آخر 10 مشاركات
13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          4- الغريب الغامض - صوفى ويستون - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          8-الأرملة العاشقة (الأرملة والحب) -روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2-الحب وقيوده - ستيفانى هوارد - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحالمة أبدا ~ باتريسيا ويلسون - روايات ناتالي (الكاتـب : angel08 - )           »          أدم وحواء - أورسولا بلوم - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          1 - العاصفة في قلبها - مادلين كير - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree49Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-13, 05:33 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


الدمعة العاشرة


10-

فتحت(هالة) باب غرفتها في هدوء ودلفت إليها في خفة كي لا توقظ(طارق) من نومه؛ فقد عاد من عمله منذ بضع ساعات فقط, ومن المؤكد أنه نائم الآن.
إلا أن حدسها خانها, إذ كان(طارق) مستيقظاً بالفعل أو بالأحرى لم ينم بعد رغم عينيه الناعستين وشعره المشعث وملابسه المتهدلة وجلوسه على طرف الفراش.
ولعلمها أنه لن يحادثها كما اعتاد منذ شجارهما الأخير, فقد اتجهت مباشرة إلى الصوان وفتحته لتأخذ ما أتت من أجله. وعلى غير توقع جاءها صوته الهاديء يقول ـ"(هالة), أريد التحدث معك."

ورغم دهشتها العارمة, فقد حافظت على جمود ملامحها وهي تستدير إليه قائلة في برود ـ"خيراً"

تنهد في عمق وهو يرمقها بعينيه العسليتين قبل أن يقول بهدوء حازم مشيراً إلى الفراش ـ"اجلسي."

مطت شفتيها قبل أن تجلس متصلبة على طرف الفراش دون أن تنبس بحرف وعيناها تنظران في عكس اتجاه جلوسه.
وللحظة ظل(طارق) يراقبها في صمت وأصابعه تغوص بين خصلات شعره البني الناعم في حركة اعتادت عليها(هالة) كلما كان زوجها مرتبكاً.
وأخيراً تمالك(طارق) جأشه ثم تنحنح قائلاً ـ"إننا لا نتحادث منذ أسبوع رغم أننا نعيش في نفس الشقة."

التفتت إليه قائلة ببرود ـ"وهل أنا السبب في ذلك أيضاً؟"

تنهد قائلاً ـ"أنا لا أبحث عن السبب, وأعتقد أنه يجب على كلانا أن يخرج ما بداخله كي تستمر الحياة كما قلت أنت من قبل."

تنهدت بدورها قائلة ـ"لقد أخرجت ما بداخلي بالفعل وأنت تعرفه جيداً, المهم هو ما بداخلك أنت. أم أنك كتوم مثل(حازم) رحمه الله؟"

هز رأسه قائلاً ـ"ربما أكون كتوماً إلى حد ما حتى على أقرب الناس إليّ, ويجب أن تثقي في أنني لم أقل لأبي أي شيء عن حياتنا سوياً. كل ما هنالك أنه سألني عن أحوالي معكم وقال بفخر أنه اختار لي أفضل زوجة, وأنني سأسعد معك إلى آخر هذا الكلام, ورداً على ذلك أخبرته بأن هناك حاجزاً نفسياً يفصلني عنك ويجعلني_حتى الآن_ لا أستطيع رؤيتك في صورة مغايرة لصورة(هالة) زوجة أخي الراحل؛ أما الأولاد فهم قرة عيني وأحبهم أكثر مما لو كانوا أبنائي بالفعل. وهكذا لم يمهلني أبي الفرصة كي أتم ما عندي لأنه اكتفى بما سمعه وأتى خصيصاً لينهي ما أسماه بالمهزلة."

أشاحت بوجهها بعيداً وهي تقول بمرارة ـ"وأي مهزلة! إنك لم تنطق حرفاً واحداً للدفاع عني, أو حتى لنفي وإيضاح سوء التفاهم الذي طرأ على حياتنا."

قلب كفيه في حيرة قائلاً ـ"كيف أعارضه؟ إن أبي صلب الرأي لأقصى مدى, لو أنك لا تعرفيه فأنت بالطبع ما زلت تذكرين صلابة(حازم) رحمه الله. إنها نقطة في بحر صلابة أبي. لا يوجد من يستطيع الوقوف أمام أوامر والدي في أي شأن مهما كان الشأن ومهما كان الشخص."

التفتت إليه قائلة ـ"وأنت؟ألا تملك بعضاً من صلابة رأيه؟"

ابتسم في مرارة وهو ينهض ليقف أمام زجاج الشرفة قائلاً ـ"أنا!؟ لقد ورثت عن أمي كل شيء, الشكل والمضمون.يكفي أن تعرفي أنني لم أتخذ قراراً واحداً طيلة حياتي, ليس عن ضعف مني ولكن لسيطرة والدي على حياتي منذ صغري؛ لقد اختار لي الدراسة والكلية وحتى التخصص. ولا تظني أن(حازم) أفلت من هذه السيطرة, لقد كان خاضعاً لها هو الآخر. وبالطبع لا يخفى عليك أن زواجنا كان تحت ضغط شديد منه, ولم أستطع الاعتراض كعادتي في الاستسلام."

شعرت بحديثه عنها يمزقها من الداخل. لقد كانت واثقة دوماً أن كلاهما مجبر على هذه الزيجة, لكنه لم يصرح لها بذلك أبداً, وليته ما فعل.
وهكذا هتفت به كرامتها ـ"ولماذا لم تقل لا؟"

استدار إليها قائلاً في دهشة ـ"أقول لا؟! أقول لا لدخول أجمل ثلاثة ملائكة إلى حياتي؟! أي مجنون يفعل هذا؟"

حاولت أن تضخ الثقة في صوتها وهي تقول ـ"الأولاد سيظلوا أبناء أخيك للأبد, ولا تنس أن الزواج بالذات لابد وأن يقوم على اتفاق واقتناع وليس مجرد تنفيذ لرغبات الوالد مهما كان حبك واحترامك له."

اقترب منها وركع على ركبتيه أمامها قائلاً بصدق ـ"أنت أفضل زوجة قد يحظى بها إنسان, وتستحقين الأفضل في كل شيء, ولا أجاملك في ذلك. فمن هي في مثل جمالك وحنانك ورقي تفكيرك وسلوكك تستحق الزواج من أعظم الرجال. صحيح أنني تزوجتك من أجل تربية أبناء أخي, إلا أنني عرفت ولمست فيك في فترة زواجنا القصيرة تلك ما لم أعرفه طيلة العشر سنوات التي كنت فيها زوجة لـ(حازم) رحمه الله. وما يؤنبني هو أنني لا أستطيع أن أكون الزوج الذي تستحقينه."

هزت كتفيها وهي تقول بكبرياء جريح ـ"المشكلة هي أنني أنا أيضاً لا أستطيع أن أكون لك هذه الزوجة لأن كلانا يحاول الاعتراض لأول مرة في حياته ونريد تنفيذ رغباتنا نحن, خاصة رغباتك أنت."

مط شفتيه في حيرة قبل أن ينهض قائلاً بارتباك ـ"لقد قلتِ في نهاية شجارنا الماضي جملة تحمل كل أبعاد المشكلة بالنسبة لي."

عقدت حاجبيها وهي تلتفت إلي حيث يقف قائلة ـ"أية جملة تقصد؟"

أخذ نفساً عميقاً كي يشجعه على الإجابة قائلاً ـ"لقد قلت أنني أحب وأخشى أن أخون حبيبتي."

غاص قلبها بين ضلوعها وامتقع لونها وهي تسأله بصوت مرتجف ـ"وماذا تعني هذه الجملة بالنسبة إليك؟"

شبك أصابعه بحركة عصبية وهو يحاول إيجاد الكلمات المناسبة, وأخيراً حسم أمره قائلاً ـ"لقد كان حدسك صحيحاً, فأنا مرتبط."



وكانت صدمة قوية لها تضاف إلى قائمة الصدمات في حياتها.
فعندما نطقت عبارتها كانت في لحظة غضب, ولم تتوقع أن يكون تنبؤها حقيقياً.
ولكنه حقيقة, لقد قال أنه مرتبط.
وفي ذهول استمعت إليه يروي في سرعة قصة ارتباطه والكلمات تتدفق كالسيل من بين شفتيه, يخشى أن يتوقف لحظة فيفقد شجاعته للأبد.


سمعته يقول في حرج ـ"(سمر) زميلتي في المستشفى وأعرفها منذ زمن, كنت في الامتياز وكانت هي في السنة الأولى, وبعدها عملنا سوياً واكتشفنا وجود مشاعر جميلة بيننا. لن أطيل عليك, فهي في رأيي فتاة مثالية في كل شيء، وبها جميع الصفات التي أتمناها في شريكة حياتي؛ ولا أقصد أنك لا تملكين هذه الصفات. أنت بالطبع تفهمين قصدي."

سألته بصوت خافت ـ"وهل تعلم بأمر زواجنا؟"

قفزت نبرة حماسية إلى صوته وهو يقول ـ"(سمر) تعرف كل شيء من البداية لأننا نتشارك في التفكير دوماً, ولا أخفي عليك أنها هي من شجعتني على إتمام زواجنا لأنها جربت مرارة اليتم وذل زوج الأم. إنها مثالية بحق."

أومأت(هالة) برأسها إيجاباً وهي تقول ـ"فعلاً, ليس من السهل أن تثق فتاة في حبيبها وأن تجعله يتزوج من أخرى مهما كانت الأسباب."

تنحنح ليكمل في حرج ـ"ولكن كان لها شرطاً واحداً وهو أن يكون زواجي منك صورياً, على الورق فقط. وطبعاً لم أعترض لأن هذه أبسط حقوقها."

أزاحت خصلة نافرة من شعرها المتمرد خلف أذنها في حركة عصبية قبل أن تتنحنح بدورها لتكسب صوتها قوة ليست فيه وهي تقول ـ"وهل يعلم والدك بهذا الارتباط؟"

هز رأسه نفياً وهو يضع كفيه في خاصرته قائلاً ـ"لقد توفى(حازم) قبل أن أفاتح أبي مباشرة. وبالطبع لا أمل في مفاتحته في ذلك الأمر الآن."

هزت رأسها في صمت ثم تنهدت في عمق قبل أن ترفع عينيها إليه قائلة ـ"أعتقد أن كثيراً من أمور حياتنا قد اتضحت الآن, صحيح متأخراً ولكن أفضل من لاشيء."

قالتها وهي تنهض لتغادر الغرفة فأسرع يقف أمامها وهو يسألها بحنانه المعهود ـ"(هالة) هل ضايقك حديثي؟ هل أنت حزينة؟"

رسمت ابتسامة هادئة على شفتيها وهي تقول ـ"لقد أسعدني حوارك معي وأراحني كثيراً, أنا حزينة لحالك أنت و(سمر). ولكن اطمئن, ستسعدان قريباً جداً."

وتركت الغرفة في هدوء وقلبها يقطر دماً.


**********************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 05:35 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الدمعة الحادية عشر





أيام من حياتي...عالفاضي ضيعتها



كنت صفحة فحياتي...دلوقتي قفلتها



كان قلبي ف حبه ليك قرب يضيع نفسه



وبدل ما يكمل بيك أحلام جوايا نقصوا



إيه خدته من حبك ليا غير جرح بيموت فيا



جيتلك أنا خدت بإيديك جيت انت بخسارة عليا



11-

جلست(هالة) إلى جوار طفلتها الصغيرة تهدهدها لتنام, وشرد ذهنها بعيداً في حوارها مع(طارق).
لقد فتح لها قلبه وصارحها بكل ما بداخله,
صارحها بما شعرت به منذ البداية وتمنت لو كان خيالاً...
صارحها بأن قلبه ليس لها, بل لأخرى.
أخرى تحبه بشدة,
أخرى ذات قلب كبير,
أخرى ذاقت مثلها مرارة اليتم,
أخرى ارتضت أن تقاسمها أسرة أخرى حبيبها من أجل مصلحة أطفال فقدوا الأب وبعدهم في سني طفولتهم الأولى.
يالها من فتاة, فتاة شجاعة.
والأهم أنها واثقة من حب(طارق) لها.
ودون أن تدري انسابت دموعها تغرق وجهها وعقلها يعمل في جميع الاتجاهات.
فحتى حينما كان عقلها يحذرها من وجود أخرى في حياة(طارق) لم تحاول اتخاذ أي موقف استعداداً لمثل هذا اليوم, لم تفكر في وضعها الجديد, وبالتأكيد لم تفكر فيما ستفعله لحل مشكلة(طارق).
إنه الآن يقضي أغلب أوقات فراغه بصحبة أبنائها, ولكنه حين يرتبط بحبيبته تلك لن يروه باستمرار كما اعتادوا؛ فماذا ستقول لهم حينها؟ أتخبرهم بزواجه من أخرى أم تخفي عليهم الخبر رأفة بطفولتهم؟
أفكار عديدة استغرقتها ودموعها تواصل الانهمار على وجنتيها, فلم تشعر بدخول أمها الغرفة إلا حين سمعتها تسألها في قلق ـ"أتبكين يا(هالة)؟ ماذا حدث؟"



رفعت(هالة) عينيها في سرعة إلى أمها ومسحت دموعها بأصابع مرتجفة وهي تزدرد لعابها قائلة بصوت مختنق ـ"لا شيء يا أمي, لم يحدث شيء."


جلست الأم أمام ابنتها وأشارت إلى عينيها الباكية قائلة ـ"إنها ليست دموع تثاؤب, لقد كنت تبكين. أخبريني بالحقيقة."


صمتت(هالة) للحظات قبل أن تقول بخفوت ـ"لقد تحدث(طارق) معي هذا الصباح في غرفتنا."


ارتسمت السعادة على وجه الأم وهي تقول ـ"الحمد لله, هذا مؤشر جيد. لماذا تبكين إذاً؟"


تنحنحت(هالة) قبل أن تقول بتردد ـ"لقد صارحني بسبب ابتعاده عني منذ زواجنا".


لمحت الفضول في عيني والدتها فتابعت في سرعة ـ" إنه مرتبط بزميلة له ويريد الزواج منها, وهي التي شجعته على الزواج مني في مقابل أن يكون زواجنا صورياً, مجرد ورقة تبيح له دخول البيت ومتابعة الأولاد دون حرج, وهو وافقها لأنه رأى ذلك أبسط حقوقها."


اتسعت عينا أمها في دهشة وهتفت باستنكارـ"ماذا تقولين؟"


داعبت(هالة) شعر صغيرتها وهي تقول ببرود يخفي غليان أعصابها ـ"ما سمعته."


ازداد استنكار الأم وهي تسألها ـ"وهل يعلم الحاج(حفني) بذلك؟"


هزت(هالة) رأسها نفياً قائلة ـ"كلا, لقد توفى(حازم) قبل أن يفاتح (طارق) والده بأمر زواجه, وبعدها أصّر عمي على زواجنا فلم يجد وقتاً لإخباره."


قالت أمها بثقة ـ" ولماذا يخبره من الأساس ما دام تزوج بالفعل؟ هل هي أجمل منك؟"


تنهدت(هالة) في عمق قائلة ـ"المسألة لا تتعلق بالجمال بل بالقلب, إنه يحبها ولا يتخيل سواها زوجة له. كما أن من حقه أن يكون له زوجة خاصة به هو فقط, فتاة لم يسبق لها الزواج ولم تكن لرجل من قبله."


أشاحت أمها بيدها في ضيق قائلة ـ"سيرفض الحاج(حفني) مجرد الكلام في الموضوع. لقد قال بنفسه أنه لن يجد لابنه زوجة أفضل منك و.."


قاطعتها ابنتها قائلة ـ"بل سيوافق يا أمي. مع استمرار ابتعاد(طارق) عني سينفذ أباه تهديده ويزوجه كي يفرح بأبنائه كما قال."


ربتت على كف ابنتها قائلة بحنان ـ"ألهذا كنت تبكين؟"


أومأت(هالة) برأسها في صمت, ثم قالت بصوت خنقته الدموع ـ"كنت أبكي قلة حظ أبنائي, لقد ورثوه مني. في البداية فقدوا أباهم, وبعد أن ظننت أن الدنيا ابتسمت لي ولهم بوجود عمهم إلى جوارنا اكتشفت موضوع زميلته تلك, وانقلب كل شيء حولي."


رمقتها أمها بنظرة طويلة قبل أن تسألها مباشرة قائلة ـ"فيم تفكرين الآن إذاً؟"


هزت كتفيها في حيرة مجيبةـ"لا أدري. رغم توقعي لوجود أخرى في حياته، لم أكيف نفسي على هذا الوضع. لقد كان خالصاً لأولادي, والآن سيقسم وقته بيننا وبينها. ماذا سأقول للأولاد حينها؟ وإذا طلبت الطلاق فهل سيوافق؟ وهل سيسمح حماي بذلك؟"


ربتت أمها على كفها ثانية وهي تنصحها بحكمة وثقةـ"لا تتسرعي في طلب الطلاق أو حتى التفكير فيه. فكري أولاً وأخيراً في أبنائك. تذكري ضحكاتهم معه كلما جلسوا سوياً, وتذكري أن ابنتك لا تعرف أباً سواه, وأول كلمة نطقتها كانت’بابا‘ وكانت موجهة إليه مثلما فعل أولادك دون استشارتك. لو فكرت ووجدت أن أبنائك سيصبحون أسعد حالاً بعد انفصالك عن عمهم فالرأي الأخير لك."


سالت دموع(هالة) ثانية وهي تقول في حيرة ـ"إنهم الآن أسعد حالاً مما كانوا في حياة(حازم), كما أنهم تغلبوا على حزنهم لفقده وعادت درجاتهم الدراسية للارتفاع ثانية, وأصبحت الضحكة لا تفارق وجوههم. أنا نفسي أشعر بالأمان في وجوده, ولا أدري ماذا سأفعل حين تقاسمني فيه أخرى."


صارحتها أمها بالحقيقة المؤلمة بقولها ـ"إنه لم يكن لك يوماً كي تتقاسمينه معها, إنه لها منذ البداية. ثم أن وضعك معه لن يتغير, ستظلين زوجته على الورق شئت أم أبيت, وإذا استخدمت عقلك ستظلين سيدة الموقف."


عقدت(هالة) حاجبيها ومسحت دموعها في سرعة وهي تسأل أمها باهتمام ـ"كيف؟"


قالت أمها ببساطة ـ"إذا كانت هي كريمة كوني الأكرم. ساعديه في الزواج منها وحوليه إلى أخ لك, وقتها لن تعودين إلى الشعور بالخجل كلما رآك وشعرك مكشوف أو وقميصك مرفوع الأكمام. لقد صارحك بأنه يحب أخرى, وضمنياً بأنه لن يحولك من خانة زوجة الأخ إلى خانة الزوجة. لذا يمكنك استغلال ذلك الوضع لتتحولي إلى خانة الأخت أو الصديقة التي يخبرها بكل ما يضايقه, وقتها حين تنصتين إليه وتهتمين بإبداء النصيحة ستصبحين بالنسبة إليه أهم من زوجته الجديدة. أفهمت؟"


هزت رأسها إيجاباً وهي تقول ـ"نعم, سأحاول."


ربتت أمها على كتفها قائلة ـ" حاولي وانجحي. أنت تعرفين مسبقاً الغرض من هذه الزيجة, اجعليها إذاً لهذا الغرض فقط."


وبدت هذه النصيحة أفضل نصيحة في الوقت الحالي.


***************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 05:57 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


الدمعة الثانية عشر


12-

طرقت(هالة) باب غرفتها المفتوح في هدوء فالتفت إليها(طارق) وعلى وجهه ابتسامة ترحيب عذبة ودعاها للدخول قائلاً ـ"ادخلي يا(هالة), لماذا تقفين عندك هكذا؟"

هزت كتفيها وهي تدخل الغرفة في بطء وقالت بخفوت ـ"لقد أتيت لعرض مساعدتي في ترتيب حقيبتك إذا لم يكن لديك مانع."

اتسعت ابتسامته وهو يقول بمرح ـ"بنت حلال, أنا بحاجة إليك بالفعل. لقد اشتريت مجموعة ملابس جديدة وأريد معرفة رأيك فيها."

تأملت مشترياته الجديدة بدقة قبل أن تقول بإعجاب ـ"ما شاء الله تبارك الله, ذوقك رفيع للغاية, جميعهم قمة في الأناقة."

ثم أردفت في خبث ـ"أهو ذوقك أنت أم ذوق العروس؟"

قال بارتباك خجول ـ"مزيج من ذوقينا. الحمد لله أنها راقتك."

قالها وانهمك في إعداد حقيبته؛ ومضت لحظة من الصمت قبل أن تسأله(هالة)في اهتمام ـ"في أي قاعة ستقيم حفل الزفاف؟"

رفع وجهه إليها قائلاً في دهشة ـ"أي حفل زفاف؟"

هزت كتفيها قائلة ببساطة ـ"زفافك أنت و(سمر)."

أشاح بكفه قائلاً ـ"آه, إننا لن نقيم حفلاً, سأذهب مع أبي إلى بيتهم ونعقد القران ثم نتجه إلى شقتنا مباشرة."

هتفت وحاجبيها معقودان في استنكارـ"ماذا؟! وهل وافق عمي على هذا الكلام؟ بل كيف وافقت(سمر)؟"

قال ببساطةـ"الموضوع ليس بهذه الأهمية, إنها مجرد ليلة مثل أي ليلة أخرى."

رفعت سبابتها معترضة بقولهاـ"لا, ليست كأي ليلة أخرى, إنها ليلة واحدة في عمر الجميع. يكفي أن خطبتكما كانت عائلية ولم يحضرها أي من زملائكما بالمستشفى, ثم إن حفل الزفاف_مهما كان بسيطاً_هو أقل مكافأة لـ(سمر) على انتظارها لك طيلة هذه المدة."

قال بتردد ـ"ومن سأدعو؟ زملائنا فقط؟"

قالت بحماس ـ"دع والدك يدعو أصدقائه ومعارفه, دعه يفرح ولو لليلة. إنه لم يحضر زواجي على(حازم), فليحضر حفل زفافك أنت."

جلس على حافة الفراش وهو يسألها باهتمام طفولي ـ"بالمناسبة, أنت لم تخبريني عن حفل زواجك على(حازم)؛ لقد كنت ضابطاً احتياطياً بالجيش وقتها."

ابتسمت في حرج قائلة ـ"إنها قصة طويلة."

أشار إليها بالجلوس قائلاً بحماس ـ"اجلسي إذاً وقصيها عليّ."

وبعد عدة توسلات من جانبه رضخت أخيراً وجلست على مقعد مواجه للفراش وشردت بذهنها بعيداً, إلى ذلك اليوم قبل أحد عشر عاماً أو أكثر.




كانت في انتظار عودة خطيبها إلى مصر من أجل الزفاف كما وعدها، ولكن مديره الأجنبي بالشركة رفض منحه إذناً بالسفر. واضطر (حازم) حينها إلى توكيل والده في عقد زواجه عليها.
ورغم غياب (حازم)، أصر ’حضرة العمدة‘ على إقامة حفل كبير في قريته بمناسبة عقد زواج نجله الأكبر.
وبعد أن أنهى (حازم) ترتيبات استقدام عروسه، فاجأها بطلبه...
فقد طلب منها أن ترتدي فستان الزفاف وهي قادمة إليه.
يومها نقلت أسلاك الهاتف ضحكتها الجميلة إلى أسماعه وهي تقول بدهشة ـ"كيف أرتدي الفستان دون أن تكون معي؟"

ثم عادت الأسلاك تنقل إليها صوته الهادئ، مشوباً ببعض السعادة هذه المرة، وهو يقول ـ"من قال هذا؟ سأستقبلك في المطار بالطبع...وبصحبتي مفاجأة".

لوهلة شعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها حينما أتى على ذكر المفاجأة...
فقد خيل إليها شيطانها أنه متزوج بالفعل، وأن زوجته الثانية_أو بالأحرى الأولى_ ستكون معه في استقبالها.
لكنها سرعان ما نفضت هذه الفكرة عن رأسها وهي تضع سماعة الهاتف بعد انتهاء المكالمة.
وكأي عروس طبيعية، استعدت (هالة) ليوم زفافها، حتى وإن كان زوجها على بُعد آلاف الأميال. فذهبت إلى مصففة الشعر وارتدت فستاناً أبيضاً غاية في الرقة والنعومة، حتى بدت كالأميرة الرقيقة.
غير أنها كانت تذوب خجلاً من نظرات المسافرين في المطار وعلى متن الطائرة، ما بين مهنئ لها ومشفق عليها لأنها وحيدة في هذا اليوم الهام.
وأخيراً هبطت الطائرة على أرض الدولة التي تبدأ بها حياتها الجديدة،
حياة جديدة مع زوج لم تعتد عليه بعد،
زوج لم تره سوى بضع مرات منذ تقدم لخطبتها، ولم تره منذ سفره بعد حفل الخطبة بأسبوع.
ورغم حرارة الجو الشديدة التي استقبلتها لحظة فتح باب الطائرة، شعرت برجفة قوية تهزها لحظة أن رأت بعينيها أضواء صالات المطار عن بُعد.
وبأصابع باردة مرتجفة حملت طرف فستانها قليلاً عن الأرض حتى تستطيع نزول سلم الطائرة وهي تحاول أن تبدو متماسكة وأن ترسم ابتسامة هادئة على شفتيها...فهي العروس التي لا تزال الأنظار تتجه إليها.
وتقديراً من إدارة المطار لوضعها كعروس، فوجئت بتعاون العاملين معها في حمل حقائبها وإنهاء إجراءات الدخول، تماماً مثلما حدث معها في مصر.
وما أن أنهى الضابط المكلف بمرافقتها الإجراءات حتى سلمها جواز السفر وهو يقول بابتسامة ودود ـ"مبروك يا عروس".

تخضب وجهها خجلاً وهي تلتقط الجواز وتشكره بخفوت وهي تنقل عينيها خارج الحاجز الحديدي علها ترى زوجها.
ولم يطل انتظارها...فخلف الحاجز الحديدي لمحت وجهاً مألوفاً والابتسامة تغلف ملامحه وهو يلوح لها بسعادة.
ولوهلة غزت الدهشة ملامحها وهي تتأمله...
فقد كانت تتوقع أن ترى (حازم) مرتدياً ملابس العمل وحذاء رياضي وخوذة معدنية على رأسه...
لا تدري لماذا رسم شيطانها هذه الصورة في خيالها، رغم أنها لم تر خطيبها يوماً على غير مستوى أناقته المعتاد.
ولكنها رأته كعادته...وسيماً بملامحه المصرية المميزة وشعره الأسود المصفف بعناية وابتسامته الجذابة وسترته السوداء الأنيقة ورباط عنقه الزاهي...
كان أوسم رجل رأته في حياتها، نظراً لأن علاقتها بالرجال محدودة.
ولكنه كان الأفضل في نظرها.
وللحظات ظل نظرها معلقاً بوجهه حتى شعرت به يقترب منها ويصافحها هامساً ـ"حمداً لله على سلامتك يا عروسي".

تخضب وجهها خجلاً وهي تشعر بكفيه تحتضنان كفيها قبل أن يحتضن ذراعها ويصحبها إلى خارج المنطقة الجمركية ويشير لأحد أصدقائه بدفع العربة التي تحمل حقائبها إلى حيث سيارتهم.
وللمرة الأولى التقت (هالة) ب(نهى) وزوجها (عمر) وباقي أصدقاء (حازم).
وانطلقت سياراتهم بعيداً عن المطار في زفة صاخبة جابت شوارع المدينة متجهة إلى أحد الفنادق الفاخرة.
وهناك كانت مفاجأة جديدة للعروس.
فقد أقام لها (حازم) حفلاً مع أصدقائه إستمر حتى بعد منتصف الليل في هذا الفندق، قبل أن يعودا إلى منزلهما في زفة صاخبة أخرى، و...





قطع ذكرياتها صوت (طارق) وهو يقول بحماس ـ"أين ذهبت؟ أخبريني ماذا فعلتما؟"

عادت إليه بعينيها ومنحته ابتسامة هادئة وهي تقول ـ"كانت أمنية حياتي أن تزفني السيارات المزينة، ورغم أنني لم أخبر (حازم) بهذه الأمنية، فقد حققها لي".

بادلها الابتسامة وهو يقول ـ"لو الأمر يتوقف على زفة السيارات، فزملائنا بالمستشفى لن يبخلوا علينا بهذه الخدمة".

دفعته برفق في كتفه وهي تقول ـ"زفة السيارات كانت المرحلة الأولى من المطار إلى الفندق...ثم إتجهنا بعدها إلى فندق خمس نجوم مع أصدقاء (حازم) وزوجاتهم، وضحكنا ورقصنا وغنينا، ثم قطعنا كعكة الزفاف ذات الأدوار الخمسة.كان إحتفالاً مصرياً بعيداً عن مصر، ولا أخفيك أن أغلب المحيطين بنا من العرب كانوا مندهشين لأن حفلات الزفاف عندهم تختلف كثيراً. المهم أنه عندما أنهينا الحفل ذهبنا إلى شقتنا بزفة سيارات ثانية بعد منتصف الليل بساعتين أو أكثر, وأنت تقول زفة السيارات تكفي؟"

ارتفع حاجباه في دهشة قائلاً ـ"(حازم) فعل كل ذلك؟"

أجابته بثقة ـ"نعم, وكله مسجل على شريط فيديو في المكتبة, لقد كانت ليلة لا تُنسى".

لم يحاول (طارق) إخفاء دهشته وهو يقول "تتحدثين عن (حازم) آخر غير الذي أعرفه".

دافعت عن شريك حياتها السابق في حماس قائلة ـ"لقد كان (حازم) رحمه الله في منتهى الأناقة دوماً، وإن كنت مندهشاً من إبتسامته ومرحه وخفته، فقد كانت نادرة بالفعل ولم يكن يظهرها سوى في المناسبات الخاصة جداً، وهذا ينطبق بالتأكيد على ليلة زفافنا."

هز(طارق) كتفيه قائلاًـ"لن أندهش لو اكتشفت أنك تعرفينه أكثر مني. صحيح أننا كنا شقيقين إلا أنه كان يحب الاحتفاظ بمشاعره وأسراره الخاصة لنفسه دوماً."

قلبت كفيها قائلة في هدوء ـ"أنا لا أنكر هذه الصفات فيه, لقد كان اسماً على مسمى؛ لكنه كان يرخي قبضته عن مشاعره قليلاً بين الحين والآخر, خاصة بعد ميلاد(هيثم)."

تأملها للحظات قبل أن يتنهد هامساً ـ "رحمه الله...كنت أتمنى حضوره زفافي، ولكن قدرنا ألا يرى أحدنا الآخر في هذا اليوم".

شعرت بغصة تعترض مجرى تنفسها فتنحنحت وهي تلتقط نفساً عميقاً وتحاول العودة إلى نقطة النقاش الأصلية قائلة بحماس مصطنع _"المهم هل عرفت لماذا أريدك أن تقيم حفلاً لك ولـ(سمر)؟ كي تبقى ذكراه حية أمامكما مهما بَعُد بكما الزمن."

عقد حاجبيه مفكراً للحظات قبل أن يقول بحسم ـ"حسناً, سأناقش(سمر) في هذا الموضوع وأحجز في أي قاعة متاحة قريباً."

نهضت(هالة) من مقعدها قائلة ـ"هكذا تكون الفرحة, أدعو الله أن يجعل جميع أيامكما سعادة وهناء."


وتركته في الغرفة غارقاً في بحر من حنانها.


********************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 06:02 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الدمعة الثالثة عشر


13 -

فتح (طارق) عينيه بتكاسل وأدارهما إلى الفاتنة التي توسدت ذراعه ونامت في وداعة، فابتسم وداعب وجنتها وطرف أنفها وهو يهمس بحب ـ"(سمر)...(سموري)...صباح الخير يا حبي".

منحته ابتسامة ناعمة دون أن تفتح عينيها وهي تقول بدلال ـ"صباح الخير".

طبع قبلة دافئة على جبهتها وهو يهمس ـ"صباحية مباركة يا أجمل عروس".

فتحت عينيها لتطالعه بعينين عسليتين ناعستين وهي تجيبه بنعومة ـ"صباحية مباركة يا أحلى عريس".

داعب طرف أنفها ثانية قائلاً ـ"ألن تستيقظي؟ إنها الظهيرة الآن".

عقدت حاجبيها الجميلين بتبرم مصطنع قائلة ـ"حبيبي...إنه أول أيام زواجنا...فلماذا نستيقظ الآن"؟

تسللت أصابعه تدغدغها وهو يجيب بلهجة عابثة ـ"لأن سرعان ما سيأتي المهنئون بالزفاف، وينبغي أن نستعد لاستقبالهم مسبقاً".

تلوت بين ذراعيه وهي تضحك من دغدغته قائلة ـ"لن نفتح لهم الباب".

واصل دغدغتها وهو يحاول أن يبدو جاداً ـ"أنترك أبي ووالدتك على الباب؟ يالنا من جاحدين".

حاولت أن تبعد أصابعه عنها وهي تحاول الفكاك من الدغدغة التي تجعلها تضحك بهستيريا ـ"حسناً...حسناً...لقد استيقظت".

توقف عن مداعبتها وأدار وجنته إليها قائلاً ـ"أين قبلة الصباح"؟

ضحكت وهي تقبل وجنته قائلة ـ"أحلى قبلة صباح لأحلى عريس".

قالتها ثم نهضت تجلس على الفراش إلى جواره وتتأمل عينيه العسليتين المائلتين إلى اللون الأخضر للحظات قبل أن تهمس ـ"أحبك".

تاه في عينيها هو الآخر قبل أن يقول كالمنوم مغناطيسياً وهو يداعب شعرها الكستنائي ـ"الحمد لله أنني تزوجتك...لقد كنت حلماً صعب المنال".

تناولت أصابعه بين يديها وهي تقول بدلال ـ"والحمد لله أنه تحقق."

رفع كفيها إلى شفتيه يلثمهما بحب قائلاً ـ"أحبك يا (سمر)، أحبك وأعدك أن أملأ كل أيامنا حباً".

تاهت في عينيه ثانية ثم أراحت رأسها على صدره وهي تهمس بتبرم طفولي ـ" ألا يدرك الضيوف أن الحفل انتهى متأخراً"؟

ضحك لصوتها الطفولي ومسد شعرها بحنان قائلاً ـ"حبيبتي إنه يوم واحد فقط...سنغادر إلى الإسكندرية غداً إن شاء الله ولن يزعجنا أحد هناك".

ضحكت بدورها وهي تقول بصوت حالم ـ"آه...كم أعشق الإسكندرية، ومن المؤكد أن عشقي لها سيزداد معك".

عاد يدغدغها ثانية وهو يقول ـ"هيا إذاً يا عاشقة...فأنا أتضور جوعاً".

تلوت ثانية وهي تضحك قائلة ـ"هيا معي إذاً".

تركها وهو يعدل ياقة منامته قائلاً بلهجة سينمائية ـ"لقد اعتدت على تناول الإفطار في الفراش".

نهضت واقفة وجذبته من ذراعه وهي تمثل الصرامة قائلة ـ"لاااا...الرجال هنا لا يمثلون الدلال...هنا تقف معي في المطبخ وتساعدني".

نهض خلفها وهو يقول متبرماً ـ"ولكن (هالة) ت...".

قاطعته بنظرتها التي حار في تفسيرها وهي تقول ببرود كسا صوتها فجأة ـ"أنا (سمر)، ولست (هالة)".

تدارك نفسه سريعاً وهو يضمها إليه ويقبل رأسها قائلاً ـ"أسف حبيبتي...لم أقصد".

وكزته في كتفه بدلال ثم جذبته من كفه ثانية خارج الغرفة، وتبعها في هدوء إلى المطبخ ووقف عاقداً ذراعيه أمام صدره وهو يتابعها بعينيه وهي تفتح المبرد وتلتقط أطباقاً مغلفة من داخله قبل أن ترفع نظرها إليه قائلة ـ"حبيبي...لا تقف مكتوف الأيدي هكذا...هيا أشعل الموقد وساعدني في تسخين الطعام".

هز رأسه وهو يتقدم إلى داخل المطبخ ويتجه إلى الموقد قائلاً ـ"لم أسمع عن عريس يدخل المطبخ صبيحة زواجه".

التفتت إليه تتأمله للحظات ثم تناولت كفيه بين راحتيها قائلة بحزم ـ"حبيبي...ينبغي أن نضع قواعداً للتعامل في المنزل...كيفية المساعدة وتقسيم الأعمال بيننا".

رفع حاجبيه بدهشة حقيقية وهو يقول ـ"هل أنت جادة؟ لقد ظننتك تمزحين".

ضحكت وهي تتأمل دهشته قائلة ـ"ما سبب دهشتك هكذا؟ أنت طبيب وأنا طبيبة، أنت تعمل في مستشفى وأنا أيضاً...إذاً فكلانا يعود إلى المنزل مرهقاً، ولابد من التعاون سوياً في المنزل".

أذهله حديثها الواثق وكأنها أعدت لهذا الحديث عدته من قبل، خاصة حينما فتحت أحد أدراج المطبخ والتقطت منه دفتر ملاحظات وقلماً واتجهت بهما إلى طاولة تتوسط المطبخ وجلست أمامها قائلة ـ"هيا نتفق على هذه النقاط سوياً".

جلس أمامها على الطاولة وهو يقول بضيق ـ"حبيبتي...هذا الحديث لا يليق بأول أيام زواجنا...إنه شهر العسل...العسل يا(سمر) وليس الطبيخ والغسيل".

رفعت عينيها إليه وقد شعرت بنبرة الضيق في صوته وسمعته يتابع ـ"هذه القواعد والنقاط تستطيع الانتظار حتى نعود من الإسكندرية...ممكن"؟

مدت كفيها عبر الطاولة تحتضن أصابعه وهي تقول بابتسامة ودود ـ"طبعاً يا حبيبي...يالي من حمقاء لأعكر صفو يومك بهذا الطلب".

رفع كفيها يلثمهما بحب وقد اختفى شعوره بالضيق وهم بقول شيء ما حينما قاطعه صوت جرس الباب المفاجئ الذي افزع عروسه وجعله يمط شفتيه في تذمر قائلاً ـ"استغفر الله العظيم...لقد استيقظنا للتو يا جماعة...ألديهم كاميرا تصوير في الشقة أبلغتهم باستيقاظنا"؟

ضحكت وهي تتأمل تعبيرات وجهه المتبرمة ثم ما لبثت أن نهضت قائلة ـ"لا تغضب...سأفتح الباب و...".

قاطعها وهو يهب من مقعده ويمسكها من معصمها هاتفاً ـ"أجننت؟ كيف تفتحين الباب هكذا"؟

قالت بحرج ـ"حبيبي سأمر بغرفة النوم في طريقي وارتدي معطفاً حريرياً".

جذبها إليه وهو يقول في خبث ملوحاً بإصبعه في تحذير ـ"لا حريري ولا حتى صوف...أول قاعدة في البيت: ممنوع فتح الباب وأنت في لباس النوم".

وكزته في كتفه بدلال قائلة ـ"لقد ظننت أن القواعد ستنتظر عودتنا من الإسكندرية".

داعب طرف أنفها وهو يقول ـ"إلا هذه القاعدة...لا أحب أن يرى زوجتي غيري...هيا اذهبي وغيري ملابسك".

قبلت سبابتها ثم وضعتها على شفتيه قائلة بنفس الدلال ـ"ماشي كلام سي السيد".

قالتها واستدارت متجهة إلى غرفتهما، بينما عاد جرس الباب إلى الرنين ثانية فعدل منامته واتجه نحو الباب، ثم توقف أمام مرآه مجاورة ليتأكد من هندامه ويصفف شعره الناعم بأصابعه قبل أن يلتقط نفساً عميقاً ويفتح الباب.


*****************************

Msamo likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 06:03 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الدمعة الرابعة عشر


14-

اقترب (طارق) من باب الشقة وألقى نظرة سريعة عبر العين السحرية قبل أن يلتقط نفساً ثانياً ويرسم ابتسامة واسعة على وجهه وهو يفتح باب الشقة ليرى وجه والده وحماته وزوجها وابنيه الشابين، فقال بدهشة وهو يدعوهم إلى الدخول ـ"أهلاً وسهلاً...هل حضرتم معاً"؟


ضحك والده وهو يجيبه ـ"لقد التقينا على باب الشقة".


صافحته السيدة التي تشبهها زوجته وكأنها نسخة بالكربون قائلة ـ"صباحية مباركة يا عريس...هل أزعجناكم"؟


ضحك (طارق) وهو يفسح الطريق لهم قائلاً ـ"البيت بيتكم يا جماعة...تفضلوا بالدخول".


دلفت السيدة التي لم يتجاوز عمرها الخمسين عاماً، ولم تفقد جمالها بعد، وتبعها زوجها الذي لا يبدو مريحاً، وابناه اللذان جالا ببصريهما في أرجاء الشقة قبل أن يتخذا مقاعدهما في صدر الردهة وأعينهما لا تزال تجوب الشقة.


لم يعرهما (طارق) اهتماماً وهو يلتفت إلى والده وينحني ليقبل ظهر يده باحترام قائلاً ـ"نورت بيتي يا والدي".


ربت والده على ظهره بحنان قلما يظهره، وهو يقول ـ"بارك الله لك يا ولدي".


صحبه (طارق) إلى الداخل بعد أن أغلق الباب، وما أن التفت حتى راعه ما رأى.








إتسعت عيناه في دهشة وتصاعدت دماء الغضب في رأسه أمام هذا المشهد، حتى هيئ إليه أن دخاناً يتصاعد بالفعل من رأسه وأن الدماء ألقت بغشاوة على عينيه فأصبح ما حوله مصبوغاً بلونها.


فأمامه كانت عروسه مرتدية قميص نوم أحمر وعليه معطفاً شفافاً من نفس اللون، وقد تركت شعرها الناعم منسدلاً على كتفيها وزينت وجهها بمختلف مساحيق الزينة وهي تتجه مبتسمة لتحتضن والدتها في سعادة.


كان يشعر بأصوات التهنئة من والدة زوجته وزوجها وابنيه السخيفين وكأنها تأتي من بئر سحيق، لأن انتباهه كله كان مع تلك التي يلتهما بأنظارهما اثنان من غير محارمها.


وبالرغم من الغليان الذي يشعر به في عروقه، اتجه إلى زوجته وسحبها من ذراعها بابتسامة جاهد ليزرعها على وجهه وهو يقول لحماته ـ"عذراً يا جماعة...البيت بيتكم طبعاً. لو سمحتي يا(سمر)، أريدك دقيقة".


قالها وهو يجذبها خلفه إلى حجرتهما التي دخلها وسمح للقليل من غضبه بالظهور وهو يقول من بين أسنانه وقبضته تضغط على ذراعها ـ"ما هذا الذي ترتدين؟ ألم أحذرك منذ قليل؟ لقد منعتك أن تفتحي الباب فكيف تخرجين إليهم بقميص النوم؟"


أدهشها غضبه، الذي لم تر له مبرراً، وهي تقول بهدوء ـ"حبيبي، إنهم أهلي ووالدك...لا يوجد أغراب".


هتف بها وهو يحاول ألا يعلو صوته قائلاً ـ"والله؟ وماذا عن أبناء زوج أمك؟"


ارتفع حاجباها في دهشة قائلة ـ"(طارق) إنهم أخوتي وأصغر مني، لقد نشأنا معاً".


هتف بها من بين أسنانه ـ"كلا ليسا إخوتك...وليسا من محارمك حتى تخرجي إليهم بهذا الشكل. لقد كانا يلتهمانك بأنظارهما".


أدركت بذكائها الأنثوي أنه يغار عليها فلمست وجهه بأطراف أصابع يدها الحرة قائلة بدلال ـ"أتغار يا حبيبي؟"


أبعد أصابعها عن وجهه بغضب قائلاً ـ"الأمر لا علاقة له بالغيرة. إنها عاداتنا التي نشأنا عليها وتعاليم ديننا التي تصف الحياء بأنه شعبة من الإيمان. حتى (هالة) لا تزال تجلس أمامي بالحجاب أغلب الوقت رغم أنني زوجها".


لم يكد يذكر اسم زوجته الثانية أمامها حتى شعر بملامحها تتغير وهي ترمقه بنفس النظرة التي حار في تفسيرها في الصباح قبل أن تجذب ذراعها من قبضته في قوة وهي تقول من بين أسنانها ـ"أعتقد أنني أوضحت من قبل أنني (سمر)، ولا يهمني ماذا تفعل (هالة)".


شعر بالضيق الذي اعتراها وبالجو الذي بات مشحوناً بينهما، فتنهد في عمق وهو يخلل شعره بأصابعه قائلاً بكل الهدوء الذي وجده داخله ـ"حبيبتي...أنا رجل شرقي وأصولي ريفية، ولا أحب أن ينظر الأغراب إلى زوجتي. سميها غيرة أو تشدد أو حتى رجعية، لكني لا أحب أن يراك غيري...ممكن؟"


تنهدت هي الأخرى ولانت ملامحها ونظرتها العدائية وهي تقول بهدوء تشوبه السخريةـ"أمر سي السيد...خزانة الملابس أمامك...اختر ما تريدني أن أرتديه".


منحها ابتسامة عذبة وهو يطبع قبلة سريعة على طرف أنفها المستقيم قائلاً ـ"لا لن أختر لك، فأنا أثق فيك وفي رجاحة عقلك. سأخرج إليهم ريثما تبدلين ملابسك".


قالها والتفت يغادر الحجرة قبل أن يستدير إليها ثانية ويباغتها بدغدغتها قائلا بجدية مفتعلة ـ"ثم أين كان هذا القميص بالأمس؟"


ضحكت من دغدغته قائلة ـ"خلاص تبت إلى الله...لن أرتديه لغيرك".


قبل جبهتها بحب قائلاً ـ"لا هو ولا غيره...هيا لا تتأخري".


منحته ابتسامة سريعة وهو يخرج قبل أن تلتفت إلى خزانة الملابس وتقف واضعة كفاها حول خصرها، وهي تتأمل ملابسها في حيرة قائلة بسخط ـ"يا ربي...أين كان هذا الوجه الرجعي من قبل؟"



*********************************

Msamo likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 06:05 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الدمعة الخامسة عشر


15 -

وقف (طارق) في شرفة غرفته بالفندق في الإسكندرية والتقط نفساً عميقاً من هواء البحر المنعش أمامه قرب منتصف الليل وتأمله قليلاً، ثم أخرج هاتفه الجوال من جيبه وضغط أحد أزراره وإنتظر قليلاً ليسمع من الطرف الآخر صوت (هالة) الهادئ تقول بابتسامة واضحة في صوتها ـ"أهلا بالعريس. كيف حالك وكيف العروس؟"

أبتسم وهو يجيبها قائلاً ـ"بخير والحمد لله. أنت كيف حالك وكيف حال أمي والأولاد؟"

أجابته بنفس الرقة قائلة ـ"نحن بخير والحمد لله. لكن القبيلة بأسرها نيام. حتى أنا كنت في طريقي إلى النوم".

منحها ضحكة خافتة وهو يقول ـ"أسف على إزعاجك إذاً...لقد أردت فقط أن أشكرك وأدعو لك الله أن يحميك ويبارك لك في صحتك وأطفالك...لقد كنت سبباً في سعادتي يا (هالة) ولن أفيك حقك يوماً".

شعرت بغصة من كلماته، لكنها سرعان ما تنحنحت لتجيبه بهدوء ـ"أنت تستحق كل خير يا (طارق)، وكذلك (سمر). حافظ عليها لأن أمثالها قلة في هذا العالم".

سرت قشعريرة باردة في جسده حينما سمع جملتها الأخيرة، فقال لينهي المكالمة ـ"وأمثالك أيضاً يا (هالة). انتبهي لنفسك والأولاد. تصبحين على خير".

لم يكد يسمع ردها حتى أنهى المكالمة وزفر في عمق وظل يطالع البحر للحظات قبل أن يلتفت ليعود إلى الغرفة. ولكنه أجفل بمجرد أن التفت،
إذ وجد (سمر) واقفة على باب الشرفة ساندة كتفها على حافته وعاقدة ذراعيها أمامها وفي عينيها نفس النظرة الباردة المحيرة فقال بدهشة ـ"(سمر)؟ منذ متى وأنت هنا؟"

قالت بنبرة ساخرة ـ"منذ كنت تتسول على باب الحسين".

ثم قالت تقلده "لقد اتصلت كي أدعو لك الله أن يحميك ويبارك لك في صحتك وأطفالك". وعاد صوتها إلى نبرته الغاضبة وهي تقول ـ"تتصل بضرتي وأنا معك في شهر العسل؟"

قالتها والتفتت غاضبة لتدخل إلى غرفتهما، فلحقها (طارق) وأمسك بذراعها يوقفها قائلاً بابتسامة واسعة ـ"سأتغاضى عن سخريتك والإهانة التي تلفظت بها قبل قليل لعلمي أنك تغارين".

حاولت أن تجذب ذراعها من قبضته وهي تقول بضيق ـ"ابتعد عني، فأنا لا أغار عليك".

شدد قبضته على ذراعها وقربها منه وقال وهو يغوص في عينيها بحب ـ"بل تغارين ولهذا ضايقك اتصالي ب(هالة)".

أشاحت بوجهها هرباً من نظرات عينيه فأدار وجهها إليه وداعب شعرها قائلاً بنفس الابتسامة ـ"حبيبتي...أنت وحدك زوجتي. وأنا لم أتصل بهم منذ زواجنا الأسبوع الماضي. فقط أردت الاطمئنان على الأولاد".

مطت شفتيها قائلة ـ"فلماذا لم تتصل مبكراً لتكلم أبناء أخيك؟ لقد اتصلت متأخراً حتى ترد هي عليك".

ضحك منها وقبل جبهتها قائلاً ـ"والله لم أتعمد ذلك...فنحن نخرج كل يوم ونعود متأخراً، واليوم عدنا مبكراً عن كل ليلة، فاتصلت بهم وأنت تغيرين ملابسك".

ثم قرص وجنتها بخفة قائلاً ـ"ثم هل تنكرين أن (هالة) هي السبب في إقناع والدي بزواجنا؟ أنت أقنعتني بالزواج منها لصالح أبناء (حازم) رحمه الله، وهي ساعدتنا بالزواج. أقسم لك أن (هالة) مثل البلسم، وأثق أنك ستحبينها حينما ترينها".

هزت كتفيها كالأطفال وزادت في مط شفتيها كطفلة يحاول والدها إرضاؤها دون جدوى، فقال وهو يقرص وجنتيها مشاكساً ـ"هيا أريني ضحكتك وإلا دغدغتك".

ضحكت لمجرد تخيله وهو يدغدغها كالمعتاد كلما أراد منها شيئاً، ثم رفعت سبابتها محذرة وهي تقول ـ"سأسامحك هذه المرة فقط. لكني لا أعرف ماذا سأفعل في المرة القادمة".

ضحك ثانية وهو يقبل وجنتها في الموقع الذي قرصه قائلاً ـ"توبة يا حبيبتي...لن أضايقك ثانية".




أما (هالة)، فما أن أنهى (طارق) الاتصال حتى تنهدت في عمق واحتضنت هاتفها في هدوء وهي تنظر إلى موضع نوم زوجها على الفراش.

زوجها الصوري الذي يعتبرها أخته، واتصل بها من جوار عروسه ليبلغها مدى امتنانه لها وسعادته بهذه الزيجة...
الزيجة التي ساعدته في إتمامها وهي لا تدري هل ستسعد هي الأخرى أم لا.


كانت مشاعرها مضطربة،
فهي ليست حزينة لزواجه،
ولكنها ليست سعيدة أيضاً.
لقد تزوجته مرغمة، وهو كذلك،
لكن ابتعاده عنها منذ الزواج صدمها،
وزادت صدمتها باعترافه لها بحبه لزميلته.


كانت كلماته في ذلك اليوم لا تزال تدوي في أذنيها وهو يعترف بأن حبيبته اشترطت أن يكون زواجه من أرملة شقيقه صورياً.
مزقها اعترافه في هذا اليوم، ودمر حلمها الوليد في أن يكون هذا الزوج بحنانه وتفهمه عوضاً لها عن زوجها السابق...عن شقيقه.


هزت رأسها في عنف وكأنها تنفض عنه أفكاره ونهرت قلبها على هذه المشاعر التي وجدتها مشاعر ماجنة وفاسقة...
لقد أعلنت لحميها من قبل أنها لن تقبل الزواج بعد (حازم) رحمه الله، بل وتزوجت شقيقه مرغمة لحماية أطفالها. وقد أتتها الفرصة لتفي بما قالت من قبل، فلماذا تضيعها؟
ثم مسحت بقوة دمعة متمردة تسللت من عينيها وهي تتذكر نصيحة أمها بأن تحول (طارق) إلى أخ أو صديق، بدلاً من أن تعلق نفسها بأوهام واهية.

نعم...(طارق) مجرد صديق، ولن يتحول إلى أي خانة أخرى.


************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 06:07 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الدمعة السادسة عشر


16 -

فتح (طارق) باب المبرد في ضجر بحثاً عن طعام الغذاء، لكنه لم يجد سوى قارورة مياه نصف ممتلئة وبعض الأطباق الصغيرة التي تحوي جبناً وزيتوناً، وزجاجة حليب شارفت على الإنتهاء، فمط شفتيه وأخرج غضبه في باب المبرد الذي دفعه بعنف هز المبرد بقوة. ثم التفت إلى الموقد الذي لم يجد فوقه أي أواني طهي، ففتح باب الفرن عله يحوي طعام الغذاء الذي طهته زوجته المصون. ولكن بحثه باء بالفشل للمرة الثانية فزفر في قوة وهو يهتف بغيظ من بين أسنانه ـ"حسبي الله ونعم الوكيل...أين ذهبت هذه المجنونة دون أن تطبخ طعام الغذاء"؟

قالها وهو يضغط أزرار هاتفه الجوال ليطلب (سمر) للمرة العاشرة منذ عودته من المستشفى ليسمع نفس الرسالة التي زادت من عصبيته "الهاتف الذي طلبته غير متاح حالياً، من فضلك حاول الاتصال في وقت لاحقThe mobile you…"

لم يمنح السيدة الإلكترونية الفرصة لإتمام رسالتها باللغة الإنجليزية لأنه أنهى المكالمة والشرر يتطاير من عينيه، قبل أن يلقي الهاتف بعيداُ ليسقط على أريكة الأنتريه.

ظل يدور قليلاً في أرجاء الشقة ثم ما لبث أن جلس متحفزاً على مقعد الأنتريه المواجه لباب الشقة في إنتظار عودة زوجته.

وبعد ساعة أخرى من الانتظار_ مرت عليه كالدهر_ سمع صوت المفتاح يدور في الباب، فرفع عينيه في بطء ليرى زوجته تدخل في هدوء ولا يبدو عليها أي انزعاج من التأخير، وابتدرته بقولها ـ"حبيبي...متى عدت"؟

أجابها من بين أسنانه قائلاً ـ"منذ ساعتين...أين كنت؟ لقد طلبتك عند والدتك وأخبرتني أنها لم ترك منذ يومين".

قالت بلامبالاة وكأنها لم تسمعه ـ"عظيم...هل أعددت لنا الغذاء؟ إنني أتضور جوعاً".

إتسعت عيناه وعاد الشرر يتطاير منهما وهو يهتف بها ـ"ماذا؟ أنا الذي أعد الغذاء؟ وأين كنت منذ الظهيرة؟ لماذا لم تعديه مسبقاً مثل باقي الزوجات العاملات"؟

اقتربت وهي تجيبه ببرود أغاظه ـ"ألم نتفق من قبل على تقسيم المهام المنزلية بيننا؟ وما دمت أتيت قبلي فلماذا لم تجهز كيساً من المكرونة وتخرج أي كيس لحم أو دجاج من المجمد"؟

استشاط غضباً وهو يهتف دون وعي ـ"هل تمزحين؟ جراح لم ينم طول الليل بسبب جراحة معقدة وظل في المستشفى حتى الثانية ظهراً دون راحة وعاد إلى منزله يتوق إلى وجبة ساخنة وفراش وثير لكنه لم يجد زوجته ولا أي شيء يؤكل في المنزل، وفي النهاية تسأليني لماذا لم أجهز مكرونة"؟

فتحت فمها لتجيبه لكنه لم يمنحها الفرصة وهو يهتف ثانية ـ"وأين كنت طيلة هذه المدة منذ خروجك من المستشفى؟ ولماذا أغلقت هاتفك الجوال"؟

شعرت بمدى غضبه وحاولت تلطيف الأمر وهي تقترب قائلة بابتسامة مدروسة ـ"لقد انتهى شحن الجوال فجأة، وظننت انك اليوم ستذهب إلى (هالة)، فتأخرت بعد المستشفى".

ضرب كفيه بدهشة قائلاً ـ"سبحان الله. اسم (هالة) أصبح يجري على لسانك دون سخط. راجعي أيام الأسبوع يا دكتورة وسترين أن اليوم عندك أنت".

ثم عاد يسألها وهو يضيق عينيه ـ"لم تجيبي..أين تأخرت"؟

أجابته بتردد ـ"ك..كنت في الجيم".

اقترب منها وقال دون استيعاب ـ"أعيديها على مسامعي ثانية...يبدو أن السمع خانني و..".

قاطعته وهي تقول في سرعة ـ"كنت في الجيم يا (طارق)...صالة الأيروبيكس".

إتسعت عيناه في دهشة حقيقية وهو يتفحص جسمها بعينيه قائلاً ـ"أيروبيكس هكذا فجأة؟ ودون استشارتي"؟

هزت كتفيها قائلة ـ"إنها المرة الأولى اليوم..أردت أن أجرب قبل أن أقرر الإشتراك في هذا النادي الصحي".

عقد ذراعيه أمام صدره وهو يسألها بتهكم ـ"وهل راقك النادي الصحي"؟

لمعت عيناها وهي تجيبه في حماس قائلة ـ"إلى ابعد مدى...المدربة نشيطة للغاية والأجهزة الرياضية حديثة والجا..."

قاطعها قائلاً ببرود ـ"وماذا عن طفلك"؟

أجفلت للحظة وتراجعت برأسها إلى الخلف قبل أن تسأله بصوت مبحوح ـ"أي طفل"؟

أجابها بنفس البرود وهو يقترب من وجهها حتى التحمت أنفاسهماـ"طفلنا...ألم يحن وقته بعد"؟

ارتبكت من سؤاله ونظراته وهي تقول ـ"كل شيء بأوان. فلماذا العجلة"؟

تأملها قليلاً قبل أن يقول بغيظ ـ"عجلة؟ بعد ستة أشهر زواج وتسمينها عجلة؟ ثم أنى للطفل أن يأتي وأمه تمارس الأيروبيكس في النادي الصحي؟ بل قولي أنى له أن يأتي وأمه لا تهتم بأبيه"؟

إتسعت عيناها وهمت بالدفاع عن نفسها لكنه لم يمنحها الفرصة وهو يهتف بها ـ"طلبت مني المساعدة في شؤون المنزل ووافقت، أهملت المطبخ وصرنا نأكل من المطاعم كالعزاب وصمتت، تراكمت ملابسي المتسخة وغسلتها بنفسي ولم أعترض...كل هذا وأنت ماذا تفعلين؟ بالله عليك أخبريني ما الذي تفعلينه في هذا البيت سوى النوم ومشاهدة التلفاز...حتى لا أراك تفتحين مرجعاً لرسالة الماجستير. أخبريني بشيء واحد يبرر انشغالك عن بيتك وزوجك أو يبرر ذهابك إلى الجيم بدلاً من الاهتمام بي".

اختنق صوتها بالعبرات وهي تقول بصوت أجش ـ"أنا...".

قاطعها بنفس الغضب قائلاً ـ"أنت ماذا؟ ماذا ينقصك عن (هالة)؟ تعمل مثلك، بل وأكثر منك في المدرسة ومع الأولاد، ورغم ذلك فبيتها مرتب طوال الوقت، ولم تتأخر يوماً عن موعد الغذاء، ولم أبحث عن ملابسي يوماً أو أطلب منها كي قميص أو خياطة زر...كل شيء مرتب وكأنني شغلها الشاغل. حتى مع أولادها...لا ينقصهم شيء وكأنهم كل عالمها. أما زوجتي التي حاربت من أجلها فتهملني، بل ولا تأبه حتى بإنجاب طفل لي يشغل فراغها".

لم تستطع تحمل كلماته الجارحة أكثر من ذلك فهتفت به بألم ـ"كفى..كفى. كل شيء (هالة) (هالة). لماذا لا تقدر مشاعري؟ لماذا تصر على أن تشعرني بالعجز مقارنة بها؟ قلت لك ألف مرة أنا غيرها، ولا تقارنني بها. وما ينطبق عليها لا ينطبق علي، وأنت وافقت على ذلك منذ البداية. فلماذا التجريح"؟

وبأصابع مرتجفة مسحت دمعة خانتها وسالت على وجهها الملتهب من الغضب وإستدارت بعيداً عنه وهي تقول ـ"من فضلك يا (طارق)...اتركني وحدي الآن كيلا نجرح بعضنا أكثر من ذلك".

لم ير دموعها، لذا لم يشعر بأي تعاطف نحوها وهو يتجه نحو غرفتهما في صمت ليلتقط سترته الصوفية وسلسلة مفاتيحه في سرعة ويتجه إلى باب الشقة قائلاً ـ"هذا أفضل".

وصفق الباب خلفه في عنف تاركاً إياها غارقة في دموع لم ترده أن يراها.


************************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 06:09 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الدمعة السابعة عشر


17 -

جلس الطفلان حول جدهما يستمعان إلى حكاياته عن والدهما الراحل وعن عمهما(طارق) حينما كانا صغاراً والضحكات تتعالى مع كل موقف طريف يحكيه الجد الذي سألهما فجأة في دهاء ـ"أين عمكما(طارق) اليوم؟ لم أره منذ حضوري."

انبرى الصغير(هاني)يقول في طلاقةـ"بابا(طارق) في المستشفى, إنه يبيت فيها ثلاثة أيام وهنا أربعة أيام وقبل أن ننام نلقي عليه تحية المساء على هاتفه المحمول."

رفع الجد عينيه إلى زوجة ابنه وأمها الجالستين أمامه وهو يقول بتهكم ـ"هكذا؟! لقد ظننا أن المدير الجديد سيعطينا ما نريد مادام لا عذر له ولكن بعد ستة أشهر!! لابد وان هناك سراً ما."

أدركت(هالة)ما يرمي إليه حماها فأشارت بحزم إلى ابنيها قائلة ـ"(هيثم), (هاني), لم تنتهيا من واجباتكما المدرسية بعد. اذهبا وأنهياها قبل العشاء."

نهض الطفلان في تذمر قبل أن يقول(هيثم) لجده بتوسل ـ"عدني بألا تنصرف يا جدي قبل أن أنهي واجباتي المدرسية. لم يتبق الكثير منها على أي حال."

قبل جده وجنته قائلاً بحنان ـ"أعدك يا حبيبي."

حينها انصرف كلاهما إلى غرفته في سرعة, والتفتت(هالة) إلى حميها قائلة ـ"الأولاد لا يعلمون بموضوع زواج(طارق), ولا يجب أن نتحدث عنه أمامهما."

قال الرجل في ضيق ـ"لقد كانت حجته معك هي أنك أخت له, وعندما قال أنه يحب(سمر) هذه وأصرّ كلاكما على هذه الزيجة وافقت على أمل رؤية أبنائه, لكنهما حتى الآن لم يعلنا عن قرب قدوم وليّ العهد المنتظر."

تبادلت(هالة)نظرة سريعة حائرة مع أمها قبل أن تقول ـ"دعهما يستمتعان بحياتهما سوياً قبل أن يدخلا دوامة إنجاب الأطفال, كما أن(طارق) يعد الترتيبات النهائية لمناقشة رسالة الدكتوراه و(سمر) على وشك مناقشة الماجستير, بعدها لن يكون لديهما أية أعذار لتأجيل الإنجاب."

هتف في غيظ واضح ـ"من يقول أن الماجستير والدكتوراه أهم من إنجاب الأطفال؟"

قالت(هالة) بدبلوماسية ـ"يا عماه, ’ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه‘, كما أنه ليس من العدل أن يضيع كلاهما مستقبله من أجل إنجاب طفل, وفي النهاية هذه حياتهما الخاصة ولا دخل لنا فيها."

ورغم منطقية حديثها لم يقتنع حموها الذي جلس قليلاً حتى موعد العشاء كما وعد حفيديه، ثم غادر المنزل قبل أن يصل(طارق) الذي تأخر حتى بعد منتصف الليل.



ولدهشة(هالة) فقد سألها(طارق) في عصبية عن سبب زيارة والده, فقالت في حيرة ـ"(طارق)! إنه بيت ابنه وله مطلق الحرية في زيارته في أي وقت شاء, ولا أرى سبباً لعصبيتك تلك."

ألقى بسترته الصوفية بعيداً في ضيق وجلس على حافة الفراش واضعاً وجهه بين كفيه في صمت, فاقتربت(هالة) منه في هدوء وربتت على كتفه في حنان قائلة ـ"ماذا بك يا(طارق)؟ لقد ازدادت عصبيتك في الآونة الأخيرة, إنك لم تعد حتى تجلس مع الأولاد كعادتك."

زفر في ضيق وخلل شعره بأصابعه قائلاً بتوتر ـ"لا شيء, إنها بعض المشاكل بالمستشفى."

جلست إلى جواره وهي تقول بتعاطف ـ"أنا لم أعرفك بالأمس فقط, بإمكاني معرفة ما بداخلك من نظرة عينيك ونبرة صوتك. أخبرني بما يضايقك كما اعتدت دوماً. ألسنا صديقين؟"

حوّل بصره إلى عكس اتجاه جلوسها قائلاً ـ"صدقيني, إنها مشاكل خاصة بالعمل."

أدارت وجهه إليها قائلة بابتسامة حنون ـ"ولماذا تدير وجهك؟ كي لا أعرف الحقيقة من عينيك؟"

خفض عينيه في سرعة حينما التقتا عيني(هالة) التي التقطت نفساً عميقاً قبل أن تقول بهدوء ـ"(طارق), أصدقني القول, هل سأمت(سمر) وضعنا الحالي؟ لأنها لو فعلت فلن ألومها فـ..."

قاطعها(طارق) وهو يرفع كفه قائلاً في سرعة ـ"كلا, أقسم لك أنها لم تفعل, إنها تتفهم الوضع تماماً."

تناولت كفه بين راحتيها قائلة في حيرة ـ"إذاً ما الأمر؟ لماذا تبدو حائراً هكذا؟ أخرج ما بداخلك كي ترتاح."

زفر في قوة قائلاً بضيق ـ"اُخرج ماذا أو ماذا؟ إن بداخلي أطناناً من الهموم, فعن أي هم تريدين التحدث؟"

عقدت حاجبيها قائلة ـ"أطناناً من الهموم؟ وتحملها وحدك؟ وما أهميتي إذاً إن لم أقف بجانبك حتى تتخلص منها؟ على الأقل أخبرني بما تريد قوله ويكفي لإراحتك في الوقت الحالي."

تنهد في عمق قبل أن يحسم أمره قائلاً بحنق ـ"إنه أبي, مازال يواصل التدخل في حياتي حتى أحالها جحيماً."

سألته على استحياء ـ"أتعني بشأن الإنجاب؟"

التفت إليها في سرعة قائلاً ـ"كيف عرفت؟"

ازدردت لعابها وأشارت بطرف عينها إلى الخارج قائلة ـ"لقد أشار إلى هذا الموضوع ضمن حديثه."

سألها في حدة ـ"وماذا قال؟"

هزت كتفيها قائلة ـ"لا شيء محدد, لقد أشار فقط إلى رغبته في رؤية أبنائك. هذا كل ما قاله."

سألها ثانية ـ"وماذا قلت له؟"

أشاحت بكفها قائلة ـ" قلت أن هذه حياتكما وليس لنا دخل فيها, وأنكما مشغولان بالانتهاء من تحضير رسائلكما العلمية."

ضحك بسخرية قائلاً ـ"رسائلنا العلمية؟ أراهنك على أنني لن أنهي الدكتوراه قبل تخرج(هند) من الجامعة."

شهقت في لوعة قائلة باستنكارـ"لماذا تتحدث هكذا؟ لم أرك يائساً من قبل. هل ضايقتك أنا أو الأولاد في أي شيء؟"

هز رأسه نفياً وهو يجيبها في سرعة ـ"كلا بالطبع, فأنت والأولاد أجمل ما في حياتي. وعلى عكس ما يتوقع البعض, أنا أشعر بالراحة هنا معكم أكثر من بيتي مع(سمر). تخيلي أنها تثور لأتفه الأسباب، بل وتثير أعصابي معها؟"

قالت بهدوء ـ"لابد وأن لديها عذراً لذلك."

قال بتهكم ـ"عذر؟ أي عذر هذا الذي يجعلها تهمل بيتها وزوجها؟ أنا لا آكل طعاماً منزلياً إلا هنا لأنها تعود من المستشفى مرهقة ولا تقوى على الوقوف أمام الموقد. لا أنكر أنها طهت لي أكثر من مرة, لكن تقريباً مرة كل شهر."

ثم تابع بضيق ـ"ناهيك عن الاهتمام بالمنزل أو حتى بملابسي, فالملابس إما متسخة أو بحاجة إلى كيّ, وهي مشغولة بشيء لا أعرفه. وعندما واجهتها قائلاً أنك أنت الأخرى تعملين ومسئولة عن ثلاثة أطفال ومع ذلك لا تهملين بيتك, ثارت وغضبت."

شعرت(هالة) بحرج بالغ وهي تقول ـ"المرأة بطبعها لا تحب مقارنتها بأخرى أياً كانت. ولا تنس أنها تقيم وحدها بينما أمي معي تساعدني."

أشاح بيده قائلاً ـ"هذا ما حدث, تركت لها الشقة وظللت أدور بسيارتي حتى شعرت بتثاقل أجفاني من الإرهاق، فأتيت إلى هنا."

عقدت حاجبيها قائلة باستنكارـ"أتعني أنكما تشاجرتما اليوم؟ هيا قم حادثها في الهاتف واعتذر لها."

التفت إليها باستنكار أشد قائلاً ـ"أعتذر لها؟"

قالت بابتسامة عريضة ولهجة آمرة ـ"نعم تعتذر لها ولا تتركها تنم وهي حزينة. هل نسيت كم ضحّت من أجلك وأجلي؟ هيا هاتفها ولن أقبل أي حجج بالرفض."

قال بتخاذل ـ"لقد تركتني دون طعام، بل وأطارت النوم من عيني وأنا لم أنم منذ يومين، و...".

قاطعته ملوحة بسبابتها في تهديد قائلة ـ"هاتفها ريثما أعد لك ما تأكله...هيا وإلا تركتك أنا الأخرى دون طعام، وأنا أدري جيداً أنك لن تنم على معدة خاوية"


ولم تتركه إلى المطبخ قبل أن تسمع ضحكته الصافية تنتقل عبر أسلاك الهاتف إلى أذني(سمر).


**********************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 06:17 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الدمعة الثامنة عشر



18-

جلست(سمر) بتململ إلى جوار زوجها الذي ركز انتباهه في قيادة السيارة وسط ازدحام المرور الذي يميز القاهرة خاصة في وقت الذروة. وعندما طال وقوفهما في إحدى إشارات المرور المزدحمة زفرت في تأفف وفتحت حقيبتها تلتقط طلاء شفاه لامع ثم أدارت مرآة السيارة إليها لتعيد طلاء شفتيها الرقيقتين بلون وردي جميل قبل أن تمط شفتيها في ملل وهي تعدل من تسريحة شعرها الجديدة بعد أن صبغته إلى اللون الذهبي وقصته حتى كتفيها قائلة ـ"ألن تفتح هذه الإشارة اليوم؟ إننا هنا منذ ربع الساعة."

مد(طارق) يده ليعدّل وضع المرآة قائلاً برصانته المعهودة ـ"منذ أربع دقائق فقط يا زوجتي العزيزة."

التفتت إليه عاقدة حاجبيها في صمت ثم ما لبثت أن عقدت ساعديها أمام صدرها وعادت ببصرها إلى الطريق قائلة ـ"إنها مدة طويلة على أي حال."

هز(طارق) رأسه دون أن ينبس بشيء وواصل قيادته الهادئة حتى خرج من الزحام إلى طريق واسع أتاح له الحديث في حرية فقال بلهجة تحمل بعض الضيق ـ"ألم نتفق على تخفيف مساحيق الزينة؟"

إلتفتت إليه في دهشة قائلة ـ"هل أنت جاد؟ فجأة أصبحت مساحيق الزينة سيئة؟"

ضغط بوق السيارة محذراً لشخص كان يهم بعبور الطريق، ثم أجابها وعيناه على الطريق ـ"وهل مزحت بشأنه يوماً؟ لقد طلبت منك أكثر من مرة أن تخففي مساحيق الزينة خارج المنزل، وقلت لك إنني أحبك طبيعية دون زينة على الإطلاق".

جادلته بعناد قائلة ـ"وقلت لك إنك أحببتني وأنا أضع هذه المساحيق، وإنني أضعها حتى أظل جميلة في عينيك".

إلتقط كفها يقبله قائلاً بدبلوماسية ـ"أنت جميلة دوماً في عيني...ولا أريد لغيري أن يتمتع بهذا الجمال. أيرضيك أن يتمتع غيري بالنظر إليك؟"

داعبت كفه بدلال قائلة ـ"أيرضيك أن يُقال إن زوجة الدكتور (طارق) غير أنيقة أو غير جميلة؟"

أدار مقود السيارة إلى أقصى اليمين قبل أن يقف أمام منزلهما ويلتفت إليها قائلاً بهدوء ـ"ومن قال إن الجمال في مساحيق التجميل؟ ومن قال إنني أريد للآخرين أن يروا جمالك؟"

مطت شفتيها بشكل طفولي وأشاحت بوجهها بعيداً وهي تقول ـ"لم يبق إلا أن تطالبني بإرتداء النقاب".

أدار وجهها إليه وقال بابتسامة عذبة ـ"ليتك توافقين".

إتسعت عيناها في ذعر وعادت تشيح بوجهها بعيداً وتفتح باب السيارة وتنزل في سرعة متجهة إلى بوابة المنزل، فتبعها وهو يضحك من رد فعلها على قوله.

صعد إلى شقتهما ليجدها تجلس على الأريكة المواجهة للباب واضعة ساق فوق ساق وتهزهما بعصبية.
اقترب منها مبتسماً وقال ـ"ما سر هذه العصبية يا حبيبتي؟ كل هذا لأنني طالبتك بتخفيف مساحيق الزينة؟"

التفتت إليه بحدة قائلة ـ"بل لأنك تريدني أن أختفي خلف النقاب".

ضحك وأمسك خديها يمطهما كالأطفال قائلاً ـ"أنا لم أقل ذلك..أنت اقترحت وأنا وافقت على اقتراحك".

أزاحت يديه عن وجهها وقالت بضيق طفولي ـ"قلت ياليت...إذاً تفكر في ذلك".

داعب بأنامله آثار أصابعه على بشرتها البيضاء وهو يهمس ـ"حبيبتي كنت أداعبك...وعموماً لن أطلب منك سوى ارتداء الحجاب وعدم إستخدام مساحيق الزينة خارج المنزل".

عادت تلتفت إليه وعيناها تحملان غضباً لم يره من قبل وهي تهتف ـ"(طارق) من فضلك لا تجبرني على أمر لا أريده، ولا تحاول أن تجعلني مثل (هالة)".

رفع حاجبيه في دهشة حقيقية من انفعالها الغريب قبل أن ينهض قائلاً بحنق ـ"الأمر لا علاقة له ب (هالة) لأنه ليس طلبي أنا...إنه تكليف سماوي لك..وإذا كنت ترفضين فرض الله فأنت حرة وستحاسبين عليه وحدك".

قالها وإتجه إلى غرفته في ضيق واضح ورمى سترته على أحد المقاعد قبل أن يتمدد على طرف الفراش ويسند رأسه على كفيه المعقودين...





يحبها نعم...وعرفها سافرة ومتبرجة
لكنه يريد ألا يشاركه أحد النظر إليها
لم ينس بعد منظرها صبيحة يوم زفافهما وهي ترتدي قميص النوم الأحمر، وكيف ثارت الدماء في عروقه حينما رآها كذلك وشعر بأعين الغرباء تأكلها دون حياء
وفي كل مرة يراها في العمل ويشم عطرها عن بعد ويلمح إعجاب المرضى بجمالها وأناقتها ويسمع حديثهم عنها يشعر بنيران الغيرة تحرق صدره
أو ربما هي نيران النخوة
أياً كانت دوافعه...فهو لا يريد لزوجته أن تصبح مشاعاً هكذا
ولا يريد أن يُحاسب أمام الله على ما تفعله
لماذا لا تفعل مثل (هالة)؟
لماذا لا ترتدي الحجاب مثلها وتحتفظ بأناقتها أيضاً؟
(هالة)؟؟؟
مثال الزوجة الأنيقة المحتشمة
بل مثال المرأة المسلمة
يالحظ (حازم) بها
وليت.....





قطع تأملاته صوت (سمر) التي تقدمت منه بهدوء وجلست على طرف الفراش إلى جواره قبل أن تهمس بأسف وهي تلمس ذراعه ـ"آسفة على انفعالي يا حبيبي...لم أقصد أن أرفع صوتي".

منحها نظرة خاوية وكأنه لا يراها، فاستدركت قائلة بحرج ـ"لقد شعرت للحظة أن شكلي الجديد لا يروقك، رغم أنني عدلته خصيصاً من أجلك".

تأمل للحظات شعرها الذهبي المصبوغ وتسريحته الجديدة والعدسات الخضراء التي تغطي لون عينيها الطبيعي..




كانت أكثر جمالاً ولا ينكر ذلك
ولكنها ليست طبيعية
وهو يحبها طبيعية



يحبها حينما تستيقظ من نومها وتفرك عينيها كالأطفال قبل أن تفتحهما
يحبها وشعرها مبعثر بلا نظام حول وجهها البريء
ولكن أين هي الآن من تلك البراءة؟؟؟



تأملها للحظات ثانية قبل أن يقول بهدوء ـ"ها أنت ذا قلتها...عدلته من أجلي...ولكن الآخرين يرونك أيضاً..فما الفائدة إذاً؟ أنا لا أستطيع أن أمنع مرضاك أو زملاءنا من النظر إليك."

ضحكت بدلال قائلة ـ"حبيبي أنا طبيبة عيون...وأغلب مرضاي يرتدون النظارات الطبية..لا تخف. لن يغازلونني".

قال بحنق ـ"بعضهم يأتي خصيصاً ليرى الطبيبة الفاتنة، وأنا لا أحب ذلك".

مطت شفتيها كالأطفال وهي تقول بتبرم ـ"قل إنك لا تحب النيو لوك".

ضحك بخفوت على ملامحها وتبرمها واقترب منها قائلاً ـ"نيو لوك؟ أشعر أنني مع نجمة سينما".

أشاحت بكفها في ضيق ونهضت مبتعدة عنه، ولكنها ما أن وصلت إلى باب الغرفة حتى شعرت بألم شديد في أمعائها جعلها تنحني إلى الأمام وهي تضع كفها على معدتها في ألم وتتأوه بصوت خافت.

لم يكن يتابعها ببصره حينما قامت من جانبه، وإنما كان يقلب أزرار هاتفه الجوال في ضيق.
لكن آهتها الخفيضة خرقت مسامعه وهزت شغاف قلبه وكأنها صرخة مدوية، فانتبه إليها وهرع ليحيطها بذراعيه من الخلف هامساً بهلع ـ"حبيبتي ماذا بك؟"

تأوهت ثانية وهي تشدد قبضتها على معدتها في ألم قائلة ـ"مغص غبي أقاومه منذ الصباح..والأسوأ أنه يسبب لي غثياناً".

تهللت أساريره وهو يديرها لتواجهه هاتفاً بسعادة ـ"حامل؟"


لم يكن يتابعها ببصره حينما قامت من جانبه، وإنما كان يقلب أزرار هاتفه الجوال في ضيق.
لكن آهتها الخفيضة خرقت مسامعه وهزت شغاف قلبه وكأنها صرخة مدوية، فانتبه إليها وهرع ليحيطها بذراعيه من الخلف هامساً بهلع ـ"حبيبتي ماذا بك؟"



تأوهت ثانية وهي تشدد قبضتها على معدتها في ألم قائلة ـ"مغص غبي أقاومه منذ الصباح..والأسوأ أنه يسبب لي غثياناً".


تهللت أساريره وهو يديرها لتواجهه هاتفاً بسعادة ـ"حامل؟"


رفعت عينيها إليه بحدة وهي تقول بضيق ـ"(طارق)..ما دخل المغص بالحمل؟ لقد أصبت ببرد في المعدة، هذا كل ما في الأمر".


إحتوى وجهها بين راحتيه هامساً وهو لا يخفي سعادته بحملها المرتقب ـ"وقد يكون حدسي صحيحاً و...".



قاطعته وهي تبتعد بوجهها عنه وتتجه إلى أقرب مقعد لتجلس عليه وتنحني لتحتضن معدتها بذراعيها المتشابكين دون أن تنبس ببنت شفه.
أدهشه رد فعلها فاقترب منها وانحنى على ركبتيه أمامها ورفع وجهها إليه ليسألها بقلق حقيقي ـ"(سمر) ماذا بك؟"



تضاعفت دهشته حينما تحركت فجأة لتدفن وجهها في كتفه وتحيط عنقه بذراعيها وهي لا تزال على صمتها، فأحاطها بذراعيه بدوره وهو يشعر بارتجافتها الخفيفة التي لا يدرك سببها.
ظلت على وضعها لدقيقة أو أكثر قبل أن تبتعد عنه بهدوء غريب وكأن شيئاً لم يكن، ثم نهضت وتناولت كفه لينهض هو الآخر قائلة ـ"هيا نجهز الغذاء..لابد وأنك تتضور جوعاً".



تأملها بدهشة حقيقية بدت وكأنها الشعور الوحيد الذي يسيطر عليه في هذا اليوم، ورغم ذلك تبعها إلى خارج غرفتهما وهو يسألها بحنان ـ"هل زال المغص؟"


تحسست معدتها للحظات قبل أن تجيبه بلا مبالاة ـ"إنه متقلب...لقد هدأ الألم الآن ولكنه سرعان ما سيعود.. سأتناول قرصاً مسكناً للألم الآن".


لم يستطع التغلب على القلق الذي يكتنفه، لذا قال بلهجة حاسمة ـ"سأصحبك إلى الطبيبة لتفحصك..لابد وأن أطمئن عليك".


أشاحت بكفها وهي تشعل الموقد قائلة بلامبالاة ـ"لا تشغل بالك يا حبيبي..لقد نمت أمام المكيف واصبت ببرد في المعدة سرعان ما سيزول..ولا تنس أنني طبيبة أنا الأخرى وأفهم جيداً ما بي".


تأمل ظهرها وهي تعمل بهدوء قبل أن يقول بلهجة طبيعية ـ"إذاً نجري فحوص الزواج الجديدة".


إلتقطت نفساً عميقاً وهي تتظاهر بتسخين الطعام وحاولت ألا يبدو توترها في صوتها وهي تقول ـ"إنها للمقبلين على الزواج يا (طارق) ونحن متزوجان بالفعل. فلا داعي لإجرائها إذاً".


إتجه إلى المبرد وفتحه ليلتقط بعض الخضروات الطازجة لصنع السلاطة قائلاً بنفس الهدوء ـ"على العكس تماماً.. ربما كانت هناك أشياء خافية علينا, فقد يكون الـrh عندك أو عندي سالباً وهو ما قد يؤثر على الأجنة فيما بعد."


لم تستطع كبح أعصابها فأفلتت منها وهي تلتفت إليه قائلة بتوتر ـ"أي أجنة؟ ما بك متسرعاً هكذا؟ إننا مازلنا في بداية حياتنا وآخر شيء أريده الآن هو الأطفال. يجب أن أنهي رسالة الماجستير أولاً قبل أن أفكر في الإنجاب."


عقد هو حاجبيه هذه المرة وترك الخضروات في حوض المطبخ والماء يتدفق عليها وهو يقول بحنق ـ"ما معنى هذا؟ إننا لم نتفق على هذا الرأي, وأنا أريد أطفالاً."


هتفت به في حدة ـ"فيم تريدهم؟ أليس لديك ثلاثة بالفعل؟ما الداعي إلى المزيد؟"


أغلق صنبور المياه وإلتفت إليه يجذبها من ذراعها لتواجهه قائلاً من بين أسنانه ـ" ما هذه النغمة الجديدة؟ صحيح أن أبناء(حازم) أصبحوا أبنائي ولكنهم ليسوا من صلبي. أريد أطفالاً منك أنت ليشهدوا على حبنا, وأنت ترفضين؟!"


أدارت وجهها بعيداً عنه قائلة ـ"الأطفال لا تشهد على الحب, مع مولد أول طفل ستبدأ المشاكل, ورغماً عنك ستفرق في المعاملة بين أبنائنا وأبناء أخيك مثلما فعل زوج أمي حينما أنجبت أمي له صبياً."


ورغماً عنها سالت دمعة ساخنة على وجنتها وهي تقول ـ"حتى حينما توفى أخي هذا ظل يعاملني وكأنني المسؤولة عن وفاته".


أدار وجهها إليه في حنوّ ومسح دمعتها بإبهامه هامساً ـ"حبيبتي, أنت تعرفينني جيداً, ولست أنا من يفرق بين أولاده.لا تخافي من هذه النقطة, فقط أرجوك ألا تحرميني من حمل ابننا بين ذراعيّ. اتفقنا يا حبيبتي؟ سنجري الفحوصات من أجل الإطمئنان لا غير".


رفعت عينيها إليه ثم ما لبث عنادها أن طغا عليها وبدا في عينيها وهي تقول ـ"أنت طبيب وتدرك جيداً أن القلق من عدم الحمل يبدأ بعد عام من الزواج، ونحن لم نكمل سبعة أشهر بعد. فلم العجلة؟"


قرص وجنتيها كالأطفال وهو يقول كمن يداعب طفلته ـ"لأنني أريد الإطمئنان فقط..ولأنني أريد طفلة تشبهك كي أقرص وجنتيها كما أشاء".


ضحكت رغماً عنها وأفلتت وجهها منه وهي تدفنه في صدره قائلة ـ"إدع لنا..وإفعل بها ما تشاء".


ربت على ظهرها بحنان قائلاً ـ"لا نملك سوى الدعاء يا حبيبتي والأخذ بالأسباب...وأملنا في الله كبير".


وفي أعماقه إبتهل إلى الله أن يرزقهما الذرية الصالحة.



**********************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 06:19 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25




الدمعة التاسعه عشر



19-

جلست(هالة) وأمها والأطفال حول مائدة الطعام التي خلا مقعدها الرئيسي, لليوم الخامس على التوالي, من وجود(طارق) الذي يضفي دوماً على الطعام مذاقاً خاصاً, مذاقاً عائلياً افتقده الجميع وعبّر عنه(هاني) بأسلوبه الطفولي وهو يقول بضيق ـ"أين بابا(طارق)؟ إنه لم يأت منذ خمسة أيام وهاتفه المحمول مغلق, لا أستطيع الأكل في غيابه."

تبادلت(هالة) نظرة سريعة حائرة مع أمها قبل أن تقول لابنها في هدوءـ"بابا(طارق) في مؤتمر كما أخبرتكما من قبل, وعندما ينهي أعماله سيعود بإذن الله. وحيث أننا لا نعلم متى سيعود, فأنت لا تستطيع البقاء دون طعام. تناول غداءك الآن, وبعد الأكل أعدك بأن نحاول محادثته ثانية.اتفقنا؟"

أومأ الولدان برأسيهما وتظاهرا بتناول طعامهما بتكاسل وهي تراقبهما بعينين حزينتين.
فقد تعلق أبناؤها بعمهم بطريقة لم تكن تتخيلها أبداً وصار وجوده معهم في المنزل أهم إليهم من الأكسجين في الهواء.
هو أيضاً كان لا يمل الجلوس معهم حتى لو طالت جلستهم لساعات أو حتى لأيام.


لكنه تغير في شدة مؤخراً ولم يعد(طارق) الذي عرفته وتزوجته,
لقد صار شخصاً آخر.
شخصاً عصبي المزاج متقلبه وكأنه يخفي بداخله شيئاً لا يريد البوح به وهو ما ينغص عليه حياته بهذا الشكل, بل ويجعله منطوياً عنها ولا يرغب في مشاركتها إياه.



وما يقلقها عليه هو غيابه الطويل هذا,



لقد اعتاد أن يحادثهم كل ليلة يبيت فيها في بيته الثاني مع(سمر) لكنه لم يفعل هذه المرة.
والأدهى أن هاتفه الخلوي مغلق وهي لا تجرؤ على محادثته في المستشفى لا بنفسها ولا حتى بواسطة الأولاد لاقتناعهم بأمر المؤتمر المزعوم هذا.


وبينما هي غارقة في التفكير تناهى إلى مسامعها صوت مفتاح يدور في الباب الأمامي و(هاني) يقفز من فوق مقعده هاتفاً بسعادة لا مثيل لها ـ"لقد عاد بابا(طارق)."

قالها وهو يهرع مع(هيثم) إلى الباب ليستقبلا عمهما قبل أن يدلف إلى الشقة, وكان(هاني)هو الأسرع حيث أحاط ساقي عمه بذراعيه هاتفاً بلهجة تجمع بين السعادة والعتاب ـ"حمداً لله على سلامتك يا أبي, لماذا غبت طويلاً هكذا؟"

ولدهشة جميع الحضور, فقد خرج صوت(طارق) قاسياً وهو يزيح الصغير بعيداً عنه بخشونة قائلاً ـ"ماذا تفعل؟ تلوث ملابسي بيديك المتسختين وتحاول إيقاعي على الأرض؟"

شحب وجه الولدان و(هيثم) يقول مدافعاً عن شقيقه الأصغرـ"ولكن يدي (هاني) مازالتا نظيفتان, فنحن لم نبدأ الأكل بعد."

التفت إليه عمه هاتفاً بغضب ـ"وهل انتدبك لتدافع عنه؟"

ومن موقعها أدركت(هالة) سخونة الموقف فهرعت لتقف بين أولادها وعمهم الذي كان في أشد حالات الغضب حينها ويهم بصفع(هاني), وفوجئت بنفسها تمسك ذراع(طارق) المرفوعة وعلى وجهها ابتسامة مرتبكة قائلة بلطف ـ"هديء من ثورتك يا(طارق). الأمر لا يستحق ذلك"

ثم استدارت إلى ابنيها قائلة بحزم ـ"اعتذرا لعمكما وحسابكما معي فيما بعد."

نظر الولدان إليها في ذهول وقد عجز عقلاهما عن فهم السر خلف عقابهما لأنهما هرعا لاستقبال عمهما, إلا أن عنادهما وترددهما ذابا مع نظرة(هالة) الصارمة, فاعتذرا في هدوء وأسرعا إلى حجرتهما والدموع تسبقهما.
وبعد أن أسرعت أمها خلف الطفلين استدارت(هالة) بوجهها نحو(طارق) وهالها ما رأت...


فقد كان ذابلاً, أشعث الشعر, وقد نمت لحيته لتعطيه عمراً يفوق عمره الحقيقي...


ولكن ما أدهشها حقاً هو أنه لم يكن وحيداً, فقد كانت بصحبته حقيبة سفر كبيرة.


نفس الحقيبة التي ساعدته في ترتيبها قبل زواجه من(سمر).


وغاص قلبها بين ضلوعها لمعنى عودة الحقيبة إلى شقتها...

وبكل قلقها ولهفتها عليه هتفت به ـ"ماذا بك؟ ماذا حدث؟"

ولم تندهش حين سحب ذراعه من قبضتها ورمقها بنظرة طويلة قبل أن يتجه إلى غرفتهما ويغلق بابها خلفه.
وللحظة وقفت حائرة في الردهة, أتتجه إلى طفليها أم إليه؟ ثم ما لبثت أن حسمت أمرها واتجهت إلى طفليها تهديء من روعهما, و(هاني) يقول من بين دموعه ـ"لم أقصد تلويث ملابسه يا أمي, أقسم لك. انظري إلى يديّ, إنهما نظيفتان."

احتضنته في حنان وربتت على ظهره قائلة ـ"أعلم هذا يا حبيبي, لقد انفعل لأنك اندفعت إليه مسرعاً وكان من الممكن أن يفقد اتزانه ويقع."

أما(هيثم) فلم يبد عليه الاقتناع بما قالته أمه إذ مسح دموعه وهو يقول بثبات يفوق عمره ـ"لقد تغير بابا(طارق) وأصبح مثل بابا(حازم) رحمه الله, لم يعد يجلس معنا كما اعتاد في السابق وتغيرت معاملته معنا."

التفتت(هالة) إلى ابنها في دهشة وأدركت لحظتها أن(هيثم) نضج قبل أوانه, وأن ذهنه تفتح ليدرك ما ظنته مرئياً لها وحدها, فمدت يدها إليه لتأخذه هو الآخر بين ذراعيها قائلة بهدوء ـ"لا تقل هذا, إنها ضغوط العمل. سيعود بابا(طارق) إلى ما كان عليه في السابق, أعدكما بذلك."



*****************************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
دمعات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.