوم بس تذكرته فجلست مرة ثانية: عماد..

قاطعها و هو يحرك رأسه بالإيجاب ليطمنها: بنروح لهم بكرة الصبح مرة ثانية، بس ألحين..، و هو يقوم و يقومها: لازم ترتاحي!

حركت رأسها بالإيجاب و بعدها إلتفتت للكمدينة بسرعة و هي تسمع تلفونها يرن، إلتفتت له و من ثم إلتفتت للكمدينة مرة ثانية: يمكن هم..، فكت يدينها منه بسرعة و ركضت للتلفون، سحبته و ردت بسرعة: ألـ...، قاطعتها صرختها ففتحت عيونها: أساور؟!...، رفعت عيونها لفهد و هي تشوفه يقطب حواجبه بإستغراب، نزلتهم و هي مانها قادرة تفهم عليها: أنتي إيش تقولي...، هدي حالك...، لحظة...، من؟!...، حطت يدها على رأسها: أنا؟!...، إنزين خلاص، خلاص بجي...، هدي حالك...، و هي تركض لعبايتها و تحطه على كتفها: بتصل فيك لما أكون في الطريق...، ما أعرف العنوان...، مشت لفهد، مسكت يده و صارت تسحبه وراها بسرعة: جايين بس هدي حالك!



بعد ساعتين...

وقفت بجنبه بطرف و هي تشوفها تجلس على الكرسي برجفتها و دموعها متعلقة في عيونها، مررت نظرها للبنتين اللي جلسوا بجنبها و هم بنفس حالتها، نزلت عيونها عنهم و بعدها رفعتهم لـ اللي واقف بجنبها، شافته مقطب حواجبه و مثبت عيونه عليهم، نزلت عيونها للأرض و هي تتنهد بتعب، ما تعرف ليش راحت لعندها، ما تعرف ليش خافت كذي، كانت تقدر ترد لها كل اللي سوته فيها في هذيك اللحظة، كانت تقدر ترفض، تحسسها باللي هي حست فيه بس ما قدرت، هي مانها كذي، ما تقدر تكون كذي، خافت عليها، خافت كثير، ما تقدر تشوف دموعها، ما تقدر تشوفها تتألم، هي تتألم معاها، بـ تبكي معاها، أخذت نفس و رفعت عيونها له، شافته ينزل عيونه للأرض و حواجبه لين ألحين مقطبة، نزلت عيونها للأرض و هي تقطب حواجبها بدورها، ما تعرف إيش يكون يفكر، بـ إيش يكون يحس، يا ترى كان يحلم فيها؟ يحلم في حياته معاها؟ يتخيل يدينه بيدينها؟ يتخيل أيامه معاها؟ ما تعرف بس تعرف أنها صعبة عليه، البنت اللي كان بـ يرتبط فيها، كان مستعد يشارك حياته معاها، اللي كانت بـ تصير له، جالسة قدامه تبكي على اللي سرقها منه، تبكي على حبيبها!

حست بحركته فرفعت عيونها له، شافته يعدل وقفته و يرفع عيونه للدكتور و الممرضات اللي طلعوا من غرفته، رفعت عيونها لها لتشوفها تركض لهم بسرعة، إلتفتت له مرة ثانية و بعدها لفت عنه، أخذت نفس و تقدمت لهم بهدوء غير اللي تحس فيه، حطت يدها على كتفها و هي تسمعه الدكتور يقول: هو فقد دم كثير بس الحمد لله قدرنا نعوضه، عنده كسور بسيطة و بـ يتحسن مع الأيام، حالته مستقرة ألحين بس الكدمات اللي عليه تبين أنه مضروب..، و هو يمرر نظره من عليهم: أنتو تعرفوا من سوى فيه كذي؟

حركوا رؤوسهم بالنفي بسرعة

حرك رأسه بالإيجاب بتفهم و كمل: لين ألحين مانه صاحي بس إن شاء الله بـ يصحى في الساعات الجاية، راح ننقله لغرفته و أفضل لراحته أنكم ما تدخلوا عنده ألحين، أول ما يصحى بـ نخبركم!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و هو لف عنهم و راح

حست بمسكتها تزيد على كتفها و كأنها تريد تطمنها، نزلوا دموعها و ما قدرت تستحمل، لفت لها بسرعة، حضنتها و صارت تشهق!

رفعت عيونها له، شافته ينزل عيونه عنها و بعدها يلف، يمشي خطوتين، يوقف و يتكلم: بكون بالسيارة!

ما ردت عليه و هي تحس بـ أساور تتعلق فيها أكثر، أخذت نفس و رفعت يدها تمسح على ظهرها بهدوء.



بعد 35 دقيقة...

فتحت باب الغرفة، دخلت و هو دخل وراها، سكر الباب و إلتفت لها، شافها تفسخ عبايتها و شيلتها و ترميهم على الكنبة، تمشي لكبتاتها، تأخذ فوطتها و بجامتها و بعدها تلف و تمشي للحمام بدون أي كلمة، تسكر الباب فـ نزل عيونه و صار يمشي للسرير، جلس ينتظرها، إنفتح الباب بعد فترة فرفع عيونه لها، شافها تمشي للكبتات، تفتحها و هي تأخذ بطانيتها و مخدتها منها، قطب حواجبه بقوة و هو يشوفها تمشي لكنبتها، تحط مخدتها و بعدها تتمدد و تسحب بطانيتها عليها، قام بإستغراب: أزهار..

قاطعته بهدوء: تعبانة فهد، أريد أنام!

قطب حواجبه أكثر و مشى لها، جلس على الطاولة يشوف على عيونها المغمضة، حط يده على رأسها: أزهـ..، سكت لأنها بعدت يده عن رأسها و لفت تعطيه ظهرها.

تكلمت و هي تدفن رأسها في ظهر الكنبة: أريد أنام!

تضايق من حركتها بس ما علق، قام و صار يمشي للكبتات، فتحها و لف يشوف عليها، يمكن لأنها مرت بيوم طويل، يوم تعبها نفسياً، جسدياً و عقلياً، تريد تبعد، تبعد عنه، تبعد عن كل شيء و لو ليلة، نزل عيونه عنها و يزفر بقلة حيلة، بكرة تصحى و تكون أحسن، بكرة تتحسن، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ فوطته من الكبتات، سكرها و بعدها لف يمشي للحمام!


***************************


الصبح – ساعة 9:00...

سكرت الحنفية و زفرت بقوة، زفرت مرة ثانية و صارت تمشي لفوطتها، مر عليها أكثر من ساعة و هي واقفة تحت الماي تحاول تهدي حالها، ما قدرت تنام الليل لأنه فكرها ضل يروح له و لها، ما قدرت تنام الليل لأنها ضلت تحارب دموعها، ما بكت بس قلبها ضل يحرقها، يحرقها لين ألحين، فكرت أنه الماي بـ يهديها بس ما فادها، ما فادها أبداً، أخذت فوطتها تنشف نفسها، هي تعرف أنها قاسية عليه بس بنفس الوقت هي تقسي على نفسها، تعلقت فيه بسرعة، حبته بسرعة، صعبة تتركه كذي، تحرم نفسها منه كذي بس هي ما تقدر تعيش معاه كذي، هي ما تريد تكون له غير ناهد بس إذا ضلت معاه بـ تضطر تتنازل عن نفسها، ما راح تقدر، ما تقدر تعيش في الخوف كذي، إيش لو بكرة حملت مرة ثانية، إيش في وقتها؟ بـ يجبرها تسقط الطفل و إذا رفضت بـ يسوي فيها مثل هالمرة؟

رجعوا دموعها فرفعت يدينها لوجهها تغطيه، أخذت نفس لتهدي حالها و من ثم أخذت نفس ثاني، نزلت يدينها و بعدها سحبت ملابسها و لبستها، طلعت من الحمام لتشوفها جالسة على السرير تنتظرها، غصبت إبتسامة على شفايفها و مشت لها، لمت شعرها المبلل و حطتهم على كتفها، إنحنت و باستها على رأسها: صباح الخير!

تنهدت، مسكت يدها و جلستها بجنبها: يا بنتي كلميني، لا تضلك على إبتسامتك هذي، قولي لي اللي في قلبك؟

إبتسمت لها أكثر، مسكت يدينها و حاوطتهم بيدينها: ماما، لا تخافي علي، خلاص ما عاد في قلبي كلام، قلت لك كل اللي لازم تعرفيه، أنا و عادل..، و هي تحرك أكتافها بخفة: لهنا و بس!

فكت يدها منها و صارت تمسح على خدها بهدوء: بس رحت له يا بنتي، يحبك يا يمة!

نزلت رأسها و حركته بالإيجاب: يمكن يحبني بس يحبها أكثر، ماما!

إقتربت منها و رفعت رأسها لها: بس يا حبيبتي هي مانها موجودة في حياته، أنتي هنا!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية: و هذا اللي يحرقني أكثر.. أنا موجودة هنا و قدامه بس ما يشوفني.. لما يشوفني يشوف نجوى فيني..، نزلت رأسها ليدينها: ما إقترب مني.. ما لمسني إللا مرة..، زفرت أنفاسها و هي تحاول تمسك دموعها: مرة لما حس بريحتها فيني.. مرة لما فكرني هي..، رفعت عيونها لها: ماما، أنا ما أقدر على كذي.. ما راح أقدر..، لفت وجهها عنها لتمسح دمعتها و من ثم غصبت إبتسامة ثانية على شفايفها و إلتفتت لها: خلاص ماما، خلينا ما نتكلم فيه..، و هي تقوم: يللا، خاطري اليوم أعدل لكم فطور من يديني..، و هي تمسك يدينها لتقومها: يللا!

مسكت يدينها و وقفتها: يا بنتي إذا ما تكلمتي فيه بـ تنسيه؟

حركت أكتافها بخفة و ما ردت عليها، فكت يدينها من يدينها بهدوء و لفت تطلع من الغرفة، مشت للمطبخ و دخلت، لا إرادياً رفعت عيونها للشباك اللي يطل على الفلة، نزلت عيونها بسرعة بس رجعت رفعتهم، تقدمت للشباك بخطوات هادية بعكس اللي تحس فيه، حطت يدينها عليه و من ثم حطت جبينها، غمضت عيونها و هي تفكر فيها، مر عليها ليلة بدونها، قدرت تنام؟ بكت؟ تذكرتها؟ فتحت عيونها، تعشقها، تعشق كل شيء في هـ الصغيرة، تعرف ما لها أي ذنب بس هي خلاص ما تقدر، يمكن هي صارت أنانية، قالت أنها بتصبر عليه، قالت أنها بـ تحاول و بتتحمل، ما كانت تعرف أنه بـ يتصعب كذي، ما كانت تعرف أنها بـ تتعب كذي، هي صارت أنانية لأنها صارت تريده لها، هي و بس، ما راح تقدر تنافس ذكراها و لا أنها تقدر ترضى تشاركه معاها و هو ما راح يقدر يفهم هالشيء، ما راح يقدر يفهمها، غمضت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، فتحتهم و هي تتذكر، بـ ترجع كل شيء له، بـ ترجع له نجواه، أخذت نفس ثاني و بعدت عن شباك، لفت و طلعت من المطبخ، شافتهم في الصالة فتكلمت: إلحقوني!

إلتفتوا لبعض بإستغراب بس لما شافوها تمشي قاموا بسرعة و لحقوها.

فتحت باب الستور و أخذت خطوتين للداخل، مررت عيونها على الكراتين و بعدها إلتفتت لهم: خذوها لفلة خالتي مريم، رجعوها لـ..، و هي تأخذ نفس: لعادل! مررت نظرها عليهم و هي تشوفهم يشوفوا عليها بإستغراب، قطبت حواجبها و بنبرة حادة: ألـحـيـن!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب بسرعة و مشوا للكراتين.



بعد شوي – الفلة المجاورة...

جلس على الكنبة يسمع صياح وسن من برع الجناح و صوت أمه و ماري اللي يحاولوا يهدوها، رفع عيونه لباب الجناح و من ثم نزلهم للكراتين اللي قدامه، مرر عيونه عليهم و هو يرمشهم بهدوء غير اللي يحس فيه، مد يده لأقرب كرتون، سحبه له و فتحه، يشوف ملابسها فيه، سحب أول قطعة جت في يده و رجع لوراء يسند ظهره بالكنبة، رفع الشال يستنشق ريحتها فيه، نزل الشال لحضنه، رجع رأسه لوراء و غمض عيونه، إيش فيها؟ ليش تسويها فيه؟ مانه قادر يفهمها، مانه قادر يفهم أي شيء، هي جت و بعدته عنها بكل طريقة ممكنه، جت و حرمته منها و من كل شيء يتعلق فيها، لما تأقلم، لما حاول ينسى و يتناسى، لما علق قلبه على غيرها، لما علق قلبه عليها هي، رجعتها لحياته بس لتحرمه من نفسها، فتح عيونه، حط الشال على كتفه و قام، مشى للغرفة، فتح الباب و دخل، مشى للكبتات و فتحها، سحب جلبابها منها و رجع بخطواته ليجلس على السرير، نزل الشال من على كتفه و صار يمرر نظره ما بين جلبابها و شالها، شدد من مسكته على الإثنين و هو يزفر أنفاسه بقوة، يزفر و هو يحس بعيونه تمتلي بالدموع و تحرقه، غمض عيونه يمنع دموعه من النزول، فتحهم و هو يحس فيها تطيح و تتدحرج على خده، حرك رأسه بتعب هو يتمتم لحاله: تجننوني.. والله أنكم بتجننوني!


***************************


وقفت قدام المراية تمشط شعرها، ربطتهم ذيل حصان نازل و بعدها فتحت علب إكسسواراتها، أخذت منها سلسلة ذهب ناعمة و لبستها، سكرت العلبة و رفعت عيونها لباب غرفتها المسكر، طلع من شوي و سكر الباب وراه، يمكن يكون نزل للصالة، نزلت عيونها عن الباب و من ثم لفت تطلع من الغرفة، نزلت الدرج للصالة بس لقته فاضي، إستغربت فمشت للمطبخ بس مانه موجود، قطبت حواجبها و رفعت عيونها لباب الصالة، مشت و طلعت للحديقة، وقفت على الدرج تمرر عيونها حوالين المكان بس مانه موجود، قطبت حواجبها أكثر و دخلت، ركبت الدرج مرة ثانية و جت بـ تمشي للغرفة بس شافته يطلع من ممر غرفهم، وقفت و هي تشوفه ينزل عيونه عنها و من ثم يرفعهم، تقدمت له بخطواته هادية و تكلمت: كنت أدور عليك!

إبتسم لها بهدوء: ضيعتيني؟

إبتسمت و مسكت يده: فكرت أني ضيعتك!

حاوطها من أكتافها و بحزن مكتوم: الفلة صارت كبيرة بدرجة أننا نضيع فيها!

إختفت إبتسامتها و تنهدت، نزلت يده من على أكتافها و بعدها مسكت يدينه الثنتين و أخذته لأقرب كنبة، جلسته و جلست على الطاولة قدامه: فيصل!

نزل عيونه ليدينهم و من ثم رفعهم لها بإستغراب: بسمة!

أخذت نفس: خليني أكلمـ..، ما كملت لأنها حست بيدينه تنسحب من يدينها، رفعت عيونها له و هي تشوفه يقطب حواجبه و ينزل رأسه، قطبت حواجبها بدورها: فيصل، الله يخليك..، و هي تحط يد تحت ذقنه و ترفع رأسه لها: خليني أحاول، يمكن يسمع مني!

تنهد، مسك يدها و باس كفها بهدوء: حبيبتي، أنتي ليش مانك راضية تفهمي، هو مانه راضي يسمع مني، هو ما يحس نفسه غلطان، أخاف تروحي له و يقول لك شيء أو يسوي لك..

قاطعته بسرعة: لا تخاف، ما راح أخليه!

إبتسم و طبع بوسة هادية على جبينها، حط يده على خدها و تكلم: أعرف أنك تفكري فيني، مشغول بالك علي، بس..، و هو يمسح على خدها بهدوء: لا تخافي علي، باسل يمكن بـ يصحى لحاله، بـ يحس في حاله بنفسه، كل اللي علينا ننتظر، ننتظر و بس..، و هو يطبع بوسة ثانية على جبينها و يقوم: ما راح تكلميه، خلاص، لا أنتي و لا أنا و لا أي أحد ثاني، يكفي! قالها و بعدها لف عنها و صار يمشي.

زفرت و هي تشوفه ينزل الدرج و يختفي، نزلت رأسها و هي تكلم حالها: بس أنا ماني قادرة أشوفك كذي يا فيصل، ما أريد أشوفك كذي..، رفعت عيونها للدرج و بعدها قامت و لفت تمشي للغرفة، دخلت و مشت للتسريحة، سحبت تلفونها و صارت تدور على رقم سهى، إلتفتت للباب و من ثم نزلت عيونها للتلفون و ضغطت على الإتصال، حطت التلفون عند أذنها و هي تتمتم لنفسها: لازم أحاول، أحاول بس مرة! سمعت صوتها من الطرف الثاني فتكلمت بسرعة: ألو سهى...، الحمد لله بخير...، أيوا فكرت...، بس ما راح ألتقي فيه بحالي...، أنتي تكوني معاي...، آها، اليوم...، تعالي خذيني من هنا لأني بخبر فيصل أني بطلع معاك...، آههم...، بنتظر!

سكرت منها و إلتفتت للباب، ما تعرف اللي تسويه صح و لا لأ بس عشانه راح تجرب، لازم يسمع منها، لازم يقتنع منها، ما فيه يستمر كذي، ما فيه يعذب أخوه كذي، لازم يحس بغلطته و يعتذر، يرجع له و يرجع شدن معاه، لازم يرجعوا له، تنهدت و حطت التلفون على التسريحة، لفت و طلعت تنزل له!



.

.

.

.

.

***************************


حط يدينه على أطراف المغسلة و هو ينحني بجسمه عليه، أخذ نفس و من ثم أخذ نفس ثاني و هو يحاول يرجع أنفاسه لطبيعتها، ضل بنفس حالته لشوي أكثر لين حس بأنفاسه تهدى، حط يد على صدره و هو يحس بالوجع يخف، غمض عيونه و من ثم فتحها و فتح الحنفية، بلل يدينه و بعدها صار يمسح على وجهه بهدوء، سكر الحنفية و لف يطلع من الحمام، فتح الباب ليشوفها جالسة على سجادتها و مرفعة يدينها للدعاء، مغمضة عيونها و شفايفها تتحرك بصمت، دموعها تتدحرج وحدة وراء الثانية و تبلل جلبابها، تبكي بس تبكي بهدوء، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم ليشوفها تمسح على وجهها، مشى لها و إنحنى ليطبع بوسة هادية على رأسها، نزل لمستواها و حاوطها من صدرها: حياتي، ما أنا قلت لك بدون بكي!

أخذت نفس و رجعت رأسها لوراء لتسنده بصدره، رفعت يدينها و مسكت يده، أخذت نفس ثاني، غمضت عيونها و ما تكلمت، ما بيدها، تحاول تمسك دموعها بس ما تقدر، هي بعدت عنه مرة من قبل، كانت تعرف أنه موجود، كانت تعرف أنه بخير، كانت تعرف أنه يتنفس بس هم ما قدرت تمسك حالها، ما حطت رأسها على مخدتها إللا و دموعها سبقتها، بكت حرقة لأنه بعدها عنه، بكت كل ليلة بدونه، فتحت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، لفت له، حضنته و دفنت رأسها في كتفه، ألحين هي صارت تعرف أنه يتعذب، صارت تعرف أنه أيامه قلت و أنفاسه تنعد، صارت تعرف أنها بتفقده، كيف تتماسك؟ كيف حتى تتظاهر؟ غمضت عيونها بقوة و هي تحس بيدينه تحاوطها، فتحتهم و هي تسمعه يتمتم: اللهم لا إعتراض!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها بعدت عنه لتشوفه يبتسم لها، حاوط وجهها بيدينه، طبع بوسة هادية على جبينها و هو يتمتم مرة ثانية: اللهم لا إعتراض!

مسحت دموعها و نزلت عيونها، مسكت يدينه و تكلمت: يللا قوم، تمدد شوي و إرتاح!

إبتسم مرة ثانية: لا، عاجبني الجلسة على الأرض..، و هو يحاوطها من أكتافها: تتذكري لما قلنا أنه أول ما أتحسن نروح نعتمر..، سكت و هو يشوفها ترفع عيونها له، إبتسم و كمل: خلينا نروح!

حطت يدها على خده: تقدر..

قاطعها و هو يمسك يدها: أقدر، إن شاء الله أقدر!

أخذت نفس و حركت رأسها بالإيجاب: عيل نروح!

إبتسم لها أكثر: بكلم عبدالله و أحاول في هـ اليومين..، و هو ينزل يدها: خلي أملك كبير يا حياتي، كلها من حكمة رب العالمين!

ضلت تشوف على إبتسامته لشوي، رفعت يدها مرة ثانية و صارت تمرر أصابعها على خده بهدوء، رجعوا دموعها فنزلت رأسها: كيف تقدر تبتسم كذي؟

رفع رأسها له و إبتسم أكثر: عشانك و عشاني..، و هو يمسح دموعها: خلي عنك الدموع، مشتاق لـ إبتسامتك ليلى، لا تحرميني منها عشان شيء مانه بيدك و لا بيدي..، و هو يبوسها على خدها: إبتسمي، إبتسمي لي يا حياتي!

حاولت تبتسم له، حاول تغصب إبتسامة على شفايفها بس فشلت، فشلت فـ نزلت رأسها و بكت، سحبها لحضنه و صار يمسح على ظهرها ليهديها: أششش، لا تبكي، ما في داعي تبتسمي لي على طول، ما ألحين بس لا تبكي، لا عاد تبكي كذي!

مسحت دموعها و حركت رأسها بالإيجاب، رفعت يدينها و حاوطته بدورها، جا بـ يحاوطها له أكثر بس قاطعته: بابا!

فكها، بعدها عنه و تنهد بقلة حيلة، إلتفت لهم ليشوفهم واقفين جنب بعض يشوفوا عليهم، إلتفت لـ ليلى و تكلم: عطيني دقيقة و راجع لك!

قطبت حواجبها بإستغراب: وين رايح؟

قام و إبتسم لها: ألحين بـ تعرفي! لف عنها و مشى لبناته، مسك يدينهم و دورهم للباب، طلعهم لبرع الغرفة، فك يدينهم و بعدها لف و دخل بسرعة، سكر الباب و قفله، إلتفت لها، إستند بالباب و إبتسم بخبث: كذي أحسن..، و هو يفتح يدينه: تعالي هنا!

إبتسمت بخفة على حركته، قامت بسرعة و ركضت لترمي نفسها في حضنه، حاوطها له و هو يسمع الدق على باب الغرفة و يسمع صراخهم من وراء الباب، حاوطها له أكثر و صار يضحك، ضربته على صدره بخفة: بـ تبكيهم!

ضحك أكثر: خليهم يتأدبوا، دوم يقاطعونا!

إبتسمت أكثر بس لما صار الدق يزيد و أصواتهم ترتفع ما قدرت تمسك حالها فضحكت.


***************************


نزل من التاكسي و نزلها، سكر الباب، مسك يدها و صار يتقدم بخطواته للفلة، وقف عند الباب يمرر نظره من عليها، أخذ العنوان من إيريك، كان عنده من فترة، أخذ رقمه بعد بس ما قدر يتصل فيه، هو هنا ما عشانه، عشانها و إذا يريد يكون حوالينها لازم يكون حوالينه، لازم يتحمل وجوده في حياته، يتحمله لو كثر ما كان يكرهه، أخذ نفس و بعدها نزل عيونه لها و هو يشوفها مقطبة حواجبها بقوة و خدودها محمرة، إبتسم بخفة و دارها له: ما بك؟

قطبت حواجبها أكثر: أنه حار هنا، أريد أن أرجع لـ بريستول، أريد أن أرجع لـ إيريك!

نزل لمستواها و هو يمسح على خدودها المحمرة: ألا تريدين رؤية فرح؟

إبتسمت على طاريها، إلتفتت للفلة و صارت تأشر عليها: أتسكن هنا؟

حرك أكتافه بخفة: لا أعلم!

إلتفتت له: إن كانت هنا لنأخذها معنا لـ بريستول!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يتمتم لحاله: هذا ما أتمناه! أخذ نفس يتشجع و بعدها إقترب من الباب و دق على الجرس، رجع بخطوة لوراء، حملها و رفع عيونه للباب ينتظر أحد يفتحه لهم!



داخل الفلة...

رمشت عيونها بهدوء غير اللي تحس فيه و هي تشوف ماريسا تركض لبرع على صوت الجرس، أخذت نفس و إلتفتت لـ هاشم اللي جالس بجنبها، سرحان في الطاولة قدامه: متى تأخذني للمستشفى، أريد أجلس عنده!

إلتفت لها و هو يقطب حواجبه: تونا راجعين، إرتاحي شوي بنروح بعدين..، و هو يأخذ نفس بتعب و يزفر: هم قالوا أنهم بـ يتصلوا فينا إذا صار شيء!

نزلت رأسها، رفعت يدها لوجهها تمسح عليه و هي تتمتم بالاستغفار، رفعته و هي تشوف ماريسا تدخل.

إقتربت منهم و إلتفت لـ هاشم: بابا في أحد يريدك، ينتظر في الحديقة!

قطب حواجبه بإستغراب: من؟

حركت أكتافها بخفة: أول مرة يشوفه!

قطب حواجبه أكثر و قام، إلتفت لـ سميرة و من ثم لف عنها و صار يطلع للحديقة، ضلت تشوف عليه لشوي لين إختفى وراء الباب، ضلت جالسة بنفس جلستها لشوي و بعدها قامت بتردد، مشت للباب و وقفت تشوفه يضمه، رجعت لوراء بسرعة و إستندت بالباب من الداخل، رمشت عيونها بعدم تصديق و هي تتمتم لحالها: مصعب!!!


***************************


جلست بجنبها بهدوء، حاوطتها من أكتافها و قربتها لها، من الأمس و هي بنفس حالتها، تبكي و دموعها مانها راضية تتوقف، شهقاتها هدت بس لين ألحين تتدحرج دمعة من طرف عينها من فترة لفترة، أخذت نفس، حطت يدها على رأسها لـ تحطه على كتفها، حطت رأسها على كتفها و تكلمت بهدوء: ما تروحي البيت؟ ما سمعت ردها بس حست فيها تحرك رأسها بخفة، تحركه بالنفي، تكلمت مرة ثانية في أمل أنها تقنعها: فرح، حبيبتي لازم تروحي البيت، ترتاحي شوي، ما يصير كذي، على الأقل خذي لك شور، غيري ملابسك..، و هي تمرر عيونها على ملابسها المبقعة بدمه: لازم تغيري ملابسك..، و هي تتذكر: كم صلاة فاتتك ألحين، ما تصليها؟..، و هي تمسك يدينها: يللا يا حبيبتي، تغسلي، تصلي و ترجعي!

غمضت عيونها تأخذ نفس لتهدي حالها، أستغفرت و هي تتذكر صلواتها، تمتمت و هي تبعد رأسها عن كتفها: يا رب سامحني! أخذت نفس ثاني و إلتفتت لها: أصلي و ترجعوني!

حركت رأسها بالإيجاب: نرجعك إن شاء الله!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلت عيونها

رفعت عيونه له شافته منزل عيونه للأرض، نزلت عيونها عنه و هي تتذكر، صحت الصبح و لقته مكان ما كان، قدام الفلة في سيارته، ما تحرك من مكانه إللا لما رجع أبوها، جا ليأخذها لتجلس عندها و ترجع أمها البيت لترتاح، جت هنا و لقته موجود، مانه هنا عشانها تعرف هـ الشيء بس وجوده طمنها، على الأقل مانها لحالها، رفعت عيونها له شافته يحط يد على رقبته و يحركها، قطبت حواجبها بخفة و هي تشوفه يقطب حواجبه، يمكن تصلبت لأنه نام بالسيارة، إنتبهت لحالها فنزلت عيونها عنه بسرعة، أخذت شنطتها و طلعت تلفونها، إتصلت في أبوها و صارت تنتظر الرد، ضل يرن لفترة بس ما رد عليها، إتصلت مرة ثانية و ثالثة بس هم ما في رد، نزلت التلفون و هي تكلم حالها: يمكن نايم!

إلتفتت لفرح و هي تشوفها تشبك يدينها ببعض و تزفر أنفاسها بتعب، إلتفتت له و شافته يشوف عليها، إرتبكت شوي بس ما عندها غيره، أخذت نفس تتشجع و قامت تمشي له.

عدل وقفته و هو يشوفها جاية له، تكلم بتوتر: محتاجة لشيء، فرح فيها شيء؟

حركت رأسها بالنفي: ما فيها شيء.. بس أمم..، و بتردد: ما عندنا أحد يرجعنا البيت..، و هي ترفع عيونها له و من ثم تنزلهم بسرعة: تقدر..

قاطعها بسرعة: أيوا أكيد..، و هو يلتفت لفرح و من ثم لها: خلينا نمشي!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت لفرح، قومتها، حاوطتها من أكتافها و إلتفتت له، شافته يمشي فصارت تمشي لتلحقه.



بعد شوي...

وقف سيارته قدام الفلة و رفع عيونه للمراية يشوف عليها، شافها تلف للباب، تفتحه، تنزل و تنزل فرح وراها، نزل عيونه عنها و من ثم نزل بدوره، وقف عند سيارته و هو يشوفها تدفع باب الشارع للداخل، تدخل فرح و تدخل معاها، تنهد و لف، جا بـ يركب السيارة بس وقفته: عزيز!

إلتفت لها بسرعة: ها؟

تكلمت بهدوء: شكراً!

إبتسم و مشى لها، رجعت بخطوة لوراء لما شافته يقترب منها، جت بتلف عنه بس مسك يدها بسرعة، حست فيه يدورها له فرمشت عيونها بإرتباك، سحبت يدها من يده بسرعة و هي تقطب حواجبها: إيش فـ..، سكتت و هي تحس بشفايفه على جبينها، غمضت عيونها و هي تحس بريحته تجنن دقات قلبها، حست فيه يبتعد فنزلت رأسها و ضلت مغمضة!

بعد عنها و هو يشوف عيونها المغمضة تتحرك بإرتباك، أخذ نفس و بعد بخطوة: إذا إحتجتي لأي شيء، خبريني!

ما ردت و لا فتحت عيونها

إبتسم بخفة و لف يمشي لسيارته، ركب و سكر الباب، إلتفت لها شافها واقفة بنفس حالتها، إبتسم أكثر و حرك السيارة، فتحت عيونها لما ما عادت تحس فيه حوالينها، رفعت رأسها لتشوف سيارته تبتعد لتختفي في إحدى التقاطعات، رفعت يدها لجبينها تتحسسه، أخذت نفس و زفرت بقوة، أخذت نفس ثاني، نزلت يدها و لفت تدخل!


***************************


إستندت بظهر السرير و هي تقطب حواجبها بإستغراب، أصواتهم صارت توصل لها، أصواتهم عالية بس مانها قادرة تسمع هم يتكلموا عن إيش بالضبط، تسمع إسمها و تسمع إسم نمارق ينذكر بس مانها قادرة تفهمهم، بعدت البطانية من على رجولها و إلتفتت حوالينها تدور على كرسيها بس مانه موجود بالغرفة، ما تقدر تطلع لهم كذي، قطبت حواجبها أكثر و هي تسمع أصواتهم تقترب، يمكن هم بالصالة، سمعته يقول: خـالـتـي أنـا حـيـاتـي خـلاص ضـاعـت.. الأهـل و راحـوا.. زوجـتـي و طـلـقـتـهـا.. ولـدي و إنـحـرمـت مـنـه.. إيـش بـقـى لـي؟ مـا عـنـدي شـيء.. مـا عـنـدي أحـد!

سمعتها ترد عليه: يا ولدي و نحـ..

قاطعها بنفس حالته: أنـتـو لـحـالـكـم مـا تـكـفـونـي.. مـا تـكـفـوا!

قامت من على السرير بسرعة و صارت تمشي لباب الغرفة، وقفت و هي تسمعه يقول: أنـا مـا عـاد فـيـنـي أعـيـش كـذي.. تـعـبـت.. تـعـبـت مـن كـل شـيء.. مـانـي قـادر أرتـاح.. مـا أعـرف إيـش يـريـحـنـي.. يـا لـيـتـنـي أمـوت و أفـتـك..، حطت يدها على فمها و هي تشهق بخفة، رمشت عيونها بخوف و بعدها نزلتهم، رفعتهم و هي تسمعها تناديه: عبدالرحمن وين رايح؟ يا ولدي لا تطلع من البيت و أنت كذي.. عبدالرحمن..

إختفت أصواتهم فجأة فخافت أكثر، أخذت خطوة مترددة لبرع الغرفة بس إرتجفت و هي تسمع صوت الإصطدام و تسمع صرختها: عـــبــــدالـــرحـــمـــن !!!

جمدت بمكانها و هي تحاول تستوعب إيش اللي يصير، سمعت صرختها مرة ثانية فما قدرت تمسك حالها، طلعت من الغرفة بسرعة و ركضت لباب الصالة، طلعت لتشوف سيارته مصدومة في جدار الحديقة، شهقت و نزلت الدرج بسرعة: عبدالرحمـ.ـن..، و الدموع تتجمع في عيونها: عـبـدالرحـمـن..، و هي تدور حوالين السيارة بخوف: عبـ.ـدالرحمن..، إقتربت من الباب و عيونها على الزجاج الأمامي المكسور، فتحت الباب بسرعة و هي تشوف السيارة فاضية، رجعت بخطوة متعثرة لوراء و هي تحط يدها على رأسها: عبد الرحمـ..

قاطعها: يمة!

لفت لوراء لتشوفه واقف يشوف عليها، حطت يد على قلبها تزفر بقوة، مشت له بسرعة و عيونها على الجرح اللي بجبينه، صارت تمرر يدينها على وجهه و أكتافه و كأنها تفحصه: أنت بخير؟.. يا ولدي أنت بخير؟ و هي تسحبه و تحضنه: حبيبي أنـ.ـت بخير؟ كلمني..، و هي تبعد رأسه و تحاوط وجهه بيدينها: عبدالرحمن.. أنت بخيـ..، سكتت لأنه حط يدينه على يدينها و بعدها عنه.

رجع بخطوة لوراء و إلتفت لخالته، شافها تحط يدها على فمها و دموعها تلمع بعيونها، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لأمه يمرر نظره من عليها، من هذي؟ من تكون؟ ما عاد يعرفها، مستحيل يعرفها، زفر أنفاسه و هو يحاول يتماسك، يحس بدموعه تملي عيونه و قلبه يحترق، غمض عيونه يمنع دموعه من النزول، فتحهم و هو يسمع شهقتها، شافها ترفع يد مرتجفة له و كأنها توها بس تستوعب كل شيء.

جت بتحط يدها على خده بس رجع بخطوة لوراء بسرعة، نزلوا دموعها و بصوت مرتجف: عبـ.ـدالرحمـ.ـن..

حرك رأسه بالنفي بسرعة يمنعها تتكلم، ما يقدر يسمع منها أي شيء، ما ألحين، إلتفت لخالته و من ثم لها و بعدها لف عنها و صار يمشي لبرع بسرعة.

شافته يختفي فرمشت عيونها بعدم تصديق، طاحت على الأرض و رفعت يدها لفمها، حست بيد على كتفها فغمضت عيونها و صارت تبكي!


***************************


إستند بالسيارة و هو يتنهد بضيق، رفع عيونه لشباك غرفته و هو يتنهد مرة ثانية، يعرف أنه اللي يمر عليها مانه قليل، مانه قليل أبداً بس ما يعرف ليش صارت تبعده عنها، يجلس معاها تقوم و تمشي عنه، يمسك يدها تسحبه و تلف عنه، يرفع عيونه لعيونها تنزلهم لتتفادى نظراته، صايرة تربكه، مانه قادر يفهمها، ما يقدر يفهمها مثل دوم، ما يريد يرجع معاها للصفر مرة ثانية، ما يريد الحاجز اللي بينهم يرجع مرة ثانية، ما يريد هـ البرود بينهم، يتألم من حركاتها و هي ما تفهم عليه، يتألم بس هي ما تحس فيه، حس بيد على كتفه فـ إنتبه لحاله و نزل عيونه عن الشباك، إلتفت له ليشوفه مستند بالسيارة بدوره، نزل عيونه عنه و من ثم رفعهم له.

رفع عيونه للشباك و هو يقطب حواجبه بإستغراب، نزلهم له و تكلم: أنت ناديتني لـ إيش بالضبط لأني ماني قادر أفهمك، صار لي ساعة واقف بجنبك و أنت معلق عيونك على الشباك، إيش في؟ عندك كلام قول، أسمعك!

عدل وقفته و كتف يدينه على صدره: عدنان لقيناه!

قطب حواجبه أكثر: إيش؟

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد له: أمس جا لنا لحاله!

عدل وقفته و هو يحرك رأسه بعدم تصديق: لا.. كيف أقصد هو مـ..

قاطعه و هو يحرك رأسه بالإيجاب: إنسرقت شنطته بيوم الحادث، فلوسه و أرواقه كانت فيها!

أخذ دقيقة ليستوعب و بعدها حرك رأسه بتفهم و رجع إستند بالسيارة: كيفها؟

حرك أكتافه بخفة: ما أعرف..، إلتفت له و هو يتنهد: ما أعرف كيفها بالضبط، عدنان و أخوها.. و..، و هو يزفر بضيق: كل شيء معقد!

تنهد بدوره و رفع عيونه للشباك، كيف تكون؟ إيش تكون تسوي؟ يا ترى تتألم؟ تبكي؟ تعبانة؟ محتاجة لأحد؟ نزل عيونه للأرض و هو يغمض عيونه، تمناها، لين ألحين يتمناها، يتمناها له، إلتفت له ليشوفه يرفع عيونه للشباك مرة ثانية، ما يعرف إيش الأصعب، يعرف أنها صارت لغيره و لا يعرف أنها صارت له هو، يقدر يتأملها متى ما يريد بس المفروض تكون قدام عيونه هو، يقدر يمسك يدينها متى ما يريد بس المفروض يدينها تكون بيدينه هو، يقدر يحاوطها له متى ما يريد بس المفروض تكون في حضنه هو، يريد يحس فيها، يحس بدقات قلبها قريبة من دقات قلبه، يريد يحس فيها بـ هالقرب منه، غمض عيونه بقوة و هو يحسها صارت أُمنية صعب يحققها، أُمنية ما تتحقق!

فتح عيونه و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، رفع عيونه له و تكلم: بروح ألحين!

نزل عيونه له و حرك رأسه بالإيجاب، جا بيتكلم بس قاطعه

: فهد!

إلتفت له بإستغراب و من ثم إلتفت لـ عبدالله، إلتفت له مرة ثانية: عدنان؟!

إقترب منهم و هو يمرر نظره ما بينهم

عدل وقفته و هو يشوف عبدالله يعدل وقفته بدوره، تكلم و هو يقطب حواجبه: إيش في؟ إيش تريد؟ قلت كل اللي عندك، بعد عنها خلاص و إختفي!

حرك رأسه بالإيجاب و تكلم: في شيء واحد ما قلته لها!

قطب حواجبه أكثر: إيش؟

إلتفت لـ عبدالله و هو فهم عليه، تكلم بسرعة: قول اللي عندك قدامه!

حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و بتردد: أم أزهار.. زكية.. زكية مانها ميتة.. موجودة و صارت ألحين تريد تشوفها.. تريد تشوف أزهار!






.

.

.

.

.




نهاية البارت...


بارت الجاي يوم الجمعة إن شاء الله..
لا تنسوني من دعواتكم..




"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن




تفاحتكم!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 09:02 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


عنوان (24)...

It’s not that I don’t want to be with you, I’d give my all for that

If only my all is enough for you, I’d have stayed with you for that

©

.

.

.

.

.



وقفت سيارتها قدام الفلة و إلتفتت لها، شافتها منزلة عيونها ليدينها و هي مقطبة حواجبها، نزلت عيونها عنها و من ثم إلتفتت للقدام، ضلت ساكتة لشوي تنتظرها تنزل بس هي ما نزلت، إلتفتت لها مرة ثانية و تكلمت بهدوء: تفكري في كلامه؟

غمضت عيونها و هي تتنهد، حركت رأسها بالإيجاب، فتحتهم و إلتفتت لها

إلتفتت للفلة و من ثم رجعت إلتفتت لها: و إيش فكرتي؟ لوين وصلتي؟ إيش قرارك؟

قطبت حواجبها: يعني إيش تريديني أقرر، كلامه..

قاطعتها بسرعة: كلامه صح، كل كلمة قالها كانت في محلها، أنتي المفروض تفكري في فيـصـ..

قاطعتها بسرعة و هي متضايقة منها: أنا أفكر في فيصل، ما لازم أنتي تخبريني بـ هالشيء، لو ما كنت أفكر فيه كان أبداً ما رضيت أروح لباسل، بس..، و هي تفك حزامها: بس شكلي غلطت، هالشيء من الأساس كان غلط، أنت أخذتيني له بس عشان تخليني أسمع اللي عنده، ما عشان هو يسمعني! فتحت الباب و جت بتنزل بس هي مسكت يدها بسرعة.

سحبتها للداخل و تكلمت بهدوء: بسمة لحظة، إسمعيني!

فكت يدها من يدها بسرعة و هي تقطب حواجبها بقوة: إيش تريديني أسمع أكثر من كذي؟!

قطبت حواجبها بدورها: ما يصير تحرمي فيصل من عائلته..

قاطعتها و هي تأشر على نفسها: أنا عائلته!

حركت رأسها بالنفي: أنتي لحالك ما تكفيه!

قطبت حواجبها أكثر، لفت عنها، نزلت و صفقت الباب وراها.



بعد شوي...

حست بدموعها تتجمع في عيونها فغمضتهم بسرعة تمنع دموعها من النزول، فتحتهم و هي تسمع باب الغرفة ينفتح، رفعتهم للمراية تشوف عليه، شافته يسكر الباب و من ثم يلف لها بإبتسامة، نزلت عيونها عنه و من ثم نزلت المشط و حطته على التسريحة، جت بتلف بس حست بيدينه تحاوطها.

حط رأسه على كتفها و تكلم بنفس إبتسامته: شعرك طول!

رفعت عيونها للمراية مرة ثانية تشوف عليه و بهدوء غير اللي تحس فيه: ما أنت قلت لي أنك تحب شعر الطويل، بطولهم عشانك!

إبتسم أكثر: عشاني؟

حركت رأسها بالإيجاب و نزلته: عشانك!

دارها له و طبع بوسة هادية على جبينها: شكراً!

حست بدموعها ترجع فغطت وجهها بسرعة، إستغرب منها، مسك يدينها و جا بـ يبعدهم بس ما قدر، قطب حواجبه على حركتها: بسمة..، و هو يحاول مرة ثانية: حبيبتي إيش فيك؟..، ما ردت عليه فقطب حواجبه أكثر، جا بـ يسحب يدينها بس هي إقتربت منه بسرعة لتدفن رأسها في صدره، تعلقت فيه و صارت تبكي، حس فيها فقطب حواجبه أقوى من قبل، حاوطها من أكتافها و بخوف: بسمة، إيش في؟ إيش صاير؟ إيش مبكيك يا حياتي؟..، و هو يحاول يفهمها: أنا ضايقتك بشيء.. زعلتك؟..، و هو يبعدها عنه: قلت لك شيء يبكيك..، حاوط وجهها بيدينه: تكلمي، أنا قلت لك شيء جرحك.. والله ما قصدت..، و هو يمسح دموعها: تكلمي!

حركت رأسها بالنفي و هي تمسح دموعها بدورها: فيصـ.ـل مانه أنت.. أنـ.ـت أبداً ما زعلتني.. أنا اللي زعلتك.. أنـ.ـا اللي غلطت.. لو مـ.ـا سكتت من البداية كـ.ـان ما صار اللي صار.. ما صار كـ.ـل هذا!

حاوطها من أكتافها مرة ثانية: حبيبتي إيش جاب هالكلام ألحين..، و هو يأخذها للسرير، يجلسها و من ثم يجلس بجنبها: ما أنا سامحتك خلاص، ماني زعلان منك و لا راح أزعل..، و هو يمسح دموعها: ما في داعي للبكي، اللي صار خلاص صار و إنتهى، أنا ما ألومك على شيء..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما ألومك أبداً!

رفعت عيونها لعيونه و هي تشوفه يبتسم لها بهدوء، نزلتهم، إقتربت منه و حطت رأسها على صدره، ما تعرف إيش تقول له، كيف تقول له، ما راح يفهمها، هي مضطرة تزعله منها مرة ثانية، هي مضطرة تجرحه مرة ثانية، ما راح يسامحها هالمرة بس هي مضطرة تسوي كذي عشانه، هي راحت له لتكلمه، لتقنعه بـ اللي عندها بس سكتها و سمعها كل اللي عنده، هو تكلم و سهى تكلمت أما هي فـ ضلت ساكتة تسمعهم، لو كثر ما تحاول تنكر إللا أنهم كل اللي قالوه كان الصح، معاهم الحق، هي لحالها ما راح تكفيه، ما تكفيه، رجعوا دموعها فغمضت عيونها، مجرد التفكير في هالشيء يألمها، راح تقدر؟ ما تعرف بس إذا ما حاولت ما راح تعرف، تقسي على نفسها عشانه، هي ما يصير تكون أنانية، ما تكون أنانية عشانه، تعلقت فيه أكثر و رجعت تبكي!

قطب حواجبه بضيق على حالتها، حاوطها له بس ما نطق بحرف، ما يعرف إيش يقول لها، ما يعرف ليش جابت هالكلام ألحين، تذكرها فقطب حواجبه، معقولة تكون هي قالت لها شيء ضايقها، هي اللي بكتها؟ قطب حواجبه أكثر على هـ الفكرة، هو قال لها تبتعد و ما تتدخل في اللي يصير، فاهم عليها، تحاول ترجع هـ العائلة مثل ما كانت بس هو يهمه هالشيء أكثر منها، ما يريدها تتدخل فيهم، ما هي، ما أي أحد ثاني، زفر و هو يحرك رأسه بقلة حيلة، ما تكلم و زاد من مسكته عليها، بـ تهدأ لحالها، بـ تهدأ بين يدينه و كذي!


***************************


جلس على الدرج و هو يغمض عيونه و يتنهد بقوة، فتحهم و رفعهم لباب الشارع المسكر، نزلهم عنه و هو يتنهد مرة ثانية، إيش يقول لها ألحين ما يعرف، كيف يقول لها هم ما يعرف، اللي هي فيها يكفيها و هو ما يريد يزيد عليها بـ هالخبر، مانها سهلة عليها، عالمها كله ينهار، بكل يوم جديد تكشف كذبة جديدة، بكل يوم جديد تكشف سر جديد، مرر يده في شعره بقلة حيلة، ما يعرف كم كذبة لين ألحين قالوا لها، كم سر لين ألحين يخفوا عنها، هم لوين يريدوا يوصلوها، يجننوها؟ إذا هو مانه قادر يتحمل ألاعيبهم عيل هي كيف تقدر، متى يرحموها؟ زفر بقهر، يروح لها يصدمها بـ هالخبر، يقول لها أنه أمها عايشه، تركتها لأكثر من 17 سنة و إختفت من حياتها بس ألحين صارت تريد تشوفها، صارت تريدها في حياتها، إيش هـ القلب اللي عندها، ما ترددت تتركها لهم، ما ترددت و هي ترميها كذي بس ألحين تريدها، بأي حق؟ إيش هـ الأنانية اللي عندها؟

إنتبه لحاله فزفر مرة ثانية، ما يصير يحكم عليها كذي، يكون عندها أسبابها، إيش هـ الأسباب اللي خلتها تتخلى عنها؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالفكرة، هذا مانه قراره، إذا هي تريد تشوفها فـ هو ما راح يمنعها، كل اللي عليه يوقف بجنبها، يتأكد أنها بخير، يحميها، ما راح يخليهم يأذوها أكثر من كذي، ما راح يسمح لهم، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني و قام، لف و صار يمشي للداخل، ركب الدرج لغرفته و فتح الباب، شافها تسكر القرآن بهدوء، تقوم و تكسف سجادتها، دخل و سكر الباب وراه، إلتفت لها و شافها تحط القرآن في الكبتات و من ثم تفسخ جلبابها، أخذ نفس و صار يمشي للسرير: أزهار!

إلتفتت له بس ما تكلمت

أخذ نفس ثاني و أشر على السرير بجنبه: تعالي نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت له، جلست مكان ما كان يأشر و رفعت عيونها لعيونه: إيش في؟

مسك يدها و حط كفها في كفه، جا بيفتح فمه بس حس بيدها ينسحب من يده، نزل عيونه لكفه الفاضي و من ثم رفعهم لها، شافها تنزل عيونها عنه، قطب حواجبه و رجع سحب يدها، جت بـ تسحب يدها منه بس هو زاد من مسكته عليها، قطبت حواجبها و رفعت عيونها لعيونه: فهد، لو سمحت تكلم بسرعة، لو عندك شيء مهم قول، إذا لا بنام!

تضايق منها أكثر، فك يدها و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، شافها تسحب يدها بسرعة و تشبكه بيدها الثاني، تنهد و رفع عيونه لعيونها: زكية.. أقصد أمك..، و هو يحك جبينه بتوتر: أمك موجودة، عايشه مانها ميتة مثل ما تفكري! سكت و هو يشوفها تفتح عيونها و بعدها تنزلهم و هي ترمشهم بعد تصديق، نزل عيونه ليدينها بس منع نفسه من أنه يمسكها، بـ تسحبها مرة ثانية، تنهد و رفع عيونه لعيونها، شاف دموعها تتعلق برموشها، ما قدر يمنع نفسه من أنه يسحبها لحضنه، حاوطها له و بهدوء غير اللي يحس فيه: عدنان كان عندي من شوي، قال لي أنها تريد تشوفك، أمك تريد تشوفك!

ضلت ترمش عيونها بنفس حالتها و هي تحس بدموعها تتدحرج من طرف عينها، رفعت يدها تمسحها و غمضت عيونها تأخذ نفس تهدي حالها: أبوي.. أبوي يعرف!

حرك رأسه بالنفي: ما أعرف..، و هو يمسح على كتفها بهدوء: أنتي تريدي تشوفيها، تريد تروحي لها؟

فتحت عيونها، أمها؟ أمها هي؟ ما تعرف بـ إيش تحس، مانها قادرة تفهم حالها، من وقت ما تتذكر و هي تعرف أنه سميرة أمها، من وقت ما تتذكر و هي تشوفها هي كأمها، ما كانت مفكرة أنه يجي يوم و بتعرف أنها كانت تريد تموتها، ما كانت مفكرة أنه يجي يوم كذي، هي مانها قادرة تتقبل هالشيء، مانها قادرة لأنه يألمها، هي تعلقت فيها و حبتها، كانت لها أغلى الناس، أحب و أعز الناس لقلبها بالرغم من برودها، كيف ما تكون و هي كانت قدوتها بس إنصدمت فيها، تحطمت صورتها بعيونها، حطمتها بيدينها، حطمتها مثل ما حطمت قلبها، رجعوا دموعها فرجعت غمضت عيونها، زكية، من تكون؟ هي لها مجرد إسم، إسم صار يردد نفسه في مسامعها في الفترة الأخيرة، ما تتذكرها، ما تتذكر أي شيء منها، وجهها، إبتسامتها، ريحتها، ما تقدر تتذكر شيء!

فتحت عيونها و بعدت عنه، قامت و لفت تمشي للتسريحة، وقفت قدام المراية تشوف على نفسها، ما تشبه أبوها و ألحين صارت تعرف ليش ما فيها أي شيء من سميرة، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم للمراية، رفعت يدينها تمررهم على وجهها، يا ترى هي أخذت عيونها الصغيرة منها؟ أخذت أنفها منها؟ أخذت وجهها المدور منها؟ نزلت عيونها مرة ثانية، هي ما أخذت منها إللا الكذب، كل حياتها و هي عايشه في كذبة، ليش تركتها كذي؟ ليش خلتها لهم؟ ليش ما أخذتها معاها؟ لو كانت تأخذها معاها كان ما صار اللي صار، كان ما صار و لا شيء من اللي صار، هي بكل سهولة إستسلمت و سلمتها لهم، راحت و ضيعتها، نزلوا دموعها فغطت وجهها بتعب، ما فيها تبكي، خلاص، تعبت منهم، تعبت من كل شيء!

ضل يشوف عليها لشوي بدون أي حركة، منقبض قلبه عليها، إيش و إيش تتحمل؟ و بعد إيش باقي؟ أستغفر و هو يتنهد بقلة حيلة، شافها تغطي وجهها فقطب حواجبه بقوة، بـ ترجع تبكي، بـ ترجع تشهق، قام و شافها تبعد يدينها عن وجهها و هي تأخذ نفس طويل و تزفر، مشى لها و حاوط وجهها بيدينه: أنتي بخير؟

أخذت نفس ثاني و هي ما تعرف إيش ترد عليه، ما ردت، نزلت رأسها، حطت يدينها على يدينه و نزلتهم!

رفع يده و حطه تحت ذقنها، رفع رأسها له و تكلم: أنتي بخير؟

حركت رأسها بالنفي و نزلت يده: ما أعرف.. ماني قادرة أفهم ليش.. ليش ألحين؟

إقترب منها بخطوة و بهدوء: إذا ما تريديها في حياتك بخبر عدنان يخبرها بـ هالشيء.. يختفي معاها!

حركت رأسها بالنفي و رجعت بخطوة لوراء: حتى و لو إختفوا هذا ما يعني أنهم ما عادوا موجودين!

إنتبه لحركتها فإقترب منها بخطوة ثانية، حاوطها من خصرها يمنعها تتراجع: إيش تريدي تسوي ألحين؟

نزلت رأسها و هي تحس بيدينه تحاوطها، أخذت نفس لتهدي حالها: أروح لها..، و هي تحاول تفك نفسها من بين يدينه: أسألها ليش سوتها فيني!

زاد من مسكته عليها: أزهار..، و هو يقربها له أكثر: تتضايقي من قربي؟

رفعت عيونها لعيونه و من ثم نزلتهم بسرعة، رمشتهم بإرتباك و ما ردت عليه، قربها له أكثر حتى صارت تحس بأنفاسه تحرق جبينها، تكلم بهمس: ردي علي، تتضايقي من قربي؟

غمضت عيونها تأخذ نفس ثاني، فتحتهم و رفعتهم له: فهد أنا..، و هي تنزل عيونها عنه مرة ثانية: أنا تعبانة..، و هي تحاول تفك نفسها من بين يدينه: إتركني، أريد أنام!

ضل يشوف على عيونها المنزلة لفترة بدون أي كلمة، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها طبع بوسة هادية على رأسها و فكها: تركتك! قالها و بعدها لف عنها و مشى للسرير يرمي حاله عليه!

سمعته يزفر بقوة فرفعت عيونها تشوف عليه، شافته يتقلب و يعطيها ظهره، نزلت عيونها عنه و مشت للكبتات، فتحتها، أخذت مخدتها و بطانيتها و من ثم سكرتها، مشت للكنبة و حطتهم عليه، رفعت عيونها له مرة ثانية و هي تسمعه يزفر مرة ثانية، نزلت عيونها عنه و مشت تسكر الليتات، سكرتها و رجعت للكنبة، جلست و هي تفك شعرها، إلتفتت له و هي تشوفه يتقلب، رفعت رجولها للكنبة و لمت ركبها لها، حطت رأسها عليهم و ثبتت عيونها عليه!



الغرفة المجاورة...

تقلبت و رفعت عيونها للسقف، رمشت عيونها بهدوء و غمضتهم لشوي تريحهم، إتصلت فيه أكثر من مائة مرة بس و لا مرة رد، مشغول بالها عليه، ما تعرف هو إيش حاط في رأسه، ما تعرف هو إيش يريد يسوي، قال لها أنه بـ يحلها، كيف يحلها ما تعرف، حتى و لو عرف حقيقتها كيف بـ يتصرف، هي تعرف أمه إيش كثر تعني له، هي تعرف إيش كثر هي مهمة في حياته، صعبة، صعبة كثير، خايفة ينهار و ما يلقى أحد بجنبه، خايفة عليه كثير، راح يحتاج لها، يحتاج لأحد بجنبه، ما راح يقدر لحاله، ما كذي، فتحت عيونها و إلتفتت للكمدينة، جلست و سحبت تلفونها من عليه، بـ تجرب مرة ثانية، يمكن يرد هالمرة، رن، رن، رن و رن بس ما جا لها أي رد، تنهدت و ضلت تشوف على رقمه لشوي، أخذت نفس و جربت مرة ثانية، رن لشوي و بعدها رد، جت بـ تتكلم بس هو تكلم قبلها: لا تسأليني أي شيء، جهزي حالك، بكرة بجي بأخذك، بسكر ألحين!

جت بتفتح فمها بس تسكر بسرعة، قطبت حواجبها و إتصلت عليه مرة ثانية، مسكر، غمضت عيونها بضيق و رجعت بظهرها لوراء تتمدد، فتحت عيونها و بعدها رجعت غمضتهم و هي تتمتم لحالها: يا رب يكون بخير!


***************************


يرمش عيونه بهدوء غير اللي يحس فيه، عيونه على السيارات اللي تمر قدامه، أصوات ماكيناتهم، أصوات البوري تضج المكان، يحاول يخفي ضجيج اللي بداخله بـ هالضجة بس مانه قادر، الصوت اللي بداخله أعلى، اللي يحس فيه أكبر من أنه يختفي بين هـ الزحمة، يحس بحرقة في حلقه، أنفاسه صارت تصعب، غصته بـ تخنقه، تخنقه و تموته، كيف قدرت تسوي كذي؟ كيف قدرت تسويها فيه؟ استغفلته لكل هـ السنوات، خدعته كذي، ليش؟ مانه قادر يفهمها، مانه قادر يفهم شيء، هي كانت له كل دنياه، حياته تبتدي منها و تنتهي عليها، هي كانت له كل شيء، نزل رأسه و هو يغمض عيونه بقوة، هو وين غلط، بـ إيش غلط؟ قدمها على كل شيء، حطها الأول في حياته، كان راضي يترك الكل عشانها، كان راضي يحرم نفسه من كل شيء عشانها، يحرم نفسه من اللي يحبها بس عشانها، كان يقول لنفسه رضاها فوق كل شيء، حبه لها أكبر من حبه لزوجته، أكبر من حبه لوحدة توها دخلت بحياته، هي وجودها أهم، هي الأهم!

حط يدينه على عيونه و هو يحس بدموعه تحرقها، تحمل معاها الكثير، تحمل و كان راضي يتحمل أكثر بدون ما يشتكي، ليش يشتكي و هو كان يشوف سعادته في رضاها، سعادته معاها بس ألحين ما راح يقدر يرفع عيونه لها بدون ما يتألم، ما يقدر يرفع عيونه لها بدون ما يفكر في الكذبة اللي كان يعيشها معاها، هو ما عاد يعرفها، ضغط على عيونه بقوة، هو أصلاً متى عرفها، كان يفكر أنه يفهمها أكثر من الكل، كان يفكر أنه يعرفها أكثر من الكل بس طلع غلطان، زفر بقهر، يمكن هذي غلطته هو، غلطته أنهم وصلوا لهنا، كان حاط غشاء على عيونه، يشوف بس ينكر، كان حاط غشاء على أذونه، يسمع بس ينكر، كان يحس و هم ينكر، هي استغفلته و هو سمح لها، سمح لها بكل سهولة، بعد يدينه ليمسح دموعه بسرعة، كسرته و هو ما يعرف إذا يقدر يتحمل أكثر من كذي، رفع عيونه و هو يشوف سيارة تاكسي توقف قدامه، شافه ينزل الشباك و بعدها يتكلم: إركب يا أخوي، خليني أوصلك وين ما تريد!

حرك رأسه بالنفي و أشر له بمعنى يروح!

نزل من سيارته بسرعة و صار يمشي له: يللا يا أخوي، تعبان؟ بأخذك للمستشفى، تريد شيء؟ محتاج لشيء؟

حرك رأسه بالنفي، حط يده على الأرض يقوم نفسه، أخذ نفس بضيق و زفر: مشكور..، و هو يرفع عيونه له و من ثم ينزلهم: بس ماني محتاج لشيء..، و هو يأشر على سيارته: شوف طريقك!

إقترب منه بخطوة و حط يده على كتفه: أخوي شكلك تعبان..

قطب حواجبه بقوة، دفعه عنه و بصراخ: قـلـت لـك مـا فـيـنـي شـيء، شـوف طـريـقـك و روح عـنـي!

عدل وقفته و هو يقطب حواجبه: آخر زمن..، و هو يلف عنه: نسوي خير، يرمونا في بئر!

قطب حواجبه أكثر و هو يشوفه يركب سيارته و يحركها، مرر يده على وجهه و هو يأخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و ثالث و بعدها لف يمشي، وقف قدام باب الفلة بعد 30 دقيقة، دفع الباب للداخل، دخل و هو يشوف سيارته المصدومة في الجدار، نزل عيونه و صار يمشي للداخل، دخل و هو يشوفها جالسة على الكنبة، نزل عيونه عنها بسرعة و صار يمشي للدرج.

دخلتها عقيلة للصالة و جلستها على هـ الكنبة، من جلست ما تحركت من مكانها، علقت عيونها على الباب تنتظره، دموعها تنزل بس ما تكلمت، تسمع أسألتها، تسألها ليش سوت كذي، ليش خدعتهم كذي بس ما ردت عليها، ما راح تتكلم إللا بوجوده، ما راح تتكلم إللا معاه، هي ما عندها غيره، هي ما تقدر تخسره، ما تخسره لأي شيء، هو لازم يفهمها، راح يفهمها، كانت تريده لها، تبعده عن الكل بس لتحميه، تحميه لأنها ما قدرت تحميهم، هم راحوا و هي ما راح تقدر تتحمل خسارة ثانية، كانت تريد تعلقه فيها لدرجة أنه ما يفكر يبعد عنها، ما يبعد و لا ليوم، إستغلته و إستغلت حبه لها، تعرف و ما تنكر هالشيء بس هو لازم يفهم أنها سوت كذي لمصلحته، سوت كذي له هو و بس، شافت الباب ينفتح و شافته ينزل عيونه عنها، قامت بسرعة و صارت تمشي له!

جا بيحط رجله على أول الدرج بس حس بيدها على كتفه، غمض عيونه و هو يأخذ نفس، فتحهم و بعد يدها عنه، جا بـ يركب بس يدها منعته بسرعة، مسكت يده و دارته لها: عبـ.ـدالرحمن..

سحب يده من يدها بسرعة، و هو يحرك رأسه بالنفي: لا يمة.. لا تقولي شيء..

قاطعته و هي تمسك يده مرة ثانية: يـ.ـا ولدي إسمعنـ..

قاطعها و هو يسحب يده منها مرة ثانية و يبعد بخطوة عنها: لا تقولي شيء يمة..، و هو يحاول يكون هادي بنبرته بقدر الإمكان: و لا كلمة ما أقدر أسمعك.. ما أقدر.. و الله العظيم خايف.. خايف عليك من نفسي.. لا تدفعيني كذي.. الله يخليك! لف عنها و صار يركب الدرج بسرعة، يركب و هو يسمع شهقة منها و بعدها شهقات متتالية، يحسها تعصر قلبه بشهقاتها فصار يسرع بخطواته، ركب لجناحه، دخل و صفق الباب وراه، إستند بالباب و هو يمرر نظره من حوالينه، خاطره يكسر كل شيء، يكسر كل شيء حوالينه مثل ما هو يحس نفسه مكسور في هـ اللحظة، مكسور و مقهور، زفر أنفاسه بقوة، غمض عيونه و بعدها فتحهم و هو يسمع رنين تلفونه، أخذ نفس و بعدها صار يمشي للكنبة، جلس و سحب التلفون من على الطاولة قدامه، رقمها فرد بسرعة، تكلم قبل ما يعطيها فرصة للكلام: لا تسأليني أي شيء، جهزي حالك، بكرة بجي بأخذك، بسكر ألحين! قالها و هو يسكر و بعدها يقوم و يرمي التلفون للجدار بأقوى ما عنده، شاف القطع تتطاير هنا و هناك، نزل عيونه و صار يمشي للغرفة!


***************************


الصبح...

رفعت يده المجبرة بهدوء و هي تدخله بكم القميص، نزلته و بعدها نزلت القميص من رأسه، عدلته له من أكتافه و بعدها قامت، رفعت رجوله للسرير، حطت مخدتين وراء ظهره و بعدها حطت يدينها على أكتافه ترجعه لوراء، عدلت وقفتها و هي تبعد عنه بخطوة، شافته يشوف عليها فنزلت عيونها عنه، لفت و جت بـ تمشي بس وقفها: أساور!

وقفت بس ما دارت له

عدل جلسته: خلينا نتكلم!

غمضت عيونها تأخذ نفس تهدي حالها، فتحتهم و صارت تمشي للباب: نتكلم بعدين! قالتها و هي تفتح الباب و تطلع بسرعة، زفر و هو يرجع رأسه لوراء يسنده بظهره السرير، هي ما سألته و هو ما تكلم، تضل ساكتة طول الوقت، تهتم فيه، تهتم في كل شيء يخصه بس ما ترفع عيونها لعيونه، ما تنطق له بحرف، يشوفها تعطيه ظهرها بالليل و تبكي بصمت، يسمع منها شهقة من فترة لفترة و يشوف دموعها على مخدتها، يعرف أنها تبكي بسببه و يعرف أنهم وصلوا لـ كذي بسببه، هو ما كان يعرف أنه بـ يصير كذي، هو حبها، هو تقدم لها من الباب بس إنرفض، إنرفض أكثر من مرة فـ ما كان عنده إللا يسرقها من الشباك، هو ما كان مستعد يخسرها، مانه مستعد يخسرها حتى ألحين، يحبها و راح يضل يحبها بس ما يعرف ليش هـ الشك صار يدب في قلبه، ما يعرف ليش هـ الخوف صار يتسلل لقلبه، خايف أنها تتركه و تمشي عنه، كان خايف و فكر أنه بحركته هذي هو بـ يثبت لها أنه راح يقدر، يقدر مع غيرها!

غمض عيونه و هو يزفر مرة ثانية، توه يعرف أنه بحركته هذي إيش كثر حطمها، إيش كثر جرحها، سكوتها يألمه بس يعرف أنها تتألم أكثر، تتألم و عشان كذي ساكتة، فتح عيونه و هو يسمع خطواتها الهادية، إلتفت لها و هو يشوفها حاملة صينية الفطور و تمشي له، جلست على طرف السرير و حطت الصينية على ركبها، أخذت نفس و صارت تأكله بهدوء، رفعت ملعقة الشوربة لفمه بس مسك يدها بيده السليمة يمنعها، و هو ينزل يدها: خلينا نتكلم!

نزلت الملعقة للصينية و بهدوء غير اللي تحس فيه: نتكلم في إيش؟..، رفعت عيونها لعيونه، نزلتهم و بعدها حركت رأسها بالنفي: أعتقد أنت قلت كل اللي عندك..، حطت الصينية على الكمدينة و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها: سمعتك تقول لي أني ما عدت أكفيك.. سمعتك تقول لي أنك ما عدت تثق فيني.. سمعتك تقول لي أنك رايح لغيري.. أعتقد أني سمعت كفايـ.ـة..، و دموعها تنزل: ما أعـ.ـرف إذا أقـ.ـدر أسمع أكثر من كـ.ـذي..، نزلت رأسها و هي تمسح دموعها بيدينها الثنتين.

إقترب منها و حاوطها من رقبتها، قرب رأسها له ليطبع بوسة هادية على جبينها، بعد شفايفه و حط جبينه على جبينها: أنا آسف!

غمضت عيونها و هي تحس بأنفاسه بـ هالقرب منها، حطت يدها على صدره و بعدته عنها، زحفت على وراء تبعد عنه: شهـ.ـاب أنت ليش تتأسف؟ ما أنا قلت لـ.ـك لا تتأسف إذا كنت ترجع تبكيني.. لا تتأسف إذا كنـ.ـت ترجع تزعلني.. و الله..، و دموعها تنزل مرة ثانية: راضية أنك تبكيني كثر ما تريد.. تزعلني كثر ما تريد بس مـ.ـا كذي.. ما تـ.ـروح لغيري..، و هي تنزل عيونها عنه: أنت ليـ.ـش تسويها فيني؟ ليـ.ـش مانك قادر تحس.. ليش ما تحس فيني؟ قالتها و بعدها حطت يدها على صدرها و صارت تشهق، ما عنده أي فكرة إيش كثر هي تتألم، تتألم من كلماته، تتألم من حركاته، هو ليش مانه قادر يفهم أنه هو كل اللي عندها، هي ما عاد لها أحد غيره، هي تركت الكل عشانه لتشوف الكل فيه، هو لها كل شيء في حياتها بس هو مانه قادر يفهم هالشيء!

إنقبض قلبه عليها و خنقته عبرته من حالتها، زحف للقدام و إقترب منها، حاوطها من أكتافها و قربها له، طبع بوسة هادية على رأسها و بعدها حط رأسها على صدره، و بهدوء غير اللي يحس فيه: لا تبكي!

صارت تبكي أكثر

أخذ نفس: لا تبكي، خلاص لا تبكي، ما في غيرك في حياتي و لا راح يكون، أنا ما سويتها، ما قدرت أسويها لأني ما أريد غيرك، أنا ما أريد غير أساور، ما أريد غيرك!

حركت رأسها بالنفي و هي تبكي أكثر: كـ.ـذاب..

حاوطها له أكثر: والله ما سويتها، ما قدرت، رفضتها..، و هو يأخذ نفس: رفضتها خلاص!

بعدت رأسها عن صدره و رفعت عيونها لعيونه: تكـ.ـذب علي؟

حرك رأسه بالنفي و هو يرفع يده لخدها يمسح عليه بهدوء: ما أكذب، رفضتها عشانك..، و هو يمسح دموعها: رفضتها و عشان كذي سووا فيني كذي!

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها شددت من قبضتها و ضربته على صدره بأقوى ما عندها، قطب حواجبه و هو يتأوه من ضربتها، كبس على نفسه و هو يتعور، رجعت تبكي و هي تشوفه كذي، تعرف أنه موجوع، تعرف بس تريد توجعه أكثر، توجعه لحتى يبكي مثل ما يبكيها، لحتى يحس بـ اللي فيها: رفضتها.. رفضتها بس بعد إيـ.ـش؟ بعدما كنت تفكر بحياتك معاها.. كنت تفكر بحياتك مع غيري..، و هي تقوم: أنت مانك قادر تثق فيني..، و هي تأشر على نفسها: بس أنا كنت حاطة كل ثقتي فيك.. أنت خنت ثقتي يا شهـ.ـاب.. أنت كسرتني.. بسببك.. بسببك أنا ما راح أقدر أثق في أي أحد ثاني.. ما راح أقدر! لفت عنه بسرعة و ركضت للحمام، سكرت الباب، قفلته، إستندت به و رجعت تشهق!

قطب حواجبه بقوة و هو يسمع شهقاتها، رجع ظهره لوراء و هو يزفر بقوة، زفر مرة ثانية و رفع عيونه للباب بقلة حيلة!


***************************


مستند بالجدار و عيونه على الأرض، مبسوط لأنه يحس بعيونها عليه، من أول ما وقف و هي ما شلت عيونها من عليه، يحس بالذنب لأنه مانه قادر يمسك إبتسامته، يبتسم لنفسه بخفة من فترة لفترة و بعدها ينتبه لحاله و يخفي إبتسامته، عدل وقفته، تكتف و رفع عيونه لها، تعلقت عيونه بعيونها لـ لحظة و بعدها نزلتهم عنه بإرتباك، إبتسم بخفة و بعدها حس بيده على كتفه، إلتفت له و هو تكلم بإستغراب: إيش فيك؟

حرك رأسه بالنفي بسرعة: لا.. أمم.. و لا شيء!

حرك رأسه بالإيجاب، لف عنه و إستند بالجدار، رفع عيونه لـ فرح و هو يشوفها تقرأ من المصحف اللي ماسكته، تقرأ بصمت، دموعها تتدحرج بهدوء، تمسحها لتحل محلها غيرها، نزل عيونه عنها و راح بفكره لها، يا ترى خبرها عن أمها؟ عرفت؟ كيف بـ تكون صدمتها؟ تتقبل؟ تكون بخير؟ تنهد و بعدها رفع عيونه لهم و هو يسمع خطواتهم، خالته و زوجها، شاب و بنت صغيرة، ضل يشوف عليهم بدون أي كلمة لين إقتربوا منهم و هي تكلمت.

وقفت قدامه و بهدوء: كيفه ألحين؟ قالوا شيء؟

ضل يشوف عليها بدون أي كلمة، خالته، قريبة لقلبه، قريبة كثير، مانه قادر يصدق أنها سوت فيها كذي، مانه قادر يصدق أنها حتى تقدر، نزل عيونه عنها و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، رفعهم لها مرة ثانية و هو يشوف عبدالعزيز يتقدم منها، يحاوطها من أكتافها، يطبع بوسة هادية على رأسها و يرد على سؤالها: لين ألحين ما قالوا شيء، ما في أي جديد في حالته!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تحس فيه يأخذها لأقرب كرسي و يجلسها، نزلت عيونها للأرض و من ثم رفعتهم لفرح، نزلتهم عنها و بعدها رفعتهم لـ هاشم، شافته يشوف عليها فنزلت عيونها للأرض مرة ثانية!





.

.

.

.

.



.

.

.




نزل عيونه عنها لما شافها تنزل عيونها عنه، رفعهم لها مرة ثانية و هو يتنهد بقلة حيلة، ما إستغرب من هدوئها، ما إستغرب أبداً، تصرفت بنفس الطريقة، تصرفت بنفس الطريقة بالضبط لما جاب أزهار لها، إبتسمت و تقبلتها، ما نطقت بحرف، ما عاتبته، ما زعلت عليه، ما تكلمت، ما يعرف هي بـ إيش تحس بالضبط، ما يعرف إيش في قلبها، يحس أنها ساكتة هـ المرة بس عشان عماد، يمكن لما يقوم يكون عندها كلام، يكون عندها كلام كثير، يشوف نظراتها لـ مصعب و ميساء، يشوف نظراتها لهم، مانها هادية مثل ما تتظاهر، ما يعرف إيش تخبي، ما يعرف إيش ينتظره منها، نزل عيونه عنها و هو يحس بيد على كتفه، إلتفت له و هو تكلم: أأنت بخير؟

حرك رأسه بالإيجاب و ما رد عليه!

نزل يده عن كتفه و هو يحس بـ يدها الصغير ينفلت من يده الثاني، نزل عيونه لها و هو يشوفها تتقدم لها بخطوات مترددة، ما منعها، عدل وقفته و ضل يشوف عليها، ما يعرف إيش كان متوقع، ما يعرف إيش كان متوقع منها، هو تمنى أُمنية و جا يلحقها لهنا في أمل أنه يحققها، هو لازم يعرف إيش كثر هي تحبه، ما هو شافها تبكي عشانه من قبل، ما هو شاف دموعها عشانه، ما يعرف هو إيش كثر يعني لها، إذا كانت تريد كانت بـ تتركه من البداية، إذا كانت تريد كانت بـ تتخلى عنه من أول مرة جرحها فيه، هي ما تركته لأنها ما تقدر، ما تقدر لأنها تشوف حياتها معاه، هو ما له أي مكان في حياتها، ما راح يكون له أي مكان و هو صار يعرف هالشيء، بجيته هنا هو تأكد أنه مجنون، جاي يلحق سراب، هي مانها له و لا راح تكون، حتى و لو هو يحبها أكثر، حتى و لو هو يحس أنه بـ يسعدها أكثر بس راح يضل السؤال هي من تحب و هو بجيته عرف أنها مستحيل تحبه هو، غمض عيونه يأخذ نفس يهدي حاله، فتحهم و هو يشوف على مايسي، واقفة قدامها تشوف عليها بس هي ما رفعت عيونها لها، مانها حاسة بوجودها، مانها حاسة بوجوده!

سكرت المصحف بهدوء و هي تمسح دمعتها، إلتفتت لها و تكلمت بتعب: حنين!

حست بحالها فنزلت عيونها عنه بإرتباك، إلتفتت لها بسرعة: همم؟

أخذت نفس: عطشانة!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت بسرعة: بجيب لك ماي ألحين! قالتها و بعدها لفت تمشي بسرعة.

ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها حست بيدينها الصغيرة على ركبها، قطبت حواجبها بإستغراب و بعدها رفعت عيونها لها، شافتها تبتسم لها، فتحت عيونها بعدم تصديق، رفعتهم تلتفت حوالينها، شافته يعدل وقفته و هو بدوره يشوف عليها، رمشت عيونها بعدم تصديق و بعدها قامت، نزلتهم لـ مايسي و بعدها رفعتهم له مرة ثانية: أنت..، سكتت و هي تشوف الكل فجأة يقوم و يمشي للباب، إلتفتت لهم و هي تشوف الدكتور يطلع من الممر، أخذت نفس و بعدها مشت له بسرعة، وقفت معاهم و هي تشوف الدكتور يتمتم بكلمات مانها مفهومة لها، إلتفتت تمرر نظرها من عليهم، تشوف شفايفهم تتحرك بس مانها قادرة تفهم عليهم، رؤيتها صارت ضبابية لحتى ما عادت تقدر تشوف شيء، مدت يدها لعمها و مسكته من كتفه بسرعة: عمـ.ـي..، و هي تحس بأنفاسها تضيق: أنـ.ـا.. أنـ.ـا.. مانـ.ـي قـ.ـادرة..، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، ما حست بحالها إللا و هي تطيح على الأرض!



كافتيريا...

نزلت عيونها لشنطتها، فتحته و جت بـ تطلع الفلوس بس حست فيه يوقف بجنبها و بعدها يقول: خلاص دفعت! قطبت حواجبها بخفة و رفعت عيونها له، شافته يأخذ الكيس بغرش الماي و بعدها يلتفت لها، قطبت حواجبها أكثر: أنت..

قاطعها بسرعة: لحقتك!

نزلت عيونها عنه: ليش؟

حرك أكتافه بخفة و ما رد عليها، سحب يدها، شبك أصابعه بأصابعها و صار يمشي، شهقت بخفة و هي تشوف نفسها تنسحب وراه، نزلت عيونها ليدينهم بإرتباك و من ثم رفعتهم له: عزيز!

وقف و إلتفت لها: همم؟

نزلت عيونها عنه مرة ثانية: لا تفكرني..، و هي تأخذ نفس لتهدي حالها: لا تفكرني أغير في قراري بحركاتك هذي، هذا ما راح يغير شيء!

حرك رأسه بتفهم: إنزين..، و هو يزيد من مسكته على يدها: في شيء ثاني تريدي تقوليه؟

حركت رأسها بالإيجاب و هي تحاول تسحب يدها من يده: إتركني!

حرك رأسه بالنفي و رجع بخطوة ليوقف بجنبها، دارها له بحيث وجه صار يقابل وجهها: ماني بتاركك، ماني بـ متخلي عنك، ما هالمرة، فاهمة!

بلعت ريقها بصعوبة و هي تشوف عيونه تتعلق بعيونها، نزلتهم عنه بإرتباك و حركت رأسها بالإيجاب، إبتسم بخفة و صار يمشي: يللا، فرح تكون تنتظرك! حركت رأسها بالإيجاب، نزلت عيونها ليدينهم و صارت تمشي معاه، لفوا للممر و هم يشوفوها تطيح على الأرض، سحبت يدها منه بسرعة و صارت تركض لها: فـــرح!!!



بعد شوي...

فتحت عيونها بهدوء و غمضتهم، رجعت فتحتهم و هي تحس بيدها على رأسها، شافتها جالسة بطرف السرير تمسح على شعرها، غمضت عيونها مرة ثانية تأخذ نفس تهدي حالها، فتحتهم و هي تتذكر اللي صار، حطت يدها على السرير، تضغط عليه لتقوم نفسها، شهقت بخفة و هي تحس بشيء يطعنها، إنتبهت لها فحطت يدينها على أكتافها تمنعها، تكلمت و هي تمسك يدها بهدوء: فرح خليك، بـ تكسري الإبرة في يدك!

رفعت يدها تشوف على الإبرة المتصلة بأنبوب المغذي، نزلته و بعدها صارت تلتفت حوالينها، غرفة مشتركة بستائر ما بين كل سرير، قطبت حواجبها و رجعت إلتفتت لها: إيش صار؟

قامت تسحب غرشة الماي من على الطاولة اللي وراها و بعدها رجعت تجلس على الطرف، فتحته و قربته لـ شفايفها: إشربي بالأول..، ما قدرت تكمل لأنها بعدت الغرشة بسرعة و عادت سؤالها: إيش صار؟

أخذت نفس: صار لك يومين ما حطيتي شيء بفمك، إيش تتوقعي يصير..، و هي تمسح على رأسها بهدوء: تعبانة و ضغطك نازل شوي، فرح..، و هي تعدل جلستها: أنتي ما يصير تهملي حالك كذي، عشانك و عشان اللي بـ بطنك!

رفعت عيونها لها بسرعة: عشان اللي..

حركت رأسها بالإيجاب تأكد لها: أنتي حامل، ما تعرفي؟

تجمعت الدموع في عيونها و حركت رأسها بالنفي، إبتسمت لها بهدوء: بس ألحين صرتي تعرفي، لا تهملي حالك!

نزلت عيونها عنها و من ثم رفعتهم لها: عمـ.. عمـ.ـاد..

إبتسمت لها أكثر لتطمنها: الحمد لله تعدى مرحلة الخطر، يصحى بس يرجع يغفى تعبان بس إن شاء الله يتحسن، ما في خوف عليه إن شاء الله!

زفرت و هي تحس بدموعها تطيح، حطت يدها على عيونها و صارت تبكي، كانت خايفة، خايفة كثير، خايفة تفقده و هو يفكر فيها كذي، يفكرها خاينة، يفكرها تفكر في غيره، جرحها و هي سكتت بس خلاص ما فيها تسكت أكثر من كذي، هي ما راح تفقده بسبب سكوتها، ما ألحين، ما أبد، لازم تفهمه كل شيء، لازم تشرح له و هو بدوره لازم يحط ثقته فيها، هي مانها مثل هانا و هو لازم يفهم هالشيء، هو كان الشخص الوحيد في حياتها و راح يضل الوحيد في حياتها، هي ما راح تقدر مع غيره، قلبها ما راح يقدر يدق لغيره، رغم كل اللي صار ضل يدق له و راح يدق له هو و بس!

بعدت يدها عن عيونها و هي تحاول تهديها: فروحه خلاص لا تبكي، كله خير إن شاء الله.. الله إذا ما يريد شيء ما يصير، هذا هو قام، إشكري ربك.. قولي الحمد لله.. لا تبكي خلاص!

رجعت حطت يدها على عيونها و صارت تبكي أكثر، إبتسمت بخفة: فرح أقول لك لا تبكي، ترى ولدك يتأثر بعدين، ما نريده صياح، على كل صغيرة يبكي، ما نريده كذي.. أخبرك من ألحين ما بأخذه معاي إذا طلع كذي!

ضلت على نفس حالتها و ما ردت، تنهدت بقلة حيلة و سكتت، بـ تهدأ لحالها، أخذت نفس و هي تتمتم لنفسها: الحمد لله على كل حال!


***************************


جلس على الكنبة و عيونه عليها، تتحرك من هنا لهناك و معاها مكنسة كهربائية تنظف المكان، هيا على يمينه و هالا على يساره، مقطبين حواجبهم و متضايقين من الصوت، يبتسم و هو يسمعهم يتأففوا و يشتكوا منها، ضحك بخفة و هو يسمعهم يزفروا براحة لما تسكرت المكنسة، شافها تمشي للستور و هي تجر المكنسة وراها، طلعت بعدما حطتها فيه، شافها تمشي للغرفة فأخذ نفس و قام!

رفعوا عيونهم له و هم يقطبوا حواجبهم مرة ثانية، إبتسم و تكلم: ألحين برجع!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و هو لف يمشي للغرفة، عنده كلام، كلام لها هي، كل يوم يأجله ليوم الثاني، يقول لنفسه بكرة بس لما يجي بكرة يبطل بس خلاص ما فيه يأجل أكثر من كذي، هو ما يعرف كم عنده من الوقت، ما يعرف، أسبوع، أسبوعين، شهرين، يمكن أكثر و يمكن أقل بس صار يعرف أنه بـ يفارقهم، بـ يفارقها هي، هو يحاول يتجرأ بس لما يصحى الصبح و يشوفها بجنبه يفشل، الفكرة صارت تطعنه، ما يريد يتخيلها بجنب أحد ثاني، ما يريدها تكون لأي أحد ثاني بس هو ما يقدر يكون بـ هالأنانية، هي لازم تكمل حياتها بدونه، تكمل حياتها عشانها و عشانهم، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها دخل الغرفة، شافها واقفة قدام المراية تلم شعرها و تربطهم، أخذ نفس ثاني يتشجع و بعدها صار يمشي للسرير، جلس و رفع عيونه لها: ليلى!

رفعت عيونها للمراية تشوف عليه، شافته يبتسم لها فأخذت نفس و بعدها ردت بإبتسامة، أشر بجنبه على السرير و تكلم: تعالي!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي له، جلست بجنبه و حاوطت يدينه بيدينها: إيش في؟

فك يده من يدينها بهدوء و رفعه لخدها، ما في أصعب من كذي بس لازم يقولها: ليلى أنا.. أنا ما أريدك تنكسري من بعدي..، شاف إبتسامتها تختفي لتمتلي عيونها بالدموع، قربها له و حط رأسها على صدره: بس إسمعيني، ما أريدك تقولي شيء، ما أريد تبكي، بس إسمعي!

غمضت عيونها و سكتت تنتظره يكمل، حاوطها له أكثر: ليلى حياتك ما تتوقف علي فـ لا توقفيها.. أنا أريدك تبتسمي مرة ثانية.. تضحكي مرة ثانية.. تنسيني..، سكت و هو يحس بأصابعها تشد على قميصه بخفة، غمض عيونه و حط ذقنه على رأسها: أنتي لازم تكملي بدوني ليلى.. تكملي عشانك و عشانهم.. أنتي ما راح تقدري لحالك و هم ما راح يقدروا.. عيشي حياتك و لا تحرمي نفسك من أي شيء عشاني.. أوعديني أنه إذا بكرة أنا ما عدت موجود..

غمضت عيونها أقوى من قبل و شدت على قميصه أكثر: طـ.ـارق..

شدها له أكثر: إسمعيني..، و هو يأخذ نفس: إذا بكرة أنا ما عدت موجود و تقدم لك واحد..

قاطعته مرة ثانية و هي تحرك رأسها بالنفي: طـ.ـارق لا..

قاطعها و هو يكمل: أوعديني أنك ما ترفضيه بس عشاني.. ما ترفضيه لأنك متعلقة فيني.. أوعديني أنك تشوفي حياتك و تكمليها مع غيري.. أوعديني ليلى!

بعدت رأسها عن صدره و هي تحركه بالنفي بقوة: ما أقدر طـ.ـارق.. ما أقـ.ـدر..

حاوط وجهها بيدينه: تقدري!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: أنـ.ـا ما أقدر..

حرك رأسه بالإيجاب: بلا، تقدري!

حركت رأسها بالنفي، نزلته و صارت تبكي أكثر، شد رأسها له ليطبع بوسة حارة على جبينها، تكلم و هو يبعدها عنه بهدوء و يمسك يدينها الثنتين: ليلى، أريدك تتجهزي لي الليلة.. تتجهزي لي مثل العروس!

رفعت عيونها لعيونه: طـ.ـارق..

حرك رأسه بالإيجاب و نزل عيونه ليدينها: أريد أشوف يدينك بالحناء..، و هو يرفع عيونه لعيونها: و عيونك بالكحل.. أريد أشوفك مثل العروس..، و هو يحضنها: عروستي أنا!

غمضت عيونها، رفعت يدينها و حاوطته بدورها، صعبة، صعبة كثير، الأيام صارت تمر بسرعة، تمر و كأنها تريد تسرقه منها بسرعة، تخطفه منها بسرعة، مانها قادرة تنام الليل لأنها خايفة، خايفة كثير، تحط رأسها على مخدتها و تثبت عيونها عليه، تشوف صدره يرتفع و ينخفض بهدوء فتعرف أنه يتنفس، يتنفس فـ هي تتنفس، ما تقدر تغمض عيونها لأنها خايفة تفقده، تقوم الصبح و ترجع لأشغالها اليومية، تنظف، ترتب، تغسل و تطبخ، تحاول تكمل يومها بطريقتها الروتينية بس ما تحس بحالها إللا و هي تطيح لتبكي، تشوفه يتألم فـ هي تتألم، ما تعرف إيش تقول لتخفف عليه، ما تعرف إيش تسوي لتخفف عليه، يألمها أكثر لما هو يحاول يهديها، يهديها بس المفروض هي اللي تهديه، يقول لها تكمل مع غيره، ما راح تقدر، و هي تزيد من مسكتها عليه، ما راح تقدر مع غيره، مستحيل تقدر!

زاد من مسكته عليها بدوره و هو يأخذ نفس: طلبتك ليلى.. أريد أشوفك مثل العروس!

حركت رأسها بالإيجاب و دفنته في كتفه تكتم شهقاتها!


***************************


وقفت قدام المغسلة تغسل الصحون بس عيونها لا إرادياً تروح للشباك اللي يطل على فلتهم، تعرف أنها ما راح تقدر تشوفهم من هنا، يطل على الجهة الخلفية من الفلة بس ما تعرف ليش عندها أمل بسيط تلمحهم، تنهدت و بعدها إنتبهت لحالها، نزلت عيونها عن الشباك و كملت اللي تسويه، خلصت فـ لفت تطلع من المطبخ، شافتهم جالسين بالصالة فمشت تجلس معاهم، جلست و رفعت عيونها للتلفزيون، حست بعيونهم عليها فنزلت عيونها لهم: إيش في؟

حركوا رؤوسهم بالنفي بسرعة

قطبت حواجبها بإستغراب بس ما علقت، رفعت عيونها للتلفزيون و هي تحس فيهم يثبتوا عيونهم عليها مرة ثانية، قطبت حواجبها أكثر، قامت و سكرت التلفزيون، لفت لهم و تكلمت: تخبروني إيش في و لا ما في تلفزيون لكم لـ هالأسبوع كله!

قطبوا حواجبهم و وقفوا بدورهم: أنتي ما يصير تمنعينا من التلفزيون!

كتفت يدينها على صدرها: يا تخبروني يا ما في تلفزيون و بزيد المدة!

إلتفتوا لبعض و بعدها إلتفتوا لها: نحن نريدك ترجعي لبيتك، ترجعي لعادل!

رجعت رأسها لوراء بإستغراب: أنتو من وين..

إلياس و هو يقاطعها: عادل يقول أنا أريد ناهد ترجع، روحي إرجعي لبيتك!

دق قلبها من طاريه فإرتبكت من حالها، نزلت عيونها عنهم و بعدها رفعتهم لهم و إقتربت منهم، تكلمت بتردد: عادل.. عادل يكلمكم عني؟

حركوا رؤوسهم بالإيجاب

نزلت عيونها عنهم مرة ثانية: أمم.. إيش يقول؟

إلياس: يقول أنا أريد ناهد..، سكت و هو يحس بضربة على رأسه، قطب حواجبه و إلتفت له، و هو يرد له بضربة: ليش ضربتني؟

إياس و هو يضربه مرة ثانية: لا تقول شيء، إذا تريد تعرف خليها تروح له بنفسها! قالها و هو يمسك يد توأمه و يأخذه معاه للغرفة.

نزلت عيونها عنهم و هي تقطب حواجبها على حركتهم، رفعتهم لها و هي تسمعها تقول: إذا تريدي تعرفي ليش ما تسأليني؟

نزلت عيونها عنها بإرتباك: لا ماما، أنا بس..، سكتت و هي تحس بيدها على كتفها، تنهدت و ما تكلمت، حاوطتها من أكتافها و صارت تأخذها للغرفة، جلستها على السرير و جلست بجنبها، تكلمت و هي تمسك يدها: يا يمة ليش تكابري، أنا أعرف و أنتي تعرفي، أنتي تريديه في حياتك، تريديهم هم الإثنين في حياتك!

حركت رأسها بالنفي: لا ماما مانه كذي..، و هي ترفع عيونها لعيونها: بس لأني تركته ما يعني أني نسيته و إذا سألت عنه ما يعني أني أريد أرجع له، أنا بس سألت و ما قصدت بسؤالي شيء.. كنت بس أريد أسألهم عنه و أسألهم عن وسن!

تذكرتها فمسكت يدينها الثنتين: يا يمة البنت مرضانة.. مرضت لأنها تفقدك.. طول الوقت تبكي و تناديك و هم ما يعرفوا كيف يهدوها.. تنام تقوم مفزوعة..، و هي تمسح على شعرها: يا حبيبتي هي تريد أمها و الأم اللي عرفتها هي أنتي.. لا تحرميها منك يا يمة..

نزلت عيونها ليدينهم و ما ردت، ما تقدر تنكر أنها فقدتها بنفسها، فقدت ريحتها فقدت كل شيء فيها، تفكر فيها طول الوقت، تفكر لنفسها إذا جاعت من بـ يأكلها، بتأكل من يدينهم؟ إذا وسخت نفسها من بـ يسبحها، بـ ترضى معاهم؟ إذا نعست من بـ ينومها، بـ تنام معاهم؟ تعودت تحطها في حضنها و تقرأ عليها لين تغفى، تعودت تحطها في منزها و تتأمل كل صغيرة فيها، تعودت عليها، تعودت على وجودها بـ حياتها، صعبة ما تنكر هالشيء و ألحين صارت صعبة أكثر و هي تعرف أنها تبكي لها، تمرض بسببها، هي ما تريد تقسى عليها، ما هي، هي بس تريده هو يحس بحاله، ما عشانها، عشانه هو، عشان يقدر يكمل حياته، يكمل حياته و ما يخلي خسارة وحدة تحطمه، كل الإنسان يخسر، أب، أم، أخ، أخت، خالة، عمة، زوج و زوجة بس هنا ما تتوقف الحياة، ما توقفت على أحد و لا راح تتوقف، هي بس تريده يفهم هالشيء، هي تريد تقسي عليه، تقسي عليه هو و بس!

حست بمسكتها تزيد على يدينها فغمضت عيونها تأخذ نفس تهدي حالها، فتحتهم و رفعتهم لها: مريضة كثير؟

حركت رأسها بالإيجاب

أخذت نفس ثاني و قامت: أروح أشوفها!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و قامت معاها: روحي لها يا يمة.. يمكن تهدأ لما تشوفك!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للكبتات، أخذت لها شيلة، لفته على رأسها و بعدها لفت تمشي للباب، جت بـ تطلع بس وقفتها: ناهد!

إلتفتت لها

إبتسمت لها و بهدوء: مري عنده يا بنتي!

حركت رأسها بالنفي: ماني رايحة عشانه!

حركت رأسها بقلة حيلة و هي لفت تمشي عنها، طلعت من باب الشارع و لفت تمشي للفلة المجاورة، ما تريد تحس كذي بس تحس بدقات قلبها تسابق خطواتها، وقفت عند باب الشارع تأخذ نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و بعدها دفعت الباب و أخذت خطوة للداخل، طاحت عيونها على الكراتين فوقفت بمكانها، ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها تقدمت لها بخطوات مترددة، هي بس تريد تتأكد، فتحت أول كرتون و لقته فاضي، مشت لكرتون ثاني و لقته فاضي، فتحت الثالث و الرابع و الخامس لقتها كلها فاضية، تجمعت الدموع في عيونها فرجعت بخطوتين لوراء، ما تعرف هي إيش كانت متوقعة منه، ما تعرف هي إيش كانت تريد، يمكن هي كانت تريده يثبت لها أنها ما عادت مهمة في حياته كثرها هي، كانت تريد تعرف أهميتها بس عرفت ألحين، رجع كل شيء لمكانه و أكيد يكون محاها من حياته، هو ما تقرب منها، ما حاول إللا و هو يريد يحولها لنجوى، يريد يحس بـ نجواه فيها، غمضت عيونها و هي تحس بدموعها تحرقها، فتحتهم و بعدها رفعتهم للدرج لتطيح على جلبابها، حطت يدها على فمها و هي تشهق، هو يريدها تختفي من حياته، تختفي لترجع نجوى، مشت للدرج بسرعة و سحبت الجلباب، لفت و صارت تركض للباب، جت بتطلع بس طلع قدامها.

رفع عيونه لها بعدم تصديق: ناهد!

نزلت عيونها عنه بسرعة، تكلمت و هي تشدد من مسكتها على جلبابها: أنـ.ـا آسفـ.ـة.. نسيت آخذه معاي.. ما راح أضايقك كـ.ـذي مرة ثانية.. ما راح أجي! قالتها لتدفعه عن طريقها و تركض!

لف يشوف عليها و هي تركض و تجر الجلباب وراها، قطب حواجبه و هو مانه قادر يفهم عليها، أخذ نفس يهدي حاله بس ما قدر، ما حس بحاله إللا و هو يركض ليلحقها، جت بـ تدخل بس هو كان الأسرع، مسك يدها و سحبها له، إصطدمت بصدره و بعدها رجعت لوراء، رفعت عيونها لعيونه و بصراخ: إتـركـنـي!

سحبها له مرة ثانية و هو يشوف دموعها: بالأول إسمعيني!

حركت رأسها بالنفي و هي تحاول تدفعه عنها: مـا أريـد أسـمـعـك!

قطب حواجبه بقوة: لازم تـسـمـعـيـنـي..، و هو يقربها له: إسـمـعـيـنـي!

حست بريحة عطرها فيه فحركت رأسها بالنفي: ما أريد أسمعك.. ما أريــــد! دفعته عنها بأقوى ما عندها، دخلت و سكرت الباب بسرعة.

قطب حواجبه أقوى من قبل، إقترب من الباب و صار يدق عليه: نـاهـد إفـتـحـي الـبـاب.. نـاهـد خـلـيـنـا نـتـكـلـم.. حـاولـي تـفـهـمـيـنـي.. نـاهـد..، ضل يدق على الباب لفترة بس ما سمع أي رد منها، بعد عن الباب و هو يمرر يدينه في شعره بقهر، زفر بقوة و لف يمشي للفلة، بـ تسمعه، لو ما ألحين بعدين بس لازم تسمع اللي عنده، تسمعه و لو لمرة!


***************************


سكر الكبتات و هو يزفر بتعب، إلتفت للشنط و زفر مرة ثانية، نزل عيونه و لف يمشي للتسريحة، فتح الدرج و طلع منها المفاتيح، حطهم بجيبه، أخذ نفس و لف يمشي للشنط، حمل الصغيرة و صار يجر الكبيرة وراه، طلع من الغرفة و من ثم الجناح، نزل الدرج ليشوف خالته جالسة بالصالة لحالها، ما نطق بحرف و هي ما تكلمت، طلع للحديقة و مشى لسيارته المصدومة في الجدار، فتح باب الخلفي و حط الشنط على المراتب الخلفية سكر الباب و هو يشوف على الزجاج المكسور، أخذ نفس يهدي حاله و من ثم أخذ نفس ثاني و ثالث، إلتفت لباب الصالة و بعدها لف يمشي للداخل، دخل و شافها واقفة بجنب خالته، واقفة على رجولها، نزل عيونه عنها بسرعة و صار يمشي لها، سحب يدها، طلع المفاتيح من جيبه و حطهم في كفها، رفع عيونه لعيونها ليشوفها تمتلي بالدموع، رجع بخطوة لوراء و تكلم: أنا رايح!

مسكت يده بسرعة: تتركني؟

أخذ نفس و إقترب منها، طبع بوسة هادية على رأسها و بهدوء غير اللي يحس فيه: أتركك!

مسكته من قميصه بيدينها الثنتين: عبدالرحمـ.ـن أنت لازم تسمعني..

حرك رأسه بالنفي و نزل عيونه ليدينها: حتى و لو سمعتك.. ما راح يغير في شيء..، رفعهم لعيونها: يمة..، و هو يأخذ نفس: أنتي كنتي لي أهم من كل شيء بحياتي.. كنتي كذي بدون هـ الألاعيب.. بدون كذب.. بدون ما تخدعيني.. حاولت قد ما أقدر ما أزعلك مني.. سمعت كل كلمة قلتيها.. سويت كل شيء تريديه.. كنت راضي أترك كل شيء عشانك.. بس عشانك.. بس أنا ألحين ما عدت أعرفك.. ما أعرفك..، و هو يفك نفسه من بين يدينها: أنا آسف! جا بـ يلف بس هي مسكته مرة ثانية.

دارته لها و دموعها تنزل: يا ولدي أنـ.ـا سويت كـ.ـذي عشانـ.ـك..

إبتسم لنفسه بإنكسار، فك يدها و حرك رأسه بالنفي: يمة أنتي سويتيها عشانك.. ما عشاني..، جا بـ يلف بس هي مسكت يده مرة ثانية، إقتربت منه و حطت رأسها على صدره، و هي تبكي: هـ.ـم تركـ.ـوني و أنت تتركني.. لا تتركـ.ـني.. ما عندي غيرك..

غمض عيونه يأخذ نفس يهدي حاله، فتحهم و طاحت عيونه على المزهرية المحطوطة على إحدى الطاولات، يتذكرها، يتذكر أنه لم القطع و ركبهم على بعضها عشانها طلبت منه، ركبها و رجعها للطاولة بس علامات الكسر واضحة، كل اللي يشوفه يعرف أنه بيوم طاح و إنكسر، يحس حاله مثل هـ المزهرية، مكسور و مستحيل يرجع مثل ما كان، رفع عيونه لخالته ليشوفها حاطة يد على قلبها و تشوف عليهم بعيون مليانة دموع، أشر لها تقترب و هي إقتربت منهم، بعدها عنه و رجع بخطوة لوراء: يمة أنا ما أقدر أضل.. و إذا ضليت ما راح أقدر أكون لك عبدالرحمن اللي تعرفيه.. ما عدت أقدر..، حط يدينها في يدين خالته، أخذ نفس و لف يمشي عنها.

فكت يدينها من يدين أختها و صارت تلحقه بسرعة، دموعها تنزل و بصوت عالي: عـبـدالـرحـمـن.. أنـت مـا يـصـيـر تـتـركـنـي.. مـا يـصـيـر تـتـركـنـي.. أنـا أمـك و أنـت مـا عـنـدك غـيـري.. مـا عـنـدك أحـد.. تـسـمـعـنـي..

ما إلتفت لها و صار يكمل طريقه للباب

صارت تبكي أكثر: عـبـدالرحمـ.ـن.. لا تـ.ـروح..، إلتفتت لأختها و من ثم له: عقيلـ.ـة خبريه يوقف.. فهميه أنـ.ـا ليش سويت كـ.ـذي.. فهميه..، ركضت لها، مسكت يدينها و صارت تسحبها معاها: تعالي وقفيه..، و هي تشوف على عبدالرحمن اللي طلع من الباب: وقفيه..، و بصراخ: وقــفــيــه.. وقــفــيــه.. مــا يــصــيــر يــتــركــنــي.. مــا كــذي..، و هي تبكي أكثر: وقــفــيــه!

أخذت نفس تهدي حالها و من ثم حاوطتها من أكتافها: ضيعتي ولدك يا زبيدة.. ضيعتيه..

حركت رأسها بالنفي و دفعتها عنها، ركضت لبرع لتشوف سيارته تتحرك، وقفت على الدرج و هي تصرخ بهستيرية: عـبـدالـرحـمـن.. عـبـدالـرحـمـن.. وقـفـوه.. وقـفـوه.. أحــد يـوقـفـه.. وقـفـوه الله يـخـلـيـكـم.. وقـفـوه..، و هي تطيح على الأرض: أحـد يـوقـفـه.. خـلـوه يـرجـع.. مـا يـصـيـر يـتـركـنـي.. مـا يـصـيـر.. مـا يـصـيـر..، حست بيدينها على أكتافها، إلتفتت لها و صارت تشهق: عقيلـ.ـة عبدالرحمـ.ـن راح.. راح تـ.ـركني.. عبدالرحمـ.ـن ما يتركنـ.ـي.. خبريـ.ـه يـ.ـرجـ.ـع.. خبريـ.ـه يـ.ـرجـ.ـع لـ.ـي..، و بصراخ: خــبــريــه!!

إختفت صرخاتها لما بعد عنها، رفع عيونه للمراية يشوف على الفلة، نزلهم و كمل طريقه.



بعد 35 دقيقة...

نزل عيونه عن باب الشارع لما شافها تطلع و تمشي له، إلتفت للقدام و هو يسمع الباب ينفتح و يسمعها تسلم بهدوء، رد السلام بأهدأ ما يمكن و من ثم جا بيحرك السيارة بس حس بيدها على خده، أخذ نفس و حط يده على يدها ينزله.

تكلمت و هي ترفع يدها لخده مرة ثانية: أنت بخير؟

نزل يدها مرة ثانية و هو يحس بدموعه تحرق عيونه، حرك رأسه بالنفي و نزله: تركتها..، و هو يلتفت لها: تركت يمة، نمارق، أنا تركتها!

تجمعت الدموع في عيونها: عبدالرحمن..

إلتفت للقدام و حط يدينه على عيونه: تركتها.. تركت كل شيء.. كل شيء ضاع.. كيف قدرت تسويها فيني.. لكل هـ السنوات و هي تخدعني.. ما رحمت حالي.. ما فكرت فيني..، و هو ينزل يدينه ليلتفت لها مرة ثانية: تقول سوتها عشاني..، و بصراخ: إيـش سـوت عـشـانـي؟ إيـش الـلـي سـوتـه عـشـانـي؟ كـذبـت.. اسـتـغـفـلـتـنـي.. عـشـانـي؟ ضرب يدينه على السكان بقهر، رجع ظهره يسنده بالمرتبة و تكلم بغصة: قالوا لي أنها بخير.. قالوا و قالوا بس أنا ما صدقتهم ما قدرت و أنا أشوفها تبكي لي.. ما قدرت و أنا أشوفها تشكي لي.. كنت أقول يمكن هم مانهم قادرين يحسوا باللي هي تحس فيه.. مانهم قادرين يحسوا فيها.. تتألم و تتعذب.. والله تمنيت الموت و لا أني أشوف الدموع في عيونها.. ما أشوفها بيوم.. حاولت قد ما أقدر ما أزعلها مني.. حاولت قد ما أقدر أرضيها.. أرضيها بكل شيء.. حتى أني كنت بتركك عشانها.. كنت بخسرك عشانها..، و هو يلتفت لها: أنا بـ إيش غلطت..، و هو يسحبها له و بصراخ: بـإيـش غـلـطـت؟

شهقت بخفة و عيونها تعلقت بعيونه، شاف دموعها فحس بحاله، فكها بسرعة و نزل رأسه، غمض عيونه و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله: أنا آسف..، و هو يلتفت لها: أنا آسـ..، سكت لأنها حطت يدها على فمه تمنعه، حركت رأسها بالنفي و من ثم سحبته لها و حضنته، غمض عيونه مرة ثانية، ما قدر يمسك حاله فـ بكى، حاوطته لها أكثر، ما عرفت إيش تسوي فبكت بدورها!


***************************


عيونها على الشباك، تشوف على البيوت، على الأشجار، على السيارات اللي تمر بسرعة، تمر بسرعة السيارة اللي هي فيها، رايحة لزكية، رايحة لأمها، ما تعرف كيف تتصرف لما توصل لعندها، ما تعرف بإيش تحس بس تريد تروح لها، تريد تشوفها، إلتفتت للقدام و هي تشوف سيارة عدنان تسبقهم، زفرت بضيق و بعدها سمعته يزفر، إلتفتت له لتشوفه حاط يد على السكان و يده الثاني على رقبته يحركها، نزلت عيونها عنه بس رجعت رفعتهم له: تعبان؟

زفر مرة ثانية و ما إلتفت لها: يهمك يعني؟!

نزلت رأسها، لفت عنه و ما تكلمت

إلتفت لها و هو يشوفها منزلة رأسها، حك حاجبه بقلة حيلة و إلتفت للشارع: مصدع شوي!

رفعت رأسها له و ما تكلمت، إلتفت لها مرة ثانية و رجع إلتفت للشارع: تشوفيها اليوم بس بعدها إيش؟ كيف راح تتصرفي معاها؟ بـ تضل في حياتك على طول و لا هي مرة و بعدها خلاص، تنسيها!

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها حركت أكتافها بخفة: ما أعرف، ما فكرت كذي!

حرك رأسه بتفهم و وقف سيارته بجنب سيارة عدنان، إلتفت لها و صار يأشر على البيت: وصلنا!




.

.

.

.

.



.

.

.




إرتبكت و هي تحس بالسيارة تتوقف، إلتفتت للبيت و من ثم إلتفتت له، شافته يفتح الباب و ينزل، أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و بعدها لفت لتفتح الباب بس شافته يفتحه لها، رفعت عيونها لعيونه و بعدها نزلت، مسك يدها و بهدوء: أنتـ..، سكت و هو يحس بيدها ينسحب من يده، قطب حواجبه بضيق، لين ألحين على حالتها، إيش صار لها فجأة، ليش صايرة تتصرف كذي؟ ليش صايرة تعامله كذي؟ هو ما يريد غير أنه يكون بجنبها بس هي بحركاتها هذي تدفعه، تبعده عنها، رجع بخطوة لوراء و ما تكلم، نزلت عيونها عنه و إلتفتت لـ عدنان، شافته يدفع الباب و يأخذ خطوة للداخل، إلتفت لها و أشر لها بمعنى تلحقه، حركت رأسها بالإيجاب و تقدمت بخطوتين، وقفت و إلتفتت له، تكلمت بتردد: ما.. ما تجي؟

صفق الباب بقهر و هو مانه قادر يفهم عليها، إلتفت لها و بنبرة حادة طلعت منه بدون قصده: تحتاجيني يعني؟!

رمشت عيونها و نزلتهم عنه بسرعة: آسفة!

زفر بقهر و مشى لها بسرعة، سحب يدها و تكلم: إمشي!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و صارت تمشي معاه، دخلت معاه للحوش الصغير و هي تشوف عدنان يطلع و هو ماسك يدها، حرمة ضعيفة، طويلة فيها من شبه عدنان الكثير، إلتفتت لفهد لتشوفه بدوره ملتفت لها، إلتفتت لها و هي تسمعها تنطق بإسمها، رفعت عيونها لعيونها و هي تشوفها تلمع بدموعها، شافتها تتقدم بخطواتها و دموعها تطيح لتتدحرج على خدودها، حست فيه يفك يدها، إلتفتت له و هو أشر لها بمعنى تروح لها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها إلتفتت لها و صارت تتقدم منها بدورها، وقفت قدامها و هي ترمش عيونها بإرتباك، حست بيدينها على وجهها فرجعت رأسها على وراء بسرعة، جت بترجع لوراء بس جمدت و هي تحس بـ شفايفها على جبينها، تجمعت الدموع في عيونها فنزلتهم، حضنتها و صارت تبكي: أزهار يا يمة.. أنتي بخير؟.. أنتي بخير يا بنتي؟..، و هي تزيد من مسكتها عليها: أنتي بخير يا بنتي؟.. أزهار..

غمضت عيونها و هي تحس بدموعها تنزل، تسمع أسألتها عنها، تحس بيدينها تفحصها و كأنها تريد تتأكد أنها بخير، تطبع بوساتها الحانية المشتاقة على وجهها، تمسك يدينها و تستنشق ريحتها، كل هذا يصير بس تحس نفسها بين يدين غريبة، و هي ترفع عيونها لوجهها، هـ الإنسانة غريبة و مانها قادرة تتذكرها، مانها قادرة!

مسحت دموعها بطرف شيلتها و بعدها مسكت يدينها الثنتين و صارت تأخذها للداخل: تعالي يا يمة.. تعالي!

إلتفتت لوراء تشوف عليه، شافته يحرك رأسه بالإيجاب و كأنه يشجعها، لفت للقدام و صارت تمشي معاها.



بعد عدة ساعات...

فتح لها باب الغرفة، جا بـ يدخلها بس هي فكت يدها منه و دخلت بنفسها، وقف بمكانه و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، زفر بقوة و بعدها أخذ نفس ثاني، ما عاد فيه يتحمل هـ الوضع، لازم كل شيء يتصلح، يتصلح الليلة، دخل الغرفة و هو يشوفها تفسخ عبايتها و تمشي للكبتات، جت بتفتحها بس مسك يدها يدورها له: خلينا نتكلم!

سحبت يدها من يده و دارت للكبتات، فتحتها و تكلمت: نتكلم بعدين، بتأخر على صلاتي!

تنهد بقلة حيلة و رجع بخطوة لوراء: بس نتكلم لما تخلصي صلاتك!

أخذت لها ملابس و أخذت فوطتها، سكرت الكبتات و لفت له، حركت رأسها بالإيجاب: إنزين!

أخذ نفس و أشر على الحمام: روحي!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي للحمام، شاف الباب يتسكر فتنهد مرة ثانية، فتح كبتاته، أخذ له ملابس و بدل بسرعة، مشى للسرير و رمى حاله عليه، رفع عيونه للسقف و بعدها غمضهم بتعب، فتحهم بعد فترة و هو يسمع باب الحمام ينفتح، شافها تمشي للتسريحة، تمشط شعرها و بعدها تسحب جلبابها و تلبسه، غمض عيونه و هو يشوفها توقف على سجادتها، فتحهم بعد فترة و هو يسمع صوت الكبتات، إلتفت لها شافها بـ تأخذ مخدتها و بطانيتها، قطب حواجبها بقوة، قام و مشى لها، صفق الكبتات بسرعة يمنعها، قطبت حواجبها و جت بـ تلف له بس هو كان الأسرع، مسك يدها، دارها و ثبتها على الكبتات، إرتبكت من حركته: فهـ.ـد..

قاطعها بسرعة: ممكن تخبريني إيش اللي يصير؟ إيش فيك؟

رمشت عيونها بإرتباك و نزلتهم: إيش فيني؟

حط يده تحت ذقنها و رفع رأسها له: و هذا اللي أريد أعرفه!

بعدت يده و حركت رأسها بالنفي: ما فيني شيء..، قالتها و جت بتمشي بس رفع يدينه بسرعة و حطهم على الكبتات بحيث صار يحاصرها، إرتبكت أكثر: فهـ.ـد..

قاطعها مرة ثانية: تستغليني؟

رفعت عيونها لعيونه بسرعة: ها؟

إقترب منها بخطوة: ليش أحسك تستغليني.. لما تحتاجيني بجنبك تجي لي و لما ما تكوني محتاجة لي تبعديني!

نزلت عيونها عنه و بنفس حالتها: ما.. ما قصدي كذي..

حط يد على خصرها و سحبها له: عيل إيش قصدك؟

رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بدقات قلبها تتسابق مع بعضها، أنفاسه الحارة بهالقرب منها صارت تربكها أكثر، غمضت عيونها و هي تحاول تهدي أنفاسها المضطربة بس فشلت، فتحت عيونها بسرعة و هي تحس فيه يشدها له أكثر، رفعتهم له لتتعلق بعيونه، رفع يده و صار يمرر أصابعه على خدها بهدوء: أزهار، أنتي تفهمي اللي بيننا؟..، و هو يقترب منها ليدفن رأسه في كتفها: أنتي زوجتي!

تحس بقلبها يجن و يجننها، رجفة غريبة تعتريها، رفعت يدها و حطته على كتفه لتبعده عنها بس جمدت و هي تحس بشفايفه على رقبتها، غمضت عيونها و هي تحس بنفسها تضيع بين يدينه، تضيع في أنفاسه، لـ لحظة حست أنها بـ تضعف له، بـ تسلم نفسها له بس إنتبهت لحالها، فتحت عيونها و دفعته عنها بسرعة: بعد.. بعد.. بـعـد عـنـي!!!

رجع بخطوة لوراء و رفع عيونه لعيونها بعدم تصديق: أزهـار؟!؟

نزلت عيونها عنه و هي تحس بدموعها تتجمع فيها: أنـ.ـا آسفـ.ـ..، شهقت و هي تحس بنفسها تنسحب له، رفعت عيونها له بخوف و هو شدها له أكثر: لين متى بـ نضل كذي؟! لين متى بـ ترفضيني؟!

حطت يدينها على أكتافه و هي تحاول تبعدها عنه: أنـ.ـا ما أقدر..

قطب حواجبه بقوة: ليش؟!

ما ردت عليه، نزلت عيونها عنه و صارت دموعها تنزل، ضل يشوف على دموعها و هو مانه قادر يفهم عليها، يقدر يسحبها معاه للسرير و يغصبها بس هو ما يريد يتهور كذي، ما يريدها كذي، هو يريدها برضاها بس مانه قادر يفهم إيش يمنعها، دفعها عنه بقهر لتصطدم بـ الكبتات، نزل عيونه عنها و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها لف يطلع من الغرفة بسرعة، طلع و صفق الباب وراه.

جلست على الأرض و هي تمرر يد مرتجفة على وجهها، رفعت عيونها للباب و من ثم نزلتهم، لمت يدينها لصدرها و هي تتمتم لنفسها: أنـ.ـا آسفـ.ـة.. آسفـ.ـة..، و هي تشهق بخفة: آسفـ.ـة.. آسفـ.ـة!


***************************


سكر الكتاب و هو يبتسم لنفسه بخفة، إلتفت لها، شافها متمددة على بطنها، شعرها يغطي وجهها و يدها تتدلى من طرف السرير، إبتسم أكثر و نزل عيونه لـ اللي نايمة على صدره، حط الكتاب على الطاولة اللي تفصل ما بين السريرين و من ثم رجع إلتفت لها، غمض عيونه و صار يمسح على رأسها بهدوء، هم كيف راح يكونوا من بعده؟ هم إيش راح يصير فيهم؟ صغار، ما يفهموا الفقد، ما يفهموا الموت، بـ يزعلوا لأنهم بـ يفكروا أنه تركهم و راح، تركهم مثل ما تركهم من قبل، تركهم بس هالمرة بدون رجعة!

فتح عيونه و أخذ نفس، بـ يتعودوا، راح يكبروا و ينسوا، يتناسوا، رجع إبتسم، إبتسم و هو يتخيلهم بالفستان الأبيض، راح يكونوا أجمل عروستين، يا بخت اللي يأخذ بناته، قطب حواجبه بخفة، إيش إذا هم ما قدروا يختاروا لنفسهم من يناسبهم، إيش إذا إختاروا أحد يزعلهم، يمد يده عليهم؟ قطب حواجبه أكثر، بيكسر يدينهم، يذبحهم إذا حتى رفعوا أصواتهم عليهم، إبتسم على هالفكرة و بعدها إنتبه لحاله، إختفت إبتسامته و هو يتذكر، هو ما راح يكون موجود ليشوف هـ اليوم، غمض عيونه مرة ثانية، هو ما راح يكون موجود حتى ليشوفهم في أول يوم بمدارسهم، هو ما راح يكون موجود لهم، ما راح يكون حوالينهم، أخذ نفس و فتح عيونه، ما عنده غير أنه يدعي لهم، الله يحفظهم، يبعدهم من كل شر، يسعدهم في كل خطوة يأخذوها بحياتهم، أخذ نفس ثاني و بعدها عن صدره بهدوء، قام و عدلها على سريرها، طبع بوسة على رأسها و من ثم غطاها بالبطانية، مشى لـ هيا، مددها على جنبها و سحب البطانية يغطيها، طبع بوسة هادية على خدها و جا بـ يمشي بس وقفته: بابا!

إلتفت لها، شاف عيونها مغمضة و تتمتم لنفسها بكلام غير مفهوم، إبتسم و إقترب منها، طبع بوسة ثانية على خدها و بهمس: نامي يا بابا! عدل لها البطانية و بعدها عدل وقفته و لف يطلع من الغرفة، سكر الباب بهدوء و لف يمشي لغرفته.

وقفت قدام المراية تشوف على نفسها و دموعها تتعلق بـ رموشها، تجهزت له مثل ما يريد، تجهزت له مثل العروس، عيونها مرسومة بالكحل الكثيف، شفايفها منصبغة بالأحمر و يدينها منقشه بحناء الغامقة، أذونها مزينة بحلق فخم، طويل و يتدلى، رقبتها تتزين بقلادة و ريحة عطرها تملي الغرفة، ترتجف و قلبها يدق بسرعة جنونية، تحس نفسها آخر مرة تتزين له كذي، آخر مرة يشوفها كذي، تحاول تمسك دموعها لا تنهار، ما راح تبكي الليلة، ما راح تبكي، سمعت الباب ينفتح فـ إلتفتت تشوف عليه، سكر الباب و إلتفت لها لتتعلق عيونه بعيونها، شافته يبتسم لها فجلست على الكرسي بسرعة تتدارك، يصعبها عليها كثير، يصعبها بإبتسامته، حطت يدها على عيونها و هي تحس بدموعها تتدحرج!

أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم مشى لها، سحب يدها من على عيونها و وقفها، إبتسم لها أكثر و هو يمسح دموعها: بدون دموع..، و هو يبوس عيونها بهدوء: ما الليلة..، و هو يحضنها: عشاني!

حطت رأسها على كتفه و هي تغمض عيونها، حست بمسكته تزيد عليها فأخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و حاوطته بدورها!


***************************


يوم الثاني...

جلس على طاولة المطبخ و هو يلعب بكوب الكوفي المحطوط قدامه، يلعب بس فكره مشغول فيها، ما يعرف إيش فيها، صايرة هادية كثير، ما تتكلم و طول الوقت سرحانة، يسألها تقول أنها بخير بس مشغول بالها على ولد عمها، ما يعرف إذا يصدقها و لا لأ، اللي عرفه أنه هو صحى و أحسن من قبل، هالكلام من يومين بس هي بعدها بنفس حالتها، تنهد بقلة حيلة و قام يروح لعندها، هدوء الفلة كذي يطعنه و هدوئها ألحين صار يعذبه أكثر، طلع من المطبخ و صار يركب الدرج لغرفته، وقف قدام الباب، جا بيحط يده على المقبض بس شافه يتحرك، رجع بخطوة لوراء و هو يشوف الباب ينفتح، شافها بعبايتها و شيلتها فـ رجع رأسه لوراء بإستغراب: رايحة لمكان؟

حركت رأسها بالإيجاب و نزلته، فتحت الباب أكثر و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: خلينا نتكلم!

إستغرب أكثر بس ما علق، دخل و صار يمشي للكنبة، جلس و هي جلست بجنبه، سحب يدها ليحاوطه بيدينه: إيش في؟

سحبت يدها منه و تكلمت بنفس هدوئها: فيصل، أنا.. أنا رايحة لبيت أهلي!

حرك رأسه بتفهم: تروحي لعند أختك؟..، و هو يسحب يدها مرة ثانية: روحي عندها تكون تحتاجك، بوصلك و بعدها بجي لك بنفسي!

حركت رأسها بالنفي و سحبت يدها منه مرة ثانية: لا، فيصل أنت..، و هي ترفع عيونها لعيونه و من ثم تنزلهم: أنت مانك فاهم علي!

نزل عيونه ليدها و هو يقطب حواجبه، رفعهم لها: إيش قصدك؟ إيش اللي ما فهمته في هذا؟

أخذت نفس و رفعت عيونها لعيونه مرة ثانية: أنا رايحة بيت أهلي و ماني براجعة لك..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح أرجع خلاص!

قطب حواجبه أكثر و هو مانه فاهم عليها: بسمة..

قاطعته بسرعة: فيصل أنا ما أقدر أضل معاك أكثر من كذي.. ما أقدر.. ماني قادرة أسامح حالي.. ماني قادرة أسامح حالي على اللي سويته فيك.. ما أقدر أسامح حالي..

مسكها من أكتافها و سحبها له: بسمة إيش هالكلام.. قلت لك مسامحتك إيش فيك ما تفهمي.. أنا ما ألومك..

قاطعته مرة ثانية: بس أنا ما ألوم غيري..، قامت و الدموع تتجمع في عيونها: فيصل أنا ما أقدر أضل معاك و أنا أشوفك تتعذب بسببي.. إبتسامتك ما عادت موجودة.. عيونك دوم حزينة كل هذا بسببي أنا و بس.. أنت تتعذب و تعذبني معاك.. تقول أنك ما تلومني بس بحالتك هذي أنت تحسسني بغير كذي.. أنت ما عدت اللي أعرفه.. أنا حبيت فيصل الأولاني.. ما اللي صرت عليه ألحين.. أنا ما أقدر أتحمل أكثر من كذي..، و بصوت عالي: مـانـي قـادرة أتـحـمـلـك أكـثـر مـن كـذي!

قام و شدها له من عبايتها: أنتي إيش تقولي..

دفعته عنها بقوة و بنفس حالتها: الـلـي سـمـعـتـه.. أنـت تـغـيـرت و أنـا مـا عـدت أريـدك!

حرك رأسه بعدم تصديق: بسمة..

حركت رأسها بالنفي تمنعه من الكلام: ماني قادرة أرتاح معاك و لا أنت قادر ترتاح معاي.. نظراتك لي تحسسني بالذنب و أنا ما أقدر أتحملها.. أنت تعذبني و أنت مانك حاس بحالك.. مانك حاس أبداً!

وقف بمكانه و هو يحس بتفكيره يجمد، ولا كلمة منها راضية تدخل في رأسه، مانه قادر يفهم عليها، إيش تقول؟ نظراته؟ أي نظرات هذي؟ هو ما يتذكر أنه رفع لها عيونه بلوم، ما يتذكر إذا حسسها كذي بحركاته، بكلماته، هو ما قال شيء، ما نطق شيء، ما ينكر أنه بعدها عنه لفترة بس بعدها عشان يتدارك، عشان يقدر يحلها، ما قدر على بُعدها فرجعها له، رجعها لأنه يحتاجها بجنبه، تقول له أنها هي ما قادرة تتحمله، مانها قادرة تتحمله هو؟ ليش، هو غلط معاها بشيء، زعلها بشيء، لا، بعدهم عشانها، عشان يثبت لها إيش كثر هي مهمة في حياته، مانه قادر يسامحهم لأنهم غلطوا عليها و ألحين هي جاية تلومه على إيش، و هو يرفع عيونه لعيونها، على إيش بالضبط؟

نزلت عيونها عنه بسرعة تتهرب من نظراته: أنا قلت اللي عندي.. أنا رايحة..، و هي ترفع عيونها لعيونه و من ثم تنزلهم بسرعة: أنت شوف حياتك مع غيري.. و أنا أشوف حياتي مع غيرك.. حياتنا مع بعض صارت مستحيلة! قالتها لتلف و تمشي بس حست فيه يسحبها من يدها بسرعة، سحبها له و كتف يدها وراء ظهرها، قطبت حواجبها و هي تتعور من مسكته، زاد من مسكته عليها و تكلم و هو يرص على أسنانه: أنتي إيش فيك؟ تريدي تجننيني.. تتركيني عشان إيش.. ممكن تفهميني؟

نزلت رأسها و هي تحاول تفك يدها من يده: قلت لك.. أنا مـ.ـا عدت أريدك.. فيصل أنـ.ـا ما أريـ.ـد..، سكتت و هي تغمض عيونها بقوة، تحس فيه بـ يعصر يدها و بـ يكسرها ألحين، ما قدرت تتحمل فتأوهت: آآآه.. فـ.. فيصل..، و هي تحاول تدفعه عنها: إتـ.ـركني.. إتركني.. إتـ.ـركني!

حرك رأسه بعدم تصديق و هو يحسه بينفجر، خاف عليها من نفسه فدفعها عنه بقوة: إطلعي برع..، و هو يمشي لها، يشدها من عبايتها و من ثم يدفعها مرة ثانية: إطلعي برع..، و بصراخ: إطــلــعــي بــرع!

ما تعرف ليش في هـ اللحظة حست برجولها تتجمد بأرضها و ما قدرت تتحرك، إقترب منها مرة ثانية، مسك يدها و صار يسحبها معاه لبرع الغرفة، نزل الدرج و هو يسحبها وراه، طلع للحديقة بسرعة و صار يمشي لباب الشارع، دفعها بقوة حتى طاحت على الأرض، رفعت عيونها له، شافته يلف بسرعة و يسكر الباب، نزلوا دموعها و قامت تنفض عبايتها، نزلت عيونها لـ رجولها الحافية و بعدها رفعتهم للباب المسكر، حطت يدها على فمها تكتم شهقتها، لفت و صارت تمشي!



بعد نص ساعة...

حط يدينه على رأسه و هو لين ألحين مانه قادر يستوعب اللي صار، صدمته في كل كلمة قالتها، صدمته فيها، غمض عيونه و مال بجسمه للقدام، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخذ نفس ثاني، فتح عيونه و هو يسمع باب الصالة ينفتح، رفع رأسه ليشوفه يدخل و هي تدخل وراه، قام و هو يشوفه يتقدم منه، قطب حواجبه: أنت إيش جابك لهنا؟

إبتسم له بهدوء، إقترب أكثر و ضمه: سامحني يا فيصل، سامحني يا أخوي!

رمش عيونه بعدم تصديق، رفعهم لـ شدن ليشوف دموعها تلمع في عيونها، نزلهم عنها و هو يحس فيه يبتعد، رفعهم له و هو تكلم: أعرف أني غلطت بس والله ندمت.. إذا تريدني أعتذر من بسمة بعتذر بس لا تضلك زعلان مني.. كل شيء عشان رضاك.. بعتذر منها و إذا ما سامحتني بمشي.. بس فيصل أرجوك سامحني..، و هو يضمه مرة ثانية: سامحني يا أخوي!


***************************


نزل من سيارته، سكر الباب و نزل للمراية يشوف على نفسه، مرر أصابعه على سكسوكته و بعدها صار يعدل في كمته، إبتسم لنفسه و بعدها عدل وقفته، لف و صار يمشي للباب، رفع عيونه لشباك غرفتها و إبتسم أكثر، نزلهم للباب و دق الجرس، رجع بخطوة لوراء ينتظرها تفتح له الباب، إتصلت فيه و خبرته يجي لها، تريد تكلمه، تكلمه عنهم، متأمل كثير، متأمل يسمع منها اللي يريد يسمعه، متأمل يشوف منها اللي يريد يشوفه، يريدها ترجع في حياته مرة ثانية، يكفيها تعذبه كذي، يعرف أنه قدر يغير فيها، قدر يأثر فيها، يشوف تشتت نظراتها لما يكون حوالينها، يشوف ربكتها، لما يكون قريب منها يحس بدقات قلبها المرتفعة، يقدر يسمعها، إبتسم لنفسه على هالفكرة، مانها دقاتها، دقات قلبه اللي تجن بشوفتها، أخذ نفس، غلطوا كثير بس هالمرة ما راح يسمح لهم يغلطوا، ما مرة ثانية، يريد بداية جديدة، بداية لهم هم، رفع عيونه للباب و هو يشوفه ينفتح، شافها فرجع إبتسم، إقترب منها ليطبع بوسة هادية على خدها و يتكلم بهدوء: كيفك؟

بعدت عنه بإرتباك: بـ.. بخير!

مسك يدها: الحمد لله!

سحبت يدها منه و رجعت بخطوتين لوراء: عزيز بدون هالحركات!

تنهد بقلة حيلة: و بعدين معاك؟

قطبت حواجبها بخفة و رفعت عيونها له: أنا طلبتك لأكلمك..

قاطعها و هو يقترب منها مرة ثانية: حنين لين متى راح نضل كذي، نتكلم بس ما نوصل لشيء، ما نتقدم، ندور و نلف و نرجع لنفس النقطة..، و هو يسحب يدها مرة ثانية: شوفي أنتي عندك خيارين..، رفع يدها و هو يفتح أحد أصابعها من قبضتها المشددة: خيار الأول تسامحيني و نبدأ من جديد..، و هو يفتح أصبع ثاني: خيار الثاني هم تسامحيني و نبدأ من جديد..، و هو يحرك حواجبه: إيش رأيك؟

سحبت يدها منه، بعدت بسرعة و هي مرتبكة من قربه، لفت عنه و صارت تمشي للدرج: تعال نتكلم.. أحم.. نتكلم بالمجلس!

إبتسم أكثر و مشى يلحقها بسرعة، فتحت باب المجلس، دخلت و هو دخل وراها، أشرت له يجلس فجلس و سحبها لتجلس بجنبه، جلست بقلة حيلة و تكلمت: إسمعني!

حرك رأسه بالإيجاب: أسمعك!

أخذت نفس: أنا قررت أكمل دراستي!

إبتسم لها: و إذا؟

أخذت نفس ثاني و تكلمت بسرعة: أنا قررت أسافر، أكمل دراستي برع، كلية حقوق بجامعة بريستول، أربع سنوات، بابا موافق و أنا ما أسمح لأي أحد ثاني يمنعني، إذا أنت تريدني جد فـ تصبر علي، إذا لا فـ طلقني!

فتح عيونه: إيش؟

حركت رأسها بالإيجاب تأكد له كلامها: هذا اللي عندي!

قطب حواجبه: أنتي تريدي تعلقيني؟!

نزلت عيونها عنه: إفهمها مثل ما تريد!

سحبها من مرفقها و هو متضايق منها: حنين، أنتي ما يصير تسوي كذي؟ أنا ما أمنعك تكملي دراستك بس تكمليها هنا، اللي بيننا ما راح ينحل كذي، التأجيل و البعد ما راح يفيدنا، أنا أريد أحلها بأسرع وقت و أنتي تريدي تطوليها، لـيـش؟!

قطبت حواجبها و ما ردت عليه، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها فك مرفقها و رفع يدينه لوجهها، حاوطها و قربها له: إسمعيني، أنا ما نكرت أغلاطي.. إعترفت و أعترف أنه أنا اللي بديت كل شيء بس هذا ما يعني أنك بريئة..، رفعت عيونها لعيونه و هو كمل: أعرف أني غلطت و عاقبتك بطريقتي بس أنتي بعد عاقبتيني.. ليش مانك راضية تفهمي أنه يكفي.. خلاص.. بسك عاد..، و هو يشد وجهها له: إرجعي لي!

بلعت ريقها بصعوبة و هي تشوف مدى قرب وجهه من وجهها، رمشت عيونها بإرتباك و نزلتهم، تحس بحرارتها ترتفع، ترتفع حتى صارت خدودها تحرقها، أنفاسه الحارة و بـ هالقرب منها صارت تزيد عليها، تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها بس مانها قادرة، ما تقدر لأنها تحس بريحته تغرقها، حطت يدينها على أكتافه تبعده عنها: عـ.ـزيز..، سكتت و هي تحس بمسكته تزيد عليها ليمنعها، تكلم و هو يحط عيونه بعيونها: حنين يكفي!

غمضت عيونها تتشجع، فتحتهم، حطت يدينها على يدينه و نزلتهم، أخذت نفس و قامت: أنا هذا اللي عندي..، و هي تأخذ نفس ثاني: إذا ما تقدر تصبر علي..، نزلت عيونها: طـ.. طلقني!

رفع عيونه لها و ضل يشوف عليها لشوي بدون أي كلمة، قام و وقف قدامها، حرك رأسه بالإيجاب و بهدوء غير اللي يحس فيه: إذا هذا اللي تريديه عيل خلاص بـ ننهيها كذي! قالها و بعدها لف عنها و صار يمشي.

إلتفتت له بسرعة، جت بتفتح فمها بس تراجعت، رجعت بخطوة لتجلس على الكنبة، نزلت عيونها و بعدها رفعتهم للباب بس ما لقت غير طيفه!


***************************


وقفت بجنب الشباك و هي تشوفه يوقف سيارته قدام الفلة، ينزل و بعدها يمشي للداخل، عدلت الستارة و بعدت عن الشباك، طلع من عندها بالليل و ما رجع إللا بعد كم من ساعة، هي كانت على كنبتها فـ تظاهرت بالنوم كعادتها، تتظاهر لتتهرب منه، تتهرب من أي أسألة تكون عنده، ما تعرف إيش ترد عليه، ما تعرف إيش تقول له، تعرف أنها تظلمه كذي بس هي مضطرة، ما تعرف إذا اللي بـ تسويه صح و لا لأ بس هي ما عادت تعرف شيء، تعبت و يكفيها، مررت يدها على وجهها و هي تأخذ نفس طويــل و تزفر، أخذت نفس ثاني و شافت الباب ينفتح، نزلت يدها و هي تشوفه ينزل عيونه عنها!

سكر الباب بهدوء غير اللي يحس فيه، إلتفت بس حاول بقد ما يقدر ما يرفع عيونه لها، ما يقدر بدون ما يتألم، صار يمشي للسرير و هو يرمي مفاتيحه عليه، جلس و بعدها رجع بظهره لوراء و تمدد، زفر و غمض عيونه، سمع خطواتها الهادية تقترب بس ما فتح عيونه، حس فيها تجلس على طرف بس ما فتح عيونه، ما فتحها إللا لما حس بيدها على كتفه.

حطت يدها بتردد و تكلمت: فهد!

فتح عيونه و إلتفت لها

نزلت عيونها و بهدوء: ممكن نتكلم؟

لف عنها و رجع غمض عيونه

أخذت نفس: إسمعني!

كتف يده على عيونه و زفر: أسمعك!



بعد عدة ساعات...

وقف سيارته بطرف الشارع و إلتفت للسيارة اللي بجنبه، مرر يده في شعره و هو يزفر بتعب، فتح الباب، نزل و سكره وراه، إلتفت حوالينه ليشوفه جالس على الرمل، وجهه للبحر و معطيه ظهره، نزل عيونه عنه و من ثم صار يمشي له، جلس بجنبه و إلتفت له: إيش في؟ فكرت أنت ما عدت تكلمني، عدنان و لقيناه، ما أعتقد في شيء ثاني!

إلتفت له و بهدوء غير اللي يحس فيه: إسمعني!

إبتسم لنفسه بسخرية: ليش، اليوم إيش في؟ الكل عنده شيء يقوله لي!

أخذ نفس يتشجع، هي ثلاث كلمات، ثلاث كلمات و بس، ما كان يعرف أنها بتكون بـ هالصعوبة هذي، يحسها علقت بحلقه و مانها راضية تطلع، علقت لتخنقه، لتموته، كيف يقولها ما يعرف، محد يعرف إيش كثر هو صبر عشانها، محد يعرف إيش كثر هو تعذب عشانها، محد يعرف غير قلبه و ربه، كانت بعيدة، دوم بعيدة، إقترب منها مرة و حاول بكل الطرق يتمسك فيها، يتمسك بقوة، بيدينه الثنتين، مثل الحلم حاول بقد ما يقدر يحققها، إقترب منها و تشبث فيها، شدد من قبضته عليها لـ يجوا هم و يفتحوا أصابعه أصبع، أصبع لينتزعوها منه، إقترب منها مرة بس ليبعدوها عنه، يسرقوها منه، غمض عيونه و هو يأخذ نفس ثاني، يتمنى، يتمنى يكون في شيء، أي شيء يخفف هـ الوجع عنه، يتمنى يكون في شيء يخدر هـ القلب، يتخدر عشان ما يتوجع كذي، يتمنى يكون في شيء، أي شيء يحط حد لـ هالحب بس دامه يتنفس، دام قلبه يدق يحس هـ الشيء مستحيل، إذا قلبه يدق فـ يدق لها هي و بس، هو حب الطفلة اللي كانت قدامه، كبرت ليكبر حبه معاها، عشقها، عشق كل شيء فيها!

حس بيد على كتفه ففتح عيونه يشوف عليه، شدد من مسكته على كتفه و تكلم: أنت بخير؟

حرك رأسه بالنفي، نزل عيونه و من ثم رفعهم له: أنا.. أنا بتخلى عنها..، قالها و هو يحس بروحه بـ تطلع معاها، حط يد على صدره و هو يحاول يرجع أنفاسه الضيقة لطبيعتها!

ضل يشوف عليه لشوي و بعدها نزل عيونه: عبدالله..

حرك رأسه بالنفي: لا تقول شيء..، و هو يرفع عيونه له: فهد لا تقول شيء..، و هو يمرر يده في شعره: أنت ما تفهم.. ما تفهم إيش كثر صعبة علي أقولها.. أقولها و أقصدها.. تمنيتها.. تمنيت أشوف إسمها ينكتب بإسمي.. تمنيتها تكون من نصيبي.. من نصيبي أنا و بس.. تمنيت كل لحظاتها معاي.. إبتسامتها.. ضحكاتها حتى دموعها.. تمنيت دموعها لي.. ما يهمني إذا تبكي بس تبكي لي أنا.. تبكي قدامي أنا لحتى أكون أنا من يمسح دموعها.. محد غيري.. ما أنت ما أي أحد..

غمض عيونه و هو يحاول يهدي حاله، فتحهم و بهدوء غير اللي يحس فيه: عبدالله..

قاطعه و هو يكمل: إذا توجعت أنا من يخفف عليها.. إذا ضحكت أنا اللي أضحك معاها.. أشوف لمعة عيونها لي أنا.. تكون لي أنا بكل ما فيها.. تكون من حقي أنا..

مال بجسمه للقدام و حط يدينه على رأسه، أخذ نفس و هو يحاول يتماسك

أخذ نفس و زفر: أنت ما تفهم فهد.. أنت ما راح تقدر تفهم.. لو كثر ما حبيتها ما راح تقدر تحبها كثري.. محد راح يقـ..، ما قدر يكمل لأنه سحبه من دشداشته من صدره و بقهر: تريدها؟..، و هو يشدد من مسكته عليه: نريدها لك صح؟ و هو يدفعه بقوة و يقوم: خذها لك.. روح حقق حلمك.. روح لها..، و بصراخ: هـي قـررت تـتـركـنـي.. هـي بـ تـتـركـنـي..، رجع بخطوتين لوراء و بإنكسار: روح لها عبدالله.. أزهار قررت تتركني..، و هو يحط يدينه على عيونه و يزفر أنفاسه بقوة: بـ تتركني خلاص!






.

.

.

.

.



نهاية البارت...


بارت الجاي غير محدد.. متى ما نزلته بحط خبر في المجلس..
و إذا قدرت برسل لكم الرابط على بروفايلاتكم.. إن شاء الله ما بتأخر عليكم كثير..



"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحتكم!




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-13, 11:53 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (25 و الأخير)...

I don’t believe in fairytale endings, I know they don’t exist

But I do believe in fate and I know it’ll bring us together if we insist

©

.

.

.

.

.



ما تحرك من مكانه، ما نطق بحرف، يسمعه و يشوف حالته بس مانه قادر يفهم عليه، مانه قادر يستوعب و كأن جمد تفكيره في هـ اللحظة، رمش عيونه، نزلهم و من ثم رفعهم له، شافه يعطيه ظهره، يلف و يمشي لسيارته، يركب و يحركها بسرعة، نزلهم بس رجع رفعهم له بس إختفى و ما عاد في أي أثر له، أخذ نفس و من ثم نزل عيونه مرة ثانية، ما يعرف إيش هـ الشعور، ما يعرف بإيش يحس بالضبط، محد يعرف اللحظة اللي مرت إيش كثر كانت صعبة عليه، نطقها و هو يحس بروحه تطلع مع الكلمة، لما حاول يقتنع أنها مستحيل تكون له، لما قرر يستسلم، لما قرر يتخلى عنها جا هو يصدمه و كذي، هي بـ تتركه، تترك فهد، ليش؟ مرر أصابعه في شعره و هو يرمش عيونه بعدم تصديق، ما قدرت معاه، ما قدرت تكون معاه الحياة اللي تريدها، ما قدرت تحبه، ليش؟

ما قدرت تحبه مثل ما هو ما قدر يحب غيرها، معقولة لأن قلبها ما يدق إللا له، فتح عيونه على هالفكرة، حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعدها بس ما قدر، إبتسم لنفسه و هو يحس بقلبه يدق بسرعة جنونية، يدق و كأنه بيطلع ألحين و يركض لها، حط يد على صدره و رجع بظهره لـ وراء يتمدد على الرمل، غمض عيونه و من ثم صار يضحك، يضحك بصوت عالي، اللي يشوفه يقول مجنون، مجنون و ما يهمه، مجنونها هي، ضحك لشوي أكثر و بعدها إنتبه لحاله و سكت، و فهد؟ معقولة بمجرد أنها قررت تتركه هو بـ يسمح لها تروح، بـ يتخلى عنها بـ هالسهولة هذي، بـ يتخلى عنها عشانه؟ فتح عيونه، جلس و لف يشوف على الشارع، لو إيش ما كانت أسبابه ليتخلى عنها ما يهمه، هو ما راح يضيعها منه، ما مرة ثانية، ما له، ما عشانه، أناني، أناني بحبه لها، ما راح يسمح لأي أحد يسرقها منه هالمرة، ما راح يسمح له و لا راح يسمح لأي أحد ثاني!

أخذ نفس و زفر، أخذ نفس ثاني و هو يمرر يدينه في شعره المبلل، قطب حواجبه بإستغراب و بعدها رفع عيونه للسماء، توه بس يشوف السماء مغيمة، توه بس يحس بقطرات المطر، ما يعرف متى صار كل هذا، ما كان حاس بحاله، كيف يحس و هو سرحان بخيالها، مد يدينه و هو يفتح كفوفه، غمض عيونه و هو يستنشق ريحة المطر، يحس بكل أماله تتجدد، كل أحلامه ترجع، يشوفها في حياته، يشوفها معاه، يشوفها له، فتح عيونه و هو يحس بالمطر يزيد، قام و هو يشوف كل اللي حوالينه يركض لسيارته بسرعة أو يركض لأقرب مظلة، ضحك بخفة و بعدها لف يمشي لسيارته بخطوات سريعة، يمشي و هو يتمنى خطواته تأخذه لها، تأخذه بـ هالسرعة!



بعد 35 دقيقة...

دفع باب الصالة للداخل، دخل و هو يشوفها قدامه، إبتسم لها و صار يمشي لها: السلام عليكم!

رفعت عيونها له و قامت: و عليكم السلام..، و هي تمشي له بدورها: يا ولدي وين كنت؟ ليش تأخرت، إنشغل بـ..

قاطعها و هو يمسك يدها: لا تخافي يا يمة، الشوارع شوي زحمة بسبب المطر بس هذاني جيت..، إنحنى و طبع بوسة على رأسها، عدل وقفته و بنفس إبتسامته: أمطار خير إن شاء الله!

حطت يدها على خده، إبتسمت و هي تشوف إبتسامته: إن شاء الله..، تذكرت و إختفت إبتسامتها: ليلى و طارق..

فهم عليها و قاطعها: جهزت لهم كل شيء، طيارتهم بكرة، بـ يضلوا أسبوع و يرجعوا!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله..، نزلت عيونها لقميصه المبلل و من ثم رفعتهم له: يللا روح بدل لين ما أحط العشاء..، و هي تلف للمطبخ: و خبر أخوك ينزل!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يمشي للدرج، صار يركب و هو يشوفه ينزل، إبتسم له: سلام!

تنهد: و عليكم السلام..، قالها و بعدها تنهد مرة ثانية، شافه يقطب حواجبه و يفتح فمه ليتكلم بس حرك رأسه بالنفي يمنعه، شافه يقطب حواجبه أكثر بس ما إهتم له، كمل طريقه و نزل، لف و صار يمشي للصالة، سحب الريموت من على الطاولة و من ثم رمى حاله على الكنبة، جا بـ يشغل التلفزيون بس غير رأيه، رجع رأسه لوراء و كتف يده على عيونه، أخذ نفس و زفر بقوة، كلمتها تتردد في مسامعه، تتردد و تطعنه، مانه قادر يفهمها، ليش تريد تختبر صبره كذي، لين متى تريده يتحمل؟ أربع سنوات، هي قالتها بسهولة بس له هو مانها قليلة، مانها قليلة أبداً، هو واثق من نفسه، واثق أنه راح يضل يحبها، راح ينتظرها بس هو مانه قادر يثق فيها، هو لين ألحين مانه قادر يعرف إيش هي مشاعرها بـ إتجاهه، ما يعرف هو إيش يعني لها، إيش مكانته في قلبها، غمض عيونه أقوى من قبل، يمكن ما له أي مكانة و عشان كذي تريد تبتعد، تبتعد بقد ما تقدر، ما يعرف إيش المفروض يسوي، إذا تركها تروح يعني ضيعها منه و إذا منعها هم بـ تضيع، ما راح تسامحه، هو راضي يعلق نفسه أربع سنوات عشانها لو كثر ما كانت طويلة بس هو خايف أنه يعلق نفسه في أمل كاذب، هي ما تريده، ما ألحين و لا بعدين، ما تريده في حياتها، حس بيد على رأسه، زفر بقوة، بعد يده عن عيونه و فتحها!

جلست على الكنبة بجنبه و بخوف: يا ولدي إيش فيك؟ إيش في؟ تعبان؟ يعورك شيء؟

نزل يدها عن رأسه و هو يعدل جلسته، حاوط يدها بيدينه الثنتين و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: لا يا حبيبتي، لا تخافي علي، ما فيني شيء..، و هو يتنهد: بس..

قاطعته و هي تسحب يدها من يدينه لـ تحطه على خده: تفكر فيها؟

نزل رأسه و حركه بالإيجاب

رفعت رأسه لها: و إيش قررت؟

نزل رأسه مرة ثانية، أخذ نفس و زفر: بعطيها اللي تريده، تريد الطلاق عيل بطلقها، ما في داعي أعلقها في هالزواج مكرهة، هي ما تريدني و ما تريد هالزواج، فـ خلاص، أنهيها لها!

حركت رأسها بقلة حيلة: لا حول و لا قوة إلا بالله..، و هي تتنهد: هالبنت ما كانت عنيدة كذي، إيش صار لها؟!

إبتسم لها بخفة: أنا يمة.. أنا اللي صرت!

حركت رأسها بقلة حيلة مرة ثانية و ضربته على كتفه بخفة

ضحك على حركتها و بعدها سكت، أخذ نفس و بهدوء: يمة أنا إعترفت أني غلطت..، و هو يرفع عيونه لها: و الله إعترفت و إعترفت أني أنا اللي بديت بس هي غلطت بدورها بس بنظرها راح أضل أنا الوحيد الغلطان..، و هو يزفر: تعرفي إيش تعلمت منها، تعلمت أنه المفروض ما نغلط، ما نغلط إذا كانوا بـ يعاقبونا كذي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما نغلط أبداً!

ضلت ساكتة لشوي و هي ما تعرف إيش تقول له، زفرت بقلة حيلة و قامت، طبعت بوسة هادية على رأسه و عدلت وقفتها: تعال تعشى..، و هي تقومه: لا تقول ما لك نفس..

قاطعها و هو يقوم: يمة أنا مقهور منها، ماني مقهور من الأكل..، و هو يحاوطها من أكتافها، يلف للمطبخ و يأخذها معاه: إيش قالوا لك أنتي، بموت نفسي من الجوع عشانها، ماني كذي، آكل و آكل و آكل و آكل..

ضحكت و ضربته على صدره بخفة: بسك بـ تتسمم في وقتها!

ضحك بدوره، دخلها و دخل وراها، سحب لها كرسي و جلسها، جلس بمقابلها و كمل الضحك معاها، لو إيش ما كان يحس، كيف ما كان يتعذب ما لازم يبين لها، هي يكفيها مأكلة هم الكل، ما يريد يزيد على همها هم، ما همه هو!


***************************


طلع من الحمام و هو لاف الفوطة على خصره، سكر الباب و سحب فوطة ثانية من على المعلقة، صار يمشي للتسريحة و هو ينشف شعره، حط الفوطة على كتفه و وقف قدام المراية يشوف على نفسه، غمض عيونه و زفر بقوة، أنفاسه ضيقة و قلبه منقبض، ما يعرف ليش بس مانه مبسوط برجعتهم، متوتر نوعاً ما، ما يعرف ليش بس يحس أنهم ما رجعوا إللا و هم يعرفوا أنها ما عادت موجودة، بس كيف و هو جاي يريد يعتذر منها، يريدها تسامحه لحتى يقدر يسامح حاله، زفر مرة ثانية، يصدقه؟ فتح عيونه، مانه قادر يصدقه، مانه قادر يقتنع بـ ولا كلمة يقولها، ما يحس أنه يقصدها، مانه قادر يشوف الصدق في عيونه، مانه قادر يثق فيه، مرر يدينه على وجهه و هو يأخذ نفس بضيق، حرك رأسه بالنفي و هو يحاول يبعد هالفكرة عن رأسه، ما هو كان يتمنى أنه يندم و يرجع له، ليش صار ألحين يشكك فيه، يمكن لأن هي ما عادت موجودة، هو يريدها في حياته كثر ما يريدهم هم، ليش لازم يختار بينهم، ليش إذا هم معاه هي مانها هنا، ترددت جملتها في رأسه:

"أنـا مـا عـدت أريـدك"

"أنـا مـا عـدت أريـدك"

"أنـا مـا عـدت أريـدك"

قطب حواجبه بقوة و هو يهمس لنفسه: تقصديها؟! رفع عيونه للمراية و هو يسمع الدق على الباب، لف و هو يسمعها تقول: فيصل نايم؟

أخذ نفس و صار يمشي لكبتاته: لحظة! قالها و فتح الكبتات، أخذ له بجامة و لبسها بسرعة، صار يمشي للباب و هو يعدل قميصه، فتح الباب ليشوفها واقفة بإبتسامة هادية، فتح الباب أكثر و تكلم: تعالي!

حركت رأسها بالإيجاب و دخلت، شافته يمشي للكنبة و يجلس فـ مشت تجلس بجنبه، مدت يدها بتردد و مسكت يده، رفع عيونه لعيونها و هي نزلت عيونها ليدينهم بسرعة، عدل جلسته و رفع يده الثاني لخدها: شدن، إيش في؟

رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة و هي تحس بدموعها تتجمع فيها: فيصل.. أنا.. أنا آسفة..، و هي ترفع عيونها له مرة ثانية: أنا آسفة.. أنا ما كنت أريدك تزعل منا بس.. بس بنفس الوقت أنا ما كنت أريدك تختار أحد ثاني علينا.. نحن كنا بحياتك قبلها و لما طردتنا أنت.. أنت إخترتها علينا..

حرك رأسه بالنفي: أنا ما طردتك أنتي يا شدن.. أنا طردت باسل و أنتي تعرفي ليش..

قاطعته بسرعة: بس باسل أخوك.. لو كثر ما يغلط المفروض أنت تسامحـ..

قاطعها بدوره: كيف أسامحه و هو مانه راضي يعترف بغلطته!

حركت رأسها بالإيجاب: بس هو ألحين ندمان و إعترف لك بـ هالشيء..

قاطعها مرة ثانية: يعني ألحين إقتنعتي بأنه غلط؟

نزلت عيونها عنه و حركت رأسها بالإيجاب: أنا آسفـ.ـة!

حرك رأسه بقلة حيلة و ما تكلم، زادت من مسكتها على يده و دموعها تنزل: فيصـ.ـل.. أنا..، سكتت لأنه سحب يده من يدينها و حاوطها من أكتافها، تكلم و هو يحط رأسها على صدره: شدن، أنا ما كنت زعلان منك كثر ما كنت مقهور.. أنتي ما حطيتي لي أي قيمة.. رحتي معاه و خليتيني أنا الغلطان في كل شيء.. حطيتي اللوم علي.. أنا ما أعرف أنا وين غلطت.. غلطت لأني دوم حطيت مصلحتكم على مصلحتي.. غلطت لأني عطيتكم كل اللي تريدوه.. حققت لكم كل اللي تمنيتوه.. غلطت لأني حاولت ما أحسسكم بالنقص.. ما أحسسكم بالنقص في أي شيء..، و هو يحرك رأسه بالنفي: أنا ما غلطت يا شدن.. ما غلطت..، نزل عيونه لوجهها و هو يشوف دموعها تتدحرج على خدودها، أخذ نفس و صار يمسحها بهدوء: لا تبكي..

تعلقت بصدره و صارت تبكي أكثر: أنا آسفـ.ـة.. و الله آسفـ.ـة.. ما أكررها.. سـ.ـامحني..

إبتسم على حالتها بخفة، حاوطها له أكثر و تكلم بهدوء: أششش، لا تبكي، خلاص مسامحتك..، و هو يطبع بوسة على رأسها: مسامحتك حبيبتي!

بعدت عنه و هي تمسح دموعها: و بـ.ـاسل..

تنهد بس ما رد عليها، رجعوا دموعها: فيصـ.ـل الله يخليـ.ـك.. اسمعه.. هو يريدك تسامحه.. يريد بسمة تسامحه!

تنهد مرة ثانية و حرك رأسه بالنفي: بس بسمة ما عادت موجودة..، و بقهر: باسل تأخر كثير يا شدن، تأخر كثير، بسمة راحت، ما عادت تريدني، ما عادت تريد هـ العيشة!

قطبت حواجبها: ما راح ترجع؟

حرك رأسه بالنفي مرة ثانية: ما تريد ترجع!

ضلت تشوف عليه لشوي بدون أي كلمة، تذكرت فنزلت عيونها عنه: هي.. هي كانت ماخذة قرارها من قبل..، و هي تأخذ نفس: باسل حاول يكلمها.. يقنعها تسامحه.. بس هي كانت مصرة.. مصرة تتركك.. تترك كل شيء..، رفعت عيونها له شافته مرفع حواجبه بإستغراب، حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له: قبل كم من يوم كانت جاية لعنده مع سهى، هـ..

قاطعها بسرعة: بسمة كانت جاية عند باسل؟

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية: هي..، سكتت و هي تشوفه يقوم بسرعة، قامت و هي تشوفه يحط يدينه على رأسه و يقطب حواجبه بقوة، إقتربت منه بخطوة و جت بتحط يدها على كتفه بس بعد بخطوة و رفع عيونه لها: إطلعي برع!

قطبت حواجبها: فيصل..

حرك رأسه بالنفي بسرعة يمنعها من الكلام، و هو يأشر على الباب: شدن الله يخليك، إطلعي، خليني لحالي، خليني، روحي..، و هو يلف عنها: روحي لغرفتك.. بكرة نتكلم، خليني لحالي الله يخليك!

ضلت واقفة لشوي تشوف عليه و هي مانها قادرة تفهم عليه، رمشت عيونها كم من مرة و نزلتهم، ما نطقت بحرف و لفت تطلع بسرعة، سمع الباب يتسكر فحط يدينه على رأسه مرة ثانية، بـ تجننه، هي مصرة تجننه هالمرة، ضغط على رأسه و هو يتمتم بإسمها لنفسه بقهر: بسمة.. بسمة.. بسمة!!


***************************


وقف بجنب الشباك يشوف على الشوارع الفاضية، فاضية لأن المطر مانه راضي يتوقف، يشوف البرق من فترة لفترة و يسمع الرعد، حط يدينه على الشباك و هو يحس ببرودة الزجاج، إبتسم بخفة بس إختفت إبتسامته بسرعة و هو يحس بصورتها ترجع له، مانه قادر يبعدها عن فكره، مستحيل يقدر، يومين ما شافها، يومين ما سمع صوتها، ما سأل عنها، ما يعرف كيف تكون و بأي حالة، ما يعرف إذا هي تأكل و تشرب بدونه، ما يعرف إذا هي تنام و تأخذ أدويتها بدونه، ما يعرف شيء عنها، صورتها و هي تبكي، تبكي و تنادي عليه مانها راضية تتركه، ما تمر عليه لحظة إللا و فكره يروح لها، يا ترى هدت و لا بعدها بنفس حالتها، قطب حواجبه، معقولة تكون بعدها تبكي، تبكي عشانه؟ قطب حواجبه أقوى من قبل و بعدها إنتبه لحاله، غمض عيونه و هو يزفر بقلة حيلة، هو متعود يشوفها قدام عيونه، متعود يسهر عليها، يخاف عليها، يفكر فيها، كل أيامه و هو يقضيها كذي، مانه متعود على هذا، مانه متعود يبعد عنها، يزعل منها، يبكيها بس هو ما يقدر يسامحها، مانه قادر، ما يعرف إذا يقدر!

بعد يدينه عن الشباك ليمسح على وجه و يأخذ نفس ليهدي حاله، لين ألحين أنفاسه الضيقة و لين ألحين قلبه يوجعه، السنوات اللي مرت ما كانت قليلة، شافته يتوجع و هو يفكرها موجوعة، شافته يبكي عشانها، ليش ما توقفت في وقتها، ليش كملت في تمثيليتها، ما فكرت تريحه، تريحه و لو شوي، قست عليه كثير بس لنفسها، أنـانـيـة!

أستغفر بسرعة، ما يصير يفكر فيها كذي بس مانه عارف كيف يفسرها، أستغفر مرة ثانية و عدل الستارة، بعد عن الشباك و لف يلتفت حوالينه، شقة مفروشة صغيرة، غرفة وحدة بحمام، صالة و مطبخ، راح يضل هنا لين ما يهدي حاله، أسبوع، أسبوعين و بعدها بـ يدور على شقة أكبر، شقة أو بيت، يستقر فيه معاها و مع اللي جاي في الطريق، أخذ نفس و صار يمشي للسرير، جلس و عيونه على تلفونها المحطوط على الكمدينة، إلتفت يشوف على باب حمام المسكر، نزل عيونه للتلفون مرة ثانية، يتصل في خالته يسأل عنها، يسأل و بس، سحب التلفون و ضغط على الأرقام، جا بيحط التلفون عند أذنه بس تراجع، سكره قبل ما يسمع الرنين، سمع الباب ينفتح، فلف يشوف عليها!

نزلت عيونها ليدينه لتشوف التلفون، رفعتهم لعيونه و هو نزل عيونه عنها، أخذت نفس و صارت تمشي له، لمت شعرها المبلل و حطتهم على كتفها، جلست على السرير بجنبه و حاوطت يدينه بالتلفون: إتصلت؟

حرك رأسه بالنفي و تنهد: ما قدرت..، رفع عيونه لها: أفكر فيها.. مصدع من كثر التفكير بس بالأخير هي ما تستاهل.. ما تستاهل أعذب نفسي عشانها..، فك يدينه من يدينها و رفعهم لوجهها، يحاوطها: هي أذتك نمارق.. كنت أقول لنفسي ما تقصد بس هي تعمدت تأذيك.. تأذيك و تأذي ولدنا.. تقول أنها تسويها لمصلحتي.. تأذيكم لمصلحتي؟ تأذيكم عشاني؟ ماني قادر أفهمها.. هي تريد تأذيني.. تريد تكسرني.. تريد تربطني فيها.. ما تريد تشوفني مبسوط.. هي ما تستاهل..

حطت يدينها على يدينه: أنت ما تقصد اللي تقوله!

نزل رأسه بقلة حيلة: كل كلمة أقولها فيها تعذبني.. ما أرضى عليها.. والله العظيم ما أرضى.. بس هي ما تستاهل كل اللي أسويه في نفسي عشانها.. مشيت عنها بدون ما أقول لها شيء.. ما قدرت أنطق.. خفت أنها تتألم.. تتألم بسببي..، زفر و هو يحارب دموعه: أنا ما كذي يا نمارق.. أنا ما أزعلها مني.. أنا ما أبكيها..، غمض عيونه يمنع دموعه من النزول.

خنقتها عبرتها، نزلت عيونها عنه و زحفت لتجلس بنص السرير، مسكت يده و سحبته لها بخفة، فتح عيونه و هو يشوفها تأشر على فخذها، إقترب منها ليحط رأسه وين ما كانت تأشر، رفع عيونه لها و هي حطت يدها على عيونه: غمض عيونك!

أخذ نفس يهدي حاله و من ثم غمض عيونه بدون أي كلمة، بعدت يدها لتنحني و تبوس عيونه، ضل مغمض و هو يحس بأصابعها، تمررهم في شعره بهدوء، ما يعرف إيش كان بـ يصير له بدونها، ما يعرف إيش كان بـ يسوي بدونها، تحاول بقد ما تقدر تلملمه، بقد ما تقدر تخفف عليه، تحاول بكل اللي تقدر عليه، ما كان راح يقدر لحاله، ما بدونها!

ضلت تشوف على وجهه لشوي بدون أي كلمة، تعرف هي إيش بحياته، تعرف إيش كثر تعني له، لو إيش ما يقول، كثر ما يبعد ما راح يقدر يرتاح، ما بدونها، زفرت بضيق، بس ما تعرف إذا هو يقدر يسامحها و لا لأ، صعبة، صعبة كثير بس لازم تحاول عشانه، هي ما تقدر تشوفه كذي و بدونها هو راح يضل كذي على طول، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و إنحنت تحط جبينها على جبينه، تكلمت بهمس: خليك مغمض و إسمعني.. إسمعني و بس!

رفعت رأسها شوي و هي تشوفه يقطب حواجبه بخفة بس ما يفتح عيونه، حاوطت وجهه بيدينها و تكلمت بنفس الهمس: أنا مسامحتها.. مسامحتها على كل اللي سوته فيني.. ما عاد يهمني اللي صار.. أنا ما أقدر أشوفك كذي..، شافته يقطب حواجبه أكثر، جا بيفتح عيونه بس حطت يدها عليهم تمنعه، أخذت نفس و كملت: لو إيش ما سوت.. راح تضل أمك.. أعرف أنك تتألم منها.. تتألم كثير.. بس لو إيش ما قلت ألحين مكانها بقلبك راح يضل نفسه.. تتألم بس راح تضل تفكر فيها.. تضل تخاف عليها.. تضل تحبها..، سكتت و هي تحس بحركة رموشه على كفها، بعدت يدها لتشوفه يرفع عيونه لها، حركت رأسها بالإيجاب تأكد له كلامها و كملت: أنت ما تقدر تغير نفسك.. مثل ما قلت.. أنت مانك كذي يا عبدالرحمن.. طول حياتك و أنت بار فيها..، و هي تحرك رأسها بالنفي: لا تتغير ألحين!

بعد رأسه و جلس يشوف عليها: نمارق..

قاطعته و دموعها تتجمع في عيونها: حبيبي.. خلينا نرجع لبيتنا.. خلينا نرجع لها..

نزل رأسه و حركه بالنفي: أنا.. أنا ما راح أقدر..

إقتربت منه، حاوطت وجهه بيدينها و رفعته لها: تقدر.. راح تقدر..، و هي تحضنه: راح تقدر!

دفن رأسه في شعرها، حاوطها بدوره بس ما رد عليها!


***************************


رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار لتشوفها على 12:30، نزلت عيونها للشنطة المفتوحة قدامها، أخذت نفس تهدي حالها و سحبت أحد جلابياتها تكسفه و تحطه في الشنطة، إنتقزت بخوف و هي تسمع الرعد، لفت تشوف على الشباك بخوف و هي تتمتم لحالها: يا رب اجعلها أمطار خير، علينا و على الكل! أخذت نفس ثاني و لفت لشنطتها مرة ثانية، رفعت عيونها للباب و هي تفكر فيه، حيرها بهدوئه، ما قدرت تفهمه، ما قدرت تفهم شيء، ما نطق لها بأي كلمة، ما عارض، ضل يسمعها و بالأخير قام، حرك رأسه بالإيجاب و طلع يمشي من عندها، ما تعرف لوين راح، ما تعرف ليش تأخر كذي، نزلت عيونها و تنهدت، تنهدت مرة ثانية و صارت تتذكر اللي صار:

جلست على طرف السرير و أخذت نفس تتشجع، حطت يدها على كتفه و تكلمت: فهد!

فتح عيونه و إلتفت لها

نزلت عيونها و بهدوء: ممكن نتكلم؟

لف عنها و رجع غمض عيونه

أخذت نفس: إسمعني!

كتف يده على عيونه و زفر: أسمعك!

أخذت نفس ثاني و بدت: فهد أنا.. أنا أريد أتنفس..، سكتت و هي تشوفه يبعد يده عن عيونه و يشوف عليها، نزلت عيونها عنه و كملت: أنا أريد أتنفس براحتي.. أريد أعيش حياتي براحتي.. أريد أبدأ من أول و جديد.. أنا إرتبطت فيك بهالزواج مجبورة و أنت تعرف هالشيء.. ما سألوني.. ما أخذوا رأيي.. غصبوني فيك.. أنا أريد أعيش حياتي بقراراتي أنا.. ما أريد أكمل حياتي و أنا ماني راضية فيها.. ماني مبسوطة فيها..، رفعت يدها ترجع شعرها لوراء و كملت: زكية إتصلت فيني اليوم.. تريدني أروح لها.. تريد تشوفني مرة ثانية.. أنا أريد أروح.. أروح بس..، و هي ترفع عيونها لعيونه: بس ما أرجع لك مرة ثانية..، سكتت لشوي و هي تتوقعه بـ يتكلم بس هو ما تكلم فكملت: فهد..، و الدموع تتجمع في عيونها: ما أنت تريدني أكون بنت عادية بحياة هادية.. أنا أريد أكون هالبنت بس ما راح أقدر معاك..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما معاك..، مسحت دمعتها اللي نزلت على خدها و بعدها نزلت عيونها ليدينها: أنا بروح لها و ما راح أرجع.. خلينا.. خلينا نتطلق!

رجعت من سرحانها و هي تنتقز من صوت الرعد مرة ثانية، إلتفتت حوالينها بخوف و هي تشوف الغرفة فجأة تتظلم، لفت للشباك لتشوف إضاءة الشوارع مسكرة، قطبت حواجبها، حطت اللي بيدها و قامت تمشي للشباك بسرعة، بعدت الستارة و هي تشوف الحارة كلها متظلمة، تسكر الكهرباء، زفرت بقلة حيلة و ما تحركت من مكانها، ضلت تمرر عيونها حوالين الغرفة بنفس هـ الظلام، سمعت الباب يندق و من ثم ينفتح!

دخلت بإبتسامة، في يدها اليمين ولاعة مولعة و في يدها الثاني شموع: إتصلنا بالطوارئ قالوا بـ يأخذوا نص ساعة أو ساعة لحتى يصلحوا المشكلة..، و هي تحط أحد الشموع على التسريحة: يقولوا صدم واحد بعمود الكهرباء و عشان كذي تسكر..، إبتسمت و هي تشعل الشمعة: لين ما يفتح دبري حالك مع هذول!

حركت رأسها بتفهم و هي صارت تمشي للكمدينة، حطت شمعة و من ثم مشت لكمدينة الطرف الثاني، طاحت عيونها على الملابس و الشنطة المفتوحة، جت بـ تسألها بس شافتها تلم ملابسها بسرعة و تحطهم في الكبتات، ما إهتمت كثير، حطت الشمعة على الكمدينة و لفت تمشي: يللا، تصبحي على خير! قالتها و جت بـ تطلع بس وقفتها: رنا!

إلتفتت لها: همم؟

رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و من ثم نزلتهم لها: فهد لين ألحين ما رجع!

إبتسمت لها لتطمنها: راجع، توه قبل شوي راجع..، و هي تلف عنها: تقولي متسبح في المطر و جاي! ضحكت بخفة لنفسها و طلعت تمشي.

ضلت واقفة بمكانها تسمع خطواتها تبتعد، سمعتها تقول: زوجتك تسأل عنك! رفعت عيونها للباب المفتوح بإرتباك و هي تسمع خطواته تقترب، نزلتهم بسرعة و هي تشوفه يدخل، سمعت الباب يتسكر فرفعت عيونها للجدار تلاحق ظله بعيونها، شافته يرمي نفسه على السرير و من ثم يزفر، نزلت عيونها لتشوف الأرضية مبللة، مبللة بخطواته لين السرير، رفعت عيونها له و هي تسمعه يزفر مرة ثانية، ضلت ساكتة لشوي تشوف عليه بدون أي حركة، هدوء يعم المكان، هدوء ما عدا أنفاسه القوية، النار يتحرك بخفة على كل نفس يأخذه، على كل زفرة يزفرها، نزلت عيونها للأرضية المبللة و من ثم رفعتهم له، أخذت نفس و من ثم صارت تمشي له، تمشي و هي تحس بدقات قلبها تضطرب، تضطرب و تربكها، وقفت تشوف على عيونه المغمضة، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها تكلمت بتردد: فهد.. ما يصير.. ما يصير تضلك جالس بملابسك المبللة.. قوم بدل و بعدين تعال نام إذا تريد!

ما نطق بحرف و لا تحرك من مكانه

أخذت نفس ثاني و إقتربت منه بخطوة: فهد، نمت؟..، ما جا لها أي رد منه فجلست على طرف، رفعت عيونها لوجهه و من ثم رفعت يدها لخده بتردد، شهقت و هي تشوفه يفتح عيونه أول ما لامست أصابعها خده، جت بـ تبعد يدها بس مسكها بسرعة، رفعت عيونها لعيونه بإرتباك: فـ.ـهد..، شهقت مرة ثانية و هي تحس بأنفاسها فجأة تنكتم في كتفه، رفعت رأسها شوي، حطت يد على صدره و يدها الثاني على السرير، حاولت تقوم بس حاوطها له بسرعة يمنعها، إرتبكت أكثر و هي تحس بمسكته تزيد عليها، تحس بأنفاسه الحارة على طرف وجهها تحرقها، حرارتها صارت ترتفع بالرغم من البرودة اللي صارت تنتقل لها، تنتقل لها من ملابسها اللي تبللت، حاولت تفك نفسها منه بس فشلت، حست بخده يلامس خدها بخفة فإرتبكت أكثر: فهد..

قاطعها بهمس: خليك.. خليك بس لشوي!

رمشت عيونها كم من مرة و هي تحس بدقات قلبها تتسابق مع بعضها، رجعت تحاول تفك نفسها منه بس ما قدرت، جت بـ تحاول مرة ثانية بس حاوطها له أقوى من قبل حتى يمنعها من الحركة، تكلم بنبرة حادة و هادية بنفس الوقت: قلت لك خليك!

بلعت ريقها بصعوبة و هي تحس بنفسها تجمد بين يدينه، حاولت تأخذ نفس لتهدي حالها و بعدها إستسلمت، حطت ذقنها على كتفه، غمضت عيونها و هي تحس بأنفاسه بهالقرب منها، ما تكلم و ضل محاوطها له بنفس حالته، ما يعرف إيش يقول، هو مانه مثل عبدالله، مانه مثله، ما يقدر يعترف بسهولة، هو ما يعترف بأي شيء، لين ألحين ما إعترف بحبه لها لأنه ما يعرف أي كلمات يستخدم، ما يعرف كيف يركب الجُمل، كيف يقولها، يتمنى أنها تسمعه بدون ما ينطق بأي حرف، المفروض هي تفهمه بدون الكلمات، ما تشوف نظراته لها، ما تشوف حركاته و معاملته لها، ما تحس فيه؟ غمض عيونه و هو يحس بأنفاسها المضطربة تصطدم بكتفه، يمكن هي تحس فيه بس مانها قادرة تحس بـ اللي هو يحس فيه بـ إتجاهها، يمكن هي ما تعلقت فيه كثر ما هو تعلق فيها، يمكن هي ما حبته كثر ما هو صار يحبها، لو كان قلبها يدق له، لو كانت تهتم و لو لشوي كان ما راح يسمح لها تروح، كان ما راح يتركها تنفلت من بين يدينه كذي بس بنسبة لها هو راح يضل شخص إنجبرت فيه، رافضته و راح ترفضه دوم، فتح عيونه و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: لو قلت لك لا تروحي، بـ تضلي؟

ضلت مغمضة عيونها و ما ردت، فتحتهم و هي تسمعه يكرر سؤاله مرة ثانية: أزهار، لو قلت لك لا تروحي، بـ تضلي عشاني؟ تجمعت الدموع في عيونها بس هم ما ردت عليه، غمض عيونه لما طال سكوتها، أخذ نفس يهدي حاله، فتحهم و فكها، حست بمسكته ترتخي من عليها، حست بيدينه تبتعد فبعدت عنه بسرعة، قامت و هي تحس الغرفة فجأة تضيء، نزلت عيونها له و هي تشوفه يجلس و يشوف عليها، نزلت عيونها عنه و هي تتمتم: أنـ.ـا آسفـ.ـة!

حرك رأسه بالنفي و قام: لا تتأسفي..، و هو يأخذ نفس و يزفر: لا تتأسفي لي! لف عنها و صار يمشي للكبتات، أخذ له ملابس و بعدها صار يمشي للحمام، دخل و سكر الباب وراه!

نزلت عيونها عنه و هي تحس بدموعها تحرق عيونها، إلتفتت للشمعة المحطوطة على الكمدينة و إنحنت تنفخ لتطفيه، إنطفت و طاحت دموعها، نزلت للأرض، جلست و حطت يد على وجهها، غمضت عيونها بقلة حيلة و صارت تبكي بصمت!




.

.

.

.

.




يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-13, 11:54 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

***************************


يوم الثاني...

رمشت عيونها بهدوء غير اللي تحس فيه، رفعتهم لوجهه لتشوف عيونه مغمضة، نزلتهم ليده و إقتربت، رفعت كفه و حطته في كفها، غمضت عيونها و أخذت نفس، فتحتهم و رفعتهم لوجهه مرة ثانية، لين ألحين ما كلمته، ما قدرت تكلمه لأنه لما يصحى الكل يكون حوالينه و ما تكون هي لحالها معاه، ما تنطق له بحرف و هو الآخر يضل ساكت، تجلس بزاوية و تعلق عيونها عليه بس هو ما يرفع عيونه لها، ما يرفعهم و كأنه ما يحس بوجودها حوالينه، كأنه ما يريد يحس فيها، هـ الشيء صاير يألمها كثير، هي ما تريد هـ الصمت بينهم، خايفة يكبر هـ الصمت بينهم و يكبر سوء فهم اللي بينهم معاه، يكبر و يبني حاجز، خايفة أنها إذا ما تكلمت ألحين ما راح تقدر تتكلم، ما راح تقدر تكسر هـ الحاجز، ما راح تقدر أبداً، ربها يشهد أنها ما حبت غيره، بالرغم من كل اللي سواه فيها، هي ضلت متعلقة فيه، يمكن حتى صارت تحبه أكثر، تتوجع منه بس تعشقه أكثر، غبية يمكن بس ما بيدها، هي ما تقدر تبطل تحبه، هـ الشيء مستحيل!

زفرت بتعب و هي تحس بدمعتها تطيح لتدحرج على خدها، يمكن هي شكت بحبه لها لما هو شك فيها بس بحركته هو أكد لها أنها غلطانة، غلطت لما سكتت، غلطت لما أجبرته يثبت حبه لها بـ هالطريقة، كانت بـ تخسره بسبب سكوتها، تخسره للأبد، رفعت يدها تمسح دمعتها بأصابعها الضعيفة، نزلت يدها و هي تسمع الباب ينفتح، إلتفتت لتشوفه ينزل عيونه عنها بسرعة، ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة!

فكر الكل رجع للبيت، ما توقعها تكون بعدها جالسة عنده، يحاول ما يتواجد وين ما تكون هي موجودة، يحاول ما يكون حوالينها، يحاول يتفاداها، يتفاداها بقد ما يقدر، ما يريد يصعبها لنفسه أكثر مما هي صعبة، ما يقدر يتحكم بدقات قلبه اللي تجن كل مرة بشوفتها كذي، ما يعرف كيف يتحكم فيها، كان جاي يريد يكلم عماد، يكلمه ألحين لأنه ما راح يقدر يحصل على فرصة ثانية، قرر يرجع لـ بريستول، هذا ما عالمه، هنا مانه حياته، كان يريد يتغير، يتغير عشانها، يكون حياته وين ما تكون حياتها بس يعرف أنه هي مانها له و لا راح تكون، ما راح يعلق نفسه في وهم، في أمل كاذب، نزل عيونه عنها و رجع بخطوة لوراء: أنا لم أكن أعلم أنكِ هنا..، و هو يحك حاجبه بإرتباك: سآتي بوقت لاحق! لف و جا بـ يمشي بس وقفته: مصعب!

غمض عيونه و هو يسمع إسمه منها، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها أخد نفس ثاني، لف لها بس ما تكلم، وقفت و جت بـ تتكلم بس سكتت و هي تحس بأصابعه تتعلق بأصابعها، نزلت عيونها له بعدم تصديق، شافته يشوف عليها، جلست مرة ثانية: عماد..

قاطعها بصوت واضح التعب عليه: إطلعـ.ـي فرح..، و هو يأخذ نفس و يرفع عيونه له: خليني معـ.ـاه!

رجعوا دموعها: عماد، إسمعني بالأول!

غمض عيونه و هو يأخذ نفس ثاني، فتحهم و تكلم بنفس حالته: بسمعك.. بس ما ألحين.. روحي.. خليني معاه.. خليني مع مصعب!

إلتفتت لـ مصعب، شافته يشوف عليها، نزلت عيونها لـ عماد و هي تحارب دموعها: توعدني أنك بـ تسمعني؟

شد على أصابعها بخفة و من ثم فكها: بسمعك.. روحي ألحين!

حركت رأسها بالإيجاب، قامت و صارت تمشي للباب، بعد عن الباب لـ يخليها تطلع، طلعت و هو دخل و سكر الباب، إلتفت له شافه يحاول يعدل جلسته، أخذ نفس و صار يمشي له، جا بـ يساعده بس هو رفع يده السليمة يمنعه، قطب حواجبه بخفة و رجع بخطوة لوراء، عدل جلسته، رفع عيونه له و تكلم: قل ما لديك!

رفع عيونه له: ها؟

أخذ نفس: أنت لست هنا لزيارتي.. أعلم ذلك.. أخبرني والدي بأنك هنا لتعتذر منه.. لا أصدق ذلك.. أنت تكره ذلك الرجل.. لست هنا لأجله.. لقد أتيت لأجلها.. أليس كذلك؟ أنت هنا لـ زوجتي.. أنت هنا لـ فرح!

ضل يشوف عليه لشوي بدون أي كلمة، أخذ نفس يتشجع و بعدها سحب كرسي و جلس: سأكون صريحاً معك..، حرك رأسه بالإيجاب: أتيت لأجلها، أتيت لأجل فرح..، و هو يأخذ نفس ثاني: كنتُ أفكر بأنك لا تستحقها، كل ما فعلته هو إيذائها، جعلتها تبكي، كنتُ أفكر بأنك لست جيداً لها، لن تكون، لم أكن أعلم بأنك تحبها هكذا، لم أكن أعلم بأنك ستقفز أمام سيارة متحركة لأجلها، لم أتوقعك هكذا..، نزل عيونه عنه: أحببتها و لكن علمتُ الآن بأنني لن أستطيع منافستك، ستكسب..، و هو يبتسم لنفسه بإنكسار: ستكسبها بالتأكيد!

رفع عيونه للباب المسكر و من ثم نزلهم له: ارحل، عُد لـ بريستول، لا أريد أن أراك هنا عندما أخرج من المستشفى، لا أريدك في منزلي، لا أريدك في بلدي، لا أريدك في حياتي، عُد من حيثما أتيت!

حرك رأسه بالإيجاب: سأرحل..، و هو يقوم: سأرحل قريباً! أخذ نفس و لف يمشي للباب، حط يده على المقبض و جا بـ يفتحه بس وقفه: مصعب!

لف يشوف عليه.

رجع رأسه لوراء و تكلم: كنت أحاول أتقبلك.. أحاول أعطيك فرصة.. أشوفك كـ أخو لي.. كنت أقول لنفسي يبة غلط عليكم بس هذا ما يعني أني بغلط مثله.. حبيت مايسي و عشانها حاولت أكثر بس كرهتك من نظراتك لفرح.. كرهتك و ما أعرف إذا أقدر أحاول مرة ثانية و لا لأ.. ما أحس أني أقدر!

نزل عيونه: أنا آسف..

قاطعه: لا تتأسف بس بعد و روح.. بعد عني.. بعد عن فرح!

حرك رأسه بالإيجاب و لف يطلع بسرعة، شاف الباب يتسكر، غمض عيونه و زفر بضيق، سمع الباب ينفتح مرة ثانية و سمع خطوات هادية تتقدم منه، عرف أنها هي بس ضل مغمض، حس بيدها على رأسه فأخذ نفس و زفر مرة ثانية: فرح ما ألحين.. ما ألحين!

ما نطقت بحرف، جلست بطرف السرير تشوف على عيونه المغمضة و هو يزفر أنفاسه بضيق!


***************************


صحت من النوم مفزوعة و هي تسمع أصواتهم العالية توصل لها، تقلبت لتشوف الطرف الفاضي من السرير، سمعت صوته فشهقت و بعدت البطانية عنها بسرعة، قامت و ركضت لباب الغرفة، فتحته لتشوف سجى جالسة على الكنبة، منزلة رأسها و تبكي، سارة واقفة بجنب هـ الحرمة الغريبة اللي تصرخ في وجهه و هو واقف على رجله المجبرة، يستند بعكازته بيد وحدة، قبضته مشدودة عليه و وجهه محمر، هي تصرخ عليه فـ هو يرد عليها بصوت عالي نوعاً ما، مررت عيونها عليهم و هي تحط يدها على قلبها بخوف، تقدمت له بخطوات مترددة، وقفت وراه و هي تحط يدها على كتفه: شهـ.ـاب!

قطب حواجبه بقوة لما حس فيها، سكت و إلتفت يشوف عليها، رفعت عيونها للحرمة و هي تشوفها تأشر عليها و تقول: هذي هي؟ رفضت بنت خالتك عشانها؟ عشان هذي؟..، و بصراخ: أنـت كـيـف تـعـرف أنـهـا مـا راح تـتـركـك مـثـل مـا تـركـت أهـلـهـا؟.. كـيـف تـعـرف أنـهـا مـا راح تـبـيـعـك مـثـل مـا بـاعـت أهـلـهـا؟.. أنـت كـيـف تـقـدر تـثـق..

قاطعها بسرعة: يـمـة يـكـفـي.. خـلاص.. قـلـت لـك أنـتـي مـا لـك أي دخـل فـيـنـي.. مـا لـك أي حـق عـلـي.. بـسـك!

مشت لها بسرعة و سحبتها من مرفقها، إلتفتت له و بنفس حالتها: أنـت تـسـكـتـنـي عـشـانـهـا.. عـشـان وحـدة مـثـلـهـا..

رفعت عيونها له و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، رفعتهم لسارة لما حستها تسحبها لها، رجعتها لوراء و إلتفتت لأمها: ويـنـك عـنـه لـمـا إخـتـارهـا.. ويـنـك عـنـه لـمـا جـابـهـا لـهـنـا.. إذا هـي غـلـطـت عـيـل ولـدك بـعـد غـلـط.. غـلـطـة صـارت و إنـتـهـت.. أنـتـي الـمـفـروض تـوقـفـي بـجـنـبـه.. أنـتـي الـمـفـروض تـدلـيـه عـلـى الـصح.. ما تـحـاولـي تـدمـري حـيـاتـه كـذي.. مـا تـزرعـي الـشـك فـي قـلـبـه كـذي.. أسـاور زوجـتـه و أنـتـي مـا يـصـيـر تـجـي ألـحـيـن و تـغـصـبـيـه عـلـى غـيـرهـا!

حركت رأسها بالنفي و مشت لشهاب: سـمـا شــريـفـة.. مـانـهـا مـثـلـهـا.. تـقـدر تـقـول لـي أنـهـا مـا تـكـلـمـت مـع أحـد غـيـرك.. مـا طـلـعـت مـع أحـد غـيـرك.. تـقـدر تـثـق فـيـهـا.. تـقـدر تـشـوف وحـدة مـثـلـهـا أم لأولاد..

قاطعها و هو يمشي لأساور و يسحبها له: أسـاور مـانـهـا مـثـلـك يـمـة.. أنـتـي تـركـتـي أبـوي و تـركـتـيـنـا كـلـنـا وراك و رحـتـي لـواحـد ثـانـي.. تـركـتـيـنـا لـواحـد حـقـيـر.. بـس هـي مـانـهـا مـثـلـك.. مـا راح تـسـويـهـا فـيـنـي.. هـي مـانـهـا مـثـلـك.. هـي أشـرف مـنـك.. سـمـعـتـيـنـي.. أشـرف مـنـ..، سكت و هو يحس بكفها ينطبع على خده، رمش عيونه كم من مرة و هو يحاول يلتقط أنفاسه، إلتفت لأخواته ليشوف الصدمة على وجوههم، صفعهم بـ هالخبر، صفعهم بقوة، إلتفت لأمه و هو يشوفها ترجع بخطواتها لوراء و دموعها تلمع في عيونها، لفت عنه و مشت تطلع بسرعة.

وقفت تمرر نظرها من عليهم و هي تحس بنفسها ترتجف، دموعها تنزل و هي تشوف دموعهم تنزل، رفعت عيونها له و هي تشوفه يرجع بخطوة لوراء ليطيح عكازته من يده، يجلس على طرف الكنبة و هو يحاول يتدارك، إلتفتت لسارة و هي تشوفها تمشي له و توقف قدامه.

مسكته من قميصه و بعدم تصديق: شهاب.. شهاب أنت إيش قلت.. إيش تقصد بكلامك.. هي تركت بابا عشان واحد ثاني..، و هي تحرك رأسها بالنفي: مستحيل.. مستحيل..، و بصراخ: مـامـا مـانـهـا كـذي.. مـامـا مـا تـسـويـهـا..، و هي تشده أكثر: تـكـلـم.. قـول شـيء.. قـول أنـك تـكـذب.. قـول الـلـي قـلـتـه كـذب..، و هي تهزه: قــول!

غمض عيونه بقوة و ما رد عليها!

صارت تهزه أكثر: أنـت تـكـذب.. شـهـاب.. الله يـخـلـيـك قـول أنـك تـكـذب.. مـامـا مـا سوتـهـا.. قـوول..، سمعت شهقة سجى، إلتفتت لها لتشوفها تغطي وجهها بيدينها و تبكي أكثر، شهقت بدورها و بعدها طاحت عند رجوله و صارت تبكي!



بعد فترة...

طلعت من غرفتهم بعدما تأكدت أنهم هدوا، أخذت نفس طويل تهدي حالها و بعدها لفت تمشي لغرفتها، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها، إلتفتت له لتشوفه جالس على السرير و منزل رأسه، هي ما تكلمه، لين ألحين مانها راضية عليه، هو جرحها بشدة و هي ما تعرف إذا هي تقدر تنسى و تسامحه بـ هالسهولة، يعورها قلبها و هي تشوفه في هـ الحالة بس ما تعرف إذا تروح له و لا تضل واقفة بمكانها تشوف عليه!

حس بعيونها عليه فأخذ نفس و رفع رأسه يشوف عليها، أخذ نفس ثاني و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: تعالي!

نزلت عيونها عنه و حركت رأسها بالنفي

زفر بتعب و بترجي: أساور تعالي، أرجوك، تعالي لي!

رفعت عيونها له مرة ثانية و شافته يمد يده لها، أخذت نفس و صارت تمشي له، حطت يدها في يده و هو سحبها ليجلسها بجنبه، جلسها ليحضنها و يدفن رأسه في كتفها، غمض عيونه و حاوطها له بقوة، توه بس يفهم حاله، توه يفهم كل شيء، هو مانه خايف أنها تتركه مثل ما تركت أهلها، هو خايف أنها تتركه مثل ما هي تركتهم، تركتهم لواحد ثاني، هو خايف يشوف الماضي يتكرر، يتكرر فيها، دفن كل شيء في قلبه و كتم، مانه قادر يثق فيها لأنه ثقته انكسرت من قبل مرة، انكسرت من أغلى الناس على قلبه، فكر أنه نسى كل شيء، فكر أنه تناسى بس كل شيء بعده موجود في ذاكرته، موجود و كأنه صار الأمس، هي صارت أهم الناس في حياته، صارت أغلاهم و أحبهم لقلبه، ما يريد ينكسر مرة ثانية، ما منها هي، زاد من مسكته عليها و هو يحس بدموعه تحرق عيونه: ما راح أخليك تكوني مثلها.. ما أسمح لك.. تسمعيني؟

حركت رأسها بالإيجاب، رفعت يدينها و حاوطته بدورها: لا تخاف.. ماني مثلها.. ما راح أكون!

بعد عنها و حاوط وجهها بيدينه: لا تتركيني.. لا تتركيني لو إيش ما كان السبب!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها: ما راح أتركك!

شد وجهها له: توعديني؟

نزلت يدينه عن وجهها و حضنته: أوعدك.. ما راح أتركك..، و هي تزيد من مسكتها عليه: ما راح أتركك!


***************************


وقفت قدام المراية تعدل شيلتها بس عيونها عليه، واقف بجنبها يمشط شعره و يبتسم لها، إبتسامته صارت ما تفارقه، ما تقدر تفهم عليه، ما تعرف هو إيش يخبي وراء إبتسامته هذي، ما تعرف إذا هو خايف مثل ما هي خايفة، ما تعرف بإيش يحس، يمكن يبتسم عشانها، عشان يقويها، عشانه يعرف أنها ضعيفة و بدونه بـ تضعف أكثر، حست بدموعها تتجمع في عيونها فنزلتهم بسرعة، تعبت من كثر البكي، ما تريد تبكي أكثر بس ما بيدها، تدعي و تبكي، ما تقدر على أكثر من كذي، حست فيه يقترب منها و يحاوطها من أكتافها فـ أخذت نفس تهدي حالها و لفت تشوف عليه، رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم و صارت تسكر زر دشداشته، سكرته و بعدها لفت للتسريحة و أخذت ساعته، سحبت يده و لبسته إياها، أخذت نفس ثاني و رفعت عيونها لعيونه، حاوط وجهها بيدينه و طبع بوسة هادية على جبينها، تكلم و هو يبعد عنها بخطوة و يمسك يدها: يللا، خلينا نمشي، خالتي تكون تنتظرنا و عبدالله بالسيارة!

حركت رأسها بالإيجاب، لفت للتسريحة تسحب شنطتها و بعدها لفت له و صارت تمشي معاه.

زاد من مسكته على يدها و طلع يمشي للبرع، يغصب إبتسامة على شفايفه لأنه يعرفها أكثر من الكل، تشوف إبتسامته تحاول تتماسك، تتدارك لا تنهار، يكفيه يشوف دموعها، صعبة كثير يفارقهم و كذي و هي بحالتها تصعبها له أكثر، يغمض عيونه و هو يحس بعيونها تتعلق عليه، يسمع أنفاسها المضطربة، حتى و لو غفت تصحى مفزوعة، مانها قادرة تغمض عيونها، خايفة تفقده و هو حاس فيها، ما يعرف إيش يقول لها ليخفف عليها، ما يعرف كيف يواسيها، بـ إيش يواسيها، يتمنى بـ هالسفرة ترتاح نفسياتهم، ترتاح نفسيتها هي، هو حاط أمل كبير في ربه، حاط كل ثقته في ربه، كل اللي يصير، يصير للأحسن، أخذ نفس و هو يشوف عبدالله يحط الشنط في السيارة، أخذ نفس ثاني و هو يتمتم لحاله: الحمد لله على كل حال..، حس بعيونها عليه فـ إلتفت لها و هو يتمتم مرة ثانية: الحمد لله على كل حال!



بعد نص ساعة...

طبع بوسة هادية على رأسها، بعد و هو يشوف دموعها تلمع في عيونها، حاوطها من أكتافها و تكلم بسرعة: الله يخليك خالتي بدون الدموع..، و هو يلتفت لـ ليلى و من ثم يرجع يلف لها: بنتك مانها مقصرة!

مسحت دموعها بطرف كم جلابيتها، إلتفتت لـ ليلى و من ثم نزلت عيونها للبنات اللي كانوا واقفين بجنبها، رفعتهم له و تكلمت: يا ولدي ليش تأخذوهم معاكم، بـ يعذبوكم، بـ تتعبوا، خلوهم عندي، أنا بدير بالي عليهم!

حرك رأسه بالنفي: لا خالتي، أريدهم معاي، ما أعرف متى..، سكت و هو يشوف دموعها ترجع، رفعت يدها و صارت تمسح على وجهه بهدوء: الله يقبلها منك إن شاء الله، الله يوفقك و يحفظك، الله يرجعك لنا و أنت ما تشكي من شيء، الله يشفيك!

إبتسم لها و طبع بوسة ثانية على جبينها، بعد و هو يتمتم: آمين! إلتفت لـ ليلى و من ثم لها: بنمشي ألحين!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت لـ ليلى: عزيز طلع من شوي بس قال أنه بـ يقابلكم بالمطار..، و هي تحضنها: يللا يا بنتي، الله يقبل دعواتكم و يسعدكم!

بعدت عن أمها، رفعت عيونها له شافته يبتسم، غصبت إبتسامة على شفايفها و طلعت تمشي معاه، تمشي و هي تسمع دعوات أمها لهم، تتمنى ربها يستجيب لكل دعواتها، تتمنى أنها تستجاب!


***************************


نزلت يدينها و هي تفتح عيونها بهدوء، قامت و هي تتمتم لنفسها بصمت: آمين! كسفت سجادتها و صارت تمشي للتسريحة، فسخت جلبابها و حطته على التسريحة مع السجادة، رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، زفرت بتعب و من ثم سحبت الكرسي و جلست، غمضت عيونها و هي تحس بكلامه يتردد في مسامعها:

"فيصل ما راح يقدر ينسى بوجودنا نحن الإثنين قدام عيونه، خلينا نقول أني رحت له و إعتذرت، تفكري أنه راح يقدر يرمي كل شيء وراء ظهره و يسامحني، ما راح يقدر، ما يقدر و هو يشوفنا نحن الإثنين حوالينه، أنا و أنتي، بـ نكون في نفس البيت، راح نجتمع على نفس الطاولة بالصبح و بالمساء، راح نصطدم ببعض في اليوم أكثر من خمسين مرة، إيش بـ يفكر في وقتها، حتى و لو ما يريد بس راح يشك فينا، بنظره أنا بضل باسل اللي كان حاط عينه عليك و أنتي راح تضلي بسمة اللي سكتت و كأنها راضية، إذا نريد فيصل ينسى أو حتى يتناسى كل اللي صار، لازم أحد منا يبتعد و يختفي من حياته، هو راح يقدر يتزوج مرة ثانية متى ما يريد، يقدر يجيب زوجة ثانية بس من وين راح يجيب أخ ثاني، من وين راح يجيب أخت ثانية، هالشيء مستحيل، إذا تريديني أرجع لـ فيصل، إذا تريدي فيصل يرجع مثل ما كان أنتي لازم تروحي، تبتعدي و تختفي من حياته، هذا إذا فيصل يهمك مثل ما تقولي"

فتحت عيونها و هي تحس بدموعها تحرقها، غمضتهم مرة ثانية لتبكي لنفسها بصمت، طول الوقت يتكلم و هو راسم إبتسامة خبيثة على شفايفه، راسمها لأنه يعرف أنه كل اللي يقوله هو الصح، متأكد أنه بـ يرن في عقلها بكلامه، متأكد أنها بتسمع منه و تبتعد، إبتعدت، إبتعدت بس بعدما جرحته، جرحته لأنه بـ هالطريقة يكون أسهل عليه يتناساها، أسهل عليه يبدأ حياته مع وحدة غيرها، كل كلمة قالتها طعنتها بس كانت مجبورة، هي ما راح تقدر تكون له الأخت اللي يريدها، الأخ اللي يحتاجه، هي ما راح تقدر تكون له هم، هي لحالها ما راح تكفيه، غطت وجهها بيدينها و صارت تبكي أكثر، ما تعرف هي إيش بـ يصير فيها ألحين، كانت خايفة، خايفة كثير، لما سحبها لبرع، رماها فكرته بـ يرميها بطلاقها، ما تعرف إيش منعه بس لف عنها بدون أي كلمة، ما تعرف بـ إيش يكون يفكر ألحين، يكرهها؟ أكيد كرهها، هي كرهته فيها، كرهته فيها عشانه، بعدت يدينها و هي تمسح دموعها و تحاول تهدي حالها، أخذت نفس و من ثم أخذت نفس ثاني: يا الله سامحني.. سامحني يا رب!



تحت – عند باب المجلس...

وقفت عند الباب المسكر بتوتر، شافته يوقف سيارته قدام الفلة من شباك غرفتها، صار له أكثر من نص ساعة داخل و يكلم أبوها، ما تعرف إيش يقول، ما تعرف إيش اللي يصير، فكرته جاي عشانها، جاي ليقنعها تبطل، تنسى سفرتها بس هو ما طلب منها تنزل، ما طلب يشوفها و عشان كذي توترت، شافت المقبض يتحرك فرجعت بخطواتها لوراء بسرعة، جت بـ تلف بس إنفتح الباب، نزلت عيونها بإحراج: بابا.. أنا..، رفعتهم له: أنا بس..، سكتت و هي تشوفه يتنهد و من ثم يحرك رأسه بقلة حيلة و يمشي عنها، نزلت عيونها و هي تقطب حواجبها بخفة، رفعتهم و هي تسمع خطواته، جت بـ تلف بس شهقت و هي تحس بيده على يدها، يسحبها له، رفعت عيونها لعيونه بإرتباك: عزيز..

قاطعها: حنين!

نزلت عيونها و بنفس حالتها: عزيز.. ما راح أغير رأيـ..

قاطعها مرة ثانية: أعرف..، و هو يحط يد على خدها و يرفع وجهها له: ماني هنا لأمنعك، جيت أخبرك ورقة طلاقك بتوصلك قبل سفرتك، بداية جديدة لك..، و هو يأخذ نفس: بداية بدوني أنا..، نزل يده عن خدها ليطبع بوسة هادية و من ثم يبعد و بإبتسامة: موفقة! قالها و بعدها لف عنها بسرعة و صار يمشي لبرع!

ضلت واقفة بمكانها تشوف عليه و هو معطيها ظهره و يمشي، شافته يفتح باب الشارع، يطلع و من ثم يختفي، يختفي و ما يبقى منه غير طيفه، تجمعت الدموع في عيونها، نزلتهم و رجعت بخطوتين لوراء، إستندت بالجدار و غمضت عيونها، ما هو قال لها أنه ما راح يتخلى عنها، ما هو قال أنه ما راح يتركها هالمرة عيل ليش إستسلم كذي، ليش بـ هالسهولة؟ هي كانت تريد تعرف إذا قصدها و لا لأ، هي كانت تريده يحسسها أنها هي صارت مهمة في حياته، مهمة كثير، هي كانت تريده يقول لها أنه ما راح يقدر على بعدها، تريده يقول أنه ما راح يقدر بدونها، هي كانت تريده يتكلم لحتى يقنعها، يقنعها بحبه لها، هي كانت تريده يتكلم، يقول أي شيء بس ما يستسلم بـ هالسهولة هذي، ما ألحين، زفرت و هي تحس بدمعتها تطيح على خدها و تحرقها، فتحت عيونها بإرتباك و هي تحس بيد على مرفقها، نزلت عيونها عنها بسرعة و هي تمسح دموعها: ماما..

قاطعتها و هي تسحبها للداخل: تعالي!

إرتبكت أكثر و هي تشوف نفسها تنسحب وراها: ماما.. لوين تأخذيني؟

ما ردت عليها، سحبتها للداخل و صارت تمشي للدرج، ركبت و هي تركب وراها، لفت لممر الغرف و مشت لغرفة بسمة، فتحت الباب، دفعتها للداخل و دخلت، قامت من على سريرها بسرعة و هي تشوف الباب يصطدم بالجدار، مررت عيونها عليهم بإرتباك: ماما إيش اللي يصيـ..

قاطعتها بسرعة و بصوت عالي شوي: هذا اللي أريد أعرفه، إيش اللي يصير؟..، إلتفتت لـ حنين: أنتي لين متى بـ تضلي بحالتك هذي، الرجال إعتذر منك.. ليش ما ترجعي له.. عيب كل يوم و الثاني يدق باب بيتنا عشانك.. عيب هالشيء..

نزلت رأسها و هي تحس بدموعها تنزل: أنا..

قاطعتها و هي تلتفت لـ بسمة: و أنتي؟ و أنتي إيش جابك لهنا؟.. ما مر عليك أسبوعين ببيت زوجك و رجعتي.. سافر مرة ثانية؟..، و هي تحرك رأسها بالنفي: تفكروني ما أفهم شيء.. ما أشوف شيء..، و هي تمرر نظرها ما بينهم: ما أريد أشوفكم في هالحالة.. كل وحدة تسكر نفسها في غرفتها و تبكي.. أنا ما أريدكم ترجعوا لي مطلقات.. أريد كل وحدة ترجع لزوجها.. تستقر ببيتها.. الناس ما ترحم.. بكرة ما راح يسكتوا عليكم.. ما راح يسكتوا علينا.. فكروا زين.. فكروا قبل ما تقرروا أي شيء.. فكروا في كل شيء! قالتها و بعدها لفت عنهم بسرعة و طلعت من الغرفة.

رفعت عيونها للباب و من ثم لها، شافتها تمسح دموعها و ترفع عيونها لها بدورها، تنهدت بتعب، رجعت بخطوة لوراء و جلست على السرير، نزلت رأسها و غمضت عيونها بقلة حيلة، تقدمت منها بهدوء غير اللي تحس فيه، جلست بجنبها و حطت رأسها على كتفها، تنهدت مرة ثانية و رفعت يدها تحطه على رأسها، ما تكلموا، ضلوا ساكتين و كل وحدة فيهم تراجع قراراتها لنفسها!


***************************


سكرت شنطتها و هي تأخذ نفس طويل و تزفر، حست بعيونه عليها بس ما لفت له، ضلت جالسة على الأرض و عيونها تتحرك على الكبتات قدامها، إرتبكت و هي تحسه يقوم و يقترب من عندها، حست فيه يوقف وراها و من ثم ينحني، غمضت عيونها بسرعة و هي ما تعرف إيش تتوقع منه، من بعد اللي صار ما نطق لها بحرف، ما رفع عيونه لها، فتحت عيونها بتردد و هي تشوفه يرفع شنطتها، رفعت رأسها له و هو تكلم: خلصتي؟

ضلت تشوف عليه لشوي بس ما ردت عليه

قطب حواجبه و بنبرة حادة شوي: مخلصة؟

نزلت عيونها عنه بسرعة و حركت رأسها بالإيجاب

حرك رأسه بالإيجاب و صار يجر شنطتها للكنبة: عدنان يجي يأخذك؟

ما سمعته: ها؟

لف لها و هو يقطب حواجبه مرة ثانية: قلت عدنان يجي يأخذك؟

قامت بإرتباك: ها.. لا.. أقصد أيوا أنا..

قاطعها بسرعة: ما في داعي يجي، أنا بوصلك!

إرتبكت أكثر: ها؟

مشى لها بسرعة و سحبها من مرافقها: إيش فيك ما تسمعي، لازم أعيد لك كلامي..، و بصوت عالي: قـلـت مـا فـي داعـي يـجـي .. بـأخـذك بـنـفـسـي..، و هو يشدها له أكثر: سـمـعـتـي و لا أعـيـد؟!

رمشت عيونها بخوف: أنا.. آسفة!

دفعها عنه بقهر، لف عنها و مشى لشنطتها، سحب الشنطة و من ثم صار يجره لين الباب: إلبسي عبايتك و خلينا نطلع..، و هو يفتح الباب: بـسـرعـة!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و ركضت للمعلقة، سحبت عبايتها و لبسته، سحبت الشيلة، لفته على رأسها و صارت تمشي للكمدينة، أخذت تلفونها و بعدها مشت بسرعة تلحقه، طلع من الغرفة و هي طلعت تمشي وراه، نزل الدرج و هي نزلت وراه، حطت رجلها على آخر الدرج و هي تشوف الكل مجتمع بالصالة، مررت نظرها عليهم و هي تشوفهم يمرروا نظرهم من عليهم، رفعت عيونها لظهره و هي تسمعه يقول: بـ تروح لبيت أهلها لكم من يوم، تضل عندهم!

نزلت عيونها عنه و من ثم رفعتهم لأمه و هي تشوفها تقوم و تجي لها، تقدمت لها بدورها، مسكت يدها، إنحنت و باستها على يدها و من ثم طبعت بوسة هادية على رأسها و بعدت، إبتسمت لها و تكلمت: سلمي لي على أمك يا بنتي، خبريها أني بجي بزورها و أتحمد لها بسلامة أخوك في هـ اليومين إن شاء الله!

نزلت عيونها عنها و من ثم رفعتهم لـ رنا لتشوفها تبتسم لها، غصبت إبتسامة على شفايفها و بعدها نزلت رأسها، ما تعرف إيش بـ يفكروا فيها بعدين لما يعرفوا أنها ما راح ترجع، ما تعرف بـ إيش يفسر حركتها لهم، هي ما كانت تريده يكذب عليهم عشانها، كانت بـ تتكلم، تقول لهم اللي قالته له، تكذب بنفسها، تكذب مرة ثانية، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و لفت تلحقه!



بعد 45 دقيقة...

فكت حزامها بهدوء غير اللي تحس فيه، رفعت عيونها لباب الشارع و من ثم إلتفتت له، عيونه للقدام يرمشهم بهدوء، يأخذ نفس و يزفر بنفس هدوئه، مررت يدها على وجهها و تكلمت: أمم.. شكـ.. شكراً على كل شيء!

ما إلتفت لها و لا تكلم، نزلت عيونها عنه بسرعة و لفت تنزل، فتحت باب الخلفي، سحبت شنطتها و سكرته، أول ما تسكر الباب تحركت سيارته، ضلت واقفة بمكانها تشوف على السيارة و دموعها تتجمع في عيونها، عندها كلام كثير، كلام له هو بس مضطرة تكتم كل شيء لنفسها، تدفن كل شيء في قلبها و تنسى، زفرت أنفاسها و هي تحاول تمسك دموعها بقدر الإمكان، إلتفتت لباب الشارع و بعدها نزلت عيونها لشنطتها، أخذت نفس، مشت و هي تجرها وراها!

حرك سيارته و عيونه على المراية الجانبية يشوف عليها، صورتها صارت تبتعد و تصغر لين إختفت لما لف لأحد التقاطعات، غمض عيونه و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، ما قدر فـ وقف السيارة بطرف، نزل و صفق الباب بقوة، فسخ كمته و رماه على الأرض بقهر، أخذ خطوتين للقدام و هو يمرر يدينه في شعره، رجع بخطوتين لوراء و إصطدم بسيارته، رجع رأسه لوراء و زفر أنفاسه بقوة، هي أخذت قرارها، قررت تبتعد، تبتعد لتقدر تتنفس بس هو كيف يتنفس ألحين، هي ما تعرف بس هي كانت موجودة في حياته من قبل، موجودة من 8 سنوات، كانت مستحوذة على كل تفكيره، كانت مجرد صورة، ما كان يعرفها، ما كان يعرف شكلها، ما كان يعرف صوتها، ما كان يعرف أي شيء عنها بس ضلت في باله، ضلت و عذبته، ما قدر يبعدها في وقتها فـ كيف يقدر يبعدها ألحين؟

كيف يبعدها ألحين و ريحتها تملي جناحه، كيف يبعدها ألحين و عيونها تدور في عيونه، كيف يبعدها ألحين و ضحكتها ترن في مسامعه، كيف يبعدها بعدما إستحوذت على قلبه؟ ما يعرف كيف يبعدها، يتمنى يتوقف تفكيره، يتجمد لحتى ما يقدر يفكر في شيء، يتمنى يدخل بغيبوبة فكرية بس عشان ما يفكر فيها، ما هي، يا ترى في غيبوبة مثل هذي؟ ينام، يقوم، يأكل، يشرب، يتكلم، يسوي كل شيء بس ما يفكر، يقدر؟ غمض عيونه و هو يزفر بقوة، يا ليته يقدر يمحي كل شيء متعلق فيها من ذاكرته، يمحيها لحتى يقدر يكمل حياته بدون ما يتألم، بدون ما يتألم كل مرة تطرأ في باله!

شبك يدينه وراء رأسه و غمض عيونه، هو ما كان كذي من قبل، ما كان كذي أبداً، ما يعرف إيش صار فيه، هـ البنت إيش سوت فيه، كيف قدرت تأثر فيه كذي؟ فتح عيونه و هو يسمع تلفونه يرن، نزل عيونه لكمته المرمية على الأرض، أخذ نفس و نزل يأخذها، عدل وقته و بعدها لف لسيارته، فتح الباب و ركب، أخذ تلفونه و هو يشوف رقم البيت يضيء على الشاشة، أخذ نفس ثاني و رد: أيـ..، ما قدر يكمل لأنه قاطعه بسرعة، قطب حواجبه بقوة: يبة لحظة، لحظة، ماني قادر أفهم عليك...، إيش صار؟ سكر باب سيارته بسرعة: خلاص يبة جاي...، و هو يحرك سيارته: جاي!





.

.

.

.

.




يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-13, 11:54 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

.

.

.




بعد ساعة...

نزل عيونه و هو يقطب حواجبه، يسمع صراخه و هو ما يعرف بـ إيش يرد عليه، هاشم إتصل فيه و خبره أنه بـ يلغي عقد الشراكة و إذا إلتغى العقد كل شيء بـ يضيع، هو مديون له بـ كثير، ما راح يقدر يدفع له، حتى و لو باع الفلة، باع كل السيارات، باع كل شيء يملكه، ما راح يجيب نص اللي عليه، كل شيء بـ يضيع!

مشى له لما شافه ينزل رأسه، مسكه من كتفه و بنفس حالته: مـا أنـا قـلـت لـك لا تـخـلـيـه يـشـتـكـي مـن شـيء.. مـا أنـا قـلـت لـك حـط هـاشـم قـبـل كـل شـيء.. ألـحـيـن مـا راح يـتـردد.. يـرمـيـنـي مـعـاك بـالـسجـن و يـرمـي أمـك و أخـوانـك عـلـى الـشـارع.. إيـش بـقـول لـهـم.. هــا؟.. إيـش؟.. و هو يدفعه: إيـش خـلاك تـرفـع يـدك عـلـى الـرجـال؟.. لـيـش سـويـتـهـا؟ إيـش الـسـبـب؟ إيـش؟

ضل منزل رأسه و ما رد عليه!

كمل بنفس حالته: كـلـم زوجـتـك.. خـلـيـهـا تـفـهـمـه.. خـلـيـهـا تـعـتـذر مـنـه.. روح أنـت عـنـده و اعـتـذر.. سـوي أي شـيء.. بـوس رأسـه.. بـوس رجـلـه.. سـوي أي شـيء و خـلـيـه يـتـراجـع.. مـا راح نـقـدر عـلـى هـ الـخـسـارة.. تـفـهـمـنـي؟.. مـا راح نـقـدر!

أخذ نفس يهدي حاله و رفع عيونه له، يقول له أنه سواها عشانها، عشانه كان يريد يوقف بجنبها، يقويها، يساندها، سواها لأنه كان يفكر أنها ضعيفة و ما راح تقدر لحالها، سواها عشانها بس هي ما عادت موجودة، تركته و راحت، كيف يقولها ما يعرف؟ لف عنه بدون أي كلمة و صار يمشي لبرع مكتبه، طلع و هو يشوف أمه واقفة قدام الباب، حاطة يدها على قلبها و هي تسمع صراخ زوجها، إقتربت منه بخطوة و حطت يدها على كتفه: يا ولدي إيش في؟ إيش صاير؟ إيش فيكم؟

نزل يدها عن كتفه، أخذ نفس و بعدها تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: يمة خبريه أني بدبرها.. بس يصبر علي شوي.. يصبر شوي! زفر و مشى عنها بسرعة، ركب لغرفته، دخل و سكر الباب وراه، مرر عيونه حوالين الغرفة لتستقر على الكنبة، غمضهم و بعدها دق رأسه بالباب بقهر، مقهور لأنه ضيع كل شيء عشانها، مقهور لأنه سمح لها تلعب فيه كذي، سمح لها تستغله كذي!


***************************


مررت أصابعها في شعرها بهدوء و بعدها إنحنت لتطبع بوسة هادية على خدها، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار لتشوفها 10:05، عدلت جلستها، نزلت عيونها لها مرة ثانية و ضلت تشوف عليها لشوي، هي ما تقدر تروح للفلة لتشوفها بس هذا ما يعني أنها ما تقدر تجيبها لعندها، تطلب من أخوانها يجيبوها لها، تأكلها، تسبحها، تلعبها، يطمئن قلبها عليها، تضل عندها لين تنام و بعدها تخبرهم يرجعوها، هي ما تريد تروح للفلة بنفسها لأنها تعرف أنه بـ يكون موجود، ما تريد تصطدم فيه، ما تريد تشوفه، تريد تبتعد عنه بقد ما تقدر، تحاول تقنع نفسها أنه بـ هالطريقة الوجع بـ يكون أقل، بـ هالطريقة بـ تتعود أسرع، تحاول تقنع نفسها أنه إذا ضل بعيد عن نظرها بـ يبعد عن فكرها، بـ يبعد عن قلبها، تحاول تقنع نفسها بس ما تعرف إذا تنجح و لا لأ، سمعت الباب ينفتح فـ إلتفتت تشوف عليها، إبتسمت لها فـ ردت بإبتسامة.

مشت لها و وقفت تشوف على وجه وسن النائمة: مريم إتصلت يا حبيبتي..، و هي ترفع عيونها لها: تسأل عنها!

حركت رأسها بتفهم، قامت و بصوت واطي: ألحين بخبر فراس يأخذها..، حملتها بهدوء و لفت تمشي لبرع الغرفة، شافته يسكر التلفزيون و يقوم، مشت له و بهدوء: فراس!

إلتفت لها و لما شافها حاملة وسن حرك عيونه بملل

وقفت قدامه و تكلمت: يللا، وديها لخالتي مريـ..

قاطعها بسرعة: ماني رايح، يعني ما في غيري؟ فراس جيب وسن، فراس ودِ وسن، فراس، فراس، فراس، فراس، ترى مليت..، و هو يمشي للغرفة: أنا رايح أنام، وديها لحالك!

قطبت حواجبها و هي تشوفه يدخل الغرفة و يسكر الباب وراه، إلتفتت لأمها بعدم تصديق: هذا متى صار يرد كذي؟

إبتسمت لها: نعسان، بكرة تشوفيه يعتذر..، و هي تمشي لها: سامي نايم من قبل و التوأم ما يقدروا يحملوها..، و هي تحط يد على كتفها: روحي يا بنتي، خذيها بنفسك، مريم تنتظر، ما زين نتأخر عليها، الحرمة تريد تنام..، و هي تأخذ شيلتها من على أكتافها و تحطه لها على رأسها: يللا يا يمة، روحي!

ترددت لشوي و بعدها تنهدت بقلة حيلة و لفت تمشي، قالت تبتعد بس هذي هي رايحة له بنفسها، تتمنى أنها ما تشوفه هناك، تتمنى ما تطيح عيونها عليه، تنهدت مرة ثانية و طلعت من البيت، طلعت من باب الشارع و هي تحس بريحة المطر يملي المكان، أمطار صيفية، أمطار بغير وقتها، إبتسمت لنفسها بخفة و بعدها إنتبهت لحالها، سحبت طرف شيلتها لـ تحطه على رأس وسن تغطيها من النفاف، رفعت عيونها للفلة و إختفت إبتسامتها، صارت تتقدم بخطوات سريعة لأنها ما تريد وسن تتبلل و تصحى، خطواتها السريعة صارت تتسابق مع دقات قلبها، تتسابق و تكسر صمت المكان، وقفت قدام باب الشارع تأخذ نفس تهدي حالها، رفعت يدها تمسح قطرات المطر من على وجهها، أخذت نفس ثاني و دفعت الباب للداخل، دخلت و صارت تمشي لدرج المدخل، ركبت الدرج و فتحت الباب لتدخل، دخلت و هي تشوف مريم جالسة على الكنبة لحالها، تنفست بإرتياح، إبتسمت و صارت تمشي لها: السلام عليكم!

إلتفتت لها و قامت: و عليكم السلام!

مشت لها بسرعة و إنحنت لتطبع بوسة هادية على رأسها: كيفك خالتي؟

أخذت نفس و بعدها أخذت وسن منها: الحمد لله يا بنتي، الحمد لله..، و بعتب: رحتي و ما قلتي عندي خالة أمر أسلم عليها من فترة لفترة، أسألها عن أحوالها، عادل يكون زعلك يا يمة بس أنا ما زعلتك!

إقتربت منها لتطبع بوسة ثانية على رأسها: آسفة خالتي، أعرف أني مقصرة.. حقك علي بس..، و هي تنزل عيونها: بس أنا..، سكتت و ما كملت.

تنهدت بقلة حيلة و سكتت بدورها.

رفعت عيونها لها: أمم.. بمشي ألحين.. مع السلامة!

حركت رأسها بالإيجاب: الله معاك!

نزلت عيونها لوسن و من ثم لفت و صارت تمشي لباب الصالة، طلعت لتشوفه جالس على الدرج و معطيها ظهره، نزلت عيونها عنه بإرتباك، عدلت شيلتها و مشت تنزل الدرج بهدوء غير اللي تحس فيه، نزلت من درجته و هي تحاول ما ترفع عيونها له، نزلت من آخر درجة و بعدها صارت تمشي لباب الشارع بسرعة، مشت أسرع و هي تحس فيه يلحقها، جت بتطلع بس حست بيده على خصرها يسحبها للداخل، فتحت فمها لتصرخ بس يده اللي حطها على فمها منعتها، قربها له بحيث ظهرها صار يلاصق صدره، أخذ نفس و تكلم بهمس: بتركك بس إسمعيني بالأول، إسمعيني لين الآخر، إسمعيني بدون ما تقاطعيني!

حطت يدها على يده و حاولت تفك نفسها منه بس ما قدرت، حاولت مرة ثانية بس هم فشلت، إرتبكت و هي تحس فيه يشدها له أكثر، ترتجف، ترتجف بس ما تعرف رجفتها من برودة قطرات المطر اللي تنزل عليها و لا من حرارة أنفاسه اللي تحرق خدها، دقات قلبها جنت، تتسارع، تتسارع و كأنها في سباق مع بعضها، رمشت عيونها كم من مرة، غمضتهم لما حست فيه يحط ذقنه على كتفها!

أخذ نفس ثاني و تكلم بنفس الهمس: ناهد.. أنتي ما يصير تحرميني منك كذي.. ما يصير تسويها فيني.. ما بعدما علقتيني فيك كذي.. أنا ما كنت أقصد أأذيك.. و الله ما قصدتها.. كنت خايف أنك تتركيني.. كنت خايف أخسرك.. ماني قد هـ الخسارة.. والله ماني قدها.. نجوى ما عادت موجودة.. مانها هنا.. عشانك بعدت نفسي من كل شيء يخصها.. بعدتها من حياتي.. أنا ما عدت أريد أعيش في ذكرياتها.. أنا أريد أعيش معاك و أكون ذكريات لنا مع بعض.. ناهد أنتي جددتي فيني الحياة.. أنا خسرت نجوى و فكرت أني خسرت حالي معاها بس أنتي رجعتيني.. رجعتيني بس لتروحي عني..، و هو يحرك رأسه بالنفي: أنا ما أقدر أسمح لك تسويها فيني.. ما أقدر.. أنا أريد أبتسم مرة ثانية ناهد و بدونك ما راح أقدر.. أنا أريد أعيش مرة ثانية و بدونك ما راح أقدر.. أنا أريد أحب مرة ثانية ناهد..، و هو يدورها له و يحاوط وجهها بيدينه: أريد أحبك أنتي.. إرجعي لي.. خليني أحبك..، و هو يحط جبينه على جبينها: خليني أحبك ناهد!

ضلت مغمضة لشوي و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها بس فشلت و هي تحس بأنفاسها المضطربة تصطدم بأنفاسه الحارة، فتحت عيونها المليانة دموع و بعدته عنها بسرعة: عادل أنـ.ـا..، و هي ترجع بخطوة لوراء: أنا لازم أمشـ..

حرك رأسه بالنفي و بترجي: ضلي!

نزلت عيونها عنه و حركت رأسها بالنفي: أنـ.ـا لازم أمـ.ـشي..، قالتها و بعدها لفت عنه و طلعت تركض، طلع بسرعة ليشوفها تركض للفلة المجاورة، قطب حواجبه: نــآآآهــد! ما إلتفتت له و لا وقفت، كملت ركضها لين دخلت و إختفت من نظره، قطب حواجبه أكثر، مرر يدينه في شعره و بعدها زفر بقلة حيلة، زفر مرة ثانية و إستند بالجدار يشوف على بقايا طيفها!


***************************


بعد عدة أيام...

سكر زر دشداشته، رفع عيونه للمراية و صار يعدل في كمته، سحب ساعته من على التسريحة و لبسه، رفع عيونه للمراية مرة ثانية و زفر، أخذ نفس طويــل و زفر مرة ثانية، سكت لـ كثير، ما راح يسمح لهم يلعبوا فيه كذي، ما راح يسمح لهم يستغفلوه كذي، ما مرة ثانية، الكل يقرر بـ اللي هو يشوفه الصح، الكل يتصرف مثل ما يريد و ألحين دوره يقرر، يقرر لنفسه، نزل عيونه ليده و فتح أصابعه يشوف على خاتم زواجه، كل اللي كان يتمناه إنسانة تشاركه بحياته، يحترمها تحترمه، يحبها تحبه، ما كان يريد كل هـ الكذب، ما كان يريد كل هـ الألاعيب، ما كان يريد كل هذا، ما كان يريد يوصل لـ هنا، سكر أصابعه و بعدها أخذ مفاتيح سيارته و لف يطلع من غرفته، طلع و سكر الباب وراه، نزل من الدرج ليشوفها جالسة في الصالة لحالها، مشى لها و تكلم: شدن!

إلتفتت له بإبتسامة: أيوا!

نزل عيونه لساعته و من ثم رفعهم لها: إتصلي بـ سهى و خبريها تكون هنا في نص ساعة!

قطبت حواجبها بإستغراب و قامت: ليش؟

حرك رأسه بالنفي: لا تسألي، بس سوي اللي أقول لك عليه!

إستغربت أكثر بس حركت رأسها بالإيجاب

حرك رأسه بالإيجاب و جا بـ يمشي بس تذكر فوقف و إلتفت لها: و خبري باسل ما يطلع لين ما أجـ..، ما كمل و هو يشوفه نازل من الدرج بإبتسامة، مشى لهم و وقف بجنبه: صباح الخير!

رد و هو يلف عنه و يمشي للباب: صباح النور، لا تطلع لأي مكان، أريدك تكون هنا لما أرجع!

إبتسم و صار يلحقه: وين أطلع بـ هالصبح يعني..، و هو يوقف عند الباب: بس أنت وين رايح؟ ليش، إيش صاير؟

ما رد عليه، فتح باب الكراج و بعدها مشى لسيارته، ركب، سكر الباب، شغل السيارة و حركها بسرعة.



بعد شوي...

وقف عند باب الشارع ينتظرها، طلعت له حنين فـ خبرها تخبرها تنزل له بسرعة، رفع عيونه لها و هو يشوفها تنزل من درج المدخل، رفعت عيونها له بإرتباك و هي ما تعرف إيش تتوقع منه، ما توقعت زيارته أبداً أو بالأحرى توقعت زيارته بورقة طلاقها، بعدما جرحته و مشت عنه هي ما تتوقع منه غير كذي، وقفت بنص الحديقة و هي تحس برجولها تتجمد، يشوف عليها بنظرة ما تفهمها، أول مرة تشوفها في عيونه، تجمعت الدموع في عيونها و دقات قلبها صارت تتسارع، نزلت عيونها عنه بخوف و رفعت يدها تمسح دموعها، ما تريد تبكي بس دموعها تملي عيونها و تطيح بسرعة لتتدحرج على خدودها، كلما مسحتها تحل محلها غيرها، ما تعرف هي دموع الشوق له، دموع الندم على الحركة اللي سوتها، دموع الخوف من اللي بـ يصير فيها، ما تعرف دموع إيش هذي، رفعت عيونها له، شافته جاي لها، رجعت بخطوتين لوراء: فيصـ..

قاطعها و هو يسحب يدها: إسكتي بسمة.. إسكتي! لف و صار يسحبها معاه، مشى لسيارته، فتح الباب و جلسها، سكر الباب و مشى لجهته، ركب و حرك السيارة، وقف السيارة قدام الفلة بعد فترة، نزل و مشى لها، فتح لها الباب، مسك يدها و نزلها، تكلم و هو يعدل شيلتها: ما راح تتكلمي، ما راح تقولي أي شيء، تسمعي و بس!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و هي ما تعرف إيش اللي بـ يصير، مشت معاه و دخلت الصالة، شافتهم مجتمعين فـ إرتبكت، رفعت عيونها لـ فيصل لتشوفه يشوف عليها و كأنه فهم ربكتها، زاد من مسكته على يدها و صار يأخذها للكنب، جلسها و جلس بجنبها، إلتفت لهم ليشوفهم يشوفوا عليه بإستغراب، إلتفت لـ باسل و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: هذي جبتها..، و هو يحاوطها من أكتافها: ما أنت قلت أنك تريد تعتذر منها، تريدها تسامحك لحتى تقدر تسامح حالك، هذي هي قدامك، إعتذر!

إلتفت لـ سهى و من ثم لها بـ إرتباك، ما يعرف هي إيش تكون قالت له، معقولة خبرته كل اللي دار بينهم، يا ترى هو صار يعرف أنها ما تركته إللا لأنه شرط عليها هـ الشيء، أجبرها لـ تمشي عنه، حك حاجبه بـ إرتباك و تكلم: فيصل أنا ما أعرف هي إيش قالت لك.. بس أكيد كل اللي قالته كذب.. أنا..

قاطعه بسرعة و بنفس هدوئه: من جاب هالكلام هذا؟ أنت قلت أنت بـ تعتذر منها و أنا جبتها لك، ليش صرت تتهمها بالكذب؟ و هو يرفع حاجبه: ليش أنت إيش قلت لها؟

حرك رأسه بالنفي بسرعة و قام: أنا ما قلت شيء..، و هو يلتفت لـ سهى: هي اللي قالت أني أشرط عليها تروح لحتى أرجع.. أنا ما كنت أريـ..

قاطعته بسرعة و هي تقطب حواجبها بقوة: باسل..، و هي تقوم بدورها: أنا متى قلت هالكلام؟ أنت طلبت مني أجيبها لك و أنا جبتها، قلت لي أنك بتصلح كل شيء، تنهي كل شيء، أنا كل اللي سويته، سويته لأساعدك..، و هي تلتفت لـ فيصل: أنا كنت أريدهم يوصلوا لحل يرضي الكل، أنت و بسمة، هو و شدن، أنا ما كنت أعرف أنه بـ يطلع كذي..، و هي تلتفت لـ باسل: عشان يطلع من اللي هو فيه، يرمي كل شيء علي..، سحبت شنطتها من على الكنبة بعصبية: سووا اللي تريدوه أنا ما دخلني! قالتها لتمشي عنهم و تطلع لبرع بسرعة.

رفع عيونه له: باسل..

قاطعه بإرتباك: فيصل.. صدقني هي اللي حطت هالفكرة في رأسي.. أنا طلبت منها تجيب بسمة لي لأعتـ..

حط يده على رأسه و هو يحركه بعدم تصديق، أخذ نفس ليهدي حاله بس فشل، قام و سحبه من قميصه: أنـت مـتـى صـرت بـ هـالـخـبـث هـذا؟ مـتـى نـزلـت لـ كـذي؟ شدد من مسكته عليه و بقهر: تـكـذب و تـخـدع و تـسـتـغـل، أنـت إيـش صـار لـك؟ إيـش الـلـي صـار؟..، و هو يحرك رأسه بالنفي: مـانـك بـاسـل الـلـي أعـرفـه، حـتـى مـا تـشـبـهـه..، و هو يدفعه عنه بقوة: أنـت واحـد حـقـيـر، واحـد واطـي، مـا عـنـدي أي مـكـان لـك لا فـي بـيـتـي و لا فـي حـيـاتـي..

عدل وقفته و هو يقطب حواجبه: فيصل إسمعنـ..

قاطعه بسرعة و هو يرجع يسحبه له: إيـش أسـمـع مـنـك بـعـد كـل هـذا؟ إيـش تـريـدنـي أسـمـع؟..، و هو يدفعه للباب: إطـلـع بـرع.. هـالـمـرة روح بـدون رجـعـة..، و هو يمسكه ليدفعه مرة ثانية: بــرع..، مسكه و سحبه لباب الصالة، دفعه بأقوى ما عنده و بعدها صفق الباب بقوة، إلتفت ليشوف شدن توقف و دموعها تتجمع في عيونها، تكلم و هو يمشي لها و يسحبها من أكتافها: و أنـتـي إيـش بـ تـسـوي هـالـمـرة.. تـروحـي مـعـاه.. روحـي بـس لا ترجـعـي لـي مـرة ثـانـيـة..، و هو يهزها: لا تـرجـعـي!

رفعت عيونها لعيونه و دموعها تنزل: ما بروح..، و هي تفك نفسها منه لتحط رأسها على صدره و تبكي: مـ.ـا بـ.ـروح معـ.ـاه.. ما بـ.ـروح!

قطب حواجبه بقوة و حط يد على رأسه يحاول يهدي حاله، أخذ نفس و زفر، رفع عيونه لـ بسمة ليشوفها جالسة بمكانها و تشوف عليهم بعيون مليانة دموع، نزل عيونه عنها ليحط يده على رأس شدن و يتكلم: لا تبكي..، و هو يبعدها عنه و يأخذ نفس ثاني: خلاص لا تبكي..، و هو يمسح دموعها: هدي حالك، روحي إغسلي وجهك!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي، إلتفت لـ بسمة و من ثم نزل عيونه عنها و صار يمشي للدرج: إلحقيني!

قامت بسرعة و لحقته، ركب الدرج و هي تركب وراه، لف لممر الغرف و هي مشت وراه، فتح باب الغرفة، دخل و هي دخلت وراه، وقفت تشوف عليه لشوي و هو معطيها ظهره و يزفر أنفاسه بقوة، نزلت عيونها عنه و لفت لتسكر الباب بس هو سبقها، صفق الباب ليسحبها من عبايتها، يدورها له و يدفعها للباب، تعورت فـ تأوهت بألم، رفعت عيونها لعيونه بخوف، أنفاسه الحارة على وجهها تحرقها كثر ما تحرقها نظرته، صدره يرتفع و ينخفض من شدة أنفاسه و هي صدرها يرتفع و ينخفض من أنفاسها المضطربة، ما نطقت بحرف و هو ضل ساكت يشوف في عيونها، طاحت دموعها لتتدحرج على خدودها بهدوء، شهقت بخفة و بصوت مرتجف: فـيـ.ـصـ..، ما قدرت تكمل لأنه مسكها من ذقنها و رجع رأسها لوراء بقوة: سويها فيني مرة ثانية يا بسمة.. عيديها.. والله و أنا حلفت.. برميك بطلاقك و ما ألتفت لك.. ما ألتفت لك أبد!

رفعت يدينها المرتجفة و بعدت يده عن ذقنها، إقتربت منه لتدفن رأسها في صدره، تحاوطه بيدينها الثنتين و تبكي، حط يدينه على أكتافها ليبعدها عنه بس هي زادت من مسكتها عليه و صارت تبكي أكثر، غمض عيونه يأخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و من ثم حط ذقنه على رأسها و حاوطها بدوره.


***************************


كان واقف في البلكون يمرر عيونه حوالينه و يفكر في كلامه، لازم يروح من هنا قبل ما يرجع، لازم يروح قبل ما يرخصوه من المستشفى، ما يريد يزيد عليه، ما يريد يزيد عليها، ما كلمته و هو ما قدر يكلمها بس نظراتها كلها لوم، زفر و هو يغمض عيونه بقلة حيلة، هي تلومه و هو ألحين صاير يلوم حاله، هو اللي وصلهم لـ هنا، لو ما سكت، لو تكلم في وقتها و شرح له اللي صار كان ما صار اللي صار بس في وقتها هو ما كان يفكر بعقله، ما كان يفكر أبداً، قلبه كان يتحكم عليه، حبه لها كان يتحكم عليه، كان يقول لنفسه أنها تضيع حبها عليه و هو ما يستاهلها، كان يقول لنفسه يمكن هي بـ تشوفه، بـ تفهم حبه لها، بـ تتعلق فيه، بـ تتركه عشانه، إصطدم بالواقع و صار يعرف أنها مجرد حلم، أُمنية ما تتحقق، ما تتحقق له!

فتح عيونه و هو يأخذ نفس ليهدي حاله، لازم يكلم هاشم اليوم و يبتعد بأسرع ما يمكن، يبتعد عنهم، لف و دخل الغرفة، شافها مفرشة سجادة بعكس القبلة، مرة تكبر و مرة تسجد و مرة تسلم، إبتسم لنفسه بخفة، يحس بعيونها عليه كلما وقف على سجادته، يحس فيها تتأمله، لازم يعلمها، يعلمها كل شيء، إختفت إبتسامته، ما توقعها بـ تتعلق فيه بـ هالسرعة بس هي تعلقت فيه، تعلقت فيه لأنه هو بدوره متعلق فيها، يأخذها معاه، يلعبها، يأكلها، يضحك معاها، ما يمنعها من شيء، يمكن لأنه يحس بالذنب، حرمها منه و ألحين يريد يعوضها، يريد يعوضهم هم، نزل عيونه عنها و هو يزفر، صار له فترة يحاول ينسى و يسامح، صار له فترة يحاول يتخلص من كل الكره، كل الحقد اللي يحس فيه بـ إتجاهه بس مانها سهلة، مانها سهلة عليه، لين ألحين صورة أمه و هي معلقة قدامه تدور في عيونه، لين ألحين تعذبه، زفر مرة ثانية و هو يحاول يبعدها عن رأسه، رفع عيونه لها ليشوفها تكسف السجادة و تلف له، إبتسم لها بهدوء و مشى لها، إنحنى و طبع بوسة هادية على رأسها، إبتسمت له و هو إبتسم أكثر، مسك يدها و صار يمشي لبرع الغرفة، طلع و نزل الدرج للصالة، شافه جالس مع سميرة، نزل عيونه ليده و هو يحس بيدها الصغير ينفلت منه، شافها تركض له و تنط في حضنه.

تكلمت و هي تمرر يدها الصغير على لحيته البيضاء: هاشم، ألم تقل لي بأنك ستأخذني للملاهي؟ إذاً ماذا تنتظر، هيا خذني الآن!

ضحك بخفة و صار يمسح على رأسها: ألم أقل لكِ لا تناديني بـ هاشم، أنا والدكِ، قولي والدي، قولي بابا!

ضلت تشوف عليه لشوي و بعدها إلتفتت لمصعب و رجعت إلتفتت له: أنه يقول لي بأنه هو والدي!

رفع عيونه له و هو نزل عيونه عنه، حك رقبته و تكلم: ممكن نتكلم شوي..، و هو يلتفت لـ سميرة اللي كانت منزلة عيونها للأرض و من ثم يرجع يلتفت له: لحالنا!

حرك رأسه بالإيجاب و نزلها من حضنه: ابقي هنا عزيزتي، سأتحدث مع مصعب قليلاً!

إبتسمت له: إسمه ماكس!

إبتسم لها و قام، إلتفت لـ سميرة، شافها تشوف عليه، تكلم و هو يلف عنها: ديري بالك عليها!

ما تكلمت، رفعت عيونها لـ مصعب و هي تشوفه يلحقه لمكتبه، نزلت عيونها لها و هي تشوفها تبتسم لها، نزلتهم عنها بسرعة بس رجعت رفعتهم لها!



بالمكتب...

دخل وراه و سكر الباب بهدوء، شافه يجلس على الكنبة فـ مشى له و جلس على الكنبة المنفردة بمقابله، بدأ بدون أي لف و دوران: أنا قررت آخذ مايسي و أرجع لبريستول!

قطب حواجبه: ليش؟ يا ولدي توك جاي كيف ترجع بـ هالسرعة، أنا مقصر معاك بشيء، مقصر مع ميساء بشيء..

حرك رأسه بالنفي بسرعة: لا، بس..

قاطعه بسرعة: إذا مانك قدار تتعود على عيشتنا بـ تتعود مع الوقت، بـ تتعود على البيت، بـ تتعود على كل شيء، هذاك مانه بلدك يا ولدي، هناك ما لك أحد، ترجع لمن، أخوانك كلهم هنا، أنا هنا..، سكت لشوي و بعدها كمل: يا ولدي أعرف أني غلطت كثير، غلطت و حرمتكم من كل شيء بس الله يشهد أني ندمت، ندمت و أريد أعوضكم في كل شيء، ميساء صغيرة يا ولدي و أنت لحالك ما راح تقدر عليها، هي تريدني في حياتها، تريد أم في حياتها و هنا سميرة ما راح تقصر معاها، ما راح تقصر في شيء و أنت إذا على دراستك، تروح تكملها ما أمنعك بس ترجع لي مرة ثانية، ترجع لـ هنا..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما راح أخليك تروح، هذا بيتك و بـ تضل هنا، لا، أنت مانك رايح لمكان، ما بـ تروح!

رفع عيونه له و هو ما يعرف بـ إيش يقنعه، هو ما يقدر يضل هنا، ما يقدر لأنه يعرف أنهم بـ يرجعوا لـ هالبيت، إذا ضل قدام عيونهم بـ يضل الشك موجود، هو ما يقدر يثق بحاله، ما يعرف إذا يقدر يتحكم بقلبه و لا لأ، إذا هي ضلت قدام عيونه هو مستحيل يقدر ينساها، مستحيل حتى يحاول، أخذ نفس: بس..، سكت و هو يسمع صرختها توصل لهم.

: هــــــــآآآآآآآآآشــــــ ـم!!!



بالصالة...

كانت مثبتة عيونها عليها و هي تلعب بأصابع يدينها بطفولية، تشوفها تبتسم لها كلما ترفع عيونها لها، كانت بـ عمرها، كانت كذي، طفلة ترسم إبتسامة على شفايفها كلما شافتها، كانت كذي، صغيرة، ما لها ذنب، ما لها أي ذنب في كل اللي كان يصير حوالينها بس هي ما قدرت تتحملها، ما قدرت لأنها كرهتها، كرهتها بشدة، كرهتها لأنها ضلت تذكرها بـ اللي هو سواه فيها، هي ما تعرف هي بـ إيش غلطت، كانت له الزوجة المحبة المطيعة، حطته على عيونها، سوت له كل اللي يريده، صارت له كل اللي يتمناه، صدمها بزواجه بـ زكية لتبلع الغصة و تسكت و كأنها ما تعرف، صدمها مرة ليصدمها مرة ثانية بزواجه بالأجنبية!

ما كان يعرف أنها صارت تراقب روحاته و جياته، تراقب كل حركة يسويها، ما كان عندها الجرأة لتواجهه، ما قدرت تواجهه، كانت خايفة، خايفة يتركها و يمشي، تزوجته و هي صغيرة، تعلقت فيه و حبته، هي بنت أحلامها عليه، بنت حياتها عليه بس هو ما تردد يحرقها كذي، يحرقها مرتين، كتمت في قلبها، كتمت كثير، توجعت لحالها و هو ما يعرف عنها، تعذبت و بكت و هو ما يعرف عنها، تغيرت و تظاهرت بالجمود، فكرته بـ يسأل، فكرته بـ يهتم بس أهملها، أهملها ليزيد النار اللي بقلبها، هي ما عرفت كيف تعاقبه فـ عاقبتها هي، كل اللي كانت تريده أنه يحس فيها، يحس بس شوي، رفعت عيونها لها و عيونها تمتلي بالدموع، تشوفها قدامها، تشوف أزهار ثانية تتكرر، تشوف كل اللي صار يتكرر، ما قدرت تتحمل فقامت لتصرخ بأعلى ما عندها: هــــــــآآآآآآآآآشــــــ ـم!!!

نطت بخوف لما سمعت صرختها، ركضت لتبعد عنها بسرعة و هي تشوفها تصرخ بإسمه مرة ثانية: هــآآآآشـــم!! هـــآآشــــم!!

طلعوا من المكتب بسرعة و هم يسمعوا صراخها، مشوا للصالة ليشوفوا مايسي تركض لهم بخوف، شافها تتعلق بـ مصعب فـ إلتفت لها بإستغراب، قطب حواجبه و صار يمشي لها: إيش في يا سميرة؟ إيش اللي يصـ..

قاطعته بسرعة و بنفس حالتها: بـعـدهـا عـنـي.. بـعـد بـنـتـك عـنـي.. مـا أريـدهـا هـنـا.. مـا أريـدهـا فـي بـيـتـي!

قطب حواجبه أكثر: أنتي إيش تقولي؟ ليش؟ إيش سوت..، و هو يمسك يدها: هدي حالك، صغيـ..

قاطعته مرة ثانية و هي تدفعه عنها: بـعـدهـا.. بـعـدهـا عـنـي.. مـا أريـد أشـوفـهـا..، و دموعها تنزل: هـاشـم الله يـخـلـيـك.. خـذ بـنـتـك مـن هـنـا.. خـذهـا.. بـعـدهـا عـنـي.. أنـا مـا أريـدهـا تـتـأذى.. مـا أريـدهـا تـتـأذى بـسـبـبـك..

ما فهم عليها بس خاف من حالتها: سميرة..، و هو يمشي لها ليحاوطها من أكتافها: هدي حالك.. أنا ليش أأذيها..

حركت رأسها بالنفي و دفعته عنها مرة ثانية: أنـا بـأذيـهـا يـا هـاشـم.. بـأذيـهـا مـثـل مـا أذيـتـهـا.. مـثـل مـا أذيـتـهـا مـن قـبـل..

إلتفت لمصعب و هو يشوفه يحملها و هي تتعلق فيه أكثر، أشر لهم بمعنى يركبوا لفوق، حرك رأسه بالإيجاب بسرعة و صار يمشي للدرج، ركب و إختفى معاها بالدور الثاني، رجع إلتفت لها، شافها ترجع بخطواتها لوراء و تجلس على الكنبة، تجلس لتبكي، تقدم منها بخطوة: سميرة..

قاطعته بصراخ لتوقفه: لا تـقـتـرب.. لا تـقـتـرب مـنـي.. كـلـه بـسـبـبـك.. كـل الـلـي صـار بـسـبـبـك.. أزهـار.. أزهـار..، و هي تحط يدينها على رأسها: أنـا مـا كـنـت أريـد أأذيـهـا بـس أذيـتـهـا بـسـبـبـك.. أنـا كـرهـتـهـا..، و هي ترفع عيونها له: تـسـمـعـنـي؟ كـرهـتـهـا بـسـبـبـك.. أنـت مـا سـألـتـنـي.. جـبـتـهـا لـي و رمـيـتـهـا عـلـي.. أنـا مـا كـنـت أريـدهـا.. مـا كـنـت أريـدهـا.. لا أزهـار و لا مـصـعـب و لا مـيـسـاء.. مـا أريـدهـم.. مـا أريـد أي أحـد مـنـهـم.. بـعـدهـم عـنـي.. بـعـدهـم عـنـي..

ضل واقف بمكانه يشوف عليها و هو مانه قادر يفهمها، تقول له أنها أذتها، أذت أزهار؟ ليش؟ متى صار هذا؟ وقف و هو يتذكر كلامها، يتذكر اللي صار، ما كانت تكذب، ما كذبت عليه، حرك رأسه بعدم تصديق، مشى لها بسرعة و سحبها من كتفها: أنـتـي إيـش سـويـتـي فـيـهـا؟ إيـش سـويـتـي فـي بـنـتـي؟

فكت نفسها من يده و بنفس حالتها: كـل الـلـي قـالـتـه لـك.. كـل الـلـي قـالـتـه.. كـنـت أريـدهـا تـخـتـفـي مـن حـيـاتـي.. كـنـت أريـدهـا تـمـوت.. سمـعت؟ كـنـت أريـدهـا تـمـو..، طاحت على الكنبة من قوة الكف اللي جا لها منه، ما توجعها، ما توجعها كثر ما هي توجعت منه من قبل، هي ما تحولت لـ هالإنسانة إللا بسببه، تحولت لإنسانة ما تعرفها، هي ما عادت تعرف نفسها، كله بسببه، بسببه هو، حست بيده في شعرها، يسحبها ليقومها، قومها ليعطيها كف ثاني و تطيح على الأرض.



برع – عند باب الشارع...

نزلت من السيارة بتوتر و مشت له، وقفت بجنبه و رفعت عيونها للفلة، بـ تكمل سنة، سنة و هي ما جت لـ هنا، سنة و هي ما شافتهم، ما تعرف إيش تتوقع منهم، ما تعرف كيف بتكون ردة فعلهم بس تعرف أنهم ما راح يأخذوها بأحضانهم، ما راح يلموها لصدرهم، ما تقدر تلومهم، هي خانت ثقتهم فيها بس هي هنا اليوم لتصلح غلطتها، نزلت عيونها ليده و شبكت أصابعها بأصابعه، تصلح غلطتهم هم، هم يريدوا يبدوا حياتهم من أول و جديد، يمحوا الماضي ليفتحوا صفحة جديدة، الكل يغلط و هم غلطوا بس تعاقبوا، عاقبوا بعضهم بنفسهم، أخذت نفس لتهدي حالها بس فشلت و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، حست بمسكته تزيد على يدها فـ إلتفتت له، تكلمت و هي تمسح دمعتها: إيش لو ما سامحونا؟

أخذ نفس: إذا ما اليوم بنرجع لهم بكرة، إذا ما بكرة اللي بعده، نضل نرجع لهم لين يسامحونا..، و هو يلف للفلة: بـ يسامحونا!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي معاه للباب، دفعته للداخل، دخلت و هو دخل وراها، بكل خطوة تأخذها للقدام و هي تسمع صراخهم يوصل لها، إلتفتت له بخوف: إيش اللي يصير؟..، فكت يده و هي تلتفت للمدخل: خليك هنا! قالتها و بعدها ركضت بسرعة، ركبت الدرج و دخلت، وقفت بصدمة و هي تشوفه يضربها، صرخت و هي تسمع صرخة أمها: بـــابـــا!!!

فكها لتطيح هي على الأرض بتعب، إلتفت لها بعدم تصديق، مررت نظرها من عليهم بخوف و من ثم صارت تركض لأمها الطايحة على الأرض، نزلت لمستواها، لترفعها و تحاوطها من أكتافها، رفعت عيونها له، تكلمت و هي تحس بنفسها ترتجف: إيش اللي يصيـ.ـر.. ليـ.ـش تضـ.ـربها كـ.ـذي.. إيـش سوت لـ.ـك.. إيش سوت؟

رجع بخطوة لوراء و هو يحاول يلتقط أنفاسه، جلس على الكنبة و حط يدينه على رأسه، يحس بيدينه ترتجف و أنفاسه تضيق، هو ما ينكر أنه غلط في حقها بس ما كان يعرف أنه بـ توصل معاها لـ كذي، ما كان يعرف أنه كل هذا بـ يصير، سمع شهقة منها فـ رفع عيونه لها، ما يعرف إيش يسوي فيها، ما يعرف إيش يسوي أكثر من كذي، مرر يده على وجهه و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و تكلم: خذي أمك يا أساور و روحي.. خذيها من هنا بسرعة قبل ما أذبحها و أذبحك معاها.. خذيها!

قامت و هي تقومها معاها: بابـ..

قاطعها بصراخ: خـذيـهـا و روحـي!

إرتجفت من صرخته، حاوطت أمها من أكتافها و صارت تمشي للباب، تمشي و هي تشوف دموعها تنزل على خدودها المتورمة، متورمة بعلامة كفوفه المنطبعة عليها، شفايفها منشقة و الدم صار ينزل لذقنها، تأخذ خطوة و تتأوه، نزلوا دموعها، و مشت للباب، جت بـ تطلع بس وقفهم.

رفع عيونه لهم و تكلم: أنتي طالق يا سميرة.. طالق.. ما عاد لك رجعة لهنا.. روحي أنتي طالق!

ما إلتفتت له، تقدمت بخطوة للقدام و كأنها تشجع أساور على المشي، مشت معاها و هي تسندها، رفعت عيونها لشهاب، تكلمت و هي تبكي: شهـ.ـاب شغل السيـ.ـارة.. شغلهـ.ـا بسرعة!

رفع عيونه لها بخوف بس ما تكلم، لف يمشي للسيارة بسرعة.



داخل – بالصالة...

سحب تلفونه من على الكنبة و صار يدور في الأرقام، ضغط على رقمه و صار يسمع الرنين، سمع الرد فتكلم و هو يحس بقلبه يحرقه: فهد.. الله يخليك.. جيب بنتي.. جيبها لعندي.. جيب أزهار!





.

.

.

.

.

.





يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-13, 11:55 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

***************************


وقف سيارته قدام البيت و رفع عيونه لباب الشارع، ما كان متوقع إتصاله، ما كان متوقع هالشيء أبداً، ما يعرف إيش اللي صار بالضبط بس توه يعرف إيش كثر هو ظلم بنته، توه بس يحس بحاله، من صوته كان متحسر و مكسور، طلب منه يأخذها له و هو ما قدر يرفض طلبه، حرك رأسه بحزم يقنع نفسه، هو هنا بس عشانه، مانه هنا لأنه يريد، هو هنا عشانه مضطر، أخذ نفس يهدي حاله، فتح الباب و نزل، أخذ خطوة للقدام و هو يحس بقلبه يدق، تقدم بخطوة ثانية و ثالثة و هو يحس بدقات قلبه تسابق خطواته، حرارة فجأة صارت تسري في دمه، وقف قدام الباب و هو يغمض عيونه بقلة حيلة، ما قدر يبعدها عن باله، ما قدر و لا لـ لحظة، لو إيش ما يقول، إيش ما يسوي فكرها ما يفارقه، يرمي نفسه على كنبتها لـ يحس بريحتها فيه، يغفى يحلم فيها، يصحى و يسرح في خيالها، كيف تكون؟ بأي حال؟ يا ترى هي مبسوطة، مبسوطة بدونه؟

فتح عيونه و زفر، بعد كل اللي صار قلبه بعده متعلق فيها، ثلاثة أيام مانها كافية لتنسيه حبه لها، مانها كافية، ما راح تكفي أبداً، مرر يده على وجهه و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله، فشل فـ زفر بتوتر، رفع يده للجرس، ضغط عليه و زفر مرة ثانية، متوتر كثير، متوتر و خايف، خايف يشوفها قدام عيونه و يتهور، خايف يسحبها لحضنه و يغصبها ترجع له، خايف لأنه ما يريد يغصبها على شيء ما تريده و هي ما تريده، هو مانه سوى شخص بماضيها و هي تريد تمحي هـ الماضي، تمحيه بكل اللي فيه لتبدأ مرة ثانية، تمحيه حتى هو، رجع بخطوة لوراء و هو يشوف الباب ينفتح، تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: السلام عليكم!

إبتسم له بهدوء: و عليكم السلام..، كمل قبل ما يعطيه فرصة ليتكلم: كنت راح أتصل فيكم ألحين، زكية صار لها كم من يوم تسأل عنكم، تسأل عن أزهار، تريد تشوفها مرة ثانية، زين جيتوا..، إلتفت للسيارة و من ثم له و بإستغراب: وينها؟

قطب حواجبه: إيش تقصد وينها؟ هي عندكم..، و هو يرفع عيونه للمدخل بتوتر: هي عندكم أنا وصلتها بنفسي.. وصلتها لعند الباب!

قطب حواجبه بدوره: يا ولدي هي ما جت لهنا؟ ما جت عندنا!

حرك رأسه بالنفي و كأنه يريد يكذبه: يعني وين تكون راحت؟ أقول لك وصلتها بنفسي!

إلتفت للمدخل و من ثم له: بس هي ما جت لعندنا، آخر مرة شفناها لما جت معاك لتشوف زكية، هي مشت معاك، من وقتها نحن ما شفناها!

ضل واقف يشوف عليه لشوي بدون أي كلمة، مانه قادر يفهم عليه، كيف يعني ما جت لهنا، هي تركته لتجي لعندهم، تركته عشانهم، وقف سيارته قدام الباب و شافها تنزل، كيف يعني مانها هنا، هم إيش يخبوا عليه، معقولة أذوها، خاف من هـ الفكرة و حس بقلبه يجن، ما حس بحاله إللا و هو يمسكه من دشداشته، يدفعه للجدار و يصرخ: إيـش سـويـتـوا فـيـهـا؟ ويـنـهـا؟ ويـن راحـت؟

حط يدينه على يدينه و هو يحاول يفك نفسه منه: هدي حالك يا ولدي.. هدي حالك..، و هو يفكر: يمكن.. يمكن راحت لهاشم!

شدد من مسكته عليه و بنفس حالته: مـانـهـا عـنـده.. مـسـتـحـيـل تـكـون.. هـو مـتـصـل فـيـنـي يـريـدنـي آخـذهـا لـه..، سحبه له: والله إن صـار فـيـهـا شـيء.. صار فـيـهـا أي شـيء.. بـ تـنـدمـوا.. أنـت.. هـاشـم و الـكل!

فكه و دفعه بأقوى ما عنده ليصطدم بالجدار، لف عنه بسرعة و مشى لسيارته، ركب و حركها، حركها و بعدها ضرب السكان بقهر، كان لازم يوقف، كان لازم يوقف لين ما يشوفها تدخل، ما يعرف إيش يدور في رأسها، ما يعرف في إيش تفكر هالبنت، لوين تكون راحت؟ لمن تكون راحت؟ إيش لو صار فيها شيء، إيش لو تأذت، بكت و تعبت، من راح يوقف بجنبها، من راح يكون معاها؟ قطب حواجبه بقوة، معقولة ضاعت منه، ضاعت و إختفت خلاص؟ دعس على البنزين و صدره يرتفع و ينخفض من أنفاسه المضطربة، خاطره يصرخ بإسمها ليتردد صداها بكل مكان، على أي شارع يدورها، في أي سكة يدورها؟ هالبنت بتجننه بحركاتها هذي، بتجننه أكيد!


***************************


جلست على الكنبة بجنبه و هي تشوفه سرحان في الطاولة قدامه، رفعت يدها و صارت تمسح على خده بهدوء، حس بلمستها فـ إلتفت لها، مسك يدها و نزله ليحاوطه بيدينه الثنتين، حطت يدها الثاني على يدينه، أخذت نفس و تكلمت: أبوي يكرهني!

قطب حواجبه و رفع عيونه لعيونها، حركت رأسها بالإيجاب تأكد له كلامها، نزلت عيونها ليدينهم و هي تحس بدموعها تتجمع فيها: عرف أني حامل.. ما بارك لي حتى ما إبتسم لي.. ما أعرف متى كانت آخر مرة إبتسم لي فيها.. ما أتذكر إذا جا له يوم يكلمني بهدوء.. ما أتذكر إذا جا له يوم يجلس و يسولف معاي.. يضحك معاي.. يلومني على غلطة صارت من غير قصدي.. كنت طفلة.. ما كنت أقصد أأذيه..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما قصدت أأذيه.. حرمني منه كل هـ السنوات و أنا أنتظر.. أنتظر يوم يحن علي.. يلين قلبه علي.. بس ما تغير علي.. يفكرني ثقل عليه.. منحوسة.. أسرع ما افتك مني يكون أحسن.. ضل يكرهني.. يكرهني..، و هي تحط جبينها على كتفه: و أنا ما أعرف إيش أسوي لأرضيه.. ما عدت أعرف..، قالتها و هي تحس بدموعها تتدحرج على خدودها، ما تعرف ليش قالت له كل هذا بس يمكن إذا عرف بـ اللي هي تمر فيه يخف وجعه من اللي هو فيه، تريد تسوي له أي شيء بس ما يتوجع كذي، يألمها تشوفه يتقلب على السرير و هو يفكر فيها، تغمض عيونها، تنام و تصحى و تلقاه بنفس حالته، النوم مجافيه، مجافيه لأنه ما يعرف كيف تكون، قلبه متعلق فيها لو كثر ما ينكر، صعبة عليه يبعد عنها و الأصعب يرجع لها، هو متألم منها، متألم كثير!

حست فيه يطبع بوسة هادية على رأسها و من ثم يرفعه لها، رفع يده يمسح دموعها: نمارق..

قاطعته بسرعة: عبدالرحمن.. ماني قادرة أشوفك كذي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ماني قادرة أشوفك كذي..

حاوط وجهها بيدينه: حبيبتي..

حطت يدينها على يدينه و قاطعته: خلينا نرجع لبيتنا.. خلينا نرجع لها.. أعرف مانك قادر تسامحها ألحين بس مع الوقت بـ تقدر.. إرجع لتريح حالك.. أنت ما تبكيها فـ لا تبكيها ألحين.. أنت ما تزعلها فـ لا تزعلها ألحين.. إرجع عشانك إذا ما عشانها.. إرجع عشاني..

تنهد بتعب، حضنها و ما رد عليها.



بعد فترة...

وقف سيارته قدام الفلة و إلتفت لها، شافها تبتسم له بهدوء، حط يده على خدها و قربها له، طبع بوسة هادية على جبينها و بعد: بس عشانك!

حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت أكثر: شكراً!

أخذ نفس طويـل و زفر، فك حزامه، فتح الباب و نزل، وقف ينتظرها تنزل بدورها، نزلت، سكرت الباب و مشت له، مسك يدها و صار يمشي لباب الشارع، دفع الباب للداخل، دخل و هو يدخلها معاه، صار يمشي لدرج المدخل و هو يمرر عيونه حوالين المكان، أخذ نفس يهدي حاله و صار يركب الدرج، دفع باب الصالة للداخل و دخل، إلتفت لها و تكلم: إركبي للجناح!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للدرج، ضل يشوف عليها لين ركبت و إختفت في الدور الثاني، جا بـ يلف بس شافها تطلع من المطبخ، أول ما شافته شهقت، حطت اللي بيدها على أقرب طاولة و صارت تمشي له بسرعة: عبدالرحمن..، و هي تسرع بخطواتها له و بعدم تصديق: عبدالرحمن، يا ولدي!

مشى لها بسرعة، إنحنى ليطبع بوسة على رأسها بس هي حضنته بسرعة و صارت تبكي، حاوطها من أكتافها: خالتي..

قاطعته و هي تبعد عنه و ترفع يدينها لتحاوط وجهه: يا ولدي أعرف هي غلطت، غلطت كثير بس لا تعذبها كذي، هي بتموت بدونك، بتموت..، و هي تلتفت لممر غرفتها و من ثم له: من يومها ما حطت لقمة في فمها، من يومها ما أخذت أدويتها، إسمك على لسانها، تقول ما تريد شيء غيرك، ما تريد أحد غيرك، سامحها يا ولدي، سامحها!

نزل يدينها بهدوء غير اللي يحس فيه، إلتفت للصينية المحطوطة على الطاولة و من ثم لها: بأخذه لها!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و مسحت دموعها، مشت لصينية الأكل، حملته و صارت تمشي له، مدته له و تكلمت: لا تقسى عليها يا ولدي.. بـ تضل أمك..

ما رد عليها، أخذ الصينية منها و لف يمشي لممر غرفتها، وقف عند الباب يشوف عليها، على سريرها، رأسها على مخدتها، متكورة على نفسها مثل طفلة، ذبلانة و أنفاسها تعبانة، وجهها مصفر و عيونها صغرانة، مشى لها بهدوء غير اللي يحس فيه، حط الصينية على الكمدينة و جلس بطرف السرير، ضل يشوف على وجهها لشوي بدون أي كلمة، تخنقه عبرته و هو يشوفها كذي، هي بـ هالحالة بسببه، حرك رأسه بالنفي، لا، هي بـ هالحالة بسببها، ما يقدر يفهمها، هي أذته من كثر حبها له بس الحب ما يأذي، ما يأذي أبداً، غمض عيونه لـ دقيقة و هو يحاول يرجع أنفاسه اللي إنكتمت من شوفتها في هالحالة، يرجعها لطبيعتها، فتحهم و هو يشوفها تشوف عليه، عيونها تمتلي بالدموع و فكها يهتز، تكلم و هو ينزل عيونه عنها و هو يحاول ما يضعف لها بدموعها: قومي يمة، كلي لك شيء!

ما تكلمت و ضلت تشوف عليه، رفعت يدها و حطته على خده تتحسسه، تريد تتأكد أنه حقيقة، تريد تحس فيه، تدحرجت دمعتها من طرف عينها لتلحقها دمعة ثانية و ثالثة، رفع عيونه لها و من ثم نزلهم، حط يدينه على أكتافها و جلسها، قرب الصينية، أخذ قطعة خبز و رفعه لفمها: كلي يمة!

مسكت يده و بصوت مرتجف: عبـ.ـدالرحمـ.ـن..

قاطعها و هو يفك يده من يدها و يقربه لفمها: كلي!

مسكت يده مرة ثانية و هي تفتح فمها بهدوء، حط الخبز في فمها و هو يشوف دموعها تنزل أكثر، نزل يده للصينية ليقطع قطعة ثانية، ضل يكرر حركته و هي تأكل من يده، تبكي و تشهق بخفة من فترة لفترة، ما نطق لها بأي حرف ثاني، قام بعد فترة، أخذ الصينية و لف يمشي للباب، جا بـ يطلع بس وقفته: عبـ.ـدالرحمـ.ـن.. لا تـ.ـروح.. لا تتـ.ـركنـ.ـي..

إلتفت لها و حرك رأسه بالنفي: ماني رايح يمة.. رجعت بس ما أقدر أرجع لك عبدالرحمن اللي تعرفيه.. ماني رايح بس ماني عبدالرحمن اللي تعرفيه.. ما عدت عبدالرحمن اللي تعرفيه..، قالها و بعدها لف عنها بسرعة و صار يمشي، يمشي و هو يسمع شهقاتها تلحقه، غمض عيونه بقوة و من ثم فتحها، طلع للصالة و هو يشوف خالته.

قامت بسرعة تمشي له، مد لها الصينية بدون أي كلمة و بعدها لف يركب الدرج بسرعة، ركب لجناحه، دخل و هو يحس بقلبه يحرقه، سكر الباب و مشى للكنبة، جلس و حط يدينه على رأسه، طاحت دمعته على خده تحرقه أكثر، مسحها لتحل محلها غيرها، رفع عيونه لها و هو يسمع خطواتها، جلست بجنبه و هي تشوف دمعته، تجمعت الدموع في عيونها فقربته منها و حضنته، دفن رأسه في كتفها و بكى، أخذت نفس تهدي حالها و من ثم صارت تمسح على ظهره لتهديه.


***************************


كسف سجادته، قام و صار يمشي للكمدينة، حط السجادة عليه و من ثم رمى حاله على السرير، تقلب، شبك يدينه وراء رأسه و رفع عيونه للسقف، غمضهم لشوي و من ثم فتحهم و تنهد، ينتظرها، ينتظر أي رد منها، أي كلمة منها، ما يريدها تهرب منه كذي، ما يريدها تتفاداه كذي، غلط و هو ما ينكر هالشيء، غلط و راضي يتعاقب بس ما يتعاقب كذي، ما يتعاقب ببعدها، هي قدرت تصبر عليه لما هو كان بأسوأ حالاته، قدرت تطلعه من اللي هو فيه و تحوله لشخص ثاني، شخص هو بنفسه كان فاقده من زمان، شخص ينبض قلبه بالحب و الحياة، ما يريدها تستسلم عليه كذي، ما ألحين، يعرف أنه آلمها كثير بس هو ما كان يقصد، ما يعرف ليش هي مانها قادرة تفهم هالشيء، غمض عيونه و تنهد مرة ثانية، فتحهم بسرعة و قام، ما يريد يضيع وقته بالتفكير اللي لا يودي و لا يجيب، يروح لها، يحاول يقنعها بكل اللي يقدر عليه، بـ يسكرها في غرفة معاه، بـ يحاصرها بين يدينه، ما راح يتركها لحتى تقتنع، ما راح يتركها لحتى ترضى، ترضى عليه، مشى لباب الغرفة بسرعة، فتحه ليشوف باب الجناح ينفتح، رفع عيونه لها و من ثم فتحهم بعدم تصديق: ناهد؟!

نزلت عيونها عنه بسرعة، رمشتهم بإرتباك و بعدها صارت تمشي له بهدوء غير اللي تحس فيه: جبت وسن..، و هي توقف قدامه و تمدها له: نائمة!

أخذ وسن منها و عيونه على وجهها: جيتي بس عشان وسن؟

رفعت عيونها لعيونه و حركت رأسها بالنفي: حطها على السرير و تعال..، و هي تمشي للكنبة: تعال لنتكلم!

حرك رأسه بالإيجاب بسرعة، لف و صار يمشي للغرفة، مشى للسرير، حطها بهدوء و من ثم سحب البطانية ليغطيها، غطاها و بعدها لف يطلع من الغرفة، سكر الباب ليلتفت لها، شافها تزفر أنفاسها بهدوء، مشى لها و جلس على الطاولة بمقابلها، سحب يدينها و رفع عيونه لعيونها: أسمعك!

نزلت عيونها ليدينها، فكتهم من يدينه لتحاوط يدينه بنفسها، ضلت منزلة عيونها لشوي و هي تحارب دموعها، هي خايفة، خايفة كثير، هي تمنت أُمنية صغيرة، تمنت يكون لها طفل منه، تحس فيه يكبر بداخلها، تفرح فيه و هو يفرح كثرها، هي كانت تريد هـ الطفل أكثر من كل شيء، فكرته تصلح و هـ الطفل كان بـ يثبت لها هالشيء، هو كان خايف عليها و هي كانت حاسة فيه بس هي كانت تريده يثق في ربه، يثق أنه كل اللي صار و كل اللي يصير من حكمته، كانت تريده يفهم أنه الموت حق، لو كثر ما يحاول يتمسك فيها، لو كثر ما يتشبث فيها إذا هي إنكتب لها تروح كذي فـ هو راح يفقدها، يفقدها لو إيش ما يسوي، هي بس تريده يفهم هالشيء، خايفة إذا رجعت له ألحين و إذا الله راد و حملت مرة ثانية، خايفة يجن كذي مرة ثانية، تعرف أنه ما تعمد يأذيها بس هو أذاها، تعرف أنه ما تعمد يبكيها بس هو بكاها، حست بدمعتها تتدحرج على خدها، رفعت عيونها له لما سحب يده منها ليمسح دمعتها.

حاوط وجهها بيدينه و إقترب ليطبع بوسة هادية على جبينها: لا تبكي!

حطت يدينها على يدينه: عادل..، و هي تنزل يدينه: أنا خايفة..

قطب حواجبه: ناهد..

قاطعته و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا أعرف أنك تحاول.. تحاول عشاني.. تغيرت و أنا أشوف هالشيء.. تقبلت وسن و حبيتها.. حاولت تنسى نجوى و تناسيتها.. أنا أعرف أنك تحاول بكل اللي تقدر عليه.. الجنين يتعوض.. الله بـ يعوضني بس إذا بكرة أنا حملت.. أنا خايفة أنه كل شيء بيرجع لك مرة ثانية.. خايفة ترجع لحالتك.. خايفة من كثر خوفك علي ما تتحكم بحالك.. أنت ما قصدت تدفعني أنا أعرف هالشيء.. بس أنت ما مسكتني.. أنت كنت تريد تتخلص من الجنين بأي طريقة.. خايفة بكرة بتعيدها.. بـ تسويها فيني مرة ثانية..، و هي تنزل عيونها ليدينه: أنا كيف أثق فيك يا عادل.. كيف أثق أنك ما بترجع تسويها فيني..، و هي ترفع عيونها له: أنا أحبك.. بس ما أعرف إذا هذا يكفي..

ضل يشوف في عيونها لشوي و دموعها تطيح على خدودها وحدة وراء الثانية، أخذ نفس يهدي حاله و من ثم أخذ نفس ثاني، حط يده وراء رقبتها و سحب رأسها لصدره: عطيني فرصة ثانية.. عطيني فرصة ثانية يا ناهد..، و هو يبعد رأسها عن صرده و يرفعه له: أنتي حطيتي ثقتك فيني مرة من قبل و غيرتيني.. حطي ثقتك فيني مرة ثانية و أوعدك أني ما راح أخذلك.. أوعدك أني بكون قد ثقتك فيني.. بس عطيني فرصة ثانية!

نزلت رأسها، أخذت نفس طويل و بعدت عنه، قامت و لفت تمشي لباب الجناح، شافها تحط يدها على المقبض فأخذ نفس بتعب و قام: ناهد!

وقفت بس ما دارت له

مشى لها و وقف وراها: لا تروحي!

أخذت نفس ثاني، سكرت الباب و دارت له، رفعت عيونها لعيونه و من ثم نزلتهم و إقتربت منه، حطت رأسها على صدره و رفعت يدينها، شبكتهم ببعض من وراء ظهره و غمضت عيونها: ماني رايحة..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ماني رايحة.. ما بروح!

غمض عيونه و هو يزفر براحة، رفع يده لرأسها يمسح عليه بهدوء، فتح عيونه و هو يتمتم لنفسه: الحمد لله!

سمعته فـ فتحت عيونها، مترددة بقرارها بس ما تقدر تحرمه من فرصة ثانية، ما كذي، يمكن جد بيكون قد ثقتها فيه، يمكن جد ما راح يخذلها، هي قدرت تصبر عليه لكثير من قبل، راح تصبر عليه ألحين، تصبر بس لشوي، حست بمسكته تزيد من عليها فأخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و بعدها رجعت غمضت عيونها!


***************************


وقف بجنب الشباك يشوف على الفلة البعيدة على نهاية الشارع، تنهد و بعدها عدل الستارة و بعد عن الشباك، مشى لمكتبه، سحب الكرسي و جلس، حط يدينه على الطاولة و من ثم حط رأسه و غمض عيونه، قلبه يدق بسرعة جنونية و هو مانه عارف كيف يهديه، يدق لأنه صار الأمل يتجدد فيه، صار يشوف حلمه قريب، قريب كثير، هو حلمه واحد، هي حلمه، هي و بس، إبتسم لنفسه بخفة و من ثم إختفت إبتسامته، إختفت لأنه طرأ في باله، أخذ منه وعد أنه ما راح يحبها، أخذ منه وعد أنه بـ يتحكم في قلبه و يمنعه من أنه يحبها، لو تمسك بـ وعده، تمسك بـ كلمته كان ما تألم كذي، كان ما تعذب بـ بعدها، يلومه، يلومه لأنه حبها؟ ما يقدر، ما يقدر لأنه يعرف أنه ما بيده، يعرف ما تعمد، ما قصدها بس ما حس بحاله إللا و هو معلق قلبه عليها، كانت قدام عيونه، يتأملها، يشوف إبتسامتها و لمعة عيونها، كانت له، قطب حواجبه بخفة و بعدها إنتبه لحاله!

هو رايح بفكره لـ بعيد، بعد كثير، هو ما يعرف إذا هي ترضى فيه و لا لأ، ما يعرف هي بـ إيش تحس، بـ إيش تفكر، معقولة يسمح لها تضيع منه مرة ثانية، لا ما راح يسمح لـ هالشيء يصير، ما راح يسمح لها تضيع، رفع رأسه و هو يسمع رنين تلفونه، إلتفت للسرير و من ثم قام و صار يمشي له، إنحنى و أخذ التلفون لـ يشوف رقمه يضيء على الشاشة، ضل يشوف عليه لشوي و بعدها أخذ نفس و رد: ألو...، قطب حواجبه: لحظة، شوي، شوي علي ماني قادر أفهمـ..، إيــش؟! حرك رأسه بعدم تصديق: كيف يعني ضاعت، وين راحت؟..، مشى للباب بإرتباك: إنزين بجي، جاي، جاي سكر! قالها و بعدها طلع من غرفته بسرعة، ركض للدرج و صار ينزل، ينزل و هو يشوفها تركب.

إستغربت من حالته و خافت بنفس الوقت، ركبت لعنده بسرعة: عبدالله، إيش صاير، وين رايـ..

قاطعها بسرعة: يمة، أزهار ما أعرف وينها و فهد هناك منجن..، و هو ينزل: أروح أشوفه! قالها و بعدها ركض لباب الصالة بسرعة و طلع.

ضلت واقفة بمكانها تشوف عليه و هو يركض لبرع بتوتر، حركت رأسها بقلة حيلة و بعدها ركبت لغرفتها، فتحت الباب لتشوفها تلبس عبايتها، قطبت حواجبها و مشت لها بسرعة: أزهار، يا يمة وين رايحة؟

إلتفتت لها: خالتي لازم أمشي ألحين..

قاطعتها و هي تمسك يدها و تجلسها على السرير: وين تروحي يا بنتي؟ لمن تروحي..، و هي تجلس بجنبها: خليك عندي!

حركت رأسها بالنفي: ما أقدر أضل هنا..، و هي ترفع عيونها للباب: عزيز ساكت بس عبدالله ما راح يسكت.. ما أريد فهد يعرف.. ما أريده يعرف!

مسكت يدها و حاوطته بيدينها: زكية..

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: ما أقدر أروح لها..، و هي ترفع عيونها لها: ماني قادرة أثق فيها..، و بهدوء غير اللي تحس فيه: ماني قادرة أتذكرها.. ما أتذكر حياتي معاها.. خالتي أنا إيش يعرفني إذا هي أمي جد و لا لأ.. كيف أتأكد.. كيف أعرف أنهم ما يخدعوني مثل ما خدعوني من قبل.. كيف أعرف أنها مانها مجرد تمثيلية.. لعبة من عدنان و سميرة.. كيف أتأكد منها.. حضنتني و بكت علي.. جلست تخبرني إيش كثر هي إشتاقت لي.. إيش كثر هي تمنتني أرجع لها.. طول الوقت و هي تتكلم أنا أشوف عليها كـ غريبة.. ما حسيت شيء.. ما حسيت أي شيء لها.. هي غريبة.. مانها أمي.. الأم اللي عرفتها كانت سميرة.. و ألحين أنا ما عدت أعرف شيء.. ما أعرف شيء..

تنهدت و هي ما تعرف إيش تقول لها، تذكرته فـ تكلمت: و فهد؟

نزلت عيونها عنها و ضلت ساكتة

حاوطتها من أكتافها و بهدوء: ما تعلق قلبك فيه يا حبيبتي، ما حبيتيه؟

رفعت يدها، حطته على عيونها و هي تحس بدموعها تتجمع فيها، بـ إيش ترد عليها ما تعرف، هي لين ألحين ما إعترفت لنفسها لحتى تقدر تعترف لأحد ثاني، ما عندها الجرأة لـ تسويها، معقولة ما تعلقت فيه، ما حبته؟ لما بكت لقته بجنبها، لما تعبت سهر عليها، تشوف لمعة عيونه كلما تعلقت بـ عيونها، عيونه تلمع لها، تحس بدقات قلبه السريعة كلما حاوطها له، قلبه يدق لها، معقولة ما تعلقت فيه، ما حبته؟ هو ما يعرف بس كلما سمعت قلبه يدق جنت دقات قلبها معاه، هو ما يعرف بس هي حبته، حبت كل شيء فيه، حبت تناقضه، يقول لها أنه ما يهتم بس يثبت عيونه عليها لـ يتأكد أنها بخير، يبكيها لـ لحظة بس بعدها يرجع بنفسه ليهديها، يفكرها ما تفهمه، يفكرها ما تحس فيه، حست بكل حركة سواها لها، فهمت كل نظرة رفعها لها، تظاهرت بالبرود، تظاهرت بالتبلد، كل هذا عشان ما تأذيه معاها، ما تأذيه هو!

حست بدموعها تحرق خدودها فـ حطت رأسها على كتفها بتعب: خالتي أنا مـ.ـا أصلح له.. أنـ.ـا كل اللي أسويـ.ـه أتعبه معـ.ـاي.. أشوفـ.ـه يتقلب على سريره و أنـ.ـا أعرف أنه يفكـ.ـر فيني.. يفكر بوعـ.ـوده لي.. أحس فيـ.ـه يعلق عيونه علي.. أسمع أنفاسـ.ـه الضيقة.. أنـ.ـا ما أقدر أتعبه معاي أكثر من كذي.. كل يوم يطلع لي شيء جديـ.ـد.. كل يـ.ـوم يطلع لي أحد.. بالأول عدنان و بعدين زكية.. إيش لو بكرة جا أحـ.ـد ثاني.. ماني قادرة أرتـ.ـاح و لا هـ.ـو قادر..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح يقدر يرتـ.ـاح معاي.. ما راح يقدر.. هو ما يستاهل.. ما يستاهـ.ـل كل هذا..

حطت يدها على رأسها: بس يا يمة أنتي تحبيه؟

غمضت عيونها: خالتي هو يريد أحد يهتم فيه.. ما هو يهتم فيها.. هو قدم نفسه لي بكل اللي يقدر عليه بس أنا إيش قدمت له.. هو ما يستاهل كل هذا.. هو يستاهـ.ـل أحسن مني.. ما أنـ.ـا.. ما أنـ.ـا..، و هي تبكي: أحبـ.ـه بس عشـ.ـانه لازم أبتعـ.ـد.. أبتعـ.ـد.. أنا ما أصلح له.. يستاهل أحسن.. أحسن بكثير..

تنهدت بقلة حيلة، ما تكلمت و صارت تمسح على رأسها لتهديها.



بعد شوي...

إلتفتت لها و هي تشوفها واقفة على الدرج تشوف عليها بعيون مليانة دموع، غصبت نفسها لتبتسم لها و من ثم لفت و هي تشدد من مسكتها على شنطتها، أخذت نفس و صارت تمشي لباب الشارع، فتحته لتشوفهم واقفين قدامها!

طلع من البيت بسرعة، ركض لسيارته و بعدها تذكر أنه نسى يأخذ مفتاحه معاه، ركض للداخل مرة ثانية، ركب الدرج للدور الثاني و صار يمشي لممر الغرف بسرعة، مر من عند غرفتها، لمحها فـ رجع مرة ثانية، سمع كل حرف قالته، سمع كل كلمة نطقتها، ما يعرف إيش آلمه أكثر، يسمعها تعترف بحبها له و لا يشوفها في هـ الحالة، مكسورة فـ إنكسر، إنكسر و إنكسر الحلم مرة ثانية، ماتت كل الآمال، يتمنى أنه يكون هو اللي يسحبها لحضنه و يهديها بس يعرف أنه ما يقدر، ما كان عنده إللا يتصل فيه، يتصل لـ يجي لها، يجي و يأخذها معاه، يرجعها له!

ضلت واقفة بمكانها، تمرر عيونها ما بينهم بـ إرتباك، تمررهم لـ تستقر بعيونه بالأخير، تستقر بعيونه الـ عتبانه، رجعوا دموعها، فـ نزلتهم عنه، رفعتهم لتشوفه يتقدم منها بخطوة، حركت رأسها بالنفي تمنعه، حرك رأسه بالنفي بدوره ليتقدم بخطوة ثانية، رجعت بخطوة لوراء و هي تحارب دموعها: فهـ.ـد لا..

زفر و وقف يشوف عليها: أزهار..، ما قدر يكمل لأنها صارت تركض، تركض و هي تجر شنطتها وراها، قطب حواجبه بقوة: أزهــــآآآر!

إرتبك و جا بـ يلحقها بس تدارك و هو يشوفه يركض وراها، نزل عيونه عنهم و من ثم رفعهم لهم و ما تحرك من مكانه.

إلتفتت لوراء لتشوفه يركض وراها، فكت شنطتها لتركض أسرع، قطب حواجبه أكثر على حركتها: أزهـــآآآآر..، مد يده، مسك يدها ليدورها له بقوة، إصطدمت بصدره لترجع بخطوتين لوراء و تطيح على الأرض، مسكها من أكتافها ليقومها و من ثم ينفجر بوجهها: إيـش مـفـكـرة نـفـسـك تـسـوي.. لـويـن تـهـربـي.. تـهـربـي مـنـي؟.. جـنـيـتـي.. أنـا قـلـت لـك أنـي تـعـبـت؟.. إشـتـكـيـت لـك بـشـيء؟.. أنـتـي مـا لـك أي حـق تـأخـذي هـالـقـرار بـنـفـسـك.. ما لـك أي حـق تـبـعـدي كـذي.. لـيـش مـانـك قـادرة تـفـهـمـي.. أنـتـي كـنـتـي بـحـيـاتـي مـن قـبـل و لـو كـثـر مـا بـعـدتـي راح تـضـلـي مـوجـودة!

فكها و دفعها عنه، رجع بخطوة لوراء و هو ما يعرف إيش يسوي لها، تفكره يتعب فـ تبعد، ما تعرف أنه راح يتعب بدونها أكثر، هو راضي يتحمل كل شيء، ما يهمه، المهم هي تكون موجودة حوالينه، موجودة في حياته، تقدم منها بخطوة و رفع يده، ضربها على رأسها بقهر: مـجـنـونـة و بـ تـجـنـنـيـنـي مـعـاك.. بـ تـجـنـنـيـنـي..، ضربها مرة ثانية: مـا راح تـهـربـي مـنـي مـرة ثـانـيـة كـذي.. مـا راح أخـلـيـك تـهـربـي.. مـا يـهـمـنـي الـلـي يـصـيـر.. مـا يـهـمـنـي لأنـي أحـبـك.. تـسـمـعـيـنـي.. أحـبـ..، سكت و هو يشوفها ترفع عيونها لعيونه، رجع بخطوة لوراء و هو يلتقط أنفاسه، تفاجئ من حاله، ما فكر أنه بـ يقولها، ما يقولها كذي، ما ينفجر بوجهها كذي، ضل يشوف عليها و هي معلقة عيونها عليه، دموعها تطيح و تتدحرج على خدودها وحدة وراء الثانية، نزل عيونه عنها ليأخذ نفس يهدي حاله، رفعهم لها و أخذ خطوة للقدام، سحب يدها ليسحبها لحضنه، حاوطها له بقوة، أخذ نفس ثاني و تكلم بتعب: أزهار.. حركاتك هذي تتعبني.. لا تسويها فيني.. يكفي.. ما مرة ثانية..

غمضت عيونها و هي تدفن رأسها في كتفه، رفعت يدينها بتردد و حاوطته لها بدورها، حاوطته و بعدها صارت تشهق!

نزل عيونه عنهم بسرعة و هو يتمنى الأرض تنشق و تبلعه و لا يكون موجود بـ هاللحظة، يحس بدقات قلبه تجننه، تجننه و كأنها بتوقف في أي لحظة، كان يحاول يقنع نفسه أنه سعادته من سعادتها، ما كان يعرف أنه سعادتها بـ تكون موجعة لـ روحه كذي، موجعة لـ هالدرجة هذي، لف عنهم و إستند بالسيارة بـ إنكسار، غمض عيونه و هو يحس بدموعه تحرقه، الوجع أكبر من أنه يقدر يتحمل، أكبر بـ كثير!



بعد فترة...

وقف سيارته قدام الفلة و إلتفت لها، سحب يدها من حضنها ليطبع بوسة هادية في كفها، إلتفتت له و هو تكلم بهدوء: خلينا ننزل!

حركت رأسها بالإيجاب، نزلت معاه، مسكت يده و مشت للداخل، دخلت لتشوفه جالس على الكنبة و منزل رأسه، أول ما سمع خطواتهم، إلتفت و قام، مشى لها بسرعة و حضنها، حضنها لـ يبكي بـ ندم: سامحيني يا بنتي.. سامحيني.. سامحيني..

غمضت عيونها لتبكي بدورها، تبكي و هي تحس فيه يزيد من مسكته على يدها، يزيد و كأنه يريد يأكد لها أنه ما راح يسمح لها تهرب مرة ثانية، ما ألحين، ما أبداً!






.

.

.

.

.





يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عناويني

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.