آخر 10 مشاركات
ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          زوجة ساذجة (85) للكاتبة : سارة مورغان ..كامله (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          عزيزتي الانسة هاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          الغريبه ... "مكتملة" (الكاتـب : tweety-14 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          52 - قطار في الضباب - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : ورود الصباح - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          صراع الحب (32) للكاتبة الرائعة: زاهرة *كاملهـ[مميزة]ــ* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          شبح في الميدان * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : مروة سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي من ثنائيات الرواية كنت اكثر مهارة في رسم ابعادها .. الشخصية و الروائية ..
جاسر و حنين 2,051 68.48%
عاصم و صبا 326 10.88%
حور و نادر 417 13.92%
عمر و رنيم 113 3.77%
مالك و اثير 88 2.94%
المصوتون: 2995. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree437Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-14, 11:07 PM   #14301

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي


أنا جيييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييت .... مسا الورد يا سكاكر
حنزل الفصل حالا .... أرجو الإمتناع عن التعليق ... و الكلام الجانبي
كل واحد وشه في ورقته .... مش ورقة الي جنبه


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:09 PM   #14302

سارة امينة
alkap ~
 
الصورة الرمزية سارة امينة

? العضوٌ??? » 302466
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,345
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond reputeسارة امينة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انا امرأة .. نصف وزني كبريـــــاء... والنصـــف الآخــــر شمـــــوخ ... ســــاذجٌ أنــــت إن اعتقـــدتَ أنّـــك ملكتنــــي... فمفاتيــــح قلبـــي بيــدي... أنــا من أعـــطاك اياهـــا ... وأنـــا من يستردهــــا ... فلســـت ممـــن يرضيــــن بأنصــاف الحل
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يلا يا تيمو الكل مستنيك على نار

سارة امينة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:14 PM   #14303

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل السابع و الثلاثون
كم بدت صغيرة أمام عينيه في تلك اللحظة ... و هي جالسة على المقعد المجاور لسريره و قد هدها التعب و الإرهاق أخيرا , فرفعت ساقيها تحتها و هبطت رأسها على ذراعها فوق ذراع المقعد ....
كانت تؤكد عليه أنها ليست متعبة .... انها فقط تستريح قليلا , لكنها معه بكل حواسها , فقط لينطق اسمها إن احتاج شيء .....
لكن ما أن وضعت رأسها على ذراعها حتى غابت عنها الدنيا و انغلق جفناها بعد أن قاومتهما مرتين فقط ....
و ها هي نائمة ما يقارب الساعة دون أن يصدر عنها أي شارة تدل على انتمائها لعالم الأحياء ...
فانتهز الفرصة لينظر اليها بحريته .... يشبع من ملامحها البريئة التي اشتاق اليها , على الرغم من ملازمتها له في كل لحظة الا أنه لا يطيل النظر اليها ....
يخشى أن ترى في عينيه كل ما بداخله من همٍ لا يملك أن يتخلص منه ...
هل وصل اليها ؟؟؟
هل نجح في الوصول اليها ؟؟ .... هل لو ترك لها القيد الآن ... سترحل أم ..... ستبقى ؟؟
مالت شفتيه في ابتسامةٍ ساخرة مريرة ...
و لماذا لأي سببٍ مقنع تبقى ؟؟ ..... هل يمكن أن يوهم نفسه بأنها قد ارتبطت به بالفعل لمجرد فترة ليست بطويلة من تحقيق بعض أحلامها الطفولية !!
هل هذا ما يجعلها تنسى كل اقترفه بحقها !! ..... هل ذلك يجعلها تصم قلبها عن حبها القديم !!
أغمض عينيه بألم و هو يرجع رأسه للخلف يتنفس بخشونة ....
يستحق كل ألم أحمق يتخلل كيانه ليحرق أحشاؤه .... هوسه المريض هو ما جعله ينتهك أسرارها مرة بعد أخرى الى أن قرأ كلماتها ......
لا ليست كلمات .... انها طلقات نسفت رأسه آلاف المرات .....
لا يذكر كم مرة أعاد قرائتها ...لقد حفظها بكل حرف طائش انطلق ليصيب عينيه و ينفذ لروحه فيزهقها ....
كم هي غريبة تلك المشاعر بداخله التي أوشكت على أحراق كل من حوله ... على الرغم من معرفته المسبقة بها , الا أن قرائتها كان أمرا مختلفا ....
أمرٌ كان فوق قدرته على التحمل .... و أوشك بالفعل على قتلها .....
لكن بضع دقائق .... فقط بضع دقائق , تمكن بمعجزةٍ من منحها لنفسه ..

ليجلس نفس تلك الجلسة التي يجلسها الآن , مرجعا رأسه للخلف مغمضا عينيه ... لكن في غرفة مكتبه المظلمة منذ عدة أشهر ...
و أمامه يقبع حاسوبها مفتوحا أمامه .... بضوؤه القوي في الظلام و كأنها اشعة نارية تحمل على احراق جلد ببطىء شديد ....
لا يعلم إن كانت تلك الدقائق كانت فعلا .... أم تباعدت لساعات .....
كل ما يعرفه هو أنه كان يترك لروحه حبل الإنتقام .... الرغبة في الإيذاء ....
كان يفكر جليا في ايذائها بأفظع الطرق .... حتى أنه كاد أن يسمع صوت صرخاتها و توسلها له باكية ....
ثم بدأت الأحلام السادية تتجه الى التساؤول المهووس ...
مالذي يربطها به بهذا الشكل ؟؟ .... ما سر ذلك العشق المجنون الذي قرأ لتتو سطوره بيدها ؟؟ ....
ماذا فعل لها لتعشقه كل ذلك العشق ؟؟ !!.... هي يقارن بذرةٍ مما فعله هو في سبيلها ؟؟!!!
لقد تعب و حارب و تنازل و تحمل منها الكثير في سبيل انتزاعها حتى من نفسها ....
أما هو فماذا فعل ؟؟!! ..... ماذا فعل ليستحق حبها له !!! ......
ضرب سطح مكتبه بقبضةٍ من حديد رجرجت بعض محتوياته و أسقطت أقلامه وهو يصرخ بقوةٍ باسمها ليهز جدران البيت في الظلام وحيدا
( حنيييييييييييييييييييين ...... )
أوشك بالفعل على أن يذهب اليها و يجرها من شعرها اليه ... و ربما يسحبها أرضا ليريها من هو سيدها و مالكها , طالما أن كل ما فعله من أجلها لم يأتي بنفعٍ ...
لكن في لحظةٍ خاطفة تذكر غضبا مثل ذلك الغضب .... حين هاجت به النيران فصعد اليها في حبسها الانفرادي الذي فرضه عليها حين خطفها قسرا .... لينالها بكل ما بداخله من مشاعر مكبوتة هادرة
و كان ليظن بأن ذلك سيهدىء أخيرا من فظاعة ما يشعر به .... الا أن نظرة عينيها المنكسرتين بعدها ظلت ترافقه حتى هذه اللحظة ....
لقد أقسم حينها أنه لنيرى تلك النظرة مجددا و لو أمضى عمره كله في سبيل ذلك ...
فهل يستسلم لجنونه الآن و يرى بدلا منها آلاف النظرات مثلها بعد أن يذيقها بعضا مما ينتويه !! .....
فتح عينيه و استقام في جلسته .....
ليفتح ضوء الحاسب من جديد و الذي انغلق أثناء سفره الجامح في افكاره الشريرة .... فأضاء وجهه لتظهر نظراتٍ مصممةٍ بشراسةٍ لأن يعلم السبب ...
لأن يعلم ماذا تحتاجه ... و ماذا فقدت في حياتها و جعلها تتعلق بأول رجل غريب يظهر في طريقها ...
و ها هو الآن .....
كم مرت شهور طويلة على هذه الجلسة المؤلمة مع النفس ......
ها هي تجلس أمامه رقيقة هشة نائمة بوداعة .... ترفض أن تتركه للحظة .....
فعاد اليه السؤال الأول ببؤس ... هل نجح في الوصول اليها ؟؟ ...
في تلك اللحظة التي انقلبت بها سيارته و ظن أن الموت أصبح وشيكا جدا .... أول ما طرأ على باله هو أنه سيتركها بمفردها في هذا العالم القاسي .... ....
و أنه ..........
و أنه لم يسبق أن أخبرها بأنه ...... يحبها ......
يحبها كما لم يعرف معنى تلك الكلمة من قبل .....لم يكن يعترف أبدا بوجود شيء واقعي يسمى الحب ...
بل هو ذلك اللفظ المنمق الذي يطلقه من تتلاعب بهم الرغبة فيغلفونها بمسمى أكثر رقيا
و ما أن ينضج الشخص حتى يقرر الزواج لينجب و يجد من يشاركه أوقات فراغه .......
فقط .... بمثل تلك البساطة و الواقعية .......
الى أن عرفها و قلبت كل موازينه في الحياة ..... في بداية ارتباطهما لم يكن حبا , كانت مجرد طفلة .... ربطته بها برابط غريب , لا يستطيع تفسيره حتى الآن .....
أما بعد أن عاد اليها .... و تعرف اليها كأنسانة جديدة ناضجة لم يكن يعرفها من قبل ......
بدأ الإعجاب يتسلل اليه تدريجيا .... في كل همسةٍ منها و في كلٍ رجاءٍ أقرب للتوسل الهامس الخارج من شفتيها المرتجفتين .....
طريقة نفضها لشعرها الناعم .... أرتجافة اصابعها و هي تدس خصلةٍ خلف أذنها ....
عيناها ...... وآآآآآهٍ من عيناها ....
غابتان الزيتونِ الحزينتان ....
لم يرى في جمالهما من قبل ....
من كان يظن أن يسأل يوما تلك الصغيرة اثير عمن يكون قد كتب تلك القصيدة التي يغنيها هذا المطرب ....
فأجابته منذهلة من مدى جهله ..... انه نزار قباني من كتب زيديني عشقا ......
حينها أغمض عينيه و هو يسمع كل جملةٍ منطبقة عليها
" يا طعم الثلج .... و طعم النار .... و يا غابات الزيتونِ "
" يا رمل البحر ..... وروح الروح ..... ونكهة شكي و يقيني "
التفت ينظر اليها .... فابتسم ببطء ....
دائما نائمة .... سواء كانت هي في سرير المرض حين كان يقبع بجوارها يتأملها ... أو كانت في المقعد المجاور وهو من يرقد في الفراش ....
لكن مع الفارق الضخم ... في أنه لا يستطيع الآن النهوض اليها ليسرق منها بضع قبلات كما كان يفعل حين .... حين فقدت طفلتهما ..........
بهتت ابتسامته و ظهر الالم في عينيه وهو يتسائل هل كانت تلك الطفلة لتقرب بينهما و تخدم هدفه أكثر ؟؟
كم تمنى في تلك اللحظة لو تكون حاملة لطفله في أحشائها ......
هدرت أعماقه عند تلك الفكرة بوهجٍ ذهبي ......
همس بإختناق و هو ينظر اليها
( أحبك يا حنين ....... أحبك بعد هذا العمر الطويل )
رمشت حنين بعينيها تحت الضوء الخافت في الغرفة ... لتفتحهما و ترفع رأسها قليلا محاولة أن تستفيق , الى أن نظرت اليه و علامات النعاس لا تزال تبدو بوضوحٍ على وجهها المحمر المنتفخ الشهي ......
همست حنين بخفوت ناعس
( هل تريد شيئا ؟؟ .............. )
ابتسم بضعف وهو يهمس بالمثل
( نعم أريد ........... )
نهضت من مقعدها لتقترب منه الى أن انحنت حتى بات وجهها قريبا من وجهه و هي تهمس
( ماذا تريد ؟؟ ......... )
همس جاسر بخشونة
( أريد أن أشعر بكِ قريبة مني ........ )
ثم مد ذراعيه ليضمها لصدره بببطء ... فلم تمانع و هي تدفن وجهها بعنقه في صمت ... و هي تشعر بتلك المضخة العملاقة في صدره تهدر تحت قلبها ...فارتعشت قليلا ثم استدارت بوجهها اليه قليلا لتهمس في اذنه
( هل أيقظتني من أجل هذا فقط ؟؟!! ...... أتعلم أنك أكثر طاغية متسلط رأيته في حياتي ! )
همس جاسر بخشونة
؛( أنا أحتاج لهذا الآن ..... في هذه اللحظة تحديدا , و أنتِ متواجدة هنا لراحتي ......... )
رفعت وجهها اليه قليلا لتهمس بخشونة مماثلة لخشونته
( أتعلم ماذا ؟؟ ....... على ما يبدو أنك قد فقدت دمك كله ........... )
رفع يده بإجهاد ثم ضرب أعلى رأسها دون سابق انذار وهو يهمس عابسا
( احترمي نفسك ............ )
همست حنين بعد لحظة
( جاسر ....... لماذا نهمس ؟؟ ...... )
عقد حاجبيه متحققا قليلا , قبل ان يهمس بإتزان
( اعتقد انها احدى تلك اللحظات المهيبة بين اثنين ............ )
مطت حنين شفتيها وهي تومىء برأسها لتجلس بقربه على حافة السرير
؛( نعم واضح جدا .......لكن اعذرني لن اتحمل المزيد من تلك المهابة , لذا ابتعد قليلا لأجلس قربك )
حاول جاسر التحرك بألم وهو يغمض عينيه متذمرا
( من منا الآن الذي ليس لديه دم !! ......... )
لكنه جذبها لتستلقي قربه و احاطها بذراعه ....فشعر بها ترتجف قليلا ثم همست
( ماذا تريد الآن ؟؟ .......... )
جذبها اليه أكثر و هو يستنشق رائحة شعرها المسكرة هامسا
( أريدك بقربي هنا ......... لا أحب احتضان وسادات المشفى )
كان ظهرها اليه لم يرى ابتسامتها الناعمة وهي تقول
( ياللفخر الذي أشعر به الآن !! ............ )
شد على خصرها أكثر يقربها منه أكثر و أكثر وهو يهمس بصوتٍ عميق مثيرا الرعشة في أطرافها
؛( يحق لكِ أن تشعرين بالفخر ..... فأنتِ أكثر ليونة و حيوية لكن في نفس الوقت تنبضين بالقوة التي تفتقدها تلك الوسادات الرخوة ........ )
عضت على شفتها تكتم ضحكتها الا أنها لم تتمكن من ابعاد اللون الأحمر من وجنتيها ....
كم اشتاقت لغزله !! .....
لم تكن تظن أن يأتي اليوم الذي تعترف فيه أنها تحب غزله ..... على الرغم من أنه لا يمت للغزل المعتاد بأي صلة , الا أنه يثير في أعماقها إحساس من الدغدغة لم تشعر به مع أحدٍ من قبله .....
و كأن قبيلة من أرانب بريةٍ تتلاعب بداخلها......
قالت لتداري أحساسها الفظيع بالخجل و ...... البهجة
( حسنا يمكنك أن توقع معي عقد احتكار ما أن نعود بيتنا .............. )
اتسعت ابتسامتها بينما انعقد حاجبيها و هي تسأل نفسها بجنون عن فحوى تلك الجملة الغبية التي نطقت بها بغرض ابعاد الحرج عنها .... الا أنها جاءت بمثابة وعد بأن تنتقل معه الى غرفته حين يعود للبيت ...
هل ظهرت الجملة بهذا المعنى حقا ؟؟ ..... أم أنها هي التي أصبحت تعاني من جنون الإرتياب ؟؟ ....
إنها مجرد جملة مزاح بسيطة .....
لا تعلم تذكرت المثل الشعبي الذي كانت تقوله روعة دائما ....
" من على رأسه بطحة !! ........ "
عقدت حاجبيها أكثر بغضب .. لماذا تذكرت هذا المثل الآن ؟؟ .....
بالتأكيد ليست هناك اي بطحات على رأسها لتتحسسها !! ........
صحيح أنها لم تتوقف لحظة في الأيام السابقة عن التساؤل بداخلها إن كان جاسر سيعود للنوم بجوارها من جديد حين يعود للبيت ....
لكن هذا لا يعني شيئا ..... انه مجرد توتر عادي بعد كل ما ألم بهما ...... أليس كذلك ؟؟ ....
ليس انها ترغب بذلك بالتأكيد !!
توترت عضلاتها حين لاحظت فجأة صمته و أنه لم يرد على مزاحها السمج .... لكنها شعرت بوضوح بتشنج طفيف في عضلاته ....
أحست فجأة بفراغ سحيق بداخلها ..........
انتظرت .... و انتظرت مجددا , الا أنه من الواضح أنه قرر أن يتجاهل مزاحها ....
الا ...... الا ..... ألم يعد يريدها ؟؟ ......
لكنه لا يظهر ذلك أبدا , .... نظراته الدافئة التي تطوف فوقها دائما في صحوها و نومها .... همساته المغازلة لها .... حتى مزاحه الوقح ..... و ماذا عن الآن و ضمه لها بهذه الطريقة ؟؟ الا يعني ذلك شيئا ؟؟
ماذا عن كونها وسادته المفضلة !! .........
شعرت به يتحرك قليلا .. قبل أن تسمع تأوهه الخشن , فرجف قلبها رغما عنها و همست تدير رأسها للخلف قليلا
( هل تتألم مجددا ؟؟ ............. )
لحظة صمت مرت قبل أن يقول بصوت خافت أجوف
( نعم ...... أتألم بقوة )
شعرت لسببٍ ما أنه يقصد ألما آخر .... لكن قبل أن تفكر مليا بما قصده همس مجددا في أذنها
؛( هل أنتِ راضية عن رؤيتي أتلقى عقابي ؟؟ ............ )
عقدت حاجبيها بألم وهي لا تصدق ما نطق به ..... فهمست بعذاب داخلها
" لقد نلت أكثر بكثير .... و تحملت دون علمي "
الا أنها لم تنطق بهذا .... بل همست بضعف
( من تظنني لأفرح بما أصابك !! ........ هل أنا سادية في نظرك الى تلك الدرجة !! )
همس جاسر في ظلام الغرفة المحيط بهما
( ظننتك تريدين تعذيبي .......... و حين تكتفي , حينها سنتمكن من نسيان ما فات , ووعدتك بأنني سأساعدك )
همست حنين بإختناق
( اخرس .........أرجوك , أنا لست بمثل هذا الشر , لقد كنت ........ لقد كنت في حالة غير طبيعية )
شدد عليها ليهمس بعمق
( أعرف ...... و مع ذلك رغبت في أن أحررك )
عقدت حاجبيها و همست بجزع دون وعي إن كان قد ظهر في صوتها أم لا
( تحررني !! ............... )
أومأ براسه فلامست شفتيه عنقها وهو يهمس
( نعم ......... أردت أن أحررك من الماضي , لنبدأ من جديد )
تنهدت رغما عنها ليخرج نفسا ناعما من بين شفتيها الحزينتين , ثم أدارت راسها مجددا بعيدا عنه و هي تضم قبضتها الى وجنتها بشرود .... تتكور بجانبه بلا وعي كجنين صغير ..
فما كان منه الى أن ضمها اليه دون كلام ..... و يده المحيطة بها ارتفعت لتقبض على قبضتها المنغلقة , ليهمس في أذنها
( هيا لننام الآن ........أريد أن أشبع من نعومة وسادتي الجديدة قبل أن تتركني )
"قبل أن تتركك ؟؟ ..... أم تقصد قبل أن تتركها ما أن تعود للبيت ؟؟"
طاف هذا السؤال في ذهنها الشارد و قد فقدت ملامحها الإبتسامة ..... الا أنها أغمضت عينيها , تتنعم قليلا بذلك الشعور المؤقت , كونها وسادته المفضلة ! ......
و كانت تلك أفضل ليلة حظي فيها كلاهما بنومٍ عميق ....... على الرغم من تشبثهما ببعضهما قلقا !! ......
.................................................. .................................................. ............................
في اليوم التالي خرجت حنين من غرفة جاسر بهدوء صباحا , لتجلس على المقعد في الممر الى جانب ذلك الشاب الغاضب و الذي يأتي تقريبا معظم أيام الأسبوع ليجلس نفس الجلسة علها تحتاج اليه في شيء
لكن لا هي تحتاج ... ولا هو يخفف من حدة غضب ملامحه ....
انتظرت قليلا تنظر الى جانب وجهه القاتم وهو يجلس مكتفا ذراعيه , ثم همست أخيرا
؛( ألن تدخل اليه اليوم أيضا يا مالك ؟؟ .......)
لم ينظر اليها مالك لكن ازدادت ملامحه قتامة بوضوح وهو يقول بصرامة
( لن أكرر هذا الحوار مجددا يا حنين .... انا لا آتي الى هنا الى بسببك أنتِ فقط , خاصة مع انشغال عاصم بموضوع حور مؤخرا ..... ولو كنتِ قد أتيت للإقامة عندنا حتى خروجه لكنتِ وفرتِ علي هذه الزيارة )
زفرت حنين بيأس ثم قالت بغضب
( أنت تضخم الموضوع يا مالك ..... و الظرف الآن لا يسمح )
قال مالك بغضب
( ولأنه لا يسمح فأنا تحاملت على نفسي ووضعت بفمي قالب حجر ... و ها أنا أجلس أمام غرفته دون أن أدخل اليه لأبين له حقيقة مركزه ......... )
شعرت حنين للحظات أنها تتميز غيظا و على وشكِ ان تنفجر به .... فقالت دون تفكير
( حسنا , إن أردت الحق ....... فليس هو الملام الأول , أثير هي من طلبت الوظيفة ....... و ماذا كنت تريد منه , أن يرفض !! ...... بعد أن أصبحت من أقارب زوجته ....... قسرا ..... )
الحقيقة أنها لا تزال غاضبة من عمل أثير مع جاسر حتى هذه اللحظة .... و تشعر بجنون لحظي ما أن تعيد التفكير بالأمر , الا أن تحميل الأمر كله على عاتق جاسر من قبل مالك يضايقها و يخنقها ......
لماذا يكون جاسر هو الملام دائما !! ....... الا يكفي ما هو فيه الآن !! ...........
لكنها لم تحسب فورة الغضب التي اندلعت على بنية مالك و ملامحه وهو يستدير اليها بعنف ليقول مندفعا
( لقد استغل حاجتها للعمل .........و هو لم يفعل ذلك الا ليشعرني بالخزي و هو يوظف زوجة مالك رشوان المحتاجة للعمل )
عقدت حنين حاجبيها فاندفعت هي الأخرى لتقول
( و لماذا تكون زوجة مالك رشوان محتاجة للعمل من الأساس ..... الا اترى أنه ينبغي عليك البحث اولا عن السبب الذي جعلها تشعر بذلك , قبل أن تحاسب من حاولوا مساندتها بدلا من أن تذهب لغريب !! ...... )
نظر اليها مالك و إمارات الجنون تبدو عليه ,, الا انها لم تخفي بعض تلجلجه وهو يعجز عن الإجابة للوهلة الأولى , فتابعت حنين دون أن تترك له الفرصة في الرد
( هل هي حقا زوجتك ؟؟ ............ )
نظر اليها بإستهجان ليقول
( معي ورقة تثبت ذلك ................ )
فقالت حنين بحدة تميل اليه بغضب
؛( الا أنك لم تهتم بإثبات ذلك لها ...... لذا يمكنك أن تبلل تلك الورقة و تشرب مائها !)
فتح مالك فمه ينوي أن يصرخ بها ... الا أنه ظل ينظر اليها و تنظر اليه و الغضب يسيطر على كلاهما فزم شفتيه و هو ينظر أمامه مسيطرا على البركان بداخله
صمتت حنين لفترة و هي تراقبه , قبل أن تهدأ قليلا لتقول بخفوت
( ماذا بكِ يا مالك ؟؟ ...... لماذا تبدو مختلفا , أشعر و كأنني مع شخص غريب عني تماما )
ظل مالك ينظر الى الأرض أمامه قبل أن يقول بخفوت
( أشعر أنني غريب عن نفسي ............ )
قالت حنين بعد لحظةٍ بقلق
؛( هل تشعر بأنك قد تسرعت في زواجك من أثير ؟؟ ....... لو كنت سألتني رايي قبل أن تقدم على تلك الخطوة لكنت نصحتك بأن تتريث ...........حتى و إن كانت خطوة صورية مؤقتة )
رفع وجهه اليها بسرعةٍ وهو يقول بقسوة
( من ذكر أي شيء عن كونها صوريةٍ مؤقتة !!! ................ )
ترددت حنين قليلا قبل أن تقول بحذر
( هذا ما فهمته من أثير آخر مرة ....... على الأقل هذا هو ما تظنه هي )
انعقد حاجبي مالك بقسوةٍ قبل أن يهتف بحدة
( و كيف تتجرأ على التفوه بهذه الخصوصيات لأيٍ كان ......... )
رفعت حنين حاجبيها , فاستدرك مالك بتذمر
( لا أقصد إهانة .............. )
زمت حنين شفتيها ثم قالت بعد لحظة
( اذن كن صريحا معي كما كنت دائما ....... هل زواجكما مؤقت ؟؟ ..... )
ازداد انعقاد حاجبي مالك بقوة وهو يقول بحدة
( ليس مؤقتا بالتأكيد ...... ذلك العقد كان أمام الله قبل أن يكون أمام الناس , و لست أنا من يتهاون بمثل هذا الأمر )
ردت حنين بحيرة
( اذن ما المشكلة الآن ؟؟...... و لماذا لا تطمئنها بذلك ؟؟ )
تنهد مالك و كأنه يحاول التخلص من حمل كبير فوق اكتافه ... ثم قال بعد فترة صمت
( شيء ما ....... شيء ما يمنعني من الإحساس بها , شيء يكبلني و يجعلني أحيانا ....... ناقما عليها تقريبا )
عقدت حنين حاجبيها قليلا , على الرغم من الألم الذي ضرب قلبها من كلماته التي شابهت شيئا ما قديما بداخلها ... فهمست بضعف
( لماذا !! ......... ماذا فعلت ؟؟ ..... )
تأفف مالك بقوةٍ , و بدا على وشكِ الإنفجار في اية لحظة , وهو يقول بحدة
( لم تفعل شيء ...... لم تفعل أي شيء و هذا ما يغيظني أكثر ....... )
قالت حنين بخفوت
( هل تبحث عن سببٍ ما لتكرهها ؟؟ ............. )
نظر مالك اليها طويلا بلا تعبير , قبل أن يقول بخفوت
؛( لا يمكنني أن أكرهها حتى لو حاولت ..... لقد اقتربت مني للغاية في الفترة الأخيرة و كنت أتعامل مع هذا الإقتراب بنفسٍ مرتاحةٍ اليه تماما..... طالما أنه لن يتجاوز الحدود التي وضعتها لنفسي ......... )
قالت حنين بحيرة
( و ما هي تلك الحدود التي اقتحمتها ؟؟ .............الزواج ؟؟ .... و ما الفارق من أن ترتاح لقربها قبل الزواج أو بعده ؟؟ )
عاد مالك ليتنهد قبل أن يقول بحدةٍ محاولا إقناع نفسه قبل أن يقنعها
( لم أكن أفكر بالزواج ........بل أنني لم اكن أنتويه من الأساس )
قالت حنين تبطل حجته
( لكنك كنت مقتنعا بذلك معي ...... بل و شعرت بأنك بدأت تتأقلم أخيرا مع الأمر )
قال مالك بلا تعبير
( كان هذا أمرا مختلفا ............ )
عبست حنين لتقول
( كيف كان أمرا مختلفا ...... انه ذاته تماما , لماذا كنت مقتنعا بي , بينما لست مقتنعا بالزواج منها الآن ؟؟ ...... )
ظل مالك صامتا قليلا , قبل أن يقول بخفوت
( معك ........ و بعد ان تأزمت الأمور , بدأت أشعر بأن هذا هو أفضل الحلول التي أستطيع تعويضك بها عما نالك منذ أن ...... منذ موت نوار .... كنتِ أنتِ الوحيدة المتضررة بيننا , بينما أنا من كان يجب أن يتحمل عواقب ما حدث ......... )
ارتفع حاجبي حنين .... و فغرت شفتيها , و لم تجد سوى أن تهمس
( يا أحمق !!! .............. )
نظر اليها بوجوم قبل أن يقول
( لكني كنت جادا معك تماما أقسم بالله ...... حتى انني كنت بدأت أسعد بهذا الحل الذي سيرضينا جميعا , لربما وجدنا بعض الراحة أخيرا .......... )
هزت حنين رأسها بحيرةٍ قليلا قبل ان تضحك بخفوت مذهولة
( أتصدق !!! ..... كنت أكثرا اقتناعا بوجهة نظر عاصم حينها أكثر من اقتناعي بوجهة نظرك الحمقاء الآن ..... )
ثم نظرت اليه لتقول برقة و قلبها يحن الى صديق طفولتها
( وما الذي تغير الآن اذن ؟؟ ............ لماذا عدت لترفض الزواج مجددا ؟؟ )
قال مالك مدافعا
( لا أريد الزواج يا حنين .... الم ترين رجلا من قبل يقرر الا يتزوج , أنها مسألة راحة نفسية )
قالت حنين بحرارة
( بلى رأيت ..... لكن لست أنت يا مالك , لست أنت أبدا ...... انت خلقت لتصبح زوجا و صديقا و أبا ...... )
قال مالك متنهدا بوجوم
( مجرد وقع كلمة أب يقتلني ...... يوجعني بشدة يا حنين , احيانا أتخيل أن يكون لي ابن أو ابنة ..... ليحدث أن أفقدها فجأة و بلا سابق انذار )
مال الى الأمام ليستند بمرفقيه الى ركبتيه شاردا وهو يقول
( أتعلمين ! ..... لست مريضا أو مهووسا , وقد مرت بي العديد من الحوادث و عاصرت الفراق كثيرا ..... الا تلك الحادثة تحديدا ....... )
نظر اليها من جلسته ليقول بخفوت
( تخيلي يا حنين ..... فقط تخيلي لو إحدى صديقاتك عهدت اليكِ برعاية طفلتها , لتسهين عنها لحظة .... فقط لحظة .... لتسقط أمام عينيك ...... ثم تطالبين بالتعايش مع عيني أمها المتبقي من عمرك ......
أيمكنك فقط تخيل ذلك ؟؟ ....... )
ارتعشت حنين بقوةٍ من تلك الصورة ..... قبل أن تبتلع غصة هامسة
( لم تكن ناضجا تماما يا مالك ..... لتتحمل عبىء رعاية اطفال كانو من التهور و الشقاوة ككل أطفال الحي .......)
لكن مالك عاد لينظر أمامه هامسا بإختناق
( كانت لعبة جميلة ...... تنبض بالحياة و فجأة راحت دون أن أتمكن حتى من محاولة الإمساك بها ..... )
دمعت عينا حنين و انقبض قلبها ..... قبل أن تهمس
( نعم ..... كانت لعبة جميلة , بشعرٍ أشقر و أعين زرقاء ......
......و كنت تحبها طفلة و تنتظرها شابة من شدة ارتباطك بها.........
, حتى أنني وحور كنا نغير منها لتعلقك بها اكثر منا ........ )
ابتسم مالك بمرارة وهو يقول
( حتى موت والدي رحمه الله لم يوقع في نفسي مثل ذلك الجزع على الرغم من حزني لفراقه )
ابتلعت حنين دموعها و هي تهمس بصعوبة
( و حور كانت معنا ..... و ها هي انجبت طفل و لم تعش ذلك الرعب عليه , الحياة تستمر يا مالك )
ابتسم مالك ناظرا الى حنين نظرة ذات مغزى .... رافعا إحدى حاجبيه , فضحكت حنين من بين دموعها لتقول ساخرة
( حسنا ........ حور ليس عندها إحساس , تلك معلومة معروفة ....... )
ابتسم و ابتسمت هي بحزن قبل أن تقول بخفوت
( لكن حتى جاسر استطاع المضي بحياته على الرغم من أنها كانت اخته الوحيدة ..... فلما لا يزال الموضوع يؤثر بي أنا و انت الي هذا الحد ؟؟.......... )
قال مالك بخفوت
( يستطيع الإنسان التعامل مع الحزن ..... لكنه لا يستطيع التعامل مع الندم .... لا يستطيع التعامل كل يوم في ايام حياته مع جملة " لو لم أسمح لها بالصعود " )
هزت راسها و هي تهمس
( لا يا مالك .... هذا ليس عدلا , أنت لست عادلا مع نفسك , و انت لست صغيرا لأخبرك بأنه قدرها ... مكتوب قبل أن توجد حتى )
أومأ برأسه ببطء قبل أن يقول
( أعلم هذا ...... لكن حين يكون كل ما أرغبه هو الا أتحمل مسؤولية أسرة ...... لا أعتقد أن ذلك أمرا جللا .... )
هزت حنين كتفها و هي تقول
؛( لم يضربك أحد على يدك لتتزوجها ............ )
نظر اليها مالك ليقول بانفعال
( و لم أنكر ...... لكن و بما أننا قد ربطنا بحبلٍ واحد , لذا يجب عليها أن تتحمل بعض طباعي و بعض ترددي و الكثير من إنفعالي من تلك الهوة التي دفعني اليها احدهم ...... لا أن تجري كالمعتوهة لتبحث عن وظيفة بعد يوم من عقد قراننا ..... و عند من !!! ...... عند من !!!! ...... من بين كل الناس !!!!
تذهب للعمل لدى جاسر رشيد ...... )
قاطعته حنين بصرامة
( قبل أن تكمل أحذرك .... بأنك لو تجاوزت في ألفاظك فسوف أطردك خارجا و لا أريدك بجانبي بعد اليوم ....
الرجل ملقى و محطم بالداخل و قد تهشمت كل عظامه ..... لا ينقصه المزيد من مشاكلك أنت والهانم ..... )
قال مالك بنفس الإنفعال
( لم يوظفها الا رغبة في التعليم علي ........... و الغبية هي من منحته الفرصة كاملة , أقسم أنني كنت على وشك صفعها , لكن ما نالته مني ليس بهين ....... )
كانت حنين تنظر خلفه و هو يتكلم .... ثم قالت بقلق
( امممممم يبدو أنه كان هينا نوعا ما ..... اذكر القط )
التفت مالك الي ما كانت تنظر اليه حنين من خلفه ..... ثم اتسعت عيناه بذهول أولا ليتحول خلال لحظةٍ بعدها لغضب ناري و هو يراها قادمة ببطء من أول الممر .... تحمل بيدها باقة ورود كبيرة بيضاء , تشبهها الى حدٍ كبير....
كانت شاردة بعيدا و لم تره لفترةٍ حتى قطعت نصف الممر , لترفع وجهها فجأة فاصطدمت عيناها بعينيه ....
تسمرت أثير مكانها و قد بان الفزع عليها قليلا و هي تتشبث بباقة الورود و كأنها ستحميها منه ....
الا أن شيئا لم يكن ليحميها من غضبه في تلك اللحظة و هو ينهض اليها مندفعا و إمارات الشر تبدو على وجهه , فتبعته حنين مسرعة بقلق ....
وصل مالك اليها ليقبض على ذراعها وهو يقول بخشونة
( ماذا تفعلين هنا ؟؟ ..... ألم آمرك بألا تخرجي من البيت بدون اذني ؟؟ .... أثير أنت تتعمدين إثارة غضبي و صدقيني مهما بلغ هدوئي فأنتِ لم تري النقيض بعد ...... )
قالت أثير بحروفٍ تتعثر من شفتين مرتجفتين .... و عيناها الزرقاوان تلمعان باحمرارٍ ينبىء عن أيامٍ قضتها في البكاء ....
( بل رأيته ..... حين أتيت الى محل عملي و جذبتني من ذراعي أمام الرجال جميعا )
شد على ذراعها و هو يقول بغضب و جنون
( ما دمت تتعمدين التصرف بغباء فلا تلومي غير نفسك ...... مالذي أتى بكِ الى هنا ؟؟ ..... )
أمسكت حنين بذراعه لتقول بحدة
( كفى يا مالك ..... ليس هذا المكان المناسب . )
أدخلت أثير يدها في جيب بنطالها لتخرج لها ظرفا أبيضا و هي تقول بإختناق و كأنها على وشكِ البكاء
( سيدة حنين ...... هذا الظرف وصلني في البيت اليوم صباحا , بعثه مدير أعمال السيد جاسر بأمرٍ منه ..... انه راتب الشهر الذي عملت به ..... لكنني لن أقبله و قد تركت العمل فجأة دون سابق انذار .... كما أنني حتى لم اتم الشهر كاملا ..... )
سكتت قليلا لتأخذ نفسا مرتجفا ثم تابعت
( لم أستطع الذهاب الي هناك بنفسي ... لأن ..... )
نظرت الي مالك بأسى و عيناها تدمعان
( لأن زوجي أمرني بذلك ..... بأقسى الطرق )
انفعل مالك ليقول
( لن تأخذي اي مال من أحدٍ غيري ..... انظري الى أين وصلتِ بتصرفاتك )
هتفت حنين بحدة من بين دموعها
( و ما الذي أفعله برأيك ؟؟!! ...... الا تراني أعيد المال , أم أنكِ لا تستوعب الا بمنشور إيضاح )
مد يه يقبض على خصلةٍ من شعرها يجذبها اليه و هو يقول من بين أسنانه
( أتعلمين ماذا أحب أن افعل الآن ؟؟ ....... )
صرخت أثير و هي تتلوى جاذبة شعرها غير آبهةٍ بالألم الذي تسببه قبضته
( أترك شعريييييييي .......... )
هتفت حنين بغضب
؛( كفى ...... كفى أنتما الاثنين , اليس لديكما حسن تقدير للظروف التي أمر بها !! ...... )
ثم مدت يدها بعنف لتحل خصلة أثير من قبضة مالك بالقوة , و هتفت
( مالك ...... أثير لن تترك العمل قبل أن يعود جاسر الى مكتبه و أقسم أنها لن تفعل قبل أن يعود سليما معافى ... )
هتف مالك بحنق
( حنين ...... إنها زوجتي و من حقي أن تطيعني , فرجاءا لا تتدخلي في الأمر ........ )
ضربت حنين الأرض بقدمها و هي تهتف بأكثر منه حدة على الرغم من ان طولها لا يتجاوز مرفقه بالكثير
( لن تتغير قشة في مكتب جاسر قبل عودته اليه على قدميه ....... و الا لن أسامحك أبدا يا مالك .... أبدا )
ظلا ينظران الي بعضهما طويلا .... قبل أن يقول من بين أسنانه
( سنتابع حديثنا فيما بعد ......... لكن الآن اعذرينا , فلدي حديثا أطول مع السيدة )
ثم استدار ليرحل وهو يجر أثير خلفه و التي كانت تهتف
( أنتظر ....... الورود )
فلم يكلف نفسه سوى بأن جذب منها الباقة ليستدير الى حنين قائلا بجفاء
؛( حنين ...... التقطي )
ثم قذفها عاليا الي حنين التي التقطتها رأسا على عقب بعد أن سقطت معظم أوراقها أرضا
فنظرت اليها حنين و منها رفعت عينيها تراقب خروجهما من الممر و هي تهمس
( أصحاب العقول في راحة .......... )
ثم دخلت ببطىء الى جاسر الذي كان يبدو شاردا كطفل يفكر بشيء يتمناه على الرغم من خشونة ملامحه ...
فرسمت ابتسامة رقيقة على شفتيها و هي تقترب منه لتقول
( أنظر ..... لقد أتتك باقة ورود جديدة )
نظر جاسر الي الباقة التي تحتوي على بضع وريقات متبقية من الورود .... فرفع حاجبه بتوجس وهو ينظر اليها بريبة ليقول
؛( إنها على ما تبدو من شخص يحبني للغاية .......... )
ضحكت حنين و هي تضعها بالقرب من الباقات الأخرى قائلة
( بمعنى أصح هي من شخص يخص شخص يعزك للغاية .... يعزك لدرجة أنه من الممكن أن يكمل على البقية الباقية من ما تبقى بك سليما ....... )
امتعض جاسر و هو يقول
( و لماذا كلف نفسه طالما أنه يكن لي كل تلك المعزة ؟؟ .......... )
اتجهت للنافذة تفتح الزجاج قليلا و هي تغمض عينيها لاشعة الشمس المشرقة .... فسمعته يقول بخشونة
( تعالي الي هنا .......... )
لم تلتفت اليه لكنها ابتسمت و هي تعض على شفتيها .... ثم قالت باتزان زائف دون أن تستدير
( ماذا تريد ؟؟ .......... )
قال لها بنفس الخشونة
( تعالي هنا يا حنين ....... لا تجبريني على النهوض اليكِ )
اتسعت ابتسامتها , الا أنها احجمتها و هي تستدير اليه متزنة لتقترب منه بهدوء الى أن جلست بجواره على حافة فراشه صامتة وديعة ...
مد جاسر يده ببطىء ليتلمس وجهها باصابعه و كأنه يراها بطريقةٍ أخرى غير عينيه .... لكن عينيه تتوهان بعينيها بطريقة تجعلها تحمر خجلا و تضطرب حتى الآن .....
ما باله و بال عينيها !! ...... لماذا يسبح بهما هكذا كلما نظر اليها !! ....
لم تراهما ساحرتين أبدا من قبل و قد عاشرتهما فوق الربع قرن ......
ظل على استكشافه البطيء لها لفترة قبل أن يقول بخشونة
( هل يمكنني أن أقبلك ؟؟ ........... )
ارتفع حاجباها قليلا بينما ازداد احمرار وجهها بشدةٍ ... فقالت بسخرية مرتبكة و هي تغض طرفها
( ومنذ متى تطلب الإذن ؟؟!! ....... اليوم يجب أن يسجل في التاريخ )
ظل يتأملها فترة إضافية قبل أن يقول بصوت خافت
( أريد سماع موافقتك من باب التغيير ........ )
ابتسمت رغما عنها و هي تطرق برأسها , فانسدلت خصلة حريرية شاردة لتخفي بعضا من وجهها عن عينيه الوقحتين ....
الا أنه لم يكن ليرحمها , وهو يبعدها خلف أذنها لينكشف له وجهه .... هامسا من جديد
( اذن ....... أيمكنني ؟؟ )
عضت على باطن شفتها لا تدري بما تجيبه ..... لكن الكلمة خرجت منها دون وعي , حتى أنها ما أن نطقت بها , شعرت بالغباء و كأنه ليس صوتها و هي تهمس ببساطة
( حسنا ............. )
جذبها اليه ببطىء و عيناه لا تحديان عن عينيها .... ليحتضنها بقوة , لصدره دون أن يقبلها ..... و ما أن بدأت تشعر بخيبة الأمل .... حتى امتدت يده لترفع ذقنها اليه , فنظر لعينيها قليلا قبل أن يهمس بخفوت
( شكرا لدفاعك عني .......... )
اتسعت عيناها الزيتونيتان قليلا بغير استيعاب ... ثم عقدت حاجبيها و هي تقول بحرج
( هل كان صوتنا واضح ؟؟؟ ........ )
قال جاسر ببساطة
( تحتاجون الى اصم كي لا يسمع الشجار الدائر في الممر ............لقد احرجتوني في هذا المشفى المترف كمريض ذو حيثية )
اغمضت عينيها بحرج و هي تهز رأسها يأسا قبل أن تقول
( حسنا لا بأس ...... انه يوم من أيام عائلتي التي يجب أن تتأقلم معها , و أنت آخر من يدعي العقل بالمناسبة ......)
ابتسم قليلا وهو يقول بعد لحظة
( ومن يتزوجك و يتحلى بالعقل !! ......... أنتِ تحتاجين أن يقف الرجل على رأسه كي يستطيع احتوائك )
ابتسمت قليلا بخبث و هي ترتاح بذقنها فوق ذراعيها المكتفتين على صدره , ثم قالت
( هل مللت ؟؟ ........... )
ابتسم وهو ينهل من مرآى عينيها .... انها تعيد السؤال عليه , و لن يمل الإجابة أبدا حين يرد قائلا
( و لن أمل أبدا ........ )
عدلت من ملامحها المشعة و هي تتنحنح لتقول بجدية مغيرة الموضوع
( لم تخبرني حتى الآن لماذا وظفت أثير عندك ؟؟ .......... )
كانت تحاول البقاء هادئة غير مبالية , بينما هي في الواقع تشعر بحرارة غريبة تتزايد بداخلها , الا انها لم تصل لمرحلة الإشتعال بعد ..... لكنها لم تكن بعيدة حين رد عليها مبتسما
( لأنها لعبة جميلة ..... بشعرٍ أشقر و أعين زرقاء )
عبست و هي تستقيم مستندة بكفيها الى صدره كنمرةٍ مستعدة للهجوم عليه و افتراس وجهه , ... تلعثمت و هي تشتعل و تحترق قبل أن تتمكن من القول أخيرا
( كيف تجرؤ على ذلك !! ..... انها زوجة ابن عمي ..... أنت .... أنت ..... )
حاولت النهوض عنه الا أنه كان قد أطبق على معصميها يمنعها عن الإبتعاد و هو يضحك بصوت عميق ... بينما عيناه تشعان بإحساسٍ غريب , لا يمكن تحديده تماما ...
فهتفت حنين و هي تقاومه
( ابتعد عني ....... ابتعد , كان يجب أن أعرف بأنك لن تتغير أبدا ........ )
الا أنه حين تعب من مقاومتها الشرسة جذبها بقوةٍ لتقع على صدره و ينتهي من عنادها , رفعت رأسها تنوي أن ترميه بكل الكلمات الحاقدة التي تعرفها الا أنه كان قد رفعها بذراعيه قليلا حتى أصمت كل الألفاظ البذيئة التي تحولت لهمهماتٍ رافضة ....
حين تمكنت أخيرا من النظر اليه أخيرا بعينين غاضبتين ..... لكن مشتاقتين .... همس لها هو قبلا
( اشتقت اليك يا حنين ....... ....... اشتقت اليكِ و لم أعد أحتمل رقودي هذا )
ارتجفت شفتاها قليلا و تراجع الغضب عن عينيها و هي تنظر لعينيه المتعبتين ......
هل قيد جسده هو فقط ما يؤلمه ؟؟؟ .......
تنهدت بصمت و هي تمد يدها تتلمس مقدمة شعره هامسة
( لا بأس ...... لقد قطعت مرحلة كبيرة حتى الآن , و قد أقتربت عودتنا للبيت ........ )
نظرا لبعضهما طويلا .... الى أن همس بصعوبة
( اشتقت اليكِ ............ )
انفرجت شفتاها قليلا .... و هي على وشكِ ضرب كل الموازين عرض الحائط ....
حين سمعا طرقا على الباب !!......
لم يتسنى لهما التنهد يأسا قبل أن يسمعا صوتا مرحا يرافق الباب الذي فتح جزءا منه و يرافق الطرقات الموسيقية
( صباح الخير لأهل الخير ...... هل أدخل أم أعود في وقتٍ لاحق ؟؟ .... )
تجمدت حنين تماما .... و طارت عيناها الى عيني جاسر اللتين تحولتا الى جبلي جليد و هو يسمع الصوت المألوف ... بينما تشنجت ذراعيه حولها في لحظةٍ خاطفة في اشارةٍ لا واعية تملكية .....
شعرت في تلك اللحظة بأنها تود لو تصرخ .... لو تصرخ غضبا أو يأسا .......
من بين كل الأوقات ...... من بين كل الأوقات ......
تنهدت بصمت و هي تسمع صوت جاسر العميق يخرج بلا تعبير
( ادخل يا عمر ................ )
دخل عمر مستبشرا , بينما ابتعدت حنين عن ذراعي جاسر قبل دخوله مباشرة , لتذهب لنهاية الغرفة , تتظاهر بأنها ترتب شيئا ما أو تحضر كوب ماء ......
بينما كانت أصابعها ترتجف و قلبها ينبض ألما ...... أنه يتألم .... تكاد أن تكون شعرت بألمه و هي على صدره .....
و ماذا بيدها لتقنعه ؟؟ ...... إن كانت هي نفسها لم تقتنع سوى مؤخرا ..... مؤخرا جدا .....
فهل من العقل أن تفتح معه الأمر أم تتجاهله تماما و تترك للأيام مهمة طيه .........
لكن كيف و عمر متواجد في حياتهما باستمرار .... خاصة من بعد أن علم بالحادث و عاد هو رنيم من الخارج على متن أول طائرة ...
استدارت حنين تستند الى الطاولة المجاورة ......فاصطدمت عيناها بعيني جاسر المحدقتين بها بتدقيق
يا الله .... لكم تكره هذا التحقيق الغير معلن و لا تحتمله .......
ظل عمر يتكلم مع جاسر محاولا أن يبث بعضا من بشاشة روحه الى جاسر .... و جاسر كان يستجيب في معظم الوقت ....
لقد أدركت حنين في تلك الفترة التي قضاها جاسر في المشفى عمق العلاقة التي تربطه بعمر ......
لم ترى له صديقا غيره تقريبا ..... الوحيد الذي كان قادرا على امتصاص غضبه و تحمل نقمته حين ينفجر غاضبا من بقائه جالسا لفترةٍ طويلة ....
كانت أحيانا تلمح نظرات شررٍ غاضبة يرمقها جاسر تجاه عمر .... و لا تعلم إن كان عمر يلاحظها و يتعمد تجاهلها أم لا ....
لكنها أيقنت بفكرةٍ واحدة ..... أنها لا تريد لجاسر أن يخرج عمر من حياته , حتى ولو كان ارتكب خطأ يدفع ثمنه الى الآن ......
لكنها لا ترغب في أن يخسر صديقه بسببها ......
قال عمر ضاربا على ساق جاسر
( هيا يا بطل .... مستعد لأن نتحرك قليلا ؟؟ )
ارجع جاسر ظهره للخلف قائلا بخفوت
( لا اريد الآن يا عمر فانسى الأمر .............. )
لكن عمر لم يستسلم و هو يقول بهدوء
( هيا الآن يا جاسر .... لقد تهربت مني المرة الماضية , كما أنك لا تتعاون مع الإطباء , وحدها حنين و هي لن تتحمل وزنك لفترة طويلة ........ )
كان قلب حنين يقصف بجنون و هي تتأمل ملامح جاسر الشاردة ... التي تتحول بين لحظةٍ و أخرى
أحيانا يرفعها الى سماء الدلال ... و يشبعها لهوا و ضحكا ..... و أحيانا يعود الى تلك الشرنقة التي بدأ في نسجها من حوله تدريجيا من يوم الحادث ....
كانت في البداية غير ملاحظة , لكنها الآن تلاحظها بوضوح شيئا فشيئا ........
لكن عمر لم يبد عليه أنه يلاحظ شيئا أبدا ...... فشعرت حنين في تلك اللحظة أنه ربما كان من الأفضل لجاسر أن يرتاح لفترةٍ عن تلك الحركة القسرية ..... فما يعانيه بداخله كان أكبر .....
قالت محاولة تغيير الموضوع
( كيف حال رنيم يا عمر ؟؟ ...... لماذا لا تحضرها معك ؟ )
ابتسم لها عمر قبل أن يقول بخفوت
( الحقيقة ....... , انها تلح علي كل يوم , لكني لا أريدها أن تدخل المشفى مجددا , خاصة و أن حادث جاسر مشابه للغاية بحادثها القديم , و أنا لا أريدها أن تعايش الأمر مرة أخرى ...... لا زالت ترتجف حتى الآن كلما رأت حادثا في الطريق ......... )
ثم نظر الي جاسر ليضرب على ذراعه و هو يقول مداعبا
( اعذرني يا بطل ...... انها نذالة مني أن أفكر بزوجتي , لكن نحن رجال اشداء و نتحمل عنهن ... أليس كذلك )
ابتسم جاسر دون أن يرد , لكن عمر تابع بهدوء
( اذن هيا لنحاول المشي قليلا ............. )
قال جاسر بتصلب
( اخبرتك بانني لا أريد يا عمر .................. )
لكن عمر أصر و هو يقول
( بلى سنحاول ....... فلا تكن مدللا , هيا ..... )
نهض جاسر على مضض متئكا على ذراع عمر .... يحاول التنفس بصعوبة من ثقل جسده المقيد و الذي بدا و كأن سلاسل حديدية تربطه بالأرض ....
فاقتربت حنين كما اعتاد منها في أن تسانده لتقف تحت ذراعه , الا أنه هتف بها فجأة
؛( ابتعدي انتِ يا حنين ......... )
تسمرت مكانها ... و كذلك عمر و قد ساد صمت متوتر بين ثلاثتهم , .... الا أن حنين لم تدع له الفرصة ليكرر أمره الصارم فابتعدت في صمت لتعود لنهاية الغرفة .....
بينما عاد عمر ليساند جاسر ببطء , ليتحرك بصعوبة ....
اخذت تراقبهما من بعيد , بينما تنتفض كلما تذمر جاسر أو هتف غاضبا بعمر ..... الى أن همست في النهاية
( سأنتظر بالخارج ......... )
ثم خرجت دون أن تتأكد حتى من إن كانا قد سمعاها أم لا .... , لتقف بالخارج مستندة الى الجدار مغمضة عينيها تلهث بتعب .....
انه الحال ككل مرة ...... تريد أن تخبر عمر بالا يجبره , الا أنه لن يتركها حتى يجبرها على البوح بما يجيش بصدرها , و حينها سينقلب كل شيء ... أكثر من إنقلابه من الأساس ....
لا تعلم كم انتظرت واقفة بالخارج الى أن خرج عمر في النهاية .....
رفعت عينيها اليه بصمت , فبادلها النظر قليلا قبل أن يقول بخفوت
( سيكون كل شيء على ما يرام ....... إنها مجرد مرحلة مؤقتة )
ابتسمت باهتزاز و هي توميء له برأسها ..... فانصرف وهو يرفع يده لها بتحيته قاصدا الا يطيل وجوده لأكثر من ثلاث ثوانٍ ..... قبل أن تدخل حنين مسرعة الي جاسر دون لحظة تأخير إضافية ...
توقفت عند باب الغرفة تلتقط أنفاسها و هي تراه يجلس منحني الأكتاف على حافة فراشه ..... و ظهره لها ....
فأخذت نفسا قبل أن تقترب منه لتجلس بجواره دون صوت .... الا أنه لم يتحرك و لم يبدو أنه قد شعر بها ....
انتظرت قليلا ثم همست برقة
( إنها مرحلة مؤقتة ...... لقد اكد لي الطبيب ذلك , و ان شاء الله لن يبقى أي أثر من كل هذا ...... )
لم يرد عليها , و ظنت أنه سيتجاهلها ...... لكن بعد فترة قال بجفاء
( حنين ....... من الليلة سستذهبين للمبيت في بيت عمك و ستبقين هناك الى أن آتي و آخذك )
فغرت شفتيها قليلا .... و لم تكد القدرة على النطق لفترة طويلة , بينما كان قلبها يقصف كالمدافع ... الى أن تمكنت من الهمس
( هل أخطأت بشيء ؟؟ ............ )
نظر اليها قبل أن يبتسم دون مرح وهو يقول بصوت خافت
( لماذا تظنين ذلك ؟؟ .......... )
هزت رأسها قليلا .. قبل أن تهمس بهدوء
( لا لشيء ..... لكن عامة أنا لا أريد الذهاب )
صرخ جاسر فجأة بغضب وهو يضرب حافة السرير بقبضته
( توقفي عن المجادلة ..... ستفعلين ما أقول , أم تظنيني الآن لن أفلح في السيطرة عليكِ ؟ )
كانت كلماته كرصاصةٍ شقت صمتا طويلا بينهما .... استمر بعدها و هي تنظر اليه دون أي تعبير .....
الى أن قالت في النهاية ...
( سأهذب ................. )
ثم نهضت من مكانها لتخرج من الغرفة دون كلمةٍ أخرى .... التفت جاسر بسرعةٍ الى الباب الذي أغلقته خلفها , قائلا بلهفة
( حنين .............. )
الا أنها كانت قد ابتعدت دون أن تسمع ندائه الملهوف ......فأظلمت عيناه ليغلقهما بألم و هو يشعر أن قطعة من روحه قد غادرته للتو ...... الا أنه لم يعد يتحمل هذا الألم ..... على الأقل حاليا , .....
الألم فوق طاقته بكثير .......بكثير جدا .......


يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:18 PM   #14304

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

شعور غريب يشعر به و هي تجلس بجواره .... مزيج من الغضب و الراحة ....... يبدو أنه لن يكف عن محاولات إرجاعها لبيتها دوما .....
ما عليه أن يتعلمه , هو أن تلك الفتاة متمردة كما لم يعرفها من قبل ..... و يجب عليه إحكام الطوق حولها ....
اليست تخصه ؟؟ ..... و هذا من حقه ......
كتم ابتسامة عبث كانت تناضل لتخرج الي شفتيه لتبدد بعضا من ملامح غضبه ..... نار جامحة تجيش بصدره منذ ليلة عقد قرانهما .... حين تذوقها للمرة الاولى ..... فلم تكن سابقتها تعد سابقة بالمقارنة بالمشاعر التي احتدمت بينهما .....
حين سألته حنين عن مدى جدية زواجهما ..... أكد لها مضيه في هذا الزواج بكل حسم , دون أن يخبرها بأن السبب الحقيقي هو أنها تغلغلت في أنفاسه و تحت مسامه منذ تلك الليلة .....
هل يمكن أن تكون الرغبة سببا كافيا لزواج ناجح ؟؟ ...... فهو لن يخدع نفسه و يوهمها بصحة السبب الأول لزواجهما و هو الخوف من كلام الناس ......
نعم تهمه سمعتها ..... لكن الآن لم يعد يتذكر أساسا تفاصيل اعلانه عن عقد القران على الملأ .....
لقد تضائل المشهد و اختفى ...... و تعاظم مشهد استسلامهما لقانون الجاذبية الخاص بهما .....
و لما لا يحق له معايشة الذكرى مرارا .....و التصميم على المضي في هذا الزواج قدما .....
يعلم بأن كونها الفتاة الأولى في حياته .... فلهذا دخل كبير في ذلك الإرتباط الجلي الذي يشعر به حاليا تجاهها , ...... لكن فليسقط المنطق .....
الفتاة الأولى أو الأخيرة ......لا فارق لديه , المهم أن تصبح له ..... لأنه لن يتحمل المزيد من الأحلام المضنية المتعلقة بها منذ تلك الليلة .... و التي تغرقه بين خصلات شعرها الأشقر المنسكب فوق وسادته .....
بينما عيناها الزرقاوان تبعثان رسائل التأوه الخارجة من بين شفتيها المناديتان باسمه ..... وهو يتعرف على كل ما لم يعرفه قبلا من معالم الانوثة الصارخة ......
كان الحلم المتكرر ما هو الا مرحلة أكثر تقدما بقليل مما تشاركاه تلك الليلة .... وكأنما عاهده النوم على أن يهديه ما تبقى من الواقع الذي تركه معذبا .... ليكمله في الحلم المجنون ....
و الذي يستيقظ منه لاهثا متنفسا بصعوبةٍ لدرجة الألم .... و كأنها كانت للتو بين ذراعيه بكل ما تتصف به من نعومة .... حتى بصمات اصابعه , تشعر بنعومة بشرتها الحريرية منطبعة عليها و كأن الحلم اكتمل و اندمج بالواقع
لقد ذابت بين ذراعيه تلك الليلة بطريقةٍ لا تقبل النسيان .... و كأنها كانت تنتظره ليفتح لها عالم الحب بأسره .....
هل لأن بينهما كيمياء جسدية خاصة ؟؟ ..... أم ببساطة لأنها تحبه كما اعترفت له ؟؟ ......
لا زال اعترافها يزيد من اشتعال النار بداخله تماما ..... ذلك الإعتراف الذي لم يجيبها عليه بالمثل من يومها .....
انتبه من أفكاره لصوتٍ ناعم بجانبه .... فالتفت اليها , ليجدها منحنية الرأس و هي تبكي بنعومةٍ دون صوت تقريبا .....
رفع احدى حاجبيه وهو يقول بجفاء
( و أنا الذي كنت أتسائل عن سر تأخر الطقس المعتاد في البكاء ............)
التفتت اليه بعنف و هي تهتف ...
؛( لا تهزأ مني ..... ليس من حقك أن تتعامل معي كما تعاملت , مرة في المكتب أمام باقي الموظفين و مرة امام حنين ..... )
سكتت تشهق باكية قبل أن تهتف متابعة بمرارة
( ليس من حقك أن تشعرني في كلِ لحظةٍ بأنك أرفع مني شأنا .............. )
عقد حاجبيه بشدة وهو يهتف و قد عاد غضبه المجنون ليتأجج , فضرب المقود بقبضته وهو يهتف
( من هي التي قللت من شأنها و شأني حين ذهبت لطلب العمل من آخر شخص على وجه الأرض يمكن أن أسمح له بذلك !!! ...... و هي على علمٍ تماما بما بيننا !!! ...... )
ازداد نحيبها بشدة و هي تصرخ
( ليس من حقك أن تحاسبني ....... ليس من حقك , ان اردت أن استغل أي فرصةٍ أجدها فسأفعل ., و خلافك مع البشر لا علاقة لي به ......... كل ما يهمني هو ظروفي الصعبة و أنت أدرى الناس بها ..... )
نظرت أمامها تبكي بحرقةٍ و هي تتابع
( ما أسهل أن تركض خلفي من مكان لمكان ..... لتمنعني بكل غطرسةٍ من أعمل في هذا المكان لأنه مشبوه .... و من آخر لأن بينك و بين صاحبه خلاف كان لابد أن ينتهي منذ أمد ........ )
شهقت مرة أخرى و هي تختنق بعبراتها
( ما هذه الأنانية التي تحياها ؟!! ....... مع كل ما أعيشه من حياةٍ صعبة , تطلب مني أن أفكر بما يليق بك و ما لا يليق ؟؟ ......... )
مد مالك يده في فورة غضبه ليقبض على ذقنها ليدير وجهها اليه و قد فقد السيطرة على غضبه وهو يصرخ
( هل أنتِ متفهمة لكل الحماقة التي تتفوهين بها ؟!!! ....... أنتِ زوجتي ..... زوجتي .... هل تفهمين معنى الكلمة ام أن عقلك المسكين محدود التفكير لا يقوى على استيعابها ....... أي ظروف بالله عليك و قد أصبحت زوجتي !!!
هل ..... هل ..هل أنتِ معتوهة !! ........ )
كان صراخه قد وصل الى أقصى مراحله , فارتجفت لتدفن وجهها بين كفيها و تبدأ في نوبةٍ حارةٍ أخرى من البكاء .....بينما لا يزال ممسكا بذقنها بقسوة
سكت مالك يلهث بغضبٍ قليلا .... وهو ينقل نظره من الطريق اليها ....
كان وجهها يرتجف فوق أصابعه بعنف ... و دموعها تنساب على كفه ..... و دون أن يدري كان إبهامه يمسح كل ما يلتقطه من دموعها , مداعبا نعومة بشرتها ....
قبل أن يقول بفترة طويلة بصوتٍ أجشٍ خافت
( أنت أصبحتِ زوجتي ............... )
و كان هذا اقرارا وجيزا صارما و كأنه لا يحتمل المزيد من التعريفات ....
شهقت مرة أخرى فوق اصابعه , قبل أن تختنق هاتفة
( وحين سألتك لم ....... لم .......... )
سكتت و قد منعها الإحمرار المخالط لإحمرار البكاء من المتابعة حين ذكرته بتلك الليلة... وكأنه قد نسيها أصلا !!.....
قال مجددا
( أنتِ زوجتي للنهاية ........ فهل هذه إجابة كافية لكِ ؟؟ ...... )
بكت أثير بمرارة و هي تهمس باختناق
( لكنك لست مقتنعا ...............)
عقد مالك حاجبيه ليقول بخشونة
( كيف لست مقتنعا ؟؟ ....... لماذا تبدو ثقتك بنفسك منعدمة الى هذا الحد ؟!! ..... لقد ممرتِ ببعض الظروف الخاصة التي جعلتكِ تتنازلين قليلا ..... لكن تحت تلك الظروف أنتِ فتاة مناسبة تماما و ابنة أناس محترمين تعبوا كثيرا في تعليمك و تربيتك ......... )
صمتت أثير تنظر اليه بوجوم يقطر ألما ..... " فتاة مناسبة " .....
كم أوجعتها تلك الكلمة و كأنها صفعة على قلبها ,......
بغض النظر عن كونه ذكرها كمحاولة منه لتبرير " بعض تنازلاتها ".......
الا أن الكلمة كانت باردة كالجليد الموجع ..... بعد أن أعترفت له بحبها , و بعد ......... و بعد ما حدث بينهما ليلة عقد القران .....
و كأنه الآن يكلم فتاة غريبة يتعرف عليها لاول مرة في زواج تقليدي .....
التفت اليها ليقول بهدوء بعد فترة
( سنعجل بزفافنا ..... لقد طال بما فيه الكفاية , بسبب ظروف حور و حنين )
اتسعت عيناها بذهول و فغرت فمها , بينما ابهامه يتجول فوق شفتها الفاغرة .... ليقول بعد لحظة بصوت خشن , به دفء يكاد يكون لاهب
( الم أنبهكِ مرارا الا تنسي فمك مفتوحا ؟؟ ........... )
ارتجفت شفتيها تحت ملمس أصابعه قبل أن تهمس بعدم فهم
( اي زفاف ؟؟ ....... ألم .... ألم تقل أن .......... )
ابتسم مالك بقسوة و هو يحيد بنظره من الطريق اليها كل لحظة , ثم قال
( ماذا قلت ؟؟ ......قلت أن زواجنا ساري المفعول يا أثير , اذن لا ينقصه سوى اتمام الزفاف .... و كوني على ثقةٍ من ذلك )
هزت أثير رأسها نفيا , لتهتف بذعر
( أنت لم تقرر ذلك الا بعد أن عملت مع جاسر رشيد ...... هذا كل ما في الأمر )
اختفت الإبتسامة عن وجهه و حل التعبير الشيطاني محلها وهو يهتف
( لا تثيري جنوني أكثر ...... أنا أحاول جاهدا نسيان تلك الفعلة الحمقاء , فلا تستفزيني أكثر )
ابتلعت ريقها و هي تنظر اليه و كأنها تحلم ..... حتى ساعات مضت كانت تظن .... بل كانت موقنة بأن زواجهما صوري .... و انهما سيفسخان عقد القران بعد خلاف مناسب لترحل بعدها في صمت ....
و الآن ...... الآن ...... يخبرها , بل يأمرها بتقديم موعد الزفاف !!! ..... اي زفاف من الأساس ؟؟ .....
هل اتفق معها على أي زفاف من قبل ؟؟ ........
كان قلبها يخفق بجنون ..... لاهثا بذعر ..... زفاف مع مالك رشوان ؟؟ .....
لقد دخلت في المرحلة الجدية ... و لم يعد هناك مجالا للهو ..... فهل هو جدي تماما ؟؟ .......
على الرغم من كل شيء , فهي لا تزال تثق به ثقة عمياء .....هو لن يخذلها أبدا أبدا .... ربما خذل قلبها قليلا ... لكن ذلك أمرا مختلفا ..... فالأمر ليس بيده ......
لم تشعر الا و هي تهمس بترجي يثير الشفقة قبل أن تستطيع منع نفسها ...
( هل تحبني يا مالك ؟؟ ........ ولو قليلا فقط ؟؟ )
التوت عضلة في فكه دون أن يرد على التو ..... الا أنه سمع شهقة باكية صامتة التقطتها اذنه بأعجوبة فنظر اليها و هي تلتفت للنافذة محاولة اخفاء بكائها عنه ..... فما كان منه الا أن مد يده ليمسك بكفها المنقبضة فوق ساقها ...... فضغط عليها حتى انفتحت له أخيرا و شبك أصابعه بأصابعها .... ليقول بخفوت
( أنا أحتاج اليكِ يا أثير ....... حتى لو أنكرت ذلك لنفسي , أنا الآن في لحظة اعتراف وحيدة .... و أنا أقول أنني أحتاج اليك و بشدة ....... )
نظرت اليه أثير وهي تبكي بنعومة لتهمس بأسى
( و هل هذا كافٍ ؟؟ .......... )
أكد مالك وهو يشدد على أصابعها .....
( بل هو أكثر من كافٍ حاليا ..... لي و لكِ .... حاجتنا لبعضنا قد تكون أقوى من الحب نفسه .... )
همست أثير بشفتين متورمتين قرمزيتين من البكاء
( لكني اريد أن ...... أتزوج بمن يحبني .......... )
نظر اليها بطرف عينه ... ثم أعاد نظره الى الطريق وهو يسحب يدها بين يده ليضعها على فخذه و يأسرها بقوةٍ ما أن حاولت الهرب بها .... ثم قال بجدية
( و أعترافك لي بالحب ؟؟ ....... هل أنتِ مستعدة بالتضحية بمن تحبين في سبيل من يحبك ؟؟ ..... )
همست أثير بإختناق
( هذا ليس عدلا أبدا ............. )
شدد مالك على كفها الناعم , ليقول بجدية
( بل هو قمة العدل .... طالما أنني أحتاج اليك , فسأعطيكِ كل ما تحتاجين اليه ..... و اتركي الحب للأيام يا أثير , العشرة ستكون أقوى و أقصر سبيل اليه )
نظر اليها ليجدها تنظر اليه مبهوتة .... لا تعلم بماذا ترد , ... و هو يعلم جيدا بحجم الثورة التي تضطرم بداخلها .... كيف ترفض شخص هي تحبه , و في نفس الوقت سيحقق لها كل ما تحتاجه من الأمان ....
انه يعرف تماما حجم الإغراء الذي تتعرض له و الذي يتضائل معه بعض مسميات الحب .... و من يعلم !!
ربما لا يكون الحب بعيدا عنه تماما , خاصة مع تلك المشاعر التي تشتعل بداخله و يدها مأسورة فوق فخذه القوى ..... ان كان هذا هو بعض تأثيرها عليه , فكيف لا يكون الحب قريبا !! ......
.................................................. .................................................. ............................
دخلت الى غرفة مكتبه دون أن تصدر صوتا .... لقد باتت اشبه بالشبح في الأيام الأخيرة ... على الرغم من أن كل شيء يتم احتواؤه تدريجيا ... الا أن ذلك لم يخفف ذرة من الجحيم الذي تعيشه ....
طرقت الباب المفتوح بهدوء حين لم يشعر بوجودها ....فرفع رأسه اليها لينظر اليها بنفس النظرة التي ينظر بها اليها مؤخرا ..... نظرة تشبه خيبة الأمل .....
لكنها رفعت ذقنها و دخلت .... وجهها شاحب و قد فقدت الكثير من وزنها , و عيناها حمراوان تدلان على ليالٍ طويلة قضتها في البكاء .....
اقتربت منه ووقفت أمام مكتبه ..... فلامست حافته بيدها و هي شاردة قليلا قبل أن تبدأ الكلام ....
فبادرها عاصم قائلا
( ماذا تريدين يا حور ؟؟ .......... )
رفعت حور عينين تائهتين اليه لتقول بصوتٍ ضائع مترجي
( أريد ابني يا عاصم ........... )
تنهد عاصم بقوة و مد ذراعيه فوق سطح المكتب ليقول بتعب
( ماذا أفعل إن كان والده يرفض ذلك و بقوة ............. )
صرخت حور بهياج فجأة
( أنا أمه ...... و ليس من حقه أن يمنعني من أن آخذه , القانون في صفي )
نهض عاصم من على كرسيه بإندفاع ليدور حول مكتبه .... ووقف أمامها يشرف عليها بطوله المخيف ليهتف بغضب
( الآن ؟؟ ...... الآن يا حور !! ...... لا تجدين سوى الآن تحديدا لأطلب ابنك بالقانون , لم أكد أتنفس الصعداء من موقف زوجك في عدم تطليقه لكِ في هذه الفترة ..... و قد دعم هذا موقفك للغاية ليضحد من الشائعات الموجهة ضدك ......... خاصة بعد أن استدعوه للتحقيق في ادعاء ........ )
صرخت حور بجنون بينما اندفعت المزيد من الدموع لتجري على وجنتيها
( ادعاء ماذا يا عاصم !! ...... أنا حور رشوان .... و انت تعلم حور رشوان جيدا ..... و وهو أيضا يعلم من هي حور رشوان ..... اي أنه لم يتفضل علي , بل هو لم يشهد سوى بالحق )
صرخ عاصم و هو يضرب سطح مكتبه بقبضته
( و إن يكن ...... كل هذا لا يمنع أن الحقير ادعى علاقة شائنة بينكما , لينفي تهمة الإعتداء ..... و طبعا تم استدعاء زوجك للتحقيق في واقعة خيانة زوجية .........
و بعد شهادته في صالحك .... بل و عدم تطليقك دعما لذلك أمام الناس.........
تريدين الآن !!! ...... الآن !!!!!! ..... أن أطلب ابنك بالقانون ؟؟!!!!! ........
مما أنتِ مصنوعة ؟؟ ..... اخبريني بالله عليكِ .....لو كنت مكان زوجك لما كان كفاني أن أعذبك حتى أسمع عويلك ليل نهار على كلِ ما فعلته ....... )
صرخت حور منهارة من البكاء
( لم أفعل أي شيء .... و أنت تعلم ذلك جيدا .......... )
اندفع عاصم اليها ليمسك بكلتا ذراعيها يكاد يمزق لحمها بأصابعه وهو يهتف
( هل حقا ستمثلين ذلك الدور يا حور ؟؟ ..... لأنني لم احاسبك الى الآن مراعاة للظروف ليس معناه ان تستمري في محاولات الظهور بمظهر الضحية ...... أم نسيت أنني اطلعت على الصور ؟؟ .....
واحدة منها هي لكِ يا حور ...... لكِ برفقة رجل غريب ...... و الكثير شهد بأنه كان ملازما لكِ أينما ذهبت ......
اي رجل يتحمل أن يصبح لزوجته صديق مقرب .... تجلس معه في كل مكان .... يتضاحكان و يتسامران ,, و يخرجان معا كذلك ...... و في النهاية حين يفيض به الكيل من تلك الصداقة الخادعة يتعدى عليها و يدنس كرامة زوجها ......
أي رجل يتحمل ذلك !!! ...... والله لو كنتِ زوجتي لكنت قتلتك يا حور على تصرفاتك التي وصلت لأقصى مراحل الأنانية و الصلف و الكبر ...... و معايشة ناس ليسو من بيئتنا و ليسو من وسطنا و محاولة التشبه بعاداتهم الغريبة ..... انظري الى أين وصلت بك ......
و بعد هذا كله تريدين أن أحضر لكِ ابنك بالقوة ....... أين كان ابنك حين كنت تتركينه لوالده بالأيام ... وحتى و هو معك هنا , كانت المربية هي من تتولى كل شؤونه ...... فمن أين اذن ظهرت تلك الامومة الغامرة الآن ؟؟؟
أم تعتقدين بأني لا أعرفك جيدا ؟؟؟ ........ المرأة التي تستغل أخاها و تجرح ليضربها كي تستنجد بزوجها و تثير شفقته بعد أن رفضها أكثر من مرة ....... سهل جدا أن تستغل ابنها لنفس الهدف كي تسترجع زوجها مجددا .... )
صرخت حور عاليا وهي تغطي وجهها بكفيها ..... و اخذت تصرخ و تصرخ ...... بينما كان عاصم يصرخ بها
( اخرسي .,..... اخرسي ....... لا أريد لأمك أن تستيقظ ..... لقد كنت كمن يسير على الحبل الفترة الماضية كي لا تعرف من أين ناتي و الى أين نذهب ....... أخرسي ....... ).
حررت حور نفسها من كفيه بأعجوبة و اندفعت لتخرج من المكتب جريا ........ الى أن وصلت لغرفتها و هي تشهق في حالة يرثى لها .....فرمت نفسها على السرير تشهق و تبكي بجنون .....
و كل ما كان يدور برأسها أنها قد فقدت أبنها للأبد ...... بعد أن كانت قد استعادته , لكن بعد فوات الآوان ....
.................................................. .................................................. ........................
جلس عاصم الى كرسي مكتبه ليغرق رأسه بين كفيه ..... حتى شعر بكفين رقيقتين تحطان على كتفيه ....
رفع رأسه ببطء لينظر بلا تعبير الى صبا التي أتت من خلفه دون أن يشعر بها ...... و التي ما أن نظر اليها حتى انحنت لجانب وجهه لتضع وجنتها على وجنته و هي تهمس بخفوت
( لقد كان صوتكما عالٍ جدا ...... و خشيت أن تستيقظ خالتي )
لم يبد على عاصم اي تعبير وهو يقول
( لقد قلت ما كان ماكثا كالحجر على صدري و ارتحت ....... )
انحنت اكثر و هي تضغط وجنتها على و جنته اكثر ... هامسة
( وهل ارتحت فعلا أم أنك تدعي ذلك فقط ؟؟ ............ )
ابعد عينيه وهو يقول بتجمد
( كيف ارتاح و انا اراها بهذا الحال ؟؟ ......... )
امسك صبا بوجهه بين كلتا كفيها و نظرت في عينيه وهي تهمس
( لقد كنت قاسيا معها جدا ...... و أنا أعتقد أنها تغيرت تماما , صحيح أنني لم اتعرف اليها بتداخل قوي ... لكني واثقة من أنها تغيرت الآن تماما , فلماذا آذيتها بهذا الشكل ؟؟ ........ )
مد يديه ليطبق على يديها الممسكتين بوجهه و نظر الي عينيها طويلا قبل أن يقول بخفوت
( و أنتِ أيضا قد تغيرتِ يا صبا تماما ....... أكاد أشعر بأنني أعيش في حلمٍ غير واقعي معك )
ابتسمت صبا ابتسامة صغيرة و هي تهمس
( كيف لا تريدني الا أتغير بعد ما فعلته ......... الا فكرة لديك عما شعرت به و أنت واقفا أمامي هذا الموقف , و قد انصعت أخيرا لطريق الحق ...... لماذا لم تخبرني بأنك كنت تنوي أن تقدم بلاغ ضد الدالي ؟؟ .......
لماذا أخفيت عني الأمر و جعلتنا نعيش كل تلك الأيام الصعبة ؟؟)
كان عاصم ينظر اليها بلا تعبير تقريبا .... ثم قال أخيرا بخفوت
( لكن لازال هناك بيتك الذي سلبته منكِ ........ هل تغاضيتِ عن الأمر ؟؟ ...... )
ارتعشت ابتسامة صبا قبل أن تهمس
( لن أنسى بيت والدي ابدا ..... و سيظل فراقه يوجع قلبي , لكن مع كل ما فعلته و انت تترصدهم بدءا من كل صغيرة من صغائر فسادهم حتى اكبرها ..... حتى انهارت مراكزهم في البورصة تماما , و الآن .........
الآن انظر اين ذهبت تهديداتهم ؟؟ ...... و كل منهم يحاول جاهدا النجاة بنفسه و ببعضٍ من ما نهبه من هذه البلد )
قال عاصم بخواء
( لم ينتهى الأمر ..... و ستكونين واهمة إن ظننتِ بأننا قد أسقطنا حيتان مثلهم , أقصى ما فعلناه أننا خلخلنا ثباتهم في البلد قليلا ..... و بأقصى تقدير سيفر الدالي بكل يسر ...... )
هزت صبا رأسها و هي تقول
( المهم عندي هو موقفك ....... لقد فعلت ما عليك و ما يمليه عليك ضميرك ........ )
أومأ عاصم برأسه موافقا بينما كانت ابتسامة قاسية تلون شفتيه , ثم رفع نظره اليها ليقول بخفوت
( و الآن ؟.......... ما هو قرارك بالنسبة لما يخصنا ؟؟ ..... )
اسبلت جفنيها و هي تجلس أمامه على سطح مكتبه ..... و اضعة يديها على كتفيه و كأنها تدعم نفسها به , فرفع كفيه بتثاقل ليمسك بخصرها و هو ينظر اليها بصمت و بلا تعبير ..... يراقب كل حركةٍ من حركات عينيها و شفتيها اللتان همستا بخجل
( لا أريد أن أتكلم فيما يخصنا الآن ....... الظروف غير ملائمة )
قال عاصم بخفوت و يداه تتحركان على خصرها بتملك
( لا .... لا .. انسي الظروف و تكلمي بحرية , لأنه من الواضح أن ظروف الغير دائما ما تقف عقبة بين سعادتنا )
عادت لتبتسم بخجل قليلا ..... قبل أن تأخذ نفسا قصيرا ثم همست
( أردت أن اخبرك بأنني ..... لن أرحل من هنا , و لن أتركك أبدا )
ظل عاصم ينظر الي عينيها الخجولتين و اللتين شاهدهما تزئران في المحاكم في وجه من يعارضها .... و طبعا من يعارضها فقد عارض الحق .....
قال عاصم أخيرا
( و ستكونين ام اطفالي ؟؟ ......... )
ازداد خجلها لكنها اومأت برأسها دون الحاجة للرد .....فأكد عاصم مستفهما
( أصبحت أهلا لأن أكون والد اطفالك ؟؟ ......... )
عادت لتومىء برأسها لتميل اليه محيطة عنقه بذراعيها .... لتغمض عينيها و هي تهمس ....
( سأكون كل ما تريد ......... لم أعد أتحمل فراقك يا عاصم , و لم أعد أتحمل الخوف عليك و أنا بعيدة عنك )
ضمها اليه عاصم بقوة .... قبل ان يرفع وجهها اليه فجأة , ليهجم عليها بقساوةٍ يقبلها و كأنه عقاب و ليس اشتياق ...... ارتجفت صبا بين ذراعيه , الا أنها باتت تعرف نوبات كبته جيدا , حين يكون غاضبا من شيءٍ ما ...
و المواجهة بينه و بين حور لم تكن هينة .... لذا تركته يفعل ما يريد , على الرغم من أنها شعرت بعدة آلام من جراء قسوته .....
انتزعها من نفسه أخيرا بصعوبة .... ليجدها تتنفس بصعوبة كحاله تماما , فهمست حينها بتساؤل
( عاصم ؟؟ ........ )
أخذ عاص نفسا عميقا قبل أن يرجع شعره بأصابعه بتوتر قبل ان ينهض بسرعة .... و قبل أن يحررها تماما , أمسك بذقنها يرفع وجهها اليه لينظر الي عينيها طويلا .... قبل أن ينحني ليقلبها برقةٍ ناقضت هجومه الشرس منذ لحظات ... ليهمس أخيرا أمام شفتيها
( آسف ....... )
ثم استقام لينظر اليها مرة أخيرة قبل أن يقول بجمود
( اذهبي لغرفتك يا صبا ...... انا لدي بعض الأعمال و قد أتأخر , لا تنتظريني )
رمشت بعينيها بقلق و هي تود لو تصرخ " لا تبعدني عنك "
الا أن منظره لم يكن مشجعا على الكلام ..... كذلك حالتها الآن ....
لذا ابتسمت له بإهتزاز و هي تومىء برأسها بضعف ...... فابتعد في اتجاه الباب , الا أنه قبل أن يخرج , استدار اليها ليقول بصوت غريب مكررا
( صبا ....... انا آسف )
نظرت اليه و هي لا تزال ترتجف جالسة على سطح المكتب متشبثة بحافته .... ثم ابتسمت بارتعاشةٍ و همست
( و أنا أيضا آسفة ......... )
نظر اليها و كأنه يود لو يسمع منها المزيد ..... لكنه أخذ نفسا خشنا قبل ان يصعد لغرفته , كي يهدىء من هول البركان الذي اطاح بهما ... استعدادا لأن يبتعد عنها مؤقتا ......
إنها المرة الثانية التي يقترب منها منذ أن عادت لمنزله .... إنه لا يقوى على ابعاد يديه عنها و كأنها مخدر يسري في أوردته ..... لقد أدمنها حتى تمكنت منه بدرجةٍ حمقاء .....
يتحمل منها ما يتحمل ..... الا أنه في اللحظة التي يصب بها جام غضبه عليها , ينصهر الغضب في حممٍ بركانية لتصهرهما معا ......
لقد كانت على حقٍ في شيءٍ واحد ..... و هو أنهما لم يفلحا سوى في إيلام بعضهما ......
تماما كذلك الألم الذي يضرب قلبه حاليا من كلِ كلمة ٍ عفنةٍ حمقاء تتفوه بها .... و تظن أنها تكرمه بها .....
زفر بقوةٍ وهو يضرب حائط حمامه بقوةٍ يشتم أشخاصا مجهولين ..... لربما كانوا هم السبب فيما يعاني منه الآن .......
لقد اعترفت له بنت السلطان للتو بأنها اصبحت ملكه ..... بأنها رضيت عنه أخيرا ..... بأنها سلمته مقاليد حكمها كما سلمته قلبها قبلا .....
لكن و مع ذلك ..... دائما ما تقدم له قدح العسل مخفية خلف ظهرها خنجرا حاد النصل لتجرحه به جرحا باردا مرة بعد مرة ......
خرج من غرفتهما بعد فترةٍ طويلة .... مرتديا كامل ثيابه ... يهبط السلم كل درجتين معا , الا انه توقف قليلا حين وجدها تصعد بتثاقل درجة درجة ..... شاردة مطرقة بمحل قدميها .... ممسكة بسور السلم و شعرها العسلي هائج من حولها بدرجةٍ توجع القلب .......
رفعت عينيها اليه حين صعدت و نزل هو ..... فأصبحا على درجةٍ واحدة ..... تفصل بينهما محيطاتٍ و بحور ..........
فنزل درجة ..... لكنه استدار اليها ليقول بصوت خافت عميق
( صبا ......... )
استدارت اليه بصمت .... فقال لها بخفوت
( لقد تم عمل تسوية مع الحكومة على أرض مدينة الدالي ...... و بالطبع تعثر .... لذا سيتم نزولها في المزاد بسعرها الحقيقي .... و حين يتم ذلك , ستكون ارض بيت والدك في نفس المكان قد أصبحت ملكك ..... و سأعمل على بناؤه لكِ بنفس التصميم حجرا حجرا ...... )
ارتجفت شفتي صبا ... ما بين ابتسامةٍ مرتعشة و ما بين ارتعاشة بكاء ...... بينما غامت عيناها .......
و حين فقدت القدرة على الكلام للمرة الأولى منذ أن عرفها .... مكنه ذلك من التهام كلِ ذرةٍ من ملامحها الحبيبة دون أن تقاطعه بإحدى خناجرها .......
ثم استدار لينزل دون كلمةٍ اخرى ...... بينما ظلت صبا واقفة على درجات السلم , مستندة الى سوره .... مغمضة عينيها و الدموع تنساب منهما .... بينما كانت كفها تقبض على ال " الما شاء الله " الذهبية .....
.................................................. .................................................. ..........................
كانت ملتفة على سريرها تبكي بقوة ... من بين بكائها تضحك أحيانا للصورة الحديثة على هاتفها و التي التقطتها لمعتز ...... بشعره الذي استطال ناعما كالحريري فوق جبينه .... بينما ينفخ خصلة منه بطرف شفتيه الممطوطتين كبطة .... حين أكتشف امكانية أن يطير خصلة من شعره بواسطة شفتيه .....
تبكي و تعود لتضحك للصورة .....
في الفترة التي سبقت تركها للبيت , كان معتز قد تعلق بها تماما , و قد يكون أزيد من اللازم أيضا ...
بات يلاحقها كظلها .... أينما دخلت .... حتى و هي تستحم .... على الرغم من أن نادر كان يصرخ غاضبا رافضا لذلك .....
لكنها كانت تضعف في غير وجوده تأخذ معتز معها حين يرفض البقاء خارج الباب ناظرا اليها بعينيه الكبيرتين بنظرة الجرو الضائع ....
لم تكن تتخيل في أحلامها أن يرتبط بها معتز بتلك القوة في مثل تلك الفترة ... بعد أن كانت قد يئست من التواصل معه ....
ترى ماذا يشعر الآن بدونها ؟؟ ..... بماذا يفكر ؟؟؟؟
شهقت حور باكية مرة أخرى و هي تدفن وجهها في وسادتها .... من المؤكد سيظن انها تركته كما كانت تفعل دائما ... أو ربما ظن أنها تعاقبه لأنه أخطأ بشيء ٍ ما .....
أخذت تبكي .... و تبكي بقوة ..... لا تعرف كيف توقف بكائها ....
و حين شعرت بأنها على وشكِ الإنهيار مجددا , مدت يدها الى العلبة فوق منضدتها الجانبية ... فأخذت منها قرص صغير , .... ثم ألحقته بثانٍ ....
لم تعد تستطيع الصمود بدون ذلك المهدىء ..... تشعر بأنها تتحطم الى شظايا بدونه ....
و خلال الساعة التالية .... كانت مستلقية في فراشها ... متسعة العينين , تحدق في السقف بلا تعبير ....
و أخيرا صدرت عنها بادرة حركة .... حين مدت يدها ببطء , لتأخذ هاتفها مجددا .... ثم طلبت رقمه ......
انتظرت قليلا .... ثم طويلا ..... لن يرد عليها كالعادة ....
عادت لترتجف شفتاها و تنساب الدموع من عينيها مجددا .... الى أن سمعت فجأة صوت الخط يفتح ...
فاستقامت جالسة بسرعة تمسح دموعها تنشج بصعوبة ... ثم قالت بلهفة قبل أن يغير رأيه و يغلق الخط
( نادر ...... نادر أرجوك لا تغلق الخط .... أرجوك ..... أرجوك ...... )
سمعت صوته يأتي قاطعا دون أي مشاعر تمت للبشر
( ماذا تريدين يا حور ؟؟ .......... )
ارتجفت شفتاها بشدة و تجعدت زاويتي عيناها ببكاءٍ مكبوت بعنف و هي تهمس بإختناق
( أريد أبني يا نادر ...... أرجوك , ليس عدلا ما تفعله بي )
قال بصوت مخيف
( ابتعدي عنا يا حور ..... عودتك الينا كانت خطأ من البداية )
هتفت حور و هي تشهق بصعوبة و انهيار
( أرجوك يا نادر ...... أنت تعلم جيدا أنني لم أفعل شيئا مما اشاعوه , ليس من العدل أن تعاقبني على كذبة )
سمعت صوته يزداد خفوتا .... لكن كان خفوتا مرعبا , ارسل رجفة في أحشائها
( أتظنين أنني أعاقبك على ما اشاعوه ؟؟ !! ....... لو كنت صدقته و أحببت أن أعاقبك عليه لما كنت الآن قادرة على النطق بكلمة ....... )
همست حور تختنق ببكاءٍ معذب
( حسنا لقد أخطأت .... كنت غبية .... كنت متهورة ..... كنت أتصف بكل مساوىء العالم , لكن أرجوك أنت تقتلني بهذا الشكل ..... كلكم تقتلوني .... تذبحونني حية ..... أنت لا تعلم كيف هي حياتي الآن , لتزيد عليها بأن تحرمني من ابني ....... أريد أن أراه ..... لم اره لأكثر من شهر ...... )
هتف مالك بقوة صمت اذنها
( منذ متى !!! ...... كنتِ أحيانا تبحثين عمن يبقى معه لفترة أطول ...... منذ متى يا حوووور !!!!...... )
صرخت حور و هي ترفع يدها الاخرى تغرزها في شعرها بقوةٍ تكاد تقتلع خصلاته بهستيرية
( كفى ...... كفى ...... لا أريد سماع هذااا ..... كفى ........ )
صمت مقابل كان الرد على صرخاتها ..... الى أن أخذت تتحول الى همهمات مختنقة
( كفى ....... كفى ...... )
جائها صوته يقول بخشونة
( حوور ........ حوور , أنت لست طبيعية )
لكنها كانت في عالمٍ آخر و هي تهمس بلا وعي
( دعني أكلمه على الاقل ...... ارجوك ...... لا .... لا .... لن يسمعني ... و لن أسمعه .... لن يسمعني ... و لن أسمعه ..... )
قال نادر مجددا
( اغلقي الخط يا حور و نامي ....... لأنني لا أرغب في سماع المزيد من ذلك )
ثم أغلق الخط دون أن ينتظر ردها ........ بينما ظلت هي ممسكة بالهاتف تنظر اليه , هامسة
( ارجوك ........ أرجوك ..... أرجوك ......)
و لم تشعر بدخول روعة الا بعد أن ضمتها الذراعان الحنونتان الى صدرها الرحب و هي تبكي قائلة
( بسم الله الرحمن الرحيم ...... ماذا بكِ يا حور ...... ماذا بك حبيبتي ...... لماذا لا يخبرني أحد بما حدث لك ..... قلبي لن يتحمل كل هذا ...... لقد حدث شيء و هو ليس مجرد شجار مع زوجك ..... و الله قلبي لا يطاوعني على الغضب عليكم ..... لكني مكسورة الخاطر .... والله مكسورة الخاطر ....... )
كانت حور مرتمية بظهرها الى صدر أمها و هي تبكي دون صوت و كأنها قد استنفذت طاقتها كلها ......
فقط تنساب الدموع على وجنتيها بصمت ..... بينما أصابعها تتشبث بذراعي أمها المحيطتين بها بضعف و هي تهمس بعدم تركيز
( لا مكان لي هنا يا أمي .... و لا هناك ... و لا في أي مكان ..... لم يكن لي مكان في أي مكان يا أمي ....
طوال حياتي لم يكن لي مكان ...... كنت دخيلة على الجميع ..... كنت دخيلة على كل من عرفني من قبل .... أريد أن أناااااااام ..... أريد أن أنااااااام و لا أستيقظ أبدا )
شهقت روعة برعب و هي تعتصرها بين ذراعيها
( الله أكبر ..... الله أكبر ..... اسم الله عليك يا ابنتي .... يا رب لطفك يا رب )
ظل جفنا حور ينغلقان شيئا فشيئا و هي تهمس بخفوت
( أريد ابني ...... فقط لو يخبرني , متى سينتهي العقاب ..... سأنتظر .... لكن لا يقصيني من حياته .... و لا يخرجني من حياته ..... لقد تحملت الخروج من حياة الكثيرين .... لكن ليس معتز ..... أرجوك يا أمي ليس معتز ..... سينساني ..... سينساني ..... سيضيع كل ما حققناه بيننا ...... )
اخذت امها تهدهدها و هي تذكر اسماء الله و تمسد على شعرها بينما نحيب صدرها لم يتوقف حيث ترقد صغيرتها التي غفت من شدة الألم و التعب ........
.................................................. .................................................. .........................
بعد أن أغلق الهاتف رماه بقوة على الفراش .....و صدره يعلو و يهبط بعنف ..... كم ود لو تمكن من تكميم أنفاسها كي لا يسمع المزيد من هذيانها المريض .....
كم ود لو يخفي صوتها البائس من اذنيه ....نشيجها و توسلها .....
استدار حول نفسه في الغرفة كأسدٍ هائج في قفص .... مد يديه يتخلل بهما خصلات شعره بقسوة وهو يزفر نارا من صدره ....
لطالما كانت حياته معها كالجحيم .... لكن هذه المرة كانت أفظعهم ,..... أشقاهم .....
بعد أن تسللت الى كيانه ببطء خبيث, حتى سكنت مسامه .... أصبحت لديه كالداء الذي لا دواء منه ....
وطن نفسه على أن يتعامل مع ثورته الدائمة .... مع عينيه اللتين تعبتا من اللف حولها لحراستها .... كان كمن يقال أن عينيه في منتصف رأسه ....
لطالما اشعلت به نيران غير حضارية لم يعرفها قبلها .... لطالما جعلته يلف و يدور حول نفسه سخطا من عالمها الذي يقترب من افتراسها .....
وطن نفسه على التعايش مع تلك النيران الهمجية التي لا تريح بال رجل و لا تهنأ حياته بها .....
لكن هذه المرة كانت النهاية ..... النهاية التي كتبتها بنفسها لتلوث كل جهوده في التعايش مع حقيقة كونها ... حور ...
كونها تلك الفتنة المشتعلة ليتوهج كل من حولها ......
كيف ينسى ؟!!! ..... كيف ينسى اللحظة التي فتح بها رسالة على هاتفه , تظهر بها في جلسةٍ حميمية بسيارة القذر الذي طالما حذرها من الإقتراب منه ....
كيف ينسى ابتسامتها له , و التي ظهرت جلية ... و عدد المرات التي قضاها ليتخيل ما كان بينهما من حوار يجعلها تبتسم مثل تلك الإبتسامة الهائمة .....
كيف ينسى استدعاؤه للتحقيق بخصوص , ادعاء في قضية خيانة زوجية ؟!!
كيف ينسى ؟!!! .... انها سهلت له طريق أن يلامسها بيديه القذرتين !!
أغمض عينيه عند تلك النقطة و هو يزأر بقوةٍ و هياج ... بينما عيناه تزدادان احمرارا بشكلٍ مخيف
عاد ليدور في الغرفة و هو على وشك تحطيم كل ما يعترض طريقه .... الى أن اصطدمت عيناه بقميص نومها معلقا على طرف الشماعة الخشبية القديمة ....
تلك الخامة الحريرية القرمزية المنسدلة أمامه بإغراء .... تتحداه لينسى ذلك الجسد الملفوف الذي انسدلت عليه ذات ليلة ليضيع معها في أمواج رغبة مجنونةٍ بها وحدها ....
اقترب من ذلك القميص .... فالتقطه ببطىء ليقربه بشرٍ بطيء جدا من وجهه .... حتى استنشق عطرها الفج لا يزال قابعا به بفجور .....
فكأنما استنشق ماءا كاويا أحرق رئتيه , ففتح عينين شرستين ... ليمسك القميص بكلتا يديه فيشقه نصفين بحركةٍ واحدة تتناسب مع خشونة أنفاسه اللاهبة ....
بعد أن أنفصل القميص بين يديه كوره ليلقي به صارخا الى آخر الغرفة ..... لكنه لم يكد يفعل ذلك , حتى لمح معتز بطرف عينيه ... و اقفا بإطار الباب ....
بل بالمعنى الأصح .... متشبثا بإطار الباب .... يخفي نصف جسده الصغير خلفه , و عين واحدة فقط ... صغيرة متسعة .... تراقب ما يفعله والده دون تعبير أو صوت أو نفس .......
تسمر نادر بمكانه و كأنه قد ضبط بالجرم المشهود .... فاتجه بعد لحظة الصدمة الأولى , الى حيث قذف شقي القميص , فالتقطهما ببطىء ليجمعهما معا , ثم يعود بهما و يضعهما أعلى الشماعة الخشبية و يمسد فوقهما و كأنه يعيد ترتيب القميص ....
ثم اتجه ببطىء الى معتز ... حتى وصل اليه فانخفض ليجثو على ركبتيه أمامه , هامسا مبتسما دون مرح
( ما اللذي ايقظك الآن يا " بابا " .......)
تردد معتز , قليلا ... و الخوف بادٍ على وجهه .. ثم رفع يديه الصغيرتين , ليشير بهما ببطىء و تعثر
( أريد ماما .............. )
منذ شهر و حتى الآن لا يتوقف عن السؤال عنها قبل أن ينام .... و بعد أن يستيقظ .....
لم ينسى السؤال و لو لمرةٍ واحدةٍ خلال هذا الشهر .....
كان نادر خائفا من أن يمر معتز بنوبات بكاء هيستيرية بعد رحيل حور .... الا ان ذلك لم يحدث , فظن نادر بغباء , انه ربما ما كانت الرابطة بينهما قد تقوت لتلك الدرجة التي تخيلها ....
لكن مع مرور الأيام .... اثبتت له , مدى غباء ظنه ..... فمعتز , اصبح يجلس وحيدا صامتا معظم الوقت ... و تلك هي المرة الأولى التي يشعر فيها نادر بأن معتز صامت .....
دائما ما كان يتكلم و يعبر .... حتى قبل أن يبدأ في تعلم لغة الإشارة ......
كانت روحه و عيناه تنبضان بالحديث و الصخب ...... لكن منذ أن رحلت حور و هو يجلس مستندا برأسه الصغير الي جانب المقعد شاردا تماما ......
ابتلع نادر غصة مؤلمة ..... قبل أن يجيبه بلغته ...
( أن " ماما " ... عند " تيتة " ..... لأنها تحتاج اليها )
ثم جذبه اليه برفق .... قبل أن يحمله و ينهض به واقفا وهو يهمس بين خصلات شعره ...
( هيا لتنام في حضن " بابا " ..... هل نسيت أنك , ما كنت تقبل أن تنام بين أحضان أحدٍ غيري .... ما الذي تغير الآن ؟؟ ........... )
وصل به الي السرير الواسع , ليضعه برفق , قبل أن ينضم اليه , ليجذبه لحضنه بقوةٍ و يحيطه بالغطاء ... و أخذ يربت على شعره بحركة بطيئة ....وهو يهمس شاردا
( كنا بخير أنا و أنت ........ ...... فكيف سنعود الآن ؟ .... )
.................................................. .................................................. .............................
أنهى ارتداء ملابسه صباحا بسرعة بعد أن تأخر بسبب تجهيز معتز و انزاله الى مكان انتظار الحافلة الصغيرة ,
ثم عاد سريعا كي ينهي أموره ....
و أثناء التقاطه لهاتفه و مفاتيحه ..... سمع طرقا على الباب ....
فعقد حاجبيه و هو يتسائل عن الطارق في هذا الوقت المبكر .....
ذهب نادر ليفتح الباب , ...... لكنه تسمر مكانه تماما ..... حين وجدها واقفة أمامه بشحمها و لحمها .....
لكن أي شحم و أي لحم !!!
لم يكد يصدق أنها هي للوهلة الأولى ..... كانت تبدو كشبح ..... و إن كان هناك أكثر من الشبح فكانت ستكونه ....
كانت شاحبة شحوب الموتى .... نحيفة الى حد الهزال , و قد بدت وجنتاها غائرتان .....
حتى أن عيناها ازداتا اتساعا بدرجة كبيرة .....
شفتاها زرقاوان بدرجة مخيفة ..... و شعرها متبعثر باهت لا يظهر بريقه المعتاد .....
كانت صورة حية للالم ..... وصورة ميتة لحور ....
رفعت عيناها المتسعتان اليه لتهمس باستسلام رافعة كتفيها بيأس
( اين معتز يا نادر ؟؟ ....... لم تعد تتركه عند علية لأنك تعرف بأنني سأذهب اليها ما أن أتمكن من مغادرة حبسي الإنفرادي في البيت ...... )
لم يتمكن من الرد لفترة ..... بينما ملامحه متجمدة بجفاء فقد القدرة حتى على الكره ....
الى أن تمكن من القول أخيرا بلا تعبير
( معتز التحق بمدرسة خاصة ..... بالسنة التمهيدية منها )
فغرت شفتيها قليلا بينما شق مزيد من الألم عينيها ..... ثم أغلقتهما لتعض بهما قبل أن تهمس محاولة البقاء متزنة قدر الإمكان
؛( أريد ابني يا نادر أرجوك ....... لا تحرمني منه )
أخذ نادر نفسا عميقا قبل أن يتكلم بخفوت جاف
( لن أحرمك منه ...... هذا ما توصلت اليه بعد ليلة طويلة , ... ليس من أجلك , فأنتِ لم تعد لكِ أهمية في حياتي أبدا .... و لكن من أجل مصلحته هو ......
سأدعك ترينه ...... لكنك لن تأخذيه يا حور ...... لآخر نفس في صدري , لن أسمح بأن تأخذيه , حتى لو رفعتِ قضايا المحاكم كلها ....... )
اخذت حور نفسا مرتجفا .... ترفع يدا تماثله ارتجافا لتضعها فوق صدرها المذبوح و قد ظهرت على معصمها النحيل الأوردة الزرقاء و العروق من شدة نحافتها ..
همست أخيرا بتوسل
( لا تفعل بي ذلك ...... عاقبني كما تشاء , لكن لا تفعل بي ذلك الآن .... لا أحد يقبل أن يساعدني ..... أرجوك )
رفع نادر ذقنه قبل أن يقول بخفوت
؛( عودي لبيتك يا حور ..... لم يعد لكِ مكان هنا ..........)
ارتمت الى إطار الباب بكتفها و هي تئن بنشيج خافت مغمضة عينيها ....... لترفع معصميها فجأة و هي تسحب شعرها للخلف مغمضة عينيها ....
عبس نادر و هو ينظر اليها و قد بدأ القلق يتسرب الى نفسه ..... فمد يده ليمسك بمعصمها النحيل ليخفض ذراعها قبل أن يقول بخشونة
( ماذا بك يا حور ؟؟ ............... )
فتحت عينيها المتسعتين و هي تنظر اليه هامسة بنشيج بلا دموع
( ماذا بي ؟؟ ...... ماذا بي ؟؟ ....... أريد ابني و أنتم لا تقبلون ...... هذا هو ما بي ....... هذا هو ما بي ... )
جذبها نادر الي داخل البيت ..... و هاله مدى هشاشتها و خفة وزنها .... فرفع ذقنها اليه ليحدق بها مليا ....
ثم أمس برسغها ... يضغط بإصبعيه على باطنه , و يده الأخرى ارتفعت ليجذب جفنها السفلي بإصبعه لاسفل قليلا وهو يقول بقلق اكثر
( هل تتعاطين شيئا ؟؟ ............ )
لكن جفنيها كانا ينطبقان مرة بعد مرة و هي لا تزال تهمس
( أريد أن أراه ....... فقط أراه )
أسندها نادر ليجلسها على أقرب مقعد ...... فارتمت عليه بضعف , لكنها فجأة نظرت الي قميص معتز البيتي القطني الملقى على أحدى ذراعي المقعد ..... فأمسكت به بشدة لترفعه الى وجهها تشمه مغمضة عينيها و كأنها تسحب إكسير الحياة ....... تماما كما فعل مع قميصها ليلة أمس ....
لكنه سمعها تهمس بعذاب لرائحته الطفولية الطبيعية الواضحة بالقميص
؛( يا حبيب أمك ........... )
جثا نادر أمامها ليأخذ منها القميص .... قبل أن يرفع وجهها اليه , وهو يقول بقلق
( كم قرصا تناولتِ اليوم ؟؟؟ ........ )
لكنها لم تستطع الإجابة و هي تشعر بالعالم يدور من حولها بقوة .... فما كان من نادر الا أن نهض سريعا ليحملها بين ذراعيه .... وهو يتجه بها الي الباب قائلا بخشونة و خوف
( تعالي ...... سنعرف حالا ماذا تتعاطين يا غبية )

















tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:26 PM   #14305

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصل يا سكاكر ... وزي ما انتو شايفين
الفصل بحجم فصلين ..... يعني لو ما لقيت تشجيع كافي مش حنزل الفصل القادم مبكرا عن موعده
( آآآآآآه .... نسيت اقولكم انو فصل اليوم ليس الأخير )
بصو احنا نقفلهم اربعين و نخلص بقى
برعاية حملة ( طفي النور و صفي النية ...... و متنساش تعلق للرواية الأربعينية )

اسماءشاكر likes this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:28 PM   #14306

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 259 ( الأعضاء 216 والزوار 43)
‏tamima nabil, ‏sonal, ‏بنوتة كيوت 92, ‏lelly+, ‏خفوق انفاس, ‏HAFFA, ‏Diego Sando, ‏الاف مكة, ‏*نوور*+, ‏shms_srk, ‏dalloula, ‏منى العبدي, ‏اية المني, ‏mariposa, ‏Lama9, ‏سبنا 33, ‏woow, ‏ابن الشام2+, ‏الميزان, ‏souhai, ‏ALana, ‏القمر المضئ, ‏Pure angel, ‏Ashwag1990, ‏malake, ‏Whispers, ‏sosobarra, ‏شمسك, ‏Aya youo, ‏عائشة الغنوشة, ‏مريم028, ‏زمردة الحب+, ‏صمـــ الجروح ـت, ‏canad, ‏الوردة الحلوة, ‏ندى الفجر+, ‏مريم محمد كمال, ‏دوسة 93, ‏الفجر الخجول, ‏hager_samir, ‏daily-m-s, ‏ح.ع.خ, ‏نجود المحمدي, ‏غيدائي, ‏omnue2006, ‏hassnaa+, ‏love big, ‏جينجل, ‏رنيـــــم, ‏samahss+, ‏morano, ‏ليله طويله+, ‏hanan hanana, ‏الوهن, ‏Lara swif+, ‏عبوسي الورد, ‏جلاديلياس, ‏lujain1991, ‏bosy cat, ‏sofia_83, ‏ihsanmery, ‏اشراقه حسين, ‏mona_90, ‏اميرة بيتنا, ‏thebluestar, ‏ناميس, ‏أريد الحريه+, ‏sakora chan, ‏الزهراألزهراء, ‏سلطآنه, ‏soma samsoma, ‏زهرة نيسان 84+, ‏ميامين+, ‏dhouha89, ‏جيتك بقايا جروح, ‏قمر الليالى44+, ‏روكو, ‏لبنى الروينى, ‏secret angel, ‏سراج النور, ‏roro.rona, ‏كراميش, ‏خمسية, ‏monica g+, ‏mesaw, ‏palmoon, ‏LENDZY CULLEN+, ‏Aisne+, ‏Fatima 2012, ‏heeba ahmed, ‏جميلة الجميلات, ‏101So so, ‏princess sara+, ‏dekaelanteka, ‏cute-lady, ‏sara8639+, ‏غير عن كل البشر, ‏زالاتان, ‏rainfall, ‏kholoud.mohd+, ‏القلب النابض, ‏سما نور 1+, ‏اماني حربي, ‏nana41, ‏Totooولا أحلا, ‏احلام حزينة, ‏ebrU, ‏" هدى محمد", ‏بيوونا, ‏انت عشقي, ‏najla1982, ‏دعاء 99, ‏nada alaa, ‏سوما, ‏Rouh, ‏cmoi123, ‏سومة1989, ‏intissar2, ‏amatoallah, ‏yasser20, ‏غفرانك اللهم, ‏salsa, ‏Architect.Tee, ‏princess miroo, ‏fleur_lys+, ‏maysleem, ‏آية نصير, ‏سارة امينة+, ‏دلال الدلال, ‏بيبه الجميله+, ‏ماسة25, ‏elizabithbenet, ‏rayadeeb, ‏luz del sol+, ‏ماريامار, ‏شكرإن+, ‏shada l+, ‏قمر الزمان@+, ‏غرام العيون, ‏sweet123, ‏angle2008, ‏marwaadel, ‏القلب الجامح, ‏هامة المجد, ‏JOURI05101, ‏Bashayer6, ‏زهرة برية, ‏rosemary.e, ‏ANOOARR, ‏هبوش 2000, ‏shy tara, ‏future 1973, ‏الاميرة نور, ‏المارينا, ‏hadb, ‏طوطه, ‏nona.a, ‏kiara003, ‏فتاافيت, ‏amoula24, ‏النوت*, ‏^نسمة ربيع^, ‏amoud, ‏memorp, ‏dr sofy, ‏mahawylolo, ‏fofa ali, ‏ميمى مصطفى22+, ‏iméén, ‏دوورونا, ‏لامي م, ‏rinada, ‏wa3d yasser, ‏احزان البنفسج, ‏سديم الذكريات, ‏دندنه 2008, ‏za.zaza, ‏بلادي بلاد التوحيد, ‏شاهندا 14, ‏celine92, ‏alaa ahmed, ‏أحلام الوادي, ‏mihaf, ‏جده اسامه, ‏doc khadija, ‏سكر نبات, ‏Ishtar Star, ‏نجوم الشتاء, ‏صمت الزوايا, ‏الود 3, ‏dada19, ‏جيجك, ‏أم لجينه, ‏مرمر1, ‏To7af, ‏SONESTA+, ‏صمت الهجير, ‏نوارة الجولان+, ‏طيوبه2, ‏رحيق الجنان, ‏ابابيل, ‏حواء بلا تفاح^, ‏أنا حزن, ‏جناح الحب, ‏sasad, ‏صفراء, ‏fadia2, ‏hinddoya, ‏حمرا, ‏عراقيــه, ‏neno 90

منورييييييييييييييييييييي يييييييين


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:30 PM   #14307

انثى الهوى

نجم روايتي ومصممة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوفراشة متالقة بعالم الازياء والاناقة ومركز اول بمسابقة ملخصات

alkap ~
 
الصورة الرمزية انثى الهوى

? العضوٌ??? » 291386
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 11,089
?  مُ?إني » أروقــة الحــروف
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » انثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
مَا عُدتُ أعبأ بالكَلام فالنَاسُ تعرفُ ما يقالْ كلُّ الذِي عنْدي كلامٌ لا يُقالْ'
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور متأخر تيمو

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 260 ( الأعضاء 216 والزوار 44) ‏انثى الهوى, ‏tamima nabil+, ‏منى العبدي, ‏قمر الليالى44+, ‏sonal, ‏sara8639, ‏ابابيل, ‏amoud, ‏نبول, ‏راجية عفوالله, ‏ebrU, ‏ihsanmery, ‏بنوتة كيوت 92, ‏lelly, ‏خفوق انفاس, ‏HAFFA, ‏Diego Sando, ‏الاف مكة, ‏*نوور*, ‏shms_srk, ‏dalloula, ‏اية المني, ‏mariposa, ‏Lama9, ‏سبنا 33, ‏woow, ‏ابن الشام2, ‏الميزان, ‏souhai, ‏ALana, ‏القمر المضئ, ‏Pure angel, ‏Ashwag1990, ‏malake, ‏Whispers, ‏sosobarra, ‏شمسك, ‏Aya youo, ‏عائشة الغنوشة, ‏مريم028, ‏زمردة الحب, ‏صمـــ الجروح ـت, ‏canad, ‏الوردة الحلوة, ‏ندى الفجر+, ‏مريم محمد كمال, ‏دوسة 93, ‏الفجر الخجول, ‏hager_samir, ‏daily-m-s, ‏ح.ع.خ, ‏نجود المحمدي, ‏غيدائي, ‏hassnaa, ‏جينجل, ‏رنيـــــم, ‏samahss, ‏morano, ‏ليله طويله, ‏hanan hanana, ‏الوهن, ‏Lara swif, ‏عبوسي الورد, ‏جلاديلياس, ‏lujain1991, ‏bosy cat, ‏sofia_83, ‏اشراقه حسين, ‏mona_90, ‏اميرة بيتنا, ‏thebluestar, ‏ناميس, ‏أريد الحريه, ‏sakora chan, ‏الزهراألزهراء, ‏سلطآنه, ‏soma samsoma, ‏زهرة نيسان 84+, ‏ميامين, ‏dhouha89, ‏جيتك بقايا جروح, ‏روكو, ‏لبنى الروينى, ‏secret angel, ‏سراج النور, ‏roro.rona, ‏كراميش, ‏خمسية, ‏monica g, ‏mesaw, ‏palmoon, ‏LENDZY CULLEN, ‏Aisne+, ‏Fatima 2012, ‏heeba ahmed, ‏جميلة الجميلات, ‏101So so, ‏princess sara, ‏dekaelanteka, ‏cute-lady, ‏غير عن كل البشر, ‏زالاتان, ‏rainfall, ‏kholoud.mohd+, ‏القلب النابض, ‏سما نور 1+, ‏اماني حربي, ‏nana41, ‏Totooولا أحلا, ‏احلام حزينة, ‏" هدى محمد", ‏بيوونا, ‏انت عشقي, ‏najla1982, ‏دعاء 99, ‏nada alaa, ‏سوما, ‏Rouh, ‏cmoi123, ‏سومة1989, ‏intissar2, ‏amatoallah, ‏yasser20, ‏غفرانك اللهم, ‏salsa, ‏Architect.Tee, ‏princess miroo, ‏fleur_lys, ‏maysleem, ‏آية نصير, ‏سارة امينة, ‏دلال الدلال, ‏بيبه الجميله, ‏ماسة25, ‏elizabithbenet, ‏rayadeeb, ‏luz del sol, ‏ماريامار, ‏شكرإن+, ‏shada l+, ‏قمر الزمان@, ‏غرام العيون, ‏sweet123, ‏angle2008, ‏marwaadel, ‏القلب الجامح, ‏هامة المجد, ‏JOURI05101, ‏Bashayer6, ‏زهرة برية, ‏rosemary.e, ‏ANOOARR, ‏هبوش 2000, ‏shy tara, ‏future 1973, ‏الاميرة نور, ‏المارينا, ‏hadb, ‏طوطه, ‏nona.a, ‏kiara003, ‏فتاافيت, ‏amoula24, ‏النوت*, ‏^نسمة ربيع^, ‏memorp, ‏dr sofy, ‏mahawylolo, ‏fofa ali, ‏ميمى مصطفى22, ‏iméén, ‏دوورونا, ‏لامي م, ‏rinada, ‏wa3d yasser, ‏احزان البنفسج, ‏سديم الذكريات, ‏دندنه 2008, ‏za.zaza, ‏بلادي بلاد التوحيد, ‏شاهندا 14, ‏celine92, ‏alaa ahmed, ‏أحلام الوادي, ‏mihaf, ‏جده اسامه, ‏doc khadija, ‏سكر نبات, ‏Ishtar Star, ‏نجوم الشتاء, ‏صمت الزوايا, ‏الود 3, ‏dada19, ‏جيجك, ‏أم لجينه, ‏مرمر1, ‏To7af, ‏SONESTA, ‏صمت الهجير, ‏نوارة الجولان, ‏طيوبه2, ‏رحيق الجنان, ‏حواء بلا تفاح^, ‏أنا حزن, ‏جناح الحب, ‏sasad, ‏صفراء, ‏fadia2, ‏hinddoya, ‏حمرا, ‏عراقيــه


انثى الهوى غير متواجد حالياً  
التوقيع





بحبك هارتي


رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:32 PM   #14308

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 263 ( الأعضاء 217 والزوار 46)
‏tamima nabil, ‏مريم028, ‏jinin, ‏elizabithbenet, ‏ابابيل, ‏mesaw, ‏زهرة نيسان 84+, ‏rinada, ‏اميرة الرومنسية, ‏scarlet, ‏نونو11, ‏ميمى مصطفى22+, ‏انثى الهوى+, ‏angle2008, ‏سوزاكى, ‏dhouha89, ‏ماريامار, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏doc khadija, ‏منى العبدي, ‏قمر الليالى44+, ‏sonal, ‏sara8639+, ‏amoud, ‏نبول+, ‏راجية عفوالله, ‏ebrU, ‏ihsanmery, ‏بنوتة كيوت 92, ‏lelly+, ‏خفوق انفاس, ‏HAFFA, ‏Diego Sando, ‏الاف مكة, ‏*نوور*+, ‏shms_srk, ‏dalloula, ‏اية المني, ‏mariposa, ‏Lama9, ‏سبنا 33, ‏woow, ‏ابن الشام2+, ‏الميزان, ‏souhai, ‏ALana, ‏القمر المضئ, ‏Pure angel, ‏Ashwag1990, ‏malake, ‏Whispers, ‏sosobarra, ‏شمسك, ‏Aya youo, ‏عائشة الغنوشة, ‏زمردة الحب+, ‏صمـــ الجروح ـت, ‏canad, ‏الوردة الحلوة, ‏ندى الفجر+, ‏مريم محمد كمال, ‏دوسة 93, ‏الفجر الخجول, ‏hager_samir, ‏daily-m-s, ‏ح.ع.خ, ‏نجود المحمدي, ‏غيدائي, ‏hassnaa+, ‏جينجل, ‏رنيـــــم, ‏samahss+, ‏morano, ‏ليله طويله+, ‏hanan hanana, ‏الوهن, ‏Lara swif+, ‏عبوسي الورد, ‏جلاديلياس, ‏lujain1991, ‏bosy cat, ‏sofia_83, ‏اشراقه حسين, ‏mona_90, ‏اميرة بيتنا, ‏thebluestar, ‏ناميس, ‏أريد الحريه+, ‏sakora chan, ‏الزهراألزهراء, ‏سلطآنه, ‏soma samsoma, ‏ميامين+, ‏جيتك بقايا جروح, ‏روكو, ‏لبنى الروينى, ‏secret angel, ‏سراج النور, ‏roro.rona, ‏كراميش, ‏خمسية, ‏monica g+, ‏palmoon, ‏LENDZY CULLEN+, ‏Aisne+, ‏Fatima 2012, ‏heeba ahmed, ‏جميلة الجميلات, ‏101So so, ‏dekaelanteka, ‏cute-lady, ‏غير عن كل البشر, ‏زالاتان, ‏rainfall, ‏kholoud.mohd+, ‏القلب النابض, ‏سما نور 1+, ‏اماني حربي, ‏nana41, ‏Totooولا أحلا, ‏احلام حزينة, ‏" هدى محمد", ‏بيوونا, ‏انت عشقي, ‏najla1982, ‏دعاء 99, ‏nada alaa, ‏سوما, ‏Rouh, ‏cmoi123, ‏سومة1989, ‏intissar2, ‏amatoallah, ‏yasser20, ‏غفرانك اللهم, ‏salsa, ‏Architect.Tee, ‏princess miroo, ‏fleur_lys+, ‏maysleem, ‏آية نصير, ‏سارة امينة+, ‏دلال الدلال, ‏بيبه الجميله+, ‏ماسة25, ‏rayadeeb, ‏luz del sol+, ‏شكرإن+, ‏shada l+, ‏قمر الزمان@+, ‏غرام العيون, ‏sweet123, ‏marwaadel, ‏القلب الجامح, ‏هامة المجد, ‏JOURI05101, ‏Bashayer6, ‏زهرة برية, ‏rosemary.e, ‏ANOOARR, ‏هبوش 2000, ‏shy tara, ‏future 1973, ‏الاميرة نور, ‏المارينا, ‏hadb, ‏طوطه, ‏nona.a, ‏kiara003, ‏فتاافيت, ‏amoula24, ‏النوت*, ‏^نسمة ربيع^, ‏memorp, ‏dr sofy, ‏mahawylolo, ‏fofa ali, ‏iméén, ‏دوورونا, ‏لامي م, ‏wa3d yasser, ‏احزان البنفسج, ‏دندنه 2008, ‏za.zaza, ‏بلادي بلاد التوحيد, ‏شاهندا 14, ‏celine92, ‏alaa ahmed, ‏أحلام الوادي, ‏mihaf, ‏جده اسامه, ‏سكر نبات, ‏Ishtar Star, ‏نجوم الشتاء, ‏صمت الزوايا, ‏الود 3, ‏dada19, ‏جيجك, ‏أم لجينه, ‏مرمر1, ‏To7af, ‏SONESTA+, ‏صمت الهجير, ‏نوارة الجولان+, ‏طيوبه2, ‏رحيق الجنان, ‏حواء بلا تفاح^, ‏أنا حزن, ‏جناح الحب, ‏sasad, ‏صفراء


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-14, 11:40 PM   #14309

bisooo

نجم روايتي ولؤلؤة اقتباسات مضيئة ومركز ثالث بمسابقة ملخصات

alkap ~
 
الصورة الرمزية bisooo

? العضوٌ??? » 153999
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 7,483
?  مُ?إني » بلاد الله الواسعة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » bisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond reputebisooo has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
صلُۅآ علَى مَنْ علَمنَــآ آلحُبَّ ♥~ !وآخَى آلقَلبَ بِـ آلقَلبْ (♥) ..!وَفَتحَ لِلخَيرَآتِ كُلَّ دَربْ ..~صلُوآ عَلَى مَنْ يُنـآدِي يَوُمَ آلقيآمَـة ( أُمَتِي أُمَتِي )~♥
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 262 ( الأعضاء 216 والزوار 46) bisooo*, ‏HAFFA, ‏ام اشرف واياد, ‏دلال الدلال, ‏ابابيل, ‏tamima nabil, ‏مريم028, ‏jinin, ‏elizabithbenet, ‏mesaw, ‏زهرة نيسان 84+, ‏rinada, ‏اميرة الرومنسية, ‏scarlet, ‏نونو11, ‏ميمى مصطفى22, ‏انثى الهوى, ‏angle2008, ‏سوزاكى, ‏dhouha89, ‏ماريامار, ‏زهرة الكاميليا4, ‏doc khadija, ‏منى العبدي, ‏قمر الليالى44, ‏sonal, ‏sara8639+, ‏amoud, ‏نبول, ‏راجية عفوالله, ‏ebrU, ‏ihsanmery, ‏بنوتة كيوت 92, ‏lelly, ‏خفوق انفاس, ‏Diego Sando, ‏الاف مكة, ‏*نوور*, ‏shms_srk, ‏dalloula, ‏اية المني, ‏mariposa, ‏Lama9, ‏سبنا 33, ‏woow, ‏ابن الشام2, ‏الميزان, ‏ALana, ‏القمر المضئ, ‏Pure angel, ‏Ashwag1990, ‏malake, ‏Whispers, ‏sosobarra, ‏شمسك, ‏Aya youo, ‏عائشة الغنوشة, ‏زمردة الحب, ‏صمـــ الجروح ـت, ‏canad, ‏الوردة الحلوة, ‏ندى الفجر, ‏مريم محمد كمال, ‏دوسة 93, ‏الفجر الخجول, ‏hager_samir, ‏daily-m-s, ‏ح.ع.خ, ‏نجود المحمدي, ‏غيدائي, ‏hassnaa, ‏جينجل, ‏رنيـــــم, ‏samahss, ‏morano, ‏ليله طويله, ‏hanan hanana, ‏الوهن, ‏Lara swif, ‏عبوسي الورد, ‏جلاديلياس, ‏lujain1991, ‏bosy cat, ‏sofia_83, ‏اشراقه حسين, ‏mona_90, ‏اميرة بيتنا, ‏thebluestar, ‏ناميس, ‏أريد الحريه, ‏sakora chan, ‏الزهراألزهراء, ‏سلطآنه, ‏soma samsoma, ‏ميامين, ‏جيتك بقايا جروح, ‏روكو, ‏لبنى الروينى, ‏secret angel, ‏سراج النور, ‏roro.rona, ‏كراميش, ‏خمسية, ‏monica g, ‏palmoon, ‏LENDZY CULLEN, ‏Aisne, ‏Fatima 2012, ‏heeba ahmed, ‏جميلة الجميلات, ‏101So so, ‏dekaelanteka, ‏cute-lady, ‏غير عن كل البشر, ‏زالاتان, ‏rainfall, ‏kholoud.mohd, ‏القلب النابض, ‏سما نور 1, ‏اماني حربي, ‏nana41, ‏Totooولا أحلا, ‏احلام حزينة, ‏" هدى محمد", ‏بيوونا, ‏انت عشقي, ‏najla1982, ‏دعاء 99, ‏nada alaa, ‏سوما, ‏Rouh, ‏cmoi123, ‏سومة1989, ‏intissar2, ‏amatoallah, ‏yasser20, ‏غفرانك اللهم, ‏salsa, ‏Architect.Tee, ‏princess miroo, ‏fleur_lys, ‏maysleem, ‏آية نصير, ‏سارة امينة, ‏بيبه الجميله, ‏ماسة25, ‏rayadeeb, ‏luz del sol, ‏شكرإن, ‏shada l, ‏قمر الزمان@, ‏غرام العيون, ‏sweet123, ‏marwaadel, ‏القلب الجامح, ‏هامة المجد, ‏JOURI05101, ‏Bashayer6, ‏زهرة برية, ‏rosemary.e, ‏ANOOARR, ‏هبوش 2000, ‏shy tara, ‏future 1973, ‏الاميرة نور, ‏المارينا, ‏hadb, ‏طوطه, ‏nona.a, ‏kiara003, ‏فتاافيت, ‏amoula24, ‏النوت*, ‏^نسمة ربيع^, ‏memorp, ‏dr sofy, ‏mahawylolo, ‏fofa ali, ‏iméén, ‏دوورونا, ‏لامي م, ‏wa3d yasser, ‏احزان البنفسج, ‏دندنه 2008, ‏za.zaza, ‏بلادي بلاد التوحيد, ‏شاهندا 14, ‏celine92, ‏alaa ahmed, ‏أحلام الوادي, ‏mihaf, ‏جده اسامه, ‏سكر نبات, ‏Ishtar Star, ‏نجوم الشتاء, ‏صمت الزوايا, ‏الود 3, ‏dada19, ‏جيجك, ‏أم لجينه, ‏مرمر1, ‏To7af, ‏SONESTA+, ‏صمت الهجير, ‏نوارة الجولان, ‏طيوبه2, ‏رحيق الجنان, ‏حواء بلا تفاح^, ‏أنا حزن, ‏sasad

مساااااؤووو ....تسلم ايدك تميمه مقدما
حبيت اثبت وجودي قبل ما احكيلكم غوووود ناااايت
لاني طااافيه ...فيوزاتي خلصوا شحنهم -_-
القراءة والتعليق إن شاء الله تومورووووو


bisooo غير متواجد حالياً  
التوقيع
وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ *** وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ...
رد مع اقتباس
قديم 15-05-14, 12:07 AM   #14310

salsa
 
الصورة الرمزية salsa

? العضوٌ??? » 149078
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 756
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » salsa is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

salsa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, ال22, الحب, الرائعة, الرواية, الفشل, بأمر, تميمة, ينزل, نبيل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.