آخر 10 مشاركات
حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          239 - عندما يقفل الحب بابه - كاثرين روس (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-13, 01:06 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 لم أكن هكذا من قبل و لكن بحبك تاهت عناويني / للكاتبة Golden Apple، مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية

لم أكن هكذا من قبل و لكن بحبك تاهت عناويني

للكاتبة

Golden Apple
التفاحة الذهبية ...



كلمة الكاتبة
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...



كيفكم يا آل غرام؟ إن شاء الله الكل مبسوط، مرتاح، بألف خير، صحة و سلامة ...
اليوم إن شاء الله راح أبدأ بتنزيل روايتي الأخيرة لكم..



هالرواية مثل ما تعودتوا من رواياتي.. راح تكون: درامية، رومانسية، حزينة في أوقات و
مفرحة في أوقات ثانية و شوي جريئة.. ما راح تخلو من الخيال.. بس خيال يتقبله العقل..^^..
فيها أكشن؟ أمم.. ما أقدر أقول.. كل شيء مع البارتات.. بدت من أولها ههههه..!



طبعا الرواية راح تكون باللهجة العامية.. لهجتي عمانية.. بس راح يكون فيها حوارات بالعربية الفصحى..
حوارات مترجمة من الإنجليزي للعربي.. و يمكن راح تكون فيها خواطر باللغة الإنجليزية..
إن وجدت.. فهي من كتاباتي..



تنزيل البارتات.. اليوم بنزل لكم أول بارت.. لمحة.. عن حياة الشخصيات.. بس طويل لأن كل شخصية بقصة مختلفة..
بارت الثاني بينزل يوم الاثنين إن شاء الله.. يعني كل الاثنين بينزل بارت 1 بس البارتات طويلة..^^..
لا تحرموني من توقعاتكم.. تعليقاتكم.. إنتقاداتكم.. آرائكم..



أتمنى تنال إعجابكم...

ألحين.. أترككم.. مع روايتي الأخيرة:

لـم أكـن هـكـذا مـن قـبـل و لـكـن بـحـبـك تـاهـت عـنـاويـنـي... ©


كاتبتكم: Golden Apple
تفاحتكم: التفاحة الذهبية ...

.

.



ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 09-10-13 الساعة 07:00 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:11 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (1)...

In the depth of the night, I call your name

You don’t answer and a mystery you shall remain

©
.

.

.

.

.


وقف سيارته قدام إحدى الفلل و إلتفت لها، منزلة عيونها ليدينها اللي شابكتهم ببعض، قطب حواجبه و هو توه ينتبه لرجفتها، لين ألحين باقية، أخذ نفس، فك حزامه و سحب يدها من حضنها، حاوط يدها بيدينه بهدوء غير اللي يحس فيه، ما يريد يبين لها أنه متوتر بدوره، لازم يقوي نفسه عشانها، لازم يوقف بجنبها لو إيش ما يصير اليوم، أخذ نفس ثاني و بعدها ضغط على يدها بخفة.

رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة، خافت تبكي، صار لها ساعة تحاول تتماسك، تتماسك لا تنهار، اللي عرفته اليوم صدمها، كل كلمة اللي سمعتها منه بعدها تدور في مسامعها، تحس نفسها ضايعة، ما تعرف إيش تسوي بالضبط، تثق في من؟ تروح لمن؟ ما تعرف اللي بتسويه ألحين هو الصح و لا لأ، بس ما عندها إللا هالطريقة، لازم تواجههم، لازم تطلع كل اللي بقلبها، لهنا و بس..! حست بدمعة حارة تتدحرج على خدها و تحرقها، رفعت يدها بسرعة و جت بتمسحها بس يده كانت الأسرع.

مسح دمعتها بهدوء، حط يدينه على أكتافها و دارها له: إيش فيك؟

نزلت رأسها و بصوت مرتجف: خـ.. ـايفة!!

إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها: لا تخافي، أنا راح أضل معاك!

ما ردت عليه

حاوط وجهها بيدينه و رفع رأسها له: تثقي فيني؟

حركت رأسها بالنفي

إبتسم، ما كان متوقع غير هالرد، إقترب منها مرة ثانية و بهمس: ثقي فيني بس هالمرة!

رفعت عيونها له و ضلت تشوف في عيونه، ما تعرف إذا بيكون قد كلمته و لا لأ بس ما عندها غيره، ما عندها إللا تثق فيه: توعدني أنك بتحميني؟

إبتسم لها أكثر ليهديها: أوعدك!

أخذت نفس طويل لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها بعدت يدينه عن وجهها و لفت تشوف على الفلة: خلينا ننزل!

حرك رأسه بالإيجاب و فتح الباب، نزل، مشى لها و مسك يدها: لا تضعفي له!

غمضت عيونها و هي تتخيل ردة فعله، ما راح يصدقها، ما راح يهتم لأي شيء بتقوله له، هو متى إهتم فيها ليهتم ألحين؟ طول الوقت كانت غريبة في هالبيت، تركها عندهم و راح، ما فكر فيها، إستغلها، فتحت عيونها و نزلتهم لليد اللي ماسك يدها، إستغلها، إستغل كل اللي حوالينها و هي سمحت له، كانت غبية، فكرت يمكن بهالطريقة بيلين قلبه عليها، يمكن يحبها مثل ما يحب أخوانها، ما قدرت تفهم أنها غير عنهم، كرهها و لين ألحين يكرهها!! إنتبهت لحالها و حركت رأسها بسرعة تبعد هالأفكار، ما يهمها، ما عاد يهمها: بحاول!

شبك أصابعه بأصابعها: خلينا ندخل!

حركت رأسها بالإيجاب و زادت من مسكتها على يده: لا تتركني!

لم يدينها لصدره: ما بتركك!



بعد شوي ...

دفنت رأسها في كتفه و صارت تبكي

رفع رأسها له و هو يشوف علامة الأصابع اللي إنطبعت على خدها، نزلت رأسها بسرعة، رجعت دفنته في كتفه و هي تكتم شهقاتها. قطب حواجبه بقوة و رفع عيونه له، أخذ نفس و هو يحاول بقدر الإمكان يكتم غضبه، ما يريد يسوي شيء يندم عليه بعدين: إرفع يدك عليها مرة ثانية يا عم و ..

قاطعه بصراخ: و إيـــــش؟؟ هــذي، و هو يأشر عليها: هذي جاية لنا اليوم تتهم أمهــ..

قاطعته بسرعة: مانها أمي.. مانها أمي.. أبدا ما كانت.. هذي..، و هي تلتفت لها: هذي كانت بتموتني..، و بصراخ: بـتـمـوتــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق، إلتفت لزوجته اللي كانت جالسة على الكنبة، منزلة رأسها و تبكي، أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم رجع إلتفت لها: هذي جزاتها؟ ربتك طول عمرها، ضيعت أيامها عليك و بالأخير أنتي جاية تردي لها جميلها بهالطريقة؟

رفعت رأسها له و هي تمسح دموعها بطرف شيلتها: معذورة.. معذورة..، قامت و صارت تمشي لهم: أنا..، و هي تأشر على نفسها: أنا اللي ما عرفت أربي.. هذي غلطتي.. ما تنلام.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما تنلام!! إلتفتت لها، شبكت يدينها ببعض و رفعتهم لها: سامحيني يا بنتي.. سامحيني غلطت في حقك.. غلطت.. في حقـك.. غلطت أني ربيتك مثل أولادي.. غلطت أني ما فرقت بينكم.. غلطت أني حبيتك مثلهـ..

قاطعتها: كـــذاااااابــة!! أنــتـــي كــذاااابــ..، طاحت على الأرض من قوة الكف اللي جا لها منه، حطت يد مرتجفة على خدها اللي صار يحرقها، رفعت عيونها المليانة دموع له: ما.. ما توقعـ..ـت.. غـ..ـير كذي..

: يــا حـيـوااانـــة!! لهنا وصلت عندك؟ تكذبيها؟ تكذبي أمك؟ مشى لها بعصبية، مد يده و جا بيمسكها من شعرها بس يده منعته، رفع عيونه له و بعصبية: فــكــنـــي!! هذي يبالها من يأدبها من أول و جديد!!!

تكلم و هو يرص على أسنانه: لا تلمسها!!

فك يده منه بسرعة و بنفس حالته: أنـت مـن لـتـمـنـعـنـي؟؟؟ هـذي بـنــتي قـبـل مـا تـكـون زوجـتـك! أضـربـهـا، أمـوتـهـا، أسـوي فـيـهـا الـلـي أريـد، أنــت مـــا دخـــلـك!!!!! إقترب منها مرة ثانية و سحبها من شعرها.

صرخت و هي تتعور من مسكته: آآآآآآآآآآآآآآآآه

فكها من يدينه بسرعة، سحبها و رجعها لوراء، إلتفت له و ............... .


***************************


مسكت شنطتها، رفعتها و صارت تجرها لين باب الغرفة، حطت يدها على المقبض و لفت تشوف عليه، جالس على السرير، منزل رأسه و حاط يدينه عليه، لفت للباب مرة ثانية، فتحته و ضلت واقفة شوي تحارب دموعها، يعني خلاص، كل شيء إنتهى، بتتركه و بتمشي، بتمشي و ما راح ترجع له، هو كان يريد هالشيء، هو السبب، حرمها من أكثر شيء تتمناه و هي بتحرمه من نفسها، قاسية و هي تعرف هالشيء بس لازم تقسى لتعاقبه، لازم تقسى لتحسسه بغلطته، تخليه يندم، يندم و يموت بندمه بس ما راح تسامحه، ما راح تسامحه لو إيش ما يصير! بتقدر؟ تقدر تكون قاسية لهالدرجة؟ ما تعرف بس إذا ما جربت ما راح تعرف، هي أخذت قرارها و هالمرة ما راح تتراجع، أخذت نفس و أخذت خطوة لبرع الغرفة بس حست نفسها تنسحب للداخل مرة ثانية، تنسحب لحضنه..!

حاوطها له بأقوى ما عنده، حاوطها حتى يمنعها من الحركة، حاوطها له بخوف، خايف لأنه يعرف إذا تركها بتروح، خايف لأنه يعرف أنه ضيعها من بين يدينه، خايف يخسرها، خسر من قبل و ما يريد يخسر مرة ثانية، ما يخسرها هي..!

غمضت عيونها بقوة و هي تتعور من مسكته، حاولت تبعده عنها بس فشلت، حاولت تفك نفسها منه بس فشلت، فتحت عيونها و بصوت مرتجف: فـ..فكـ..ـني!!

غمض عيونه و زاد من مسكته عليها: لا تروحي!

طاحت دمعة حارة تشق طريقها على خدها و تحرقها، تحرق قلبها: لا.. لا تص.. تصعبها علي أكـ.. أكثر من كذي!

ما رد عليها، دفن رأسه في كتفها و صارت دموعه تنزل، هو مانه قوي، ما يقدر يتظاهر بالقوة، ما يقدر يمسك دموعه، هو ضعيف و راح يضعف أكثر بدونها، هي علمته يعيش مرة ثانية، هي علمته يضحك مرة ثانية، هي علمته يحب مرة ثانية! غلط و هو ما ينكر هالشيء بس ليش مانها راضية تفهم أنه كان خايف يخسرها، يخسرها مثل ما خسرها ألحين..!

حست بمسكته ترتخي من عليها فحطت يدينها على أكتافه لتبعده عنها بس حست بدموعه على كتفها فنزلت يدينها، غمضت عيونها و صارت تبكي بدورها، مانها سهلة عليها تتركه كذي و بهالحالة بس ما عندها خيار ثاني، هو جرحها جرح مستحيل تقدر تسامحه عليه، مستحيل تقدر تنسى، راح تضل تتذكر، راح تضل تبكي، راح تضل تتألم، مسحت دموعها بسرعة، راح يشوفها ضعيفة و بيستغل هالشيء، هي وعدت نفسها و راح تكون قدها، بعدته عنها و لفت للباب بس مسك يدها.

: لا تـ..روحـ..ـي!!

رجفة صوته قطعت قلبها، تحس أنها بتنهار ألحين، بتنهار و بتضعف له بس ما يصير، نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونه: ما عندي.. ما عندي سبب يخليني أضل!

: مـ.ـاني كافـ.ـي؟

نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و حركت رأسها بالنفي: مانك كافي!

إنصدم من ردها، جا بيفتح فمه ليرد عليها بس ما قدر، إيش يقول ما يعرف، خلاص ضيعها، نزل عيونه ليدها بإنكسار، فكها و ما نطق بحرف!

أخذت نفس، لفت عنه و جت بتمشي بس جمدت بأرضها و هي تحس بيدينها الصغيرة تتعلق بعبايتها، نزلت عيونها لها بتردد و شافتها مرفعة رأسها لها و تبتسم إبتسامة هي تعشقها.

تعلقت بعبايتها أكثر و هي تنطق بأول كلماتها: مــامــا!!!

فتحت عيونها بصدمة

إبتسمت أكثر و هي تخبي رأسها في رجلها: مـ.ـامـا!!

صدمتها أكثر، رفعت عيونها له و هي تشوفه منزل عيونه لها و هو بنفس صدمتها، رمشت عيونها بعدم تصديق و رجعت نزلتهم لها، جت و بكلمة وحدة زعزعت ثقتها بنفسها، خربطت كل كيانها، بكلمة وحدة خلتها تراجع كل حساباتها، معقولة بتقدر تسوي اللي هو مانه قادر عليه، بتقدر تـوقـفـهـا..؟


***************************


سحب الشنطة من تحت السرير و فتحها، قام و مشى للكبتات بسرعة، فتحها و صار يلم ملابسهم و يرميهم للشنطة.

ضل يشوف عليه و هو متكتف و مانه قادر يصدق أنه بيسويها، أخذ نفس، زفر و صار يمشي له.

سكر الشنطة، رفعها و حطها على السرير، إلتفت له و من ثم لف و صار يمشي للكمدينة، جا بيفتحها بس يده منعته.

مسك يده و داره له بقوة:

What are you doing

(ماذا تفعل؟)

فك يده منه، لف و فتح درج الكمدينة:

I’ll go to her

(سأذهب إليها)

مسك يده مرة ثانية و داره له:

Why

(لماذا؟)

ما رد عليه، أخذ جوازاتهم بسرعة و سكر الدرج، لف و جا بيمشي بس هو رجع مسك يده

سحبه له و بنبرة حادة:

WHY

(لـمـاذا؟)

فك يده، دفعه عنه و بصوت عالي:

Because I love her

(لأنني أحبها!!)

أخذ نفس:

But she loves him

(و لكنها تحبه هو!)

قطب حواجبه و حرك رأسه بالنفي:

He doesn’t deserve her

(أنه لا يستحقها)

حرك عيونه بملل:

And you do

(و أنت تستحقها؟)

ما رد عليه و نزل عيونه لها، واقفة في إحدى زوايا الغرفة، حاضنة لعبتها و دموعها في عيونها، أخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها مشى لها، نزل لمستواها و صار يمسح على شعرها بهدوء: لا تخافي، بنرجعها، بترجع عشانك!

إقتربت منه، دفنت رأسها في صدره و صارت تبكي

حاوطها له أكثر و صار يمسح على ظهرها ليهديها: أششش، لا تبكي، بترجع!

تعلقت فيه أكثر و بصوت باكي:

I don’t understand you

(أنا لا أفهمك)

إبتسم و بعدها عنه، طبع بوسة هادية على رأسها و صار يمسح دموعها:

Don’t worry, we’ll bring her back

(لا تقلقي، سنرجعها!)

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمسح دموعها بدورها:

I love her

(أنا أحبها)

إبتسم أكثر و سحبها لحضنه:

Me, too

(و أنا أيضا)

أخذ نفس، بعدها عنه، قام و حملها، مشى للشنطة، مسكها و صار يجرها، إلتفت له و بعدها لف للباب:

We’ll go now

(سنذهب الآن)

حرك رأسه بقلة حيلة:

You’re crazy

(أنت مجنون!!)

إبتسم و لف يشوف عليه:

What’s new in that

(ما الجديد في ذلك؟)

إبتسم غصبا عنه، مشى له و ضمه:

Take care of yourself

(إهتم بنفسك!)

إبتسم أكثر و بعده عنه:

I will

(سأفعل!)

لف مرة ثانية و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس وقفه

: Do you think she’ll choose you

(أتعتقد بأنها ستختارك؟)

وقف و سؤاله صار يتردد في مسامعه، ما فكر كذي، معقولة بترفضه، معقولة بتختاره عليه؟ حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة! خسر من قبل و خسر كثير، ما يريد يخسرها هي بعد، ما يتحمل هالفكرة، لازم تختاره، لازم تختاره هو، هي حياتها هنا معاه، ما يصير تكمل مع شخص ما يستاهلها، تكمل مع إنسان ما جاب لها إللا الحزن و الكآبة، يعذبها و راح يضل يعذبها لو إختارته عليه، ما يعرف ليش تحبه، تحب إنسان مثله، ما يصير تضيع هالحب عليه، ما يصير تعور قلبها عشانه، يتذكر دموعها و يحترق، يتذكر شهقاتها و ينقبض قلبه عليها، هو لازم ينهي هالعذاب، هو الوحيد اللي يقدر لأنه يقدر يفهمها، راح يعيشها الحياة اللي تتمناها، حياة بوجوده هو و بس..! غمض عيونه و هو يتذكر إبتسامتها، لمعة عيونها، لمسة يدها الناعم، ريحتها، إشتاق لها، إشتاق لكل شيء فيها، خلاص ما فيه يتحمل أكثر، هو يريدها له، يريدها في حضنه، هي أكيد بتختاره، بتختاره لأنه راح يقدر يسعدها، بتختاره لأنه.. يعشقها بكل ما فيها..!


***************************


نزلت رأسها و هي تحس بدموعها اللي صارت تحرق عيونها، حطت يدها على صدرها و هي مانها قادرة تتحمل هالوجع، كل كلمة و كأنها خنجر تنغرس في قلبها، بيموتها بكلامه، بيموتها اليوم..!

نزل رأسه و صار يمرر يدينه في شعره بقهر: ماني قادر أبعد صورتكم من بالي.. ماني قادر! إلتفت يشوف عليها: أنا شفتك في حضنه، تعرفي إيش يعني؟ شفت زوجتي.. بنت اللي أحبها في حضن شخص ثاني! أحترق.. و الله أحس أني أحترق.. كلما أغمض عيوني صورتكم تدور في رأسي.. ماني قادر أتنفس.. ماني قادر.. مسكها من مرفقها و سحبها له: تكلمي!! قولي لي.. ليش؟ لــيــش؟؟

غمضت عيونها بقوة تمسك دموعها، ما راح تبكي قدامه، ما راح تضعف له، فتحتهم بس ما رفعتهم له: إتـ.. إتركني.. أنت تعورني!

زاد من مسكته عليها: تتعوري؟ و بصوت عالي: تــتــعــوري؟!؟ و أنا اللي أحس فيه؟ ليش مانك قادرة تحسي فيني ها؟ لـــيــش؟؟

رفعت عيونها له و هي تحاول بقدر الإمكان تكون حادة بنبرتها: قـلـت لـك إتـركـنـي!!

ضل يشوف في عيونها شوي و بعدها فكها و دفعها بقهر

طاحت على الأرض، نزلت رأسها و نزلت دمعة كسيرة على خدها، ظلمها، دوم يظلمها، ما يسمعها و يجزم أنها غلطت، معقولة تغلط مثل هالغلطة؟ هـي؟ ليش، ما يعرف هي إيش كثر تحبه؟ إيش كثر تعشقه؟ بعد كل اللي مرت فيه عشانه، يجي اليوم يتهمها مثل هالإتهام؟ خــيــانــة!!!! ما عنده أي فكرة إيش كثر يجرحها، يحرقها بكلامه! هو ما يحبها، أبدا ما حبها، هو بس يريد يمتلكها، خائف أنه إذا تركها بتروح لغيره و هو مستحيل يسمح لهالشيء يصير، مستحيل..! رفعت عيونها تشوف عليه، شافته يشوف عليها، نزلتهم و مسحت دمعتها بسرعة، هو ما يستاهلها، هو ما يستاهل هالدموع، نزلت دمعة ثانية تحل محلها و تلتها دمعة ثالثة و رابعة و خامسة، ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي، غطت وجهها بيدينها و صارت تشهق.

ضل يشوف عليها شوي بدون أي حركة، تبكي؟ ليش تبكي؟ مانه قادر يفهمها! يا ترى ظلمها؟ إذا ظلمها ليش ما تتكلم؟ ليش ساكتة؟ ليش تعذبه كذي؟ إيش فيها هالبنت؟ لوين تريد توصله؟ تجننه؟ أخذ نفس بضيق و نزل لمستواها، حاوطها من أكتافها و قربها له: كلميني.. لا تضلك ساكتة! قولي لي إيش اللي صار؟ ليش كنتـ... ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها.

زحفت على وراء و إستندت بالكرسي: لا تلمسني.. خلاص.. خلاص.. يكفي.. تحملتك.. كثير.. ما فيني.. ما فيني أتحملك.. خلاص.. خلاص.. و بصراخ: طـــلـــقـــنـــي!!!

فتح عيونه بصدمة: فــ..

قاطعته و بنفس الصراخ: طـــلــقــنــــي!!!

حرك رأسه بعدم تصديق: أنتي.. أنتي إيش تقولي؟

صارت تشهق أكثر: اللي.. سمعته.. طلقني.. طلقني.. تعبت.. و الله ما فيني.. ما فيني.. أنت.. ما راح تحس فيني.. أنت ما.. تحس إللا.. بنفسك.. أناني و راح تضل.. أناني!!

حرك رأسه بالنفي: أنا أحبـ..

قاطعته مرة ثانية: كـــــذاااااااب!!! أنت ما تحبني.. أنت ما.. تحب إللا نفسك..

إقترب منها و هو يحس بالعبرة تخنقه، سحبها له: أنا .. أحبك! و هو يقربها له أكثر: أنا أحبـ..

دفعته عنها بأقوى ما عندها، قامت و صارت تحرك رأسها بالنفي: أنت ما تحبني.. أنت.. أبدا ما حبيتني.. أنا الغبية.. أنا اللي حبيتك.. سويت كل اللي يرضيك.. و بالمقابل.. أنت.. أنت بس إستغليتني.. أنت إستغليتني!!

قام و وقف قدامها: أنا..

رفعت يدها بسرعة تمنعه من الكلام: بـس! يكفي.. يكفي!! قالتها و بعدها لفت و صارت تركض!

نزل رأسه و مرر يده على وجهه بتوتر، رفع عيونه لها و هو يشوفها معطيته ظهرها و تركض، تركض؟ لوين تروح؟ فتح عيونه و هو توه يستوعب أنها تركض للشارع، إرتجف قلبه من الخوف، ما حس بحاله إللا و هو يركض عشان يلحقها.

ما كانت حاسة بحالها، ما كانت تعرف هي إيش تسوي في هذيك اللحظة، وين تروح، بس كان لازم تبعد، تبعد عنه، ما فيها تتحمل أكثر من كذي، تعبت، تعبت كثير، لما فكرت كل شيء بيتصلح، إنهدم، هو هدم كل شيء، كل شيء..! صارت تركض بأسرع ما عندها، دموعها لين ألحين تنزل و قلبها مانه راضي يهدأ، هو جننها، هو السبب في حالتها، ما كانت مفكرة أن حياتها معاه راح تتعقد لهالدرجة، ما كانت مفكرة الشخص اللي تحبه يطلع بهالأنانية، ما كانت تعرف أن ثقته فيها لهالدرجة معدومة، صدمها في كل شيء و هذا هو اليوم جاي يموتها بإتهاماته الوحشية..! ضلت تركض بنفس حالتها و ما صحاها إللا صوت البوري لإحدى السيارات، إلتفتت و هي تشوف السيارة المسرعة متجهة لها، جمدت بأرضها و هي تشوف السيارة بهالقرب منها، ما قدرت تتحرك و لا حتى تصرخ و كأنها إنشلت، مر شريط حياتها قدام عيونها في ثواني و إختفى، إختفى و إختفى كل شيء من حوالينها، ما عادت تسمع و تشوف غير هالسيارة، غمضت عيونها و هي تنتظر الصدمة، تنتظر نـهـايـتـهـا..!


***************************


طاحت المبخرة من يدها، إنكسرت و صار الجمر يحرق السجاد، نزلت عيونها للأرض و من ثم رفعتهم له و بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

نزل عيونه للسجاد، رفعهم لها و بعدها لف و صار يمشي للتسريحة: لمي الجمر بسرعة، ما أريد الغرفة تخترب زينتها، ما اليوم!

رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟

صار يعدل في كمته و ما رد عليها

مشت له بسرعة، حطت يدها على كتفه، دارته لها و بصوت عالي: أنــت إيـــش قـــلــت؟؟؟

بعد يدها عنه و ببرود: اللي سمعتيه!

تجمعت الدموع في عيونها: لـ.. لـ..ـيـش؟؟ أنا قصرت معاك بشيء.. غلطت بشيء؟ أنا سويت لك كل اللي تريده.. صرت لك كل اللي تتمناه.. أنا أحبك.. و أنت.. و هي ترفع عيونها لعيونه: و أنت تحبني!

حرك رأسه بالإيجاب: أحبك بس..

قاطعته بسرعة: بس إيش؟

أخذ نفس: بس ماني قادر أثق فيك!

إنصدمت من رده، إنصدمت من بروده: مانك.. مانك قادر تثق فيني.. فيني.. و هي تأشر على نفسها: أنــا؟!؟

حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و بنفس أسلوبه: ماني قادر أثق فيك!

نزلت عيونها و هي تحس بدموعها اللي صارت تنزل و تحرق خدها: بس أنا.. أنا بإيش غلطت.. ليش مانك قادر تثق فيني؟ رفعت عيونها له: أنا تركت كل شيء عشانك.. تركت أهلي عشانك..

قاطعها: إذا أنتي قدرتي تتركي أهلك عشاني عيل بكرة بتتركيني عشان واحد ثاني!

حطت يدها على قلبها بسرعة و هي تحسه يعتصر، كيف قدر يقولها؟ كيف قدر يقولها بهالسهولة؟ رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت..

قاطعها مرة ثانية: ما في داعي لهالكلام ألحين..، و هو يمشي للباب: ما أريد أتأخر عليها! فتح الباب و جا بيطلع بس لف يشوف عليها: لما أرجع ما أريد أشوفك في الغرفة، هالغرفة ما عادت لك!! لف و طلع.

ضلت تشوف عليه و هو معطيها ظهره و يمشي، يمشي و لا هامه شيء، يمشي تاركها في صدمتها، نزلت عيونها و هي تحس نفسها تختنق، تختنق و كأن الأكسجين إنسحب من حوالينها، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، طاحت على الأرض و رفعت عيونها للباب، راح، ما بقى غير طيفه! نزلت عيونها للأرض، مستحيل يكون اللي سمعته صح، مستحيل! ما راح يسويها، ما راح يسويها فيها، هي بكابوس، ألحين بتصحى، بتصحى! حركت رأسها بحزم تقنع نفسها، رفعت عيونها للباب مرة ثانية، رفعت يد مرتجفة و حطته على فمها تمنع شهقتها، راح؟ رخصها بهالسهولة؟ راح لغيرها؟ كيف يقدر يسويها؟ هو وعدها، وعدها أنها بتضل الوحيدة بحياته، نسى وعده؟ نسى كل وعوده؟ نساها؟ نـسـاهــا؟ غمضت عيونها بقوة و إستسلمت لشهقاتها..!


***************************


جلس على السرير بإنكسار و صار يمرر يدينه في شعره بقلة حيلة: ماني عارف إيش أسوي.. تعبت.. و هو يزفر بقوة: تعبت من كل شيء..

جلست على السرير بجنبه، حطت رأسها على كتفه و صارت تبكي بصمت

حس بدموعها الحارة على كتفه فغمض عيونه، ما هو وعد نفسه و وعدها أنه ما راح يبكيها؟ ما هو وعدها أنه ما يخلي عيونها تذوق الدموع؟ قدر يوفي بكل وعوده، لكل الأشخاص بس ما قدر يوفي بوعده لأغلى شخصين في حياته، أقرب و أحب شخصين على قلبه..! أخذ نفس و فتح عيونه، سعادة هالشخصين مع بعض مستحيلة، سعادة وحدة منهم دوم تجي على حساب سعادة الثانية، تعب من كثر التفكير، النوم مجافيه، ما عاد يعرف إيش يسوي، القرار اللي أخذه راح يعذبه أكثر من هالإثنين بس خلاص، ما فيه يتحمل، ما فيه يتحمل أكثر من كذي..! حط يده على رأسها و صار يمسح على شعرها بهدوء: أنا آسف..، أخذ نفس بضيق و زفر: أنا آسف لأننا وصلنا لهنا.. بس حياتنا مع بعض صارت مستحيلة، أنا ما أعرف من الغلطان أنتي و لا هي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف.. بس أنا.. أنا خبرتك من قبل.. أنا ما أتحمل أي شيء يأذيها.. أي شيء يبكيها.. بس ألحين هي صارت تبكي بسببك.. تتأذى بسببك!!

رفعت رأسها له و ضلت تشوف في عيونه بدون أي كلمة، عتبانة عليه، زعلانة منه و عليه، صدق كذبتها و جاي يرخصها بهالسهولة؟ ليش ما دافع عنها؟ ليش مانه واثق فيها؟ هي تغيرت عشانه، هي حاولت تكون له كل شيء يتمناه، ما عادت مثل أول بس عشان ترضيه و ترضيها بس هو مانه قادر يشوف هالشيء، مانه قادر يصدقها..! نزلت رأسها و حطت يدينها على بطنها، كان اليوم بيكون أسعد يوم بحياتها، جت لتبشره بفرحتها، جت لتفاجئه بهالخبر بس هو صدمها بإتهاماته، ما قدرت تنطق بحرف، حاولت بس فشلت، ما كانت تعرف اللي صار بيوصلهم لهنا، كان ما خبت عليه، كان فضحتها في وقتها بس تأخرت، تأخرت كثير..! رفعت عيونها لعيونه مرة ثانية و ما تكلمت.

نزل عيونه بسرعة، يتهرب من نظراتها، يعرف أنه ظلمها بس هو مجبور، يحترق قلبه عليها بس ما بيده شيء يسويه، أخذ نفس و هو يغصب نفسه ليقولها: أنتي طالـ.. ما قدر يكمل لأنها حطت يدها على فمه بسرعة تمنعه يقولها.

ما تقدر تسمعها، ما تريد تسمعها، هي راضية تعيش بالعذاب معاه بس مانها راضية تعيش بدونه: لا.. لا تقولها.. ما أسمح لك..

نزل يدها بهدوء غير اللي يحس فيه: مضطر أقولها..

دفنت رأسها في صدره: لا تصدقها.. بس هالمرة.. عشاني.. و هي تبكي أكثر: عشاني!

حرك رأسه بالنفي و هو يحاوطها له أكثر: ما أقدر أكذبها.. ما أقدر!

تعلقت فيه أكثر: كل.. شيء.. إنتهى؟!؟

غمض عيونه: إنتـ..ـهينا!!

رفعت رأسها له و حاوطت وجهه بيدينها: عطيني.. عطيني فرصة ثانية.. لا توصلنا.. لهنا.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما لهنا..

حط يدينه على يدينها و نزل رأسه: هي ما راح ترضى.. ما راح ترضى علي.. إقترب منها و طبع بوسة حارة على جبينها، بعد عنها شوي و أخذ نفس: أنا آسف..

رفعت عيونها لعيونه

: أنتي طـالـق!

شهقت و دفنت رأسها في صدره..!


.

.

.

.

.


.

.

.


قبل عشرة أشهر ...

مسقط ...

وقفت عند باب الحديقة و إلتفتت لها: بمشي ألحين!

إبتسمت لها، حركت رأسها بالإيجاب و رفعت يدينها المنقشة لها: مشكورة على الحناء تعبتك كثير اليوم!

إبتسمت بهدوء: لا، إيش هالكلام؟! أنتي عروستنا و أنا بخدمتك!

إبتسمت بحياء: مشكورة يا حياتي، ما قصرتي..، سكتت شوي و بعدها كملت: راح تحضري صح؟

نزلت رأسها و حركته بالنفي: آسفة بس ما أقدر أترك أمي لحالها بالبيت!

حركت رأسها بتفهم: يللا عيل ما أريدك تتأخري عليها!

إبتسمت، لفت و طلعت تمشي لسيارتها، وقفت عند باب السيارة و فتحت شنطتها تدور على المفتاح، ضلت تحوس في الشنطة لكم من دقيقة، حركت عيونها بملل، كلما تحط المفتاح في الشنطة تحسه يضيع، تنهدت و صارت تطلع كل اللي فيها، تلفون، محفظة، مفاتيح المكتب، مفاتيح البيت، ورقة إستدعاء ولي الأمر، كيس حب شمس(بزر)، لصقات طبية، كم من قلم، نوتات تذكيرية و كحل، حطت كل هالأغراض على بونيت السيارة و دخلت يدها في الشنطة مرة ثانية، قطبت حواجبها و هي تحس بشرخ صغير في البطانة الداخلية للشنطة، أكيد دخل المفتاح فيها، قلبت الشنطة و صارت تهزها لين ما طاح المفتاح، زفرت: و أخيرا! نزلت و أخذته، لمت أغراضها و رجعتهم للشنطة ما عدا التلفون، تعرفها، بتتصل فيها ألحين و بتسألها ليش تأخرت، إبتسمت و فتحت الباب، ركبت و سكرته بهدوء، شغلت السيارة و جت بتحركها بس رن تلفونها، إبتسمت و هي تشوف رقم البيت على الشاشة: ألو ماما!

ردت بخوف: وينك يا بنتي، تأخرتي؟ صار لك أكثر من ساعتين!

إبتسمت أكثر: يا ماما، يا حبيبتي، لا تخافي علي، توني مخلصة، عشرين دقيقة و بكون عندك بالبيت إن شاء الله!

: إن شاء الله، ديري بالك على حالك، خلي عيونك على الشارع!

ضحكت: إن شاء الله!

سكرت منها و جت بتحرك السيارة بس لمحت، من مراية الجانبية، سيارة تمر من وراء سيارتها و توقف بجنبها، لفت تشوف عليها، سيارة مزينة بأحلى الزينة، سيارة بتنزف فيها العروس، إبتسمت بخفة بس إختفت هالإبتسامة بسرعة، رجعت رأسها على وراء، غمضت عيونها و رجعت بذاكرتها لهذاك اليوم...

وقفت قدام المراية و هي ترفع عيونها لهم، شافتهم حاملين طرحتها بكل حذر و يمشوا لها، أخذت نفس و بعدها أخذت نفس ثاني، متوترة، مستحية، مبسوطة، أحاسيس مختلطة، ترتجف و مانها قادرة تهدي حالها، حاولت بس فشلت، حطت يدها على قلبها تحس بدقاته الجنونية، اليوم بيتحقق حلمها، حلم طفولتها، اليوم صارت عروس و بتنزف لزين الشباب، كل العيون راح تكون عليها، البعض بيدعي بقلوب صافية لسعادتها و بعض الآخر بيحسدها على فرحتها بس ما يهمها، كل اللي يهمها أنها بتنزف في دقائق للشخص اللي سكنته في قلبها، في كل كيانها، ملكها و ملك كل شيء فيها..!

رفعت عيونها لهم و هي تحس بطرحتها تنحط على رأسها، أخذت نفس طويل و زفرت: شكراً!

إبتسموا لها: أفا!! إيش هالكلام؟ ما في بيننا يالدبة!

إبتسمت بتوتر: شكراً!

ضحكوا على حالتها، ساعدوها توقف و عدلوا فستانها و طرحتها: يا بخته فيك!

نزلت رأسها بحياء و هي تحس بالدم يتدفق لخدودها و بدقات قلبها تزيد و تسرع أكثر من قبل، يا ترى تقدر؟ تقدر تكون له كل شيء يتمناه..؟ غمضت عيونها و هي تدعي لنفسها بصمت: يا رب أقدر أسعده و يسعدني! فتحت عيونها و هي تسمع الباب ينفتح، إلتفتت لها و هي تشوف دموعها على خدودها، حاولت تخبي توترها منها لتهديها فإبتسمت بس إختفت إبتسامتها و هي تنتبه لملامحها، إرتجف قلبها من الخوف: مـامـ.ـا، إيش في؟

نزلت رأسها و هي مانها قادرة ترد عليها

فجأة..!

صرخة زعزعت القاعة بكبرها: مــــــــــاآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآت!!!!!!!!!!!!!!!

رجعت من سرحانها و هي تسمع دق على الشباك، حست بدمعة على خدها اللي نزلت بدون علمها، إرتبكت، مسحتها بسرعة و من ثم لفت للشباك و نزلته.

: نهودة!! إيش فيك لين ألحين واقفة؟ ناسية شيء؟

إبتسمت بإرتباك: هـ.. ها؟ لا.. أمم.. لا أبدا.. ألحين بمشي.. و هي ترفع الشباك: يللا يا حبيبتي، مع السلامة!

رفعت يدها لها: مع السلامة!

حركت السيارة بسرعة و هي مرتبكة من حالها، ذكرى عنيدة، مانها راضية تتركها، مررت يدها على وجهها و أخذت نفس تهدي حالها: يا رب إحفظهم و خليهم لبعض، يا رب تمم فرحتهم على خير!


نـاهـد: 27 سنة!


***************************


إحدى الكافيهات...

حط يدينه على الطاولة و رجع لوراء يسند ظهره بظهر الكرسي، إلتفت لهم و من ثم إلتفت لمكان ما كانوا مثبتين عيونهم، إبتسم بسخرية و لف يشوف عليهم: ما تملوا؟

إلتفت له واحد منهم و هو فاتح عيونه للآخر على سؤاله: ليش، في أحد يمل من البنات؟

حرك عيونه بملل و فضل ما يرد عليه

ضربه على كتفه بخفة و بمزح: أيوا ألحين صاروا ما يملوا عينك لأنك خطبت!

رفع حاجب و تكلم بغرور: أصلا هذولا، و هو يأشر عليهم: أبدا ما كانوا ماليين عيني، ما أنزل لمستواهم! قام و أخذ مفاتيحه من على الطاولة: أنا بمشي!

الكل إلتفت له: لا/ وين تو الناس/ ورانا سهرة/ خليك!

نزل عيونه لساعته و بعدها رفعها لهم: عندي كم شغلة أخلصها و بعدين الأهل ينتظروني، ما أقدر أتأخر عليهم!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب: عيل باي/ بالتوفيق لبكرة/ خبرنا كيف شكلها!

إبتسم و لف يمشي عنهم: تحلموا!

سمع ضحكاتهم، ضحك لنفسه و بعدها مشى لسيارته، وقف بجنب السيارة يشوف إنعكاسه في الشباك، عدل سكسوكته شوي و بعدها صار يمرر أصابعه في شعره الكثيف، سمعهم يهمسوا لبعض.

: ما شاء الله، سبحان من صوره!

: أيوا، جد، ما شاء الله، ما شفت شاب وسيم مثله!

إبتسم لنفسه بغرور و هو راضي كل الرضا عن شكله، ركب السيارة و إلتفت يشوف عليهم، إبتسم لهم و هم إرتبكوا و مشوا بسرعة، إبتسم أكثر و حرك السيارة.



بعد شوي...

وقف السيارة في كراج الفلة، نزل و صار يمشي للداخل، فتح باب الصالة و شافهم جالسين قدام التلفزيون يتكلموا عن الخطبة، إبتسم و مشى لهم: السلام عليكم!

إلتفتوا له: و عليكم السلام!

تقدم منها، إنحنى و باسها على رأسها: كيفك يمة؟

إبتسمت و هي تمسح على خده بحب: بخير دامكم بخير!

إبتسم و جلس بجنبها: ها؟ إيش الأخبار؟

: الأخبار مرة خطيرة!!

إلتفت لها و هي نطت بجنبه و كملت: إتصلنا فيهم اليوم و طبعا بكرة رايحين عشان تشوفها و يطمئن قلبك، هو أصلا ما راح تحصل على وحدة أحلى منها لأنها، و هي تعدل ياقة قميصها: أحم، أحم، إختياري!

ضربها على رأسها بخفة و إلتفت لأمه و كأنه يريدها تأكد له كلامها

إبتسمت له و كأنها فهمت عليه: ما شاء الله، قطعة من القمر!

رفع حاجب: يمة أنا قلت لكم، ما راح أرضى بقطعة من القمر، أريدها تكون القمر نفسه!!

حركت رأسها بقلة حيلة: ما راح تتغير!

إبتسم و قام: بطلع لغرفتي، تريدوا شيء؟

إبتسموا له: سلامتك!

حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي للدرج.

ضلت تلاحقه بعيونها لين ركب الدرج و إختفى في الدور الثاني، أخذت نفس و إلتفتت لأمها: ماما!

: همم؟

إبتسمت: تعتقدي هالمغرور بيوافق عليها؟

ضربتها على كتفها بخفة: عيب تقولي كذي عن أخوك!

ضحكت و هي تصد ضرباتها: ههههه.. إيش أسوي؟ جاتني عقدة منه!

إبتسمت و بهدوء: البنت ما شاء الله ما ناقصها شيء، جمال، أخلاق، دين، إن شاء الله يوافق!

إبتسمت: إن شاء الله!


الأم: زينة- 46 سنة!

رنا: 20 سنة!



دور الثاني...

ركب الدرج و صار يمشي لغرفته، مر من جنب غرفتها و سمع ضحكتها ، إبتسم لنفسه و كمل طريقه لغرفته، فتح الباب و دخل، مشى لسريره و هو يرمي مفاتيح سيارته على الكمدينة، جلس و أخذ نفس طويل: حياتك من بكرة راح يرتبط بشخص غريب، يا ترى أنت قدها؟ حك رأسه و زفر، رمى نفسه على السرير و غمض عيونه، طرت في باله فقطب حواجبه بقوة، حط يدينه على وجهه و هو متضايق من هالذكرى، تعذبه و تعذبه كثير، ما ينام الليل إللا و هو يفكر فيها، تطرأ في باله في أي مكان، في أي وقت، بدون سابق إنذار و تخربط له كل كيانه، حاول كثير و لين ألحين يحاول بس إيش ما يسوي ما يقدر يبعدها عن فكره، يختنق لما يتذكر اللي صار، مانه قادر يرتاح، ما يقدر لين ما يعرف إيش صار فيها بالضبط؟ عاشت؟ نجت من الصدمة؟ موجودة حوالينه؟ ما يعرف، لــو، لو بس رجع لها و تأكد بنفسه كان ما صار اللي صار، لو نزل من السيارة و تجرأ يشوفها كان ما عاش بعذاب الضمير، بس هو كان خايف، كان وحيد، ما عرف إيش يسوي فتركها، تركها تـمـوت..!

قطب حواجبه أقوى من قبل و من ثم فتح عيونه و جلس: سامحني يا رب، سامحني! قام و صار يمشي للحمام، يتوضى و يصلي له ركعتين يمكن يهدأ، يمكن ربه يسامحه على هالغلطة، يمكن هالعذاب يخف شوي، يـمـكـن..!


فهد: 26 سنة!



بالغرفة المجاورة...

وقفت قدام التسريحة و هي تلعب بخصلات شعرها الشقراء، نزلت عيونها للتلفون و من ثم رفعتهم للمراية: أمم.. إيش رأيك لو أصبغهم هالمرة أحمر!

جا لها صوتها من التلفون اللي حاطته على السبيكر(مكبر الصوت): حلو بس بندقي أحلى عليك!

قطبت حواجبها: جد؟

:آههم، ألوان الشوكولاتة تناسب مع عيونك العسلية!

إبتسمت: أحم، أحم، أصلا كل لون يناسبني!

: هههههه.. أيوا هذي الثقة و لا بلاش!

ضحكت بخفة و كملت: لا، كلميني جد، يعني لا للأحمر!

: آههم، لا للأحمر، جربي عسلي أو ألوان كذي!

حركت رأسها بالإيجاب: أوكي، عيل هالمرة أجرب هالألوان و نشوف!

: حلو.. أمم.. ميمي، بسكر ألحين..

قاطعتها بسرعة: لاآآ، إيش تسكري، بعدنا ما تكلمنا عن بكرة!

تكلمت بإستغراب يوضح من صوتها: ليش؟ إيش في بكرة؟

أخذت التلفون و مشت لسريرها و هي ترمي نفسها عليه: ما قلنا نروح لشوبنغ(تسوق)!

ضحكت: بس ما عندك دوام؟

إبتسمت: أيوا عندي بس عادي، شوبنغ يا قلبي دوم الأول على اللستة!

: هههههههههههه.. أوكي عيل بشوفك بكرة!

حركت رأسها بالإيجاب: يب، إن شاء الله، باي!

سكرت منها، جلست و حطت التلفون على الكمدينة، فتحت الدرج و طلعت دفتر نوت صغير، فتحته على صفحة فاضية و صارت تفكر باللي ناقصها، قطبت حواجبها لأنها ما قدرت تفكر بولا شيء، عندها كل شيء و ما تشتكي من النقص بس الشوبنغ صارت عادة مستحيل تتخلى عنها، قطبت حواجبها أكثر، يا ترى هي تعتبر مسرفة؟ حركت رأسها بالنفي تبعد هالفكرة، هي ما تلعب بفلوس أحد ثاني، هي تدفع من جيبها، ليش تهتم؟ إبتسمت و صارت تعدد: شوز، شنط، نظارات، عطور، إكسسوارات،...............!


نمارق: 23 سنة!


***************************


سكر الكمبيوتر و هو يتنهد بتعب، إلتفت له و شافه يقوم، قام و صار يمشي له: تأخرنا كثير اليوم!

حرك رأسه بالإيجاب: يشغلونا مثل الحمير!

إبتسم: عادي تحمل، تعرف بعد هالإسبوع يوزعوا الترقيات!

إبتسم و صار يمشي معاه للمصعد: و عشان كذي ساكت، كان شفتني مسوي علوم!

ضحك و حرك رأسه بقلة حيلة، نزل عيونه لساعته و هو يشوفها 8:30، قطب حواجبه و هو يتمتم لنفسه: تأخرت على الصلاة و تأخرت عليها!

: قلت شيء؟

رفع عيونه له، إبتسم و حرك رأسه بالنفي: لا، و لا شيء!

حرك رأسه بالإيجاب و بعدها إنفتح باب المصعد، ركب و إلتفت له: كيف الوالدة؟

ركب المصعد و ضغط على طابق الأرضي: بخير الحمد لله، ما تشكي من شيء!

إبتسم و بعدها سكت لين ما توقف المصعد و نزلوا: يللا مع السلامة!

إبتسم: مع السلامة! لف و صار يمشي للباركنغ، مشى لسيارته، ركب و بعدها شغلها، حركها لأقرب مسجد و نزل، أدى صلاته و بعدها طلع و حرك السيارة.



بعد شوي...

وقف السيارة قدام الفلة، نزل و صار يمشي للباب، سمع أصواتهم و صوت التصفيق من الحديقة فقطب حواجبه، نساهم للحظة، يحبهم و يحب وجودهم حوالينه بس ما دوم، جاي تعبان و هلكان من الشغل، ما راح يقدر يتحمل صريخهم، ما فيه، يريد يحط رأسه على مخدته و ينام بس مستحيل يقدر و هم هنا، قطب حواجبه أكثر و هو يتذكر، جاي بيدين فاضية، ما جاب لهم شيء اليوم، بيزعلوا؟ تنهد، يزعلوا يومين و بعدها بيرضوا لحالهم، أخذ نفس و تقدم من الباب، دفعه للداخل و دخل.

كانوا يركضوا حوالين الحديقة و هم يصرخوا و يلعبوا بس أول ما شافوه، تركوا كل اللي بيدهم و ركضوا له: عــــمــــي وصــــل!!!

إبتسم غصباً عنه و هو يشوف فرحتهم بوصوله: أيوا، جيت!

تجمعوا حوالينه و الكل صار يتكلم: وينك اليوم تأخرت؟/ ليش تأخرت؟/ وين الحلاوة؟/ ما جبت لنا شيء؟

حك حاجبه بإحراج، ما يعرف إيش يرد عليهم، يقول لهم من كثر التعب نسيتكم، ما يقدر، مانه عذر كافي، إبتسم لهم بإحراج و هو يفكر: أمم.. أنا.. أنا..، و بسرعة: جيت آخذكم معاي عشان تختاروا على ذوقكم!

فتحوا عيونهم: و الـلـه؟!؟!

إبتسم و فضل ما يرد عليهم.

صرخوا من الفرحة و صاروا يركضوا لسيارته.

ضحك على حالتهم و لحقهم بسرعة.



بعد نص ساعة...

رجع للفلة بعد ما وصل الكل لبيته، أولاد الجيران بس تعود عليهم و تعلق فيهم كثير، صار لهم أكثر من سنتين يجتمعوا بالفلة، يلعبوا و يصرخوا، يرجعوا الحياة فيها، إبتسم و صار يمشي للصالة، هادية، ما في أي أثر لها، يمكن بغرفتها، صار يمشي لممر غرفتها، وقف قدام الباب و جا بيفتحه بس وقفته.

: أنت متى جيت؟

لف يشوف عليها و بعدها صار يمشي لها: ألحين..، باسها على رأسها و إبتسم: كيفك خالتي؟

إبتسمت له: الحمد لله، أنت كيفك اليوم؟

حرك رأسه بالإيجاب: الحمد لله، يمة كيفها؟ أخذت أدويتها؟

حركت رأسها بالنفي لشطر الثاني من سؤاله: لا، تعرفها ما تأخذ الأدوية إللا من يدك!

إبتسم: أعرفها بس تأخرت عليها فكذي فكرت يمكن..

حركت رأسها بالنفي: ما تسمع الكلام!

ضحك بخفة و بمزح: عنيدة مثل أختها!

ضحكت و ضربته على كتفه بخفة: روح لها و لما تنام، تشوفني بالصالة، أريدك شوي!

رفع حاجب بإستغراب و حرك رأسه بمعنى إيش في

إبتسمت على حركته و صارت تمشي للصالة: بعدين!

إبتسم، لف و صار يمشي لغرفة أمه، دق على الباب بهدوء و بعدها فتحه و دخل: السلام عليكم!

كانت جالسة بجنب الشباك، أول ما سمعت صوته إبتسمت و لفت تشوف عليه: و عليكم السلام، جيت حبيبي!

مشى لها بسرعة، إنحنى و طبع بوسة هادية على جبينها: آسف يمة تأخرت عليك!

إبتسمت له بهدوء: أعرف إنشغلت!

حرك رأسه بالإيجاب و بعدها مشى للكمدينة، أخذ حبوبها و غلاس الماي اللي كان محطوط عليها، لف يشوف عليها، شافها تتقدم بكرسيها له، إبتسم لها و مد لها حبوبها و من ثم الماي: يمة، كم مرة خبرتك لا تنتظريني، لا تتأخري على أدويتك، لازم تأخذيها في أوقاتها!

إبتسمت و هي تأخذهم منه: تعرفني يا ولدي، ما أقدر إللا و أنا أشوفك قدام عيوني!

إبتسم: و أنا ماني رايح لمكان..

قاطعته و هي تنزل رأسها: هم قالوا نفس الكلام!

سكت شوي و بعدها إقترب منها و طبع بوسة ثانية على جبينها: يمة اللي صار كان قضاء و قدر، قولي الحمد لله على كل حال!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تتمتم: الحمد لله على كل حال! أخذت نفس و شربت حبوبها.

إبتسم لها و بعدها صار يدفع كرسيها بهدوء للسرير، بعد البطانية و عدل المخدات، حملها بهدوء و حطها على السرير.

حطت رأسها على مخدتها و هي ترفع عيونها له: تعبتك يا ولـ..

قاطعها بسرعة و هو يجلس على الطرف: يمة إيش هالكلام؟ أي تعب؟ ليش تريدي تزعليني منك؟!

إبتسمت و صارت تمسح على خده بهدوء

مسك يدها و باس كفها: يللا، غمضي عيونك و نامي!

أخذت نفس و غمضت عيونها

ضل جالس عندها لفترة لين حسها نامت، قام، عدل لها البطانية و صار يمشي للباب، خف الإضاءة و طلع من الغرفة، سكر الباب بهدوء و بعدها صار يمشي للصالة، شافها جالسة قدام التلفزيون، تقلب في القنوات بس أول ما شافته، سكرت التلفزيون، إستغرب من حركتها: لهالدرجة السالفة جدية؟!

إبتسمت: أنت تعال، إجلس..، و هي تأشر بجنبها: هنا!

إبتسم و جلس مكان ما كانت تأشر: ها، جلست ألحين قولي إيش في؟

ما ردت عليه و صارت تمسح على شعره

نزل رأسه و حركه بقلة حيلة: خالتي، لا تفتحي لي نفس الموضوع مرة ثانية!

قطبت حواجبها وضربته على رأسه بخفة

ضحك و رفع رأسه لها: يا خالتي يا حبيبتي، ردي هو نفسه، ما راح يتغير، لا، لا و ألف لا!

قطبت حواجبها أكثر: بس يا ولدي أنت لمتى راح تضل رافض الزواج كذي!

تنهد بس ما رد عليها

شافته سكت فتكلمت: يا ولدي، ما يصير تحرم نفسك عشانها، هي بتتقبل، أكيد تريد تفرح فيك، تجي زوجتك و تملي عليكم هالبيت، تملي عليك حياتك، تساعدك و تلبي إحتياجاتك،..

قاطعها: خالتي أنا..، و هو يأخذ نفس: أنا خايف عليها، أخاف أن اللي بتدخل حياتي ما تقدر تتأقلم مع حياتي، ما تقدر تتأقلم مع يمة، أنا ما أريد أي شيء يأذي يمة، ما أريد أي شيء يبكيها، يكفي اللي عاشته، يكفي! سكت شوي و بعدها كمل بإبتسامة: و بعدين بنات هالأيام دلوعات و رقيقات، أنا ما أحب هالنوعية!

حركت رأسها بقلة حيلة: كل بنات العالم صاروا دلوعات؟!

ضحك و ما رد عليها

تنهدت و قامت: ما أقول غير الله يهديك!

قام: و يهدي الجميع!

إبتسمت و صارت تمشي لباب الصالة: أنا رايحة لبيتي، إذا إحتجت لأي شيء، إتصل فيني!

إبتسم: إن شاء الله! ضل يشوف عليها لين طلعت و تسكر الباب وراها، أخذ نفس و صار يمشي للدرج، ركب لغرفته و صار يمشي للشباك، بعد الستارة و صار يلحقها بعيونه لين شافها تدخل بيتها، إبتسم، لف و صار يمشي للكبتات، أخذ فوطته و بجامته و من ثم دخل الحمام، طلع بعد فترة و مشى للسرير، رمى حاله عليه و غمض عيونه بس فتحها و هو يتخيلها، حرك رأسها بالنفي بسرعة يبعدها عن فكره: ما تناسبك، ما تناسب حياتك! تنهد و رجع غمض عيونه..!


الأم: زبيدة-48 سنة، مقعدة!

عبدالرحمن: 27 سنة!


***************************


بريطانيا ...

و بالتحديد مدينة بريستول ...

دخل المفتاح في القفل، فتح الباب و دخل، سكره و أخذ نفس بإرتياح، فسخ جاكيته و صار يمشي للداخل و هو ينادي عليهم:

Mom! Maisy!

(أمي! مايسي!)

دخل الصالة و هو يلتفت حوالينه، رمى جاكيته على أقرب كنبة و قطب حواجبه بإستغراب، كل يوم يسمع ضحكاتهم من وراء الباب، صراخهم يوصل لبيت الجيران بس اليوم ما لهم أي حس، إبتسم لنفسه، إيش هالتغيير! حرك أكتافه بخفة و بعدها لف و صار يمشي للمطبخ، مشى للثلاجة، فتحها و صار يحوس فيها، نزل و فتح درج الثلاجة و بصوت عالي:

What do you want me to make you on the dinner? Macaroni cheese?!

(ماذا تريدان أن أطبخ لكما على العشاء؟ معكرونة بالجبنة؟!)

ما جا له أي رد

حك رقبته و لف يشوف وراه، ما في أي أحد:

I’ll make Macaroni cheese

(سأطبخ معكرونة بالجبنة!)

ما جا له أي رد

تنهد، قام و عدل وقفته، سكر الثلاجة و لف يطلع من المطبخ:

Mom! Maisy! Where are you girls

(أمي! مايسي! أين أنتم أيها الفتيات؟)

ما جا له أي رد

عصب هالمرة، صار له ساعة ينادي عليهم بدون أي رد، ما يحب مقالب مثل هذي:

Are we playing hide and seek? Because it’s not the right time

(أنلعب الغميضة؟ أنه ليس بوقت المناسب لهذا)

ما جا له أي رد

قطب حواجبه بقوة و بصوت عالي:

MOM!! MAISY

(أمــي!! مــايــســـي!!)

WHERE ARE YOU

(أين أنتما؟)

ما جا له أي رد

حس بشعور غريب، فجأة صار الخوف يتسلل لقلبه، وينهم؟ ليش ما يردوا عليه؟ ما راح يسووا له مقلب لأنهم يعرفوا أنه بيعصب عليهم و بعدها ما بيسكت، مشى للدرج بسرعة و جا بيحط رجله على أول الدرج بس رن تلفون البيت، إلتفت يشوف على التلفون و بعدها لف و صار يمشي للصالة، رفع السماعة و حطه على أذنه:

Hello!.., Yes, this is Max Stevens speaking.., my mother is fine.., no.., she’s better than before.., she is cured from her depression.., why?..,

(ألو..، نعم، ماكس ستيفنز يتحدث..، أمي، أنها بخير..، لا..، أنها أحسن من قبل..، لقد شفت من الإكتئاب..، لماذا؟..،)

تغيرت ملامح وجهه و هو يسمع كلام الدكتور، مستحيل تكون سوتها، لا! سكر منه و هو يأخذ نفس يهدي حاله بس مانه قادر، لف يشوف على الدرج، أخذ نفس الثاني و صار يمشي بخطوات مترددة، مرتجفة، مانه قادر يصدق و لا كلمة قالها له، كيف و هي كانت بأحسن حال..! صار يركب الدرج وحدة وراء الثانية، أول مرة يحس أنها كثيرة، مانها راضية تنتهي، حط رجله على آخر درج و صار يمشي لممر الغرف، لف للممر و طاحت عيونه عليها، واقفة بجنب باب غرفتها، حاضنة لعبتها و شعرها متناثر على أكتافها، مثبتة عيونها بداخل الغرفة، أخذ خطوتين ثقيلة للقدام وهو يحس بدقات قلبه تسابق خطواته، رجفة غير طبيعية، غصب نفسه ليتقدم أكثر، وصل لعندها بس ما تجرأ يرفع عيونه لمكان ما كانت مثبتة عيونها، نزل لمستواها و حط يد على رأسها:

Ma.., Maisy

(ما..، مايسي!)

إلتفتت له و من ثم لفت و هي تأشر عليها:

Why is Mom hanging there

(لماذا أمي معلقة هناك؟)

غمض عيونه و هو يأخذ نفس بصعوبة يشجع نفسه ليلف يشوفها، فتحهم و حركهم لوين ما كانت تأشر، نزل رأسه بسرعة و لف لها، سحبها لحضنه و حاوطها له بقوة، ما قدر يمسك حاله فبكى، بكى و هو يحاوطها له أكثر و أكثر..!


الأم: رينيه ستيفنز- ماتت منتحرة!

ماكس: 24 سنة!

مايسي: 7 سنوات!


***************************


مسقط ...

فتح باب الحديقة و صار يمشي للداخل، دخل الفلة و إستغرب، الفلة هادية و لأول مرة، إبتسم لنفسه و بصوت عالي: ويـنـكـم؟ نـايـمـيـن؟!

جا له صوتها من المطبخ: أنـا مـوجـودة و صـاحـيـة، البقية نايمين، ألحين بجي!

إبتسم أكثر و صار يمشي للصالة، رمى نفسه على الكنبة و زفر بتعب: جيبي لي ماي و أنتي جاية!

: من عيوني!!

ضحك على أسلوبها المتغير، أكيد في شيء، طلب جديد، حرك رأسه بقلة حيلة، ما يتصلحوا إللا عشان طلباتهم، أخذ نفس و مرر يده على وجهه: كان يوم متعب!

جا له صوتها مرة ثانية: كل أيامك متعبة!

ضحك مرة ثانية و طاحت عيونه على ظرف أسود، مخملي، مزخرف بالذهبي، محطوط على الطاولة قدامه، عدل جلسته و أخذ الظرف و هو يقلبه: بطاقة عرس من هذي؟

: تقصد ظرف المخملي؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يفتح الظرف: أيوا!

: عرس بنت خالتي!

جمدت يدينه و نزل عيونه للظرف بتردد، خايف يطلع البطاقة و يشوف إسمها مكتوب بأحلى الخطوط، مزخرف بأجمل الزخارف بس ليكون بجنب إسم ثاني غير إسمه، بيحترق، ما يقدر يتحمل، مستحيل تكون هي، مستحيل تسويها فيه، هو قلبه يدق في أمل أنه يجي يوم و قلبها بيدق له، هو يتنفس بس عشان هاليوم، ما رح يقدر يتحمل يشوفها تنزف لغيره، هذا اليوم بيكون نهايته، نهايته بسبب هالحب الوحشي..! حاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس فشل، كأن الأكسجين إنسحب من حوالينه، رمى البطاقة على الطاولة و حاول مرة ثانية، بس فشل، فك التاي(كرفتة-ربطة عنق) بسرعة و فتح أول زرين من قميصه، فجأة صار يحس كأن الصالة صارت تضيق عليه، تضيق بدرجة أنها بتطبق عليه و بتعصره..!

طلعت من المطبخ و صارت تمشي له: تعرف ماما زعلت من خالتي لأنهم حددوا كل شيء و بالأخير جابوا لنا بطاقة و كأننا غريبين، و هي تقترب منه: بصراحة حتى أنا أخذت في خاطري على.. سكتت و هي تشوف وجهه المحمر، مشت له بسرعة، حطت غلاس الماي على الطاولة و جلست بجنبه، حطت يدها على كتفه و بخوف: بسم الله.. إيش.. إيش صار فيك؟

حرك رأسه بالنفي و هو يحاول يتنفس: مـ.ـاني قا.. قادر أتنفـ..ـس..

صارت تمسح على ظهره بخوف: بسم الله عليك، بسم الله.. نزلت عيونها للبطاقة و بعدها رفعتهم له وكأنها فهمت عليه: مانها هي.. هدي حالك! مانها هي.. عرس بنت خالتي منيرة.. هدي حالك!

رفع عيونه لها: مـ.ـانها هي؟!؟

حركت رأسها بالنفي

حط يد على قلبه و زفر بقوووة: الحمد لله..، و هو يأخذ نفس: الحمد لله!

أخذت نفس و صارت تمسح على رأسه بهدوء، أخذت الغلاس و مدته له: خذ، إشرب، هدي حالك!

مرر يد مرتجفة على وجهه، يمسح عرقه و بعدها أخذ الغلاس منها و شرب الماي.

ما نطقت بحرف و ضلت ساكتة لكم من دقيقة لين شافته هدأ، عدلت جلستها و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: ليش تسوي كذي بحالك..

قاطعها و هو يلتفت لها: تفكريني أتعمد؟ تفكريني أريد يصير فيني كذي؟! حرك رأسه بالنفي: أنتي مانك فاهمتيني، ما راح تفهميني، قام و جا بيمشي بس مسكت يده.

قامت و دارته لها: أنت ليش مانك راضي تفهم، هي ما راح توافق عليك، رفضتك ثلاث مرات من قبل..، و هي تأخذ نفس: أنت ليش تهين نفسك عشانها، ليش تذل نفسك لها لهالدرجة، هي..، و هي تحرك رأسها بالنفي: هي ما تستاهلك!

فك يده من يدها و بهدوء غير اللي يحس فيه: أنتي ما راح تفهمي! لف و صار يمشي عنها.

ضلت تشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، جلست على الكنبة بقهر و صارت تتأفف: الله يهديك يا أخوي، الله يهديك!


ليلى: 28 سنة-مطلقة!


دخل غرفته، سكر الباب و صار يمشي للشباك، بعد الستارة و رفع عيونه للفلة البعيدة على آخر الشارع، مانها قادرة تفهمه و لا راح تقدر تفهم حبه لها، هو يعشقها لحد الجنون، ما يقدر يتخيلها لغيره، حياته تبتدي و تنتهي عليها، أحلامه تدور حوالينها و بوجودها، حط يده على قلبه و تنهد، دقاته تتسابق مع بعضها بمجرد أنه يفكر فيها، إيش لو يشوفها؟ هالبنت غير، هو ما قصدها، ما إختارها، ما يعرف متى و كيف و ليش صار كل هذا بس صار و ما بيده، ما قدر يتحكم في هالقلب، ما قدر يمنعه، أسرته بإبتسامتها و عيونها البريئة، أسرته! أخذ نفس و غمض عيونه، يعرف أنها رفضته ثلاث مرات، طعنته ثلاث مرات، ما يعرف إذا يقدر يتحمل طعناتها أكثر من كذي بس كل يوم يتجدد الأمل في قلبه و يقول إيش لو وافقت؟ لين متى راح تعذبه؟ لين متى راح تحرقه كذي؟ بيجي يوم و بتحس في حالها، بيجي يوم و بتعرف إيش كثر هو يعشقها! فتح عيونه و رجعهم للفلة، بتوافق، مصيرها توافق عليه..! عدل الستارة بس رجع بعدها، يمكن تطلع و يشوفها، يكحل عيونه بشوفتها و يرتاح من هالعذاب و لو شوي، إلتفت لمكتبه و صار يمشي له، سحب كرسيه و جره لين الشباك، جلس و هو كله أمل أنه يلمحها أو حتى يلمح طـيـفـهـا..!


عبدالله: 24 سنة!


***************************

.

.

.

.

.

.

.

.


عدلت جلستها و رفعت عيونها لشاشة اللابتوب، ضلت تشوف عليها لكم من ثانية و بعدها سوت لها تحديث، ما صار فيها أي تغيير، سوت تحديث مرة ثانية و ثالثة و رابعة بس ما تغير، آخر مرة سجل حضوره في مدونته قبل ثلاثة أيام و من وقتها ما في أي أثر له، معقولة يكون صاير فيه شيء؟ بعدت هالفكرة عن رأسها بسرعة: لا، إن شاء الله خير، إن شاء الله خير! سمعت الباب ينفتح فلفت تشوف عليها.

دخلت الغرفة و قطبت حواجبها: أنتي لين ألحين جالسة قدام مدونته؟

لفت عنها و ما ردت

مشت للسرير و جلست: ممكن أعرف أنتي إيش بالضبط تستفيدي من متابعتك لهالإنسان؟

سكرت الصفحة و بعدها سكرت اللابتوب، لفت لها، قامت وصارت تمشي للسرير، جلست و تكلمت: ما أعرف، تعودت أقرأ يومياته، صار لي خمس سنوات أتابعه، أتابع أخباره، أحس أني أعرفه، أعرف كل شيء عنه، أبدا ما إنقطع لكل هالفترة فليش ألحين؟

ضحكت و بمزح: يمكن مات ههههه!!

قطبت حواجبها بقوة و ضربتها على كتفها: بسم الله عليه، ليش تتكلمي عنه كذي؟ ما زين، يكون أخو أحد، زوج أحد، ولد أحد!

حركت عيونها بملل: بس مانه ولدك، و لا أخوك، و لا حتى زوجك!

حركت رأسها بالإيجاب: أعرف، بس يكون إنسان مهم في حياة كثير من الأشخاص!

عدلت جلستها: أتمنى ما يكون مهم في حياتك، لا جنسيته مثل جنسيتك، و لا لغته مثل لغتك، و لا حتى ديانته، إيش تريدي فيه؟

فكت شعرها، حطت رأسها على مخدتها و تنهدت: أحسه يفهمني!

فتحت عيونها بصدمة: تـكـلـمـيـه؟!؟!

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لاآآ!! مستحيل أسويها، أنا بس أتابع أخباره، مثلي مثل أي أحد يفتح صفحته، سكتت شوي و بعدها كملت: تعودت عليه، تعودت على الخواطر اللي يكتبها، أحسه حزين و وحيد و مجروح و معصب و مقهور و مخنوق و ..

مسكت أذونها بسرعة: و و و و بـــــس!!

: ههههههههههههههههههه!

: ما أريد أسمع عنه، خليه يولي، ما لي دخل فيه، إبتسمت بخبث و إقتربت: اللي يهمني حبيب القلب!

غمضت عيونها و هي تحس بقلبها ينقبض على ذكره، كتفت يدها على عيونها و تكلمت: إيش فيه؟

إقتربت منها أكثر و صارت تلعب بخصلات شعرها المموجة: فوفو، يا حياتي، بعد أسبوع و شيء بتتركينا و بتمشي معاه، راح تروحي لبلد الغرب، راح تقدري بدوننا؟!

خنقتها عبرتها فما ردت

ما حست فيها فكملت: أوووه، أكيد بتقدري، رايحة معاه، أصلا يومين و بتنسينا و لما أتصل فيك أقول معاك أختك تردي من.. هههههههههه!

حست بدموعها تحرق عيونها، حاولت بقدر الإمكان تمسكها بس ما قدرت، تدحرجت دمعة من طرف عينها و تلتها دمعة ثانية و ثالثة و رابعة، ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي فبكت..!

إستغربت من حالتها بس خافت بنفس الوقت، بعدت يدها من على عيونها، مسكتها من مرافقها و جلستها: فرح حياتي إيش فيك؟ إيش صار لك؟ ليش تبكي؟

ما ردت عليها، رمت نفسها في حضنها و صارت تشهق

حاوطتها من أكتافها و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، يا روحي بس، إيش صار لك أنتي؟ إيـ.. سكتت و ما كملت، توها تفهم عليها، حركت رأسها بقلة حيلة و زادت من مسكتها عليها، تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: ليش وافقتي إذا هالشيء يعذبك كذي؟ كان رفضتيه!

حركت رأسها بالنفي و بعدت عنها و من بين شهقاتها: مـ.ـا قدرت.. ما قدرت.. أرفـ.ـضه.. أحبه.. خفت.. خفت يضيع مني.. خفت..

حركت رأسها بتفهم و رجعت حضنتها، و هي تمسح على شعرها: خلاص هدي حالك، هو قال أنه رافضك بس مصيره يحبك، بتكوني معاه 24 ساعة، قدام عيونه، زوجته و حلاله، أكيد بيتعلق فيك، أكيد بيحبك!

ما علقت و ضلت تبكي

أخذت نفس و كملت: خليك متفائلة، أنتي إيش تتوقعي راح يقدر يتركك بعدين، مستحيل يا حبيبتي، شوفي هالإتفاق اللي هو سواه معاك كيف بينقلب عليه، بيحبك و بيموت في هواك، بعدين تتذكريني و تقولي بسوم قالت!

بعدت عنها و صارت تمسح دموعها: بـ.ـس هو.. هو.. يحب غيري..

إبتسمت لها و صارت تبعد خصلات شعرها المبللة عن وجهها: إيش يسوي بهذيك، ما تجي لولا ظفر منك، شقراء و عيونها ما أعرف كيف، لبسها الله يستر بس، تتوقعي عمي بيرضى بوحدة مثلها؟ حركت رأسها بالنفي: مستحيل!!

نزلت رأسها و صارت تمسح أنفها بكم بجامتها: و إذا ما حبني؟

ضربتها على كتفها بخفة: ما أنتي وافقتي عليه، عيل تحملي!

رفعت رأسها بصدمة

ضحكت: أمزح.. هههههههه.. أمزح!!

قطبت حواجبها: لا تمزحي كذي!

مسكت أذونها: آخر مرة، سكتت شوي و كملت: خليك متفائلة!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

إبتسمت لها: و لا عاد تبكي كذي، ما سمعتي الدكتور إيش قال!

حركت رأسها بالإيجاب و نزلته بحزن: يعني إيش خلاص بخسر نظري!

حركت رأسها بالنفي: لا، إن شاء الله ما يصير كذي! حطت يد تحت ذقنها و رفعت رأسها لها: عمى ليلي و بس، ما راح يأثر عليك كثير، بس خليك بعيدة عن أماكن المظلمة!

بعدت يدها و نزلت رأسها مرة ثانية: عمى ليلي إذا ما عالجناه بسرعة راح..

قاطعتها بسرعة: فرح، إيش فيك؟ من متى و أنتي بهالتشائم؟! هذا و أنتي تتزوجي و بتسافري بعد كم من يوم، خليه يعالجك هناك!

إبتسمت بسخرية: و كأنه يهتم!

حركت رأسها بقلة حيلة: يا بنت تفائلي، تفائلوا بالخير تجدوه!

حركت رأسها بالإيجاب و ما ردت عليها

قامت و باستها على رأسها: يللا، أنا رايحة أنام و أنتي بعد نامي و بدل ما تفكري في حبيب القلب اللي ما يدري عنك فكري عن صاحب المدونة اللي هم ما يدري عنك!

ضحكت: إسمه أنجل ويذ بروكن وبنغس!

(Angel with broken wings)

(ملاك بأجنحة مكسورة)

حركت رأسها بمعنى أنا ما أهتم و صارت تمشي للباب: تصبحي على خير!

إبتسمت: و أنتي من أهله! تسكر الباب و هي حطت رأسها على مخدتها، ما تريد تفكر فيه بس خلاص مانها قادرة تبعده عن فكرها، تعلقت فيه من صغرها و ما تعرف متى حبته، حبته و صارت تحلم في حياتها معاه، ما قدرت ترفضه، خافت يضيع منها، يضيع حبها الأول و الوحيد، ما كانت سهلة تسمعه يعترف لها بحبه لوحدة ثانية، يوجع، يوجع كثير هالشعور، حب من طرف واحد، صعبة الواحد يحب و ما يعرف إيش نهاية هالحب و الأصعب لما تعرف النهاية بس تنكرها..! تقلبت و صارت على جنبها اليمين، رجعت شعرها على وراء و من ثم شبكت يدينها ببعض و حطتهم تحت خدها، خايفة من الحياة اللي تنتظرها مع هالإنسان، خايفة موافقتها عليه تكون أكبر غلطة إرتكبتها في حياتها، تعرف أنها بتتعذب معاه و بتتعذب كثير بس راضية في أمل أنه بيجي يوم و يحبها، خايفة هالأمل ما يطلع إللا وهم، وهم بتصحى منه متأخر و بتنصدم بواقعها، بواقع حب فـاشـل..!


بسمة: 24 سنة!

فرح: 21 سنة!


***************************


نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل، شددت من قبضتها على التلفون و هي تحاول تكتم شهقاتها: أنـ.ا .. أنا ما.. أريد أكون لغيرك.. بموت.. بموت..

جا لها صوته من طرف الثاني: يا حياتي، كم مرة قلت لك، لا تجيبي سيرة الموت على لسانك، سكت شوي و كمل: أنتي لي و صدقيني أنا ماني متخلي عنك، لو إيش ما يصير، أنا ما راح أسمح لأي أحد يأخذك مني!

حركت رأسها بالنفي: أنت.. أنت ما تفهم.. هو بكرة يجي.. يجي عشان يشوفني.. خايفة.. خايفة يوافق علي.. أنا.. ما أريد.. غيرك.. ما أريد.. و صارت تشهق.

: أششش، يا حياتي هدي حالك، أنا إيش قلت لك ألحين، أنتي لي و مستحيل تكوني لغيري، فاهمة، مستحيل!

ما ردت عليه و ضلت بنفس حالتها

: هدي حالك و إسمعيني، حتى و لو وافق عليك، أنتي ما راح تتزوجيه على طول، ما راح يأخذك بكرة و يمشي، لازم تهدي حالك، هدي حالك و إسمعيني!

رفعت خصلات شعرها الطايحة على وجهها و صارت تمسح دموعها: أسمـ..ـعك..

أخذ نفس و تكلم: بكرة خليك عادية و لا تحسسيهم بأنك رافضة..

رجعوا دموعها و قاطعته: ما أقدر.. أنا..

قاطعها و بنبرة حازمة: إسمعيني و لا تقاطعيني!

سكتت و حركت رأسها بالإيجاب و كأنه يشوفها

تكلم بهدوء: يا حياتي أنا تقدمت لك من قبل و أنتي تعرفي أنهم رفضوني، حتى و لو تقدمت مرة ثانية راح يرفضوني، بس مثل ما قلت لك أنا ماني متخلي عنك، بكرة روحي له و سوي نفسك عادية، جاري الكل بسالفة الخطبة، أنا عندي فكرة، ما أقدر أخبرك عليها ألحين بس ثقي فيني، ثقي أنك ما تكوني إللا لي!

مسحت دموعها: توعدني؟

: أوعدك!

سكتت شوي و هي تسمعه يأخذ نفس و يزفر: أنا.. أحبك!

: و أنا أحبك، أحبك و أوعدك أني ما راح أسمح لأحد يأخذك مني، ما راح أسمح لأي أحد يلمسك غيري، أنتي لي أنا و بس، فاهمة؟

حركت رأسها بالإيجاب: آههم!

: يللا ألحين، إمسحي دموعك و نامي، بكرة راح يكون يوم طويل!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و حطت رأسها على مخدتها

: إحلمي فيني!

إبتسمت: إن شاء الله! سمعت ضحكته و بعدها تسكر الخط، إختفت إبتسامتها و أخذت نفس طويل تهدي حالها، يا ترى يقدر؟ يقدر يوفي بوعده؟ رمشت عيونها و من ثم رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار، 12:37، نزلت عيونها و غمضتهم، باقي 13 ساعة، 13 ساعة و بتشوف هالشخص الجديد اللي جاي ليبعدها منه، اللي جاي ليسرقها منه، حاقدة عليه و كارهته، كارهته بدرجة أنها خايفة تشوفه، إيش لو ما قدرت تتحكم بحالها و ذبحته، إيش في وقتها؟ فتحت عيونها و رمشتهم بهدوء، ليش وافقوا عليه و ما وافقوا على الشخص اللي هي إختارته لنفسها؟ ليش ما وافقوا على الشخص اللي قلبها إختاره لها؟ هو إيش ناقصه؟ قطبت حواجبها، هم ما يهتموا أصلا، كل اللي يهمهم مصلحتهم، مصلحتهم من وراء هالإرتباط، يريدوا يستغلوها، يستغلوها و بس، أخذت نفس، تقلبت و غمضت عيونها، بس هالمرة ما راح تسمح لهم، ما راح تسمح لأي أحد يستغلها، مستحيل..!


أساور: 20 سنة!

شهاب: 22 سنة!



تحت بالكراج...

وقفت سيارتها و هي ترتجف و تحاول تلتقط أنفاسها، نزلت يدينها لحضنها و شبكتهم ببعض، غمضت عيونها و هي تشكر ربها لأنها وصلت البيت بكل سلام، حست بحرقة على حاجبها الأيسر فرفعت يدها و حطت أصابعها عليه تتحسسه، نزلتها و هي تشوفها مدمية، لفت للمراتب الخلفية و سحبت علبة الكلينكس الطايحة ما بينها، أخذت كم من حبة و نظفت أصابعها، أخذت كم من حبة ثانية و حطتهم على حاجبها، رفعت يدها اليمين و هي تشوف الجرح الممتد من مرفقها لين تحت، قطبت حواجبها و بعدها قطبتها أكثر و هي تحس بحرقتها تزيد، أخذت نفس و رجعت رأسها لوراء تريحه، غمضت عيونها و زفرت: الحمد لك يا رب، الحمد لله! ضلت كذي لشوي و بعدها فتحت عيونها و رفعتهم تشوف على الفلة، يا ترى تكون صاحية؟ يا ترى تكون تنتظرها؟ يا ترى تكون خايفة عليها؟ تنهدت و نزلت عيونها ليدها، نزلت كم عبايتها لتغطي الجرح، عدلت شيلتها و بعدها لفت للباب، فتحته و نزلت، سكرته و ضلت تشوف على الشباك المكسور، غمضت عيونها و هي تتخيله ينكسر عليها، فتحتهم و هي تتمتم لحالها: آخخ، كان يعوور! لفت و صارت تمشي لباب الصالة، فتحته بهدوء، دخلت و سكرته بنفس الهدوء، مشت للدرج و جت بتحط رجلها على أولها بس سمعت صوتها فوقفت.

: وينك، صار لي ساعة أنتظرك، خفت عليك!

فتحت عيونها بعدم تصديق، صاحية؟! تنتظرها؟! خايفة عليها؟! إبتسمت لنفسها و لفت بسرعة تشوف عليها، شافتها تبوسه على رأسه و تمرر يدينها على أكتافه و كأنها تفحصه، لهالدرجة خايفة عليه؟! و هي؟! و هي ليش ما تهتم فيها مثل ما تهتم فيه؟! ليش؟ مانها بنتها، ما تخاف عليها؟! كانت برع البيت من الصبح و توها بس راجعة، ليش ما تسألها وين كانت؟ ليش تعاملها و كأنها غريبة؟ لـيـش؟ نزلت رأسها بحزن، لفت و صارت تركب الدرج بسرعة، مشت لغرفتها، فتحت الباب و دخلت، مشت للتسريحة و هي تفسخ شيلتها و عبايتها، وقفت قدام المراية و هي تحارب دموعها، مررت أصابعها على الجروح اللي بوجهها و صارت دموعها تنزل: ماما.. لا تخافي علي.. أنا بخير.. و هي تحرك رأسها بالنفي: لا.. أبدا.. ما تعورت كثير.. ما يعور.. و هي تنزل عيونها ليدها: ما يعور أبدا.. يومين و بشفى.. عادي.. أنتي لا تخافي علي.. عادي.. لا تهتمي.. لا تهتمي أبدا.. نزلت رأسها، جلست على الأرض و صارت تبكي: لا تهتمي.. مثل دايما.. و صارت تشهق، ما تعرف كم مر عليها و هي بنفس حالتها، مانها راضية تهدي حالها، تعبت من هالحال، ما تشتكي لأحد و ما راح تشتكي بس محتاجة لها، محتاجة لحضنها، لحضن يحتويها، يهديها و يقول لها كل شيء راح يتصلح، ما تعرف متى راح يجي هاليوم، ما تعرف إذا يجي و لا لأ..!

سمعت صوت الباب يندق، إرتبكت و صارت تمسح دموعها بسرعة، قامت و ركضت للحمام، غسلت وجهها و بعدها نشفته بالفوطة، طلعت من الحمام و هي بعدها تسمع الدق، مشت للباب، حطت يدها على المقبض، أخذت نفس و بعدها أخذت نفس ثاني، غصبت إبتسامة على شفايفها و فتحت الباب.

رفع عيونه لها و بعدها إقترب منها بخطوة: شفت السيارة متعورة فجيت أتطمن عليك، أنتي بخير؟
رجعوا دموعها فنزلت رأسها بسرعة: أمم.. ما فيني شيء، حادث.. حادث بسيط!

إقترب منها أكثر، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، ضل يشوف على جروحها شوي و بعدها إقترب منها أكثر و طبع بوسة هادية على رأسها.

طاحت دمعتها على خدها بس مسحتها بسرعة، رفعت عيونها له و هو صار يمسح على خدها بهدوء

إبتسم لها: تعبانة؟

حركت رأسها بالإيجاب

حرك رأسه بتفهم و طبع بوسة ثانية على رأسها: نامي و بكرة أفهم منك!

نزلت رأسها و ما ردت عليه

لف و صار يمشي

رفعت رأسها و شافته يفتح باب غرفته، يدخل و يسكره وراه، نزلت رأسها و لفت تدخل غرفتها، سكرت الباب و مشت للسرير، جلست و هي تفكر فيه، لولاه ما تعرف إيش كان بيصير فيها، وجوده حوالينها يقويها، قطبت حواجبها و هي تتذكر أنه بيرجع يسافر بعد كم من يوم، تنهدت بقلة حيلة و نزلت عيونها لمخدتها، مدت يدها و سحبت دفترها من تحت المخدة، فتحته من وسط وين ما كانت حاطة قلمها، أخذت القلم و صارت تكتب، تكتب أحداث يومها، خوفاً من أنه بيصير فيها مثل اللي صار قبل، خوفاً من أنها بتنسى كل شيء صار بحياتها، خوفاً من أنها بتنسى نـفـسـهـا..!


أزهار: 23 سنة!


طلع من غرفتها و هو يفكر فيها، يعرفها، بتخبي و ما راح تخبره باللي صار، تفضل تكتم كل شيء لنفسها و لا تشارك مع أحد، هي كذي، كتومة، مزاجية، غريبة في أوقات، هبلة، دفشة و مجنونة في أوقات ثانية، فتح باب غرفته و دخل، سكره و صار يمشي للتسريحة، مرات يفكر عندها إنفصام بالشخصية، إبتسم على تفكيره، بس يمكن ليش لأ؟! رمى مفاتيحه و محفظته على التسريحة و بعدها طلع تلفونه من جيب بنطلونه و حطه عليها، مشى للكبتات و أخذ بجامته، غير ملابسه و بعدها صار يمشي للسرير، جا بيجلس بس رن تلفونه، رفع عيونه للساعة المعلقة على الجدار، 1:30، إبتسم لنفسه، تكون هي، مشى للتسريحة بسرعة، أخذ التلفون و رد:

I was waiting for your call

(كنت بإنتظار إتصالك)

وصل له صوتها الناعم:

I miss you

(إشتقت لك)

تنهد و صار يمشي للسرير:

Me, too

(و أنا أيضا)

رمى حاله على السرير و كمل:

Don’t worry, I’ll be there in a week

(لا تقلقي، سأكون هناك في أسبوع)

ردت عليه بصوت مخنوق:

You’ll be here and you’ll be married

(ستكون هنا و ستكون متزوجاً!)

قطب حواجبه و هو يتذكرها، ما عنده حل ثاني، حاول يقنعهم بس هم مانهم راضيين يقتنعوا، مستحيل يقتنعوا، مجبور، مجبور يتحملها، يتحملها لفترة و بعدها بيطلع أي عذر، أي عذر ليفتك منها، هو ما يريدها و هي تعرف هالشيء، هو ما يريد يظلمها و عشان كذي إعترف لها، وافقت عليه و وافقت على كل شروطه، ما راح تنظلم و ما راح تتأذى! إنتبه لحاله على صوتها

: Are you with me

(أأنت معي؟)

أخذ نفس و حرك رأسه بالإيجاب:

Don’t worry, Hannah, she doesn’t mean anything to me. I love you and I want, only, you

(لا تقلقي، هانا، أنها لا تعني لي شيئاً، أنا أحبك، و أريدك أنتِ فقط!)

سمعها تتنهد بس ما تكلمت فكمل:

Trust me

(ثقي بي!)

: I trust you

(أثق بك!)

إبتسم:

Then, see you soon

(إذاً، أراكِ قريبا!)

: I hope so

(آمل ذلك!)

ضحك و هي ضحكت و بعدها سكرت التلفون، رفع التلفون يشوف على الشاشة، جننته هالبنت، بالأول كانت مجرد زميلة بالدراسة و بعدها صارت صديقة و ألحين حبيبة، حبها ما بيده، يعرف هي غير، جنسيتها مختلفة، لغتها مختلفة، ديانتها مختلفة، بس هالأشياء صارت ما تهمه، اللي يهمه أنه يعرف أنها تحبه، تحبه هو و بس، يعرف أنها ما تناسب عيشتهم، ما راح تقدر تتأقلم مع حياته إذا جت هنا بس هو راضي يضل عندها، هو يقدر يتأقلم معاها فليش يجبرها على شيء هي ما تقدر عليه، هو يحبها و راضي يتغير عشانها..!


عماد: 25 سنة!


***************************


غمض عيونه و من ثم فتحهم و هو يحس برؤيته اللي صارت ضبابية، قطب حواجبه و هو متضايق من أصوات البوري للسيارات اللي صارت تجاوزه، نزل الشباك و طلع رأسه: يـ.ـا حيواان.. ولد الكـ.ـلب.. زادهم كم من سبة و هو يتلعثم بكلماته، دخل رأسه و هو توه ينتبه لسيارته اللي إنحرفت عن الطريق، جا بيدعس على البريك بس دعس على البنزين، ما حس بحاله اللي و هو يصدم أحد أعمدة الكهربائية بطرف الشارع، رمش عيونه مرة، مرتين، ثلاث مرات و هو يريد يستوعب اللي صار، عصب، فتح الباب و نزل من السيارة، صار يمشي للعمود و هو يترنح بمشيته، وقف بجنبه و صار يضربه و يصرخ عليه: يــا حـقـيـر.. مـا شفت .. السيارة.. هــا؟؟ ما شفتها جـايـة لك؟؟ ليش ما تحركت.. كــلـــب!!! و هو يحاول يدفعه: تحرررك.. تحرك مـ.ـن هنا.. تحرررك..، عصب أكثر و هو يشوف العمود جامد بمكانه، رجع على وراء و رفع رأسه يشوف إرتفاع العمود، إبتسم: سـامحتك.. هالـمـ.ـرة.. مرة الجاية.. ما بسامحك.. و هو يحرك سبابته بالنفي: نو.. نو.. نو.. ما بسامحـ.ـك..

لف و صار يمشي للشارع، وقف على الرصيف و هو يأشر للسيارات عشان توقف له، كلما تمر سيارة من قدامه و ما توقف، يطيح في صاحبها سب و يدعي عليه، ضل على نفس حالته لأكثر من ربع ساعة لين توقفت له سيارة تاكسي، ركب و تمدد على المراتب الخلفية، فك زر دشداشته و غمض عيونه: خذنـ.ـي.. لبـ..ـيتي..

لف عليه صاحب التاكسي و تكلم: وين بيتك؟

فتح عيونه و رجع غمضهم و هو يحك خده: هـ.ـنـاك.. شارع الفـ..لل.. خوير..، و صار يتمم بكلام غير مفهوم: خذني.. حبيـ..ـبتي.. مـ.ـا أر..يد.. أتأخـ.. ر.. أنت.. ما تعرف.. إشتقـ..ـت.. لها.. أحـ..ـبها.. راحت.. و صار صوته يختفي شوي، شوي لين سكت و غفى.

تنهد بقلة حيلة و حرك سيارته، قدر يلتقط خوير و شارع الفلل فحرك سيارته لهالمنطقة



بعد عشرين دقيقة ...

إنتقز و هو يحس بشيء بارد ينكب على وجهه، فتح عيونه و هو يقطب حواجبه بقوة: بعد.. عني..

صاحب التاكسي و هو يمسك يده: تعال يا أخوي، إنزل، وصلنا لشارع الفلل!

فك يده منه و رجع غمض عيونه: أي شـ.ـارع؟!

أخذ نفس طويل و زفر: صبرني يا رب! مسك يده مرة ثانية و صار يسحبه لبرع السيارة

قطب حواجبه أكثر من قبل و هو يحس نفسه ينسحب، و هو يحاول يفك يده: هيي.. فكني.. خليني.. خليني..

ما رد عليه و ضل يسحبه لين طاح من السيارة

جلس على الأرض و صار يحك رقبته

حرك رأسه بقلة حيلة: شاب في هالعمر و تدمر حالك كذي؟

رفع عيونه: أي عمر؟!

تنهد و صار يمشي لسيارته: ما أقول غير الله يهديك و يصبر أهلك عليك! ركب بسرعة و حرك السيارة

ضل جالس بمكانه شوي و هو يلتفت حوالينه، إبتسم لنفسه، قام وصار يمشي، عدى أول فلة بس رجع لها مرة ثانية، وقف قدام باب الشارع و هو يحاول يفتحه، ما إنفتح فكمل طريقه، وصل للفلة الثانية و حاول يفتح الباب بس ما إنفتح، قطب حواجبه و كمل طريقه، وصل للفلة الثالثة و حاول يفتح الباب بس هم ما إنفتح: زعلانـ.ـين مني؟! رفس الباب بقهر و بعدها صار يكمل طريقه للفلة الرابعة، فتح الباب و إنفتح، إبتسم و دخل للحديقة، مشى للدرج و صار يركب بس تعثر و طاح: آآآآآآخخخخ.. صرخ بقهر: إيـش فـيـكـم عـلـي؟!؟

: رجعت!!

رفع عيونه لها و إبتسم: يمة حبيـ.ـبتي..

أخذت نفس تهدي حالها و من ثم مشت له، نزلت لمستواه و قطبت حواجبها و هي متضايقة من ريحته، تنهدت بقلة حيلة، مسكته من أكتافه و صارت توقفه: يللا يا ولدي، قوم، خلينا ندخل!

إبتسم لها أكثر و حرك رأسه بالإيجاب، حط يده على الدرج و صار يحاول يرفع نفسه: يمة.. لا تزعلي مني.. لا تتركيني.. لا تكوني مثلها.. تركتني.. تركتني.. راحت..

ما ردت عليه، حاوطته من أكتافه و صارت تساعده على المشي، أخذته لجناحه، فتحت الباب و صارت تمشي معاه للغرفة، فتحت الباب و مشت للسرير، ساعدته ينسدح و حطت رأسه على مخدته

غمض عيونه و هو يتمتم بكلام غير مفهوم: حبـ.ـيتها.. أكث..ـر.. مـ..ن الكل.. بس.. زعلت.. راحـ.ـت.. را.. حـ.ت.. را..حـ.ـت..

ما تكلمت، مشت لرجوله و فسخت نعلانه، سحبت البطانية و غطته، جلست على طرف السرير و صارت تمسح على رأسه بهدوء

: تركتني.. يمـ.ـة.. لحا.. لي.. ليـ..ش.. سو..تها.. فيـ.. ني .. ليش.. ما أريد.. أعيش.. بدونها.. ما بدونـ..ها.. بـموو..ت.. بموت.. بموت..

إقتربت منه و باسته على رأسه، ما قدرت تمسك دموعها أكثر من كذي فصارت تبكي بصمت، وحيدها، ما عندها غيره، يدمر حاله و قدامها، يألمها، تتقطع و هي تشوفه بهالحال بس ما تعرف كيف تمنعه، حاولت كثير بس فشلت، فقد رغبته في الحياة، هي ماتت و هو بيموت وراها، بيموت إذا إستمر على هالحال، خايفة عليه، خايفة أنه بيطلع في يوم و ما يرجع لها، إيش بتسوي في وقتها؟ ما تقدر تخسره، هو كل اللي بقى لها، هو كل اللي عندها، مسحت دموعها و هي تدعي ربها أنه يرجع مثل أول، يرجع يعيش..! أخذت نفس و قامت، مشت لباب الغرفة بس لفت تشوف عليه، أخذت نفس الثاني و طلعت، سكرت الباب و صارت تمشي لباب الجناح، طلعت و مشت لغرفتها، دخلت و سكرت الباب، فسخت جلبابها و مشت لسريرها، جلست و صارت تستغفر، حطت رأسها على مخدتها و هي بنفس حالتها، بعد فترة ثقلت عيونها فغمضتهم بس فتحتهم بسرعة و هي تسمع صوت صياحها، جلست بسرعة و هي مفزوعة: بسم الله، بسم الله! قامت وصارت تمشي لباب الغرفة بسرعة، فتحته و طلعت، شهقت و هي تشوفه حاملها من يد وحدة و يمشي لها بعصبية و يصرخ.

: يـممممـة!! كــم مــرة قـلـت لـك ما أريــدهـا، مــا أريــدهـا حـوالـيـني!!! بــذبــحــهــا!!!!

شهقت مرة ثانية و مشت له بسرعة، سحبتها من يده بسرعة و حاوطتها لصدرها و بخوف: بسم الله عليها، بسم الله!!

لف و بنفس حالته: شـفـتـهـا مـرة ثـانـيـة فـي جـنـاحـي والـلـه بــذبــحــهــا!!!!

ما ردت عليه و صارت تمشي لغرفتها و هي تحاول تهديها، كان بيخلع يدها الصغير، بيكسرها، صغيرة، ما تتحمل قسوته، ما تتحمل، يلومها و هي تعرف، يلومها على اللي صار، مسكينة، إيش غلطتها، ولدت يتيمة الأم، إنحرمت من حنان الأم و هذا هو ألحين بيحرمها منه، بيرحمها من أبوها..!


الأم: مريم-50 سنة!

عادل: 30 سنة!

وسن: 7 أشهر!

.

.

.

.

.

و بـــس.. هذي كانت البداية.. تعرفتوا على الشخصيات و راح تتعرفوا عليهم أكثر مع البارتات الجاية..

في كم من شخصية باقية.. بتظهر في البارتات الجاية إن شاء الله..

البارتات الجاية راح تكون في الماضي.. قبل 10 أشهر.. راح نعيش معاهم موقف، موقف لين ما نوصل للمواقف اللي بالبداية..

يا ترى من إرتبط في من و كيف إرتبطوا في بعض؟!

إن شاء الله عجبتكم البداية..^^..



تفاحة..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:15 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (2)...

My path is difficult… It seems like a maze

But knowing you’re out there, keeps me going regardless of the haze

©

.

.

.

.

.


رفع صوت المسجل اللي إمتزج بصوت ماكينة السيارة، شعور غريب، شعور خيالي، يقدر يحس بحرارته ترتفع و الأدرنالين اللي صار يتدفق في جسمه، عيونه على نهاية الشارع، لازم يوصل، يوصل بسرعة اللي حاطها في باله، نزل عيونه لمؤشر السرعة، 160 كم/س، لا، ما هذا هدفه، يريد يوصلها لـ 200 كم/س، إبتسم لنفسه و غير الغير (الترس- gear)، دعس على البنزين و هو يشوف المؤشر يرتفع، 170، 180، 185، 190، باقي شوي، شوي و يوصل للسرعة القصوى، للسرعة اللي يريدها، رفع عيونه للشارع بس رجع نزلهم للمؤشر: أيـــــوا!! يـــــس!! 200!! صرخ لنفسه بحماس لما شاف هالعدد: ووووووهــــــــــــو!!! و أخـــيـــراً!! مانه قادر يصدق، مبسوط، إللا طاير من الفرحة، ألحين راح يقدر يسابقهم بدون أي تردد، قدر يوصل لهالسرعة يعني يقدر يفوز عليهم، إبتسم أكثر و قرر يخفف سرعته بس فجأة، ما يعرف من وين، طلعت على الشارع و وقفت قدامه، كأنها تنتظره، تنتظر هالصدمة، إرتبك، حط يده على البوري و رجله على البريك بس بلا فايدة، لا هي تحركت من مكانها و لا السيارة توقفت، إرتبك أكثر و هو يشوف نفسه يقترب منها أكثر و أكثر، طلع رأسه من الشباك و هو يصرخ: بـــعـــدي!! بس لا حياة لمن تنادي و كأنها جمدت بأرضها، إقترب منها أكثر حتى وصل لها و .. صــدمـــهـــا..!

فتح عيونه بسرعة و هو مفزوع من هالحلم، بعد البطانية عنه و جلس، أنفاسه متسارعة و دقات قلبه تتسابق مع بعضها، رفع يدينه المرتجفة لوجهه و صار يمسح العرق بتوتر: أستغفر الله، و هو يأخذ نفس ليهدي حاله: أستغفر الله! نزل يدينه و غمض عيونه، مانه حلم، مانه حلم و بس، للأسف هذي حقيقة، حقيقة عاشها بكل تفاصيلها، حقيقة مؤلمة من ماضيه، فتح عيونه و أخذ نفس ثاني، قام و صار يمشي للكبتات، أخذ فوطته و بعدها دخل الحمام.



تحت - على طاولة الفطور...

كانت جالسة على الطاولة لحالها، تنتظر أحد ينزل ليفطر معاها، ما تحب تأكل لوحدها، أمها طلعت من الصبح للسوق و لين ألحين ما رجعت، إبتسمت لنفسها و هي تتخيلها راجعة و هي مشترية السوق كله، ضحكت بخفة: بتسويها!! ضحكت أكثر و بعدها إنتبهت لحالها، إذا أحد نزل و شافها كذي يفكرها مجنونة، سكتت و عدلت جلستها، رفعت عيونها للساعة، 11:05، لين ألحين نايمين؟ تنهدت بملل و مدت يدها لصحن التوست بس تراجعت و صارت تلتفت حوالينها، شافته نازل من الدرج فزفرت: و أخيراً!

نزل و صار يمشي لها: صباح الخير!

ردت بإبتسامة: صباح النور! أول ما خلصت من هالكلمتين إختفت إبتسامتها و بنبرة حادة: أنت وين كنت أمس بالليل؟ ليش كل هالتأخير..

قاطعها و هو يسحب كرسي بمقابلها و يجلس: رنا بليز، ما ناقصني، ترى أمس يمة كفت و وفت، زفتني زف محترم، ما راح أنساه طول ما أنا عايش!

رنا بنفس نبرتها: زين سوت فيك، ترى أنت صاير مستهتر، مهمل دراستك و تركض وراء هالشباب!

حرك عيونه بملل و ما علق، أخذ صحن التوست و أخذ له حبتين، رجعه مكان ما كان و جا بيأخذ الجام (مربى) بس يدها منعته.

رنا و هي تمسك يده: سامر، لا تسوي كذي بنفسك، تسمع الكلام من أذن و تطلعه من الأذن الثاني، ترى نحن اللي نقوله، نقوله لمصلحتك!

سامر و هو يرفع عيونه لها و يحاول يفك يده من يدها: رنا، كيف ألحين، بتخليني آكل و لا لأ؟

قطبت حواجبها: الكلام معاك ضايع!

إبتسم: عيل لا تضيعي كلامك!

قطبت حواجبها أكثر، فكت يده و صارت تأكل

إبتسم أكثر و هو يشوف حواجبها المقطبة، ما علق، نزل عيونه لصحنه و جا بيأكل بس حس بضربة على رأسه، تضايق و رفع عيونه لها: خير؟!

نمارق و هي تسحب كرسي بجنبه و تجلس: أنت أمس وين كنت؟

تنهد بملل: أفف، ما صارت، كنت طالع مع شباب، تأخرت شوي..

رنا و هي تقاطعه بسرعة: أي شوي، ها؟ أنت راجع اليوم الفجر ساعة 4:30! هذا شوي؟!

قام و بعصبية: و إذا؟! أنـا مـانـي طـفـل صـغـيـر تـحـاسـبـونـي عـلـى كـل طـلـعـاتـي، أنـا أعـرف إيـش صـح و إيـش غـلـط، و بـعـديـن الـيـوم الـخمـيـس و إذا تـأخـرت مـانـهـا كـبـيـرة، لـيـش أنـتـو تـكـبـروهـا لـهـالـدرجـة؟ الـعـيـشـة فـي هـالـبـيـت صـايـرة مـا تـنـطـاق!! لف و صار يمشي عنهم

نمارق: إنزين خلاص لا تزعل، تعال كمل فطورك!

سامر و هو يركب الدرج و بدون ما يلتفت لها: شـبـعـت، مـشـكـوريـن!

تنهدت و حركت رأسها بقلة حيلة، إلتفتت لها و تكلمت: كان لازم تفتحي له الموضوع على الفطور؟

رنا و هي تقطب حواجبها: أنا سكرته بس أنتي جيتي و فتحتيه و أنا كملت، ألحين أنا صرت غلطانة لأني خايفة عليه؟ سكتت و هي تنتظر رد منها بس هي ما ردت فكملت: أصلا أنا مستغربة منك، كونك الأكبر و ساكتة و كأنك ما تهتمي، ليش أنتي كذي باردة؟

نمارق نزلت عيونها لصحنها و ما ردت، فضلت تسكت و لا تزيد في هالسالفة



غرفة سامر...

دخل الغرفة و صفق الباب وراه، مشى للسرير و رمى حاله عليه، مرر يده في شعره و تأفف، ما عاد صغير، كبر بس هم مانهم راضيين يفهموا هالشيء، يريدوا يتحكموا فيه، يتحكموا في كل شيء يسويه، مل منهم، ما يقدر يتنفس إللا و هم يحاسبوه عليه، يحس نفسه في قفص، قفص صعب يطلع منه، صعب يهرب منه، تأفف بقهر و جلس، هو مانه مهمل دراسته، كل سنة يطلع لهم من الأوائل، يسوي كل اللي يقدر عليه ليضل كذي، هو ما يمشي مع حيا الله أي واحد، هذولا أصدقائه، صار له أكثر من ثلاث سنوات معاهم، يثق فيهم، ما راح يغلطوا و لا راح يخلوه يغلط، يثق فيهم أكثر من نفسه بس ثقته مانها كافية لهم، يريدوا يتحكموا حتى فيهم، لو كان بيدهم، كان إختاروا أصدقائه بنفسهم، عددوهم له..!

رفع عيونه لتلفونه اللي صار يرن، أخذ نفس، زفر و قام، مشى للتسريحة و أخذ التلفون، ضل يشوف على الشاشة شوي و بعدها أخذ نفس ثاني و رد: ألو...، أيوا...، لا عادي، ماني نايم...، الليلة؟ و هو يفكر فيهم: أمم، صعبة شوي...، لا، إيش هالكلام؟...، خلاص إنزين تم!...، هههههههه لا، بجي خلاص...، أيوا أكيد...، يللا باي، باي!! سكر منه و تنهد، راح يرضوا؟ حك رأسه بقلة حيلة، هم ما لازم يعرفوا أنه طالع، بيطلع بدون ما يخبرهم، إبتسم بخبث لنفسه و صار يمشي لكبتاته!


سامر: 17 سنة!



تحت بالصالة...

نزل من الدرج و هو يلعب في تلفونه، رفع عيونه لهم و شافهم جالسين قدام التلفزيون، لف و صار يمشي لهم، إقترب منهم و بإبتسامة: صباح الخير!

إبتسموا له: صباح النور!

رنا بإبتسامة خبيثة: كيف نفسية المعرس؟

فهد رفع حاجب و هي كتمت ضحكتها فتكلمت: ما عاد ينفع الحاجب معانا!

إبتسم لها و من ثم صار يلتفت حوالينه: يمة وينها؟

نمارق و هي تعدل أظافرها و بدون ما ترفع رأسها له: طالعة!

فهد بإستغراب: على وين من صباح الله خير؟

نمارق بنفس حالتها: رايحة السوق، تقول لازم تأخذ هدايا للبنت!

فهد: أي بنت؟!

رفعت رأسها له: من جدك؟ خطيبتك!

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: بعدها ما صارت خطيبتي، أنا بعدني ما شفتها!

رنا: بس راح تشوفها اليوم!

فهد و هو يمشي لباب الصالة: أيوا بشوفها و بعدين بخبركم رأيي فيها، يمكن أوافق و يمكن لا!

رنا: الله يستر من رأيك بس!

ضحك بخفة و فتح باب الصالة، جا بيطلع بس وقفته.

رنا و هي تقوم بسرعة و تمشي له: على وين؟

إلتفت لها: عندي كم شغلة لازم أخلصها و بعدها برجع!

حركت رأسها بالإيجاب: آها، بس لا تتأخر!

إبتسم لها و قرصها على خدها: إن شاء الله!

إبتسمت و بعدت يده: بابا ما قال متى يرجع؟

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، يمكن يومين و يرجع!

قطبت حواجبها و ما علقت

إبتسم و بعدها لف عنها و طلع


***************************


وقفت قدام التسريحة تعدل شيلتها، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، كم من دقيقة و يوصل، كم من دقيقة و راح تشوفه، تكره هاللقاءات، تكرهها كثير، تكرهها لأنها تعرف أنه أول ما يعطيها ظهره هي بتبكي، تكرهها لأنها تخاف أنها ما بتقدر تتماسك و بتضعف، تضعف و ترمي نفسها في حضنه، تكرهها لأنها تعرف دقات قلبها لين ألحين تجن بشوفته، تجن و تجننها، يألمها، يألمها كثير لما تتذكر هذاك اليوم، كانت مزينة البيت بأحلى الزينة، مبخرته بأطيب البخور، مرتبته مثل ما يعجبه، كانت مبسوطة و فرحتها برجعته ما كانت تنوصف بالكلام، طول الوقت و هي تمرر نظرها من الباب للساعة، من الساعة للباب، تعد الساعات، الدقائق، الثواني، أول مرة يغيب عنها لفترة طويلة، جالسة على نار، دموع الشوق في عيونها، أول ما إنفتح الباب ركضت له و إرتمت في حضنه، كانت بتخبره، بتخبره إيش كثر هي إشتاقت له، إشتاقت لكل شيء فيه بس هو ما عطاها هالفرصة، بعدها عنه و بكل برود نطقها: أنتي طالق!

غمضت عيونها بسرعة تمنع دموعها من النزول، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و زفرت، ما تعرف إيش اللي غيره عليها، ما تعرف إيش صار بهالسفرة اللي غير قلبه، ما عاد يحبها؟ دخلت في حياته وحدة ثانية؟ وحدة تحل محلها؟ ما تعرف، ما عطاها أي سبب للطلاق، ما نطق بأي حرف بعد هالكلمتين، ضل ساكت يسمع شهقاتها، ضل ساكت و هي تحترق بنار قلبها، حطمها و ما همه، حطمها و تركها متحطمة..!

فتحت عيونها و نزلتهم للمراية تشوف نفسها، وجهها ذبلان بطريقة مخيفة، باهت و ما عاد له أي رونق، خدودها الحمراء ما عادت حمراء و عيونها الوساع صغرانة، إقتربت من المراية و هي تشوف السواد تحت عيونها، النوم مجافيها، ما تعرف متى كانت آخر مرة نامت مرتاحة، لا تعرف، نامت في حضنه، صدره كان مخدتها، حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالذكرى، تطعنها! سمعت الباب يندق فإرتبكت، أكيد وصل، وصل و إقترب وقت هاللقاء، أخذت نفس تشجع حالها و بعدها لفت و صارت تمشي للباب، حطت يدها على المقبض و أخذت نفس ثاني، فتحت الباب و رفعت عيونها لعيونه.

عبدالله بهدوء: ينتظرك تحت بالحديقة!

حركت رأسها بالإيجاب، طلعت من الغرفة و صارت تمشي للدرج بس وقفها

عبدالله و هو يمشي لها: ليلى!

لفت تشوف عليه

عبدالله: تريديني أنزل له أو أخبر عزوز..

قاطعته و هي تحرك رأسها بالنفي: لا عادي أنا بنزل له، و بإبتسامة مغصوبة: هيا و هالا ما راح يدخلوا معاكم، لازم شوية صراخ و صياح!


حرك رأسه بتفهم و إبتسم لها: عيل روحي، لا تتأخري عليهم!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تكمل بنفس إبتسامتها، لفت و صارت تنزل الدرج، مشت لباب الحديقة و طلعت، شافته جالس على إحدى الكراسي، معطيها ظهره و يضحك مع البنات، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له و صارت تمشي له، وقفت وراه و بهدوء غير اللي تحس فيه: طارق!

لف يشوف عليها و من ثم لف عنها، نزل بنته من حضنه، قام و رجع لف لها: ليلى، و هو ينزل عيونه لبناته و من ثم يرفعهم لها: كيف حالك؟

رفعت عيونها لعيونه و فضلت ما ترد عليه، ليش هو ما يعرف هي بأي حال!

نزل عيونه بسرعة يتهرب من نظراتها، ما يقدر يتحملها: أمم.. و هو يأخذ نفس: بمشي ألحين، جيت أوصلهم!

نزلت عيونها لبناتها و مدت يدينها لهم

إقتربوا منها و مسكوا يدينها

رفعت عيونها له و تكلمت: في شيء ثاني؟

حرك رأسه بالإيجاب و بتردد: أمم.. ممكن نتكلم لحالنا شوي.. أقصد..، و هو يرفع عيونه لها: بدون البنات!

زادت من مسكتها على يدينهم و تكلمت: ليش؟ إيش في؟

نزل عيونه مرة ثانية: أرجوك، ما بيأخذ دقيقة!

ضلت واقفة شوي بدون أي حركة، أي رد و بعدها أخذت نفس و نزلت لمستواهم: يللا يا حبيباتي، أنتو إدخلوا أنا ألحين بلحقكم!

هيا و هي تقطب حواجبها: ليش ما تدخلي معانا؟

إبتسمت لها بهدوء: هيونة حياتي، بتكلم مع بابا شوي و بعدها بدخل لكم! إلتفتت لبنتها الثانية، أخذت يدها و حطته في يد أختها الكبيرة: يللا روحوا، أنا ألحين بجي!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يمشوا للداخل و هم كل شوي يلتفتوا لهم لين دخلوا و ما بقى أي أثر لهم


هيا: 6 سنوات!

هالا: 5 سنوات!


قامت و عدلت وقفتها: خير؟!

أخذ نفس يتشجع و بعدها تكلم بسرعة: من أسبوع الجاي أنا ما عاد أجي لهم!

رفعت عيونها له بصدمة: إيــش؟!؟

نزل عيونه بسرعة و حرك رأسه بالإيجاب: اللي.. اللي سمعتيه، أنا خلاص ما عاد أريدهم عندي، أنا ما فيني أعور رأسي معاهم، أنتي أمهم و دبري حالك!

حركت رأسها بعدم تصديق و نزلته، رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاث مرات و هي تحاول تستوعب اللي سمعته، ما تعرف إذا تصدق هالكلام و لا لأ، هي تعرف إيش كثر هو متعلق في هالبنتين، إيش كثر يعشقهم، ما يكتمل يومه إللا و هو يسمع صوتهم، يسمع ضحكتهم، يستنشق ريحتهم، يحاوطهم لصدره، ما عاد يريدهم؟! هالشيء مستحيل، مـسـتـحـيـل..! لـحـظـة.. ليش مستحيل؟ ما هو كان يقول أنه يحبها و يعشقها؟ ما هو كان يقول أنه ما يقدر بدونها؟ ما هو كان يقول أنها الهواء اللي يتنفسه؟ إذا قدر يتركها هي عيل يقدر يتركهم بكل سهولة، يقدر يتركهم مثل ما تركها! تجمعت الدموع في عيونها و رفعتهم له، ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة.

طارق و هو يرفع عيونه لها و من ثم ينزلهم بسرعة: مصروفهم راح يوصل لك مثل قبل و إذا إحتجتي لشيء.. سكت لأنها رفعت يدها تمنعه من الكلام!

ليلى و هي تحاول بقدر الإمكان تمسك دموعها اللي صارت تحرق عيونها: يكفي طارق! يكفي! و هي تحرك رأسها بالنفي: بناتي مانهم محتاجين لك و لفلوسك، إذا أنا قدرت أكمل حياتي بدونك عيل هم بعد راح يقدروا، بيتعودوا!

طارق: ليلى أنا..

قاطعته بسرعة: ما عاد في بيننا أي كلام، تقدر تروح! لفت عنه و صارت تمشي للداخل.

ضل يلاحقها بعيونه لين ما بقى غير طيفها، نزل عيونه و صار يمشي لسيارته، فتح الباب، ركب و سكره بهدوء غير اللي يحس فيه، شغل السيارة و حط يدينه على السكان بس ما حركها، رفع عيونه للفلة و ثبتها على بلكون غرفتها، كان خايف، خايف كثير، خايف يضعف، يضعف و يعترف لها، حط يد على قلبه، أخذ نفس و زفر، الضجة اللي تسويها دقات قلبه كلما تكون قدامه تجننه، تجننه و هو ما بيده شيء يسويه، كان يحس أن قلبه بيطلع في أي لحظة و يركض لها، ما يعرف كيف قدر يتدارك، ما يعرف كيف قدر يتماسك، كيف قدر يتظاهر بهالقوة بس كان لازم، لازم عشان يقنعها بكلامه، لازم عشان ما ينكشف، صعبة يشوفها تذبل يوم وراء يوم و ما يرجعها له، صعبة يشوف دمعتها متعلقة برموشها و ما يسحبها لحضنه، غمض عيونه بقوة و تنهد، ما عنده حل ثاني، لازم يقسى عليها، لازم يعذبها ألحين عشان ما تتعذب بعدين، ما تتعذب بسببه، فتح عيونه و بعدها أخذ نفس و حرك السيارة: أنا آسف..!


طارق: 33 سنة!



داخل الفلة – غرفة ليلى...

دفنت رأسها في مخدتها و هي تحاول تكتم شهقاتها، هذي حالتها كل مرة بعد ما تلتقي فيه بس هالمرة الوجع أكبر، هالمرة الحرقة أكثر، تركهم مثل ما تركها، إذا سألوها عنه إيش بترد عليهم، كيف تفهمهم أنه ما عاد يريدهم؟ راح يفهموا؟ ما راح يقدروا، هم لين ألحين مانهم قادرين يتأقلموا على هالوضع، لين ألحين مانهم قادرين يفهموا ليش هم ما عادوا مع بعض، ليش ما يجتمعوا في بيت واحد مثل قبل، كيف تفهمهم ما تعرف، صعبة و ألحين صعبها لها أكثر، قالت له أنهم بيتعودوا، كيف تعودهم على غيابه و هي لين ألحين مانها قادرة تعود نفسها على هالشيء، مانها قادرة و ما راح تقدر، ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي فإستسلمت لشهقاتها..!



تحت – المطبخ...

سحب كرسي، جلس و حط التلفون عند أذنه: حبيبتي، إيش فيك؟ معقولة ما تثقي فيني..، أكيد أنا ماني مثل باقي الشباب..، و هو يبتسم لنفسه بخبث: أنا أحبك، تعرفي إيش يعني أحبك؟ يعني ماني قادر أفكر إللا فيك، ماني قادر أشوف غيرك، ماني قادر أتخيل حياتي بدونك..، آها، أكيد..، صدقيني أنتي الوحيدة اللي دق لها قلبي..، والله..، تريديني أحلف لك مرة ثانية، عيل والله، والله، والله، أنتي يا حياتي تكفيني و ما مالي عيني غيرك..، صدقتيني ألحين..، و هو يزفر: و أخـيـراً..، ههههه..، أمم.. يعني متى بنلتقي..، أفا، يعني ما تثقي فيني..، تزعليني منك..، بكرة؟ خلاص عيل بكرة أشوفك..، إن شاء الله..، و أنا أموت فيك!

سكر منها و هو يكلم حاله: أسهل مما توقعت!

: عبدالعزيز!

قطب حواجبه بقوة، معقولة سمعته، معقولة يكون إنكشف عندها، أخذ نفس، قام و دار لها

تقدمت منه بخطوة و بنبرة حادة: أنت من كنت تكلم؟

بلع ريقه و صار يحك أذنه بإرتباك: يمة أنا.. أمم.. كنت أكلم صديقي!

إقتربت منه أكثر و بشك: صديقك؟

بلع ريقه مرة ثانية و حرك رأسه بالإيجاب

حركت رأسها بالإيجاب و بحزم: إسمعني يا عبدالعزيز، تعرفني و أنا أمك و الله إن عرفت أنك رجعت لخرابيطك، تشوف شيء ما شفته!

بلع ريقه للمرة الثالثة بس هالمرة إنبلع بصعوبة: يمـ.. يمة.. إيش هالكلام، أنا.. أنا ما عدت صغير، و هو يحاول يبين عادي: أنا ما أنكر أني غلطت بس ندمت و خلاص ما عدت مثل قبل، أنا تركت كل هالسوالف من سنتين، خلاص ما عدت عزوز الأولاني!

سكتت شوي و هي تشوف عليه بنفس نظرتها

إرتبك أكثر بس ما حب يبين لها، إقترب منها و حاوطها من أكتافها: أوه يمة، إيش فيك علي؟ صدقيني تغيرت! و هو يبوسها على خدها: صرت رجال يعتمد عليه!

ضحكت على كلامه و ضربته على صدره بخفة: أتمنى تكون قد هالكلام!

إبتسم: قدها و قدود بعد!

حركت رأسها بقلة حيلة، لفت و صارت تمشي للداخل

أول ما طلعت، إختفت إبتسامته و زفر بقوة: شوي و كشفتك اليوم! حرك رأسه بقلة حيلة و بعدها أخذ نفس و طلع من المطبخ.


الأم: سعاد-48 سنة!

عبدالعزيز: 22 سنة!


***************************


بريطانيا ...

مدينة بريستول ...

وقف قدام التسريحة و صار يعدل في ياقة قميصه، رفع عيونه للمراية يشوف عليها، جالسة على السرير و تلعب بلعبتها، لعبة عبارة عن دمية شقراء بشعر قصير و عيون زرقاء، تحبها كثير، متعلقة فيها كثير، تسميها آن، تقول أنها بنتها لأنها تشبها، ما تنام الليل بدونها، أخذ نفس و نزل عيونه للتسريحة، أخذ بذلته السوداء و لبسها، مشط شعره و من ثم لف و صار يمشي لها، جلس على السرير بجنبها و سحبها له، جلسها قدامه و صار يمشط شعرها و هي تكمل لعبها بدميتها، ربط شعرها ذيل حصان و بعدها قام و صار يمشي للكبتات، فتحها، أخذ لها فستان أسود و مشى لها، وقف و تكلم:

Maisy, you need to change

(مايسي، يجب عليك أن تبدلي)

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للفستان، رفعتهم له مرة ثانية و بعدها نزلتهم لدميتها و كملت لعبها:

Where is mom

(أين أمي؟)

ما رد على سؤالها، مسكها من أكتافها و وقفها، سحب دميتها من يدها و حطها على السرير، فسخ ملابسها و صار يلبسها الفستان.

قطبت حواجبها بس ما تكلمت

دارها، سكر لها سحَّاب الفستان و بعدها صار يعدل شعرها، إندق الباب ففكها و إلتفت يشوف عليه

فتح الباب بهدوء و دخل:

Everyone is here and they want to share their condolence

(الكل هنا و يريدوا أن يقدموا بتعازيهم لكما!)

حرك رأسه بالإيجاب و لف لأخته، مد يده لها و هي إقتربت منه و مسكت يده:

Max, what’s happening

(ماكس، ماذا يحدث؟)

حملها و بهدوء غير اللي يحس فيه:

Nothing important

(لا شيء مهم!)

حركت رأسها بالإيجاب و بعدها إلتفتت له:

Eric, do you know where my mom is?

(أيريك، أتعلم أين أمي؟)

أيريك رفع عيونه له و شافه ينزل عيونه للأرض، أخذ نفس و صار يحك جبينه:

Umm.. your mom.. she is not here

(أمم.. أمك.. أنها ليست هنا)

ضحكت عليه و تكلمت:

I know that, you silly, but where is she

(أعلم ذلك أيها أبله، و لكن أين هي؟)

أيريك بنفس حالته:

Umm.. she went to..

(أمم.. أنها ذهبت إلى..)

ما قدر يكمل لأنه قاطعه

ماكس و هو يرفع عيونه له:

Don’t lie to her, tell her the truth

(لا تكذب عليها، قل لها الحقيقة!)

أيريك:

Max, she is a kid

(ماكس، أنها طفلة!)

ماكس و هو يحرك رأسه بالإيجاب:

A kid that will grow up someday

(طفلة و لكنها ستكبر يوما ما)

لف يشوف عليها، أخذ نفس و جا بيفتح فمه بس هو قاطعه بسرعة

أيريك و هو يمشي له و يسحب مايسي منه:

Not now

(ليس الآن!)

لف و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس لف له و تكلم:

And I forgot to mention, your father is here, too

(و نسيت أن أذكر لك هذا مسبقا، والدك هنا أيضا!)

(والدك)

(والدك)

(والدك)

ضل واقف في مكانه و هالكلمة تردد نفسها في مسامعه، مستغرب، مقهور، يغلي من داخل، إيش يسميها، جراءة؟ ما يعرف، بأي حق جاي لهم ألحين، ما هو تركهم لأنه ما عاد يريدهم، ما هو تبرئ منهم و منها، تبرئ منها، حطمها و تركها لحالها تلملم بقايا قلبها المتحطم، هو السبب، هو السبب في كل شيء، كرهته و كرهت الحياة، كرهت كل شيء يذكرها فيه، حتى كرهتهم! ما عنده أي فكرة إيش كثر هي تعذبت و عذبتهم معاها، إيش كثر الليالي اللي قضاها و قلبه يتقطع عليها، يسمع صراخها و شهقاتها، ما كان يقدر يتحملها فكان يحط يدينه على أذونه ليمنع صوتها من أنها توصل له، إيش كثر الليالي اللي قضاها و هو يتحمل حركاتها الجنونية، محاولاتها لتنهي حياتها، ما كان عندها أي أحد، ما كان عندها أحد يهديها غيره، يمنعها من هالحركات غيره، كان خايف منها و عليها، كان يحاوطها لصدره و يعطيها آمال كاذبة، آمال وهمية، كان ينومها و يسهر عليها، يسهر خوفاً من أنها تقوم و ترجع لحالتها، كبر معاها و هو يهتم فيها، يهتم فيها مثل طفلته..!

رفع عيونه لصديقه اللي كان يشوف عليه و كأنه ينتظر ردة فعله، نزل عيونه و من ثم رفعهم لأخته اللي هو حاملها، كبرت من دون أب، ما تعرفه، ما شافته و لا مرة في حياتها، هو تركها بيوم ولادتها، كان جاي بس ليعطيها الإسم و بعدها يمشي، هو كذي، أناني ما يهمه إللا نفسه، لما كان يمل من زوجاته الثانيات كان يجي لها، يجي لها لأسبوع، أسبوعين و بعدها يمشي عنها، يتركها و لا كأنه يعرفها، هي ما كانت إللا .. غمض عيونه بقوة، أخذ نفس و بعدها فتحهم، ما يريده هنا، ما له أي مكان بينهم، هم مانهم محتاجين له، ما محتاجين لأي شيء منه، مشى للباب بسرعة، بعد صديقه عن طريقه و جا بيطلع بس مسك يده.

أيريك بإرتباك و هو يشوف وجهه المحمر:

What are you going to do

(ماذا ستفعل؟)

فك يده من يده بسرعة و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه:

Stay here with Maisy

(إبقى هنا مع مايسي)

أيريك و هو يمسك يده مرة ثانية و يدوره له:

Max, calm down

(ماكس، إهدأ)

إبتسم بسخرية، فك يده بسرعة و طلع من الغرفة

أيريك قطب حواجبه و هو ما يعرف إيش يسوي، ما يقدر يخلي مايسي بالغرفة لحالها و لا يقدر ينزل معاها، حك رأسه بقلة حيلة و طلع معاها، يلحقه بسرعة.



تحت – بالصالة...

الكل مجتمع ليقدم تعازيه لهم، المعارف و الجيران، الكل هنا، نزل من الدرج بسرعة و شياطين العالم تلعب لعب برأسه، صار يلتفت حوالينه و عيونه تدور عليه، شافه واقف في إحدى الزوايا الصالة و منزل عيونه لساعته، مشى له بسرعة و بدون أي كلمة، مسكه من قميصه و صار يسحبه لبرع، ما يريد يذبحه قدام الكل، ما هنا..!

محد تحرك من مكانه، الكل مصدوم و هم يشوفوه يجر هالرجال لبرع

: SOMEONE STOP HIM

(ليوقفه أحد!)

رفعوا عيونهم له

أيريك و هو ينزل الدرج بسرعة و بنفس الصراخ:

HE’LL KILL HIM

(سيقتله!!)

شهقوا الشباب و كأنهم توهم بس يستوعبوا اللي يصير، ركضوا لهم بسرعة ليفكوه منه

مايسي و هي تتعلق في أيريك أكثر و بخوف:

Eric, what’s happening

(أيريك، ماذا يحدث؟)

أيريك و هو ينزلها بسرعة و يحطها على آخر الدرج:

Maisy, don’t move from here

(مايسي لا تتحركي من هنا!)

مايسي و هي تمسك الدرابزين بخوف:

Why? What’s happening

(لماذا؟ ماذا يحدث؟)

ما رد عليها، لف و ركض لبرع بسرعة، شاف الشباب يمسكوه و يبعدوه عنه، ركض له بسرعة، مسكه من أكتافه و من ثم إلتفت لأبوه:

LEAVE

(إرحل!)

حرك رأسه بالنفي و نزله، أخذ نفس و من ثم رفعه لولده: مصعب..

قاطعه بصراخ:

DON’T CALL ME THAT

(لا تناديني بذلك!!!)

نزل رأسه مرة ثانية و ما تكلم، ندمان، ندمان كثير، ضميره يأنبه و مانه قادر يرتاح، هو غلط و هو ما ينكر هالشيء بس هو جاي لهم اليوم عشان يعتذر، يعتذر و يصلح كل أغلاطه، يا ترى تأخر؟ رفع رأسه له مرة ثانية و تكلم: يا ولدي أنا..، أنا أعتذر، أعرف أني غلطت، المفروض ما أترككم، المفروض ما أترككم كذي.. ما قدر يكمل لأن ضحكته قاطعته.

ماكس و هو يفك نفسه من يدينهم و يتقدم له:

You expect me to believe you? You left us when we needed you the most

(أتتوقع مني أن أصدقك؟ تركتنا عندما كنا بحاجتك!)

و بصراخ:

YOU LEFT US

(تـركـتـنـا!!)

سكت شوي يهدي حاله و بعدها لف و تكلم:

Leave like you left before, it wouldn’t make a difference anyway

(إرحل كما رحلت سابقاً، لن يفرق معي بأية حال)

لف يشوف على الشباب و حرك رأسه بمعنى خلونا ندخل

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و بعدها لحقوه للداخل

ضل واقف يشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، نزل رأسه و طاحت دمعته على خده، هو غلط كثير بحقهم، غلط كثير و ما يريد يستمر على نفس الغلط بس هو ما راح يقدر يصلح شيء بدون مساعدته، و لا شيء راح يتصلح، هو عنيد، ما راح يرضى، مستحيل يرضى! أخذ نفس و مسح دمعته، لف و صار يمشي لسيارته.



داخل – بالصالة...

جلس على الكنبة و حط يدينه على رأسه، أخذ نفس بضيق و زفر، أخذ نفس ثاني و صار يفك التاي تبعه، زفر و رفع عيونه لها، لين ألحين واقفة على الدرج و باين عليها خايفة، تلتفت حوالينها و كأنها تريد تستوعب اللي يصير، مرر يدينه في شعره و من ثم أشر لها تجي له، فكت الدرابزين بسرعة و ركضت له، حملها و جلسها في حضنه، تعلقت فيه و صارت تتخبى في صدره، حاوطها له أكثر و تكلم بهدوء:

Calm down, don’t be scared

(إهدأي، لا تخافي)

حركت رأسها بالإيجاب و هي تدفنه في صدره أكثر

صار يمسح على شعرها بهدوء ليهديها، رفع عيونه لـ أيريك و من ثم صار يمرر نظره للبقية

أيريك و كأنه فهم عليه، مشى للبقية و صار يعتذر منهم و يخبرهم يروحوا!


.

.

.

.

.

مسقط ...

مشطت شعرها بسرعة، كحلت عيونها و بعدها فتحت درج التسريحة، أخذت لصقة طبية و رفعت عيونها للمراية تشوف على الشق اللي على حاجبها، رفعت اللصقة و حطتها على حاجبها، إبتسمت على شكلها باللصقة و بعدها حركت أكتافها بخفة، من يهتم؟ أخذت شيلتها، لفته على رأسها و صارت تمشي للسرير، بعدت مخدتها، أخذت دفترها و من ثم رجعت المخدة مكان ما كانت، عدلت وقفتها و بعدها صارت تمشي للباب، فتحته و طلعت، مشت للباب اللي بمقابلها، دقت عليه و صارت تنتظر الرد بس ما جا لها أي رد، دقت عليه مرة ثانية بس هم ما جا لها أي رد، قطبت حواجبها، فتحت الباب و دخلت: أساور؟! و هي تلتفت حوالينها: أساور، وينك؟!

جا لها صوتها من البلكون: تعالي أنا هنا!

إبتسمت و صارت تمشي للبلكون، طلعت لها و وقفت بجنبها: كيف نفسيتك؟

إلتفتت لها و هي تأخذ نفس: نفسيتي زفت!

قطبت حواجبها: ليش تقولي كذا؟

ما ردت عليها، لفت عنها و صارت تمشي للداخل، إيش تقول لها ما تعرف؟ ليش، هي ما عندها خبر أنها ما تريده، ما تريد تكون لأي أحد غير شهاب، ليش ما يفهموها، هي تحبه و مستحيل ترتبط بأي أحد غيره، إذا بتكون لأحد فبتكون له هو و بس..! جت بتدخل بس مسكت يدها.

أزهار و هي تقترب منها و تدورها لها: إسمعيني زين، بابا ما رفض شهاب إللا لأنه يعرف أنه ما يصلح لك..

أساور و هي تفك يدها منها و تقاطعها: ليش هو يعرفه ليحكم عليه؟ أصلا بابا ما يشوف غير حساب الشخص بالبنك، ما يهمه إللا كم عمارة و كم سيارة و كم بيت عنده!

أزهار بهدوء: غلط تتكلمي عنه كذي..

أساور و هي تقاطعها مرة ثانية: أنا ماني قادرة أفهمك، أنتي غبية و لا تتغابي، ليش تهتمي؟

أزهار قطبت حواجبها، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها تكلمت: مشكلتك ما تقدري تفهميني!

أساور: و ما أريد أفهمك، أنتي غير و أنا غير، إذا أنتي راضية أنه يستغلك فأنا مستحيل أرضى، بابا ما يريد مصلحتي، هو يريد يـبـيـعـنـي!!

أزهار بنفس هدوئها: أنا ما أنكر أنه غلط بس في رفضه لشهاب فهو معاه الحق، أنتي إيش يعرفك إذا هو جد يحبك و لا بس يريد يلعب عليك؟! إذا هو قدر يكلمك و يخدعك بكلامه يقدر يخدع غيرك، ليش مانك راضية تشوفي هالشيء؟!

أساور و هي تحرك رأسها بالنفي: أنتي مستحيل تفهمي هالشيء، لأنه عمرك ما حبيتي!

أزهار قطبت حواجبها و جت بترد عليها بس إندق الباب و من ثم إنفتح

دخلت و صارت تمشي لهم، حطت يدها على رأسها و صارت تمسح على شعرها بهدوء: إلبسي شيلتك يا بنتي و إنزلي له، ينتظرك بالمجلس!

رفعت عيونها لأمها و من ثم لأختها، نزلتهم و هي تحس بدموعها اللي صارت تتجمع في عيونها: لازم أنزل؟

حركت رأسها بالإيجاب: أكيد يا بنتي، إيش هالكلام؟ هو جاي بس عشان يشوفك؟

أساور: كأني سلعة أنعرض للبيع!

تنهدت بقلة حيلة: أستغفر الله، أساور إيش هالكلام؟

ما ردت عليها و صارت دموعها تنزل

تنهدت مرة ثانية و إلتفتت لأزهار: إنزلي عند الناس بسرعة و ضيفيهم لين ما أنا أفهَّم، و هي تلتفت لأساور: هذي و أجيبها!

أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله! لفت، طلعت من الغرفة و سكرت الباب وراها

أخذت نفس، مسكت يدها و صارت تمشي للسرير، جلستها، جلست جنبها و بهدوء: يا ماما يا حبيبتي، أنتي ليش تسوي كذي في حالك؟ أنسي هذاك الشاب، ما يصلح لك، أنتي حياتك غير و هو حياته غير، هو ما راح يقدر يسعدك، ما راح يقدر يكون لك اللي تريديه!

حركت رأسها بالنفي و صارت تبكي أكثر: ماما أنا ما أريد غيره!

شدت على يدها و بنبرة حادة: أساور خلي عنك العناد، أنتي ما عدتي صغيرة!

قطبت حواجبها و هي تتعور من مسكتها: ماما، أنا قلت لكم أنا ما أريده!

ضربتها على رأسها بخفة: في أحد يفوت على نفسه شاب مثله!

قطبت حواجبها أكثر: ليش ما تقولوا هالكلام لأزهار، هي أكبر منـ..

قاطعتها و هي تشد على يدها أكثر: الولد جاي يخطبك، ما يخطبها، إيش تريدينا نقول له؟

ما ردت عليها

أخذت نفس مرة ثانية و بهدوء: يا بنتي، إسمعي كلامي، يللا قومي إغسلي وجهك و بعدين إنزلي!

جت بترد بس تذكرت كلامه، أخذت نفس و حركت رأسها بالإيجاب

إبتسمت لها و باستها على رأسها: خليك كذي دايما! قامت و صارت تمشي لبرع.

مسحت دموعها و قامت: أجاريكم بسالفة الخطبة بس لغير شهاب أنا ما راح أكون!


الأم: سميرة- 46 سنة!



تحت – بالمجلس ...

كان جالس على الكنبة و عيونه على الباب المسكر، الباب اللي بتدخل منه البنت اللي يمكن بيرتبط فيها لبقية حياته، بيقضي معاها أيامه بحلوها و بمرها، يا ترى كيف بتكون؟ قصيرة و لا طويلة؟ سمينة و لا ضعيفة؟ بيضاء و لا سمراء؟ ما يعرف، ما يعرف عنها غير إسمها، نزل عيونه شوي و من ثم رجع رفعهم للباب، حاول يرسمها في مخيلته بس فشل، حاول مرة ثانية، يريدها تكون بيضاء، طويلة، مليانة شوي، شعرها أسود سواد الليل و عيونها بنية و واسعة، لا، لا، يريد شعرها بني و عيونها سوداء سواد الليل، لا، ما يعرف! ضحك على حالته بخفة و إنفتح الباب، حك رقبته بإحراج و عدل جلسته.

تقدمت منه بصينية العصير و تكلمت: صبر شوي، ماما ألحين في يجي!

إبتسم و هو يأخذ العصير منها: خبريها تعجل!

الخدامة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: زين!

إبتسم أكثر و هي لفت، طلعت و تسكر الباب مرة ثانية، حط العصير على الطاولة قدامه و صار يلتفت حوالين المكان، ضل على حالته لأكثر من عشر دقائق، نزل عيونه لساعته و تنهد، الساعة 4:30، هو مواعد شباب على الساعة خمسة، لازم يخلص بسرعة و يطلع، تأفف و صار يلتفت حوالين المكان مرة ثانية، مل من الجلسة: يعني بتذلنا لين ما تطلع لنـ.. ما كمل إللا و الباب ينفتح، رفع عيونه لها و من ثم نزلهم بس رجع رفعهم لها، ضل يشوف عليها لكم من ثانية و بعدها نزل عيونه و في خاطره: مـسـتـحـيـل!

حطت الباب مفتوح و بعدها صارت تتقدم منه بخطوات هادية، جلست على الكنبة بمقابله، فتحت دفترها على صفحة فاضية و أخذت القلم، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للدفتر و تكلمت: الإسم؟

رفع عيونه لها: ها؟

رفعت عيونها له و بصوت أعلى شوي: الإسـم؟!

رفع حاجب: تقصدي إسمي؟

إلتفتت حوالينها و من ثم إلتفتت له: ليش في أحد ثاني هنا؟ يعني يبالها سؤال؟

رفع حاجب على أسلوبها، عدل جلسته، ريح ظهره و رد بكل غرور: فهد عبد الرزاق الـ...

إبتسمت لنفسها و هي فاهمة قصده و نبرته، كتبت إسمه و من ثم رفعت عيونها له: إيش تشتغل؟

فهد و هو يتكتف: ليش أنتي ما تعرفي؟

إبتسمت أكثر و حركت رأسها بالنفي: لا، ما أعرف!

ضل يشوف عليها شوي و بعدها رد بنفس أسلوبه: مدير شؤون المالية لشركات عبد الرزاق الـ..!

حركت رأسها بالإيجاب: آه، يعني تشتغل بشركة أبوك؟!

فهم نبرتها فما رد عليها

إبتسمت لنفسها و إنشغلت بالكتابة

نزل عيونه لدفترها و من ثم رفعهم لوجهها، معقولة إختاروها له؟ ليش هم ما يعرفوا أنه يهتم بالشكل كثير، من بين كل البنات، إختاروا وحدة كذي؟! رفع عيونه لعيونها و قطب حواجبه، عيونها صغيرة بدرجة أنها ما تنبان و رموشها غير مرتبة، رفع عيونه لحواجبها و هو يشوف اللصقة، لصقة غبية برسومات طفولية، غزال و قرد و زرافة!! من جدها؟! نزل عيونه لباقي وجهها و قطب حواجبه أكثر، خدودها مليانة بجروح مخضرة و شفايفها جافة، معقولة تكون مهملة بحالها كذي؟!؟ قالوا إيش قمر، هذي خسوف القمر!!!

حست بعيونه عليها فرفعت عيونها له، حركت رأسها بمعنى خير!

رجع لوراء و حرك رأسه بمعنى سلامتك!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تكمل اللي تسويه

ضل يشوف عليها و كلمة وحدة تردد نفسها في مسامعه: مستحيل، مستحيل، مستحيل، مستحيل، مستحيل!!!! قام بسرعة: أمم.. إذا ما عندك سؤال ثاني بمشي!

قامت و بسرعة: لحظة وين؟ كيف تمشي بدون ما تشوفها؟

فهد بإستغراب: أشوف من؟ ما أنا شفتك خلاص!

حركت رأسها بالإيجاب: أيوا شفتني بس أنت ما جاي لتشوفني!

حرك رأسه بمعنى أنا ما فهمت

إبتسمت و أشرت له يجلس: هي ألحين بتدخل!

فهد و هو يجلس و بنفس حالته: من تدخل؟!

أزهار بإبتسامة: أساور!

رفع حاجب: ليش، أنتي مانك أساور؟!

أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، أنا أختها!

حط يد على قلبه و زفر براحة: الحمد لله!

قطبت حواجبها على حركته بس ما علقت، جلست بمكانها و تكلمت: أبوي مسافر و أخوي طالع، المفروض ما تضل لحالك معاها فكذي أنا جيت، دقيقة و بتجي!

حرك رأسه بتفهم و جا بيتكلم بس سمع صوتها

أساور و هي تدخل و بهدوء غير اللي تحس فيه: السلام عليكم!

إلتفت لها و من ثم إلتفت لأزهار و كأنه يريدها تأكد له أنها هي

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب

إلتفت لها مرة ثانية و هو يرد السلام: و عليكم السلام!

إقتربت منهم شوي، شوي و بعدها جلست على الكنبة بجنب أختها و نزلت رأسها.

إلتفت لأزهار و من ثم لها، ضل يمرر نظره بينهم لكم من ثانية و هو مانه قادر يصدق عيونه، مختلفين تماما عن بعض، رجع عيونه لأساور و صار يتأملها، جميلة بكل معنى الكلمة، عيونها وساع و عسلية، رموشها طويلة و كثيفة، نزل عيونها لخدودها و إبتسم، خدودها مدورة و وردية و شفايفها رقيقة و توتية، أجمل مما رسمها في خياله، أجمل بكثير..!

أزهار و هي ترفع عيونها لفهد: إذا عندك أي سؤال تقدر تسألها!

فهد حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لها، شافها مثبتة عيونها على يدينها اللي تفركهم ببعض، مستحية و يمكن متوترة، إبتسم لنفسه بخفة و بعدها صار يفكر بسؤال عشان يسألها: أمم.. تدرسي؟

شبكت يدينها بقوة و ما ردت عليه

عدل جلسته و ضل ينتظر ردها لشوي بس ما جا له أي رد منها، رفع عيونه لأزهار و هي تكلمت بسرعة.

أزهار و هي تحاول تتدارك الموقف: تدرس، سنة ثانية بالجامعة، كلية آداب، لغة الإنجليزية!

فهد إبتسم: مع رنا؟
أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: آههم، معاها!

فهد و هو يلتفت لأساور مرة ثانية: أمم..، ما عنده سؤال محدد بس يريد يسمع صوتها: إيش هواياتك؟

أساور لا رد

أزهار و هي منحرجة من أختها: أحم.. تحب الرسم!

فهد رفع حواجبه بإعجاب: جد؟

أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: رسامة ما شاء الله، تحفظ الوجوه بسرعة!

فهد إبتسم و رجع إلتفت لها، ما عرف إيش يسألها هالمرة فسكت و عم الصمت



بعد شوي...

سكرت باب المجلس، قطبت حواجبها و إلتفتت لها: ليش ما تكلمتي؟ كان قلتي شيء؟ أنتي حياتك راح ترتبط مع هالإنسان، ما يهمك تعرفيه؟ ما يهمك تعرفي أي شيء عنه؟

حركت رأسها بالنفي: ما يهمني، أنا ما راح أكون له!

أزهار و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: ما أقول غير الله يهديك!

ما ردت عليها، مشت عنها و طلعت من المجلس

ضلت تشوف عليها لين تسكر الباب وراها، تنهدت و صارت تمشي للكنبة، أخذت دفترها و بعدها لفت و طلعت بدورها!



سيارة فهد...

زينة و هي ترفع عيونها له: ها يا ولدي، إيش رأيك؟

إبتسم و رفع عيونه للمراية يشوف عليها: يمة ليش كذي مستعجلة؟ خليني أفكر شوي!

زينة: يا ولدي إيش بعد تفكر؟ البنت و شفتها، ما شاء الله ما ناقصها شيء، حلوة مثل ما تريد و متعلمة و فاهمة، بعد ليش ننتظر؟

فهد إلتفت يشوف على رنا اللي كانت جالسة بجنبه و تحرك حواجبها، إبتسم و رفع عيونه للمراية مرة ثانية: خلاص عيل، توكلي على الله!

زينة تهلل وجهها بفرح: جد؟

فهد ضحك: جد يمة، جد!

رنا: كلللللللللللللووووووش

فهد: ههههههههههههههههههه!


***************************


سكرت المصحف بهدوء، قامت و كسفت سجادتها، مشت للكبتات، حطتهم فيه و سكرته، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 5:56، ألحين يوصل، تنهدت و فتحت الكبتات مرة ثانية، نزلت لرفوف ملابسها و طلعت عقد الإيجار، عدلت وقفتها و سكرت الكبتات، مشت للسرير و جلست، مدت يدينها لدرج الكمدينة، فتحته و طلعت منه ظرف أبيض متوسط الحجم، فتحته و طلعت اللي فيه، 100 ريال و بس، مانه كافي، ما راح يكفي، نزلت عيونها للعقد و حركت رأسها بقلة حيلة، متأخرين في دفع الإيجار، صار لهم أكثر من ثلاثة أشهر و هم مانهم قادرين يدفعوا شيء، الإيجار صار يتراكم عليهم، ما تعرف إيش تسوي، من وين تدبر كل هالمبلغ، 500 ريال (5000 ريال سعودي) مانه شوي، معاشها يا دوب يكفيهم، ما تعرف تصرفه على إيش، مدارس أخوانها و طلباتهم كل يوم تزيد، البيت و ضرورياته، ماي و كهرباء، أدوية أمها، أدوية أخوها، السيارة و تصليحاته، مضغوطة من كل جهة و كل الأبواب متسكرة في وجهها، خايفة، خايفة ما تكون قد ثقتهم فيها، خايفة تنهار و تستسلم، غمضت عيونها و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، فتحتهم و أخذت نفس: الله كريم، الله كريم!

سكرت درج الكمدينة، قامت و مشت للباب، فتحته و طلعت، شافت الكل جالس قدام التلفزيون، إبتسمت و مشت لهم

رفعت رأسها لها و من ثم صارت تأشر بجنبها: تعالي يا بنتي، إجلسي بجنبي!

حركت رأسها بالإيجاب، مشت لها و جلست بجنبها

إبتسمت لها و صارت تمسح على رأسها بهدوء: يا بنتي، كم باقي عندك؟

نزلت عيونها للظرف و من ثم رفعتهم لها: 100 ريال!

تنهدت بقلة حيلة: إن شاء الله يقبل، إن شاء الله ما يقول شيء!


الأم: كريمة-50 سنة!


ما ردت عليها و صارت تمرر نظرها لأخوانها

إياس و إلياس: توأم-10 سنوات، جالسين بجنب بعض، يقال يحلوا واجباتهم بس عيونهم على التلفزيون!

فراس: 13 سنة، متمدد على الأرض و مكتف يدينه على صدره، شكله بيغفى في أي لحظة!

سامي: 17 سنة، مثبت عيونه على الأرض و شكله داخل في تفكير عميق!

إبتسمت بخفة و هي تشوف عليه، هو بالتحديد أقرب لها من الكل، بما أن الفرق بين أعمارهم كبير إللا أنه يعتبر نفسه أكبر منها، يعتبر نفسه رجال البيت، تخاف عليه أكثر من البقية، عصبي كثير، تخاف يتهور بسبب هالشيء و يطيح في ألف و ألف مشكلة، مريض و هي ما بيدها شيء تسويه له و بسبب مرضه ألحين صاير يرتبك و يعصب أكثر من قبل، مانها سهلة عليه و هي تعرف هالشيء، أصدقائه تركوه و ضل لحاله، كره المدرسة و مستواه الدراسي صار ينزل، ما تلومه، اللي يعيشه في هالعمر مانه قليل، نزلت رأسها و هي تتمتم لنفسها: الحمد لله على كل حال!

سمعوا الجرس فالكل إلتفت للباب

سامي و هو يقوم و يلتفت لها: ناهد، يللا قومي، يكون صاحب البيت!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت، عدلت جلبابها و صارت تمشي معاه، جا بيفتح الباب بس هي مسكت يده بسرعة: سامي، أنت لا تتكلم، خليك هادي، أنا بتفاهم معاه!

ما رد عليها و حط يده على المقبض

ناهد و هي تسحب يده مرة ثانية: لو إيش ما يقول، خليه، له الحق، نحن اللي متأخرين!

رفع عيونه لها: بس إذا غلط عليك..

قاطعته: حتى و لو يغلط، خليه!

ما رد عليها و فتح الباب

تقدم منهم صاحب البيت و تكلم: السلام عليكم!

ناهد و سامي: و عليكم السلام!

مدت الظرف له و نزلت رأسها: إعذرنا يا أخوي بس هذا اللي عندنا، إن شاء الله في الشهور الجاية راح.. ما كملت لأنه سحب الظرف من يدها، فتحه و طلع الفلوس، رفعت عيونها له و هي تشوفه يقطب حواجبه، قطبت حواجبها و نزلت عيونها مرة ثانية.

صاحب البيت: بس هذا اللي قدرتوا عليه؟

قطبت حواجبها أكثر من قبل و ما ردت

صاحب البيت: يا أختي أنا صبرت عليكم كثير، صار لكم ثلاثة أشهر و تسمعوني نفس الكلام، إذا أنتو عندكم ظروف عيل حتى أنا عندي، أنا محتاج لفلوسي و محتاج لها ألحين، أنا ما يهمني دبروا حالكم و جمعوا لي فلوسي، أريدها في هاليومين، إذا ما قدرتوا عيل فضوا لي البيت، خلاص أنا أريد بيتي!

ناهد و هي تمسك يد سامي و ترفع عيونها لصاحب البيت: يا أخوي أنت حاول تقدر ظروفنا، إصبر علينا شوي..

قاطعها و بصوت عالي شوي: أنتي دوم عندك نفس الكلام، صبرت و هذاني صابر ما شفت منك شيء، تخدعوني و تكذبوا علي!

سامي بهدوء غير اللي يحس فيه: لو سمحت وطي صوتك، أنت ما تستحي تعلي صوتك على بنت؟!

صاحب البيت بصراخ: و أنـت الـلـي تـعـلـمـنـي كـيـف أتـكـلـم ألـحيـن؟! خـلاص، يـكـفـي أعـذار، إذا أنـتـو مـانـكـم قـادريـن تـدفـعـوا لـي، فـضـوا بـيـتـي!!!

ناهد و هي تسحب سامي لوراء و تلتفت لصاحب البيت: إعذره يا أخوي، ما يعرف يتكلم..، بس أرجوك إصبر علينا شوي، إذا طلعنا وين نروح؟!

صاحب البيت و هو يحرك رأسه بالنفي و بنفس أسلوبه: أنـا مـا يـهـمـنـي! قـدامـكـم أسـبـوعـيـن، دبـروا حـالـكـم!

ناهد أخذت نفس تهدي حالها و بعدها شبكت يدينها ببعض، رفعتهم له و بترجي: أرجوك يا أخوي بس هالشهر، راح أحاول أجمع لك اللي أقدر عليه بس هالمرة!

صاحب البيت بنفس حالته: لا، يـكـفـي، مـانـي مـصـدقـك هـالـمـرة، كـذبـتـي مـن قـبـل و راح تـكـذبـي.. ما قدر يكمل إللا بسامي يهجم عليه.

كان واقف و هو يحاول يمسك نفسه بقدر الإمكان، يسمعه و ما ينطق بحرف، بس يغلط عليها لا، ما يرضى عليها، ليش تذل نفسها قدامه، ليش تترجاه، ما راح يحس فيها، ما راح يحس لأن ما يهمه إللا نفسه، الفلوس عنده أهم من كل شيء، ناس طماعة، عماهم الجشع، لو إيش ما تقول قدامه هو راح يضل على كلمته، حتى و لو بكت هو ما راح يهتم، ما حس بحاله إللا و هو يمسك دشداشته من صدره و يدفعه، ثبته على سيارته و بصراخ: قـالـت لـك بـتـدفـع يـعـنـي بـتـدفـع، لـيـش مـصـر تـكـذبـهـا؟!؟

صاحب البيت و هو يحاول يفك نفسه من قبضته: بعد عني!! فكني!! و هو يلتفت لها: بـعـديـه عـنـي!!

ناهد شهقت و هي توها بس تستوعب اللي يصير، ركضت له بسرعة، مسكته من أكتافه و صارت تسحبه عنه: سـامـي فـك الـرجـااال!! فــكــه!! سحبته بأقوى ما عندها و بعدته عنه.

الصاحب البيت و هو يعدل وقفته و بعصبية: قدامكم خمسة أيام و بس فضوا بيتي! لف، ركب سيارته و هو ينزل الشباك: إن ما فضى بيتي في هالفترة، أبلغ عليكم! قالها و بعدها حرك سيارته بسرعة.



بعد شوي...

سامي بعصبية: إيش تتوقعي مني أسكت و هو يكذبك و يغلط عليك؟

ناهد بهدوء: بس يا سامي ألحين زين كذي؟ كيف راح نقدر نفضي البيت في خمسة أيام، وين نروح؟ من وين بنحصل على بيت في خمسة أيام؟

سامي و هو يلف عنها ويمشي للغرفة و بنفس حالته: بندبر حالنا، أنا بنفسي بدور لكم بيت! دخل الغرفة و صفق الباب وراه.

حركت رأسها بقلة حيلة و إلتفتت لأمها

كريمة و هي تتنهد: كان أخذتي فراس معاك!

ناهد و هي تلتفت له: فراس!

عدل جلسته و إلتفت لها

ناهد: روح لعنده، لا تتركه لحاله!

حرك رأسه بالإيجاب و قام: إن شاء الله! و صار يمشي للغرفة، دخل و سكر الباب وراه.

ناهد و هي تلتفت لأمها: ما عندنا إللا نبيع السيارة!

كريمة و هي تحرك رأسها بالنفي: لا يا بنتي، ما يصير نبيع السيارة، كيف بتروحي الدوام؟ كيف بتأخذي سامي للمستشفى؟ أنتي سمعتي الدكتور إيش قال، في هالحالة نحن محتاجين للسيارة!

ناهد و هي تنزل رأسها: ماما، كيف راح أجيب هالمبلغ؟ ما أقدر!

كريمة و هي تأخذ نفس: يا بنتي ليش ما تسألي خالد!

رفعت رأسها لها بصدمة

كريمة: يا بنتي هو مديرك، يعرف حالتك، يعرف ظروفك، أكيد ما راح يتردد، أكيد بيساعدك على اللي يقدر عليه!

نزلت رأسها و ما ردت عليها، تكرهه، تكره هالإنسان كثير، إنسان خبيث بنظرات مقرفة، هي مجبورة تتحمله، مجبورة تتحمل نظراته، لو كان بيدها، كان تركت الشغل من زمان و إرتاحت منه، بس ما تقدر، ما تقدر و هي الشخص الوحيد اللي يعيل هالعائلة، ما تقدر عشانهم! رجعت من سرحانها على صراخ أخوها.

فراس و هو يطلع لهم بسرعة و بخوف: يـمممـة!!! نـااااهـد!! جـت لـه نـوبـة!! سـامـي جـت لـه نـوبـة!!

كريمة شهقت و حطت يد على قلبها و هي تلتفت لناهد: يمة ناهد، روحي له!!

ناهد قامت بسرعة تركض للغرفة و فراس و التوأم لحقوها، دخلت و شافته طايح على الأرض و كل جسمه يتشنج، لفت للباب و جت بتسكره بس شافتهم واقفين و عيونهم عليه، رفعت عيونها لفراس و بسرعة: روحوا لعند ماما!!

حرك رأسه بالإيجاب و حاوط أخوانه من أكتافهم و صار يمشي معاهم.

سكرت الباب بسرعة و مشت للسرير، أخذت مخدة و ركضت له، نزلت لمستواه و حطته تحت رأسه لتخف الصدمات، بعدت عنه شوي تنتظره يهدأ، هذي حالته، ما تقدر تسوي شيء ثاني، ما بيدها شيء تسويه، ضلت تشوف عليه لدقيقة و هي تسمي بالله و تقرأ عليه، شافته يهدأ و يغمض عيونه، فقد وعيه، أخذت نفس، إقتربت منه و مددته على جنبه، رجعت رأسه على وراء بهدوء و هي تشوف اللعاب اللي صار يتدفق من فمه، أخذت نفس ثاني و صارت تمرر يدها في شعره: بسم الله، بسم الله عليك، بسم الله عليك حبيبي! و هي تمسح على خده بهدوء: سامي، سامي إصحى حبيبي، إصحى!

حس بيدها على خده، فتح عيونه بسرعة و جلس، إلتفت حوالينه و بعدها إلتفت لها و بإرتباك: إيش.. إيش صار؟

إبتسمت له بهدوء: و لا شيء يا حبيبي، جت لك نوبة!

إرتبك أكثر، نزل رأسه و ما تكلم

إقتربت منه أكثر و حاوطته من أكتافه: ما صار شيء، هدي حالك، ما صار شيء! صارت تمسح على ظهره لتهديه، ضلت كذي لشوي و بعدها بعدت عنه، قامت و قومته معاها، مسكت يده و مشت للسرير، جلسته و جلست جنبه: يللا، إرتاح شوي!

مرر يد مرتجفة على وجهه و بعدها إنسدح

صارت تمسح على شعره بهدوء: غمض عيونك، نام!

حرك رأسه بالإيجاب و غمض عيونه

ضلت تمسح على شعره لين حست أنه نام، إقتربت منه و طبعت بوسة هادية على جبينه، قامت و غطته بالبطانية، مشت للباب و طلعت.

كانت جالسة مع أولادها الثلاثة و عيونها على الباب، خايفة عليه بس ما تتجرأ تروح له في هذيك الحالة، ما تقدر تشوف ولدها كذي، شافت الباب ينفتح فبعدتهم عنها و قامت: ها يا بنتي..

إبتسمت لها بهدوء لتطمنها: ماما، هدي حالك، خلاص نام!

حطت يد على قلبها و أخذت نفس بإرتياح: الحمد لله، صارت تمشي للغرفة: رايحة أشوفه!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب و هي راحت، نزلت عيونها للتوأم و إبتسمت لهم: خفتوا؟

حركوا رؤوسهم بالإيجاب بسرعة

إقتربت منهم و جلست على الأرض بمقابلهم: كم مرة قلت لكم لما تجي له النوبة لا تدخلوا، ليش ما تفهموا؟

إلياس: أنا بس كنت أريد أشوف إيش يعني نوبة!

إياس و هو يحرك رأسه بموافقة: حتى أنا!

ما ردت عليهم و إلتفتت لفراس، شافته يشوف عليها و عيونه مليانة دموع، إقتربت منه و سحبته لحضنها: أفـا، فراسوه تبكِ، ما أنت رجال؟!

تعلق فيها أكثر: ما يصير.. ما يصير نعالجه؟!

سكتت، ما تعرف إيش ترد عليه، ما تعرف كيف تفهمهم أنه ما راح يشفي من هالمرض، الصرع مرض مزمن راح يضل معاه لفترة ما يعلمها غير رب العالمين، يأخذ أدوية بس الأدوية ما راح تشفيه منه، تخفف النوبات و هذا كل اللي تسويه..!

إلياس و هو يلتفت لأخته: تعرفي كيف كان شكله؟

رفعت عيونها له: كيف؟

إلياس: كأنه سمكة لما نطلعها من الماي!

قطبت حواجبه و بنبرة حادة شوي: إلياس ما تقول هالكلام قدامه، فاهم؟!

حرك رأسه بالإيجاب: ما بقول!

أخذت نفس و رفعت عيونها لباب الغرفة، نزلتهم و ما تكلمت.


***************************


طلع من المسجد بعد صلاة المغرب و صار يمشي للفلة، الشارع فاضي و المكان هادي، كم من شباب يمشوا وراه و هم مثله، توهم بس طالعين من المسجد، رفع عيونه لـ ليتات الشارع، توها بس تضيء، إبتسم لنفسه و هو يشوف الشارع كله يضيء في أقل من ثواني، إبتسم أكثر و هو يشوف أولاد الجيران اللي طلعوا من بيوتهم و صاروا يمشوا للفلة، صار يمشي بخطوات أسرع ليلحقهم: مصطفى! نادين! و هو يسرع أكثر: أحمد! منار!

سمعوه فلفوا له و بعدها ركضوا له

إبتسم و تقدم منهم: رايحين للفلة؟

حركوا رؤوسهم بالإيجاب: بنمشي معاك!

حرك رأسه بالإيجاب و تقدم عنهم و هم صاروا يلحقوه، دخل الحديقة و هم دخلوا وراه: أنتو خلوكم بالحديقة، تعرفوا..

قاطعوه و بملل: نعرف عمي عبدالرحمن، كل مرة تعيد لنا نفس الكلام!

ضحك: كل مرة أعيد لكم نفس الكلام بس لين ألحين ما تسمعوني!

ضحكوا بشقاوة و بعدها صاروا يركضوا حوالين الحديقة و يلعبوا مثل كل يوم. الحديقة كبيرة، فيها مراجيح و غيرها من الألعاب، محد يستخدمها غيرهم، يلعبوا و يتسلوا شوي و بعدها يرجعوا لبيوتهم.

إبتسم بقلة حيلة، ركب الدرج و دخل للصالة، شاف أمه جالسة مع أختها، مشى لهم، سلم و بعدها جلس معاهم، إستغرب منهم، أول ما دخل كانوا يتكلموا بس أول ما جلس سكتوا، إلتفت لخالته و من ثم لأمه: إيش في؟ ليش سكتوا؟ و بمزح: إيش تخبوا علي؟

ما ردوا عليه

قطب حواجبه بإستغراب و بنبرة جدية: إيش في؟

إرتبكوا الإثنين و كأنهم ألحين بينكشفوا، صاروا يلتفتوا لبعض بس بدون أي كلمة!

قامت بسرعة و صارت تمشي للمطبخ: أنا بجيب لك شيء تأكله!

عبدالرحمن و هو يلتفت لها: خالتي تعالي، ماني جوعان!

ما ردت عليه، إلتفتت لأختها و أشرت لها بمعنى كلميه

حركت رأسها بالإيجاب و أشرت لها تروح

رفع حاجب و هو يشوف حركاتهم، كأنهم أطفال، عاملين شيء غلط و ألحين مانهم قادرين يعترفوا له، عدل جلسته و إلتفت لأمه: يمة إيش في؟ إيش فيكم أنتي و خالتي؟ صاير شيء؟ تكلموا؟

زبيدة و هي تعدل جلستها على كرسيها: إسمعني يا ولدي!

حرك رأسه بالإيجاب: أسمعك يمة!

أخذت نفس و بعدها رفعت عيونها لأختها اللي كانت واقفة بجنب باب المطبخ تنتظرها تفتح الموضوع، أشرت لها بمعنى يللا كلميه، حركت رأسها بالإيجاب!

إلتفت يشوف مكان ما كانت تشوف، شافها واقفة تأشر لها تكلم، بس أول ما شافته يشوف عليها، شهقت و دخلت المطبخ بسرعة، إستغرب أكثر و قام: خالتي!! أنتي إيش مسوية؟ صار يمشي لباب المطبخ بسرعة: أنتي و أمي على إيش متفقين؟ دخل و شافها بتطلع من باب مطبخ الخلفي، ركض لها و مسك يدها و بنبرة حادة شوي: خالتي أنتو إيش مخبيين علي؟

ما عرفت إيش تسوي فإبتسمت: يا ولدي.. أمم.. خلينا ندخل بالأول.. خلي أمك تخبرك السالفة!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يأشر قدامه: يللا قدامي!

ضربته على كتفه بخفة: أنت ما تستحي تكلمني كذي؟!

حرك رأسه بالنفي: ما أستحي!

حركت رأسها بقلة حيلة و مشت قدامه

ضحك و لحقها


خالة: عقيلة- 40 سنة!


جلست على الكنبة و هو جلس جنبها، إلتفت لها و من ثم لأمه: يللا ألحين قولوا إيش صاير؟ إيش في؟ إيش تخبوا علي؟!

زبيدة بسرعة: أنا ما دخلني، خالتك هذي، و هو يأشر عليها: خطبت لك!

إلتفت لها و بصدمة: هي إيش؟

إبتسمت له بتوتر: يا ولدي.. أنت..

قاطعها: خالتي أنا كم مرة قلت لك لا، ماني موافق، كيف تروحي و تخطبي لي، كيف؟!

عقيلة: يا ولدي لمتى راح تضل رافض، هذي أمك بعد موافقة، ليش أنت بعدك رافض ماني قادرة أفهم!

ما رد عليها، فسخ كمته و صار يمرر يده في شعره

زبيدة و هي تتقدم منه بكرسيها: يا ولدي إيش في؟ ليش كذي؟ سكتت شوي و بعدها تكلمت: لا يكون أنت حاط وحدة في رأسك..

إرتبك فقاطعها بسرعة: لا يمة.. أنا.. لا..لا.. أنا بس ما أحس أني مستعد للزواج!

عقيلة: كيف بعد مانك مستعد؟ و هي تعدد على أصابعها: بيت و هذا عندك و ما شاء الله إيش كبره، شغل و الحمد لله تشتغل في أفضل الشركات بوظيفة غيرك يتمناها، سيارة و عندك، كل شيء موجود، إيش بعد مانك مستعد؟

عبدالرحمن و هو يتنهد: ما كذي قصدي!

زبيدة: عيل كيف قصدك؟

سكت، ما يعرف إيش يرد عليهم، كيف يقول لهم أنه يحب و يحب وحدة مستحيل تفكر فيه، مستحوذة على كل فكره و مانه قادر يشوف غيرها، ينام يحلم فيها، يصحى يسرح فيها، ما يعرف كيف يبعدها من رأسه، يعرف و متأكد أنها ما تناسبه، مستحيل تتأقلم معاه بس ما بيده، قلبه إختارها، ما تعمد بس صار..!

عقيلة بهدوء: إسمعني يا ولدي، أنت كبرت و خاطرنا نفرح فيك، يرضيك تزعلنا؟

إلتفت لخالته و ما تكلم

زبيدة و هي تمسح على خده بهدوء: يا ولدي و أنا مع خالتك، أعرف أنت ماكل همي بس أنا ماني رافضة زواجك، بالعكس أنا أكثر وحدة بفرح بهالخبر!

رفع عيونه لها: جد؟!

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب: ليش، معقولة ما أفرح بهالخبر؟ تجي تملي علينا هالبيت، تونسنا شوي!

عبدالرحمن: يمة أنتي..

زبيدة و هي تقاطعه: أيوا يا ولدي أنا موافقة، موافقة!

ضل يشوف عليها شوي بدون أي كلمة، ما يعرف إذا هي جد تقصد هالكلام و لا لأ، هو يعرف إيش كثر هي متعلقة فيه، خاصة بعد ما خسرت الكل، ما سهلة عليها تشاركه مع غيرها، حتى خالته اللي هي أختها، كانت تغار عليه منها، معقولة بترضى بوحدة غريبة تدخل في حياته، وحدة بتأخذ من وقته و يمكن بتبعده منها، رفع حاجب بشك، معقولة ترضى..؟

عقيلة و هي تحط يدها على يده و تمسح عليه بهدوء: ها يا ولدي إيش قلت؟

نزل عيونه ليدينهم و ما تكلم، حتى و لو أمه رضت، قلبه بيرضى؟ معقولة راح يسمح لوحدة ثانية تدخل بحياته؟ هالشيء يصير؟ ليش ما يصير؟ هي ما تعرف عنه و أبدا ما راح تعرف، ليش يعلق قلبه على وحدة ما راح تحس فيه؟! يلومها؟ ليش يلومها؟ هي كيف تعرف و هو ما عنده الجرأة ليعترف لها، بس هي المفروض تفهم، تفهم من ربكته حوالينها، تفهم من نظراته لها، ليش، مانها قادرة تسمع دقات قلبه القوية و الجنونية لما تكون معاه بنفس المكان، ما تقدر تسمعها؟ يمكن دقاته ما توصل لها، ما توصل لقلبها..!

عقيلة و هي تحاوط يده بيدينها و تعيد سؤالها: ها يا ولدي إيش قلت؟

رفع عيونه لها و من ثم لأمه: يمة، إذا أنتي جد تريدي هالشيء، و هو يأخذ نفس: عيل أنا موافق!

زبيدة إبتسمت و إقتربت منه أكثر، طبعت بوسة هادية على رأسه و بعدت: أكيد أريد هالشيء!

إبتسم لها و إلتفت لخالته: و أخيراً سويتي اللي كنتي تريديه!

عقيلة ضحكت و قامت: عيل من بكرة بدور لك على وحدة تناسبك!

رفع عيونه لها و قام: من بكرة؟ ما أنتو خطبتوا لي و خلاص؟!

ضحكت أكثر و حركت رأسها بالنفي: لا، بعدنا ما خطبنا، ما كان عندنا إللا هالكذبة لنقنعك!

فتح عيونه و نزلهم لأمه: يمة حتى أنتي معاها؟!؟

ضحكت: سامحني يا ولدي، تعرفها خالتك جلست تحن على رأسي لين وافقت!

إلتفت لها و حرك رأسه بقلة حيلة: و الله يا خالتي مانك بهينة!

عقيلة إبتسمت و صارت تمشي للمطبخ: إيش حابين تأكلوا على العشاء؟

زبيدة بإبتسامة: أي شيء يجي في خاطرك! إلتفتت لعبدالرحمن و مسكت يده: ما زعلت مني؟

إبتسم و باسها على رأسها: مستحيل أزعل منك!

إبتسمت و صارت تمشي بكرسيها للمطبخ.

ضل يلاحقها بعيونه لين دخلت و ما بقى غير طيفها، أخذ نفس و لف للتلفزيون، أخذ الريموت من على الطاولة قدامه و شغل التلفزيون، عدل جلسته و صار يقلب في القنوات، يقلب بس باله مشغول فيها، يا ترى يقدر ينساها؟ ينسى البنت اللي يحبها؟ ما يعرف بس إذا ما جرب ما راح يعرف، يمكن صعبة بس مانها مستحيلة، حرك رأسه بحزم يقنع نفسه، مانها مستحيلة..!


.

.

.

.

.


***************************


وقفت قدام التسريحة تمشط شعرها و هي فكرها مشغول فيه، راح يروحوا لهم الليلة، عزموهم لعندهم على العشاء عشان فرحة أساور، عشان خطبتها، ما تريد تروح، ما تريد تروح عشانها خايفة تصطدم فيه، ما تعرف كيف ترفع عيونها له بدون ما تبكي، هي كذي، دوم ضعيفة، ما تقدر ترفض طلب أي أحد، أياً كان، فكيف ترفض طلب الشخص اللي تحبه؟ كيف ترفضه؟ ما قدرت! هو ما فكر فيها، ما فكر في مشاعرها، ما فكر أنه بهالطريقة بيجرحها، بيموتها بكلامه، كان كل همه أنه يريح ضميره، يعترف لها بحبه لوحدة ثانية بما أنه بيرتبط فيها، بيتزوجها! طلب منها توافق عليه و تعيش معاه على قوانينه، خطة هو رسمها لنفسه ليفتك منها بعد فترة، تعرفه، تعرف ما يفرق معاه، هي له مجرد بنت عم لا غير، مثلها مثل أخواتها، نزلت عيونها و هي تحارب دموعها، بس هو لها كل حياتها، ما تعرف إذا تقدر بدونه، ما تعرف إذا حياتها بدونه ممكنة، ما تعرف و لا تريد تجرب هالشيء، ما تريد..!

سمعت دق على الباب فرمشت عيونها بسرعة عشان ما يبقى أي أثر للدموع، رفعت عيونها للمراية تشوف على الباب: أيوا!

فتحت الباب و دخلت، قطبت حواجبها و هي تشوفها بدون عبايتها: أنتي بعدك ما جاهزة؟

فرح و هي تدور لها: ألحين أخلص! مشت للمعلقة و أخذت عبايتها، و هي تلبسها: وين حنين؟

بسمة و هي تجلس على السرير: بغرفتها، ما أعرف إيش فيها، تقول ما تريد تجي!

فرح و هي تلف شيلتها على رأسها: بصراحة، حتى أنا ما أريد أجي!

بسمة: بلاش كلام فاضي، ماما من أولها معصبة عليها، لا تروحي أنتي و تزيدي عليها ألحين!

فرح و هي تجلس بجنبها: ما أريد أشوفه!

بسمة: عماد؟

فرح و هي تنزل رأسها بحزن: ليش هو في غيره؟

بسمة بهدوء: بس مصيرك تشوفيه، هذا ما بقى للملكة شيء!

فرح و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أعرف بس ما أريد أشوفه، على الأقل ما ألحين!

بسمة حركت رأسها بمعنى أنا ماني فاهمة عليك!

إبتسمت: و ما راح تفهمي! قامت: خلينا نروح نشوف أختك، أنا عندي سبب بس هي إيش سببها؟!

بسمة إبتسمت و قامت تمشي معاها، مشوا لغرفتها و دقوا على الباب، ما جا لهم أي رد، دقوا مرة ثانية بس هم ما في رد.

بسمة: حنين نايمة؟

ما جا لهم أي رد

إلتفتت لفرح و من ثم للباب، حطت يدها على المقبض و فتحته، دخلت و فرح دخلت وراها، مانها موجودة بالغرفة، مشوا للبلكون، مانها على البلكون، دخلوا الغرفة مرة ثانية و سمعوا صوت باب الحمام ينفتح، إلتفتوا لها و هم يشوفوها تطلع من الحمام ببجامتها و هي تنشف وجهها بفوطتها.

فرح و هي تقطب حواجبها: من جدك؟

نزلت رأسها بسرعة، تخفي عيونها الحمراء عنهم و بإرتباك: أنا قلت.. لكم ماني رايحة.. يعني ماني رايحة! و صارت تمشي لسريرها، جت بتجلس بس مسكت يدها.

بسمة و هي تدورها لها: حنين إيش هالعناد؟ ما سمعتي ماما إيش قالت، يللا، و هي تسحبها للكبتات: يللا جهزي حالك و إنزلي، و هي تفك يدها: بننتظرك تحت!

حنين بنفس حالتها: ماني رايحة!

بسمة بإستغراب: بس ليش؟ ما أنتي كنتي تحبي بيت عمي، ما كنتي دوم تروحي لعندهم لتبيتي هناك، إيش صار لك ألحين؟ أحد قال لك شيء؟ زوجة عمي قالت شيء؟

حركت رأسها بالنفي بس ما ردت

بسمة إلتفتت لفرح و من ثم لها، إقتربت منها و حاوطتها من أكتافها: قولي إيش فيك؟

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية و هي تحارب دموعها: مـ.ـا.. ما فيني شيء!

بسمة: بلا فيك، قولي إيش؟!

ما ردت عليها، فكت نفسها منها و صارت تمشي لسريرها، جلست و تكلمت: إطلعوا برع، أنا أريد أنام! قالتها و بعدها إنسدحت و غطت نفسها بالبطانية!

إستغربت منها أكثر بس ما علقت، إلتفتت لفرح، شافتها مقطبة حواجبها بإستغراب.

فرح أشرت لها تطلع و تسكر الباب وراها

حركت رأسها بالإيجاب، طلعت و سكرت الباب

أخذت نفس و مشت لسريرها، جلست على الطرف و جت بتبعد البطانية عنها بس ما قدرت، كانت ماسكتها بقوة، قطبت حواجبها أكثر: حنين، و هي تسحب البطانية: فكي البطانية!

ما ردت عليها

فرح: عيل لا تلوميني بعدين!

لا رد

سحبت البطانية عنها بأقوى ما عندها، نزلت عيونها لها، شافتها تتقلب و تغطي وجهها بيدينها، قامت و مشت للجهة الثانية، جلست و سحبت يدينها عن وجهها، شهقت و هي تشوف وجهها غرقان بدموعها: حـنـيـن!! مسكتها من مرافقها بسرعة، جلستها و بخوف: بسم الله، إيش فيك يا حبيبتي؟ ليش تبكي كذي؟

ما ردت و صارت تبكي أكثر

خافت أكثر فإقتربت منها و حضنتها: إيش فيك؟ إيش صاير؟ تكلمي لا تخوفيني!!

تعلقت فيها أكثر و من بين شهقاتها: قـلـ..ت.. قلت.. لكم.. مـ.ـا أريد.. ما أريد.. أرووح.. ليش.. ليش.. تغصـ..ـبوني؟!؟!

حضنتها أكثر و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، هدي حالك يا قلبي، خلاص، خلاص لا تبكي، إذا على كذي، لا تجي، محد بيغصبك، خلاص هدي حالك! بعدتها عنها و صارت تمسح دموعها: هدي حالك، ما في داعي تبكي عشان كذي!

رفعت عيونها لها و من ثم نزلتهم: خبريـ..ـهم.. ما أريد.. أروح!

إبتسمت لها بهدوء: خلاص، ما بتروحي! قامت: أروح أخبرهم و إذا تريدي بضل معـ..

قاطعتها و هي تحط رأسها على مخدتها: مـ.ـا في.. ما في داعي!

فرح: متأكدة؟!

حركت رأسها بالإيجاب و غمضت عيونها

ضلت تشوف عليها لدقيقة و هي مستغربة منها، ما تعرف إيش تفهم من اللي صار، إيش فيها، ما علقت و صارت تمشي للباب: تصبحي على خير!

ما ردت عليها

إلتفتت لها و من ثم لفت للباب و طلعت

سمعت الباب يتسكر، فتحت عيونها و صارت دموعها تنزل، ما تريد تروح لأنها خايفة، خايفة لأنها تعرف أنه بيكون موجود، راح يشوفها، راح يجي لها، غمضت عيونها بقوة و هي تتذكر لمساته، كلماته القذرة، ما تعرف إيش يصير فيها لما تشوفه قدامها، تجمد بأرضها، ما تقدر تتحرك، ما تقدر تصرخ، ما تقدر تسوي شيء و كأنها تنشل، يفكرها راضية، ليش ما يفهم دموعها، ليش ما يفهم خوفها منه، هو يستغلها و راح يضل يستغلها لأنها ضعيفة، ضعيفة و ما راح تقول شيء، ما راح تكشفه، تكره نفسها لأنها تسمح له، تكره نفسها بس ما تعرف كيف توقفه، ما تعرف إيش تسوي، تقول لمن؟ خايفة ما يفهموها، خايفة ما يشوفوها كضحية و يحطوا اللوم عليها و هي مثل دايما راح تسكت، راح تسكت و ما راح تدافع عن نفسها، ما راح تقدر، فتحت عيونها و حطت يدها بسرعة على فمها تمنع شهقتها، ما تعرف كيف تتصرف، ما تعرف..!


حنين: 18 سنة!


***************************


فتح عيونه بس رجع غمضهم بسرعة، حط يدينه على رأسه و هو مانه قادر يتحمل هالصداع، رأسه شوي و ينفجر، هذي حالته كل يوم، ما في شيء جديد، ضغط على رأسه بقوة و ضل على نفس حالته لفترة طويلة، ما خف الألم بس قرر يقوم، فتح عيونه و هو يقطب حواجبه، بعد البطانية عنه و جلس، أخذ نفس و زفر، أخذ نفس ثاني و صار يمرر أصابعه في شعره، قام و صار يمشي للحمام، فتح الباب و دخل، مشى للمغسلة و رفع عيونه للمراية يشوف على نفسه، ما عاد يعرفه، ما عاد يعرف هالإنسان، عيونه الحادة فقدت لمعتها و شعيرات القصيرة اللي كان يضبط سكسوكته فيها، طولت و صارت لحية توصل لرقبته، إقترب من المراية شوي و صار يشوف على خده، يتذكر غمازة، أيوا، كانت غمازة، غمازة محفورة في خده، مرر يده في لحيته يدور عليها، ما عاد في أي أثر لها، ضاعت، بعد شوي و ضل يشوف على وجهه، هو خسر كل شيء، خسر كل شيء لما خسرها، خسرها و خسر نفسه معاها..!

أخذ نفس، لف و صار يمشي للشور، طلع بعد فترة، أخذ فوطته و لفه على خصره، طلع من الحمام و صار يمشي للكبتات، فتح كبتاتها و وقف يستنشق ريحتها، لين ألحين باقية، باقية لأن كل شيء مكان ما كان، ما حرك ملابسها، ما حرك أي شيء يخصها، ضل واقف شوي بنفس حالته و بعدها سكرها و فتح باب ثاني، أخذ له ملابس، لبس بسرعة و مشى للتسريحة، نزل عيونه و هو يشوف على عطوراتها، أخذ غرشة عطر صغيرة، سوداء و عليها نقوش بالذهبي، عطرها المفضل، حط رشتين على يده و بعدها حط الغرشة بمكانها، يحس بريحتها فيه، يحس بوجودها حوالينه، أخذ المشط و صار يمشط شعره.



تحت – بالصالة...

نزلت رأسها و صارت تبكي بصمت

تنهدت بقلة حيلة، إقتربت منها و حاوطتها من أكتافها: بس يا مريم بس، ما يصير كذي، أنتي ما لازم تضعفي كذي!

مريم و هي تمسح دموعها: أنا تعبت يا سعاد، تعبت، ما أعرف إيش أسوي، كيف أمنعه، ما أقدر أشوفه يدمر حاله و أضل جالسة، ما أقدر، هذا ولدي، وحيدي، ما عندي غيره، إذا هو صار له شيء، أنا إيش يصير فيني؟ إيش يصير فيني؟ و صارت تبكي أكثر

سعاد بهدوء: يا مريم هدي حالك، إن شاء الله ما يصير فيه شيء، هو خسر زوجته، حبيبته، محتاج لشوية وقت ليتعود على غيابها، راح يتعود إن شاء الله، يتعود!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح يتعود، هو ما يريد يعود نفسه بدونها و عشان كذي.. كذي يشرب، يشرب و يدمر حاله!

سعاد أخذت نفس و ما تكلمت، ضلت ساكتة شوي و بعدها بتفكير: إنزين أنتي ليش ما تزوجيه مرة ثانية؟!

مريم رفعت عيونها لها: مستحيل يرضى، ما راح يسمح لأي أحد يدخل حياته بعدها!

سعاد: بس أنتي أمه، حاولي معاه، إغصبيه!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أقدر، ما يسمع كلامي، لو أنا كنت أقدر كان غصبته يترك الخمر، بس ما قدرت، ماني قادرة!

سعاد: يا مريم أنتي حاولي معاه، أنا أتذكر، عادل في حياته ما رفض لك طلب..

قاطعتها: عادل ما عاد نفسه، ما عاد اللي تعرفيه!

سعاد: بس أكيد ما راح يقدر على زعلك، أنتي يوم تزعلي منه و يوم الثاني ترضي، خليك شديدة معاه شوي، لا تضعفي له!

حركت رأسها بالنفي: ما أقدر أشوفه في هذيك الحالة، يقطع قلبي بكلامه يا سعاد، لا تلوميني!

سعاد و هي مصرة تقنعها: بس هم خليك شديدة معاه، هذا لمصلحته، يتزوج و تجي وحدة تملي حياته من أول و جديد، يمكن بالأول ما بيتقبلها بس مع الأيام بينسى و بيبدأ حياته معاها!

ما ردت عليها و ضلت ساكتة شوي

سعاد: أنتي فكري و راح تشوفي أنه معاي حق!

مريم و هي تحرك رأسها بالإيجاب: معاك حق ما إختلفنا بس من راح يرضى في واحد مثله؟ ما يصير نعذب بنت الناس معانا!

سعاد سكتت و ما ردت

مريم: فكرة الزواج مانها معقولة لعادل، محد راح يرضى فيه!

: خالتي؟

إلتفتوا لها

ليلى و هي تتقدم منهم و هي حاملة وسن النائمة: نامت، آخذها لغرفتك؟

مريم و هي تحرك رأسها بالإيجاب: خذيها يا بنتي إذا ما عليك كلافة!

إبتسمت لها: إيش هالكلام خالتي، أي كلافة الله يهديك بس! لفت و صارت تمشي للدرج.

ضلت تشوف عليها لين ركبت الدرج و إختفت في دور الثاني، إلتفتت لسعاد و تكلمت: هي كيفها؟

سعاد و هي تتنهد: بنفس حالتها؟ اليوم كان جاي يوصل البنات، قال لها ما عاد يريدهم!

حطت يدها على قلبها: تركهم؟!؟

سعاد و هي تتنهد بقلة حيلة: تركهم!

مريم: لا حول و لا قوة إلا بالله، الله يصبرها و يقوي قلبها!

سعاد: آمـيـن!

مريم و هي تكمل: و يعوضها بواحد يقدرها و يصونها!

سعاد: آمـيـن! سكتت شوي و بعدها إلتفتت للدرج و من ثم لها: إيش رأيك فيها؟

مريم: من؟

سعاد: بنتي ليلى؟!

مريم: ما شاء الله عليها، ما .. سكتت و ما كملت و هي توها تفهم عليها، رفعت عيونها لها و بصدمة: من جدك؟

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب: الإثنين محتاجين لبعض..

مريم قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: يا سعاد أنتي فاهمة أنتي إيش تقولي؟ بنتك مانها محتاجة لأحد يزيد على همها هم، هي محتاجة لأحد يداوي جروحها و عادل مانه مناسب لهالدور!

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أنا فاهمة، فاهمة زين، أنا أحسهم مناسبين لبعض، هي بتداوي جروحه و هو يداوي جروحها!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية: لا، لا، لا، أنا ماني موافقة على هالشيء، معقولة تربطي بنتك في إنسان مثله؟!

سعاد: يا مريم أنتي كيف تقولي كذي عن ولدك..

قاطعتها: لأني أعرفه، هو ما عاد عادل الأولاني، ما عاد حتى يشبه عادل الأولاني.. ولدي ضاع يا سعاد.. ضاع!

سعاد و هي تحط يد على يدها لتهديها: و هذي ليلى بترجعه مثل قبل إن شاء الله، إن شاء الله ترجعه!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، ليلى مثل بنتي، ما أرضى عليها!

سعاد و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: لا حول و لا قوة إلا بالله، لا حول و لا قوة إلا بالله، أخذت نفس: إسمعي، أنا بكلم ليلى في هالموضوع إذا هي وافقت، ما أعتقد أنتي بيكون عندك أي إعتراض في وقتها!

حركت رأسها بالنفي: ما راح توافق!

سعاد: إن شاء الله توافق!

ما ردت عليها و رفعت عيونها لـ ليلى اللي صارت تنزل الدرج.

وقفت قدامهم و تكلمت: يللا ماما، خلينا نمشي، خالتي سميرة تكون تنتظرنا!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت: يللا عيل نمشي ألحين!

مريم قامت و حركت رأسها بالإيجاب: تعبتكم معاي..

قاطعتها بسرعة: مريم إيش هالكلام، نحن جيران و أخوات، وقفتي معاي بكل شيء فلزوم وقفتنا معاك!

إبتسمت لها: و ما مقصرين، الله يخليكم لي يا رب!

إبتسموا : آمـيـن! لفوا و صاروا يمشوا لبرع و هي مشت معاهم لتوصلهم عند الباب، دخلت بعد فترة و شافته ينزل الدرج، نزلت عيونها و صارت تمشي للكنبة، جلست و شغلت التلفزيون.

نزل الدرج و صار يمشي لها، إقترب منها و جا بيبوسها على رأسها بس هي حطت يدها على صدره، تمنعه، ما إستغرب من حركتها، صارت حركة يومية، جلس على الكنبة بجنبها، مسك يدها و حاوطها بيدينه: زعلانة؟

سحبت يدها منه و ما ردت

رجع مسك يدها و نزل رأسه: حتى أنتي زعلانة مني؟!

إلتفتت له، حطت يد تحت ذقنه و رفعت رأسه لها: يا ولدي أنتي ليش تقول كذي؟ اللي صار كان قضاء..

قاطعها و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، هي أخذتها مني، هي السبب!

حركت رأسها بقلة حيلة: تلومها؟

حرك رأسه بالإيجاب: ما ألوم غيرها!

سكتت و ما ردت عليه

إقترب منها و طبع بوسة هادية على خدها: يمة لا تزعلي مني!

أخذت نفس: إذا ما تريدني أزعل، لا تروح الليلة!

إبتسم و قام: أنا رايح!

لفت عنه و ما تكلمت، لفت له بعد شوي و هي تسمع باب الصالة يتسكر، تنهدت بقلة حيلة، قامت و صارت تمشي للدرج، تروح تصلي و تدعي له، ربها يصلحه لها و يهديه، يرجعه مثل أول، صارت تركب الدرج و كلام سعاد يدور في رأسها، يا ترى ليلى بتوافق عليه، يا ترى إذا وافقت راح تقدر تصبر عليه، راح تقدر ترجعه عادل الأولاني..؟


***************************


كانوا مجتمعين بغرفتها بس الكل جالس بطرف لحاله، الجلسة مانها مثل أول، ما في ضحك، ما في سوالف، الكل هادي و سرحان، الكل مهموم! رفعت عيونها لها، شافتها تشوف عليها، إبتسمت، قامت و مشت لها، جلست بجنبها و شبكت يدها بيدها، و هي تلتفت على البقية: إيش فيهم هذولا اليوم؟ ليش الكل ساكت؟

حركت أكتافها بخفة: علمي علمك! لفت تشوف على أساور اللي كانت جالسة بجنب الشباك و سرحانة في الحديقة: إيش فيها أختك؟ ليش مانها مبسوطة؟

أزهار و هي تتنهد: ما أعرف، مالت عليها، هذي وجه خطبة بالله عليك!

بسمة: هههههههههه!

أزهار ضحكت و إلتفتت لفرح اللي بدورها كانت سرحانة بأصابع يدينها: و أختك إيش فيها؟ هذا ما بقى للملكة إللا خمسة أيام!

بسمة تنهدت و ما ردت

فهمت عليها فما حبت تزيد في هالسالفة، هي تعرف عماد أكثر من الكل، عنيد، ما راح يتراجع عن كلمته، بيتزوجها بس ما بيقترب منها، بتكون زوجته على الورق و بس، بيعلقها كذي لأنه ما يريد غير هانا، وحدة أجنبية، ما يعرفوا عنها غير إسمها، يا ترى هي إيش يميزها؟ إيش فيها ليخليه متعلق فيها لهالدرجة؟ إلتفتت تشوف على فرح، أجمل بنت في العائلة، جمالها غريب، عيونها سوداء و وساع، شعرها أسود، مموج و طويل يوصل لنص فخذها، بياضها بياض الثلج، كأنها من آلهة الإغريق، تخيلتها كذي فضحكت.

بسمة بإستغراب: بسم الله إيش صار لك أنتي؟

أزهار و هي تلتفت لها: هههه.. لا.. و لا شيء!

بسمة إبتسمت و من ثم إلتفتت لأساور: أساور تعالي عندنا خبرينا كيف شكله، حتى نحن نريد نعرف!

إلتفتت لها و من ثم لفت عنها: ما أعرف، ما شفته!

بسمة و هي تفتح عيونها: جد؟

أساور و هي تقوم و تمشي للباب: ما يهمني! طلعت و سكرت الباب وراها.

إستغربت منها فإلتفتت لأزهار: إيش فيها هذي؟!

حركت رأسها بمعنى لا تهتمي

بسمة حركت رأسها بالإيجاب و من ثم تكلمت: إنزين أنتي خبريني، كيف شكله؟

إبتسمت: زين!

بسمة: بس كذي؟

أزهار: تريدي الصراحة؟

بسمة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا، أيوا يللا قولي!

إلتفتت لفرح و بخبث: أحلى من عماد!!

رفعت رأسها لهم بسرعة: مستحيل يكون أحلى منه!

بسمة و أزهار: أوووووه، ما نقدر على العاشقة نحن!!

شهقت و هي توها بس تستوعب، إنحرجت من حالها فقامت بسرعة تركض لبرع الغرفة

بسمة و أزهار: ههههههههههههههههههه!

بسمة و هي تقطب حواجبها: هذولا أصغر منا، إنخطبوا و بيتزوجوا، نحن كبرنا بس لين ألحين ما جا لنا نصيبنا!

أزهار و هي تخمس في وجوههم: مالت علينا بس!

بسمة: هههههههههههههههه!

ليلى اللي طول الوقت كانت ساكتة هنا تكلمت: تندبي حظك و غيرك يتمنى يكون بمحلك، أصلا أنتي عاجبك تعلقيه عليك و تعذبيه!

إلتفتوا لها الإثنين بإستغراب و هم يأشروا على نفسهم: أنـا؟

إبتسمت بسخرية، قامت و طلعت لبرع الغرفة

إستغربوا أكثر و إلتفتوا لبعض

أزهار: إيش تقصد هذي؟

بسمة و هي تحرك أكتافها بخفة: أنا إيش يعرفني، بنت خالتك و أنتي أدرى!

قطبت حواجبها بإستغراب و ما علقت



غرفة أساور...

خنقتها عبرتها و صارت دموعها تتجمع في عيونها: وافق علي، بعد أسبوع راح يجوا مرة ثانية ليحددوا المهر و تاريخ الملكة و العرس!

جا لها صوته: و أنتي خايفة؟

حركت رأسها بالإيجاب و كأنه يشوفها: خايفة كثير، شهـ.ـاب.. الله يخليك سوي أي شيء بس وقف هالعرس!

شهاب: لا تخاف يا حبي، أنا قد كلمتي، أنتي ما راح تكوني لغيري!

ما ردت عليه و صارت دموعها تتدحرج على خدودها بهدوء

ضل ساكت شوي و بعدها تكلم: تبكي؟

حركت رأسها بالإيجاب: ما.. بيـ.ـدي!

شهاب: أساور، أنا كم مرة أقول لك، لا تبكي، دموعك غالية علي، ما أقدر أتحملها، أنا وعدتك و صدقيني هالفهد ما راح يقدر يأخذك مني!

صارت تمسح دموعها بدون أي كلمة

شهاب: إنزين خلينا من هالسالفة ألحين، تعالي على البلكون شوي!

قطبت حواجبها بإستغراب: ليش؟

شهاب: لأني واقف قدام الفلة!

فتحت عيونها: من جدك؟! قامت بسرعة و مشت للشباك، بعدت الستارة و هي تشوف سيارته، حطت تلفونها عند أذنها و بعدم تصديق: أنت جنيت؟! ليش جيت لهنا؟

شافته ينزل شباك سيارته و يطلع رأسه: إشتقت لك!

حركت رأسها بقلة حيلة و إبتسمت: توك أمس شفتني بالجامعة!

شهاب: بس اليوم ما شفتك فجيت أتطمن عليك!

إبتسمت أكثر و ما ردت

شهاب: حياتي، إطلعي للبلكون خليني أشوفك!

إرتبكت: شهاب ما يصير، الكل مجتمع عندنا، أخاف أحد يشوفك قدام الفلة و يسوي لك مشكلة!

شافته يطلع من سيارته، يسكر الباب و يستند به: ماني متحرك من مكاني اليوم لين ما أشوفك، أقول لك مشتاق، ليش مانك قادرة تفهمي!

أساور و هي تسكر الستارة: بطلع لثواني و بس و بعدها بتمشي، ما أريد أي شيء يصير فيك بسببي، ما أرضى عليك!

شهاب: لا تخافي علي، يللا بسرعة أنتظرك!

إبتسمت لنفسها و راحت تلبس شيلتها بسرعة و بعدها طلعت للبلكون، وقفت عند الدرابزين و رفعت عيونها تشوف عليه، شافته يحط يد على صدره و سمعته يتنهد، ضحكت: إيش فيك؟

شهاب: الله يصبرني!

نزلت رأسها بحياء: يللا روح ألحين!

شهاب: بروح، بشوفك يوم السبت!

رفعت عيونها له، شافته يركب سيارته: إن شاء الله! سكرت منه و شافته يحرك سيارته، إبتسمت لنفسها بحياء: مجنون! لفت و دخلت للداخل.



تحت – بالمطبخ...

حطت يد على خدها و تنهدت بقلة حيلة، ما تريد تفكر فيه بس فكرها لا إرادياً يروح له، تفكر في حياتها معاه، بمصيرها، بنهاية هالزواج، كل شيء واضح وضوح الشمس، زواج مؤقت على الورق و بس، بس ليش قلبها مانه راضي يفهم هالشيء، ليش متعلق بكلمة وحدة، كلمة يـمـكـن! يـمـكـن كل شيء يتغير بعدين، يـمـكـن يحبها مثل ما هي تحبه، يـمـكـن جد بيتعلق فيها أول ما يشوفها قدامه، يـمـكـن تتغير نظرته لها، يمكن و يمكن و يمكن، غمضت عيونها بقوة و هي مقهورة من هالصوت، ليش تخليه يتحكم فيها كذي؟ ليش ما تفكر بعقلها؟ ليش ما تفكر بنفسها و لو لمرة؟ أخذت نفس و فتحت عيونها، ما تقدر، مثل دايما راح تستسلم، تخضع لقلبها..!

سمعت ضحكته و دق قلبها، إرتبكت من حالها فقامت، جت بتطلع من المطبخ بسرعة بس شافته جاي للمطبخ، دخلت مرة ثانية، إلتفتت حوالينها و هي ما تعرف إيش تسوي، رمشت عيونها بإرتباك، سحبت كرسي و جلست مرة ثانية، عدلت شيلتها و نزلت رأسها.

دخل المطبخ و هو يكلم تلفون، يكلمها هي، يقول لها إيش كثر هو إشتاق لها، إيش كثر هو يحبها، يتغزل فيها، كان مشغول فيها بدرجة أنه ما إنتبه لها، ما إنتبه لوجودها:

Wait for me.., I’ll be there in a few days.., definitely..,

(إنتظريني..، سأكون هناك في بضعة أيام..، بالتأكيد..!)

و هو ينهي مكالمته بهمس:

I love you, don’t forget that

(أنا أحبك، لا تنسي ذلك!)

رفعت عيونها له في هاللحظة و هي تحس نفسها تختنق بعبرتها، لهالدرجة ما تهمه، وجودها ما يهمه، ما تردد و هو يعترف لغيرها بحبه و قدامها، ما قدرت تمسك دموعها أكثر من كذي، نزلت و صارت تحرق خدودها، تحرقها بس و لا شيء لحرقة اللي بقلبها، لنار اللي تحسه بقلبها، قامت بسرعة و جت بتطلع بس وقفها.

سمع صوت الكرسي، إلتفت و هو توه ينتبه لها، تقدم منها بخطوة و تكلم: فرح!

وقفت، نزلت رأسها بس ما دارت له

إقترب منها أكثر و وقف قدامها

نزلت رأسها أكثر و مسحت دموعها بسرعة

لمح دمعتها اللي طاحت على شيلتها قبل ما تقدر تمسحها، كانت موجودة هنا طول الوقت، سمعته؟ قطب حواجبه و إقترب منها أكثر: فرح أنا ما كنت أعرف أنك موجو..

قاطعته و بصوت مرتجف: مـ.ـا يـهـ.ـم!! قالتها و بعدها مشت عنه بسرعة تدخل للداخل!

ضل يلاحقها بعيونه لين ما بقى غير طيفها، حك رأسه بقلة حيلة و زفر، مشى للكرسي و جلس، رفع عيونه للباب و زفر مرة ثانية، هو ما أجبرها لتوافق عليه، هو عطاها حرية الإختيار و هي إختارته هو، إختارته و هي تعرف كل شيء عنه، ليش تبكي ألحين؟ ما في داعي لكل هالدموع؟ ما راح تغير في شيء، ما راح تغير فيه، ما راح تقدر..!



بعد ساعتين...

وقفت عند باب الشارع تودعهم، إبتسمت و هي تشوف بسمة تطلع رأسها من الشباك و تحرك يدها بـ باي، ضحكت و بصوت عالي: دخـلـي رأسـك يـالـهـبـلـة!!

ضحكت و هي تدخل رأسها: بـاآآآي زوز!

ضحكت أكثر: باآآآآآآي!! ضلت تشوف على السيارة لين دخلت في إحدى التقاطعات و إختفت، إبتسمت لنفسها، نزلت رأسها، لفت و شهقت.

كان توه طالع من المجلس، دخل الصالة يسلم على خالته و بعدها طلع للحديقة يمشي لباب الشارع، شافها معطيته ظهرها، واقفة تودع بنات عمها، ما حس بحاله إللا و هو يمشي لها، وقف وراها و هو يحط مسافة صغيرة بينهم، ينتظرها تلتفت، تلتفت له، ما يقدر يفهمها، ليش تعذبه كذي، ليش تختبر صبره؟ هو راضي يصبر عليها لآخر أنفاسه بس كل اللي يريده منها أنها تحس فيه، تحس فيه و تقدر هالحب، إيش تريده يثبت لها؟ مانه كافي لها أنه وين ما يكون عيونه ما تدور إللا عليها؟ مانه كافي لها أن كل شيء فيه ينطق بإسمها؟ ليش، هو مانه كافي لها؟!؟ إنتبه لحاله لما لفت و شهقت، نزل عيونه بسرعة، رجع بخطوة لوراء ورفع عيونه لها مرة ثانية!

حطت يدها على قلبها و هي تأخذ نفس: خـوفـتـنـي؟!

ما رد عليها

رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم بسرعة و هي مرتبكة من نظراته، ما حبت تبين له فغصبت إبتسامة على شفايفها و هي تمثل المرح كعادتها: أحم.. كيفك عبود؟ صار لنا زمان عنك، ما عدت تجي مثل أول!

ما رد عليها، ما عرف بإيش يرد، تسأله عن حاله، يخبرها تعبان و تعبان كثير، تعبان بسبب دقات قلبه الجنونية لها، تعبان لأنها ما قادرة تفهمه، تعبان لأنها مثل دوم تعامله و لا كأنه صاير شيء، كيف تقدر؟ كيف و هي لازم تكون تعرف ألحين أنه إيش كثر يهواها، يتمناها، توقف قدامه بإبتسامتها و تجننه، تجننه و تخربط له كل كيانه، ليش مانها قادرة تشوف هالشيء؟ لهالدرجة ساذجة؟ لهالدرجة بريئة؟!

بلعت ريقها بصعوبة و هي مرتبكة أكثر من سكوته: أمم.. و هي تنزل رأسها و تمشي: بـ.ـد.. بدخل ألحين! مشت خطوتين بس هو وقفها.

عبدالله بهدوء غير اللي يحس فيه: أزهار!

وقفت، دارت له و رفعت عيونها لعيونه

أخذ نفس يتشجع: ليش تسويها فيني؟

أزهار ما فهمت عليه: هـا؟ إيش.. إيش تقصد؟

نزل رأسه و هو يبتسم لنفسه بانكسار: لهالدرجة صعبة؟!

أزهار بنفس حالتها: عبود أنا.. أنا ماني قادرة أفهمك!

رفع رأسه لها و ضل يشوف عليها لشوي بدون أي كلمة

ما فهمت نظراته بس أربكتها أكثر من قبل

لف عنها و صار يطلع: مع السلامة!

أزهار: مع.. مع السلامة!

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، لفت و صارت تمشي للداخل، دخلت و ركبت الدرج لغرفتها، فتحت الباب، سكرته و صارت تفسخ شيلتها، جلست على السرير و هي تتخيل نظراته لها، ما تعرف بإيش يحس هالإنسان، نظراته غريبة، كلماته غريبة، حركاته غريبة، يا ترى هو كذي مع الكل و لا بس معاها؟! إنسدحت بالعرض و شبكت يدينها على بطنها، معقولة هالنظرات اللي هي مانها قادرة تفسرها تكون نظرات حب لها؟! إحمروا خدودها على هالفكرة، حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعدها بس ما قدرت، هي ما جا لها تمر في مثل هالموقف من قبل، ما جا لها تنحب كذي من قبل، ما تعرف بإيش تحس، إبتسمت لنفسها بحياء، معقولة يكون يحبها جد؟! هي؟! هي يعني هي؟! ليش؟! و هذي ليش من وين جابتها؟ يعني يحبها؟ إحمروا خدودها أكثر، تقلبت و دفنت رأسها في مخدتها بحياء، مبسوطة، مستحية، ما تعرف، شعور غريب، أول مرة تحس كذي، هي ما تحبه، ما فكرت فيه كذي من قبل بس تحترمه كثير، شاب ألف وحدة تتمناه و هو يتمناها هي، إبتسمت لنفسها أكثر و بعدها إنتبهت لحالها و ضحكت، راحت لبعيد بأفكارها، بعيد كثير، هي مانها متأكدة منه، مانها متأكدة من مشاعره، غلط تفكر فيه كذي، غلط هالشيء، حركت رأسها بحزم و بعدته من رأسها، جلست، أخذت دفترها و فتحته على آخر صفحة كتبت فيها، إبتسمت بسخرية و هي تقرأ لنفسها: فهد عبد الرزاق الـ..، شايف نفسه على إيش يا حسرة؟!

سكرت الدفتر و قامت، جت بتمشي بس فجأة داخت فجلست بسرعة، نزلت رأسها و هي تغمض عيونها بقوة، صداع يجي لها فجأة، يجي بومضات من ماضيها، ماضي هي ناسيته لأكثر من 8 سنوات، غمضت عيونها أقوى من قبل و حطت يدينها على رأسها: آآآخ!! يـا ربـي!! ضلت على نفس حالتها لكم من ثانية و بعدها شوي، شوي إختفى هالصداع و إختفت الومضات معاها، فتحت عيونها ببطء و هي تحس بدموعها اللي صارت تتجمع فيها، قامت و صارت تمشي للتسريحة، رفعت قميصها من ظهرها و لفت تشوف على المراية، أكثر من وسم، ما تعرف سببه، موسومة على طول ظهرها، نزلت عيونها و صارت دموعها تنزل، ما تتذكر، ما تتذكر شيء..!


***************************


وقف قدام التسريحة و هو يمشط شعره بسرعة، رفع عيونه للساعة المعلقة على الجدار، 12:30، يكونوا نايمين، الكل بيكون نايم، هذي فرصته، ما عنده إللا يطلع ألحين، بيجي قبل صلاة الفجر عشان ما يحسوا فيه، إبتسم لنفسه، نزل عيونه للتسريحة، أخذ مفاتيح سيارته و محفظته و بعدها لف يطلع من الغرفة، فتح الباب بهدوء، طلع و سكره بنفس الهدوء، صار يمشي للدرج بخطوات سريعة بس هادية، مثل ما توقع، الليتات مسكرة يعني الكل نايم، نزل الدرج و صار يمشي لباب الصالة، حط يد على المقبض و جا بيفتحه بس وقفه.

: على وين؟!

قطب حواجبه بقوة، نزل يده و دار له بتردد: أنا..

رفع يده يمنعه من الكلام: ما أريد أسمع، و هو يأشر على الدرج: يللا قدامي!

قطب حواجبه أكثر: فهد الله يخليك بس الليلة!

حرك رأسه بالنفي و بنبرة حادة: قـدامـي!!

زفر بقهر و صار يمشي للدرج بسرعة

مشى للباب، قفله و طلع المفتاح، صار يمشي للدرج و المفتاح معاه، ركب للدور الثاني و هو يسمع باب غرفته ينصفق بقوة، إبتسم لنفسه و كمل طريقه لغرفته، فتح الباب، دخل و سكره، مشى لمكتبه و حط المفتاح على الطاولة، لف و صار يمشي لسريره، جلس و مرر يده في شعره، يكفي هو غلط هالغلطة من قبل، يكفي أنه يعيش هالعذاب، ما راح يخليه يكرر نفس غلطته، ما راح يسمح له..!


.

.

.

.

.



نهاية البارت...


إنتظروني..



كاتبتكم: Golden Apple

تفاحتكم: التفاحة الذهبية...

.

.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:18 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (3)...

I am a simple girl, I dream of simple things

But life gets complicated and it takes us to unexpected ends

©

.

.

.

.

.


رفعت عيونها للمحاضر و هي تشوفه يحرك فمه بكلمات غير مفهومة، ما للكل بس لها، إبتسمت لنفسها و نزلت عيونها لتلفونها اللي حاطته في حضنها، علت صوت الأغنية و عدلت السماعات في أذنها، فتحت دفتر نوتاتها على صفحة فاضية و صارت ترسم فيه، ترسم صورته، صورة اللي إنطبعت في قلبها، في خيالها، في كل كيانها، كان مجرد زميل في إحدى المشاريع الدراسية، بالأول رفضت تشتغل معاه بس بالأخير إضطرت تروح له، تعودت عليه، تعودت على سوالفه، على ضحكته، على كل شيء فيه، تعلقت فيه و ما تعرف متى و كيف و ليش بس سكنته في كل أحلامها الوردية، يمكن إبتسامته كانت السبب أو براءة عيونه، ما تعرف، كل اللي تعرفه أنها صارت تعشقه و تعشق كل شيء فيه، يحسسها بأهمية وجودها، يحسسها بأنها أهم ما يملك في دنياه، يحسسها بأنها هـي دنـيـاه..!

إبتسمت لنفسها و سكرت الدفتر، رفعت عيونها و هي تشوف الطلبة يطلعوا من الكلاس، خلصت المحاضرة و هي ما حاسة فيها، كيف تحس و هي سرحانة في خياله، إبتسمت بحياء لنفسها، طلعت السماعات من أذنها و حطتهم في شنطتها، قامت و صارت تلم كتبها، أخذتهم و بعدها صارت تمشي لبرع الكلاس، تمشي لـ اللوبي لأنها تعرف أنه بيكون بإنتظارها، نزلت عيونها لساعتها، باقي عشر دقائق لمحاضرتها الثانية، صارت تمشي أسرع، ما تريد تضيع و لا ثانية منها، تريد تقضيها كلها معاه، طلعت لـ اللوبي و هي تلتفت حوالينها، لمحته واقف مع كم من شاب و يضحك معاهم، وقفت، ما تقدر تروح له و هو مع الشباب، ضلت واقفة لدقيقتين و هي تنتظرهم يروحوا، مرت دقيقتين ثانية و هم لين ألحين ما تحركوا من مكانهم، معقولة تخلص العشر دقائق بدون ما تسمع صوته، بدون ما تكلمه؟ لا، ما تقدر! تقدمت بخطوة بس تراجعت مرة ثانية، غلط تروح كذي، إيش بيفكروا عنها، نزلت عيونها و تنهدت بقلة حيلة، رفعتهم و شافته جاي لها بإبتسامة، إبتسامة اللي تخلي دقات قلبها تتسابق مع بعضها، تقدمت منه بخطوات هادية غير اللي تحس فيه، وقفت قدامه و هي تنتظره يتكلم.

فتح فمه و جا بينطق بإسمها: أ...

: أســاور!!

رفعت عيونها له و هو صار يأشر لها بمعنى تلتفت، إلتفتت و شافتها تبتسم لها، قطبت حواجبها و نزلت عيونها، أخذت نفس بضيق و رفعتهم له: أشوفك بعدين!

شهاب إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب، لف و صار يمشي عنها.

أخذت نفس ثاني و لفت تشوف عليها

إقتربت منها بخطوات سريعة، مسكت يدها و شبكته بيدها

نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونها، تضايقت من حركتها، من متى و هم قريبين من بعض كذي، هم مانهم إللا زميلات، ما كان في بينهم غير السلام، نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و هي تتذكر، هي السبب، هي اللي ذكرتها لهم، هي اللي ربطتهم ببعض كذي، قطبت حواجبها و فكت يدها من يدها بسرعة!

إستغربت من حركتها بس ما إهتمت، إبتسمت و تكلمت: وينك؟ رحت الكلاس و ما شفتك، كنت أنتظرك، أريد أكلمك شوي.. و هي تغمز لها: أكلمك عن فهد!

قطبت حواجبها أكثر على طاريه، نزلت عيونها و صارت تمشي معاها: إيش فيه؟

رنا و هي تمشي بجنبها: ما فيه شيء بس حبيت أسألك عن رأيك فيه؟

ما ردت عليها و تقدمت عنها

إستغربت أكثر و صارت تلحقها: شوفي أنا ما راح أمدح فيه لأنه أخوي بس لأنه أخوي أعرفه أكثر من الكل، هو شوي مزاجي و اللي ما يعرفه زين يقول عنه مغرور، سكتت تفكر شوي و بعدها كملت: لا، هو جد مغرور بس عادي مشيها له، عنده سلبيات كثيرة بس إيجابياته أكثر، و هي تنزل عيونها ليدها و تعدد على أصابعها: قلبه كبير، ما يقدر يزعل أحـ.. ما قدرت تكمل لأنها إصطدمت فيها، رفعت عيونها و هي توها تنتبه أنها واقفة، إبتسمت بإحراج: أنا.. أنا آسفـ..

أساور و هي تقاطعها: ممكن ما نتكلم فيه ألحين، عندي كلاس و ما أريد أتأخر!

حركت رأسها بالإيجاب و بنفس إبتسامتها: عادي، نتكلم فيه بعد الكلاس، إقتربت منها و مسكت يدها: يللا، نمشي، ترى نحن بنفس الكلاس! صارت تمشي و تسحبها معاها!

حاولت تفك يدها منها بس ما قدرت، تنهدت بقلة حيلة و صارت تمشي معاها.



بعد الكلاس...

لمت كتبها بسرعة، قامت و شافتها واقفة بجنب الباب تنتظرها بإبتسامة، حركت عيونها بملل و صارت تمشي لها.

رنا: خلصتي كل محاضراتك؟

حركت رأسها بالإيجاب بس ما تكلمت

رنا: بترجعي البيت؟

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و بدون أي كلمة

رنا: تسوقي؟

حركت رأسها بالنفي

رنا: تنتظري السواق؟

حركت رأسها بالإيجاب

رنا بإبتسامة: عيل إرجعي معاي، خليني أوصلك!

حركت رأسها بالنفي بسرعة: لا، لا، لا، أنا أنتظر السواق، متعودة على كذا!

رنا بنفس إبتسامتها: لا، عادي، نتكلم و نتعرف على بعض أكثر!

أساور و هي تغصب إبتسامة على شفايفها: لا، مشكورة، و هي تمشي عنها: مرة ثانية!

رنا: إن شاء الله!

ما ردت و صارت تمشي بأسرع ما عندها

ضلت واقفة تشوف عليها لين إختفت في إحدى الممرات و ما عاد في أي أثر لها، إختفت إبتسامتها و قطبت حواجبها، ما تعرف كيف تفسر حركتها، مستحية منها؟ متوترة؟ ما تعرف، لو ما كانت تعرفها يمكن كانت بتفسر حركتها على أنها تريد تفتك منها، معقولة؟ حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، يمكن هي لين ألحين مانها متعودة عليها، مانها متعودة تكون في هالموقف، كانت دوم تشوفها كزميلة بس ألحين ما عادوا بس كذي، إبتسمت لنفسها و في خاطرها: أكيد أحرجت البنت! ضحكت و بعدها طلعت و صارت تمشي للمواقف.


**************************


نزلت رأسها و هي تغصب نفسها لتقولها، أخذت نفس و بدت: أستاذ خـ.ـالد، أنا..، و هي تأخذ نفس ثاني: أنا محتاجة لشوية فلوس.. قطبت حواجبها بقوة و صارت تحرك رأسها بالنفي، رفعته و من ثم رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، صار لها ساعة واقفة قدام المراية و تتدرب على اللي تقوله له، ما تعرف بإيش تبدأ، إيش تقول بالضبط، هي في حياتها ما طلبت شيء من أي أحد، ما طلبت لأن كرامتها ما تسمح لها بس ألحين لازم تدوس على كرامتها، لازم عشانهم، باقي ثلاثة أيام، ثلاثة أيام و بس، ثلاثة أيام ليفضوا البيت، تعبانة من كثر التفكير بس ما يوصلها إللا لنفس الحل، ما عندها غيره، ما عندها إللا تطلب منه، يمكن هو مانه سيء مثل ما هي حاطة في بالها، يمكن ليش لأ؟! أخذت نفس تهدي حالها و بعدها حاولت مرة ثانية بس فشلت، إذا هي مانها قادرة تقولها للمراية، كيف بتقولها له؟ كيف بتطلب منه؟ تنهدت و حركت رأسها بقلة حيلة، مشت للباب، فتحته و طلعت، مشت لمكتبها، سحبت كرسيها و جلست، إلتفتت لزميلتها، شافتها مندمجة بشغلها، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم لها: فاطمة!

رفعت رأسها لها: ها؟

ناهد: أستاذ خالد بمكتبه؟

حركت رأسها بالإيجاب و لفت لكمبيوترها: الكريه بمكتبه، رحت له قبل شوي و يا ليتني ما رحت، لوعني بنظراته، تمنيت أني أموت و لا أشوف نظراته!

نزلت رأسها و حركته بقلة حيلة، الكل يشتكي منه بس مانهم قادرين يسووا شيء، ما يقدروا يشتكوا عليه، مرتبته أعلى بكثير من مرتبتهم، بكلمة وحدة منه يقدر يفصلهم من الشغل، هو مانه محتاج لهم بس هم محتاجين له، هـي محتاجة له، ما عندها غير هالشغل، على الأقل تعرف أنه بنهاية كل شهر ينزل لها راتب، و لو قليل إللا أنه يسد إحتياجاتهم اليومية، لفت تشغل كمبيوترها بس غيرت رأيها، دارت بكرسيها و ثبتت عيونها على باب مكتبه المسكر، لازم تروح له، ما يصير تضيع وقتها كذي، نزلت عيونها لساعتها، 1:30، بعد نص ساعة الكل بيطلع للغداء و هو بيطلع بعد و ما تعرف متى يرجع، أحسن لها تروح له ألحين، هو بنفسه ما راح يجي لها، بس تروح إيش تقول؟ ما في داعي تفكر في هالشيء هنا، تروح له و توقف قدامه و في وقتها الكلام بيطلع لحاله، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، قامت بسرعة و صارت تمشي لمكتبه.

فاطمة: وين رايحة؟

ناهد و هي تمشي للباب: أريد أكلمه شوي!

فاطمة و هي ترفع حاجب بإستغراب: تكلميه في إيش؟

حركت رأسها بمعنى لا تهتمي، لفت و وقفت قدام الباب، رفعت يدها و دقت عليه.

جا لها صوته من وراء الباب: تفضل!

أخذت نفس طويل و هي تكلم حالها: ناهد خليك هادية، تقدري، مانها كبيرة! أخذت نفس ثاني و زفرت، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها.



بعد فترة...

فتحت الباب بسرعة، طلعت و مشت لمكتبها، وقفت و صارت تلم أغراضها بأسرع ما يمكن.

لفت لها و إستغربت و هي تشوف وجهها المحمر: ناهد، إيش فيك؟ إيش صار؟ قال لك شيء؟

ما ردت عليها، أخذت شنطتها و صارت تمشي للمصعد بسرعة جت بتركب بس وقفها صوته

: نــاهــد!!

وقفت و لفت تشوف عليه

خالد و هو يستند بباب مكتبه و يتكتف: فكري زين!

لفت عنه بسرعة و ركبت المصعد، نزلت للدور الأرضي و طلعت للمواقف، ركضت لسيارتها، فتحت الباب، ركبت و سكرته بقوة، حطت يدينها على السكان و من ثم ضربته بقهر: حـقـيـر!! حــقــيــر!! و هي تحارب دموعها: الله يـأخـذك.. الـلـه يـأخـذك.. تذكرت فرفعت يدها لخدها و صارت تمسحها بقرف، تمسحها و كأنها بتمسح قبلته المقرفة، ضلت على نفس حالتها لين طاحت دموعها، ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي فصارت تشهق، تحس نفسها رخيصة، رخيصة لأنها راحت له، راحت و هي تدوس على كرامتها، إيش كانت تتوقع منه غير كذي، إيش كانت مفكرة؟ ما راح يتغير، إنسان مثله مستحيل يتغير، صارت تشهق أكثر: يا رب لطفك.. لطفك.. يا رب..!



بعد ساعة...

وقفت السيارة قدام البيت و رفعت عيونها للمراية تشوف على وجهها، عيونها حمراء و وارمة، خدها محمر و علامة أصابعها لين ألحين باقية، عدلت شيلتها لتغطي خدها و بعدها أخذت نفس، فتحت الباب و نزلت، مشت لباب البيت، فتحته و دخلت، شافتهم مجتمعين في الصالة، نزلت عيونها و بهدوء: السلام عليكم!

رفعوا عيونهم لها بإستغراب: ناهد!!!

كريمة قامت و بخوف: خير يا بنتي، إيش في؟إيش صاير؟ و هي ترفع عيونها للساعة المعلقة على الجدار و من ثم تنزلهم لها: إيش جابك في هالوقت؟

ناهد و هي تنزل رأسها: لا ماما، لا تخافي.. ما فيني شيء.. و هي تفكر: أمم.. خـ.ـلصت.. خلصت شغلي من وقت فطلعت!

مشت لها، حطت يدها تحت ذقنها و رفعت رأسها لها: ناهد، يا أمي، أنتي بخير؟

نزلت عيونها بسرعة، خافت ترجع تبكي، حركت رأسها بالإيجاب و ما تكلمت، كيف تتكلم و العبرة تخنقها، نزلت يدها بهدوء، لفت و صارت تمشي للغرفة، حطت يدها على المقبض و جت بتفتح الباب بس وقفتها.

كريمة: ناهد!

وقفت، دارت لها بس ما رفعت عيونها.

كريمة: روحي بدلي ملابسك، صلي لين ما أنا أحط لك غداء!

حركت رأسها بالنفي: لا.. أنا ماني جوعانة.. بروح أنام!

كريمة حركت رأسها بالإيجاب و هي لفت، دخلت الغرفة و سكرت الباب، فسخت شيلتها و عبايتها و صارت تمشي للكبتات، فتحتها و نزلت لرفوف ملابسها، أخذت لها بجامة و مشت للحمام، طلعت بعد فترة بعدما أخذت لها شور تهدي حالها، مشت للسرير و رمت حالها عليه، سحبت البطانية و غطت نفسها، غمضت عيونها لشوي و من ثم فتحتهم و رجعت بذاكرتها لـ اللي صار ...

دخلت مكتبه بهدوء و سكرت الباب، لفت له و شافته منزل رأسه للأوراق اللي بيده: أمم.. أستاذ خالد!

رفع عيونه لها و من ثم حط أوراقه على الطاولة و إبتسم: ناهد!

إرتبكت من إبتسامته بس ما حبت تبين له: أستاذ خا..

قاطعها: كم مرة أقول لك، ما أحب هالرسميات، ناديني خالد!

نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له: نحن بمكان عمل أستاذ خالد و أنت مديري!

إبتسم أكثر: حتى و لو، الكل يناديني خالد، عادي!

فضلت ما تعلق

عدل جلسته، حط يدينه على الطاولة و شبكهم ببعض: أنتي جيتي لمكتبي لتسكتي و لا في شيء؟!

أخذت نفس: أنا.. أمم.. أنا جيت أكلمك في شيء شخصي.. ما له أي علاقة بالشغل!

رفع حاجب بإستغراب و ضل يشوف عليها شوي بدون أي كلمة و بعدها قام و صار يأشر على الكنبة: خلينا نجلس و نتكلم!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للكنبة، جلست و هو جلس على نفس الكنبة بس بالطرف الثاني، عدلت جلستها و رفعت عيونها له، أخذت نفس تتشجع و قررت تتكلم بدون أي لف و دوران: أستاذ خالد، أنا محتاجة لـ500 ريال، ممكن تسلفني هالمبلغ في هاليومين و بعدين تقدر تأخذها من معاشي لين ما يكتمل الدين!

رجع لوراء يريح ظهره: ممكن أسأل ليش تريدي كل هالفلوس؟

قطبت حواجبها و نزلت رأسها، خاطرها ترد عليه و تقول له ما لك دخل بس تعرف أنها ما تقدر: للإيجار، صاحب البيت يريد فلوسه في هاليومين.. إذا.. إذا ما دفعنا بيطلعنا!

خالد: آها!

و بعدها عم الصمت!

ضلت تنتظره يتكلم، ينطق بأي كلمة غير اللي نطقها بس ما سمعت صوته، صمت غريب، ما تعرف إيش تتوقع منه، هي أول مرة تطلب، تطلب و مثل هالطلب، ما تقدر تتحمل الرفض، معقولة بيرفض؟ معقولة يسويها؟ رفعت عيونها له و هي توها تنتبه له، يمرر نظره عليها، يتفحصها بنظراته، نظراته الخبيثة، إنقرفت، نزلت عيونها و صارت تعدل شيلتها، تنزلها و كأنها بتستر نفسها فيها، بما أنها لابسة عباية واسعة و قماشها كثيف إللا أنه بنظراته عراها منها، نزلت يدينها لحضنها و شبكتهم ببعض، أخذت نفس لتهدي حالها بس فشلت، إرتبكت أكثر و هي تحس فيه يقترب منها، شددت من مسكتها على يدينها و ضلت ساكتة بس إرتجفت و هي تحس بيده على يدينها، إلتفتت له، شافته يبتسم لها، قطبت حواجبها بقوة، قامت و بنبرة حادة شوي: أستاذ خالد، لو سمحت إلزم حدودك..

قاطعها و هو يقوم: بل إيش فيك عصبتي؟ و هو يقترب منها بخطوة: أنا إيش سويت؟ شفتك حزينة، و بخبث: قلت أواسيك!

نزلت رأسها و هي تحس بدمها يغلي، خايفة تنفجر في وجهه و بعدها تندم فسكتت و ما تكلمت

إقترب منها شوي: ناهد أنا ما قلت أني ما بساعدك، 500 ريال شوي علي، راح أعطيك هالمبلغ و ما أريدك ترجعيه لي مرة ثانية، عادي، بس بالمقابل أريد..

رفعت عيونها له و هي تنتظره يكمل

تقدم منها بخطوة و وقف قدامها، قرب شفايفه من أذنها و بهمس: ليلة وحـ.. ما قدر يكمل لأنها بعدت عنه بسرعة!

كانت تعرف أنه واطي بس ما كانت تعرف أنه بينزل لهنا، يستغلها بس لأنها محتاجة؟ لهالدرجة؟ في ناس كذي؟ حركت رأسها بعدم تصديق، جت لعنده بس عشان تسمع هالكلام، تسمعها منه، لفت عنه بسرعة و صارت تمشي للباب: إنسى أني.. ما قدرت تكمل لأنها حست بيده على يدها اللي صارت تسحبها له، إصطدمت بصدره و رفعت عيونه لعيونه بعصبية: خـا..

حط يده على فمها بسرعة يمنع صرختها، إقترب أكثر و طبع بوسة حارة على خدها

حست بشفايفها و إختنقت، دفعته عنها بأقوى ما عندها، رفعت يدها و عطته كـف!

حط يده على خده و هو يرمش عيونه بعدم تصديق، رفعهم لها و ضل يشوف عليها بدون أي كلمة.

فتحت عيونها للآخر و هي تحط يدها على فمها تمنع شهقتها، توها تستوعب اللي صار، رفعت يدها عليه؟ كيف قدرت تسويها؟ كيف تجرأت؟ نزلت عيونها و من ثم رفعتهم له: أنا.. أنا آسفـ..

قاطعها و هو يقترب منها مرة ثانية و بنبرة حادة و هادية بنفس الوقت: بتندمي!

نزلت عيونها بسرعة و هي تحس بدموعها اللي صارت تتجمع فيها: أنا آسفـة..

إبتسم بسخرية: أنتي محتاجة لي يا ناهد أنا ماني محتاج لك، أقدر أفصلك متى ما أريد و أجيب بدالك عشرة، ما يهمني، لف و صار يمشي للكنبة، جلس و حط رجل على رجل: أقدر أرد على هالكف و أكسر عظامك و محد راح يقدر يفكك مني بس أنا راح أكون أحسن منك!

نزلت رأسها: أستاذ خالد، أنا ما..

خالد و هو يقاطعها بسرعة: أششش!! خليني أكمل!

سكتت و ما رفعت عيونها

خالد بنفس أسلوبه: أنا بعدني على كلامي، بعطيك المبلغ اللي تريديه و بالمقابل أنتي تعرفي إيش تعطيني.. بالأول كان عندك خيار أنك ترفضي بهدوء و تضلي تشتغلي بالشركة بدون ما أحد يعرف عن اللي دار بيننا بس ألحين، و هو يمسح على خده: ما عاد عندك أي خيار، الشغل بيروح من يدك، و إذا راح، إبتسم لنفسه: البيت بعد بيروح، راح تدوري في الشوارع و تتبهدلي مع أمك و أخوانك الأربعة، سكت شوي يتذكر: آه.. أمك عندها القلب صح؟ إبتسم أكثر: أمك هم بتروح من يدك!

غمضت عيونها تمنع دموعها من النزول

قام و مشى لها: ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني، لا تكابري، و هو يمسك طرف شيلتها: وافـقـي!

فتحت عيونها بسرعة و سحبت شيلتها منه: ماني محتاجة لك! ما راح أحتاجك! لفت و صارت تمشي للباب.

خالد: راح تحتاجيني!

ما ردت عليه و طلعت من مكتبه بسرعة...

رجعت من سرحانها و هي تحس بدمعتها اللي صارت تتدحرج من طرف عينها، خلاص، ما عادت تعرف إيش تسوي، مانها قادرة تفكر، جمد تفكيرها، هو كان أملها الوحيد، أملها الأخير، ما عاد عندها أحد لتروح له، ما عندها أي أحد، غمضت عيونها و هي تتخيل حالتهم بعد يومين، مثل ما قال، الشغل بيروح، البيت بيروح و أمها.. حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالفكرة، مستحيل تسمح لهالشيء يصير، مستحيل، يعني إيش بتسوي؟ تروح له؟ تبيع شرفها؟ حركت رأسها بالنفي مرة ثانية، لا، ما راح تسمح للشيطان يلعب برأسها، هي تثق في ربها، تثق فيه، بيفرجها، لازم تصبر، تصبر بس شوي..! سمعت الباب ينفتح فمسحت دمعتها بسرعة، غطت وجهها بالبطانية و ما تحركت، سمعت خطواتهم تقترب من السرير و صارت تسمعهم يهمسوا لبعض.

إلياس بهمس: تتوقعها نامت؟

إياس بنفس الهمس: أكيد، ما تشوفها كيف ملحفة حالها!

إلياس: تتوقعها تعبانة؟

إياس: أكيد، ما شفت كيف كان وجهها أول ما رجعت!

إلياس: تعبانة عشانها تفكر فينا و طول الوقت بشغلها و ما تهتم بنفسها!

إياس: من قال؟

إلياس: يمة تقول! إقترب منها أكثر و وقف عند رأسها، إنحنى و باسها بدون ما يبعد البطانية عنها!

إياس فتح عيونه: بستها؟!؟!

إلياس و هو يبتسم بإحراج: عشانها تعبانة اليوم، و بتهديد: بس ما تخبرها و الله إذا خبرتها ما بلعب معاك!

إياس حرك رأسه بالإيجاب و بعدها صار يمشي للباب: يللا، خلينا نطلع قبل ما نصحيها!

إلياس حرك رأسه بالإيجاب و لحقه.

سمعت الباب يتسكر فبعدت البطانية عن وجهها، رجعوا دموعها فصارت تبكي بصمت.


***************************


كان منسدح على سريره، مرفع عيونه للسقف و باله مشغول فيها، اليوم طلب من أمه ليخطبها له للمرة الرابعة، ما رضت، ما رضت تخطبها له، قالت أنها بتخطب أي بنت ثانية إللا هي، يكفي يذل نفسه عشانها، يكفي يعذب نفسه عشانها، ما يعرف كيف يقنعها أنه حياته مع غيرها مستحيلة، هو ما يريد غيرها، ما يقدر يتقبل غيرها، مستحيل يقدر، هي صارت مثل الهواء اللي يتنفسه، ضرورة، محتاج لها و ما يقدر يتخلى عنها، بيموت بدونها، ما يبالغ لما يقولها، بيموت، يحس روحه بتطلع بمجرد أنه يفكر كذي، إيش لو .. حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة، قام و صار يمشي للشباك، بعد الستارة، رفع عيونه للفلة البعيدة على نهاية الشارع و كالعادة ثبت عيونه عليها، ضل بنفس حالته لكم من دقيقة و بعدها تنهد، حط يد على الشباك و من ثم حط رأسه و غمض عيونه، إيش كثر قاسية هالبنت، قاسية و ما همها، مانها قادرة ترحمه، ترحم قلبه المسكين، تطعنه بخناجرها الحادة بكل وحشية و بعدها تمشي و هي تمثل البراءة كعادتها، يلومها؟ ليش يلومها؟ هو يسمح لها، هو يحط نفسه بين يدينها و تحت رحمتها، ليش؟ يفكرها بترحمه، ينسى أنها ما ترحم، ما ترحم أبداً..!

فتح عيونه، رجعهم للفلة و تنهد مرة ثانية، خاطره يعرف سبب رفضها المتكرر له، إيش فيه ليخليها تنفر منه كذي؟ ناقصه شيء؟ خليها تنطق، تتكلم، تخبره و راح يسوي المستحيل ليكون لها كل شيء تريده، بيكون لها الشاب اللي تتمناه بس ما تضلها تعذبه كذي، يضعف، تضعفه يوم وراء يوم، مانه قادر يتحمل أكثر من كذي، يريدها له، يريدها له اليوم قبل بكرة بس يا ليتها تفهم هالشيء، يا ليتها تشوف هالشيء، نزل عيونه، أخذ نفس و زفر، ما راح يقدر يقنع أمه تخطبها له هالمرة فلازم يتحرك بنفسه، بيروح لها بنفسه و بيواجهها، بيتجرأ و يعترف لها بمشاعره، بيصارحها بكل اللي يحس فيه، راح يحط نفسه بين يدينها مرة ثانية في أمل أنه هالمرة بتحس فيه، في أمل أنه هالمرة بيحرك في مشاعرها الجامدة، في أمل أنه هالمرة بيلين قلبها القاسي عليه، في أمل أنه هالمرة تـوافـق! رفع عيونه للفلة مرة ثانية و هو يشوف سيارتها تتوقف قدامها و يشوفها تنزل و تمشي للداخل، بعيدة، بعيدة كثير بس تقدر تجنن دقات قلبه، تجننها في ثواني، حط يد على قلبه و بهمس: إرحميني، إرحميني بس مرة..!



غرفة ليلى...

حملت بنتها بهدوء، قامت و صارت تمشي للسرير، بعدت البطانية و مددتها على السرير، مشت للكنبة مرة ثانية و حملت بنتها الثانية، مشت للسرير و مددتها بجنب أختها، غطتهم بالبطانية و بعدها جلست على الطرف و صارت تتأملهم، تتأملهم و كأنها تتأمله، يشبهوه في كل شيء، نسخ مصغرة منه، عيونهم مكحلة مثل عيونه، رموشهم كثيفة مثل رموشه، تطلع لهم غمازات على أعلى خدودهم مثل غمازته، إبتسمت، غمازته اللي تعشقها، إختفت إبتسامتها و نزلت عيونها، كانت تعشقها، غمضتهم، ليش تخدع نفسها، لين ألحين تعشقها، تعشق كل شيء فيه، فتحتهم و هي تحس بدموعها تنزل، تتكلم، تضحك، تطلع و تحاول تنسى، تنسى أو حتى تتناسى بس مانها قادرة، كيف تقدر و النار اللي بقلبها لين ألحين ما هدأ، لين ألحين ما إنطفئ، كلما تحط رأسها على مخدتها دموعها تسبقها، تقنع نفسها بأن هالدموع بتريحها، بتخف اللي هي تحس فيه، تحاول تقنع نفسها أنها ما راح تبكي بس دوم تفشل، تتذكره، تتذكر أيامها معاه، تشتاق له و تشتاق لحياتها معاه، كل شيء إنتهى بغمضة عين، كل شيء إنتهى و هو ما عاد لها..!

سمعت الباب يندق، مسحت دموعها بسرعة و عدلت جلستها: أيوا!

فتحت الباب بهدوء و دخلت بإبتسامة: نايمة يا حبيبتي؟

غصبت إبتسامة على شفايفها و حركت رأسها بالنفي

سعاد: عيل تعالي، إنزلي معاي للصالة، حابة أكلمك شوي!

حركت رأسها بالإيجاب، قامت و صارت تلحقها.

نزلوا للصالة و جلسوا على الكنبة بجنب بعض.

ليلى و هي تلتفت لأمها: خير ماما، إيش في؟

إبتسمت لها بهدوء و أخذت نفس لتبدأ، صار لها يومين تحاول تفتح لها الموضوع بس كل مرة يطلع لهم شيء و يقطع كلامهم، ما تريد تأجل في هالموضوع كثير لأنها تريدها تكمل حياتها، تبدأ من جديد، لمتى راح تضل في نفس حالتها؟ هي صح ما تبين لهم و تحاول تخبي بس هي أمها، تعرفها أكثر من الكل، تشوف عيونها الحمراء و رموشها المبللة، تعرف أنها كانت تبكي، تسمع صوتها المتغير و تعرف أنها كانت تبكي، تبكي و كل ليلة تبكي، يتقطع قلبها عليها، هي بعدها صغيرة، ما راح تقدر لحالها، راح تحتاج لأحد يحميها، يحتويها و يكون بجنبها، راح تحتاج لأحد غيرها و غير أخوانها.

إستغربت من سكوتها فعادت سؤالها: ماما، خير إيش في؟

إبتسمت لها بهدوء مرة ثانية و صارت تمسح على شعرها: خير يا بنتي خير، و هي تأخذ نفس ثاني: يا ليلى يا حبيبتي أنتي لمتى راح تضلي كذي؟

ما فهمت عليها: ماما، أنتي إيش تقصدي؟

إقتربت منها و مسكت يدينها: يا بنتي أنتي بعدك صغيرة، لا تضلك واقفة على اللي صار، لازم تنسي و تشوفي حياتك، هو مانه مستاهل كل هالدموع، مانه مستاهل و لا دمعة منك..

نزلت عيونها و بإرتباك: ماما أنا..

قاطعتها و بنفس هدوئها: ليلى، أنتي لازم تكملي حياتك، تكمليها عشان نفسك، تبدأيها من أول و جديد، تبدأيها مع شخص جـ..

قاطعتها بسرعة: ماما، أنتي إيش تقولي؟

سعاد: يا بنتي أنتي محتاجة..

قاطعتها مرة ثانية و هي تقوم: ماما، أنا ماني محتاجة لأحد، أنا ما وقفت حياتي و مثل ما تشوفي الحمد لله أعيش و ماني مشتكية، هالفكرة شيليها من رأسك..

سعاد و هي تقوم و تقاطعها: يا حبيبتي لا تردي على طول، فكري بالأول و بعدين قرري، أنا كلمت مريم و ما ننتظر إللا موافقتك!

رفعت عيونها لها بإستغراب: خالتي مريم؟

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا، هي، يا بنتي عادل ما..

قاطعتها بصدمة: عــادل؟!؟!

سعاد و هي تحرك رأسها بالإيجاب مرة ثانية: عادل!

حركت رأسها بعدم تصديق: ماما، أنتي إيش تقولي؟ في إيش تفكري؟ عادل؟! تريدي تربطيني بعادل؟

سعاد: يا ليلى يا حبيبتي، أنتي فكري شوي، عادل محتاج لك مثل ما أنتي محتاجة له، أنتو الإثنين محتاجين لبعض، أنتو لازم تبدأوا حياتكم من أول و جديد، لازم تبدأوها مع بعض، راح تقدروا تفهموا بعض لأنكم الإثنين خسرتوا..

ليلى و هي تقاطعها: ماما أنتي تريدي ترميني في نار؟ ترميني كذي؟ كيف فكرتي في عادل؟ خلي عادل، كيف فكرتي في زواجي مرة ثانية، أنا ماني قادرة أصدق أنك تفكري كذي، أنا ماني محتاجة لأي أحد، ماني محتاجة لشخص جديد في حياتي، أنا عشت حياتي مع طارق و ما راح أقدر أكررها مع غيره، خلاص، يكفيني.. أنا..، و هي تحارب دموعها: أنا ما كنت عارفة.. أني.. أني مثقلة عليكم كذي.. خلاص إذا ما تريدوني عندكم، بأخذ بناتي و بمشي.. أنا ماني محتاجة لأحد.. ماني محتاجة لكم.. و جت بتمشي بس أمها مسكت يدها بسرعة.

سعاد و هي تدورها لها و تحضنها: يا بنتي يا حبيبتي.. إيش هالكلام؟ معقولة تفكري كذي؟ أنا ما أريد غير مصلحتك، ما أريد غير أني أشوفك مبسوطة في حياتك!

حطت رأسها على كتفها و صارت تبكي: ماما.. أنا.. أنا عشت حياتي مع طارق.. ما أقدر مع.. مع غيره.. ما أقدر..

سعاد و هي تمسح على ظهرها لتهديها: بس طارق ما عاد يريدك..

غمضت عيونها بقوة و هي تحاول تكتم شهقتها: و أنـ.ـا.. مـ.ـا عاد.. أريـ.ـد غيره..

بعدتها عنها بهدوء و صارت تمسح دموعها: بس لين متى؟ ليلى أنتي..

ليلى قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: ماما، أترجاك.. لا.. ما أريد..

سعاد بهدوء: هو ما يستاهل يا بنتي، ما يستاهل تبكي عشانه، تركك و ترك بناتك، راح يتزوج بغيـ..

رفعت عيونها لها بصدمة: تـزوج؟!؟!

سعاد حركت رأسها بالإيجاب: تزوج!

حركت رأسها بعدم تصديق: لا.. هو.. و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، لا، لا، طارق.. طـ.ـارق.. ما يسويها.. ما يسويها.. حست الدنيا تدور فيها و رجولها مانها قادرة تشلها، طاحت على الأرض و هي ترمش عيونها بعدم تصديق، رفعتهم لأمها اللي نزلت لمستواها و مسكت يدينها، تشوف دموعها في عيونها، تشوفها تحرك فمها بس مانها قادرة تسمعها، مانها قادرة تفهمها، كل الدنيا صارت تتظلم من حوالينها، نزلت عيونها و هي تحاول تأخذ نفس بس فشلت، حاولت مرة ثانية بس هم فشلت و كأن الأكسجين إنسحب من حوالينها، تختنق، رفعت يدينها و صارت تمسح على رقبتها: مـ.ـانـ.ـي.. قـ.ـادر.. قـ.ـادرة.. أتـ.ـنفس.. قالتها و بعدها طاحت و ما عادت تحس بشيء.

سعاد بخوف: لــيــلــى!! و هي ترفع رأسها لحضنها بسرعة: ليلى يا يمة إيش صار لك؟ و هي تمسح على خدها: ليلى!! رفعت عيونها للدرج و بصوت عالي: عـبـدالـعــزيـز!!! عـبـدالـلـه!! تعالوا شوفوا أختكم إيش صار فيها.. تــعــالــوا!!


.

.

.

.

.
بعد فترة...

صحت و هي تحس بكفوف خفيفة، متتالية على خدها، فتحت عيونها و هي تقطب حواجبها، رفعت عيونها لأمها و بعدها صارت تمرر نظرها على أخوانها، نزلت عيونها و هي تتذكر اللي صار، تجمعت الدموع في عيونها، رفعت يدينها المرتجفة و حطتهم على وجهها، شهقت و صارت تبكي!

إقتربت منها بسرعة، مسكتها من أكتافها و جلستها، حضنتها و بعدها صارت تمسح على رأسها: أششش، بس يا بنتي، هدي حالك.. و دموعها تنزل: هدي حالك!

تعلقت فيها أكثر و صارت تشهق أكثر

حركت رأسها بقلة حيلة و زادت من مسكتها عليها.

ضل يشوف عليها شوي و بعدها حرك رأسه بقلة حيلة، نزل عيونه، رفعهم لها و من ثم لف يشوف عليه، شافه يشوف عليها و هو مقطب حواجبه بقوة و مشدد قبضته، إقترب منه بخطوة و حط يد على كتفه: عزوز.. ما قدر يكمل لأنه بعد يده، لف و صار يمشي لبرع الغرفة، قطب حواجبه و لف يلحقه بسرعة، شافه ينزل الدرج بأسرع ما يمكن، خاف فركض وراه: عـزوز لـويـن رايـح؟!

ما رد عليه، نزل و طلع للحديقة!

نزل الدرج و لحقه، شافه يمشي لباب الشارع، جا بيفتحه بس هو كان الأسرع، مسك يده و داره له بقوة: ويـن رايـح؟!

عبدالعزيز فك يده من يده و بصراخ: بـروح لـعـنـده!

عبدالله و هو يمسك يده مرة ثانية: ليش؟

عبدالعزيز بنفس حالته: مـا تـشـوف حـالـتـهـا؟! مـا تـشـوف هـو إيـش يـسـوي فـيـهـا؟!

عبدالله: و أنت إيش بتسوي يعني؟

عبدالعزيز بصراخ: بـذبـحه!!! و هو يفك يده منه مرة ثانية و يلف للباب: بـذبـح الحـقـيـر!! جا بيطلع بس هو مسك يده مرة ثانية.

عبدالله و هو يسحبه للداخل: جنيت أنت؟ إيش تذبحه؟ إيش فيـ..

عبدالعزيز و هو يقاطعه: أنـت الـلـي إيـش فـيـك؟ مـا تـشـوفـهـا؟ سكت شوي يهدي حاله و بعدها كمل: أنا ماني قادر أشوفها كذي، هي في حياتها ما كانت ضعيفة كذي، تركها، طلقها بدون أي سبب.. قلنا يمكن بسبب شيء صار بينهم و هو ما يريد يفضحها.. بس ليلى ما تغلط.. ليلى مستحيل تغلط، أنا بروح عنده بسأله ليش؟ لـيـش؟ و هو يحرك رأسه بالنفي: ماني راد اليوم إللا بسبب، و هو يلف للباب: ما برد إللا بسبب! جا بيطلع بس هو مسكه مرة ثانية، سكر الباب و وقف قدامه.

عبدالله بنبرة حادة: مانك رايح لمكان!

عبدالعزيز: و أنت بتوقفني؟!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب: بوقفك، مانك رايح، يعني خلاص مانك رايح!

عبدالعزيز و هو يحرك رأسه بعدم تصديق: ما تهمك؟ ما تحس بولا شيء و أنت تشوف دموعها؟ راضي على وضعها؟ و بصراخ: راضـي عـلـى الـلـي يـسـويـه فـيـهـا؟!

إرتبك بس ما حب يبين له، نزل عيونه و من ثم رفعهم: عبدالعزيز.. ما قدر يكمل لأنها قاطعته.

: عبدالعزيز!

إلتفت يشوف عليها!

ليلى و هي تحرك رأسها بالنفي: مانك رايح لمكان!

عبدالعزيز قطب حواجبه: بس ليلـ..

ليلى و هي تقاطعه: مانك رايح لمكان!

عبدالعزيز لف يشوف على عبدالله و من ثم إلتفت لها: ليلـ..

قاطعته مرة ثانية: ما بتروح!

عبدالعزيز: أففف!! زفر بقهر و بعدها صار يمشي للداخل بسرعة.

أخذت نفس، إلتفتت له و من ثم لفت عنه و صارت تمشي.

مشى لها بسرعة و مسك يدها، و هو يدورها له: شكراً!

ما ردت عليه، فكت يدها من يده و جت بتمشي بس هو رجع مسك يدها

عبدالله و هو يقترب منها و يحط يد على خدها: زعلانة مني؟

رجعوا دموعها فنزلت رأسها، نزلت يده عن خدها و بهدوء غير اللي تحس فيه: خلينا ندخل! لفت و صارت تمشي.

ضل يلاحقها بعيونه لين ما بقى غير طيفها، غمض عيونه، تنهد بقلة حيلة و من ثم فتحهم: ما راح تفهمي يا ليلى، صعبة، صعبة كثير! مرر يده في شعره، أخذ نفس و زفر بقوة، أخذ نفس ثاني و صار يمشي للحديقة الخلفية.



غرفة ليلى...

دخلت و شافتها جالسة على الكنبة تنتظرها، نزلت عيونها و مشت لها، جلست بجنبها و ما نطقت بحرف.

حاوطتها من أكتافها و بهدوء: لا تخليه يأثر فيك كذي يا بنتي، لا تضعفي له، إثبتي له أنك تقدري بدونه، إثبتي له أن قادرة تعيشي حياتك بدونه و قادرة تكوني مبسوطة مع غيره..

غمضت عيونها بسرعة تمنع دموعها من النزول، نزلت رأسها و ما تكلمت.

سعاد و هي تحط رأسها على كتفها: ليلى يا يمة، فكري، فكري بمصلحتك، بمصلحة بناتك، صغار، راح يحتاجوا لأب في حياتهم، راح يحتاجوا لشخص يلعب هالدور، أنتي لحالك ما راح تقدري تحلي محله، ما راح تقدري!

ضلت على نفس حالتها و ما ردت.

سعاد و هي تبوسها على رأسها: فكري يا بنتي، فكري زين! قامت، طلعت من الغرفة و سكرت الباب بهدوء.

حطت يدينها على عيونها و أخذت نفس لتهدي حالها بس مانها قادرة تهدأ، ما تعرف إيش كانت متوقعة، ما هو طلقها ليتزوج بغيرها، ما هو طلقها لأنه جاب وحدة لتحل محلها، عيل إيش فيها ألحين، ليش مانها قادرة تصدق أنه سواها؟ يمكن لأنها كانت تعيش في أمل أنه بيرجعها له، بيرجعها لأحضانه، كانت واثقة أنها فترة و بس، راح يحس بغلطته، بيرجع لها متحسر و ندمان، بيعتذر منها و كل شيء بيتصلح، راح ترجع له، ترجع لحياتها، بس خلاص، ما عاد في حتى أمل، فتحت عيونها بسرعة و هي خايفة تتخيله مع غيرها، ما تقدر، تتقطع، تحترق، بتموت بغيرتها، رجعت رأسها لوراء، غمضت عيونها و صارت دموعها تطيح على خدها وحدة وراء الثانية.


***************************


سكرت الشنطة، قامت و رفعتها، مسكتها و صارت تجرها لباقي الشنط، حطتها معاهم و إلتفتت تشوف عليها بإبتسامة: و كذي خلصنا من الشنط!

غصبت إبتسامة على شفايفها و عدلت جلستها: شكراً!

حست فيها فحركت عيونها بملل، مشت لها و جلست على السرير بجنبها: فرح كلميني!

فرح و هي ترفع عيونها لها: ما عندي شيء أقوله!

بسمة و هي تمسك يدها: بلا عندك، قولي اللي في قلبك و أنا أسمعك!

فرح نزلت رأسها و هي تحس بالعبرة تخنقها: خـ.ـايفة..

بسمة قاطعتها و هي تحط يد تحت ذقنها و ترفع رأسها لها: تكلمي بس بدون دموع، أرجوك، بسك تبكي!

نزلت رأسها و صارت تبكي

تنهدت بقلة حيلة و إقتربت منها أكثر: فرح لا تسوي في حالك كذي، أنا ماني قادرة أفهمك، إذا لهالدرجة تتألمي إرفضيه، قدامك يومين للملكة، تكلمي، قولي شيء، قولي أنك ما تريديه، أنا..، و هي ترفع رأسها لها: أنا بنفسي بكلم بابا، أقنعه و أخبره بكل شيء.. و إذا تريدي بكلم عمي و في وقتها هو بيعرف كيف يأدب عمادوه!

بعدت يدها و ما تكلمت

بسمة سكتت شوي و بعدها رفعت حاجب: لا تقولي أنك خايفة عليه من عمي؟!

رفعت عيونها لها و من ثم نزلتهم بإرتباك

رفعت حواجبها أكثر و ضربتها على رأسها بخفة: غـبـيـة!! و هي تضربها مرة ثانية: تفكري فيه و ناسية حالك؟

قطبت حواجبها و صارت تمسح دموعها: أنتي ما تعرفي عمـ..

قاطعتها: أعرفه، ترى هو عمي أنا بعد، أعرفه و أعرف هو إيش قادر يسوي فيه، يستاهل و أنتي ليش تهتمي؟

نزلت رأسها: أحبـ.. سكتها ضربة على رأسها!

بسمة و هي تضربها أكثر: غبية! مجنونة! هبلة!

فرح و هي تصد ضرباتها: آآآآييي.. آآآآيي.. بسوم تعوريني!!

بسمة بنفس حالتها: و الله أنك بتجننيني، بـتـجـنـنـيـنـي!!!

فرح: هههههههه!

بسمة و هي تضربها أقوى: لا تضحكي، لا تضحكي!

فرح: ههههههههههههههههههه!

بسمة حركت رأسها بقلة حيلة و بعدها ما قدرت تمسك حالها فصارت تضحك معاها، ضلوا يضحكوا و يضحكوا و يضحكوا لفترة طويلة و بعدها هدوا لحالهم و سكتوا، ضلوا ساكتين لكم من دقيقة يمرروا نظرهم لبعض.

بسمة: هو أنا ما دوم أعترف لك بهالشيء بس هالمرة لأنك بتروحي فبقولها!

فرح حركت رأسها بمعنى إيش في!

بسمة: راح أشتاق لك!

فرح إبتسمت: شكراً!

بسمة ضحكت و ضربتها على كتفها بخفة، سكتت شوي و بعدها تكلمت: ليش ما تختاريني عليه، ليش ما تضلي؟

فرح و هي تتنهد: يا ليتني أقدر، أخذت نفس و كملت: أول مرة يطلب مني شيء، إيش ما كان، بس هو جا لي بنفسه، طلبني بنفسه!

بسمة بنبرة جدية: طلبك بس ليعذبك!

فرح: إفهميها مثل ما تريدي!

بسمة و هي تحرك رأسها بالنفي: ما كنت متوقعته بهالأنانية!

فرح و هي تنزل رأسها بحزن: و لا أنا! رجعت لوراء و حطت رأسها على مخدتها، رفعت عيونها للسقف و بهدوء غير اللي تحس فيه: ما أعرف كيف حبيته، ليش حبيته أو حتى متى حبيته، كنت حاطة صورة ثانية في بالي، عماد ثاني في بالي، تخيلته غير، كان يعاملني أحسن معاملة، يكلمني بأحسن أسلوب، ما عرفت كيف أفسر معاملته ففسرته كحب..، نزلت عيونها لبسمة و كملت: شفت فيه كل شيء تمنيته في فارس أحلامي، شفته كفارس أحلامي، صرت أحلم فيه، أحلم في حياتي معاه، كنت أنتظر هاليوم كثير، أنتظر اليوم اللي ينكتب إسمي بإسمه و أكون له هو و بس، ما صدقت..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما صدقت لما ماما فاتحتني بخبر الخطبة، حسيت نفسي بطير، بطير من الفرحة، عماد يفكر فيني مثل ما أنا أفكر فيه، يتمناني مثل ما أنا أتمناه، حلم و تحقق..، أخذت نفس و غمضت عيونها: لما جا يوم الثاني و طلب يشوفني، ما تتصوري فرحتي في وقتها، رحت و أنا أفكر أنه بيعترف بحبه لي، بيسمعني كم كلمة حلوة، بيتغزل فيني، رفعت يدها و صارت تمسح دمعتها اللي صارت تتدحرج من طرف عينها: بـ.ـس صدمـ.ـني.. فتحت عيونها المليانة دموع: صـ.ـدمني!

بسمة و هي تمسح على شعرها بهدوء: فرح..

كتفت يدها على عيونها و صار فكها يهتز

ما قدرت تتحمل تشوفها كذي، مسكتها من مرافقها و جلستها، حضنتها و صارت تبكي بدورها: أششش.. هدي حالك.. لا تبكي..

إبتسمت من بين دموعها و بعدتها عنها: و أنتي لا تبكي..

نزلت رأسها و هي تمسح دموعها: ما بيدي!

فرح و هي تنزل رأسها: و تلوميني!؟!

إندق الباب و من ثم إنفتح

إرتبكوا الإثنين و صاروا يمسحوا دموعهم بسرعة

حنين و هي تمرر نظرها ما بين الإثنين: إيش فيكم؟

رفعوا عيونهم لبعض، نزلوهم و ما ردوا!

رفعت حاجب بإستغراب: إيش صاير؟ إقتربت منهم شوي و هي تشوف آثار دموع الباقية على خدودهم، فتحت عيونها: كنتوا تبكوا؟

شهقوا و بسرعة: لاآآآآآآ! لا، أبداً!/ ليش نبكي؟

نطت على السرير بوسطهم و بفضول: إيش فاتني؟ إيش اللي مبكيكم؟ بكيتوا عشان الملكة ما بقى لها إللا يومين و يعني فوفو بتسافر؟ بكيتوا عشان كذا؟

رفعوا عيونهم لبعض و بعدها إلتفتوا لها و حركوا رؤوسهم بالإيجاب: آها/ أيوا بكينا عشان كذي!

حنين إبتسمت و بعدها حضنتهم: ليش ما خبرتوني من قبل، كان شاركت بالمناحة أنا!

بسمة و فرح: هههههههههه!

بعدت عنهم و بعدها حاوطت فرح من أكتافها: راح أشتاق لك!

فرح إبتسمت: و أنا أكثر!

بسمة إبتسمت و حبت تغير السالفة فإلتفتت لحنين و تكلمت: كيف كان يومك بالكلية اليوم؟

تذكرت فإرتبكت: هـ.. ها؟

بسمة حست فيها فرفعت حاجب بإستغراب: إيش فيك؟ ليش لونك كذي إنخطف فجأة؟ سألتك عن يومك و بس!

إرتبكت أكثر بس ما حبت تبين لهم: أمم.. لا عادي، يوم عادي..، و هي تغير السالفة: خلينا نطلع الليلة و نلفلف بالشوارع شوي، ندور هنا و هناك و نستمتع، بعدين هذي..، و هي تأشر على فرح: بتروح و الطلعة ما بتكون نفسها!

ما إقتنعت بكلامها فرفعت حاجب بشك بس ما نطقت بحرف

إرتبكت أكثر فصارت تمشي للباب: يللا، أروح أتجهز على الساعة خمسة نطلع..، و هي تطلع من الباب و تكمل: و أتصل في أزهار و أخبرها، نروح كلنا مع بعض..

سمعوا خطواتها السريعة و بعدها سمعوا باب غرفتها يتسكر

إلتفتت لها شافتها مثبتة عيونها على الباب المفتوح و لين ألحين حاجبها مرفوع، إبتسمت على شكلها و ضربتها على كتفها بخفة: نزلي حاجبك إيش فيك عليها؟

إنتبهت لحالها فضحكت: و لا شيء..، و هو تقوم: يللا، تجهزي، شوي و تصير الساعة خمسة!

فرح حركت رأسها بالإيجاب و هي طلعت، مشت في ممر الغرف و وقفت قدام باب غرفتها، حطت يدها على المقبض و جت بتفتحه بس تراجعت و في خاطرها: إيش فيني عليها؟! حركت رأسها بالنفي تبعد هالأفكار و بعدها لفت و مشت لغرفتها.



غرفة حنين...

سكرت الباب، إستندت به و أخذت نفس تهدي حالها، غمضت عيونها و أخذت نفس ثاني، تريد تروح لها و تخبرها بكل شيء، تريد بس تخاف، ما تعرف كيف تبدأ، إيش تقول لها بالضبط، مانها سهلة، مشت لسريرها، جلست و نزلت رأسها، صاير يلاحقها بكل مكان، يطلع لها بكل مكان، حتى بكليتها، ما تعرف إذا هو يدرس بنفس كليتها و لا لأ بس ما تعرف كيف تفسر وجوده فيها، يا ترى هو كان جاي لها؟ قطبت حواجبها بقوة و هي خايفة من هالفكرة، غمضت عيونها و صارت دموعها تحرق خدودها، تكرهه، تكرهه كثير، ما تعرف متى بدأ كل هذا، في البداية ما كان في بينهم حتى سلام بس فجأة تغير معاها، صار يجي لها، يتكلم و يهمس لها بكلمات وقحة، كان دوم يرددها لها، يمكن لأنها سكتت في وقتها فصار يتمادى، من الهمسات تجرأ و صار يلمسها، إقشعر جسمها و لمت يدينها لصدرها، يشوفها سهلة، يشوفها رخيصة بس هي ما تعرف كيف توقفه، ما تعرف كيف تحط حد لكل هذا، في حياتها ما تمنت موت أي شخص، أياً كان، بس هو تتمناه ميت، أي شيء عشان تفتك منه، أي شيء ما يهم، المهم أنه يختفي من حياتها، يختفي و ينمحي من الوجود..!

فتحت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، مسحت دموعها و صارت تمشي للحمام، دخلت و مشت للمغسلة، فتحت الماي، غسلت وجهها و بعدها طلعت و مشت للتسريحة، وقفت تشوف نفسها في المراية، يا ليتها مثل بسمة، قوية و ما تسكت أبداً على اللي يغلط عليها، يا ليتها مثل فرح، ضعيفة بس ما تكتم في قلبها، تقدر تنطق، تقدر تشتكي، تنهدت بقلة حيلة و صارت تمشي للكبتات.


***************************


عدل جلسته على كرسيه، رجع ظهره لوراء و سنده بظهر الكرسي، رفع رأسه و صار يلتفت حوالينه، يدور عليها بعيونه، قطب حواجبه و في خاطره: وين راحت؟!

إلتفت له و كأنه سمعه: مانها موجودة!

إلتفت له بإرتباك: هـ.. ها؟

كتم ضحكته: إيش فيك؟ قلت لك مانها موجودة!

إرتبك أكثر: لا، أنا.. أمم.. أنا ما أدور عليها.. بس.. بس..، و هو يحط يده على رقبته و يحركها: رقبتي متصلبة شوي!

ما قدر يمسك حاله فإنفجر: هههههههههههههههه.. هههههههههههه.. هههههه!!

نزل رأسه و بعدها صار يحك رقبته بإحراج: لهالدرجة واضح؟!

ضحك أكثر: هههههه.. تسأل.. تسألني.. هههههههههههههههه .. صار يضرب على طاولته من كثر الضحك و هو مانه قادر يهدي حاله: هههههههههههه.. طحت.. ههههه.. و محد سمى عليك.. ههههههههههههههه!

إبتسم بإحراج: إنزين بسك، خلاص فضحتني، إسكت، سكر فمك!

ضل يضحك و ما رد عليه!

عبدالرحمن: صالح يكفي!

صالح بنفس حالته!

حرك رأسه بقلة حيلة و لف لكمبيوتره.

ضحك لخمس دقائق أكثر و بعدها هدى لحاله، جلس على كرسيه و صار يزحف لعنده: عبدالرحمن!

إبتسم و لف له: شبعت؟

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب: بس لـ ألحين!

عبدالرحمن إبتسم و رفع عيونه لكرسيها الفاضي: وينها؟

حرك أكتافه بخفة: ما أعرف، من طلعت في البريك الغداء ما رجعت!

عبدالرحمن قطب حواجبه و إلتفت له: ليش؟

إبتسم على حركته: أنا إيش يعرفني؟! سكت شوي و بعدها رجع بكرسيه لمكتبه و رفع عيونه لكرسيها: كم صار لها تشتغل عندنا؟

عبدالرحمن إبتسم: سنة، ثلاثة أشهر و سبعة أيام!

صالح رفع حاجب، إلتفت له و تكتف: و ما تعرف كم ساعة؟

عبدالرحمن: بلا، إذا نعد ساعات الصبح فبتكون 4 ساعات و نص!

صالح فتح عيونه: من جدك؟!!؟

عبدالرحمن: هههههههههههه، و هو يحرك رأسه بالنفي: أنا إيش يعرفني؟!

صالح و هو يحرك حواجبه بخبث: بتسويها يالمجنون!

إبتسم بس إختفت إبتسامته بسرعة و هو يتذكر، خطبوا له أمس و قالوا بيردوا عليهم في أسبوعين، متوتر من هالرد كثير، يتمنى أنهم يرفضوه بس من كلام خالته و مدحها فيه بيوافقوا عليه، يعرفها، تبالغ في كل شيء، ما يعرف كيف وصفته لهم، كل شيء متوقع منها، إبتسم مرة ثانية و هو يتذكر وصفها للبنت، تقول حلوة، حلوة كثير و جمالها ما ينوصف بالكلام و بعدها لحالها ترد و تقول بيضاء، طويلة، عيونها وساع و أنفها صغير و و و ..، جمال طبيعي، الكل كذي، ما فيها أي شي يميزها عن غيرها، حاول يتخيلها فتشابهت مع الملايين، سمع ضحكتها فرفع عيونه لها، آخ من هالبنت، تقتل بجمالها، بيضاء مثل القمر بس أصفى منه، عيونها مثل الشهد بس أنقى منه، شفايفها حمراء مثل التوت بس أغمق منه، تمر من جنبه بإبتسامة، تأسره و تخليه ينسى يتنفس لـ لحظة، تخلي قلبه ينسى يدق لـ لحظة..!

إنتبه لحاله فنزل عيونه عنها، توه قبل يومين يقول أنه بينساها، راح يبطل يفكر فيها بس ما بيده، فكره لا إرادياً يروح لها، يحاول يبعدها و يشغل نفسه بأي شيء ثاني بس يفشل و يستسلم لها، رفع عيونه لها و هو يشوفها تمشي لمكتبها، إذا هو مانه قادر يبعد خيالها من رأسه عيل كيف يقدر ينساها، هالشيء من سابع المستحيلات..!

حس بضربة على كتفه فإلتفت يشوف عليه

صالح: بسك يا رجال، فضحتنا!

إبتسم بإحراج: ما بيدي!

صالح و هو يعدل جلسته و بصوت واطي: لا ترفع عيونك بس جاية لك!

رفع عيونه لها بسرعة و لما شافها جد جاية له، نزلهم و إلتفت لصالح: جاية لي أنا!

صالح و هو يغطي وجهه من الفشلة و يزحف بكرسيه مرة ثانية لمكتبه: هذا و أنا أقول لك لا ترفع عيونك!!

عبدالرحمن ما علق عليه، عدل جلسته و رفع عيونه لها: نمارق!

إبتسمت له و وقفت بجنب مكتبه: أنا.. أمم.. يعني.. أقصد..

عبدالرحمن: إيش في؟

نمارق: تعرف أنا طلعت في الـlunch بريك و ما رجعت إللا ألحين فيعني.. أمم.. إذا سألك المشرف ممكن تقول أني كنت هنا طول الوقت؟!

إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب: و لا يهمك، بقول له!

إبتسمت أكثر: شكراً!

عبدالرحمن: العفو!

مشت لمكتب صالح و وقفت بجنبه: صالح..

صالح و هو يرفع رأسه لها و يقاطعها: أيوا سمعتك، سوري بس لا!

قطبت حواجبها: ليش؟

صالح: و ليش أكذب عشانك؟ نحن نشتغل و نكرف من الظهر و أنتي أبدا مانك مهتمة بشغلك، تطلعي و ترجعي متى ما تريدي، إذا كذي ما همك ليش ما تتركي الشغل؟!

نمارق و هي تنزل رأسها: إنزين أنا..

صالح و هو يقاطعها: أصلا أنا مستغرب، أنتي ليش تاركة شركات أبوك و جاية تشتغلي عندنا، يمكن أبوك رفض يوظفك لأنه يعرف عادتك فكذي توسط لك في شركتنا و قال خليها تتسلى!

نزلت رأسها أكثر و هي تحس بدموعها اللي صارت تتجمع في عيونها: أمم.. أنا.. أنا آسفة.. لفت عنه و هي تشوف عبدالرحمن يشوف عليها، نزلت عيونها بسرعة و مشت لمكتبها، أخذت شنطتها و بعدها ركضت للمصعد.

إختفت من نظره فإلتفت له و بعصبية: إيش فيك عليها؟

صالح: و أنا إيش قلت؟ هي جد كذي! سكت شوي و كمل: أصلا أنا مستغرب منك، أنت إيش شفت فيها لتحبها؟ خلينا نحط جمالها بطرف، هي ما فيها شيء ينحب، و هو يرفع يدينه و يحرك أصابعه بمعنى بين قوسين: (بنت غنية لا غير)!

عصب أكثر بس فضل ما يرد عليه، سكر كمبيوتره بسرعة، قام و صار يمشي للمصعد.

صالح: على وين؟

أشر على الساعة المعلقة على الجدار و بعدها دخل المصعد و تسكر الباب.

صالح رفع عيونه للساعة و هو توه ينتبه أنه خلصت ساعات الدوام، تنهد بقلة حيلة و بعدها لف لكمبيوتره يخلص شغله بسرعة.



تحت – بمواقف الشركة...

ركبت سيارتها بسرعة و سكرت الباب، نزلت رأسها و صارت تبكي، جرحها بكلامه و أحرجها، ما كانت تعرف أنه يفكر فيها كذي، ما كانت تعرف أنه أي أحد يفكر فيها كذي، على الأقل ما هنا! وين ما تروح ما تفتك من كلام الناس، دوم يلاحقوها، يجرحوها و ما همهم، يفكروها بنت أبوها الدلوعة لو يعرفوا بس..، تعبت، تعبت من هالحال، تعبت تمثل هالدور، تمثل أنها عايشة حياتها و ما همها، يهمها و دوم كان يهمها، تتعمد عشان تنسى، تشغل نفسها بأي شيء ثاني لتريح بالها من اللي هي فيه، تخفف على نفسها، على قولتهم تـتـسلـى..!

غطت وجهها بيدينها و صارت تبكي أكثر، تبكي و تشهق، تشهق و كأنها تريد تطلع كل اللي كاتمته في قلبها، يمكن تهدأ، يمكن جد ترتاح، بعدت يدينها عن وجهها بعد فترة طويلة، ما تعرف كم مر عليها بالضبط و هي بنفس حالتها بس كل اللي تعرفه أن الدنيا بدت تتظلم من حوالينها، أخذت نفسي تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و صارت تمسح دموعها، نزلت يدينها لحضنها و ضلت لكم من دقيقة ترمش عيونها بدون أي حركة ثانية، بعدها عدلت جلستها و شغلت سيارتها، جت بتحركها بس لمحته، لمحته واقف عند سيارته و مثبت عيونه عليها، فتحت عيونها للآخر، شافها؟ شاف إنهيارها؟ شهقت، إيش بيفكر فيها ألحين؟ كيف بيفسر اللي صار؟ نزلت عيونها عنه و حركت سيارتها بسرعة.



عند عبدالرحمن...

ما كان متوقع يشوف اللي شافه، فكرها بتزعل بس ما كان يعرف أنها بتتأثر كذي، إنقبض قلبه عليها بس ما عرف إيش يسوي، يروح لها، يهديها؟ ما يقدر، بأي حق يروح لها؟ ما تحرك من مكانه و ضل يشوف عليها من بعيد، ما قدر يسمعها بس قدر يشوف حركة أكتافها، تقطع قلبه عليها، معقولة كلام صالح يكون السبب في حالتها؟ معقولة كل هذا بس بسبب كم كلمة؟ لا، مستحيل، يا ترى هي إيش مزعلها؟ إيش كاتمة في قلبها؟ ضل يلاحقها بعيونه لين طلعت بسيارتها من المواقف و إختفت، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها ركب سيارته، حركها و باله مشغول فيها.



بعد نص ساعة...

وقف سيارته قدام الفلة و رفع عيونه لها، قطب حواجبه بإستغراب، نزل و صار يمشي للباب بسرعة، نزل لمستواها و رفع رأسها له: منار!!

رفعت عيونها المليانة دموع له و بعدها رمت نفسها في حضنه و صارت تبكي: عـمـ.ـي.. عبـ.ـدالرحمـ.ـن..

عبدالرحمن بخوف: منار حبيبتي إيش فيك؟ إيش صاير؟ ليش تبكي؟

منار بنفس حالتها: طـ.ـردتـنـ.ـي..

عبدالرحمن و هو يقطب حواجبه أكثر: من؟ يمة؟!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تبكي أكثر

أخذ نفس بقلة حيلة: إيش سويتي؟

حركت رأسها بالنفي: و الله.. و الله.. مـ.ـا تعمدت.. ما تعـ.ـمدت.. كسرت.. بـ.ـالغلط..

عبدالرحمن و هو يمسح دموعها بهدوء: خلاص لا تبكي، هدي حالك!

منار بنفس حالتها: مـ.ـا راح.. ما راح تخـ.ـليني.. أدخل الفـ.ـلة مرة ثانية..

عبدالرحمن و هو يقوم و يقومها معاه: لا تخافي، أنا بقنعها، بتزعل منك يومين و بعدها بترضى! إبتسم لها و مسك يدها: خلاص إمسحي دموعك، خلينا ننادي البقية و نروح الدكان (بقالة)!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت معاه.



بعد شوي...

فتح باب الحديقة و صار يمشي للداخل، دخل و صار يلتفت حوالينه، يمرر نظره على التماثيل، المزهريات و غيرها من هالأشياء، طاحت عيونه على القطع المكسورة المرمية على الأرض، رفع عيونه للطاولة و لقاها فاضية، نزل عيونه للقطع و صار يمشي لها، نزل لمستواها و صار يلم القطع، مزهرية عادية، ما لها أي قيمة، لا معنوياً و لا مادياً بس هي كذي، ما تحب التغيير، كل شيء في هالفلة مثل ما كان قبل عشرين سنة و راح يضل نفسه بعد عشرين سنة، ما تحرك الأشياء من أماكنها و لا تسمح لأي أحد يحركها، طردت كم خدامة عشان هالسبب و ألحين ما عادت تخلي أحد يدخل الفلة، يخاف منها في أوقات بس بعدها يبعد هالفكرة و يقنع نفسه أنها حالة طبيعية، إيش لو هي متعلقة في بيتها شوي أكثر من البقية، في الكثير مثلها، لم القطع بسرعة، قام و شاف خالته تطلع من المطبخ، إبتسم و صار يمشي لها: سلام!

إبتسمت له بهدوء: و عليكم السلام! نزلت عيونها ليدينه و من ثم رفعتهم لعيونه: يا ولدي أنت إيش تسوي؟

عبدالرحمن و هو يمشي للمطبخ: برميهم!

عقيلة بخوف: إيش ترميهم، ما راح تخليك، هي تريدك تجمعهم و تركبهم مرة ثانية!

إبتسم و هو يشوف على القطع: خالتي مستحيل هالقطع تتركب مرة ثانية!

حركت رأسها بالموافقة و هي تمشي وراه: أنا أعرف هالشيء بس أمك من يفهمها؟

رماهم في السلة و من ثم إلتفت لها: أنا بفهمها!

: إيش تفهمني؟

إلتفتوا لها

زبيدة و هي تتقدم منهم بكرسيها: إيش تفهمني؟!

عبدالرحمن و هو ينحني و يبوسها على رأسها: كيفك يمة؟

زبيدة و هي تحرك رأسها بالنفي: ماني بخير، شفت هالشياطين إيش سووا؟ أنا كم مرة قلت لك لا عاد تخليهم يجوا للفلة بس أنت ما تسمعني، أنا خلاص، بعد اليوم ما أريد أشوفهم، ما أريدهم يجوا!

إبتسم لها و نزل لمستواها: يا يمة يا حبيبتي، حصل خيـ..

قاطعته بسرعة: إيش حصل خير؟ اليوم كسروا مزهرية بكرة بيكسروا شيء ثاني، أنا ما أريد هالشيء يصير، لا، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أريدهم يجوا للفلة و هذا كلامي!

عبدالرحمن و هو يحط يدينه على ركبها: يمة، أطفال، ما تعمدوا..

قاطعته مرة ثانية و بعصبية: أنت ليش تدافع عنهم؟ هم إيش يقربوا لك؟ أنا أمك، بدل ما توافقني في كلامي تجي توقف ضدي!

عبدالرحمن: يمة إيش هالكلام، أنا..

زبيدة و هي ترفع عيونها لأختها: عقيلة ما أنا قلت لك، ما قلت أنه ولدي متغير علي، شوفيه، و هي تأشر عليه: شوفيه كيف يكلمني.. صاروا هالأولاد أقرب لقلبه.. أقرب مني.. قالتها و بعدها نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل.

جمد و هو يشوف دموعها تنزل وحدة وراء الثانية على خدها، لعن نفسه ألف مرة و تمنى أنه يموت و لا يشوفها كذي، وعد نفسه أنه لو إيش ما يصير ما راح يخلي و لا دمعة تنزل من عيونها و هذا هو ألحين يشوف دموع، ما دمعة وحدة، قام بسرعة و حضنها: يمة، حبيبتي خلاص، خلاص لا تبكي، كل شيء و لا دموعك، ما أقدر أتحملها، و هو يبوسها على رأسها: خلاص، خلاص اللي تريديه يصير، بعد عنها و باس عيونها: اللي تريديه يصير، ما راح أخليهم يجوا، خلاص، أنتي أغلى من الكل، أنتي كل اللي عندي يمة، و هو يمسح دموعها: خلاص، لا تبكي، سامحيني، سامحيني!

زبيدة و هي تمسح دموعها: توعدني؟

عبدالرحمن و هو يحرك رأسه بالإيجاب بسرعة: أوعدك، أوعدك!

زبيدة حركت رأسها بالإيجاب و بعدها نزلت عيونها للسلة: المزهرية..

قاطعها و هو يمشي للسلة: و لا يهمك بحاول، بسوي شيء و بركبها!

إبتسمت له و بعدها طلعت من المطبخ.

غمض عيونه، أخذ نفس و زفر، حس بيد على كتفه ففتح عيونه و إلتفت لها

عقيلة و هي تطبطب على كتفه: لا تزعل حالك، هي تبكي بس عشانها تعرف أنك ما تقدر على دموعها، أختي و أنا أعرفها، تعرف توصل لـ اللي تريده!

قطب حواجبه: خالتي أنتي كيف تقولي عنها كذي، بتزعليني منك!

عقيلة و هي تضربه على كتفه: هذا اللي ناقص، أنت و تزعل مني! و هي تمسك أذنه و تشده: جرب و شوف!

عبدالرحمن و هو يحاول يبعد يدها: آآآآيي.. آآييي.. إنزين توبة خلاص ما أقول!

ضحكت و فكت أذنه: أيوا، خليك كذا!

إبتسم لها و صار يمسح على أذنه، نزل عيونه للسلة و من ثم رفعهم لها: تساعديني نركب القطع؟

ضحكت: ليش أنا ما عندي أشغال ثانية؟ و هي تطلع من المطبخ: ركبها لحالك!

ضحك بخفة و بعدها أخذ السلة للطاولة، سحب كرسي و جلس، طلع القطع، تنهد بقلة حيلة و صار يجمعها ببعض، طرت في باله، فغمض عيونه، فتحها و صار يفكر فيها.


***************************


صحى من النوم و هو يحس بصوت المنبه يخترق طبلة أذونه، قطب حواجبه بقوة و حط يدينه على أذونه يمنع هالصوت من أنها توصل له، تقلب و هو متضايق أكثر، الصوت أقوى، أقوى بكثير و لا شيء يمنعه، تقلب مرة ثانية و فتح عين وحدة يشوف على المنبه بعصبية، مد يده بس ما قدر يوصل له، عصب أكثر، جلس، سحبه من على الكمدينة و رماه للجدار بأقوى ما عنده، إنكسر و صارت القطع تطاير هنا و هناك، أخذ نفس ليهدي حاله و بعدها رجع حط رأسه على مخدته و غمض عيونه، قطب حواجبه مرة ثانية و هو يسمع نفس الرنين، لنفس المنبه، فتح عيونه و تقلب يشوف على الكمدينة، المنبه بعده موجود بمكانه بس.. و هو توه يستوعب، بس إطار صورتها مانه موجود، قام بسرعة، مشى للقطع المرمية و عيونه تدور على صورتها، شاف الصورة مع ما تبقى من الإطار طايح في إحدى الزوايا، صار يمشي لها بسرعة، قطب حواجبه بقوة و هو يحس بقطعة زجاج تنغرس في رجله، حط يده على الجدار يستند به، رفع رجله و سحب القطعة ليطلعها من رجله، طلعها و هو يشوف الدم اللي صار يتدفق من الجرح، ما إهتم، عدل وقفته و صار يكمل طريقه لصورة حبيبته، جلس على الأرض، أخذ الإطار و قلَّبه، طلع الصورة من الإطار و بعدها صار يمرر أصابعه عليها، يمررها و كأنه بتحس فيه، بتحس في لمسته..!

ما كان يؤمن بالحب، ما كان يصدق بوجوده، كان دوم يسمع فلان حب و علاَّن إنحب بس كان يقول خرابيط، ما يعرف كيف دخلت في حياته بالضبط، من وين طلعت له بس إستحوذت عليه، ملكته و خربطت له كل كيانه، حبها، عشقها بجنون، بوجودها كان يحس أنه ملك الدنيا و ما فيها، أصلاً هو ما كان يحتاج للدنيا، هي كانت دنياه، هي كانت تكفيه، ثلاث سنوات، ثلاث سنوات عاش فيها أحلى أيام حياته، ما زعلته، ما جرحته، سوت كل شيء يرضيه، قدمت نفسها له و هو قدم نفسه لها بكل ما فيه، كان ينتظر هذاك اليوم بكل شوق، يعد الأشهر، الأيام، الساعات، الدقائق، الثواني، ما كان يعرف أنه بيفقدها، ما كان يعرف انه يعد لـنـهـايـتـهـا..!

طاحت دمعته على صورتها فمسحها بسرعة، لم الصورة لصدره و كأنه يلمها هي، إشتاق لها، إشتاق لها بدرجة أنه يحس بكل شيء فيه يصرخ بإسمها، ضل بنفس حالته لشوي أكثر و بعدها صار يسمع الرنين مرة ثانية، إلتفت للمنبه و بعدها قام و صار يمشي له، جلس على السرير و سكره، حط الصورة على الكمدينة، أخذ نفس طويل و زفر، قام و صار يمشي للحمام.


.

.

.

.

.
تحت – بالصالة...

كانت جالسة على الكنبة و عيونها على الدرج، تنهدت و رفعت عيونها للساعة، 6:30، نزلتهم و من ثم رفعتهم للدرج مرة ثانية، هي اللي حطت المنبه في غرفته، حطته لتصحيه، ما راح تركب لجناحه اليوم، ما راح تصحيه، خلاص، قررت تزعل منه، ما راح تضعف له، ما راح تسامحه اليوم، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بكلامها، نزلت عيونها لها، شافتها متمددة على بطنها و هي تحاول تزحف للعبتها، إبتسمت، نزلت من على الكنبة و جلست على الأرض و هي تشجعها: وسن، يللا يا ماما، يللا يا أمي، تعالي.. و هي تمسك يدينها الصغيرة: يللا يا حبيبتي.. يللا!

صارت تحاول أكثر و أكثر، تحرك يدينها و تحرك رجولها و كأنها تسبح على الأرض، تقلبت على ظهرها، حركة، يمكن ما كانت تقصدها، فصاحت!

حملتها بسرعة و صارت تهزها بخفة: بس يا أمي بس، رفعت عيونها لباب المطبخ و بصوت عالي: مـاري!! مـاري، جـيـبـي مرضعة وسـن بـسـرعـة! مـار.. سكتت و هي تشوفها تركض لها.

ماري و هي تمد لها المرضعة: خذ ماما!

مريم و هي تأخذ المرضعة من يدها و تحطه في فم وسن الباكية: روحي شوفيه، قام!

ماري و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ما في روح عند بابا عادل.. أنت في يبكي و مشان أنت أنا في يبكي.. أنا زعلان من بابا عادل!

مريم ضحكت: خلي عنك الزعل و روحي، بس طلي على غرفته و إرجعي!

ماري و هي تحرك رأسها بالنفي مرة ثانية: لا، أنا زعلان!

مريم ضحكت مرة ثانية: ما أقول لك لا تزعلي، خليك زعلانة بس شوفيه، يللا يا ماري، عشاني!

ماري ضلت تشوف عليها بدون أي حركة!

مريم: يللا يا بنتي، عشان خاطري!

حركت رأسها بقلة حيلة: بس مشان أنت! لفت لتمشي بس شافته ينزل الدرج فنزلت عيونها لها: قام، و هي تأشر عليه: هزاك جاي!

مريم إلتفتت تشوف عليه و بعدها إلتفتت لماري و إبتسمت: خلاص، روحي كملي شغلك!

ماري حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للمطبخ.

مريم إلتفتت تشوف عليه و شافته جاي لها، لفت عنه و نزلت عيونها لوسن اللي نامت في حضنها.

إقترب منها و مثل كل يوم إنحنى ليبوسها، شافها في حضنها فتضايق و قطب حواجبه، إقترب أكثر و باسها على رأسها: كيفك يمة؟

رفعت عيونها له، شافته منزل عيونه لها و هو مقطب حواجبه، نزلت عيونها و ما ردت!

رفع عيونه لأمه و جلس على الأرض بجنبها: زعلانة؟

ما ردت عليه

نزل رأسه و أخذ نفس: يمة، لا.. ما قدر يكمل لأنها رفعت يدها لتمنعه من الكلام، إستغرب من حركتها، أول مرة تسويها، ما تكلم و هو ينتظرها هي لتقول اللي عندها!

مريم: بس، يكفي! إذا تفكر أني بسامحك اليوم مثل كل يوم عيل أنت غلطان!

عادل ضل يشوف عليها بدون أي كلمة.

مريم: أنا خلاص تعبت، أنا ما فيني أربيك و أتعب عليك من أول و جديد يا عادل، أنا ما فيني..

عادل: يمة..

مريم و هي تقاطعه: لا تقول لي يمة، أنت ما تقصدها، لو كنت تقصدها كان ما تعبتني كذي.. ما عذبتني معاك..

نزل رأسه و ما تكلم

مريم بهدوء: يا ولدي أنت لمتى راح تضل على نفس هالحالة.. لمتى؟ هي راحت.. صار لها سبعة أشهر.. ما راح ترجع، ما راح ترجع لو إيش ما سويت بحالك.. هذي حكمة رب العالمين..

عادل بهدوء غير اللي يحس فيه: يمة أترجاك خلينا ما نتكلم..

مريم و هي تقاطعه: يا ولدي لمتى راح أسكت.. ما أقدر.. ماني راضية على اللي أشوفه.. ماني راضية.. فكر فيها إذا ما تفكر فيني.. إذا هي كانت موجودة اليوم.. كانت بترضى بـ اللي تسويه في حالك؟ ها؟ و هي تحرك رأسها بالنفي: ما كانت بترضى، كانت بتمنعـ..

عادل و هو يقاطها: بس هي مانها موجودة.. و هو يرفع عيونه لها: مانها هنا لتمنعني!

مريم و دموعها تنزل: و أنا أمك؟ ماني كافية لأمنعك؟ ماني كافية؟!

عادل نزل رأسه و ما تكلم!

ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة و بعدها نزلت رأسها و صارت تبكي: أنا.. ما أريدك تضيع مني.. ما أريد أضيعك يا ولدي.. ما عندي غيرك.. ما عندي..

رفع عيونه لها، إقترب منها و حط رأسها على صدره

مريم و هي تبكي: عادل.. حبيبي.. لا تسوي في حالك كذي.. لا تسوي..

رفع يده و صار يمسح على رأسها بهدوء، ضل يسمعها بدون ما ينطق بحرف لين ما هدت.

بعدت عنه و رفعت عيونها لعيونه: لا تروح الليلة!

أخذ نفس و قام: أنا آسف! لف، مشى للباب و طلع للحديقة بسرعة!

حركت رأسها بقلة حيلة و رجعت تبكي!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

نزل من الدرج و صار يمشي للمطبخ، مر من الصالة و شافها متمددة على الكنبة تقلب في القنوات، نزل عيونه و من ثم لف و دخل المطبخ، شافه جالس على الطاولة ينتظره بعلب البيرة، إبتسم و مشى له، سحب كرسي بمقابله و جلس.

أيريك و هو يفتح علبة و يمدها له:

How is she now

(كيف حالها الآن؟)

ماكس و هو يأخذ العلبة:

She asks me about her

(أنها تسألني عنها)

و هو يأخذ نفس:

She wants to know where she is so she would go to her

(أنها تريد أن تعرف أين هي لكي تذهب إليها)

و هو يحرك رأسه بالنفي:

I don’t know what to say to her

(لا أعلم ماذا أقول لها)

أيريك إلتفت يشوف عليها و بعدها لف لماكس:

What about your studies? What are you going to do

(ماذا عن دراستك؟ ماذا ستفعل؟)

ماكس و هو يمرر يده في شعره بقلة حيلة:

I’ll leave my studies

(سأترك دراستي)

و هو يرفع عيونه ليشوف عليها و من ثم ينزلهم:

I can’t leave her alone

(لا أستطيع أن أتركها لوحدها)

أيريك حرك رأسه بتفهم، ما تكلم و عم الصمت، دام هالصمت لعدة دقائق و بعدها سمعوا صرختها.

مايسي بصراخ:

MAAAAAAAAX!!! MAAAAAAAAAX

(ماآآآآآآآآآآآآآآآآكس!!! ماآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآكس!!!!)

إرتجفت قلوبهم من الخوف، قاموا بسرعة و ركضوا لها، شافوها جالسة على الكنبة و لامة ركبها لصدرها، حاطة يدينها على عيونها، ترتجف و تصرخ!

جلس بجنبها بسرعة، سحبها لحضنه و بخوف:

Maisy, what’s wrong? What’s happening

(مايسي، ما بكِ؟ ماذا يحدث؟)

تعلقت فيه أكثر و صارت تبكي:

SHE DIED!! MOM DIED

(مـــاآآآآآتــت!! أمـــي مـــاآآآآآتــت!!)

توتر و حاوطها له أكثر:

What? What are you saying? Mom

(ماذا؟ ماذا تقولين؟ أمي..)

قاطعته و بنفس حالتها:

MAX!! MOM DIED

(مـاكـس!! أمــي مـــاآآآآآتــت..)

بعدت عنه و صارت تأشر على التلفزيون و من بين شهقاتها:

She died.., died.. she died just.. just like that woman.. she died.. died

(ماتت.. ماتت.. كما.. ماتت تلك المرأة.. ماتت.. ماتت.. أمي ماتت..)

سحبها لحضنه بسرعة و هو يحس بالعبرة تخنقه:

USH! Calm dawn, calm down

(أششش، إهدأي، إهدأي!)

رفع عيونه لـ أيريك و أشر له بمعنى سكر التلفزيون.

حرك رأسه بالإيجاب و سكره بسرعة.

حاوطها له أكثر، حملها و صار يمشي للدرج.



بعد فترة...

إقترب منها و طبع بوسة هادية على رأسها، قام و عدل لها البطانية، ضل واقف شوي يشوف عليها و بعدها أخذ نفس، لف و طلع من غرفتها، جا بيسكر الباب بس خاف أنها تقوم و ترجع لحالتها فحطه مفتوح، مشى للدرج و نزل للصالة، مشى للكنبة و جلس بجنبه.

أيريك و هو يعدل جلسته:

Is she fine

(أهي بخير؟)

حرك رأسه بالنفي و هو يرجعه لوراء، غمض عيونه و تنهد:

What am I going to do, Eric? What am I supposed to do

(ماذا أفعل يا أيريك، ماذا يجب علي أن أفعل؟)

فتح عيونه و إلتفت له:

Maisy is all I’ve got left, what am I to do to protect her

)مايسي كل ما تبقى لي، ماذا أفعل لكي أحميها؟!(

أيريك بهدوء:

Max, don’t worry, she’ll be fine, she is a kid, she’ll grow up, she’ll forget

(ماكس، لا تقلق، ستكون بخير، أنها طفلة، ستكبر و ستنسى!)

ماكس و هو يرجع يغمض عيونه:

She won’t forget in this house, not in this house, it will remind her of her, she’ll remember what happened

(لن تنسى في هذا المنزل، ليس في هذا المنزل، سيذكرها فيها، ستتذكر ما حدث!)

أيريك و هو يحط يده على كتفه:

Why don’t you and Maisy, move into my apartment

(لماذا لا تسكنا أنت و مايسي معي و بشقتي؟!)

ماكس و هو يلتفت له:

Your apartment

(شقتك؟)

أيريك و هو يحرك رأسه بالإيجاب:

Yes, my apartment, I know it’s a bit small but it’ll have you

(آههم، شقتي، أعلم أنها صغيرة و لكنها تسع لكما!)

ماكس و هو يرفع حاجب:

Really

(حقا؟)

أيريك إبتسم و حرك رأسها بالإيجاب

ماكس إبتسم له:

Thank you

(شكراً لك)

أيريك إبتسم أكثر و ما رد عليه، لف للتلفزيون و صار يقلب في القنوات.

ماكس ضل يشوف عليه لشوي و بعدها ضحك بخفة و لف للتلفزيون.


***************************


مسقط...

كان جالس في مكتبه يقال أنه مشغول في أوراقه بس سرحان و باله مشغول فيهم، ما يعرف كيف يعترف لهم، ما يعرف إيش يقول، ما يريد يصدمهم بس مانه قادر يفكر بطريقة أسهل من كذا، ما يريدهم يكتشفوا مع الأيام، لا، لازم يخبرهم لحاله، يمهد لهم بالأول، غمض عيونه و أخذ نفس يهدي حاله، فتحهم و هو يسمع دق على الباب: إدخل!

فتح الباب بهدوء و دخل: يبة، طلبتني؟

حرك رأسه بالإيجاب و صار يأشر على الكرسي بمقابله: تعال يا ولدي!

حرك رأسه بالإيجاب و سكر الباب بهدوء، جلس مكان ما كان يأشر و رفع عيونه له: خير يبة، إيش في؟

عبدالرزاق و هو يأخذ نفس: إسمعني يا ولدي و لا تقاطعني!

فهد إستغرب من أبوه بس ما علق، عدل جلسته و حرك رأسه بالإيجاب.

عبدالرزاق: يا ولدي أنا ................!



بعد فترة...

حرك رأسه بالنفي و هو مانه قادر يستوعب اللي سمعه، رفع عيونه له، شافه يشوف عليه و كأنه ينتظر رده، نزل عيونه و من ثم رفعهم له مرة ثانية: أنا.. أمم.. أنا ما أعرف إيش أقول!

عبدالرزاق: فهد أنا قلت لك هالكلام لأني أريدك توقف بجنبي..، أنا ما راح أقدر لحالي!

فهد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: متى.. و هو يأخذ نفس: متى راح تخبرهم؟

عبدالرزاق: ما أريد أستعجل، خلينا نخبرهم بعد خطوبتكم!

فهد: بس يبة الخطوبة لين ألحين ما تحددت!

عبدالرزاق: أنا كلمت هاشم و حددناها بعد أسبوعين!

سكت لشوي و بعدها قام: أنا.. أنا بطلع ألحين!

عبدالرزاق:حرك رأسه بالإيجاب و هو لف و طلع من المكتب، سكر الباب بهدوء غير اللي يحس فيه و نزل عيونه للمقبض، لين ألحين مانه قادر يصدق، كيف كذي؟ متى صار كل هذا؟ أخذ نفس و زفر بقلة حيلة، مشى لباب الصالة و بعدها طلع للحديقة، ركب سيارته و حركها.


***************************


الكل كان مندمج بالأكل، سوالف و ضحك ما عدا هي، منزلة عيونها ليدينها و كل شوي تبتسم لنفسها بحياء، ما كانت متوقعة مثل هالشيء يصير معاها، أبداً ما كانت مفكرة أنه أحد بيحبها، يحبها و يعترف بحبه لها، تحس غير، ما تعرف كيف تفسر هالشعور، ما كانت تعرف أنه كلمة صغيرة بأربعة حروف مفعولها قوي لهالدرجة، طبقت في بالها و صارت تردد نفسها في مسامعها، رفعت عيونها للبنات و من ثم نزلتهم ليدينها و صارت تتذكر اللي صار...

وقفت بجنب الشباك و هي تشوفه ينزل من سيارته و يمشي للداخل، إستغربت من جيته، ما من عوائده يزورهم، يزورهم و في هالوقت، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 3:05، إيش جابه؟ يمكن عشان عماد، حركت أكتافها بخفة لنفسها: و أنا إيش علي؟! ما إهتمت و مشت لكبتاتها، أخذت شيلتها، لفته على رأسها و صارت تمشي لبرع الغرفة، نزلت الدرج للصالة و شافته جالس مع أمها، إستغربت أكثر فمشت لهم بسرعة: سلام!

إلتفتوا لها: و عليكم السلام!

أزهار و هي تمرر نظرها ما بينهم و بفضول: إيش في؟ عن إيش تتكلموا؟

ما ردوا عليها

قطبت حواجبها بإستغراب و إلتفتت له، شافته يشوف عليها بنظرة ما قدرت تفهمها بس أربكتها، نزلت عيونها عنه بسرعة، لفت و صارت تمشي عنهم: أخـ.ـليكم! إلتفتت له مرة ثانية، شافته يلاحقها بعيونه، بلعت ريقها و صارت تركض للحديقة، طلعت و أخذت نفس تهدي حالها، مشت للكراسي و جلست، رفعت عيونها و ثبتتهم على باب الصالة و هي تحس بفضولها يقتلها، مانه جاي لعماد، ضربت رأسها بخفة و هي توها تتذكر، أصلاً عماد مانه موجود بالبيت، جاي عشان أمها، ليش؟ إيش يريد منها؟ إيش ما يريد هي إيش دخلها؟ خالته و هو جاي يزورها، ما يصير؟ لا، يصير، بس أول مرة يسويها، لكل شيء في أول مرة، ضربت رأسها مرة ثانية و هي تكلم حالها: بسك تخبصي، خلي الولد في حاله! حركت رأسها بحزم و قررت ما تفكر فيها، صارت تلتفت حوالينها بس ملت فرجعت تفكر فيه، تذكرت اللي صار آخر مرة، قطبت حواجبها، إيش كان يقصد بسؤاله، ما تعرف، يحيرها هالإنسان، عدلت جلستها و رفعت عيونها للباب، شافته يطلع و يجي لها، إرتبكت و ما عرفت إيش تسوي فوقفت.

تقدم منها بخطوات هادية و وقف قدامها

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم: أمم.. بتمشي ألحين؟!

ما رد على سؤالها

إبتسمت بإحراج: أعرف سؤال سخيف، أكيد بتمشـ.. ما قدرت تكمل لأنه إقترب منها بخطوة، إرتبكت من قربه فرجعت بخطوة لوراء: عبـ.ـدالله.. أنت..

قاطعها: أحبك!!!

رفعت عيونها له بصدمة: أنـت إيـش؟!؟!

إقترب منها مرة ثانية و بهمس: أنا أحبك!

رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بالدم اللي بجسمها يتدفق لخدودها، رفعتهم له بس نزلتهم بسرعة: أنت.. أنت إيش تقول؟

عبدالله بنفس الهمس: اللي سمعتيه، إقترب منها أكثر: أزهار يكفي، بسك تعلقيني كذي، بسك تعذبيني، ليش مانك قادرة تحسي فيني؟ إيش ناوية تسوي فيني؟ تجننيني؟ جننتيني! ليش بتقدري تجننيني أكثر من كذي؟!

أزهار و هي مرتبكة أكثر و هي تحس بدقات قلبها الجنونية: عـ.ـبدالله..

قاطعها بسرعة: أش! أنا بتكلم و أنتي بس تسمعيني!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة

عبدالله: خطبتك من خالتي..

فتحت عيونها: أنـت إيـش؟!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها: خطبتك للمرة الرابعة و هالمرة ما راح أسمح لك ترفضيني!

أزهار بنفس حالتها: أنا.. أنا..

عبدالله و هو يقاطعها مرة ثانية و بنبرة هادية، حادة بنفس الوقت: أنتي ما راح تكوني لغيري، فاهمة؟!

بلعت ريقها و حركت رأسها بالإيجاب بسرعة: فـ.. فاهمة!

إبتسم لها: أعتبرك موافقة؟

ما حست بحالها إللا و هي تحرك رأسها بالإيجاب!

رجعت من سرحانها و هي تحس بخدودها تحمر، منحرجة من حالها، معقولة وافقت؟ وافقت بهالسرعة؟ إيش يكون يفكر فيها ألحين؟ أكيد ميتة فيه! لا، هي أول مرة تمر في مثل هالموقف، ما عرفت إيش تسوي فكذي وافقت، رفعت عيونها تشوف على البنات، لين ألحين محد يعرف، ما خبرتهم، ما تتجرأ، تعرفهم، ما راح يسكتوا عليها، بيبهدلوها، نزلت عيونها و شبكت يدينها ببعض بحياء، ما راح تخبرهم ألحين، ما ألحين، على الأقل تنتظر لين ما أمها تفاتحها بالموضوع، تخبرها بموافقتها و بعدها هم بيعرفوا لحالهم، إبتسمت بحياء لنفسها، يعني خلاص ما راح تغير رأيها، ما راح تفكر، لا، ما في داعي للتفكير أصلاً، أحد يجي له شاب مثل عبدالله و يرفض؟ شاب مثله حلم كل بنت، حلم و راح يتحقق لها، إبتسمت أكثر بس إختفت إبتسامتها و هي تتذكر، إيش كان يقصد بالمرة الرابعة؟ ليش، هو خطب غيرها من قبل؟ تضايقت من هالفكرة فبعدتها عن رأسها بسرعة، ما راح تخلي شيء مثل هذا يكدر فرحتها، ما يهمها، هو ما يحب غيرها، و هي؟ و هي تحبه؟ لا، بس وين المشكلة، الحب بيجي بعد الزواج، ضحكت بخفة و بعدها إنتبهت لحالها، رفعت عيونها و هي تشوف الكل يشوف عليها بإستغراب.

بسمة: مالك يالهبلة؟ على إيش تضحكي؟

أزهار و هي تبتسم بإحراج: لا، أبداً، و لا شيء!

بسمة و هي ترفع حاجب بشك: إيش فيك اليوم؟ مانك معانا، سرحانة، في إيش تفكري، أقصد..، و بخبث: في من تفكري؟

إحمروا خدودها: لا، ما أفكر في أحد.. عادي.. يعني..

بسمة و هي تقاطعها: بعدين أفهم منك، لفت لباقي البنات و تكلمت: يللا، أنا بطلب الفاتورة و الكل يدفع!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يطلعوا فلوسهم.

إلتفتت لهم و من ثم لبسمة: أنا ناسية الشنطة في سيارتي، أروح أجيبها و أرجع!

بسمة و هي تمسك يدها: قولي يالبخيلة أنك ما تريدي تدفعي و راح تهربي ألحين؟!

أزهار: اللبيب بالإشارة يفهم!

بسمة: هههههههههههه!

أزهار ضحكت، فكت يدها منها و قامت: ألحين بجي!

بسمة مسكت يدها مرة ثانية: عادي خليك، ما في داعي، أنا بدفع لك!

أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، أنا تلفوني بعد في الشنطة، برجع ألحين!

بسمة و هي تفك يدها: بعطيك دقيقتين، إن ما رجعتي يعني هربتي!

أزهار ضحكت: أوكي! لفت و صارت تمشي لبرع المطعم، طلعت و هي تشوف على سيارتها، موقفتها بالجهة الثانية من الشارع، إلتفتت حوالينها، الشارع فاضي، أخذت نفس و صارت تمشي لتقطع الشارع، وقفت بنصه و قطبت حواجبها بقوة، رجع لها الصداع و رجعت الومضات، أحداث متقطعة، غير مفهومة، مرة تشوف نفسها تبكي، مرة تصرخ، تشوف ناس ما تعرفها، تشوف سيارة مسرعة متجهة لها، سمعت صوت البوري و رفعت عيونها، سيارة مسرعة مثل هالسيارة اللي جاية لها، جاية لتصدمها، شهقت و هي توها تستوعب اللي يصير، إرتجفت و هي ما تعرف إيش تسوي، غطت وجهها و هي تصرخ و كأنها بهالطريقة بتمنع الصدمة: لاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ!

كانت عيونه طول الوقت على الشارع، ما يعرف كيف سرح لدقيقة و لما إنتبه لحاله، شافها واقفة في نص الشارع و كأنها تنتظره، إرتبك و حط يده على البوري بسرعة، صار الماضي يكرر نفسه، يتكرر في عيونه، لا، ما راح يسمح لهالشيء يصير، ما مرة ثانية، سمع صرختها و إرتبك أكثر، دعس على البريك بقوووة و ....!



.

.

.

.

.


نهاية البارت...

أعرف أنه قصير شوي بس بسبب الأمطار اللي تصير عندنا و تشوط الكهرباء ما قدرت أطوله.. 

بارت الجاي راح يكون أطول من كذا إن شاء الله و راح يكون بيوم الإثنين كالعادة..

إنتظروني..


تفاحتكم!

.

.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:22 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (4)...

If the wishes made out of the shooting stars really came true

Then I would’ve wished for you to love me the way I do

©

.

.

.

.

.


طلع من الفلة و هو باله مشغول بكلام أبوه، ما يعرف إذا يلومه على اللي صار و لا يوقف معاه، ما يعرف كيف قدر يغلط مثل هالغلطة، ما هو حذر في كل خياراته، ما يخطي خطوة إللا و هو عامل حساباته، ما يتخذ قرار إللا و هو ضامن نجاحه، عيل كيف قدر يغلط ألحين؟ كيف قدر يغلط كـذي؟ مانه قادر يصدق! تنهد بقلة حيلة و هو يوقف السيارة على الإشارة الحمراء، أسبوعين، أسبوعين و راح يخبر الكل بهالشيء، ما راح تكون سهلة، مانها سهلة أبداً، حياتهم راح تختلف، ما راح يقدروا يتقبلوا حياتهم الجديدة، ما بهالسرعة، رفع عيونه للإشارة و شافها تتحول للخضراء، حرك السيارة و رن تلفونه، نزل عيونه للتلفون و من ثم رفعهم للشارع، نزلهم للتلفون مرة ثانية، مد يده و أخذه، رفع عيونه للشارع و بعدها رد: ألـ.. ما قدر يكمل لأنه قاطعه بسرعة.

: فهود وين ما تكون تعال لي ألحين، تعال بسرعة، تعاآآآل!!

قطب حواجبه بإستغراب: خير؟ إيش فيك جنيت؟ شـ..

قاطعه مرة ثانية و بفرح يوضح من صوته: بجن، جد بجن، تعاآآآل و راح أخبرك بكل شيء بس أنت وصل نفسك عندي بأسرع ما يمكن، ماني قادر أمسك حالي!

إبتسم و هو بعده مستغرب من حالته : عبود حاول تهدي حالك، بجي بس وينك ألحين؟

عبدالله: شاطئ ..... .

فهد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: عطيني 10 دقائق و بكون عندك!

عبدالله: 10 و بس!

فهد: إن شاء الله!

سكر منه و لف بسيارته للشارع البحري، رفع حاجب و هو مستغرب من حالته، إيش فيه؟ إيش صاير؟ مبسوط و هالشيء واضح من صوته، بس ليش؟ كل شيء تصلح؟ معقولة تكون وافقت عليه؟ إبتسم على هالفكرة، وافقت و أخيراً، ضحك و هو جد يتخيله يجن، هو أكثر واحد يعرف إيش كثر هو يعشقها، كان دوم يكلمه عنها، يكلم عن معاناته بحبها، كانت كحلم، أُمنية صعب يحققها، معقولة هالأُمنية تحققت؟ تحققت له؟ ما يعرف كيف يفسر حبه لها، مجنون و ذايب في هواها، شعور هو لين ألحين ما مر فيه، ما يعرفه، تخيلها فإبتسم لنفسه، معقولة يجي يوم و يحبها، يحب، و هو يهمس لنفسه: أساور؟! سرح بفكره في خيالها، مانه قادر يتخيل حياته معاها، لين ألحين يحسها بعيدة، ما يعرفها، ما يعرف عنها الكثير، تنهد و بعدها إنتبه لحاله، بعدها عن رأسه و رفع عيونه للشارع، شافها واقفة في نص الشارع و كأنها تنتظره، فتح عيونه للآخر و إرتبك، حط يده على البوري بسرعة، صار الماضي يكرر نفسه، يتكرر في عيونه، لا، ما راح يسمح لهالشيء يصير، ما مرة ثانية، سمع صرختها، إرتبك أكثر و دعس على البريك بقوووة.

توقفت السيارة قدامها و هم ما يفصلهم إللا مسافة عدة سنتيمترات، ضل ماسك السكان و هو يرمش عيونه و كأنه يريد يستوعب اللي صار، يتنفس بسرعة و دقات قلبه تتسابق مع بعضها، بلع ريقه بصعوبة و بعدها حاول يأخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و ثالث و بعدها فك حزامه، فتح الباب و نزل.

كانت بعدها مغطية وجهها بيدينها، صرختها اللي إندمجت بصوت البوري، إختفت مع إختفاء صوته، كانت تنتظر الصدمة، تنتظرها في أي لحظة، ما توقعت السيارة بتوقف، ما توقف إللا لما تصدمها، إنتبهت لحالها لما سمعت صوته، صوته المرتجف!

فهد و هو يوقف بجنبها و بخوف و توتر: أنتـ.. أنتي بخير.. أنتي بخير؟!

ما ردت عليه، فتحت عيونها بتردد و بعدها نزلت يدينها المرتجفة عن وجهها، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للسيارة، ضلت تمرر نظرها ما بينهم لعدة ثواني و هي تحس بكل خلية بجسمها يرتجف، مانها قادرة تحس برجولها، نزلت عيونها للأرض و هي تحس الدنيا تدور فيها، حطت يد على السيارة تستند به، حاولت تلتقط أنفاسها بس فشلت، نزلت بهدوء غير اللي تحس فيه و جلست على الأرض!

إرتبك من حركتها أكثر فنزل لمستواها بسرعة: أنتي بخير؟ صار لك شيء؟ تعورتي؟ و هو يمرر يده على وجهه بإرتباك: أمم.. خلينا.. خلينا نروح للمستشفى..، يفحصوك و نتأكد!

ما ردت عليه، تسمعه بس كلماته غير مفهومة لها، رفعت يدينها و حطتهم على صدرها، أخذت نفس طويــل و زفرت، أخذت نفس ثاني و بعدها إلتفتت له.

فهد بنفس حالته: تسمعيني؟ فيك شيء؟ تكلمي.. إنطقي بليز قولي شيء.. إذا متعورة.. قومي معاي.. رفع يدينه لأكتافها بس إنتبه لحاله و تراجع بسرعة: يعورك شيء؟

ضلت تشوف عليه لكم من ثانية و بعدها حركت رأسها بعدم تصديق: فـ.. فهد عبدالرزاق الـ.... ؟!

فهد و هو توه بس يتذكرها: أز.. أزهار؟!!؟

أزهار و هي ترمش عيونها: كنـ.. كنت.. بتموتني!

فهد نزل عيونه و من ثم رفعهم لها: أنا.. أنا آسف.. قومي، إمشي معاي بأخذك للمستشفى!

أزهار بنفس حالتها: كنت.. بتموتني.. بتموتني.. و بصوت عالي شوي: بـتـمـوتـنـي؟؟!!

إرتبك بس عصب بنفس الوقت: أنتي اللي كنتي بتموتي حالك؟ إيش موقفك بنص الشارع؟!

قطبت حواجبها: كنت بتموتني!

فهد قام و بعصبية: أنـتـي كـنـتـي راح تـمـوتـي حـالـك و تـطـيـحـيـنـي بـألـف مـشـكـلـة!

حركت رأسها بالنفي: أنت كنت بتموتني!

عصب أكثر: أنـتـ.. ما قدر يكمل لأنها طاحت مغمي عليها، فتح عيونه للآخر: أزهــ..

: أزهـــــار!!!!!

إلتفت لهم و هو يشوفهم يركضوا لها

تجمعوا حوالينها و بخوف: أزهار إيش صار لك؟/ يا ربي إيش فيها؟/ إيش سوى فيك؟/ زوز إفتحي عيونك!!

أساور و هي ترفع عيونها له و بصوت عالي: إيــش ســويــت فــيــهــا؟!

فهد بسرعة و بإرتباك: أنا ما سويت شيء.. كانت واقفة بنص الشارع و كنت شوي و أصدمـ..

الكل: صــدمــتــهــا؟!؟!

فهد: لاآآآآ!! ما صدمتها بس هي.. هي من الخوف أغمي عليها.. أنا.. أمم.. و هو يفكر بسرعة: خلونا نأخذها للمستشفى.. تتطمنوا عليها!

بسمة و هي تحاول تقومها مع فرح: ما في داعي، بنأخذها لحالنا بس والله إن صار فيها شيء ما نخليك!

فهد: قلت لك ما سويت شيء.. و بعدين أنا أعرفها.. ليش أتعمد أصدمها يعني؟!

فرح بإستغراب: من وين تعرفها؟

إلتفت لأساور و من ثم لها و هو يأشر عليها: أنا خطيبها!

إلتفتوا لها و كأنهم يريدوا يتأكدوا منها

رفعت عيونها له تتأكد من شكله بس ما تتذكره، هي أبداً ما رفعت عيونها لتشوفه، إرتبكت و هي تشوفه يرفع حاجب و يتكتف، نزلت عيونها بسرعة!

حنين و هي تلتفت حوالينها: بنات خلونا نمشي.. ما حلوة.. الكل يشوف علينا!

إلتفتوا حوالينهم و هم يشوفوا الناس اللي صاروا يتجمعوا، قاموا، قوَّموا أزهار المغمي عليها و من ثم صاروا يمشوا لسياراتهم.

ضل واقف يشوف عليها شوي و بعدها مشى لها بسرعة و وقفها: أساور!

وقفت بس ما دارت له

مشى لها و وقف قدامها: و الله ما كنت أقصد، ما أعرف إيش صار فيها، يمكن خايفة..

بسمة: أساور!

إلتفتت لها

بسمة: يللا خلينا نمشي بسرعة!

حركت رأسها بالإيجاب، إلتفتت له و من ثم لفت عنه و صارت تمشي.

ضل واقف يشوف عليهم و هم يركبوا سياراتهم و يحركوها بسرعة، إختفوا و ما عاد في أي أثر لهم، أخذ نفس و زفر بقوة، أخذ نفس ثاني و بعدها لف و مشى لسيارته، سمع تلفونه يرن فصار يمشي بخطوات أسرع، ركب و أخذ تلفونه، عبود يتصل بك، قطب حواجبه و هو توه يتذكره، سكر الباب، حرك السيارة و رد: شوي و أكون عندك.. لا تسأل.. بجي و بخبرك بكل شيء.. أيوا.. يللا سكر.. سكر يا رجال لا تجنني.. قلت لك بجي و بخبرك.. أيوا.. آههم.. باي..! سكر منه و رمى تلفونه للمراتب الخلفية، حك رأسه بقلة حيلة و تنهد.



بعد فترة...

فهد و هو يعدل جلسته: و هذا اللي صار!

عبدالله: الحمد لله جت سليمة!

فهد: الحمد لله، سكت شوي و بعدها قطب حواجبه و تكلم: بس هي إيش موقفها في نص الشارع؟ مجنونة يعني؟ أهرن لها و ما تتحرك، تريد تموت الغبية و تقول لي أنا اللي أريد أموتها!

عبدالله إبتسم: إنزين هدي حالك، حصل خيـ..

فهد و هو يقاطعه بعصبية: إيش حصل خير؟ زين قدرت أوقف السيارة كان ألحين هي بالمستشفى و أنا بالمركز!

عبدالله: هههههههههههه!!

فهد و هو يرفع حاجب: يضحك؟

عبدالله و هو يحرك رأسه بالإيجاب: هههههههه.. ليش.. ليش معصب.. هههههه.. معصب كذي؟!

فهد و هو يضربه بوكس على كتفه: أيوا، إضحك، إضحك أنت إيش عليك؟ طاير و من قدك!

عبدالله صار يضحك أكثر

فهد حرك رأسه بقلة حيلة و بعدها إبتسم: بسك عاد!

عبدالله و هو يحاول يهدي حاله: هههه.. أحم.. لا تلومني و الله فهود مانك قادر تحس اللي أنا أحس فيه، مستحيل تقدر!

فهد و هو يرفع حاجب: جربني!

عبدالله حرك رأسه بالنفي: ماني قادر أدور على كلمات تناسبني، غير، ما راح تفهم!

فهد ضحك و قام: لما تحصل على..، و هو يحرك أصابعه بمعنى بين قوسين: (كلمات مناسبة) إتصل فيني! و صار يمشي.

عبدالله: على وين؟

فهد ما لف له و لا رد، حرك يده بـ باي و مشى لسيارته.

ضل يشوف عليه لين ما بقى غير طيفه، إبتسم، قام و من ثم صار يمشي لسيارته.


***************************


صحت و هي تحس بكفوفها الخفيفة متتالية على خدها، بعدت يدها و من ثم فتحت عيونها.

حنين و هي تحط يد على قلبها و تأخذ نفس بإرتياح: صحت، الحمد لله صحت!

أزهار و هي ترفع عيونها لبسمة: إيش.. إيش صار؟

بسمة و هي توقف سيارتها قدام المستشفى و تلف تشوف عليها: الحمد لله، زوز كيف صرتي ألحين؟

أزهار و هي تعدل جلستها: ما فيني شيء.. و هي تتذكر: كان بيموتني!

حنين: بس ما صدمك صح؟

أزهار حركت رأسها بالنفي و أخذت نفس: لا، ما صدمني.. نزلت رأسها و حطت يدينها عليه: الغلط مني أنا.. أنا ما أعرف إيش صار فيني، وقفت قدامه.. و ما أعرف.. ما أعرف إيش اللي صار..

حنين و هي تحاوطها من أكتافها لتهديها: أششش، خلاص، حصل خير، الحمد لله جت سليمة!

بسمة و هي تفك حزامها: يللا، خلينا ننزل، يفحصوك و نتطمن عليك!

أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، ما في داعي.. أريد أرجع البيت..

بسمة و هي تقاطعها: زوز، بلا دلع خلينا..

قاطعتها: بسوم بليز.. أريد أرجع البيت!

بسمة حركت رأسها بقلة حيلة و من ثم لفت للقدام و حركت السيارة.

أزهار و هي تلتفت لحنين: فرح و أساور وين؟

حنين: ورانا، بسيارتك!

لفت تشوف عليهم و بعدها لفت للقدام و ريحت رأسها على المرتبة.



بعد شوي...

دخلت غرفتها، سكرت الباب و من ثم إستندت به، غمضت عيونها و أخذت نفس، الموقف اللي صار ما كان غريب عليها و كأنها مرت فيه من قبل، فتحت عيونها و مشت لسريرها، فسخت عبايتها و شيلتها و من ثم جلست، فتحت درج الكمدينة و صارت تدور في الدفاتر الموجودة، أخذت أقدم دفتر و فتحته على أول صفحة، كانت لقبل 8 سنوات، بدت تكتب يومياتها فيه لتتذكر نفسها، تتذكر اللي ضيعته من عمرها، قالوا لها حادث، بس ما قالوا لها كيف صار، ليش و هم وين كانوا، ما تعرف، يا ترى كان مثل اللي صار اليوم؟ ما تعرف، مانها قادرة تتذكر، قطبت حواجبها، سكرت الدفتر بسرعة و رمت نفسها على السرير بقهر، عندها أسئلة كثيرة بس مانها قادرة تدور على أجوبتها، حاولت بس دوم يسكتوها و يضيعوا السالفة، يا ترى إيش اللي صار؟ أوقات تشك أن هذولا جد أهلها بس تبعد هالفكرة بسرعة، إن ما كانوا هم أهلها عيل وين أهلها، ليش ما يعرفوا عنها، هالفكرة بعيدة، تنهدت بقلة حيلة، قامت و مشت للمراية، رفعت قميصها من ظهرها و هي تشوف على الوسوم، يا ترى إيش سببها؟ يمكن هي مانها وسوم مثل ما هي تعتقد، يمكن صارت بالحادث اللي صار لها، تنهدت مرة ثانية و نزلت قميصها، مشت لكبتاتها، أخذت بجامتها و من ثم دخلت الحمام.



الصبح – على طاولة الفطور...

جلست على كرسيها و رفعت عيونه له، حركت رأسها بقلة حيلة و هي تشوفه مثبت عيونه على صحنه بس ما يأكل، صار له يومين راجع من السفرة بس طول الوقت ساكت و سرحان، منشغل بالها عليه، لما تسأله يقول لها الإجتماع اللي سافر عشانه ما مر مثل ما كان متوقع، تنهدت، حطت يدها على كتفه و بهدوء: هاشم!

إنتبه لحاله و إلتفت لها

سميرة: إيش فيك؟ إيش شاغل بالك؟

هاشم إرتبك بس ما حب يبين لها فإبتسم و حرك رأسه بالنفي: لا، أبداً، أفكر في عقد الشراكة اللي بوقعها مع عبدالرزاق بعد أسبوعين!

سميرة: خلاص بتوقعوا على العقد؟

هاشم حرك رأسه بالإيجاب: راح نوقعه..، إبتسم أكثر و هو يتذكر اللي صار: ما عنده إللا يوقع هالعقد!

سميرة حركت رأسها بالإيجاب و صارت تأكل بهدوء

: صباح الخير!

إلتفتوا له: صباح النور!

عماد و هو يسحب كرسي و يجلس: أزهار و أساور وين؟

سميرة: أساور طلعت للجامعة و هذيك بعدها نايمة!

عماد و هو يلتفت لأبوه: يبة أنت ليش ما توظفها عندك بالشركة، تطلع، تستانس شوي بدل ما جالسة بالبيت كذي لا شغل و لا مشغلة!

هاشم جا بيرد عليه بس هي تكلمت قبله

سميرة: ما في داعي، هي بنفسها ما تريد تشتغل، خلوها بالبيت أحسن، معاي و تونسني شوي!

عماد إلتفت لأمه و هو يرفع حاجب: يمة من جدك؟ أنتي طول الوقت طالعة، هي تضل وحدها في البيت مع الخدامات..

قاطعته و هي تقوم: ألحين أنت جاي تحاسبني على طلعاتي؟! لا تنسى، أنا..، و هي تأشر على نفسها: أنا أمك ما العكس!

عماد: يمة أنا ما أقصد..

قاطعته مرة ثانية و هي تمشي: بس خلاص، ما أريد أسمع، هذا اللي ناقص، أولادي يحاسبوني على آخر عمري.. بعد صوتها تدريجيا لين إختفى!

قطب حواجبه و إلتفت لأبوه: يبة أنا ما كنت أقصد.. ما قدر يكمل كلامه لأنه قام و قاطعه.

هاشم: إمشي معاي، أريدك في مكتبي!

عماد: يبة بس..

هاشم و هو يمشي: إلحقني!

عماد قطب حواجبه أكثر، ترك اللي بيده و قام يلحقه، دخل المكتب وراه و من ثم سكر الباب و إلتفت له، شافه يجلس على كرسيه و يأشر له يجلس بمقابله، جلس مكان ما كان يأشر و بدأ: يبة، أنا..

هاشم و هو يقاطعه: ما ناديتك لأكلمك عن أمك!

عدل جلسته و بإستغراب: عيل؟

هاشم: فرح!

رفع عيونه له و من ثم نزلهم: إيش فيها؟

هاشم: ملكتك بكرة و راح تأخذها و تسافر!

عماد: يبة أعرف هالشيء ما لازم تذكرني فيه!

هاشم: أنا كلمت عمك اليوم..

عماد حرك رأسه بمعنى كمل

هاشم و هو يكمل: فرح فيها عمى ليلي!

عماد لا تعليق

هاشم: بنت عمك أمانة برقبتك يا عماد، تأخذها لبلد الغرب ما يعني أنك تهملها، بتكون زوجتك، أسرع ما رضيت بهالشيء أحسن لك!

عماد قطب حواجبه و ما رد

هاشم و هو يعدل جلسته: يكفي أننا تكلمنا في هالموضوع من قبل، ما لازم أعيد و أزيد، بيتي ما فيه أي مكان للأجنبية، هذي فرح راح تبعدك عنها، أتمنى أنك تعقل و تفكر في حياتك معاها!

عماد و هو متضايق من هالسيرة: يبة، مثل ما قلت، ما في داعي نعيد و نزيد، و هو يقوم: إذا ما عندك شيء ثاني تقوله، بمشي!

هاشم و هو يأشر له يجلس مرة ثانية و بنبرة حادة شوي: ما خلصت كلامي!

تنهد بقلة حيلة و جلس

هاشم و هو يأخذ أحد الملفات المحطوطة على الطاولة و يمده له: تقرير لحالة فرح، أنا تكلمت مع أحد الدكاترة لمستشفى ......، قال لي أنه يمكن يعالجها، حاول تأخذها له في أول الأسابيع، ما يصير تتأخر كثير!

عماد و هو يأخذ الملف: إن شاء الله!

هاشم و هو يأشر على الباب: تقدر تروح!

حرك رأسه بالإيجاب، قام و صار يمشي للباب، حط يده على المقبض و جا بيفتحه بس وقفه.

هاشم: عماد!

لف يشوف عليه

هاشم: أنت شقتك قريبة من جامعة بريستول؟

عماد حرك رأسه بالإيجاب: ليش يبة، في شيء؟

هاشم و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، بس في شخص أعرفه يدرس في هالجامعة!

عماد: يبة حتى أنا أدرس بنفس الجامعة!

هاشم: أيوا أعرف، أبو ناصر تعرفه؟

عماد حرك رأسه بالنفي: ما أتذكر!

هاشم: عيل ما بتعرف ولده!

عماد حرك أكتافه بخفة: يمكن! لف، طلع من المكتب و سكر الباب وراه.

ضل يشوف على الباب المتسكر شوي و بعدها نزل رأسه و حط يده عليه، أخذ نفس و تنهد بقلة حيلة، صعبة اللي يمر فيه، ما يقدر يصارحهم فيه، يكفي سواها مرة و لين ألحين يندم عليه، ما يقدر يصدمهم مرة ثانية، ما كذي..!


***************************


وقفت قدام المراية تمشط شعرها، رفعتهم و ربطتهم، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 11:30، دائماً في مثل هالوقت تكون بمكتبها، تشتغل على كمبيوترها، تضحك مع زميلتها بس اليوم هي بالبيت، ما راحت لأنها ما تريد تشوفه، ما تعرف كيف تتصرف بعد اللي صار، ما تعرف إيش تسوي، أمها إستغربت منها، أول مرة تغيب عن الدوام بس ما عندها إللا تكذب عليها، خبرتها أنها تعبانة، ما لها نفس تداوم، عرفت من نظرتها أنها ما إقتنعت بكلامها بس مشتها عليها، تنهدت و مشت للباب، فتحته و طلعت، الصالة فاضية و البيت هادي، الكل بمدرسته، سمعت صوت من المطبخ فمشت لها، وقفت عند الباب و هي تشوفها معطيتها ظهرها، تقطع الطماط و تتمتم بكلام غير مفهوم لنفسها، إبتسمت و مشت لها: ماما، هاتي عنك أنا بقطعه!

كريمة إلتفتت لها و إبتسمت: لا يا حبيبتي، أنا بسويه لحالي، أنتي تعبانة، روحي إرتاحي!

ناهد إرتبكت شوي: لا.. ماما، أمم.. صرت أحسن!

كريمة بشك: بهالسرعة؟

ناهد إرتبكت أكثر: ماما، ما كنت.. ما كنت تعبانة كثير بس شوية ألم في بطني و الحمد لله خف!

كريمة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: الحمد لله!

ناهد و هي تقترب منها أكثر و تأخذ السكين من يدها: هاتي!

كريمة إبتسمت و راحت تغسل يدينها، فتحت الحنفية و إلتفتت لها: ناهد!

إلتفتت لها: أيوا!

كريمة: كلمتي خالد؟

تذكرت اللي صار فلا إرادياً رفعت يدها و صارت تمسح خدها، إنتبهت لحالها، إرتبكت و نزلته.

كريمة ما إنتبهت لحركتها فعادت سؤالها: كيف يا بنتي كلمتيه؟

ما عرفت إيش ترد عليها فنزلت رأسها و ضلت ساكتة.

كريمة إقتربت منها و صارت تمسح على رأسها بهدوء: أعرف يا بنتي، مانها سهلة عليك تطلبي كذي بس نحن ما عندنا غيره، إذا لين ألحين ما كلمتيه، كلميه بكرة، صاحب البيت أمس متصل يذكرنا بالتاريخ، ما نقدر نتأخر، على الأقل لما تكون الفلوس عندنا، ندفع له و بعدها بنسأله لمهلة كم من يوم، بس كذي ما راح يرضى، سكتت شوي و كملت: فراس يقول أنه شاف ملحق للإيجار، ملحق بغرفتين، مطبخ، حمامين، مثل هالبيت، يكفينا و كثير علينا بس صاحب البيت يريد مقدم، يريد 150 ريال مقدماً!

ناهد لا رد

كريمة: ناهد يا أمي فكري في أخوانك، ما راح يقدروا بدون سقف على رؤوسهم، سقف يحميهم من الحر و البرد، سقف يجمعهم!

ناهد غمضت عيونها، أخذت نفس و فتحتهم، مسكت يد أمها و نزلته، حاوطته بيدينها و بهدوء غير اللي تحس فيه: لا تخافي ماما، إن شاء الله خير، بدفع فلوسه بعد بكرة!

كريمة إبتسمت: يعني كلمتي خالد؟

ناهد غصبت إبتسامة على شفايفها و ما ردت

كريمة إبتسمت أكثر و باستها على رأسها: الحمد لله، الحمد لله، كنت أعرف أنه بيساعدنا، كنت أعرف أنه بيوقف معانا، الله يسعده و يخليه لكل عين ترجيه، الله يوفقه في الدنيا و الآخرة! طلعت من المطبخ و هي تدعي له.

إختفت إبتسامتها، نزلت رأسها و كلامه يدور في مسامعها: ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني، لا تكابري، وافـقـي! ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني، لا تكابري، وافـقـي! ناهد أنتي محتاجة لي، راح تحتاجيني، لا تكابري، وافـقـي!

غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها من النزول، فتحتهم و طلعت من المطبخ بسرعة، مشت للغرفة، دخلت و سكرت الباب وراها، مشت للكبتات، فتحتها و نزلت لرفوف ملابسها، إلتفتت تشوف على الباب المسكر و بعدها لفت عنه و بعدت ملابسها، شافت الصورة مقلوبة، محطوطة مثل ما حطتها قبل ثلاث سنوات، حاولت تمسك نفسها كثير، اللي تعيشه في حياتها يكفيها، ما عندها وقت لتبكي عليه، ما عندها وقت لتحزن و تتذكره بس في هاللحظة تحس نفسها محتاجة له، محتاجة لوقفته بجنبها، مشتاقة له، أخذت نفس و قلبت الصورة، واقف بجنبها بإبتسامة هي تعشقها، طاحت دمعتها، فجلست على الأرض، إستندت بالكبتات، لمت ركبها لصدرها و من ثم لمت صورته لها، ما تعرف إيش تسوي، ما عادت تعرف، ما عندها إللا حل واحد، نزلت رأسها و صارت تبكي، ما عندها إللا تروح له، ما عندها إللا تعرض نفسها له..!


***************************


طلعت من الكلاس و هي منزلة عيونها لشاشة تلفونها تقرأ رسالته: كلاس 104 – بإنتظارك! إبتسمت لنفسها و صارت تمشي بخطوات أسرع، ركبت الدرج و لفت لممر الكلاسات، عدت باب 101، 102، 103، إبتسمت أكثر و هي تشوفه من الباب الزجاجي، جالس على طاولة المحاضر، منزل رأسه و يلعب في تلفونه، وقفت، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها تقدمت بهدوء غير اللي تحس فيه، فتحت الباب و هو رفع عيونه لها.

شهاب و هو يقوم و يبتسم لها: و أخيراً!!

إبتسمت: تأخرت عليك!

شهاب حرك رأسه بالإيجاب: تأخرتي و كثير! سحب كرسي و أشر لها تجلس.

إبتسمت بحياء و مشت له، حطت كتبها على الطاولة و جلست: آسفة بس ما قدرت أطلع من المحاضرة قبل كذا!

شهاب و هو يحرك رأسه بتفهم: عذرتك!

أساور ضحكت: مشكور هههههه!

حط يد على قلبه و تنهد بحالمية.

رفعت عيونها لعيونه بس نزلتهم بسرعة و هي منحرجة من نظراته، حست فيه يقترب فإرتبكت، إرتبكت أكثر و هي تحس بيده يمسك يدها، سحبت يدها من يده بسرعة، زحفت بكرسيها لوراء و بنبرة حادة: شـهـاب!!

إرتبك من حركته فقام يتدارك الموقف: أساور أنا..

أساور قاطعته و هي تقوم: شهاب أنا قلت لك هالشيء من قبل، ما أرضاها على نفسي و إن كنت جد تحبني ما راح ترضاها علي!

شهاب و هو يقطب حواجبه: أساور أنا أحبك جد و أنتي تعرفي هالشيء، حبيت أحس فيك، أشوف يدك بيدي و لو لمرة، إنخطبتي و راح تصيري لغيـ..

أساور و هي تقاطعه: شهاب ليش تقولها كذي؟ ما أنت وعدتني أني ما أكون لغيرك؟ فـ ليش ألحين تقولها كذي؟

شهاب و هو ينزل رأسه و يحركه بالنفي: ماني عارف إيش أسوي، ما أعرف، أخاف أخسرك له، خايف كثير!

أساور ما عرفت إيش ترد عليه فرجعت جلست على كرسيها.

جلس بمقابلها، مسك يدينها و حاوطهم بيدينه: أساور أنا أحبك بس حبي مانه كافي لأهلك، خايف بالأخير أنك بتقتنعي بكلامهم، خايف أنك تختاريهم علي!

أساور و هي ترفع عيونها لعيونه: مستحيل أختارهم عليك، شهاب أنا ما أريد غيرك..، سكتت شوي و بعدها كملت: ما أنت قلت أنه عندك فكرة، ما أنت طلبت مني أثق فيك، شهاب أنا أثق فيك، أثق فيك أكثر من نفسي.. قول إيش المفروض أسوي و أنا بسويه لك.. بسوي كل اللي تطلبه مني!

شهاب و هو يحرك رأسه بالنفي: ما راح تقدري!

أساور: جربني!

شهاب و هو يرفع عيونه لعيونها: أساور اللي بطلبه منك مانه سهل..

أساور و هي تقاطعه: راضية أسوي لك كل اللي تريده!

شهاب: حتى و لو طلبت منك تتركي أهلك عشاني؟

أساور: أنت تكفيني!

شهاب إبتسم: عيل إسمعي ..

: السلام عليكم!

إلتفتت لها بإرتباك و من ثم إلتفتت له، توها بس تنتبه أنه طول الوقت كان ماسك يدينها، إرتبكت أكثر، سحبت يدينها منه بسرعة و قامت.

رنا و هي تتقدم لهم بخطوات هادية: أمم.. عندكم كلاس؟

أساور و هي ترمش عيونها بإرتباك: لا.. أمم.. بس كنا نتكلم.. نتكلم عن مشروعنا!

رنا إبتسمت لها بتفهم و حركت رأسها بالإيجاب: أوكي، و هي تمشي لآخر الكلاس: ما راح أزعجكم، أنتو كملوا اللي تسووه و أنا أجلس أذاكر بهدوء!

أساور و هي تلم كتبها بسرعة: أمم.. لا.. لا.. أنتي خذي راحتك.. نحن بنطلع.. ما نريد نزعجك!

رنا: لا عادي أنـ.. ما قدرت تكمل لأنها طلعت و هو طلع وراها، إستغربت منها بس ما إهتمت، فتحت كتابها على إحدى الدروس، قرت منه سطرين و بعدها قطبت حواجبها و ضربت رأسها بخفة: ما سألتها عن أختها، و هي ترفع عيونها للباب: ذكرني عشرين ألف مرة و بعدني نسيت، حركت رأسها بقلة حيلة: بشوفها بعدين و أسألها، رجعت عيونها لكتابها و كملت اللي كانت تسويه.



برع الكلاس...

أساور و هي توقف قدامه: ما راح نقدر نتكلم هنا، بالجامعة، راح أتصل فيك الليلة و نتكلم!

شهاب حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي: بكون بإنتظار إتصالك!

أساور حركت رأسها بالإيجاب و ضلت تشوف عليه لين إختفى في إحدى الممرات و ما بقى غير طيفه، نزلت عيونها ليدينها و إحمروا خدودها، شبكتهم ببعض بحياء و بعدها إبتسمت لنفسها و صارت تمشي لمحاضرتها الثانية.


***************************


وقفت سيارتها بمواقف الشركة، فتحت الباب و نزلت بسرعة، قفلت السيارة و بعدها صارت تركض للبوابة، نزلت عيونها لساعتها، ساعة 3:07، خلص بريك الغداء قبل 7 دقائق، شهقت و صارت تركض أسرع، وعدت نفسها أنها ما راح تتأخر، تثبت لهم غير اللي هم يفكروا عنها، تثبت لهم أنها تستحق هالوظيفة و ما حصلت عليها بسبب توسط أبوها في السالفة، رفعت عيونها للمصعد و هي تشوف الباب يتسكر، ركضت له بسرعة و ضغطت على الزر، إنفتح لها الباب فعدلت وقفتها، رفعت عيونها و شافته معطيها ظهره، يعدل في كمته بس عيونه عليها يشوفها من المراية، نزلت عيونها و هي مرتبكة، دخلت، ضغطت على دور مكاتبهم و بعدها نزلت رأسها، مرتبكة لأنها تعرف أنه شاف إنهيارها، مرتبكة لأنها تعرف أنه نظراته عليها، مرتبكة لأنها ما تعرف بإيش يكون يفكر فيها، يمكن كانت بتقدر تنسى كلام صالح و تتناسى بس لأنه كان موجود، ما تقدر، رأيه يهمها، يهمها كثير..!

عدل وقفته و بعدها لف يشوف عليها، إتصلوا فيهم أمس ليخبروهم أن البنت مانها موافقة، ما كان متوقع هالرفض، على الأقل ما بهالسرعة بس إنبسط بهالخبر، إنبسط كثير، إنبسط لأنه ما كان يريدها، كان خايف يربط نفسه فيها و بعدها يظلمها، يحس بـ هم و إنزاح، أقنعهم و بالزور قدر يسويها، أقنعهم ليأجلوا سالفة الخطبة لفترة، لين ما بنفسه يروح لهم و يفاتحهم بهالموضوع مرة ثانية، أقنعهم عشان يتأكد منها، يتأكد من مشاعرها بإتجاهه، نزل عيونه ليدينها، ما في أثر لأي خاتم، مانها مرتبطة بأي أحد ثاني، إبتسم لنفسه بس إختفت إبتسامته، يمكن إنخطبت بس لين ألحين ما صار شيء رسمي، معقولة توافق؟ توافق على غيره؟ حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة، لازم يعجل، يتأكد بأسرع وقت، رفع عيونه لها و تنهد، ما يعرف إذا إبتسامتها له كافية ليعرف أنها معجبة فيه مثل ما هو معجب فيها، كافية ليعرف أنها تحبه مثل ما هو يحبها، ما يعرف، تحيره هالبنت، تحيره كثير..!

توقف المصعد على دور مكاتبهم و إنفتح الباب، نزلت بسرعة و هو نزل، صارت تمشي لمكتبها و هو يمشي لمكتبه، سحب كرسيه، جلس و عيونه عليها.

إلتفت له و من ثم إلتفت لها، نزل عيونه لكمبيوتره و حرك رأسه بقلة حيلة: عبدالرحمن!

عبدالرحمن عدل جلسته، شغل كمبيوتره بس ما تكلم!

صالح إبتسم: لا تقول أنك زعلان مني؟ أعرف أني يمكن زودتها شوي..

عبدالرحمن قاطعه و هو يلف له بكرسيه: شـوي؟!؟!

صالح إبتسم أكثر و هو يحك جبينه: إنزين زودتها بدون شوي بس.. بس، و بسرعة: قهرتني!!

عبدالرحمن قطب حواجبه: حتى و لو أنت من لتحاسبها؟ كنت تقدر ترد عليها بـ لا بس بدون ما تحرجها كذي!

صالح و هو يحرك رأسه بالإيجاب: أعرف، أعرف و صدقني ندمت و عشان خاطرك رحت لها اليوم الصبح و إعتذرت منها!

عبدالرحمن و هو يلف لكمبيوتره: عشان خاطري؟

صالح و هو يحرك رأسه بالإيجاب: عشان خاطرك، ترى..، و هو يزحف له بكرسيه و يضربه بوكس على كتفه: ما يهون علي أزعلك!

عبدالرحمن ضحك و حرك رأسه بقلة حيلة: ما زعلت أصلاً بس تضايقت، سكت شوي و بعدها رفع عيونه لها و تكلم: ناوي أخطبها!

صالح فتح عيونه: من جدك؟

عبدالرحمن إلتفت له و حرك رأسه بالإيجاب: بأخذ عنوانها من السجلات اليوم و بروح لهم بأقرب فرصة لأخطبها!

صالح بنفس حالته: يعني جد جد؟!؟!

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب: جد، جد!!

صالح و هو يرفع عيونه لها: ما تناسبك!

رفع عيونه لها و تنهد: أعرف هالشيء، نزل عيونه و حط يد على قلبه: بس قلبي مانه راضي يفهم هالشيء!

صالح و هو يحرك رأسه بقلة حيلة: الولد عشآآآن!

عبدالرحمن: ههههههههههههههه!

صالح و هو يرجع لمكانه: إذا مصر على كذا عيل ما أقول غير الله يوفقك!

عبدالرحمن إبتسم و رجع رفع عيونه لها.



بعد عدة ساعات...

نهاية الدوام...

طلعت من المبنى تمشي للمواقف، فتحت شنطتها و صارت تدور مفاتيح سيارتها، حصلتها فطلعتها من الشنطة، رفعت عيونها و شافته واقف بجنب سيارتها، ينتظرها، ينتظرها هي؟! نزلت عيونه بإرتباك و صارت تمشي له بهدوء غير اللي تحس فيه، وقفت قدامه و رفعت عيونها له: أمم.. في شيء؟

حرك رأسه بالإيجاب و هو يأخذ نفس ليتشجع: نمارق أنا.. أنا.. سكت، ما يعرف إيش يقول لها بالضبط، أبداً ما مر في مثل هالموقف من قبل، إرتبك و هو يحس بكلماته اللي ضاعت و خانته في هاللحظة، الحروف تمر من قدام عيونه بس مانه قادر يركبها على بعضها، مانه قادر ينطقها، إرتبك أكثر و هو يحس بدقات قلبه المضطربة، يحس بدمه يتدفق في عروقه بحرارة، نزل عيونه يجمع هالحروف المبعثرة، ركبها في كلمة بسرعة و قالها بدون أي تفكير: تزوجيني!


.

.

.

.

.
فتحت عيونها بصدمة: إيـــش؟!؟!؟!؟!

شهق و هو توه يستوعب اللي قاله، إرتبك أكثر: لاآآ.. أمم.. أقصد.. أقصد.. لا تتزوجيني..

نمارق بنفس حالتها: هــا؟!

عبدالرحمن قطب حواجبه: لاآآ.. ما أقصد لا تتزوجيني.. اللي قصدته تزوجيني بس ما كذي.. قطب حواجبه أكثر و صفع جبينه على هالتخبيص، رفع عيونه لها و شافها تشوف عليه بعشرين ألف علامة إستفهام على رأسها، رفع إصبع بمعنى دقيقة، لف و صار يمشي عنها و هي ضلت تلاحقه بعيونها و هي مانها قادرة تستوعب اللي يصير، مشى كم من خطوة يرتب أفكاره المكركبة، ضل على حالته لكم من دقيقة و بعدها أخذ نفس و من ثم رجع لها، وقف قدامها و بدأ بهدوء: نمارق أنا اللي قصدته أني أريدك على سنة الله و رسوله، أريدك تكوني لي!

إحمروا خدودها بدرجة صارت تحرقها، حرارتها صارت ترتفع و دقات قلبها الجنونية صارت تربكها، رمشت عيونها بحياء و بإرتباك، رفعتهم لعيونه و من ثم نزلتهم بسرعة: أنا.. أحم.. أنا.. أنا ما أعرف إيش أقول!

عبدالرحمن بنفس هدوءه: قولي أنك موافقة!

بلعت ريقها: أنا.. أمم.. و هي ترفع عيونها له و تنزلهم بسرعة: أنا.. أنا ما أعرف إيش أقول!

عبدالرحمن: لا تردي ألحين، خذي وقتك، أنا بجي بخطبك من أهلك و في وقتها بعرف ردك!

نمارق و كأنها تبرمجت على نفس الجملة: أنا.. أنا ما أعرف إيش أقول!

عبدالرحمن إبتسم لها بهدوء: لا تقولي شيء، ما ألحين!

رفعت عيونها و هي تشوف إبتسامته، دق قلبها فإرتبكت، نزلت عيونها بسرعة و مشت لسيارتها، و هي تفتح الباب بإرتباك: أنا.. أنا رايحة!

عبدالرحمن: مع السلامة!

ركبت: مع السلامة! حركت سيارتها بسرعة و بعدها إنتبهت لحالها، ضربت رأسها بخفة و صارت تكلم نفسها: أنا رايحة؟!!؟ و هي تضرب رأسها مرة ثانية: يالغبية!! تستأذني منه؟! قطبت حواجبها و هي منحرجة من حالها: مع السلامة؟! تردي عليه!! غـبـيـة!! إحمروا خدودها أكثر و هي تتخيل الموقف اللي صار و كلامه يدور في رأسها كلمة، كلمة!



بعد شوي...

وقفت سيارتها في كراج الفلة و هي لين ألحين بحالتها، كلما تتخيل اللي صار تحس بمغص في بطنها، شعور غريب، أول مرة تمر فيه، مبسوطة بس..، و هي ترفع يدينها لخدودها المحمرة، بس مستحية، إبتسمت لنفسها بحياء و نزلت من سيارتها، صارت تمشي للداخل و بكل خطوة تبني أحلام، أحلامها معاه، سكن قلبها من فترة، فترة مانها بقصيرة، سكن قلبها من أول ما عرفته، ما تعرف إيش اللي جذبها فيه بس حبته، حبته بس ما كانت بتعترف له، كانت بتكتم كل شيء لنفسها، تكتم حبه في قلبها لأنها ما تتجرأ تعترف له، كانت دوم تقول لنفسها إن كان من نصيبها بيجي لها، إن كان يحبها مثل ما هي تحبه بيجي لها و هذا هو اليوم جا، إبتسمت أكثر و صارت تمشي بخطوات أسرع، تريد تدخل بسرعة و تركب لغرفتها، تريد تقفل الباب على نفسها ترقص، تضحك، تصرخ، المهم تطلع كل اللي بقلبها، ضحكت بخفة و صارت تركض للمدخل، جت بتدخل بس طلع قدامها و.. طراآآآآآآآآآخ!!

رجعت خطوتين لوراء من قوة الصدمة، رفعت عيونها له بخوف و توتر: بابا.. أنا..

قاطعها و بنبرة حادة: كـم مـرة أقـول لـك لا تـنـاديـني بـابـا، أنـا مـانـي أبـوك، مـانـي أبـوك فـاهـمـة!!

نزلت عيونها بسرعة و هي تحس بدموعها: أنا آسفـ..

عبدالرزاق و هو يقاطعها مرة ثانية: و بـعـديـن ويـن عـيـونـك؟ مـانـك قـادرة تـمـشي مـثـل الـنـاس، الـلـه أعـلـم عـلـى مـن طـالـعـة!

نزلت رأسها و بهدوء غير اللي تحس فيه: أنا آسفـ.. ما قدرت تكمل لأنه دفعها عن طريقه و صار يمشي.

عبدالرزاق و بنفس حالته: الـلـه يـأخـذك، يـأخـذك و يـفـكـنـا مـنـك، يـأخـذك يـا رب!

رفعت عيونها تشوف عليه لين طلع من باب الشارع و إختفى، نزلت عيونها و طاحت دمعتها على خدها، مسحتها بسرعة بس تلتها دمعة ثانية، مسحتها مرة ثانية و حطت يدها على فمها بسرعة تكتم شهقتها، لفت و صارت تركض للدرج بأسرع ما عندها، ركبت الدرج لغرفتها، سكرت الباب و قفلته، رمت نفسها على سريرها و إستسلمت لشهقاتها..!


***************************


طلع من غرفته و هو مبسوط و رايق لآخر درجة، صار ينزل الدرج و هو يدندن لنفسه بأنغام غير مفهومه، نزل للصالة و شاف الكل مجتمع قدام التلفزيون، إبتسم و صار يمشي لهم: مساء الخير!

إلتفتوا له: مساء النور!

إقترب من هالا و حملها و هو يبوسها على خدها: كيفها دلوعتنا اليوم؟

إبتسمت، حاوطته من رقبته و كأنها نست سؤاله: خالي ما أنت قلت أنك بتأخذنا للملاهي؟!

إبتسم: أيوا قلت لكم و أنا على وعدي، إلتفت لـ ليلى و تكلم: جهزيهم لي، أنا طالع شوي، برجع في نص ساعة، آخذهم معاي!

ليلى حركت رأسها بالإيجاب و قامت، مشت له و حملت بنتها عنه: تأخذهم بس لا تتأخر معاهم برع كثير!

عبدالله إبتسم لها: إن شاء الله!

ليلى نزلت عيونها لـ هيا و مدت يدها: يللا، هيونة خلينا نغير ملابسك عشان تطلعي مع خالك!

هيا حركت رأسها بالنفي و كتفت يدينها على صدرها: ما أريد أروح معاه!

ليلى إلتفت لـ عبدالله و من ثم لها: ليش؟ خالك مزعلك؟

هيا رفعت عيونها لخالها و حركت رأسها بالنفي: لا، عبود ما زعلني بس بابا وعدنا أنه بيأخذنا، أنا أنتظر بابا!

ليلى نزلت رأسها: بابا ما عاد يجي!

هيا قطبت حواجبها: ليش؟ هو وعدني!

ليلى و هي تأخذ نفس لتهدي حالها: بابا كذي، يوعد و يخلف!

هيا قطبت حواجبها أكثر و هي ما فاهمة عليها!

ليلى إنتبهت لحالها فغصبت إبتسامة على شفايفها: يللا يا حبيبتي، روحي اليوم مع خالك و هالا، تلعبوا و تنبسطوا شوي!

هالا و هي تحرك رأسها بالإيجاب: يللا هيونة، يللا! اليوم نروح مع خالي و بكرة نروح مع بابا!

هيا إبتسمت و قامت: إنزين! مسكت يد أمها و صارت تسحبها للدرج.

عبدالله ضل يشوف عليهم لشوي و بعدها نزل عيونه لأمه اللي كانت بدورها تشوف عليهم، جلس على الكنبة بجنبها و تكلم: يمة!

تنهدت و إلتفت له: ها؟

عبدالله: بس أريد أعرف، أنتي من وين عرفتي أنه طارق تزوج!

سعاد و هي تتنهد مرة ثانية: عرفت و خلاص!

عبدالله و هو يقطب حواجبه: أيوا بس من وين؟!

سعاد: سمعت حريم يتكلموا و...

عبدالله قاطعها: سمعتي من حريم و صدقتي؟

سعاد:و ليش ما أصدق؟ ما هو ترك أختك عشان يتزوج؟ عيل ليش مانكم مصدقين ألحين! و هي تقوم: الله لا يهنيه في حياته معاها، خليه يعرف قدر بنتي، خليه يعرف أنه رخصها لوحدة ما تستاهل، الله ينتقم منه!

عبدالله نزل رأسه و بهدوء غير اللي يحس فيه: يمة لا تدعي عليه!

سعاد: ما أدعي عليه إيش أسوي، أدعي له؟! دمر حياة بنتي، تركها بدون أي سبب، تركها مع بناتها..

عبدالله قاطعها و هو ما يريد يزيد في هالسالفة أكثر: يمة خلاص، الله يخليك خلينا نسكر هالموضوع!

سعاد حركت رأسها بقلة حيلة، ما تكلمت، لفت و جت بتمشي بس مسك يدها بسرعة.

عبدالله و هو يدورها له: يمة، و هو يجلسها: إجلسي، أريد أكلمك شوي!

سعاد و هي تقطب حواجبها: ما أنت قلت نسكر الموضوع؟!

عبدالله إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب: قلت بس أنا أريد أكلمك في موضوع ثاني!

سعاد بإستغراب: أي موضوع؟

عبدالله بإبتسامة أكبر: أزهار!

قطبت حواجبها أكثر: ما في أي موضوع، لا تذكر لي هالبنت، بسك خلاص، أنا ما أرضـ..

عبدالله و هو يقاطعها: يمة وافقت علي!

سعاد بإستغراب: إيـش؟!؟

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها و بإبتسامة من أذن لأذن: وافقت علي يا يمة، وافقت!

سعاد بعدم تصديق: كيف؟ متى؟ متى وافقت..

عبدالله و هو يمسك يدها و بنفس حالته: رحت لخالتي الأمس و فاتحتها بالموضوع، شفت أزهار و كلمتها و بس.. و هو يضحك: وافقت علي!!

سعاد بنفس حالتها: بس هي..

عبدالله و هو يحرك رأسه بالنفي: يمة ما عاد يهمني، ما يهم كم مرة رفضتني و كم مرة حطمتني، المهم، أنها وافقت ألحين و خلاص، ما راح أسمح لها تغير رأيها، مستحيل أخليها تضيع مني، مستحيل!

سعاد إبتسمت على حالته و هو كمل: يمة الله يخليك روحي لعند خالتي اليوم، حددوا تاريخ الخطوبة، الملكة، العرس، حددوها بأسرع وقت، أريدها في بيتي، أريدها قدامي!

سعاد و هي تضربه على كتفه بخفة: إستحِ يا ولد، إيش هالكلام؟ خليك ثقيل شوي!

عبدالله ضحك: ما أقدر، يمة، ما أقدر و هو يقوم: روحي لهم، و إذا تريدي، يللا قومي معاي ألحين أوصلك لعندهم! و هو يمسك يدها و يقومها: يللا!!

سعاد ضحكت على حالته: إيش فيك جنيت؟! بروح، بروح بعدين، خليني بالأول أتصل في خالتك و أفهم منها!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب و رفع سماعة التلفون: إفهمي منها بسرعة و روحي!

سعاد ضحكت و هي تأخذ السماعة و ترجعها لمكانها: أنت روح، خلص أشغالك، خذ بنات أختك و لما ترجع تشوفني مخلصة من موضوعك!!

عبدالله فتح عيونه: و الله؟!؟!

سعاد: ههههههههه!

عبدالله ضحك و طبع بوسة سريعة على رأسها: و الله ما في أحلى منك يا يمة، و هو يمشي لباب الصالة: بخلص أشغالي بسرعة!

سعاد ضحكت مرة ثانية و هي تشوفه يطلع من باب الصالة، حركت رأسها بقلة حيلة و جلست، مبسوطة له، مبسوطة له كثير، هذا اللي تريده لأولادها، تريد الكل يستقر في حياته، يعيش مبسوط، نزلت عيونها للسماعة و من ثم رفعتهم للباب، بس كيف تنسى أنها أهانته ثلاث مرات من قبل، رفضته و ذلته ثلاث مرات من قبل، تقدر تنسى هالشيء؟ حركت رأسها بالنفي تبعد هالأفكار، معقولة توقف بوجه سعادة ولدها بسبب اللي صار، خلاص، مثل ما قال، ما يهم اللي صار، المهم أنها وافقت ألحين، وافقت عليه، إبتسمت و نزلت عيونها للسماعة، جت بترفعه بس رن، رفعته بسرعة: ألو... و عليكم السلام... من؟ ماري؟... الحمد لله... ماما مريم؟... و هي تحط يدها على قلبها: خير إيش فيها؟... إيـش؟... خلاص، هدي حالك... أنا ألحين بجي... بجي، يللا مع السلامة! سكرت منها بسرعة و قامت تمشي لغرفتها، حطت عبايتها على رأسها و طلعت للصالة، شافت ليلى تنزل من الدرج مع بناتها.

ليلى و هي تنزل لها: ماما، على وين؟

سعاد بخوف و توتر: مريم المسكينة، طاحت اليوم.. تعبانة.. رايحة لعندها، و هي تمشي للباب: يللا أنا رايحة!

ليلى حركت رأسها بالإيجاب بسرعة: طمنيني عليها!

سعاد حركت رأسها بالإيجاب، لفت و طلعت بسرعة.



بعد نص ساعة...

طلعت للحديقة و هي تعدل شيلتها، عبدالله رجع، أخذ البنات و راح و هي إنشغل بالها على خالة مريم فقررت تروح بنفسها و تتطمن عليها، تحب هالحرمة، غالية عليها كثير، جارتهم من أول ما سكنوا بهالبيت، كانت معاهم بكل أفراحهم، بكل أحزانهم، حرمة طيبة و حكيمة، ما فيها من سوالف حريم هالأيام، ما تتكلم عن أحد و لا تهتم، كل همها بيتها و ولدها، ولدها عادل، تردد إسمه في مسامعها لشوي، وقفت في نص الحديقة و هي تفكر فيه، كيف كان و كيف صار، شاب معروف بوسامته، معروف بهيبة حضوره، معروف بنظراته الحادة، شاب يضرب المثل فيه، خسرها و خسر نفسه معاها، لهالدرجة كان يحبها؟

أخذت نفس و صارت تكمل طريقها لباب الشارع، هي بعد خسرت، خسرت طارق، بس مانه نفس الشيء، طارق موجود حوالينها، موجود و تعرف أنه بخير، بخير و يتنفس من الهواء اللي تتنفسه، بس عادل خسرها للأبد، ما عاد يقدر يشوفها، ما عاد يقدر يسمعها، حتى و لو يحس فيها ألحين بس مع الوقت كل شيء راح يختفي تدريجياً، كيف راح يطفي شوقه، كيف راح يقدر يواسي نفسه، ما يقدر، تنهدت و حطت يدها على المقبض، رفعت عيونها للفلة المجاورة و هي تشوف على بلكون غرفته، تربط نفسها فيه يعني تربط نفسها ببقايا عادل المتحطم، يا ترى تقدر تلملمه و ترجعه مثل ما كان؟ تقدر ترجع عادل الأولاني؟ حركت رأسها بالنفي تبعد هالفكرة، ما فيها، ما تقدر، مستحيل تقدر، و هي تفتح الباب، مستحيل تقدر و قلبها مع، فتحت عيونها: طـارق؟!؟

كان يلفلف بالشوارع، يلفلف لساعة، يفكر بحياته، بحياته الجديدة، حياته بدونها، حاول بقدر الإمكان أنه يبعدها عن فكره، حاول و حاول و ضل يحاول بس بالأخير إستسلم لها، ما حس بحاله إللا و هو يوقف سيارته قدام الفلة، رفع عيونه لبلكون غرفتها و ثبتهم عليه، كيفها؟ كيف تكون، بأي حال؟ تشتاق له؟ ما يعرف بس هو، هو بيموت من الشوق، الأيام تمر عليه ببطء، ببطء مميت، يتنفس بس مانه قادر يحس بالنفس، الحياة فقدت لذتها، كل شيء صار بلا لون، بلا طعم، نزل عيونه و من ثم نزل من سيارته، يشوفها و لو شوي، يشوفها لينبض قلبه مرة ثانية، ينبض و لو لشوي، مشى للباب و رفع يده للجرس، جا بيضغط عليه بس إنتبه لحاله و نزل يده بسرعة، إيش فيه؟ إيش جاي يسوي؟ لا، ما يقدر، بيضعف، بيضعف أكثر، رجع بخطوة لوراء و أخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و جا بيلف بس إنفتح الباب.

ليلى و هي تفتح عيونها: طـارق؟!؟

إرتبك فرجع خطوتين لوراء: أنا.. أنا.. أمم.. أنا جيت للبنات!

نزلت عيونها عنه بسرعة و بهدوء غير اللي تحس فيه: البنات مانهم هنا، و هي ترفعهم له: ما أنت قلت أنك ما عاد تريدهم، إيش جابك لهم اليوم؟

إرتبك أكثر و ما عرف إيش يرد عليها: أنا..

قاطعته و هي تلف عنه و تمشي: روح، لا عاد تجي، أنا أحاول أعودهم على غيابك!

نزل رأسه و من ثم رفعه لها و هو يشوفها معطيته ظهرها و تمشي، نزله مرة ثانية و صار يمشي لسيارته، فتح الباب و جا بيركب بس وقفته.

ليلى: طارق!

إلتفت يشوف عليها

ليلى و هي تغصب إبتسامة على شفايفها: مبروك!

ما فهم عليها، جا بيتكلم بس رن تلفونه، طلع التلفون من جيبه، إرتبك و هو يشوف الرقم، رفع عيونه لها و هو يشوفها واقفة و كأنها تنظره يرد، إرتبك أكثر، نزل عيونه و رد: ألو.. أيوا..لا، ما بتأخر عليك.. ربع ساعة.. إن شاء الله.. مع السلامة! سكر و رفع عيونه لها مرة ثانية.

ليلى بنفس إبتسامتها: مبروك عليك هي!

نزل عيونه عنها بإرتباك، ركب سيارته بدون أي كلمة، سكر الباب و حركها بسرعة.

ضلت تشوف على سيارته لين دخلت في إحدى التقاطعات و إختفت، نزلت عيونها و حطت يد على قلبها، بعد كل اللي يسويه فيها، ما تعرف ليش هالقلب ما يدق إللا له، تنهدت بقلة حيلة و مشت لفلة أم عادل.



بعد شوي...

جلست بجنب أمها تسمعها و هي تتكلم.

مريم و هي تعدل جلستها: ما كنت منتبهة، بالي كان مشغول فيه، ما أعرف كيف طحت من الدرج و هي تشوف على رجلها المتورم: و صار كذي!

سعاد و هي تشوف على رجلها: إنزين قومي معانا خلينا نأخذك للمستشفى، أخاف يطلع كسر!

مريم إبتسمت لها و حركت رأسها بالنفي: لا، لا مانه كسر، كم من يوم و يتحسن، لا تخافوا علي، سكتت و إلتفتت لوسن النائمة بجنبها: بس ألحين هالمسكينة شاغلة بالي، و هي تلتفت لهم: يبالها أحد يشلها، يغسلها، يأكلها، أنا ما أقدر في هالحالة، ماني قادرة أتحرك، لحالي أريد أحد يشلني، يحركني، و هي ترفع عيونها لماري اللي صارت تطلع من الغرفة: ماري ما راح تقدر علينا كلنا، أنا، وسن، عادل و البيت، تهتم بإيش و إيش!

ليلى: خالتي أنتي ليش ما تجيبي أحد يساعدك بتربية وسن، يعني مربية!

مريم: فكرت كذي يا بنتي بس ما حصلت أحد أقدر أثق فيه، تعرفي الناس هالأيام ما تخاف الله، أخاف يسووا فيها شيء و نحن ما نعرف عنها!

ليلى: خالتي لا تخافي، ما الكل نفس شيء، لا تجيبي مربية أجنبية، شوفي أي أحد عُماني، منا و فينا!

مريم و هي تتنهد: و من وين أجيبها؟

ليلى و هي تبتسم لها بهدوء: خلاص، أنا بدور لك وحدة!

مريم إبتسمت لها: مشكورة يا بنتي ما تقصري!

سعاد بعد صمت: ليش نجيب مربية أصلاً، و هي تلتفت لـ ليلى: ما تقدري أنتي تربيها، وافقي على عادل و كوني أمها!

ليلى قطبت حواجبها و هي متضايقة من أمها، ما حبت تتكلم قدام مريم فسكتت و نزلت رأسها.

مريم إلتفتت لسعاد و هي تحرك رأسها بقلة حيلة، إلتفتت لـ ليلى و تكلمت: ليلى يا بنتي خلي أمك هذي، لا تهتمي لها، ما تفهم، لا توافقي على عادل، عادل مانه للزواج، عادل، و هي تتنهد: عادل ما يصلح لك، ما يصلح لأي أحد!

ليلى و هي ترفع عيونها لها: خالتي ما زعلتي مني؟

مريم إبتسمت لها: ليش أزعل منك، أنتي بنتي مثل ما هو ولدي، أريد مصلحته، أريد سعادته بس ما على حسابك يا حبيبتي، ما على حساب سعادتك!

ليلى إبتسمت لها أكثر: شكراً!

مريم إبتسمت و إلتفتت لسعاد: لا عاد تجيبي سيرة هالزواج!

سعاد و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: ما أقول غير الله يهديكم!

مريم و ليلى: ههههههه!

سعاد حركت رأسها بقلة حيلة مرة ثانية و بعدها إبتسمت.

إنفتح باب الغرفة و دخل عادل بسرعة.

إلتفتوا له و هم يعدلوا جلستهم.

ما إنتبه لهم و مشى لها بسرعة: يمة، إيش فيك؟ إيش صاير؟ ماري إيش تقول؟ و هو يجلس بجنبها على السرير و يمرر يدينه على وجهها: يمة، أنتي بخير؟

مريم إبتسمت له بهدوء لتطمنه: لا تخاف علي ما فيني شيء، ما فيني شيء، طحت شوي!

عادل و هو ينزل عيونه لرجولها و بنفس حالته: يمة، كيف..

مريم و هي تقاطعه: طحت من على الدرج، سكتت و رفعت عيونها لسعاد و ليلى: بعدين كيف تدخل كذي، ما تشوف عندي حريم؟!

إلتفت لهم و إرتبك من حاله، نزل عيونه و قام: أنا آسف بس و هو يلتفت لأمه: ماري خوفتني عليك..

سعاد و هي تقاطعه: عادي يا ولدي، محد غريب!!

عادل إلتفت لها: كيفك خالتي؟ إن شاء الله بخير!

سعاد بإبتسامة: الحمد لله، نشكر الله!

حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لها: كيفك ليلى؟

ليلى رفعت عيونها له و إبتسمت بهدوء: بخير الحمد لله!

عادل نزل عيونه و من ثم إلتفت لأمه: يمة، خليني آخذك للمستـ.

مريم و هي تقاطعه: لا، ما في داعي، ما فيني شيء!

حرك رأسه بالإيجاب: عيل أنا طالع!

تنهدت بقلة حيلة و ما ردت.

لف عنهم و بعدها طلع من الغرفة.

سعاد: هذا هو عادل، ما أشوفه تغير، بعده يخاف عليك مثل أول!

مريم و هي تتنهد مرة ثانية: ما راح نقدر نقنعك أبداً!

ليلى إلتفتت لأمها و هي تحرك رأسها بقلة حيلة.

سعاد: إيش فيكم علي؟ ما قلت شيء!

ضحكوا و ما ردوا عليها.


***************************


يوم الثاني...

وقفت قدام التسريحة و هي تعدل جلبابها، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و من ثم نزلتهم للمراية تشوف نفسها، كم من دقيقة و يوصل الشيخ، كم من دقيقة و تصير له، تصير لعماد، لحب حياتها، راح يأخذها اليوم و يسافر، يأخذها لبلد الغرب، تعرف أنها بموافقتها عليه ترمي نفسها للمجهول بس راضية، راضية لأنها ما تقدر تخسره، ما تتحمل، لفت و مشت للسرير، جلست و حطت يدينها في حضنها، كانت تحلم في هاليوم، تحلم فيه كثير بس ما كانت تحلم فيه كذي، عدلت جلبابها و هي تبتسم لنفسها بحزن، كانت دوم تحلم بالفستان الأبيض، فستان اللي بتلبسه لتنزف له، نزلت عيونها ليدينها، كانت تشوف يدينها منقشة بأحلى الحناء بس ما فاضية كذي، تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم، عروس بس بالإسم، ما تحس مثل العروس، مانها حتى قادرة تفرح مثل العروس، فتحت عيونها و أخذت نفس لتهدي حالها، هي وافقت على هالشيء، لازم تتحمل، تصبر عليه لين ما يلين قلبه عليها، مع الوقت كل شيء بيتصلح، بيتصلح!

سمعت أصواتهم من وراء الباب فرمشت عيونها بسرعة عشان ما يبقى أي أثر للدموع، عدلت جلستها و إنفتح الباب، دخلت بسمة و رواها أزهار.

بسمة و هي تمشي لها: يللا فرح ننزل للمجلس، بابا ألحين بيوصل مع الشيخ!

حركت رأسها بالإيجاب و قامت تمشي معاهم، تمشي و هي تحس بدقات قلبها تسابق خطواتها، دخلت المجلس و هي تشوف أمها و أم عماد و البنات، الكل مجتمع، مشت لهم بتوتر و جلست بجنب أمها، البنات إجتمعوا حوالينها، يحاولوا يسولفوا معاها، ينسوها توترها لـ لحظة. بعد شوي وصل أبوها مع الشيخ و وقف عند باب المجلس، الشيخ سلم و بعدها بدأ.

الشيخ: فرح بنت علي الـ..، أنتي موافقة على عماد بن هاشم الـ..، ليكون زوجك على سنة الله و رسوله.... إلى أخره!

حاولت تفتح فمها لترد عليه بس فشلت، دقات قلبها الجنونية صارت تربكها، متوترة و خايفة، لسانها إنربط و هي تحس بكل العيون عليها، رفعت عيونها لبسمة بتردد، شافتها تبتسم لها بهدوء و تحرك رأسها بالإيجاب، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم لأمها.

إقتربت منها، مسكت يدها و بهدوء: إيش فيك يا بنتي، ردي عليه، قولي أنك موافقة!

فرح و هي تنزل عيونها: ماما.. خـ.. خايفة!

فاطمة إبتسمت لها بهدوء، إقتربت أكثر و حاوطتها من أكتافها: لا تخافي يا بنتي، ما أنتي تريدي هالشيء، ما أنتي بنفسك وافقتي على هالزواج، يللا، وافقي، ما حلوة نخلي الشيخ كذي ينتظر!

رفعت عيونها للشيخ و هو عاد سؤاله.

الشيخ: ها يا بنتي موافقة؟

فرح أخذت نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها ردت بتردد: مو.. موافقة!

الشيخ بإبتسامة: مبروك يا بنتي، الله يوفقكم و يسعدكم مع بعض! و لف يطلع.

البنات: كلللللللللللللووووووش!

دخل أبوها و إقترب منها، باسها على رأسها بهدوء و من ثم بعد عنها: مبروك يا حبيبتي!

نزلت رأسها بحياء و إرتباك: الله.. الله يبارك فيك!

إبتسم أكثر و لف يطلع من المجلس.

البنات قاموا بسرعة و قوموها معاهم، أخذوها لغرفتها عشان يجهزوها للمساء.



بعد صلاة العشاء...

رجعوا الشباب من المسجد و دخلوا المجلس، جلس على الكنبة و هو يحس بالدنيا تضيق عليه، رفع عيونه لأبوه و هو يشوفه يضحك مع عمه، نزل عيونه، أخذ نفس و زفر بضيق، كله بسببه، بسبب أنانيته، هم أبداً ما يهموه، كل اللي يهمه نفسه، يمشي كلمته عليهم و يخليهم يخضعوا له و لقراراته، يتحكم في كل صغيرة و كبيرة في حياتهم، يتحكم فيهم لمصلحته، رفعهم له مرة ثانية و ضل يشوف عليه، ربط نفسه فيها بس عشانه، تزوجها بس عشانه، هو بنفسه أبدأً ما شافها بهالنظرة، هي له كبسمة و حنين، مجرد بنت عم و بس، ما يشوف فيها أي شيء يميزها عن غيرها، عكس هانا تماماً، كل شيء فيها يجننه، يجذبه لها، عيونها، ضحكتها، ريحتها، كل شيء فيها غير، فرح بعيدة كل البعد عنها، و لو إيش ما سوت ما تجي لولا ظفر منها..!

حس بيد على كتفه فإلتفت يشوف عليه.

عبدالعزيز بخبث: لوين وصلت؟

عماد نزل يده عن كتفه: وصلت عندها!

عبدالعزيز: إصبر شوي، ألحين بيطلعونا من المجلس عشانها بتنزل لك، عاد، و هو يغمز له: شوي، شوي عليها!

عماد إبتسم بسخرية و ما رد عليه.

عبدالعزيز و هو يقوم: أطلع ألحين أحسن قبل الطردة! و هو يمد يده له يصافحه: مبروك يا أبو عبدالعزيز!

عماد هنا ضحك: تحلم!!

عبدالعزيز: هههههه! لف و صار يمشي لبرع المجلس.



غرفة فرح...

وقفت قدام المراية و هي تلم شعرها و تربطهم: قلت لكم ما في داعي، ما راح أفك شعري، أصلاً خلاص ما في داعي أنزل له، ليش أنزل و نحن بعد شوي نمشي؟

بسمة و هي تفك شعرها مرة ثانية: من جدك؟

فرح حركت رأسها بالإيجاب و سحبت مشبكها من يدها، لفت للمراية و رجعت تلم شعرها: بعد شوي بطلع معاه و نروح للمطار، و بعدين هو مانه غريب، شافني من قبل، حافظ ملامحي، ما في شيء جديد!

بسمة: شافك بس..، و هي تأشر على فستانها: ما شافك كذي، و هي تغمز لها: بينهبل عليك!

فرح قطبت حواجبها و ما ردت عليها، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم للمراية تشوف على نفسها، لابسة فستان أحمر قاني، يوصل لتحت ركبها بشوي، بدون كم، ضيق من عند صدرها و يتوسع لين تحت، إلتفتت لبسمة و من ثم للبنات.

أساور: ألحين كيف ما راح تنزلي له؟

فرح حركت رأسها بالنفي: ماني نازلة! مشت لكبتاتها و فتحتها، أخذت لها بجامة، قميص علاقي و بنطلون، سكرت الكبتات و صارت تمشي للحمام: بلبس بجامة تحت العباية للطيارة! دخلت الحمام و سكرت الباب.

إلتفتوا لبعض: مـن جـدهـا؟!؟!

أزهار: خلوها تأخذ راحتها، و بعدين مثل ما قالت، تنزل ما تنزل ما يهم، بعد شوي بتمشي معاه، تكون معاه 24 ساعة، يشوفها و بيشبع من شوفتها بعد! إلتفتت لأساور: أنتي إيش مجلسك عندنا، إنزلي روحي إجلسي مع أهل خطيبك، ما حلوة، إيش بيقولوا عنك!

أساور قطبت حواجبها و قامت: نازلة بس ماني رايحة لهم!

أزهار تنهدت بقلة حيلة و ما تكلمت.

بسمة لما شافت الباب يتسكر، قامت ومشت لأزهار، جلست بجنبها و تكلمت: كيف تتوقعي تكون حياتهم مع بعض؟

أزهار حركت أكتافها بخفة: ما عندي أي فكرة!

بسمة: لين متى راح يضل رافضها؟

أزهار و هي ترفع عيونها لباب الحمام: الله أعلم، تنهدت و إلتفتت لها: عماد عنيد، رأسه يابس، إن قال كلمة بالموت يغيرها!

بسمة: و فرح حالمة، ضعيفة، حساسة، على كل كلمة تبكي!

أزهار: هو شوي أناني، مستهتر، إستغلالي و طلباته كثيرة!

بسمة: و هي طيبة، خجولة، كتومة، ما تقدر ترفض أحد!

إلتفتوا لبعض و تنهدوا بقلة حيلة: الله يعينهم على بعض!



تحت – بالمطبخ...

دخلت المطبخ لتخبر الخدامات يحطوا العشاء للضيوف بس لقت المطبخ فاضي، قطبت حواجبها بإستغراب و في خاطرها: وين راحوا؟ حركت أكتافها بخفة، لفت و جت بتطلع بس وقفها.

: حنين!

إرتجفت كل خلية بجسمها، جمدت في أرضها و هي تحس برجولها اللي ثقلت و ما قدرت تحركها، حست فيه يقترب منها فنزلت عيونها للأرض بخوف و إرتباك، إقترب منها أكثر حتى صار ظهرها ملاصق لصدره، قطبت حواجبها بقوة و شددت من قبضتها و هي تحس بأصابعه اللي صار يمررها على كتفها.

قرب شفايفه من أذنها و بهمس: إشتقت لك!

تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم بقوة

دارها له بهدوء، حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له، شاف عيونها مغمضة و دمعتها متعلقة برموشها، ضل يشوف عليها شوي بدون أي حركة، ما يعرف إيش يصير فيه لما يشوفها قدامه، ما يعرف بإيش يحس، بدأ كل شيء بس ليربكها بقربه بس ما حس بحاله إللا و هو يتمادى و يتمادى أكثر، يتمادى لأنها ما تمنعه، ما تتجرأ تمنعه، يتلذذ برجفتها، يتلذذ بخوفها منه، يحسها ضعيفة و بين يدينه، يحسها سهلة، مسح دمعتها و إقترب منها أكثر، حست بأنفاسه على وجهها، إشمئزت و غمضت عيونها أقوى من قبل، حست بشفايفه تحرق خدها و صارت دموعها تنزل، حط يد على خصرها و جا بيقربها منه أكثر بس سمع صوتها، إرتبك و تركها بسرعة!

دخلت المطبخ و هي تنادي عليها: حنين نمتي أنتـ.. سكتت و هي تشوف عليه، إستغربت من وجوده، إلتفتت لحنين اللي كانت معطيتها ظهرها و من ثم إلتفتت له: عزوز إيش تسوي بالمطبخ، ما تعرف المفروض ما تدخل، عندنا حريم..

قاطعها بإرتباك و هو يمشي للباب الخلفي: لا أنا.. عطشت و دخلت بالغلط.. أنا.. أنا طالع! و طلع بسرعة.

قطبت حواجبها بإستغراب بس ما علقت مشت لحنين و مسكت يدها، قطبت حواجبها أكثر و هي تحس برجفتها: حنين.. ما قدرت تكمل لأنها سحبت يدها منها و طلعت تركض من المطبخ.

أساور بإستغراب: إيش فيهم هذولا؟!؟!



عند حنين...

ركضت للدرج بسرعة و ركبت لغرفتها، دخلت، سكرت الباب و قفلته، فسخت شيلتها و رمته على الأرض، رمته و بعدها طاحت و صارت تشهق، ما قدرت تمنعه، ما تقدر، مثل دوم إنشلت، إنشلت و سمحت له يلمسها، سمحت له يستغلها، يستغل ضعفها!



بالحديقة...

طلعت توصل صديقات فرح لعند الباب، شافتهم يركبوا سياراتهم فلفت تدخل، مشت لباب الصالة و جت بتدخل بس طلع قدامها، رفعت عيونها له، شافته يبتسم لها، إحمروا خدودها فنزلت عيونها بحياء، لفت لليمين و هو تعمد يلف لليمين، لفت لليسار و هو لف لليسار بسرعة، إحمروا خدودها أكثر على حركته فنزلت رأسها: عبود..

عبدالله و هو يتنهد بحالمية: آمريني!

أزهار و هي منحرجة من نظراته و مرتبكة بنفس الوقت: أمم.. خلـ.. خليني أدخل!

عبدالله: ليش؟ لين ألحين أنا ما شبعت من شوفتك!

إنحرجت أكثر، ما عرفت إيش ترد عليه، ما عرفت كيف المفروض تتصرف فسكتت و نزلت رأسها.

إبتسم على حركتها، إقترب منها شوي و بهمس: أزهار!

بلعت ريقها و بتلعثم: هـ.. ها؟

عبدالله بنفس الهمس: إرفعي عيونك، شوفيني!

بلعت ريقها مرة ثانية، رمشت عيونها بإرتباك و رفعتهم له بتردد

عبدالله بإبتسامة: عقبالنا!

أزهار: آمين! قالتها و بعدها حطت يدها على فمها و هي تشهق بقوة، توها تنتبه لنفسها، إنحرجت أكثر و قلب وجهها لكل ألوان العالم، ما حست بنفسها إللا و هي تلف و تركض عنه بأسرع ما عندها!

عبدالله: هههههههههههههههه!

سمعت ضحكته و شهقت مرة ثانية، ركضت لباب مطبخ الخلفي و دخلت بسرعة، سكرته و بعدها إستندت به، ضربت رأسها بالباب بخفة و بعدها غطت وجهها بيدينها بإحراج، كانت دوم تسمعها بس أول مرة تتمناها، تتمنى الأرض تنشق و تبلعها، ما تعرف كيف تتصرف في مثل هالمواقف، ما تطلع منها إللا و هي تحرج حالها، نزلت يدينها و هي تقطب حواجبها: إيش يكون يفكر ألحين؟ يا ربي ليش أنا كذي؟! ضربت رأسها بالباب مرة ثانية و هي تحس نفسها شوي و بتبكي من الإحراج!


.

.

.

.

.

***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

كان واقف قدام الكبتات يرتب ملابسه و ملابسها فيها، لف يشوف عليها شافها على السرير، متمددة على بطنها و شعرها مغطي وجهها، شكلها نايمة، نزل عيونه عنها، لف للكبتات مرة ثانية و صار يكمل اللي كان يسويه، إندق الباب فلف يشوف عليه.

فتح الباب بهدوء و دخل، نزل عيونه لها و من ثم رفعهم له:

Dinner is ready

(العشاء جاهز)

ماكس حرك رأسه بالإيجاب و لف للكبتات:

Give me a minute

(إعطني دقيقة!)

إيريك حرك رأسه بالإيجاب و طلع من الغرفة.

ماكس ترك اللي بيده و مشى للسرير، عدل المخدات و من ثم حمل مايسي و مددها على جنبها، مرر يده في شعرها بهدوء و بعدها إقترب منها و طبع بوسة هادية على خدها، عدل وقفته، غطاها بالبطانية و بعدها طلع من الغرفة، مشى للمطبخ و شافه جالس على طاولة العشاء ينتظره، سحب كرسي بمقابله، جلس و صار يأكل بهدوء.

إيريك:

Is she sleeping

(أهي نائمة؟)

ماكس حرك رأسه بالإيجاب و ما رفع عيونه من صحنه

إيريك:

Is she better now

(أهي أحسن الآن؟)

ماكس حرك رأسه بالنفي و تنهد:

She stopped talking, she doesn’t speak

(توقفت عن الكلام، أنها لا تتحدث)

و هو يرفع عيونه لـ إيريك:

The doctor says she’s traumatized; she needs time to get better

(الطبيب يقول بأنها مصدومة، ستتحسن مع الوقت)

إيريك حرك رأسه بالإيجاب و نزل عيونه لصحنه بس رفعهم لماكس مرة ثانية لأنه صار يتكلم.

ماكس:

He’ll pay; he’ll pay for everything he has done to us

(سيدفع، سيدفع لكل شيء فعله بنا)

إيريك:

What are you going to do to him? He’s your father

(ماذا ستفعل به؟ أنه والدك)

ماكس رفع عيونه له بعصبية:

He’s not my father

(أنه ليس والدي!!)

إيريك بهدوء:

Max, even if you deny it, you can’t change the fact that he is your father

(ماكس، حتى إن كنت تنكر ذلك، لا تستطيع أن تغير تلك الحقيقة!)

ماكس قام بعصبية:

HE’S NOT MY FATHER

(أنـه لـيــس والـدي!!)

و هو يمشي للغرفة:

And I’m not going to let him go this easily, he’ll pay. He has to pay

(و لن أتركه بهذه السهولة، سيدفع، سيدفع الثمن غالياً)

دخل الغرفة و سكر الباب وراه.

إيريك ضل يشوف على الباب المسكر لكم من دقيقة، حرك رأسه بقلة حيلة و نزل عيونه لصحنه، تنهد، قام و صار ينظف الطاولة.



غرفة ماكس و مايسي...

إنسدح على السرير بجنبها، قربها له و حاوطها لصدره، غمض عيونه بقهر و من ثم فتحهم و صارت دموعه تنزل، دموع القهر، دموع تحرق قلبه، صار لها يومين ما نطقت بحرف، ما يعرف إذا بتنطق و لا لأ، حالتها صارت تجننه، طول الوقت ترتجف و عيونها معلقة على السقف، تجي لها نوبات البكاء و لما تهدأ تنام، يحس نفسه يعيش بماضيه مرة ثانية، يعيش اللي عاشه مع أمه، خايف عليها و بيموت من خوفه، خايف يخسرها، هو ما يقدر يتحمل خسارة ثانية، هي كل اللي بقت له، هو يعيش عشانها، حياته ما لها أي هدف بدونها، يريدها ترجع تتكلم مرة ثانية، ترجع مثل أول، يريد يسمع سوالفها الطفولية، يسمع ضحكتها، إشتاق لصوتها، إشتاق لـ مايسي، حاوطها له أكثر و صار يبكي بصمت.


***************************


مسقط...

ساعة 3:30 الفجر...

المطار...

تعلقت في أبوها و هي تحس بالعبرة تخنقها.

إبتسم و صار يمسح على رأسها بهدوء: فرح، يا حبيبتي ديري بالك على حالك، و هو يبعدها عنه: أنتي رايحة مع زوجك، ليش كل هالخوف، كم من شهر و راجعة إن شاء الله!

نزلت رأسها و ما تكلمت.

علي و هو يرفع عيونه لعماد: ما أوصيك يا ولدي، دير بالك عليها!

غصب إبتسامة على شفايفه: لا توصي حريص يا عمي!

علي و هو يحاوط فرح من أكتافها: هي أول مرة تطلع من البلد، أول مرة بتبعد عنا لكل هالفترة، خلي عيونك عليها، لا تضيع مني مناك!

عماد بنفس إبتسامته: إن شاء الله! إلتفت لأبوه، إقترب منه و باسه على رأسه: يللا يبة، بنمشي ألحين!

هاشم و هو يحرك رأسه بالإيجاب: دير بالك على حالك و عليها، أول ما توصلوا، إتصلوا فينا طمنونا!

عماد حرك رأسه بالإيجاب، إلتفت لفرح و مد يده لها: يللا خلينا نمشي!

نزلت عيونها ليده و من ثم رفعتهم له

عماد و هو يمد يده أكثر: يللا!

رفعت يدها له بإرتباك و حياء و حطته في يده، مسك يدها و هي إبتسمت لنفسها بحياء.

إنتبه لخدودها المحمرة بس ما علق، إلتفت لعمه و من ثم لأبوه: يللا، مع السلامة!

علي و هاشم: مع السلامة/ بحفظ الرحمن!

لف و صار يمشي للبوابة معاها و هو ماسك يدها، لف لوراء و هو يشوفهم يمشوا، وقف و فك يدها بسرعة.

قطبت حواجبها على حركته و رفعت عيونها له بإستغراب.

عماد و هو يلتفت لها: قلت لك من قبل، لا تتوقعي مني! لف عنها و صار يمشي.

إنصدمت منه، نزلت رأسها و من ثم رفعته له، رمشت عيونها بعدم تصديق و صارت الدموع تتجمع في عيونها، لهالدرجة؟!

وقف و إلتفت لها: كيف ما ناوية تجي؟

نزلت رأسها مرة ثانية، مشت له و هي تحارب دموعها!


***************************


يوم جديد...

وقف قدام التسريحة و هو يمشط شعره، حط المشط و أخذ ساعته، لبسها و من ثم عطر من كم من عطر و بعدها صار يعدل في كمته، لف و صار يمشي لباب الغرفة، فتحه و طلع، مر من جنب باب غرفته المسكر، تذكر فقطب حواجبه، أمس شافه مع كم من شاب يدوخوا، لما سأله أنكر هالشيء بس مانه قادر يصدقه، ما يعرف لوين يريد يوصل هالولد، مشغول باله عليه، طلعاته كثرت، سهراته برع البيت كثرت، حركاته صارت تتغير، يرد و يعلي صوته عليهم، كل شيء فيه يتغير، بالأول كان يفكر أنها فترة مراهقة و بتعدي بس شكله غلطان، ما راح تعدي على خير، حرك رأسه بقلة حيلة و بعدها صار ينزل الدرج، شافها جالسة على طاولة الفطور لحالها فمشى لها: صباح الخير!

إلتفتت له بإبتسامة: صباح النور!

فهد و هو يسحب كرسي بمقابلها و يجلس: نمارق طلعت للدوام؟

رنا حركت رأسها بالإيجاب

فهد: و أنتي ليش بعدك ما طالعة للجامعة؟

رنا: ما عندي محاضرات اليوم، ما بروح!

فهد حرك رأسه بالإيجاب و صار يفطر بهدوء، حس بعيونها عليه فرفع رأسه لها: إيش في؟

رنا و هي تنزل عيونها لصحنها و من ثم ترفعهم له: كلمني بصراحة!

إستغرب منها بس حرك رأسه بالإيجاب

رنا: إيش رأيك بأساور؟

فهد إستغرب منها أكثر: ليش تسألي عن رأيي فيها؟ ما أنتي تعرفيه!

رنا حركت رأسها بالإيجاب: ما راح تتراجع، يعني ما بتغير رأيك فيها؟

فهد قطب حواجبه: رنا إيش في؟ ليش، إيش صاير؟ ما أنتي إخترتيها لي، ألحين بعدما وافقت عليها تريديني أرفضها!

رنا و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، ما قصدي كذ..

فهد و هو يقاطعها: عيل كيف قصدك؟

رنا و هي تعدل جلستها: ما أعرف، أحس أننا إستعجلنا، أحسها ما تناسبك!

فهد بنفس حالته: ليش؟ إيش صاير؟ أنتي شفتي منها شيء؟

رنا: لا، بس كنت أتمنى أن زوجة أخوي تكون وحدة ممتعة ما مملة مثلها!

فهد رفع حاجب و هي تبلعمت

رنا: أقصد.. أقصد.. وحدة مثل أختها، مثل أزهار!

فهد بعدم تصديق: أزهار؟!

رنا حركت رأسها بالإيجاب و إبتسمت: يا أخي هالبنت حبوبة، تنحب بسرعة ما مثل أختها، مغرورة و شايفة نفسها علينا!

فهد إبتسم بس ما رد عليها

رنا بتفكير: لا، أصلاً أنا غلطت بالعكس تناسبوا بعض، خلي غروركم ينفعكم!

فهد: هههههههه!

رنا ضحكت و صارت تكمل أكلها.

فهد نزل عيونه لصحنه، تخيلها فإبتسم لنفسه و في خاطره: وحدة مثل أزهار؟! حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعدها، أخذ نفس و بعدها صار يأكل.


***************************


كانت الحصة الأخيرة، حصة فاضية لأن الأستاذ مانه مداوم، الطلاب مشغولين، البعض طربان، يغني و يطبل، البعض يضحك و يسولف و البعض الآخر(شلة الدحاحين) مشغولين بحل واجباتهم و المذاكرة، بس هو مانه و لا واحد من هذولا، جالس في آخر الصف، بجنب الشباك و سرحان في ساحة المدرسة، هادي و ساكت بعكس اللي يحس فيه، فكره معاهم، مع اللي لازم يسويه، ما هو قال أنه بيدور على بيت، ما هو وعدها؟ وعدها بس ألحين يحس نفسه مانه قدها، يحاول بس مانه قادر، خمسة أيام مرت بسرعة و هذا ألحين ما بقى لهم غير يوم واحد، يوم واحد و بيمر في غمضة عين، بسبب عصبيته، بسبب تهوره وصلهم لهنا، ما يعرف إيش يسوي، ما يقدر يخليها تتحمل مسؤولية الكل بنفسها، ما يقدر لأنه ما عاد صغير، لازم يساعدها، يوقف بجنبها يكون سندها، يكون الرجال اللي تقدر تعتمد عليه..!

تنهد و نزل عيونه لساعته، 1:30، باقي نص ساعة ليدق الجرس، يريد يطلع بسرعة، يطلع عشان يروح يدور في الحارات القريبة، يدور على بيت، رفع عيونه للشباب و صار يمرر نظره من عليهم، يمرر نظره بهدوء و يتأملهم، يا ليته يقدر يكون مثلهم، يعيشوا بلحظتهم و ما همهم شيء، ما همهم أبداً، نزل عيونه و من ثم رفعهم لهم، شافهم يشوفوا عليه بنظرات ما قدر يفهمها بس تضايق، نزل عيونه عنهم بسرعة و رجع لف للشباك.

إلتفت لهم و إبتسم بخبث، قام و هم قاموا معاه، صار يمشي له و هم يمشوا وراه، سحب كرسي بجنبه، جلس و أشر لهم يجلسوا، سحبوا كراسي من حوالينهم، جلسوا و هو بدأ: سامي!

قطب حواجبه و هو متضايق أكثر، مانه فاضي لهم، ما ألحين، يكفيه اللي هو فيه، ما ناقصه، هم ما يريدوا إللا المشاكل، يستفزوه لأنهم يعرفوا طبعه، ما بيسكت و بيرد عليهم، بس ما اليوم، تعبان و ما فيه للمشاكل، لو إيش ما يصير ما يرد.

إبتسم لهم و من ثم حط يد على كتفه: سموي أكلمك أنا!

بعد يده عن كتفه بس ما رد و لا إلتفت

إلتفت لهم و من ثم رجع إلتفت له، حط يده على كتفه مرة ثانية و داره له بقوة: لما أكلمك لف علي!

بعد يده عنه بسرعة، قام و بهدوء غير اللي يحس فيه: سامر، ما اليوم!

سامر إبتسم أكثر: ليش؟ خايف منا هالمرة؟!

جت له رغبة بالضحك بس مسك نفسه، إكتفى بإبتسامة تهكمية، لم دفاتره و جا بيمشي بس وقف قدامه، نزل عيونه، أخذ نفس يهدي حاله و من ثم رفعهم له: سامر ماني فاضي لك، ما اليوم، أجلها!

سامر: ماني مؤجلها!

سامي: و يعني؟!؟

سامر و هو يسحب دفاتره من يده: يعني و لا شيء! جلس على الكرسي و صار يتصفحهم.

ضل يشوف عليه لكم من دقيقة بلا أي كلمة، حاول يهدي حاله، حاول يتماسك.

سامر ضل يتصفح الدفتر لفترة و بعدها مده له!

سامي: خلصت؟

سامر و هو يحرك رأسه بالإيجاب: آههم!

سامي مد يده ليأخذ الدفتر بس سامر تركه لـ حتى يطيح!

قطب حواجبه على حركته بس ما علق، نزل لتحت و مد يده ليأخذه بس سامر حط رجله عليه، غمض عيونه ليهدي حاله، فتحهم و من ثم رفعهم له: لوين تريد توصل؟

سامر و هو يأشر على الدفتر: يناسبك هالمكان، إقترب منه شوي: تحت رجولي!

ما قدر يمسك حاله، قام و مسك دشداشته من صدره، قومه و دفعه للجدار: تخسي أنت و ألف من أمثالك، لما أتوطئ في بطنك بتكون أنت تحت رجولي ما العكس! فكه و ساعده يعدل وقفته: بس مثل ما قلت لك، ماني فاضي لك اليوم، ما اليوم! لف عنه و صار يمشي بس وقفه.

سامر و هو يمشي له و بسرعة: سـامـي!!

سامي لف يشوف عليه إللا بـ بوكس على وجهه، طاح على الأرض و جمد.

سامر إقترب منه بسرعة و ركله في بطنه بأقوى ما عنده، زاده ركلة ثانية و ثالثة و رابعة و هو ما يتحرك من مكانه، شلته تشجعه و الطلاب البقية واقفين و مانهم مستوعبين اللي يصير، سامر مانه حاس بحالة، مانه قادر حتى يشوف أنه طايح بلا حركة، جسمه متيبس و مانه قادر يدافع عن حاله، ضل يضربه لين فجأة إنتفض جسمه و بدت تشنجاته، فتح عيونه بصدمة و بعد عنه بسرعة، توه ينتبه أنه جت له نوبة، دق جرس الطلقة و الطلاب صاروا يلموا أغراضهم و يطلعوا و كأنهم يتهربوا من اللي يصير، سامر رفع عيونه لشلته بإرتباك و من ثم نزلهم لسامي.

: سامر إمشي خلينا نروح، قبل ما يدخلوا علينا و نطيح بمشاكل!

سامر إلتفت له: نتـ.. نتركه؟؟!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب، مسكوا يده و صاروا يسحبوه معاهم: دقيقتين و بترجع حالته طبيعية، هو دائماً كذي!!

سامر حرك رأسه بالإيجاب و طلع معاهم بسرعة، تاركين سامي مرمي على الأرض، بـ تشنجاته يصطدم بكل شيء حوالينه..!


***************************


ركبت المصعد و ضغطت على دور 8، دور مكاتبهم، رفعت عيونها على الأرقام و هي تشوفها تضيء وحدة وراء الثانية، تضيء و تقترب للرقم 8، تقدر تحس برجفتها، تقدر تسمع دقات قلبها تزيد و تسرع، هي أخذت قرارها خلاص، ما راح تتراجع لو إيش ما يصير، رفعت عيونها للأرقام و هي تشوف رقم 8 يضيء، توقف المصعد و إنفتح الباب، أخذت نفس تهدي حالها بس فشلت، حاولت مرة ثانية، طلعت من المصعد و رفعت عيونها لباب مكتبه المسكر، صارت تمشي له بخطوات هادية، خطوات تبين العكس اللي تحس فيه، إقتربت منه أكثر و أكثر، رفعت يدها و حطته على المقبض، أخذت نفس و جت بتفتحه بس وقفتها.

فاطمة: ناهد، إيش تريدي من خالد؟

ما ردت عليها، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها!

إستغربت منها بس ما علقت.



بعد فترة...

طلعت من مكتبه بسرعة و هي تحارب دموعها، إلتفتت حوالينها بإرتباك و هي تشوف الكل مشغول بشغله، نزلت عيونها و هي تعدل شيلتها، مشت للمصعد بسرعة، ضغطت على الزر كم من مرة بإرتباك بس ما إنفتح لها الباب، إلتفتت لتشوف على مكتبه، شافته يوقف بجنب الباب بإبتسامته الخبيثة و يغمز لها، نزلت عيونها بسرعة و ركضت للدرج، صارت تنزل بأسرع ما عندها و دموعها تحرق خدودها.



بعد شوي...

وقفت قدام باب بيتها و نزلت عيونها لشنطتها، فتحته و هي تشوف على الفلوس، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، رفعت عيونها للباب و هي تكلم حالها: كل شيء إنتهى، خلاص، إنتهى! حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، أخذت نفس مرة ثانية و فتحت الباب، دخلت و شافتهم جالسين بالصالة، أول ما شافوها، قاموا.

كريمة و هي تقوم بإرتباك: ناهد أمي!

إرتبكت من حالتها: خير ماما، إيش في؟

كريمة و هي تمشي لها: سامي ما رجع.. ما رجع من المدرسة!

ناهد و هي تمرر نظرها لأخوانها و من ثم ترفعهم لأمها: كيف يعني؟ و هي تأشر على فراس: هذا فراس موجود، ما هم دوم يرجعوا مع بعض!

فراس و هو يحرك رأسه بالإيجاب: أيوا بس اليوم هو خبرني أنه بيرجع لحاله، فلما دق جرس الطلقة أنا طلعت و ما إنتظرته!

ناهد رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و من ثم نزلتهم لأمها و مشت لها: لا تخافي ماما، يمكن رايح يدور في الحارات و عشان كذي تأخر!

كريمة بنفس حالتها: بس هو بالأول يرجع البيت يطمني و بعدين يروح، اليوم ما رجع.. ولدي ما رجع..

ناهد لمحت دمعتها فحاوطتها من أكتافها بسرعة: ماما، هدي حالك، ما يصير كذي، ما فيه شيء إن شاء الله.. قاطعها رنين تلفونها، بعدت عن أمها و فتحت شنطتها، طلعت تلفونها و هي تشوف الشاشة تضيء برقم غريب، ردت و هي تحطه عند أذنها: ألو... و عليكم السلام... رفعت عيونها لأمها و بعدها نزلتهم بإرتباك: أخوي... أيوا... فتحت عيونها: إيــش؟!؟!

كريمة حطت يدها على قلبها: ولدي إيش فيه؟.. سامي.. يمة سامي.. إيش فيه..

ناهد نزلت التلفون بيد مرتجفة، رفعت عيونها المليانة دموع لأمها: ماما.. سامي، سامي.........!



.

.

.

.

.


نهاية البارت...


بارت الجاي بيكون يوم الإثنين إن شاء الله...


لا تحرموني من ردودكم..



"اللهم إرحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



تـفـاحـتـكـم..!


.

.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:24 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (5)...

New places, new faces

Life take turns, turns to new surprises

©

.

.

.

.

.



خطواتهم السريعة كسرت صمت الممرات، نظراتهم متشتتة ما بينهم بخوف و رجاء، ما يعرفوا كيف يكون، بأي حال، ما يعرفوا إيش السبب، إيش وصله لهنا، إلتفتت لوراء لتشوفهم يلحقوها، عيونهم مليانة دموع، يمشوا يد بيد، رفعت عيونها لأمها، يدها على قلبها و عيونها متعلقة عليها، وقفت لتأخذ نفس تهدي حالها، تهدي حالها لتقدر تهديهم، رجعت بخطواتها لعندهم و مسكت يد أمها: ماما..، و هي تأخذ نفس ثاني: ماما، حبيبتي هدي حالك، إن شاء الله ما فيه إللا كل خير!

حركت رأسها بالنفي، حاوطت يدها بيدينها المرتجفة و صارت تسحبها معاها: ناهد يمة.. إمشي.. خلينا نروح له بسرعة.. ما أقدر.. ما أقدر أهدأ لين ما أشوفه.. تأخرنا عليه.. خليني أشوفه.. أشوف ولدي!

حاوطت يدينها بدورها و وقفتها: ماما..

إلتفتت لها: ناهد إمشي..، و دمعتها تتدحرج على خدها: إمشي يا بنتي، إمشي!

ناهد حركت رأسها بالنفي و إقتربت منها، مسحت دمعتها و بهدوء غير اللي تحس فيه: ماما، هدي حالك، ما نقدر نروح له و أنتي كذي..، و هي تلتفت لفراس و التوأم: فكري فيهم!

كريمة إلتفتت لهم و هي تشوف التوأم متعلقين بفراس بخوف، نزلت رأسها، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها رفعته لهم، فكت يدينها من يدين ناهد و مدتهم لهم، ركضوا لها بسرعة و تعلقوا فيها، حاوطتهم من أكتافهم و بهدوء: ما فيه..، و هي ترفع عيونها لناهد: ما فيه إللا كل خير إن شاء الله!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب و إلتفتت لفراس، و هي تمد يدها له: فراس تعال!

مشى لها بسرعة و مسك يدها

ناهد ضغطت على يده بخفة لتهديه و من ثم إلتفتت لأمها و تكلمت: يللا ألحين، خلونا نمشي!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يكملوا طريقهم، وصلوا لغرفته و صاروا يدوروا على سريره، بعدوا الستارة الأولى، لقوا السرير فاضي، بعدوا الستارة الثانية، شافوا شاب ثاني، بعدوا الستارة اللي بمقابله، شافوه متمدد على السرير و مغمض عيونه.

كريمة فكت التوأم بسرعة و مشت له، إقتربت منه و صارت تمسح على رأسه بهدوء: سـ.ـامي.. يا ولدي..، و دموعها تنزل: إيش صار.. إيش فيك؟

ناهد مشت لها، حاوطتها من أكتافها و بعدتها عنه شوي: ماما، هدي حالك، و هي تنزل عيونها لسامي: نايم، يرتاح!

كريمة حركت رأسها بالإيجاب، نزلت عيونها له و من ثم نزلت لمستواه، طبعت بوسة هادية على رأسه و من ثم بعدت عنه، حست بيد يمسك يدها فإلتفتت تشوف عليه.

فراس و هو يسحب كرسي لها: يمة إجلسي، لا تضلك واقفة بتتعبي!

حركت رأسها بالإيجاب، جلست و مسكت يده، رفعت عيونها لناهد و تكلمت: كيف صار.. صار.. فيه كذي؟

ناهد نزلت عيونها و ما ردت عليها، أخذت نفس و رفعتهم لسامي، صارت تمرر عيونها عليه و هي تحارب دموعها، وجهه، جسمه، كلها كدمات، ما تعرف إيش اللي صار معاه بالضبط، الإتصال اللي جا لها كان من المستشفى، أحد الأساتذة المشرفين شافه طايح في الصف لحاله و فاقد وعيه، جابه للمستشفى و الدكتور المختص لحالته إتصل فيها ليخبرها عنه، اللي فهمته منه أن جت له نوبة بنهاية الدوام و لأن الكل كان طالع فـ محد قدر يساعده، الكدمات سببتها تشنجاته، تشنجاته خلته يصطدم في الكراسي و الطاولات اللي كانت حوالينه، نزلت عيونها عنه بسرعة و صارت تمسح دموعها اللي نزلت على خدودها، رفعتهم مرة ثانية لتشوف أمها تشوف عليها، غصبت إبتسامة على شفايفها و مشت لها، إنحنت و باستها على رأسها، عدلت وقفتها و نزلت عيونها له، شافته يقطب حواجبه و يحرك رأسه بخفة، إلتفتت لأمها: ماما، بيصحى! إقتربت منه بسرعة و جلست على طرف السرير: سامي..، و هي تمسح على خده بهدوء: سامي حبيبي تسمعني؟!

كريمة إقتربت منه أكثر و حاوطت يده بيدينها: يا ولدي.. إفتح عيونك.. إفتحها لنا.. يللا.. يا ولدي إفتح عيونك..

قطب حواجبه أكثر، فتح عيونه شوي بس رجع غمضهم

كريمة و هي تبوسه على جبينه: يا ولدي يعورك شيء.. أنادي لك الدكتور.. و هي ترفع عيونها لناهد: ناهد روحي نادي له الدكتور، روحي..

قاطعها و هو يفتح عيونه، يأخذ نفس و بتعب: يـمـ.ـة..

لمت يدينه لها بسرعة: هذاني جنبك يا ولدي.. هنا!

غمض عيونه لشوي بس رجع فتحهم، رفعهم لناهد و من ثم صار يمرر نظره للبقية، رجعهم لناهد مرة ثانية و من ثم لأمه: إيـ.ـش صار؟

ناهد و هي تمسح على خده: ما تتذكر؟

حرك رأسه بالنفي: أنا.. أنا.. كنت بالمدرسة و سامر..، قطب حواجبه بقوة: ما أعرف.. ما أعرف إيش اللي صـ.ـار..

كريمة: خلاص يا ولدي، خلاص، هدي حالك.. هدي حالك..، و هي تبوسه على جبينه مرة ثانية: ما في داعي تتكلم ألحين، كل شيء بعدين، غمض عيونك نام، إرتاح!

حرك رأسه بالإيجاب و رجع غمض عيونه.



بعد شوي...

حطت الأكياس على الطاولة بجنب سريره و إلتفتت لأمها.

كريمة: وين أخوانك؟

ناهد: عند البوابة، ينتظرونا، مشت لها و حطت يد على كتفها: ماما، لازم نمشي، خلصت ساعات الزيارة..

قاطعتها: يا بنتي ما يصير أخليه لحاله، ما يصير!

ناهد بهدوء: ماما، ما نقدر نضل عنده، هذي قوانين المستشفى، هذي مانها غرفة خاصة، في مرضى غيره، ما يصير! و هي تنزل عيونه لسامي النائم: شفتيه و الحمد لله، بخير و بكرة بيرخصوه و بيرجع البيت معانا، لا تخافي عليه، بيهتموا فيه، و هي تأشر على الأكياس: أعرفه ما يحب أكل المستشفى فـإشتريت له كل اللي يحبه، لا تخافي عليه، كم من يوم و يرجع لنا أحسن من قبل!

كريمة سكتت شوي و بعدها رفعت عيونها لناهد و تكلمت: ما عاد له بيت يرجع له!

ناهد قطبت حواجبها و هي مانها فاهمة عليها: ما..

كريمة قاطعتها: خلصت المهلة و نحن ما دفعنا له الإيجار، ما قال بيطردنا؟ ما عاد لنا بيت نرجع له، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما عاد لنا بيت نرجع له!

ناهد تذكرت فأخذت نفس و تكلمت: ماما، لا تخافي، خلاص أنا دفعت له فلوسه و خبرته أننا بنطلع في هاليومين.. الملحق اللي خبرنا عليه فراس، إتصلت في صاحبه و كان المفروض ألتقي فيه اليوم بس.. و هي تنزل عيونها لسامي: بس اليوم ما قدرت فـ بلتقي فيه بكرة، بدفع له المقدم و بعدها كل شهر بندفع له الإيجار إن شاء الله!

كريمة بإستغراب: متى سويتي كل هذا؟

ناهد إبتسمت لها بهدوء: اليوم الصبح!

كريمة بنفس حالتها: بس الصبح أنتي كنتي بالدوام؟!

ناهد حركت رأسها بالنفي: أنا ما رحت الدوام اليوم..، و هي تأخذ نفس: رحت الظهر لأقدم إستقالتي..

قاطعتها بصدمة: إسـتـقـالـتـك؟!؟

حركت رأسها بالإيجاب و بنفس هدوئها: ماما، ما وقته ألحين، خلينا نرجع البيت و في وقتها بشرح لك كل شيء!

كريمة: بس ناهد يمة.. كيف قدمتي إستقالتك و الفلوس، ما خالد..

ناهد و هي تقاطعها: ماما، أنتي كنتي خايفة على سامي و بالك كان مشغول فيه فما إنتبهتي، أنا أخذت سيارة سمية بنت الجيران عشان نجي المستشفى، سيارتي أنا.. أنا بعتها!

كريمة بنفس صدمتها: بـعـتـي الـسـيـارة؟؟؟

ناهد حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها، جت بتتكلم بس قاطعتها الممرضة اللي دخلت عليهم.

الممرضة:

What are you doing here? The visiting hours are over

(ماذا تفعلان هنا؟ انتهت ساعات الزيارة!)

ناهد حركت رأسها بالإيجاب و إلتفتت لأمها: ماما، يللا خلينا نمشي، نتكلم أول ما نوصل البيت!

كريمة بنفس حالتها: بس ناهد..

ناهد و هي تمسك يدينها و تقومها: يللا ماما، نتكلم بالبيت!

قامت و هي مستغربة و مانها قادرة تصدق اللي سمعته، فكت يدينها منها: لحـ.. لحظة!

ناهد: ماما..

قاطعتها و هي تلتفت لسامي: بس شوي!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب و ما تكلمت.

مشت له و إقتربت منه، باست عيونه المغمضة بهدوء و بعدها عدلت وقفتها، عدلت له لحافه و بعدها أخذت نفس و إلتفتت لها.

ناهد مسكت يدها و صارت تمشي معاها لبرع الغرفة.



بعد نص ساعة...

ناهد و هي تمد لها مفاتيح السيارة: مشكورة سمية، لولاكـ..

قاطعتها و هي تأخذ المفاتيح منها: ناهد، إيش هالكلام، بتزعليني منك، ما في بيننا أبداً، لا عاد تشكريني كذي!

إبتسمت لها بهدوء: شكراً!

ضحكت و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: أنتي ما يفيد معاك!

ناهد إبتسمت أكثر: يللا، مع السلامة!

سمية و هي تدخل: مع السلامة، سلمي لي على خالة كريمة!

ناهد: يوصل، إن شاء الله! لفت و صارت تمشي للبيت، نزلت عيونها و صارت تتذكر اللي صار...

ركبت المصعد و ضغطت على دور 8، دور مكاتبهم، رفعت عيونها على الأرقام و هي تشوفها تضيء وحدة وراء الثانية، تضيء و تقترب للرقم 8، تقدر تحس برجفتها، تقدر تسمع دقات قلبها تزيد و تسرع، هي أخذت قرارها خلاص، ما راح تتراجع لو إيش ما يصير، رفعت عيونها للأرقام و هي تشوف رقم 8 يضيء، توقف المصعد و إنفتح الباب، أخذت نفس تهدي حالها بس فشلت، حاولت مرة ثانية، طلعت من المصعد و رفعت عيونها لباب مكتبه المسكر، صارت تمشي له بخطوات هادية، خطوات تبين العكس اللي تحس فيه، إقتربت منه أكثر و أكثر، رفعت يدها و حطته على المقبض، أخذت نفس و جت بتفتحه بس وقفتها.

فاطمة: ناهد، إيش تريدي من خالد؟

ما ردت عليها، فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها، لفت و شافته يشوف عليها و هو مرفع حاجب.

خالد و هو يتكتف: ما تعرفي تدقي على الباب؟

ما ردت عليه، إقتربت من طاولته و وقفت قدامه، نزلت شنطتها و فتحته، طلعت منه ظرف أبيض و حطته على الطاولة و هي ترفع عيونها له: ماني محتاجة لك، ما راح أحتاجك!

نزل عيونه للظرف و من ثم رفعهم لها: إيش هذا؟

ناهد بنفس هدوئها: إستقالتي!

رفع حاجبه أكثر من قبل، رجع لوراء و ريَّح ظهره بظهر الكرسي: من جدك؟

حركت رأسها بالإيجاب: ما في بيننا أي عقد ليربطني بالشركة، ما كان في من البداية، أنا ما عدت أشتغل عندك، ما راح أشتغل بعد اليوم!

ضل ساكت لشوي يشوف عليها بدون أي كلمة و بعدها إبتسم و عدل جلسته: بتخسري كل اللي عندك!

ناهد: أخسر كل اللي عندي بس ما أخسره لك!

إبتسم أكثر و قام يمشي لها: مانك سهلة!

ناهد: ماني مثل ما توقعت!

إقترب منها و صار يمرر نظره من عليها بخبث: و عشان كذي تعجبيني!

نزلت عيونها و هي متضايقة و مرتبكة من نظراته المتفحصة، ما حبت تبين له فرفعتهم له مرة ثانية: لهنا و خلصنا!

حرك رأسه بالإيجاب و هو يرجع بخطوة لوراء، إلتفت للطاولة و سحب الظرف، فتحه و طلع الورقة، صار يقرأ فيها لكم من ثانية و بعدها نزلها للطاولة، أخذ قلم و وقع عليها، إلتفت لها و هو يردد كلامها: لهنا و خلصنا!

ما إستوعبت حركته، معقولة يخليها تروح بهالسهولة؟ معقولة يتركها كذي؟ نزلت عيونها للورقة و من ثم رفعتهم له بعدم تصديق.

إبتسم لها و إقترب منها مرة ثانية و هو يمد الورقة لها: و أنا ماني مثل ما توقعتي!

ضلت منزلة عيونها للورقة الممدودة لها لشوي، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم للورقة مرة ثانية و هي تمد يدها بتردد: شكراً! مسكت الورقة من طرفها و جت بتأخذها بس هو كان ماسكها، رفعت عيونها له، شافته يبتسم لها بخبث، إرتبكت ففكت الورقة بسرعة، لفت وجت بتمشي بس مسك يدها و سحبها له، فتحت فمها لتتكلم بس كتم صوتها بيده اللي حطها على فمها، سحبها له أكثر حتى صار ظهرها ملاصق لصدره، حاولت تفك نفسها منه بس ما قدرت، حاولت أكثر بس هو حاوطها له أكثر بحيث يمنعها من الحركة.

قرب شفايفه من أذنها و بهمس: ما بهالسرعة؟ حابة تشكريني، إشكريني بطريقة ثانية! نزل يده عن فمها و جا بيدورها له بس هي كانت الأسرع فكت نفسها منه و دفعته عنها بقوة.

رجع بخطوة متعثرة لوراء، تدارك و عدل وقفته، رفع عيونه لها و بنفس إبتسامته: و أقوى مما توقعت!

ما عرفت إيش تسوي في هاللحظة، كان خاطرها تذبحه و تدفنه بيدينها، إنسان مثله لازم ينمحي من الوجود، ينمحي عشان تفتك البشرية من وساخته، تفتك للأبد بس ما تقدر، ما تقدر و هي واقفة قدامه كذي، واقفة برجفتها، دموعها في عيونها و أنفاسها مضطربة، يعرف أنها خائفة منه، يعرف أنها ضعيفة، لفت عنه بسرعة و صارت تمشي للباب.

إبتسم أكثر و صار يمشي وراها: خلينا نتلاقى في المستقبل، نتذكر، و هو يشدد على الكلمة: أيـامـنـا!

ما ردت عليه فتحت الباب و صارت تمشي للمصعد بخطوات أسرع...

قطبت حواجبها و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعده عن رأسها، خلاص ما عاد تشوفه بعد اليوم، ما عاد يقدر يوصل لها، ما عاد يقدر يأثر فيها، كل شيء إنتهى، أخذت نفس و إستندت بالجدار، رجعت رأسها لوراء و غمضت عيونها، و هي تأخذ نفس ثاني: كل شيء إنتهى، الحمد لله، و هي تغطي وجهها: الحمد لله!

: نـاهـد!

نزلت يدينها و إلتفتت تشوف عليه

فراس: إيش فيك واقفة برع، يللا تعالي، يمة تنادي عليك!

حركت رأسها بالإيجاب: جاية، و هي تعدل وقفتها: إدخل و أنا بلحقك!

فراس حرك رأسه بالإيجاب و لف يدخل.

رجعت إستندت بالجدار و رفعت عيونها للسماء، بدت تتظلم و النجوم صارت تلمع، إبتسمت و هي تكلم حالها: بكرة يوم جديد، بداية جديدة، و هي تنزل عيونه: بداية جميلة إن شاء الله! إبتسمت أكثر لنفسها و بعدها صارت تمشي للداخل.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

صحى من النوم و فتح عيونه، صحى و هو يحس أنه توه بس يرجع لحياته الطبيعية، توه بس يرجع لروتينه، تعود على حياته بهالمدينة، تعود على كل شيء فيها، كيف ما يتعود عليها و هي تجمعه فيها، تجمعه باللي يعشقها، إبتسم، قام و صار يمشي لكبتاته، إشتاق لها، إشتاق لكل شيء فيها، يحاول يمسك حاله، يتدارك لا يركض لها مثل المجنون، يركض لها و يسحبها له، يحاوطها لصدره و يسمع دقات قلبها قريبة من دقات قلبه، يستنشق ريحتها و يلعب بخصلات شعرها، تنهد و حط يد على قلبه يهديه، مجرد التفكير فيها يسوي فيه كذي، إيش لو يشوفها قدامه ألحين؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالفكرة، هو يريدها له، يريدها بس بالحلال، كثير من اللي يعرفهم غلطوا هالغلطة بس هو مانه مثلهم، هي فاهمته و راح تصبر عليه، راح تصبر عليه لأنها تحبه و هو لازم يصبر، يصبر لين ما يقدر يقنعهم بحبه لها، لين ما يقنعهم يتقبلوها، يصبر عليها لين ما..، قطب حواجبه و هو توه بس يتذكرها، لين ما يتخلص منها، فتح الكبتات و هو يقطب حواجبه أكثر، ربط نفسه ببلوى، ما راح يقدر يتخلص منها، ما بهالسهولة، أخذ له ملابس، أخذ فوطته و سكر الكبتات بقهر، ما يريد يظلمها بس ما بيده شيء يسويه لها، غمض عيونه، أخذ نفس و من ثم صار يمشي للحمام.

طلع بعد فترة و هو يجفف شعره بالفوطة، حط الفوطة على السرير و لبس ملابسه، صار يمشي للتسريحة و هو يسكر أزرار قميصه، كل شيء مثل ما تركه قبل ثلاثة أسابيع، ما كأنه غاب عن هالمكان، مشط شعره و بعدها عطَّر من كم من عطر و طلع من الغرفة، مشى للمطبخ و فتح الثلاجة، فاضية مثل ما كانت، سكرها و رفع عيونه لباب غرفتها المسكر، تكون صاحية؟ صاحية و يمكن جوعانة، ما شافها تأكل بالطيارة، إلتفت يشوف على باب الشقة، يطلع و يشتري كم من شيء و يرجع، رجع لف لباب غرفتها، يخليها لحالها؟ ما راح تضيع، إبتسم لنفسه على هالفكرة و صار يمشي لغرفته، أخذ محفظته و بعدها طلع من الشقة.

كانت متمددة على السرير و مثبتة عيونها على السقف، الغرفة هادية، هادية بدرجة أنها قادرة تسمع أنفاسها بنفسها، تسمعها و تسمع صوت ****ب الساعة المعلقة على الجدار، هذي حالتها من أول ما وصلت لهنا، شقة صغيرة، مكونة من غرفتين و مطبخ صغير متداخل بالصالة، شقة تجمعهم ببعض، تجمعهم..، و هي تحرك عيونها للجدار اللي يفصل ما بين غرفهم، تجمعهم كذي، رمشت عيونها بهدوء غير اللي تحس فيه و ثبتتهم على الجدار، قال لها تأخذ راحتها بس ما تقترب من غرفته، ما تقترب منه، حذرها تتدخل في حياته، شرَّط عليها تعيش على قوانينه، تتقبل حياتها الجديدة، حياتها الجديدة و المؤقتة، مانها قادرة تتخيل أيامها معاه، مانها قادرة تتخيل اللي ينتظرها معاه، رافضها و هي تعرف هالشيء بس لمتى راح يضل رافضها؟ كلمة يـمـكـن تضل تردد نفسها في مسامعها و تجدد الأمل في قلبها حتى تقنعها، تقنعها أن بيجي يوم و يحس فيها، راح يجي بس تصبر عليه، يمكن صبرها يطول بس بالنهاية راح يجي لها، يجي لها و يكون لها هي و بـس..!

غمضت عيونها و أخذت نفس طويل، فتحتهم و رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار، 2:15، هذا بتوقيت بريستول، إلتفتت للكمدينة، مدت يدها و سحبت ساعتها، رفعتها تشوف الفرق، 6:21، أربع ساعات، أخذت نفس ثاني و جلست، رجعت شعرها لوراء و بعدها صارت تلمهم بملل، رفعتهم و ربطتهم بإهمال، رجعت عيونها للجدار و تنهدت، يكون صاحي و لا نائم؟ إذا صاحي، إيش يكون يسوي ألحين؟ يفكر فيها؟ إبتسمت على هالفكرة بس إختفت إبتسامتها بسرعة، تفرح نفسها على الفاضي، مانه مهتم فيها، مانه مهتم بس..، و هي تبتسم لنفسها مرة ثانية، بيهتم مع الأيام، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، قامت و صارت تمشي لشنطتها، من دخلتها الغرفة ما حركتها من مكانها، نزلت لمستواها و بعدها صارت تلتفت حوالينها، توها بس تنتبه، الغرفة ما فيها غير السرير و الستارة اللي تغطي باب البلكون، ما في كبتات، ما في تسريحة، ما فيها شيء يجملها، قطبت حواجبها، غرفة بيضاء بسرير أبيض، كأنها غرفة المستشفيات!

نزلت عيونها للشنطة مرة ثانية و فتحتها، أخذت جلبابها، لبسته و قامت، مشت للباب، فتحته و طلعت، مانه في الصالة، رفعت عيونها لباب غرفته المسكر، بعده نائم؟ لفت و جت بتدخل غرفتها مرة ثانية بس سمعت الباب ينفتح، رفعت عيونها لباب غرفته، بعده مسكر، إلتفتت لباب الشقة، شافته يدخل و يسكر الباب.

رفع عيونه لها و من ثم نزلهم و صار يمشي للمطبخ

قطبت حواجبها بإستغراب و ضلت تلاحقه بعيونها، ما كان موجود بالبيت؟ تاركها لحالها، حركت رأسها بعدم تصديق و تكلمت: أنت.. أنت كنت طالع؟

حط الأكياس على طاولة المطبخ و بدون ما يلتفت لها: أنتي إيش تشوفي؟

فرح بنفس حالتها: تاركني حالي؟

عماد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: تاركك لحالك، إيش فيها يعني؟!

فرح بعدم تصديق: بدون ما حتى تخبرني؟

إلتفت لها، إستند بالطاولة و تكتف: تريديني أستأذن منك؟!

تضايقت من أسلوبه: لا، بس على الأقل تخبـ..

عماد و هو يقاطعها: يعني إيش تريديني أعطيك تقرير لكل طلعاتي؟

فرح و هي تقطب حواجبها أكثر: أنا ما قصدت..

عماد و هو يقاطعها مرة ثانية: أعتقد أنك تعرفي هالشيء من قبل، أنا ما راح أغير في حياتي بمجرد أنك دخلتي فيها، و لا شيء راح يتغير، أنا..، و هو يمشي لها: أنا أدرس و راح أطلع و أغيب كثير و راح تضلي لحالك، وقف قدامها: لا تتوقعي مني أني بترك كل شيء بس عشانك!

فرح نزلت رأسها و هي تحارب دموعها: ماني متوقعـ.ـة!

حرك رأسه بالإيجاب: زين! أحسن شيء تسويه أنك تتعودي على كذا!

حركت رأسها بالإيجاب بس ما رفعته له.

ضل ساكت شوي يشوف عليها و بعدها صار يأشر على الأكياس: إذا حابة تأكلي، شوفي لك من هناك!

رفعت عيونها للأكياس و ما ردت.

عماد و هو يمشي لغرفته: و أنا أتوقع زيارة فأتمنى أنك تأكلي بسرعة و ترجعي لغرفتك، ما أريدها تتضايق بوجودك!

رفعت عيونها له بصدمة: بـتـجـي هـنـا؟!

فتح باب غرفته، إلتفت لها و بنبرة حادة: ليش عندك مشكلة؟

نزلت عيونها بسرعة تخفي دموعها عنه: أنا.. أنا..

قاطعها و هو يمشي للكنبة: تعالي، إجلسي خلينا نتكلم!

ما تحركت من مكانها، لفت و عطته ظهرها، رفعت يدها و صارت تمسح دموعها بسرعة، في هاللحظة أكد لها أنه كل اللي كانت تفكر فيه قبل شوي ما كانت إللا آمال كاذبة تقنع نفسها فيها، يبكيها، يجرحها أو حتى يذبحها، ما راح يهتم، أبداً ما راح يهتم.

جلس على الكنبة و رفع عيونه لها: فرح، تعالي خليني أوضح لك كل شيء، أوضح لك مرة ثانية!

فرح ما تحركت و لا تكلمت

عماد ضل يشوف عليها شوي و بعدها قام و مشى لها، حط يده على كتفها و دارها له، شاف دموعها تنزل وحدة وراء الثانية، حرك عيونه بملل و تكلم: ليش الدموع ممكن أعرف؟ ما أنتي تعرفي كل شيء عني من البداية؟ ما أنا خبرتك ماني متزوجك إللا لأراضي يبة، عيل ليش كل هذا؟ فرح ما في داعي، دموعك ما راح تفيد، قلت لك تعودي، أسرع ما تعودتي يكون أحسن!

مسحت دموعها و رفعت عيونها له: أنا.. آسفة.. نزلتهم و صارت تمشي لغرفتها: لا تهتم بوجودي.. ما راح أضايقكم! دخلت غرفتها و سكرت الباب وراها.

تأفف و بعدها حك رأسه بقلة حيلة، مشى للكنبة و رمى حاله عليه!


***************************


مسقط...

طلع من غرفته و هو مقرر أنه يفاتحهم بالموضوع اليوم، صار له يومين يحاول يتشجع بس كلما يجي يفتح فمه يتراجع، مانه خائف من موضوع الخطبة، هي موافقة على كذا، بس خائف من ردة فعلها لما تعرف أنه هو بنفسه إختارها، إختارها لأنه يحبها، خائف أنها ما تتقبل هالفكرة، صار ينزل الدرج و عيونه عليها، رفعت عيونها له و إبتسمت، رد لها بإبتسامة و صار يمشي لها، إقترب من عندها و باسها على رأسها.

زبيدة إبتسمت و صارت تمرر أصابعها على ذقنه: نعيماً!

عبدالرحمن إبتسم: الله ينعم عليك! و هو يجلس على الكنبة بجنبها: خالتي وينها؟

عقيلة و هي تطلع من المطبخ: هنا، و هي تمشي لهم: وين أروح يعني؟

عبدالرحمن: فكرتك رجعتي البيت!

عقيلة و هي تجلس على الكنبة المنفردة بمقابلهم: لا، ماني راجعة ألحين، بطبخ لكم عشاء و بعدين برجع!

عبدالرحمن: نتعبك معانا!

عقيلة إبتسمت و بمزح: تعبتوني، كل شيء أسويه مرتين، أطبخ لأولادي و أجي أطبخ لكم، أنظف بيتي و أجي أنظف هنا، أغسل هناك و أغسل هنا!

عبدالرحمن ضحك و زبيدة تكلمت: تشتكي؟

عقيلة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أشتكي عشان هذا، و هي تأشر على عبدالرحمن: يحس فيني و يرحمني، يتزوج و يجيب وحدة تشل همكم عني!

زبيدة و هي تلتفت لعبدالرحمن: سمعت خالتك إيش تقول، صرنا هم!

عبدالرحمن إلتفت لخالته و من ثم لأمه: يمة تعرفيها خالتي، ما تقصد..

عقيلة و هي تقاطعه: لا يكون أخذتي في خاطرك؟ و هي تقوم و تمشي لها: زبيدة تعرفيني، ما أقصد..

زبيدة و هي تقاطعها: لا قصدتي و أنا فهمت عليك، لمتى راح تضلي تشلي و ترفعي، تعبناك كثير، خلاص ما راح نتعبك بعد اليوم، خليك مع أولادك و لا عاد تجي، أنا و عبدالرحمن نسوي أشغالنا لحالنا! إلتفتت له: يللا يا ولدي، خذني لغرفتي!

عبدالرحمن بهدوء: يمة، خالتي..

قاطعته و هي تلتفت لأختها: روحي بيتك، لا تتأخري عليهم!

عقيلة و هي تقطب حواجبها: زبيدة أنا..

قاطعتها و هي تلتفت لعبدالرحمن: خذني لغرفتي!

عبدالرحمن بنفس هدوئه: يمة..

زبيدة بحزم: خذني لغرفتي!

إلتفت لخالته و بعدها قام و إلتفت لأمه، حملها بهدوء و حطها على كرسيها، صار يدفعها لممر غرفتها و هو عيونه على خالته، شافها تشوف عليه فأشر لها تنتظر، حركت رأسها بالإيجاب و هو دخل الممر، أخذها لغرفتها و دفع الكرسي لعند السرير، جلس على السرير و مسك يدها: يمة، معقولة زعلتي من خالتي؟

زبيدة: مانها أول مرة تسمعنا هالكلام..

قاطعها بهدوء: بس يا يمة، يا حبيبتي خالتي تعرفيها، دوم تمزح متى قصدت هالكلام؟ ما يصير تزعلي منها كذا، هي..

زبيدة و هي تقاطعه: و تدافع عنها؟ أنتي ولدي و لا ولدها؟

نزل رأسه بقلة حيلة: يمة..

قاطعته مرة ثانية و هي تسحب يدها منه: عبدالرحمن أنت وعدتني.. وعدتني أنك ما تزعلني..

رفع عيونه لها و هو يشوفها تشوف عليه بزعل، نزل رأسه و من ثم نزل من على السرير و جلس على ركبه قدامها: يمة، حبيبتي أنتي تعرفي أني ما أقدر على زعلك، خلاص ما راح أتكلم فيها أكثر من كذي بس..، و هو يحاوط يدينها بيدينه: سامحيها عشاني، سامحيها و آخر مرة، أوعدك لا هي و لا أنا بنزعلك بعد اليوم!

سكتت شوي تشوف عليه: دوم توعدني..

قاطعها: و ماني على وعدي؟!

زبيدة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: بلا، بس..

عبدالرحمن إبتسم لها بهدوء: سامحيها بس هالمرة!

سكتت شوي و بعدها حركت رأسها بالإيجاب: سامحتها!

عبدالرحمن إبتسم أكثر و قام: أروح أناديها لك!

زبيدة مسكت يده بسرعة: ما ألحين، و هي تلتفت لسريرها: أريد أرتاح ألحين بعدين بكلمها!

حرك رأسه بالإيجاب و رجع لها، حملها و حطها على السرير، و هو يبوسها على رأسها: إرتاحي، بعدين بجي لك بالعشاء و الأدوية!

إبتسمت له و حركت رأسها بالإيجاب.

عدل وقفته و بعدها لف و طلع من غرفتها، سكر الباب و تنهد بقلة حيلة، مشى للصالة و شافها جالسة على الكنبة تنتظره: خالتي!

مسحت دموعها بطرف شيلتها و بعدها رفعت عيونها له

مشى لها بسرعة و جلس جنبها: أفـا! و هو يقرصها على خدها: عقيلة تبكي؟!

بعدت يده عنها و ضربته على كتفه بخفة

عبدالرحمن ضحك و مسك يدها، و هو يبوس كفها: خلاص لا تزعلي، مانها زعلانة منك!

عقيلة و هي تحرك رأسها بالنفي: حبيبي أنت تعرف، كنت أمزح..

عبدالرحمن قاطعها بإبتسامة: أعرف، و هو يأخذ نفس: بس يمة..

عقيلة نزلت رأسها: ما راح تسامحني!

حاوطها من أكتافها: سامحتك!

عقيلة و هي تحرك رأسها بالنفي: تقول سامحتني بس أعرفها ماخذة في خاطرها علي!

عبدالرحمن تنهد: تعرفيها فـ ليش قلتي اللي قلتيه؟

عقيلة: ما كنت أقصدها بالكلام، كنت أقصدك أنت، تقتنع و تخلينا نخطب لك مرة ثانية!

عبدالرحمن تنهد مرة ثانية، فكها و ريح ظهره على الكنبة: كنت راح أفاتحكم بهالموضوع!

عقيلة إلتفتت له: جد؟

حرك رأسه بالإيجاب: جد! و هو يتنهد للمرة الثالثة: بس ما أحس أن الزواج يناسبني، و هو يلتفت لممر غرفتها: ما يناسبني!

عقيلة إلتفتت للممر و من ثم له، حطت يد على كتفه و ما تكلمت.

إلتفت لها و تكلم: ما خبرتك من قبل بس في بنت..

عقيلة و هي ترفع حواجبها: بـنـت؟!؟

عبدالرحمن إبتسم على حركتها و حرك رأسه بالإيجاب: كنت راح أخبركم تخطبوها لي بس ما أعتقد أنه يصير ألحين، إختفت إبتسامته و هو يتذكر، نزل رأسه بقلة حيلة: أنا تسرعت، تسرعت كثير!

عقيلة و هي مانها فاهمة عليه: إيش..

عبدالرحمن و هو يرفع رأسه لها: خالتي أنا قلت لها أني بخطبها من أهلها، تسرعت، ما كان لازم أكلمها، هي مختلفة، لا هي راح تقدر تتقبل يمة و لا يمة بتقدر..، حط يدينه على رأسه: ما كان لازم أفاتحها بالموضوع.. أنا غلطت، غلطت كثير، إذا تزوجتها بدون ما أخبرها باللي نعيش فيه راح أظلمها و إذا خبرتها ما أعتقد أنها بترضى في هالعيشة!

عقيلة: يعني بتحرم نفسك من هالفرحة عشان أمك؟

عبدالرحمن بقلة حيلة: عندك حل ثاني؟

عقيلة: بس هي موافقة!

عبدالرحمن و هو يحرك رأسه بالنفي: ما راح توافق إذا قلت لها أني إخترت البنت بنفسي!

عقيلة سكتت شوي و بعدها إبتسمت: ما لازم تعرف!

رفع رأسه لها: كيف؟

عقيلة: أنا بكلمها و أقول لها أني إخترت لك البنت بنفسي، هي ما لازم تعرف!

عبدالرحمن حرك رأسه بالنفي: و البنت؟ إيش راح أقول لها؟ كيف راح أفهمها موقف يمة؟ كيف راح أفهمها حالتها؟

عقيلة بهدوء: ليش ما تأخذها للدكتو..

قاطعها: خالتي أنتي تعرفي موقفها من هالشيء، ما أقدر أكلمها مرة ثانية، ما تقتنع ما ترضى، تفكرنا نفكرها مجنونة!

عقيلة و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: الله يهديها! سكتت شوي و بعدها كملت: سوي مثل ما أقول لك عليه، أنا بكرة بكلمها عن موضوع الخطبة و أنت كلم البنت عنها، مانها سهلة بس حاول تفهمها، أمك من البداية كانت كذي يا ولدي بس هي خسرت كثير، صارت تتحسس على كل شيء و تخاف بسرعة!

عبدالرحمن: تتوقعيها ترضى؟

عقيلة: إن شاء الله!

عبدالرحمن و هو يتنهد: إن شاء الله!

عقيلة و هي تعدل جلستها: ألحين خلينا عن هالسالفة و خبرني أنت من وين و متى عرفتها؟ من إسمها و بنت من؟ ناس نعرفهم؟

إبتسم و إلتفت لها: تشتغل معاي من سنة، إسمها نمارق عبدالرزاق الـ..، و .. صار يخبرها عن كل شيء يعرفه عنها!


***************************


سكرت الستارة بسرعة و هي تبتسم لنفسها بحياء، شافته يوقف سيارته قدام الفلة، ينزل و يرفع عيونه لشبابيك غرفتها، ما شافها بس الفكرة أنه جاي عشانها بتموتها من الحياء، وصل أمه و أخته لعندهم قبل ساعة و راح، رجع لهم ألحين، ما نزلت لهم، ما تعرف كيف تتصرف لأنها تعرف أنهم جايين عشان يخطبوها، مانها متعودة على هالشعور، مانها متعودة على أحد يفكر فيها كذي، يهتم فيها كذي، يحبها كذي، رفعت يدينها و حطتهم على خدودها المحمرة تقيس حرارتها، مرتفعة، إبتسمت أكثر و مشت لسريرها، جلست و شبكت يدينها ببعض، مرتبكة نوعاَ ما، حياة جديدة، حياتها معاه، ما كانت تفكر فيه بس ألحين صارت تحلم فيه، رفعت عيونها لباب غرفتها و هي تسمعه يندق، إرتبكت أكثر، قامت و مشت له، فتحته و شافت الخدامة.

الخدامة: مدام يناديك!

أزهار و هي تأشر على نفسها: تناديني أنا؟!

الخدامة و هي تلتفت حوالينها: ماما ما في غير أنت!

أزهار إبتسمت لها بإحراج: دقيقة و نازلة!

الخدامة حركت رأسها بالإيجاب: تعال بسرعة، مدام سميرة يريدك!

فتحت عيونها و بتلعثم: مـ.ـدام سمـ.. سميرة؟!؟

الخدامة و هي تحط يدها على جبينها: ماما وش فيك أنت، مريض؟

نزلت يدها و هي منحرجة من حالها: لا، لا، بنـ.ـزل.. بنزل ألحين!

الخدامة و هي تلف عنها: إنزل بسرعة!

أزهار: إن شاء الله! لفت و مشت للتسريحة تشوف نفسها، عدلت شعرها و هي تشوف على ملابسها، قميص بكم طويل و تنورة طويلة، مستورة، مشت لكبتاتها بسرعة، أخذت شيلة و حطتها على أكتافها، هو بالحديقة، ما راح يدخل بس إذا دخل بتلبسها، أخذت نفس و طلعت تنزل لهم، شافتهم جالسين بالصالة، إقتربت منهم بخطوات مرتبكة، مستحية و تكلمت: السلام عليكم!

إلتفتوا لها: و عليكم السلام!

إقتربت من خالتها، و هي تبوس يدها و رأسها: كيفك خالتي؟

سعاد إبتسمت لها: الحمد لله، أنتي كيفك يا حبيبتي؟

أزهار: الحمد لله، إلتفتت لـ ليلى و سلمت عليها و بعدها إلتفتت لأمها، جت بتجلس جنبها بس وقفتها.

سعاد: أزهار!

أزهار و هي تلتفت لها: ها؟

سعاد و هي تأشر بجنبها: تعالي يا بنتي، إجلسي بجنبي!

بلعت ريقها و مشت لها، جلست مكان ما كانت تأشر و شبكت يدينها ببعض.



.

.

.

.

.
.

.

.




سعاد إبتسمت لها و صارت تمسح على شعرها

إحمروا خدودها على حركتها فنزلت رأسها.

سعاد بنفس إبتسامتها: إسمعيني يا بنتي، أنا دائماً كنت أجي أكلم أمك بس كل مرة ترد علينا بنفس الكلام، هالمرة قلت بكلمك بنفسي..

رمشت عيونها بحياء و هي تعرف لوين تريد توصل

سعاد: أزهار، أنا خطبتك لعبدالله ولدي، أنتي إيش رأيك فيه؟

إحمروا خدودها أكثر و ما ردت

سعاد إبتسمت على شكلها: يا بنتي لا تستحي، قولي تكلمي، عبدالله كلمك قبلنا و قال أنك وافقتي، أنتي جد موافقة عليه؟ ما راح ترفضيه مثل مرات الماضية؟

ما فهمت عليها فرفعت عيونها لها: خا.. خالتي، أمم.. أي مرات الماضية؟!

سعاد إستغربت منها: يا بنتي نحن خطبناك لعبد..

قاطعتهم بسرعة: ما في داعي لهالكلام ألحين!

إلتفتوا لها

سميرة و هي تلتفت لأزهار: هذي خالتك جاية تخطبك لولدها، إذا تريديه وافقي عليه، إذا لا فهذا رأيك و محد راح يغصبك!

سعاد إستغربت من أختها أكثر بس ما علقت، إلتفتت لأزهار و مسكت يدها: يا حبيبتي، نحن ماننا غاصبينك على شيء بس يرضيك تكسري قلبه لكل هالمرات؟

قطبت حواجبها و هي مانها قادرة تفهمها، إيش تقصد بـ مرات الماضية؟ ليش هم خطبوها له من قبل، تذكرت كلامه، قال لها أنه خطبها للمرة الرابعة، خطبها أربع مرات و هي ما تعرف؟ رمشت عيونها بعدم تصديق و رفعتهم لـ ليلى، شافتها تشوف عليها بنظرة ما قدرت تفهمها بس أربكتها، نزلتهم بسرعة و بعدها إلتفتت لأمها، شافتها تنزل عيونها عنها بإرتباك، إستغربت من حركتها، نزلت عيونها ليدها و هي تحس بخالتها تضغط عليها بخفة و كأنها تشجعها على الكلام، رفعت عيونها لها و من ثم نزلتهم.

سعاد: ها يا بنتي، موافقة عليه؟

أزهار بنفس حالتها: خالتي إيش تقصدي بالمرات الماضية؟

سعاد جت بترد عليها بس سميرة تكلمت قبلها: أزهار، إيش هالسؤال؟ خالتك تسألك لموافقتك و أنتي تردي عليها بسؤال ثاني؟ عيب هالشيء!

إنحرجت فنزلت رأسها: أنا آسفة!

سعاد إبتسمت: لا، يا حبيبتي عادي بس ردي بالموافقة هالمرة، تراه معلق قلبه عليك من زمان، ما يريد غيرك، يهون عليك تعذبيه كذي؟!

إحمروا خدودها و صارت ترمش عيونها بحياء: أنا..

سعاد: قولي أنك موافقة!

إبتسمت لها بحياء و حركت رأسها بالإيجاب: مو.. موافقة!

سعاد إبتسمت بفرح و باستها على رأسها: الحمد لله، و هي تلتفت لسميرة: خلاص عيل ما نريد خطوبة و غيره، نحط الملكة و العرس بنفس اليوم، و هي ترجع تلتفت لأزهار: يناسبك بعد ثلاثة أشهر؟

أزهار و هي تنزل رأسها بحياء: اللي تشوفونه!

سعاد إبتسمت و إلتفتت لسميرة: خلاص عيل هي زوجة ولدي أمانة عندك يا سميرة لثلاثة أشهر و بعدها بنأخذها منك!

إستحت من كلامها فقامت بسرعة: عن.. أحم.. عن إذنكم! لفت و صارت تمشي للدرج.

سعاد ضحكت و بعدها إلتفتت لسميرة، شافتها تلاحق أزهار بعيونها، قطبت حواجبها و إلتفتت لـ ليلى: ليلى حبيبتي، إلحقيني للسيارة و أنا ألحين بطلع!

ليلى حركت رأسها بالإيجاب و قامت، سلمت على خالتها و بعدها طلعت تمشي لبرع.

ضلت تشوف عليها لين طلعت من باب الصالة، أخذت نفس و إلتفتت لأختها: سميرة!

سميرة إلتفتت لها

سعاد: ليش بنتك ما عندها خبر عن المرات الماضية؟

سميرة بإرتباك: سعاد.. أنتي إيش تقصدي.. أنا خبيت عليها!

سعاد: قلتيها بنفسك!

سميرة قامت و بنفس حالتها: سعاد إيش هالكلام.. ليش أخبي عليها؟

سعاد و هي تقوم: أنتي أدرى!

إرتبكت أكثر: أنا ماني فاهمة عليك.. هو أنا صح ما أريدها لعبدالله بس أنا ما خبيت عليها، البنت و أنتي تعرفي، عندها مشكلة في ذاكرتها، تنسى كثير و أكيد نست سالفة الخطبة، كانت ترفض لأنها ما تريده و ألحين مانها قادرة ترفض لأنكم فاتحتوها بالخطبة بنفسكم!

سعاد سكتت شوي و بعدها تكلمت بهدوء: لين ألحين مانك قادرة تتقبليها؟

سميرة رفعت عيونها لها و ما ردت عليها

سعاد إقتربت منها و حطت يدها على كتفها: اللي صار ما كان غلطتها و أعتقد أنتي عاقبتيـ..

سميرة قاطعتها بسرعة و هي تبعد يدها عنها: سعاد ما في داعي لهالكلام، ما أريد أتذكر اللي صار!

سعاد: سميرة غلط اللي سويتيه في البنت و غلط أنك لين ألحين..

سميرة و هي تقاطعها مرة ثانية: سعاد قلت لك ما في داعي لهالكلام، خلاص وافقت على ولدك، ما هذا تريديه، و هي تلف عنها: روحي، ينتظرك برع!

سعاد حركت رأسها بقلة حيلة و ما تكلمت، لفت و صارت تمشي لبرع.



غرفة أزهار...

وقفت بجنب الشباك تشوف سيارته تبتعد و تتوقف قدام الفلة البعيدة على نهاية الشارع، مانه بعيد كثير بس بينهم شارع، شارع ينتهي عند فلتهم، إبتسمت، هذي طريقها، طريق اللي بيأخذها له، ثلاثة أشهر، ثلاثة أشهر و راح تبدأ حياة جديدة معاه، إبتسمت أكثر و بعدها سمعت الباب يندق، لفت و تكلمت: أيوا!

فتحت الباب و دخلت بإبتسامة: مبروك!

إبتسمت بحياء: الله يبارك فيك، ماما خبرتك؟

أساور و هي تحرك رأسها بالنفي: ماريسا (الخدامة) خبرتني! و هي تجلس على السرير: من ورانا ها؟

إنحرجت و ردت بسرعة: لاآآآ، ما أنا، ما دخلني هو قال يحبني..

أساور قاطعتها و بخبث: يحبك ها؟!

إنحرجت أكثر: أساور بلا سخافات!

أساور: ههههههههه! عدلت جلستها و صارت تأشر على السرير: تعالي إجلسي، خلينا نتكلم!

أزهار مشت لها و جلست قدامها: نتكلم عن إيش؟

أساور و هي تحرك حواجبها بخبث: عبدالله!

نزلت رأسها بحياء: إيش فيه؟

أساور و هي ترفع رأسها: ووووه البنت مستحية!

أزهار بعدت يدها: قلت لك بلا سخافات!

أساور ضحكت بخفة، سكتت شوي و تكلمت: إنزين بلا سخافات و جد، أنتي وافقتي عليه بنفسك و لا عشان ماما؟

أزهار و هي تحرك رأسها بالنفي: ما عشانها، وافقت بنفسي، تذكرت فقطبت حواجبها: عندك خبر أنه كان خاطبني من قبل أكثر من مرة!

أساور حركت رأسها بالنفي: كان خاطبك جد؟

أزهار حركت رأسها بالإيجاب: كان خاطبني بس ماما ما خبرتني!

أساور و هي تقطب حواجبها: غريبة، ليش؟

أزهار حركت أكتافها بخفة: ما أعرف!

أساور: كلمتي ماما؟

أزهار حركت رأسها بالنفي

أساور: بتكلميها؟

أزهار حركت رأسها بالإيجاب: بكلمها، ليش خبت علي؟ عبدالله بنفسه قال لي أنه خطبني أربع مرات و خالتي ضلت تكرر مرات الماضية، أنا ما عرفت إيش أرد عليها، ليش ما خبرتني عن الخطبة من قبل، ليش حطتني في هالموقف، سكتت شوي و كملت: يمكن ما تريدني أتزوج؟

أساور: زوز، إيش هالكلام؟ معقولة ما تريدك تتزوجي..

أزهار قاطعتها: عيل؟ كيف أفسر اللي صار؟

أساور ما عرفت إيش ترد عليها فسكتت

أزهار: دائما كذي، دائما تعاملني غير، ما تسأل عني، ما تهتم فيني مثلكم.. ليش أنا إيش فيني؟ ماني بنتها؟

أساور رفعت عيونها لها و ما ردت

أزهار بنفس حالتها: ما بس في هالموضوع، في كل شيء، في كل شيء تحسسني أني.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أعرف.. غير.. ما خلتني أكمل دراستي، جبت نسبة غيري يتمناها بس ما قدرت أستفيد منها، جلست و ما قلت شيء، قلت أشتغل بس هم ما خلتني، حاولت أكلم بابا بس رفض لأنها أقنعته من قبل، سكتت و ما قلت شيء و ألحين..، و الدموع تتجمع في عيونها: ألحين خبت علي سالفة الخطبة لأنها ما تريدني أتزوج، هي ما تريدني أتوفق في حياتي.. ما تريدني أنبسط في حياتي.. هي ما تريد لي الخير.. قالتها و بعدها صارت تبكي، كانت كاتمة هالشيء في قلبها من فترة، فترة مانها بقصيرة، ما تحب تشتكي، ما تعرف تشتكي بس في هاللحظة حست نفسها مانها قادرة تكتم هالشيء أكثر، يألمها تشوف معاملتها لهم و تقارنه بمعاملتها لها، ليش كل هالتمييز؟ ليش كل هالإختلاف؟ كل مرة تبرر لها، تطلع أعذار وهمية و تقنع نفسها بس لين متى؟

أساور ضلت ساكتة لكم من ثانية تستوعب اللي تشوفه، تبكي؟ أزهار تبكي؟ أول مرة تشوفها كذي؟ إنصدمت منها، ما كانت تعرف أنها لهالدرجة متأثرة من أمها، ما كانت تعرف أنه يألمها، إقتربت منها و حاوطتها من أكتافها: أزهار، هدي حالك.. أمم.. أكيد ما مثل ما أنتي تفكري.. ماما، خائفة عليك.. أيوا، تخاف عليك كثير، لما صار لك الحادث، الكل فكر أنهم راح يفقدوك، و هي تمسح على ظهرها بهدوء: أنا كنت صغيرة فما أتذكر كثير كل اللي أتذكره أنهم تعبوا كثير، ماما، بابا و عماد و الكل.. بعدت عنها، حطت يدها تحت ذقنها و رفعت رأسها لها: عشان كذا ماما متعلقة فيك ألحين، يمكن هي خائفة تفقدك.. هي تريدك قدام عيونها.. خائفة يتكرر اللي صار.. ما تريد تبعدك عنها.. عشان كذا خائفة عليك..

أزهار و هي تمسح دموعها: عشـ.ـان كـ.ـذا؟!؟

أساور و هي تحرك رأسها بالإيجاب: عشان كذا!

أزهار سكتت شوي و بعدها رفعت عيونها لها و صارت تضحك

أساور رفعت حواجبها بإستغراب: بسم الله!! إيش صار لك؟

أزهار: ههههههههههههه.. لا.. ههههه.. أبداً.. ههههههههههههه.. ما أعـ.ـر..ف ههههههههه

أساور مستغربة منها: جنيتي؟ أكيد جنيتي!!

أزهار و هي ترمي نفسها على السرير: هههههه.. ههههههههههههههه!

أساور إبتسمت على حالتها: إيش فيك يالهبلة؟

أزهار ما ردت عليها، ضلت تضحك و تضحك و تضحك لفترة لين هدت لحالها، عدلت جلستها و أخذت نفس

أساور: إيش صار لك؟

أزهار إبتسمت بهدوء: خلينا ننسى اللي صار ألحين!

أساور و هي ترفع حواجبها: و إيش صار ألحين؟

أزهار إبتسمت أكثر و قامت تمشي للتسريحة: إنسي!

أساور إبتسمت بس ما علقت، قامت و صارت تمشي للباب: أنا طالعة! جت بتفتح الباب بس وقفتها.

أزهار: أساور!

لفت تشوف عليها

أزهار: تعتقدي أنه بيتقبلني كذي؟

أساور ما فهمت عليها: كيف..، سكتت و هي تشوفها ترفع قميصها، قطبت حواجبها و هي تشوف ظهرها، نزلت عيونها بسرعة، مشوه بطريقة مخيفة.

نزلت قميصها و هي ترفع عيونها للمراية تشوف عليها: مانك قادرة تشوفي؟

أساور رفعت عيونها لها: لا.. أنا..

أزهار قاطعتها بإبتسامة: مانك قادرة تشوفي!

أساور و هي تنزل رأسها: أنا آسفـ..

قاطعتها: لا تتأسفي، تنهدت و صارت تمشي للكبتات: يقول أنه يحبني، نشوف إذا يقدر بعدين! فتحت كبتاتها و أخذت لها بجامة، سكرتها و إلتفتت لها: تقدري تروحي ألحين!

أساور حركت رأسها بالإيجاب، طلعت و سكرت الباب وراها.

غمضت عيونها و أخذت نفس طويل تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و فتحتهم، لفت و مشت للحمام.


***************************


حط يدينه على الطاولة و تأفف للمرة الألف.

حرك عيونه بملل و ما تكلم!

قطب حواجبه على حركته و ضربه بوكس على كتفه: إيش فيك؟

فهد و هو يعدل جلسته: أنا اللي إيش فيني و لا أنت إيش فيك؟ صار لك ساعة ساكت و تتأفف، عندك شيء قول، لا تجلس تتأفف لي كذي!

عبدالله و هو يقطب حواجبه: أنا ماني قادر أفهم، قلت لهم أكثر من عشر مرات، أريد العرس بأسرع وقت، راحوا و حددوه بعد ثلاثة أشهر، و هو يعدل جلسته: ثلاثة أشهر!!!

فهد ضحك: بس ثلاثة أشهر، صبرت كل هالفترة إصبر ألحين، بتمر بسرعة ما بتحس فيها!

عبدالله و هو يحرك رأسه بالنفي: مانك قادر تفهمني، إيش يصبرني لثلاثة أشهر!

فهد: مانها صعبة، و هذا أنا بتزوج بعد ثلاثة أشهر، ما فيها شيء!

عبدالله و هو يحرك رأسه بالنفي مرة ثانية: مانه نفس الشيء، إختاروها لك، ما تعرفها، ما تحبها!

فهد: و إذا؟!

عبدالله: ما راح تفهم لين ما تحب بنفسك!

فهد: عيل يصير خير في وقتها!

عبدالله ضحك و فهد تكلم: الخطوبة ما بقى لها شيء و يمة تريدني آخذها عشان تختار لها الخاتم بنفسها!

عبدالله: و كذي تتعرف عليها!

فهد: ليش نحن رايحين لحالنا عشان أقدر، بأخذ معاي جيش، أختي و أختها و حتى يمكن خدامتها!

عبدالله: هههههههههه!

فهد و هو يتنهد: شكلنا بنتعرف على بعض بعد الزواج!

عبدالله: بنت من قلت لي هي؟

فهد حرك رأسه بالنفي: ما قلت لك!

عبدالله إبتسم: عيل قول ألحين، ليش حاطها سر!

فهد إبتسم: هاشم الـ...!

عبدالله رفع حاجب: هاشم محمد الـ..!

فهد حرك رأسه بالإيجاب

عبدالله فتح عيونه: من جدك؟

فهد حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية

دق قلبه و بتردد: أز.. أزهار؟!

فهد رفع حاجب بإستغراب: ليش تعرفهـ..

قاطعه بسرعة و هو يحس بقلبه بيوقف: رد عـلـي، أزهـار؟!؟

فهد و هو يقطب حواجبه: لا، أختها، أساور!

حط يد على قلبه يهديه، أخذ نفس و من ثم أخذ نفس ثاني، يعرف أنها موافقة عليه، يعرف و أكدوا له هالشيء اليوم بس ما يعرف ليش لـ لحظة فكر أنها تراجعت، تراجعت و إختارته عليه، كان قلبه بيوقف ألحين، ما يقدر يتحمل هالفكرة، بتموته، يكفيه اللي عاشه كل هالفترة بس ليسمع موافقتها، يكفيه، خائف و هم مانهم قادرين يفهموه، خائف كثير، يريدها له بسرعة لأنه خائف أنها بتغير رأيها فيه، يريدها في حضنه ليمنعها من أنها تهرب منه، لين ألحين هو مانه قادر يصدق أنها وافقت، وافقت عليه هو، ما راح يصدق إللا لما يشوفها قدام عيونه، ما راح يصدق إللا لما يشوف يدينها بيدينه، ما راح يصدق إللا لما يحس بقربها منه، هي له كأُمنية اللي كان صعب يحققها و هذا اليوم بيتحقق، ما يقدر يخسرها، ما يخسرها بعدما إقترب منها لهالدرجة، ما ألحين، ما أبـــد..!

رفع عيونه لفهد و هو يشوفه رافع حواجبه و كأنه ينتظر تفسير منه، عدل جلسته و تكلم: كنت بتوقف قلبي!

فهد بنفس حالته: ليش؟

عبدالله و هو يأخذ نفس: أزهار بنت خالتي اللي أحبها!

فهد فتح عيونه بصدمة: أزهار؟!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب

فهد: من جدك؟!

عبدالله: لا أمزح، إيش رأيك يعني؟!

فهد و هو يحرك رأسه بعدم تصديق: خطيبتي أنا بنت خالتك أنت!

عبدالله إبتسم: عليك نور!

فهد ضحك: طلعنا نساب!

عبدالله: ههههههههه

فهد إبتسم: إيش شايف فيها؟

عبدالله و هو يتنهد بحالمية: ما راح تقدر تفهم!

فهد و هو يحرك رأسه بعدم تصديق: هي اللي جننتك؟ هي اللي متعذب عشانها طول هالوقت؟ أزهـار؟

عبدالله ضحك و قام: قلت لك ما راح تفهم.

فهد: على وين؟

عبدالله: أمشي عنك هالمرة مثل ما دوم تسوي فيني!

فهد ضحك: مع السلامة!

عبدالله بدون ما يلتفت له: مع السلامة!

ضحك على حركته و قام يمشي لسيارته، ركب و شغلها، رفع عيونه على صوت البوري و هو يشوفه يمر من قدامه بسيارته، إبتسم و حرك سيارته، إبتسم أكثر و هو يتخيلها، خسوف القمر؟ عبدالله يحب خسوف القمر؟ ليش؟ مانه قادر يصدق، ما يعرف إيش شايف فيها، لا شكلها و لا حتى شخصيتها، إستفزازية، متهكمة، كيف يحبها؟ ما بس يحبها، يعشقها؟ كيف وصل لهنا؟ حرك رأسه بالنفي يبعد هالأفكار، هو ما يعرفها ليحكم عليها، ما شافها إللا مرتين، مانها كافية ليحكم عليها، أصلاً هو ليش يهتم؟ هو ما راح يرتبط فيها، ما راح يقضي حياته معاها، إنتبه لحاله فبعدها عن رأسه بسرعة، ما المفروض يفكر فيها، غلط يفكر فيها، تنهد و لف لإحدى التقاطعات اللي بتأخذه للفلة.



بعد ربع ساعة...

وقف سيارته في كراج الفلة، نزل و صار يمشي للداخل، دفع باب الصالة و دخل، شاف رنا و أمه جالسين بالصالة، نزل عيونه لساعته، إبتسم و رفعهم لهم، هذي عادتهم، كل يوم بنفس هالوقت هم الإثنين يكونوا جالسين قدام التلفزيون لحالهم، إبتسم أكثر و صار يمشي لهم: سلام!

رنا و زينة: و عليكم السلام!

فهد و هو يجلس على الكنبة المنفردة: هذي جلستكم يعني ما راح تغيروها؟

زينة: نغيرها إيش نسوي بعد؟ جالسين!

فهد إبتسم و رفع عيونه للدرج، نزلهم و إلتفت لرنا: سامر في البيت؟

رنا حركت رأسها بالإيجاب

فهد رفع حواجبه: غريبة، ما طلع اليوم؟

رنا و هي تحرك أكتافها بخفة: ما أعرف إيش فيه، من رجع من المدرسة و هو مسكر نفس بغرفته، ما طلع للغداء و لا طلع للعشاء!

زينة و هي تلتفت لفهد: لا يكون أنت مزعله؟

فهد: يمة، أنتي تعرفي أنا ما أكلمه إللا لمصلحته، يزعل يومين أحسن له من أنه يطيح بمشاكل و يندم بعدين!

زينة: بسم الله على ولدي، إيش هالكلام؟

فهد و هو يحرك رأسه بقلة حيلة: هذي غلطتك، يوم تزعلي عليه و يوم الثاني تليني، كله بسبب دلعك له!

زينة و هي تلف للتلفزيون: أنا متى دلعته؟

إبتسم على حركتها و قام: أبداً، أبداً ما دلعتيه! و هو يمشي للدرج: رايح أشوفه!



غرفة سامر...

كسف سجادته قام و صار يمشي لمكتبه، حط السجادة على الطاولة ، سحب الكرسي و جلس، فتح إحدى كتبه و تنهد، باله مشغول فيه، مانه قادر يركز بـ ولا شيء، حتى في صلاته كان يفكر فيه، مرتبك من اللي صار اليوم، مرتبك و خائف، ما كان لازم يسمع كلامهم، ما كان لازم يتركه في هذيك الحالة، ما كان لازم يتمادى معاه من الأول، قطب حواجبه، يا ليته رجع، يا ليته رجع له، قطب حواجبه أكثر، كيف يكون ألحين؟ بأي حال؟ يا ترى صحى من نوبته؟ يا ترى قام؟ أخذ نفس، يا ترى يتذكر اللي صار معاه؟ إذا إشتكى عليه بيروح فيها، بيفصلوه من المدرسة، بتروح كل سنوات دراسته على الفاضي، إيش بيرد على أهله؟ إيش بيقول لهم؟ تهورت؟ ما يعرف كيف قدر يغلط كذي، ما كان حاس بحاله، ما حس بحاله إللا لما شافه بتشنجاته، معقولة يروح المدرسة بكرة و يشوفه بعده طايح ما بين الطاولات، معقولة يكون مــات؟ شهق على هالفكرة و إنفتح باب غرفته، قام بسرعة و هو مرتبك من حاله: أنا.. أنا.. ما سويت شيء!

فهد قطب حواجبه بإستغراب: أنا سألتك؟!

سامر إرتبك أكثر و نزل عيونه: لا، أنا.. ما قصدت..

فهد و هو يقاطعه: ليش، أنت إيش مسوي؟

سامر بلع ريقه: أنا.. ما سويت شيء!

فهد رفع حاجب بشك: متأكد؟

حرك رأسه بالإيجاب بسرعة: متـ.ـأكد!

فهد و هو يقترب منه: ليش تقولها كذي؟

نزل عيونه يتهرب من نظراته: كـ.. كيف؟

فهد و هو يرفع رأسه له: تقولها و كأنك تخبي شيء!

إرتبك أكثر فبعد يده: لا.. ما في أي شيء!

فهد ضل يشوف عليه شوي بدون أي كلمة و بعدها لف و صار يمشي للباب، طلع بس رجع مرة ثانية: سامر!

سامر رفع عيونه له

فهد بنبرة حادة: إذا كشفتك بنفسي بتندم!

بلع ريقه بصعوبة: أنا..

فهد و هو يطلع: تصبح على خير! و تسكر الباب.

أخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و ثالث و بعدها صار يمشي لسريره، رمى حاله عليه و زفر، غمض عيونه و من ثم فتحهم: يكون بخير، إن شاء الله بخير!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

سمعت باب الشقة ينفتح و يتسكر، مسحت دموعها و قامت تمشي لباب غرفتها، حطت أذنها عليه لتسمع أصواتهم، ما عادت تسمعها، أكيد راحت، راحت لـ اليوم بس بترجع بكرة، من دخلت الغرفة ما طلعت منها لأنها كانت موجودة عنده، تسمع ضحكتها و تسمع ضحكته، تسمع ضحكته معاها، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 8:30، صار لها أكثر من خمس ساعات، خمس ساعات و هو معاها، يا ترى مسك يدها؟ يا ترى حضنها؟ إحترقت على هالفكرة فحاولت تبعدها عن رأسها بسرعة بس فشلت، فشلت و رجعت دموعها، تختنق، تختنق و هي تتخيل يده بيدها، تختنق و هي تتخيلها بحضنه، حضن اللي كان لازم يكون لها، حضن اللي كان لازم يحتويها هـي..!

بعدت عن الباب و صارت تمشي للبلكون، إيش كان يقول لها؟ يا ترى خبرها أنه إيش كثر يحبها و إيش كثر إشتاق لها؟ يا ترى تكلموا عنها؟ طلعت للبلكون و مشت للدرابزين، مسكتها و شددت من مسكتها عليها، تكلموا عنها و ضحكوا عليها، ضحكوا على غبائها؟ غبية كثير، غبية بدرجة أنها تحب شخص مستحيل يبادلها بنفس الشعور، غبية لتوافق عليه، غمضت عيونها و هي تكلم حالها: ما أنتي وافقتي.. وافقتي فتحملي! فتحت عيونها: قوي حالك، لا تضعفي من البداية، توك بأولها، طريقك طويل، قوي حالك، قوي حالك، قوي حالك..، ضلت تردد هالكلمتين لتقنع نفسها، حركت رأسها بحزم و مسحت دموعها: ما راح أبكي، ما يستاهل دموعي..، و هي تتذكر بسمة: ما يستاهلها، هي فترة و لازم أتحمل و بعدها برجع لحياتي القديمة، حياتي بدونه! رجعوا دموعها: كان رفضته.. كان رفضته من البداية..، جلست على الأرض، غطت وجهها و صارت تشهق، ما تعرف كم مر عليها و هي بنفس حالتها، دموعها توقفوا بس قلبها مانه راضي يهدأ، رمشت عيونها بتعب و هي تمسح أنفها بكم جلبابها، مررت يدها على وجهها و هي تأخذ نفس و تزفر، ضلت ترمش عيونها لكم من ثانية و هي تحس بعيونها تثقل، زحفت لوراء و إستندت بالدرابزين، أخذت نفس و غمضت عيونها.


***************************


طلع من المطبخ و صار يمشي للصالة، شافه يقلب في القنوات فمشى له، جلس على الكنبة بجنبه و رجع رأسه لوراء يريحه.

إلتفت له و عدل جلسته:

You took her to the psychiatrist today, didn’t you

(أخذتها للطبيبة النفسية اليوم، أليس كذلك؟)

ماكس إلتفت له و حرك رأسه بالإيجاب

إيريك:

So what did she say

(إذاً ماذا قالت؟)

ماكس و هو يتنهد:

Nothing much, she said she needs time to forget

(ليس الكثير، قالت بأنها تحتاج للوقت لتنسى)

إيريك حرك رأسه بالإيجاب:

How many sessions does she need

(كم جلسة ستحتاج؟)

ماكس و هو يحرك رأسه بالنفي:

I don’t know, maybe ten, maybe more

(لا أعلم، ربما عشرة، ربما أكثر من ذلك)

إيريك إبتسم له بهدوء:

Don’t worry, she’ll be okay

(لا تقلق، ستكون بخير)

ماكس و هو يقوم:

I hope so

(آمل ذلك)

و هو يمشي للغرفة:

I’ll check on her and come back

(سأطمئن عليها و أرجع لك)

إيريك حرك رأسه بالإيجاب و لف للتلفزيون.

مشى للغرفة و دخل، إلتفت حوالينه بس ما في أي أثر لها، مشى للحمام و وقف عند الباب، و هو يدق عليه:

Maisy, are you in there

(مايسي، أأنتي في الداخل؟)

ما جا له أي رد

قطب حواجبه و هو يتذكر، أكيد ما راح ترد، هي ما عادت تتكلم، أخذ نفس و فتح الباب، قطب حواجبه أكثر، مانها موجودة، سكر الباب بسرعة و بإرتباك:

Maisy, where are you

(مايسي، أين أنتِ؟)

ركض لباب الغرفة و جا بيطلع بس إنتبه لباب البلكون المفتوح، رجع بخطواته لوراء و بعدها لف و صار يمشي للبلكون بسرعة، طلع و شافها واقفة، أخذ نفس بإرتياح و مشى لها، نزل لمستواها، حط يد على كتفها و بهدوء:

What are you doing here

(ماذا تفعلين هنا؟)

و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها:

It’s cold, let’s get in

(الجو بارد، لندخل)

قام و مسك يدها، نزل عيونه لها و هو توه ينتبه أنها مثبتة عيونها على الجهة الثانية، لف ليشوف وين ما كانت تشوف و شافها، بلكونهم مشترك، ما يفصلهم إللا الدرابزين اللي بالوسط، إستغرب منها، مكورة على نفسها و نايمة، نايمة على البلكون، في هالبرد و على هالأرضية الباردة، إستغرب من شكلها، من اللي لابسته، مغطيها و ما باين منها إللا وجهها، نزل عيونه لـ مايسي و من ثم رفعهم لها، شكلها معاقبة، عاقبوها أهلها لأنها غلطت أو تأخرت عن موعد محدد، ضل يشوف عليها لكم من ثانية و بعدها إلتفت لـ مايسي، حملها، دخل و سكر الباب.


***************************


مسقط...

يوم جديد...

مد لها مفاتيح الملحق و بإبتسامة: إن شاء الله ما تنتقلوا من هنا إللا و أنتو منتقلين لبيتكم!

إبتسمت له و هي تأخذ منه المفاتيح: إن شاء الله!

إبتسم لها أكثر و صار يأشر على الفلة: يا بنتي الفلة فاضية و مقفولة، ما يسكنها أحد..، و هو يلتفت حوالينه: خذوا راحتكم في الحديقة!

ناهد إبتسمت و هي تشوف التوأم على المراجيح: عمي مأخذين راحتنا!

صاحب البيت إلتفت لهم و ضحك، رجع إلتفت لها و صار يأشر على باب الشارع: القفل إخترب من كم من يوم، الباب ما يتسكر بس إن شاء الله بكرة أجيب أحد يصلحه لكم!

ناهد: مشكور يا عمي، ما تقصر!

صاحب البيت: قفلوا أبواب الملحق و إن شاء الله ما في خوف عليكم!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

لف و صار يمشي لباب الشارع: يللا يا بنتي، مع السلامة!

ناهد: مع السلامة! ضلت تشوف عليه لين طلع و إختفى، نزلت رأسها بإبتسامة، رجال كبير بالعمر، إسمه أيوب و اللي يعرفوه ينادوه عم أيوب، بشوش و طيب، إرتاحت له كثير، رفعت رأسها لتشوف على التوأم، إلياس جالس على المرجوحة و إياس يدفعه، يدفعه بقهر، شكله يريد يجلس بنفسه و ينتظر دوره، ضحكت بخفة و صارت تمشي للملحق، بيتهم الجديد، دخلت و شافت أمها ترتب في الصالة و فراس يساعدها، مشت لها و مسكت يده، و هي تحط المفاتيح بكفها: عقبال مفاتيح بيتنا!

كريمة إبتسمت لها: آمين!

ناهد و هي تمشي لكراتين ملابسهم: أنا برتب الملابس في الكبتات!

كريمة: رتبيهم مثل قبل يا بنتي!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله، حملت كرتون بملابس أمها و صارت تمشي لغرفتهم الجديدة، جت بتدخل بس وقفتها.

كريمة: ناهد!

ناهد و هي تلتفت لها: أيوا!

كريمة: ما كأن الشاحنة تأخرت بباقي الأغراض؟!

ناهد إبتسمت و حركت رأسها بالنفي: لا، ماما، توهم رايحين، لا تخافي بيجوا، ما راح يسرقونا، أخذت بطاقة الشخصية لسائق الشاحنة، بيجي عشانها!

كريمة إبتسمت: زين سويتي، هذولا ما لهم أمان!

ناهد إبتسمت و جت بتمشي بس وقفتها مرة ثانية

كريمة: ناهد يمة!

ناهد إلتفتت لها

كريمة: باب الشارع ما يتسكر..

ناهد إبتسمت مرة ثانية و حركت رأسها بالإيجاب: العم أيوب قال أنه بيجيب أحد يصلحه لنا بكرة إن شاء الله!

كريمة: أيوا زين يسوي، خليه يصلحه بسرعة، هالحارة جديدة علينا، ما نعرف الناس، ما نعرف أحد..

ناهد قاطعتها بإبتسامة: ماما، لا تخافي، حارة راقية بناس راقيين، ما عليهم سوالف حرامية، ما في خوف علينا!

كريمة: إن شاء الله، سكتت شوي و بعدها كملت: ما اليوم يرخصوا سامي؟ متى نروح له؟

ناهد: العصر إن شاء الله!

كريمة حركت رأسها بالإيجاب و ناهد دخلت الغرفة.


***************************


.

.

.

.

.

.

.

.




طلعت من الكافتيريا و هي منزلة عيونها لساعتها، تأخرت على محاضرتها، تأخرت كثير، رفعت عيونها و صارت تمشي بخطوات أسرع، إلتفتت حوالينها و هي تشوف محد منتبه لها، إبتسمت لنفسها و صارت تركض للدرج، حتى و لو شافوها بيقولوا عنها سنة أولى، ضحكت لنفسها على هالفكرة و صارت تركب الدرج بأسرع ما عندها، تنط و تعدي درجين و ثلاثة، وصلت لآخر الدرج و حطت رجلها عليه بس إلتوى و جت بتطيح بس مسكت الدرابزين بسرعة، عدلت وقفتها و هي تشوف على كل هالأدراج: الحمد لله، كان إنكسروا عظامي اليوم!

: كل هالحماس لمحاضرة!

إرتبكت و هي تسمع صوته، لفت بتردد و شافته واقف قدامها، نزلت بدرجة و نزلت عيونها

عبدالعزيز بخبثه المعتاد: أتمنى أشوف كل هالحماس لشوفتي!

رمشت عيونها بإرتباك و خوف و نزلت بدرجة ثانية.

جا بينزل لها بس سمع صوت كم من شاب فتراجع، نزل عيونه لساعته و من ثم رفعهم لها: كان خاطري أضل معاك أكثر بس للأسف عندي محاضرة ألحين، و هو يلف عنها و يمشي: بشوفك بعدين!

ضلت منزلة رأسها تسمع خطواته تبتعد عنها لين إختفت، رفعت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و صارت تنزل الدرج، ما فيها تكمل اليوم، ما اليوم ما أبد و هو حوالينها، ما تريد تلتقي فيه، تريد تبتعد عنه بقدر الإمكان بس يطلع لها بكل مكان، طلع يدرس بكليتها، راح تشوفه كل يوم، راح يجي لها كل يوم، ما تريد، ما بتتحمل، بتترك الكلية، بتطلع، كل شيء بس ما تضطر تشوفه مرة ثانية قدامها، ما تريد تعيش في هالخوف، ما تريد تعيش كـذي..!

نزلت الدرج بسرعة و طلعت تركض للمواقف، ركبت سيارتها، شغلتها و حركتها بسرعة.


***************************


حطت كوب الكوفي تبعها على الطاولة و رفعت عيونها لكمبيوترها، عدلت جلستها و صارت تطقطق في الكيبورد، سمعت ضحكته فرفعت عيونها تشوف عليه، شافته واقف مع صالح عند مكتب واحد من الشباب و يضحك معاهم، نزلت عيونها عنه بسرعة و صارت تطقطق في الكيبورد مرة ثانية، صايرة تتفاداه، تتفاداه لأنها ما تعرف كيف تتصرف و هو حوالينها، ما تقدر تتكلم، ما تقدر تتحرك، تجمد و لسانها ينربط، ما تقدر لأنها تعرف أنه يفكر فيها مثل ما هي تفكر فيه، يشوفها كأكثر من زميلة بالشغل، ما تقدر ترجع نفسها معاه لين ما يخطبها رسمي، ما تقدر لأنها تعرف أنه في حدود لازم ما تتخطاها، هو طلب يدها للزواج بس ما تقدم لها رسمي، لين ألحين ما راح لأبوها، ما راح لفهد، يا ترى ليش؟ إنشغل و نسى؟ يمكن، رفعت عيونها عن الشاشة لتشوف عليه مرة ثانية، يمكن بطل خلاص، ما عاد يريدها، خطب وحدة ثانية، قطبت حواجبها بقوة على هالفكرة، حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعدها، لا، لا، أكيد إنشغل، بيكون عنده عذر، أيوا، تلتمس له عذر، تنتظر، أصلاً هي مانها مستعجلة على شيء، إبتسمت لنفسها و شافته يرفع عيونه لها، إرتبكت فنزلت عيونها بسرعة، عدلت جلستها و صارت تكمل اللي تسويه.

إبتسم بخفة على حركتها و نزل عيونه، يريد يكلمها بس لا الوقت و لا المكان مناسبين لهالشيء، ما يعرف كيف يبدأ و إيش يقول، ما يقدر يجلس معاها لأن جلسته معاها كذي و بدون ما يربطهم شيء رسمي غلط، بس إذا خطبها و بعدين فاتحها هم بيكون غلط، يمكن تكون معلقة قلبها عليه، يمكن تكون صايرة تفكر فيه، قطب حواجبه، ما عنده إللا يكلمها ألحين، إلتفت لها، شافها تقوم و تمشي للمطبخ (مطبخ صغير لمكاتبهم)، تردد لـ لحظة بس بعدها أخذ نفس يتشجع و لحقها، دخل المطبخ شافها معطيته ظهرها و تملي كوبها بالكوفي، أخذ نفس ثاني و تنحنح: أحم، أحم!

إلتفتت تشوف عليه و بعدها لفت له بإرتباك: عبد.. عبدالرحمن!

إبتسم لها بهدوء: أمم.. ممكن نتكلم؟

نمارق بنفس حالتها: نـ.. نتكلم؟!

حرك رأسه بالإيجاب

نمارق و هي تنزل عيونها: نتكلم في.. إيش؟

عبدالرحمن: نمارق قبل ما أخـ..

: عبدالرحمن!

إلتفت له

صالح: عندك إتصال من شركة الـ.....!

عبدالرحمن: ما تقدر تكلمهم؟

صالح حرك رأسه بالنفي: أنت تتعامل معاهم، أنا ما أعرفهم!

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت لها: نتكلم بعدين!

حركت رأسها بالإيجاب و ما ردت.

طلع من المطبخ و صالح طلع يلحقه، مشى لمكتبه و شاف السماعة بمكانها على التلفون، إلتفت لصالح و هو تكلم.

صالح: يمكن أحد ثاني تكلم معاهم خلاص!

عبدالرحمن تنهد و جلس على كرسيه.

صالح جر كرسيه لعنده و جلس: كلمني!

عبدالرحمن إلتفت له: إيش أقول؟

صالح: إيش صاير؟ إيش تريد تقول لها؟

عبدالرحمن رفع حاجب: ليش تريد تعرف؟

صالح و هو يحرك أكتافه بخفة: عادي، فضول!

عبدالرحمن و هو يلف لكمبيوتره: أنت ما دخلك!

صالح: أفـــا، تخبي علي؟!

عبدالرحمن تنهد بقلة حيلة بس ما رد عليه.



نهاية الدوام...

سكر كمبيوتره و قام، رجع كرسيه لمكانه و صار يمشي للمصعد، ضغط على الزر و إنفتح له الباب، دخل و شافها تدخل وراه، رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة، حك جبينه و نزل عيونه عنها، ضغط على طابق الأرضي بس يده وقفته، إنفتح الباب و دخل.

صالح إلتفت لنمارق و من ثم لعبدالرحمن، وقف بجنبه و تسكر الباب.

صـمـت غـريـب

دام لكم من ثانية و بعدها إنفتح باب المصعد، نزلت بسرعة و هم نزلوا وراها، طلعت للمواقف و هم طلعوا وراها، مشت لسيارتها، ركبت، شغلتها و حركتها، ضلوا الإثنين يلاحقوها بعيونهم لين إختفت و ما بقى أي أثر لها، تنهد و نزل عيونه، رفعهم لصالح و هو يشوفه يشوف عليه.

صالح: إيش فيك؟

عبدالرحمن إبتسم و حرك رأسه بالنفي: و لا شيء! و هو يمشي لسيارته: مع السلامة!

صالح: مع السلامة!

ركب سيارته، شغلها و حط يده على السكان، ما يعرف متى راح يقدر يخبرها، متى راح تجي له الفرصة ليكلمها، شكله مطول في هالشيء، مطول كثير، تنهد مرة ثانية و حرك سيارته.


***************************


وقفت قدام المراية و هي تفكر في اللي صار أمس، ما كان المفروض تبكي قدامها، ما كان المفروض تقول اللي قالته، ما تعرف كيف صار معاها كذي، كيف ضعفت كذي، ضربت رأسها بخفة: غـبـيـة!! تنهدت بقلة حيلة و رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 10:37، لفت و صارت تمشي للباب، فتحته و طلعت، مشت للدرج و صارت تنزل، شافتها جالسة في الصالة لحالها، نزلت و صارت تمشي لها، جلست على الكنبة بجنبها بدون أي كلمة و رفعت عيونها للتلفزيون، قالت أنها بتكلمها، قالت أنها بتسألها بس ما عندها الجرأة لتسويها، إيش تقول لها بالضبط؟ ليش خبت عليها؟ تتهمها؟ ما تقدر، إذا هي ما خبرتها أكيد لمصلحتها، يمكن كلام أساور صح، إيش يمكن، أكيد صح، إلتفتت لها و هي تشوفها تقلب في المجلة، معقولة تخاف عليها لهالدرجة؟ تخاف لدرجة أنها تحميها من الكل، تمنعها من الكل، تحبها لهالدرجة؟!

حست بعيونها عليها فإلتفتت تشوف عليها: إيش فيك؟ ليش تشوفي علي كذي؟

أزهار حركت رأسها بالنفي و إبتسمت: و لا شيء!

سميرة و هي تأشر على التلفزيون: لفي هناك!

أزهار إبتسمت أكثر و إلتفتت للتلفزيون، أخذت الريموت من على الطاولة، شغلته و صارت تقلب في القنوات.

نزلت من على الدرج و مشت لهم، وقفت بجنب الكنبة و تكلمت: شفتوا تلفوني؟

إلتفتوا لها

أساور: مانه بالغرفة!

أزهار نزل عيونها للطاولة و شافت تلفونها، و هي تأشر عليه: هذا!

أساور و هي تمد يدها: عطوني إياه!

أزهار مدت يدها لتأخذه بس سميرة كانت الأسرع، أخذت التلفون و جت بتمده لها بس رن، قطبت حواجبها و هي تشوف الشاشة تضيء بإسمه: شهاب يتصل بك! رفعت عيونها لأساور و بعصبية: لـيـن ألـحـيـن تـكـلـمـيـه؟!

أساور إرتبكت و سحبت التلفون من يدها بسرعة: ماما أنا..

قاطعتها بسرعة و سحبت التلفون منها: لـمتـى راح تـضـلـي عـلـى حـالـتـك هـذي؟ لـيـش بـعـده يـتـصـل فـيـك؟ مـا الـمفـروض تـقـطـعـي عـلاقـتـك فـيـه؟!

أساور رفعت عيونها لأزهار اللي سكرت التلفزيون و وقفت بدورها، إلتفتت لأمها و من ثم نزلت عيونها

سميرة بنفس حالتها: ويـن عـقـلـك أنـتـي؟ خـطـوبـتـك مـا بـقـى لـهـا إلـلا كـم مـن يـوم، إيـش نـاويـة تـسـوي فـيـنـا تـفـضـحـيـنـا بـيـن الـنـاس، تـخـربـي سـمـعـتـنـا؟! و هي تحرك رأسها بالنفي: نـحـن مـا ربـيـنـك كـذي؟ رفعت تلفونها: إنـسـيـه خـلاص، مـا عـاد لـك!

أساور و هي تحارب دموعها: ماما أنا..

سميرة: بـس و لا كـلـمـة، إلتفتت لأزهار: إتـصـلـي فـي أبـوك بـسـرعـة!

أزهار رفعت عيونها لأساور و هي تشوف دموعها اللي صارت تنزل على خدودها، نزلتهم لأمها: ماما، ما في داعي تخبريه، أنا بفهمها، خلاص ما راح تكلمـ..

سميرة: إتـصـلـي فـيـه بـدون أي كـلـمـة!!!

أزهار و هي تنزل رأسها: إن شاء الله، مشت للتلفون المحطوط على الطاولة بجنب الكنبة، رفعت السماعة و صارت تضغط على الأرقام.

سميرة و هي تجلس على الكنبة: أنـتـي مـا يـفـيـد مـعـاك إلـلا كـذي، بـكـلـم أبـوك و أخـبـره يـقـدم الـمـلـكـة، خـلاص مـا فـي داعـي لـعـرس و غـيـره، يـمـلـك عـلـيـك و يـأخـذك، فـي وقـتـهـا بـتـعـقـلي و تـنـسـيـه!

أزهار و هي تمد لها السماعة: يرن!

سميرة أخذته و إلتفتت لأساور: روحـي لـغـرفـتـك و خـلاص، مـن بـكـرة مـا فـي داعـي تـروحـي لـلـجـامـعـة، مـانـك طـالـعـة مـن هـنـا إلـلا عـلـى بـيـت زوجـك!

أساور نزلت رأسها، لفت و صارت تركض للدرج، أزهار نزلت عيونها لأمها و من ثم رفعتهم لها و مشت بسرعة تلحقها، دخلت بسرعة و جت بتسكر الباب بس هي كانت الأسرع، مسكت الباب، دخلت و سكرته وراها.

أزهار بهدوء: أساور..

قاطعتها بصراخ: إطــلــعــي بــرع!!

أزهار: أساور إسمعيني، ماما اللي تسويه، تسويه لمصلحتك..، ما قدرت تكمل لأنها إقتربت منها بسرعة، مسكتها من مرفقها و سحبتها للباب.

أساور و هي تفتح الباب و تدفعها: إطــلــعــي بــرع!! دفعتها بأقوى ما عندها، سكرت الباب على وجهها و قفلته، رمت حالها على السرير و صارت تشهق، كل شيء إنتهى، راح يغصبوها في هالخطوبة، راح يغصبوها في هالزواج، راح يغصبوها فيه، راح ترتبط بغيره، راح ترتبط فيه بأسرع مما كانت تتوقع، دفنت رأسها في مخدتها و صارت تشهق أكثر.



عند أزهار...

ضلت واقفة عند الباب تسمع شهقاتها و قلبها يتقطع عليها، ما تعرف إيش تسوي، كيف تتصرف، هي غلطت و مانها راضية تصلح غلطتها، مانها حتى راضية تقتنع بأنها غلطانة، ما تشوف نفسها كذي، تقول الحب مانه غلط، ما تنكر هالشيء، مانه غلط، الإنسان ما يقدر يتحكم في مشاعره، ما يقدر يتحكم في قلبه، ما راح يقدر يمنعه من أنه يدق لأحد بس بنفس الوقت لازم يفكر بعقله شوي، محد مستاهل أنك تزعل أهلك عشانه، توقف ضدهم عشانه، كل شخص يمر بحياتك يتعوض، إللا الأهل، يا ليتها تفهم هالشيء، تنهدت بقلة حيلة و صارت تمشي لغرفتها، دخلت، سكرت الباب و من ثم مشت لسريرها، جلست و تنهدت مرة ثانية، بنسبة لها حب قبل الزواج صعبة إن ما كانت مستحيلة، يمكن تحب، و هي تحط رأسها على مخدتها، تحب عبدالله بس ما ألحين، و هي تأخذ نفس، ما ألحين، سحبت بطانيتها و غمضت عيونها، فتحتهم مرة ثانية و صارت تفكر في أساور، ضلت على نفس حالتها لفترة لين ثقلت عيونها و نامت!


***************************


وقف على طرف شارع يأشر للسيارات عشان توقف له، كالعادة سكران و مانه قادر يوقف على رجله، جلس على الرصيف و هو يتمتم لحاله: ليش.. لـيش محد.. يوقف ؟!؟و هو يحك خده: أريد أروح.. لعنـ.ـدها.. ليش ما.. تأخذوني.. سكت و هو يشوف سيارة تاكسي توقف قدامه، إبتسم: بتأخـ.ـذني لعندهـ.ـا..

نزل صاحب التاكسي و مشى له، تعود يشوفه كل يوم بنفس المكان و بنفس الساعة، يأخذه لمنطقته، لشارع الفلل، ينزله هناك و يمشي عنه، يوم الثاني يتلاقى فيه مرة ثانية بنفس حالته، مسكه من أكتافه و قومه، قطب حواجبه من ريحته و بعدها حرك رأسه بقلة حيلة و صار يمشي للسيارة.

عادل و هو يحاوطه من أكتافه: أنـ.ـا أعرفـ.ـك.. أنت.. أنت.. صديقـ.ـي..

صاحب التاكسي و هو يجاريه: أيوا صديقك و راح آخذك لها!

عادل إبتسم: أنت.. تعرفهـ.ـا؟!

حرك رأسه بالإيجاب: عرفتها من كثر ما تذكرها لي، فتح باب التاكسي و ساعده يركب للمراتب الخلفية، سكر الباب و ركض لجهته، ركب و حرك السيارة، و هو يرفع عيونه للمراية يشوف عليه: ليش لين ألحين ما عرفت إسمك؟!

عادل و هو يغمض عيونه: نجـ.ـوى.. إسمها.. نجوى..

نزل عيونه للشارع: أعرف إسمها كل يوم تذكرها لي بس أنت من إسمك؟

فتح عين وحدة و صار يأشر على نفسه: إسمي أنـ.ـا؟

صاحب التاكسي: أيوا، إسمك أنت!

غمض عيونه: عـ.ـادل.. إسمي..

صاحب التاكسي: و أنا سلمان!

عادل لا رد، غفى!

رفع عيونه للمراية يشوف عليه و بعدها تنهد و نزلهم للشارع.



بعد عشرين دقيقة...

فتح باب الخلفي و سحبه من أكتافه و هو يضربه على وجهه بخفه: عادل، عادل، إصحى وصلنا، وصلنا لها!

قطب حواجبه و صار يبعد يدينه: خلينـ.ـي..

سلمان و هو يسحبه لبرع السيارة: وصلنا، ما تريد تروح لها؟ يللا، تكون تنتظرك!

فتح عيونه: تنتظرنـ.ـي صح.. نزل من السيارة بمساعدة سلمان و إستند بالسيارة.

سلمان و هو يشوف على الفلل: أي وحدة فلتك؟

غمض عيونه، فتحهم و من ثم رجع غمضهم و هو يفركهم: مـ.ـا أعرف..

سلمان: كيف ما تعرف، يللا قول، ما أعتقد أنك بتقدر تمشي في هالحالة، شكلك شارب أكثر من كل ليلة، بوصلك لعند الباب و بمشي!

ضل يفرك عيونه لكم من ثانية و بعدها صار يمرر نظره على الفلل: مـ.ـا أعرف..

سلمان و هو يتنهد: إنزين أنت كيف تعرف فلتك؟ كيف تدخل..

عادل و هو يحك رقبته: البـ.ـاب مفتوح.. دوم مفتـ.ـوح.. تنتظرنـ.ـي..

سلمان حرك رأسه بالإيجاب و حاوطه من أكتافه: خلينا ندور على الباب المفتوح! صار يمشي معاه للفلل، مشى لأول فلة و حاول يفتح باب الشارع بس مقفول، مشى للفلة الثانية و مقفول، مشى للفلة الثالثة و هم مقفول، مشى للفلة الرابعة و شاف الباب مفتوح: وصلنا! و هو يدفع الباب للداخل: يللا إدخل! فكه و هو طاح على الأرض.

عادل و هو يرفع رأسه له: آآآآخخ.. عورتـنـ.ـي..

سلمان إبتسم: سامحني، آسف، غلطة ما راح أكررها، و هو يقومه مرة ثانية: بدخلك لين الحديقة و بطلع، ساعده بالمشي لين نص الحديقة، جلسه على الأرض و هو إنسدح، حرك رأسه بقلة حيلة و صار يمشي لبرع: أنا بروح ألحين!

عادل غمض عيونه و صار يتمتم بكلام غير مفهوم: روح.. الكـ.ـل.. يرو.. ح.. هـ.ـي راحت.. أنا.. بروح.. أنت.. تـ.ـروح.. إختفى صوته شوي، شوي لين سكت و غفى!



.

.

.

.

.



نهاية البارت...


البارت الجاي كعادتنا.. يوم الإثنين إن شاء الله...


"اللهم إرحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن



Golden Apple


التفاحة الذهبية..©

.

.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:27 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (6)...

It’s not those who love that regret it the most

It’s those who cannot for they are empty and lost

©

.

.

.

.

.


بريطانيا...

مدينة بريستول...

وقفت سيارتها قدام البناية و إلتفتت له.

إبتسم لها و فتح الباب:

I’ll see you tomorrow

(سأراكِ غداً!)

حركت رأسها بالإيجاب و هو جا بينزل بس مسكت يده بسرعة، إلتفت لها و هي تكلمت:

Aren’t you going to ask me to come with you

(ألن تسألني بالنزول؟)

رجع، عدل جلسته و سكر الباب، حاوط يدها بيدينه و بهدوء:

Hannah, we talked about this before, you and I.., umm.. not like this

(هانا، تكلمنا عن هذا سابقاً، أنا و أنتِ..، أمم.. ليس هكذا..)

قاطعته و هي تتنهد:

I know that but till when we’re gonna (going to) stay like this

(أعلم ذلك و لكن إلى متى سنضل هكذا؟)

سكتت و نزلت رأسها:

Emad, I don’t want to be that lover, I don’t want to be the “other woman” of that married man, I can’t

(عماد، أنا لا أريد أن أكون تلك العشيقة، لا أريد أن أكون " امرأة الأخرى" لذالك الرجل المتزوج، لا أستطيع!)

عماد و هو يمسح على يدها بهدوء:

Hannah, trust me, I won’t stay married for long, I want you and I want to marry you, just wait a bit, I’ll get rid of her

(هانا، ثقِ بي، لن أضل متزوجاً بها لفترة طويلة، أنا أريدك و أريد أن أتزوجك، انتظري قليلاً، سأتخلص منها)

و هو يحاوط وجهها بيدينه:

Will you wait for me

(ستنتظرينني؟)

أخذت نفس و نزلت يدينه، نزلت عيونها ليدينه و من ثم رفعتهم له و حركت رأسها بالإيجاب.

إبتسم و طبع بوسة سريعة على جبينها:

Thank you

(شكراً لكي)

إبتسمت بس ما تكلمت

أخذ نفس و لف للباب، فتحه و نزل، سكر الباب و هي حركت السيارة على طول، ضل يشوف عليها لين ما بقى غير طيفها، غمض عيونه و هو يأخذ نفس بضيق و يزفر، أخذ نفس ثاني، فتح عيونه و مشى للداخل، ركب المصعد و ضغط على دور شقته، تذكرها فقطب حواجبه، دور شقتهم، نزل عيونه للأرض و هو يقطب حواجبه أكثر، ما صار له إللا يومين متزوجها بس مانه قادر يتحملها، مانه قادر يتحمل وجودها، من أمس ما شافها، ما طلعت من غرفتها بس الفكرة أنه بيرجع للشقة و هو يعرف أنها بتكون فيها تضايقه، تضايقه كثير، كان يتمنى هانا بدالها، لين ألحين يتمنى هانا بدالها، خايف أنها تمل منه، خايف أنها تمل من كثر ما تنتظره، تنهد و هو يشوف باب المصعد ينفتح، نزل و صار يمشي للشقة، هانا كانت له كحلم، حبها و ما صدق لما هي جت تعترف بمشاعرها له، هو، من بين كل الشباب إختارته هو، سنتين و هي معاه، صبرت عليه سنتين، سكتت و إحترمت قراره بس لين متى؟ حط المفتاح بالقفل، فتحه و من ثم فتح الباب، دخل و سكره، معلقها معاه، ما يقدر يتركها، ما يقدر لأنه ما يريد غيرها، هي له، ما راح يتحمل إذا شافها مع غيره، هو منعها من أشياء كثيرة، ما عادت تختلط بالشباب كثير، ما عادت تروح للبارات، هي تغيرت عشانه، تغيرت و هو بالمقابل راح يتزوج بغيرها و جابها لهنا، جابها لـهـا..!

رفع عيونه لباب غرفتها المسكر، صعبة يتخلص منها بس مانها مستحيلة، هي عارفة نهاية هالإرتباط بس موافقة، هو ما جبرها لشيء، ما غصبها لتوافق عليه، نزل عيونه و صار يمشي لغرفته، ليش يضل يكرر هالكلام لنفسه؟ ليش يكرر هالكلام؟ يا ترى هو خايف و صار يحس بالذنب بإتجاهها؟ يا ترى هو خايف أنه بيظلمها؟ وقف قدام باب غرفته و رفع عيونه لباب غرفتها، يكرر هالكلام و كأنه يريد يقنع نفسه فيه، يقنع نفسه ليريح ضميره، إرتبك من هالفكرة فبعدها عن رأسه بسرعة، نزل عيونه و بعدها فتح باب غرفته، دخل و سكره وراه.



غرفة فرح...

كانت مكورة نفسها على سريرها و مقطبة حواجبها، رأسها ثقيل و مانها قادرة تفتح عيونها، أنفاسها حارة و جسمها يتعرق، صحت اليوم الصبح و هي تشوف نفسها في البلكون، صحت لأنها حست بأنفاسها تنقطع من البرودة، صحت و هي تحس نفسها تتجمد و جسمها و كأنه فقد كل حرارته، قومت نفسها بالزور و دخلت الغرفة، سكرت باب البلكون و مشت لشنطتها، فسخت ملابسها و لبست شيء أثقل، رمت نفسها على السرير و لحفت نفسها بالبطانية، ما تعرف متى و كيف رجعت الحرارة لجسمها و بعدها إرتفعت، إرتفعت و هذي حالتها من وقتها، مانها قادرة تتحرك، مانها قادرة تتكلم، تأن من فترة لفترة، تصحى لشوي و بعدها تغفى.


***************************


مسقط...

مررت يدها المرتجفة على وجهها و هي تحاول تأخذ نفس، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار، 6:10، الشمس بتطلع ألحين و هو لين ألحين ما رجع، قلبها منقبض عليه و دموعها في عيونها، الشيطان يلعب لعب بفكرها، مرة تتخيله في حادث، مرة تتخيله مضروب و مرمي، مرة تتخيله طايح في إحدى الفنادق و محد يعرف عنه، ما تعرف كيف يكون، بأي حال، ما تعرف و عشان كذي خائفة، تدعي من ربها يرجعه لها سالم، يرجعه لها لأن ما عندها غيره، ولدها، وحيدها، ما تقدر تفقده، ما بتتحمل، طاحت دمعتها على خدها بس مسحتها بسرعة، نزلت عيونها و صارت تستغفر، تستغفر لتبعد هالأفكار عن رأسها، سمعت خطواتها و حست فيها تقترب منها، رفعت عيونها لها و شافتها تمد لها غلاس ماي، أخذت الغلاس منها و نزلت رأسها: مشكورة بنتي!

ماري و هي تجلس جنبها: ماما، ما تخاف، بابا عادل بيجي، يجي إن شاء الله (كلمة لقطتها من كثر ما يرددوها قدامها).

مريم و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله، إن شاء الله! حطت الغلاس على الطاولة قدامها، أخذت نفس و قامت: أروح أنتظره عند الباب!

ماري حركت رأسها بالإيجاب و قامت بتمشي معاها بس وقفتها.

مريم: روحي شوفي لي وسن و طمنيني عليها!

ماري و هي تحرك رأسها بالإيجاب: زين! لفت و صارت تمشي للدرج.

وقفت تشوف عليها لين ركبت و إختفت في الدور الثاني، عدلت جلبابها و صارت تمشي لبرع، طلعت للحديقة و مشت لباب الشارع، فتحته و وقفت تلتفت حوالينها، الشارع هادي، ليتات الفلل تتسكر، كم من سيارة طالعة للدوام و كم من ولد طالع للمدرسة، نزلت عيونها و هي تحط يد على صدرها و تشدد من مسكتها على جلبابها: يا رب خير، يا رب خير!


***************************


مدت لهم شنطهم و هي تبتسم لهم: تريدوني أجي معاكم، أوصلكم لين باب المدرسة؟

حركوا رؤوسهم بالنفي

إلياس: عادي المدرسة مانها بعيدة، بنروح لحالنا!

ناهد حركت رأسها بالإيجاب: أعرف مانها بعيدة بس أنتو ما جا لكم تمشوا لها من هالحارة، أخاف تضيعوا!

إياس و هو يضرب على صدره: أفــا، أنا معاه و يضيع!

ناهد ضحكت على حركته: هذي الثقة و لا بلاش..، إقتربت منه و صارت تعدل في كمته: بس أنت خواف، أول واحد بتبكِ إذا ضعتوا!

إبتسم بإحراج و ما رد عليها، بعد يدها و إلتفت لتوأمه: نخبر فراس يوصلنا!

إلياس حرك رأسه بالإيجاب و شافه يطلع من المطبخ: فراسوه بتوصلنا للمدرسة اليوم؟

فراس و هو يعدل في كمته: لا تناديني فراسوه و بوصلك!

إلياس حرك رأسه بالإيجاب.

فراس و هو يأخذ كتبه: عيل يللا نمشي! صار يمشي للباب بسرعة و التوأم يلحقوه.

ناهد ضلت تشوف عليه و هي كاتمة ضحكتها، مرجع كمته على وراء، مرفع أكمام دشداشته و الزر العلوي مفتوح، رايح يضارب و لا رايح يدرس؟! إبتسمت و حركت رأسها بقلة حيلة، متأثر من أولاد بعمره، يشوفهم و يقلد، لفت و صارت تمشي لغرفتهم لتشوف سامي، دخلت و شافت أمها جالسة على طرف السرير و تمسح على رأسه، و هي تقترب منهم: نايم؟

كريمة حركت رأسها بالإيجاب و ما تكلمت

ناهد إقتربت من أمها أكثر، حطت يدها على كتفها و بصوت واطي: لا تخافي عليه، أسبوع و يرجع أحسن من قبل إن شاء الله!

كريمة: إن شاء الله! سكتت شوي و بعدها بعدت البطانية عنه.

ناهد إستغربت من حركتها و بنفس حالتها: ماما، أنتي إيش تسوي؟ ألحين بتصحيه!

ما ردت عليها، رفعت قميصه من بطنه و بعدها إلتفتت لناهد: يا بنتي، كل هذا بسبب النوبة؟ النوبات دوم تجي له، أبدا ما سوت فيه كذي، ليش ألحين؟!

ناهد قطبت حواجبها و هي تشوف على الكدمات المخضرة، إقتربت منه و نزلت قميصه، مسكت يد أمها و قومتها: ماما، خلينا نتكلم برع!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت معاها، طلعت وراها و سكرت الباب بهدوء، إلتفتت لها و جت بتتكلم بس قاطعها صراخهم.

دخلوا و هم يصرخوا بخوف: يـممممـة!!! نــاااهـــد!!

إلتفتوا لهم بسرعة: بسم الله، إيش فيه/ خير، إيش صاير؟!

فراس بنفس حالته: يمة.. يمة في واحد ميت في الحديقة!!

كريمة شهقت و حطت يد على قلبها: بسم الله، بسم الله، أنت إيش تقول؟!

فراس و هو يحرك رأسه بالإيجاب: و الله، ميت و في حديقتنا، و هو يمسك يد ناهد: تعالوا، تعالوا..، و هو يسحبها: شوفوه!

ناهد رفعت عيونها لأمها بسرعة: ماما، أنتي إتصلي في الشرطة و أنا أشوفه و أرجع!

كريمة حركت رأسها بالإيجاب و بتوتر: يا بنتي لا تقتربوا منه كثير!

ناهد: إن شاء الله! طلعت مع فراس و صارت تمشي بخطوات سريعة، خائفة بس ما تريد تبين لهم، بيخافوا أكثر، جمدت و هي تشوف هالجسم المرمي في نص الحديقة، بلعت ريقها و هي تسمي بالله و تستغفر، حست بيد فراس تترك يدها، نزلت عيونها و هي تشوفه يتقدم له، مسكت دشداشته من ظهره و سحبته لها بسرعة: لوين رايح؟

فراس و هو يرفع رأسه لها: ما تريدي تشوفي وجهه؟

حركت رأسها بالنفي

فراس و هو يلتفت له: خايفة منه؟!

ناهد إلتفتت له و هي تبلع ريقها: ماني.. ماني خايفة!

فراس فك نفسه منها و ركض له بسرعة

ناهد فتحت عيونها و بخوف: فــرااس، إرجع بسرعة، تعال لعندي!

فراس حرك رأسه بالنفي و نزل لمستواه

ناهد بنفس حالتها: فــرااس لاآآ!

فراس و هو يقطب حواجبه: ريحته خايسة!

ناهد قطبت حواجبها: فراس ما زين تقول عن الميت كذي..

فراس و هو يقاطعها: و وجهه يخوف..، رفع يده لناهد و صار يأشر لها: تعالي ناهد شوفيه!

ناهد حركت رأسها بالنفي

فراس: تعالي!

ناهد أخذت نفس تشجع حالها و بعدها أخذت نفس ثاني و ثالث، زفرت و تقدمت لهم بخطوات مترددة، وصلت لفراس و نزلت عيونها لوجهه، رمشت عيونها بخوف، وجهه مغطى بشعر، خصلات شعره الطويلة، المموجة و المتشابكة ببعضها تغطي عيونه و أنفه، لحيته الطويلة تغطي باقي وجهه، ملامحه مختفية، يشبه الإنسان من عصر الحجري، دشداشته متركفسة و مبقعة، زر العلوي مفتوح و الأكمام وحدة مرفوعة و الثانية نازلة، نزلت عيونها عنه بسرعة، حطت يدينها على أكتاف فراس و هي تقومه و بصوت واطي: يللا فراس، خلـ.. خلينا نمشي.. للداخل، ألحين توصل الشرطة و تتصرف معاه.. يللا!

فراس و هو يفك نفسه منها: ناهد خليني!

ناهد و هي تسحبه و بنفس حالتها: فراس يللا، ما أنت قبل شوي كنت خايف منه!

فراس و هو يدفعها: كنت بس ألحين أنتي معاي!

ناهد بصوت عالي شوي: فـراس على الداخل و ألحين!

فراس حرك رأسه بالنفي

ناهد و هي تقطب حواجبها بعصبية: فراس يللا!

فراس بصوت عالي: قلت لك لا يعني لاآآآآآآ!

ناهد و هي تمسكه من يده و بحزم: يــللا!!

فراس بصراخ: لاآآآآآآآآآآآآ!!!

: هيي.. بس.. خلو.. ني أنام..

نزلوا عيونهم له و هم يشوفوه يتحرك، شهقوا و بعدوا عنه بكم خطوة بسرعة

فراس و هو يتعلق في ناهد بخوف: ناهد تكلم.. ناهد يتكلم!

ناهد نزلت عيونها له و هي تشوفه يحك يده و يتمتم بكلام غير مفهوم لنفسه

: خلونـ.ـي.. ليش مفتحين.. الستائـ.ـر.. سكرو.. ها.. روح.. روحوا.. عني.. خلوني.. أنـ.ـام.. و هو يكتف يده على عيونه: سكـ.ـروا.. ستارة.. سكروهـ.ـا!!

ناهد رمشت عيونها بعدم تصديق، أخذت نفس لتهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، زادت من مسكتها على فراس لتهديه: مانه.. مانه ميت، يتكلم..، و هي تبعد فراس عنها بهدوء: يتكلم يعني مانه ميت.. يكون مجنون.. مجنون أو سكير!! مسكت يد فراس و صارت تمشي للداخل: خلينا نروح لماما و نشوف إذا إتصلت بالشرطة و لا لأ! إلتفتت تشوف عليه و من ثم لفت عنه و صارت تمشي أسرع و تسحب فراس وراها.



بعد عشر دقائق...

وقفوا عند باب الملحق و هم يشوفوا الشرطة تقومه و تأخذه معاهم و هو يصرخ و يسب فيهم، مانه مجنون بس سكير، بيأخذوه للمركز و بيحطوه في الحجز لين ما يرجع له وعيه، شافوهم يطلعوا من باب الشارع بس ضلوا يسمعوا صراخه.

كريمة و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: لا حول و لا قوة إلا بالله، لا حول و لا قوة إلا بالله، و هي تدخلهم للداخل: يللا يا أولاد على الداخل!

نزلوا عيونهم و صاروا يدخلوا.

دخلت، سكرت الباب و قفلته: أستغفر الله، الله يعين أهله عليه، الله يعينهم عليه!

ناهد تنهدت بقلة حيلة و من ثم إلتفتت لأخوانها: تأخرتوا على المدرسة، و هي ترفع عيونها للساعة المعلقة على الجدار: خلص الطابور، ما راح يدخلوكم ألحين!

كريمة و هي تلتفت لهم: خلاص، روحوا ناموا بكرة ناهد توصلكم لمدارسكم و تكلمهم بنفسها!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب و صاروا يمشوا لغرفتهم و هم يتكلموا عنه!


***************************


وقف عند باب مكتبه و دق عليه بهدوء، جا له صوته من وراء الباب يسمح له بالدخول، دخل و شافه يكلم تلفون، رفع عيونه له و من ثم رفع سبابته بمعنى دقيقة، حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي لطاولته، سحب كرسي بمقابله و جلس، ينتظره يخلص مكالمته، نزل عيونه للأوراق الموجودة على الطاولة و من ثم رفعهم له، نزلهم مرة ثانية و إقترب بكرسيه شوي، أخذها و صار يتصفحها، عقد الشراكة بشركات هاشم الـ...! رفع حواجبه بإستغراب و من ثم رفع عيونه لأبوه، شافه يسكر التلفون و يمد يده له.

فهد و هو يمد العقد له: يبة، أنا ماني فاهم، كيف..

عبدالرزاق و هو يأخذ العقد و يقاطعه: هاشم ساعدني كثير يا فهد، لولا هالعقد كان نحن رايحين في ستين داهية!

فهد: بس يبة شروط هالعقد أبداً مانها مقبولة، أنت كيف وقعت عليه..

عبدالرزاق و هو يقاطعه مرة ثانية: ما يهم، ما راح نتكلم عن شروطها مرة ثانية!

فهد و هو يقطب حواجبه: بس يبة..

عبدالرزاق بنبرة حازمة: فهد، ما راح نتكلم فيه، سكت شوي و كمل: ما في داعي نتكلم قدام أمك و أخوانك خلاص، ما لازم يعرفوا!

فهد: يبة ما أنت قلت..

عبدالرزاق و هو يقاطعه: قلت بس ألحين أقول لا!

قطب حواجبه أكثر، نزل رأسه و أخذ نفس، رفعه له و تكلم: قالوا لي أنك طلبتني!

عبدالرزاق حرك رأسه بالإيجاب و بهدوء: طلبتك لأكلمك بس ما في العقد، العقد صار و خلاص، ما لكم أي دخل فيه!

فهد: عيل؟

عبدالرزاق: ملكتك قدمناها لأسبوع الجاي!

فتح عيونه بصدمة: إيــش؟!؟!

عبدالرزاق حرك رأسه بالإيجاب ليأكد له: خلاص، ما في داعي للخطوبة، بنفس التاريخ حطينا الملكة!

فهد بنفس حالته: بس لـيـش؟ هذي الملكة ما كانت بعيدة أصلاً، ثلاثة أشهر و بس.. ليش مستعجلين كذي؟

عبدالرزاق: إيش فيك أنت؟ المهم أنك تتزوج، إيش الفرق بعد ثلاثة أشهر و لا ألحين؟

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، لا، يبة ما ألحين، أنا ماني مستعد للزواج، ما بهالسرعة..

عبدالرزاق و هو يقاطعه بنبرة حادة: أنا عطيت الرجال كلمتي، تريدني أتراجع ألحين و أقول له ولدي مانه مستعد!

فهد: بس يبة..

عبدالرزاق و هو يقاطعه و بنفس نبرته: فهد، هالملكة بتصير بعد أسبوع يعني تصير، أنا ما أريد أجازف، ما أريد أي شيء يخرب علاقتي بهاشم..، سكت شوي و أخذ نفس يهدي حاله، قام و مشى له، حط يده على كتفه و بهدوء: يا ولدي كل شيء مرتبط بهالعقد، أنا ما أريد أعطيه سبب ليلغي شراكته فينا، ما ألحين!

فهد غمض عيونه بقلة حيلة، أخذ نفس و زفر، فتحهم و إلتفت لأبوه: بعد أسبوع!

عبدالرزاق حرك رأسه بالإيجاب

فهد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: خلاص يبة، بعد أسبوع عيل!

عبدالرزاق إبتسم و صار يطبطب على كتفه: كنت أعرف أنك بترضى، ولدي و ما راح ترفض لي طلب!

فهد نزل عيونه و من ثم نزل يده بهدوء: برجع لمكتبي إذا ما عندك شيء ثاني؟

عبدالرزاق و هو يرجع لكرسيه: تقدر تروح!

فهد لف و صار يمشي للباب، فتحه و جا بيطلع بس وقفه

عبدالرزاق: فهد!

وقف، إلتفت له بس ما تكلم

عبدالرزاق: إطلع من وقت اليوم و مر على خطيبتك، خذها و روحوا إختاروا الشبكة!

فهد نزل عيونه: إن شاء الله! لف و طلع من المكتب، سكر الباب بهدوء غير اللي يحس فيه و من ثم صار يمشي لمكتبه بسرعة، دخل و سكر الباب، أخذ نفس و زفر بقهر، هو مانه رافضها و لا أنه رافض الزواج بس الفكرة انه بيرتبط في وحدة غريبة و بهالسرعة، مانها مقبولة، فسخ كمته و صار يمشي لكرسيه، سحبه و جلس، هو غلط، غلط لما وقع على هالعقد، لو كان يثق فيه شوي و ينتظر، كان هو بنفسه دور حل لمشكلته بس ألحين خلاص، ما عاد في يده شيء يسويه، ما عاد في شيء غير أنه يرضى بقراراته و يسكت، قطب حواجبه بقوة و سحب إحدى الملفات، صار يتصفح فيه بسرعة، يشغل باله فيه لينسى بس فشل، رمى الملف على الطاولة و زفر بقوة، يكره أحد يتخذ قراراته بداله، ما يحب يمشي على كلام أحد، ما يحب أحد يتحكم فيه كذي، رجع ظهره لوراء و صار يمرر يده في شعره بقلة حيلة، أسبوع، أسبوع و حياته راح تتغير، بتدخل فيها أساور، البنت اللي ما يعرف عنها غير أنها تدرس مع أخته، ترسم وعلى قولة أختها تحفظ الوجوه بسرعة، تذكرها بيوم الحادث فقطب حواجبه، بس شكلها ما حفظت وجهه، أهم وجه لها و ما قدرت تتذكره، غمض عيونه و تنهد: إيش اللي ينتظرني معاك يا أساور؟ إيش لازم أتوقع منك؟!


***************************


الأستاذ يشرح، الطلبة يشاركوا و يجاوبوا بس هو مانه معاهم، مثبت عيونه على كرسيه، فاضي من يومين، ما له أي أثر، ما يعرف إيش صار معاه، كل اللي يعرفه أنه المشرف أخذه للمستشفى بس إيش صار فيه بالضبط ما يعرف، مانه قادر يداوم يعني مانه بخير، معقولة تكون حالته خطيرة، خطيرة بدرجة تسبب له الموت، بلع ريقه بخوف، نزل عيونه عن كرسيه و بعد هالفكرة عن رأسه، حس بيد على كتفه فإلتفت له.

إلتفت لكرسيه و من ثم له: تفكر فيه؟

سامر حرك رأسه بالإيجاب: ما كان المفروض نتركه كذي!

: أعرف بس..

سامر و هو يبعد يده عنه: ما تعرف، أخذ نفس بضيق و زفر: مصطفى، أنت مانك قادر تفهم، أنا ضربت الولد لما هو كان جامد بمكانه، ما كان قادر يدافع عن حاله..

مصطفى و هو يقاطعه: بس أنت ما كنت تعرف!

سامر: بس كنت أعرف أنه مريض..

مصطفى و هو يقاطعه مرة ثانية: لا تلوم نفسك على اللي صار فيه، ترى النوبة ما جت له بسببك!

سامر حرك رأسه بالإيجاب: أعرف بس كنت هم أعرف أنه يمكن يطيح بأي وقت بسبب هالمرض!

مصطفى: يعني إيش ألحين؟

سامر و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف، و هو يتنهد: ما أعرف إيش لازم أسوي!

مصطفى سكت و ما تكلم، إلتفت للقدام و حاول يركز مع الأستاذ.


***************************


طلعت من غرفتها و مشت للباب المقابل، وقفت و دقت عليه بهدوء، ما جا لها أي رد، دقت مرة ثانية و هم ما في أي رد، ما كانت متوقعة إللا كذي، حطت يدها على المقبض و حركته، ما إنفتح الباب، لين ألحين مقفول، إقتربت أكثر و حطت أذنها عليه، ما في أي صوت لها، يمكن غفت، تنهدت بقلة حيلة و بعدت عن الباب، لفت و صارت تمشي للدرج، صحت الصبح لتصلي الفجر و مرت على غرفتها، ما قدرت تدخل لها لأن الباب كان مقفول بس قدرت تسمع شهقاتها، جلست طول الليل تبكي و تشهق، كان خاطرها تهديها، كان خاطرها تحضنها و تقول لها كل شيء يتصلح بس ما قدرت، ما تقدر و هي تعرف أنها لو إيش ما قالت لها ما راح تقدر تقنعها، هي عنيدة و جالسة على نفس كلامها، تحب شهاب و ما تريد غيره، هذا بسبب عنادها كل شيء بيتدمر، منعوها من الجامعة و الملكة قدموها، خايفة عليها، خايفة أنها تسوي شيء بحالها، تموت نفسها عشانه، تعوذت من الشيطان تبعد هالفكرة بسرعة عن رأسها، نزلت الدرج و شافت الصالة فاضية، مشت للكنبات و جلست، أخذت الريموت بس رن التلفون، إلتفتت له و من ثم مدت يدها و سحبت السماعة، حطته عند أذنها و تكلمت: ألو!

جا لها صوت رجال، صوت غريب عنها: ألو، السلام عليكم!

أزهار و هي تحاول تتذكر الصوت: و عليكم السلام!

الرجال: هذا بيت هاشم محمد الـ.....!

أزهار حركت رأسها بالإيجاب: أيوا!

الرجال: من معاي؟

أزهار قطبت حواجبها: من المتصل؟ ما أنت؟ ما المفروض أنت تخبرني من أنت بالأول!

سكت شوي و بعدها تكلم بتردد: أزهار..، أزهار يا بنتي هذي أنتي؟

قطبت حواجبها أكثر: أمم.. تعرفني؟

تكلم بسرعة: يا بنتي أنا عدنان..

أزهار بإستغراب: عدنان؟!؟

الرجال: أنا خـ..، ما قدرت تسمع التكملة لأن إنسحب التلفون من يدها، إلتفتت لها بسرعة و شافتها تحط السماعة عند أذنها و هي ترفع عيونها لها.

سميرة: أخوي غلطان! و سكرت.

أزهار و هي مستغربة من حركتها و متضايقة بنفس الوقت: ماما، ما كان غلطان، يعرفني، ليش سكرتي؟

تكلمت و هي تجلس على الكنبة: ما يعرفك، غلطان، صار له ساعة يتصل و يسأل عن أزهار..

قاطعتها: أيوا و أنا..

سميرة و هي تقاطعها: مانك أزهار الوحيدة في العالم!

أزهار سكتت، مانها الوحيدة بس ما تعرف ليش تحس أنه كان يقصدها، نزلت عيونها للتلفون، يا ترى من يكون؟ ليش يريدها؟ كيف يعرفها؟ إيش يقرب لها؟ يا ترى يكون من أهلها؟ ما هي دوم تحس بأن هذولا مانهم أهلها؟ يمكن هو أبوها الحقيقي، شهقت، أبوها؟ رفعت عيونها لسميرة، شافتها تشوف عليها و هي مرفعة حواجبها، نزلت عيونها عنها بإرتباك و صارت تمشي عنها بسرعة وقفت و هي تسمع رنين التلفون، إلتفتت لها، شافتها ترفع السماعة و بعدها تشوف عليها، حركت يدها بمعنى روحي، نزلت عيونها و مشت للمطبخ، دخلت، سحبت كرسي، جلست و هي تهمس لنفسها بإسمه: عدنان، عدنان، عدنان!! سامعة فيه من قبل بس متى؟ ما تعرف، مانها قادرة تتذكر، مسكت رأسها و نزلته و هي تحاول تضغط على ذاكرتها بس ما قدرت، بعدت يدينها و هي تتنهد بقلة حيلة، يمكن جد غلطان و هي على الفاضي تفكر كذي، كل هالشكوك ما لها داعي، تتخيل و تتمادى بخيالها، سمعت بخطوات من وراها، عدلت جلستها و من ثم إلتفتت لها.

سميرة و هي توقف بجنب باب المطبخ: زينة ألحين متصلة، فهد راح يجي العصر بيأخذ أختك عشان يشتري الشبكة، أنتي و ماريسا بتروحوا معاهم!

أزهار و هي تأشر على نفسها: أنا؟

سميرة: أنا إيش قلت ألحين، لازم أكرر نفسي؟

أزهار و هي تنزل عيونها: آسفـ..

قاطعتها: أنا خبرت أختك تتجهز، إن ما جهزت لين العصر ما تلوم إللا حالها، روحي فهميها من ألحين!

أزهار حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله! قامت: بس ماما، طلعتنا كذي معاه غلط، هو ما ممتلك عليها، مانه إللا خطيبها، بعده غريب، غلط نركب بسيارته!

سميرة بنبرة حادة: ألـحـيـن أنـتـي تـعـلـمـيـنـي إيـش الـصـح و إيـش الـغـلـط؟

أزهار نزلت رأسها: ما قصدي..

سميرة قاطعتها و بنبس نبرتها: قـلـت لـك رايـحة يـعـنـي بـتـروحـي! لفت و صارت تمشي عنها: مـانـكـم لـحـالـكـم، أخـتـه بـتـكـون مـعـاكـم، مـانـي غـبـيـة أخـلـيـكـم مـعـاه كـذي!

أزهار رفعت عيونها تشوف عليها، تنهدت بقلة حيلة و غمضت عيونها، أخذت نفس و فتحتهم، أخذت نفس ثاني و طلعت تمشي للدرج.



غرفة أساور...

وقفت عند الباب بخوف و توتر و عيونها مرة تتحرك للنهاية الممر و مرة لها، إلتفتت للممر و هي تسمع خطوات أحد، إلتفتت لها بسرعة و مشت لها: ماما، خلاص في أحد تو يجي، أنا بعدين في يحاسب.. ماما خلاص!

أساور بعدت التلفون من عند أذنها و رفعت عيونها المليانة دموع لها: ماريسـ.ـا.. بس شوي..

ماريسا و بنفس حالتها: ماما سوي بسرعة!!

أساور حركت رأسها بالإيجاب و رجعت حطت التلفون عند أذنها: شهـ.ـاب الله.. الله يخليك.. سوي شيء، والله ما أقدر.. ما راح أسمح لأحد يلمسني.. ما راح أقدر...، لا، ما أقدر أصبر أكثر من كذي.. ما في وقت..، أنت تفهم؟ أقول لك أسبـ.ـوع..، شهاب مستحيل.. مستحيل...، ألحين عرفت أني.. أني ما أهمك...، لا.. أنت تخدعني..،

ماريسا و هي تقترب منها و تحط يدها على التلفون: ماما، خلاص..

أساور و هي تبكي أكثر: شهاب أنا راح أموت حالي تسمعني.. أموت حالي بس ما أكون لغيرك.. بموت...، لمتى أجاريهم؟ دوم تقول كذي...، توعدني..، توعدني...، متى؟ شهاب لا تخدعني...، لا تتركني.. لا تتركني..!!!

ماريسا سحبت منها التلفون بسرعة: خلاص.. خلاص!! أخذته و مشت للكمدينة بسرعة، أخذت صينية الغداء و بعدها صارت تمشي للباب بسرعة، جت بتطلع بس طلعت قدامها، إرتبكت فنزلت عيونها و مشت عنها بسرعة.

ما إهتمت لها، دخلت و شافتها واقفة، مغطية وجهها و تبكي، مشت لها بسرعة، حاوطتها من أكتافها و صارت تمشي للسرير، جلستها و جلست بجنبها، و هي تبعد يدينها عن وجهها: أساور، حبيبتي لا تسوي كذي في حالك! و هي تمسح دموعها: يا حبيبتي أنتي غالية علينا، دموعك غالية علينا!

حضنتها و صارت تشهق أكثر

أخذت نفس و صارت تمسح على ظهرها لتهديها: أششش، هدي حالك، كل هذا لمصلحتك يا حبيبتي، شهاب ما يصلح لك، ما يصلح لك، يكلمك و يخدعك بكلامه الحلو، أنتي إيش يعرفك أنه ما يكلم غيرك من وراك، كل اللي يصير، يصير للأحسن، عائلة أبو فهد، عائلة محترمة و معروفة، فهد..، سكتت تفكر فيه، ما تعرفه لتحكم عليه بس تكلمت لتهديها: شاب طيب و بيحبك و أنتي مع الوقت بتحبيه و تنسي شهاب، خلاص، لا تبكي، و هي تمسح على رأسها بهدوء: لا تبكي!

بعدت عنها و نزلت عيونها: أزهـ.ـار.. إتـ.. إتركـ.ـيني لحالي..

أزهار حركت رأسها بالإيجاب و قامت: لا تبكي مرة ثانية!

أساور حركت رأسها بالنفي: ما راح أبـ.ـكي!

أزهار مشت للباب، مسكت المقبض و إلتفتت لها: العصر بنطلع للسوق معاه، جهزي حالك!

رفعت عيونها لها و ما ردت

أزهار ما تكلمت، طلعت و سكرت الباب وراها.

رجعوا دموعها، رمت حالها على السرير و دفنت رأسها في مخدتها، ما تعرف إذا تقدر تثق فيه و لا لأ، ما تعرف إذا بيكون قد وعده و لا لأ، من البداية و هو يقول لها تجاريهم، تجاريهم و هذا اليوم وصلت لهنا، خلاص، ما بقى للملكة شيء، راح ينكتب إسمها بـ إسم غيره، راح تكون لغيره، ما تقدر تتحمل هالفكرة، تموتها، هي مستحيل تسمح لهالشيء يصير، بتصبر عليه يومين أكثر، بتجاريهم ليومين أكثر بس إذا هو ما تصرف عيل هي بـ تتصرف بنفسها، إذا هي ما كانت له عيل لغيره ما راح تكون!



العصر...

وقف سيارته قدام الفلة و إلتفت لها، شافها تبتسم له و تحرك حواجبها بخبث، حط يده على رأسها و دوره للقدام: خلي عيونك هناك و إتصلي فيهم، خبريهم أننا ننتظرهم!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تنزل يده: إن شاء الله!

أخذت تلفونها و إتصلت على رقم أساور، قطبت حواجبها: لين ألحين مسكر! إلتفتت له: تلفونها مسكر من الصبح، ما جت الجامعة اليوم فإتصلت فيها لأتطمن عليها بس ما قدرت أوصل لها، يمكن مريضة!

فهد لف يشوف على الفلة: يعني ألحين؟

رنا رفعت عيونها للفلة، حركت أكتافها بخفة و ما ردت.

ضلوا على نفس حالتهم لكم من ثانية و بعدها شافوا باب الشارع ينفتح، طلعت الخدامة و هم طلعوا وراها.

رنا و هي تعدل جلستها: يمكن شافونا من الشباك!

فهد ما رد عليها و لف يشوف على قدام!

إنفتح باب السيارة من طرف رنا، دخلت أزهار، سلمت و من ثم صارت تزحف للباب، دخلت الخدامة بعدها و من ثم دخلت أساور و سكرت الباب.

رفع عيونه للمراية يشوف عليهم و كتم ضحكته، نزلهم و في خاطره: شالين حمولة! تكلم بسخرية: خلاص؟!

رنا فتحت عيونها على أسلوبه، ضربته على كتفه بخفة و بصوت واطي: حرك السيارة!

إبتسم لنفسه و حرك السيارة، إستغرب شوي و رفع عيونه لها، معقولة ما ردت، ما هي تنتظر لتلتقط شيء لترد عليه، كانت مرة وحدة، يمكن هو حكم عليها غلط، مانها كذي، نزل عيونه للشارع و من ثم رفعهم لها مرة ثانية، منزلة عيونها، وجهها متغير، ما مثل ما شافها من قبل، ما عاد في جروح، بشرتها بيضاء صافية اليوم بس عيونها لين ألحين صغيرة، إبتسم و نزل عيونه للشارع مرة ثانية، لين ألحين مانه قادر يصدق أنه عبدالله يحبها، معقولة تكون قاسية لدرجة أنها تعذبه لكل هالفترة؟ إيش فيها لتقدر تأسره و تعلقه عليها كذي؟ إيش فيها لتخليه يموت في هواها؟ رفع عيونها لها و هو يشوفها مرفعة عيونها له، إرتبك فنزلهم عنها بسرعة، رفعهم لأساور و قطب حواجبه، وجهها متورم، عيونها وارمة، خدودها محمرة، يمكن هي جد مريضة، تكلم و هو حاط عيونه عليها: إن ما كان اليوم يناسبكم، عادي، بأخذكم للبيت و بجي لكم بكرة؟

أزهار رفعت عيونها له بإستغراب: تكلمنا نحن؟

نزل عيونه للشارع و حرك رأسه بالإيجاب: أكلمكم!

رنا إلتفتت له و هي مستغربة بدورها: ليش إيش في؟

فهد و هو يرفع عيونه للمراية يشوف عليها: شكلها مريضة!

رنا لفت تشوف عليها و هي توها تنتبه لها: أساور أنتي بخير؟!

أساور اللي من أول ما ركبت السيارة سرحت، ما حست بحالها إللا ألحين، إرتبكت و هي تشوف كل العيون عليها: هـ.. ها؟

أزهار تكلمت بسرعة تتدارك الموقف: لا، لا هي بخير، ما فيها شيء.. بخير الحمد لله!

رنا إلتفتت لأساور لتتأكد منها: أنتي بخير؟

حاولت تغصب إبتسامة على شفايفها بس فشلت، نزلت رأسها و حركته بالإيجاب: أنا.. أنا بخير!

رنا إبتسمت لها و عدلت جلستها، إلتفتت لفهد: تطمن بخير!

فهد رفع عيونها لها، شافها تلف للشباك، نزل عيونه للشارع و بعدها عم الصمت.



.

.

.

.

.



***************************

وقفت سيارتها بـ كراج الفلة، نزلت و صفقت الباب بقوة، صارت تمشي للداخل و هي كل شوي تزفر بقهر، تكلم حالها و بعصبية: قـلـيـل الأدب! إيـش هـالـحـركـة الـلـي سـواهـا؟ إيـش كـان قـصـده؟ يـحـرجـنـي كـذي و قـدام الـكـل؟ يـحـرجـنـي بـمـكـان عـمـلـي؟ دفعت باب الصالة و دخلت، مشت للدرج بسرعة و صارت تركب الدرج، ركبت لغرفتها، دخلت و سكرت الباب بسرعة، رمت شنطتها على السرير و من ثم فسخت شيلتها و عبايتها و رمتهم على الأرض، مشت للتسريحة و وقفت قدام المراية، غمضت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و كلامه يدور في رأسها: أنا أحبك يا بسمة، أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! أحبك! فتحت عيونها بسرعة و هي معصبة أكثر، من وين طلع لها هذا؟ ما ناقصها إللا تتحمل هبال أطفال ألحين؟ سمعت الباب يندق فرفعت عيونها للمراية تشوف عليه: أيوا!

إنفتح الباب و دخلت بإبتسامة: رجعتي يا بنتي بس ما مريتي علي!

لفت لها بسرعة و صارت تمشي لها، و هي تبوسها على رأسها: آسفة ماما، نسيت و طلعت لغرفتي على طول!

فاطمة و هي تحط يدها على خدها: تعبانة حبيبتي؟

بسمة إبتسمت لها: لا، ماما، لا تخافي علي، ماني تعبانة!

فاطمة حركت رأسها بالإيجاب و نزلت عيونها للعباية المرمية على الأرض، رفعت عيونها لبسمة بإستغراب: بسوم حبيبتي..

بسمة قاطعتها بسرعة و هي تلم العباية و شيلة: كنت بشلهم ألحين!

فاطمة: يا بنتي أنتي بخير؟

بسمة تنهدت، مسكت يدها و مشت للسرير، جلستها و جلست بجنبها، أخذت نفس و بدت بتردد: ماما، أنا.. أمم.. أنا ما خبرتك عن هالشيء من قبل بس.. بس.. سكتت و هي توها تنتبه لحالها، إيش تقول لها، ما في شيء لتتكلم فيه، ما في داعي: لا..، و هي تحرك رأسها بالنفي و تبتسم: لا، ماما، ما في شيء!

فاطمة بإستغراب: يا بنتي إيش فيك؟ و هي تحط يدها على جبينها و من ثم على رقبتها تقيس حرارتها: مانك حارة؟!

بسمة إبتسمت على حركتها و نزلت يدها: خلاص ماما، ما فيني شيء، بس ضغط الشغل و متضايقة عشان كذي!

فاطمة و هي تقطب حواجبها: ليش تتعبي نفسك كذي، خلاص غيبي بكرة!

بسمة ضحكت: هههه.. ماما، مانها مدرسة أغيب ههههه.. هناك ينتظروني أكمل أشغالي!

فاطمة إبتسمت: أنا إيش يعرفني بسوالفكم!

بسمة ضحكت أكثر و بعدها حبت تغير السالفة: حنين رجعت من الكلية؟

فاطمة تنهدت و قامت: ما راحت اليوم، تقول ما تريد تروح خلاص!

بسمة قطبت حواجبها بإستغراب: ليش؟

فاطمة و هي تطلع: ما أعرف، روحي شوفيها، يمكن تسمع منك!

بسمة حركت رأسها بالإيجاب و قامت، طلعت من غرفتها و صارت تمشي لغرفة حنين، وقفت عند الباب و دقت عليه بهدوء، جا لها ردها فدخلت، شافتها جالسة قدام التسريحة و تمشط شعرها، رفعت عيونها للمراية تشوف عليها، إبتسمت لها و هي ردت بإبتسامة.

بسمة و هي تجلس على السرير: كيف كان يومك؟

حنين و هي تلف لها: عادي!

بسمة حركت رأسها بالإيجاب: آها، أمم..، و هي تعدل جلستها: أنا إيش سمعت؟

حنين و هي تحرك أكتافها بخفة: إيش سمعتي؟

بسمة: أنتي ما تعرفي؟

حنين و هي تقطب حواجبها: بسوم، إيش في؟

بسمة بجدية: حنين، ماما خبرتني أنك ما عدتي تريدي تروحي للكلية خلاص!

نزلت رأسها و حركته بالإيجاب

بسمة إستغربت من حركتها: ممكن أعرف ليش؟

حنين بدون ما ترفع رأسها لها: ما أريد أروح و خلاص!

بسمة إستغربت منها أكثر: حنين إيش في؟ إيش صاير؟ ما أنتي إجتهدي لتدخلي هالكلية؟ ما أنتي جبتي النسبة عشان كذي؟ هـ التخصص حلمك، معقولة تتركيه كذي؟

حنين ما ردت عليها، حلمها بس هو حوله لكابوس، بوجوده ما راح تقدر، ما تقدر تتحمله أكثر من كذي، راضية تتخلى عن كل شيء، كل شيء بس لتفتك منه، تجمعت الدموع في عيونها، لفت عنها و عطتها ظهرها: بسمة، لو سمحتي، إطلعي برع.. أنا ما أريد أتكلم في هالشيء أكثر من كذي!

بسمة قطبت حواجبها و هي متضايقة منها، إيش فيها هالبنت؟ جنت؟ تتخلى عن حلمها كذي؟ تترك دراستها؟ تدمر مستقبلها؟ سكتت شوي تحاول تستوعب، تحاول تبرر حركتها، تفهم ليش تغيرت كذي؟ صار لها فترة مانها على بعضها، هادية و منطوية على نفسها، ما تكلم أحد، ما تضحك مثل قبل، طول الوقت متوترة، إيش صار فيها؟ إيش ممكن يصير؟ ليش هم ما يعرفوا؟ قطبت حواجبها أكثر و هي تفكر، الكلية مختلطة، معقولة يكون أحد إعترض لها؟ معقولة في أحد يضايقها؟ قامت و مشت لها، حطت يدها على كتفها و بهدوء: حنين، حبيبتي لا تخبي علي، كلميني، قولي، صار معاك شيء بالكلية؟ أحد قال لك شيء، ضايقك؟

ما ردت عليها، ما قدرت و هي تحس بالعبرة تخنقها، تحاول تمسك دموعها بقدر الإمكان بس مانها قادرة، تنزل و تحرق خدودها، تحرقها بهدوء!

بسمة رفعت عيونها للمراية تشوف على وجهها، فتحت عيونها و هي تشوف دموعها، دارتها لها بسرعة، نزلت لمستواها و بخوف: حنين، إيش فيك؟ إيش صاير؟ ليش تبكي؟ يا حبيبتي لا تخبي علي، تكلمي!

حنين حركت رأسها بالنفي، غطت وجهها و صارت تبكي أكثر

خافت عليها أكثر فسحبتها لحضنها، و هي تمسح على شعرها: حبيبتي إيش فيك؟ و الله خوفتيني، إيش صاير؟ قولي إيش فيك؟ إيش سووا فيك؟ بعدت عنها و سحبت يدينها عن وجهها: قولي يا حياتي، إيش فيك؟

حنين و من بين شهقاتها: عـ.ـز.. عـ.ـز..يـ.ـز..

بسمة و هي ما فاهمة عليها: من؟!

حنين بنفس حالتها: مـ.ـا.. أعـ.ـرف.. إيـ.ـش أسـ..وي..يطلـ.ـع.. كـ.ـل مكـ.ـا..ن.. بـ.ـسـمـ.ـة.. أنـ.ـا إيـ.ـش أسوي..

بسمة ما قدرت تفهم عليها، حضنتها مرة ثانية و صارت تمسح على ظهرها: أششش، هدي حالك يا حبيبتي، هدي حالك لأقدر أفهم منك! ضلت تمسح على ظهرها لفترة طويلة لين هدت، بعدتها عنها و هي تشوف دموعها لين ألحين على خدودها، رفعت يدها و مسحتها، و هي تحاوطها من أكتافها: أهدأ صح؟

حنين نزلت عيونها و حركت رأسها بالإيجاب

بسمة بهدوء: ألحين قولي، إيش مضايقك؟

حنين إرتبكت و ما عرفت إيش ترد عليها، تخبرها، بتفهمها؟ أخذت نفس تتشجع، جت بتفتح فمها بس تراجعت، ما تقدر، إيش لو ما فهمتها و لامتها هي، لا، ما تقدر، حركت رأسها بالنفي و ضلت ساكتة.

بسمة زادت من مسكتها عليها لتشجعها: يللا يا حبيبتي، لا تخبي علي!

حنين حركت رأسها بالنفي: ما في شيء.. أنا.. أنا بس متضايقة.. لأن.. لأن.. و هي تفكر: أحس.. أحس نفسي مضغوطة، ما كنت عارفة أن دراستهم بتكون صعبة كذي.. ماني قادرة أركز معاهم.. ماني قادرة أستوعب نظامهم.. خلاص أنا ما أريد أدرس، ما أريد أكمل!

بسمة و هي تقطب حواجبها: بس حنين تتركي دراستك عشان كذي؟ لا، يا حبيبتي، بتتعودي، توك بأولها، تحسي كذي ألحين بس بعدين كل شيء بيكون سهل عليك، تحملي و حاولي..

قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: أنا ما أريد.. بسمة.. أنا ما أريد أكمل!

بسمة جت بترد بس شافت دموعها ترجع فسكتت، أخذت نفس بقلة حيلة و زفرت: مصرة يعني؟

حنين حركت رأسها بالإيجاب بسرعة

بسمة: و إيش تقولي لما بابا يسألك؟

حنين: أنا راح أقنعه بنفسي!

بسمة سكتت شوي و بعدها تكلمت: إنزين ليش ما تغيري تخصصك، خذي لك تخصص أسهل من كـ..

قاطعتها و هي تحرك رأسها بالنفي: خلاص أنا ما أريد.. ما أريد!

بسمة تنهدت بقلة حيلة، قامت و قومتها معاها: إنزين ما في داعي لكل هالدموع، بسك تبكي، أخذتها لسريرها و جلستها: إرتاحي و لا ترجعي تبكي، فاهمة!

رجعت خصلات شعرها المبللة بدموعها على وراء و حركت رأسها بالإيجاب

بسمة إبتسمت لها بهدوء و عدلت وقفتها: أنا بروح لغرفتي!

حنين نزلت عيونها و ما ردت.

مشت للباب و فتحته، لفت تشوف عليها شوي: نسيت أخبرك، ملكة أساور قدموها، بتكون في الأسبوع الجاي، ما أعرف ليش مستعجلين!

حنين ما علقت

بسمة تنهدت بقلة حيلة، ما تكلمت أكثر من كذي و طلعت تمشي لغرفتها، دخلت و سكرت الباب، مانها مقتنعة بكلامها بس ما عندها إللا تصدقها، تنهدت مرة ثانية و رمت نفسها على سريرها، طرى في بالها فقطبت حواجبها، شاب صغير، يكون عمره 20 أو أقل، توه قبل فترة متوظف عندهم، دوم كان يشوف عليها بنظرات غريبة و اليوم ما تعرف إيش صار له، إعترف لها قدام الكل، قال لها أنه يحبها و يريدها بالحلال، ما تعرف كيف تفسر حركته، جرأة و لا وقاحة؟ عصبت عليه كثير و بنفس الوقت إنحرجت، أول مرة أحد يعترف لها، أول مرة أحد يشوف عليها بهالنظرة، إحمروا خدودها على هالفكرة و رمشت عيونها بحياء، إنتبهت لحالها فجلست بسرعة، حركت رأسها بالنفي تبعده عن رأسها، طفل صغير، متأثر من أفلام هاليومين قال خليني أجرب عليها، إبتسمت بسخرية: قال أحبك قال! قامت و صارت تمشي لكبتاتها، أخذت فوطتها و مشت للحمام، تأخذ لها شور تريح حالها.


***************************


عدلت عبايتها على رأسها و حملت وسن، إلتفتت لباب المطبخ و هي تنادي عليها: مـاري، يا بنتي وينك؟ أريد أروح لهم قبل المغرب، يـللا!

ماري طلعت بسرعة، مشت لها و مدت لها صحن الحلاوة.

مريم و هي تأخذ الصحن: متفشلة منهم بس ما عندي إللا أروح و أعتذر منهم، و هي تلف للباب: يللا أنا رايحة!

ماري حركت رأسها بالإيجاب و مشت للمطبخ، تكمل شغلها.

طلعت للحديقة و مشت لباب الشارع، كان مفتوح من قبل فطلعت تمشي لفلة أيوب، كانت واقفة الصبح عند باب الشارع، شافت الشرطة تسحبه للسيارة، راحت لهم و خبرتهم أنه ولدها، شرحت لهم حالته، بكت لهم لين رضوا يتركوه، هي و ماري سحبوه و جروه للداخل، أخذوه لغرفته، شارب أكثر من عادته، ما كان قادر يوقف على رجوله و لا حتى يفتح عيونه، ماري ساعدتها تمدده على سريره و بعدها راحت تنام، المسكينة سهرت طول الليل تنتظره معاها، أما هي، ما طاح لها جفن من وقتها، ما قدرت تنام، نظفته و غيرت ملابسه، جلست عنده، تبكي عليه و هو و لا حاس فيها، تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم لنفسها: أستغفر الله و أتوب إليه، أستغفر الله العظيم!

وقفت عند باب الشارع المفتوح و طلت على الداخل: هود، هود! ما جا لها رد، علت صوتها شوي: هــود، هــود!

سمعت خطوات أحد جاي لها فوقفت تنتظر.

طلع لها و وقف قدامها: نعم!

مريم إبتسمت له: كيف حالك ولدي؟

فراس بإستغراب: بخير!

مريم: أمك موجودة؟

حرك رأسه بالإيجاب

مريم: ناديها لي!

فراس بنفس حالته: من أقول لها!

مريم إبتسمت له أكثر: قول لها، جارتكم مريم!

حرك رأسه بالإيجاب و صار يركض للداخل و هو يصرخ: يـممممـة!! جارتنا مريم تريدك!

ضحكت على حركته و وقفت تنتظرها

طلعت لها بعد فترة و هي تعدل جلبابها، مشت لها و هي تسلم عليها: السلام عليكم!

مريم إبتسمت لها: و عليكم السلام، و هي تمد لها الصحن: بيت مبارك إن شاء الله!

كريمة إبتسمت لها و هي تأخذ الصحن: الله يبارك فيك، ليش كلفتي على نفسك..

مريم و هي تقاطعها: أي كلافة، هذا واجبنا!

كريمة إبتسمت لها أكثر: تسلمي، و هي تأشر على الملحق: تفضلي!

مريم: دام فضلك، مشت معاها للداخل و جلست بالصالة، جلست وسن على الأرض بجنبها و إلتفتت لكريمة.

كريمة بصوت عالي شوي: ناهد يمة، تعالي ضيفي جارتنا أم..، إلتفتت لمريم اللي فهمت عليها و تكلمت: أم عادل، و كملت: ما في داعي يا أمي، ما أريد أكلف عليكم!

كريمة: إيش هالكلام يا أم عادل، أول مرة تجي لعندنا، أنتي سويتي واجبك و ألحين هذا واجبنا!

مريم إبتسمت لها و سكتت.

طلعت لهم ناهد بعد فترة، سلمت عليها و قدمت لها صينية قهوة و غيره، جلست بجنب أمها تسمعها تكلمها، مرت عشر دقائق و هم يتعرفوا على بعض، يتكلموا عن الأولاد و غيرهم و بعدها بدت بتردد: أنا يا أم ناهد.. ما أعرف إيش أقول لكم، أنا جيت لأعتذر منكم على اللي صار الصبح!

كريمة ما فهمت عليها: يا أم عادل تعتذري على..

مريم و هي تأخذ نفس: اللي كان طايح في بيتكم الصبح ولدي، عادل!

كريمة حطت يدها على قلبها: ولدك؟

ناهد رفعت عيونها لمريم و هي تشوفها تنزل رأسها، نزلت عيونها عنها و ما تكلمت.

مريم حركت رأسها بالإيجاب و هي تتنهد: ولدي، ولدي..، و هي تنزل عيونها لوسن: أبو هالصغيرة!

كريمة نزلت عيونها لوسن و سكتت، ما عرفت إيش تقول لها.

مريم و بدون ما ترفع عيونها لهم: هالمسكينة إنحرمت من أمها، ماتت بيوم ولادتها، ألحين أبوها يلومها على اللي صار، تنهدت بقلة حيلة و رفعت عيونها: ضاع ولدي بدونها، مانه راضي يقتنع بأن اللي صار حكمة رب العالمين، هي ماتت و هو.. و هو بيموت حاله وراها!

كريمة حطت يدها على كتفها: لا تقولي كذي، قولي الله يهديه، الله يهديه إن شاء الله!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: الولد ضاع مني خلاص.. ما شفتيه اليوم، ما عدت أعرفه.. ما عدت أعرف ولدي، ما قدرت تمسك حالها أكثر فصارت تبكي.

كريمة ما عرفت إيش تسوي، إلتفتت لناهد و أشرت لها تأخذ وسن و تمشي، قامت بسرعة، حملتها و مشت للغرفة، كريمة إقتربت من مريم أكثر و صارت تهديها.



غرفة ناهد...

دخلت الغرفة بسرعة و مشت للسرير، جلست و جلست وسن قدامها، رفعت عيونها للباب و هي تسمع أمها تحاول تهدي فيها، تواسيها بـ كل شيء يتصلح، خلي أملك بالله كبير، نزلت عيونها لوسن و هي تفكر في حالها، مسكينة، يتيمة الأم و الأب كذي، فاقدة حنان الإثنين، ما عندها شك بأن جدتها ما مقصرة معاها بس الأم و الأب غير، مسكت يدينها الصغيرة و حاوطتهم بيدينها، صغار حتى ضاعوا، إبتسمت و رفعت عيونها لوجهها و هي تتأملها، خدودها وردية و مدورة، عيونها وساع و كحيلة، أنفها و فمها صغير، سمت بالله و هي تسحبها لحضنها، و هي تبوسها على خدها: قمر ما شاء الله، أكيد ما طالعة عليه، طالعة على أمك الله يرحمها!

مسكت خصلة من شعرها بيدينها الصغيرة و قربته لفمها

ناهد فكت شعرها من يدها بسرعة: كخخ! ما حلو!!

إبتسمت لها إبتسامة تبين غمازتها!

ناهد إبتسمت و هي تسحب خدودها: يا الله، حلللوة أنتي حتى أني أريد آكلك!

إبتسمت لها أكثر و كأنها فهمت عليها

ناهد ضحكت و هي تحس نفسها تجن بإبتسامتها، سحبتها لحضنها مرة ثانية و هي تكلم حالها: معقولة يلومك أنتي، لا، لا، أكيد جن!



بعد فترة...

وقفت عند باب الشارع مع أمها و هي تشوف مريم و هي حاملة وسن تمشي لفلتها، نزلت عيونها و من ثم رفعتهم و هي تشوفها تدخل من باب الشارع و ما يبقى غير طيفها، إلتفتت لأمها و هي تشوفها تحرك رأسها بقلة حيلة.

كريمة: مسكينة و الله هالحرمة، رحمت حالها!

ناهد لا تعليق.

كريمة و هي تمشي للملحق: الله يقويها يا رب و يكون في عونها!

ناهد: آمين، و هي تدخل وراها: كم صار له و هو على حالته هذي؟

كريمة و هي تجلس: سبعة أشهر، ماتت زوجته لما ولدت بنته، و هو من وقتها كذي!

ناهد جلست قدامها و ما تكلمت، معقولة كان يحبها لدرجة أنه يضيع حاله كذي؟ هي ما تنكر أنه الفقد صعب و صعب كثير، هي فقدت و إيش كثر الليالي اللي بكت فيها، اعتصر قلبها فيها، لين ألحين تبكي، لين ألحين تحزن بس تقوي حالها عشان اللي حوالينها، تقوي حالها عشانهم، ليش مانه قادر يكون مثلها، نزلت عيونها و هي تقطب حواجبها، يا ترى حبه لها كان أقوى من حبها له؟ يمكن، يمكن لأن هي حاولت تتناسى أما هو ضل متعلق فيها، يتشبث فيها و بذكرياتها بكل طرق الممكنة، تنهدت و قامت تمشي للغرفة.


***************************


نزل عيونه لساعته و من ثم رفعها لهم، شافهم متقدمين عنه بكم من خطوة، رنا تتكلم و أزهار تضحك، أساور تمشي بجنبها و الخدامة تمشي وراها، تنهد و صار يلحقهم، يحس شكله غلط بينهم، ما يعرف إيش جاي يسوي بالضبط، يدفع؟ كان يقدر يعطي رنا الفلوس و هي بتدفع بس ما يضل يلاحقهم كذي، من محل لمحل، هي ساكتة طول الوقت و ما تنطق بحرف، رنا و أزهار ما يعجبهم شيء، مل منهم و حاول يأشر لرنا كذا مرة بس هي ما فهمت عليه.

رنا و هي تأشر على إحدى المحلات: خلونا ندخل هذا المحل، بابا يعرف صاحبه، أستاذ عدنان، أكيد بنحصل اللي نريده!

وقفت و هـ الإسم يتردد في مسامعها، قطبت حواجبها و هي متضايقة، حاول تبعده عن رأسها بس ما قدرت، رفعت عيونها لهم و هي تشوفهم يدخلوا المحل، جت بتمشي بس داخت، غمضت عيونها بقوة و هي تحس بالصداع اللي بيفجر رأسها، فتحتهم و حست بالدوخة مرة ثانية، خافت تطيح فمدت يدها تمسك أقرب شيء لعندها، غمضت عيونها مرة ثانية و هي تقطب حواجبها بقوة، هالمرة الومضات غريبة، بأشكال غريبة، ضلت على حالتها لكم من ثانية لين إختفى الصداع و إختفت الومضات، حست بدموعها تتجمع في عيونها فضلت مغمضة عيونها تأخذ نفس لتهدي حالها، فتحتهم بسرعة لما سمعته يكلمها!

فهد بتوتر: أنتي.. أنتي بخير؟

إرتبكت من حالها و هي تشوف نفسها ماسكة يده و متعلقة فيه، فكته بسرعة و بعدت عنه.

لمح دموعها فتوتر أكثر: أنتي بخيـ..

قاطعته و هي تنزل رأسها: أنا.. أنا آسفة! قالتها و بعدها لفت عنه و صارت تمشي للمحل بسرعة.

قطب حواجبه بإستغراب و ضل يشوف عليها لين دخلت المحل، نزل عيونه ليده و هو يشوف علامة أظافرها، كانت ماسكته بقوة و كأنها بتغرس أظافرها في يده، رفع عيونه و صار يمشي للمحل، دخل و شافها منزلة عيونها و مقطبة حواجبها، قطب حواجبه أكثر و بعدها إنتبه لحاله، نزل عيونه عنها بسرعة و مشى لأخته.



بعد نص ساعة...

رفع عيونه لها و هو يشوفها تمشي للفلة، دخلت و تسكر الباب وراها بس هو ضل يشوف على طيفها، ما حس بحاله إللا بضربة على كتفه، نزل عيونه بإرتباك و من ثم إلتفت لها

رنا بإبتسامة خبيثة: خلاص، دخلت بسك عاد، و هي تبتسم أكثر: و أنا أقول ليش مقدمين الملكة، أتاريك ما قادر تصبر أكثر!

ما رد عليها و لف للقدام، حرك سيارته و رن تلفونه، أخذه و نزل عيونه للشاشة، عبود يتصل بك، إبتسم، رفع عيونه للشارع و رد: كنت ألحين بتصل فيك..، وينك؟..، آها..، لا، خليك، ربع ساعة و أنا عندك إن شاء الله..، أوكي..، بشوفك..، باي!

شافته يحط التلفون فتكلمت: من؟

فهد بدون ما يلتفت لها: عبدالله!

إحمروا خدودها من طاريه، نزلت عيونها بحياء و تكلمت بتردد: إيش.. إيش يريد؟

ما إنتبه لحالتها فرد: عادي و لا شيء، جالس على الشاطئ و يريدني أروح له!

رنا و بنفس حالتها: و تروح؟

فهد حرك رأسه بالإيجاب: بوصلك و بروح له، سكت شوي و كمل: طلع ولد خالتهم!

رنا ما فهمت عليه: من؟

فهد: عبدالله طلع ولد خالتهم، خالة أساور!

رنا إبتسمت: جد؟!

فهد حرك رأسه بالإيجاب و كمل: و خطيب أختها، خطيب أزهار!

فتحت عيونها بصدمة: جــــد؟!؟!؟!

إستغرب من ردة فعلها، رفع حاجب و إلتفت لها

حست في حالها فتكلمت بسرعة تتدارك الموقف: أقصد.. أقصد جد خطيبها؟

فهد و هو يرفع حاجبه أكثر: يعني أكذب أنا؟

رنا: لا، أنا..

لف للقدام و قاطعها: خطيبها، يحبها أو خليني أقول يعشقها!

خنقتها عبرتها، نزلت عيونها بسرعة و لفت للشباك، يعشقها؟! يعشق غيرها؟! طاحت دمعتها على خدها، إرتبكت فمسحتها بسرعة، صار لها فترة مسكنته في قلبها، صار لها فترة تفكر فيه، من كثر ما يتكلم فيه، يمدحه قدامها، تعلقت فيه و عشقته، شافته كذا مرة و زاد تعلقها فيه، ما تعرف إيش كانت متوقعة، ما تعرف إيش كانت تنتظر منه، شاب ما يعرفها، ما شافها و لا مرة في حياته، ما يعرف عن وجودها، كيف راح يعرف بأنها تحلم فيه، كيف بيحس فيها؟ هي غبية أصلاً، ما كانت لازم تحبه بس ما قدرت تتحكم في قلبها، ما قدرت تمنعه، غمضت عيونها و هي تحس بدموعها تحرقها، كل أحلامها اللي بنتها عليه إنهدمت في هاللحظة، طلعت مانها إللا أحلام وهمية، مانها إللا ســراب..!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

فتح لها باب الشقة، دخلت و هو دخل وراها، إلتفت لها، شافها تجلس على الكنبة و هي تمرر أصابعها في خصلات شعرها الشقراء، إبتسم و صار يمشي للمطبخ:

What do you want to drink

(ماذا تريدي أن تشربي؟)

سحبت الريموت من على الطاولة و شغلت التلفزيون:

A cup of coffee would be fine

(كوب قهوة سيكون جيداً)

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب:

It’ll be ready in a minute!

(سيكون جاهزاً في دقيقة)

حركت رأسها بالإيجاب و لفت للتلفزيون، ضلت تقلب في القنوات لكم من دقيقة لين جا لها، جلس بجنبها و مد لها كوب
الكوفي تبعها، إبتسمت و أخذت الكوب، لفت للتلفزيون و من ثم رفعت عيونها لباب غرفتها المسكر، نزلتهم و من ثم إلتفتت لعماد:

Is she in there

(أهي في الداخل؟)

عماد رفع عيونه للباب و ضل يشوف عليه شوي، صار له يومين ما شافها، ما يسمع لها حس و لا كأنها موجودة، ما يعرف إذا هي تطلع من الغرفة لما هو يكون طالع من الشقة، ما يعرف إذا هي تأكل و لا لأ، إلتفت للمطبخ يشوف على الثلاجة، الأكل اللي جابه من يومين غير ملموس و محطوط بالثلاجة، معقولة جالسة على لحم بطنها من يومين؟ لا، أكيد تطلع و تأكل بس هو ما يشوفها، إنتبه لحاله لما حس بيدها على كتفه.

هانا و هي تعيد سؤالها:

Is she in there

(أهي في الداخل؟)

عماد حرك رأسه بالإيجاب

هانا:

When are you going to introduce me to her

(متى ستعرفني بها؟)

عماد رفع حاجبه بإستغراب:

You want to meet her

(تريدي أن تقابليها؟)

هانا حركت رأسها بالإيجاب

عماد بنفس حالته:

Why

(لماذا؟)

هانا حركت أكتافها بخفة:

I don’t know, just want to see her! Is she prettier than me? Could she steal you from me

(لا أعلم، فقط أريد أن أراها! أهي أجمل مني؟ أتستطيع أن تسرقك مني؟)

عماد ضحك بخفة و حاوطها من أكتافها:

Don’t worry, no one can steal me from you

(لا تقلقي، لا أحد يستطيع أن يسرقني منكِ!)

إبتسمت و رفعت عيونها لباب الغرفة:

But I still want to see her

(لا زلت أريد أن أراها)

عماد إبتسم و قام:

Then, wait a bit, I’ll call her for you

(إذاً، إنتظري قليلاً سأناديها لكي)

هانا حركت رأسها بالإيجاب و هو صار يمشي لغرفتها، وقف قدام الباب و دق عليه بهدوء، ما جا له أي رد، دق مرة ثانية، ما في أي رد، دق مرة ثالثة و هم ما في أي رد، قطب حواجبه بإستغراب، إلتفت لـ هانا، شافها تأشر له بمعنى إفتح الباب، حرك رأسه بالإيجاب و لف للباب، حط يده على المقبض و فتح الباب بهدوء، دخل بخطوة و طاح عيونه عليها، خصلات شعرها الطويلة متناثرة على وجهها و مخدتها، و يدينها و حدة على بطنها و الثانية تتدلى من طرف السرير، إنفجع من شكلها فمشى لها بسرعة، جلس على طرف السرير بخوف و توتر: فرح، و هو يبعد شعرها عن وجهها: فرح! فرح تسمعيني؟ قطب حواجبه و هو توه يحس بحرارة جسمها المرتفع، هالبنت تغلي، إرتبك أكثر و هو توه ينتبه للعرق و ملابسها المبللة، قومها بخوف و سند ظهرها بصدره، و هو يضربها على خدها بخفة: فرح! فرح، إفتحي عيونك! فرح! شافها تقطب حواجبها أكثر و تأن، خاف أكثر، رفع عيونه للباب و بصوت عالي:

Hannah!! Hannah! I need your help

(هانا! هانا! أحتاج لمساعدتك)

نزل عيونه لفرح بخوف و من ثم رفعهم للباب، جا بينادي عليها مرة ثانية بس شافها تدخل من الباب.

هانا و عيونها على فرح و بخوف:

What’s the matter? Is she fine

(ما الأمر؟ أهي بخير؟)

عماد و بنفس حالته:

I don’t know.. I.. she has a high fever we need to take her to the hospital now

(لا أعلم.. أنا.. لديها حمى.. حرارتها مرتفعة جداً، يجب علينا أن نأخذها للمستشفى!)

هانا حركت رأسها بالإيجاب:

My car is here, let’s go

(سيارتي هنا، هيا بنا!(

عماد حرك رأسه بالإيجاب بسرعة، حط رأسها على مخدتها و قام يمشي لشنطتها:

Her clothes are wet, we need to get her changed

(ملابسها مبللة، يجب علينا أن نبدل لها ملابسها)

فتح الشنطة بسرعة و أخذ أول قطعتين جت قدامه، قميص علاقي و بنطلون طويل لأحدى بجاماتها، قام و مشى لها، جلس على السرير و قومها مرة ثانية، حط يده على قميصها و بعدها إنتبه لحاله و إرتبك، إلتفت لهانا و هي فهمت عليه، مشت له و أخذت الملابس منه، قام و مشى للباب، لف عنهم و هو يمرر يده على وجهه بتوتر، معقولة يهملها كذي؟ من جابها هنا ما سأل عنها، ما مر عليها، تركها و لا همه، تركها كذي، إذا صار لها شيء إيش بيسوي في وقتها؟ كيف بيرد على عمه؟ بأي وجه؟ هي وافقت تجي معاه بس ما وافقت على كذي، سمعها تناديه فلف يمشي لهم بسرعة، أخذ جلبابها المرمي على الأرض و لبسها إياها، حملها و إلتفت لـ هانا.

هانا و هي تركض للباب بسرعة:

I’ll start the car

(سأشغل السيارة)

عماد حرك رأسه بالإيجاب و طلع يمشي للمصعد، إنفتح له الباب قبل ما يضغط على الزر.

رفعوا عيونهم له و من ثم نزلوها لها.

عماد بتوتر:

Could you get down, so I could get in

(أتستطيعان أن تنزلا لأركب أنا!)

مسك يدها و نزل من المصعد بسرعة، لف يشوف عليه و هو يركب و باين عليه التوتر، نزل عيونه لوجهها و تذكرها، بنت اللي كانت نايمة على البلكون، ضل يشوف عليها لين تسكر باب المصعد، نزل عيونه لـ مايسي و هو يشوفها مثبتة عيونه على الباب، حملها و صار يمشي للشقة، فتح الباب و دخل، مشى للصالة و نزلها، مشت للكنبة و جلست بهدوء، ضلت جالسة لكم من ثانية و بعدها تمددت و غمضت عيونها، مشى لها و نزل لمستواها و هو يمسح على رأسها بهدوء:

Are you tired

(أأنتي تعبة؟)

فتحت عيونها تشوف عليه بس ما ردت

ماكس و هو يمرر أصابعه على خدها بهدوء:

Maisy, aren’t you going to talk to me

(مايسي، ألن تتكلمي معي؟)

ضلت تشوف عليه بدون أي كلمة.

تنهد بقلة حيلة، إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها:

I love you

(أنا أحبك!)

غمضت عيونها و ما تكلمت.

تنهد مرة ثانية و قام، ضل يشوف على وجهها لفترة و بعدها لف و صار يمشي لغرفة إيريك، دخل و شافه معطيه ظهره:

Eric

(إيريك!)

لف له و من ثم تكلم بإرتباك:

Sir, I’ll talk to you later

(سيدي، سأكلمك لاحقاً)

سكر منه و رفع عيونه له بإرتباك:

When.. when did you guys come

(متى أتيتما؟)

ماكس بإستغراب:

A little while ago

(قبل قليل)

و هو يفسخ جاكيته:

Who were you talking to

(مع من كنت تتحدث؟)

إيريك إرتبك أكثر، و هو يبلع ريقه:

No one, no one.. important

(لا أحد.. لا أحد مهم!)

ماكس رفع حاجب بشك بس ما تكلم، لف عنه و صار يمشي لبرع الغرفة:

I’ll make dinner tonight

(سأقوم بإعداد العشاء الليلة!)

إيريك ما رد عليه، تنفس بإرتياح و هو يشوفه يطلع، جلس على سريره و حرك رأسه بقلة حيلة، ما يعرف إذا اللي يسويه صح و لا لأ بس كل اللي يسويه، يسويه لمصلحتهم!



الفجر...

إحدى المستشفيات...

كان جالس على كرسي بجنب سريرها و عيونه على وجهها، قدروا ينزلوا حرارتها بس لين ألحين ما صحت، نزل عيونه ليدها يشوف على إبرة المغذي، قطب حواجبه و من ثم رفع عيونه لوجهها، كله بسببه هو طلب منها ما تطلع له و هي راحت تسكر نفسها في الغرفة كذي، لو كان صاير فيها أي شيء ما كان بيقدر يسامح حاله، هي أمانة، أمانة برقبته، لازم يحافظ عليها، لازم يحميها، ما يرميها كذي، إيش لو ما يحبها، إيش لو ما يشوفها كشريكة حياته، هي قبل ما تكون زوجته، تكون بنت عمه، لازم يحترم هالعلاقة، ما فكر كذي، ما قدر يفكر، تنهد بقلة حيلة و رجع ظهره لوراء، رمش عيونه بتعب و من ثم غمضهم ليريحهم، يريحهم لكم من دقيقة بس غفى، ما صحى إللا بعد ساعتين، فتح عيونه و هو يشوفها صاحية و تحاول تجلس، قام بسرعة يمنعها، حط يدينه على أكتافها و صار يمددها مرة ثانية: فرح خليك!

فرح و هي تقطب حواجبها: أنا..

عماد بسرعة: كنتي تعبانة و حرارتك كانت مرتفعة، ما عرفت إيش أسوي فجبتك للمستشفى!

فرح و هي توها تنتبه للغرفة البيضاء اللي هي فيها: مسـ.. مستشفى؟!

عماد حرك رأسه بالإيجاب

نزلت عيونها ليدها و هي تشوف على الإبرة، رفعتهم له و هي تحاول تتذكر اللي صار، نزلتهم ليدها مرة ثانية و هي تحس بيدينه تحاوطها، فتحت عيونها و رفعتهم له مرة ثانية.

عماد و هو ينزل رأسه: فرح أنا.. أنا آسف!

فرح نزلت عيونها عنه و ما ردت

عماد و هو يمسح على يدها بهدوء: أنا آسف.. أعرف كل اللي صار، صار بسببي، أنا جبتك لهنا المفروض أنا أهتم فيك.. بس.. بس حاولي تفهميني.. أنا كنت مقهور.. أبوي غصبني فيك يا فرح.. أنا أبداً ما كنت أريد هالشيء يصير، لو كان عندي خيار، كان ما طلبت منك تتزوجيني..

تجمعت الدموع في عيونها و رفعتهم له

عماد إقترب منها شوي و بنفس هدوئه: فرح أنتي تعرفي أنا أحب هانا.. و أنا ما راح أقدر.. أقصد أنا و أنتي.. نحن ما راح ينفع.. بدل ما ننقهر من بعضنا، نزعل و نلوم بعضنا.. خلينا نبدأ من جديد.. خلينا نبدأ بصداقة..

نزلت عيونها عنه و صارت دموعها تتدحرج من طرف عينها، ما تعرف إيش ترد عليه، يريدها تبدأ صداقة؟ ليش، هو لين ألحين مانه قادر يحس فيها؟ مانه قادر يشوف أنها إيش كثر تحبه؟ مانه قادر يفسر دمعتها؟ لفت وجهها عنه و ما ردت.

حط يده على خدها و رجع وجهها له: فرح، لا تبكي، أنا.. أخذ نفس: أنا أعرف أنك كنتي حاطة آمال على هالزواج.. كل بنت تحط آمالها و تحلم.. بس زواجنا أنتي عارفة نهايته من البداية.. صارحتك بكل شيء من البداية.. ما حبيت أخدعك و أعلقك فيني، ما حبيت أسويها فيك.. أنا ماني لك إللا ولد عم، لأننا تزوجنا فأنتي تحسي حالك مجبورة تحبيني.. بس لا تغصبي حالك على كذي.. أنتي ما تحبيني و لا أنا راح أقدر!


.

.

.

.

.

.

.

.



ضلت تشوف عليه و دموعها تحرق خدها، يألمها بكلامه، يألمها كثير، ما راح يقدر يفهمها، مستحيل يقدر!

عماد إقترب منها أكثر و صار يمسح دموعها: فرح أرجوك بلا دموع.. خلينا نبدأ من جديد.. أوعدك أني ما بزعلك..

رفعت عيونها له بس ما تكلمت، تعرف أنه ما قدها، تعرف أنه ما قد هالوعد، راح يبكيها كثير، راح يزعلها كثير!

عماد ضل يشوف عليها شوي و هو مانه قادر يفهم نظرتها، إرتبك منها فنزل عيونه عنها بسرعة: أمم.. إرجعي نامي..، و هو يرفع عيونه لها: نتكلم بعدين!

غمضت عيونها و ما تكلمت.


***************************


مسقط...

ساعة 7:30 الصبح...

وقفت سيارتها بمواقف الشركة و نزلت مرايتها تشوف شكلها، حست بسيارة توقف بالموقف اللي بجنبها بس ما إهتمت، عدلت شيلتها و من ثم رفعت المراية، لفت للمراتب الخلفية و سحبت شنطتها، أخذت تلفونها من المرتبة اللي بجنبها و بعدها لفت للباب لتنزل، شافته جالس بسيارته، منزل الشباك و يتأملها، قطبت حواجبها و هي متضايقة منه، نزلت عيونها عنه بسرعة، نزلت، سكرت الباب و قفلت السيارة، لفت و شافته ينزل، نزلت عيونها و صارت تمشي و هي تحس فيه يمشي وراها.

: صباح الخير!

قطبت حواجبها أكثر و ما ردت عليه، صارت تمشي بخطوات أسرع.

كتم ضحكته على حركتها و صار يمشي أسرع ليلحقها: زعلانة مني على حركة الأمس!

تضايقت أكثر، وقفت و هي تحس أنها بتنفجر في وجهه بس حاولت تتماسك، غمضت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، فتحتهم و شافته واقف قدامها بإبتسامة، أخذت نفس ثاني، زفرت بقوة و من ثم صارت تكمل طريقها، مشت للمصعد و ركبت، جت بتسكر الباب بس هو ركب بسرعة، جت بتنزل بس هو سكر الباب، رفعت عيونها له بعصبية: باسل إيش هالحركة البايخة؟

باسل بنفس إبتسامته: أفا، أي حركة بايخة، ألحين إذا أحد صار يحب، صار بايخ؟

بسمة حركت عيونها بملل: باسل أنا ماني فاضية لألعب معاك كذي، أنت ليش ما تروح تدور على وحدة بعمرك لتلعب معاهـ..

قاطعها و بجدية: بسمة أنا قلت لك من قبل، أنا ما أريد ألعب، أنا أريدك جد، أريدك تكوني حلالي، إذا موافقة، بجي لك اليوم و أخطبك من أهلك!

بسمة و هي تتنهد بملل: باسل أنت بنسبة لي طفل، تفهم إيش يعني طفل؟ و هي تتكتف: أنت كم عمرك، 19؟ 20؟

باسل و هو يقطب حواجبه: 21!

بسمة حركت رأسها بقلة حيلة و تكلمت بهدوء لتحاول تقنعه: باسل أنت صغير، في هالعمر بدل ما تفكر في الزواج فكر في دراستك، أو شغلك، توك بس متوظف عندنا، لا تخليني أشتكي عليك و أخليهم يطردوك!

باسل و هو يحرك رأسه بالنفي: ما يهمني، ما يهمني غيرك!

عصبت عليه بس فضلت ما ترد، ما تريد تزيد و تعيد معاه، بيركض وراها يومين و بعدها يمل منها و يدور له وحدة ثانية.

ضل ينتظر ردها لكم من ثانية بس هي ضلت ساكتة، تضايق من حركتها: بسمة ردي علي!

بسمة نزلت عيونها عنه و ما تكلمت.

تضايق أكثر: بسمة تكلمي!

بسمة لا رد

باسل: عيل ماننا طالعين من هنا اليوم لين ما أسمع ردك!

ما إهتمت له و لا رفعت عيونها ما حست إللا بالمصعد يتوقف فجأة، جت بتطيح بس تداركت، عدلت وقفتها و رفعت عيونها له، شافته يأشر على الزر الـ stop، قطبت حواجبها أكثر من قبل و هي معصبة على حركته: باسل، إيش فيك جنيتـ..

قاطعها و هو يحرك رأسه بالإيجاب و يقترب منها بخطوة: جنيت يا بسمة، جننتيني!

ما تحركت من مكانها و بصوت عالي: بلا جنان باسل، نحن ما جالسين نلعب، أنا..

قاطعها مرة ثانية و هو يقترب منها أكثر: بسمة ردي علي، قولي أنك موافقة!

قطبت حواجبها و هي متضايقة من قربه، نزلت عيونها شوي و من ثم رفعتهم له: بـاسـل بـعـد عـني!

باسل و هو يوقف قدامها: عطيني سبب، عطيني سبب واحد!

ما تحركت من مكانها و بنبرة حادة: قـلـت لـك بـعـد!!

إقترب منها أكثر و بهمس: بسمة أنا أحبك!

قطبت حواجبها أكثر، تجرأت و دفعته عنها بسرعة، رجع بخطوتين لوراء و من ثم رفع عيونه لها بإبتسامة، صارت تنفض يدينها و كأنها مشمئزة لأنها حطت يدينها عليه، إبتسم بخبث و رجع إقترب منها، حط نفس المسافة اللي كانت بينهم قبل، هالمرة إرتبكت من حركته، رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة و هي مرتبكة أكثر من نظراته، جت بترجع لوراء بس إصطدمت بجدار المصعد، رفعت عيونها له، شافته يرفع يدينه و يحطهم على الجدار بحيث صار يحاصرها من كل الجهات، خافت من حركته بس ما حبت تبين له، رفعت عيونها له بتردد و بنبرة حادة بالزور طلعت منها: بـعـد ..عـنـي!

حس بربكتها فإبتسم: خايفة مني؟

نزلت عيونها عنه بسرعة

باسل بهمس: بسمة، أنا أريدك لي و ما راح أرتاح إللا لما أشوفك لي، بعد عنها شوي: و إذا تريديني أصبر عليك فراح أصبر، أنا ماني رايح لمكان! بعد أكثر و ضغط على دور مكاتبهم ليتحرك المصعد مرة ثانية.

عدلت وقفتها و هي لين ألحين مرتبكة، دقات قلبها تتسابق مع بعضها و حرارتها ترتفع، رمشت عيونها بإرتباك و رفعتهم له، شافته يشوف عليها بإبتسامة، إبتسامة تقهرها، نزلت عيونها عنه و هي تتوعد فيه، راح تشتكي عليه و ما يهمها اللي بيصير فيه، إنفتح باب المصعد، نزلت بسرعة تمشي لمكتبها، كتم ضحكته و طلع يمشي لمكتبه.



نهاية الدوام...

طلعت من مكتبها و شافته واقف عند باب المصعد، قطبت حواجبها و غيرت طريقها، ما بتروح له، بيرجع لحركاته، مشت للدرج و صارت تنزل، راحت تشتكي عليه اليوم بس ما حصلت أحد، ما كانوا فاضين لها، كتبت إيميل و رسلته للإدارة، ما تعرف إذا يشوفوها و لا لأ، ما يعرف إذا بيتصرفوا و لا لأ بس ما تقدر تتحمل مضايقاته، مانها فاضية تتحمل خرابيطه، إذا ما تصرفوا بسرعة راح تهددهم بـ إستقالتها، دورها أساسي، ما راح يقدروا يستغنوا عنها، إبتسمت لنفسها و هي مقتنعة بهالفكرة، نزلت الدرج و صارت تمشي للمواقف، مشت لسيارتها و هي تشوفه يحرك سيارته، نزلت عيونها و بعدها سمعت صوت البوري لسيارته، رفعت عيونها له، شافته يشوف عليها، قطبت حواجبها و بصوت عالي: خــيــر؟!؟!

باسل: راح أصبر! غمز لها و بعدها حرك سيارته.

بسمة قطبت حواجبها و صارت تمشي لسيارتها و هي تتمتم لحالها: سخيف، سوي اللي يريحك، ماني فاضية لك! ركبت سيارتها و سكرت الباب، شغلت السيارة و جت بتحركها بس شافت نوتة صفراء على الزجاج الأمامي، قطبت حواجبها أكثر، نزلت و أخذتها، و هي تقرأ لنفسها:

لا تكوني جبانة

وافقي



كورت الورقة و رمته: سخافات!! ركبت سيارتها بسرعة و حركته.


***************************


سحبت كرسي التسريحة، جلست ترطب جسمها و بالها مشغول فيه، صار له كم من يوم يريد يكلمها، كلما يفتح فمه يطلع لهم أحد يقاطعهم، ما تعرف إيش فيه؟ إيش يريد؟ مانه كلام عادي، لو كان كذي، كان ما تردد ليكلمها بس هو يريد يكلمها لحالها و شكله جدي، يا ترى بيكلمها عن الخطبة؟ رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، معقولة تقدم لها بس رفضوه بدون ما يخبروها؟ معقولة يريد يكلمها عشان كذي؟ سمعت الباب يندق فحطت اللي بيدها و قامت تمشي له، فتحت الباب و شافتها واقفة بإبتسامة، إبتسمت و فتحت الباب أكثر: تعالي ماما، إدخلي!

زينة و هي تدخل: ليش ما نزلتي تتعشي؟

نمارق: ماني مشتهية!

زينة و هي تجلس على السرير: ما أعرف إيش فيكم؟ لا أنتي، لا رنا و لا حتى سامر، محد منكم تعشى، أنا أطبخ لمن؟!

نمارق إبتسمت و جلست بجنبها: ليش، أنتي ما تتعشي؟ فهد و بابا ما يتعشوا؟

زينة: أخوك ماكل برع، و أبوك تعشى بعد صلاة العشاء و راح ينام!

نمارق: ليش، بابا إيش فيه؟

زينة إبتسمت لها: لا تخافي عليه، تعبان من الشغل فكذي راح ينام بدري!

نمارق حركت رأسها بالإيجاب بس ما تكلمت.

زينة سكتت شوي و بعدها بدت بتردد: نمارق حبيبتي!

نمارق: همم؟

زينة و هي تمسك يدها: شوفي يا بنتي، كل بنت ببيت أهلها ضيفة، لين ما يجيها نصيبها و تمشي..

فهمت عليها و إنقلب وجهها لكل ألوان العالم، نزلت رأسها بحياء: ماما..

زينة و هي تكمل: يا حبيبتي في واحد خطبك من أبوك و هو موافق، شاب محترم من عائلة محترمة، أخلاقه طيبة و قد المسؤولية، مانه أكبر منك كثير، أنا أشوفه مناسب لك و أنتي إيش رأيك؟

رمشت عيونها بحياء، كلمة وحدة منها و بيتحقق حلمها، حلمها تكون له!

زينة و هي تمسح على رأسها بهدوء: يا بنتي نحن ما راح نغصبك على شيء، أنتي خذي وقتك و فكري زين، ماننا مستعجلين، فكري و بعدين ردي لنا خبر، إنزين؟

حركت رأسها بالإيجاب و هي تحس بخدودها تحرقها.

زينة إبتسمت لها و قامت: يللا يا ماما، تصبحي على خير!

نمارق بحياء: و أنتي.. و أنتي من أهل الخير!

زينة إبتسمت أكثر، طلعت من الغرفة و سكرت الباب وراها.

إبتسمت لنفسها بحياء و حطت يدينها على خدودها تقيس حرارتها، إبتسمت أكثر و دفنت رأسها في مخدتها، بكرة ترد عليهم و تقول لهم موافقة، يصير؟ بهالسرعة؟ لا، لا، بترد بعد أسبوع، تتدلع و تعذبه، مثل ما عذبها لين ما تجرأ و خطبها، تقلبت و صارت على ظهرها، بكرة بتروح الدوام و تشوفه، تقدر؟ حركت رأسها بالنفي، لا، بتموت من الحياء، ما بتداوم بكرة و بعدها يجي الخميس و الجمعة و ما راح تشوفه، أحسن! حركت رأسها بحزم و بعدها إبتسمت مرة ثانية، سحبت مخدتها و حضنته، رفعت عيونها للسقف و هي تتخيل حياتها معاه.


***************************


بعد يومين – يوم الجمعة...

كانت جالسة على أرضية المطبخ، مستندة بالثلاجة و تتصفح الجرائد، تدور على وظيفة تناسبها، تتصل على الأرقام الموجود بس يردوا عليها بالرفض أو يقولوا لها أنهم وظفوا غيرها، تنهدت بملل و من ثم رفعت عيونها لأمها اللي كانت واقفة تطبخ العشاء، تذكرت اللي قالته لها أمس، أم عادل تدور على مربية لوسن، وسن البنوتة الحلوة بإبتسامة تجننها، تدور على مربية عُمانية، هي مانها مربية بس ربت أخوانها مع أمها، تعبت عليهم لكبرتهم معاها، تحس نفسها مناسبة لهالدور بس مترددة، تفكر في عادل السكير، تكرهه من الكلام اللي سمعته من أمه، تكرهه لأنه بنى كل حياته حوالين شخص واحد، سمح لشخص واحد يتحكم فيه كذي، يأثر فيه كذي، بدونها ما يحس بمعنى لوجوده، ما يحس بأنه يعيش، ناسي أمه المسكينة اللي عايشة عشانه، ناسي بنته اللي تيتمت من أمها و هو يتمها من أبوها، ناسي ربه، ناسي أن اللي صار كان بـ حكمة رب العالمين، حطت اللي بيدها و قامت تمشي لشباك المطبخ، رفعت عيونها للحديقة تشوف على المكان اللي كان طايح فيه قبل كم من يوم، تخاف منه، سكير و ما يحس بحاله، تخاف يعترض لها، تخاف يغلط عليها، بعدت هالأفكار من رأسها بسرعة، هو طول الوقت سكران و نايم و لما يصحى يطلع لـ يسكر مرة ثانية، ما راح تشوفه، أخذت نفس و هي مقررة، إلتفتت لأمها و تكلمت: ماما!

إلتفتت لها: أيوا!

ناهد: ما أنتي قلتي لي أن خالة مريم تدور على مربية لوسن؟

كريمة حركت رأسها بالإيجاب.

ناهد: إيش رأيك أنا أكون مربيتها؟

كريمة بإستغراب: أنتي؟

ناهد حركت رأسها بالإيجاب: أيوا، أنا، ماما، أنا ماني قادرة أحصل على وظيفة ثانية، الفلوس اللي عندنا ما راح تكفينا على طول، كم من شهر و تخلص، أنا محتاجة لأي وظيفة، ما يهم، المهم أعرف أن بنهاية الشهر بحصل على مبلغ أقدر أشتري فيه اللي نحتاجه!

كريمة و هي تحرك رأسها بالنفي: بس يا أمي، ولدها..

ناهد قاطعتها و هي تحاول تقنعها: لا تخافي ماما، أنتي ما سمعتيها بنفسك، هو طول الليل برع و طول النهار نايم، ما راح حتى يحس بوجودي و بعدين ما أحسن لنا كذي؟ جيران، أروح و أجي على راحتي، حتى أجيب وسن لعندنا، عادي!

كريمة سكتت تفكر

ناهد إبتسمت و مشت لعندها، و هي تمسك يدها: ماما، أروح أتسلى بوسن لين ما أحصل على وظيفة ثانية، يعني بكون مربية مؤقتة!

كريمة: يا بنتي أنتي تقدري؟

ناهد إبتسمت أكثر و حركت رأسها بالإيجاب: أقدر ماما، أقدر، ما أنا ربيت إلياس و إياس معاك، أقدر!

كريمة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: عيل إنزين، إذا أنتي تريدي أنا ما عندي مانع!

ناهد باستها على رأسها: شكراً!

كريمة إبتسمت لها: روحي لها بعدين بطبق العشاء اللي سويته لها و خبريها، بتفرح المسكينة!

ناهد: إن شاء الله!



بعد شوي...

قامت من على الكنبة و بإبتسامة: عيل خلاص خالتي، أنا من بكرة الصبح بجي لكم!

مريم و هي ترد بإبتسامة: مشكورة يا بنتي، ما تعرفي إيش كثر ريحتيني، كنت ماكلة همها، ماني قادرة، أقوم و أغسل فيها!

ناهد: و لا يهمك، إن شاء الله بس ما تشتكي مني!

مريم ضحكت: لا، يا بنتي، ما تقصري! قامت و هي تأخذ الطبق.

ناهد و هي تمد يدها: هاتي عنك، أنا بأخذه عنك و بعدها بمشي!

مريم مدت لها الطبق: مشكورة يا حبيبتي، مشكورة!

ناهد بإبتسامة: خالتي لا تشكريني، ألحين بغير رأيي!

مريم بسرعة: خلاص، خلاص ما بشكرك، المهم تضلي على رأيك!

ناهد ضحكت و صارت تمشي، و هي تأشر على إحدى الأبواب: المطبخ من هناك؟

مريم حركت رأسها بالإيجاب.

ناهد حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي للمطبخ، دخلت و مشت للطاولة، حطت الطبق عليه و وقفت شوي تلتفت حوالينها، مطبخ مرتب بطريقة جميلة، أصلاً كل شيء في هالفلة مرتب بطريقة جميلة، ناس راقية، تذكرته فقطبت حواجبها، ما تعرف هو كيف طلع كذي، حركت أكتافها بخفة و في خاطرها: أنا ليش أهتم؟! إبتسمت لنفسها و لفت، شهقت و هي تنتقز و ترجع بخطوة لوراء!

كان واقف عند باب المطبخ يشوف عليها

رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة و هي خايفة و مرتبكة من نظراته، بلعت ريقها و بتلعثم: أنـ.ـا.. أنا.. مربية.. مربية..

قاطعها: ما يهمني!

ناهد خايفة فكملت و بنفس حالتها: مربية.. مربية وسن.. وسن بنتـ.

قاطعها بصوت عالي و بنبرة حادة: مـانـهـا بـنـتـي!

بلعت ريقها مرة ثانية: آسفة.. آسفـ.. ما كملت لأنه لف و طلع بسرعة، حطت يدينها على قلبها تهديه، أخذت نفس طويل و زفرت: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، رفعت عيونها للباب: إيش هالإنسان؟ يا ربي إيش هالنظرات؟! أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها عدلت وقفتها و طلعت للصالة.


***************************


قطبت حواجبها بقوة و حطت يدينها على رأسها تضغط عليه و كأنها بهالطريقة بتخف الصداع اللي تحس فيه، غمضت عيونها و هي تنتظره يخف لحاله، ضلت على حالتها لكم من ثانية و بعدها كالعادة إختفى الصداع و إختفت الصور من عيونها، فتحت عيونها بهدوء و بعدها أخذت نفس تهدي حالها، صار لها ساعة تحاول تضغط على ذاكرتها، تضغط لتتذكر أي شيء، أي شخص بس بلا فائدة، ما حست إللا بالصداع الحاد اللي نصف رأسها، تنهدت و قامت، مشت للحمام، دخلت و مشت للمغسلة، فتحت الحنفية و غسلت وجهها، سكرته و طلعت، نشفته بالفوطة و من ثم مشت للتسريحة، مشطت شعرها و بعدها لفت و طلعت من الغرفة، رفعت عيونها للباب المقابل، ما بقى للملكة إللا يومين، مشت للباب و دقت عليه بهدوء، جا لها صوتها.

أساور من وراء الباب: أيوا!

أزهار فتحت الباب بهدوء و دخلت، شافتها جالسة قدام التسريحة تعدل أظافرها، رفعت عيونها للمراية تشوف عليها و إبتسمت، فتحت عيونها بعدم تصديق، مشت لها بسرعة و هي تفرك عيونها: أساور.. أسورة.. أنا إيش أشوف؟

أساور و بنفس إبتسامتها: إيش تشوفي؟

أزهار و هي تفتح عيونها أكثر: أنتي تبتسمي؟

أساور: ههههه.. إيش فيك يالهبلة؟ أيوا أبتسم!

أزهار إبتسمت و حاوطتها من أكتافها بفرح: إيش هالتغيير؟

أساور و هي تأخذ نفس: زوز، ملكتي بعد يومين، خلاص ما أريد أبكي أكثر من كذي، محد راح يتعذب غيري، أنا قررت أعطي فهد فرصة يمكن جد يقدر يسعدني، يمكن جد راح أقدر أبدأ معاه حياة اللي أتمناها!

أزهار ضحكت و نطت عليها بفرح: الحمد لله، و الله ما تعرفي إيش كثر فرحتيني بكلامك!

أساور: هههههههه!

أزهار و هي تمسك يدها: قومي إمشي معاي!

أساور بإستغراب: لوين؟

أزهار و هي تسحبها معاها: أراويك فستانك للملكة، ماما إشترته لك أمس و حطته عندي! دخلت غرفتها و أساور دخلت وراها، مشت لكبتاتها و فتحتها، طلعت فستان وردي طويل، علاقي بـ أحبال من كريستال، ضيق لين الفخذ و بعدين يتوسع، حرير و دانتيل، حطت الفستان عليها و صارت تدور فيه: إيش رأيك؟

أساور ضحكت: يناسبك!

أزهار وقفت: يالغبية لا، مانه فستاني، فستانك، و هي تمده لها: خذيه، حطيه عندك!

أساور و هي تحرك رأسها بالنفي: لا خليه عندك، أنتي جهزيني!

أزهار بفرح: والله؟

أساور ضحكت مرة ثانية و ما ردت و هي تلف عنها: يللا، أنا برجع لغرفتي!

أزهار رجعت الفستان للكبتات، سكرتها و لفت تمشي وراها: ما تنزلي للعشاء؟

أساور وقفت عند باب غرفتها و لفت لها: ماني مشتهية، يمكن بأكل بعدين!

أزهار حركت رأسها بالإيجاب: أوكي! و صارت تمشي للدرج، جت بتطلع من الممر بس وقفتها.

أساور: أزهار!

لفت تشوف عليها: ها؟

أساور بهدوء: أنا آسفة!

قطبت حواجبها بإستغراب و حركت رأسها بمعنى ليش

أساور إبتسمت و حركت رأسها بمعنى لا تهتمي.

إستغربت منها و ضلت تشوف عليها لين دخلت و تسكر الباب، حركت أكتافها بخفة و ما إهتمت، نزلت الدرج و صارت تمشي لطاولة العشاء، شافت أمها جالسة و ماريسا تحط العشاء، مشت لها، سحبت كرسي و جلست بمقابلها، رفعت عيونها لكرسي أبوها الفاضي و من ثم إلتفتت لأمها: الملكة بعد يومين، بابا متى بيرجع؟

سميرة إلتفتت لكرسيه و من ثم لها: يرجع بيوم الملكة!

أزهار حركت رأسها بالإيجاب، سكتت و صارت تأكل بهدوء.


***************************


وقف سيارته قدام الفلة و رفع عيونه لبلكون غرفتها، ما يعرف إيش فيه، كل مرة يطلع ما يحس بحاله إللا و هو يجي لهنا، يجي لها، كثر ما يلفلف، كثر ما يدور، بالأخير يوصل لهنا، كأنه كل طرقاته تنتهي على باب بيتها، كأنها تسحبه لها و هو يسمح لنفسه ينسحب لها، إنتبه لحاله و هو يسمع دق على شباك سيارته، إلتفت للجهة الثانية ليشوفه واقف و هو رافع حاجب، أخذ نفس بتعب و زفر، فتح الباب و نزل.

عبدالله: إيش تسوي هنا؟

طارق و هو يحرك رأسه بالنفي: ما.. أعرف!

عبدالله و هو يمشي له: لا تسوي كذي في حالك..

قاطعه و هو يستند بسيارته: ما .. بيدي!

عبدالله و هو يوقف بجنبه: تصعبها لهم و تصعبها لنفسك!

أخذ نفس، ما رد و رفع عيونه لبلكون غرفتها: كيفها .. و كيف هيا و هالا؟

عبدالله و هو يرفع عيونه للبلكون: بخير، يتعودوا! نزل عيونه له: مانهم موجودين بالبيت بس يمكن يوصلوا بأي وقت، لازم تمشي!

حرك رأسه بتفهم: بمشـ.ـي!

عبدالله رفع عيونه لوجهه و هو توه ينتبه له، تعبان و وجهه ذبلان، أنفاسه متقطعة، يرتجف، مانه قادر يوقف على رجوله و عشان كذي مستند بالسيارة، إقترب منه و بخوف: طارق، أنت..

قاطعه و هو يغصب إبتسامة باهتة على شفايفه: لا تخاف.. أنا.. أنا بخيـ.. ما قدر يكملها إللا و هو يطيح على الأرض.

فتح عيونه: طـ..

: طـــارق/ بــابــا!!

رفع عيونه لهم و هو يشوفهم منزلين عيونهم لطارق المرمي على الأرض!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

جلس على الكنبة و عيونه على باب الشقة، يتوقعه، يتوقع جيته في أي دقيقة من ألحين، ما يعرف ليش في هاللحظة يحس أنه بيندم على فعلته، بيندم كثير، خايف يخسر صداقته بسبب هالشيء، ماكس عنيد، عنيد و عصبي، بيذبحه، ما راح يسامحه، ما راح يخليه، قطب حواجبه بقوة و هو يتخيل ردة فعله، ما بس يذبحه هو، بيذبحهم الإثنين، نزل عيونه بإرتباك و يسمع خطواته تقترب منه، بلع ريقه و لف للتلفزيون، شغله و صار يقلب في القنوات عشان ما يبين له.

جلس بجنبه، إلتفت له و من ثم لف للتلفزيون:

What are you watching

(ماذا تشاهد؟)

إيريك و هو يحرك رأسه بالنفي بسرعة:

Nothing.. nothing important

(لا شيء.. لا شيء مهم!)

ماكس إلتفت له و هو يشوفه يشوف عليه بنص عين، قطب حواجبه و تكلم:

What’s wrong with you

(ما خطبك؟)

إيريك إرتبك أكثر، ما يعرف إيش يقول له، أحسن له يعترف ألحين و لا يصدمه بعدين، على الأقل ألحين بيعصب، يصرخ و يزعل و يمكن يضربه شوي بس بيهدأ، بس اللحظة اللي يشوفه فيها يجن، ما بيعرف لا صديق و لا غيره، أخذ نفس يتشجع و بدأ بتردد:

Max, umm.. try to understand me

(ماكس.. أمم.. حاول أن تفهمني!)

ماكس عدل جلسته و بإستغراب:

What’s the matter

(ما الأمر؟)

إيريك أخذ نفس ثاني و من ثم ثالث، فتح فمه و جا بيتكلم بس رن الجرس، إنتقز من مكانه و هو يشهق

ماكس قام و هو مستغرب منه:

Eric, what’s happening? What’s wrong

(إيريك، ماذا يحدث؟ ما الأمر؟)

إيريك جا بيتكلم بس رن الجرس مرة ثانية.

ماكس إلتفت للباب و من ثم له، لف للباب مرة ثانية و صار يمشي له:

We’ll talk after I see who’s at the door

(سنتكلم بعدما أرى من على الباب!)

إيريك إرتبك أكثر و صار يمشي وراه، شافه يحط يده على مقبض الباب و جا بيفتحه بس وقفه بسرعة:

Max, don’t open the door

(ماكس، لا تفتح الباب!)

ماكس رفع حاجب و إلتفت له، حرك رأسه بمعنى ليش.

إيريك نزل رأسه و ما رد عليه.

قطب حواجبه بإستغراب على حركته و لف للباب، فتحه و من ثم فتح عيونه:

YOU

(أنـــت؟!؟!؟!)

رفع عيونه له و تكلم: مصعب، ولدي..

قاطعه بعصبية:

Don’t call me that

(لا تناديني بذلك!)

إلتفت يشوف على إيريك و بنفس نبرته:

I’ll deal with you later

(سأتفاهم معك لاحقاً)

دفع أبوه لبرع، طلع و سكر باب الشقة وراه.

إيريك فتح عيونه بخوف مشى للباب بسرعة و فتحه، شافه ماسكه من بذلته، يهزه و يصرخ في وجهه، مشى له بسرعة، مسكه من أكتافه ليبعده عنه بس ماكس دفعه عنه، رجع بخطوة متعثرة لوراء، تدارك و عدل وقفته، أخذ نفس و مشى له مرة ثانية، و هو يمسكه من أكتافه:

Max, leave him

(ماكس، اتركه)

ماكس و بنفس حالته:

NO, DIDN’T I LEAVE YOU BEFORE? WHY DO YOU KEEP COMING BACK

(ألـم أتـركـك سـابـقـاً؟ لـمـاذا تـرجـع لـي هـكـذا؟)

و هو يهزه أكثر:

WHY? IS THERE ANYTHING ELSE YOU WANT TO TAKE AWAY FROM ME

(لــمــاذا؟ أهـنـاك شـيء آخـر تـود أن تـأخذه مـنـي؟)

و هو يكمل:

MOM IS DEAD, MAISY DOESN’T SPEAK, WHAT ELSE DO YOU WANT

(أمــي مــيــتــة و مــايــســي لا تــتــحــدث، مــاذا تــريــد أكــثــر مــن هــذا؟؟)

حط يدينه على يدين ماكس و هو يحاول يستوعب: ميساء.. ميساء إيش فيها؟!

ماكس شدد من مسكته عليه و هو يتكلم بقهر:

She.. she stopped speaking

(أنها توقفت عن الكلام!)

و هو ينزل رأسه:

She doesn’t speak

(أنها لا تتحدث!)

فكه و هو يحس بدموع القهر تتجمع في عيونه، لف عنه يعطيه ظهره:

Leave, just leave us alone

(إرحل، إرحل و دعنا بحالنا)

خنقته عبرته على حاله، تقدم لعنده بخطوات هادية بغير اللي يحس فيه، حاوطه من أكتافه، داره له و من ثم ضمه: مصعب..

ماكس و دمعته نزلت تحرق خده:

Why did you do this to us? why

(لماذا فعلت هذا بنا؟ لماذا؟)

ضمه له أكثر و صار يمسح على رأسه: سامحني، سامحـ.. ما قدر يكمل لأنه بعده عنه بسرعة، مسكه من بذلته مرة ثانية و بصراخ:

LEAVE

(إرحــل!!!)

دفعه بأقوى ما عنده، تعثر بخطواته و هو يرجع لوراء، إصطدم بالجدار و جا بيطيح بس مسكه من أكتافه بسرعة، ساعده يعدل وقفته و من ثم فتح عيونه للآخر: يــبــة؟!؟!

رفع عيونه له بإرتباك: عمـ.. عماد؟!



.

.

.

.

.



نهاية البارت...


بار ت الجاي إن شاء الله يوم الإثنين...


"اللهم إرحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"


الـلـهـم آمـــيـــن



تفاحتكم!


.

.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:29 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (7)...

I’m broken, shattered into a million little pieces

Pull me back together, put me into my places

©

.

.

.

.

.


بريطانيا...

مدينة بريستول...

ماكس و دمعته نزلت تحرق خده: لماذا فعلت هذا بنا؟ لماذا؟

ضمه له أكثر و صار يمسح على رأسه: سامحني، سامحـ.. ما قدر يكمل لأنه بعده عنه بسرعة، مسكه من بذلته مرة ثانية و بصراخ: ارحــل !!! حط يدينه على صدره و دفعه بأقوى ما عنده.

تعثر بخطواته و هو يرجع لوراء، إصطدم بالجدار و جا بيطيح بس مسكه من أكتافه بسرعة، ساعده يعدل وقفته و من ثم فتح عيونه للآخر: يــبــة؟!؟!

رفع عيونه له بإرتباك: عمـ.. عماد؟!

إلتفت لـ ماكس و هو يقطب حواجبه و بصوت عالي: يـبـة إيـش يـصـيـر؟ لـيـش يـرفـع يـده عـلـيـك؟

هاشم بنفس حالته: عماد خليني.. خليني أفهمك.. ما قدر يكمل لأن عماد صار يمشي لـ ماكس بعصبية، مسكه من ياقة قميصه و دفعه للجدار: مـاذا يـحـدث؟؟ لـمـاذا تـرفـع يـدك عـلـى والـدي؟!؟

ماكس ضل يشوف عليه لكم من ثانية بدون أي كلمة، بعدها حط يدينه على يدين عماد و تكلم بسخرية: والدك؟ ليس هناك ما تفتخر به! فك نفسه من يدينه و دفعه عنه، لف و صار يمشي لشقة إيريك، جا بيدخل بس وقف و إلتفت لـ عماد: قل "لـوالـدك"، تعمد يشدد عليها، إلتفت لهاشم و كمل: أن لا يريني وجهه مرة أخرى، تركته اليوم و لكن لن أتركه مرة أخرى! لف عنه و دخل.

إيريك مرر نظره من عماد لـ هاشم، نزل رأسه و من ثم رفعه له: أعتذر منك سيدي، كنت أعرف أن هذا ما سيحدث و لكنني كنت آمل بأنه سيسامحك أو يعطيك فرصة لتبرر ما فعلته بهم، أعتذر منك مرة أخرى! قالها و بعدها لف و صار يمشي للشقة، دخل و سكر الباب وراه.

عماد رفع عيونه للباب المسكر و هو مقطب حواجبه بقوة، مانه قادر يستوعب اللي صار، مانه فاهم ليش، رمش عيونه كم من مرة و من ثم إلتفت لأبوه، مشى له، حط يده على كتفه و بهدوء غير اللي يحس فيه: يبة.. إيش اللي صار.. إيش يقصد بكلامه؟

هاشم نزل رأسه و هو يحركه بقلة حيلة: أنا.. و هو يأخذ نفس: أنا غلطت.. غلطت في حقهم كثير..

عماد بنفس حالته: يبة..

هاشم رفع رأسه له و قاطعه: أخوك.. مصعب أخوك!

عماد قطب حواجبه أكثر: من مصعب؟!

هاشم غمض عيونه بقلة حيلة و نزل رأسه، فتحهم، أخذ نفس و جا بيتكلم بس تكلم قبله

عماد و هو يحاوطه من أكتافه: خلينا ندخل و بعدين نتكلم! و هو يمشي معاه لشقته: خلينا نتكلم بالداخل!



شقة إيريك...

دخل الشقة بسرعة و هو يحس بدمه يغلي، ليش رجع لهم، ليش يرجع لهم؟ ليش مانه راضي يفهم أنهم مستحيل يسامحوه على اللي سواه فيهم، مستحيل يتقبلوه، هم ما يريدوه في حياتهم، ما يريدوا أي شيء يربطهم فيه، صار يمشي لغرفته بأسرع ما عنده، دخل و صار يمشي لـ مايسي النائمة على السرير، حملها و مشى للباب، جا بيطلع بس طلع قدامه، نزل عيونه و هو يحاول يكتم غضبه عنه، دفعه من كتفه حتى يبعده من طريقه، طلع و صار يمشي لباب الشقة.

إيريك و هو يلحقه: ماكس، أين ستذهب؟

ماكس بدون ما يلتفت له: ليس من شأنك! جا بيفتح الباب بس هو مسك يده بسرعة و داره له.

إيريك و هو يسحب مايسي منه: لن أسمح لك بالذهاب، ليس هكذا!

ماكس بعصبية: من أنت لتمنعني؟

إيريك و هو يلف عنه و يمشي للغرفة مرة ثانية: صديقك!

ماكس و هو يلحقه بسرعة: ليس بعد الآن!

إيريك ما لف له و لا تكلم، دخل الغرفة و حطها على السرير، لف و شافه يدخل، مشى له، مسك يده و جا بيسحبه بس هو فك يده منه بسرعة و صار يمشي لـ مايسي.

إيريك حرك رأسه بقلة حيلة: ماكس، دعنا نتكلم!

ماكس رفع عيونه له: ليس لدي ما أقوله، ليس لك!

إيريك و هو يأخذ نفس: ماكس، أعلم أنك غاضب مني، غاضب كثير و لكن ما فعلته..

ماكس قاطعه و بصراخ: كـنـت أثـق بـك!!

إيريك نزل عيونه لـ مايسي اللي صارت تتقلب، رفع عيونه لـ ماكس و بهدوء غير اللي يحس فيه: أعلم ذلك، آسف!

ماكس أخذ نفس و زفر بقهر، مشى للباب و طلع من الغرفة بسرعة.

إيريك أخذ نفس يهدي حاله و بعدها طلع وراه، سكر الباب و مشى للصالة، شافه يجلس على الكنبة و يزفر مرة ثانية، مشى له و جلس بجنبه: ماكس..

قاطعه مرة ثانية: لماذا فعلت هذا بي؟ لـمـاذا؟!

إيريك و هو ينزل رأسه: لا أدري، ضننت.. ضننت بأنها بحاجة إليه.. بحاجة إلى والدهـ..

قاطعه بصراخ: إيـريـك، أنـا والـدهـا، أنـهـا إبـنـتـي أنـا!!

إيريك: أنني آسف، آسف جداً، لا أدري بماذا كنت أفكر.. لم أعد أحتمل حالتها.. أحب تلك الصغيرة يا ماكس.. أحبها و كأنها أختي أنا.. أنه.. أنه حاول الاتصال بي من قبل و لكنني كنت أرده بالرفض.. كنت أخشى ردة فعلك هذه.. و لكن حالها ما أجبرني بأن أفعل هذا.. رفع عيونه لـ ماكس و حط يد على كتفه: سامحني.. أعلم أني أخطأت و لكن أعدك بأنها لن تتكرر!

ماكس رفع عيونه له: لا أعلم إن كنت أستطيع أن أثق بك مرة أخرى! نزل عيونه و من ثم نزل يده عن كتفه، و قام: حاول أن تتحملني لفترة، سآخذ مايسي و أخرج من هنا حالما أجد شقة أخرى! قالها و بعدها صار يمشي للغرفة.

ضل يشوف عليه و هو معطيه ظهره و يمشي لين إختفى في الغرفة و تسكر الباب وراه، تمدد على الكنبة بقلة حيلة و غمض عيونه بقوة، فتحهم، زفر و صار يحك رأسه!



الشقة المجاورة...

طلعت من المطبخ بـ غلاس ماي و صارت تمشي للصالة، مشت له و مدت له الغلاس

رفع عيونه لها و أخذ الغلاس منها: مشكورة يا بنتي!

فرح إبتسمت له بهدوء و بعدها رفعت عيونها لـ عماد، منزل رأسه و حاط يدينه عليه، وجهه محمر، يتنفس و يزفر بقوة، لين ألحين مصدوم، شكله يحاول يستوعب كلامه، رمشت عيونها و من ثم نزلتهم، رجعت من المستشفى قبل أمس و هي تحاول تتقبل هالعلاقة الجديدة اللي ربطتهم ببعض، تتأقلم مع هـ المسمى الجديد اللي عطاها إياها، مسمى الصديقة، ما تعرف إذا هي قدها و لا لأ بس تحاول، ما هي رضت تجي معاه، ما هي رضت و هي تعرف كل شيء عنه، ما تقدر تلومه، محد غصبها في هالعيشة غير نفسها، كان عندها الخيار و هي إختارته هو، إختارته و هي تعرف أنه مستحيل يتقبلها كزوجة، أحسن أنها صحت من أوهامها ألحين، صحت من أحلامها الوردية، عرفت أنها مستحيلة، مستحيل أنها تتحقق، صحت من وقت، صحت قبل ما يتركها بعد فترة و يرميها بكلمة وحدة، كلمة بأربعة حروف اللي بتموتها، رفعت عيونها له مرة ثانية، ما يصير ترمي عليه الملامة، ما ألحين، ما أبـد..!

إلتفتت لعمها و هي تشوفه يمرر يده على وجهه و يأخذ نفس، يرفع عيونه لـ عماد بس يضل ساكت و ما ينطق بحرف، ما تعرف ليش خبى عليهم، ليش ما إعترف بأولاده من قبل، ما تنكر أنها إنصدمت من كلامه بس لو أنها كانت تعرف عنهم كانت بتتقبلهم، ولده بيكون بعمر عماد، متزوج على سميرة من أكثر من أربع و عشرين سنة، كيف قدر يسويها؟ إيش بيكون موقفها منه؟ إيش بيكون ردة فعلها إذا عرفت؟ يا ترى هي تعرف، تعرف و ساكتة كل هالوقت؟ إلتفتت لـ عماد لأنه تكلم، تكلم و كأنه سمعها!
عماد و هو يرفع عيونه لأبوه: يمة.. يمة تعرف؟

هاشم حرك رأسه بالنفي: ما خبرتها!

عماد و هو يزفر: متى ناوي تخبرها؟ و لا مفكر أنك تصدمها مثل ما صدمتها في أز.. إنتبه لنفسه فسكت، رفع عيونه لفرح و من ثم نزلهم عنها، أخذ نفس يهدي حاله و بعدها كمل: يبة يكفي أغلاط، يكفي اللي تسويه فيها، لو كنت تعترف لها من قبل كانت يمكن بتسامحك بس ألحين إيش بتقول لها؟ كيف بتقول لها؟ قام: الأحسن أنها ما تعرف عنهم أبداً، الولد ما يريدك و ما يريد أي شيء منك، إتركه يعيش حياته مثل ما يريد، لا تتدخل فيه، إذا قدرت تتركهم من قبل عيل مانها صعبة تتركهم ألحين! لف عنه و جا بيمشي بس وقفه.

هاشم و هو ينزل رأسه: يا ولدي أنا.. أنا أعرف أني غلطت.. غلطت و مانها أول مرة.. بس أنا ما أقدر أتركهم ألحين، ما كذي، أمهم ماتت بسببي.. بسبب اللي سويته فيها.. ميساء.. ميساء ما عادت تتكلم.. أختك.. أختك ما..

قاطعه بسرعة و بصوت عالي شوي: مـانـهـا أخـتـي، مـا عـرفـتـهـا، مـا أعـرفـهـا و لا أريـد أعـرفـهـا، أنـا مـا عـنـدي غـيـر أسـاور و أزهـار، قـدرت أتـقـبـلـهـا بـس غـيـرهـا لا! لف و مشى لغرفته بسرعة، دخل و صفق الباب وراه.

رفع عيونه لفرح و شافها تشوف عليه، نزل رأسه و صار يحركه بقلة حيلة: ما راح يسامحني، ما هالمرة، قبل كان صغير ما كان عنده إللا يتقبل بس ألحين.. ألحين لا، ما مرة ثانية!

ما فهمت عليه بس فضلت ما تسأله، ما ألحين، إقتربت منه بهدوء، جلست على الكنبة بجنبه و بتردد: عمي.. أمم.. هدي حالك، عماد.. عماد توه بس يعرف، يحتاج لشوية وقت ليهدأ.. لا تخاف، بيهدأ..

حرك رأسه بالإيجاب بس ما تكلم

حطت يدها على كتفه و بنفس الهدوء: يللا عمي، قوم معاي، خليك الليلة عندنا، إرتاح و بكرة الصبح إن شاء الله تكونوا أنتو الإثنين أهدأ!

قام و هو يحرك رأسه بالنفي: لا يا بنتي..، و هو يأخذ نفس: بمشي.. وراي سفرة، الفجر طيارتي.. ملكة أساور، سكت و إلتفت لها: ما أقدر أصلح شيء ألحين بس برجع لهم بعد الملكة..

فرح حركت رأسها بالإيجاب و هو كمل

هاشم: فرح، يا بنتي.. بطلب منك خدمة..

فرح: عمي أنت ما تطلب، أنت تأمر!

هاشم و هو يلتفت لباب غرفة عماد المسكر: حاولي تكلميه، حاولي تقنعيه فيهم، إلتفت لها: هم ما لهم أحد غيرنا، ما لهم أحد!

فرح حركت رأسها بالإيجاب: بحاول!

هاشم حرك رأسه بالإيجاب و بعدها لف و صار يمشي لباب الشقة، فتحه، طلع و تسكر الباب وراه.


***************************


مسقط...

وقف سيارته قدام الفلة و رفع عيونه لباب الشارع، نزلهم لساعته، 2:18، رفعهم لباب الشارع مرة ثانية، توه بس يرجع من المستشفى، توه يرجع و هو يعرف أنها بتكون صاحية، صاحية و تنتظره، تنتظره بأسئلتها، تنتظره بخوف، تنهد و نزل من سيارته، مشى لباب الشارع، دفعه للداخل و دخل، صار يمشي للمدخل بخطوات ثقيلة، يخاف من مواجهتها، ما يعرف بإيش يرد عليها، ما يعرف إيش يقول لها، ما يقدر يخبي عليها أكثر من كذي بس خائف، خائف عليها، خائف أنها ما تقدر تتحمل اللي تسمعه منه، ما تقدر، مستحيل تقدر، تنهد مرة ثانية، دخل و رفع عيونه لهم.

كانت جالسة معاهم، ترتجف و دموعها في عيونها، هم يحاولوا يهدوا فيها بس هي مانها قادرة تسمعهم، عيونها على الباب، تنتظره، تنتظره لتسأله عنه، لـ تتطمن عليه، ما تعرف إيش فيه، إيش يكون فيه، شافته يطيح قدامها، طارق يطيح قدامها، يطيح بدون ما يحس في حاله، ضعيف و ضعيف كثير حتى يحتاج لغيره عشان يحمله، في حياتها ما شافته كذي، ما شافته ضعيف لهالدرجة، طارق اللي تعرفه كثر ما كان يتعب، كثر ما يكون مريض، يمسك نفسه و يتدارك، ما يبين لأحد، ما يشتكي، إيش فيه ليوصله لـ هالحالة، غمضت عيونها و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها بس فشلت، كيف ما قدرت تلاحظ، كيف خبى عنها، كل هاللقاءات اللي مرت عليهم، كيف ما قدرت تلاحظ التغيير اللي صار فيه، وجهه المصفر، عيونه الباهتة، صوته التعبان، كل شيء كان واضح، واضح بس هي ما قدرت تلاحظ، ما قدرت لأنها كانت مجروحة، كل اللي كانت تشوفه أنه هو اللي طعنها، حطمها و تركها تلملم بقاياها لحالها، ما قدرت تحس فيه لأنها ما قدرت تحس غير الحرقة اللي بقلبها، ما قدرت تحس إللا بحالها، فتحت عيونها و هي تسمع الباب ينفتح، رفعت عيونها له، قامت بسرعة و صارت تمشي له: كيـ.. كيفه؟ إيـ.. إيـ.ـش فيه؟

نزل عيونه و هو ما يعرف إيش يرد عليها، إذا هذي حالتها قبل ما يتكلم، كيف بتكون حالتها بعدين، رفع عيونه لها و من ثم مسك يدينها الثنتين، حاوطهم بيدينه و تكلم بهدوء غير اللي يحس فيه: ليلى، هدي حالك، و هو يمشي معاها للكنبة: تعالي، إجلسي، خليني أعرف أكلمك بهدوء!

مشت معاه بخطوات مرتجفة و عيونها متعلقة بوجهه.

جلسها و جلس جنبها، رفع عيونه لأمه و من ثم لـ عبدالعزيز

عبدالعزيز و هو يلتفت لـ ليلى: أصلاً ما أعرف ليش تهتم، هو رخصها، تركها، يطيح، يصير فيه اللي يصير، هي ليش تبكي، ليش تهتم، إن شاء الله يمو..

عبدالله قاطعه و بنبرة حادة: عـزيـز لا تـتـكـلـم فـي شـيء مـا تـعـرفـه!

عبدالعزيز قام و بعصبية: لـيـش لـيـن ألـحـيـن تـدافـع عـنـه؟ لـيـش مـا تـرضـى عـنـه؟ و هو يأشر على ليلى: تـشـوف الـلـي يـسـويـه فـيـهـا الـحـقـيـر..

عبدالله قاطعه مرة ثانية: عـزيـز بـس!!

عبدالعزيز بنفس حالته: لـيـش مـانـك..

عبدالله و هو ما حاس بحاله و بصراخ: لأنـه يـمـوت، سـمـعـت، طـارق يـمـو.. سكت و هو يسمع شهقة أمه، قطب حواجبه بقوووة، نزل عيونه لها و هو يشوفها حاطة يد على قلبها، نزلهم لـ ليلى و هو يشوفها تشوف عليه و هي مفتحة عيونها للآخر، جلس على ركبه قدامها بسرعة: ليلى..

نزلت عيونها للأرض، رمشتهم و من ثم رفعتهم له: أنت.. أنت إيش تقول؟

إلتفت لأمه و من ثم لها، نزل رأسه و حركه بالإيجاب ليأكد لهم: طارق.. طارق مريض.. عنده سرطان الدم، هو عرف عن مرضه قبل ما يطلقك.. راح لـ مستشفيات كثيرة، راح ليتعالج بس كل مرة جا له نفس الرد.. ما راح يقدر يعيش إللا إذا سووا له زراعة أنسجة، أنسجة دموية من نخاع العظم.. هو كان راسل تقاريره لبرع و خبروه أنه يمكن تكون عندهم أنسجة متطابقة بس لا، غلطوا بالفحوصات، حاول كثير بس ما تطابقت أنسجته مع أي أحد.. هو طلقك عشان ما يريدك تشوفيه يموت.. ما يريد.. أخذ نفس و كمل: الدكاترة قالوا ما عنده إللا هالشهرين إذا ما سوى العملية فيها، ما راح.. و هو يرفع عيونه لها: ما راح يعيش! خلص كلامه و هو يشوف على دمعتها المتعلقة برموشها، طاحت على خدها و صارت تتدحرج بهدوء، رفع عيونه لعيونها و هو يشوف دمعة ثانية تطيح و تلتها دمعة ثالثة، خنقته عبرته، سحبها لحضنه و حاوطها له بقوة.

تعلقت بصدره و صارت تشهق

إلتفت لأمه في أمل أنها تجي لهم و تحاول تهديها بس شافها تنزل رأسها و تبكي بدورها، رفع عيونه لـ عبدالعزيز و هو يشوفه يرمش عيونه بعدم تصديق، نزل عيونه و أخذ نفس، حط يده على رأسها و صار يمسح عليه بهدوء: ليلى..

ليلى و من بين شهقاتها: خـ.. خـ.ـذني.. خذ..ني لـ.. عنده.. خذني.. لـ.. طـ.ـارق..

عبدالله و هو يأخذ نفس ثاني: ليلى، يا حبيبتي هدي حالك.. ما يصير كذي..

ليلى و بنفس حالتها: ليـ.ـش.. خبيتـ.ـوا علي.. ليش.. ما خبرتـ.ـو..ني.. ليش؟!؟!

عبدالله و هو يمسح على ظهرها: ما قدرت.. حلفني!

غمضت عيونها و صارت تشهق أكثر، حطت كل الاحتمالات في بالها إللا هذا، إللا الموت، بعدها عنه لأنه يعرف أنها ضعيفة، بعدها عنه لأنه يعرف أنها تبكي على كل صغيرة، ما كان يريد يشوف دموعها، ما كان يريد يشوفها تتعذب معاه، إيش كثر أناني، ما يعرف أنها ببعده تتعذب أكثر، تضعف أكثر،هي كانت كل اللي عنده، هي كل اللي بقى له في حياته، بدل ما تكون جنبه في هالوقت بسببه هي بعيدة، بعيدة و تلومه على كل يوم قضته بدونه، قضته و هي تتخيله مع غيرها، صارت تبكي أكثر: خـ.. خـ.ـذني.. خذ..ني لـ.. عنده.. خذني.. عبـ.ـدالله.. خذني.. لـ.. عنـ..ده..

عبدالله: ليلى..

قاطعته و هي تبعد عنه: الله.. يخلـ.ـيـك.. خذنـ.ـي.. لـ.. عنده.. خذني.. له..

عبدالله و هو يرجعها لحضنه: هدي حالك..

حركت رأسها بالنفي: خذنـ.ـي له.. أريد.. أرو..ح له.. هو ما عند.. عنده أحد غيري.. من بيهتم فيه.. ليش بعدني.. ليش.. بروح.. بروح عند طارق.. خذني..، و هي ترفع رأسها له: خذنـ.ـي..

عبدالله و هو يحرك رأسه بالإيجاب: بأخذك..، و هو يأخذ نفس: بأخذك بس أنتي هدي حالك.. بكرة الصبح إن شاء الله بأخذك بس أنتي هدي حالك.. و هو يمسح على ظهرها: بس لا تبكي.. ما خبرك عشان كذي، ما يصير تضعفي.. ليلى ما يصير تضعفي عشانه..، بعدها عنه و صار يمسح دموعها: إذا تريديني آخذك له لا تبكي، شفت دموعك ما بوديك معاي!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و صارت تمسح دموعها، تمسحها و تحل محلها غيرها

حاوطها من أكتافها و قومها، نزل عيونه لأمه و هو يشوفها تشوف عليهم، حرك رأسه بمعنى إلحقينا، حركت رأسها بالإيجاب و قامت تمشي وراهم.

أخذها لغرفتها و مشى للسرير، جلسها و وقف يمسح على رأسها: لا تبكي!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تمسح دموعها

طبع بوسة هادية على رأسها و عدل وقفته، إلتفت لأمه و تكلم: يمة، خليك عندها!

سعاد حركت رأسها بالإيجاب و جلست بجنبها على السرير

ضل يشوف عليها لشوي و هي تحاول تمسح دموعها اللي مانها راضية تتوقف، نزل عيونه عنها و بعدها لف يطلع من الغرفة.

إلتفتت لأمها: مـ.ـاما.. سمعتيه إيش يقول.. يقول.. طـ.ـا.. طارق يموت.. يموت..

سعاد و هي تحاوطها من أكتافها: يا بنتي هدي حالك.. إن شاء الله.. إن شاء الله خير..

ليلى و هي تدفن رأسها في صدرها و ترجع تشهق: يـ.ـمــوت.. يــمــ.ـوت..

سعاد ما عرفت إيش تسوي لها غير أنها تحاوطها لها أكثر و تحاول تهديها!


***************************


الصبح...

ساعة 10:00 ...

كانت منسدحة على سريرها و هي مرفعة عيونها للسقف، ما راحت الجامعة لأنه ما عندها محاضرات اليوم، صاحية من ساعة و تفكر فيه، تحاول تقنع نفسها أنه ما يهمها، شخص ما يعرف عنها، و لا مرة شافها، ليش تبكي عشانه؟ مانها مستاهلة، هي أصلاً كيف حكمت على نفسها أنها تحبه؟ لا، أكيد غلطت، مانه حب، مستحيل يكون كذي، هي بس أعجبت فيه، أعجبت بشخصيته من اللي سمعته عنه من فهد، جلست و نزلت رأسها بحزن، ما كان حب مجرد إعجاب، إعجاب و إنتهى، غمضت عيونها و أخذت نفس، فتحتهم و حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، رفعت عيونها للساعة و بعدها قامت، حطوا الفطور و إذا ما شافوها على الطاولة بيستغربوا، ما تريدهم يسألوها، ما فيها تجاوبهم على أسألتهم، إيش تقول لهم، قلبي منفطر على عبدالله و هو ما يعرف عني، قطبت حواجبها و هي تنتبه لحالها، إيش فيها رجعت له مرة ثانية، هزت رأسها بقوة تبعده عن أفكارها، أخذت نفس ثاني و مشت للتسريحة، مشطت شعرها بسرعة و ربطتهم، لفت و صارت تمشي للباب، سمعته يندق فمشت بخطوات أسرع، فتحته و هي تشوفه واقف بإبتسامة.

فهد: صباح الخير!

رنا و هي ترد بإبتسامة: صباح النور! طلعت من الغرفة و سكرت الباب وراها.

فهد: ما شفتك على الطاولة..

قاطعته و هي تتقدم عنه: كنت بنزل ألحين!

إبتسم و لحقها.

نزلوا للطاولة و شافوا أمهم جالسة لحالها، مشوا لها و باسوها على رأسها: صباح الخير يمة/ صباح الخير!

زينة و هي تبتسم لهم: صباح النور!

فهد سحب كرسي بجنبها و جلس و رنا سحبت كرسي بمقابله.

زينة و هي تلتفت له: ما رحت الدوام اليوم؟

فهد تذكر فتنهد: إجازة من يبة، يقول ما في داعي أداوم هـ الأسبوع عشان الملكة!

زينة إبتسمت: أيوا، زين سوى، يللا، الله يتمم الملكة على الخير!

فهد لا تعليق

رنا: ناس يقولوا آمين و أنت ساكت؟!

فهد رفع عيونه لها و من ثم نزلهم و ما رد عليها.

إستغربت منه فرفعت عيونها لأمها، حركت رأسها بمعنى إيش فيه، ما ردت عليها و إلتفتت له.

زينة و هي تحط يد على كتفه و بهدوء: يا ولدي إيش فيك؟ مضايقك شيء؟

فهد إلتفت لها و إبتسم: لا، لا يمة، ما في شيء، ما في شيء بس.. بس و هو يلتفت لـ رنا: بس ما أعرف ليش، ماني مرتاح لـ هالملكة!

رنا بخبث: قول خائف و حاب تتراجع عن الزواج ألحيـ.. ما قدرت تكمل لأنه إلتفت لها بنظرة خلتها تتبلعم أكثر من مرة و تسكت: أنا.. آسفة!

ما علق و إلتفت لأمه: يعني ليش مستعجلين، ما نحن إتفقنا بعد ثلاثة أشهر، و هذا شهر تقريبا مر و ما بقى منه كثير، الشهرين بعد بتمر، ماني فاهم ليش يبة و العم هاشم مستعجلين على هالزواج كذي!

زينة و هي تتنهد: ما أعرف، كلمت أبوك و رد علي إيش يفرق بعد ثلاثة أشهر و لا ألحين، ما أعرف يمكن خيرة، يمكن ربي كاتب لك خير في هالملكة و كذي قدمها لك، أنت بس لا تكدر خاطرك و إفرح، و هي تحط يدها على خده: إفرح لنقدر نفرح فيك!

إبتسم لها، نزل يدها و باس كفها: إن شاء الله!

زينة إبتسمت له و صارت تكمل أكلها.

نزل عيونه لصحنه، إبتسم أكثر و بعدها صار يأكل بدوره.


***************************


كانت جالسة على المرجوحة تمرجح نفسها بهدوء و سرحانة تفكر فيها، أمس كانت تضحك و تسولف معاها و اليوم مسكرة نفسها في غرفتها و مانها راضية تطلع، من الصبح و هي كذي و هذا ألحين الوقت صار العصر، ماريسا أخذت لها غداء و بعدها نزلت بالصينية بنفس الأكل، ما فتحت لها الباب، مانها قادر تفهمها، ما هي قالت أنها بتحاول، راح تعطيه فرصة و تحاول تبدأ حياتها معاه؟ عيل ليش ألحين تسوي كذي في حالها؟ يمكن خائفة، خائفة من بكرة، خائفة لأن حياتها راح ترتبط بشخص غريب، شخص ما شافته إللا كم من مرة في حياتها، ما تكلمت معاه، ما تعرفت عليه، يمكن خائفة من المجهول، خائفة أنه ما يقدر يسعدها، ما يقدر يعيشها الحياة اللي هي متعودة عليها، أخذت نفس و رفعت عيونها لبلكون غرفتها، لازم تتفهم موقفها، لازم تفهمها.

نزلت عيونها و بعدها وقفت، رفعت نفسها و وقفت على رؤوس أصابعها، رفعت رأسها و هي تحاول تشوف على الفلة البعيدة بس فشلت، ما تقدر كذي، قطبت حواجبها و بعدها إنتبهت لحالها و ضحكت، جلست على المرجوحة مرة ثانية و هي تفكر فيه، يا ترى هو بيقدر يسعدها؟ راح يقدر يكون لها فارس أحلامها؟ ضحكت مرة ثانية، ما عندها فارس أحلام، ما فكرت كذي من قبل، ما رسمت شخص محدد في خيالها، ما عددت صفات و مميزات لشخص معين، صارت تمرجح نفسها بهدوء، هو كان معاها من صغرها، من لما تتذكر، كان يلعبها و يتنازع معاها، يبكيها و يرجع يضحكها بنفسه، كان دوم قدام عيونها، كبر و هي كبرت معاه، كبر و كبر حبه معاه، إبتسمت لنفسها بحياء، حلو هـ الإحساس، إحساس أنك تنحب، يمكن الحب أحلى، ما تعرف، ما جربته من قبل، يمكن بعد الزواج، إبتسمت لنفسها مرة ثانية و بعدها صحت من حالتها و هي تشوف باب الحديقة ينفتح، عدلت شيلتها بسرعة و هي تشوف السواق يدخل بالشنط، قامت و هي تشوفه يدخل وراء السواق، إبتسمت و صارت تمشي له: الحمد لله على سلامتك، بابا!

إلتفت لها: الله يسلمك!

أزهار و هي تبوس يده و رأسه: ماما قالت أنك بترجع بكرة..

قاطعها بنبرة حادة و هو يبعدها عنه و يمشي: ليش، ما تريديني أرجع؟

أزهار بسرعة: لا، ما قصدت كذا بس.. بس إستغربت.. أمم..، و هي تلحقه و تغير السالفة: كيف كانت السفرة؟ شفت عماد؟ كيفه و كيف فرح؟ إن شاء الله بخير؟ كيف كان إجتماعك هالمرة؟ إن شاء الله مر على خـ.. سكتت لأنه لف لها.

هاشم بعصبية: تـونـي راجـع مـن الـسـفـرة، تـفـكـريـنـي فـاضـي لأسـئـلـتـك؟ خـلـيـنـي أدخـل، خـلـيـنـي أعـرف أتـنـفـس، بـعـدي، فـكـيـني مـنـك!!

نزلت عيونها عنه بسرعة و رجعت بخطوة على وراء: أنا.. آسفة..

لف عنها بدون أي كلمة و صار يمشي للداخل بسرعة.

قطبت حواجبها و هي تضرب رأسها بخفة: غبية، هو جاي تعبان و أنتي تلحقيه بأسئلتك، تستاهلي اللي جا لك منه، تستاهلي أكثر! عدلت وقفتها و هي تشوف السواق يطلع، نزلت رأسها و صارت تمشي للداخل.


***************************


صار لها ساعة منزلة رأسها للأوراق اللي بيدها، مندمجة في مراجعتها بدرجة أنها ما قادرة تحس بعيون اللي عليها، بعيون اللي تتأملها، صفحت الأوراق اللي بيدها و كملت قراءتها، وصلت لآخر كلمتين قرأتها و بعدها إبتسمت لنفسها و سكرت الملف: الحمد لله!

: و أخيراً!

رفعت رأسها و شافته واقف بجنب الباب، مستند بطرفه و متكتف، حركت عيونها بملل و من ثم نزلتهم عنه: إذا عندك شيء يخص الشغل تكلم، إذا لا فـ لو سمحت، إطلع برع و سكر الباب وراك!

سمعت الباب يتسكر فرفعت عيونها مرة ثانية، شافته يستند بالباب و يبتسم، قطبت حواجبها: إيش فيك ما سمعتني؟ قلت لك إطلع برع!

إبتسم أكثر و إقترب من طاولتها، سحب كرسي و جلس: لين ألحين على عنادك؟ لين متى مفكرة تعذبيني يعني؟

تضايقت من حركته بس حاولت تتكلم بأهدأ ما يمكن: باسل، أعيدها لك آخر مرة، أكلمك بالطيب، بطل عن هالحركات لأنها لا تودي و لا تجيب، ما معاي، إلعبها على غيري، إلعبها على أحد بعمرك!

عدل جلسته و بجدية: بسمة أنتي ليش مانك راضية تفهمي أنا ما أريد..

قاطعته و بنبرة حادة: بـاسـل بـس، مـانـي هـنـا لأسـمـع سـخـافـاتـك، أنـا هـنـا لأشـتـغـل..، و هي تأشر على الباب: إطـلـع بـرع!

باسل و هو يقطب حواجبه: بسمة إسمعيـ..

قاطعته مرة ثانية و بنفس أسلوبها: بــرع!!!

ضل يشوف عليها بس ما تحرك من مكانه و هي ضلت تشوف عليه لشوي بدون أي حركة، هي ما كانت تريد توصل لهنا، ما تريد فضائح بالشغل، ما تريد تكون على لسان الكل، بس ملت منه، ما فيها تتحمل هالوضع أكثر من كذي، كانت تتمنى الإدارة تتصرف لحالها و كل شيء ينتهي بهدوء بس شكلهم لين ألحين ما قرءوا الإيميل اللي رسلته لهم، ما عندها إللا طريقة وحدة و بعدها يصير اللي يصر و ما يهمها، قامت بسرعة و هي تمشي للباب: لا تلومني بعدين! فتحت الباب، لفت له و بصراخ عشان تجذب إنتباه الكل: قـلـت لـك بـرررع!!

قطب حواجبه و هو مانه مستوعب حركتها

لفت عنه و هي تمرر نظرها للكل: هـذا صـار مـسـتـوى شـركـتـنـا، نـوظـف حـيـا الله أي واحـد؟!

الكل صار يجتمع حوالينها: بسمة، خير إيش صاير؟/ إيش اللي يصير؟/ من عندك بالداخل؟/ هدي حالك و فهمينا؟/ من تقصدي؟

بسمة و هي تلتفت له و من ثم تلف عنه: سـكـت عـنـه كـثـيـر، لـهـنـا و بـس!! بعدتهم عن طريقها و صارت تمشي للإدارة بأسرع ما عندها!

فتح عيونه للآخر و هو توه يفهمها، ما كان يتوقع هالحركة منها، ما كان متوقعها جريئة كذي، قام بسرعة و طلع ليلحقها، طلع و هو يشوف عيون الكل عليه، يشوفوه بنظرات غريبة، نظرات تلاحقه لين وصل لباب المكتب، فتحه و جا بيدخل بس وقفه بسرعة.

المدير: خليك برع!!

باسل بإرتباك: أستاذ.. أستاذ منير..

المدير بصراخ: خـلـيـك بـرع!!!

إرتبك أكثر، رفع عيونه لـ بسمة، شافها ترفع حاجبها و تلف عنه، قطب حواجبه و نزل عيونه، طلع و سكر الباب، إلتفت ليشوف الكل لين ألحين يشوف عليه، نزل عيونه عنهم و هو معصب، معصب بدرجة أنه إذا طلعت قدامه يمكن بيرتكب فيها جريمة، ضل واقف لكم من دقيقة أكثر و هو كل شوي يأخذ نفس و يزفر ليهدي حاله، سمع الباب ينفتح فإلتفت ليشوف المدير يوقف قدامه، عدل وقفته: أستاذ منيـ..

قاطعه: لم أغراضك من المكتب و امشِ، أنت مطرود!

فتح عيونه: أستاذ..

قاطعه مرة ثانية: لا تزيد باسل و روح بدون كلام ثاني، لا تخليني أنادي لك الحراس عشان يسحبوك و يرموك برع، إطلع و أنت ساكت!

رفع عيونه لبسمة، شافها تشوف عليه، نزل عيونه عنها بدون أي كلمة، لف و صار يمشي بهدوء غير اللي يحس فيه، ركب المصعد و إختفى، إختفى و ما بقى غير طيفه.

المدير و هو يلتفت لبسمة: بسمة، أنا أعتذر منك.. ما شفت الإيميل من قبل فما قدرت..

بسمة قاطعته و بإبتسامة: ما في داعي لتعتذر أستاذ منير، المهم أنك طردته ألحين، الحمد لله!

إبتسم لها: مشكورة يا بنتي، روحي إرجعي لشغلك و إن شاء الله محد يضايقك بوجودي!

حركت رأسها بالإيجاب و طلعت تمشي لمكتبها و هي راسمة أكبر إبتسامة نصر على شفايفها!



نهاية الدوام...

نزلت من المصعد و هي منزلة رأسها لشنطتها تدور مفاتيح سيارتها، لقتها فرفعت رأسها و صارت تمشي للمواقف، مشت لسيارتها، فتحت القفل و من ثم فتحت الباب، جت بتركب بس حست بيد يمسك يدها، يسحبها، يدورها و من ثم يدفعها للسيارة بقوة، إرتجف قلبها من الخوف و هي تشوفه يثبتها، يقترب منها و عيونه تحرقها بشرارها، أنفاسها تتسارع و قلبها بيوقف!

إقترب منها أكثر حتى صارت تحس بأنفاسه على وجهها، تكلم بنبرة حادة، هادية بنفس الوقت: إذا فكرتي أننا إنتهينا فـ غلطانة.. والله إن ما خليتك تندمي على اللي سويتيه فيني ما أكون باسل الـ.....!

غمضت عيونها بقوة و بصراخ: بـــعـــد عـــنـــي.. بـــعـــد عـــنــــي!!!!

: بـسـمـة/ إيـش اللي يصير؟!

سمع أصواتهم ففكها و بعد عنها: الوعد قدام يا حياتي! لف عنها و مشى لسيارته، ركب و حركها بسرعة!

ما فتحت عيونها إللا لما حست بأصواتهم من حوالينها

البنات: بسمة أنتي بخير؟/ سوى لك شيء؟

مررت يد مرتجفة على وجهها بخوف و هي تحاول تأخذ نفس لتهدي حالها، رفعت عيونها لمخرج المواقف و بعدها نزلتهم

البنات: بسمة، تكلمي/ أنتي بخير؟

أخذت نفس ثاني: لا.. لا تخافوا علي.. أنا.. و هي تحط يد على قلبها: أنا بخير!

: إيش كان يريد منك؟ إيش قال؟

بسمة و هي ترفع عيونها للمخرج مرة ثانية: هددني..

شهقوا: يا حبيبتي لازم تبلغي عليه/ خليهم يعرفوا يتصرفوا معاه!

حركت رأسها بالنفي و هي تأخذ نفس ثاني: لا.. لا تخافوا علي.. رفعت عيونها لهم و غصبت إبتسامة على شفايفها: كلام فاضي.. ما راح يقدر يسوي شيء! و هي تلف لسيارتها: بمشي، مع السلامة!

ركبت و سكرت الباب قبل ما تعطيهم فرصة ليردوا عليها، حركت سيارتها و هي تحس برجفتها اللي لين ألحين باقية، معقولة يطلع لها مرة ثانية، معقولة بيخليها تندم؟ رمشت عيونها بإرتباك و حركت رأسها بالنفي بسرعة تبعد هالأفكار عنها، لا، هو معصب ألحين، مانه في وعيه، بيهدأ و ينسى، ينساها، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، أخذت نفس طويل و زفرت، أخذت نفس ثاني و رفعت عيونها للشارع.




.

.

.

.

.



.

.

.


بعد 30 دقيقة...

وقفت سيارتها بجنب السيارة الغريبة واقفة قدام فلتهم، نزلت و هي مستغربة، أول مرة تشوفها، مانها لأحد من بيت عمها و لا من بيت خالها، عيل لمن؟ ما إهتمت و مشت للداخل، مشت لباب الصالة و جت بتدخل بس تراجعت، يمكن حريم جايين لعند أمها، ما حلوة تدخل عليهم كذي، لفت و مشت لباب مطبخ الخلفي، دخلت و بعدها مشت للدرج بدون ما أحد ينتبه لها، قدرت تسمع أصواتهم بس ما قدرت تشوفهم، أصوات غريبة، أكيد ما تعرفهم، ركبت لغرفتها و دخلت، فسخت شيلتها و عبايتها و من ثم مشت للكبتات، أخذت فوطتها، فكت شعرها و بعدها صارت تمشي للحمام، طلعت بعد فترة و هي لافة جسمها بفوطتها و الماي يتقطر من شعرها القصير المبلل على أكتافها العارية، مشت للمعلقة و سحبت فوطة من عليها، صارت تنشف شعرها فيه لشوي و بعدها رمته على سريرها و مشت لكبتاتها، أخذت لها بجامة، لبستها بسرعة و بعدها مشت للسرير و رمت حالها عليه، غمضت عيونها بس فتحتهم و هي تسمع الباب يندق و ينفتح.

جلست بإبتسامة و هي تشوفها تدخل

فاطمة و هي تمشي لها: شفت سيارتك عند الباب بس ما شفتك تدخلي!

حركت رأسها بالإيجاب: كانوا عندك ضيوف فدخلت من المطبخ!

فاطمة إبتسمت و جلست على السرير بمقابلها

بسمة و هي تبوس رأسها: كيفك اليوم يا مامي؟!

فاطمة ضحكت و ضربتها على كتفها بخفة: إذا أنتو بخير، أنا بخير!

بسمة: الحمد لله، سكتت شوي و بعدها كملت: من كانوا؟

فاطمة إبتسمت أكثر: ناس ما تعرفيهم بس إن شاء الله تتعرفي عليهم قريب!

رفعت حاجبها و هي مانها فاهمة عليها

فاطمة بنفس إبتسامتها: يريدوا القرب منا، جايين يخطبوك لولدهم!

فتحت عيونها بصدمة: يخطبوني أنا؟

فاطمة ضحكت و ضربتها على كتفها مرة ثانية: يخطبوك أنتي، إيش فيك منصدمة كذي، يا بنتي هذي سنة الحياة!

إحمروا خدودها: لا، ماما.. أمم.. ما قصدي كذي.. يعني بس تفاجئت..

فاطمة و هي تمسح على شعرها بهدوء: يا بنتي أنتي كبرتي، هذي فرح أصغر منك و تزوجت قبلك.. أنتي كم مرة جوا لك خطاب بس أنتي رفضتي بحجة دراستك و هذا ألحين الدراسة و خلصتيها، تشتغلي و الحمد لله، تسوي كل اللي تريديه، خلينا عاد نفرح فيك هالمرة..

نزلت رأسها بحياء: ماما أنا..

فاطمة: إسمعيني و لا تقاطعيني.. و هي تمسك يدها: إسمه فيصل، عمره 30 سنة، مهندس و مكون شركة صغيرة يشتغل فيها مع غيره، يتيم و عنده أخوان أصغر منه، أخت و أخ، خالته شافتك في عرس ولد خالك، حبتك و عشان كذي جت لتخطبك له، شوفي يا بنتي أنا ما أقول لك وافقي عليه على طول بس بنفس الوقت لا ترفضيه بسرعة، خذي وقتك و فكري زين، بصراحة أنا أشوف هالشاب ما ينرفض، ما أقول كذي لأن خالته مدحته لي بس أقول كذي لأني أشوفها حرمة ما شاء الله زينة و أخلاقها طيبة، بس رأي الأول و الأخير لك، فكري و ردي علي!

نزلت عيونها و هي ترمشهم بحياء: ماما أنا..

فاطمة إبتسمت و هي تشوف خدودها المحمرة: خذي وقتك يا بنتي، لا تردي ألحين!

حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

طبعت بوسة هادية على رأسها و قامت: صلي لك كم ركعة يا بنتي، إستخيري من ربك و إن شاء الله كله خير!

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و رفعت عيونها لها: إن شاء الله!

إبتسمت لها، طلعت و سكرت الباب وراها.

ضلت تشوف على الباب المسكر لشوي و بعدها إبتسمت لنفسها بحياء و إنسدحت، غمضت عيونها و إسمه يردد نفسه في مسامعها، معقولة يكون الإسم اللي بيرتبط إسمها معاه، معقولة يكون الشخص اللي بترتبط فيه لبقية حياتها؟ إبتسمت أكثر لنفسها، تقلبت و دفنت رأسها في مخدتها.


***************************


كان ماسك يدها و يمشي في الممر هادي، كم من ممرضة يمشوا و يتكلموا بهمس و كم من مريض يتمشى في الممر، زاد من مسكته على يدها و هو يشوف غرفته اللي صارت تقترب، ما يعرف إيش يتوقع منها، ما يعرف كيف بتتصرف، أمس ما سكتت و لا لـ ثانية، ضلت تبكي طول الليل و اليوم هادية، هادية كثير و ما نزلت دمعة منها، مانه قادر يفهمها، مانه قادر يعرف هي بإيش تحس، وقف قدام باب غرفته و إلتفت لها: ليلى!

رفعت عيونها له

عبدالله: لا تبكي، مانه ناقص دموعك، اللي فيه يكـ..

قاطعته و بهدوء: ما راح أبكي!

ضل يشوف عليها لشوي و بعدها حرك رأسه بالإيجاب: عيل خلينا ندخل!

إلتفتت للباب و ما تكلمت.

أخذ نفس، دق على الباب و من ثم فتحه.

كان جالس على السرير، ممدد رجوله و مرجع ظهره لوراء، ينتظره لأنه وعده أنه بيجي له اليوم ليأخذه لبيته، ما يتحمل المستشفيات، يكره ريحتها، يكره كل شيء فيها، تمرضه أكثر، يحس نفسه إذا ضل هنا بيموت قبل وقته، وقع الترخيص على مسؤوليته، المستشفى ما راح تتحمل إذا صار له أي شيء في وقتها، ما ينكر أن الآلام صارت تزيد يوم وراء يوم، صار يرجع في اليوم أكثر من عشر مرات، جسمه متكسر، كل مجهود، كل حركة صارت تعوره بس ما يريد يموت هنا و هو على هالسرير الأبيض، ما يريد يموت لحاله، لما يكون في بيته يحس فيهم، يحس فيها، يسمع ضحكتها، يحس بريحتها، يحس فيها حوالينه، يحس بـقـربـهـا..!

سمع الباب يندق فرفع عيونه له، شافه يدخل فإبتسم له: و أخير.. سكت، إختفت إبتسامته و هو يشوفها تدخل وراه، تدخل و عيونها عليه، نزل عيونه عنها بتوتر بس رفعهم لها مرة ثانية.

عبدالله و هو يمشي له: كيفك اليوم؟

رد و عيونه متعلقة بعيونها: بـ .. بخير!

عبدالله لف لها و من ثم له، أخذ نفس و سحب كرسي لها، جلسها و ضل ساكت يمرر نظره ما بينهم، ما يعرف إيش المفروض يسويه، ما يقدر يخليها معاه لحاله لأنه ما عاد إللا أبو لبناتها بس بنفس الوقت لازم يعطيها فرصة لتكلمه لأنها بوجوده يمكن ما بتنطق بحرف، حك جبينه: أمم.. أنا بكون عند الباب! طلع من الغرفة و حط الباب مفتوح.

إلتفت للباب المفتوح و من ثم لها، ما قدر يفهم نظراتها بس أربكته، نزل عيونه عنها: ليلى..

قاطعته و بهدوء غير اللي تحس فيه: ليش ما خبرتني؟

رفع عيونه لها و هي تكلمت: طارق، ليش خبيت علي، ليش ما خبرتني؟!

نزل عيونه عنها مرة ثانية: ليلى أنا..، و هو يأخذ نفس: أنا ما كنت أريدك تشوفيني كذي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما كنت أريد صورتي و أنا في هالحالة تطبع في بالك، ما كنت أريدك تتذكريني كذي، ما كنت أريدك تشوفيني ضعيف كـ..

قاطعته و هي تحاول تمسك دموعها بقدر الإمكان: طارق أنا كنت زوجتك.. زوجتك.. إيش فيها إذا ضعفت قدامي؟ ما أنا دوم ضعفت قدامك، ما أنا بكيت قدامك، إذا أنت قدرت توقف بجنبي في وقتها ليش أنا ما أقدر؟!

رفع عيونه لها: ليلى أنتي مانك فاهمة علـ..

قاطعته مرة ثانية: بلا فاهمة.. فاهمة يا طارق.. أنت أناني.. حرمتني من حقي.. حرمتني أوقف بجنبك و أقويك.. حرمتني لأنك كنت خائف على صورتك..

قاطعها: ليلى..

حركت رأسها بالنفي تمنعه من أنه يتكلم: لا طارق، لا.. من عطاك الحق لتقرر بنفسك.. ما كانت حياتك و بس.. حياتي و حياة بناتي.. حياتنا مرتبطة بحياتك.. كل شيء مرتبط بحياتك.. كل شيء..، نزلت دمعتها فـ لفت عنه بسرعة تمسحها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها رجعت لفت له: أنا راح أجيب البنات بأقرب وقت و راح نعمل التحاليل.. إذا طلعت أنسجة أي وحدة متطابقة فـ راح نعمل العمليـ..

قاطعها بنبرة حادة شوي: ما أسمح لك تحطي نفسك أو تحطي بناتي تحت العملية..

قامت و هي تقاطعه بسرعة و بصوت عالي: أنـت مـن لـتـمـنـعـنـي؟ مـانه خـيـارك لـحـالـك!!

عدل جلسته بتعب و بنفس نبرته: ليلى لا تجني، أنتي ليش تهتمي.. أنا ما لك إللا شخص غريب.. و هم.. هم صغار ما راح يتحملوا الألم..

قاطعته مرة ثانية و دموعها ترجع: طارق أنت ليش ما تفهم؟.. إذا كانت أنسجتي تتطابق فـ أنا ما راح أحرم بناتي من أبوهم.. إعتبرني متبرعة غريبة.. لوجه الله .. و هم.. صغار راح يكبروا و ينسوا الألم.. الأيام بتنسيهم كل شيء.. بس كيف راح يقدروا ينسوا أبوهم.. ما راح يقدروا.. ما بينسوا.. ألم الفقد أكبر.. أكبر بكثير من عملية تصير و تعدي..

طارق قطب حواجبه، أخذ نفس يحاول يرجع أنفاسه المتقطعة لطبيعتها بس فشل: لـ.ـيـلى..

ليلى و هي تحرك رأسها بالنفي و بحزم: و لا شيء راح تقوله بيغير رأي، أنا راح أجيب البنات و بسوي التحاليل..

طارق بضيق: مـ.ـن متى.. و أنتي.. عنيـ.ـدة كذي؟

ليلى و هي ترفع عيونها لعيونه: من لما أنت صرت أناني كذي!

طارق قطب حواجبه أكثر: ليلـ.. سكت و هو يكبَّس على عمره من الألم اللي صار فجأة يحس فيه، حط يد على صدره و يد على مفرش السرير يشد عليه و كأنه بهالطريقة بـ يخفف الألم!

نزلت دموعها و صارت تحرق خدودها: و أنا.. و أنا ما أريد أشوفك كذي يا طارق..

رفع عيونه لها و هو بنفس حالته

ليلى و هي تكمل: ما أريد صورتك هذي تطبع نفسها في بالي.. ما كذي.. أنا ما راح أخليك تموت يا طارق.. ما ألحين و ما كذي.. لفت عنه و طلعت من الغرفة بسرعة تكتم شهقاتها.

سمع كل كلمة دارت بينهم، ما بعد عن الغرفة كثير، مشى خطوتين و إستند بالجدار، لف يشوف عليها و بعدها مشى لها بسرعة، و هو يمسكها من يدها: ليلى أنتي بخير؟

حركت رأسها بالإيجاب و هي تمسح دموعها: أنا.. أنا بخير.. بخير..، حطت يدها على فمها بسرعة تمنع شهقتها بس ما قدرت فشهقت، دفنت رأسها في صدره و صارت تبكي أكثر.

حاوطها من أكتافها: أششش.. هدي حالك.. خلاص.. خلاص!



بعد ساعة...

وقف يشوف عليه و هو يعدل جلسته على سريره، سند ظهره بظهر السرير و رفع عيونه له.

عبدالله و هو يأخذ نفس: إذا إحتجت لأي شيء إتصل فيني بجيك على طول!

إبتسم له بهدوء: لا تخاف، ماني محتاج لشيء!

سكت شوي يشوف عليه و بعدها تكلم: بس أنا أشوفك محتاج لها!

نزل رأسه: عبدالله لا تعيد لي..

عبدالله و هو يقاطعه: طارق، راح أعيد لك هالكلام لين ما تقتنع فيه، أنت محتاج لها، محتاج لهم، ما راح تقدر لحالك، ما راح تقدر كذي، رفضت بالأول و أنت تقول أنك ما تريدها تعرف بس هذا هي عرفت ألحين، عرفت و مستحيل تتركك لحالك لو إيش ما يصير..، جلس على طرف السرير و حط يد على كتفه: رجعها لك، رجعها لبيتك، راح تكون بجنبك، معاك، لا تتركها تتعذب و هي بعيدة عنك.. ما كذي..

غمض عيونه، تنهد بس ما تكلم

عبدالله و هو يكمل: ترضاها تجي لك و أنت ما يربطك فيها أي شيء، ما تكون لها إللا رجال غريب في وقت مضى كان زوجها، أنا ما أرضاها بس ما راح أقدر أوقفها..

طارق و هو يفتح عيونه: عبدالله أنا ما أقدر أرجعها.. ما أقدر أرجعها بس لأموت..

عبدالله و هو يقاطعه: بسك عاد، لا تضلك على نفس هالكلمتين، ما هي قالت أنها بتسوي التحاليل، هيا و هالا بـ يسووا التحاليل، إن شاء الله بتتطابق أنسجتكم و تسووا العملية..

طارق: بس أنا ما أريدهم يسووا هالعملية..

قاطعه مرة ثانية: مثل ما قالت مانه قرارك لحالك، طارق إسمعها مني هالمرة، لا تزيد على عذابك عذاب، يكفيك هالمرض لا تزيد على نفسك ببعدها ألحين، ما وقت عنادك، رجعها لك!

طارق و هو يمسح على وجهه بيدينه بقلة حيلة: إيش لو ما تطابقت.. الأنسجة.. بعدين إيش؟

عبدالله و هو يزيد من مسكته على كتفه: على الأقل ما بتكون لحالك، ما بتكون وحيد كذي!

أخذ نفس طويل و زفر: بترضى؟

إبتسم: هذا سؤال بالله عليك؟ أكيد بترضى!

أخذ نفس ثاني و إبتسم: عيل أخطبها.. أخطبها منك ألحين!

إبتسم له أكثر: و أبشرك بموافقتها، راح أجيب لكم الشيخ بأقرب فرصة و إن شاء الله تملك عليها على خير!

إبتسم: إن شاء الله!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

فتحت عيونها و هي تحس بالدنيا متظلمة حوالينها، جلست و صارت تضغط على عيونها، في إضاءة بس قليلة و شكلها جاية من باب البلكون المفتوح، ما تعرف متى غفت، كل اللي تتذكره أنها كانت جالسة على السرير، تقرأ كتاب بملل، ضغطت على عيونها أكثر بس بلا فايدة، الصورة مانها راضية تتوضح، قامت و مدت يدينها للقدام، تعرف أن الغرفة ما فيها شيء غير السرير بس تعودت على هالحركة، مشت كم من خطوة للقدام حتى حست بالجدار، صارت تتحسه لين وصلت لمكابس الليتات، فتحتها و بعدها غمضت عيونها بسرعة، غمضتها و هي تحس بالصداع اللي سببتها الإضاءة المفاجئة، ضلت على نفس حالتها لكم من ثانية و بعدها رمشت عيونها بهدوء و فتحتهم، أخذت نفس و هي تحط يدينها على عيونها: الحمد لله!

بعدت يدينها عن عيونها و بعدها مشت لشنطتها، أخذت جلبابها من على شنطتها و لبسته، مشت للبلكون و طلعت، مشت للدرابزين و حطت يدينها عليها، رفعت عيونها للسماء و هي تشوفها مغيمة، نزلت عيونها و لمت يدينها لصدرها و هي تحس بالبرد، لفت و جت بتدخل بس لمحتها، وقفت و إلتفتت لها، شافتها واقفة بنص البلكون و تشوف عليها، صغيرة شقراء، شعرها لين أكتافها، عيونها زرقاء زجاجية، جميلة جداً، ما تشبهه أبداً، أكيد تشبه أمها، ضلت تشوف عليها لشوي و بعدها إقتربت من الدرابزين اللي تفصل ما بين بلكونهم، إبتسمت و أشرت لها تجي لها: تعالي، هيا إقتربي!

ضلت تشوف عليها بدون أي حركة

فرح و بنفس إبتسامتها: هيا، عزيزتي، إقتربي لن أؤذيك، هيا!

ما تحركت من مكانها

فرح جلست على ركبها و حطت يدينها على الدرابزين: حسناً، إبقي أينما أنتي، لنتعرف على بعضنا من هنا، و هي تأشر على نفسها: أنا فرح، ما إسمك؟

ما ردت كعادتها

فرح: إسمك ميساء، أليس كذالك؟

قطبت حواجبها بس ما تكلمت

فرح و هي تقطب حواجبها بدورها: أخطأت بإسمك؟ إذاً ما إسمك؟

حركت رأسها بالنفي

فرح و هي تبتسم: ألن تعرفيني بإسمك؟

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية

فرح: و لن تصادقيني؟

ضلت تشوف عليها و بعدها حركت رأسها بالإيجاب

فرح إبتسمت و مدت يدها لها: إذاً لـ نتصافح حتى نتصادق!

نزلت عيونها ليدها و من ثم رفعتهم لها

فرح مدت يدها لها أكثر و ضلت بنفس إبتسامتها

نزلت عيونها ليدها مرة ثانية و بعدها تقدمت بخطوة مترددة لها، رفعتهم لها و بعدها تقدمت بخطوة ثانية و ثالثة، رفعت يدها و جت بتصافحها بس تراجعت بسرعة و هي مرتبكة.

فرح إستغربت منها و إلتفتت لوراء مكان ما كانت تشوف، شافته واقف بجنب الباب يشوف عليهم، إلتفتت لها، وقفت و من ثم لفت له: من متى و أنت هنا؟

عماد: توني بس.. و هو ينزل عيونه لـ مايسي: يبة كان يقصدها هي؟

فرح إلتفتت لها و حركت رأسها بالإيجاب: أعتقد، و هي تلتفت له: أختك!

عماد و هو يقترب من درابزين: أختي؟!

فرح حركت رأسها بالإيجاب

عماد حك جبينه و هو ما يعرف إيش يقول لها، بإيش يبدأ: أمم.. ميسـ..

: مايسي!

إلتفتوا له

طلع للبلكون و شافهم، رفع عيونه لهم و من ثم نزلهم لـ مايسي و مشى لها بسرعة، حملها و رفع عيونه لـ عماد: لا تحاول أن تتقرب منها هكذا مرة أخرى، لن أسمح لك بأنـ..

عماد قاطعه بسرعة: لا تقلق، لن أؤذيها، أنا لا أريد أي شيء يربطني بكما، فأنتما لا أحد بنسبة لي!

ماكس فتح فمه ليرد عليه بس عماد كان الأسرع، مسك يد فرح، سحبها معاه للداخل و سكر باب البلكون.

ماكس، هو الآخر لف بعصبية و دخل مع مايسي بسرعة، سكر باب البلكون، قفله و سكر الستائر، نزل مايسي و من ثم نزل عيونه لها و بنبرة حادة: لـن تـخـرجـي لـلشـرفـة مـرة أخـرى!

نزلت رأسها و لفت عنه، مشت للسرير، ركبت و إنسدحت، تقلبت بحيث عطته ظهرها و من ثم غمضت عيونها.

قطب حواجبه على حركتها و زفر بقهر، مرر يدينه في شعره بقلة حيلة و مشى لها، جلس على طرف السرير، حط يده على كتفها و قلبها له، طبع بوسة هادية على خدها و بهدوء: أنا آسف لم أكن أقصد أن أصرخ عليك هكذا و لكن..، و هو يأخذ نفس: و لكن خفت عليك منهما.. سيؤذيانك.. مسكها من يدينها و جلسها و هو يحاوط وجهها الصغير بحنان: مايسي حبيبتي، أنا أحبك و لا أريد أن يؤذيك أي أحد.. ابتعدي عنهما.. ما كمل لأنها إقتربت منه و دفنت رأسها في صدره، أخذ نفس، حاوطها له و صار يمسح على رأسها بهدوء.



عند عماد و فرح...

إرتبكت من لمسته فأول ما دخلت الغرفة سحبت يدها منه

إلتفت لها و بصوت عالي: مـا راح تــكلـمـيـهـا مـرة ثـانـيـة، نـحـن مـا لـنـا دخـل لا فـيـهـا و لا فـيـه، يـفـكـر أنـي بـتـقـرب مـنـهـم؟ يـحـلـم! مـانـي مـتـقـبـلـهـم لـو إيـش مـا يـصـيـر!

فرح و هي تقطب حواجبها و بهدوء غير اللي تحس فيه: بس عماد الغلط ما منهم من عمي..

عماد بنفس حالته: مـا يـهـمـنـي! لف و طلع من غرفتها بسرعة.

ضلت تشوف على الباب لكم من ثانية و بعدها رمشت عيونها و نزلتهم ليدها، بلعت ريقها و هي تكلم حالها: أصعب مما تصورت! أخذت نفس تهدي حالها و بعدها مشت للباب و سكرته.


***************************


مسقط...

جلست على طاولة العشاء و عيونها على كرسيها الفاضي، رفعت عيونها لأمها و شافتها تأكل بهدوء، رفعتهم لأبوها و شافته يأكل بدوره، تنهدت و نزلتهم لصحنها، سمعت خظوات من وراها فـ لفت بسرعة و هي تتمنى تشوفها بس طلعت الخدامة.

ماريسا بتوتر: ماما ما يفتح باب و ما يرد، أنا دقيت حاله.. من صبح أدق بس ما في رد .. ماما في شيء!

أزهار و هي تقوم بسرعة و بتوتر: أنتي إيش تقولي؟

ماريسا و هي ترفع عيونها لهاشم و سميرة و من ثم تنزلهم: أنا.. أنا سمعت ماما يكلم هذاك الرجل.. ماما قال خذني معاك.. أنا..، و هي تنزل عيونها عنهم بخوف: ماما يمكن هرب!!

سميرة بصدمة: إيــش؟!؟!

ماريسا رجعت بخطوة لوراء: أنا ما أعرف.. يمكن.. ليش ما يفتح باب؟!

هاشم قام من على الطاولة بسرعة و صار يمشي للدرج بأسرع ما يمكن و سميرة قامت تلحقه.

وقفت تشوف عليهم و هي مانها قادرة تستوعب اللي يصير، معقولة تسويها؟ تسويها فيهم؟ إلتفتت لـ ماريسا و مشت لها بسرعة: ماريسا متى سمعتيها تكلمه؟ متى صار كل هذا؟

ماريسا بخوف: ماما أنا آسف.. أنا ما في دخل.. ماما أساور سوى تلفون حاله و كلمه..

أزهار و هي تمرر يدها على وجهها بإرتباك: يا رب خير، يا رب إسترنا.. سترك يا ر.. ما قدرت تكمل و هي تسمع صراخه، رفعت عيونها للدرج و بعدها صارت تركض بسرعة، ركبت الدرج لغرفتها و وقفت عند الباب بخوف تشوف عليهم، وجهه محمر، ماسكها من أكتافها، يهزها و يصرخ.

هاشم بصراخ: بــنــتــك الحــقــيــرة هــربــت.. هــربــت و أنــتــي مــا تــدري عــنــهــا.. لــيــش؟ ويــن كــنــتــي عــنــهــا؟ ويــن كــنــتــي عــنــهــا؟ لــيــش مــا تــدري عــنــها؟! لــيــش؟!

سميرة و هي تحاول تفك نفسها منه: هـاشم إتـركـنـي.. إتـركـنـي..

هاشم بنفس حالته: مــا عــرفــتــي تــربــي.. مــا عــرفــتــي تـربــيــهــا الــواطــيــة.. كــله بــســبــبــك.. كــلــه بــســبـ..

سميرة و هي تقاطعه و بنفس صراخه: إذا أنــا مــا عــرفــت أربــي عــيــل أنــت ويــنــك عــنــهــا؟ أنــت الــســبــب.. لــوم حــالــك.. أنــت الــســبــ.. ما سكتها إللا كف طيحها على الأرض.

هاشم و هو ينزل لها و يسحبها من شعرها: تــلــومــيــنــي؟! تــلــومــيــنــي أنــا؟ ألــحــيــن بــراويــك تــربــيــتــي يــا حــقــيــرة.. ما خلص جملته إللا و هو طايح فيها ضرب.

وقفت و هي ترتجف من اللي تشوفه، مانها قادرة تستوعب و كأنه جمد تفكيرها، تسمع صراخه، تسمع سبه لها، تسمع بكائها و تسمع توسلاتها له بس مانها قادرة تفهم، تحس نفسها في كابوس، كابوس..، و هي تنزل عيونها لسميرة، كابوس يتحقق، شهقت بقوة و هي توها تنتبه لحالها، ركضت لهم بسرعة، مسكت أبوها من أكتافه و هي تحاول تبعده عنها: بابا.. بابا بس.. بس.. ما غلطتها.. ما دخلها.. فكها.. خليها.. بابا لا..

هاشم و هو يدفعها عنه بقوة: بــعـــدي!! و هو يلف لسميرة و بنفس حالته: هــذي الــكــلــبــة أنــا بــربــيــهــا!

إصدمت بالجدار من كتفها بقوة، قطبت حواجبها بألم بس عدلت وقفتها بسرعة و ركضت له، حاولت تبعده عنها مرة ثانية بس هو مانه راضي يبعد، ضلت تحاول و تحاول كثير بس بلا فائدة بالأخير ما عرفت إيش تسوي غير أنها تحاوط سميرة لها لتغطيها عن ضرباته و هو ما حس بحاله إللا و هو يطلع كل حرته فيها!



بعد نص ساعة...

جلس على السرير و هو يحط يدينه على رأسه و يحاول يلتقط أنفاسه، رفع عيونه لها و هو يشوفها مرمية على الأرض، مكورة على نفسها و تشهق، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لسميرة و هو يشوفها مستندة بالجدار، منزلة رأسها و تبكي بصمت، نزل رأسه و هو يغمض عيونه و يزفر بقهر، فتحهم و تكلم: سودت وجوهنا.. سودت وجوهنا.. سيرتنا بتكون على كل لسان.. الكل بـ يتشمت فينا.. كل بيقول بنت هاشم الحقيرة هربت مع حبيبها.. هربت و ما همها.. الله لا يبارك فيها من بنت.. الله يأخذها.. الله يأخذها..

سميرة و هي تمسح دموعها: بكرة.. بكرة الملكة.. إيش بنقول لهم.. إيش بنرد عليهم.. قدمنا الملكة.. قدمناها بس لـ كذي..

هاشم أخذ نفس و زفر بقوة: سودت وجوهنا بين الكل.. سودت وجوهنا الكلبة.. و هو يحرك رأسه بقلة حيلة: ما أعرف إيش أقول لـ عبدالرزاق.. إيش أقول للرجال.. إيــش.. سكت و هو يسمع شهقاتها المتقطعة، رفع عيونه لها و ضل يشوف عليها لكم من دقيقة بدون أي كلمة، نزل عيونه عنها بس رفعهم لها مرة ثانية: ما في إللا كذي.. ما في إللا نعرضها عليهم!

سميرة رفعت عيونها لها و ما تكلمت

هاشم و هو يقوم بسرعة: لازم أكلم عبدالرزاق، لازم أكلمه ألحين..، و صار يمشي للباب.

سميرة: بيرضى فيها؟

عبدالرزاق و هو يلتفت لها: ما عنده إللا يرضى، ما يقدر يرفضني، ما يقدر! قالها و بعد لف و طلع من الغرفة بسرعة.

مررت يدها على وجهها و هي تأخذ نفس تهدي حالها، أخذت نفس ثاني و بعدها قامت و صارت تمشي للباب، وقفت تشوف عليها لشوي و بعدها لفت عنها و طلعت.

سمعت خطواتها تبتعد بس ما قدرت توقفها، كان خاطرها تناديها بس ما قدرت تنطقها، كل جسمها يحرقها، يحرقها و كأنها مرمية بالنار، سحبت يدينها لها و بالزور قدرت تسويها، مانها قادرة تحرك نفسها، كل جسمها صار يتخدر، يتخدر بس حرقتها باقية، شعور غريب، ألم غريب، مانها قادرة تتحمله، مانها قادرة تسوي شيء غير أنها تبكي..، و هي تغمض عيونها، تبكي و تستسلم له، ما تعرف كم مر عليها و هي بنفس حالتها، ما صحت إللا و هي تحس بيدين تقومها، تأوهت و هي تتعور من مسكتها.

ماريسا و هي تحارب دموعها: يللا ماما.. يللا نروح غرفتك..، قومتها بهدوء، مسكت يدها و حطته على أكتافها و من ثم مسكتها من خصرها و صارت تمشي معاها لغرفتها، بكل خطوة تأخذها، تسمع تأوهاتها و شهقاتها المتقطعة، ما قدرت تتحمل فطاحت دموعها، أخذتها للغرفة و جلستها على السرير، جت بتمددها بس هي تكلمت.

أزهار و هي تغمض عيونها بقوة و من بين شهقاتها: مـ.ـاريـ.ـسـ.ـا خـ.ـذ.. خـ.ـذيـ.ـني.. لـ.. لـ.ـحمـ.ـام.. خـ.ـذيـ.ـنـي..

ماريسا: ماما..

أزهار و بنفس حالتها: خـ.ـذ.. خـ.ـذيـ.ـني.. لـ.. لـ.ـحمـ.ـام.. خـ.ـذيـ.ـنـي..

ماريسا حركت رأسها بالإيجاب و قومتها مرة ثانية، مشت للحمام، فتحت لها الباب و دخلتها.

فكت نفسها منها و بعدها صارت تغصب نفسها لتمشي، تمشي للبانيو، جت بتطيح بس ماريسا مسكتها بسرعة، أخذتها للبانيو و جلستها فيه.

أزهار: إفـ.ـتـ.ـحي الـ.ـماي.. بـ.ـارد.. إفـتـ.ـحيـ.ـه..

فتحت الماي لها و هي تشوفها تنزل رأسها و تشهق أكثر.



بعد فترة...

حطت الروب على جسمها بهدوء و طلعتها من الحمام، أخذتها لسريرها و جلستها، مشت لكبتاتها و فتحتها، أخذت لها أخف بجامة قدرت تحصلها و من ثم مشت لها، لبستها البجامة و بعدها مددتها على السرير، جلست على الطرف و صارت تمسح على رأسها بهدوء.



يوم الثاني...

الصبح – ساعة 10:30 ...

حط الكمة على رأسه و المصر على كتفه، رفع عيونه للمراية يشوف عليها و تكلم: خبريها و خليها تكون جاهزة، أنا بجيب الشيخ و برجع، جهزي أغراضها، بعد صلاة العشاء بتمشي معاهم!

سميرة حركت رأسها بالإيجاب و تكلمت: رضوا؟

هاشم و هو يلف لها: قلت لك ما يقدروا يرفضوا، و هو يمشي لها: لا تخبري أي أحد أن الملكة لأزهار، خليها بغرفتها و لا تطلعيها.. خلي الكل يفكر أن هذي ملكة أساور، أول ما بتمشي معاه بنخبرهم!

سميرة حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية، سكتت شوي و بتردد: عبدالله..

قاطعها بسرعة: ما في داعي يعرف، ما ألحين، لما يحضر الملكة بالمسجد بيكتشف لحاله، ما راح يقدر يسوي شيء في وقتها فلا تأكلي همه! و هو يمشي للباب: يللا أنا رايح! قالها و بعدها طلع من الجناح.

أخذت نفس و بعدها مشت للباب، طلعت و صارت تمشي لغرفتها، لفت لممر الغرف و هي تفكر في هاليوم، ما تعرف كيف بيعدي، كيف بتمر ساعاته، الملكة عائلية، محد بـ يحضرها غير الأهل، أم بسمة و سعاد، كيف تقدر تخبي عليهم، أي عذر بتطلع لهم؟ تقول لهم أن بنتها فضحتهم، سودت وجوههم و هربت مع حبيبها؟ تقول لهم أنهم عرضوا عليهم أزهار ليتداركوا هالموقف، و يهربوا من الفشيلة؟ ما تخبرهم ألحين بس بعدين بيرجعوا لها، بيرجعوا لها بأسئلتهم، إيش ترد عليهم في وقتها؟ وقفت قدام باب غرفتها و حطت يدها على المقبض، ما تعرف، ما راح يكون عندها أي جواب، غمضت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، ما فيها تفكر في هالشيء ألحين، ما ألحين، هاليوم يمر و بعدها يصير اللي يصير، الملكة تتم و بعدها ما يهمها، فتحت عيونها و من ثم فتحت الباب و دخلت.

شافتها فقامت من على السرير و نزلت رأسها: مدام..

قاطعتها و هي تنزل عيونها لأزهار النائمة: روحي جهزي شنطتها، اليوم هي بتملك بدل أختها، و هي ترفع عيونها لـ ماريسا: يللا بسرعة!

ماريسا حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي لكبتاتها.

سميرة إقتربت من عند سريرها و صارت تقومها.



بعد ساعتين...

نزلت دموعها و هي تغصب نفسها لتنطقها، حست بمسكتها تزيد على يدها فقطبت حواجبها بقوة، ما تقدر تتحمل لمستها، ما تقدر تتحمل لمسة أي أحد، لين ألحين كل جسمها يعورها، لين ألحين تتألم و تتألم كثير، رفعت عيونها لها و هي تحاول تكتم شهقتها: ماما.. أنتي.. أنتي تعوريني..

سميرة شدت على يدها أكثر، تكلمت بنبرة حادة بس محد سمعها غيرها: ردي بسرعة!

نزلت عيونها و هي تحاول تسحب يدها منها، يربطوها فيه كذي، يغصبوها عليه كذي، ليش رضى فيها؟ ليش وافق عليها؟ ما تريده، ما تريد هالزواج يصير بس مانه خيارها، هم ما جايين ليطلبوا منها توافق، هم جايين ليأمروها توافق، توافق لتطلعهم من هالمصيبة، مصيبتهم هم!

الشيخ اللي كان واقف بطرف الثاني من باب غرفتها المفتوح شوي، إلتفت لـ هاشم و من ثم للباب، ينتظر ردها، لما ما سمعها عاد كلامه لآخر مرة: أزهار، يا بنتي، أنتي موافقة؟

رفعت عيونها لليد اللي كل شوي صارت تشد على يدها أكثر، رفعتهم للباب و هي تحس بالعبرة اللي صارت تخنقها: مـ.. مـ.ـوافقة!

الشيخ من وراء الباب: مبروك يا بنتي، موفقة إن شاء الله!

سمعوه يكلم هاشم و بعدها سمعوا صوت ضحكاتهم و خطواتهم تبتعد لين إختفت.

سميرة فكت يدها، دفعتها و بنبرة حادة: بنات عمك بعد شوي يمكن يجوا، راح يركبوا لعندك، ما تفتحي فمك عن ملكتك، ما لازم يعرفوا، ما ألحين، إذا سألوك عن أختك تخبريهم رايحة الصالون، فتحتي فمك بأي كلمة ثانية بذبحك، فاهمة؟!

ما نطقت بحرف، نزلت رأسها و صارت تبكي بصمت!



.

.

.

.

.



.

.

.




ساعة 7:30 العشاء ...

إحدى المساجد...

نزل من سيارته و صفق الباب، إلتفت لأبوه و هو يشوفه يكلم هاشم، مانه قادر يصدق، مانه قادر يصدق أن في ناس مثله، يهددهم كذي، يلعب عليهم كذي، يتحكم عليهم، يستغل ضعفهم لصالحه، يستغلهم بهالطريقة، يخدعهم كذي، خاطره يروح له و يذبحه، يذبحه و يدفنه بيدينه بس يعرف أنه ما يقدر، ما يقدر ألحين، ما ألحين بس وعد نفسه أنه بيخليه يدفع الثمن غالي، يخليه يندم، يندم كثير، نزل عيونه عنهم و من ثم رفعها لبوابة المسجد، يشوفه واقف ينتظره بإبتسامة، إختنق فنزل عيونه عنه بسرعة، إيش يقول له، كيف يبرر اللي بيسويه فيه، بيطعنه بيدينه، بيموته، بيموته اليوم، رفع عيونه له مرة ثانية و هو يشوفه جاي له.

إقترب منه وضمه: كيف نفسية المعرس اليوم؟

غمض عيونه بقهر و ما رد عليه، يرد إيش يقول؟!

عبدالله و هو يبعد عنه و يعدل دشداشته من أكتافه: وين البشت، وين المصر؟ أنت كذي معرس بالله عليك؟ حاوطه من أكتافه و صار يمشي للمسجد: لو بس ملكتي الليلة يا فهوود، ما أقول غير الله يصبرني! دخل المسجد معاه و البقية لحقوهم للداخل.



بعد صلاة العشاء...

جلس قدام الشيخ و عيونه على عبدالله الجالس بجنب أخوه و يضحك معاه، نزلهم و من ثم رفعهم للشيخ اللي بدأ يتكلم، بدأ بخطبة بسيطة عن الزواج و حقوق الزوجين بإتجاه بعضهم و لما خلص من خطبته عدل جلسته و تكلم: فهد عبدالرزاق الـ....، أتقبل بـ أزهار هاشم الـ....، زوجة لك على سنة الله و رسوله.... إلى آخره!

رفع عيونه لـ عبدالله مرة ثانية، لين ألحين يبتسم و مندمج بسوالفه، معقولة ما سمعه، ما سمع إسمها، إسم اللي يعشقه؟ يمكن ما إنتبـ..، ما إكتملت هالفكرة إللا و الشيخ يكرر إسمها مرة ثانية، هالمرة أكيد سمعه، تأكد و هو يشوف إبتسامته تختفي و ملامح وجهه تتغير، إرتبك و هو يتوقعه يلتفت له في أي لحظة و بالفعل، إلتفت له بسرعة حتى أنه حس أنه بيكسر رقبته بـ هالإلتفاتة!

سمع إسمها فإبتسم لنفسه، من كثر ما صارت تردد نفسها في مسامعه، صار يسمعها في كل إسم ثاني، حاول يتجاهل بس سمعها مرة ثانية، هالمرة دق قلبه و إرتبك، إلتفت له و هو يشوفه يشوف عليه، يشوف عليه و كأنه ينتظر ردة فعله، ردة فعله هو، ليش؟ يا ترى هو سمع صح؟ سمع الإسم صح؟ ضل يشوف عليه و هو يريد منه أي شيء يكذب اللي سمعه، يكذب أذونه بس لا، سمع الشيخ يكرر إسمها للمرة الثالثة، إرتجف قلبه و هو يشوفه ينزل رأسه و ينطقها، ينطق بـ أنـا أقـبـل..!

رجع لوراء يستند بالجدار و عيونه عليه، يحاول يستوعب اللي يصير، الكل صار يقوم و يمشي له، يمشي ليباركوا له، يباركوه عليها، على أزهــار!!!

قلبه صار يدق بقوة، بقوة و كأنه بـ يخترق صدره و يطلع، أنفاسه صارت تضيق، تضيق حتى صار يختنق، إمتلت عيونه بالدموع حتى كل شيء صار ضبابي حوالينه، طاحت دمعته على خده و في وقتها كأنه إستوعب اللي صار، صرخ، صرخة زعزعت القاعة: فــــــــهـــــــد!!!!!

كان معطيه ظهره لأن ما فيه يواجهه، كان ينتظر، ينتظر هالشيء منه، سمع خطواته السريعة، فغمض عيونه، حس بنفسه ينسحب من دشداشته بقوة، ينسحب له!

داره له بقوة، مسك دشداشته من صدره و هو يهزه بعدم تصديق: أزهار؟ أزهـــار؟!

نزل رأسه و ما تكلم

عبدالله و هو يزيد من قبضته عليه: أزهــار؟! لــيــش؟!؟! لـــيـــش؟!

فهد و هو يمسك يدينه: أنا.. أنا آسف!

ما عرف إيش يسوي في هاللحظة، أنا آسف، يتأسف؟ يتأسف على إيش؟ مانه قادر يفهمه، يتأسف على الأيام اللي جلس معاه يسمعه يكلم عن حبه لها، عشقه و جنونه لها، يتأسف على الليالي اللي سهرها معاه و هو يسمع شكاويه بعذاب القلب اللي عاشه بسببها، يتأسف على اللحظات اللي تظاهر فيها بالفرحة لموافقتها عليه، يتأسف على إيش؟ يتأسف لأنه غدر فيه بهالطريقة، يتأسف على هالخنجر اللي غرسه في قلبه، يتأسف لأنه بيموته، يموته كـذي؟ يـتـأسـف..؟

تجمع الكل حوالينهم بسرعة و هم يحاولوا يبعدوه عنه.

هاشم و هو يسحبه عنه: بعد عنه، بنتي صارت زوجته.. زوجته و أنت مالك أي دخل فيها..

رفع عيونه له و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، لا و هو يمشي بخطواته لوراء: هي لي.. هي لي أنا و بس.. لي أنا..، قالها و بعد لف بسرعة و طلع من المسجد، ركض لسيارته، ركب و حركها بأسرع ما يمكن.



بعد عشر دقائق...

وقف سيارته قدام فلة خالته، نزل و صار يركض للداخل، دخل الصالة و هو ينادي عليها مثل المجنون: أزهــار!! أزهـــار!!

سعاد لما شافت حالة ولدها، شهقت و قامت بسرعة، و هي تمشي له بخوف: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، عبدالله حبيبي، خير إيش صاير؟ إيش في؟

ما رد عليها و كأنه ما يسمعها، ركض للدرج و صار يركب لغرفتها!

سعاد خافت أكثر فلحقته و سميرة قامت تلحقهم بدورها.

كانت توها مخلصة صلاتها، قامت تكسف سجادتها و تمسح دموعها اللي مانها راضية تتوقف، سمعت الصراخ من برع فشهقت، و هي تهمس لنفسها: عبداللـ.. ما قدرت تكمل إللا و الباب ينفتح بقوة.

دخل بسرعة، سكر الباب و قفله.

حطت يدها على قلبها بخوف و هي تشوفه معطيها ظهره و أكتافه ترتفع و تنخفض من شدة أنفاسه، رجعت بخطوة مرتجفة لوراء و هي تشوفه يلتفت لها و يتقدم منها: عـ.ـبدالله..


.

.

.

.

.



نهاية البارت...


أحم.. أمم.. تراني مرضت و أنا أكتب في هالبارت يعني لين ألحين شوي مريضة..

فـ يعني بدون ضرب و سب..^^..

بارت الجاي يوم الإثنين إن شاء الله..

إنتظروني..

"اللهم إرحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن

تفاحتكم الحلوة (خايفة من الضرب)..!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:32 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (8)...

I leave my life in your hands, it’s your call

Fix me if I’m broken and catch me if I fall

©

.

.

.

.

.


حطت يدها على قلبها بخوف و هي تشوفه معطيها ظهره و أكتافه ترتفع و تنخفض من شدة أنفاسه، رجعت بخطوة مرتجفة لوراء و هي تشوفه يلتفت لها و يتقدم منها: عـ.ـبدالله..، رجعت بخطوة ثانية لوراء و هي تشوفه يتقدم منها أسرع و عيونه الحمراء متعلقة بعيونها: عـ.ـبد.. سكتت، جمدت بأرضها و هي تحس برجفة غريبة فجأة تعتريها، تحس نفسها ضاعت، ضاعت بين أكتافه العريضة، ضاعت في صدره.

سحبها لحضنه و حاوطها له بأقوى ما عنده، يحس برجفتها، يحس بدقات قلبها السريعة، يعرف أنها خايفة، خايفة منه بس ما راح يتركها، ما راح يسمح لها تضيع منه، ما بعد ما إقترب منها لهالدرجة، ما تقدر تسويها فيه، ما يسمح لها، ما هالمرة، يحترق، كل شيء فيه صار يحرقه، هي في حضنه بس يعرف أنها مانها له، صارت لغيره، صارت لأقرب إنسان لقلبه، إنسان أخذ قلبه و صار يعصره بيدينه، أنفاسه صارت تنكتم و دموعه صارت تحرق عيونه، غمض عيونه و هو يحس بدمعته تطيح و تشق طريقها لذقنه، زاد من مسكته عليها، دفن رأسه في كتفها و إستسلم لدموعه.

رمشت عيونها مرة، مرتين، ثلاث مرات و هي تحاول تستوعب اللي يصير، محاوطها له بقوة حتى صارت مسكته تعورها، هي من قبل مكسورة و هو بمسكته بيكسر اللي بقى منها، تتعور، تتعور حتى أنفاسها صارت تضيق، مانها قادرة تتحرك بس ترتجف بين يدينه، قلبها يرقص بخوف في صدرها، دقاته راح تتوقف، إرتجفت أكثر و هي تحس بهالشيء الحار اللي صار يبلل جلبابها، يبللها و يوصل لكتفها و يحرقها، فتحت عيونها بصدمة، يـبـكـي..؟!

حاولت ترفع يدينها لتبعده عنها بس فشلت، كأنها منشلة عن الحركة، مسكته تمنعها عن أي حركة، أخذت نفس تهدي حالها بس فشلت، حاولت مرة ثانية بس هم فشلت، غمضت عيونها و هي تحاول تفتح فمها لتتكلم: عـ.. عبد.. قاطعها صوت الدق على الباب و صوت المقبض اللي صار يتحرك بقوة، أصواتهم العالية و صراخهم صارت توصل لهم.

: عـبـدالله، يـا ولـدي إفـتـح الـبـاب، إفـتـح إيـش صـايـر؟/ عـبـدالله، إفـتـح الـبـاب، إيـش بـتـسـوي فـي الـبـنـت؟ خـلاص صـارت لـغـيـرك!!

صارت لغيرك

صارت لغيرك

صارت لغيرك

غمض عيونه أقوى عن قبل و هالكلمتين تردد نفسها في مسامعه، ما عاد يسمعهم، ما عاد يسمع غير هالكلمتين، فتح عيونه، بعدها عنه و من ثم مسكها من أكتافها بقوة: ليـ.ـش؟ ليـ.ـش؟، و هو يهزها بقوة و بصراخ: لـــيـــش؟ لــيــش سـويـتـيـهـا فـيـنـي؟!

تتعور، تتعور كثير بس مانها قادرة تنطق بحرف، كيف تنطق و هي تشوف دموعه تنزل وحدة وراء الثانية، أول مرة تشوف دمعة رجال، أول مرة تشوف رجال يبكي، يبكي و ليش؟ عـشـانـهـا..!

عبدالله و بنفس حالته: قلت لك أحبك، أحـبـك، لـيـش مـانـك قـادرة تـفـهـمـي؟ لــيــش؟ فكها و دفعها عنه.

إندقت بالكبتات و صرخت بألم، صرخة لا إرادياً طلعت منها، ما قدرت تحس برجولها فجلست على الأرض، نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل، دموع تنزل على حالها، تنزل على حاله، ما كانت تعرف أنه يحبها لهالدرجة، ما كانت تعرف أنه بـ يتأثر كذي، ما تعرف إيش تسوي أو إيش تقول، هي ما حبته بس صارت تحلم بحياتها معاه، تحلم فيه، رفعت عيونها له بس ما نطقت بحرف، ما تعرف إذا تقدر تقول له و لا لأ، تقول أنها ما تريد هالزواج، ما تريده، إنجبرت فيه لأن أساور هربت، هربت و تركتها، تركتها تحل محلها، نزلت عيونها عنه بسرعة و حطت يدها على فمها بسرعة تكتم شهقتها، بتخنقها، بتموتها بس ما راح تبكي أكثر، ما راح تشهق قدامه.

سمع صرختها فخاف، خاف أكثر و هو يشوفها تجلس على الأرض و تنزل رأسها، نزل لمستواها بسرعة و جلس بمقابلها، ما يعرف إذا يسألها هي تعورت و لا لأ، اللي هو يحس فيه أكبر، اللي هي تسويه فيه أكثر، من كثر ما تطعنه ما عاد في مكان للطعنات، قلبه ينزف، ينزف كثير و هي مانها حاسة فيه، ما يعرف ليش ما تحس فيه، مانه واضح؟ حبه لها مانه واضح؟ ما تقدر تشوف، ما تشوفه، نزل عيونه للأرض بإنكسار و من ثم رفعهم لها: أزهار.. ليـ..

قاطعته و بدون ما ترفع رأسها له: أساور..، و هي تحاول بقدر الإمكان تمسك نفسها لا تنهار: أساور.. هربت.. ما سألوني.. ما طلبوا رأيي..، رفعت عيونها لعيونه: غـ.. غصـ.ـبوني.. غصبوني..

حط يدينه على رأسه: يموتوني..، و بصراخ: يـمـوتـونـي! قام بسرعة و مشى للباب، لين ألحين يندق و لين ألحين يسمع أصواتهم، فتحه بسرعة و هو يشوف الكل مجتمع قدامه، مسك يدها و سحبها للداخل: لـيـش؟ خـالـتـي لـيـش؟ هـي لـي أنـا، لـيـش؟

سميرة نزلت رأسها و لا رد

سعاد و هي تلتفت لأختها و من ثم له و بخوف: يا ولدي، إيش صاير؟ إيش في؟ إيش اللي يصيـ..

قاطعها و بنفس حالته: زوجـوهـا، يـمـة زوجـوهـا بـغـيـري..، و هو يمرر يده على وجهه: بغيري.. بغيـ.ـري..، نزل رأسه و دمعته نزلت مرة ثانية تحرقه: صارت لغيري!

سعاد إلتفتت لأختها بعدم تصديق: سميرة.. سميرة.. عبدالله إيش يقول؟

سميرة و بدون ما ترفع رأسها لها: مثل ما سمعتي!

سعاد إلتفتت له و هي تشوف دمعته على خده، إنقبض قلبها عليه: عبدالله..، نزلت عيونها لأزهار و من ثم رفعتهم له، إقتربت منه و حطت يدها على كتفه: يا ولدي..

قاطعها: هي.. هي.. مغصوبة بس هو..، و هو يرفع عيونه لها: بس هو إيش غصبه في هالزواج.. ما هو يعرف أني أحبها.. ما هو يعرف كل شيء.. ليش؟ ليش سواها فيني..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما بخليه.. ما بتركه.. بذبحه.. بذبحه! بعد يدها عن كتفه و طلع من الغرفة بسرعة.

ما فهمت عليه بس شهقت لما سمعت آخر كلمة، إلتفتت لأختها و بعدها طلعت بسرعة تلحقه، نزلت الدرج و هي تشوفه يركض للبوابة: عـبـدالـلـه!! يـا ولـدي ويـن تـروح؟! عـبـدالـلـه!! حاولت تلحقه لين برع بس ما قدرت، وقفت عند باب الشارع و هي تشوف سيارته تتحرك بسرعة جنونية، تختفي و ما يبقى أي أثر لها، حطت يدها على قلبها بخوف: يا رب خير.. يا رب خير!



غرفة أزهار...

وقفت تشوف عليها و هي تسمع أسئلة الكل، الكل يريد يعرف ليش سووا فيها كذي، ما المفروض أساور تكون بمكانها، ليش مانها موجودة؟ إيش اللي سمعوا من عبدالله، إيش اللي يصير!

فاطمة و هي تقترب منها و تحط يد على كتفها: يا سميرة تكلمي، وين أساور، كلما سألناك قلتي صالون و هذا ألحين عبدالله يقول شيء ثاني، فهمينا إيش اللي يصير، الولد إيش يقول، ما بنتك مخطوبة له، كيف تزوجوها بغيره، كيف كذي؟

بسمة و هي تجلس بجنب أزهار و تحاوطها من أكتافها: خالتي تكلمي، اللي سمعناه.. صح؟!

ليلى و هي تمسكها من يدها و تدورها لها: خالتي تكلمي، إيش في؟ أخوي إيش يقول.. زوجتوها بغيره؟

سميرة غمضت عيونها و أخذت نفس لتهدي حالها، فتحتهم و إلتفتت لـ ماريسا و بهدوء غير اللي تحس فيه: جهزيها، ألحين يجي زوجها و بيأخذها! قالتها و بعدها طلعت من الغرفة بسرعة، طلعت تاركتهم مصدومين و مانهم فاهمين اللي يصير، طلعت تمشي لجناحها لأن ما فيها ترد عليهم، ما عندها شيء تقوله، دخلت الجناح و سكرت الباب وراها!


***************************


غمضت عيونها و من ثم فتحتهم، رمشتهم كم من مرة بهدوء و بعدها رفعتهم للساعة المعلقة على الجدار، 11:30، أخذت نفس و جلست، رفعت رأسها تشوف عليهم، مغطين نفسهم من شعرهم لين أصابع رجولهم، شكلهم ناموا، أخذت نفس ثاني و بعدت البطانية عنها، قامت و صارت تمشي لشنطتها، أخذت جلبابها، لبسته و من ثم طلعت من الغرفة و سكرت الباب بهدوء، إلتفتت حوالينها، البيت هادي و الليتات بعضها مسكرة، شكل الكل نايم، مشت للمطبخ و فتحت الباب الخلفي، جلست على الدرج و رفعت عيونها للسماء، طيبين و يحاولوا يتأقلموا معاها، ما تعرف إذا هم راضيين فيها و لا لأ بس تعرف أنه ما لهم إللا يرضوا، هو الأكبر فيهم، أبوه و أمه منفصلين، هي تزوجت و عايشة حياتها مع غيره و هو تاركهم في هالبيت و ما يسأل عنهم، كل اللي يسويه يرسل لهم مصروفهم الشهري، ما عندهم أحد، هو أكبرهم و محد يتحكم فيه، هو صاحب قراره بنفسه!

تنهدت و سندت رأسها بطرف الباب، غمضت عيونها لشوي تريحهم بس فتحتهم بسرعة، تعبانة بس مانها قادرة تنام، النوم مجافيها، كلما تغمض عيونها يجوا في بالها، ما تعرف كيف يكونوا، بأي حال، يدوروا عليها؟ تذكرت فقطبت حواجبها، اليوم الملكة، إيش قالوا لهم، كيف ردوهم؟ فضحتهم بين الكل، نزلت رؤوسهم للأرض، نزلت رأسها و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها، مانها سهلة تتركهم كذي، مانها سهلة تخونهم كذي بس هم مانهم راضيين يفهموا أنها ما تقدر بدونه، حياتها معاه و مستحيل تكون مع غيره، مانهم راضيين يفهموا أنها بتموت مع غيره، ما راح تقدر، ما بتقدر بدونه، تدحرجت دمعتها على خدها و تلتها دمعة ثانية و ثالثة و رابعة، ما حست بحالها إللا و هي تبكي، ما راح يسامحوها، مستحيل يسامحوها!

: أساور!

سمعت صوته فإرتبكت، مسحت دموعها بسرعة و لفت عنه بحيث عطته ظهرها

إقترب منها بهدوء و جلس على الدرج بجنبها، أخذ نفس و تكلم: ندمانة؟ حط يده على كتفها و دارها له: أساور، ندمانة عشانك إخترتيني عليهم؟

نزلت رأسها و حركته بالنفي

حط يد تحت ذقنها و رفع رأسها له: عيل إيش في؟ ليش تبكي؟

نزلت رأسها مرة ثانية و رجعوا دموعها: ما راح.. ما راح يسامحوني.. أبداً ما راح يسامحوني..

رفع رأسها له مرة ثانية و صار يمسح دموعها: لا تبكي، بـ يسامحوك، أوعدك أني بخليهم يسامحوك!

رفعت عيونها لعيونه: كـ.ـيف؟

إبتسم لها بهدوء و مسك يدها: راح أثبت لهم أنهم غلطوا برفضهم لي، راح أثبت لهم أني أحبك و سعادتك مع غيري مستحيلة، راح أثبت لهم أن حياتك مانها إللا مع شهاب!

أساور: توعدني؟

حرك رأسه بالإيجاب: أوعدك يا حبي، أوعدك!

نزلت عيونها: إيش لو ما إقتنعوا بكل هذا؟

زاد من مسكته على يدها و إبتسم أكثر: عادي و لا يهمك..

رفعت عيونها له بإستغراب و هو كمل

شهاب بنفس إبتسامته: بعد عشر سنوات بنروح لهم في إحدى الأعياد و بـ نأخذ أحفادهم معانا، بيلين قلبهم علينا و يسامحونا، نهاية سعيدة! و صار يضحك.

قطبت حواجبها: شهاب أكلم جد أنا!

شهاب و هو يضحك: هههه.. أحم.. و أنا، سكت شوي و أخذ نفس، أخذ نفس ثاني و تكلم: يا حبيبتي خلينا ما نفكر فيهم ألحين، كل شيء في وقته، ألحين بس خلينا نفكر في بكرة!

رفعت حاجبها: ليش، إيش في بكرة؟

إبتسم: ليش، نسيتي؟، و هو يحرك حواجبه بخبث: ملكتنا!

إحمروا خدودها فنزلت رأسها بحياء، شهقت و هي تشوف يدها في يده، سحبته بسرعة و قامت تركض عنه، ركضت للغرفة و هي تسمع ضحكته، فتحت الباب و دخلت، سكرته و إستندت به، نزلت عيونها ليدها و ضحكت بخفة على حالها، أخذت نفس و مشت لفراشها، ما المفروض تحرم نفسها من هالفرحة بسببهم، إذا كانوا يحبوها جد بيفرحوا عشانها، بيفرحوا و يسامحوها، يمكن ما ألحين بس مع الوقت كل شيء بيتصلح، هي بنتهم، مصيرهم يرضوا عليها، بيرضوا، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها بهالفكرة، فسخت جلبابها و إنسدحت، غمضت عيونها بس فتحتهم مرة ثانية، رجعت غمضتهم و هي تحاول تنام، تنام و تحلم في بكرة!


***************************


حطتها في حضنها و هي تحركها بهدوء، تحاول تنومها بس هي مانها راضية تنام، كانت حرارتها مرتفعة اليوم و طول الوقت تبكي بس من نزلت حرارتها سكتت، تبتسم و تلعب معاها، تمسك أصابعها الطويلة و تلعب معاهم، إبتسمت على شكلها و طبعت بوسة هادية على خدها و هي تمسح على شعرها بهدوء: يللا يا حياتي نامي، رفعت عيونها للساعة المعلقة على الجدار و نزلتهم لها: نامي عشان أقدر أرجع البيت، ماما تكون تنتظر.. ما كملت كلمتها إللا و تلفونها يرن، مدت يدها و أخذت التلفون من على الكمدينة، إبتسمت و هي تشوف الرقم، نزلت عيونها لوسن: ما أنا قلت لك! أخذت نفس و ردت: أيوا ماما!

كريمة: يا بنتي تأخرتي اليوم!

ناهد و هي تبتسم لوسن: ماما، بنومها و بجي، أنتي لا تنتظريني، قفلي الباب و نامي، أنا معاي مفتاحي!

كريمة: بس يا بنتي تأخر الوقت، كيف تمشي على الشارع كذي بنص الليل، أنا برسل لك سامي ألحين و أنتـ..

قاطعتها بسرعة: يا ماما، يا حبيبتي، لا تخافي علي، ما يبعدنا إللا فلتين، ما أقدر أتركها كذي أخاف تعذب خالتي مريم، أول ما تنام برجع، نامي، لا تخافي علي!

كريمة سكتت شوي و بعدها تكلمت: عيل خليك عندها لا ترجعي إذا تأخرتي أكثر!

ناهد و هي تقطب حواجبها: ماما..

كريمة و هي تقاطعها: ما مريم خبرتك من قبل، تضلي عندها أحسن بدل ما ترجعي في هالوقت!

ناهد و هي تقطب حواجبها أكثر: أيوا خبرتني بس هذا بيتنا قريب فـ ليش أضل..

كريمة و هي تقاطعها مرة ثانية: يا بنتي ما أقول لك على طول بس الليلة، إسمعيني زين، إذا ترجعي، ترجعي ألحين برسل لك سامي، إذا لا فخليك هناك!

ناهد سكتت بقلة حيلة و ما ردت عليها، سمعت الباب ينفتح فرفعت عيونها تشوف عليها، إبتسمت لها و هي ردت بإبتسامة، جا لها صوت أمها فنزلت عيونها.

كريمة: ها، إيش قلتي؟

ناهد و هي ترفع عيونها لمريم و من ثم تنزلهم لوسن: أمم، إرسليه بجي ألحين!

كريمة: ألحين يجي!

سكرت منها و رفعت عيونها لمريم اللي جلست على طرف السرير بمقابلها: أمم.. خالتي!

مريم بإبتسامة: أيوا يا بنتي!

ناهد و هي تنزل عيونها لوسن: لين ألحين مانها راضية تنام و تعرفي أمي.. أمم.. تريدني أرجع البيت..

مريم حركت رأسها بتفهم و أخذت وسن من حضنها: و لا يهمك يا بنتي، بنومها الليلة!

ناهد إبتسمت و قامت: عيل بمشي ألحين!

مريم و هي تعدل جلستها: يا ليتك تضلي عندنا دوم، بوجودك أحس الحياة ترجع لـ هالفلة!

إبتسمت أكثر و باستها على رأسها: تسلمي خالتي!

مريم: و الله يا بنتي ما بس أنا حتى ماري حبتك، صار عندها أحد تكلمه غيري أنا!

ناهد إبتسمت: ماني رايحة لبعيد، بكرة من الصبح راجعة لكم!

مريم: إن شاء الله!

إبتسمت، أخذت شنطتها من على الكمدينة و طلعت لبرع الغرفة، نزلت الدرج و طلعت للحديقة، مشت للباب و جت بتفتحه بس إندفع للداخل بقوة، رجعت بخطوة على وراء بخوف و هي تشوفه يدخل بسرعة، رفع عيونه لها و من ثم نزلهم و صار يمشي للداخل، وقفت بنفس مكانها بدون أي حركة، تحس بأنفاسها تنقطع كلما تطيح عينه في عينها، يخوفها هالإنسان، يخوفها كثير، بلعت ريقها و إلتفتت تشوف على المدخل، الباب مسكر، مانه موجود بس تقدر تشوف أثره لين ألحين، أثر الهالة السوداء اللي تحاوطه، أثر الجو المظلم و الكئيب اللي يحاوطه!

: ناهد!

إنتقزت من مكانها و هي تشهق بقوة

إستغرب منها: بسم الله الرحمن الرحيم، إيش صار لك أنتي؟

إلتفتت له و هي تحط يدها على قلبها تهديه: خو.. خوفتنـ.ـي!

إبتسم و مسك يدها و هو يطلعها لبرع: هذا أنتي ألحين خائفة، إيش لو رجعتي لحالك بعدين، ما أعرف إيش كان بيصير فيك!

إبتسمت و ضربته على كتفه بخفة: طلعت وراي فجأة يعني ما تريدني أخاف!

ضحك: طلعتي خوافة ههههههه!

إبتسمت أكثر و صارت تقرصه على كتفه: سموي بلا ضحك!

سامي: ههههههههههههههههههه، فك يدها و صار يمشي بخطوات أسرع: تعالي يالخوافة إلحقيني!

ناهد ضحكت و صارت تركض له: إذا مسكتك ما بفكك إللا و أنا أشد أذنك و أحمرها!

سامي: ههههههههههههههههههه!

ضحكت أكثر و صارت تركض له بأسرع ما عندها.



عند عادل...

سحب كرسي، جلس و حط الكمادة على فكه، نزل عيونه لكفه و هو يشوف الجرح اللي فيه، تضارب مع شباب بالبار اليوم، مانه قادر يتذكر السبب بس كل اللي يعرفه أنهم إستفزوه، إستفزوه و هو ما قدر يمسك حاله، طردوه من البار و منعوه من أنه يقترب من الفندق مرة ثانية، كانت يده تنزف كثير فـ ما دخلوه لفنادق ثانية، ما كان عنده إللا يرجع البيت، يرجع لهنا، رمى الكمادة على الطاولة و قام، طلع من المطبخ و صار يركب الدرج لجناحه، دخل و مشى لغرفته، حط يده على المقبض و جا بيفتح الباب بس وقف، صار له زمان ما دخل الغرفة في هالوقت و هو صاحي، ما يتذكر متى كانت آخر مرة دخل فيها كذي، نزل عيونه و من ثم رفعهم للباب، لحظة.. يتذكر، يتذكر أنه تأخر عليها مرة و وقف قدام الباب بنفس هالوقفة، يتذكر أنه وقف يفكر في عذر، يرتب كلماته في جملة ليقولها لها، يتذكر عتابها عليه، يتذكر زعلها منه، يتذكر وعده لها، يتذكر كل شيء، يتذكر كل شيء يتعلق فيها!

أخذ نفس و فتح الباب، تقدم بخطوة للداخل و إلتفت للسرير، تمنى يشوفها لـ لحظة، يشوفها زعلانة منه ليقدر يراضيها، يشوف دموعها ليقدر يمسحها، يشوفها قدامه ليدفنها في صدره و يحس فيها، يشوفها لـ لحظة، لحظة و بس، نزل عيونه و مشى للكبتات، أخذ بجامته و غير ملابسه، فتح كبتاتها و أخذ أحد قمصانها، مشى للسرير و بعد البطانية، عدل طرفها من السرير و من ثم مدد قميصها عليه، مشى للتسريحة و أخذ عطوراتها، رجع للسرير و صار يرش على القميص، حطهم على الكمدينة و مشى لجهته، إنسدح و من ثم تقلب يشوف على طرفها، سحب القميص لحضنه و غمض عيونه، غمض عيونه و هو يريد يغرق نفسه في ريحتها!


***************************


رفعت عيونها للساعة، 3:45 الفجر، نزلتهم للأرض و هي تشد على عبايتها بخوف و إرتباك، صار لها أكثر من أربع ساعات جالسة بنفس جلستها، جالسة بغرفته، مرة ترفع عيونها للباب، مرة ترفعهم للساعة و مرة تنزلهم للأرض، ما شافته لين ألحين، مانه موجود، أمه دخلتها لهنا و جلستها على هالكنبة و بعدها طلعت، ما نطقت بأي حرف لها، ما تكلمت، مانها راضية فيها و هي تقدر تشوف هالشيء، كيف ترضى و هي كانت تتوقع شخص ثاني في محلها، ما راح يرضوا فيها، ما راح يتقبلوها، و هي؟ و هي راح تقدر؟ ما تعرف إيش اللي ينتظرها، أي حياة بتكون هذي اللي بتعيشها من اليوم، تعيشها معاهم، تعيشها..، و هي ترفع عيونها للباب اللي إنفتح، تعيشها مـعـاه..!

ضلت تشوف عليه و هو منزل رأسه، يتنفس و يزفر بقوة، أكمامه مرفوعة و كمته ماسكها في يده اليسار، دشداشته مغبرة، مغبرة و مبقعة، مبقعة..، و هي ترفع عيونها لوجهه المجروح، مبقعة بدمه، رفع عيونه لها و هي إرتبكت أكثر فنزلتهم بسرعة، حست فيه يقترب منها فخافت و وقفت، رفعت عيونها له، شافته يقترب أكثر، غمضت عيونها بسرعة و رفعت يدينها تصد كل اللي بيسويه فيها، بنظراته حست أنه بيذبحها، ضلت على نفس حالتها لكم من دقيقة و لما ما حست فيه، نزلت يدينها بتردد و فتحت عيونها، شافته واقف قدامها، إرتجفت بخوف و رجعت بخطوة متعثرة لوراء: لا.. لا تذبحـ.ـني..

قاطعها و بهدوء غير اللي يحس فيه: إطلعي برع!

أزهار بنفس حالتها: هـ.ـا؟

فهد بنبرة حادة شوي: إطـلـعـي بـرع!

تسمعه بس من الخوف مانها قادرة تفهمه

إقترب منها بسرعة و مسكها من مرفقها وهو يسحبها للباب: إطــلــعــي بــرررع! إطـــلــعـــي! دفعها لبرع الغرفة بسرعة و صفق الباب بأقوى ما عنده.

رمشت عيونها بخوف و هي تشوف على الباب المسكر، رفعت يدينها المرتجفة و مررتهم على وجهها، دموعها تتعلق برموشها، تتعلق و بعدها تطيح و تحرق خدودها، إلتفتت تشوف على الممر الفاضي و أبواب الغرف المسكرة، نزلت عيونها للأرض و صارت تبكي بصمت.



داخل الغرفة...

إستند بالباب و غمض عيونه، أخذ نفس و من ثم أخذ نفس ثاني و زفر بقوة، فتح عيونه و صار يمشي للتسريحة، وقف قدام المراية يشوف على وجهه، شفته السفلية منشقة و متورمة، عيونه مخضرة، خده مجروح، أنفه لين ألحين ينزف، نزل عيونه لـ دشداشته، مدمية و زر العلوي مفكوك أو بالأحرى مقلوع و متعلق بخيوطه الباقية، سحبها بقوة و قلعها بقهر، فسخ دشداشته بسرعة و رماه على الأرض، لف يشوف على كتفه، متعور، الكدمة محمرة و بدت توضح، سحب كرسي التسريحة و جلس، مال بجسمه على قدام و حط كفوفه على عيونه، أخذ نفس و صار يتذكر اللي صار...

لف بسيارته لشارع البحري و عيونه على شاشة تلفونه يشوف على إسمه المضيء، تلفونه ما سكت و لا لدقيقة، شوي و يحترق من كثر إتصالاته، ما يعرف إيش يتوقع منه، ما يعرف إيش بيسوي فيه، بس هو قرر، قرر يخبره بكل شيء، يعرف أن و لا شيء بيتصلح بس ما راح يضل ساكت، يبرر اللي سواه، هو ما كان عنده خيار ثاني، ما حطوا له أي خيار، كل الطرقات تسكرت في وجهه، مجبور، مجبور و يتمنى هو يفهم هالشيء، رفع عيونه للشارع و هو يشوف سيارته واقفة بطرف الشارع و هو واقف و مثبت عيونه عليه، إرتبك من نظراته، يحرقه و هو بـ هالبعد منه، إيش لو يوقف قدامه، أخذ نفس يهدي حاله و وقف سيارته بجنب سيارته، جا بيلف بس ما حس بحاله إللا و هو ينسحب لبرع.

مسكه من دشداشته، سحبه لبرع و من ثم دفعه بقوة، ثبته على السيارة و بصراخ: هـي مـغـصـوبـة بـس أنـت إيـش غـصـبـك عـلـيـهـا؟ لـيـش سـويـتـهـا فـيـنـي؟ و هو يزيد من قبضته عليه: فـهـد لـيـش؟

حاول يأخذ نفس و حط يدينه على يدينه: عبد.. ما قدر يكمل لأنه سحبه مرة ثانية و دفعه عنه بقوة، تعثر بكم من خطوة على وراء و جا بيطيح بس تدارك، جا بيعدل وقفته بس هو كان أسرع، مسكه من كتفه، داره له و ضربه بوكس بأقوى ما عنده، طاح على الأرض و هو يحس بأنفه اللي نزف بضربته، غمض عيونه و هو يحاول يأخذ نفس ثاني يهدي حاله، مسح الدم بيده و من ثم رفع رأسه له: عبدالله إسمعني..، ما قدر يكمل لأنه مسكه من أكتافه مرة ثانية و وقفه، وقفه ليضربه بوكس ثاني ليطيح مرة ثانية، رفع رأسه له و بصوت عالي شوي: عـبـود إسـمـعـنـي..

مسكه من أكتافه و وقفه مرة ثانية و هو يشدد من قبضته عليه: إيـش تـريدنـي أسـمـع؟ إيـش بـ تـقـول هـا؟ أنـت أخـذتـها مـنـي؟ أخـذت أزهـار مـنـي!

فهد و هو يقطب حواجبه بقوة و بهدوء غير اللي يحس فيه: ما أريدها، تسمع ما أريد.. ما كمل إللا بـ بوكس ثاني.

رجع خطوتين على وراء بس تدارك قبل ما يطيح، رفع عيونه له، شافه جاي له، جا بيمسكه بس هالمرة هو كان أسرع، سحبه من دشداشته، داره و كتف يدينه وراء ظهره و بصوت عالي: إسـمـعـنـي..

فك نفسه مرة ثانية و دفعه عنه: مـا أريـد أسـمـعـك، مـا أريـد أسـمـع و لا شـيء مـنـك، بـذبـحـك، تـسـمـع بـذبـحـك!

فهد و هو يقترب منه و بنفس الصراخ: إذبـحـنـي، سـوي فـيـنـي الـلـي تـريـده بـس بـالأول إسـمـعـنـي!

عبدالله رفع عيونه له و من ثم نزلهم و ما تكلم

إقترب منه بخطوات هادية بعكس اللي يحس فيه، أخذ نفس و حط يد على كتفه: عبود و الله ما أريدها..

دفعه عنه بقوة: إذا مـا كـنـت تـريـدهـا لـيـش وافـقـت عـلـيـهـا؟

فهد: لأنـي..

ما قدر يكمل لأنه إقترب منه بسرعة، طيحه على الأرض و بعدها طاح فيه ضرب، حاول يبعده عنه بس ما قدر، حاول يصد ضرباته بس هم ما قدر، ما حس بحاله إللا و هو يضربه بدوره!



بعد نص ساعة...

يحاول يشدد من قبضته على صدره بس من التعب مانه قادر، عيونه في عيونه و يدينه على رقبته، أنفاسه منقطعة بس مانه راضي يفكه، فكه من صدره و تكلم بصوت مخنوق: فـ.ـكـ.ـنـي!

ضل يشوف في عيونه لكم من ثانية و بعدها إرتخت مسكته من على رقبته، بعد يدينه و طاح بجنبه، تمدد على الأرض بتعب، غمض عيونه و هو يحاول يلتقط أنفاسه.

ضل هو الآخر متمدد بدون أي حركة، يتنفس و يزفر، المكان صار هادي، قبل شوي كانت أصواتهم العالية و صراخهم على بعضهم تضج الشاطئ بس ألحين ما تنسمع غير الأمواج و أنفاسهم المنقطعة، غمض عيونه و حاول يأخذ نفس طويل، زفر و أخذ نفس ثاني، قوم نفسه و جلس، نزل عيونه للأرض و من ثم إلتفت له: ألحيـ.ـن.. ألحين إسمعـ.ـني!

فتح عيونه و رفعهم للسماء، أخذ نفس و من ثم إلتفت له

فهد و هو يمرر يدينه في شعره بقلة حيلة: و الله رفضتها.. رفضتها و قلت لهم ما أريدها بس..، و هو يأخذ نفس ثاني: بس ما كان عندي خيار ثاني..، نزل رأسه و بقهر: أبوها.. هاشم.. هاشم..، و خبره بكل اللي صار: ما شفت أحقر منه.. ما شفت مثله، ما قدرت أرفضها.. ما كان عندي إللا أرضى و أسكت.. ما كان عندي خيار ثاني، والله عبود..، و هو يقترب منه و يجلسه: و الله ما أريدها.. ما أريدها!

عبدالله غمض عيونه بقوة و نزل رأسه: بس أنـ.ـا أحـ.ـبها!

فهد و هو يحاوطه من أكتافه و ينزل رأسه: أنا.. آسف، آسف!

عبدالله و هو يحرك رأسه بقلة حيلة: إيش.. إيش بتسوي فيها؟

فهد إلتفت له و ما تكلم

عبدالله و هو يرفع رأسه له: فهد توعدني بشيء؟!

فهد ضل يشوف عليه بدون أي كلمة

عبدالله و هو يحط يده على كتفه: أوعدني أنك ............!



بعد شوي...

ضمه له و صار يمسح على رأسه: سامحني!

غمض عيونه، فتحهم و من ثم بعد عنه: مانك قادر تفهم اللي أحس فيه، ما راح تقدر!

فهد أخذ نفس: أعرف، سكت شوي و تكلم: إصبر علي شوي و أوعدك أني بكون قدها!

عبدالله: توعدني أنك بتوفي بوعدك؟

فهد حرك رأسه بالإيجاب: أوعدك!

عبدالله نزل رأسه و مرر يدينه في شعره، ما تكلم و صار يمشي لسيارته.

ضل واقف بمكانه، يلاحقه بعيونه، شافه يفتح الباب و يركب، لف و جا بيركب سيارته بس وقفه.

عبدالله: فهد!!

لف يشوف عليه

إبتسم و دموعه تلمع في عيونه: لا تأذيها!

إحترق قلبه و هو يشوف إبتسامته بدموعه، نزل عيونه عنه بسرعة و ما رد عليه، يحسه منخدع فيها، مستحيل تطلع مثل ما هو متوقعها، بنته، مستحيل تكون أحسن منه، ما رفع عيونه له إللا لما سمع السيارة تتحرك...

رجع من سرحانه و بعد يدينه عن عيونه، شبكهم ببعض و نزلهم، ضل على نفس جلسته لكم من ثانية و بعدها قام و مشى لكبتاته، أخذ له ملابس و دخل الحمام، طلع بعد فترة و هو يعدل قميصه مشى للباب و فتحه، شافها واقفة مكان ما كانت، وجهها محمر و دموعها تتدحرج على خدودها وحدة و راء الثانية، ما رفعت رأسها له و هو نزل عيونه عنها، فتح الباب أكثر و بنبرة حادة: تعالي، إدخلي!

ما تحركت من مكانها

رفع عيونه و هو توه ينتبه لها، رجفتها لين ألحين باقية، خايفة منه، أكيد خايفة بس هو مانه هنا ليهديها، تكلم و بنفس أسلوبه: أزهـار إدخـلـي!

رمشت عيونها بخوف و ما تحركت من مكانها

أخذ نفس و لف عنها، سكر الليتات و مشى للسرير، رمى حاله عليه و سكر الأبجورة: متى ما دخلتي، سكري الباب! قالها و بعدها تقلب و غمض عيونه.

رفعت عيونها للغرفة تشوف عليه، متمدد و معطيها ظهره، الغرفة مظلمة بس إضاءة ليتات الشوارع جاية من الستائر الخفيفة اللي تغطي الشبابيك و إضاءة الممر اللي هي واقفة فيه يرسم ظلها على عتبة الباب، أخذت نفس تهدي حالها و صارت تمسح دموعها بكم عبايتها، ما يصير تضل واقفة هنا، مررت نظرها للأبواب المسكرة في الممر و من ثم رجعته له، نام، ما راح يأذيها، على الأقل ما اليوم، أخذت نفس ثاني و أخذت خطوة مترددة للداخل، أخذت خطوة ثانية و ثالثة و بعدها لفت تسكر الباب، سكرته و هي تشوف الغرفة تتظلم أكثر، إلتفتت و صارت تمشي للكنبة، حفظت مكانها من كثر ما كانت جالسة عليها، إقتربت منها و مدت يدها تتحسسها، جلست و رفعت ركبها لها، لمتهم لصدرها و بعدها إلتفتت للسرير، حطت رأسها على ركبها و ثبتت عيونها عليه.


***************************


الصبح – ساعة 7:00...

وقفت سيارتها في مواقف الشركة و زفرت، أخذت شنطتها من المرتبة اللي بجنبها و نزلت، قفلت سيارتها و صارت تمشي للبناية، ما قدرت تنام الليل و هي تفكر فيه، تفكر فيها، مانها قادرة تفهم ليش أبوها أصر عليه ليأخذها، مانها قادرة تفهم ليش هو وافق بهالسهولة، كل اللي يعرفوه أنه البنت الصغيرة رفضت و هم عرضوا الكبيرة عليهم، معقولة بهالسهولة؟ هم إيش يخبوا عليهم؟ هم يستروا على إيش؟ ما تعرف، تنهدت بقلة حيلة و ضغطت على زر المصعد، إنفتح لها الباب فدخلت، لفت و شافته يدخل وراها!

إبتسم لها: صباح الخير!

نزلت عيونها عنه بحياء: صباح النور!

ضغط على دور مكاتبهم و تسكر الباب، نزل عيونه للأرض و من ثم رفعهم لها، جا بدري اليوم، ما كان متوقعها، كان مفكر أنه بيخلص أشغاله من وقت عشان في البريك يقدر يكلمها بس هي هنا ألحين و هو متأكد محد غيرهم بيكون موجود، ما عنده أحسن من ألحين ليكلمها، شافها تعدل شيلتها، حركة يمكن تسويها لأنها مرتبكة من نظراته، نزل عيونه عنها، كلم زوج خالته و راح يخطبها معاه من أبوها، لين ألحين ما جا له الرد، ما يعرف هي على إيش ناوية، يمكن تريد تعذبه، ليش، هي تعرف بمشاعره بإتجاهها عشان تسويها، لا، ما يتجرأ يعترف لها، هو لين ألحين مانه مصدق أنه طلب منها تتزوجه وجهاً لوجه، لحظة تهور بس لحظة ما ينساها في حياته كلها، إبتسم على هالفكرة بس إختفت إبتسامته و هو يشوفها تنزل من المصعد و تمشي لمكتبها بسرعة، لازم يكلمها، إذا هو جد يحبها لازم ما يخبي عليها، ما يظلمها بـ هالإرتباط، نزل من المصعد و رفع عيونه للساعة المعلقة على الجدار، 7:09، في أقل من ساعة هالمكان راح يمتلي بالموظفين، ما عنده إللا ألحين، أخذ نفس يتشجع و من ثم مشى لها، وقف عند مكتبها و تكلم: نمارق!



.

.

.

.

.
.

.

.





طول الوقت و هي تحس بنظراته عليها، مرتبكة، مستحية، ما كانت متوقعة وجوده، ما كانت متوقعة وجود أي أحد غير عاملين النظافة، حست فيه يقترب فإرتبكت أكثر، سمعت إسمها فرفعت عيونه له.

عبدالرحمن بتردد: نمارق.. أنا.. أمم.. كان المفروض أكلمك عن هالشيء قبل ما أخطبك.. ما كنت أريد أعلقك علي بس..

فتحت عيونها بصدمة: ما عدت تريدني!

رد بسرعة: لا، لا.. ما قصدي كذي.. بس..، أخذ نفس و سحب كرسي من المكتب اللي بجنبها، جلس و تكلم: نمارق، أنا حياتي.. أمم..، و هو ينزل رأسه: ما أعرف كيف أقولها لك!

قطبت حواجبها و نزلت رأسها: ماني قادرة أفهم عليك، قول اللي عندك!

عبدالرحمن و هو يرفع عيونه لها: حياتي مانها مثل ما أنتي تتوقعي!

رفعت عيونها له: ليش، أنت تعرف أنا إيش متوقعة؟

حرك رأسه بالنفي: ما أعرف بس أقدر أقول أنك مانك متوقعتها مثل ما هي!

نمارق حركت رأسها بمعنى أنا ما فهمت

حرك رأسه بالإيجاب، أخذ نفس و تكلم: نمارق أنا عندي أم مقعدة و ما عندي غيرها، فقدت كل أهلي في حادث و كنت مفكر أني بفقدها هي بعد، بس الحمد لله، الله ما راد و هي عندي ألحين، و هو يرفع عيونه لها: هي كل اللي عندي، هي.. أمم.. هي..

نمارق: مريضة؟

حرك رأسه بالنفي: لا، أمم.. هي تغيرت بعد الحادث، تغيرت كثير، ما عادت مثل أول، صارت تخاف علي أكثر من اللازم، متعلقة فيني أكثر من اللازم، تغار علي أكثر من اللازم، صارت.. أمم..، و هو يحك جبينه: صارت تتحسس على كل شيء، تتوتر بسرعة، تزعل بسرعة، سكت شوي و كمل: نمارق أنا أريدك تعرفي، تعرفي أنك إذا وافقتي علي يعني أنك وافقتي عليها، هي ما راح تكون سهلة، يمكن ما تقدري تتقبليها، يمكن هي ما بسهولة تتقبلك، ما أعرف، بس أريدك تعرفي أنها دوم بتجي الأول في حياتي، و هو يأخذ نفس: هي الأول في حياتي!

خلص كلامه و هو ينتظر ردة فعلها، ينتظر ردها على كل اللي قاله لها، ضل ساكت لدقيقة، دقيقتين، خمسة الدقائق بس هي ما نطقت بحرف، إرتبك، خوفها، بترفضه، قام و نزل عيونه: أمم.. أنا آسف أخذت من وقتك بس كان لازم تعرفي هالشيء عني قبل ما تربطي نفسك فيني، هذا خيارك أنتي و بس، رأيك أنتي و بس، خذي وقتك، راح أنتظر ردك سواء وافقتي أو.. رفضتي! لف عنها و جا بيمشي لمكتبه بس وقفته.

ضلت ساكتة تستوعب اللي قاله لها، ما تعرف كيف تفسر حالتها، أم مثل باقي الأمهات، يمكن متعلقة فيه كثير لأنها فقدت كل اللي عندها و هو اللي بقى لها، يمكن خايفة من أنها تفقده مثلهم و عشان كذي تغيرت، تغيرت من كثر خوفها عليه، معقولة ما تقدر تتقبلها؟ هي ما تقدر تحكم عليها لأنها ما عاشت معاها بس هي راضية، إيش لو ما قدرت تعيش معاها، بـ تتعايش، تتقبلها عشانه، يمكن لأنها وحيدة، يمكن بوجودها تتغير، يمكن ليش لا، رفعت عيونها له، شافته يقوم و يمشي، فوقفته: عبدالرحمن!

وقف و لف لها

نزلت عيونها عنه و من ثم رفعتهم له: أقدّر كل اللي قلته لي، لو كان غيرك يمكن ما تكلم.. ما صارحني بكل هذا بس أنا أخذت قراري من قبل و اليوم بـ يتصلوا فيكم ليردوا عليكم، كلامك ما بيغير في قراري..

علق عيونه بعيونها و هو يحس بقلبه يدق: إيش هو قرارك؟

نزلت عيونها عنه بحياء و إرتباك: مـ.. موافقة!

زفر براحة و من ثم إبتسم: الحمد لله!

إحمروا خدودها من حركته فـ لفت لكمبيوترها تعطيه ظهرها

إبتسم أكثر على حركتها و ما حب يحرجها أكثر من كذي، لف و صار يمشي لمكتبه.


***************************


طلعت من المطبخ و صارت تمشي للصالة، شافته جالس على الكنبة فمشت له، جلست بجنبه و نزلت عيونها لكوب الشاي اللي ماسكه في يده، ما شرب منها، مثل ما هي، يصفح الجريدة اللي حاطها في حضنه و ناسي الشاي، رفعت عيونها لوجهه و هو إلتفت لها، مد لها الكوب و تكلم: خذي، بردت، خبري ماريسا تسوي لي غيرها!

حركت رأسها بالإيجاب و إلتفتت لتشوف ماريسا تطلع من المطبخ: ماريسا!

إلتفتت لها و صارت تمشي لها بسرعة: نعم مدام؟

سميرة و هي تمد الكوب لها: سوي له كوب ثاني!

حركت رأسها بالإيجاب و راحت.

ضلت تلاحقها بعيونها لين دخلت المطبخ و ما بقى غير طيفها، نزلت عيونها و من ثم إلتفتت له و بدت بتردد: هـ.. هاشم!

صفح الجريدة اللي بيده و ما إلتفت لها: همم؟

سميرة بنفس حالتها: ما بندور عليها، أساور..

إلتفت لها بسرعة و قاطعها بنبرة حادة: لا تجيبي سيرتها قدامي، ماتت، ما عادت لك بنت بـ هالإسم، أنتي ما كان عندك غير عماد و أزهار، فاهمة؟!

قطبت حواجبها: مانها بنـ..

قاطعها مرة ثانية و هو يقوم بعصبية: هـي الـلـي عـنـدك، إسـكـتـي و إشـكـري ربـك، لـولاهـا كـانـت رؤوسـنـا بـالأرض ألـحـيـن! رمى الجريدة على الكنبة و صار يمشي لبرع بسرعة.

نزلت رأسها و زفرت بتعب، لو إيش ما يصير هي بنتها، ما تعرف وينها ألحين، بأي حال، ما تعرف مع من تكون، كيف تكون، ضلت طول الليل تفكر فيها، تفكر في اللي صار، ما تعرف إذا تلومها و لا لأ، ليش هي؟ ليش سوتها فيهم؟ رخصت أهلها، رخصت عشرين سنة عاشتها معاهم لشاب ما عرفته إللا لكم من يوم، كيف قدرت تسويها؟ من الغلطان في هالشيء؟ هي و لا هم؟ يا ترى جد هم ما عرفوا يربوا؟ هي ما عرفت تربي بنتها، وحيدتها؟ رفعت عيونها و صارت تلتفت حوالينها، فلة إيش كبرها، فاضية، ما فيها غير خدمها و هي، عماد سافر، أساور هربت..، رفعت عيونها للساعة و من ثم للدرج، كل يوم تنزل الدرج في هالوقت، تنزل لها، حتى هي مانها موجودة، مانها موجودة لأنهم غصبوها تروح، غصبوها تستر على فضيحتهم، نزلت عيونها و من ثم غمضتهم و هي تتذكر، إيش يصير لو عرفت كل شيء، إيش يصير في وقتها، هي بعيدة عنها، ما عادت تقدر تخبيها، ما عادت تقدر تسوي شيء، بيوصل لها، أكيد بيوصل لها و يفضحها، غطت وجهها بيدينها و هي تحرك رأسها بالنفي، ما تقدر تسمح لهالشيء يصير، ما ألحين ما أبد، قامت بسرعة، لفت و طلعت ماريسا قدامها، دفعتها عنها بعصبية: بـعـدي!

ماريسا اللي طاح الكوب من يدها: آسف مـ.ـدام!

ما ردت عليها و مشت للدرج بسرعة، ركبت لجناحها و مشت لغرفتها، سكرت الباب و قفلته، مشت للشباك بسرعة و بعدت الستارة، سيارته مانها موجودة قدام الفلة، طلع، فكت الستارة و مشت لكبتاتها، فتحتها و صارت تدور تحت ملابسها، جت في يدها فأخذتها بسرعة، ورقة صغيرة برقمه، مشت للسرير، جلست و أخذت تلفونها، أخذت نفس و إتصلت على الرقم، رن كم من مرة و بعدها جا لها الرد، تكلمت بسرعة: عدنان معاك سميرة، زوجة هاشم الـ...! ..، ما عندي وقت لكلام فاضي، خلينا نلتقي اليوم..، آههم، نفس المكان، بكون هناك في ساعة! قالتها و بعدها سكرت التلفون، فتحت درج الكمدينة و أخذت بطاقاتها، سكرته و بعدها قامت تلبس عبايتها.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

جلس على الكنبة يشوف على إنعكاس صورتها في شاشة التلفزيون المسكرة قدامه، في المطبخ و تنظف طاولة الفطور، بجلبابها، دوم بجلبابها، ما يشوفها بدونه، ما يحسها مرتاحة فيه بس يمكن لين ألحين مانها متعودة بوجوده حوالينها فكذي تفضل تلبسه طول الوقت، يمكن تستحي، ما يعرف، لين ألحين هادية، ما تكلمه كثير، كل اللي بينهم أسئلة بسيطة، أجوبتها ما تتعدى كلمة أو كلمتين، أسئلة هو يسألها، أما هي فتضل ساكتة و متكتمة، شافها تلف فنزل عيونه عنها، يسمع خطواتها الهادية تطلع من المطبخ و تقترب منه، تقترب و من ثم تبتعد، إلتفت يشوف عليها، شافها معطيته ظهرها و تمشي لغرفتها، فتحت الباب و جت بتدخل بس وقفها: فرح!

وقفت و لفت تشوف عليه: ها؟

قام و مشى لها: ما مليتي من غرفتك؟

لفت تشوف على غرفتها الكئيبة، ما ملت منها؟ ملت و تحس نفسها تختنق بين جدرانها الأربعة، ما عندها إللا البلكون، تطلع كل شوي تتنفس و تدخل بس ردت عليه بـ: لا!

عماد و هو يشوف على غرفتها: من جدك؟

جت بتحرك رأسها بالإيجاب بس هو مر من جنبها و دخل الغرفة، لفت تشوف عليه، شافته يلتفت حوالينه، قطبت حواجبها بس ما تكلمت.

إلتفت عليها و صار يعدد على أصابعه: ناقصك تسريحة، كبتات، ساعة للجدار، معلقة، أمم.. و هو يلتفت حوالينه مرة ثانية: إيش تريدي بعد؟

قطبت حواجبها أكثر و هي تلتفت حوالينها: ما ناقصني شيء!

عماد و هو يحرك رأسه بالإيجاب: أنا أقول ناقصك، إقترب منها بخطوة و وقف قدامها: تجهزي، خلينا نطلع نشتريها لك!

رفعت عيونها لعيونه شافته يشوف عليها و كأنه ينتظر ردها، نزلتهم بسرعة: ما في داعي، ما راح أضل هنا على طول، فترة و برجع، ما في داعي تخسر حالك عشاني!

حرك رأسه بالموافقة: أعرف بس..، و هو يقترب بخطوة ثانية: على الأقل للفترة اللي بتكوني فيها هنا، بتكوني مرتاحة!

رمشت عيونها بإرتباك و هي تحس بريحته، تحس فيه بهالقرب منها و بتلعثم: مـ.ـا في.. ما في داعـ.ـي!

ما حس فيها فإقترب منها أكثر، حط يد تحت ذقنها، رفع رأسها له و بإبتسامة: في داعي، جهزي حالك بنطلع في نص ساعة!

ما ردت عليه، ما قدرت ترد، الضجة اللي سوتها دقات قلبها من إبتسامته منعتها تسمع أي كلمة قالها، حست في حالها فرجعت بخطوة على وراء بسرعة بحيث إنفك ذقنها من يده، نزلت عيونها عنه و هي مرتبكة أكثر.

عماد و هو يمشي للباب: يللا، نص ساعة و نطلع، تجهزي بسرعة!

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة بس ما ردت عليه و لا لفت له، حطت يدها على قلبها و أخذت نفس تهديه، غمضت عيونها و هي تكلم حالها: إيش صار لك أنتي؟ إيش صار لك؟ قطبت حواجبها بقوة و هي تحرك رأسها بالنفي: لا تسمحي له يأثر فيك كذي، لا تسمحي له، حركت رأسها بحزم تقنع نفسها: ما راح أسمح له، ما راح أسمح له! أخذت نفس ثاني و بعدها أخذت نفس ثالث و رابع، مشت لشنطتها و فسخت جلبابها، جلست على الأرض على ركبها و هي تمرر أصابعها الضعيفة في تموجات شعرها الكثيف، أخذت نفس و بعدها صارت تلم شعرها، ترفعهم و تلفهم، تلفهم و هي ما حاسة بعيون اللي عليها و تعد كل لفة شعر هي تسويها، لفة، لفتين، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة،..

: كل هذا شعر!

إرتبكت و إنفك شعرها من يدينها، إلتفتت له و وقفت بسرعة.

جمد تفكيره و هو يشوف هـ الغريبة قدامه، مانها هي، مستحيل تكون هي، ما حس بحاله إللا و هو يمرر نظره من عليها، واقفة قدامه بقميص علاقي خفيف، يرسم تفاصيلها رسم، واقفة قدامه بـ شورت يوصل لنص فخذها، يوصل لوين ما واصل شعرها، شعرها الأسود مثل الفحم يتعاكس مع بشرتها البيضاء مثل الثلج، جميلة جداً، جمالها يفتن!

تحس بنظراته تفصلها و تحرقها بس مانها قادرة تتحرك، الدم اللي بجسمها يتدفق بقوة لخدودها، خدودها اللي بـ تنفجر من حرارتها!

ضل واقف بدون أي حركة و عيونه عليها، لولا رنين تلفونه كان ما إنتبه لحاله، نزل عيونه عنها بسرعة و هو مرتبك، مرتبك كثير من حاله، حك حاجبه بإرتباك و لف عنها: أنا.. أنا آسف! قالها و بعدها طلع بسرعة من غرفتها.

ركضت للباب بسرعة و سكرته، إستندت به و غطت وجهها بيدينها و هي تحس نفسها شوي و تموت من الإحراج، أما هو فدخل غرفته بسرعة و صورتها تدور قدام عيونه، حرك رأسها بسرعة يبعدها بس مانها راضية، ما شافها كذي من قبل، ما توقعها جميلة كذي، تخبي كل هذا تحت جلبابها، تخبي جمالها عنه، قطب حواجبه على تفكيره و حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعدها بس مانها راضية، متعلقة في عيونه، حط يدينه على عيونه و أخذ نفس يهدي حاله، مانها أجمل من هانا، مانها أجمل منها، حرك رأسه بحزم يقنع نفسه بهالفكرة، نزل عيونه و بعدها مشى لكبتاته يغير ملابسه.



بعد نص ساعة...

وقفت عند الباب تعدل شيلتها، أخذت نفس و حطت يدها على المقبض، أخذت نفس ثاني و فتحت الباب، رفعت عيونها، شافته جالس على الكنبة، إلتفت لها و هي نزلت عيونها عنه بسرعة و خدودها لين ألحين محمرة، قام و عيونه عليها، لابسة جينز أسود بـ جاكيت أسود، يقدر يشوف أطراف قميصها الكحلي الطويل طالعة من الجاكيت كونه الأطول، تغطي شعرها بـ شيلتها اللي لافته على رأسها مرتين، عيونها مكحلة و شفايفها تلمع بلمعة وردية خفيفة، نزل عيونه عنها و صار يمشي لباب الشقة، فتح الباب و إلتفت لها: يللا خلينا نطلع!

حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمشي له، طلعت و صارت تمشي للمصعد، أخذ نفس و قفل باب الشقة، مشى لها و وقف بجنبها ينتظر الباب ينفتح لهم، تذكر الإتصال فإلتفت لها و تكلم: أمم.. حابة تجي معاي؟

إلتفتت له بإستغراب: وين؟

عماد: بعد يومين حفلة عيد ميلاد لواحد أعرفه، عزمني و إذا رحت فبتأخر، قلت بأخذك معاي، طبعاً إذا أنتي حابة تجي؟!

سكتت شوي تفكر: أمم.. حفلاتهم..

إبتسم لها بهدوء: مانها مثل ما تفكري و بعدين أنتي بتكوني معاي، لا تخافي، إنفتح المصعد، ركب و هي ركبت وراه، إلتفت لها: ها إيش قلتي؟

حركت أكتافها بخفة: ما أعرف، يصير خير في وقتها!

إبتسم على حركتها و ضغط على دور الأرضي: يصير خير يعني خلاص تجي!

إلتفتت للباب و ما تكلمت.


***************************


وقف عند الباب يشوف عليه و هو يمسك يدها بيده اليمين و يحمل الشنطة بيده اليسار، إستند بطرف الباب و تكتف: لماذا أنت عنيد هكذا؟

ما رد عليه و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس هو حط يد على كتفه

إيريك: ماكس، لا تذهب، قلت لك أنني آسف، لن أكررها!

بعد يده و طلع من الغرفة بس حس بيدها الصغير ينفك من يده، نزل عيونه لها، شافها تتعلق فيه، قطب حواجبه و رفع عيونه له.

إيريك و هو يحملها: أنها لا تريد أن تذهب معك و أنت لا تستطيع تركها هنا لوحدها، إبقى..، و بترجي: أرجوك!

حط الشنطة على الأرض و إقترب منهم، مد يدينه لها: مايسي هيا بنا، سنذهب الآن!

حركت رأسها بالنفي و تعلقت في إيريك أكثر

إيريك إلتفت لها و من ثم له: ماكس، دعك من هذا، أين ستأخذها، أعلم أنك بعت منزلك القديم، لم يعد لديك مكان تذهب إليه، قلت لك لن يتكرر!

ضل ساكت شوي يشوف على مايسي، أخذ نفس و رفع عيونه لـ إيريك: تعدني بذلك؟

إيريك إبتسم بفرح و حرك رأسه بالإيجاب بسرعة: أعدك بذلك!

حرك رأسه بقلة حيلة و إبتسم



بعد شوي...

جلس على الكنبة بجنبه بإبتسامة و ضربه بوكس على كتفه

إلتفت له و هو مرفع حاجبه: لم أسامحك حتى الآن!

إيريك ضحك على حركته بس ما تكلم، ضل ساكت لكم من دقيقة و بعدها تذكر فإلتفت له و بتردد: ماذا ستفعل.. ماذا ستفعل بشأنه؟

إلتفت له و هو ما فاهم عليه: من تقصد؟

إيريك: أقصد الذي يسكن بالشقة المجاورة!

قطب حواجبه و لف عنه: لن أفعل أي شيء، أنه لا أحد بنسبة لي، لن أهتم و لكن إن حاول التقرب من مايسي سأذبحه!

إيريك ما نطق بحرف ثاني و لف للتلفزيون، ما راح يتدخل هالمرة، يكفيه، ما بـ يزعله منه مرة ثانية، إذا مشاكله بتنحل هو بيحلها بنفسه، هو ما راح يتكلم، رفع عيونه له و هو يدقق في ملامحه، يشبهوا بعض، يشبهوا بعض كثير، الفرق بينهم لون العيون و بس، حتى شعرهم نفس الشيء، مستغرب من حاله، كيف ما قدر يلاحظ هالشيء، صار له يسكن بهذيك الشقة أكثر من أربع سنوات، إصطدموا في بعض كثير، تكلموا و ضحكوا كم من مرة من قبل بس ما إنتبه لملامحه إللا لما عرف أنه أخوه، غريبة الحياة، جمعتهم بنفس البناية، بشقق جنب بعضها بس مانها راضية تجمعهم ببعض، مانها راضية تصالحهم ببعض، إنتبه لحاله لما إلتفت له و حرك حواجبه بمعنى إيش في، إبتسم له و حرك رأسه بالنفي، أخذ نفس و لف للتلفزيون!


***************************


مسقط...

وقفت قدام المراية ترجع خصلات شعرها المبللة على وراء، عيونها ثقيلة، ثقيلة لأنها ما قدرت تنام الليل، طول الوقت كانت مثبتتهم عليه، تشوفه كل شوي يتقلب و تسمعه يزفر بقوة، تعرف أنه ما نام بدوره، ما نام بس ما قام من على السرير إللا قبل شوي، أخذ فوطته من الكبتات و طلع برع الغرفة، شافت الباب يتسكر فقامت و مشت لشنطتها، أخذت لها ملابس و دخلت الحمام تأخذ لها شور و هذا هي ألحين واقفة قدام هـ المراية، أخذت نفس و صارت تمسح وجهها بفوطتها، أخذت نفس ثاني و مشت للباب، فتحته و شافت باب الغرفة ينفتح، رفع عيونه لها و هي نزلت عيونها عنه بإرتباك، نزلت رأسها و صارت تمشي لشنطتها المحطوطة بجنب كبتاته، نزلت لمستواها و أخذت شيلتها بسرعة، حطته على رأسها و قامت، ما لفت و هي تحس فيه يقترب منها، إرتجفت و هي تحس بيده على كتفها.

دارها له بهدوء و حط يده تحت ذقنها، رفع رأسها له و هي نزلت عيونها بسرعة، إقترب منها أكثر و بنبرة حادة و هادية بنفس الوقت: خايفة مني؟

رمشت عيونها كم من مرة بس ما ردت عليه

إقترب منها أكثر حتى صارت تحس بأنفاسه تحرق خدها: خايفة مني؟

تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم، حركت رأسها بالإيجاب و بصوت مرتجف: خـ.ـايفة!

إبتسم بسخرية لنفسه: أنا لازم أخاف منك!

فتحت عيونها و رفعتهم له بتردد

حرك رأسه بالإيجاب ليأكد لها كلامه: أنا لازم أخاف منك، ناس حقيرة، ما ينوثق فيكم، لوين بتوصل حقارتكم ما نعرف! دفعها بقوة حتى إصطدمت بالكبتات، حطت يدها على فمها تمنع صرختها، نزلت رأسها و ما تحركت من مكانها.

إقترب منها مرة ثانية، سحب شعرها ليرفع رأسها له: لا تفرحوا حالكم، لا أنتي و لا أبوك بتقدروا تكملوا في لعبتكم هذي لكثير، راح تنتهي، تنتهي و أنا أنهيها لكم، أنهيها و أخليكم تندموا على كل شيء سويتوه فينا، و هو يشد في شعرها أكثر: كل شيء!

غمضت عيونها و صارت دموعها تنزل، ما نطقت بحرف، ما تعرف إيش تقول له، مانها قادرة تفهم هو إيش يقصد بس كل اللي تعرفه أنه مقهور، مقهور كثير، مانه راضي في هالزواج، مانه راضي عيل ليش وافق عليها، يرضي حاله، يرضي غروره، كان جاي ليأخذ عروسته، ما يهم أي وحدة تكون، المهم أنه بيأخذ أحد معاه، حست بمسكته تزيد فغمضت عيونها بقوة و من ثم فتحتهم: فـ.ـكني!

شد أكثر: تتعوري؟

صارت دموعها تنزل أكثر: فكني!

ضل يشوف على دموعها لشوي و بعدها تذكر كلامه، أخذ نفس و من ثم فكها، لف عنها و طلع يمشي لبرع الغرفة بسرعة.

حطت يدها على رأسها اللي صار يعورها، رفعت عيونها للباب و من ثم نزلتهم للأرض، جلست و إستندت بالكبتات، ما قدرت تمسك حالها أكثر من كذي فصارت تبكي، تبكي و تشهق!


***************************


كان منسدح على سريره و مرفع عيونه للسقف، هذي حالته من أول ما رجع، مانه قادر يغمض عيونه، مانه قادر لأنه خايف يتخيلها، يتخيلها في حضنه، حضنه هو، بعد كل اللي قاله له مانه قادر يثق فيه، ما راح يقدر، هي معاه، تحت سقف واحد، تجمعهم غرفة وحدة، لا، لا، لا، بيجن خلاص، جسمه يحرقه، كل شيء فيه صاير يحرقه، أنفاسه كل شوي تضيق أكثر، تضيق حتى صار يختنق، يختنق و بيموت، سمع الباب يندق و ينفتح بس ما إلتفت، يسمع بخطواتها تقترب منه بس هم ما إلتفت.

جلست على طرف السرير و حطي يدها على رأسه: حبيبي..

غمض عيونه بقوة و ما تكلم

سعاد و هي تمسح على رأسه بهدوء غير اللي تحس فيه: مانها مستاهلة يا حبيبي، مانها مستاهلة، لا تسوي كذي في حالك..

قاطعها بصوت مخنوق قطعت قلبها: يمة مغصوبة.. مغصوبة ما تريده.. ما تريده، ليش؟ و هو يفتح عيونه و يرفعهم لها: ليش سووا كذي؟ ما خالتي تعرف أني أحبها؟ ما هي تعرف إيش كثر قلبي متعلق فيها؟ ليش سووها فيني؟ لـ.ـيش؟!

خنقتها عبرتها فما قدرت ترد عليه، ضلت ساكتة تمسح على شعره بدون أي كلمة، سمعت الرنين فإلتفتت للكمدينة تشوف على تلفونه، شافت رقمه فأخذت التلفون تمده له: يا ولدي.. طارق يتصل فيك، رد عليه يمكن يحتاجك!

غمض عيونه و هو يتذكره، يتذكر أنه وعده يجيبه لهم اليوم، يجيبه مع الشيخ ليملك على ليلى اليوم، نساه، نسى كل شيء بعد اللي صار، فتح عيونه و أخذ التلفون من يدها، جلس و سند ظهره بظهر السرير، ضل يشوف على الرقم لشوي لين تسكر، حاول يأخذ نفس بس فشل، حاول يأخذ نفس ثاني و تكلم: يمة، خبري ليلى تتجهز.. طارق بيجي مع الشيخ بعد شوي.. يملك عليها و يأخذها هي و البنات لبيته اليوم..

حركت رأسها بالإيجاب و قامت: تروح تجيبه؟

حرك رأسه بالإيجاب و زفر: ينتظرني!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي لبرع الغرفة.

قام من على السرير و مشى للشباك، بعد الستارة ليشوف على الفلة البعيدة على نهاية الشارع، صارت أبعد، أبعد بكثير، ما عاد في نهاية لهالشارع، ما عاد يقدر يوصل لها، ما عاد يقدر!



تحت – بالصالة...

رفعت عيونها للدرج و هي تشوفها تنزل، قامت تمشي لها بسرعة: كيفه؟ كيفه ألحين؟

حركت رأسها بالنفي و صارت تمشي للكنب: لا حول و لا قوة إلا بالله، لا حول و لا قوة إلا بالله! جلست على الكنبة و هي جلست بجنبها.

ليلى و هي تمسك يدها و تحاوطه بيدينها: ماما، يا حبيبتي لا تخافي عليه، توه بس أمس صاير كل هذا بيحتاج لشوية وقت لينسى، بينسى إن شاء الله، بينسى!

حركت رأسها بالنفي مرة ثانية و هي تحس بدمعتها تنزل: أخوك و أنتي تعرفيه.. ما راح ينسى.. ما راح ينساها.. صار له سنين معلق قلبه عليها.. ما راح يقدر.. ما بعدما وافقت عليه..

ليلى و هي تتنهد بقلة حيلة: ما كان بيدها، ما نقدر نلومها، كل اللي صار، صار بسبب أساور، تركتهم كذي، فشلتهم بين الناس!

سعاد و هي تمسح دمعتها: حسبي الله عليها من بنت.. حسبي الله عليها..

ليلى و هي تزيد من مسكتها على يدها: ماما، لا تدعي عليها، بالأخير تضلها بنتنا، غلطت بس بدل ما ندعي عليها، خلينا ندعي لها بالهداية.. ما نعرف وينها بأي حال، مع من.. صغيرة لعبوا بتفكيرها.. بـ يستغلوها.. إن شاء الله بس تعقل و ترجع..، سكتت شوي و كملت: خالتي.. خالتي إيش تقول؟

سعاد و هي تتنهد: هاشم متبرئ منها، يقول لا هي بنتي و لا أنا أبوها، متبرئين منها!

ليلى و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: لا حول و لا قوة إلا بالله!

سعاد و هي تأخذ نفس: خليك منها و إسمعيني ألحين!

ليلى رفعت عيونها لها: إيش في؟

سعاد: أخوك يروح ألحين يجيب طارق و يجيب الشيخ عشان ملكتكم، و هي تمسح على رأسها: يا ليلى، يا ماما، أنتي متأكـ..

قاطعتها و هي تحرك رأسها بالإيجاب: متأكدة، متأكدة ماما، و هي تنزل عيونها ليدينهم: ما أقدر أتركه لحاله كذي، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما أقدر!

سعاد حركت رأسها بالإيجاب: إن شاء الله خير، ربي يشفيه إن شاء الله، بيرجع مثل ما كان إن شاء الله!

ليلى و هي تأخذ نفس: إن شاء الله!



بعد عدة ساعات...

جلست على السرير و هو حط رأسه في حضنها و غمض عيونه، إشتاق لها، إشتاق لها كثير، يعرف أنه بعدها بنفسه بس إيش كثر تعذب ببعدها، ما مرت عليه دقيقة بدون ما يفكر فيها، هو يتيم، ما كان عنده غيرها، ما عنده غيرها، هي كل شيء بنسبة له، كل شيء، كون حياته معاها و كان يشوف هالحياة معاها لآخر أنفاسه، ما كان يعرف أنه أنفاسه صارت تقل، صارت تنعد، حس بشيء حار يطيح على خده ففتح عيونه، شافها تمسح دموعها بسرعة و تنزل عيونها عنه، رفع يده ليمسح دموعها بدوره: ليش تبكي؟

مسكت يده و نزلته لشفايفها، باست كفه و من ثم لمته لصدرها: طـ.ـارق ما تبعـ.ـدني.. ما تبعـ.ـدني عنك مرة ثـ.ـانية!

إبتسم لها بهدوء: ما راح أبعدك!

ليلى: توعدني؟

حرك رأسه بالنفي: ما أقدر أوعدك.. ما عدت أقدر أوعد بشيء!

رجعوا دموعها فنزلت رأسها، حاوطت وجهه بيدينها و حطت جبينها على جبينه: لا تقول كذي.. لا تقول كذي.. راح نعمل التحاليل بعد يومين.. إن شاء الله بتطلع إيجابية.. راح تتعالج و تشفى.. تسمعني.. راح تشفى.. خلي أملك في الله كبير.. راح تشفى..

حرك رأسه بالإيجاب: إن شاء الله، غمض عيونه و صار يستنشق ريحة شعرها.


***************************


بعد يومين...

صحت على صوت المنبه، فتحت عيونها بكسل و مدت يدها لتسكره، سكرته و بعدها رجعت غمضت عيونها، فتحت عيونها مرة ثانية و بخوف و هي تحس بيد تحاوطها من خصرها و تسحبها، حست بشفايفه على كتفها فتذكرت، رمشت عيونها بحياء و هي تحس بخدودها تحمر، مانها متعودة تصحى في حضنه، مانها متعودة تصحى على قربه، لين ألحين ما تعودت على كذي، صارت له، إرتبط إسمها بإسمه، و لا شيء بيبعدها عنه، يعشقها و راح يضل يعشقها كذي دوم، إبتسمت لنفسها بحياء و هي تحسه يطبع بوسة ثانية على كتفها، تكلمت و هي تحاول تفك نفسها منه: شهاب فكني و قوم، رن المنبه، عندك جامعة!

حاوطها له أكثر و صار يتمتم بكلام غير مفهوم

إبتسمت أكثر على حالته و فكت يدينه، بعدت عنه و قامت

فتح عيونه بسرعة و هو يقطب حواجبه: ليش؟

أساور و هي تمشي للحمام: لأنك ما راح تقوم كذي، يللا..، و هي تفتح باب الحمام: يللا قدامي، ما أريدك تتأخر على محاضراتك!

قطب حواجبه أكثر و جلس: هذي الزوجة الزينة بالله عليك، ما تقول تونا عرسان، خليك و لا تروح، لا، بالعكس تقومني الصبح..، و هو يلتفت للساعة و من ثم لها: ساعة 8 و بعدها تطردني كذي!

إبتسمت و بهدوء: عندك امتحانات، ما أريد دراستك تخترب بسببي!

سكت يشوف عليها لشوي بدون أي كلمة و بعدها بعد البطانية عنه و قام يمشي لها، وقف قدامها و حاوط وجهها بيدينه و هو يطبع بوسة هادية على جبينها: شكراً!

رفعت عيونها لعيونه: ليش؟

حرك أكتافه بخفة: على كل شيء!

إبتسمت و هو إبتسم و دخل الحمام.



بعد 45 دقيقة...

وقفت عند باب الشارع تشوف على سيارته تختفي في إحدى التقاطعات، إبتسمت لنفسها و لفت تدخل، دخلت للصالة و شافتهم جالسين قدام التلفزيون، ترددت شوي و بعدها مشت لهم، و هي تجلس على الكنبة: إيش تشوفوا!

إلتفتوا لها و من ثم لفوا للتلفزيون: عادي و لا شيء، صباح الله خير ما في شيء زين، أخبار!

حركت رأسها بالإيجاب و لفت للتلفزيون، لفت بس تحس بعيونها عليها، ضلت بدون أي حركة لكم من دقيقة بس هي ما شلت عيونها من عليها، إرتبكت فإلتفتت لها: أمم.. إيش في؟

أخذت الريموت من على الطاولة قدامها و سكرت التلفزيون

ضربتها على كتفها: هيي، أنا كنت أتابع الأخبار!

ما إهتمت لها و رجعت إلتفتت لأساور: عندي سؤال، سؤال معذبني بصراحة و ماني قادرة أنام!

أساور بإستغراب: إيش في؟

: ما تزعلي؟

أساور إستغربت أكثر: سارة تكلمي إيش في؟

سارة و هي تأخذ نفس: أوكي عيل إسمعي، أنتي كيف قدرتي تسويها؟ أقصد كيف قدرتي تهربي و تتركي أهلك كذي؟ كيف تجرأتي، معقولة تثقي فيه لدرجة أنك تتركي أهلك عشانه، تتركيهم لشاب؟

نزلت عيونها عنها و ما ردت

سارة: أنا سألتك إذا كنتي بتزعلي بس أنتي ما رديتي..، أنا آسفة إذا زعلتك!

حركت رأسها بالنفي: لا.. ماني زعلانة..، و هي ترفع عيونها لها و تنزلهم لأختها و من ثم ترجع ترفعهم لها: ما كنت متوقعة هالسؤال!

سارة ضلت ساكتة لشوي و بعدها: يعني إيش ردك؟

جا لها ضربة على كتفها مرة ثانية: أششش، إيش فيك؟ ما تشوفي البنت متضايقة من سؤالك؟

سارة و هي ترد لها بضربة مثلها: و أنتي ما عندك إللا تضربي؟

حركت رأسها بالنفي: ما عندي، إلتفتت لأساور: أنا أعتذر منك على غبائها، تقدري تروحي لغرفتك إذا تريدي!

غصبت إبتسامة على شفايفها و قامت تمشي لغرفتها.

ضلوا يلاحقوها بعيونهم لين تسكر الباب، إلتفتت لها و هي تقطب حواجبها: سجى يالغبية ليش سكتيني، كنت أريد أسمع ردها!

سجى: شهاب إيش قال، أبداً ما نتكلم في هالشيء..

قاطعتها: بس شهاب مانه موجود، سكتت شوي و كملت: صح هو أخوي و أنا ما أريد غير سعادته بس لو كنت بمكانها مستحيل أسويها، لأن إذا كان جد يحبني مستحيل يرضاها علي، مستحيل يرضى سيرتي تكون على كل لسان، مستحيل يرضى أترك أهلي عشانه!

سجى و هي ترفع حواجبها: قصدك شهاب ما يحبها جد!

سارة و هي تقوم: أنتي قلتيها بنفسك! و مشت عنها.


***************************


حطت كوبها على الطاولة و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: أستغفر الله، لا حول و لا قوة إللا بالله، كيفه ألحين؟

سعاد و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: مسكر حاله في غرفته، لا يطلع، لا يكلم أحد، لا يأكل و لا يشرب!

مريم و هي تتنهد: الله يصبره و يقوي قلبه، الله يهديه!

سعاد: آمين، سكتت شوي و بعدها تذكرت: ليلى.. ليلى رجعت لزوجها!

مريم بعدم تصديق: إيش؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها: أيوا رجعت له..

مريم و هي تقاطعها: ما الرجال تزوج بوحدة ثانيـ..

حركت رأسها بالنفي و قاطعتها: مانه متزوج، نحن سمعنا حريم يتكلموا و صدقنا، صدقنا بدون ما نتأكد، و هي تأخذ نفس: مريض، مريض و عشان كذي طلقها!

مريم بخوف: إيش فيه؟

سعاد: سرطان بالدم!

مريم شهقت و حطت يدها على قلبها: سرطان؟!

سعاد و هي تكمل: ما رضت تسمع كلامي و رجعت له، تريد تسوي فحوصات لها و لبناتها، تسوي عملية و تتبرع له بدمها!

مريم بنفس حالتها: بدمها؟!

سعاد: ما أعرف، ما كلمتني زين، ما قدرت أفهم منها، من عرفت و البنت مانها على بعضها، اليوم تسوي الفحوصات، خبرتها تتصل فيني و تطمني، لين ألحين ما إتصلت!

مريم: إن شاء الله خير، إن شاء الله خير!

سعاد و هي تتنهد: إن شاء الله، سكتت و هي تشوف هالبنت اللي حاملة وسن و تنزل من الدرج، ما إنتبهت لوجودها فما سلمت و مشت للمطبخ، إلتفتت لمريم بسرعة: زوجتي عادل؟

مريم إستغربت من سؤالها المفاجئ بس لما لفت تشوف مكان ما كانت حاطة عيونها إبتسمت، إلتفتت لها و حركت رأسها بالنفي: مانها زوجته، مانها زوجة عادل!

سعاد: عيل من؟

مريم: مربية وسن!

سعاد و هي ترفع عيونها لباب المطبخ و من ثم تنزلهم لها: عمانية؟

مريم حركت رأسها بالإيجاب: تعرفي ناس الجدد اللي سكنوا بملحق أيوب؟

سعاد حركت رأسها بالإيجاب

مريم: بنتهم، إسمها ناهد، تعلقت في وسن و وسن تعلقت فيها، صايرة ما تنام إللا معاها، والله حبيتها، تحطيها على الجرح يبرئ!

سعاد إبتسمت لها بهدوء و ضلت ساكتة شوي تشوف على باب المطبخ: أقول مريم!

رفعت عيونها لها: قولي!

سعاد و هي تلتفت لها: ليش ما تزوجيها بولدك؟

مريم حركت رأسها بقلة حيلة: رجعتي يا سعا..

قاطعتها بسرعة: ما أنتي تقولي تحطيها على الجرح يبرئ، ليش ما تحطيها على جروح ولدك، إذا البنت جد كذي أكيد بتقدر على عادل، أنتي ليش ما تفكري كذي؟

مريم سكتت شوي تفكر في كلامها، حركت رأسها بالنفي: لا، لا، ما راح توافق عليه!

سعاد: أنتي كلميها، شوفي، حاولي معاها و بعدين إحكمي!

مريم و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، فكرة زواج عادل شيليها من رأسك، خلاص!

سعاد و هي تقطب حواجبها: ما راح يفيد معاك!

مريم إبتسمت و ما ردت عليها.


.

.

.

.

.

***************************


كانوا جالسين على السرير، بمقابل بعضهم و يكلموا عنها، الأيام اللي مضت كثر ما لفوا بالكلام، كثر ما داروا بس بالأخير رجعوا لها، لين ألحين مانهم قادرين يصدقوا اللي صار، بنت عمهم هربت قبل يوم ملكتها بيوم و إنجبرت أختها تمتلك بخطيبها.

حنين و هي تتنهد: كيف تكون؟

بسمة و هي ترفع عيونها لها: أساور؟

حركت رأسها بالنفي: أزهار!

بسمة و هي تحرك أكتافها بخفة: ما أعرف، حاولت أتصل فيها بس تلفونها مسكر، إتصلت بالفلة بس ردت سميرة و ما قدرت أسألها عنها، بابا سأل عمي عنها و هو قال أنها بخير، لا زاد و لا نقص بكلمة!

حنين تنهدت مرة ثانية و رفعت عيونها للباب اللي إنفتح

فاطمة و هي تدخل: أنتو لين ألحين جالسين بجلستكم هذي؟

بسمة إبتسمت لها بهدوء: ما عندنا شيء نسويه!

فاطمة و هي تجلس بطرف السرير: ها يا بنتي، ما رديتي علينا!

بسمة ما فهمت عليها: أرد عليكم؟!

فاطمة إبتسمت لها: ما رديتي علينا، الولد مستعجل، يريد يتزوج و يستقر ما ينتظر إللا ردك!

إحمروا خدودها فنزلت رأسها بحياء

فاطمة و هي تلتفت لحنين و من ثم لها: ها يا بنتي، إيش تقولي، و هي تحط يد على رأسها: موافقة؟

رمشت عيونها بحياء و حركت رأسها بالإيجاب.

إبتسمت لها و طبعت بوسة هادية على رأسها: الحمد لله، قامت و صارت تمشي للباب: يللا إلبسي جلبابك و إنزلي ينتظرك بالمجلس يريد يشوفك!

رفعت رأسها لها و بصدمة: إيــش؟

فاطمة ضحكت: أمزح معاك!

حنين: هههههههههههههههه!

بسمة و تقطب حواجبها: ما يضحك!

حنين بنفس حالتها: ههههههه.. يضحك.. جابتها هههههه.. جابتها صح!

فاطمة إبتسمت و إلتفتت لها: مانه هنا اليوم بس بكرة بيجي ليشوفك و يكلمك شوي، ها أخبرك من ألحين، لو كيف ما كان، أحول، أعرج ما يهم، المهم أنك ما ترفضيه بعدين و تفشلينا قدام الرجال!

فتحت عيونها: من جدك؟

ضحكت مرة ثانية: لا، أمزح معاك!

حنين إنفجرت مرة ثانية: ههههههههههههههه، ماما.. اليوم مزاجها هههههه.. مزاجها زين!

فاطمة إبتسمت و تكلمت: إيش أسوي بعد، كل يوم في ضحك و سوالف في هالبيت بس من يوم الملكة و البيت هادي، ما عاجبني وضعكم، خلاص صار اللي صار، ما نقدر نغير فيه، ما عندنا نقول غير الحمد لله على كل حال!

حنين و بسمة: الحمد لله على كل حال!

إبتسمت و هي تطلع من الغرفة: يللا إنزلوا معاي، ساعدوني بالمطبخ!

قاموا: إن شاء الله، و طلعوا يلحقوها.


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

ساعة 8:30...

نزل من المصعد و هي نزلت وراه، ترددت كثير قبل ما وافقت تجي معاه، ما حبت تجلس في الشقة لحالها و هو ما يرجع لها إللا الفجر، أبداً ما تأخر عليها لهالدرجة فخافت يتأخر الليلة، شافته يمشي للدرج فإستغربت، صارت تلحقه بخطوات أسرع: تونا نازلين من المصعد، ليش نركب الدرج؟

إلتفت لها، إبتسم و من ثم لف للقدام: الحفلة على السطح!

قطبت حواجبها بإستغراب: ها؟

إبتسم أكثر و ما رد عليها، طلع على السطح و هي طلعت وراه، وقفت بمكانها و هي تلتفت حوالينها بصدمة، كانت تتوقع حفلة بسيطة من اللي تشوفهم في التلفزيون، كم من شخص مجتمع حوالين الطاولة، كيك صغيرة بكم من شمعة، الشخص ينفخها و يفتح هداياه و بعدها الكل بيرجع لبيته بس هنا لا، صوت الأغنية اللي إشتغلت فجأة بـ تفجر طبلة أذونها، شباب و بنات بكل مكان، بنات..، و هي تقطب حواجبها بقوة، بنات كاشفين من نفسهم أكثر مما ساترين، اللي يرقص و اللي يغني، كأنه ملهى ليلي، نزلت عيونها و هي متضايقة، متضايقة كثير، رفعتهم و هي تنتبه لنظرات الكل عليها، هي الوحيدة المحجبة، تجذب إنتباه الكل، إرتبكت و خافت بنفس الوقت، نزلت عيونها مرة ثانية و صارت تعدل شيلتها.

إلتفت لها، شافها مكان ما كانت، إنتبه لنظرات الكل عليها فمشى لها بسرعة، مسك يدها و بصوت عالي عشان تسمعه: فـرح أنـا آسـف، مـا كـنـت أعـرف أن الحـفـلـة كـذي، مـا خـبـرنـي!

حركت رأسها بتفهم و حاولت تعلي صوتها: عماد، خلينا نرجع!

ما سمعها: عـلـي صـوتـك، و هو يقترب منها أكثر: مـانـي قـادر أسـمـعـك!

فرح بصراخ: خـلـيـنـا نـرجـع!

حرك رأسه بالإيجاب: إنـتـظـريـنـي عـنـد الـبـاب، أعـتـذر مـنـه و بـجـي لـك!

مسكت يده بإرتباك: لا تـتـأخـر عـلـي!

حرك رأسه و إبتسم لها: دقـيـقـتـيـن وراجـع لـك!

حركت رأسها بالإيجاب و هو فك يدها و راح، حاولت تلاحقه بعيونها بس ضاع ما بينهم، حست بعيون عليها فإلتفتت تشوف عليه، شاب، واقف بجنب البار المفتوح و يتفحصها بنظراته، خافت أكثر فلفت تمشي للباب، جت بتنزل الدرج بس شافت شاب و معاه بنت، محاوطها من خصرها و يبوسها، غمضت عيونها و لفت عنهم بسرعة، حطت يدينها على وجهها و هي تحس بدموعها تتجمع في عيونها: يا رب سامحني، يا رب سامحني، يا رب سامحني! ضلت ترددها و ترددها لين بكت، إيش اللي جابها لهنا، ليش وافقت، هذي مانها حياتها، مستحيل تكون، ضلت على نفس حالتها لين حست بيد على كتفها، نطت بخوف و صارت ترتجف.

عماد و هو يمسك يدها و يسحبها له: هـذا أنـا، لا تـخـافي، أنـا آسـف!

ما ردت عليه و ضلت تبكي.

حاوطها من أكتافها و صار يمشي للباب: تـعـالـي، خـلـيـنـا نـمـشـي! مشى للباب معاها و جا بينزل بس طلعت قدامه.

إبتسمت: عماد!

عماد: هـانـا، يـجـب أن آخـذهـا لـشـقـتـي، سـأراكِ غـداً!

هانا نزلت عيونها لفرح و من ثم رفعتهم له: حـسـنـاً، إتـصـل بـي!

حرك رأسه بالإيجاب: سـأفـعـل!

أول ما سمعت إسمها جمدت بمكانها، واقفة قدامها، واقفة و تكلمه، البنت اللي يحبها، البنت اللي رافضها عشانها، حاولت تتجرأ كثير، تتجرأ لترفع عيونها لها لتشوفها، تشوف إيش اللي يميزها، إيش اللي مجننه فيها بس ما قدرت، تسمع صوتها، تحس بريحتها بس مانها قادرة ترفع عيونها لها، حست بيده يدفعها بخفة، يشجعها على المشي، أخذت خطوة للقدام و هي تسمعه يوعدها أنه بيتصل فيها الليلة، أخذت نفس تتشجع و بعدها رفعت عيونها لها، نزلتهم بسرعة بس فتحتهم للآخر و رجعت رفعتهم لها، معقولة تكون هي؟ معقولة تكون اللي شافتها قبل شوي، رمشت عيونها بعدم تصديق، لا، لا، أكيد غلطانـ.. ما إكتملت هالفكرة إللا و هي تشوف صديقها يجي يوقف جنبها و يكلم عماد بدوره، مررت نظرها ما بينهم و هي مانها قادرة تستوعب اللي يصير، تخونه، تخونه و هي ترفع عيونها للشاب اللي يضحك مع عماد، تخونه مع صديقه، نزلت عيونها ليدينهم و هي تشوفهم شابكينهم ببعض، رفعتهم لعماد، معقولة مانه قادر يشوف هالشيء، معقولة مانه قادر يحس بهالشيء؟ ما عرفت إيش تسوي غير أنها تنزل عيونها عنهم و ما ترفعهم أبداً!


***************************


مسقط...

رفعت عيونها بتردد تمرر نظرها عليهم، الكل يأكل بهدوء، أول مرة تجتمع فيهم على الطاولة، ما كانت تريد تنزل بس رنا غصبتها، محد يكلمها في البيت غيرها، تحاول معاها و تكلمها، رفعت عيونها لها، شافتها تبتسم لها، غصبت إبتسامة على شفايفها و من ثم نزلت عيونها لصحنها، ترتاح لها، رفعت عيونها له و إختفت إبتسامتها المغصوبة، يشوف عليها بنظرة ما قدرت تفهمها بس أربكتها، نزلت عيونها عنه بسرعة، مانه موجود بالبيت طول الوقت و لما يكون موجود يسمعها عن مدى حقارتها، ما يمد يده عليها بس إذا طلعت قدامه يدفعها و يبعدها عن طريقه، تخاف منه، نظراته حادة و دوم عليها، ما تقدر تنام الليل، تجلس بنفس جلستها و تثبت عيونه عليها، ما لمسها بس تتوقعه يقوم و يهجم عليها بأي وقت، رفعت عيونها له بتردد، شافته بعده يشوف عليها، بلعت ريقها بصعوبة و قامت: أمم.. سفرة دائمة!

رنا و هي تنزل عيونها لصحنها: ما لمستي أكلك!

حركت رأسها بالنفي: ماني.. ماني مشتهية! لفت عنهم و صارت تمشي للدرج بسرعة، ركبت للغرفة و دخلت، سكرت الباب و مشت للكنبة، جلست، رفعت رجولها و لمت ركبها لصدرها، حطت رأسها عليهم و غمضت عيونها، بـ تغمضهم شوي و تريحهم، تريحهم لين ما يجي!



تحت...

بعد العشاء – مكتب عبدالرزاق...

دق على الباب و من ثم فتحه و دخل: يبة طلبتني!

عبدالرزاق حرك رأسه بالإيجاب

إقترب من طاولته و وقف ينتظره يتكلم: خير يبة، إيش في؟ و هو يزفر بضيق: إيش في هالمرة؟

عبدالرزاق و هو يأشر على الكرسي بمقابله: إجلس..

قاطعه: يبة قول اللي عندك و أنا أسمعك!

عبدالرزاق سكت شوي و بعدها تكلم: أنت كيفك معاها؟

فهد و هو يقطب حواجبه: مع من؟

عبدالرزاق: مع زوجتك و بعد من؟

فهد و هو يقطب حواجبه أكثر: كيف تريدني أكون معاهـ..

عبدالرزاق و هو يقاطعه: فهد البنت ما لها أي ذنب في اللي صار، مثلك مثلها، إذا هو قدر يغصبك على هالزواج عيل ما يقدر يغصب بنتـ..

قاطعه بسرعة: يبة أنا ما يهمني، ما يهمني اللي تقوله لي ألحين، ما يكفي أني تزوجتها عشانك، إيش تريدني أسوي فيها، أنا ما أريدها!

عبدالرزاق: بتعلقها كذي؟

فهد: و إذا؟

عبدالرزاق بنبرة حادة: فهد، عامل البنت أحسن معاملة، إذا عرف أنك تعاملها كذي يقدر يسوي فينا كل اللي قاله، إيش راح تستفيد بعدين؟ و هو يقوم و يمشي له: هي ما لازم تشتكي فاهم، ما لازم تشتكي!

غمض عيونه و أخذ نفس يهدي حاله، فتح عيونه و زفر: ما راح تشتكي، لا تخاف، و هو يلف عنه و يرص على أسنانه بقهر: ما راح تشتكي! طلع من المكتب بسرعة و صار يمشي للدرج، ركب لغرفته و دخل، شافها جالسة على الكنبة، منزلة رأسها و حاطة يدينها عليه، مشى لها بسرعة و سحبها له.

حاولت تريح عيونها و حست نفسها بـ تغفى بس ما قدرت و هي تحس بالصداع يرجع لها، صار لها كم من يوم ما حست فيه، صار لها كم من يوم بدون ومضات ماضيها، حطت يدينها على رأسها تضغط عليه بقوة، مرت كم من ثانية بس الصداع مانه راضي يروح، مرت دقيقة و دقيقتين و هم ما راح، كل شوي و يزيد، تحس برأسها ينفجر ألحين، قطبت حواجبها بقوة و هي تسمع الباب ينفتح، مانها قادرة تتحمل و لا صوت، حست بيدها ينسحب من على رأسها و هي تنسحب وراها.

مسكها من أكتافها بقوة و بصراخ: مـا راح تـشـتـكي فـاهـمـة؟ مـا راح تـشـتـكي لـلـكـلـب أبـوك!

غمضت عيونها بقوة و هي تحس بأنفاسها تضيق: لا.. تصـ.ـرخ..

هزها بقوة: تـفـهـمـي الـلـي أقـولـه لـك؟!

فتحت عيونها و هي تحس الدنيا تتظلم من حوالينها: أنـ.ـا.. أنـ.ـت..

جا بيفتح فمه ليصرخ مرة ثانية بس سكت و هو يحس فيها تنفلت من يدينه، تنفلت و تطيح على الأرض..!




.

.

.

.

.



نهاية البارت...


بارت الجاي يوم الإثنين إن شاء الله..

إنتظروني..

"اللهم إرحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن

Golden Apple

التفاحة الذهبية..^^..!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-13, 01:36 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عنوان (9)...

Flashbacks of my past, all come in vain

I’m drifting away slowly... Slowly into the memory lane

©

.

.

.

.

.



كسفت سجادتها و قامت تمشي لسريرها، حطت السجادة على الكمدينة، فسخت جلبابها و جلست على السرير، فكت شعرها، حطت رأسها على مخدتها و من ثم رفعت عيونها للسقف، غمضت عيونها، أخذت نفس و فتحتهم مرة ثانية، تفكر فيها و تفكر فيه، ما هو كان خاطبها؟ ما هو يعشقها؟ كيف يكون ألحين؟ بأي حال؟ هي هنا، متزوجة و مرتبطة بأعز أصدقائه و هو هناك محد يعرف بحاله غير قلبه و ربه، ما تعرف إذا تلومها و لا لأ بس إيش جبرها توافق على فهد، ليش ما رفضته؟ هي كانت مخطوبة لغيره، كانت حلم لغيره، في لحظة هدمت كل شيء، كيف قدرت تسويها، كيف بهالسهولة؟ هي ما تعرف أسبابها فما يصير تلومها، هي تقدر تشوف أن هي مانها مبسوطة بهالزواج، تقدر تشوف هالشيء في إبتساماتها المغصوبة، تقدر تشوف هالشيء في دمعاتها المتعلقة برموشها، تقدر تشوف هالشيء من إرتباكها الدائم، مانها مبسوطة أبداً.

تنهدت و غمضت عيونها، راحت بفكرها لأخوها، إيش عذره، إيش مبرره في خيانته لصديقه، حاولت تكلمه، حاولت تفهم منه بس ما يرد عليها، متغير عليها، متغير على الكل، طول الوقت برع البيت و لما يرجع حتى السلام بالعافية يطلع منه، تنهدت مرة ثانية، تقلبت و صارت على جنبها اليمين، شبكت يدينها ببعض و حطتهم تحت خدها، أحسن لها تبعدهم عن رأسها و تنام، التفكير لا يودي و لا يجيب، فتحت عيونها و من ثم غمضتهم بس فتحتهم مرة ثانية و بسرعة و هي تسمع الباب ينفتح.

دخل و صار يمشي لها بخطوات سريعة و متوترة، مسك يدها، جلسها و تكلم بسرعة: رنا.. رنا، قومي إمشي معاي!

خافت من حالته فقامت بسرعة: فهد، إيش في؟ إيش صاير؟

فهد و هو يسحبها وراه و بنفس حالته: ما أعرف.. ما أعرف إيش صار فيها، طاحت.. طاحت!

رنا بخوف: أزهار؟

فهد حرك رأسه بالإيجاب، دفع باب غرفته للداخل، دخل و سحبها وراه، فك يدها و صار يأشر على الأزهار الطايحة ما بين الكنب: شوفي.. شوفي طاحت!

رنا نزلت عيونها لها، حطت يدها على فمها و هي تشهق، إلتفتت له: إيش سويت فيها؟

فهد حرك رأسه بالنفي بسرعة: ما سويت شيء!

رنا إلتفتت لها مرة ثانية و مشت لها بسرعة، نزلت لمستواها و رفعت رأسها لحضنها و هي تمسح على خدها: أزهار! أزهار! رفعت عيونها له و بخوف: من متى و هي كذي؟

فهد و هو يحك جبينه بتوتر: توها.. أمم.. توها طاحت..

رنا و هي تقاطعه: خلينا نأخذها للمستشفى!

حرك رأسه بالإيجاب و مشى للتسريحة، أخذ مفاتيح سيارته و إلتفت لها

رنا و هي تحاول ترفعها: تعال إحملها.. أنا ما أقدر لحالي!

نزل عيونه لها و من ثم رفعهم لرنا

رنا و هي تقطب حواجبها: فهد، يللا بسرعة، البنت ما نعرف إيش فيها..، و بحزم: يـلـلا!

أخذ نفس، مشى لها و مد لها المفتاح: روحي شغلي السيارة و أنا بجيبها!

حركت رأسها بالإيجاب، سحبت المفتاح من يده و قامت تركض لبرع الغرفة بسرعة.

نزل عيونه لها و من ثم نزل لمستواها، رفعها شوي و سند ظهرها بصدره، حط يدها على أكتافه و من ثم قام و حملها، طلع من الغرفة و مشى للدرج، جا بينزل بس وقفته.

: فهد!

إلتفت لها بتوتر: يمة..

زينة و هي تحط يدها على قلبها بخوف: بسم الله الرحمن الرحيم..، و هي تقترب منه بسرعة: بسم الله، إيش فيها؟ إيش صار في البنت؟

فهد بنفس حالته: يمة.. ما أعرف طاحت..، و هو يلف عنها و ينزل: ما عندي وقت أشرح لك ألحين.. لما نرجع!

زينة و هي تنزل الدرج وراه: يا الله.. البنت إيش صار فيها؟.. يا رب سترك.. يا رب لطفك.. كله منا.. ما نهتم في المسكينة و لا نسأل عنها.. لا تأكل و لا تشرب.. هي إيش غلطتها.. أنت و أبوك وافقتوا عليها، ما لازم نلوم البنت.. يا رب سامحنا.. يا رب..

فهد و هو يقطب حواجبه: يمة.. ما وقتك ألحين..

زينة و هي تمشي وراه: كله بسببك، قول إيش مسوي في البنت؟

فهد ما رد عليها، متوتر من قبل و هي جاية تزيد عليه، هو ما يريد يأذيها بس مانه قادر يتحمل وجودها حوالينه، تذكره بلعبة أبوها الوسخة، تذكره بحقارته، تذكره أنه هو ما بيده شيء يسويه غير أنه يقبل بشروطه، يدينه مربوطة و مانه قادر يفكها، يحس بكل شيء ضده، مقهور و مانه قادر يحلها، يمكن جد هي ما لها أي ذنب باللي صار، يمكن جد هي مثلها مثله، ضحية في كل اللي يصير، ما تريده، مغصوبة لتستر على فعلة أختها، مغصوبة لتداري فشيلة أهلها، نزل عيونه لوجهها و من ثم رفعهم لقدام، مغصوبة فيه.

قطبت حواجبها بقوة و هي تسمع أصواتهم من حوالينها، أنفاسها لين ألحين ضيقة و تحس بقلبها يرتجف، أول مرة تحس كذي، خايفة، خايفة كثير، حاولت تأخذ نفس لتهدي حالها و من ثم حاولت مرة ثانية، تحس بحركة غريبة، تحس بصدره يرتفع و ينخفض بأنفاسه السريعة بس مانها قادرة تستوعب اللي يصير، فتحت عيونها بإرتباك و حركتهم بكل الجهات، تشوف باب الصالة، الباب اللي بتطلع منه بس هي ما تمشي على رجولها، لا..، رفعت عيونها له، تشوف رقبة طويلة، فك حاد بشامة تحت الذقن، ذقن بشعيرات قصيرة غير مرتبة، غمضت عيونها و أخذت نفس طويل لتستوعب، فتحتهم و رفعتهم له مرة ثانية، هي بين يدينه، حاملها، فتحت عيونها للآخر، حـامـلـهـا؟!؟ شهقت بقوووة!

خاف من شهقتها فـ نزل عيونها لها، شافها تشوف عليه و هي تحط يدها على فمها، إرتبك و إرتخت مسكته من عليها، جت بتطيح بس تدارك، نزلها بهدوء غير اللي يحس فيه، ما قدرت تحس برجولها و جت بتطيح مرة ثانية بس مسكها من أكتافها، ساعدها تعدل وقفتها و ضل ماسكها.

زينة و هي تقترب منها بسرعة و تحاوطها من أكتافها: الحمد لله، الحمد لله، و هي تزيد من مسكتها على أكتافها: يا بنتي يا يمة، إيش صار فيك؟ أنتي بخير؟

نزلت عيونها بإرتباك و هي تحس بيدينهم على أكتافها، آخر شيء تتذكره أنه كان ماسكها و يصرخ عليها، ما تعرف إيش صار بعدها، رمشت عيونها كم من مرة و رفعتهم لها: خـ.. خالتي.. أمم..، و هي تلتفت له و من ثم لها: أنا.. إيش صار؟

زينة و هي تلتفت لفهد و من ثم لها: يقول طحتي.. يا بنتي سامحينا كله بسببنا ماننا مهتمين فيك.. و هي تدورها للباب: يللا يا بنتي، خلينا نأخذك للمستشفى، يشوفوك و يطمئن قلبنا عليك!

أزهار بنفس حالتها: لا.. لا.. ما فيني شيء..، و هي تحط يدها على رأسها و تتمتم لنفسها.. يمكن.. يمكن بسبب الصداع!

زينة و هي تطلعها من الباب: يللا يا بنتي، خلينا نمشي!

أزهار و هي تحاول تفك نفسها منها: لا، خالتي.. ما في.. ما في داعي.. أنا بخير..

زينة و هي تقاطعها: يا يمة، إسمعي كلامي، ما نعرف إيش فيك، ما يصير كذي، خلينا نرو..

أزهار قاطعتها: لا، خالتي.. يمكن لأنه صار لي كم من يوم ما أنام زين..، وقفت و رفعت عيونها لفهد بتردد: ما فيني شيء..

ضل يشوف عليها لشوي و بعدها إلتفت لأمه: إذا تقول ما فيها شيء عيل ما فيها شيء، ما في داعي نروح..

زينة و هي تقاطعه: بس يا ولدي..

قاطعها: خلاص يمة، ما في داعي! قالها و بعدها صار يمشي للكراج: بنادي رنا!

زينة إستغربت منه بس ما ردت عليه، إلتفتت لأزهار و تكلمت: يا بنتي أنتي متأكدة ما تريدي تروحي؟

حركت رأسها بالإيجاب: ما في داعي!

زينة حركت رأسها بالإيجاب: مثل ما تريدي، و هي تتنهد: يللا، خلينا نمشي لغرفتك.



بعد شوي...

جلست على السرير و عيونها عليه، رمى المفاتيح على الكمدينة، مشى لكبتاته، أخذ بجامته و بعدها مشى للحمام، دخل و تسكر الباب وراه، حست بيد يضغط على يدها فنزلت عيونها لها.

زينة و هي تمسح على يدها بهدوء: أزهار، يا بنتي سامحينا، أعرف مانه ذنبك بس كل شيء صار بسرعة، كنا ننتظر أختك، نشوفها كبنتنا، زوجة ولدنا، لين ألحين ماننا فاهمين ليش وافقت إذا كانت بترفضه بالأخير، لا تلومينا يا بنتي إذا أهملناك بس إن شاء الله ما نغلط كذي مرة ثانية!

أزهار رفعت عيونها لرنا و هي إبتسمت لها، نزلتهم و من ثم رفعتهم لزينة، مستغربة منها، مستغربة و هي تشوفها تتقبلها بهالسهولة، تتقبل هـ الغريبة اللي دخلت حياتهم فجأة، دخلت تحل محل أختها، تحل محل اللي كانوا يحلموا فيها، تمسح على يدها بكل حنية و تكلمها بكل حب، معقولة كانت خايفة عليها، خايفة على هـ الغريبة، نزلت عيونها و هي تحس بدموعها تتجمع فيها، ما ردت عليها لأنها ما قدرت، خنقتها عبرتها، أول مرة تمر في مثل هالموقف، فضلت تسكت لا تبكي.

زينة إقتربت منها و طبعت بوسة هادية على رأسها: يللا يا بنتي، نامي و لا تأكلي هم أحد، محد راح يقول لك شيء، صار اللي صار، ما في داعي نرمي الملامة على بعض، و هي تحط يدها على خدها: و إذا على فهد، لا تخافي، سوى لك أي شيء تعالي و خبريني، أنا بتفاهم معاه، و هي تبتسم لها: ولدي و أعرفه، رافضك ألحين بسبب الظروف اللي ربطتكم ببعض، محتاج لشوية وقت ليتقبلك، إصبري عليه و إن شاء الله كله خير! و هي تطبع بوسة ثانية على رأسها: يللا يا بنتي نامي! قامت و صارت ترفع جلبابها لتفسخه لها.

أزهار حست بيدينها على جلبابها فبعدتهم بسرعة و بإرتباك: لا، لا خالتي، خليه..

زينة بإبتسامة: يا بنتي خذي راحتك، كيف تنامي مرتاحة بالجلباب، و هي ترفعه أكثر: يللا!

أزهار و هي تحاول معاها: لا، خالتي.. أنا مرتاحة بالجلباب..

زينة ما ردت عليها، رفعته و فسخته لها، شهقت و هي تشوف الكدمات على أكتافها العارية، جلست بسرعة و بخوف: من سوى فيك كذي؟ ضربك؟ فهد..، و هي تلتفت لباب الحمام المسكر و من ثم لها: فهد رفع يده عليـ..

قاطعتها بسرعة و هي ترفع يدينها لتغطي أكتافها: لا، لا خالتي..، و هي ترمش عيونها بإرتباك: ما.. ضربني.. أنا.. أنا..، رفعت عيونها لرنا و من ثم نزلتهم و هي ما تعرف إيش ترد عليهم، تقول لهم أن أبوها سوى فيها كذي، إيش بيفكروا في وقتها، غصبها عليهم، رماها عليهم؟ ما تقدر تقولها.

زينة بنفس حالتها: يا بنتي تكلمي؟ لا تخبي..

قاطعتها مرة ثانية و هي تغصب إبتسامة على شفايفها: لا تخافي خالتي، أنا طحت في الحمام!

رنا بعدم تصديق: طحتي و صار فيك كل هذا؟

أزهار إلتفتت لها، حركت رأسها بالإيجاب و بنفس إبتسامتها: آههم، ما شفتيني، تزحلقت في الحمام و طحت بقوة زين جت على كذي و لا كنت رايحة فيها!

رنا ضحكت على جملتها: عيل الحمد لله على سلامتك!

أزهار: الله يسلمك يا رب!

زينة إبتسمت و قامت: لا تخوفينا عليك كذي يا بنتي، أنتي أمانة، بكرة أمك و أبوك بيسألونا عنك، إيش نرد عليهم..، و هي تمسح على شعرها: ديري بالك على حالك!

أزهار و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

زينة إبتسمت، أخذت الجلباب و صارت تمشي للكبتات، طاحت عيونها على شنطها فلفت تشوف عليها: يا بنتي أنتي لين ألحين ما حطيتي ملابسك في الكبتات؟

أزهار إلتفتت تشوف على الشنط و من ثم إلتفتت لها: أمم.. ما صار وقت!

زينة إبتسمت: خلاص و لا يهمك، و هي تلتفت لرنا: بكرة رنا تساعدك ترتبيهم!

رنا و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!

فتحت الكبتات و علقت الجلباب ما بين دشاديشه، سكرته و لفت تمشي للباب: يللا يا بنتي نامي!

أزهار إبتسمت لها بهدوء و حركت رأسها بالإيجاب

زينة طلعت و رنا طلعت تمشي وراها و هي تسكر الباب: تصبحي على خير!

أزهار: و أنتي من أهـ.. ما قدرت تكمل لأن تسكر الباب، إبتسمت لنفسها و من ثم أخذت نفس و سحبت البطانية، حطت رأسها على المخدة و غطت نفسها، غمضت عيونها بس فتحتهم مرة ثانية و هي تسمع باب الحمام ينفتح، لـ لحظة نسته، نست أنه موجود، ضلت بدون حركة لشوي و هي ما تعرف إذا تقوم و لا لأ، ما تريد تقوم و هو يشوفها كذي، أخذت نفس تهدي حالها و رجعت غمضت عيونها، يمكن يفكرها نايمة و يتركها!

سكر باب الحمام و لف يشوف عليها، معطيته ظهرها و مغطية نفسها بالبطانية، نايمة؟ لا، توه كان يسمع أصواتهم، معقولة نامت بهالسرعة؟ يمكن لأنها تعبانة، ما قدرت تنام، ما قدرت تنام بسببه هو، من خوفها منه، قطب حواجبه، ليش، هي إيش تفكره؟ وحش، بـ يهجم عليها؟ هو مانه كذي، قطب حواجبه أكثر، تفكر اللي تريده، هو ليش يهتم؟ إلتفت يشوف على الكنبة، يعني إيش، ينام على الكنبة؟ إلتفت لها و رفع حاجبه، سريره، مخدته و بطانيته و بالأخير هي تأخذ راحتها، لا، بـ ينام على سريره و هي تقدر ترجع لكنبتها، ما يهمه، مشى للسرير بسرعة، إنسدح و دخل بالبطانية.

إرتبكت من حركته، إرتبكت أكثر و هي تحس البطانية تنسحب منها بخفة، بلعت ريقها و فتحت عيونها، شافته يشوف عليها، إرتبكت أكثر و جت بتقوم بس مسك يدها، حست برجفة غريبة فجأة تعتريها، حرارة تنزل لأطرافها بهدوء، نزلت عيونها ليدينهم بتردد و من ثم رفعتهم له، جت بتسحب يدها منه بس هو زاد من مسكته عليها!

فهد بهدوء: خليك، ما راح أقترب منك، لا تخافي! فك يدها بنفس هدوئه و بعدها تقلب و عطاها ظهره.

ضلت تشوف عليه لشوي و هي ترمش عيونه بإرتباك، ما تعرف إذا تصدقه و لا لأ بس ما حست بنفسها إللا و هي ترجع تحط رأسها على المخدة، حطت يدينها تحت خدها و ثبتت عيونها على ظهره، ضلت بنفس حالتها لفترة طويلة، كل شوي ترمش عيونها الثقيلة و تتثاوب، غمضتهم و هي تفكر أنها بتفتحهم مرة ثانية بس ما قدرت، غفت و هي ما حاسة بحالها.

حس فيها نامت بس ضل على حالته و ما لف لها، ما يعرف ليش منعها، يمكن رحمها، كان يحس بعيونها عليه بالليالي اللي مضت، حافظ جلستها، إذا هي النوم مجافيها عيل حتى هو ما طاح له جفن، يفكر فيها، في عبدالله و في نفسه، حبيبته تشاركه نفس الغرفة، نفس السرير، نفس البطانية، إذا عرف إيش بتكون حالته؟! زفر بقلة حيلة و هو يتمتم لحاله: سامحني! زفر مرة ثانية و غمض عيونه.


***************************


الصبح – ساعة 7:00...

طلعت من الغرفة و هي حاملة شنطهم و تمشي لهم، مدتهم لهم و هم أخذوها بإبتسامة، إبتسمت و تكلمت: ديروا بالكم على بعض!

حركوا رؤوسهم بالإيجاب: إن شاء الله، لفوا و صاروا يمشوا للباب.

ضلت تشوف عليهم لين طلعوا و إختفوا في الحديقة، رفعت عيونها للساعة و حركت رأسها بقلة حيلة، نزلتهم و إلتفتت لباب المطبخ: فراااس!! فروووس!! يللا، بتتأخر على المدرسة!

جا لها صوته المتضايق من المطبخ: أوهو، جاي، حتى الفطور ما نقدر نفطر على راحتنا!

ضحكت و صارت تمشي للمطبخ، وقفت عند الباب تشوف عليه: من زين فطورك عاد، أحد يأكل كورن فلايكس بالشاي؟!

حط كوبه في المغسلة، إلتفت لها و هو يقطب حواجبه: ليش، أنا محد قدامك؟

كتمت ضحكتها، مشت له و حطت يدينها على أكتافه: لا، لا، أنت الكل بالكل قدامي، إنحنت و طبعت بوسة سريعة على خده.

بعدها عنه بسرعة و صار يمسح على خده بإحراج: ناهد، كم مرة أقول لك ما أحب حركات البنات هذي!

ناهد و هي تضربه على كتفه بخفة: و أنا كم مرة أقول لك، هذي حركات أختك ما فيها شيء!

فراس و هو يقطب حواجبه: ما تعجبني!

ناهد إبتسمت و طبعت بوسة ثانية على خده

قطب حواجبه أكثر و دفعها عنه و هو يطلع من المطبخ بسرعة: قلت لك ما تعجبني هالحركات!

ناهد ضحكت و طلعت تلحقه، مسكت أذونها و تكلمت: إنزين خلاص، ما بعيدها، سامحني يا أخوي!

إلتفت لها و إبتسم على حركتها، لف عنها و صار يعدل في كمته: سامحتك!

ناهد: ههههههههههههههه

فراس إبتسم أكثر، أخذ كتبه و صار يمشي للباب: يللا أنا رايح!

ناهد: دير بالك على حالك!

فراس و هو يطلع من الباب: إن شاء الله!

إبتسمت و جت بتلف لغرفتها بس شافته يرجع فإستغربت: إيش في؟ نسيت شيء؟

حرك رأسه بالنفي و رفع عيونه لباب غرفتهم المسكر: حتى اليوم ما راح يجي؟

ناهد لفت تشوف لوين ما كان حاط عيونه و تنهدت، ما تعرف إيش ترد عليه، كل يوم يسألها نفس السؤال، صار له أكثر من أسبوعين ما يداوم، مانه راضي يرجع للمدرسة، تحاول تكلمه، تحاول تفهم منه بس ما يرد عليها، صاير يعصب إذا جابوا سيرة المدرسة قدامه، ما تعرف كيف تقنعه يرجع، سنته الأخيرة، ما تريده يخرب دراسته كذي، يضيع كل هـ السنوات على شيء كذي، حادثة و صارت، ما عاد يشتكي من شيء بس رافض، يمكن لين ألحين مرتبك من اللي صار أو حتى منحرج، ما تعرف بس لازم تقنعه يرجع، تنهدت مرة ثانية و إلتفتت له: بكرة إن شاء الله بيجي، بيجي معاك!

فراس إبتسم: جد؟

ناهد إبتسمت له: إن شاء الله!

فراس حرك رأسه بالإيجاب و لف يطلع و هي لفت و مشت للغرفة، حطت يدها على المقبض و جت بتفتح الباب بس وقفتها.

كريمة: ناهد!

إلتفتت تشوف عليها

كريمة و هي تمشي لها: رايحة تكلميه؟

ناهد حركت رأسها بالإيجاب: آههم، لمتى راح يضل على نفس حالته، ماما، ما يصير، لازم يرجع للمدرسة، أصلا ما بقى له كثير و يخلص، ما يصير يضيع آخر فصل كذي!

كريمة و هي تتنهد: أعرف يا يمة، بس إيش ما نقول له ما يرضى، ما أعرف ليش رافض كذي؟

ناهد و هي تفك المقبض: لأنه نايم ألحين فبخليه، بس أول ما يصحى نكلمه!

كريمة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: إن شاء الله!



في الغرفة...

تقلب على سريره و هو يسمع أصواتهم تبتعد، رفع عيونه للباب المسكر و تنهد، مانه نايم، صحى من أول ما صحوا البقية، سمعها تكلم فراس و سمعها تكلم أمه، كل يوم تجي له و تحاول تقنعه بس ما يريد يقتنع، ما يريد يرجع لأنه بعده متوتر من اللي صار، يعرف أنهم كانوا موجودين حوالينه، يتذكر سامر يدفعه و يتذكر طيحته بس أكثر من كذي مانه قادر يتذكر، ما يريد يرجع لأنه يعرف هم إيش يكونوا يفكروا فيه، مسكين، بـ يشفقوا عليه، نظراتهم بتكون طول الوقت عليه، بـ يتصرفوا بطريقة غريبة، ما فيه يتحملهم، ما فيه يرجع لهم كذي، ما يعرف إذا يقدر، أخذ نفس و زفر، رمش عيونه و من ثم غمضهم و هو يفكر في اللي لازم يسويه.


***************************


وقفت قدام المراية تعدل شيلتها، تعدلها بيدينها المرتجفة، بيروحوا للمستشفى عشان نتائج التحاليل، خايفة من هالنتائج، حاطة كل آمالها عليها، ما تقدر تخسره، ما مرة ثانية، رفعت عيونها للمراية تشوف عليه، جالس على السرير و البنات جالسين قدامه، يمشط شعر هالا و يبتسم مع هيا، واضح عليه التعب، إبتسامته باهتة و ملامحه فقدت حدتها، نزلت عيونها و أخذت نفس تهدي حالها، لازم تهدأ لتقدر تهديه، لازم تقوي نفسها لتقويه، أخذت نفس ثاني، غصبت إبتسامة على شفايفها و إلتفتت لهم: يللا، أنا خلصت، خلونا نمشي!

هيا و هي تنط من على السرير: نحن وين رايحين؟

ليلى و هي تمشي لها و تمسك يدها: بنأخذكم لعند ماما سعاد، و نروح المستشفى!

هالا تعلقت في أبوها بسرعة لما سمعت المستشفى و بخوف: لا، لا، محد يروح مشتسفى، محد يروح!

طارق إبتسم على كلمتها: مستشفى حبيبتي..

قاطعته و بصراخ: مـحـد يـروووح!!!

طارق حاوطها من أكتافها و بإستغراب: هالا حياتي إيش فيك؟

هالا و دموعها تتجمع في عيونها: بابا.. محد يروح مشتسفى.. ما حلوين.. يأخذوا دمك و يعوروك..، و هي ترفع كمها و تمد له يدها: شوف.. شوف إيش سووا فيني..

طارق نزل عيونه لعلامة الإبرة المحمرة على يدها و قطب حواجبه

هالا و دموعها تنزل: دخلوا إبرة كبـ.. كبيرة.. و عوروني.. عوروني كثير.. بعده يعورني.. قالتها و بعدها إنفجرت بالبكي.

طارق قطب حواجبه أكثر و حاوطها له: بس يا حبيبتي، خلاص لا تبكي، ما راح نأخذك للمستشفى، و هو يرفع عيونه لـ ليلى: خلاص هدي حالك، ما راح نأخذك لهم!



بعد نص ساعة...

ضلت تشوف عليهم و عبدالعزيز يدخلهم لداخل، يدخل بنفسه و يسكر الباب وراه، أخذت نفس و إلتفتت له، شافته يشوف على الباب، ما تكلمت و حركت السيارة.

نزل عيونه و من ثم رفعهم لها: بكت أمس بالمستشفى؟

إرتبكت من سؤاله، تقول له أنها بكت و صاحت و قومت كل المستشفى على رؤوسهم، ما تقدر، ما لفت له و ضلت تشوف على الشارع قدامها: شوي!

طارق بحزم: ليلى..

أخذت نفس و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: طارق، طفلة و تخاف من الإبر، بكت شوي و سكتت لحالها، مانها كبيرة!

قطب حواجبه و لف للقدام: و هيا؟

حركت رأسها بالنفي: ما بكت، ما تخاف!

أخذ نفس يهدي حاله و من ثم أخذ نفس ثاني و زفر: إسمعيني زين، لو إيش ما يصير ما راح أحطها هي تحت العملية..

إلتفتت له بسرعة: طارق..

قاطعها و بنبرة حادة: ليلى، لا تناقشيني في هالشيء، أنتي أو هيا يمكن بس هالا، لا، فاهمة علي؟!

قطبت حواجبها، لفت للقدام و ما ردت عليه.



بعد 20 دقيقة...

وقف قدام مكتب الدكتور و إلتفت يشوف بجنبه، مانها موجودة، لف يشوف وراه و شافها واقفة بكم من خطوة بعيدة عنه و معلقة عيونها عليه، باين عليها الخوف و الإرتباك، مرتبك بنفسه بس يعرفها مرتبكة أكثر منه، لو كثر ما حاولت تقوي نفسها تفشل، يعرفها، مانها قوية، ضعيفة، ضعيفة كثير، تحاول تتماسك عشانه، تتماسك لا تنهار بس خايف تطلع النتائج غير ما تتوقع و بعدها ما تتحمل، هو يقدر يتحمل كل شيء بس دموعها لا، ما هو بعدها عنه عشان كذي، يتعذب و يحترق لحاله بس يعذبها معاه لا، أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم إبتسم بهدوء ليطمنها، مد يده لها و هي إقتربت منه بخطوة و مسكت يده، إبتسم لها أكثر و إقترب منها، شبك أصابعه بأصابعها و لم يدينهم لصدره و بهدوء غير اللي يحس فيه: ليلى، لو كيف ما تطلع النتائج لازم تخلي أملك في الله كبير، كلها من حكمته، فاهمة؟

ضلت تشوف في عيونه لشوي بدون أي كلمة، إذا هو بعد كل اللي يمر فيه يقدر يقوي نفسه عشانها عيل هي لازم تحاول، تحاول أكثر، زادت من مسكتها على يده و حركت رأسها بالإيجاب بإبتسامة: فاهمة!

إبتسم أكثر و لف للباب: خلينا ندخل! دق على الباب و جا له صوت الدكتور من داخل، حط يده على المقبض و جا بيفتح الباب بس وقفته، إلتفت لها و هي إقتربت منه، إقتربت منه أكثر، غمضت عيونها و صارت تتمتم لنفسها بدعاء اللي ما قدر يلقط منه غير كم كلمة، فتحت عيونها، أخذت نفس و تكلمت: قول آمين!

طارق بهدوء: آمين! لف للباب و فتحه، دخل و هو يدخلها وراه.

الدكتور (أجنبي) إبتسم لهم و تكلم: صباح الخير!

طارق و ليلى: صباح الخير!

الدكتور و هو يأشر على الكراسي بمقابله: تفضلا بالجلوس!

جلسوا بمقابله و ضلوا ساكتين ينتظروه هو يبدأ بالكلام

الدكتور و هو يلتفت لطارق بإبتسامة: كيف حالك اليوم؟ أتشكي من شيء، أهناك أية آلام جديدة، أي شيء جديد؟

طارق حرك رأسه بالنفي: أنني بخير، لم أعد أعرف ما هو الجديد، لا يفرق معي!

الدكتور حرك رأسه بالإيجاب و من ثم أخذ الملف من قدامه و صار يتصفحه: وصلتني نتائج التحاليل قبل قليل، يسرني أن أبلغكما بأن وجدنا تطابق للأنسجة بنسبة 98%!

ليلى زفرت بإرتياح: الحمد لله، و هي تلتفت لطارق: الحمد لله!

طارق إبتسم لها و من ثم لف يشوف على الدكتور: أي واحدة هي؟ أتطابقت أنسجتي بأنسجة زوجتي؟

الدكتور رفع عيونه لـ ليلى و من ثم نزلهم للأوراق و صار يصفحهم: تطابقت بأنسجة ابنتك..، و هو يرفع عيونه لـ طارق: الصغرى!

طارق قطب حواجبه: هالا؟!

الدكتور و هو يقرأ إسمها من الأوراق: هالا، نعم أنها هي!

طارق غمض عيونه بقلة حيلة و ما تكلم.



بعد فترة...

وقفت السيارة بـ كراج الفلة، نزلت رأسها و هي تحس بدموعها تتدحرج على خدها، مسحتها و من ثم إلتفتت تشوف عليه: طارق..

قاطعها بسرعة: ليلى، قلت لك لا، هالا، لا، صغيرة كثير ما تتحمل، هي تخاف من إبرة صغيرة كيف بتتحمل عملية بكبرها، لا، ماني موافق، ما راح أوافق!

ليلى و دموعها ترجع: طارق أنت ليش مانك راضي تفهم؟ تخاف و تبكي كم من يوم بس بتسكت، أنا ماني مستعدة أخسرك كذي، ما ألحـ..

قاطعها مرة ثانية: ليلى أنتي اللي مانك راضية تفهمي، أنتي شفتي حالتها الصبح؟ شفتيها تبكي بمجرد أنها سمعت إسم المكان، كيف بتقنعيها، إيش بتقولي لها؟ و هو يحرك رأسه بالنفي: يصير فيني اللي يصير بس ما راح اسمح لك تحطي بنتي في كل هالآلام عشاني، ما راح أسمح لك توجعيها عشاني!

ليلى: هي بنتي أنا بعد..

طارق بنبرة حادة: خلاص ليلى، ما أريد أي كلمة زيادة في هالموضوع، هالا لا! لف للباب، فتحه، نزل و صار يمشي للداخل.

ضلت تشوف عليه لين دخل و ما بقى غير طيفه، خايفة، خايفة أنه بعد فترة ما راح يبقى لها منه غير هالطيف، هي تريده هو حوالينها، تحتاجه هو، ما راح تقدر مع ذكرياته، ما يكفيها، ما راح يكفيها، نزلت عيونها و هي تغطي وجهها بقلة حيلة، ما عرفت إيش تسوي غير أنها تبكي، تبكي بقلة حيلة!


***************************


فتح عيونه بهدوء و غمضهم مرة ثانية بس رجع فتحهم، زحف على وراء شوي بس ما شل عيونه من عليها، جد ماخذة راحتها، لافة نفسها في البطانية، متقلبة على بطنها و وجهها مدفون في المخدة، ما تختنق بوضعيتها هذي؟ تقدر تتنفس؟ تقلبت و كأنها سمعته، زفرت و هي تقطب حواجبها، ضلت على نفس حالتها و بعدها إرتخت حواجبها شوي، شوي حتى رجعت لطبيعتها، نايمة، نايمة و بهالقرب منه، يقدر يحس بأنفاسها المنتظمة، أول مرة يكون بهالقرب منها و كذي، نزل عيونه عنها شوي بس رجع رفعهم لها، فمها صغير، أنفها صغير، عيونها صغيرة، ضايعة بين خدودها المليانة و المدورة، ملامحها طفولية بريئة، ما كأنها البنت اللي شافها أول مرة، ما كأنها خسوف القمر بنفسها، يمكن راح الخسوف و بقى القمر لحاله، إبتسم لنفسه بسخرية على هالفكرة و بعدها، يمكن هي ما تكون حلوة بعيونه بس هي أحلى البنات بعيون عبدالله، هي أجملهم، هي الوحيدة الجميلة بعيونه، نزل عيونه عنها مرة ثانية و قام يمشي للحمام.

صحت و هي تسمع باب الحمام يتسكر، فتحت عيونها و هي تشوف طرفه الفاضي من السرير، لفت تشوف على باب الحمام المسكر، نامت و هي أبداً ما حاسة بحالها، نامت بجنبه، إرتبكت من هالفكرة فجلست بسرعة، إلتفتت لباب الحمام و صارت تبعد البطانية عنها بتردد، ما تريده يشوفها كذي، لبسها كاشف و جسمها كله كدمات، ما تريد أي أسألة منه، خاصة هو، تنهدت و هي تكلم حالها: ما كان المفروض تنامي، كيف نمتي؟ تنهدت مرة ثانية و صارت تلتفت حوالينها تدور على جلبابها، تذكرت فقامت بسرعة، مشت لكبتاته و فتحتها، وقفت تحوس في دشاديشه تدور على جلبابها، سمعت الباب ينفتح فإرتبكت أكثر.

طلع من الحمام و هو ينشف وجهه بفوطته، رفع عيونه للسرير، مانها موجودة، إلتفت لكبتاته و شافها، نزل عيونه ليدينها و هو يشوفها ماسكة دشداشته، رفع حاجب و رفع عيونه لها: إيش تسوي؟

إرتبكت أكثر فرفعت دشداشته تغطي أكتافها: هـ.. ها؟

رفع حاجبه أكثر و مشى لها، سحب الدشداشة من يدها و رفعه لوجهها: إيش تسوي فيه؟

رفعت يدينها لأكتافها: لا.. أمم.. ما أسوي شيء.. ما قدرت تكمل لأنه دفعها عن كبتاته و سكرها، تكلم و بنبرة حادة: خليك بعيدة عن أشيائي، إلتفت لها: ما أريد أشوفك تلعبي فيهم مرة ثانية!

أزهار و هي تنزل رأسها: بس أنا ما كنت ألعب..

قاطعها و هو يلف عنها: إطلعي برع أريد أبدل ملابسي!

رفعت عيونها له: أطـ.. أطلع؟!

لف يمرر نظرة سريعة على لبسها، بجامة بقميص علاقي بأبقار ملونة و شورت واسع يوصل لركبها، رفع عيونه و هو يشوفها تغطي أكتافها بيدينها، لف عنها و هو يحط سبابته على فمه يكتم ضحكته: إدخلي الحمام!

حركت رأسها بالإيجاب و مشت للحمام بسرعة، دخلت و سكرت الباب.

سمع الباب يتسكر فبعد إصبعه و هو يضحك، فتح كبتاته و هو يكلم حاله: وينك عبود، تشوفها كذي؟!


***************************


بريطانيا – مدينة بريستول...

طلعت على البلكون و مشت للدرابزين، حطت يدينها عليهم و نزلت عيونها للسيارة الواقفة قدام مدخل البناية، سيارة هانا، جاية لتأخذه و يروحوا الجامعة مع بعض، شافته يطلع من البناية و يمشي لسيارتها، يركب و تتحرك السيارة، ضلت تلاحقها بعيونها و هي تبتعد لين إختفت و ما عادت تشوفها، أخذت نفس طويل و زفرت، ما قدرت تنام الليل، ما قدرت و هي تفكر في اللي لازم تسويه، تخبره؟ إيش بتكون ردة فعله؟ بيصدقها؟ تنهدت، تخبي عليه؟ إيش في وقتها؟ لين متى راح تقدر؟ هو مثل الأعمى يركض وراها و هي بكل سهولة تستغله و تخونه كذي، ما تعرف إذا تقدر تخبي، أحسن لها تخبره، تخبره بأقرب فرصة، يصدقها، ما يصدقها كيفه، على الأقل هي ما راح يأنبها ضميرها بأنها شافت و ضلت ساكتة، حركت رأسها بحزم و هي تقنع نفسها بهالفكرة، زفرت و لفت، جت بتمشي بس شافتها واقفة تشوف عليها، إبتسمت، صار لها كم من يوم ما شافتها، يمكن أخوها يمنعها من أنها تطلع للبلكون، إبتسمت أكثر و تقدمت للدرابزين اللي تفصل ما بينهم: مرحباً!

نزلت عيونها عنها و ما ردت

فرح و هي تجلس على ركبها لتكون بمستواها: كيف حالك اليوم؟

ما ردت عليها

فرح: لماذا لا تتكلمي معي، ألسنا صديقات؟

رفعت عيونها لها مرة ثانية بس ما نطقت بحرف

فرح و هي تمد يدها لها: هيا، تعالي، إقتربي مني، لن أؤذيك، أنا صديقتك ألستُ كذلك؟

ضلت تشوف على يدها و بعدها حركت رأسها بالإيجاب

فرح إبتسمت أكثر: إذاً، هيا إقتربي، لنتعرف على بعضنا أكثر!

إبتسمت لها و إقتربت من الدرابزين، وقفت و لفت تشوف على باب البلكون لشوي، ما في أي صوت و لا أثر له، لفت لها و مدت يدينها الثنتين لها!

إستغربت من حركتها فمسكت يدينها: أهكذا نتعرف؟

حركت رأسها بالنفي، سحبت يدينها منها و من ثم رجعت مدتهم

فرح إستغربت أكثر و هي تحاول تفهمها: ماذا تريدين؟ أمم.. أتريدينني أن أحملك؟

إبتسمت لها و حركت رأسها بالإيجاب

فرح بإستغراب: حقاً؟ أتريدينني أن أحملك؟

حركت رأسها بالإيجاب مرة ثانية و مدت يدينها أكثر


.

.

.

.

.


.

.

.





فرح إبتسمت: حسناً، و هي تقوم: هيا تعالي! رفعتها و حملتها بس أول ما جت للجهة الثانية فكت نفسها منها و نزلت، إلتفتت لباب البلكون و ركضت تدخل للداخل، إرتبكت من حركتها، لفت للبلكون الثاني و بعدها لفت للباب و دخلت تلحقها: هيي، ميساء، إلى أين..، شافتها تفتح باب الغرفة و تركض للصالة، قطبت حواجبها و طلعت من الغرفة، شافتها تجلس على الكنبة و تلتفت لها بإبتسامة، مشت لها بسرعة: ما الذي تفعلينه؟ و هي تمسك يدينها: هيا، سأخذك لشقتك، أخوك سيقلق عليك!

قطبت حواجبها بقوة و فكت يدينها منها

فرح و هي تجلس على الكنبة بجنبها: لا تريدين الذهاب؟

حركت رأسها بالنفي

فرح: و لكن لمـ.. ما قدرت تكمل لأنها إقتربت منها بسرعة و حضنتها، فتحت عيونها بصدمة و نزلتهم لها بعدم تصديق، حست فيها تتعلق فيها أكثر فرفعت يدها لكتفها بتردد.. أمم.. عزيزتي أأنتي بخير؟

ما ردت عليها، تعلقت فيها أكثر و بعدها صارت تبكي

إرتبكت من حالتها و خافت بنفس الوقت، حضنتها بدورها و هي تحاول تهديها: أششش، ما بكِ حبيبتي؟ أأنتي بخير؟ أمم.. و هي تطبطب على ظهرها: إهدأي، إهدأي، لا تبكي، لن أخذك لشقتك، ستضلين عندي لبعض الوقت إن كان هذا ما تريدينه، لا بأس بذلك، لا تبكي! قطبت حواجبها و هي تسمعها تشهق، حاوطتها لها أكثر و هي مستغربة منها، ما عرفت كيف تهديها غير أنها تطبطب على ظهرها و ما تنطق بحرف.



الشقة المجاورة...

كان جالس على الكنبة و عيونه على اللابتوب المحطوط على الطاولة قدامه، منحني بخفة عليه و ما منتبه لـ إيريك اللي صار له كم من دقيقة واقف و يشوف عليه بإستغراب، مانه قادر يشوف اللي يسويه في اللابتوب بس شكله مندمج بدرجة أنه مانه قادر يحس فيه، إقترب منه أكثر و تكلم: ماذا تفعل؟

سمع صوته و إرتبك، نزل شاشة اللابتوب بسرعة و رجع لوراء و هو يلتفت له: ماذا.. ماذا تفعل هنا؟ أمم.. و هو يحك رقبته بإرتباك: لماذا لست بالجامعة؟ ليست لديك محاضرات؟

إيريك إستغرب من حالته بس فضل يرد على أسألته و لا يعلق على حالته: لدي محاضرتين، كنت ذاهب الآن!

ماكس و هو يقوم بسرعة و يأخذ لابتوته: إذاً، ما الذي تنتظره..، و هو يأشر على باب الشقة: اذهب!

إيريك و هو يرفع حاجبه بإستغراب: حسناً.. أنني ذاهب، لماذا تطردني هكذا؟

ماكس ما رد عليه

إيريك إستغرب منه أكثر، مشى خطوتين لقدام بس لف يشوف عليه: ماذا كنت تفعل؟

ماكس إرتبك أكثر: لا.. أمم.. لا شيء مهم..، و هو يفكر: كنت أقرأ فقط!

إيريك: عن ماذا؟

ماكس أخذ نفس: أتريد أن تعرف؟

إيريك حرك رأسه بالإيجاب

ماكس و هو يحط اللابتوب على الطاولة: كنت سأخبرك لاحقاً و لكن لا يهم، رأيك لن يغير شيء! و هو يرفع شاشة اللابتوب: كنت أقرأ هذا!

إيريك جلس على الكنبة يشوف على الشاشة، رفع حواجبه بإستغراب و من ثم رفع عيونه لـ ماكس: كنت تقرأ هذا؟

ماكس حرك رأسه بالإيجاب و نزل عيونه للشاشة، كانت على صفحة دينية، تتكلم عن الإسلام و صلوات الخمسة، طول حياته و هو مسلم بالإسم و بس، آخر مرة أدى صلاته فيها كانت مع أبوه و يمكن كان عمره في وقتها عشر سنوات، أمه كانت مسيحية بس ما كانت تأخذهم معاها للكنائس لأنه أبوه منعها من هالشيء، كان يصلي لما كان يجي يزورهم و ينقطع لما ينقطع عنهم، ما كان عنده أحد يعلمه، ما كان عنده أحد يوجهه للطريق الصحيح، قبل كم من أسبوع إصطدم في أحد المشايخ المسلمين بالمدينة، تكلم معاه لأقل من ساعة بس تكلم عن أشياء حببه فيها للإسلام، عطاه قرآن مترجم باللغة الإنجليزية و سجادة، يعرف أنه ما راح يتعلم كل شيء في كم من أسبوع بس من وقتها و هو يحاول، يحاول يتعلم صلواته عشان يقدر يأديها، إلتفت لـ إيريك و تكلم: إيريك، لقد إرتكبت حماقات كثيرة، حان الوقت لأكفر عن أخطائي، سأتغير ربما، لا أدري، ستراني أؤدي صلوات لن تفهمها و إن ضايقتك بها فأخبرني، سآخذ مايسي و أخرج من هنا و إن كنت مستعد لتتقبلني هكذا فأعلم بأنني سأضل ماكس، صديقك و هذا لن يتغير!

إيريك نزل عيونه للشاشة و من ثم رفعهم له و قام، و هو يحط يده على كتفه: ماكس، أنا كاثوليكي و أنت تعلم ذلك، أتركتني لهذا؟ لا، فلما أتركك أنا، قم بصلواتك فإنها لن تضايقني، ستضل هنا، ليس لديك مكان آخر!

ماكس إبتسم له: شكراً لك!

إيريك إبتسم: نعم، لا يهم!

ماكس ضحك و إيريك صار يمشي للباب: سأراك لاحقاً! طلع و سكر الباب وراه، أخذ نفس بإرتياح و بعدها حمل اللابتوب و صار يمشي للغرفة: مايسي! فتح الباب و دخل: مايسي! إلتفت حوالينه بس مانها موجودة، مشى للتسريحة و حط اللابتوب عليها، إلتفت لباب البلكون، مفتوح، يمكن إيريك فتحه لها، مشى للبلكون بسرعة و طلع بس مانها موجودة، قطب حواجبه بإستغراب و دخل للداخل، مشى لغرفة إيريك يدورها فيها بس ما لقاها، إرتبك، دار الشقة أكثر من مرة بس هم ما في أي أثر لها، صار ينادي عليها بصوت عالي: مـايـسـي!! أيـن أنـتـي؟ أتـخـتـبـئـيـن مـنـي؟ و هو يلتفت حوالينه مرة ثانية: مـايـسـي لا تـفـعـلـي هـذا بـي، لـيـس هـكـذا عـزيـزتـي! مـايـسـي!

ما جا له أي صوت و ما في أي حركة من حوالينه، رفع عيونه لباب الشقة، يمكن طلعت و هو ما عنده خبر، معقولة تسويها، ركض للباب بسرعة، فتحه و جا بيطلع بس طلعت قدامه، تذكرها فقطب حواجبه، جا بيتكلم بس هي تكلمت قبله: مصعب، أليس كذلك؟

ما رد عليها و صار يمشي للدرج و هو ينادي عليها: مـايـسـي، أيـن أنـتـي؟ و هو يمرر يده في شعره بخوف: مــايـسـي!! جا بينزل بس هي وقفته بسرعة.

فرح: أنها معي، بشقتي!

إلتفت لها و بعدم تصديق: ماذا؟

حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له: لا تخف، أنها بخير و لكن لا تريد أن ترجع لشقتك..، مشت لباب الشقة و دفعته للداخل، و هي تأشر على مايسي الجالسة على الكنبة: لا تسمع مني، إن كنت تستطيع أن تقنعـ.. ما قدرت تكمل لأنه مشى لها بخطوات سريعة، بعدت عن الباب بسرعة لتخليه يدخل، دخل و ركض لها، نزل لمستواها و سحبها لحضنه: خفت عليكِ، حملها و قام: ماذا تفعلين هنا؟ و هو يلتفت لفرح: ما الذي أتى بها إلى هنا؟

فرح بهدوء: أمم.. كنت على الشرفة و..

ماكس قاطعها بعصبية: أسرقتيها؟

فرح شهقت: لا، لم أفعل.. لما أسرقها؟ هي أرادت أن..

قاطعها مرة ثانية و بنفس حالته: إسمعيني جيداً، أنتي و أخاكِ لن تستطيعان أن تأخذاها مني، هي أختي أنا فقط، أتفهمين ذلك؟

فرح قطبت حواجبها: أولاً، لست أختكما، إبنة عمكما، ثانياً..، و هي تكمل بالعربي: ماني هنا لأسرقها هي جت بنفسها، ما أعرف إذا أنت تفهمني و لا لأ، بس ما حبيت أكلمك بلغة هي تفهمها، البنت تعبانة، ما أعرف أنت إيش مسوي فيها، صار لها ساعة تبكي و توها تهدأ، إذا كنت جد كذي مهتم فيها، تعالجها ما تخليها بهالحالة!

عصب أكثر و مشى لها بسرعة: لست هنا لكي أسمع هذا منكِ، لماذا لا تلومين عمك على كل ما فعله بنا..

قاطعته: إنسان و غلط، ما هو جا لك بنفسه، ندمان..

قاطعها و هو يرص على أسنانه: أنتي لا تعرفين شيء فمن الأفضل أن تصمتي!

قطبت حواجبها و سكتت

لف عنها و صار يمشي لشقة إيريك بسرعة، جا بيدخل بس هي تكلمت

فرح: إذا هي حبت تجي لعندي مرة ثانية، أنا ما راح أمنعها!

ما لف لها، دخل و صفق الباب وراه.

أخذت نفس و زفرت بقوة، أخذت نفس ثاني لتهدي حالها و بعدها دخلت و سكرت الباب بدورها.


***************************


مسقط...

وقفت قدام المراية تكحل عيونها، لما خلصت حطت الكحل على التسريحة و رفعت شيلتها من على أكتافها، لفته على رأسها و بعدها لفت تشوف عليها، إبتسمت لها و هي ردت بإبتسامة، إبتسمت أكثر و هي إبتسمت أكثر: إيش فيك يالهبلة؟

حنين بنفس إبتسامتها: طالعة حلوة!

بسمة: أحم.. أحم.. أنا من يوم يومي حلوة!

حنين: هذي الثقة و لا بلاش!

بسمة: هههههههههههه!

حنين و هي تعدل جلستها: ألحين أريد أعرف، زوج المستقبل جالس تحت مع بابا في المجلس، أنتي ليش مانك مرتبكة أو حتى مستحية؟

بسمة و هي تجلس على كرسي التسريحة: ليش أرتبك، جاي يأكلني؟ لا، يكلمني شوي، يشوفني و بعدها يمشي، عادي!

حنين: أتذكر فرح لما نزلت لعماد، هذا و هو ولد عمنا و كيف كانت حالتها، و أنتي بتلتقي بشخص غريب و هادية، غريبة صراحة!

بسمة ضحكت و ما ردت عليها، إنفتح باب الغرفة فرفعت عيونها تشوف عليها.

فاطمة و هي تدخل: يللا يا بنتي، إنزلي عند أبوك، الرجال ينتظرك!

بسمة فتحت عيونها: ألحين؟

حنين: ههههههههههههههه.. و أتاريك بس تتظاهري!

بسمة قامت بإرتباك: بس إنزين!

حنين صارت تضحك أكثر

إرتبكت أكثر، سحبت مخدتها و ضربتها على رأسها: بس يالهبلة!

حنين و هي تعدل شعرها: روحي.. هههه.. روحي.. ما راح يأكلك.. ههههههههههههه!

فاطمة إبتسمت و مسكت يد بنتها: يللا يا حبيبتي، لا تخافي، أبوك راح يكون معاك، أنتي بس إدخلي و سلمي و بعدها إجلسي بجنب أبوك، إذا سألك أي سؤال ردي عليه و إذا أنتي عندك أي سؤال لا تستحي و إسأليه!

حركت رأسها بالإيجاب و هي تأخذ نفس تهدي حالها: إن شاء الله!

فاطمة إبتسمت لها أكثر و طلعت تمشي معاها، نزلوا الدرج للمجلس و وقفوا قدام الباب، دقت على الباب بهدوء و إنتظرت يفتحوه لهم، إنفتح و طلع أبوها اللي أول ما شافها إبتسم، مسك يدها و بهدوء: تعالي يا بنتي، إدخلي!

بلعت ريقها بإرتباك و إلتفتت لأمها، إبتسمت لها و حركت رأسها بالإيجاب، أخذت نفس و دخلت مع أبوها، أول شيء وصل لها ريحة عطره القوية، ما رفعت عيونها له بس قدرت تحس فيه يوقف، رمشت عيونها و تكلمت بصوت هادي بغير اللي تحس فيه: السلام عليكم!

رد عليها بصوته الجهوري: و عليكم السلام!

علي و هو يجلسها على الكنبة و يلتفت له: يا ولدي ليش وقفت، خليك جالس!

إبتسم له و هو يجلس بمكان ما كان جالس من قبل: مشكور يا عمي!

علي و هو يفك يدها: هذي هي قدامك يا ولدي، عندك أي شيء تريد تكلمها فيه، لا تتردد و إن شاء الله ما تشوف منها إللا اللي يرضيك! و هو يأشر للقسم الثاني من المجلس: بكون بالجهة الثانية عشان تأخذوا راحتكم بالكلام!

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب

علي إلتفت لبسمة و من ثم لف عنها و راح

إرتبكت من حركة أبوها أكثر، ما هم قالوا لها أنه بيكون معاها، كيف تركها لوحدها، كان خاطرها توقفه بس ما قدرت و هي تحس بعيونه عليها، عدلت جلستها و بعدها شبكت يدينها ببعض و ما تكلمت، تنتظره هو يبدأ بالكلام بس هو ضل ساكت و ما نطق بحرف، مرت عليهم دقيقة هادية و محد منهم راضي ينطق بحرف، مرت دقيقة ثانية و هم نفس الشيء، إستغربت منه فقررت ترفع عيونها له، رفعتهم له بسرعة و نزلتهم، ما قدرت تركز بملامحه بس عرفت أنه أسمراني البشرة، أخذت نفس ثاني و عادت حركتها، أنفه سلة سيف، نزلت عيونها بسرعة و ضلت منزلتهم لشوي و بعدها قررت تعيدها مرة ثانية، رفعت عيونها له، عيونه عسلية، نزلتهم و بعدها رفعتهم مرة ثانية لتتأكد، شافته يبتسم لها، إنحرجت من حالها فنزلت عيونها عنه بسرعة.

إبتسم أكثر و قرر يتكلم: راح أكون صريح معاك، أول مرة أمر في مثل هالموقف فـ ماني عارف بإيش أبدأ، عدل جلسته و كمل: إذا سألتك عن إسمك فأكون أجاملك، إسمك بسمة، عمرك 24 سنة، تشتغلي بشركة الـ.....، كمديرة موارد البشرية!

رفعت عيونها له بإستغراب

كمل بنفس إبتسامته: خالتي، الله يخليها لي، عطتني تقرير عنك، و أعرفها ما قصرت، عطتكم تقرير عني بعد!

إبتسمت بخفة و حركت رأسها بالإيجاب: فيصل، مهندس، عندك شركة جديدة بديتها لحالك!

فيصل حرك رأسه بالإيجاب و بعدها تكلم: أمم.. شوفي بسمة، كثير من البنات يحطوا شروطهم قبل الزواج، شرط مثل يريدوا حياتهم تكون مستقلة ببيت لحالهم و بعيدة عن حياة أهل أزواجهم و أنتي مثل ما سمعتي من خالتي، أنا ما عندي غير أخت و أخ، هم عائلتي و هم أهم ما عندي بحياتي، أنا.. أنا كل شيء أقدر أقبله بس أني أبعد عنهم هذا ما راح أقدر عليه، فأتمنى هذا ما يكون واحد من شروطك!

بسمة: بس أنا.. أنا ما عندي شروط!

فيصل بإستغراب: ما عندك؟

بسمة حركت رأسها بالنفي: أمم.. يعني ما فكرت فيها.. نزلت عيونها و كملت: ماني متعودة على العيشة لحالي فما أعرف إذا كنت أقدر عليها و لا لأ، أفضل أني أسكن مع الأهل و لا بدونهم.. و إذا على شروطي..، و هي تفكر: أمم.. ما عندي غير أنك ما تمنعني من شغلي!

فيصل إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب: ما راح أمنعك! سكت شوي و كمل: إذا على كذي عيل نحن متفقين، ما عندي شيء ثاني و إذا على التعارف نقدر نتعرف على بعض أكثر بعد الزواج، يعني ألحين ما عندي غير أني أسألك..، و هو يبتسم أكثر: متى تريدي الملكة؟

إحمروا خدودها و رمشت عيونها بحياء: هـ.. ها؟

فيصل إبتسم أكثر و هو يشوف خدودها المحمرة: عندي سفرة بعد أسبوعين، حاب الملكة تكون قبلها، نسافر و نرجع و بعدها نسوي حفلة عرس عائلية، ما أحب الحفلات الكبيرة، طبعاً هذا رأيي و إذا أنتي عندك رأي ثاني فتكلمي!

إحمروا خدودها أكثر فقامت: أنا.. أمم.. أنا أفضل أنك تتفق على هالشيء مع أبوي و كل شيء تتفقوا عليه أنا بوافق عليه..، و هي ترفع عيونها له و تنزلهم: أمم.. إذا ما عندك شيء ثاني تقوله، بستأذن!

وقف و بإبتسامة: إذنك معاك، نلتقي على خير!

لفت عنه و بحياء: إن.. إن شاء الله! قالتها و بعدها مشت للباب بسرعة و طلعت، سكرته و هي تحاول تستوعب اللي صار، ما كانت متوقعة هاللقاء ينتهي بهالسرعة و ينتهي كذي، صريح، سريع، جدي، عجبها هالشيء فيه، إبتسمت لنفسها بحياء و بعدها مشت للدرج، تركب لغرفتها.


***************************


وقفت عند الشباك بتوتر و هي تشوفه يدفع أمه بكرسيها و يمشي للداخل، خالته تمشي وراه و زوجها يمشي بجنبها، نزلت عيونها عنهم بس رجعت رفعتهم لهم، حست فيهم يقتربوا منها و يوقفوا جنبها فإلتفتت تشوف عليهم.

رنا و هي تأشر عليه: هذاك عبدالرحمن؟

نمارق و هي تنزل يدها بسرعة: يالغبية فضحتينا، إيش بيقولوا عنا؟

رنا و هي تضحك: لا تخافي، ما راح يقدروا يشوفونا من هناك، و هي تلتفت لها: إيش فيك خايفة كذي، هدي حالك، ما هو معاك بالدوام، يعني تعرفيه!

نمارق و هي تلتفت لأزهار و من ثم لها: ماني خايفة منه، بس..، و هي تمرر يدها على وجهها بتوتر: ما أعرف إذا أمه بتوافق علي و لا لأ، ما أعرف!

رنا و هي تعدل وقفتها: و ليش ما توافق عليك، ما هي أصلا موافقة من قبل..، إقتربت منها و حاوطتها من أكتافها، و هي تمشي معاها للمراية: في أحد يجي له كل هالزين و يرفضه، لا، لا مستحيل!

نمارق إبتسمت و أخذت نفس تهدي حالها، موافقة عليها بس ما تعرف إذا تقبل فيها و لا لأ، من بعد كلامه صارت تفكر فيها كثير، مرات تفكرها عادية و مرات لا، إيش لو طلعت عكس اللي حاطته في بالها؟ إيش في وقتها؟ هالفكرة أربكتها فحاولت تبعدها عن رأسها بسرعة، رفعت عيونها للمراية تشوف على نفسها، لابسة تنورة سوداء، توصل لتحت ركبها بشوي و قميص أحمر ناعم بأكمام طويلة، جايبة غرتها بطرف و باقي شعرها مربوط بذيل حصان نازل و جايبته على كتفها، ضلت تشوف على نفسها لكم من ثانية و بعدها إلتفتت لرنا: ألبس شيلة؟

أزهار و هي تضحك: لابسة قصير بـ شيلة، ما يضبط.. هههههه.. سكتت و هي تشوفها تلتفت لها و هي مرفعة حاجبها: آسفة.. ما كان قصدي!

رنا كتمت ضحكتها و تكلمت تتدارك الموقف: أمم.. صح كلامها إيش تلبسي شيلة..

نمارق قاطعتها و هي تلتفت لها: أعرف، أقصد أبدل هالملابس و ألبس شيء ثاني بـ شيلة!

رنا و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، ما في داعي، أنتي راح تنزلي لخالته و أمه، ما راح تنزلي له، فما داعي تبدلي ملابسك ألحين و بعدين هم ما جايين ليحكموا عليك، هم جايين يحددوا الملكة و المهر و غيره من مثل هالخرابيط، و أنتي كذي ما ناقصك شيء و الحمد لله، ما في داعي لكل هالخوف و التوتر!

نمارق إلتفتت للمراية مرة ثانية تشوف نفسها و هي مانها مقتنعة

رنا و هي تحاوطها من أكتافها: يا أختي صدقيني، ما في داعي لكل هالتفكير..، و هي تجلسها على السرير: إجلسي و هدي حالك لين ما تجي ماما و تنادينا ننزل!



تحت – بالمجلس...

جلس بجنب زوج خالته و هو يسمعه يتكلم

أبو بدر (زوج عقيلة) هو يعدل جلسته: نحن قد كلمتنا يا أبو فهد، لنا الشرف نأخذ بنتكم، خليها تطلب إيش ما تريد و نحن إن شاء الله حاضرين!

عبدالرزاق و هو يحرك رأسه بالإيجاب: ما عندي أي شك يا أبو بدر، عارف أنكم ما راح تقصروا معاها و إن شاء الله هي ما تثقل عليكم بطلباتها!

أبو بدر: لا، لا، خلوها البنت تأخذ راحتها، إن شاء الله تلاقي منا إللا يرضيها..، إلتفت لـ عبدالرحمن و من ثم لـ عبدالرزاق: حابين نحط الملكة بأقرب وقت..

عبدالرزاق و هو يقاطعه: و هذا رأيي، إذا تريدوا..، و هو يلتفت لـ عبدالرحمن: يملك عليها و يأخذها، ما له داعي عرس و غيره، نحط الملكة بعد خمسة أيام!

عبدالرحمن بعدم تصديق: بعد خمسة أيام؟

عبدالرزاق إبتسم له و حرك رأيه بالإيجاب: خمسة أيام!

عبدالرحمن و هو يحك حاجبه: بس عمي.. أنا ماني مستعجل كذي، يعني.. أقصد.. البنت مفروض تأخذ راحتها و هي تتجهز، أنا ما أريدها تعجل في شيء!

عبدالرزاق: بتقدر تتجهز في خمسة أيام!

عبدالرحمن بنفس حالته: بس..

عبدالرزاق و هو يقاطعه: يا ولدي إيش فيك، لا يكون هونت و ما تريدها؟!

قالها بنبرة غريبة، ممازحة بس حادة نوعاً ما، نبرته ضايقته، فرد بسرعة: لا يا عم، أنا قلت أني أريدها و أنا قد كلمتي، إذا تريد بجيب الشيخ اليوم و أملك عليها ما عندي أي مشكلة بس أفكر فيها، ما هي تريد عرس..

قاطعه مرة ثانية و بنفس نبرته: ما تريد، بنتي و أنا أدرى فيها!

إستغرب منه و رجع ظهره لوراء يسنده بالكنبة، إلتفت لزوج خالته اللي كان مستغرب مثله، إلتفت له مرة ثانية و تكلم: عيل بجيب الشيخ بعد خمسة أيام!

عبدالرزاق إبتسم له: إن شاء الله تتم الملكة على خير!

عبدالرحمن إبتسم له مجاملة و هو لين ألحين مستغرب منه، مستغرب كثير، ما قدر يفهم ليش كل هالعجلة، كأنه يريد يتخلص منها بسرعة، يريدها تترك بيته بسرعة!



بالصالة...

رفعت عيونها للدرج و هي تشوفهم ينزلوا، إقتربت من أختها شوي و بصوت واطي: أي وحدة خطيبة ولدي؟

إرتبكت و هي ترفع عيونها للبنات، ما تعرفها، ما شافتها بس قالت لها أنها هي بنفسها إختارت البنت، ضلت تشوف عليهم لشوي و هي ما تعرف أي وحدة هي، إلتفتت لأختها: أأ.. اللي..

زبيدة و هي تقطب حواجبها: أي وحدة قلتي؟

عقيلة جت بتتكلم بس تكلمت قبلها

زينة و هي تلتفت لهم و من ثم لها: هذي هي جت!

عقيلة رفعت عيونها لها و بعدها إبتسمت و ردت على أختها: اللي بالوسط!

زبيدة حركت رأسها بالإيجاب و نمارق إقتربت منها لتسلم عليها، مدت يدها لها و صافحتها، باست يدها و رأسها و من ثم سلمت على عقيلة و جلست بجنب أمها.

زينة و هي تعرف رنا اللي صارت تسلم عليهم بدورها: و هذي أختها، بنتي الصغيرة!

رنا إبتسمت لهم: تقولها و كأني طفلة!

عقيلة ردت بإبتسامة: يا حبيبتي الأم دوم كذي، مهما كبروا الأولاد راح يضلوا أطفال بعيونها!

رنا إبتسمت أكثر و راحت تجلس على الكنبة بمقابلها

أزهار سلمت عليهم و زينة صارت تعرفها لهم: و هذي زوجة ولدي، توها عروس!

زبيدة إبتسمت لها: مبروك يا بنتي، ربي يوفقكم و يخليكم لبعض!

أزهار إبتسمت لها بإحراج، ما عرفت إيش ترد عليها فضلت على إبتسامتها، مشت لرنا و جلست جنبها

جلسوا يتكلموا عن سوالف عادية و زبيدة عيونها طول الوقت على نمارق اللي كانت مرتبكة من نظراتها، مانها قادرة تفهمها، مانها قادرة تفهم هي بإيش تفكر، شبكت يدينها ببعض بإرتباك و نزلت عيونها لهم بس ضلت تحس بعيونها عليها، أخذت نفس تهدي حالها و رفعت عيونها تشوف عليها، شافتها تبتسم لها بس نظراتها غريبة، تتفحصها، من شعر رأسها لأصابع رجولها، حاولت ترد لها بإبتسامة بس فشلت، نزلت عيونها عنها و ما تجرأت ترفعها لها مرة ثانية.



بعد فترة...

شافت أمها تسكر باب الصالة فزفرت بإرتياح، نزلت عيونها و هي تحط يدها على رأسها، و في خاطرها: ما راح تكون سهلة يا نمارق بس كوني قدها، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها رفعت عيونها و هي تشوفهم يشوفوا عليها بإبتسامة.

رنا و هي تنط بجنبها و تحاوطها من أكتافها: بصراحة أنا حبيت خالته، عسل و الله عسل بس أمه..

نمارق و هي تلتفت لها: بس أمه؟

أزهار: حبوبة!

نمارق رفعت عيونها لها و هي حركت رأسها بالإيجاب: حبوبة..، و هي تحرك أكتافها بخفة: ما أعرف، حسيتها كذي!

ما ردت عليها و إلتفتت لرنا مرة ثانية: إيش رأيك فيها؟

رنا و هي تحرك أكتافها بخفة: رأيي ما يهم، المهم أنتي!

نمارق أخذت نفس ثاني و رفعت عيونها لباب الصالة و هي تشوفه ينفتح، شافت أبوها يدخل و يمشي لهم، إلتفت لها بس لف عنها بسرعة، تكلم و هو يوجه كلامه لزوجته: خليها تبدأ تجهيزاتها من ألحين، بعد خمسة أيام بيملك عليها و يأخذها!

نمارق فتحت عيونها بصدمة: إيـــش؟!؟

ما رد عليها و صار يمشي للدرج

نمارق قامت تلحقه بسرعة: بابا، خمسة.. خمسة أيام..

عبدالرزاق و هو يلف لها: تكفيك!

نمارق و هي ترمش عيونها بعدم تصديق: بس..

لف عنها مرة ثانية و بنبرة حادة: قـلـت لـك تـكـفـيـك، أسـرع مـا طـلـعـتـي مـن عـنـدنـا، أحـسـن! ركب الدرج بسرعة و إختفى في دور الثاني.

ضلت واقفة بمكانها و هي تحارب دموعها، حست بخطواتها تقترب منها و حست بيدها على كتفها.

زينة بهدوء: نمارق، يا ماما..

نزلت رأسها و هي تغمض عيونها، تمسك دموعها بقدر الإمكان: أعرف.. أعرف يلومني بس أنا إيش ذنبي؟.. ليش كذي؟.. لهالدرجة مثقلة عليه.. هو ما يزوجني.. يطردني..، فتحت عيونها: يطردني! حست بيد ثاني على كتفها فبعدتها بسرعة.

رنا بهدوء: نمارق..

قاطعتها: ما في داعي! قالتها و بعدها صارت تركب الدرج بسرعة.

زينة و هي تحرك رأسها بقلة حيلة: لا حول و لا قوة إلا بالله، لا حول و لا قوة إلا بالله!

رنا تنهدت بقلة حيلة و لفت تشوف على أزهار اللي كانت واقفة و هي مستغربة من كل اللي يصير، نزلت رأسها عنها و صارت تركب الدرج بدورها.


***************************


وقف سيارته قدام الفلة و رفع عيونه لباب الشارع، أخذ نفس و نزل، قفل سيارته و صار يمشي للباب، حط يده على الجرس بس إنفتح له الباب قبل ما يضغط عليه.

إبتسم له و هو يمد يده له: كنت أنتظرك!

رد له بإبتسامة: وينه؟

عبدالعزيز و هو يتنهد: بغرفته، مانه راضي يطلع، بنفس حالته من يومها!

فهد: حاولت أتصل فيه، ما رد علي!

عبدالعزيز و هو يفتح له الباب ليدخل: ما يرد على أحد، فكرت أنت لازم تكلمه!

فهد و هو يأخذ نفس: في أحد بالبيت؟

عبدالعزيز حرك رأسه بالنفي و صار يأشر على المدخل: لا، خذ راحتك، محد هنا!

فهد حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي للمدخل

عبدالعزيز ضل يشوف عليه لشوي لين دخل و إختفى، رفع عيونه لشباك غرفته و هو يكلم حاله: ما أعرف كيف راح يقدر يطلعك من حالتك بس ما عندنا غيره! نزل عيونه على رنين تلفونه، رفعه ليشوف: حنين يتصل بك! إبتسم لنفسه و رد: كنت بإنتظارك.. هههههه.. لا جد، صار لي ساعة أنتظرك.. إشتقت لصوتك.. أفا، أنا كذاب.. هههههه.. لا، أبداً، فاضي و حتى و لو ما كنت فاضي بس عشانك بفضي حالي.. أمم، بروح ستاربكس اللي على الشاطئ، خلينا نتلاقى هناك..، آههم.. بكون بإنتظارك..، آههم.. باي!

سكر منها و نزل التلفون، ضل يشوف على الشاشة لشوي و هو يفكر بإسمها، يشاركوا نفس الإسم بس شخصياتهم مختلفة تماماً، وحدة ترمي نفسها عليه و الثانية هو يغصب نفسه عليها، يستغلها لأنه يعرف أنها تضعف بين يدينه، رفع عيونه لسيارته و صار يمشي لها، صار له فترة ما شافها بالكلية، ما عاد أي أثر لها، يمكن لأنها خايفة منه فـ تختبي، تختبي في الزحمة، في الممرات بس مصيرها تصطدم فيه، إبتسم لنفسه على هالفكرة، ركب سيارته و حركها.



غرفة عبدالله...

كسف سجادته، قام و صار يمشي للسرير، حط السجادة على الكمدينة و من ثم رمى حاله على السرير، تقلب و صار على ظهره، رفع عيونه للسقف و غمضهم، فتحهم بس رجع غمضهم، يحاول يرجع لطبيعته بس مانه قادر، يحاول يقوم بس ما فيه، يحس بخنقة، بتعب، فكره مشغول فيها، مشغول فيها طول الوقت، لو إيش ما يسوي مانه قادر يبعدها، مانه قادر و لو لشوي، كانت له، إسمها كان بينكتب بإسمه، كان قريبة، قريبة كثير، فجأة إنقلب كل شيء، بعدوها عنه، صارت لغيره، صارت..، و هو يفتح عيونه و يلتفت للباب اللي إنفتح، صارت له هو، لف عنه و رجع غمض عيونه.

أخذ نفس و تقدم منه، وقف بجنب السرير و تكلم: عبود، إتصلت فيك أكثر من عشر مرات، ليش ما رديت علي؟

ما رد على سؤاله، زفر و تكلم: إيش جابك لهنا؟

فهد و هو يجلس على السرير: جيت عشانك، خلينا نطلع فقدت جلستنا، و هو يمسكه من كتفه و يحاول يجلسه: يللا قوم، إمشِ معاي!

بعد يده عنه بسرعة و رجع مثل ما كان: روح لحالك، ماني طالع!

فهد ضل يشوف عليه لشوي و بعدها فسخ كمته و تمدد بجنبه: و أنا ماني رايح لمكان بدونك!

عبدالله لا رد!

فهد و هو يلتفت له: و أنا في طريقي طلع قدامي واحد سكران، لو ما تداركت و لفيت السيارة كان أنا ألحين رايح فيها!

ما إلتفت له و لا رد

تنهد و رفع عيونه للسقف، ضل ساكت شوي و بعدها أخذ نفس و بهدوء: طاحت أمس!

جلس بسرعة، لف له و مسك دشداشته من صدره: إيش سويت فيها؟

إبتسم و حرك رأسه بقلة حيلة: أقول لك شوي و أنا رايح فيها، حتى ما رمشت و على طاريها..، و هو يفك نفسه من يدينه: قمت علي و كذي، يا سلام..، و هو يرجع ينسدح: مرخصني لهالدرجة عشانها؟!

عبدالله و هو يقطب حواجبه: فهد، إيش فيـ..

قاطعه و هو يبتسم أكثر: تطمن ما فيها شيء، تعبت شوي بس مثل الحصان ألحين!

عبدالله بنبرة حادة: فهد، أكلمك جد أنا!

فهد و هو يغمض عيونه: و أنا!

عبدالله أخذ نفس و زفر، أخذ نفس ثاني و إنسدح مثل ما كان قبل

فهد و هو يفتح عيونه: نامت معاي أمـ..، ما قدر يكمل كلامه إللا و هو يحس نفسه ينسحب من دشداشته و يندفع لظهر السرير، إصطدم فيه بقوة، تقلب و طاح على الأرض، رفع رأسه له، شافه ينزل من على السرير ليهجم عليه، قام بسرعة يفهمه الموقف: نامت على نفس السرير بس ما لمستـ..، ما قدر يكمل لأنه مسكه مرة ثانية، دفعه للجدار و ثبته عليه.

عبدالله بصراخ: أمـنـتـك عـلـيـهـا، و هو يزيد من مسكته عليه: وثـقـت فـيـك!

فهد بهدوء: و كذي تثق فيني! فك نفسه من يدينه و دفعه عنه: أنت مانك قادر تثق فيني، أنا عطيتك وعد و ماني خائن..، و بصوت عالي: مـانـي خـائـن!

عبدالله و هو ينزل رأسه و يمرر يدينه على وجهه: تتوقعها سهلة؟ و هو يرفع عيونه له: سهلة كذي؟ ما أقدر، ماني قادر.. كيف و أنا أعرف أنها طول الوقت حوالينك، تشوفها، تشم ريحتها، تقدر تمد يدك لتلمسها، أموت، و الله أنك بتموتني!! قالها و بعدها رجع بخطواته لوراء و جلس على سريره بإنكسار: فهد.. أنت ما فهمت حبي لها.. ما راح تقدر تفهم غيرتي عليها.. ما راح تقدر!

فهد أخذ نفس و مشى له، جلس بجنبه و حاوطه من أكتافه: عبود، أنا أعرف مانها سهلة لك.. بس حاول تثق فيني.. ثق فيني بس شوي.. صدقني ما راح أخونك.. مستحيل أسويها فيك!

عبدالله و هو يزفر بقلة حيلة: مستحيل؟

فهد إبتسم له: مستحيل!

عبدالله و هو يزفر مرة ثانية: ما عندي إللا أثق فيك!

فهد إبتسم و قام: يللا ألحين..، و هو يقومه: روح خذ لك شور يالمعفن، خنقتني!

عبدالله و هو يدفعه عنه: إيش قالوا لك أنت!

فهد: هههههههههههه!

عبدالله إبتسم بخفة و بعدها لف يمشي للمعلقة، سحب فوطته و صار يمشي للحمام، جا بيدخل بس وقفه.

فهد: أعطيك 10 دقائق، خلص و تلاقيني بالسيارة!

حرك رأسه بالإيجاب و لف للحمام، فتح الباب بس لف يشوف عليه، شافه معطيه ظهره و يطلع من الغرفة، وقفه بسرعة: فهد!

وقف و لف له: ها؟

عبدالله: لا تحبها!

فهد رفع حاجب: من جدك؟

عبدالله و هو يحرك رأسه بالنفي: فهد، لا تحبها!

فهد ضل يشوف عليه لشوي و بعدها: ههههههههههههههه.. هههههههههههه.. من جد.. من جدك؟.. إيش فيك.. هههههههههه.. لف عنه و هو بنفس حالته: هي .. هي إيش فيها ينحب.. هههههههههه.. لا تحبها.. هههههههههههههههههههه.. صار يمشي و هو ميت من الضحك.

ما عاد يشوفه بس ضل يسمع ضحكته، نزل رأسه و هو يكلم حاله: خائف يا فهد، و أنت ما راح تقدر تفهم علي! أخذ نفس و بعدها لف و دخل الحمام!


.

.

.

.

.



***************************


جلست على الكنبة و عيونها عليها، جالسة على الأرض و تلعب وسن الجالسة قدامها، إبتسمت و إلتفتت تشوف على مريم، أشرت لها تشوف عليها.

مريم إلتفتت لها، إبتسمت و هي تشوف ناهد تمسك يدين وسن الصغيرة و تحاول توقفها، إبتسمت أكثر و بعدها فهمت عليها، حركت رأسها بقلة حيلة، إلتفتت لـ سعاد و بصوت واطي: يا حرمة، شلي الفكرة من رأسك!

سعاد حركت رأسها بملل بس ما ردت عليها

: خالتي!

الإثنين إلتفتوا لها

ناهد: وسن كم صار عمرها ألحين؟

مريم: بتدخل العاشر قريب!

ناهد قطبت حواجبها و بإستغراب: العاشر؟!

مريم حركت رأسها بالإيجاب لتأكد لها

ناهد و هي تحاول تقومها مرة ثانية: غريبة لين ألحين ما تمشي، اللي أنا أتذكره، أخواني كانوا يمشوا أو يحاولوا لما كان بشهرهم الثامن بس هي..، إلتفتت لها بإرتباك: لين ألحين ما تقدر توقف على رجولها!

مريم إبتسمت لتطمنها: عادي يا بنتي، تصير، طالعة على أبوها، عادل ولدي ما بدأ بالمشي إللا لما عدى شهره العاشر!

ناهد حركت رأسها بتفهم: آها، و هي تنزل عيونها لوسن: يعني أنتي بس كسولة!

إبتسمت لها و كأنها فهمتها

ناهد ضحكت و رن تلفونها، رفعته و هي تشوف رقم أمها، رقم البيت، حطته عند أذنها و ردت: أيوا ماما!

جا لها صوتها: يمة ناهد، تعالي البيت بسرعة، أريدك ضروري!

ناهد بخوف: خير ماما، إيش في؟

كريمة: لا تخافي يا بنتي، كله خير إن شاء الله بس تعالي أكلمك و بعدين إرجعي!

ناهد و هي تقوم و تحمل وسن و بنفس حالتها: ألحين بجي!

كريمة: يللا أنتظرك!

ناهد سكرت منها و إلتفتت لـ مريم: خالتي، بروح لعند أمي تقول تريدني ضروري، ما أعرف إيش صاير!

مريم حركت رأسها بالإيجاب و قامت تأخذ وسن عنها: روحي يا بنتي، روحي، طمنيني بعدين!

ناهد و هي تلف عنهم و تمشي للباب بسرعة: إن شاء الله! طلعت للحديقة و ركضت لباب الشارع، طلعت و صارت تمشي للفلة بسرعة، دخلت للحديقة و مشت للملحق، الباب كان مفتوح فدخلت تنادي عليها: ماما، هذاني جيت، إيش صاير؟ مامـ..، سكتت و هي تشوفها طالعة من المطبخ و إبتسامتها من أذن لأذن، إستغربت منها: ماما، خير إيش صاير؟ إيش هالشيء الضروري!

كريمة و هي تمسك يدينها: تعالي، أكلمك بالغرفة!

ناهد إستغربت أكثر و صارت تمشي معاها للغرفة.

جلستها على السرير و جلست بجنبها و تكلمت بدون أي لف و دوران: يا بنتي إنخطبتي!

ناهد فتحت عيونها: إيـش؟

كريمة حركت رأسها بالإيجاب و حضنتها بفرح: إنخطبتي يا يمة، إنخطبتي!

ناهد و هي تحاول تستوعب: ماما.. أنتي إيش تقولي..

كريمة بعدت عنها و صارت تمسح على خدها بكل حنية: يا حبيبتي، توها قبل شوي كانت عندي أم أمجد، أخت أم سمية جارتنا من حارتنا اللي قبل.. جاية لتخطبك لولدها أمجد.. يا بنتي لا ترفضي..، و هي تبوسها على رأسها: وافقي خليني أفرح فيك.. و الله أني ما أحط رأسي على مخدتي إللا و فكرك معاي، تكبري يوم وراء يوم.. و أنا أكبر.. خاطري أشوفك في بيتك، مستقرة مع زوجك و أولادك.. خاطري أفرح فيك كذي.. ناهد، يا حبيبتي لا ترفضيه.. لا ترفضيه عشاني..

ناهد ضلت ساكتة ترمش عيونها و هي تحاول تستوعب كل اللي قالته لها، إنخطبت، أيوا إنخطبت بس مانها أول مرة تنخطب، كانوا غيره الكثير، كثير اللي خطبوها بس تراجعوا و رفضوها، رفضوها عشان شيء واحد، شيء ما لها أي ذنب فيه، ما لها أي ذنب، طعنتها هالذكرى فنزلت عيونها و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: ماما..، و هي تأخذ نفس: هم يعرفوا اللي صار؟ و هي ترفع عيونها لها: يعرفوا أني ترملت قبل ما أنزف له بساعات؟

كريمة و هي تنزل رأسها بحزن: يا بنتي لازم تذكري..

قاطعتها و بنفس هدوئها: لازم عشان ما يصير اللي صار مع البقية، أنا ما أريدك تفرحي نفسك على فاضي، يألمني هالشيء بس أعرف أنه يألمك أكثر..، و هي تنزل عيونها اللي صارت تمتلئ بالدموع: ماما، ما فيك تسمعيهم يقولوا لك أنا بنتك نحس، ما فيك تسمعيهم يقولوا أنها موتت زوجها بيوم زفافها، ما فيك تسمعيهم يلوموها، ما راح تقدر تتحملي..، رفعت عيونها المليانة دموع لها: الكل صار يخاف مني، يخافوا مني أنحسهم بحظي.. يخـ.ـافوا..، نزلت عيونها مرة ثانية و صارت دموعها تحرق خدودها.

كريمة إقتربت منها و صارت تمسح دموعها: يا بنتي، يا يمة لا تبكي، مانهم مستاهلين دموعك.. اللي صار كان مكتوب.. حكمة رب العالمين.. ما بيدك يا حبيبتي ما بيدك..

ناهد و هي تمسح دموعها بدورها و تأخذ نفس تهدي حالها: يا ليتهم يفهموا هالشيء..، و هي تقوم: بغسل وجهي و برجع لخالة مريم، تكون تنتظرني..، و صارت تمشي للحمام، جت بتدخل بس وقفتها.

كريمة: ناهد!

إلتفتت تشوف عليها

كريمة: إذا خبرتهم و قبلوا فيك بتوافقـ..

قاطعتها و هي تلف عنها: يصير خير في وقتها! فتحت الباب، دخلت و سكرته وراها.


***************************


وقف سيارته في كراج الفلة و تنفس بإرتياح، يعرف أنه بيرجع البيت و بترجع له كل أفكاره و كل خيالاته بس على الأقل قدر يطلعه منها لشوي، قدر يخليه يبتسم و لو لشوي، يعرف أنه هو السبب في حالته بس هو ما تعمدها، لو كان بيده كان ما سمح لهالشيء يصير، أخذ نفس ثاني و بعد هالأفكار، بكرة يوم جديد، بيرجع له و يحاول معاه مرة ثانية، بينسى أو حتى يتناسى، الوقت بيمر بسرعة، بيمر و هو راح يحاول ينهي هاللعبة بأسرع ما عنده، بينهيها ليرجع كل شيء مثل ما كان، حرك رأسه بحزم على هالفكرة و بعدها، نزل من سيارته و صار يمشي للداخل، فتح باب الصالة ليشوفهم كالعادة جالسين قدام التلفزيون، إبتسم و مشى لهم: السلام عليكم!

إلتفتوا له و تنهدوا: و عليكم السلام!

جلس على الكنبة و هو مستغرب من حالتهم، إلتفت لرنا و من ثم لأمه: خير، إيش صاير، إيش فيكم؟

زينة و هي تتنهد مرة ثانية: إيش أقول لك يا ولدي!

فهد و هو يقطب حواجبه: يمة قولي اللي في؟

زينة تنهدت مرة ثانية و ما ردت عليه

قطب حواجبه أكثر و إلتفت لرنا: تكلمي إيش صاير؟

رنا و هي تعدل جلستها: اليوم كان جاي خطيب نمارق مع أهله ليحددوا الملكة و غيره..

فهد و هو يريد يوصل للخلاصة: إنزين، إنزين إيش صار؟

رنا: بابا حدد الملكة بعد خمسة أيام، يملك عليها، يأخذها و يمشي!

فهد حرك رأسه بقلة حيلة، أخذ نفس و زفر، و هو يقوم: بغرفتها؟

رنا حركت رأسها بالإيجاب

رفع عيونه للدرج و صار يمشي لها، ركب لغرفتها و وقف قدام الباب، دق عليه بهدوء و هو ينتظر ردها، ما جا له أي رد، دق مرة ثانية و جا لها صوتها.

نمارق من وراء الباب: رنا، ماني فاضية لك!

إبتسم لنفسه بخفة و فتح الباب: مانك فاضية حتى لي أنا؟

رفعت عيونها للمراية تشوف عليه و بعدها نزلتهم و ما ردت، حطت يدها على التسريحة و صارت تكمل اللي كانت تسويه، تعدل أظافرها.

دخل و مشى لها، وقف وراها و حط يدينه على أكتافها، إنحنى و طبع بوسة على رأسها: أنتي بخير؟

ما رفعت عيونها له و تكلمت بأسلوبها البارد، أسلوب ما تستخدمه إللا في مثل هالمواقف: بخير، ليش إيش يصير فيني يعني؟

نزل لمستواها و دارها له: نمارق أنتي بخير؟

حطت اللي بيدها و لفت له: فهد، أنا بخير..، و هي تأشر على الباب: ممكن تطلع ألحين، أريد أنام عندي دوام بكرة!

فهد إبتسم لها: تطرديني يعني؟

نمارق بنفس أسلوبها: إفهمها مثل ما تريد! قالتها و جت بتقوم بس هو مسك يدها و جلسها مرة ثانية، رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة، و هي تحاول تفك يدها منه: فهد، فكني!

فهد بنفس هدوء: نمارق، لا تزعلي حالك، مانه مستاهل، صدقيني هو الغلطان، تفكيره الغلط، راح ينتبه لحاله و بيندم، أنتي بس إصبر..

قاطعته بسرعة و هي تسحب يدها منه بقوة: فهد، ما في داعي لهالكلام، ماني زعلانة أصلاً، و هي تقوم: ما عدت أزعل خلاص..، و هي تأخذ نفس: أنا بخير، ما فيني شيء، لا تخاف علي، كل همي ألحين تجهيزاتي و بس، ما أعرف إذا أقدر أخلصها في خمسة أيام و لا لأ!

فهد وقف و حط يد على خدها: متأكدة!

إبتسمت و حركت رأسها بالإيجاب

إبتسم لها و حرك رأسه بالإيجاب: لا تأكلي هم تجهيزاتك، بكرة آخذك و نطلع للسوق، بفضي نفسي لك في هالخمسة أيام و أنتي جهزي حالك!

إبتسمت له أكثر: شكراً!

فهد ما رد عليها و طبع بوسة هادية على رأسها، و هو يمسح على شعرها بهدوء: أخوك و أعرفك، ما راح تقدري تخدعيني بإبتسامتك هذي! بعد عنها و هو يشوفها تنزل عيونها عنه و إبتسامتها تختفي: بخليك! لف، طلع من الغرفة و سكر الباب وراه.

غمضت عيونها و أخذت نفس طويــل تهدي حالها، فتحتهم و هي تكلم حالها: ما راح أبكي، ما راح أبكي! مشت لسريرها و إنسدحت: ما راح أبكي! غمضت عيونها و صارت دموعها تتدحرج بهدوء من طرف عينها!



غرفة فهد...

دخل الغرفة و شافها واقفة بجنب كبتاته تحوس فيها مثل الصبح، سكر الباب بقوة لتنتبه له، شهقت و هي تنط مفزوعة من الصوت، إلتفتت له و بعدها لفت عنه و سكرت الكبتات بسرعة.

فهد و هو يمشي لها بعصبية: أنا إيش قلت لك الصبح؟ ليش، لازم أكرر نفسي يعني؟!

بلعت ريقها و هي تمشي بخطوة على وراء: لا.. أنا.. خالتي.. أمس حطت جلبابي في كبتاتك و أنا..، و هي ترفع الجلباب اللي لابسته: حبيت أرجع جلباب رنا لها فيعني..، و هي تأشر على كبتاته: أريد جلبابي!

قطب حواجبه و مشى للكبتات بسرعة، دفعها عنها و فتحها، و هو يحوس في دشاديشه: مانه هنا يمكن حطته في مكان ثاني!

إقتربت منه و وقفت جنبه: لا..، و هي تمد يدها لدشاديشه البيضاء: أنا شفتها تحطه بين هالدشاديش، جت بتحط يدها لتبعد دشداشته بس جتها ضربة سريعة على يدها، سحبت يدها: آآيـي..

فهد و هو يدفعها عنه: ما قلت لك لا تلمسي شيء، بعدي..، و هو يدفعها من كتفها أكثر: بعدي عني!

أزهار و هي تبعد بسرعة: إنزين، إنزين أففف!

رفع حاجب، سكر كبتاته و إلتفت لها: تتأففي؟!

فتحت عيونها بخوف: ها؟ و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، لا..

مشى لها بسرعة، سحبها من مرفقها و بنبرة حادة: عيديها مرة ثانية و ..

غمضت عيونها و هي تتعور من مسكته، قاطعته بسرعة: آسفة.. آسفة.. ما أعيدها.. ما أعيدها.. بس.. بس فكني.. فكني..

ضل يشوف على حواجبها المقطبة شوي و بعدها فكها بقوة

رجعت بخطوة متعثرة لوراء و إصطدمت بالسرير، حست نفسها بتطيح فرفعت يدها لا إرادياً له و سحبته معاها، طاحت على السرير و هو طاح عليها، قطبت حواجبها بقوة و هي تحس برأسه يندق برأسها، فتحت عيونها و جت بتصرخ بس جمدت و إنربط لسانها و هي تشوف مدى قرب وجهه من وجهها، عيونه الواسعة متعلقة بعيونها، أنفه الحاد يلامس أنفها الصغير، أنفاسه تحرق وجهها، تحس بدمها يتدفق في جسمها بحرارة، يتدفق لخدودها لتنصبغ بالأحمر، تحس بدقات قلبها تتسارع، تتسارع، تجن و تربكها، بلعت ريقها بصعوبة و هي تحاول تتكلم: بـ.. بعـ.ـد.. عني!

ما إستوعب اللي صار إللا لما تكلمت، قام عنها و هو معصب: طـيـحـتـيـنـي؟!

رمشت عيونها بإرتباك و هي تقوم بسرعة: أنا.. أنا آسفة..

قاطعها و بنفس حالته: بـعـدي..، و هو يأشر على الكنبة: بـعـدي بـسـرعـة لا أمـوتـك ألـحـيـن!

لفت عنه بسرعة و صارت تركض للكنبة: أنا.. آسفة!

رص على أسنانه و هو يحاول يمسك نفسه بقدر الإمكان، إقترب من السرير مرة ثانية و أخذ إحدى المخدات و هو يرميها عليها بأقوى ما عنده: خليك على كنبتك!

لفت تشوف المخدة جاية لها، رفعت يدينها بسرعة تصد ضربته بس جت على رأسها، قطبت حواجبها و بعدها نزلت تأخذ المخدة: إن.. إن شاء الله!

لف عنها و هو يزفر بعصبية، فتح كبتاته، أخذ بجامته و بعدها مشى للحمام، دخل و صفق الباب وراه.

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها أخذت نفس ثاني، جلست على الكنبة و حطت يد على قلبها، لين ألحين دقاته سريعة، رفعت عيونها للباب و من ثم نزلتهم بإرتباك، حطت المخدة على الكنبة و تمددت، حطت رأسها عليه و غمضت عيونها، أخذت نفس و حست بريحته، إرتبكت أكثر فسحبت المخدة من تحت رأسها بسرعة و رمته على الأرض: بنام بدونها أحسن لي! حطت رأسها على الكنبة و غمضت عيونها، بلعت ريقها و صورة عيونه بعيونها تدور في رأسها!


***************************


بعد ثلاثة أيام...

دق جرس الفسحة و الكل صار يطلع من الصف، ما تحرك من مكانه و ضل منزل عيونه للطاولة قدامه، اليوم أول يوم يداوم بعد اللي صار و مثل ما توقع، نظرات الكل عليه، متضايق منها بس ما يريد يتكلم، ما يريد يتحرك من مكانه.

رفع عيونه له شافه على كرسيه، إلتفت يشوف على الطلبة اللي يطلعوا، حس بيد على كتفه فإلتفت.

مصطفى: كيف ما تطلع؟

سامر حرك رأسه بالنفي و إلتفت لـ سامي: أريد أكلمه!

مصطفى و هو يلتفت له: إيش بتقول له؟

سامر و هو يحرك أكتافه بخفة: ما أعرف، أعتذر منه!

مصطفى رفع حواجبه: تعتذر؟

سامر حرك رأسه بالإيجاب و إلتفت له: ما تعتقد أننا لازم نعتذر منه على اللي صار، نحن تركناه و مشينا عنه!

مصطفى و هو يمشي للباب: إذا تريد اعتذر بنفسك أنا ماني معتذر من أحد!

سامر قطب حواجبه و هو يشوفه يطلع من الصف، إلتفت لـ سامي و أخذ نفس، قام و صار يمشي له.

حس فيه يتقدم منه فقطب حواجبه، رفع عيونه له شافه يوقف قدامه.

سامر بتردد: سامي أنا..

قاطعه و بهدوء غير اللي يحس فيه: سامر خليك بعيد، ما أريد أي مشاكل ثانية.. و إذا تريد تكمل اللي بديته فـ خلينا نكمل بعد المدرسة بس هنا لا!

سامر نزل عيونه: سامي أنا ماني هنا عشان كذي!

سامي رفع حاجبه: عيل؟

سامر و هو يأخذ نفس: أنا آسف ما كان المفروض..

سامي قاطعه بسرعة و هو يقوم: ما في داعي، ما أريد أسمعها منك، جاي تشفق علي ألحين، و هو يحرك رأسه بالنفي: لا، ما أريدها منك..، و هو يقترب منه أكثر و بتحدي: خلينا نتلاقى يوم الخميس و راح نكمل اللي بديناه و بعدها نشوف اللي يصير!

سامر و هو يقطب حواجبه: سامي..

قاطعه مرة ثانية: قلت لك ما في بيننا أي كلام لين يوم الخميس! دفعه عنه و صار يمشي لبرع الصف بسرعة.

قطب حواجبه أكثر من قبل و لف يشوف على الباب، أخذ نفس و زفر بقلة حيلة: إذا تريدها كذي عيل بـ ننهيها يوم الخميس!


***************************


بريطانيا...

مدينة بريستول...

وقف قدام التسريحة يسكر أزرار قميصه، عدل ياقته و رفع أكمامه شوي، مشط شعره، عطر و بعدها لبس ساعته، رفع عيونه للساعة المعلقة على الجدار، 1:30، أول مرة يكون بالبيت في هالوقت، تكنسلت محاضرته و محاضرة الثانية بتكون مسائية فـ بيروح بعدين، نزل عيونه و هو يفكر فيها، إيش تكون تسوي ألحين؟ نايمة؟ معقولة تكون نايمة لهالوقت؟ أخذ محفظته و تلفونه و صار يمشي للباب، إذا مانها نايمة بيأخذها معاه و يتغدوا برع، طلع من الغرفة و لف لباب غرفتها، مسكر، إقترب من الباب و مد يده للمقبض، جا بيفتحه بس سمع صوت من المطبخ، فك المقبض و لف يمشي للمطبخ، شافها معطيته ظهرها و واقفة قدام المغسلة، بجلبابها، إبتسم بقلة حيلة و تكلم: حتى و أنا ماني موجود أنتي تدوري بجلبابك!

لفت له بإستغراب: أنت هنا؟ .. أقصد، ما المفروض عندك محاضرة ألحين؟

إبتسم و حرك رأسه بالإيجاب: المفروض بس تكنسلت!

حركت رأسها بتفهم: آها!

عماد: أفكر نطلع نتغدى، إيش رأيك؟

فرح و هي تأشر على صحن السندويشات المحطوط على الطاولة: بس أنا تغديت!

عماد إلتفت للصحن و إبتسم: أنتي متغدية و كل هالسندويشات باقية، و هو يلتفت لها: ليش، أنتي تتوقعي أحد؟

إرتبكت فحركت رأسها بالنفي بسرعة: ها؟ لا، لا.. أبداً..، و هي تمشي للصحن و تأخذه: بس كذي يعني إذا جعت بعدين بتكون جاهزة!

عماد قطب حواجبه بإستغراب، جا بيتكلم بس رن تلفونه، نزله عيونه لشاشة التلفون، إبتسم و رد بسرعة: نعم هانا..، و هو يلف عن فرح و يمشي لغرفته: أنني بشقتي.. البروفيسور ألغى المحاضرة.. هههههه..، دخل الغرفة و سكر الباب وراه.

قطبت حواجبها و هي تشوف الباب يتسكر، لين ألحين ما كلمته، ما تعرف كيف تبدأ، بإيش تبدأ، كل يوم تحاول تتشجع بس تفشل، ما تريده ينصدم فيها بعدين و ينجرح، ما تريده يتأذى، صعبة عليها تعترف بس تعرف أنه يحبها، تعرف أنه يموت فيها، نزلت عيونها و صارت تمشي للصالة، جلست على الكنبة و تنهدت بقلة حيلة، ليش مانها قادرة تحترم حبه لها، ليش تخونه كذي؟ ما تعرف أنه معلق غيرها عشانها، معلقها هي بس عشانها، تجمعت الدموع في عيونها فغمضتهم بسرعة تمنع دموعها من النزول، يا ليته إختارها، يا ليته حبها هي، فتحت عيونها و مسحت دموعها قبل ما تنزل، أخذت نفس تهدي حالها و بعدها رفعت عيونها لباب غرفته اللي إنفتح، نزلت عيونها و أخذت نفس ثاني، رفعتهم و تكلمت بهدوء غير اللي تحس فيه: عماد!

رفع عيونه لها: ها؟

فرح: ممكن نتكلم!

حرك رأسه بالإيجاب و صار يمشي لها، جلس على نفس الكنبة بس بالطرف الثاني: إيش في؟

فرح بتردد: أمم.. أريد أكلمك عن.. عن هانا!

عماد عدل جلسته و بإستغراب: هانا؟

فرح حركت رأسها بالإيجاب و بتوتر: أنا.. أنا هذاك اليوم بالحفل.. أمم.. شفتها.. شفتها مع واحد.. أقصد..، و هي ترفع عيونها له: عماد، ما في طريقة سهلة لأقولها لك بس.. بس أنا راح أقولها.. تصدقني ما تصدقني، ما يهمني..

عماد و هو يقطب حواجبه: فرح إيش في؟ و بنبرة حادة شوي: ممكن تتكلمي بدون لف و دوران؟!

حركت رأسها بالإيجاب و تكلمت: شفت هانا مع غيرك، هي تخونك!

فتح عيونه بعدم تصديق: إيـــش؟!؟

نزلت عيونها و حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له: لما أخذتني للحفل شفتها مع الشاب اللي دخل معاها، هي.. هي تخونك معـ.. ما قدرت تكمل لأنه مسكها من ذقنها بقوة و رجعها لوراء، قطبت حواجبها بقوة و هي تتعور من مسكته: عمـ.. عماد..

قاطعها و بنبرة حادة: بسك، لهنا و بس! فكها، قام و بسخرية: تفكريني أصدقك و أتركها عشانك صح؟ تريديني أتركها لأكون لك أنتي، صح؟ مسكها من مرفقها و سحبها له: تحلمي، و هو يضغط على يدها و بصراخ: تـحـلـمـي!

قطبت حواجبها بقوة و نزلت عيونها: أنا ما تكلمت عشاني.. تكلمت عشانك.. أنت.. و الدموع تتجمع في عيونها: أنت لازم تعرف..

دفعها عنه بعصبية: بـسـك، قـلـت لـك بـس..

رفعت عيونها له و بصوت عالي: هـي بـاعـت حـبـك.. بـاعـتـك أنـت.. مـا تـحـتـرمـك و لا راح تـقـدر.. مـرخـصـتـك عـشـان غـيـرك.. أنـت عـمـاك حـبـهـا.. حـب وهـمـي يـا عـمـاد.. حـب وهـمـي لـوحـدة مـثـلـهـا.. وحـدة واطـيـ.. ما قدرت تكمل لأنها طاحت على الأرض من قوة الكف اللي جا له منه، رفعت يد مرتجفة لخدها اللي صار يحترق، رمشت عيونها بعدم تصديق و رفعتهم له.

نزل لمستواها بسرعة، سحب جلبابها من صدرها و صار يهزها: أنـتـي مـا لـك أي دخـل فـيـنـي، مـا لـك أي دخـل، فـاهـمـة؟! و الله إن سـمـعـت كـلـمـة ثـانـيـة فـي هـانـا بـمـوتـك!

نزلت عيونها و صارت دموعها تنزل: تموتـ.ـني.. تموتني عشانها.. عشانها هي؟

عماد و هو يرص على أسنانه: بـمـوتـك!

رفعت عيونها له: مـ.ـا تستـ.ـاهل!

سحبها له أكثر و بصراخ: فـــرح... قاطعه دق قوي على باب الشقة، يندق و كأنه بـ ينكسر في أي لحظة، سمع صوته و هو يصرخ من وراء الباب ففكها و قام يمشي للباب بعصبية، فتحه و شافه واقف قدامه و إيريك يحاول يهدي فيه.

ماكس بصراخ: أيـن هـي؟ أيـن أخـتـي؟

عماد و هو يقطب حواجبه بقوة: من؟

ماكس و هو يدفعه عن طريقه بسرعة و يدخل: مـايـسـي، أأنـتـي هـنـا؟ مـايـسـي!! إلتفت لـ عماد، مسكه من ياقة قميصه و ثبته على جدار: أيـن هـي؟ أيـن مـايـسـي؟

عماد فك نفسه من يدينه بسرعة و دفعه عنه: عـن مـاذا تـتـكلـم؟ أنـهـا لـيـسـت هـنـا.. ما قدر يكمل لأنه جا له بوكس من ماكس، رجع خطوة لوراء و إصطدم بالجدار، رفع يده يتحسس أنفه اللي صار ينزف من ضربته، اللي فيه يكفيه، ما فيه يتحمل هذا اللي جاي يزيد عليه، لف لـ إيريك، تكلم و هو يرص على أسنانه يحاول يمسك حاله: خذه من هنا و إلا كلاكما سيندم!

إيريك و هو يمسك ماكس من أكتافه: ماكس هيا بنا، أنها ليست هنـ..

ماكس و هو يقاطعه بنفس حالته: أنـهـا هـنـا أعـلـم ذلـك، أنـهـم يـحـاولـون سـرقـتـهـا، يـحـاولـون إبـعـادهـا عـنـي! فك نفسه من يدين إيريك و مشى لـ عماد مرة ثانية، سحبه من قميصه و دفعه للجدار!

عماد هنا ما قدر يمسك حاله فهجم عليه بدوره و إيريك يحاول يبعدهم عن بعض بس بلا فائدة، ضلوا على نفس حالتهم لكم من دقيقة، لا عماد راضي يفكه و لا ماكس!

: كُـــفـــا عـــن هـــذا!!

سمعوا صرختها فإلتفتوا لها، شافوها حاملة مايسي اللي متعلقة فيها بخوف.

عماد فك ماكس بسرعة، مشى لها بعصبية و سحب مايسي منها: هـذي إيـش تـسـوي هـنـا؟ إيـش جـابـهـا؟

فرح و هي تنزل عيونها: البنت جت لحالها، و هي ترفع عيونها لـ ماكس: قفزت من الشرفة و أتت إلي!

عماد و هو ينزلها: خذ أختك من هنا و أخبرها أن لا تعود مرة أخرى، لا أريد أن أراكما في شقتي مرة أخرى..، و هو يأشر على الباب: أخرجوا!

ماكس و هو يحمل مايسي اللي صارت تبكي: أعلم بأنها خطة والدك الحقير و لكن أخبره بأنه سيفشل! لف عنهم بسرعة و صار يمشي للباب.

إيريك مرر نظره من عماد لفرح و بعدها لف يطلع بدوره.

عماد مشى للباب بسرعة و صفقه بقوة، إلتفت لفرح و صار يمشي لها، مسكها من مرفقها و سحبها له بقوة: ليش ما خبرتيني أنها هنا، ليش جبتيها لعندك؟ ليش خليتيها هنا؟ ليش؟

رجعت رأسها لوراء و قطبت حواجبها: جت لحالها.. أختك..

قاطعها و هو يزيد من مسكته عليها: إسمعيني زين يا فرح، لا تتدخلي في حياتي، لا بـ هانا و لا بـ هم و إلا و الله راح أمـ..

قاطعته و بصوت مرتجف: بـ تموتـ.ـني.. تموتـ.ـني أعرف.. أعرف..، و دموعها تنزل: راح تموتـ.ـني.. أعرف.. عشانـ.ـها.. تموتني عشانها..

فكها بقوة و أخذ نفس يهدي حاله، أخذ نفس ثاني و ثالث و بعدها مشى لباب الشقة، طلع و صفق الباب وراه.

رفعت عيونها للباب و هي تحط يدها على فمها تكتم شهقتها، ما قدرت فشهقت، نزلت عيونها للأرض، جلست و صارت تبكي و تشهق، ما تعرف إيش كانت متوقعة منه، مستحيل يصدقها، مستحيل، رفعت يدها لخدها تتحسسه، غمضت عيونها و صارت تشهق أكثر، ضلت على نفس حالتها لفترة طويلة، دموعها توقفوا بس قلبها مانه راضي يهدأ، ما تعرف كيف حبته، غلطت، أكبر غلطة في حياتها، ما يستاهل، أبداً ما يستاهل حبها له.

ضلت على نفس جلستها لشوي أكثر و بعدها أخذت نفس و فتحت عيونها، الدنيا متظلمة حوالينها، غمضت عيونها و فتحتهم مرة ثانية، سواد..، و هي تلتفت حوالينها سواد بكل مكان، و هي تفرك عيونها، كل شيء مختفي، كل شوي أسود، مانها قادرة تشوف، مانها قادرة تشوف أي شيء، قامت بخوف و صارت تفرك عيونها أكثر بس ولا شيء راضي يتوضح، كأنه أحد حاط ستارة سوداء قدام عيونها، وين ما تلتفت تشوفها، رجعوا دموعها و بخوف: ماني قادرة أشوف.. يا ربي.. ماني قادرة أشوف.. ماني قادرة.. غمضت عيونها و فتحتهم بس بعده السواد يملي المكان، رجعت غمضتهم و هي تحس بدموعها اللي صارت تنزل على خدودها مرة ثانية، مسحتهم بسرعة و فتحت عيونها، صورة ضبابية، تقدر تشوف الإضاءة، غمضتهم بس فتحتهم بسرعة و صارت تضغط عليهم، بدت الصورة تتوضح لها شوي، شوي لين رجعت لطبيعتها، إلتفتت حوالينها بخوف و أخذت نفس تهدي حالها، معقولة بتخسر نظرها، بتخسرها لتعيش في هـ السواد للأبد؟ خافت أكثر من هالفكرة فبعدتها عن رأسها بسرعة، لفت و صارت تمشي لغرفتها بسرعة.


***************************


طلع من غرفته و صار يمشي للدرج، نزل و صار يمشي للصالة، شافها جالسة قدام التلفزيون لحالها، إستغرب و صار يمشي لها: يمة وينها؟

عقيلة إلتفتت له و إبتسمت: توها راحت لغرفتها!

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب و جلس بجنبها، حاوطها من أكتافها و تكلم: ما صار عندي فرصة أسألك، إيش رأيك فيها؟

عقيلة إلتفتت له و بإبتسامة: نمارق؟

عبدالرحمن: ليش، هو في غيرها!

عقيلة ضحكت: ملاك ما شاء الله عليها، حبيتها، و هي تسحب خده: عرفت تختار!

عبدالرحمن ضحك على حركتها، بعد يدها و تنفس بإرتياح: الحمد لله، عجبتك و عجبت يمة، كنت خايف من رأيها فيها بس الظاهر حبتها لأن ما بينت لي غير كذي!

عقيلة حركت رأسها بالإيجاب: أنا سألتها عنها، ردت علي بكلمة وحدة!

عبدالرحمن: أي كلمة؟

عقيلة: زينه!

عبدالرحمن ضحك: زينه تكفيني من يمة، الحمد لله!

عقيلة ضحكت و لفت للتلفزيون، تذكرت فإلتفتت له مرة ثانية: نسيت أسألك، هي إيش مفكرة تسوي بشغلها بعد الزواج؟

عبدالرحمن ما فهم عليها: كيف يعني؟

عقيلة و هي تعدل جلستها: يعني تكمل بشغلها و لا بتتركه!

عبدالرحمن حرك أكتافه بخفة: ما أعرف، ما تكلمنا في هالشيء..، و هو يحرك رأسه بالنفي: بس أنا ما عندي مانع أنها تشتغل، ما راح أمنعها منه!

عقيلة: أنت ما راح تمنعها بس زبيدة؟

عبدالرحمن قطب حواجبه: ليش هي راح تمنعها؟

عقيلة: ما أعرف، سكتت شوي و بعدها كملت: لازم تكلم أمك و تخبرها من قبل أن البنت تشتغل، لازم تعرف رأيها في هالشيء عشان تكلم نمارق من قبل، ما تجي تمنع البنت فجأة من كل شيء!

قطب حواجبه أكثر: بس أنا ما راح أمنعها من شيء..، و هو يلف لممر غرفة أمه: و أتمنى هي ما تمنعها! قام و نزل عيونه لخالته: أروح أكلمها!

عقيلة حركت رأسها بالإيجاب و هو لف و صار يمشي، مشى لغرفتها و لقى الباب مفتوح، شافها جالسة بجنب الشباك، سرحانة في الحديقة، دق على الباب بهدوء بس هي ما لفت له، إستغرب فتكلم: يمة!

لفت تشوف عليه و بعدها لفت عنه

قطب حواجبه بإستغراب و دخل، مشى لها و وقف بحيث عطا ظهره للشباك و صار يقابلها، و بهدوء: في إيش تفكري؟

إبتسمت بهدوء و رفعت عيونها له، مدت يدها له و هو مسك يدها، حاوطت يده بيدينها الثنتين و تكلمت: بعد يومين بتدخل في حياتك و حدة غيري، ما تنساني!

قطب حواجبه أكثر و نزل لمستواها، و هو يبوس يدينها: يمة، إيش هالكلام، معقولة تفكري كذي، أنتي كل شيء بنسبة لي، أنسى نفسي و لا أنساك!

إبتسمت له و رفعت عيونها للشباك: تقول كذي ألحين بس أول ما تجي زوجتك بتنسى أمك هذي و تلتهي فيها!

عبدالرحمن حرك رأسه بالنفي: محد بيلهيني عنك، أنتي دوم الأول بحياتي و هي تعرف هالشيء!

نزلت عيونها له: كلمتها؟

إرتبك شوي بس حرك رأسه بالإيجاب و تكلم: كلمتها..، و بتردد: يمة، البنت تشتغل.. تشتغل معاي بنفس الشركة!

زبيدة بإستغراب: يعني تعرفها من قبل؟

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب

زبيدة ضلت ساكتة لشوي و بعدها تكلمت: صدفة غريبة، البنت اللي إختارتها لك خالتك طلعت تعرفها..، إبتسمت: زين، على الأقل تعرف شكلها و موافق عليها، ما تلومنا بعدين و تقول أنتو اللي زوجتوني..، رفعت عيونها للشباك و من ثم نزلتهم له و بنفسها بدت: أنت راضي أنها تشتغل بعد الزواج؟

عبدالرحمن حرك رأسه بالإيجاب: ما عندي أي مانع!

زبيدة: بس أنا ما أريدها تشتغل!

عبدالرحمن رفع عيونه لها و هي حركت رأسها بالإيجاب لتأكد له: ما أريدها تشتغل، أريدها تكون هنا معاي بالبيت، خالتك بعد الزواج ما راح تجي لنا كل يوم، أنا أريدها تكون معاي، تونسني، و بعدين هي ما راح تحتاج لشيء، أنت بتصرف عليها، ما في داعي أنها تشتغل، لازم تترك كل شيء و تبدأ حياتها هنا معانا، تهتم فيك و في بيتها..، و هي تحرك رأسها بالنفي: ما راح تشتغل!

عبدالرحمن و هو يحاول يقنعها: بس يمة..

قاطعته: عبدالرحمن، ما راح تشتغل يعني ما راح تشتغل و هذا شرطي، إذا مانها موافقة عيل في غيرها الكثير اللي بيوافق، بدور لك غيرها! أنهت كلامها بإبتسامة هادية و بعدها لفت بكرسيها و صارت تحركها لبرع الغرفة.

قطب حواجبه و تنهد بقلة حيلة، قام و تنهد مرة ثانية، ما يعرف كيف يكلمها في هالموضوع، متى يكلمها، الملكة بعد يومين، ما في وقت، ما عاد في وقت، متوتر كثير، خايف أنها تنصدم بعدين، تنصدم بحياة جديدة، غريبة عليها، هي وافقت عليه بس ما وافقت على كذي، هي ما تعرف إيش ينتظرها..، إلتفت يشوف على الباب، هو بنفسه ما يعرف إيش ينتظره، هادية في هالأيام، هدوئها يحير، يا ترى هي بإيش تفكر؟ نزل عيونه و أخذ نفس، أخذ نفس ثاني و بعدها طلع من الغرفة.


.

.

.

.

.



***************************


نزل عيونه لساعته، رفعهم لهم و من ثم تنهد بملل: كيف مطولين؟

ما ردوا عليه لأنهم ما سمعوه، دخلوا المحل بسرعة و توزعوا

إبتسم على حالتهم، هم كذي من ثلاثة أيام، يطلعهم كل يوم معاه عشان يجهزوا للملكة، دخل المحل و رفع عيونه لها، هي معاهم لأن رنا تريدها معاهم، صار ما يشوفها كثير، رجع للدوام، يداوم بشركة أبوها، كل شيء يمشي مثل ما يريد، يمشي بهدوء، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم ليشوف رجال واقف في إحدى الزوايا المحل، واقف و هو مثبت عيونه عليها، قطب حواجبه بإستغراب، وين ما راحوا في المجمع يطلع لهم، إلتفت لها، شافها واقفة بنص المحل تكلم رنا و تضحك معاها و هي مانها منتبهة له، إلتفت للرجال لين ألحين عيونه عليها، قطب حواجبه أكثر و صار يمشي لهم، وقف بجنبها، دفعها من كتفها و بعصبية: هذا مكان لتوقفوا و تضحكوا فيه، الرايح و الجاي يشوف عليكم..، و هو يدفعها أكثر: يللا إمشوا!

قطبت حواجبها و هي متضايقة منه، مشت و هي تتمتم لحالها: ما يقدر يكلمني إللا و يده تسبقه!

سمعها بس ما علق، إلتفتت يشوف على الرجال، شافه يلاحقها بعيونه، عصب أكثر، إلتفت يشوف عليها، شافها تحوس في الفساتين، رجع إلتفت للرجال، ما لقاه، إلتفت حوالينه بس ما في أي أثر له، إختفى، رفع حاجب بإستغراب و بعدها لف يمشي لهم.

رنا و هي تسحب أحد فساتين المعلقة: إيش رأيك في هذا؟

أزهار إبتسمت لها: حلو بيطلع أحلى لو أنك تلبسيه..، و هي تأشر على غرف التبديل: روحي جربيه!

رنا: مانه لي..، و هي تمده لها: خذي أنتي و روحي جربيه!

أزهار و هي تأشر على نفسها: أنا؟

رنا إبتسمت على حركتها و حركت رأسها بالإيجاب: ليش أنتي ما راح تجهزي لنفسك، صح الملكة ما راح تكون كبيرة بس لازم نتكشخ!

إبتسمت على كلمتها بس حركت رأسها بالنفي: هالفستان ما يناسبني!

: هذا يناسبك!

إلتفتوا لها

نمارق و هي تمد لها فستان كحلي مخملي، عاري ظهر: خذي جربي هذا، اللون يناسبك!

إرتبكت و هي تشوف الفستان: لا.. ما يناسبني!

رنا حركت عيونها بملل و سحبت الفستان من يد نمارق، مسكت يد أزهار و صارت تسحبها لغرف التبديل: يللا جربيه ما راح تنقصي بس نشوفه عليك، إذا ما عجبك بنأخذ غيره!

أزهار و هي تحاول تفك يدها و بإرتباك: رنا ما يناسبني..

رنا و هي تحرك رأسها بالنفي: لا، يناسبك جربيه! فتحت باب غرفة التبديل، فكت يدها و صارت تمد لها الفستان: يللا!

أزهار حركت رأسها بالنفي

رنا و هي مصرة: أزهار يللا!

قطبت حواجبها و هي متضايقة: رنا قلت لك لا!

رنا و هي تقطب حواجبها بدورها: بس ليش؟

أزهار بصوت عالي: قـلـت لـك مـا أريـد!

رنا قطبت حواجبها أكثر و هي إنتبهت لحالها، إرتبكت أكثر: أنا.. أنا آسفة ما كان قصدي.. قالتها و بعدها لفت تطلع من المحل بسرعة.

رنا إستغربت منها و صارت تمشي لفهد و نمارق

نمارق و هي تلتفت لأزهار اللي صارت تطلع من المحل: إيش صار فيها هذي؟

رنا حركت أكتافها بخفة بس ما ردت

فهد إلتفت يشوف عليها، قطب حواجبه و هو يشوف الرجال يطلع وراها، إلتفت لنمارق و تكلم: خلصوا بسرعة أنا بكون برع!

نمارق حركت رأسها بالإيجاب و هو طلع يلحقها.



عند أزهار...

وقفت عند أحد أعمدة المجمع، غمضت عيونها و هي تأخذ نفس تهدي حالها، إرتبكت و هي تشوف الفستان كاشف للظهر، كيف تلبسه لهم و هي كذي، زفرت بقلة حيلة، فتحت عيونها و صارت تلتفت حوالينها، تمرر نظرها بهدوء على اللي يدوروا و يتمشوا في المجمع، إنتبهت للرجال اللي واقف عند العمود الثاني و مثبت عيونه عليها، نزلت عيونها عنه بإرتباك بس رجعت رفعتهم له، مانه غريب عليها، من يكون؟ شافته جاي لها، عدلت وقفتها و نزلت عيونها بسرعة، حست فيه يقترب أكثر فرفعت عيونها لتتأكد، شافته جاي لها، إرتبكت أكثر فلفت تمشي بسرعة، لفت بتردد، يلحقها و بخطوات سريعة، شهقت و صارت تمشي أسرع، لفت لوراء، لين ألحين يلحقها، لفت للقدام و طـرآآآآخ!

إصطدمت فيه و رجعت بخطوة لوراء

قطب حواجبه و بصوت عالي شوي: وين عيونك أنتي؟ كيف تمشي؟

لفت لوراء بإرتباك، شافته ينزل عيونه عنها، يلف و يمشي، رمشت عيونها بخوف و إلتفتت له: كان.. كان يلحقني..

فهد إلتفت له و هو يشوفه يختفي في الزحمة، إلتفت لها، مسك يدها و بهدوء: تعرفيه؟

إستغربت من هدوئه، إقتربت منه بخطوة و حركت رأسها بالنفي: ما أعرف.. أمم.. ما أعرف إذا أعرفه!

رفع حاجب: ها؟

حركت رأسها بالنفي: لا.. أمم.. ما راح تفهم!

رفع حاجبه أكثر بس ما علق: إنزين يللا خلينا نمشي، و هو يلف: يكونوا ينتظرونـ.. سكت و ما كمل!

إلتفتت له بإستغراب: وين يكونوا؟

ما رد عليها

إستغربت أكثر بس قطبت حواجبها و هي تحس بمسكته تزيد على يدها، تزيد و كأنه بيكسر أصابعها و يعصرها، رفعت عيونها له و بعدها لفت تشوف وين ما كان مثبت عيونه، فتحت عيونها بعدم تصديق: أسـ.. أساور؟

كانت تمشي بجنبه، يدها بيده و مانها منتبهة لهم، مرت من قدامهم و وصلت ضحكتها لهم، حس بدمه يغلي في هاللحظة، دمرت حياته و راحت تنبسط مع غيره، نزل عيونه عنها و من ثم رفعهم لأزهار، شاف دموعها تلمع في عيونها، قطب حواجبه و زاد من مسكته على يدها، و هو يسحبها له و بنبرة حادة: إمشي!

ما قدرت ترد عليه إللا و هي تحس نفسها تنسحب وراه، تنسحب بقوة حتى حست أن يدها بـ تنخلع: فـ.. فهد.. أنت تعورني..

ما رد عليها و ضل يسحبها لين طلعها للمواقف، دار لها، فكها و بصراخ: شـفـتـيـهـا؟ شـفـتـيـهـا الـحـقـيـرة أخـتـك؟ تـدور مـعـاه مـبـسـوطـة و لا كـأنـهـا مـسـويـة شـيء، تـضـحـك و لا كـأنـهـا مـسـويـة شـيء!

نزلت عيونها تحارب دموعها و ما تكلمت.

إقترب منها بسرعة، مسكها من أكتافها و صار يهزها: لـيـش سـوتـهـا فـيـنـي؟ لـيـش؟

نزلت رأسها و هي تقطب حواجبها: أنا.. آسفة..

زاد من مسكته عليه: لا تـتـأسـفـي لـي، لـيـش مـا رفـضـتـيـنـي، لـيـش ربـطـتـي نـفـسـك فـيـنـي، لـيـش؟

قطبت حواجبها أكثر: أنا.. آسفة..

فكها بقهر و لف عنها، مرر يدينه على وجهه بقلة حيلة و زفر بقوة، أخذ نفس يهدي حاله و زفر مرة ثانية، إلتفت لها شافها تنحني بجسمها على قدام، تغمض عيونها و تمسك رأسها، قطب حواجبه و إقترب منها بخطوة: أزهار..

صارت تضغط على رأسها و هي تحسه ينفجر، رجع لها الصداع و صورة الرجال يدور في عيونها، ما قدرت تتحمل الصداع فصرخت بألم: آآآآآآه.. آآآه.. آآآيــي..

توتر من حالتها فإقترب أكثر، مسكها من أكتافها و هو يساعدها تعدل وقفتها: أزهار.. أنتي بخير؟

حركت رأسها بالنفي و دفنت رأسها في صدره: بينفجر.. رأسي.. آآآآآه..

جمد بمكانه و هو يحس برأسها يندفن في صدره، بيدينها تتعلق في دشداشته، دق قلبه فإرتبك، حاول يبعدها عنه بس تعلقت فيه أكثر و هي بنفس حالتها، حاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس حس بريحتها، إرتبك أكثر، بلع ريقه و حط يدينه على أكتافها بتردد: أز.. أزهار..

أخذت نفس تهدي حالها و هي تحس بصداعها يختفي تدريجياً، يختفي و تختفي الصورة معاه، فتحت عيونها بهدوء غير اللي تحس فيه، إنتبهت لحالها فبعدت عنه بسرعة و دموعها تنزل: أنا..

قاطعها و هو يشوف رجفتها: أنتي بخير؟

نزلت رأسها و صارت دموعها تنزل أكثر: ما أعـ.ـرف..، و هي تمسح دموعها بيد مرتجفة: ما.. ما أعـ.ـرف..

ضل يشوف على دموعها شوي و هو ما يعرف إيش يسوي، نزل عيونه عنها و دخل يده في جيب دشداشته، طلع كلينكس و مده لها: خذي!

رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم ليده.

فهد و هو يمد الكلينكس لها أكثر: خذي..، و هو يأخذ نفس: إمسحي دموعك و خلينا نمشي!

رفعت يدها بتردد و أخذت الكلينكس من يده، و هي ترفع عيونها المليانة دموع له: شكـ.. شكراً!

لف عنها بتوتر: لا.. أمم.. خلينا نمشي! قالها و بعدها صار يمشي بسرعة.

مسحت دموعها و بعدها مشت تلحقه.


***************************


رتبت طاولة العشاء و رجعت الكراسي لمكانهم، مشت للمغسلة و غسلت يدينها، نشفتهم و بعدها مشت للثلاجة، فتحته و أخذت غرشة ماي، سكرته و لفت تطلع من المطبخ، مشت لغرفتهم و فتحت الباب بهدوء، شافت هيا جالسة على سريرها، ممددة رجولها و في حضنها كتابها للقصص المصورة، تحكي لـ هالا اللي متمددة على بطنها قدامها و يدينها على خدودها، فتحت الباب أكثر لتدخل، دخلت و صارت تمشي لهم: لين ألحين ما خلصت حكايتك هيونة؟

هيا رفعت عيونها لها و حركت رأسها بالإيجاب، و هي تسكر الكتاب: تو بس خلصت!

ليلى إبتسمت لها و إقتربت منها أكثر، حطت الغرشة على الكمدينة و من ثم أخذت منها الكتاب و طبعت بوسة هادية على رأسها: يللا حبيبتي نامي! إلتفتت لـ هالا: و أنتي بعد، يللا يا حبيبتي..، و هي تحملها لسريرها: ناموا، تأخر الوقت! حطتها على سريرها و صارت تعدل لها البطانية: يللا غمضي عيونك و نامي!

هالا غمضت عيونها و هي تبتسم: نمت!

ليلى إبتسمت لها بهدوء، جلست بطرف السرير و صارت تمسح على شعرها، مانه راضي، حاولت كثير معاه بس مانه راضي يقتنع، ما عادت تعرف إيش تقول له، حالته صارت تسوء يوم وراء يوم، مانه قادر ينام الليل بسبب اللي يحس فيه، يتوجع و يضل يتقلب طول الليل على السرير بنفس حالته بس هم ما يسمع منها، أمها حاولت تكلمه، عبدالله حاول بس ردهم بالرفض، ما راح يحطها تحت العملية، حست بدموعها تتجمع في عيونها فغمضتهم، صارت ما تكلمه، تزعل منه يمكن يرضى بس هو صار ما يكلمها بدوره، ليش مانه قادر يفهمها، ليش ما يفهم أنها ما تقدر تشوفه كذي، ما تقدر تشوفه يموت قدامها و كذي.

أخذت نفس تهدي حالها و بعدها فتحت عيونها و قامت، أخذت الغرشة، خفت الإضاءة و بعدها طلعت و سكرت الباب وراها، مشت لغرفتها و فتحت الباب، رفعت عيونها للسرير، فاضي، سمعت صوته فإلتفتت لباب الحمام، مفتوح و تقدر تسمعه، تسمعه و هو يكح و يرجع، حطت الغرشة على التسريحة و ركضت للحمام، شافته مفتح الحنفية، مائل بجسمه على المغسلة و يحاول يلتقط أنفاسه، حس فيها فعدل وقفته و رفع عيونه للمراية يشوف عليها، نزلت عيونها عنه و هي تحارب دموعها، لفت و طلعت من الحمام، نزل عيونه للحنفية و غسل وجهه، أخذ نفس و سكر الماي، سحب فوطة من على المعلقة، طلع من الحمام و هو ينشف وجهه، مشى للسرير، جلس و رفع عيونه لها، مدت له غلاس ماي و هو أخذه بدون أي كلمة، شرب شوي و رجع الغلاس لها، أخذته و جت بتمشي بس مسك يدها، أخذ نفس و هو يحاول يرجع أنفاسه لطبيعتها و تكلم: لمتى .. لمتى راح تضلي على حالتك هذي؟

نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم له و ما ردت عليه.

سحبها له بخفة و جلسها بجنبه: ليلى..، و هو يحاوط وجهها بيدينه: ليلى صدقيني اللي فيني يكفيني .. ما فيني أتحمل زعلك على كل هذا.. ما عندي وقت أزعل و أراضي..، و هو يدفن رأسه في كتفها: ما .. عندي!

غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها من النزول، أخذت نفس و من ثم بعدته عنها و قامت تمشي لبرع الغرفة.

ضل يلاحقها بعيونه لين طلعت و ما بقى غير طيفها، حط يدينه على رأسه و غمض عيونه بقلة حيلة، كيف يفهمها ما يعرف، تعذبه بزعلها، تعذبه كثير، ضل على نفس حالته لكم من دقيقة و بعدها تنهد و فتح عيونه، عدل مخدته و جا بيحط رأسه بس سمع صوتهم و هم ينادوا عليه.

دخلوا الغرفة بركض و هم مفزوعين: بابا..، و هم يركضوا له بسرعة: بابا.. بابا..

طارق و هو يشوف رجفتهم و بخوف: إيش صاير؟ إيش في؟ إيش فيكم؟

هيا بنفس حالتها: بابا.. ماما.. ماما..، و هي تمسك يده لتقومه: تعال شوفها.. شوف إيش صار فيها..

دق قلبه و خاف أكثر، قام بسرعة يمشي معاهم، صار يسمع صوتها، يسمع شهقاتها جاية من غرفة البنات، مشى أسرع و شافها جالسة على الأرض، بوسط الغرفة، مغطية وجهها بيدينها، تبكي و تشهق، مشى لها بسرعة و نزل لمستواها، حاوطها من صدرها و قربها له: ليلى.. ليلى..

حست بمسكته عليها فصارت تشهق أكثر، مسكت يده بيدينها الثنتين و رجعت لوراء تحط رأسها على صدره، و من بين شهقاتها: لـ.ـيش .. ما تفهم .. طـ.ـارق .. ليش .. أنا مـ.ـا أقدر .. ما أقدر .. أحـ.ـس روحـ.ـي بتطلع .. تموتنـ.ـي .. الأيـ.ـام تمر .. تمر بسرعة .. شهريـ.ـن .. شهرين بتمـ.ـر .. خـ.ـايفة .. خايفة أفتح عيوني .. الصبح و ما ألقـ.ـاك جنبـ.ـي .. خـ.ـايفة ما أقوم عـ.ـلى ريحتك .. خايفة..، و هي تتعلق فيه أكثر: خـ.ـايفة..

طارق رفع عيونه للبنات و هو يشوفهم يبكوا بخوف، نزل عيونه لها و هو يحس بالعبرة تخنقه: ليلى..

قاطعته و بنفس حالتها: وافـ.ـق .. الله يخلـ.ـيك وافق .. وافـ.ـق..

زاد من مسكته عليها و هو يبوسها على رأسها: بس خلاص، أششش..، و هو يبوسها مرة ثانية: بس هدي حالك، هدي حالك حبيبتي، أششش..، و هو يأخذ نفس ليهدي حاله: يصير اللي تريديه بس لا تبكي، لا تبكي كذي!

ليلى لفت له و رفعت عيونها لعيونه: تـ.ـوعدني.. طـ.ـارق .. توعـ.ـدني..

حرك رأسه بالإيجاب و هو يحضنها: أوعدك يا حياتي، أوعدك، أششش.. هدي حالك!



بعد فترة...

حط البنات على أسرتهم و لف يطلع من الغرفة، سكر الباب بهدوء غير اللي يحس فيه و صار يمشي لغرفته، دخل و شافها تطلع من الحمام، سكر الباب بنفس هدوئه و مشى للسرير، جلس و رفع عيونه لها، و هو يأشر بجنبه على السرير: تعالي!

مشت له، جلست مكان ما كان يأشر و رفعت عيونها له

حاوطها من أكتافها و قربها له، و هو يطبع بوسة هادية على جبينها: لا تبكي كذي مرة ثانية، لا تبكي كذي!

حركت رأسها بالإيجاب و حطت رأسها على صدره.

حاوطها له أكثر، أخذ نفس و غمض عيونه.


***************************


بعد يومين...

دخلت المطبخ و مشت للطاولة، سحبت كرسي، جلست و حطت تلفونها على الطاولة، نزلت رأسها و هي تحارب دموعها، خبرت أمها من قبل ما تتأمل كثير بس ما تسمع لها، خبرتهم عنها و هم مثل قبل رفضوها، تحاول ما تهتم، تحاول كثير بس اللي تسمعه منهم يطعنها، يطعنها لأنهم يلوموها على اللي صار، هي السبب بنظرهم، مانها خيرة، موتته، موتت الشخص اللي كانت تحبه، موتت الشخص اللي بنت كل أحلامها عليه، بنتها و كانت تريد تعيشها معاه بس هي موتته، ما قدرت تمسك دموعها أكثر من كذي فطاحت و صارت تتدحرج على خدودها، غطت وجهها بيدينها و صارت تبكي، تبكي لأنها تعبت، ما عاد فيها تسمع كلام الناس، كانت رافضة الزواج بس بسببها وافقت، وافقت لتراضيها، لتسعدها بس صار العكس، تألمها و تبكيها.

: ناهد يا بنتي وينك؟

سمعت صوتها فإرتبكت، بعدت يدينها عن وجهها و شهقت، كان جالس بمقابلها، بيده غلاس ماي سرحان فيها، إرتبكت أكثر و صارت تمسح دموعها بسرعة، ما تعرف من متى و هو هنا، ما حست فيه، شافها و هي تبكي؟ أكيد شافها و هو جالس قدامها، رجعت بكرسيها على وراء و قامت، ما رفع عيونه لها و لا تحرك من مكانه، لفت عنه بسرعة و طلعت تركض من المطبخ.

رفع عيونه لباب المطبخ و هو يشوفها تركض، نزلهم للغلاس و رفعه يشرب الماي، دخل المطبخ و شافها تبكي، إرتبك لأنه يكره البكي، ما يعرف كيف يتصرف لما يشوف الدموع، ينقبض قلبه على الشخص لو من ما كان، هو كذي، يضعف لما يشوف الدموع، دوم كانت تضعفه بدموعها، تستغله بدموعها لأنها كانت تعرف أنه ما بـ يتحمل، إبتسم على هالذكرى بس إختفت إبتسامته بسرعة، ما عادت ترجع، هذيك الأيام ما عادت ترجع، رفع عيونه للكرسي الفاضي بمقابله، جاب الماي عشانها بس بعدها إنتبه لحاله، هو ما يهتم، ما عاد يقدر يهتم لأحد بعدها، مـا يـقـدر!



بالصالة...

مريم و هي تحط يد على خدها: يا بنتي إيش فيك، لا تخبي علي، من جا لك إتصال أمك و أنتي مانك على بعضك، عيونك حمراء و كأنك باكية، إيش صاير يا يمة، لا تخوفيني!

رفعت عيونها لها و هي تحاول تغصب إبتسامة على شفايفها بس فشلت فنزلت عيونها

مريم و هي تقترب منها أكثر: يا بنتي، يا حبيبتي إيش صاير؟ أحد صار له شيء؟ أمك؟ و هي تحط يدها على قلبها: لا تقولي سامي؟!

ناهد حركت رأسها بالنفي: لا، لا خالتي، لا تخافي عليهم، ما فيهم شيء، بس..

مريم: بس إيش؟

ناهد رفعت عيونها لها، أخذت نفس و خبرتها كل اللي صار، نزلت عيونها و هي تحس بدموعها ترجع: أنا.. أنا إيش ذنبي؟

مريم و هي تحاوطها من أكتافها و بهدوء: يا بنتي ما لك أي ذنب، هم ناس عقولهم صغيرة، عيل في أحد يقول كذي؟ هذي حكمة رب العالمين محد يقدر يعترض لها، صار اللي صار..، و هي تطبطب على كتفها بهدوء: هم الخسرانين، أنا لو كان عندي ولد صاحي كان أبداً ما ترددت أخطبك له!

ناهد إبتسمت على كلمتها من بين دموعها و بعدت عنها: شكراً خالتي!

مريم إبتسمت لها: يا بنتي لا تزعلي حالك بسبب ناس ما تستاهل!

ناهد و هي تأخذ نفس: ماني زعلانة بسببهم، أنا زعلانة عشان أمي.. لو كثر ما أحاول أقنعها ما تقتنع، مصرة على أنها تزوجني..

مريم و هي تقاطعها: لا تلوميها يا بنتي، هي تريد تفرح فيك..، سكتت و نزلت عيونها لوسن النائمة على الكنبة بجنبها: و أنا خاطري أفرح في أبوها، خاطري أشوفه يرجع مثل قبل، أشوف إبتسامته، أسمع ضحكته مرة ثانية..، و هي تلتفت لها: خايفة إذا بكرة ربي أخذ أمانته، هو إيش راح يصير فيه، وسن إيش راح يصير فيها!

ناهد: الله يطول لك بعمرك و يديمك فوق رؤوسهم يا رب.

مريم إبتسمت لها بس كملت: الموت حق يا بنتي و العمر يمشي، من بعدي هي تضيع و هو بيدمر حاله أكثر، ما في أحد يدير باله عليهم، ما لهم أحد غيري من بعد رب العالمين!

ناهد بتفكير: إنزين خالتي أنتي ليش ما تزوجيه مرة ثانية؟

مريم: فكرت كذي بس من راح يرضى فيه، من راح يرضى في واحد مثله..، سكتت شوي و هي تتذكر كلام سعاد لها، رفعت عيونها لها و بتردد: ناهد يا يمة.. بترضي فيه؟

ناهد فتحت عيونها بصدمة: إيـــش؟

مريم و هي كلها أمل: ناهد بترضي في عادل؟

رفعت عيونها لها: خالتي أنا..، سكتت و هي تشوفه يطلع من المطبخ و يمشي للدرج، نزلت عيونها عنه بإرتباك و رفعتهم لمريم: أنا..

مريم و هي تمسك يدها: طلبتك يا بنتي لا ترديني، وافقي!

ناهد نزلت عيونها ليدينهم و فكت يدها منها، قامت و بهدوء غير اللي تحس فيه: خالتي أنا آسفة بس لازم أمشي! لفت عنها بسرعة و صارت تمشي لبرع.

مريم ضلت تشوف عليها لين طلعت و ما بقى غير طيفها، تنهدت بقلة حيلة و نزلت عيونها لوسن، حملتها، قامت و صارت تمشي لغرفتها!


***************************


بعد صلاة العشاء...

أحد المساجد...

جلس بجنبه و عيونه على عبدالرحمن الجالس قدام الشيخ، مانه مرتاح لأنه يذكره بـ اللي صار معاه، نزل عيونه عنه و إلتفت لـ عبدالله، منزل عيونه و مقطب حواجبه، شكله متضايق و لنفس السبب، حط يد على كتفه و تكلم: خلينا نطلع!

إلتفت له بإستغراب: تترك الكل هنا وين تروح؟

فهد و هو يقوم: أنت بس قوم إمشِ معاي!

عبدالله: ما تحضر ملكة أختك..

فهد و هو يمسك يده و يقومه: ماننا رايحين لبعيد، برع عشان نقدر نتنفس، لا أنت مرتاح هنا و لا أنا!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب و قام يمشي معاه.

طلعوا برع المسجد و جلسوا على الأدراج بجنب بعض.

جلسوا يشوفوا على السيارات اللي تمر من على الشارع قدامهم، الإثنين يفكروا بنفس الشخص، الإثنين يفكروا فيها، الإثنين يريدوا يسألوا بعض عنها بس ضلوا ساكتين، مرت عليهم دقيقة و هم على نفس الحال، مرت دقيقة ثانية و ثالثة و رابعة، قرروا يتكلموا فتكلموا بنفس الوقت: أزهار..، سكتوا، الأول رفع حاجبه و الثاني رجع رأسه على وراء.

فهد: إيش فيها؟

عبدالله: أنت قول، إيش فيها؟

فهد و هو يحرك رأسه بالنفي: ما فيها شيء!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب، سكت شوي و بعدها تكلم بهدوء: كيفها؟

فهد و هو يلف للسيارات: بخير!

عبدالله: الحمد لله!

فهد ضل ساكت لشوي و هو ما يعرف إذا يكلمه عنها و لا لأ، يسأله عنها و لا لأ، ما يعرف إيش فيها، إيش هالحالة اللي فجأة تجي لها، شاغلة باله، صورة عيونها الصغيرة بالدموع الكبيرة تدور في عيونه، ما يريد يهتم، بالأحرى ما يهتم بس بـ يسأله عشان يتأكد أنه يعرف، بـ يسأله عشان يخبره عن حالتها، حرك رأسه بحزم يقنع نفسه بهالفكرة، أخذ نفس و إلتفت له: عبود!

عبدالله بدون ما يلتفت له: همم؟

فهد بتردد: هي إيش فيها؟

عبدالله قطب حواجبه و إلتفت له: إيش تقصد؟

فهد و هو يحرك أكتافه بخفة: ما أعرف.. أقصد لاحظت عليها هالحالة، يعني..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف فجأة إيش يصير فيها..

عبدالله و هو يحاول يفهمه: تقصد الصداع؟

فهد حرك رأسه بالإيجاب: أيوا.. أيوا الصداع، إيش فيها، ليش هو صداع نصفي أو إيش بالضبط؟

عبدالله و هو يأخذ نفس: ما أعرف إيش فيها بالضبط بس اللي أعرفه أن هالصداع صار يجي لها بعد الحادث!

فهد و هو يعدل جلسته: أي حادث؟

عبدالله و هو يلف للقدام: قبل كم سنة صدمها واحد و هرب، كانت حالتها خطيرة كثير، الكل فكر أنها بتموت، كانت متكسرة و كان عندها نزيف بالدماغ، الدكاترة حاولوا معاها بس دخلت بغيبوبة، ضلت على حالتها لشهور كثيرة، ما فكرناها بـ تصحى بس لما صحت..، و هو يلتفت له: ما عرفتنا، خسرت ذاكرتها، كل اللي عاشته معانا كانت ناسيته، حاولنا معاها بس ما قدرت تتذكر، ما قدرت تتذكر ولا شيء، حاولت تعيش مرة ثانية، تعيش مع ناس تعتبرها غريبة.. و هو يزفر: كانت أيام صعبة.. صعبة على الكل..

فهد بإرتباك: و ألحين تتذكر؟

عبدالله حرك رأسه بالنفي: ما رجعت لها الذاكرة بس حاولت تتقبل كل اللي حوالينها و تبدأ حياتها معاهم..، سكت شوي و كمل: الصداع يجي لها من فترة لفترة بصور مشوشة، كان عندنا أمل أن بترجع لها الذاكرة بسببها بس لين ألحين هي بنفس حالتها!

فهد و هو ينزل عيونه: متى صار الحادث؟

عبدالله: قبل 7 أو 8 سنوات!

فهد إرتبك أكثر: 8 سنوات؟!

عبدالله حرك رأسه بالإيجاب: كان عمرها 15 سنة في وقتها، أيوا 8 سنوات!

فهد رمش عيونه و نزلهم: عرفتوا من اللي صدمها؟

عبدالله حرك رأسه بالنفي: ما عرفنا بس اللي إتصل بالإسعاف قال لنا كانت سيارة سوداء!

مرر يده على وجهه و هو يحاول يأخذ نفس ليهدي حاله بس فشل، معقولة تكون هي؟ معقولة البنت اللي صدمها عاشت، عاشت و هذي هي قدامه و معاه بنفس البيت، نفس الغرفة، معقولة هي ما غيرها؟ أزهار؟ حس بيده على كتفه فإلتفت له.

عبدالله و هو مستغرب من حالته: إيش فيك؟

فهد و هو يبعد يده عنه و يقوم بإرتباك: لا.. أمم.. ما فيني شيء.. و هو يمشي للداخل: خلينا ندخل!

عبدالله قطب حواجبه و هو يشوفه معطيه ظهره و يمشي بسرعة، قام و هو يكلم حاله: هذا إيش صار له؟


***************************


وقفت سيارتها على الإشارة الحمراء و نزلت يدينها لحضنها بإرتباك، إلتفتت لأمها و شافتها لافة للشباك، أصرت عليها اليوم لتأخذها عند سعاد، تأخذها عشان تقدر تسألها عن أزهار، إنقطعوا عنها و لا عاد يعرفوا أخبارها، تلفونها مسكر و سميرة ما ترد على أسألتهم، نزلت عيونها ليدينها و ما تكلمت، مرتبكة و خايفة، حاولت معاها كثير، خبرتها تخبر بسمة بس ما رضت تسمعها، ما تعرف إيش تقول لها، كيف تقول لها أنها ما تريد تروح لأنها ما تريد تشوفه، ما تريد تصطدم فيه بأي مكان، بس ألحين هي رايحة له، رايحة له بنفسها، شبكت يدينها المرتجفة ببعض و هي تتخيله يجي لها، تتخيله يقترب منها، يهمس لها، يلمسها، غمضت عيونها بقوة و هي تحاول تبعده عن رأسها، ما إنتبهت لحالها إللا على أصوات البوري للسيارات اللي واقفة وراها.

فاطمة و هي تلتفت لها: حنين ماما، يللا حركي السيارة!

إرتبكت أكثر فحركت السيارة بسرعة

فاطمة بإستغراب: حبيبتي أنتي بخير؟

حركت رأسها بالإيجاب بسرعة و بدون ما تلتفت لها: أنا.. أنا بخيـ.ـر!

فاطمة ما إنتبهت لرجفتها فرجعت لفت لشباكها.



بعد شوي...

إلتفتت لها و بإرتباك: ماما أنتي إنزلي، أنا.. أمم.. أنا أنتظرك هنا!

فاطمة و هي تقطب حواجبها: حنين إيش هالكلام؟ عيب تجلسي في السيارة بدون ما حتى تسلمي على سعاد، و بعدين أنا ما راح أجلس عندها كثير، أسألها عن حال و أحوالها و بعدين بسألها عن بنت عمك المسكينة، و هي تأشر على بابها: يللا قدامي، إنزلي!

حنين و هي تقاطعها بسرعة: ماما، ما أريد أنزل.. أنا..

فاطمة قاطعتها و بحزم: حنين قلت لك عيب، يللا إنزلي!

حنين نزلت عيونها و هي تأخذ نفس لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و نزلت معاها.

مشوا لباب الشارع و دقوا الجرس، إنتظروا لكم من دقيقة و بعدها إنفتح لهم.

الخدامة: أهلاً مدام.. آسف أنا في صلي و تأخر!

فاطمة إبتسمت لها: إذا على الصلاة خذي وقتك و لا يهمك!

الخدامة إبتسمت و فتحت الباب أكثر: تفضل!

فاطمة و هي تدخل: ماما سعاد بالبيت؟

الخدامة حركت رأسها بالإيجاب

حنين بتردد: و من.. من غيرها؟

الخدامة حركت رأسها بالنفي: محد، كله طالع، و هي تعدد على أصابعها: عبود بابا طالع، عزيز بابا طالع!

حنين: طالعين؟

الخدامة حركت رأسها بالإيجاب

غمضت عيونها و هي تأخذ نفس بإرتياح و في خاطرها: الحمد لله!

فاطمة و هي تمسك يدها: ها، كلهم طالعين ما في أحد تستحي منه!

إبتسمت بإرتباك لأمها و مشت معاها للصالة، دخلت الصالة و هي تشوف سعاد جالسة لحالها، سلمت عليها بعد أمها و بعدها جلست على الكنبة تسمعهم، تسمعهم بس عيونها على الباب، مانه موجود بس هذا ما يعني أنه ما راح يرجع، كلما طلعوا أسرع يكون أحسن.

ضلوا يسألوا بعض عن أحوالهم و أولادهم، تكلموا عن ليلى و العملية، تكلموا عن بسمة و الملكة و بالأخير صاروا يتكلموا عنها.

فاطمة: و الله هالبنت شاغلة بالي، ماننا قادرين نوصل لها!

سعاد إبتسمت لها لتطمنها: لا تخافي عليها يا فاطمة، بخير و الحمد لله، عندي رقم بيت زينة و إتصلت فيها كم من مرة و كلمتها!

فاطمة: كلمتيها؟

سعاد حركت رأسها بالإيجاب: كلمتها و الحمد لله ما تشكي من شيء، إذا تريدي بعطيك الرقم، إتصلي و كلميها ليطمئن قلبك عليها!

فاطمة و هي تحرك رأسها بالإيجاب: أيوا، الله يخليك يا سعاد أريد الرقم، والله ما راح أرتاح إللا إذا أكلمها!

سعاد إبتسمت: و لا يهمك، ألحين بعطيك الرقم..، و هي تأشر على طاولة صغيرة محطوطة بجنب الكنبة: حنين يمة، تشوفي دفتر أرقام على هالطاولة؟

حنين و هي تنزل عيونها للطاولة و من ثم ترفعهم لها: لا خالتي، ما في أي دفتر!

سعاد: أكيد حطيته في غرفتي..، لفت للمطبخ و هي تنادي عليها بصوت عالي: عائشة.. عائشة تعالي جيبي لي دفتر أرقامي من الغرفة!

ما جا لها أي رد

نادت عليها مرة ثانية و ثالثة بس هم ما جا لها أي رد، تنهدت بقلة حيلة: ما أعرف وين راحت هذي، و هي تلتفت لهم: كبرت والله ما عاد فيني أركب و أنزل الدرج، أفكر أحول غرفتي لتحت خبرت عزيز بس كسول هالولد ما يصلح لشيء..، و هي تلتفت لـ حنين: يا بنتي تروحي تجيبي الدفتر؟

حنين و هي تأشر على نفسها: أنا؟!

سعاد إبتسمت لها و حركت رأسها بالإيجاب: إذا تقدري يا حبيبتـ..

فاطمة و هي تقاطعها: أكيد تقدر يا سعاد، بعد تطلبي، بنتي مثل بنتك، أمريها..، إلتفتت لـ حنين و أشرت لها تقوم.

حنين قامت بإرتباك: خالتي أي وحدة غرفتك؟

سعاد إبتسمت: دور الثاني بجنب غرفة ليلى، تشوفي الدفتر على الكمدينة!

حنين حركت رأسها بالإيجاب و لفت تمشي للدرج بإرتباك، تعرف مانه موجود بس خايفة يطلع لها، هي هنا، في بيته، قريبة، قريبة كثير منه، ركبت و لفت لممر الغرف، عدت باب غرفة ليلى و وقفت قدام باب المسكر اللي بجنبه، أخذت نفس و مدت يدها للمقبض، قطبت حواجبها بإستغراب و هي تشوفه يتحرك، إنفتح الباب و هي رفعت عيونها له، شهقت بخوف و جت بـ تلف بس هو كان أسرع، مسكها و سحبها للداخل!



بعد شوي...

فاطمة رفعت عيونها للدرج و من ثم نزلتهم لـ سعاد: كأنها تأخرت!

سعاد إبتسمت: أكيد البنت دخلت غرفة ثانية و جلست تدور على الدفتر فيها..، و هي تقوم و تحرك رأسها بقلة حيلة: لازم أقوم أشوفها!

فاطمة إبتسمت: لا، ما في داعي بتنزل لحالها!

سعاد: بتنزل بس بدون الدفتر هذي وحدها صارت شغلة، و هي تمشي للدرج: أشوف وينها و أجيب الدفتر و أجي!

فاطمة حركت رأسها بالإيجاب و سعاد صارت تركب الدرج، ركبت و صارت تمشي لممر غرفتها، بكل خطوة تأخذها للقدام يجي لها صوتها، صوتها و هي تشهق، حطت يدها على قلبها بخوف: بسم الله..، و هي تمشي أسرع: بسم الله الرحمن الرحيم..، و هي تنادي عليها: حنين يمة.. فتحت باب غرفتها بسرعة و فتحت عيونها بصدمة، جالسة بنص الغرفة ترتجف و تبكي، أزرار عبايتها كلها مفتوحة، شيلتها طايحة على الأرض و شعرها غير مرتب و هو ماسكها من يدها، ماسكها و هو عاري صدر: عـــزيــــز!!!

فكها بسرعة و بإرتباك: يمة.. يمة..

سعاد مشت له بسرعة، مسكت يده و قومته: أنت.. أنت إيش مسوي في البنت؟ و بصوت عالي: إيـش مـسـوي فـيـهـا؟

عبدالعزيز بنفس حالته: يمة.. أنا.. أنا.. مانه مثل ما تفكري..

سعاد و هي تضربه و بصراخ: تـكـلـم، إيـش مـسـوي فـي البـنـت؟ سمعت شهقاتها تزيد فـ دفعته عنها بسرعة و نزلت لها، و هي تلمها لحضنها: يمة حنين.. يمة إيش سوى فيك ، تكلمي.. تكلمي إيش سوى فيك؟

دفنت رأسها في صدرها و صارت تبكي أكثر

سعاد خافت، رفعت عيونها له و من ثم نزلتهم لها: حنين يا بنتي تكلمي.. قولي إيش..

قاطعتها و هي تتعلق فيها أكثر: إغتـ.. إغتصـ.ـبني.. إغتصبني..

رفعت عيونها له بصدمة: إيــــش؟!



.

.

.

.

.



نهاية البارت...


بارت الجاي يوم الإثنين إن شاء الله..

إنتظروني...

"اللهم ارحم المؤمنين و المؤمنات، الأحياء منهم و الأموات، إلى يوم الدين"

الـلـهـم آمـــيـــن


تفاحتكم



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عناويني

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.