آخر 10 مشاركات
أحبك لآنك أنتَ"قصة قصيرة"..للكاتبة only girl.. كامله** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          217 - عيون الحب - كاثرين ارثر - مكتبة مدبولى - اعادة تنزيل (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لاجئات بيت الحكايا (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تجري في دمي(35)للكاتبة:Michelle Reid(الجزء الثاني من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-13, 07:21 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 الأفُول المُبَجَّل.." خاصة جداً "/ للكاتبة emelyaamal إيميليا أمل، مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم لكم رواية
"الأفُول المُبَجَّل.." خاصة جداً " للكاتبة emelyaamal



هامش:
إننا لا نعرف بعضناً!.
لكن وبقدرٍ من الرقة والمحبة سنكتب لكم متعمدين تجاهل المعرفة التي لم نعرفها بيننا.
***
{ ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصْلُها ثابتٌ وفَرْعُها في السماء * تؤتي أُكُلَها كل حِيْنٍ بإذنِ ربِّها، ويَضْرِب الله الأمثالَ للناس لعلهم يتذكرون}
[ سورة إبراهيم]

مِـنْ الْأعْمَاقِ تتَلَّظَى بِـصمْتٍ / وَبِـلُغَةِ السادسةِ عَشْرَّ قهراً؛ اِنتابتها حَـالة بُكـاء خَـفِيْفَة! كـأنها تتوحَّد بِحالة الحزن التي لاكتها, والتي رصدتها من خـلال حـالات الحزن آنذاكْ؛ ومِـنْ حَيثُّ أتتْ عادتُ! وهي ترَّاقِب أمل وسامر يَتَحَدثَانِ وبوادرِ الاِعْتِـراضْ تــرَّى تَفَاصِيلها عَليهِمَا, مِمَّا جعلها تهْتَز وهي لا تعلم إلى أين تسيرُّ بِـها تلك الأحاسيس التي تأخذ بيدها نحو الخطيئة المجمدة !.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 22-10-13 الساعة 07:22 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 07:24 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


~الأفول الأول~


برداء ذنب وبقعة دم بارد لطخت إنسانيتها؛ في صباح من أصباح هذا الأسبوع ، في نحو الساعة التاسعة, أثناء الدومات المدرسية ، حملت بين ذراعيها طفله لم تتعلم أبجديات المشي على القدمين حتى هذه اللحظه. خرجت بها نحو بيئه مختلفه للغايه، دفعت الباب بقدميها ووضعت الطفله برفق في زاوية نظيفه نوعا ما, ثم خرجت وهي تقفل باب الحضيرة خلفها!.
كانت تنظر بذهول نحو الطفلة القابعه أمامها بصمت حزين؛ أتاها طفلها لقم ثديها وأخذ يمتص حليبها !! ما أن رأته الطفله الصغيره شعرت بالجوع وأخذت تزحف نحوها، حاولات مرات ومرات أن تصل إليها لكن محاولاتها بأت بالفشل؛ تقدمت لها جلست على أربعٍ ثم القت بجسدها في وضعية تشبه الإطاحه ثم الشروع في الذبح ؛ تمسكت الطفله بالقدم وأخذت تزحف على بطنها وهي تشد بيدها اليسره إحدى الأقدام ؛ إلى أن وصلت لثديها, فألتقمته بغريزتها ثم نامت مجدداً. لكن هذه المره كان الصوف حاضرا ليدفيها!!


للمرة الأولى في حياتها لم تبكي على إحدى حماقاتها!. أمام المرآة المتهالكه وقفت تتأمل ضميرها المثقوب والذي بداء بالتعفن .
- أنا ليش سويت كذا.. شلي صابني.. لا لا تستاهل وزود ..
الصقت خدها بمرآتها العاقر! في حالة ذهول غريبة وبعض العزاء يدور حولها!
***
استجمع قواه وذهب لوالدته للمرة المليون؛ طرق الباب ثم فتحه ودلف إلى داخل الحجرة.
ما أن رأته, إعتدلت في وقفتها بهدوء مزيف ؛ ثم قالت:
- خير.. تبي شيء؟
أخذ نفسا عميقا؛ نظرّ لشقيقته ، كانت مكومه على فراشها الصغير تنام بإنهزاميه متوتره! شعر بالحسرة ثم قال: يمه، وينها؟
أجابته بدمٍ باردة: قلتلكم مليون مره ما ادري وين دربها، ترا الباب مشرع يمكن احد جا سرقها ولاشيء!
يعلم أنها لاتريدها / يعلم أنها جُرحت حتى الأعماق ؛
هي أخبرته بأنها لا تريدها / هي لا تحبها / هي لن تمسها أبدا، مما اُضطره ذلك للغياب عن المدرسه اسبوعين متواصله، وحين أحس أن الطفله لن تستيقظ حتى عودته تركها نائمه بسلام وذهب لمدرسته
- بالعقل كيف يسرقون بنت صغيرة .. وليش يسرقوها؟.. ترا ماتدخل بالعقل
لمست من كلامه شيء يشبهها ؛ فَـ قِلة العقل تشبهها تماماً ، صرخت قائله
- لا، قول كذابه، قول
لم يتحمل تلك اللامبالاة التي ترتديه ، ليصرخ بوجهها في مشهدٍ موجع جدا ومنحدر تماما عن تلك الأخلاق التي تربى عليها
- كذابه وستين كذابه، ترا والله مني مصدق أنها انخطفت من البيت ، أبدا مو داخله مخي، أكيد رميتها في هاويه من الهاويات، قوليلي والله تعبت وأنا ادور عليها، هي أكيد ماتت ، ثم جثى على رجليه يبكي كـ الرجل الصغير!
أفزعها / أغضبها / أحرق القليل الباقي من ضميرها ؛
وقفت على قدميها /على بقعه سوداء ؛
تأرجحت قليلا قبل أن تسترجع قواها ؛ ثم انهالت عليه بالضرب الموجع ..في حين اكتفى هو بالبكاء الحزين..
كان يعلم جيداً أنها تكذب ؛ فوجهها إزداد غرابة / إزداد كآبه مذ فقدان غفران
الضــرب جعلـه يدخل فـي فقاعــة الضــمير؛ فــ أمــه بـــلا وجـــه الآن ودمهـا قــد راق فــي غفلة مــنها ؛ نـوبـــــات الصــــمـت الــــــــتـي تُــتمتم بهـــــــا كـانـت فقــــــط تـــــأتي مع السعال !
مــــا أشد عذاب الضمير!!
***
هــذه هــي ليلتهــا العاشـــرة التـــي تنــام فيهــا خــــارج المنــزل بمكــن قريب جدا / بالحضيرة الصغيرة القريبه نوعا ما للـــمنزل.
الشاة التـــي ترضع منها غفـــران هي الوحيــدة التي تركتهــا أم سامر ولم تضع على ثديها قطعة القماش كما تفعل مع الأخريات، كـ شيءٍ من الرحمة !!.
غفران؛ كانت تعرفهـــا جيـــدا والأخــرى كانت تعطف عليهــا وكلاهما نمـت بينهمـــا علاقة تختـــلف عــــن تلك الـــــتي بـــين البــــشر والحيـــــوانات.
أخذت غفران تنظر لـ لحمل الصغير بغيرة شديدة فغرزيتها الإنســـانية مازالـــت رطبـــه؛ زحفـــت علـــى بطنهـــا إلــى أن بلغــــت الحمـــل الصغير، رفعــت يـــدها تحــاول ان تمسـك بجسد الحمل، أخيرا قبضت على كتله كافيه بين يـــديها الصــــغيرتين، شدته بقوه سقط فوقها ونهض سريعا / مرتعبا / مبتعدا عنها.
ابتســـمت بالنصـــر وهي تــرى الشــاة تجلـــس على أربـــع ثــم تهـــوي علــى جانبهــا ؛ بالطريقةِ ذاتها وصــلت ورضـــعت إلــى أن شــبعت ثـــم أكملـــت طريقهـــا لتصــعد فوقهـــا لتنـــام فوق كومـــة الصــــوف الدافئـــة .
الحمــل الصـــغير عاد لوالدتــــه أراد أن يرضــــع قلـــيلا مـــن حليبهــا، إلا أن غفــران ركلتــه بقدمها الصغيرة ثم هرب مبتعداً ؛ كــ شيء من التملك !!




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 06-06-13 الساعة 09:24 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 07:27 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


~ الأفول الثاني ~


***
~ وداع من نوع آخر ~

تـــلك العـــــذوبـــــة الطفـــولــــية تـــــوارت خـــلف ضـــباب الغـــــضـــــب، فـــ سامر سمح لـــ أنثى الشيطان الرجيم أن تنسج حوله خيوطا سوداء امتدت عبر البلور النقي للهواء ؛ القلــب مــــات والدنيــــا أصبـــحت خالــــــــية فجـــأة ؛ فــــقد ذاق هـــــــذا المســــــــــاء مرارة الدنيـــــــــا بِـــــعـــنــــــف لتتكســـــر أمنياتـــــه قبـــــل أن يعطيهــــــــا شيئا جليلاً من وقــــته لــــــتتحقق !!
بـــعد إختفاء غفران الـــنِّواح لا يستطيع أن يوقظ الموتى ؛ فكما بخل قــــــــــــلب أمه قبــــــل ، الآن هـــــو يبــــخل بقلبـــــــــــــــــــه لــــيحرمهم مــــــــــن وجوده حولهم وقبـــــــل ذلك يحرم امنياتــــــــــه من السير في طريقها حــــــتى!.
الـــــــيوم ؛ أعماه الغضب / أعماه البكاء / أعماه الفقد ؛ فـــــــأسرع الخطى عبـــــــــر الطرق الجبليـــــــة الوعــــره بنعاله المتهالك ؛ وقبــــــــــــل أن يصل الطائف اشتكى النعـــال من قســـــــوة راكبـــــــه فتفتق ليتركه صــــــــاحبه ملقاً عـــــــــلى الطريـــــــق ثــــــم أكمل حافياً حــــتى وصـــــــــــل مكه.
***
أم سامر حتى تلك الرغـــــــبـة الــــــــتي تريــــــــــد ذرف الـــدمع إخــــتفت مـــــــــــن قاموسها كما إخــــتفى النوم من قبل ؛ أصبحت اليوم لا تملك النوم / لا تملك الدمع / لا تملك الحزن / لا تملك القلق!.
ابنتها أمل تنام قربها بـــتوتر! وهــــي لا تعرف حـــتى كـــيف تنام ؟؛ فــــبدخول ليلتها هــــذه تكمل الشهر مــــذ حُرمت مــــذاق النوم.
وقفت عــــلى قدميها ككل ليلة ؛ أخـــــــذت كوباً بلاتينياً به ماء وتــــوجهت للــــحضيرة ؛ فتحت الباب ودلفــــت بــــهدوء ؛ سمعــــــــــت صـــــوت الذئـــــب لم تُـــعره إهتماماً ؛ دخـــلت جاعله جميع الأبواب مفتوحه على مصرعيها خلفها؛ تقدمت من غفران ؛ الإغنام إعتادت هذا المنظر منذ شهر فلم تعد تبالي هي الآخره بدخول متطفل عليها ؛ بهدوء أخذت الرضاعه البلاستيكيه الرثه من الأرض ، فتحته ، أعادة تعبئته ، أغلقته جيداً، في هــــذه الأثناء تحركت الطفلة في نومها لتسقط من فوق الشاه ؛ إلى أنها عادة سريعا فحركاتها أخذت بالنمو والتأقلم السريع ؛ ما أن وقعت نظرها على المتطفله ابتسمت ثم عادت للنوم ؛ الآخرى تبسمت ونهضت بخفه؛ أغلقت الباب خلفها وتوجهت لمنزلها الصغير؛ لكنها صدمت بخروج الذئب من بيتها ملطخاً بــالدماء ؛ بذات الهدوء تقدمت للمنزل ؛ وجدت أبنتها ملاقاه كما تركتها غير أنها ترقد فوق بقعة دم كبيرة؛ علمت أن الــــذئب مزق رقبة صــــغيرتها فقط دون أن يأكلها؛ حملتها بين ذراعيها بعد أن غســــلتها وكفنتها وتوجهت نحــــو القرية ؛ بـــــالتحديد نحو شيـــخ القبيلة.
اجتمع بعض الأشخاص أقامو الصلاة على الصغيرة ثم واروها تحــــت التراب قبــــل طلـــوع الفجــــــــر.
***
سامر؛ كان ينام داخل الحرم وفي الصباح يعمل صبي في أحد المحلات المجاوره للحرم المكي الشريف كغيرة من الفقراء؛
اليوم ؛ كان شديد الحزن وهو ينظر للشباب الزاهي من حوله؛ يتوافدون للحرم وقلوبهم مُلّئ بالفرح ؛ كان يفكر كيف يصبح سيعدا؛ شاهد إمراه متسوله تجلس بالقرب من المحل الذي يعمل به وهي ترتدي قفازا على يدها ؛ غير أن جسدها يختلف عن النساء ؛ فهي طويله ونحيفها جداً ؛ تقدم لها وهو يخرج من جبيه ريال ليقول لها وهو يمد الريال لها
- ياخاله إدعيلي الله يرزقني
رفعت يدها وهي تحركها وكأنها تدعي له ؛ دون أن يسمع صوتها ؛ كان بحركتها هذه أيقن أن شكوكه في محلها.
عاد للمحل وهو يفكر بعمق؛ ووجد أن الفكرة تتضخم في رأسه ؛ هذا غير أن الشهر الكريم شارف على الرحيل ؛ فاليوم أول ليالي العشر الأخيرة؛
توجه لصاحب المحل وهو يقول له بلكنه
- أقول ابو الفضل أنا يبغى راتب مال أنا ، خلاص أن ما يبغا يشتغل
- إيش هده كلام، مافي راتب ، لازم كمل شهر
- طيب، انا يبغا بس حق اليوم الي أنا سوي شغل
- لا مافي، لازم كمل شهر
وبعد مد وجزر؛ ترك سامر العمل دون أن يقبض راتبه؛ توجه لمحل العباءات وإبتاع عباة وغطاء وقفاز؛ ثم نزل للمواقف السيارات؛ وارتداه هناك وعاد لساحات الحرم؛ بعد أن مثل بعبائتها لتصبح رثه للغايه
كان يخدع الناس بشكله الرث؛ فتعاطف الكثيرون معه؛ جميع الفيئات الورقيه دخلت جيبه هذا غير انها لم تعد تتسع لأكثر من ذلك؛ توجه لأحد المحلات وابتاع شنطه نسائية كبيرة وحملها على كتفه؛
سامر كان ماهرا في تقليد صوت إمراءه عجوز في قريته ؛ هذا ساهم في إزدياد تعاطف الناس عليه؛ حتى أن الفقراء تعاطفو معه قبل الأغنياء!.
كان يمشي وهو يجيد تقليد تلك العجوز حتى في حركتها؛ يريد الابتعاد عن الحرم ليعد المال بهدوء دون خوف من أحد؛ إلا أنه اوقفته يد إمراءه وضعت على كتفه فخجل كثيراً من نفسه
- ياخاله ، ياخاله
التفت لها بوقار تلك العجوز وهو يقول
- نعم يابنيتي تبين شي
تركت الفتاة كتفه وهي تدخل يدها في حقيبتها لتحرج منها حزمه ماليه كبيرة
- محتاجه الدعاء، ادعيلي بالشفاء
سامر كان داخل ضميره ؛ فلن يسمح أن تخرجه الحاجه من فقاعة الضمير
- لا يابنتي أنا مو محتاجه؛ وإنتي ازينلك تروحي للجمعيات تراها توصل للمحتاجين صح
- لا ؛ لا هذي لك والله ما ترجع وإنتي ادعيلي بس
الفتاة كانت ملحه للغاية ؛ لدرجة أنها أثارت فضوله ليسألها
- ليش اشفيك وانا خالتك وجعانه
أجابت الفتاة بحزن
- لا؛ بس إنتي ياخاله أدعيلي دعوه صادقه أن الله يريحني
كومة فضول ارتمت عليه؛ هذا غير أنه لا يملك الحق ليشبع فضوله
تركته الفتاة وهي تغادر الساحات ؛ كان يمشي خلفها ووجدها تصعد سيارة تليق جدا بذاك التبرع الســــخي؛ لوحة السيارة كان ملفتا للغاية؛ ابتسم ثم أكمل طريقه مبتعدا عن الحرم الشريف؛
في مواقف كدي لحجز الســــيارات كـــــان قــــــــد اتخـــــــــذ مــــــــكانا خــفيا؛ خــــــلع عباءته ووضــعها في حقيبته؛ واخـــذ يدخل يده في جيبه ويخرج المال بـــخوف؛ الحاضر كئيب جدا ومخيف جداً؛ هو يعلم أنه على خطاء لكن سولت له نفسه ومضى في خطيئته!.
لايعلم من الوقت كم مكث وهو على حالته تلك؟؛ فقد فاته موعد السحور؛ قام وتوضى وصلى الفجر في مؤخرة الصفوف ؛ وكان قد وعد نفسه أن لايعيد عد المال حتى قضاء الشهر الكريم.
بعد الصلاة توجه لأحد البيوت القديمة في خط التهريب واستأجر غرفة صغيرة بعد معانة شديده؛ فالمال اصبح مصدر ثقل وخوف بالنسبة له!
صاحب المنزل كان بحاجة للمال لذلك سمح لشاب أعزب أن يدخل منزله؛
كان البيت شعبي والغرفة منفصله عن البيت بباب حديدي صغير؛ المكان كان متقشفا للغاية، والحاله الماديه جدا عسرة لهذه العائله
أكثر ما أزعجه هو صراخ الأطفال وبكائهم ولعبهم وضحكهم ؛
ببساط ؛ كان الوضع كأنهم معه في الغرفة الصغيرة؛

***




~ طله مختلفه~
هذه الحرقة خلف عينيها تعذبها؛ فالنوم أختفى من حياتها منذ عشرة سنوات؛ دخلت الفيلا بهدوء ؛ وجدت زوجها يلاعب ابنتها الذي تبسم لها ما أن دخلت عليه وهو يقول لها : ها دعيتلنا ولا لا ؟
جلست قربه وهي للتو تتذكر أنه أوصاها بالدعاء له ؛ ابتسمت وهي تقول له
- تصدق نسيتك
ضحك وهو يقول ؛ وقد إعتاد منها ذلك
- يالله لمن تفتكري ادعيلي مو تنسي
كان يغضبها برودة زوجها ؛ هو يحبها جدا / هو لايغضبها / لا يتدمر / لا ينتقد / لايحمل لها في قلبه مثقال ذرة من الكره / كان مطيعا جدا لها؛ عشرة سنوات أمضتها في حياة سعيدة خاليه من المشاكل ؛ هذا غير أنها لا تمرض / لم تتعب في حمل أبنتها / لم تتعب في تربيتها / كانت في العسل الكثير ؛ حتى أنها تتمنى قيلا من الملح في حياتها!


***




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 06-06-13 الساعة 09:29 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 07:55 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


~ الأفول الثالث ~

انهارت قوتها وخانتاها قدماها فانزلق ظهرها على الجدار لتجلس على الأرض مقرفصة غارسةً كفيها بين فخذيها!.
هي لا تريد أن تبدأ من أول السطر مع نفسها لأنها حتماً ستجهش بالبكاء, غير أنها ستختنق قبل أن تعبر كلمة مستحيل جلدها!, فكل ما اختزنتهُ من هذا اللقاء مجموعة قُـبَّلة بذاكرتها التي لا ترغب أبداً في ممارسة أي نوع من أنواع التفكير في خضم حُزن القبلة التي لاكتها. لِـذا وفي عِزّ انسكاب الألم في جوفها ـ وحيث لم تجد القُـبلة المنشودة ـ انتشلت بقايا قُبلة سقطت من جديد بينها لِتُـجبرها على الوقوف بِمحاذاة الجدار تسمع خرير الحزن كيف يتمطى كلما عبر شعوره داخلها, ثم لملمت قبلاتها المكسورة وصدى الحب يدوي من كُلِّ باب وكل نافذة قبل أن يمضي إلى سلة النفايات, ثم اِبتعدت جاهدة عنه خطوه خطوه قبل أن يفصلها العديد منه!. "خوله"
؛
؛

الله أكبر الله أكبر الله أكبر ... لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر .. ولله الحمد
الله أكبر كبير والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
لا إله إلا الله وحده
؛
؛
عاد سامر للغرفة الصغيرة بعد أن قضى يوما كاملا في عمله الجديد ؛ كان يشحذ الناس وهو يخفى رجولته خلاف عباءة سوداء!!.
ســـاعات قليلا وســــيتغير حــــال مـــــــــكه؛ هي ثلاث ساعات وستـعود لحالة السكون ؛ اليوم ستودع المعتمرين وفي الغد ستسقبل جموع الحجيج ؛
عاد سامر ليفرغ غلته ؛ عاد متأخرا ككل ليلة ؛ إلا أنه هذه الليلة غير مضطربا ؛ كان نقيا بعض الشيء ؛ كانت الليلة لطيفة وهو يودع حالات الكفاح الخالية من الشرف التي سلكها في الأيام السابقة؛
؛
في مكان قريب من سامر؛ تحدثت خوله بتطفل: أمي ؛ نحين ابوي بيطرد الأدمي هذا ولا بيخليه ؛ ترا بجد ماله حس، والله خلوه اقل شي يجينا حق الغرفة الي محنا مستفيدين منها
نطت حياة بشيطانية بريئة: من جد ترا بتكسبون فيه أجر، أصلا يالله لو يصير أخونا ؛ إيش رايكم نخليه اخونا والله شكله ماله أهل؛ ويودينا ويجبنا شي بــصراحه؛ والله لأحلل الشنبات الي لسا ماطلعت
تحدثت جمانه بهدوء: ويسوي فينا خير لو يتزوجك ترا من جد قارفتنا إنتي في حياتنا ؛ أهم شي عندك الخرجه
حياة بقهر: ليش مابقى إلى انا أخذ هــ الكحيان ؛ لاحبيبتي طموحي إعلى من كذا
تحدثت خوله بشيء من السخرية: ايوه ، ايوه ؛ بتاخذي واحد شي إنتي بصراحه؛ هـيي إنتي اصحي على نفسك ترا رفعت الخشم الكذابه ذي ما تنفع ؛
اعتادت والدتهم هذا النقاش؛ لذلك قررت عدم التدخل ؛ لكن ذلك لا يعجبها لذلك قالت : خوله خلصتي أشغالك ولا لسا
خوله وهي توقف: ايوه خلصت ؛ بروح أنام شوي صحوني قبل الصلاه
ومع وقفت خوله كانت الأم تعطي أوامرها على بناتها ليُتيموا أعمالهن
تقدمت أحد الصغار وهي تبكي: ماما شوفي عُلا ضربتني
عُلا وهي تبرر: ماما هي ضرب غَلا حتى أسأليها ؛ وقالت لغلا وهي تحرك راسها : صح غلا مو هديل إلى ضربتك أول
هزت غلا راسها وهي تتحدث بكلام غير مفهوم ؛ دخلت في بربره طويله وبكاء
ابتسمت امهم وهي تحضن غلا: ياويل وحده تمد يدها على الثانيه ترا مايحصلكم خير؛ هيا قوم العبو بهدوء الرجال دوبه جاء لاتسو شوشره برجتكم ولاتصارخون فاهمين
- فاهمين
قالوها وابتعدوا ؛
البطاقة الشخصيه للعائله:
أبو فايز ؛ سواق تكسي رجل مسن
أم فايز ؛ ربة منزل بشخصيه ضعيفه
فايز ؛ طبيب متزوج ولديه بنت عمرها 10 سنوات"
خوله عمرها 22
جمانه عمرها15
حياة عمرها 13
هديل عمرها 5
عُلا عمرها 4
غلا عمرها 2
؛
؛
***
لا يصدق .. أبدا لا يصدق ماتراه عيناه .. هو ينام على فِراشٍ من مال .. كان يعتقد أن المبلغ في 100 الف ؛ لكنه تجاوز ذلك بكثير .. أربع ملايين × عشرة أيام فقط ؛ كاد يموت فرحا / كاد يموت دهشة فدقات قلبه في أقصى درجات السرعة حتى أنها أسقطته في بقعة إغماء!.
؛
خوله ؛ تحت غطائها تبكي قهراً ؛ فأخوها فايز يتنكر لهم لا يريد معرفتهم؛
- فايز .. ابوي تعب من كلام الناس.. ترا الناس أكلت وجهنا وهم يقولون اخوهم عاق .. يا أخي سمعتك عند اهلنا في الحضيض
- أقول أنقلعي من بيتي / قالها غير مكترث لشيء
- فايز .. ماينقص منك شيء لو تزورنا.. يا أخي بس زورنا ما نبغا فلوسك.. الله يغنينا عنك.. ابوي والله خرف من الهم
وقف على قدميه وهو يقول للخادمه : ماري .. وصليها للباب ولو جات غاده لا تقولي لها أنه أختي جات عشان لا تزعل!!.
تركهما ودخل للصاله .. في حين اختلطت خوله بــــ فقاعة الصابون الحبلى بالهم!.
هي تعلم أن والداها يحتاجان إلى حائط ليتكئا عليه / هي تعلم أن والداها يحتاجان منه مكافئة نهاية خدمة ؛ كان الاميز بينهم في كل شيء فقد نال وافر الحب وافر التقدير وافر الكرم إلا أنه جحد ذلك كله!؟
؛
فوق جبال السروات ؛ القرى تترامى عليه هنا وهناك ؛ غير أن البعض يعيش في منازل بعيده عن القرى ؛ فالعيد عندهم يحتاج منهم ترك منازلهم والعوده للقريه للإحتفال مع الأهل والأصدقاء ؛
أم سامر ؛ تنهدت وهي ترا الطفله تلهو بين أقدام الشاة ؛ في حين الأخرى تتحاشى أن تدوس عليها في غفلةٍ منها ؛ كانت حريصه جدا على الطفل البشري الذي إحتضنته شهرين متتالين ،
قربت رأسها من يد الطفلة لتبعد الروث الذي كادت تلتقطه بين شفتيها ؛ غضبت الصغيرة وانتابتها موجة عنيفه من الغضب لتمد يها لكرة الروث من جديد في محاولة اخرى وقبل أن تقربها من ثغرها فعلت الشاة ما فعلته في المره السابقة ؛ كان هناك حديث بينهما بلا معانٍ ؛ الشاة يصيبها الفزع والطفلة تكتشف الأشياء بفمها!.


أمل سفر likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 06-06-13 الساعة 09:33 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 07:56 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



~الأفول الرابع~

~بعد مرور عشرة سنوات~

أصبح عمر سامر 25 ؛
أصبح عمر غفران 11؛
؛
حياة سامر صامته جدا / خاصة جدا / لا طعم لها ولا لون ؛ بعد الأربعة ملايين فتح سجل تجاري ودخل عالم التجارة من مصارعها؛ فقد أخذت تنمو شيئا فشيء امتلك محلات / ****ات ؛ كان قاسٍ جدا على نفسه فقد أحرمها لذة المال الذي يملكه ؛ فـــــ هاهو مازل يسكن الغرفة الصغيرة وبالاجار الشهري البسيط ...
نزل من بهدوء من سيارته المتواضعه جداً ودخل لغرفته الصغيرة وقبل أن يخلع ثوبه كان الصراخ يتساقط عليه كـ سكاكين مخفيه!.
خرج من غرفته وقبل أن يدق الباب كانت تفتح الباب والدموع تنسكب على وجهها؛
- خير إيش في؟ / سألها
أجابت بخوف : ابويا ما ادري ايشبو .. شكله بيموت .. شكله بيموت
كان غير مضطرا للإستأذان؛ دخل أولا ثم تبعته ليجده ملقا وسطهم وقد انعوج فكه وأبيضت عيناها والتفت الساق ؛ وقلوب أشغلتها الغوائل!
حمله بين ذراعيه وخرج به مسرعا؛ جسده كان ينتفض بشد ؛ كل الدلائل تقول أنه قد يموت في لحظه ما ؛
؛
حياتها عابسة جداً ؛ فبرغم العسل الذي فيه إلا أنها تفتقد اللذة ؛ كانت كـ اللسان الذي يحرك جميع الطعام غير أنه يفتقد حاسة التذوق!
- فايز أبغا اسافر دبي
- حبيبتي كأنك تقرائ أفكار !.
تنهدت لا تعلم لماذا تتساقط كلماته عليها بملل شديد
؛
- هذا أبو الدكتور فايز
هذا ما قاله طبيب الأعصاب الدكتور "محمد" لنفسه؛ وهو ينظر له في ذهول ؛ لا يعلم لماذا وخزه هذا المنظر لا يعلم لماذا شعر بالعطش الشديد فجأة؛
البنات برغم الخبر الذي نزل عليهم كـ الصاعقة إلا أنهم تبهجو في صمت "المهم انو عايش" كانت تتساقط عليهم كالنسيم؛ نظراتهم كانت نقية جيدا وهي تقبل وجه والدهم خلف الزجاج ؛
الهيئة التي كانو عليها / لا يحمل صفاتها إلا أُناس يدكه الفقر من كل الجهات!
الهيئة التي كانوا عليها / تفسر غياب فايز هذه اللحظه
كان الحزن يشتعل في صدره ؛ فــ التفاف النسوة بهذه الصوره أنما هو حبٌ يشتعل في صدورهن ؛
لا يعلم هل يخبر صديقه أم يتجنب الحرج معه ؛
؛
في كنف الحقد ؛ كانت الصغيرة تنمو بين البهائم ؛ حولها أشياء، لاتعلم ماهي؟ ولا لماذا هي هنا؟ / عقلها نقياً جداً؛ لم تساعدها البيئة في النمو / لم تحتك بالبشر لتكسب صفاتهم ؛ حتى ذك الشيء الذي يشبهها كان يدخل يبدل لها ثوبها كل ما استوجبت الحاله ؛ كل ما تعرفه أن الضوء يأتي معه الدفئ / الظلام يجلب البرد / الكائنات التي حولها تخرج مع تلك التي تشبهها مع اشراقة الصباح وتعود مع الغروب ؛
قاسية هي البيئة التي فيها !
في طبيعتها ؛ هي عطشاء للحرية ! ؛ كانت تتلصص كثيرا من الفتحات لا تجد شيء مختلف ، الجبال الشاهقه وأصوات محركات
باختصار هي لاتعلم ماهي الأشياء؟. لا تملك أي نوع من الكلمات الإنسانية / لا تمتلك مصطلحا تعبيرا إنسانيا .
جاءت كـعادتها تحمل بيدها الطعام ؛ وضعته أمام غفران وجلست في متكائاً وضعته مذ فترة طويله لتجلس عليه وهي تراقب الصغيرة ؛
تقدمت غفران أحنت رأسها وهي تبسط باطن كفيها على الأرض لتتشمم يد المراه تلثمه تاره تتشممه تارة أخرى ؛ وهكذا تنتعل لغة للتواصل مع الكائن الذي يشبهها؛ هي تشعر بالوحدة / تشعر بغيابها عنها / تشعر بقربها / تشعر بلطفها / تشعر بحبها
ببساطه ليس لها غيرها لتشرب معاها مرارة الضياع / ليس لها غيرها لتأكل معاها فتافيت العمر!.

؛

الدكتور محمد دخل منزله بهدوء ؛ تعود على هذه الظلمه وَ على هذا الهدوء القاتل ؛ يشعر أنهم مختلفين عن البقيه ؛ هنا تجد الخوف في أعينهم ، تجد العبوسة وسط قلوبهم
طرق الباب وجاءه الصوت سريعا مرحبا من فتاة تبتسم له وهي تفتح الباب : محمد ادخل،
دخل وجدهم مضطربين على غير العادة: خير ايشبكم
مريم ؛ بخوف أغلقت الباب وهي تقول : ابويا كفخنا تكفيخ بصراحه شيء
ابتسم لها وقبل جبينها : كأنك مبسوطه
- يا أخي المفروض تعودنا على .. مدري اشبهم أخواتك تقول اول مره يتكفخو
- عندهم مشاعر مو زييك / قالها وهو يقرص خدها. ثم أكمل يسألهم وهو يبسم : ليش إيش سويتو
- ولا شي جالسين نتابع مسلسل ودخل علينا فجأه وضربنا / قالتها ميلاء وهي تتنهد
- والله حرام إيش البخل ذا .. ياليت على حسابه ترا على ظهرك بالله فهمو انك انت الي تصرف علينا مو هو (قالتها نازك وهي تتأفف) ثم أكملت والله حياتنا مو حياه، لا يخلينا ناكل لا يخلينا نشرب لا يخلينا نفتح مكيف لا يخلينا نضحك إيش ذا الابو
- عيــــــــــــب ؛ قالها محمد وهو يشخر
وقبل أن تدور حلبة النقاش ، سمعو صراخا وارتطام شيء؛
يعلمون أن والدهم يصب غضبه على والدتهم بكل قسوة ووحشيه
خرج محمد من غرفت البنات ليغادر المنزل بأكمله ، لم يعد يحتمل هذه السلطه القاسية ؛ أرد أن ينتفض أن يثور لحريته ؛ توجه لمكتب **** راقي ،تكلم مع أحد منسوبي المكتب ؛ وفي أقل من ساعه كان طلبه بين يده، توجه مع المنسوب للشقه ، أكثر ما أسعده أن صاحب العماره يريد العيش في هذه العمارة هذا يعني أن ماله سيدفع في شقه صممت بأمانه وتصميم جمالي.
؛
الوحدة التي أطفاء فيها مراهقته جعلته اليوم مختلف ؛
لم تكن فائقة الجمال كـ أولئك اللاتي يظهرن عبر شاشة التلفاز ، كانت بسيطه في ملامحها / كانت ببساطه أنثى شهيه بالنسبة له؛ يكفي أنها أقلقت نومه أقلقت تفكيره ؛ يكفي أنها تطارد مخيلته أينما ذهب ؛ صورتها خلف جفنييه تنحصر بدقة؛ كثيرا من الحب حدث بينهما وهو بالأساس لم يحدث
زفر وهو يلقي نظره أخيره على جسدها النحيل وهي تخرج من العناية ؛ عاصفة راقصة تتحرر في كيانه كلما رأها ؛ هي أرغمته على التقرب لهم / هي أجبرته على متابعة والدها دون أن تنبسب شفتاه بكلمة واحدة؛
تلك السنين التي قضاها بعيدا عن والدته وشقيقته وأقاربه جعلته جائعا جداً؛ عيناه تتساقط على جسدها دون خجل دون حساب دون رقيب دون خوف من الله
تعدا بأفكاره معاها لكنف اللاحدود!.
؛
- أنا بصراحه ما أتوقعته وقح كذا! وأنتي ياحيوانه عدلي مشيتك / قالتها جمانه وهي تنظر لأختها بقهر.
- وجع في شكلك الحين أنا الي ما أعرف أمشي ولا هو قليل الأدب
- غريبه والله عاش معانا عشر سنوات وعمرنا ما شفنا منو شيء، مدري أيش جا عليه (قالتها خوله باسغراب) ؛ بس شكله الحبيب وقع في شبابك ذاك اليوم وأنتي تبكي وبرابيرك في خشمك
ضربتها حياة بخفه وهي تقول: ياقرفه إيش ذا بعدين ما عجبته غير ببرابيري ؛ ثم أطلقت ضحكه عاديه جدا؛ غير أن ذاك الجسد البعيد عنهم الجائع جدا اضطرب واشتعل في صمت لينفجر في غضب : بنت أنتي وياها ايش المرقعه هذي ؛ أنتو في مستشفى ولا في مهرجان
لم يكن يسمعهم ؛ لكنه كان متابعا دقيقا لــ انفعالات ذاك الجسد الذي ابهجه في صمت ؛ كان قاسيا أن يرا تلك التفاصيل الدقيقة وهو رجل يفتقر النساء من حوله.
ما أنتهى الجميع من زيارة أبو فايز عادوا أدراجهم ؛ في المصعد سولت له نفسه وأتبع شيطانه ؛ وقف بجانبها وهو يرا كيف يضيق المصعد بدخول غيرهم له؛ في مكانه شعر برغبة شيطانية ملامسة جسدها ؛ القى نظره سريعه عليها ثم عاد ببصره للأمام؛ وحدة السنين أدخلته في صارع الرغبة الصبيانية ؛ بعد عنا واضح أنزل يده ليمسك يدها؛ في تلك الزحمه لا يخطر لأحد أن هناك ثمة ما يستحق التوبيخ.
وفي محاولة مبتذلة أخفا انفعالته ؛
لم يكن الأمر هين عندها؛ كانت كمن قطع عنها سبل الأتصال مع الأخرين؛
فقد أحضرت التابوت ورفعت شارة الحداد لبرائتها ؛
وفي استفاقه عادة لرشدها لتسحب تلك الخطيئة التي أحبستها في قرص الشمس؛
ترك يدها بعد أن عاد لرشده هو الأخر؛ مستغفرا ربه
ما أتفه الدنيا حين نخضع لها مبتذلين في أخطائنا ؛
ما أضعف الإراده حين نعاني ؛
كان مضطربا للغاية؛ للتو استفاق ضميره ؛ للتو تذكر أمه وأمل
للتو سقطت عليه سكاكين الخطيئة ؛
أم فايز ركبت بجواره ؛والبنات السته خلفه؛ السياره من نوع كامري كانت صغيره لاتحتمل هذا العدد لكن الحاجه هي من اضطرتهم للجلوس بالطريقة اللطيفة ؛
ما أن وصلو ا كانت حياة أول المبتعدين ؛ علم أنها غاضبه منه فأظافرها تحمل دماءً متخثره تحتها؛
لم يستطع الهرب ؛ سيعترف بخطيئته
- أم فايز ؛ ممكن اكلمك
كانت تقف أم الباب ؛ كانت تنظر خروجه من السيارة لتشكره؛ كانت تستحي من ذاك القرب في السيارة؛ حتى لو كان في عمر احد بناتها؛ فمهما كان عمره يضل رجل غريب عنها؛
- خير ياولد؛ شكلك قلقني؛ ابو فايز فيه شي غير الي قلته لنا
- لا يا أم فايز؛ أبو فايز بخير، أنا بغيتك في هرجه ثانيه
رابها أمره ؛ هي لم تشك في لحظه بما يريد لكنها مرتابه جدا؛ تخشى ان يرحل ويترك الغرفة؛ ذاك المبلغ البسيط كان يطعمهم ؛ يساعدهم في شوؤن المنزل؛
- خير ياولدي في شي؛ إحنا ضايقناك في شي
كــ السكاكين نزلت على صدره؛ هو من أخطاء / هو من أنتهك حق الجيره وحق العشره وحق الأمانه ؛ ارتعش صوته وهو يقول
- أنا بصراحة شفت بنتكم حياة وودي أتزوجها
ذهب ذاك الهم الثقيل عنها وتبسمت خلف نقابها
- يصير خير لمن يخرج أبوها؛
- يا ام فايز تعرفي أنه وضع عمي ابو فايز حرج وانه جلطت الاتزان خلته مشلول وانتم بحاجه لرجل بعد طيحته ؛ وأنا والله شاري قربكم وودي ادخل البيت وأخرج بدون ما اجيب لكم السمعه الشينه
وافقته ؛ وفي قرار نفسها تقول "هذا هو الفعل الحسن" ؛ فهي تحتاج لرجل معاها لتحمي بناتها من أجشاع البشر





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 06-06-13 الساعة 09:40 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 07:57 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


~ الأفول الخامس~

في المنــزل المجاور لمنــزل أبو فايز؛ كانت الأسرة مكونه من أربعة أبناء ذكور؛ والدتهم يمارس عليها والدهم أنواع الذل والبخل ؛ الأربعه لم تسمح لهم الظروف في دخول المدرسه؛ والدهم كان فقير .. كان بحاجة لهم؛ مذ طفولتهم جعلهم يسرحون في الشوارع يشحذون ذاك وتلك حتى زوجته لم يرحمها كان يستغل وضعها وهي حامل ليسرحها في الشوارع تمد يدها مرغمه؛
الأربعة حين بلغوهم ذهب بهم لسوق الخضار وجعلهم صبيان هناك
الأربعة ؛ لا يملكون المال لذلك لا يملكون القوه؛ هذا غير أن والدهم عنيف جداً وهم رقيقون جداً ورثوها من أمهم!!.
جلست والدتهم وهي تشعر بالحرج منهم ؛ فحملها وهي بهذا العمر ومع أبناء ذكور وكبار كان غاية في الحرج
- يمه تعبانه ( قال أحمد الكبير ذلك وهو يحتضنها)
لم تتحمل صوته الرقيق؛ مما جعلها تنهار وتبكي بين أحضان ولدها
دخل عليهم ليجدها بين أحضان ابنه؛ ونظرات الكره تتساقط عليه منهم؛ تقدم لها وهو يمد يده لها: قومي ياحرمه ابغاكي شوي
- يبه، امي تعبانه خليني اوديها مستشفى الولاده (قالها أحمد؛ فهو يعلم أن والده يكن لوالدته كرها عميقا وخشيا أنا يقسو عليها وهي في شهرها الخامس)
- لاتعبانه ولاشي. هذا دلع حريم انت ماتفهمه، قومي يا حرمه ابغا اكلمك في موضوع
تجاهلت يده الممدوده ووقفت على قدميها بمساعدة أحمد ثم مشت إلى أن توارت خلف الباب المتهالك، تبعها زوجها وأغلق الباب خلفه.
- ابوك يمر بمراهقه متأخره شكله ؛ قالها عبدالله بسخريه وهو يقف كارها مايحدث لأمه / كارها مايحدث لهم؛
لا تعليم / لا مستقبل / لا مال / لا تقدير / لا إحترام / لا زواج ؛ ضحك على الأخيره فكيف يتزوج وهو يكت ماله في يد والده؛ لايتسطيع التحرر لايستطيع الطغيان ؛ أمه كانت نعم الأم علمته الطاعه والبر والصبر؛ كيف لا ؟ وهو يسمع ويرى ماتفعله لإرضا زوجها؛ ليس حبا فيه؟ بل طاعة لربها!
ما أعظم الأنثى حين تتبع كلام ربها
ما أعظمها حين تفني حياتها لتعلم أبنائها
ما أعظمها حين تصبر على زوج لايتسحقها لأجل أبنائها فقط
ما أعظمها حين تصبح المدرسه والأم معاً ! ؛ فبعلمها البسيط علمتهم القراءه والكتابة
ما أعظمها حين تضخ الفكر الثقافي في روحهم
لم تبخل يوما عليهم؛ كانت الأم / الأخت / الشيء الذي يحتاجونه
فهي تكبر أحمد بعشر سنوات؛ عمره الأن 38
و عبدالله عمره 35
و عبدالرحمن عمره 30
و عبدالملك 29
الأربعة كانو أخوانها قبل أن يكون أبنائها
؛
بعد أن تعب؛ استلقى جوارها وهو يقول لها : بكره بوديك جامعة البنات أجلسي عند البوابة وكل شوي تحسسي بطنك خلي البنات يحزنو عليك ويعطوكي الي فيه القسمه؛ أعرفك حيوانه ماتتكلمين ؛ وأنا بقعد أراقبك من بعيد
- بس أنا من جد تعبانه أعفيني الله يخليك هذي المره ، أنا حرمه كبيره وحملي ماهو خفيف زي قبل و
وقبل أن تتم جملتها ؛ كانت يده تضرب بعنف وجهها فقط؛
كانت تكتم صراخاتها ؛ تكتم أنفاسها حتى لايسمعها أبنائها تخشى أن يسمعوها ؛ تخشى أن يتعدو على والدهم ؛ هي تعلم أنهم لأجلها يسكتون عنه / لأجلها فقط يخرسون / لأجلها فقط يمتثلون لطاعته!.
وكنوع من التملك الهمجي استلقى وأخذها بين أحضانه؛
كانت لاترفض هذا الألم المقدس العظيم!!


؛
حياة؛ بإمكانها أن توافق / بإمكانها أن ترفض
الخطيئة التي أوقعها بها تختال الآن أمامها ؛ تغريها وتنفرها
بسببها تصارع الآن أمنياتها ، تكاد تجهز عليه؛
بسببها تُعاني الآن اضطرابا في مشاعرها؛ بعد أن كان لاشيء ؛ أصبح فجأة كأئن يفقدها السيطره على نفسها!؛ جملة تكتمل به
؛
كانت تشاهد كل الإنفعالات على وجه أختها؛
هل هو الحب أم أفكار الزاوج تتساقط عليها؛
مذ علمت أنه أعجب بها أخذت جسور الكره تنبني بينهما؛
تركت كل أشغال المنزل؛ فقط تجلس أمام التلفاز تتابع كل شيء تأكل وتنام لا تدخل في نقاشت هذا الزواج؛
- ها يا خوله ايش رايك أوافق ولا لا؟
- ايش دراني عنك؟ وكنوع من التخريب الفكري قالت / مو هذا الي قلتي عليه كحيان بصراحه وجه فقر
- لا تخربين افكارها؛ والرجال شافها وعجبتها واحنا ماشفنا عليه قصور ( هذا ما قالت الام للتو؛ جاهله غيرة ابنتها)
- متى شافها ؛ شوف قليلة الأدب ؛ عشان ابوك طاح في الفراش قمتي تمشين على حل شعرك
- إنتي هيي إحترمي نفسك أنا ما اسمحلك
اشتدت النقاش ووصل لمد اليد.. إلا أن تدخلو جميعهم في نفضهم عن بعض
؛
لم تكن الغرفة بعيده؛
سامر ؛ سمع أخر الحوار وعلم أنه أسقطها في حفرة مظلمه؛ تمنى أن لا تتأذى / تمنى أن يكون قريبا منها ؛ أن يحتضنها بعد موجة الإسقاطات العنيفه التي هوجمت بها؛
؛

في أوج مأساتها ؛ كانت طوال النهار تجلس أمام البوابة ؛ نادراما ترفع يدها للفقيرات مثلها؛ تعلم أن الله ابتلاها بهذا الرجل ؛ هي تحتسب الأجر فقط ؛ هي كارها ما تفعله الآن ؛ هي تخشى أن تعود دون مال؛ لم تكن تهتم كثيرا للضرب إلا أن التعب الجسدي كان يريبها ؛ فتعود لترفع يدها وتدعي الله أن يعينها على ما ابتلاها؛
بعد أن صلت العصر ؛ تركت مكانها وذهبت لزوجها
ما أن رائها قال بخسه : ها كيف الشغل؟
لم تجبه؛ أخرجت المال من حقيبتها ؛ ليصدم به ؛ مما جعله يثور عليها؛ امتطى التكسي الذي يملكه وهو يتمنى العوده سريعا للمنزل ؛ يريد أن يختلي بها ؛ يدير أن يلقنها درسا لن تنساه
- ابو أحمد الله يهديك هدي ترا والله انك مخوفني
- هين أما ربيتك ما أكون أن عادل؛ ثلاثين ريال ياحيوانه، ولا حق التعب ولا حق الجلسه طول النهار؛ أنا اليوم بس من هـالتكسي الكحيان دخلت 500 وإنتي ثلاثين من جامعة إيش طولها وإيش عرضها
وصل للمنزل في سرعة قياسيه؛ فقد أغضبه المبلغ غير أن الليلة الماضية كان بكائها كابوسا عليه؛ تحمله فقط لأجل اليوم لأجل المال ؛
كانت يده تصل لكل شيء إلا بطنها ؛ كان يريد فقط أن يلقناها درسا لتعود له بالمال غداً؛
كان يدوس على كرامتها / انوثتها / جمالها ؛
كانت جميلة جدا / لطيفة جدا / مطيعة جدا /
كان يحبها كثيرا لكن حُبه للمال كان أعظم،
أخيرا هدئت نوبة الغضب .. جلس وأجبرها على الجلوس بين احضانه...
كثيرا من القُبل طبعها على وجهها قبل أن يقول: أنتي اجبرتيني عليه ؛ ثم أخذ يبرر بحجج تعودتها .. السياره يبالها تصليح وسوق الخضره مو ماشي وبعد كم شهر جايينا ضيف وانتي بروحك يبالك مصاريف مختلفه..
ما كانت عيناه تشبعان النظر إليها ؛ كان ضائعاً يبحث عن وجعه في عينيها
قبلاته تبدو مختلفة .. جسده كان منهك
قال بهدوء .. ويده تمسح دموعها : تكرهيني ؟
كان الخوف يطاردها فلم تجبه
كانت تتمنى أن تحضر أكبر نعم وتلقي بها على أم رأسه؛ لكنها أثرت الصمت ؛
طبع قبله عميقة ثم تركها وأندفع نحو الباب مسرعاً ؛ لا يعلم لماذا خنقته شهقاتها ؛ يعلم أنه ظلمها ؛ أنه عذبها
فجأة أصبح العالم ضيقا؛ السيارات تتداخل أمامه يهرب من وحده ليجد الثانية تنتظره وكأنه في متاها ؛ وفي لمحة بصر انتهى كل شيء
لامال يجمعه / لا زوجه يحتويها / لا أبناء يحطمهم!
؛
وقت العودة .. في الظلمة الشاحبة عاد ليجدها تجلس على عتبة وهي تنظر لغنمها داخل الحضيرة ؛ ما أن رائته وقفت وأغلقت باب الحضيرة وتقدمت نحوه؛
بعد عشرة سنوات عاد ببساطه يقبل رأسها ويدها
بعد عشرة سنوات سحبته بشده لصدرها لترمي رأسها على صدره
الفتى تغيير كثيرا أصبح رجلا ناضجا..
- شلونك يمه؟
- الحمدلله
بعد أن أكثر السلام والسؤال عن حالها سأل أخيرا عن أمل
- يمه وينها أمل؟
- أكلها الذئب / قالتها بصورة باردة كبرودة الطقس وكأنه سأل عن قطعة آيسكريم اختفت من أمامها فجأة!.
الولد ليس الولد .. والأم ليست الأم .. والسكون قاتل .. والبرد قارص .. والليلة عاصفة.. والدماء تتجدد في أصلابهم
- أمي مالك حاجة تقعدين هنا تعالي معي مكه
- لا ، انا عشت حياتي وراح اموت هنا؛ روح أنت لشغلك أنا بخير
- يمه ؛ تعالي اخطبيلي اقلها
- لا ، أنا مـــــقدر اخلي حلالي أخاف عليها تنسرق
- يمه أنا بجيب لك عامل يداريها.. انتي بس تعالي اقعدي يومين راح تعجب ..وبعدين لك فترة ما رحتي الحرم
نظرت لوجهه؛ كم تتمنى أن تقيم شعائر العمرة إلا أنها لا تستطيع
- مو الحين ؛ بعدين
حين تركها كانت أمه بوجه مختلف.. كان مشرقا ندياً.. اليوم انطفئ ذاك الاشراق ..اليوم عيناها تتوهجان حزنا..تتوهجان فرحا.. في حالة تضاد غريبة.. تريد منه الرحيل / تريد منه البقاء.. كانت غاضبة منه ..كانت سعيدة به.. أو هكذا خيل إليه
قالت أمه .. وقد تشاغلت بإعداد الطعام : بعد ما تتغدى اسري لبتك قبل الليل ما يحل عليك
- أنا قلت اقيل كم ليلة وبعدين انزل لمكه
- لا مايحتاج.. روح شوف أشغالك.. ويوم تعرس تعال زورني لا تقطع..
كانت شديدة في لهجتها.. تريد منه الرحيل دون مفاصله
- أنا مدري ايش جاني بعد ماضاعت غفران .. سامحيني يمه
فقد قوته وقتها ودخل في نوبة بكاء.. ليس فقط غفران من رحلت.. فـــ أمل الاخرى أكلها الذئب.. هذا غير أن ضميره أخذ يؤنبه بشده حين أعتقد أنه ظلم أمه.. في إعتقاده أن الذئب تسلط على الفتاتان..
تمالك نفسه قدر ما استطاع ..ونهض ليغسل وجهه ثم يعود ليقبل رأس والدته قبل أن يجلس لتناول الطعام..هدأت نفسه وأطمئن
؛





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 06-06-13 الساعة 09:41 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 08:08 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



~ الأفول السادس~


حين أعتقل مشاعرها ذاك الأحمق الغالي ؛ تركها كــ أملاكه البسيطة التي في الغرفة الصغيرة على بقعة قلق كبيرة.. كما أنها لا تســتطيع أن تجتاز موجة الــــحب التي تلوكها لــتترامى بقسوة على لون الشقاء وطعم النشوة تملأها قبل أن تطلقها في كوابيس جافة!.
- حياة لاتزعلي نفسك ترا مايستاهل تفكرين فيه كذا
قالتها جمانه وهي ترتب على كتف أختها بعد أن شاهدت شرودها
- ضنك ليش راح.. يمكن ندم لأنه خطبني
- أصلا يحمد ربه أنك كنت حتوافقي عليه.. وبعدين انتي ايش الي مزعلك.. شوفيني أنا واختك العوانس ماتزوجنا..ترا عادي الحياة مو زواج بس.. سبحان الله يمكن ربنا كاتب لنا شيء حلو..
- جمانه.. أنا بصراحه أحبه ... قالتها بقلق
- ماشاء الله من متى تحبيه... والله أنا اكثر وحده تجلس في الصاله..ولا كان شكيت في اخلاقك..أربعة وعشرين ساعه قدام التلفزيون.. متى وكيف حبيتيه..
أمسكت فنجانها وتناولت القهوة العربية وأخذت تفرش لأختها كوابيس ذاك اللقاء .. ولأنها امرأة تشتهي ذاك الحلم تجاوبت معه لحظه قبل أن تستفيق!.
جمانه؛ كانت ترى بأم عينها لون الشقاء الذي خلفة ذاك التجاوب ترى طعم الندم يسيل من شفتي شقيقتها
- إنتي كيف سمحتي لنفسك.. ما اتدري أنه حرام...طيب لو ماخطبك كيف كنتي حتعيشي وضميرك يوجعك.. بهدوء وبتفكير أكملت :ضنك حس أنك بايعه عمرك وشك في اخلاقك وشرد؟
انتفضت حين سمعت جملة جمانه الأخيرة: لا ..لا لاتفاولي.. والله أنا مو هامني غير ايجار الغرفة
- تكذبي على مين أنتي.. ماتشوفي شكلك...انسيه وانسي كل شيء صار.. شهر عده وهو غايب ما أعتقد انه راح يرجع تاني
- اغراضه في الغرفة
- وانتي ما شاء الله عادة نفسك غرض من أغراضه!!. إنتي غبيه يابنت ولا غبيه.. لا ترخصي بعواطفك وهو مايستاهل
؛
السهرات الحميمة / البخل / التمرد كله اختفى من بيت عادل.
تكلم أحمد بعد تفكير: عبدالله .. إيش رايك نبيع التكسي ونجيب وانيت عشان نحمل الخضره عليها
عبدالله: لا لا.. الدخل زين ترا يمدينا نطلع وانيت بالتقسيط
عبدالرحمن: اي والله .. والتكسي يا أحمد انتي اشتغل عليه وعبدالملك هو الي يجيب لنا البضاعه وأنا عبدالرحمن نجلس في البسطه
عبدالملك: والله أنا فكرت أروح القصيم أجيب تمر وابيعه..ترا مره تجارة التمر مربحه..
أم أحمد وهي تبتسم: وأنا اروح معاك اسليك في الخطه
نظر لبطنها وابتسم : عشان تولدين في الخط
ضربته بخفه على كتفه: ياقليل الادب أنا امك مو صحبتك
وقبل أن تتعالى ضحكاتهم سمعو رنين جرس الباب
أحمد : خير من جاينا هذي الحزه؛ يا الله يا عبدالملك قوم افتح الباب
عبدالملك: اشمعنا أنا
أحمد قال بخبث: أصغر القوم خادمهم ولا ماتعرفها هذي
عبدالله وهو يوقف: أنا بروح أفتحه مو لاني حزين عليك ياعبدالملك بس لاني بروح أِشوف موضوع الوانيت وكيف نقسطه؟
عبدالرحمن وهو يوقف: أنا بروح معاك
عبدالملك: وأنا كمان
في أقل من دقيقة كان الثلاثة يقفون أمام الباب ..ليخيفو بــــــأشكالهم الزائرات
- امك موجوده؛
- لحظه أناديها لك ؛ لم يتحرك من مكانه وبصوته الجهور ناد بصوته العالي والدته : يــــمه تعالي جوك ضيوف..
ثم خرج وتبعه عبدالملك وعبدالرحمن
- أحمد حبيبي أدخل عرفتي ونام وأنا بجلسهم هنا في الصاله
- ياخطيره .. يا أم احمد والله وعشنا وشفنا لك صحبات
قالها وهو يقبل رأسها بحب ثم اختفى خلف الباب
استقبلت ضيفاتها واللاتي تعرفت عليهن وقت العزاء
- سامحينا يا أم احمد والله ما ودنا نخليك في عدتك لحالك.. وانتي تعرفي ابونا تعبان وأنا والله مو خوف من العيال.. بس ما اقدر ارسل وحده من البنات تساعدك تعرفي الناس مايخلو احد لحاله
ابتسمت أم احمد وهي تتامل ملامح خوله الهادئه والعاديه جدا: الله يخليهم لك.. إلا يا أم فايز من يصرف عليكم..
تنهدت ام فايز: يجنا راتب ابو فايز التقاعدي..والحين معطين واحد هندي التكسي يكد عليه وبالنص بينا وبينه
أم احمد: والبنات ماجاهم التعين
خوله: لا والله ياخاله..تعرفي تخصصاتنا مافيها تعيين..بس لو تعينت بعد ذا العمر والله بكون ناسيه اصلا ما راح اوافق نسيت ايش درست
- كم عندك ماشاء الله من البنات
- خوله عمرها 32
جمانه عمرها25
حياة عمرها 23
هديل عمرها 15
عُلا عمرها 14
غلا عمرها 12
خوله وهي توقف : ياخاله وين مطبخك
أم أحمد وهي تأشر لها تجلس: أجلسي ارتاحي ماتسوين شي,, أنا الحين بقوم
أم فايز وهي تمسك يد أم أحمد: لا والله حلفت عليك ماتقومين ...خلي خوله تروح .. هو مافي أحد في البيت صح.. أنا شفت العيال خرجو تو
أم أحمد وقد نسيت أحمد: ايه راحو لأشغالهم
تركتهما خوله وبخطى رشيقه كانت في المطبخ بعد أن أخبرتها أم أحمد مكانه..
ابتسمت وهي ترا كومة المواعين المتسخه مرصوصه على المغسله بإهمال شديد..
وضعت الإبريق على النار و أعدت الفناجين ثم توجهت للمغسله وهي تشمر عن ساعديها..وفي دقائق انتهت من تنظيف المطبخ الصغير..
؛
أم خوله بعد أن اختفت ابنتها أمامها التفت سريعا لأم أحمد وهي تقول: والله يا أم أحمد أنا ابغاكي في سالفه بيني وبينك
أجابتها أم أحمد: خير يا أم فايز ..قلقتيني
أم خوله وهي تستجمع قواها: تعرفين احنا لحالنا في الدنيا هذه وولدي الله يستر عليه ماندري عنه شي.. تقولي مسحور..الولد ماهو الولد الي انا ربتيه
أم أحمد: الله يهديه.. انتي تامريني امر .. والله بعد الي شفته منك ومن طيبة قلبك بعد العزا ..أن ترخصلك عيوني
أم خوله: لا حبيبتي هذا واجب.. وانا بصراحه ابغاك في شغله مافيها مجاملات وانتي .. وأنا بصراحه جايه اليوم مثل مايقولون أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك.. وبنتي كبرة .. متى تتزوج ومتى تحمل ومتى تربي
ابتسمت أم أحمد وكأن أم خوله تقراء أفكار ها؛ وقبل أن تجيب كانت خوله تقف على مقربه منهما بصينية القهوة.
- معليش سامحوني تأخرت عليكم.
أم أحمد: لاحبيبتي .. تعالي أجلسي..أنتي ايش سويتي / قالتها وهي تنظر لملابسها المبتله
اجابتها خوله بضحك: ههه.. غسلت المطبخ ..هو الدور على مين اليوم
أم أحمد وهي تبتسم: على أحمد الله يصلحه هذا كسول بصراحه عكس أخوانه ماشاء الله عليهم لمن يجي لواحد منهم الدور انه المطبخ تقولي عليه تحت يد بنت سنعه
خوله ببراءه: الله يعين زوجته عليه.. بصراحه عافس الدنيا فوق تحت
؛
داخل البنك الفرنسي: الأجواء كانت مختلفه هذا اليوم؛ لديهم عميل مفقود قرابة الشهر؛ لم يتعودو على غيابه؛ الثروة التي يملكه جعلهم يهتمون بــ غيابه كثيراً..
لذلك قرر مدير الفرع إرسال مندوب للإطمئنان على العميل مع باقة ورد كبيرة وعلبة شوكلاة راقيه.. مرفقه معها ملخص حساب ثلاثين يوماً.
- لكن ماله عنوان دقيق / أجاب الموظف
- كيف؟ ماله عنوان دقيق / سأل المدير ,..وأكمل: تجيبلي عنوانه من تحت الأرض
؛
- ها يمه.. ايش رايك؟
لم تتأنى دقيقة واحده بعد أن خرجت الضيفتان؛ ولأنها تريده لوحده بعيدا عن أخوتها: ترا البنت مو حلوه ومو وحشه..بس بصراحه انت احلى منها بكثير .. بس أنا اشوف انها مناسبه لك ووضعنا انت شايفه. البنات الحين يبون واحد متعلم صغير موظف..والله اشوفها تناسبك..فكر في عيالك حتكون امها متعلمه وتساعدهم في الدراسه..
أحمد وهو يبتسم: انتي جايه تفهميني وضعي..اعرف يا امي.. بس خليني استخير واعطيك خبر.
ام احمد: انت مو مقتنع
أحمد: لا والله بالعكس..انا ابغا اتزوج..وشوفي حالنا..الحين وين احطها لاجيت انزوج مافكرتي في الموضوع شكلك
أم أحمد: ربنا بيحلها.. انت استخير الحين واعطيني رد سريع..
أحمد: طيب كيف استخير وانتي معايا في الغرفه
ضحكة ام أحمد: ياولد الي يسمعك يقول بنت.. بسرعه استخير وخلينا نشوف ايش نسوي وكيف حتعيش
استقبلى القبلى ثم كبر وصلى...وبعد ما انتهى شرع بالدعاء
أم أحمد وهي تضحك: ها نخطبها ولالا؟
- خيانه كل ذا سار واحنا بره.. قالها عبدالله وهو يدخل للغرفه
أم أحمد: لاتخاف جايك الدور
عبدالله: احلى الوالده سايره خطابه.. يالله قوليلي من بتزوجيني
أم أحمد: بنت جيرانا
عبدالله: الي اليوم جو..ماشاء الله عليك ...شكلك يمه منتي هينه..
عبدالملك: صح مشاء الله عليهم عندهم بنات كثيرين
عبدالرحمن: شكلنا بناخذهم مقاوله.. حتى انا ابغا اتزوج..شوفيلي وحده من بناتهم
؛

سامر؛ بعد اللقاء الأخير الذي جمعه مع والدته أكتشف أنه أضاع الكثير من عمره؛ فــــأول حالة تصحيح؛ هو السكن في العمارة التي صممها للعيش فيها..
لم يبخل هذه المرة على نفسه؛ كان سعيد باكتشافه ؛ ( والدته لم تقتل غفران.. والدته ليست مجرمه كما أعتقد بالأمس ) ..
هذا الاكتشاف غير عزائمه لعتق نفسه في فضاء شاسع!.
؛

في صالة منزل أبو فايز
علا؛ تركت كتبها وأخذت تنظر لوالدتها التي تتحدث عبر الهاتف المحمول ؛
وما أن أغلقته قالت "بشيطانية"
- خير يمه.. الموضوع شكله في عريس .. قالتها وهي تترك كتبها وتضع رأسها على فخذ أمها : قوليلهم موافقه المهم ما يخليني اكمل دراسه
ضربتها امها بخفها على كتفها: خلي اخواتك الي اكبر منك اول شيء يتزوجو وبعدين فكري انتي
- والله لو بستنا شكلي بعنس..ماشاء الله السره طويل
الأيام التي عدت أشبعتها أرق.. فليس من السهل عليها أن تخطب لأبنتها..
وتلك الغيرة التي اشتعلت في صدر خوله كانت تؤلمها..
حتى ظنت أنها أصابت حياة بعين لم تذكر اسم الله عليها..
ابتسمت بحب وهي ترا تعابير وجه علا البريئ.. كانت ترغب بتزويج خوله...فأكرمها الله بخطبت ثلاثه من بناتها في يوم واحد..
- أمي تبو شيء من بره؟ قالتها خوله وهي تضع النقاب على وجهها
- انتم فين رايحين ..سالت الام.
أجابت جمانه: رايحين نشتري حفايظ وسفر لأبوي..خلصت الي عندو..ثم اكملت وهي تضع نقابها.. أمي اجلسو عندو ترا صحي من النوم شكله طفشان
علا لمت كتبها ووقفت: أنا بروح له/ واخذت تصرخ مناديه: غلا هديل تعالو عند ابوي صاحي
؛
ماذا ستفعل إن ماتت؟.
لقد طال سجن الصغيرة بلا رحمة ...فثيابها ملطخه بدمائها؟.. ولسانها منغلق وفكرها نقي.. وأبواب التواصل موصده من جميع الجهات.. للتو شعرت بازدحام الرحمة.. شعرت بوكزه في صدرها.. بل سكاكين تضرب صدرها..الألم يتصاعد.. الأرض ازدحمت تحتها لتسقط ..
تقربت منها غفران..أحنت رأسها ..اشتمت وجهها ..عنقها..يدها...ساقها..قدمها.. ببساطه كل شيء كـــتعبير عن قلقها.
؛
- انت ماتعرف تقول لا.. ترا جننتني..نفسي يوم تقول لا؟ قالتها غادى وهي تشخر بغضب.
جاءها صوته هادء ورقيق
- إنتي ايش تبغي الحين؟
لم تتحمل هذا الشعور.. فجناح الرحمة التي يبسطها لها زوجها ما عادت تسعدها...ما عادة تطيقها
- فايز.. طلقني
- غادة انتي طالق!
تركت الغرفة .. بل تركت المنزل بأكمله..
هو بعد أن تلفظ بتلك الكلمات سقط على أرضٍ صلبه مغشيا عليه
؛





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 06-06-13 الساعة 09:42 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 09:23 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


~الأفول السابع~

سامر ، بعد أن مزق ذاكرته القديمه خُيل إليه أنه أسعد أهل الأرض ؛ أعاد ترتيب أشياءه في عالم الوجود تاركا خلفه مرارة العيش..
كان يجلس خلف مقود سيارته الـجديدة الـ "بورش".. عدل في ترتيب "شماغة" فوق رأسه. فأعجب كثيراً بذاته ..
؛
في من منزل أبو فايز
بعد أن قامت خوله بتغيير "حفاظة والدها" شكرها والدها كثيرا
- الله يرزقك يابنتي من اوسع ابوبابه..الله يدخلك الجنه... الله يرضى عليك..
كثيرا من الرضى وكثيرا من الحب انهالت عليها..
- الله يخليك لنا يا ابوي..
- سامحيني يابنتي تعبتك معي .... /بلغة الانكسار قالها.. لغه لايفهمها إلأ أولئك الذين شلت أطرافهم ..ووصل للعجز التام / لــ إحساس الحزن العميق / أولئك الذين ينتظرون الموت كل مساء على فراشهم الأبيض ... كارهين ذاك الثقل الذي رموه على أبنائهم.. لكنهم سعداء بتلك القلوب الرقيقة التي تبتغي رضا الله في برهم
- والله صوتك بالدنيا كلها
هكذا أجابته بصدق قبل أن تذهب لوالدتها التي اجتمعت بهن فيما بعد
- ام أحمد اتصلت أمس وطلبت خوله لأحمد وجمانه لعبدالله و حياة لـعبدالرحمن.
قالتها بهدوء مصطنع...فمرارة الحزن تذوب في فمها.. لم تشأ أن تزوج خوله بهذه الطريقة...لكن لاضير إن فعلت..
- كيف حياة تتزوج عبدالرحمن وقبل سامر خاطبها / هذا ماقالته خوله.. معترضه هذه الخطبه الرخيصه
جمانه تحدثت بانفعال شديد : الأدمي خطب وشرد..تستناه
خوله: اسمعي كلامي يا حياة خذي سامر عاش معانا الجدر واحد ولا سمعنا منه صوت واحد..
نظرت لها حياة بانبهار.. هذه المره الوحيده التي تشجعها خوله على الزواج بــ سامر..
جمانه : يا أمي عصفور باليد ولا عشره بالشجره
خوله: عصفور إيش يا ماما هذا زواج.. والرجل خطب..تلاقي انشغل ولا شي
جمانه وهي تتخصر : ماشاء الله ايش الشغل الي ركبه الحين ..ترا عشره سنوات ولا قد يوم باب بره البيت..
تحدثت حياة وقد ملت الحديث : مالكم شغل فيني لو أتزوج راعي البلديه الي يكنس بره مالكم شغل فيني..
قالتها ثم وقفت لتترك لهم الصاله بكبرها؛
غلا كانت غير راضيه تمام مايحدث لـــــــــ حياة.. لم يعجبها الحديث الذي دار للتو: والله عيب عليكم..هذا وانتو الكبار وانتم قدوتنا تسو كذا..
علا : من جد والله اشتريتو وبعتو في البنت وهي جالسه عندكم
غلا تذكرهم: ترا مو طلب واحد..ثلاث طلبات بالجمله يبغوكم..ماشفتكم فتحتو فمكم على طلباتكم وجيتو للضعيفه واكلتوها بقشورها..
حياة؛ أطلت برأسها من خلف الباب وهي تقول: عموما أنا ما أبغا اتزوج..إيش هي بقاله يبغونا الثلاثه مره وحده!!..كأننا في دعاية بونكس (وعبرات السخريه تنهال من شفتيها) ثلاث في واحد نظافه ...ريحه حلو ه.. وكمان توفير
هاهو ذا حلمك يتبدد إيتها الأم الطيبة؛ فماذا أنتِ فاعلة؟
؛
آه ؛ لا تعلم كم من الزمن مضى وهي ملاقاة هنا.. الظلام ضد الظلام .. ودن مناسبة وجدت نفسها تضحك .. وتلك الشقيه الصغيرة تتشممها..تتوغل في أعماقها..
- ماالذي بعثرها تحت هذا الكون؟
احتضنت الصغيرة بعنف مع كل تلك الإعتراضات الجسديه التي رفضتها الصغيرة..
كان الحضن الأول لها بمثابة الإعتقال..
أحست بالجوع..نظرت للطفله التي أخذت تشتم رائحة كفها.. علمت أنها أيضا جائعا.. الخراف تُــمأمئ من حولها ..
الكثير من الوقت قضته هنا وهي نائمه!!.
لا يهم أين.. المهم أنها نامت بعد عشر سنوات.
بعد عشر سنوات شعرت بالسعادة..
وقفت على قدميها..شعرت بالدوار قليلا..توسدت الجدار إلا أن خرجت.. قدمت الشعير والماء للخراف.. دخلت مره أخرى الحظيرة..امسك يد الطفلة..
للمرة الأولى تخرج من تلك الحظيرة!!.
دخلتها قبل أن تتعلم أبجديات المشي / قبل أن تتعلم أبجديات الكلام / قبل أن تتعلم أبجديات إنسانيتها
خرجت للمرة الأولى وهي فقط تجيد السير على الأقدام
الظلام لايعجبها ..
الفضاء الواسع أفزعها..
بخطوات ثقيله اتجهت مع تلك التي تشبهها
وجوه الخوف تتقافز أمامها في الباحة الواسعه..
تعلقت في منفى الكون لساعات بعد أن عصفت بها رياح التغرب!!
أدخلتها الحمام.. خلعت ملابسها الممزقة الملوثه بدمائها الجافة!.
الدماء كانت جافة..والجوع يقرص بطنها..
كانت في فوضى الإغماءه.. غير مدركة للزمن الذي مضى مذ نومها هناك
أطلقت تنهيد وهي تجلس الصغيرة في حوض حديدي " الطشت"
أطلقت الصغيرة مأمأة الغضب/ الجوع / الخوف
أسكبت الماء على رأسها..
مأمأة الطفلة ازادادت..
ضربت الطفله على فمها.. بخفها..
أسكبت الماء مرة أخرى على رأس الطفلة
كانت الطفلة قد فهمت الدرس.
أوقفت الطفلة..أخذت المقص.. قصت شعرالطفلة..
القت كومه كبيره جانباً..
أجلست الطفلة مره أخرى في "الطشت"
أخذت الشامبو..أسكبت الكثير منه على شعر الطفلة..
وهي تغسل شعر الطفلة كأنها تغسل بئر جافة يتنهد منها الصدى!!.
رفعت كومةالشعر المتبقي فوق رأس الطفلة..
أخذت الصابون و " اليفه".. دعكت به جسد الصغيرة..
الدم المتخثر الـــ .. الــ أزالته بصعوبه..
كانت تطهر جسدها مثلما تطهر الشعوب بلادها
قولوا لي بماذا تحلم الأنثى ؟ / و بماذا تحلم الشعوب؟
أصابع تلك العجوز تورمت من الماء!
مأمأة الطفلة المنخفض لم يتوقف !!
تذكر جيدا راحة الكف.. رائحة الطعام..
هذه الكف تشبهها!.. لكن لا تبشهها!
تفوح رائحة تختلف عن رائحة البهارات العربية
انتهت العجوز من غسل الجسد
كلاهما لم يتعرفا على الجسد..
تحتاج إلى ثورة اخرى لمحاربة عصابات القمل
تحتاجا للراحة الآن
تحتاجا للطعام..
تحتاجا للتسول لسد المجاعة الإنسانية التي فقدتها الطفلة
لثمت الطفل خد العجوز وهي تشبه كلمة " أحبك"
؛
؛
في بقعة باردة .. انتشى برائحة الموت.. كان كمن قدم ذاكرته للمشرحة !!..
لا يعلم ماذا حدث؟ ..لايعلم ماذا يحدث؟ و لا لماذا هو ملقا هنا؟
استلقى مجددا على السرير.. ليدخل في غيبوبة أخرى ؛ فايز
؛
- ايش تطلقتي.. ليش؟
الاستنكار بداء واضحا في لهجة أمها الغاضبه..وبعد تفكير قالت بحذر
- لايكون أنفك؟
- امي إيش الي أنفك؟ / سألتها حفيدتها ميلاء
للتو لاحظة وجودها.. لتبرر سريعا
- الحب الي بينهم انفك بذي السرعه..والله ابوك ما قد شفنا منه شيء شين
ببراءه قالت ميلاء: والله بابا يحزن.. يمكن يا ماما ضغط الشغل.. حرام تعالي نرجع له
- تبغي تروحي تزوريه روحي ..انا كرهت عيشتي معاه.. انا ما اقدر اعيش مع واحد ماله شخصيه ..ياناس خلوني لحالي.. اووف/ قالتها غير مباليه يمشاعر ابنتها قبل أن تترك لهم الصاله
؛
عبدالله.. طبع قبله ناعمه على يد جمانه متلبسة بالشوق..
المنزل الذي استأجره صغير للغاية.. لكنه يكفيهما ليدخل الحب في عروقهما
تلك النظرات التي يتبادلانها ستظل عالقة في مرايا الذاكرة
هامسا قال : مبروك
خـجله.. قالت: الله يبارك فيك
رائحة النشوة تفوح من شفتيهما..لتدخلهما في ذاكرة الجسد!.

؛

في مكان قريب منهما..
كان يعتبر زواجه إحسان عليها.. وسد حاجة في الوقت نفسه..
أسنانها كانت بارزة كثيراً ..اثار الحبوب القديمة تشوه بشرتها..
أثارت اشمئزازه..
قال في نفسه " يلعن أم الحاجة "..
حتى كلمة مبروك استخسرها فيها..قبل أن يقضي حاجته منها وينام بعيداً عنها!!

؛

ترجل من سيارته بهدوء .. يريد أن يفاجئها .. دخل للمنزل وجد الصغيرة تنام فوقها.. وكأنها اعتدات هذه الطريقة في النوم..
هامسا قال: يمه
سريعا استجابت لصوته..فتحت عيناها..
ليلة الأمس قضتها وهي تشن حملات إباده للقمل إلى أن أخذها النعاس..
- سامر انت جيت؟ سألت لتمزق ذاك الصمت المريب
حرك رأسه بنعم وهو ينظر للطفلة الجميلة..
شعرها غزير كالليل..بشرتها صافية كاللبن ..مع حُمره شديدة في خديها وجفنيها وشفتيها.. بعينه أبصر مجموعة أطفال يتفاقزون فوقها.. يدها اليمنى مخبئه في صدر أمه والثانية ملاقة بإهمال بعيدا عن جسد أمه..
للتو تذكر حياة بعد أن نفاها من ذاكرته بعد أن عصفت به رياح التجديد.. تذكر شقاوته معها.
- ما الذي بعثره هذا الصباح؟
كان يغط في حلمٍ عميق وحده ..
اليوم؛ أخذته الأماني لــ حياة لــ تضاريس ذاك الجسد
وعندما أفاق من إغفاءته تلك.. أطال النظر في ملامح وجه الصغيرة وهو يغرس أحداقه في وجهها .. ليسأل بخيفه: يمه ..هذي مين؟.
حين قرأت السؤل بعينها من ملامح وجهه.. كانت الفاجعة تتعرى أمامها فأنتابتها موجة حزن شديدة .. وقتئذٍ أدركت أن الموت أدركها لا محاله... فقلبها ينتفض بلا يقين .. فمها تحول لبئر جافة..
أخرجت لسانها في محاول يأسه من ترطيب شفتيها
- أختك ..غفران
ضربه شاردة قوية ضربت في قلبها.. نفضت جسدها.. استيقضت الطفلة
- أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
قالتها وهي تصارع الموت ...رأسها يتمايل يمنة ويسرا.. الشفتاه تحجرت.. وقبل أن تغمض عينيها للأبد قالت وصايتها: غفران أمانه في رقبتك..
نظر إلى تفاصيل الجسد ..كان يتصبب عرقا.. أبعد الصغيرة..وضع رأسه على صدرها.. وجدها بلا نبض.. بلا حركة..بلا إرتفاع.. بلا ارتخاء..
خبئ رأسها في صدره وهو يبكي.. سولت له نفسه ليهجرها عشرة أعوام..
بقدرٍ كبير من الحزن بكى ليعلم الصغيرة كيفة الحزن الجديدة عليها..
عيناها تنثر الدمع دون توقف.. أنفها يقبل ذاك الكف البارد..
أعاد والدته لفراشها ..
- تعالي غفران عندي..
لا يرا أي علامة من علامات الاستجابه منها؟





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 09:44 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


~الأفول الثامن~


توجس من إختفاء فايز بهذه الطريقة.. أعادة الإتصال به للمرة المئة لـيجيبه أخيرا بصوت مختلف عن تلك التي عهدها: مين؟
بقلق واضح: فايز انت بخير؟
كان قد تخلص من ذك الثقل الذي فوق جفنيه قليلا: لا والله مره تعبان..انت مين؟
بمقدار كبير من القلق أجاب: فايز انت وين؟
فايز وهو ينظر للغرفه من حوله.. كان للتو يستكشف غرابة المكان: ما أدري والله!.
خبئ قلقه وعاد يقول: اخر شي شفته ايش؟
بلا تركيز: ما أدري؟
بحذر وهو يعتقد أن حالة من حالات الإختطاف التي تُرا في الدراما والأفلام أصابت صديقة فايز: بامكانك تخرج من المكان الي انت فيه؟
بتعري تام من تلك الشخصيه التي كان بها.. خرج من الغرفة..استوحش المكان بعد أن بحث عنهم ولم يجدهم... وقال : إيش اسوي مافي أحد؟ أمي مدري وينها؟.. أنا لحالي في البيت!
بهدوء: فايز الحين اجيك لا تفتح الباب لين اتصل عليك.
أغلق محمد هاتف وهو يشخر.. كان يشعر أن فايز ليس بخير مذ فترة.
ترك شقته التي اشترها مؤخرا وتوجه لصديقة فايز..
؛

لم تكن تعلم أن الزواج قصة مختلفة عن تلك الأحلام الورديه التي ترسمها كل فتاة في مخيلتها.. لم تسمع يوما عن الإغتصاب المباح للجسد .. لم تكن تعلم أن الروح ترتجف حين يُهان الجسد..
ببساطه كانت تتعثر نظراتها كلما دخل عليها وتلك لحالها قصة أخرى مختلفه ترثي كآبتها ..
دخل وهو كاره المنزل الصغير (المكون من غرفة وصاله وحمام ومطبخ).. وجدها تبتسم له بتلك الأسنان البارزه.. وذاك الشعر الباهت..وذاك الجسد النحيل.. وتلك البقع المهيكله على وجهها.. تثير اشمئزازه كثيرا.. لكنه يتسلى بذك الجسد كثيراً!. اعتبرها سد حاجة فقط ولم يضيف لها معنا أخر في قاموسه.
بعد أن لاحظت تهمشه لها قالت..
- احمد ابغا اروح أغيير لأبويا تبغا شيء؟
خلع ثوبه مناولا إيها..قال: ليش حياة ماتعرف تغير له؟
التقطته يدها بخفه..وعلقته على "الشماعة" وهي تقول: ابويا يستحي من البنات. أنا بس إلي اغيرله
بتذمر واضح قال: لحول.. لا تتاخري أبغا أنام بدري ورايا شغل
بمزاجيه طنشت اسلوبه وقالت ببراءة : أحمد مايجوز تقول لحول لحالها لازم تكملها
بسخريه : صحيح نسيت أنك جامعية وإني جاهل..
لم تعجبها طريقته في الكلام: أحمد ترا ما يحوج الكلام ذا.. وأنا ما قصدت شيء غير..
قاطعها بتذمر: خلاص انتهى الكلام.. روحي لأبوكي ولا تتأخري ابغا أنام ورايا مشوار للمدينة الصبح.
إرتدت عبائتها وخرجت..
جلس على فراشه وأخذ يلوك تلك العباره التي استفزته.." جايه تسوي علي أبله.. ماتشوف أسنانها كأنها سنجاب .. بس جد المتعلمين لهم اسلوب رزين في الكلام!".. كان كل ما جذبه شيء لها .. قال في نفسه وهو يعجبه انفعالها معه " شكله شفقه مو حب".. كان في صراعا قائماً بين الشفقه والإندماج والرغبه ..
؛
لحظة تأمل جعلتها تعلو عن الأرض .. وتـترتها كثيرا .. جعلتها في كومة خجل .. وفي محاوله فاشله أرادت بها تغير حالته تلك: عبدالله .. امك متى تولد .. بصراحه قلبي مو معطيني تقعد لحالها مع اخوانك الشباب .. إيش رايك هم يجو بيتنا واحنا نروح نعيش عندها.. أنا مني عارفه كيف كان ترتيبكم
دون أن يكسّر تلك اللحظه: فكره بصراحه.. وبخبث واضح أكمل حديثه أراد إحراجها أكثر : بس بعدني ماشبعت منك .. وحنا تونا عرسان .. وانتي خبرك البيوت الصغيرة ما تسـ..
وقبل أن يتم جملته كانت وجنتاها في حاله توهج مع ارتفاع درجة حراره زايده: انت قليل أدب.. ومن بكره بنحول هناك ولا جيب امك هنا..فاهم
ضحك وهو يقترب منها ليحتويها بين ذراعيه..
؛
محمد أصابه الهلع وهو يرى فايز وهو على مشارف ذاكرة سوداء..
التحاليل كلها سليمه.. مما أثارت رهبته كثيراً: فايز يا يا أخي انت شربت شيء .. أحد عزمك وأعطاك شي فكر ..
بلا اكتراث: ما اذكر شيء؟ .. أحس قلبي بيوقف .. وجسمي منمل .. هذا غير إني أحس في شعر في فمي ..
تناول منديلا بين أصابعه الطويله وأخذ يمسح بها لسانه في محاوله منه لإزالة الشعرة التي يحس بوجودها ..
لم تكن تعجبه تلك الحاله التي وصل لها صديقة .. فأخذه لطبيب استشاري في علم النفس !!
بعض الأطباء يجهلون أن هناك أمراضا لاتعالجها اختراعات البشر أو ثقافتها!.
؛
انتهت من غسل والدها سريعا.. ساعدتها حياة وعلا وغلا في عملها...
انهالت عليها الكثير من الدعاوي الصادقه من والداها..
- توصي بشي يا ابويا؟.
رفع يده وقال : الله يرضا عليك يابنتي دنيا وأخره ويبعد عنك السوء وين ما كان
حياة احتظنت والدها وهي تقول بدلع : ابويا انت بس تدعي لــ خوله..ترا كلنا ساعدناها
ابتسم وهو يقول: الله ينور لكم دربكم ويسعدكم ويحقق امانيكم..
علا: ابويا على فكرة ... ترا انا الي اسويلك الفطور كل يوم
الاب: ترا تاخذي دعوتك الصباح..أخاف ادعيلك الحين تنسين فطوري الصباح.
قالها مداعبا ابنته
علا وهي تكمل دعابة والدها: أفا يالوالد..طلعت حق مصالح بصراحه
ابو فايز: تعرفيني انا رجال احب بطني
أخذهم الحديث قليلا.. ثم وقفت خوله وهي تقول: أنا أتأخرت ياجماعه استأذنكم..وأكملت تحدث والدها.. أبويا ان شاء الله الصبح أنا عندك..
استأذنت وخرجت
؛
أحمد؛ كان قد ملّ الإنتظار..تقدم للنافذه .. فتحها .. شاهدها تتحدث مع رجل غريب في هذه الساعه من الليل قليلا ثم دخلت وعادت سريعا تريد الدخول للعمارة التي أمام منزل أسرتها .. ثم شاهد والدتها تدخل الرجل الغريب للمنزل ..
وقبل أن يغلق النافذه .. شاهد سيارة الزائر.. لوهله أعتقد أنه فايز عاد.
؛
بالأسفل .. خرجت خوله لتجد سامر أمامها..
- سامر
ارتبك قليلا: هلا أختي.. مين معايا خوله ولا جمانه
- لا خوله..وين كنت؟
تنهد سامر ثم قال: كانت عندي ظروف.. ممكن تناديلي أمك. بعدين انتي وين رايحه ذا الليل؟ / استغرب خروجها
اجابته مبتسمه من خلف غطائها: بيت زوجي
فتح عيناه بدهشه: من جد.. ماشاء الله متى تزوجتي؟
- يعني قبل اسبوع ..اجابته بخجل وهي ترا الدهشه في عينيه
- الف مبروك..إذا ما عليك أمر ممكن تناديلي أمك
- طيب الحين أناديها..
قالتها وهي تدلف إلى المنزل وتهتف قائله: أمي سامر يبغاكي عند الباب ..أنا بروح تأخرت على أحمد..
خرجت الأم وهي تلف غطائها بإحكام عليها .. وهي ترحب بــ سامر: هلا يمه .. وينك.. خوفتنا عليك.. اقرب يمه اقرب
اوسعت له مكان للدخول.. لحقها.. وهو يقول: لحظه خالتي أبغا اجيب أختي إذا ممكن.
التفتت له وهو يرا حدقتاها تتسعان دهشه: أختك.
لم يشبع فضولها .. خرج سريعا .. فتح الباب الأمامي .. حمل غفران بين يده ودلف إلى المنزل وهي نائمة بين ذراعيه ..
أدخلته إلى المجلس الصغير وقد تعلقت حدقتيها على تلك الصغيرة .. و تلك الحمرة الشديد التي يكاد يخرج منها الدم كانت موضع شفقه ..
أخذ نفسا عميق قبل أن يقول: خالتي أنا قبل طلبت يد حياة..
قاطعة عباراته .. بفضول وشفقه صريحين: سيبك من حياة.. قولي إيش قصة أختك؟.
قطع جميع السبل عليها وهو يقول: إذا مالي نصيب قوليلي عشان أروح
كان صوته خافتا مهزوزا بائساً مما أثارت شفقتها: لا يا ولدي ..والله ما راح نلاقي واحد زيك.. ترا بيت جيرانا خطبوها وحنا رفضنا لأننا نعرفك وعشرة عمر بينا / جملتها الأخيره قالتها ربما لأنها أرادت أن توصل له رساله بأن بناتها " ينخطبون مو يخطب لهن" يبدو أنها تعض أصابع الندم لأنها عرضة خوله في يومٍ ما لرجل تتمنى أن يقدر هذا العرض ولا يهينه بــ أي شكل من الأشكال..
بعد حالة الشرود قال: ممكن ياخاله اشوف حياة
في آنٍ واحد .. شيء من الإعتراض والغضب والدهشة : إيش؟
لم يكن غبياْ ليجهل تلك النغمه في صوتها: ياخاله ..في أِشياء لازم تعرفها قبل ما نرتبط ببعض .. أنا مني جاي ازوج عشان أطلق أنا عندي كلام لازم تسمعه قبل لا تقول ايوه ... لازم تكون على بينه من البدايه بظروفي ..
رأت أن الفكرة عادية ولا داعي للقلق المبالغ فيه: لحظه أناديها لك

؛

مدت يدها له بكومة المال التي اذخرته من مهرها القليل .. كرسول ترسله إليه لــيؤنس حالة الفقر / حالة الحاجة التي علقوا بها بعد مصاريف الزواج الزاهده.. و كنوع من التقدير والحب لهذا الذي انتقل شيئا فشيئاً إلى قلبها
تناوله من يدها وهو يقول : إيش ذا
تلك الإبتسامه القليلة قطعت بها دُجى الظلمة في نفسها: هذا مهري ما خلصته.. قلت يمكن تحتاجه الحين وانت مسافر المدينه..
وضعها في محفظته وهو يقول: ما راح اطول عندي مشوار ..اوصل عائله وأحاول وأنا راجع ارجع بتوصيله "بمشوار"..
للتو تذكر تلك السيارة: مين الي كنتي تلكميه من شوي
جاءها صوته باردا وهي تخلع عبائتها لـــــِ تُجيب: هذا خطيب حياة
بسخرية غاضبه: ماشاء الله قلبتو مصاريه
بهدوء كاذب قالت: ترا البيت مليان بنات
بنفس اللهجه قال: قلتيها بعظمت لسانك بنات.. بنااااات
استجمعت قواها قبل أن تفرز له مشهد خاص يكرهه بشده: احمد إذا معترض.. روح شوف إيش الوضوع ..ترا ذا الي المفروض يصير..مو أنك تنتقد وانت جالس في مكانك .. وأنا تحت جناحك مالي شور عليهم.. لكن لو وقفت أنت معهم محد راح يعترض .. بالعكس مرحب فيك دايما وبـــ أفكارك
بسخريه وبمشهد يعري تلك الكرامه وتلك الرجوله التي يحملها قال: صحيح إنتي الجامعية وأنا الجاهل .. بس ترا الجاهل ذا انتو إلي خطبتوه مو هو إلي جا وجري وراكي ياهنم!!.
زج بعنف الفارق التعليم بينهما ليعرض عليها بخبث منحدرا في علاقتهما كانت تجهله ..
فغرت فاهها مشدوهة ..وبــ إرتعاشه قالت وهي تزدر أ لعابها: إيش قصدك؟
ضرب خدها بخفها: روحي أسألي أمك يا عيني.
عضت على شفتها السفلى حتى أدمتها إذ داهمتها نوبة ألم مريرة ؛ للتو علقت في ثقب الإهانة قبل أن تهبط شيئا فشيئا في بقعة عمياء سوداء.. صدرها امتلئ نواحاً فجأة .. جلست على فراشها وهي تتلمس بيدها ثغرها المسكين وقد انقطع عنه الكلام .. تريد أن تقطع كل مابينه وبينها بكلمة .. وكانت من قبل قد اجتهدت لتمنع نفسها السقوط باكية منتحبه أمامه..
ذاك الإرتفاع والهبوط السريع في صدرها .. وتلك الحاله المنكسره أثارت غريزته .. في نفسه يفتش عن أسباب رفضه لها وفي نفسه تتعارك الرغبة .. وفي ظلمة الشهوه أسقط كل ذلك خلفه ليجذبها إليه بعنف.. .

؛
في البدء كانت الجلسه بسيطه .. تخللتها تلك الأسئله عن الحال والصحه.. ثم أخذت منحدر مختلف حين قال: حياة .. الزواج رابط مقدس واتمنى أن تقدسي حياتك الزوجية مهما صار
شدتها لهجته القويه الصارمه لتقول برضا تام: إن شاء الله
- أنا بس حاب احطك في الصوره.. اختي ذي مالها أحد غير بعد الله وهي غير مسؤله عن تصرفاتها. إذا ودك تكملين معي لازم تداريها وتساعديني فيها.. وإذا كارها الشغله فأنا من الحين اقولك يابنت الناس انتي من طريق وأنا من طريق .. لأني ما راح أسمح لأحد بأذيتها
بكل ممنونية أجابت: مايسير خاطرك إلا طيب.. ثم أكملت وهي تقف: تبغى شي ثانــ
تلك المسافة التي تفصلهما كانت صغيرة جدا .. ذاك القرب الذي اُفْتعل فجأة كان مرهقا جدا.. وجهها التصق بخد غفران التي مدت يدها لها لتسجيب الأخرى .. وفي لحظه كادت أن تسقط فوق الصغيرة .. تأرجحت قليلا قبل أن تتثبت ..
للمرة الأولى في حياتها تشاهد حدقتان واسعتنا تسبح في بقعة دم كبيرة .. سحبتها من بين ذراعي سامر لتعتدل في جلستها أمامه وهي تحمل الصغيرة بين ذراعيها لـــ تسأل: ياقلبي .. إيشبو عيونها
جاءها صوته مغلفا بالثلج بعد كل تلك الإنفعالات التي احدثتها بذك القرب وبتلك اللهجه الرقيقة: حساسية
وهي تغرس حدقيها أكثر في وجه الطفلة : من إيش؟
قد أعجبته رنت الإهتمام في صوتها: الدكتور يقول من الأكل
ابعدت يد الطفله عن عيناها : يالطيف شكله عيونها مره تحكها..أي نوع من الأكل سببت لها هذي الحساسية
بابتسامه خبيثه قال: تعرفي عزابي وأكل سوق
للتو استوعبت ذاك القرب المربك .. تحسست حجابها المحكم على رأسها.. بهدوء وبعد أن استجمعت قواها حملت الطفلة وخرجت وهي تقول: انت نام في غرفتك وأنا بنوم اختك عندي
- اختي مو طبيعيه؟ جاءها صوته حزينا من خلفها
- لاتخاف حــداريها بعيوني
بعدها القا عليها بعض التعليمات الصحيه لــــ تجنب غفران تلك الحساسية المربكه
؛
بعد أن خرجت من عنده.. ذهبت لغرفتهم لتضع الصغيرة في فراشها وهي تلهث.. لم تكن غفران بتلك الخفه ولا بذاك الثقل .. لكن جسد حياة عانا وهو يحمل الصغيرة بين ذراعيه ..
تقربت هديل منها وقالت: ايش اسمها؟
حياة رفعت كتفيها: والله ما أدري!.
غلا: ياحرام شكلها صغير
علا اجابت سريعا بعد أن القت نظره سريعا على تضاريس الجسد الصغير: بس شكلها بالغها أو قريب صح ياحياة . . ياحرام شكلها نون لساتها ..
ابسمت حياة وهي للتو تستوعب استعوبت قلق سامر : اصص.. خلوها تنام حشا كانها تلفزيون جالسين تتفرجو عليها
هديل وهي تنظر ليد الفتاة التي أخذت تحك شعرها بفزع لتقف مبتعده: شكله فيها قمل !.. أنا بشرد أخاف تعديني مالي صلاح فيكم .. بروح أنام عند امي وابوي
لم تتخلص أم سامر من جميع القمل في تلك الليالي القليلة التي قضتها الطفلة في كنف الحب معها .. لذلك تحتاج لحملة إبادة آخرى ..
أم سامر ؛ لم تقص شعر الطفله كله.. كانت قد تخلصت من النصف فقط .. وأبقت النصف الأخر يُحاذي طول ظهرها.
غلا: يبالنا نفليها اليوم قبل لا تعدينا.. علا جيبي زيت زيتون خلينا نحطلها عشان يثقل القمل...
علا: ياسلام أنتي تقومي..انتي الأصغر
حياة بتأمر: وحده تجيب الزيت والمشط ووحده تجيب قصاصة الأظافر والمبرد.. بسرعه..
؛
صباح اليوم الثاني
في البنك الفرنسي.. كان خبر وفاة العميل قد وصلهم للتو.. وانفض الإجتماع على أن يبعثو برقية تعزيه لــ أسرة الفقيد .."دون إرسال كشف الحساب طبعا"..وذلك فقط لكسب ثقة الورثه كنوع من التعامل الراقي للبنك..
؛
- ياعمه تبغي شيء..بروح أغير لأبوي وأرجعلك
هذا ماقالته خوله وهي تشطف أخر صحن في يدها
ام أحمد وهي تجيبها بود : لا حبيبتي .. جمانه مو مقصره حتجي قبل الظهر تتطبخ الغده.. الله يجعلني ما أبكيكم..
قبلت خوله رأس عمتها وهي تقول: يالله ياعمه ودنا نشوف البيبي قدامنا بصراحه أحنا نحب الأطفال
كان أحمد قد سمع جملتها الأخيرة .. وفي مشهد موجع ومحرج : أنا ما أبغا أطفال الحين مو ناقصني هم .. تعالي يا خوله شوفي إيش في البرقيه هذي .. قريته بس ما فهمت ايش يبغو بالتحديد
أصاب العمى حبها للتجاهل لهجته بمزاجيه بلهاء .. ببساطة هي لاتفهم ذاك الألم أو أنها بمزاجية تطنش تلك الإهانات أو أنها تحتسب الأجر من الله .. هي في نفسها فتشت كثيرا عن دمعه / عن كلمة لترد عنها تلك الإهانة لكنها آثرت الأجر والصبر .. تناولت البرقية من يده وهي تلصق كفها بصدره ومشاعر عاقره تجتاحها !!..
بعد ان أنهت قرأتها: هذي تعزيه لكم في أبوكم الله يرحمه.. ويطمعو أنكم تكونو عملاء عندهم.. أعتقد عمي ترك مبلغ مغري عشان كذا البنك يبغا ودكم.
تأرجح في بقعة عمياء قليلاً وهو يحلم بتبديل حياته إن كان الأمر صحيحا..ســـ يودع أولا تلك الأسنان البارزة.. قطعاً لايريدها في حياته.. ثم يكمل تلك الأحلام التي للتو أخذت في البناء والعلو.
- إيش نسوي؟ سألها وهي يضع اعتبارا جليا للفارق التعليمي
أجابته بإهتمام بالغ بعينان لامعتنان لم يفهمها يوما: تأخذ اخوانك وعلى الفرع الرئيسي سيده..وإن شاء الله خير..
؛
حالة فايز تزداد سوءً .. احتار معه الأطباء.. وتلك الأحلام المفزعه تقبل مُخيلته في اليقظه قبل النوم.
أم محمد: ياولدي يمكن الرجال فيه سحر ولا مس.. ترا انتم يالدكاتره ما تعترفون بذي الأمور.. بس السحر موجود والعين حق
بتفكير: خبرك إنه عين.. بس وين أوديه
أم محمد: وديه لشيخ يقرا عليه.. في واحد في الشرايع يمدحونه وماهو نصاب..يعالج الناس لوجه الله ما ياخذ فلوس
محمد باهتمام: طيب يا أمي..جيبي تلفونه وأنا بوديه إن شاء الله..والله فايز حالته صعبه مره..
؛

البخل؛ كــذلك الذي يعبث بالإنسان ما يعبث ويذيقه من المهان والذل والكره أصنافا مصنفة .. فــ هاهو الآن في حالة سعيدة شقية بعد أن رحل عنه الولد والزوجه والبنات تاركيه في وحشه لا يفهمها ولا يعيرها أدنى إهتمام .. في البدروم الصغير .. جلس أمام كرتون ورقي كبير.. فتحه.. تلمس الحزم الماليه بيده المجعده .. وضع راتبه التقاعدي ككل شهر مع تلك الحزم المالية الباليه .. أخذ ورقه ماليه من فئة المئة ريال وضعه في محفظته القديمة والتي تشتكي راس الأبره التي يشُّوكَّها بين الفينة والفينة ليقضي به شهره بعد أن تركته أسرته .. كان سعيدا جدا بذلك القرار الذي تأخر كثيراً .. الأن بإمكانه النوم مع حبيبته الأزليه "الحزم الماليه" ..
أشبكّ التوصيله الكهربائيه المتهالكه في الكبس ليشغل المروحه التي اشتراها من الحراج مؤخرا..
بخله أعماء بصيرته.. فالتوصيله تحتاج على أقدر تقدير للترقيع وتغطيت الأجراح بشريط لاصق في أكثر من موضع.." أبو محمد"
؛




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 09:45 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


~الأفول التاسع~

بعد أن بدلت لوالدها خرجت للصاله لــتجد "حياة" تجلس مــتذمرة وقد مــلأ قلبها الغيظ من تلك الــغفران الـــتي لم تذيقها طعم النوم .. للــــمرة العاشرة تبـــدل لها مـــلابسها.. فالطفلة تتبول لا إرادياً.. قالت خوله :يالطيف إيشبو شكلك كذا؟
- البنت جننـتني ما تفهم شيء.. بالله انتبيها شوي لين علا تصحى بروح أنام شويتين ... قالتها وهي تغادر الصالة..
تقــربت "خـــوله" مــــــــــــــن "غفران" .. تناولـــت قـــطعة الـــــبسكويت لــتمدها للصغيرة .. وبــشيء مــــن المـــودة أحــــنت رأســـها لــتتشمم القطعة الممــــدوة قــــــــــبل أن تقضم قــــــــطعة في فمها .. وفــي محاولة إغـــــــــــــــــواء ثانية رفــعت يدها للأعلى ليتبعها فـاه الصـــغيرة فــــ تقضم قطعة أخــرى .. أوحشها وأرابها فـــــــــــــعلها لــــــــــتعلو بارقة واحدة في عـــــــقلهـا بأن الطفلة ربما قـــــــــــضت ســــــــــنواتها في حظيرة ما ..
- سلام عليكم .. بتثئب قالتها علا وهي تجلس قربها
- وعــــليكم السلام... عـــلا شوفي .. فعلت ما فعلت للطفلة وهي تستبقي في نفسها تلك الفكرة التي تراودها : البنت مو طبيعية؟!
هزت رأسها موافقه لتكمل: أيوه عارفين مسكينه شكله عندها ضمور في العقل
سريعا أجابت: لا لا... أقصد شوفي .. وكررت مافعلته لــــــ تُذيق علا صــــــنفا مختلفا مــــن الشقاء مســتوحشة تلك الفكرة الـــدخيلة التي راودتها للتو: إيش قصدك؟
حركات الطفله تدل على أنها لاتعاني مرضا عضــــويا في عقله .. لــــــــــــدقائق علقت نظراتهما ببعض وكلاهما تفـــتش عن إجابه مختلفه غـــير الـــــتي رســـــخت فــي أذهانهما .. سلكا طريقا طويلــه قبــل أن يـــــتركا ملحوظة جاء فيها .."الـــــفتاة ســـــــليمه لكن هناك مـــــــــــن زجّ بــها في فـــقاعة صابون مــــلوثه لـــــــتشقى!"
وحــتى تفيا بالعهـــد الذي لم يُـــــــفشى قالت علا وهي تتلفت يمنة ويسرا خشيت أن تُضبط فتحشر في زاوية موحشة مقفرة: إيش نسوي؟
لم تــعد تتحمل.. فصدرها مـــــثقلا بالهموم والآن زادت الطين بِلَّه: شكله سامر ما قال لحياة .. يمكن مايبعانا ندري
بقلق وما أشقى الأنسان حين يحمل الأمانات عــلى عنقة: طيب إيش نسوي
أصـــبحت كتاباً فجـــأة .. وبــــعضها يســأل بعضها لتُجيب: نعلمها .. البنت لازم تتعلم.. إنتي خليك ملازمة لها وأنا كل شوي ناطه لكم .. أحمد على طول بره .. تعرفي طبيعة شغله.. //مبرره
؛
كانو أربعة صعاليك حين دخلو البنك .. ثيابهم رثـــه ورائحـــة العـــرق تفوح منهم في هذا الحر وتلك السيارة عاجزه عن تلطيف الأجواء داخلها ..
كانو أربعة أخوه حين جلسو أمام مكتب المدير .. الأربعة كانو يتصببون عرقا رغم برودة الـــجو.. الأربعة رقصت أحلامهم وهم يسمعون مدير البنك الذي عجز في تفسير تصرفاتهم
- الوالد الله يرحمهم ترك لكم مبلغ 200 مليون وراح تسعدنا خدمتكم
- الله لايرحمه 200 مليون ويخلينا نتبهدل في دنيا
قاســـون هم فـــي تصرفاتهم .. وتلك الـــطرق التي مشـــو فـــيها كانت مقفرة كانت لا تزال حاقدة على ذاك الأب القاسي!. كان في اســـتطاعتهم كبح تلك المشاعر على أقل تقدير أمام الغرباء إلا أن بعضهم كان قد أعماه الــغضب ..
فور خروجهم من البنك قال عبدالله: ترا عيب الي سويتو.. مهما كان ذا ابوكم
أحمد استثقل النصيحه : اقول روقنا يرحم امك.. تبغا تحبه حبه بعيد عنا
عبدالملك: ترا عبدالله صادق! لو هو عدوك مايجوز له إلا الرحمه
دارت أحاديث شرسرة إلى أن وصلو للمحامي ليزيد غضب أحمد وعبدالرحمن حين علمو أن الميراث يوزع بعد ولادة والدتهم لمعرفة نوع المولد وتقسم وفقا عليه.
- لحول.. إيش ذا النحس.. يعني نستنا بعد / قالها أحمد متذمرا
بغضب قال عبدالله: حتى أمك تبا تغلط عليها الحين
عبدالملك : هذا وهو مستقر.. بيت وزوجة يا أخي أحمد ربك غيرك مو محصل
كانت الشعله التي ينتظرها أحمد ليتعالى فيقسو على تلك المسكينة: والله إنها تحرم علي ما أبغاها.. جيبه عليها وجه يقطع الخلف
في محاوله لتهدئته : يارجل خاف الله البنت ما كملت اسبوعين عندك
هنالك من تخدعه الأقوال وتأخذه العزة بالإثم: والله أنها طالق .. أنا أبغا أنسى أيام الفقر كلها. ووجه الفقر ذك اسوء شيء مر في حياتي!!
عبدالملك مستنكرا: بكرة تقول ما أعرفكم
- لا أنتم أهلي لحمي ودمي.. أما هذيك فالفلوس تجيب لي أربعه غيرها
عبدالله: يا أخي حط عليها ثلاث.. تطلقها وهي ماكملت الشهر ليش
- شوف عناااد كذا ما أبغاها في حياتي ... // ثم تبجح كثيرا بالقول وهو يصف عورة زوجته أمامهم..
تبادل عبدالملك و عبدالله نظرات الآسى.. وقررا عدم مناقشته في الموضوع حتى لا يكسبا اثما معه
؛
جمانه وهي تحشي الكوسا: خالتي عبدالله قالكم اننا بنحول عندكم والعيال يروحون بيتنا
أم أحمد؛ كانت تجلس كضيفة شرف في المطبخ الصغير: ايوه قلنا.. وماتقصرين ياقلبي..إلا ما قالك عبدالله بموضوع البنك
باستفهام: أي موضوع
أخذت تسرد لها الموضوع مضيفة عليه إعتقاد خوله
- إن شاء الله خير.. وكأنها للتو تذكرت أمراً هاما: خالتي ماشفتي إذا الجنين ولد ولا بنت؟
أطلقت ضحكه قبل أن تقول: ماشاء الله عليكي إنتي وأختك ما عندكم سالفه غير البيبي.. إن شاء الله ربي يكتب وأشوفكم حوامل
شاركتها الضحك ثم قالت: ترانا نحب الأطفال .. شيء ما تتخيله.. أمي لمن كانت تولد كنا نضارب على البيبي .. حتى هديل ما مشت بدري من كثر ما نشيلها وجسمها كان زي الجلو.. أصلا للحين تحسي جسمها ما قسي
- طيب إنتي شدي حيلك وجيبيلنا بيبي يلعب مع عمه ولا عمته الي في الطريق
قالها عبدالله الذي سد عرض الباب بحضوره.. ثم نزل يقبل رأسه أمه وهو يسألها: متى تولدين يالغاليه
اطلقت ضحكه قبل أن تُجيب: حتى أنت أنعديت
عبدالله وهو يلقي نظره سريعه لجمانه قبل أن يقول: ترا الورث متوقف على ولادتك
باستغراب سالت امه: ليش؟
أجابها: يقولوا إذا البنت او الولد طلع حلو بيعطونا الورث .. وإذا طلع وحش إحنا نعطيهم فلوس..
ثم قهقه لتضربه امه بخفها على كتفه وهي تقول: يا بكاش.. ثم سألته جاده: لا جد والله إيش صار.
أجابها بفرح وهو يحاول لملمت إنفعالتهن: طلع الوالد محوش لنا شي بالملايين
اتسعت حدقتا أمه في حين ظلت ملامح جمانه باردة وكأنها لم تسمع شيء
نظر لجمانه في محاوله منه لإقحامها في الحديث.. فهو يعلم أنها لاتزال تخجل منه.. دائما يبادر هو لتتفاعل هي معه: جمانه.. أبوي محوش لنا 200 مليون
كانت للتو قد أنهت عملها لتقاسم والدته الدهشه: الله يعطيكم خيرها ويكفيكم شرها..
جائهم صوت أحمد مناديا والدته.. التي وقفت بمساعدة عبدالله لتغادرهما
أغلق عبدالله باب المطبخ واقترب من جمانه التي كانت تضع المكونات في القدر: ياالله .. ياجمانه تحسي المبلغ ما ينمسك باليد صح.. إن شاء الله اول ما اخذ نصيبي راح اشتري بيت وسيارة واشتغل في التجارة واعوضك الحرمان إنتي إدعيلي بس إنه الله يوفقني
أحكمت غطاء القدر لتواجه وجها لوجه: وابوك يا عبدالله ما افتكرته في شيء
قطب حاجبيه ثم قال: إيشبو أبوي
أجابته بهدوء وهي تستمسك بتلك الحلقات الدافئة بينهما لتمنح عقله الدفء : حبيبي إلى فهمتو من كلامك أنكم تبو توزعون الفلوس بينكم
حركة رأسه بإيجاب.. لتكمل: تبغا ربنا يبارك لك المال ويبارك لك في صحتك
تعجب من قولها كثيرا ليقول لها: في أحد يعترض .. بس كيف؟
بنفس النغمه تحدثت : بس لا تقاطعني لين أقول خلصت.. حرك رأسه بإيجاب.. لتسهب هي في الشرح: حبيبي إلي فهمتو أنو أبوك كانت يده ممسكه.. وكان مقصر معاكم .. والله العالم إذا كان يخرج الزكاه ولا لا ؟ .. والصدقات إلي كان يأخذها وهو مو محتاج .. كل هذا يباله تطهير .. أبوك محتاجك الحين وهو في قبره .. ترا ما ينقص من مالكم شيء لو أخذتو النص وصدقتو وبنيتو مساجد بالعكس ربنا راح يوسعها عليكم .. ولا تنسى حبيبي الصدقات تربي الأموال أنت نفسك قلتلي أنه كرتون الطماطم يقعد عندكم في البسطه ومايخرب زي البقيه لأنكم كل يوم تخرجو طماطمه أو اثنين للمساكين للزبال والحجات اذا جوكم .. هذا غير انك راح تلاقيها في عيالكم .. والله العظيم أحنا ما نملك شيء.. لكن أبوي يخرج من راتبه التقاعدي ستين ريال ويعطيها لراعي البقاله عشان يوزع عيش "خبز" كل يوم بريالين.. وشوفنا قلوبنا على بعض وبارين ابونا.. والدنيا دواره ..
وشوفنا قلوبنا على بعض وبارين ابونا. والدنيا دواره ..
وشوفنا قلوبنا على بعض وبارين ابونا.. والدنيا دواره
بعد جملتها الأخـــيرة كان قد ابتعد كثــيرا عنها في حالة إنفصال تام .. كان قد قضى ساعات من صباح اليوم بين الخصام والزعيق .. بين جحود أحمد وعبدالرحمن متمنين أن تنجب والدتهم البنت .. " أصلا المفروض ما تاخذ شيء.. هذا تعبنا وشقانا إحنا إلي انحرمنا من طفولتنا .. لا تعليم ولا طفوله زي العالم.. كنا نشحذ طول السنه في ذاك الحر وذيك الشمس ولا كأننا أطفال .. وتجي حضرتها تاخذ نص الي أخذه.. بأي حق ذا"..
كان قد تلقى توبيخا منهم حين إعـــترض كلامهم.. وقتئذٍ إعتبروه أبلهاً فلم تتضح له الصورة .. هم بقولهم هذا كشفوا عوراتهم وأردوا منه أن يكشف هو الأخر عورته. ولكن الذي أثقله هي تلك المسكينة التي تبجح عليها أحمد بالقول.
اخفى وجهه بين كفيه ليثــــير قلقها .. اقتربت منه رفعت يدها لتشبكها خلف رأسه ثم سحبته إليها .. بعد فينه شعرت بدموعه الدفئة على عنقها ومعاها أتى صوته مجهشاً : جمانه.. جد هي الفلوس جد تغـــير النفوس؟ يارب لا تجعل الدنيا أكــبر هــمي. // قالها خشية أن يغشي المال قلبه وينسيه حكمته وهو يتذكر أحمد الرقيق الذي تحول فجأة إلى رجل متبجح سليط..
- جمانه .. أحمد طلق خوله!
أبعدته سريعا عنها بعدوانية واضحة: إيش؟
؛
لم يكن في استطاعتها تحمل ذلك الخــبر.. فقد آذاها قبل أن يؤذي زوجته بتلك الحماقة القاسية .. لــون عدوانيته حمقاء لــ خوله التي أعطته كل شيء .. لم يتأنا في نقش وجهها على حذائه وهو يخلع آداب الكلام من حديثه..
لم يكن في استطاعتها تحمل ذلك لتسقط أمامه مغشيا عليها..
عبدالملك وقد تلون بالغضب: ياحيوان.. إيش قلت لأمك.. انا ما توقعتك لي ذي الدرجة حقير..// ثم صرخا مستنجدا بــ عبدالله الذي لبا النداء سريعاً
ليدخل عبدالله وعبدالملك في صراع جسدي مع أحمد
- حرام عليكم إنتو إيش تسو.. أمكم طاحيه عندكم وانتو تضاربو
قالتها جمانه وهي تجثو على خالتها
؛؛
بالخارج؛ اِلتصق ضوء الشمس برؤوس الأشياء البارزة قرب الأفق قبل أن يتلاشي في كأس المساء.
بداخل أحد البيوت الشعبية.. اِلتصق رجلا في ذاكرتها فتضاعف غضبها وهي تتذكر ليلتها الأولى معه .. مسحت دموعها بكم بلوزتها وأخذت تضم بيدها الأخرى المخدة إلى صدرها..
البابٌ الخشبي المتهالك بالكاد مما يحمل من رقع خشبية يخبئها خلفه في غرفـــة البنــــات اليتيمـــــة والــــتي عُــلق مكيف الهــواء المــــــــزعج قــــــــــرب الســــــقف .. وسريرها الـــيتيم لا يكــــــف عــــــــن الطقطقة كما لو أنه يغالب أصواتها الداخليه ..
علي أن أقول " جائها نبأ الطلاق ".. وأخوتها خلف الباب يحترمون رغبتها في البقاء وحدة..
علا تلاطف غفران .. تقبلها مره .. تــجر الحروف من شفتيها مره .. تعلمها أسماء الأشياء مره .. والبقية يستمعون نحيب تلك التي تستلقي في سريرها .. وفي رأسها ألف صرخة وصرخه تريد أن تحمل والدتها ذنبها تريد أن تقتل ذاك الذي منحته أنوثتها تريد أن تموت في مكانها . لكنها تعود وتستغفر ربها " لا إله سبحانك إني كنت من الظالمين" تعلم أن بها أخرج الله نبيه من بطن الحوت.. ستسغفر ربها لأنها على يقين بأن الاستغفار سيخرجها من هذه الكربه.
قطع ذاك المشهد طرق الباب .. نظرت الأم إلى بناتها لتقف وهي تقول: الله يجعله خير
جرت اقدامها جراً وقد أثقلها الهم .. وصلت للباب الحديدي الذي لطخ الصدى لونه السماوي بكميه كبيرة من اللون البني .. فحت الباب بعد أن أحكمت غطائها لتشاهد رجل مهندم يقف أمام الباب وقد أحنى رأسه إحتراما لحرمة المنزل وهو يقول : سلام عليكم ياخاله
أجابته بهدوء وعيناها تفضــحان تلك الرغبة الــجامحه في معرفة من هو: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سألها: هذا منزل فلان بن فلان ؟...أكدت بأنه هو.. ليقول لها: أنا الدكتور محمد صاحب فايز ولدكم
كانو خلفها يستمعون له .. وفي تلك الأثناء غابت غفران عن عـــلا لتقتحم تلك الغرفة وقــد جذبها ذاك النحيب .. تقدمت بتلك السكينه التي لا تعرف غيرها .. أحنت رأسها لتغرس أنفها في شعر تلك التي تنتحب .. بحثت عن ذك التي يبرق في هذا الجسد وجدته مغلقا بالقوه وحوله قطرات ماء .. لثمت تلك القطرات المالحه ثم طبعت قبلة على ذاك الطويل الذي لفح جبينها .. القبله كانت للتو تعلمتها من علا ..
فتحت خوله عيناها ابتسمت .. صنعت مسافه على سريرها وهي تغوي الطفله للاستلقى قربها .. " الحمدلله رب العالمين" قالتها وهي تنظر لحال الطفلة .. ثم اكملت تحدث نفسها : صدق من قال من شاف مصايب غيره تهون عليه مصيبته..
؛
لا تصدق ما تراه .. الشخص الذي أمامها شاخا كثيرا .. الحواجب والذقن المهمله والشنب بالكاد تجد بينهم شعر سوداء..
- يمه سامحيني.. والله ما أدري عن نفسي .. قالها فايز وهو يقبل يدا والدتها التي احتضنته لصدرها.. احتضنته بذراعيها لصدرها الذي غاب عنه عشرون عاما .. وذاك القابع على فراشه ينظر لأبنه الذي اشتعل الشيب في رأسه سريعا .. هز رأسه وهو يبعد كلام محمد عن عقله " سحرتو زوجته وكان مو داري عن شيء ولمن طلقها انفك السحر لكن الجان مازال فيه والحين جالس يتعالج وانتم ادعوله ان الله يفرج كربته"..
كان محمد قد بين لهم حقائق ذك الغياب .. قبل أن يستأذن ليتيح للنسوة السلام على فايز ..
ذاك البعد جعلهن يحملن مشاعر الخوف والحذر .. فمنهن من يره للمرة الأولى في حياته ومنهن من لايذكره أساسا .. إلا أن الوقت كان حميميا للغاية ..
سأل وقد قرأء قبلها تلك المتاهات التي في عقولهن: وين خوله وجمانه
أجابته هديل سريعا: جمانه في بيت زوجها وخوله اليوم تطلقت
نظرت والدتها إليها غاضبه لتقول له: خلاف بسيط انت ريح بالك
- يمه جهزو نفسكم بوديكم بيتي مالكم سكن هنا وأنا راسي يشم الهوء
وجد كثير من الإعتراضات إلا أنه ربح في الأخير
؛
أكان حلماً.. هي لا تدري .. كل ما تعرفه أن هناك ألما شديدا أسفل بطنها .. وعند محاولتها بالجلوس شعرت بذاك الفراغ داخلها.. تحسست بطنها .. ذاك الإنتفاخ إختفى فجأة .. للتو ذكرت ذك النقاش الذي سبب ارتفاع الضغط لديها
- يا أمي ترا البنت ما صدقت أحد يتزوجها .. انا ما أبغا وحده مفجوعه .. أنا .وأنا ..وأنا..إلخ ... كثيرا من الإعتراضات هما بقولها وقد تلاشى دفعة واحده ذك الأدب عنه
دخلت وهي تحمل الطفلة بين ذراعيها لتشاهدها وقد تكاثف الدمع على مقلتيها : خالتي إيشبك؟
لمست الغضب كانت على صوتها: أحمد قهرني .. احمد تغير يا جمانه أنا كنت اعتبره الرحيم الي بين عيالي.. صدمتني صدمة عمري .. ثم اطلقت شهقه مرتفعه .. يا خوفي من عبدالله..
ابتسم حين سمع تلك اللهجة الخائفه منها .. كان يعلم أنها تعتبره الأقسى بينهم لا لشيء .. فقط لأنه كان الوحيد الذي لا يكسر نظراته حين تتلاقى مع نظرات والده .. كان الشر يخرج منها وكان والده يجتهد في الإبتعاد عنه ..
- أفا الوالده الحين أنا الشرير.. قالها وهي للتو تلاحظ وجوده.. تقرب منها .. دنى ليطبع قبله على رأسها.. ثم مسح الدموع بيده عنها .. وبعد أن أصلب طوله قال: أمي.. بنتك شكلها طالعه عليك .. حبوبه ماتبكي.. كل الي في الحضانه يبكو وهي مسكينه تطالع ذا وتطالع .. ياقلبي عليها..
كان يذكرها بقوتها .. يكره كل الأشياء التي تغضبها
مد يده ليلمس وجه الطفله إلأ أن جمانه منعته: لا تمسكها يدك مو نظيفه .. توك جاي من بره ..
نظر إليها بابتسامه: تراها أختي مو أختك.. إنتي شدي حيلك وجيب لك نونو تلعبي فيه.. هذا حقتنا مو حقتكم .. أتم جملته الأخيره وهو يمط خدها بقوه
- آي عورتني .. جد ما فيك رقه.. يحقلها خالتي تقول عنك شرير
؛
- يا أبن الحلال تعال عندي وان ما شالتكم الأرض تشيلكم عيوني.. والله أنا أشوف أنك تخلي بيتك يمكن في بلى ولا شيء
هذا ماقاله سامر.. بعد أن أخبره فايز بتفاصيل قصته..
أيد محمد الفكرة بعد أن أكتشف أن الفله التي إشتراها في عمارة سامر.
- ترا سامر معاه حق .. وانا اشوف أنك تحول هناك وخذلك فيله فيها .. البيت هذاك لا ترجعله تراني قلتلك قبل..
- يا أبن الحلال المال واحد وانا والله فارش فلتين وحده لي ووحده لأهلك تراني عايش عمر عندهم وما تركتهم إلى لأني أحب قربهم
ابتسم فايز بخبث وقد علم بأمر تلك الخطبه من والدته: اعترف قرب مين الي تحبه؟
بابتسمامه ضيقه أجاب : ترا عمري ما شفتهم ولا أعرفهم .. والله بنات ونعم التربيه .. حسهم من كبروا الصغار اختفى.. ما عدا هديل إلي للحين صراخها يوصلني.. وحفظت اسماي البنات منها هي وعلا وغلا
بعد الكثير من الإقناعات والإجتهادات ربح سامر أخيرا..
؛
السيارة الفارهة .. والعمارة الكبيرة .. والأثاث الراقي .. والرائحة الزكية .. والغرف الواسعة .. جعلتهم لا يصدقون ما هم عليه .. تضخم الفرح في قلوبهم .. السعادة تخرج وتدخل من كل مكان ..
جلس فايز على احدى الكنبات الملكية بتعب وهو يقول: باقي الملابس .. سامحوني والله سامحوني .. والله ما كنت في وعيي ..
وقد اجهش صوته بالبكاء.. الشيء الذي دفع خوله للوقف ثم إحتضانه ..كانت الأولى من نوعها .. فأخواته البنات يلفهن الخجل والخوف منه ..
ما أن هدء ابتعد عنها ليجدهم حوله يبكون مثله وذك الأب التي شلت قدماه يبتسم لهم وهو يشاهد التفاف اسرته ببعض من حوله ..
وقف وهو يمسح دموعه : مين يروح معايا السوق
لم يجد ذك الحماس الذي توقعه.. فهن ما زلن في نشوة سعادة المنزل .
اجابته خوله: أنا بروح معاك
نطت هديل بينهما وقد ذهب ذك الخوف منه عنها: أنا كمان
دقايق قليلا كان فايز خلف مقوده وبجانبه خوله وفي المقعد الخلفي في المنتصف جلست هديل ووجهها بين المقعدين الأماميين
- فايز الحين انت طلقت زوجتك زي أحمد.. شكلها الحين تبكي زي خوله .. ثم اطلقت ضحكه بريئه
القى نظره سريعه لخوله ثم أعادها للأمام: ممكن أعرف سبب الطلاق ولا مالي حق أسال
جاءه صوت هديل الحاد الغاضب: الحيوان يقول عنها وحشه.
كانت قد سكبت جمانه لهم بعض تفاصيل الكلام حين رأت خوله في غياهب الحب..كانت تريد أنتشالها من ذك المكان الملوث ..
؛

؛
أمام أحد المولات في مدينة جده بالتحديد "مجمع العرب" ..و في منتصف الأسبوع رأى أحمد امرأه ترتدي عباءة مبهرجه جدا لتجذب عقله الفقــير وهي تغطي ثغرها الزهري الصغير بلثام يشف عنه . وتلك الحواجب المنمصه بإتقان جعلته يحــترق في مكانه..
لم تكن ترأه .. تقدمت إليه صعدت إلى السيارة الفارهه التي بجانب سيارته..ليخرج سريعا يحدثها وقد لاحظ من قبل سائقها الاندنوسي
- عفوا اختي ابغا ادخل المول وما عندي اخوات ولا زوجه .. ممكن بس ندخل سوى وترجعي وأنا والله بس أبغا اتسوق.. شوفي ذي السكسوكه مي وجه خرابيط شباب .. قالها وهو يمسح بيده عليها..
ابتعادها ذكر ربيها .. وتأملها لوجه أحمد الوسيم .. جعلها تغرز سريعا في شباكة ..
مثلا دور الحاجة والمساعدة أولا.. ثم غرقا في لذة الحديث داخل المول .. ليتناولا القهوه بعد أن اختارت له ملابسه والتي اكتشفت أنه يجهل معنى كلمة "ماركة"
قالت غادة ضاحكه: جد ضحكتني .. من جد ماتعرف إيش معــنى ماركه ولا تستهبل علي
رمها بإحد إبتساماته التي كانت تربك خوله قبل أن يقول: والله تراني مشغول لشوشتي من العمل للبيت ومن البيت للعمل.. ما غــير نجمع في هالفلوس ونسينا نفسنا.. هذا غير إني كنت متزوج وحده قشره ماتفهم شيء.. والله ثاني اسبوع طلقتها
أثار فضولها لتسأله: طيب ليش تزوجتها
أجابها متبجحا كــعادته: أمها خطبتني وأنا رجل وسيم وطيب رضيت استر عليها بس أكتشفت إني أعيش عزوبي ولا أقربها.. وطلقتها
دخلا كثيرا في حدود خوله المحرمه .. متجاهلين مرارة الخطيئة التي يلوكها
؛
أغمضت "خوله" عيناها المليئتان بالحزن واستسلمت للنوم . لم تكن تحمل شـحنة زائدة غـير النوم جراء التعب النفسي الذي أدارها في كأسه .. والحزن ما برِح يقودها نحو أحلام سوداء نتيجة ما حصل معها ..
سقطت عينا "جمانه" على أختها النائمة .. لمحت دمعة انحدرت للتو على خدها الأيمن ويدَّاها بدأت حركتهما من فوق صدرها ثم امتدت لتُصارِعا الفراغ أمامهما.
- خوله خوله, استيقظي, أنتِ تحلمين لا أكثر.
استنشقت هواءً كثيراً قبل أن تقول:
- حمداً لله, كان حُلماً!.
- بماذا, كنتِ تحلمين؟
قفزتْ من فوقِ سريرها حافية القدمين غافية الأذنين. قسوة السيراميك البارد على قدميها ذكرتها بنظرته لقاسية التـي سقطت على وجهها ويده الجافة التي أخذت تمزق ثيابها !.
كان حلما
كان حلما
ثم اِلفتت لــ جمانه التي جاءت لزيارتهم: أحمد يقول عني شيء مو زين
تلك النظرة التي رمقت بها أختها كانت تغني عن إي إجابه
لياتيها صوت خوله غاضب: الحقير.. الــحقــير .. المفروض يسترني أنا كنت زوجته . ثم انتحبت باكية وسيلٌ من الفوضى يعبر فاهها.. لتلتفقها اذنا فايز الذي كان مارا من أمام باب غرفتها
؛




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأفول

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.