آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-13, 12:32 AM   #1

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
Icon24 ((( اللصه ))) للرائعه منه فوزى ، مصرية (مكتملة)




السلام عليكم هذه روايه رائعه للكاتبه المصريه المبدعه منه فوزى


1 الفصل الاول
تسللت في الظلام علي اطراف اصابعها المحشورة في الحذاء الكاوتشوكي البالي ، كانت تحمل حقيبة ظهر مهلهلة بها كل ما تملك من الدنيا، باقدام مرتجفة وانفاس متلاحقة كانت تسير مسرعة، تتلفت خلفها كل ثانيتين لتتأكد انهم لم يتبعوها، كانت خائفة .. مذعورة، و لكن خوفها كان الحافز الذي جعلها تسرع الخطي كانت تعرف وجهتها جيدا، ان لحقوا بها الان ستضيع الي الابد..

اخيرا وصلت.. انها منطقة الريس عبود، تسللت متخفية فهي لا تريد ان يدرك احدا وجود غريبة بالمنطقة، لم تشأ ان تلفت الانظار اليها، مشت قي وسط الطرقات الضيقة و المباني القصيرة العشوائية تبحث عن مكان ..اي مكان يأويها مسافة سواد الليل.. حتي ولو كان داخل علبة قمامة. فجأة سمعت اصواتهم ، مؤكد احدهم لمحها وهي تدخل المنطقة.. اصابها الذعر للحظة، ولكنها وجدت امامها نافذة مفتوحا في ما يشبه المنزل او اقرب الي حجرة صغيرة.. القت نظرة سريعة داخل النافذه لتجد غرفة مظلمة خالية من الاشخاص.. القت بحقيبتها في الداخل و قفزت خلفها.. ثم استندت بظهرها الي الحائط بجوار النافذة تحبس انفاسها ، استدارت بحذر تحاول النظر من نفس النافذة دون ان يراها من يبحثون عنها في الخارج.. كانت اصواتهم قريبة في الجوار ولكنها لم تراهم.
.
جابت بنظرها انحاء الغرفة..الرؤية صعبة ولكن يمكنها تمييز الاشياء..الغرفة متكدسة باغراض صاحبها.. يبدوا انه رجل من البنطال (الجينز) المعلق خلف الباب.. اتراه به نقودا..انها في امس الحاجة اليها الان ..القت نظرة اخري خارج النافذة للتأكد انهم ليسوا قربها و اتجهت للبنطال ..دست يديها في جيوبه.. يالحظ السعيد.. انها خمسون جنيها.. لقد ميزتها في الاضاءة الخافتة ..ثم اخرجت الحافظة التي وجدتها في الجيب الاخر..وقبل ان تفتحها..

قبضت يدا كبيرة علي يدها في قوة، شهقت في ذعر والتفتت لتجد ذلك الكيان الضخم يمسك بها يدفعها في عنف نحو الحائط فترتطم عظام ظهرها به، شعرت بالم قوي مما جعلها تصدر انين خافت وتغلق عينيها الما ، وما ان فتحتهم حتي وجدته ممسكا بها باحدي يديه .. وشعرت بالنصل البارد علي رقبتها .. هل سيقتلها؟؟ نظرت اليه ..الضوء غير كافي لتبين ملامح وجهه ولكنه علي كل حال ليس من الذين تهرب منهم..

قال بحدة:" انتي مين يا بت و مين اللي زائك؟؟"
واضح انه صاحب الحجرة و لم تتبين وجوده وهو نائما في الظلام..
صاح بها و هو يدفعها في وجهها بيده :" انطقي يا بت بدل ما اشرحك؟" واشار بيده التي بها المطواه
فقالت بذعر:" ابوس ايدك وطي صوتك! حاجتك اهي عندك انا ملحقتش اخد حاجة..سبني وحياة ابوك.. "
قال:"ولما انت خايفة تتفضحي ...بتسرقي ليه؟؟ مين اللي باعتك با بت؟؟" ولطمها لطمة خفيفة علي وجهها..
لم يري دموعها و لكنه شعر بها علي يديه.. جذبها من ذراعها و في عنف و ذهب بها الي زر النور ليضيئه
كان يريد ان يراها.. نظر اليها يتفحصها، فتاه شابة .. تميل الي السمار بعنينن رغم الدموع جميلتين.. شعر اسود مموج جدا ..ترتدي ثياب رثة.. بنطال جينز كل قطع فيه يبين جزء من ارجلها.. و سترة حالها افضل قليلا من الجينز لها غطاء رأس مسدل علي ظهرها.. و معها حقيبة ظهر بالية ...كانت ترتعش.. دامعة العنين و لكنها لم تكن تبكي..تنظر اليه بثبات وترقب..
فقال:" و الشنطة دي فيها ايه؟؟"
اعتطه الحقيبة في هدوء وقالت وهي تلقي نظرة خارج النافذة:" والنعمة هدومي.. انا مخدتش منك حاجة... اتطفي النور ابوس ايدك.."
فقال وهو مرتاب:" انتي هاربانة من مين يا بت؟؟"
فقالت:" طب اطفي النور وانا اقولك.."
فتركها ليطفيء النور .. وما ان استدار مبتعدا عنها حتي اسرعت نحو الشباك لتقفز منه الي الخارج، و ما ان وصلت حتي وجدتهم يقتربون نحو المنزل ..فاستدارت لتعود ادراجها بسرعة لتجده انقض عليها مرة اخري قائلا:" يا بنت الحرامية.. "
امسكت هي به بقوة و قالت وهي يكاد يغشي عليها من الذعر:" هيموتوني و يموتوك لو لقوني هنا.."
فقال متعجبا:" مين دول؟!"
ثم طرقوا الباب..فوقفت بظهرها خلف الباب و اشارت له برعب كي لا يفتح، الاانه نظر اليها باستنكار ودفعها بقوة وفتحه، فبقيت هي خلف الباب تكتم انفاسها ..
وجد خمسة رجال مألوفين .. ابتسم في برود فقال احدهم بتوتر رغم محاولاته ان يكون مرحا :" يا چو ..حبيب قلبي.."
چو بسخافة:" نعم..ايه اللي جايبكم الساعة دي... ثم ايه اللي لم الشامي علي المغربي؟؟" واشار بيديه قاصدا اثنان منهم..

رد عليه نفس الشخص:" طب ليه بس المقابلة دي.. احنا بندور علي البت بتاعة عدوي..متكونش دخلت عندك؟؟"


2 جو:" وانت من امتي بتشتغل عند عدوي مدوراتي؟؟! المعلم مرعي طردك ولا ايه؟؟ "
رد عدوي الذي كان يقف معهم وعلي قميصة في منطقة الذراع الايمن بقعة دماء كبيرة:"انا لسة دافع فيها للمعلم مرعي 100 باكو..وانا جاي استلمها منهم ضربتني بنت الـ (..) بحتة ازاز في دراعي وهربت" واشار الي بقعة الدماء
جو ساخرا:" انت لسة يا عدوي فيك العادة دي .. بتاخد البنات غصب ! "
فقال احد الثلاثة الاخرين:"المعلم مرعي هيجيب خبرها عشان صغرته واطاولت علي اسيادها.. بعتني انا و امين مع رجالة عدوي ندور عليها ونرجعها"
فقال عدوي :" عموما يا جو لو جت هنا هتبان.. محدش غريب بيخش منطقة الريس عبود..ابقي ادينا خبر لو بانت.."
جو مستهزئا :" ا تكلوا يا جدعان.. بلا شغل عيال.. قالبين الدنيا علي حتة بت!"
فقال عدوي وهو يعض علي شفتيه:" مش اي بت يا جو... لما تشوفها هتعرف انها مش اي بت"
وقال احد رجاله:" دا دافع فيها 100 باكو.. همة دول شوية؟؟!!"
جو لعدوي:" ماهو دا من خيبتك.. تدفع كل ده في واحدة؟.. وكمان مش طايقاك خلقة اهلك.. وياريتك هتشغلها و تكسب منها حاجة.. الا انا عارفك وعارف انت وخدها ليه"
عدوي:" لا ازاي.. دي البريمو بتاعة المعلم مرعي.. ده بيطلع من وراها بشيء وشويات..دي تريبة ايدو.. احسن واحدة تقلب زباين.. وبتنط علي شقق.. بتعرف تعمل كل حاجة.."
جو: " ولما هي البريمو كده .. المعلم فرط فيها ليه؟"
عدوي:" لا مهو مكانش عايز يسيبها ابدا،لولا غلاوتي عنده و لما قلتله انها تفضل تشتغل لحسابه.. بس بالاسم ملكي وانا اللي ملزوم بيها تعد عندي.. تصدق لو اقولك.. انا هتجن عليها من يجي تلات سنين.. بس وقتها مكنتش زي دلوقتي..اديني اتنصفت وقدرت اخدها"

جو ساخرا:"قدرت فين؟؟ ماهي عورتك ..ولحد دلوقتي متعرفلهاش طريق" وضحك لضايقه..

كان يوسف او (جو) كما يطلق عليه الجميع، لديه في قلبه عداوة عميقة لعدوي برغم من انهما نشئا معا حتي صارا غلامين عند المعلم سيد الذي لقي حتفه اثر غارة من عصابة احد الاعداء.. وبعدها افترقا كل في طريقه...لم يكونا ابدا اصدقاء..عدوي عنيف، سادي، يحب الايذاء حتي ولو بدون سبب.. وكان يوسف دائم التصدي له وطالما دافع عن الصبيان الاضعف ضد عنف وسادية عدوي.. وعندما حدث ما حدث للمعلم الذي آواهم منذ الطفولة و علمهم كيف يواجهون ويقهرون الحياة الصعبة.. كل شق طريقه، وبفضل ما غرسه فيهم المعلم سيد..اصبح عدوي (بلا حسد) يرأس عصابة صغيرة معروف عنها ان لا حدود لهم في الاجرام.. اما يوسف (اسم النبي حارسه وصاينه) صار يعمل حارسا شخصيا لكبار رجال العصابات.. و بانفصالهم صار عراكهم معا شبه معدوم و بقيت فقط المعرفة القديمة.. لسبب ما كان عدوي مازال يقدر يوسف ويحاول ان يبقي علي صداقته بينما يوسف كان لا يقبله و ينتهز اي فرصه ليكدره..

قال جو:" طب اخفوا من وشي بقه ..انا لازم انام.. جتكم البلا"
عدوي:" بكرة لما تشوفها معايا..هتعرف انها تستاهل.. خش اتخمد"

وبالفعل رحلوا و اغلق جو الباب ليجدها تقف خلف الباب و قد اصفرت من الخوف.. تلك الفتاه اما مريضة او ستصاب باغماء الان..
اقترب منها و امسكها من ياقتها و قال:" اسمك ايه يا بت؟"
تمتمت:" شهد.."
فصمت يتفحصها بينما هي كانت تتابعه في ترقب
ثم قال:" انتي اللي عورتي عدوي كده؟.."
زاغت عيناها فهي لا تعلم درجة علاقته بعدوي و لربما انتقم منها ان كانوا اصدقاء
فجذبها من ياقتها و صاح :" متنطقي!"
اومأت برأسها..
فربت علي كتفها وقال:" جدعة يا بت!"
نظرت ليديه علي كتفها بتوجس شديد..
فقال وقد ادرك انها خائفة منه:" انا هسيبك اهه .. بس متهربيش.. انا مش همسكك.. لمصلحتك اوعي تخرجي دلوقتي.. انا عارف عدوي وشره..استني للصبح.."
اومأت برأسها مؤيدة لكلامه..
فقال:" طبعا شكلك مكلتيش من زمان"
وقام ليذهب الي ملحق للحجرة يبدوا انه ركن للموقد و الحوض ودولاب صغير..
التفت اليها ليتلقي اجابة.. ولكن الحرج علي وجهها كان اجابة وافية ..
عاد اليها بلفة مفتوحة وقال:" خدي.. كلي..ده كباب..عمر ما هلك داقوا ذيه.. هو مش فاضل كتير بس هيعمل شغل معاكي"
وضع اللفة علي مائدة صغيرة في وسط الحجرة ثم قال:" متتحركي.. تعالي كلي.."
اقتربت من المائدة وجلست علي الكريس الخشبي الملاصق لها ..اخرج هو لها قطع الكباب ليشجعها علي الاكل..
كانت متوجسة و قلقة.. لم تعتد ان يعطف عليها احد..دائما هناك غرض ما وراء اي مصلحة او خدمة، الا انها عندما رأت الكباب و صعدت رأحته الي انفها، انقضت عليه ..
جلس امامها علي السرير المقابل لها يتابعها كان علي وجهه نظرة رضا لرؤيتها تأكل بنهم.. لم يحاول ان يحدثها حتي لا يقطع انهماكها.. بدت وكأنها دخلت في عالم مع الطعام و قد نسيت وجوده.. او جودها في الدنيا..

وبعد لقيمات عديدة بدأت تعود للواقع و الحجرة وتنتبه لوجوده فقد احست بالشبع.. كانت مازالت تأكل و لكنها كانت اقل انهماكا..
قالت بعد ان ابتلعت قطعة لحم:" لامؤاخذة في السؤال.. انت جبت الكباب منين؟ سارقه؟"
ابتسم وقال:" لأ دا بيوزعوه عليا في الشغل"
فقالت بانبهار:" انت بتشتغل ايه؟؟"
فقال:" عارفة (الخواجة) دراع الريس عبود اليمين؟ انا الجارد بتاعه؟"
فقالت في عدم فهم:" جارد؟؟!"
جو:" حارس يا جاهلة.. انا الحارس الي بحميه."
شهد:" فتوة يعني.. متقول فتوة!"
فقال:" فتوة؟! شايفاني واقف علي باب كابريه.. اسمه جارد..هو اسمه كده"
شهد: "وهمة بقي في شغلانة الجارد دي بيوزعوا عليكوا كباب؟؟"
جو:" لا طبعا.. بس الخواجة كان عامل اجتماع و جايب للضيوف كباب.. لازم يرش علي رجالته برضه"
فقالت:" الا انت اسمك ايه؟ كنت سامعة اللي ما يتسمي بيقولك يا جو.."
جو:" اسمي يوسف.. وبيقولولي يا جو "
شهد وهي تضع كفها علي صدرها كناية عن الشكر :"انا كنت عايزة اقولك شكرا علي واجب الرجولة اللي عملته معايا.. جميلك في رقبتي طول العمر.. انت بس اطلب مني وانا تحت امرك.. لو عايزني اقلبلك حد.. حد خد منك حاجة ..متغاظ من حد اكدرهولك..متستقلش بيا.. دانا اجدع واحدة عند المعلم مرعي"
جو:"ولما انت حاجة مهمة قوي كده..باعك لعدوي ليه؟؟"

قالت بحسرة:" بختي المهبب.. اصل عدوي اليومين دول ماشي تحت جناحه و بيخلصله شغل كتير.. فالمعلم محبش يكسفه..بس زي ماقلك هو، الاسم ملك عدوي بس اشتغل لحساب المعلم.. منه لله، انت عارف ده قارفني بقاله سنين..بس انا دايما اصده.. علطول بيتعرضلي بس انا مبسكتلوش.. اوعي يغرك شكلي اكمني بت..دانا جامدة قوي "
جو :" ما هو باين.. فتحتيله دراعه يا فالحة.. انتي عارفة ده لما يمسكك هيعمل فيكي ايه؟؟"
شهد:" يعمل اللي يعمله بقي.. لعلمك انا مكانش قصدي اعوره انا كان قصدي اموته ..بس الخوف بقي خلاني انشن غلط..ولو جاتلي الفرصة تاني هنشن صح.. اصل كله الا الشرف.. هو انا حيلتي غيره.. انا طول عمري ماشية خط مستقيم.. اعد مع زباين المعلم في اي محل او كازينو اقلبهم و اكت ، قبل ما حد فيهم ايده تتمد عليا.. لكن عدوي ده.. انا عارفة هو واخدني ليه.. "
جو:"طب وانتي ناوية علي يا جامدة؟ هتقلتي منهم ازاي؟؟ ده لو فرضنا ان عدوي طلع عبيط و استعوض ربنا في الـ 100 باكو.. مرعي مش هيستعوض تريبته واللي صرفه عليكي سنين عمرك.. الاتنين مش هيهمدوا"
شهد:" هروح للريس عبود!"
جو متفاجئا:" نعم ياختي! دانا نفسي مبعرفش اقابله.."
شهد باصرار:" هتشوف! هيقابلني و هقع في عرضه واطلب حمايته.. هو من زمان مش قوي مع المعلم مرعي.. مفيش بينهم ود..يدوبك علي قد المصالح.. ولما يشوف شطارتي هيخليني معاه"
جو:"شطارتك! انتي فاكرة ان الريس عبود ده بيشتغل في الفتافيت بتاعتكوا انتي و المعلم بتاعك.؟!. الريس عبود ده شغل علي كبير قوي.. انتي بالنسباله بت ملكيش اي تلاتة لازمة"
قالت بحدة:" وانت مال اهلك انت؟! ايش حشرك؟.. هتشوف لما اوصله و يبقي مركزي اعلي منك انت و الخواجة"
جو:" اتلمي يا بت بدل ما اقوملك.. "
صمتت في غضب.. فهي لا تريد اثارة مشاكل معه فهو حاليا المؤي الوحيد..
فقال وهو يتفحصها:" بس تصدقي الواد عدوي بيفهم برضه.. "
لم تفهم بالضبط ما يرمي اليه و لكنها لم ترتاح لتفحصه لها.. اصابها التوتر و جذبت حقيبتها اليها..
وقالت وهي مرتابة:"بيفهم في ايه؟؟"
جو:" في النسوان.."
فاجأته شهد بسكين في يدها يبدوا انها اخرجته من الحقيبة بدون ان يري، وقالت و هي ترفع يدها به:" ايه؟ انت عايز تاخد حق الكباب و لا ايه؟؟ انا قلت برضه الكرم ده مش عادي.. بقولك ايه؟ انا فتحت دراع عدوي و مستعدة اعملها تاني ..بس المرة دي هنشن صح! اشتري عمرك يابن الحلال"
ابتسم ساخرا وقال:" طب اوعي بس السكينة تعورك.."
ثم قام و انحني ليخرج شيئا من تحت السرير..انها بطانية.. القاها علي الارض بجوار الباب ، وعاد واخذ احد الوسادتين من علي السرير و القاها بجانب البطانية و قال بلا مبالاة:" لو فكرتي تانمي هنا .عندك بطانية و مخدة اهم.. ممكن تنامي جنب الباب عشان تطمني.. "
كانت لا تزال مشهرة السكين في يدها وتتابعه بحذر
ثم اقترب منها .. فعادت للخلف الا انه انقض عليها وامسك بها بيد و بيده الاخري امسك يدها التي بها السكين، حاولت الافلات الا انه ثبتها بقوة وقال بهدوء :" مش انا اللي اغصب واحدة علي اي حاجة هي مش عايزاها! انا مش عدوي!.. " ثم انزع السكين من يدها وقال:" ومش انا اللي يترفع عليا سكينة!"
اخذ السكين ووضعها في حقيبتها مرة اخري قائلا:" خليها لحد تاني ترفعيها عليه.."
كانت حائرة بين مشاعر القلق وعدم الراحة و الاطمئنان و بين انبهارها بقوله .. وقفت مبهوتة..
اما هو فقد توجه لسريره واستلقي عليه معطيا ايايها ظهره..ثم قال باقتضاب وظهره اليها:" اطفي النور وحياتك.. ومش عايز صوت وانا نايم.."
افاقت من ذهولها ، في صمت توجهت ببطء لحقيبتها و اخرجت السكين ثم توجهت لزر النور بجوار الباب و اطفاءته ، وفي ظل الاضاءة الخافتة القادمة من الخارج عبر النافذة، جلست بجوار الباب و لفت البطانية حولها و ظلت ممسكة بالسكين في يدها في وضع استعداد .. كانت مرهقة بشدة الا انها ابت ان تنام.. يجب ان تبقي يقظة ..لم تتعود ان تأمن لأحد.. حتي ولو كان ذلك الشهم الوسيم الذي حماها و اواها و عطف عليها الليلة..





التعديل الأخير تم بواسطة Topaz. ; 31-07-23 الساعة 12:49 PM
بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-13, 12:35 AM   #2

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

وده الفصل الثانى


3 الفصل الثانى
كان عدوي ممسكا بها و المعلم مرعي يقف بعيدا يتابع الموقف بلا حراك، استنجدت به و لكنه بدا وكانه لا يسمعها، و هي تركل عدوي و تضربه و تعضه.. ثم وجدت سكينا في يدها فطعنته ظلت تطعنه بقوة و عنف.. اين دمائك؟؟ لم لا تنزف؟..لم لا تموت؟..ظلت تطعنه و هي تصرخ باكية.. الي ان جاء ذلك الشاب القوي الوسيم..انه جو ..اختفي عدوي و علي وجهه نظرات الرعب من جو.. وضع جو يده علي كتفها فاطمأنت.. صار يهزها و يناديها.. وفجأة وجدت نفسها علي الارض في تلك الحجرة التي اقتحمتها ليلة امس ،ولكنه الصباح، وبالفعل كان جو يجلس علي ركبتبه بجانبها و يهز كتفها بيده مناديا اسمها.. شهد.. انتي يا بت.. يبدوا انها راحت في النوم ..اذن ما حدث قبل قليل كان حلما..
قال جو:" كنت بتحلمي بأيه عشان دا كله؟ عياط و صويت صحتيني مفزوع..الهي يقل راحتك! "
كانت نائمة وجهها للارض و بيدها السكين، الذي بحثت عنه فور ان فتحت عينيها، واطمأنت لوجوده في يدها.. رفعت جسدها من علي الارض .. تألمت و هي تفعل ..ان النوم بتلك الطريقة و علي الارض حقا مؤلم..
رفعت نظرها اليه.. كم لطيف ان يستيقظ المرء علي وجه وسيم رجولي مثل وجهه..
اعتدلت في جلستها و اخفت السكين بجانبها وقالت:" لامواخذة.. حقك عليا"
نظر اليها بعمق وكانه يحاول قراءة ما بداخلها وسأل باهتمام:" انتي حد اذاكي، او بيضربك؟"
لمَ يهتم؟ تعجبت من طريقة نظره اليها..لم تري شخصا يهتم بها دون ان يتفقد جمالها كأنثي.. ثم ما همه ان كان شخصا يضربها او يؤذيها؟؟ كان عجيبا في سؤاله
فقالت:" قصدك يعني عشان الكابوس؟؟ انا واخده علي كده.. اللي يضايقني بالنهار احلم بيه بالليل.. بس اكمني بنام في بدروم لوحدي ..عمر ما حد حس بيا ولا صحي علي صوتي"
ثم تلفتت حولها وقالت لتغير الموضوع:" عندك مية؟؟ عشان اغسل وشي يعني.."
فاشار الي الحوض في ذلك الركن قرب الموقد ثم قال:" وعندك حمام كمان اهه" واشار الي باب بجوار الحوض. ثم عاد وقال:" انا هسيبك براحتك واروح اجيب فطار.."
وبالفعل خرج وتركها، انتظرت حتي خرج وامسكت بالكرسي ووضعته خلف مقبض الباب بحيث يتعذر فتحه من الخارج، ثم دخلت الحمام و اغتسلت لم تنس ان تحمل السكين معها في ارجاء الغرفة..
عندما عاد جو حاملا الافطار وحاول فتح الباب كان مسدودا، لذا اسرعت شهد لتبعد الكرسي وتفتح الباب فدخل قائلا بحدة:" بتسدي الباب ليه؟؟"
فقالت بتخوف:" عشان محدش يدخل.. بابك ده خرع اوي..اي كتف من اي عيل ممكن يفتحه..انت مبتخافش حد يدخل..وكمان سايب الشباك مفتوح"
فقال:" عشان محدش يتجرأ يدخل عندي.. الكل عارف بيتي و عارفين لو حد فكر يهوب هيكون مصيره ايه.."
فردت بفخر:" طب مانا نطيت هنا امبارح؟"
فقال:"عشان غشيمة، ثم مانت شفتي كان هيجرالك ايه؟ لولا اني عرفت حكايتك لما فتحت للرجالة مكنتيش خرجت من عندي الا جثة.."
ففاجأته بسؤالها:" انت عمرك موت حد؟؟ يعني في شغلانتك دي الجارد؟؟"
فقال بسخافة:"لأ ..بس يظهر هعملها قريب!"
فقالت متجاهلة المزاح:" يعني لو حد هجم علي الخواجة هتموته؟!!"
فقال محتقرا غبائها:" ومين اللي معندوش مخ ده اللي هيفكر يهجم عليه ، وانا الجارد بتاعه؟؟ّ!.. انتي يا بت متعرفيش انا مين؟؟"
شهد :" افرض واحد غشيم معيرفكش.. زي مانا كده نطيت علي بيتك امبارح.. هتموته؟"
فقال غاضبا:" انتي فاتحالي محضر..ايه الي هتموته.. هتموته؟؟ متسكتي شوية خليني اعرف اقولك الكلمتين اللي عندي ليكي"
عقدت حاجبيها الجميلين في امتعاض وصمتت..
لم يستطع الرد علي سؤالها ..هل هو قادر علي القتل؟؟ كان معروف عنه القوة والشراسة و الحزم.. يخشاه ضعاف النفوس (وهم اكثرية في محيطه) و يعتقد الجميع انه احسن حارس فقد اثبت في اكثر من موقف قدرته علي ارهاب اي متعدي.. كما انه يطيح باي متهور قد يدخل معه في شجار.. لم يتسخدم قط اي سلاحا برغم اصرار الخواجة (رئسيه) ان يضع مسدسا في مكان بارز من حزامه.. كانت ذراعه كافية للاطاحة باي كان... ويظن به الجميع انه لن يتواني عن قتل اي شخص يتعدي الخط الاحمر مع الخواجة.. ولكن الحقيقة.. هو لا يتخيل نفسه ابدا قاتلا.. لديه اكثر من اسلوب فعال للدفاع عن الخواجة وعن نفسه غير ان يزهق روحا.. ولكن هذا الامر سرا حتي علي نفسه.. يجب ان تظل صورته ككيانا مخيفا شرسا لا يتواني عن الفتك باعداء الخواجة والريس عبود..انه افضل جارد علي الاطلاق.. لذلك لم يتمكن من اجابتها
فقال:"اسمعي بقي ، دلوقتي عدوي ورجالته موصين حبايبهم هنا، اللي يلمحك يبلغهم... هتخرجي من هنا، اعرفي انك بعد ساعة زمن هتكوني مرمية متكتفة زي الدبيحة تحت رجليه!.."
فتحت عينيها ذعرا ولكنها لم تتحدث فقال:"شوفي يا بنت الناس، انا هنا مسيطر علي البشر كلها.. لو فضلتي معايا والكل عرف انك تبعي محدش اساسا هيرفع عينه فيكي..ومحدش هيفكر انك البت الي عدوي بيدور عليها"

فقالت باستنكار:" وانا افضل معاك بتاع ايه؟؟ لا انت تملكني ولا حتي مجوزني.. عايز تاخد شقايا بدون وجه حق؟!!"
جو:"شقاكي ايه ده اللي هاخده! لا يا ناصحة ما هو ده شرطي..قبلتيه اهلا بيكي ، مقبلتيش اتفضلي شوفي حالك.. انتي مش هتشتغلي خالص لو قعدتي هنا.."
فقالت:" ليه بأة..واكل منين؟؟"
جو:"الاكل موجود والحمد لله.. لكن عشان تسرقي هنا يبقي تسرقي من اهل منطقتي، وده مسمحش بيه وغير اني مش عايز مشاكل بسسببك تفتح العين عليكي.. "
فقالت وهي تشيح بيدها:" جاتكوا نيلة ..منطتقك ايه يابو منطقة؟!.. انتو لاقيين تاكلوا؟؟ انا لما احب اقلب رزقي بروح عند الناس اللي عندها الخير "
فرد جو بسرعة:" ودي الحاجة التانية..لو خرجت من المنطقة انا مش مسؤل عنك.. انا مسيطر هنا بس ..بره مضمنش يحصلك ايه!"
ربتت علي صدره وقالت ساخرة:" متشكرين يا عم.. انا محدش يقعدني عنده احسان..الايد البطالة نجسة... انا هروح للريس عبود..وساعتها هتشوف من اللي هيبقي مسيطر علي حق ربنا!"
ازاح يدها وقال:" طب وريني هتوصلي من هنا لحد بيت الريس ازاي"
صمتت لبرهة ثم قالت:" انت اللي توصلني.. وده يبقي كمالة جميلك.. "
فقال بضيق:" هو انا فاضيلك! ده ايه البلاوي اللي بتتحدف علي الواحد دي؟؟ يا بت ده مليون واحدة تتمني اقولها اعدي عندي في حمايتي.. انتي باين عليكي عندك حاجة في دماغك!"
فما كان منها الا انها نزعت حقيبتها من علي الارض وتوجهت للباب قائلة في عصبية:" انشالله ما جيت معايا..انا اعرف اصرف نفسي.. خليك للمليون بت احميهم.."
وخرجت بالفعل، فقام مسرعا خلفها وقال:"استني يا بنت المجنونة.."
لحق بها في الشارع الذي اطلق عليه "شارع" كما تخيله الناس الا انه في الواقع طريق ترابي ضيق مليئ بالحفر..مشي بجوارها و قال غاضبا:" انا ايه اللي جبته لنفسي ده؟؟!"
كان محقا، فقد كان متعجبا من نفسه بشده، واهتمامه بتلك التي هبطت عليه امس من النافذه وصار يشعر انها مسؤلة منه منذ ان قرر ان يخفيها عن عدوي، وكأن السنين عادت به للوراء.. يري نفسه يحمي الضعفاء من شرعدوي و يعتبر سلامتهم مسؤليته الشخصية.. كان جاد في امر ان يبقيها لديه حتي ينسي عدوي امرها، كان يشفق عليها منه. القي نظرة عليها وهي تسير الي جواره رافعة رأسها في شموخ و مسرعة في خطواتها الثابتة.. انها تتحداه ، تثبت له انها ليست خائفة ، تأمل وجهها.. انها جميلة حقا، كيف صمدت كل هذا الوقت في بؤرة الفساد عند المعلم مرعي حيث الكلاب و الذئاب.. واضح انها عانت الكثير، وغالبا هذا سبب تشككهها وارتيابها الدائم و عدم ثقتها في اي شخص.. لقد المه كثيرا صراخها اثناء النوم. .اكيد هناك من حاول ايذائها او اذاها بالفعل.. لكنها تبدوا ايضا عنيدة ، مقاتلة، لا تستسلم بسهولة.. لقد جائتها الجرأة بالفعل وطعنت عدوي.. يا لها من شجاعة! ثم اصرارها علي مقابلة الريس عبود..انها مقدامة ولكن للاسف غشيمة! لن يهتم بها.. ان بينه و بين المعلم مرعي مصالح حتي وان كانت قليلة او ان كان هو لا يفضله ، لكن لن يحدث ابدا ان يبدي الريس عبود فتاة مثلها علي معلم كبير في مكانة المعلم مرعي.. سيرسلها اليه في صندوق..
اوقفها فجاة وقال:" علي فكرة المعلم عبود في رحلة عمل"
شهد باستنكار ممزوج بحدة وغباء:" رحلة ايه يا خويا؟؟؟"
جو:" يعني سفرية! سفرية شغل.. انا ادري بقي ..عيب عليكي.. "
شهد:" سفرية؟؟ يعني مش موجود؟؟"
جو:" ده ايه الغباواة دي؟؟ لا مسافر بس موجود.. ايوة مش متنيل!"
توقفت شهد عن السير بدي عليها الاحباط الشديد
شهد:" طب وراجع امتي؟؟"
جو:"مش باين لسة، بس انا هيجيلي الخبر في ساعتها"
تلفتت حولها في توجس وقالت:" طب وقفتنا في الشارع دي خطرة.. احسن حد يلمحني و يقول لعدوي"
نظر اليها بغضب وقال مستنكرا:" عيب! انتي معاكي جو.. بصي حواليكي.. حاولي تحطي عينيك في عين اي حد مش هتعرفي.. محدش هيفكر يرفع عنه عليكي من اساسه.. وتقوليلي حد يقول لعدوي؟! انتي معايا!"
الا انها بطبيعتها المتشككة لم تقتنع برغم انها لاحظت بالفعل تجاهل اي رجل النظر مباشرة اليها وهي تقف مع جو في منتصف الطريق ، فسارت بسرعة متوجهة لبيته و دخلت من الباب و هو يتبعها في نفاذ صبر..
اغلق الباب و قال:" انتي ملبوسة يا بت انتي؟؟.. اهدي شوية "
جلست علي الكرسي و اسندت كوعيها علي مائدة ووضعت كفيها علي رأسها وقالت محدثة نفسها:" اعمل ايه بس يا ربي؟؟ اعمل ايه؟؟"
جلس امامها علي السرير و مال للامام لينظر مباشرة في عينيها وقال بهدوء:" انا اقولك تعملي ايه.. اعدي هنا في حمايتي لحد الريس عبود ما يرجع.. ولو عايزة تشتغلي اشغلك في اي حاجة غير كارك..مش عايزين لبش"
كان هناك شيئا في اسلوبه معها يثير حيرتها.. لم يهتم؟ و كيف يكون بهذه الدرجة من الاهتمام؟؟ ثم تلك النظرات الحانية.. لم تري شي من هذا القبيل ابدا..ماذا عساه يريد منها؟؟
فقالت:" حاجة زي ايه؟؟ معرفش اشتغل حاجة تانية.."
فقال:" بنات كتير هنا بيشتغلوا في المحل اللي ورانا.. ممكن تقدمي طلبات هناك، تنضفي، تغسلي كوبيات"

شهد باستنكار :" نعم؟! اغسل ايه؟؟؟ انت متعرفش انا مين؟؟؟ دانا الوحيدة اللي معلم مرعي اداني بدروم لوحدي انام فيه و كان العيال الصغيرة بتجبلي طلباتي..قال اغسل قال!"
نظر اليها بنفس الهدوء وقال:" خلاص ارجعي للمعلم مرعي مدام مدلعك اوي كده..علي رأيك حدي يلاقي الدلع و يروح يغسل "
صمتت في مرارة ثم قالت بيأس:" طب اقدم طلبات ..بلاش غسيل"
ابتسم في رضا فقالت هي بتخوف:" وهتاخد كام مني؟"
اتسعت ابتسامته و قال:" ولا مليم.. اللي هيدهولك عطا صاحب المحل كله ليكي.. معلش مسيرك تعرفيني كويس وساعتها هتبطلي الاسئلة الخايبة دي"
ذهلت من الاجابة.. انها امام كائن اسطوري.. فالبداية حماها و اواها و اطعمها والان يأتي لهل بمصدر رزق و لن يأخذ منها شيئا مقابل ايا من ذلك.. هل هناك شيئا كهذا؟! ام ان الحساب سيكون ثقيلا لاحقا؟!
قالت:" انت بتعمل معايا كده ليه؟؟"
جو متعجبا:" بعمل ايه؟؟"
اشارت بيديها اشارات عصبية محاولة شرح ما تعني وقالت:"كده.. الحجات دي.. "
ابتسم وقال:" طب لما تعرفي تتكلمي ابقي تعالي فهميني.. خلينا نفطر دلوقتي وباليل اخدك لعطا "
واتي بكيس مليء بشطائر كان موضوعا علي السرير ووضعه علي المائدة قائلا:" انا باخد كل يوم فطار وصاية.. افتحي يلا"
ولما وجدها محرجة مد يده لها بشطيرة يتساقط من جانبيها الفول الشهي اخذهتها بحرج فاشاح بوجهه عنها و هو يتناول احدي الشطائر حتي تأكل بلا حرج.. واضح انها حساسة من موضوع الاكل..
وفجأة بلا سابق انظار اطلت عليهم فتاة من نافذة البيت بابتسامة واسعة و ضحكة رقيعة قائلة:" يا جو..."
ويبدوا انها صدمت لرؤية شهد فانقلبت الابتسامة لوجه عابس وقالت بمياعة :" عشان كده بأة مجتش امبارح... عندك ضيوف!"
قال جو بابتسامة خبيثة:" علي النعمة ده احلي صباح من الصبح.. انا جيت امبارح بدري ومشيت وانت يا قمر اللي مكنتش موجود"
فقالت:" وانا يعني من امتي باجي بدري.. السهرة عند عطا متحلاش غير متأخر وانا ورايا شغل قبليه"
كانت الفتاه تتحدث و عينيها لم تفارق شهد..
فقال جو مشيرا الي شهد:" دي شهد.. يمكن تشتغل عند عطا من انهاردة وقاعدة ضيفة هنا كام يوم"
فقالت الفتاه لشهد بابتسامة صفراء:" اهلا يا حبيبتي انا زوزو.. "
ابتسمت شهد في توتر و اومأت برأسها، فكل ما يسيطر علي فكرها الان ان تكون تلك الفتاه او احد معارفها هم (حبايب) عدوي و بالتالي يصله خبر وجودها هنا.. ما كان يجب ان يذكر جو اسمها للتلك الفتاة..
زوزو قبل ان تذهب:" اشوفك بلليل يا جو"
ارسل لها جو قبلة في الهواء مصدرا صوتا بشفتيه .. مما اصاب شهد بالاشمئزاز.. يبدوا انه في النهاية رجل ككل الرجال .. و ليس كائنا اسطوريا كما كادت ان تظن..
قالت شهد:" دي صاحبتك؟؟"
جو بفخر:" نفسها.. بس انا مصاحبش ابدا"
شهد مستنكرة ومندهشة:" انا بأه اول مرة اسمع راجل يقول الكلمة دي.."
جو:" الحب ضعف .. جارد زيي ميانفعش يحب واحدة.. يبقاله نقطة ضعف .. دراع يتلوي منها."
شهد باستخفاف:"انا بسأل صاحبتك..ماشي معاها يعني؟؟ حب ايه؟؟! ايه كلام النسوان ده؟!."
خبط يوسف يده بعنف علي المائدة مصدرة صوت قوي وقال بنبرة محذرة :" دي اخر مرة لسانك يطول.. المرة الجاية هقطعهولك".
ارتج جسد شهد للخبطة و بقيت تنظر اليه علي اثر الخضة فاتحة فمها قليلا وعيناها مليئة بالخوف..
فصاح بحدة:" اتهببي خلصي اكل..خلينا نخلص"
فتركت باقي الشطيرة التي بيدها وهمت بالقيام ممتثلة في ذعر، فصاح فيها مشيرا الي الشطيرة :" خلصي كله!"
فعادت وامسكتها بسرعة و دستها في فمها واستمرت تأكل في سرعة وصمت و خوف..
كاد ان يضحك، فها هو يصيح فيها كأنها طفلة كي تكمل طعامها و المضحك اكثر انها استجابت بطريقة طفولية و هي تحشر الشطيرة حشرا في فمها.. وما ان انتهت حتي قال بنفس النبرة :" كلي واحد تاني!"
فنظرت اليه مستعطفة و فمها مكتظ بالشطيرة الاولي واشارت بيدها بمعني انها لا تستطيع وقد امتلأت معدتها.. فقال هو:" طب قومي اعملي شاي"
فقامت بسرعة و هي مازلت تبتلع ما في فمها.. كانت مستأة و خائفة، كيف استطاع ان يتحول من تلك الطريقة الخانية الي هذا الاسلوب المخيف؟؟ تعجبت من اصراره علي ان تكمل طعامها ..ماذا ؟ هل سيذبحها في العيد؟؟
وقفت بجوار الموقد منتظرة ان تغلي المياه في البراد وقد عقدت يديها علي صدرها في توتر و يبدوا انها بذلت جهدا لتستجمع شجاعتها وقالت بكلمات متقطعة:"علي فكرة انا مبحبش حد يزعق فيا.. انا سكتلك بس عشان انا اللي ابتديت بالغلط.. لكن يكون في علمك تاني مرة تشخط فيا كده مش هسكتلك"
كان مشغولا بتنظيف مسدسه و قد تعمد الا ينتبه اليها وحتي بعد ان وضعت الشاي امامه لم ينظر اليها بل قال:" اتركني علي جنب بأه شوية لحد لما اخلص"
ذهبت الي النافذة و اطلت منها في صمت و وجها ينم عن الغضب، يجب عليها ان تتحمله الي ان يعود الريس عبود، هو مأواها الوحيد الان..
لمحت شابا يتوجه ناحية البيت و وقد القي نظرة عليها و هو عكس ما كان يفعله الرجال من المارة، اصابها الخوف و تراجعت للداخل بعيدا عن النافذه، شعر يوسف بتوترها المفاجيء وفرفع رأسه اليها و قال:" مالك يا بنت المروشة؟"
قبل ان تجيبه طرق الباب، تبادل معها نظرة و قد شعر ان هذا هو سبب ارتباكها وقام الي الباب و فتحه بينما تصاعد خوفها للذروة..
القادم:" مين ياد المزة اللي عنك دي؟؟"
ضحك جو:" و انت مالك.. انت عينك كده في كل حاجة.. ادخل"
الشاب:" طبعا هدخل امال انا جاي ليه؟؟ دانا لما لمحتها في الشباك جيت جري"
و دخلا الاثنان بينما اطمأنت شهد قليلا ..يبدوا انه صديق
يوسف:" دي شهد .. هتعد هنا شوية.. حمادة صحبي يا شهد"
نظر حمادة ليوسف غير مصدقا:" من امتي ؟؟ من امتي بتأعد حد عندك؟؟"
ثم اقترب من شهد وقال بابتسامة واسعة و نظرة متفحصة:"انا حمادة زيروكس.. احسن واحد يضرب بطايق و كارنيهات ..شهد.. ده اسمك ولا وصفك؟؟"
رجعت شهد خطوة للخلف ولم ترد اكتفت بابتسامة صفراء و هي تنقل نظرها بينه و بين يوسف وكانها تتيقن من انه غير مؤذي و يوسف يتابع ضاحكا ..
حمادة وهو ما زال يتظر لشهد:" اكلم جد ياواد يا جو.. شكلها مش قطعية زوزو ..اوعي تكون شاريها؟؟ "
يوسف:" ولا زوزو و لا شاريها.. دي ضيفة ..او بالاصح هربانة عندي.. و متسألش من مين عشان مش هقولك"
حمادة بلهفة :" يعني ملهاش صاحب؟؟ بذمة ابوك؟؟"
واقترب من شهد محدثا اياها عن قرب بلهفة:" مقلتليش.. شهد ده اسمك ولا طعمك؟"
وفجأة دون سابق انذار ظهر السكين اياها في يد شهد مرة اخري و تراجعت محدثة حمادة بعصبية:" لا انا ممكن اقولك انا هربانة ليه..عشان غزيت واحد قليل الادب.. تحب اوريك ازاي؟؟"
ذهل حمادة من موقفها المفاجيء بينما تدخل يوسف بسرعة ليقف حائلا بينهم خشية ان تتهور شهد وقال:" حمادة بيضحك معاكي يا شهد..سيبي ام البتاعة دي هتعوري بيها نفسك" ونزع منها السكين والتفت لحمادة وقال:" اتأسف ياد.. و مسمعكش تهرز معاها تاني"
فقال حمادة علي مضض:" متأسفين يا ست الجامدة.. مكناش نعرف انك حمقية كدة"
وتوجه الي الباب وقبل ان يذهب قال بسرعة ضاحكا:" هنيالك يا عم جو المزة.." واغلق الباب خلفة وجري مبتعدا وهو يضحك..
اما يوسف فقال لشهد معاتبا:" عيب اللي بتعمليه ده.. انت كده بتغلطي فيا.. لما ترفعي سلاح علي حد وانت معايا وجوة بيتي ذات نفسه عشان تحمي نفسك تبقي بتشتميني..حمادة ده صحبي واخويا الصغير.. هو بس مش راكز و بيحب الهزار.. وانا لو شاكك انه واطي ولا ندل مكنتش دخلته هنا من اساسه وانتي موجودة.. لو ناوية تكملي قعاد هنا يبقي تعرفي الراجل اللي انتي قاعدة معاه.. عموما الغلط مش عليكي.. انت بس يظهر اللي مقابلتيش رجالة جدعان في حياتك"
صمتت ، لقد اعجزها عن الكلام او حتي التفكير المنطقي مرة اخري.. ما عساه ان يكون؟ من اين يأتي بتلك القدرة علي احراجها امام نفسها؟ كيف يكون بتلك الشهامة و تلك الشراسة في ان واحد؟
لم ينتظر منها اجابة بل عاد الي الطاولة و ارتشف رشفة من الشاي ثم عاد لتركيب سلاحه..
قال وهو يرمقها بنظرات جانبية وهو مازال مهتما بالسلاح في يده:" البنطلون المقطع ده لازم نجيبلك غيره "
نظرت الي الجينز المهتريء الممزق الذي ترتديه وقالت غاضبة:" والنبي ما تتريق عليا.. معلش اصلي مبشتغلش جارد و مبتغداش كباب.. بكرة تشوف الشياكة لما يبقي معايا فلوس "
ابتسم وقال:" مش بتريق .. انتي ليه ظنونك كلها مهببة كده؟! انا بقول فتحات التهوية اللي مبينة رجليكي دي ان الاوان انها تتسد"
وكانت تلك الاجابة صدمة اقوي مما تحتمل اعصابها
اقتربت منه و سألت وهي علي وشك الجنون:" انت بتعمل معايا كده ليه؟؟؟!!"
جو متعجبا من انفاعلها:" انا كلمتك يا بت؟! دانا بقولك حاجة لمصلحتك.. رجليكي باينة وهتشتغلي في مكان بيجيه اوساخ وكلاب كتير.. غلطان عشان بقولك غطيها؟!!"
فقالت بعصبية:" ايوة وانت يهمك ايه ؟؟ باينة و لا اوساخ وكلاب.. انت يفرق معاك في ايه؟؟ مصلحتك ايه؟ متجننيش وتقولي ولا حاجة... ايه ملاك من السما؟؟"


ضحك بشدة وقال مدهوشا:" انت اكيد مقابلتيش رجالة بجد في حايتك؟؟! مسمهاش ملاك يا غشيمة اسمها راجل!"
وضحك مرة اخري وقام ليدخل الي الحمام، تراكا اياها مصدومة وكأن احدهم اخبرها للتو ان الارض كروية بعد ان اعتقدت طويلا كل الاعتقاد انها مسطحة.

اطلانتس likes this.

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-13, 09:16 PM   #3

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الثالث


بعد ان اخذها يوسف الي سوق في مكان ما بمنطقة الريس عبود ، ابتاعت شهد بنطال جينز اخر ربما كان مستعملا او مسروقا الا انه كان بحالة جيدة جدا ، اصرت علي دفع ثمنه الذي اكرمها فيه البائع المريب ، اكراما لعيون جو .. ثم بعدها اخذها لاحدي العربات الراقية في المنطقة التي تبيع طواجن ساخنة، تناولت البطاطس بالارز وهي تتحسر علي النقود التي دفعتها في الجينز الجديد.. وعندما اتي المساء ذهبا الي عطا في ذلك المحل الذي يطلق عطا عليه (الكْـلَّبْ club) حيث يسهر علية القوم من كبار اللصوص و تجار الاسلحة والذهب والمصوغات المسروقة ، وكل من يستطيع دفع الحساب.. انه صالة واسعة مليئة بالطاولات ، تدوي به الموسيقي المزعجة من سماعات كبيرة حقيرة الصنع.. وعلي بوابتة تضوي انوارا ملونة تعمي الانظار.. يقف عطا علي الباب و بجواره بابين اخرين هما حراس المكان..عطا هو رجل في الخمسينات ..باسنان قذرة، تضفي علي ابتسامته اللزجة لزوجة، شعر ناحل من الامام ، وملامح خط فيها كفاحه من القاع قصص و رويات ان دققت لتمكنت من قراءه حروف الزمن محفورة عليها.. نظرات نارية متحفذة تراقب ما حولها في دهاء وسيطرة..
عندما رأي يوسف مقبلا عليه مع شهد تهللت اساريره وصاح: جو حبيب قلبي.. اهلا اتفضل " وصاح لشخص بالداخل:" اجمد واحلي ترابيزة يا واد لجو باشا وضيوفه"
وقف يوسف امامه وقال مبتمسا:" لا يا عطا انا جاي طالب خدمة ، خلي السهر بعدين.. ممكن نكلم جوة؟"
تبدلت ملامح عطا للجدية و قال:" اتفضل يا حبيبي..اتفضل اهلا ... اهلا.." ومد يده داعيا اياه ليتقدمه
وما ان وطأت المكان حتي انبهرت شهد.. انه يبدو من الخارج اصغر كثيرا.. انه فيسيح بسقف عال مليء بالزبائن التي بدا عليها انهم ذو شأن معظمهم يتبعهم حراسهم.. كما ان الفتيات الاتي يعملن مظهرهن جيد ، يبدوا انهن يتقاضين اجرا مريحا ، و ما ابهرها اكثر هو الفتيات الاتي يتناثرن في اركان كل واحدة تقف في ركن علي ما يشبه المسرح الصغير جدا و العالي ايضا ، مما يجعل الناس تنظر لاعلي لتراهن يتراقصن مع الموسيقي، يبدوا انهم فرقة حيث ان ملابسهم متقاربة و يؤدون حركات معا في نفس الوقت منفردين احيانا كل في ركنها.. وما زاد انبهارها ان شخصا قام من طاولته و مر علي واحدة واحدة، ملقيا لكل واحدة منهن حفنة من النقود.. اكانت تلك (نقطة)؟؟! لم تنادي باسمه اي منهم في ميكرفون مثلا و لم يحي جماهير كما هي العادة مع من يقوم بالقاء (النقطة) والراقصات..كما انهن لا يرتين بدلات رقص.. ثم انهن اخذن النقود بأيديهن، بدي لها ذلك الامر غريبا فالمعتاد ان النقود المنثورة علي الراقصات يلملمها شخص من ادراة المكان ليتم تقسيمها بين الراقصات و المحل تري ماذا يكن؟ لم تفهم دورهن في المكان..
وقفت تتابعهن في انبهار وهن يضعن النقود في جيوبهن بينما تحدث يوسف وعطا..
يوسف:" انا عايز اشغل البت دي هنا..اصل ابوها راجل له افضال عليا ووصاني عليها قبل ما يموت.. عايزها تشتغل هنا عشان تبقي تحت عنيا.. "
تفحصها عطا ثم وجه اليها حديثه:" اسمك ايه يا حلوة؟"
شهد بتوجس:" اسمي شهد.. "
عطا:" انتي يجي منك جدا .. تحبي تطلعي مع البنات الحلوين اللي زيك دول؟ " واشار الي الفتيات في اركان المكان
فقال يوسف بسرعة محذرا:" لأ! تعمل اي حاجة غير انها تطلع معاهم!"
اما شهد ابتسمت بانبهار و وقالت: همة دول فرقة رقاصات؟"
عطا ضاحكا علي سؤالها:" لا دول بنات عادية ولا رقصات ولا حاجة.. بيطلعو كده يعملو حركات مع المزيكا عشان الناس تسخن علي الرقص فترقص وتنبسط امال احنا الناس بتجيلنا ليه؟ عشان بياكلوا و يشربوا و يسمعوا مزيكا ويرقصوا..زي الديسكو كده..بس ديسكو بلدي" وضحك في لزوجة ثم عاد وقال:" ها تحبي تطلعي معاهم؟"
فأومأت شهد برأسها في لهفة..
يوسف :"حل عن دماغها يا عطا.. شهد مش هتطلع!" بينما نظرت شهد ليوسف باستنكار
عطا باحباط:" خلاص بأة مفيش غير النضافة.. البت اللي عندي محتاجة حد معاها.."
شهد برفض شديد:" نضافة لأ.. انا ممسحش ولا اسيق ابدا! انا عايزة اطلع ارقص"
عطا:" اصل انا معنديش مكان في حتة تاينة.. اللي بيقدموا الطلبات عندي بزيادة و خاربين بيتي بيوميتهم" ثم عاد ليوسف وقال:" وبعدين يومية النضافة متجيش ربع يومية البنات دول ..ده غير البقشيش..اديكوا شايفين اهه.. مادام هي راضية تطلع معاهم انت زعلان ليه؟؟..متسيبها.. ماهي زوزو بتطلع يوم اه و يوم لأ..مالها يعني"
امسك يوسف شهد من مرفقها واشار بها الي عطا:" دي منظر زوزو! متبص خلي عندك نظر!"
عطا بلزوجة:" دي هتبقي اجمد من زوزو.. سيبهالي انت بس.."
لم تفهم شهد سر تمسك يوسف بعدم عملها مع تلك الفتيات (ايه قطع الارزاق ده!!).. فهي لا مانع لديها في ان تتراقص معهن وتكسب نقودا مثل التي رأتها الان .. هي قد تفعل اي شيء الان مقابل النقود طالما ان الامر بعيدا عن التنازل مبدأها الوحيد وهو "الشرف"! كما انها في اشد الحاجة الي تلك النقود، ثم ان الرقص افضل بكثير من المسح و التنظيف.. كانت ترغب في ان تقول له وانت مالك) ،الا انها تذكرت افضاله عليها و انه هو من اتي بها هنا لتعمل دون ان يأخذ مقابل..
يوسف موجها كلامه الي شهد ويلمح لأمر ما ضاغطا علي كلمات معينة :" شهد عايزة تطلعي وكل الناس تشوفك اللي من هنا واللي من هناك؟؟ ولا تنضفي جوا في المطبخ من غير ما حد يشوفك؟؟ فكري كده..فكري شوية!..."
ادركت ما يرمي اليه علي الفور ..كم هي حقا غبية ! فقالت بأسي:" طب خلاص يا عم عطا خليني انضف احسن"
وعادت لتنظر الي الفتيات الاتي يتمايلن في خفة وقالت بحسرة وهي تلمح مبلغ اخر يتناثر عليهن :" بس اصلي كان نفسي..."
جذبها يوسف من ذراعها قبل ان تكمل و قال لعطا:" شكرا يا عطا باشا من بكرة شهد هتكون عندك... يلا يا بت"
ودفعها امامه برفق..
سارت بجانبه سارحة و حزينة علي الوظيفة المقرفة التي حصلت عليها للتو وتلك الرائعة التي خسرتها..اما هو فقد كان يفكر في ان السبب الحقيقي وراء عدم موافقته علي عمل شهد مع الفتيات الراقصات لم يكن بسبب تخوفه ان يراها احدا فيصل خبر و جودها هنا الي عدوي او مرعي.. فهو كفيل بحمايتها حتي وان اضطر ان يواجه عدوي نفسه مثل الايام الخوالي.. بل ربما لو تازم الامر سيدفع للمعلم مرعي ضعف ما دفعه عدوي ليشتريها ، ويضمن ابتعاد عدوي تماما.. لم تكن حقا تلك مشكلته ..كان يكذب حين جعلها تظن هذا.. لكن الحقيقة هو انه يخشي عليها وعلي مستقبله المهني في ذات الوقت من عواقب عملها مع الراقصات ..
ان تواجده هناك عند عطا مكثف نظرا لطبيعة عمله مع الخواجة المتواجد بشكل دائم هناك ، لذا هو تعمد ان يجعلها تعمل هناك ليضمن انها تحت عينه.. ولكن فتاة جميلة مثلها بقوام مثل قوامها ستجذب الكثير من الاوغاد اليها ان صعدت لترقص مثلهن.. كثيرا ما يحدث ان يري بعينه تطاولات سخيفة علي تلك الفتيات، وهو يشفق عليها من التعرض لذلك.. في الواقع معظمهن لا يبالين، مثل زوزو فهي ان حدث ان ضايقها احد تشيرلاحد فتوات المكان ليأتي و يتعامل مع الزبون ثم تعود لمكانها وكان شيئا لم يكن.. بينما فتاة شرسة لا حدود لجرأتها الغبية مثل شهد سيكون رد فعلها مشكلة كبيرة علي الجميع.. وهنا يأتي تهديد مكانته وسمعته كافضل جارد..هو يعرف نفسه احساسه بالمسؤليه تجاهها سيفقده التركيز في عمله ان تواجد وهي ترقص.. مؤكد سوف يتابعها خشية عليها.. وربما تدخل لابعاد احد عن مضايقاتها.. وما سيكون رد فعل الخواجة وقتها حين يراه سارحا في شيء غير عمله او تاركا موقعه لاجلها؟!! ماذا ان اهمل مراقبة ما يفترض به مراقبته و راقبها هي فحدث ما مكروه للخواجة بسبب اهماله؟!!
لذا اثر ان يلقي بها في مجاهل الصالة حيث التنظيف والاعمال القذرة لكي يبعدها عن الناس القذرة..
هو يعلم انها حزينة لفقدها تلك الوظيفة.. انها ساذجة.. لقد انبهرت من رؤية النقود التي ينثرها الرجال..هل ظنت انها نقود صدقة او نقطة كما في الافراح؟؟ بلا مقابل؟؟ معظم الذين يلقون حفنات النقود هدفهم التأثير وابهار تلك الفتيات لربما (وغالبا ما يحدث) التقطت الطعم احداهن.. و حتي ان كان بعد حين..
كان يجب ان يفعل اي شي ليجعلها تتخلي عن فكرة العمل مع الراقصات، لذلك اقنعها كذبا بفكرة خشيته ان يراها عدوي او من قد يخبره. انها ليست المرة الاولي التي يفعل فيها ذلك.. لقد كذب من قبل حين اخبرها ان الريس عبود في رحلة عمل.. لقد خشي ان يرسلها الريس عبود الي عدوي او المعلم مرعي ان قابلته و اخبرته عن حكايتها.. لذا جعلها تظن انه غير موجود حتي يفكر فيما يمكن عمله معها..
لقد كان يخدعها خدعة تلو الاخري.. ولكنه اراح ضميره بأنه يحميها و ان ذلك لمصلحتها..فهي غبية متهورة وتفكيرها محدود.
عندما عادا للبيت، اغتسل و اخبرها انه سيخرج الان لأن لديه عمل ما سيغيب معظم الليل.
شهد بقلق:" هعد هنا لوحدي؟"
يوسف:" يا بت متخافيش انا بيتي اأمن بيت في المنطقة.."
صمتت في قلق..
شعر بانها لا تزال قلقة واراد ان يريحها فقال:" تحبي اجيب الواد حمادة يعد معاكي لحد مرجع؟"
شهد :" حمادة مين العيل السيس ده؟! علي اساس انه هيحميني يعني؟!! حمادة ده انا اسيق بيه البلاط هو و عشرة زيه.. ده غير انه واد سافل و لو سبته معايا هترجع تلاقيني مخرمة عنيه !"
ابتسم يوسف وقال:" طب لما انت جامد كده يا عم خايف تعد لوحدك ليه؟"
ثم خرج قائلا:" سلام.. ريحي بقي عشان تروحي الشغل بكره فايقة" ورحل
كادت ان تناديه وتطلب منه ان يبقي معها ولكنها منعت نفسها. قامت باغلاق الباب بالكرسي و امسكت بالسكين بقوة واستلقت بقرب الباب حاولت ان تنام الا ان القلق منعها .
***
وصل يوسف لبيت الخواجة ليجد سعد السائق الخاص بالخواجة يدخن سيجارة بجانب السيارة اثناء انتظاره ، حياه ووقف معه يتحدثان بينما هم في الانتظار. بالفعل خرج لهم الخواجة فتوجه اليه سعد مسرعا حمل عنه حقيبة صغيرة و سبقه لفتح باب السيارة بينما كان يوسف يقوم بعمله المعتاد مراقبة المكان حوله و بعد ان ركب الخواجة في الخلف ركب يوسف في الامام بجوار السائق.. كان الخواجة رجل اشقر ذوعينين زرقاوين باردتين يقال عنه ان امه كانت روسية وورث منها ذلك المظهر الاشقر الحاد الملامح..و كان مظهره سبب في تسميته باسمه. اما عن طباعه فكانت لا تختلف كثيرا عن مظهره القاسي البارد.. نادرا ما يظهر اي انفعال علي وجهه، تصرفاته تنم عن دهائه ، وذكاءه وقوة شخصيته جعلته يصل لمكانة الذراع الايمن للريس عبود.
الخواجة:" اطلع علي الريس عبود يا سعد الاول قبل عطا"
وعندما وصلوا الي قلعة الريس عبود و بعد المرور علي اكثر من بوابة حراسة بحراسها المرعبين، دخل الخواجة و معه يوسف بينما انتظرهم سعد في السيارة.. كان يوسف هو الذي يحمل الحقيبة الصغيرة و عندما وقفا عند باب القاعة التي بها الريس عبود اخذ الخواجة الحقيبة منه و امره ان ينتظره هنا بينما دخل هو الي القاعة..
وقف يوسف مع بقية الجاردز ، واضح ان هناك اجتماعا علي نطاق ضيق في الداخل لقد عرف الموجودين بالداخل من حراسهم الوقافين خارجا مثله ، كانت تجمعهم علاقة طيبة ليست وطيدة، تنحصر في مثل تلك الوقفات و تبادل بضعة احاديث واخبار..
احدهم للاخر:" انا لسة مش مصدق الحكاية بتاعة البت دي..انت بتفتي شكلك؟"
الاخر:" طب اسأل اي حد هيقولك ..الموضوع كل الناس بتكلم فيه..ده عدوي مشي ليلتها يدلل عليها و الدم بينقط من دراعه"
فقال ثالث:" بتكلموا عن البت الهربانة؟ فعلا فتحت لعدوي دراعه بحتة ازاز مكسورة.. واحد من حتتي شافه بعينه هو و رجالته و هم بيدورا عليها"
طبعا الحديث شد انتباه يوسف من اول حرف..
التفت اليه احدهم:" مش عدوي ده صاحبك يا جو؟ الحوار ده ايه؟"
يوسف:" عدوي مش صحبي .. طوول عمرنا بنقطع بعض.. و قصة البت دي لو صح يبقي يستاهل، عشان هو وسخ"
احدهم:" بس انا سمعت انها حب حياته و انه قعد يحوش في تمنها سنين لحد ما عرف يشتريها من المعلم مرعي، عشان كده بيدور عليها زي المجنون"
يوسف مستسخفا الكلام:" حب ايه بس ، ايه الكلام المايع ده؟ و هو عدوي ده اساسا عند قلب عشان يحب.. الحكاية ان عينه فارغة "
نفس الشخص:"طب يا جو ما هو عنده بدل الواحدة مية..اشمعني دي بذات اللي قالب الدنيا عليها"
اخر:" لا ياعم بيقولك البت تستاهل ، ده بيقولوا انه بيفكر يتجوزها!"
ردوا جميعا بردود افعال مختلفة الا انها انحصرت في الذهول و الدهشة..
لم يكن الزواج هو الامر الطبيعي، فمع وجود اختيار الشراء وامكانية البيع ما الحاجة الي ذلك النوع من الارتباط.. فالبتالي كان الزواج اما للتمسك الشديد بفتاة وضمان بقائها الابدي او لتكريمها واعطائها مرتبة اعلي من كونها سلعة.. و في الحالتين كان ذلك دليلا علي غلو قدر تلك الفتاة
صمت يوسف مذهولا، هل يصل تمسك عدوي بشهد لدرجة الزواج؟!! فجاة شعر بالقلق عليها لقد تركها بمفردها..تري هل يغدر به احد فيعود ليجدها قد اختفت.. واضح ان الجميع الان يعرف بالقصة .. احس انه كان مخطي في ثقته الزائدة بان منزله امن.. اصابه التوتر و اراد الاطمئنان عليها لكن كيف؟
انزوي جانبا و اتصل من هاتفه بحمادة
يوسف:" وله.. عايزك تروح عند بيتي تشقر علي شهد..اسمع .. حاول كده تعرف اذا كانت جوة و لا لأ من غير ما تخبط .. اتصرف يا حمادة بص من الشباك.. اسمع صوتها.. اتصرف..عارف لو استظرفت عليها و لا كلمتها كلمة واحدة ..اقسم بالله ما هيكفيني فيك ضرب تلات تيام.. مش عايز مشاكل معاها انت سامع ياد... وبعدين تيسب اللي في ايدك و تعد قدام البيت متتزحزش لحد مرجع.. لا ياروح خالتك مفيش مصلحة هتطلع بيها من المشوار ده.. استرجل بأه يا واد و خليك جدع.... لو حصل اي قلق كلمني علطول.. تشكر ..سلام"
عاد جو ليقف مع بقية الحراس و قد هدأ باله نوعا ما حيث ان حمادة شخص رغم ميله للتهريح فهو مسؤل و (جدع)..
***
وقف حمادة بقرب بيت جو ، لم يكن النور مضاء ، اقترب اكثر من النافذة و حاول ان يلقي نظرة الا ان الظلام لم يمكنه من تمييز اي شيء في الداخل.. اقترب من الباب ليستمع و هو يلعن صداقته بجو التي جعلته يتصرف بتلك الطريقة المهينة.. ما مشكلة ان يطرق الباب لتفتح له فيتأكد انها سليمة بالداخل و يطمئن و يطمئن جو وينتهي الامر ؟؟ كما ان لا مانع في ان يمتع ناظرية بطلتها مرة اخري.. الا ان التزامه بكلام صديقة عهد علي رقبته..
و بذكر الرقبة فوجيء بيد تسحبه من الخلف بعنف من رقبته ..و كما توقع من عصبية و ارتعاش اليد..انها لشهد..
يبدوا ان اثناء التصاقه بالباب خرجت هي من النافذة لتمسك به و بيدها سيكنها المعهود..
قال بهدوء:" ليه بس كده؟؟ دانا جاي اطمن عليكي.."
شهد بعصبية و بصوت خفيض و هي تتلفت حولها:" اتنيل خش جوة قدامي.."
و دفعته امامها للباب ففتحه و دخل..
فدخلت خلفه و السكين في يدها مهددة به وقالت:" اترزع هنا علي كرسي ده و حط ايديك فوق راسك!"
امتثل بهدوء و علي وجهه ابتسامة ساخرة
شهد في محاولة ان تبدو عنيفة :" جيت هنا ليه ياد؟!! بتتجسس عليا؟ مين اللي بعتك؟ ولا جاي ليك غرض تاني؟ ولا حكياتك ايه؟؟"
لم يرد واكتفي بالضحك
شهد:" بتضحك علي خيبتك.. واحدة بنت مثبتاك؟! انطق بدل ما اشرحك!" وهي تلوح بالسكين مهددة
فقال بنفس الابتسامة و الاسلوب الغبر مبالي الساخر :" اللي بعتني وعدته اني مش هكلم معاكي كلمة واحدة.. فنا مش هعبرك .. و بعدين انا سايبك تثبتيني براحتك عشان بس احترام للراجل اللي أويكي عنده.. و لعلمك هفضل قاعد هنا لحد مايجي عشان ده طلبه.. زي ما طلب مني بالظبط مني اشقر عليكي من غير ما اكلم معاكي.. " ثم صمت برهة و عاد ليقول: "انزل ايدي ولا افضل رافعهم لحد ما يجي..براحتك.. ده مجرد سؤال؟"

كانت مازالت تستوعب ما قاله.. لقد صارت تعجب لما تري من تصرفات يوسف التي لم تري مثلها قبلا.. ولكن هل يعقل ان صديقه ايضا يتصرف بتلك الطريقة العجيبة؟؟ يسمونها (الجدعنة).. ماذا؟! هل هي عدوى؟؟!! ام انها (سلو) المنطقة هنا؟!! غريب امرهما حقا.. كنظرة منطقية حمادة صادق..فهو قادر علي مقاومة شهد بسكينها بكل شراستها و لكنه ابي ان يفعل ..
قالت:" نزلها!"
فقال:" طب ممكن اقوم اعد برة بقي.."
لم تفهم فنظرت له طالبة الايضاح
فاكمل:" هستني جو برة واسيبك تنامي هنا براحتك..بس لو فيها رزالة مني ، هاخد الشيشة واولع فحم قبل ما طلع..منا مش خدام ابوكم اعد برة زي الكلب من غير حتي ما اتمزج.."
لم ترد ..لم تعرف ماذا تقول.. ها هو يفعل تصرفا اخر من نوع تلك التصرفات اياها..
اكتفت بالاشارة بيدها بما يعني عدم المبالاة.. وجلست علي فرشتها قرب الباب تتابعه بينما انهمك في صمت في اشعال الفحم علي الموقد.. و بعد دقائق تركها و خرج دون كلمة..
اعادت الكرسي خلف الباب مرة اخري فهي قد ازاحته وهي تصتنت الي محاولات حمادة قبل قليل ، حاولت النوم فلم تستطع، فظلت تتقلب في مكانها الي ان اخير بعد عدة ساعات عاد يوسف قرب الفجر. سمعت حديثه مع حمادة في الخارج..
حمادة:" اييييه! ما كنت تكمل يومين كمان!.. انت استعبدتني؟! اربع ساعات مرمي هنا بحرسلك السنيورة.. "
يوسف:" جبت الشيشة دي منين؟! انت دخلتلها؟!!!"
حمادة بخبث:" دخلتلها بس.. دانا لسة خارج حالا.. دي طلعت بت عسل اوي.. هي الي ادتني الشيشة بتاعتك قالتي خدها يا حمادة يا روحي مش خسارة فيك"
امسك يوسف حمادة من ياقة قميصه من الخلف و قال:" جبت الشيشة ازاي ياد؟ قول بدل ما احط وشك في الفحم يا حمادة يا روحي.. خبطت عليها طبعا؟ ..منا عارف سماجة اهلك"
حمادة:" ياعم دي ما فيش اسمج منها..دي رفعت عليا السكينة عشان قفشتني و انا بعمل زي ما قلتلي و وقفت اسمع علي الباب.. علي فكرة البت دي اخرتها مش هتكون حلوة انا بقولك اهه دي جريئة و متهورة اوي...دي خطفتني جوة و قفلت الباب علينا..يعني غباوة رسمي..انا لو كنت واحد من اللي بيجروا وراها ولا واحد ناوي شر..كنت انت جيت لقيتها مش موجودة او مقتولة..او معمول فيها اي مصيبة"
ابتسم يوسف ثم ربت علي كتف حمادة و قال:" عارف..متشكر يا حمادة.. اتكل نام انت بقي.."
حمادة:" لما اخلص الحجر.. ولا هو حمادة ده بيشتغل فالفاعل عندكوا..تعالي يا حمادة ..اتكل يا حمادة.."
فضربه يوسف علي (قفاه) مازحا و قال:" ماشي يا لمض.. مش خسارة فيك"
حاول الدخول ليجد الكرسي خلف الباب مجددا..الا ان شهد اسرعت و ازاحت الكرسي و فتح الباب..
فقال متعجبا:" هتحطي الكرسي كل يوم كده؟؟ اديكي صحيتي عشان تفتحيلي.. يا بنتي ارحمي نفسك من الهواجس اللي انتي معيشانا فيها دي"
لم ترد.. لأن فجاة اجتاحها النوم وكأنه الطوفان استلقت بسرعة علي فرشتها دون حتي ان تبحث عن سيكنها الملاصق ليدها دوما ولو فقط بنظرها.. وراحت في النوم اللذيذ الذي اشتاقت له طويلا.. النوم الذي اتي مع مجيء ذلك الكيان القوي الشهم الذي تحتمي به و ببيته..
اما يوسف فقد استشعر انها غارقة في النوم فلم يرد افاقتها بأي حديث.. كان مرهقا فصعد لفراشه و استسلم للنوم بسرعة..

اطلانتس likes this.

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-13, 09:20 PM   #4

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الرابع
توجهت شهد علي غير رضا مع يوسف الي محل عطا قبيل المغرب، لم تكن ترغب تماما في الذهاب الا انها ظلت تدفع نفسها دفعا مؤكده لنفسها انها فترة و جيزة لحين عودة الريس عبود فلتحتمل الوظيفة البشعة بطريقة او بأخري، وان تلك الوظيفة ستضمن لها مصدر سيولة نقدية ، خصوصا وانها ستجمد حاليا نشاطاتها من (تقليب الرزق) لحين لقائها المرتقب مع الريس عبود والذي سيضمن لها قفزة مهولة في مستوي العمل والاعمال..
كانت اثناء السير تتفحص المارة خشية ان يكون احدهم يراقبها او من اتباع عدوي.. وما كان يستفزها ان الرجال من المارة يتجنبون النظر اليها مباشرة بينما القي اثنين او تلاثة منهم التحية الي جو.. هل يسيطر حقا عليهم لتلك الدرجة؟! انهم يخشون النظر اليها بالفعل كما اكد هو لها..

عندما وصلا الي المحل كان هادئا عكس حالته امس فلا انوار و لا موسيقي صاخبة.. يبدوا ان ساعات العمل الرسمية و موعد استقبال الزبائن لم يحن بعد، ادخلهم احد البابين علي البوابة، و ما ان دلفا الي الصالة الخاوية الا من طاولاتها ، حتي اتاهما صوت عطا قادما من ركن ما مرحبا.. اقترب و رحب بيوسف ثم نادا علي شخص ما :" مندو .. يا مندو"
فظهر شاب مستجيبا للنداء و اقبل عليهم بوجه عليه نظرة تدل علي مدي عدم احتماله لنداءات عطا التي تبدوا انها متكررة.. كان متوسط القامة مائل للبدانة بشعر كثيف قد يرقي لصفة النعومة ، صففه للخلف مستخدما (جل ) رديء يضفي لمعانا لزجا علي شعره.. وصل اليهم فربت عطا علي ظهره معرفا اياه لشهد:" ده مندو ابن اخويا يا شهد.. هو ريس العمال هنا.. هيوريكي هتعملي ايه بالظبط"
تابع يوسف الحديث و قد لفت انتباهه كيف يرمق مندو شهد بنظرات لم تريحه.. كان يعرف ان مندو شخص اخر ما يوصف به انه يتمتع بصدر رحب فهو دائما حانقا ، كارها، غاضبا لربما كان يكره عمه عطا اذا لم يكن يكره نفسه ايضا.. لم يكن جو يدرك قبل الان انه رئيس العمال هنا ، دائما يراه في الصالة و لكن لم يهتم ان يعرف وظيفته بالتحديد.. ادرك ان كون شهد مرؤسة له ستلاقي الامرين من تعنته و سخافته ..(خليها تعرف الشغل اللي علي حق ربنا .. مش الرزق اللي بيجي عالجاهز) هكذا قال لنفسه.. ولكن ليس هذا ما لم يريحه في نظرات مندو..
كان مازال عطا يتحدث الي مندو:" تحطها في عنيك..دي تبع جو حبيبنا"
رفع مندو عينه عن شهد و القاها علي جو وقذفه بابتسامة صفراء تأكيدا لكلام عمه.. ثم اعاد عينه الي شهد مرة اخري كما كانت..
عطا:" يلا شهد روحي معاه... متنساش يا مندو تعرفها علي سمر لما تيجي، وابقي اخصم من سمر الساعة اللي اتأخرتها..بلا دلع و مياعة"
ذهبت شهد مع مندو بعد ان القت نظرة اخيرة علي جو كنوع من استمداد الدعم و الذي بدوره ايدها بابتسامه وايماءة..
بمجرد ان انتهت مهمته انصرف الي اعماله بعد ان اوصي عطا قائلا:" البت في عينيك يا عطا.."
***
في المطبخ كادت شهد ان تبكي و هي تري قائمة وطبيعة الاعمال القذرة المطلوبة منها ، بالاضافة لأسلوب مندو الشديد السخافة و الذي يدعوا الي الانتحار
مندو:" شوفي انا عايز شغل بجد .. هتبتدي بالصالة برة الاول، وهتبقي معاكي المزغودة سمر لما تيجي، شايفة كل الصالة دي؟ عايز كل حاجة فيها تتلمع و الارض تتمسح كلها متسبيش فتفوتة.. و بعدين تخشي عل المطبخ عايزه يبقي زي الفل .. كل ده قبل الساعة تسعة ..بعد كده الزباين تبتدي تيجي..ملمحكيش بأة برة المطبخ تفضلي هنا جنب الطباخ اللي يوسخه تغسليه ده غير بقي غسيل الصحون .. لو حاجة اكسرت هخصمها من مرتبك و بعدين اكسر دماغك.."
لم يعجبها الاسلوب و خصوصا الكلمة الاخيرة ، امسكت نفسها عن ان تشرح له وجه اعتراضها مستشهدة باقوال تاتي فيها سيرة والدته العطرة و ابيه .. اكتفت بنظرة حارقة و الصمت..
قام بأعطائها ادوات التنظيف و اخبرها ان تبدأ الان..
بالفعل حملت شهد الادوات وشمرت ارجل البنطلون وبدأت في العمل بينما جلس مندو علي كرسي قريب يتابعها يلقي تعليماته و يعلق علي او ينتقد اداءها مما اثار حفيظتها واوشكت علي ان تعطيه حماما بماء المسح و لكن انقذه حضور سمر. فانشغل عن شهد بتعنيفه لها و التي تبين انها تأخرت لان شخصا سرق نقودها وانها امضت الساعة تبحث عنها في اركان المنزل والاماكن المحيطة الي ان يأست واتت باكيه.. فما كان من مندو تعليقا علي مأساتها ان خصم منها الساعة التي تأخرتها..
مندو:" دي شهد.. جبنالك واحدة معاكي اهه، اياك يتمر!.. يلا خشي معاها ..عايز الصالة تنوور من النضافة"
ابتسمت شهد و مسحت يديها المبللة في ملابسها ووضعتها علي صدرها قائلة:" انا شهد.."
وما ان حاولت سمر ان تفتح فمها حتي قال مندو:" هيا حفلة تعارف؟! يلا خلصوني! ايه دلع الحريم ده!"
انحنت سمر لتقوم بالمسح و هي تتمتم في همس بكلمات لم تتبينها شهد و لكنها استنتجت انها اما سباب او دعاء علي مندو..
وهكذا استمر الحال ..بيقيتا تعملان في جهد دون فرصة للتحدث معا حيث ان مندو كان جاثما علي انفاسها طيلة الوقت بجلوسه علي كرسي قريب يدخن في غل و هو يتابعهما ولا يكتفي ابدا من التعليمات..

كانت شهد و سمر فالمطبخ ينهيان بعض الاعمال حين دخلت عليهم صاحبة الوجه المألوف لشهد..انها زوزو
زوزو:" شهد عاملة ايه يا حبيبتي؟ انا قابلت يوسف من شوية في الشارع و وصاني عليكي.. "
شهد فور ان سمعت اسم يوسف:" هو جاي؟"
زوزو:" اكيد ..بيجي هنا كل يوم.. المهم انتي مرتاحة؟" ثم نظرت الي مندو وقالت باستهزاء :" الواد مندو شايف نفسه عليكي..قوليلي وانا اظبطهولك"
قال مندو بغيظ:" ملكيش دعوة بيها يا زوزو... حلي عنها وراها شغل"
اطلقت زوزو ضحكة مائعة لتزيد غيظه:" اتلهي علي عينيك.. جاتو خيبة عطا اللي عملك علينا بني ادم.. "
وخرجت و هي تضحك بينما كاد مندو ان ينفجر فصاح فجأة في سمر وشهد :" متنحين في ايه يا بت منك ليها؟؟!! يلا.. مش عايز لكاعة.."
فردت شهد:"براحة بس علي نفسك احسن الزعيق و الحزق ده بيجيب بواسير"
هب مندو واقفا وقال:" بتقولي ايه يا بت انتي؟ مخصوم منك يوم"
شهد:" انا غلطانة اني بقولك اللي فيه المفيد.. لما بعد كده تمشي بقاعدة في ايدك مطرح مطروح ابقي افتكرني"
انفلتت من سمر ضحكة مكتومة ثم ما لبثت ان تحولت الي نوبة من الضحك الصامت..
ركل مندو الكرسي بقدمه و قال و هو يخرج غاضبا:" مخصوم منكوا تلات تيام وديني لا اوريكوا"
تركت سمر ما بيدها و جلست علي الكرسي الذي ركله مندو وقالت لشهد "احكيلي بقي انتي مين و تقربي ايه لجو؟"
فنبادلا حديث تعارف و اخبرتها شهد نفس قصة جو عن ابوها الذي مات ووصاه عليها قبل موته.. كانت سمر طيبة و مرحة و قد شعرت شهد بالارتياح لها بعكس زوزو برغم ما تبدي ناحية شهد من ترحاب و مجاملة..
وبذكرها عادت مرة اخري لتصنع لنفسها كوب من الشاي و جلست تحتسيه بينما تتحدث مع شهد التي استمرت في العمل مع سمر
زوزو:" انا سمعت انك عايزة تطلعي معانا برة بس جو اللي مانعك؟ مانعك ليه؟ "
شهد وقد فاجاها السؤال:" لا ممنعنيش..هو بس خايف عليا يعني..اكمن ابويا وصاه عليا وكده"
زوزو:" خايف من ايه يا عبيطة؟ دي شغلانة فلوسها حلوة و من غير تعب ..يعني عاجبك الي انتي فيه ده؟"
سمر:" يا زوزو انزلي من علي ودن البت.. ما يمكن الجدع خايف عليها فعلا..يعني تنكري البلاوي اللي بتشوفوها كل يوم."
زوزو:" ايه يعني.. امال البغال الي مالين الصالة دول بيعملوا ايه؟ ماهو عشان يحمونا من البلاوي دي! متخفيش يا شهد سيبك منها دي بت خوافة وفقرية.. اتفرجي انهاردة و لو عجبك من بكرة تطلعي معانا"
لم تملك شهد تبريرا اخر فتظاهرت بالموافقة.. وكم تمنت لو انها تستطيع ذلك فعلا...
وبعد ان انصرفت زوزو اقتربت سمر من شهد وهما واقفتان امام حوض تغسلان بعض الصحون وقالت بصوت خفيض:" زوزو تبان جدعة.. بس خلي بالك مصلحتها فبل اي حاجة.. ولما تزن في حاجة يبقي ليها مصلحة فيها.. انتي عارفة انها بترسم علي جو؟ وهو كمان.. شكلها مالية دماغه.. "
شهد باستنكار:" طب و ده علاقته ايه بأنها بتزن عليا عشان اطلع معاهم؟"
سمر:" معرفش.. انا قلت اقولك بس متسلميش دماغك ليها من غير تفكير.. خلي بالك ان قعادك عنده اكيد مركبها ميت عفريت؟ خصوصا ان جو عمره لا اشتري و احدة و لا حتي صاحب واحدة.. وجودك عنده مش مفهوم.."
صمتت شهد فقد اربكها ما سمعت و لم تعرف لم؟

***
وصلت سيارة الخاوجة امام محل عطا و نزل منها الخواجة و رجاله ومنهم جو و دخلوا الي جميعا و سط ترحاب عطا الشديد..
مسح جو المكان بناظريه كالمعتاد فهي طبيعه عمله.. و لكنه ايضا كان يبحث عن شهد.. ها قد بدانا منذ الثانية الاولي لوجوده وقد بدأ ينشغل بها.. نفض عن رأسه وجودها ونجح في التركيز تماما مع عمله الاساسي وهو حماية الخواجة.. جلس علي المائدة مع الرجال و قد طلب الخواجة عشاء فاخرا للجميع بينما هو في انتظار اشخاص هامة اتية لحضور اجتماع..
كانت الموسيقي تدوي والفتيات بدأن في الصعود علي اماكنهم العالية في اركان المكان ، لاحظ يوسف و جود زوزو وانها تشير له فاشار لها مما اثار الهمزات و الضحك بين الرجال علي الطاولة و تعليقات علي غرار "ماشي يا عم" " الله يسهله" ضحك معهم ثم توجه للحمام، مارا بباب المطبخ ففتحه و اطل برأسه ليري سمر و شهد منحيات تقومان بمسح ارضية المطبخ الشاسعة بينما و قف الطباخ منهمكا امام الموقد و مندو يجلس علي الكرسي يتابعهما..
يوسف:" شهد.."
التفتت شهد في لهفة و قامت و هي تمسح يديها في ملابسها و توجهت اليه قائلة :" جو.."
فقط؟! اهذا ما قطعت مسافة طول المطبخ لتقوله له؟!..كادت ان تقول (خدني من هنا) الا انها ابت ان تكون تلك الطفلة التي تمسك بذيل امها حتي تحملها..
رمق مندو بنظرة طويلة و ثم قال لها:" مرتاحة؟ حد مضايقك؟"
اومأت براسها و قالت :" ماحدش يقدر يضايقي!" والقت بنظرتها النارية الي مندو الذي انزل رجله من علي الاخري وقال:" انت ايه الي مدخلك هنا يا جو.. اتفضل علي ترابيزك.. و طلباتك هتجيلك لحد عندك.. هنا للي بيشلغوا بس"
لم يعطيه جو اهتماما و قال لشهد:" لو عزتي حاجة انا برة.."
اومأت برأسها و عادت لتنحني مرة اخري و تقوم بالمسح..بقي جو واقفا لبرهة يتابعها و يتابع مندو الذي بدا متوترا لوجوده، ثم خرج متوجها مباشرة لعطا..
عطا:" باشا..اطمنت عليها؟"
جو:" هو مندو قاعدلهم كده ليه؟"
عطا:" مش فاهم؟"
جو:" يعني ميصحش.. عمالين يوطوا يمسحوا و يتحركوا وهو قاعد دابب عينه فيهم.. فين الدم؟"
عطا:" متزعلش مني يا جو..بس الحتة دي مش بتاعتك.. مندو بيعد يتأكد انهم شغالين تمام و مش بيشتغلوا لكلكة و طلسئة.. كده انت بتدخل في شغلنا.. و بعدين مين قالك انه بيبص عليهم ده بيبص علي الشغل.. انت جبت البنت و انا مرفضتلكش طلب.. و هيا في عنيا..انما ملكش دعوة بمندو"
لم يكن جو يريد اثارة مشاكل حول شهد حتي لا يفتح الاعين عليها..فاكتفي برد عطا وبرغم من انه رأي بعينه نظرات مندو المستفزة الا انه قرر ان يتغاضي عن الامر
فقال ناهيا الحديث:" ماشي انا مش هدخل.. بس انا عايزك بس تعرف مندو انا مين واقدر اعمل ايه.. وان شهد تهمني.. لو باقي علي روحه يحترم نفسه معاها"
فقال عطا:" متخفش يا جو.. عيب الكلام ده.. قلتلك البت في عنيا"
قبل ان يعود جو لطاولته رجع ثانية للمطبخ و فتح الباب عن اخره وهو يقول: "الباب ده يفضل مفتوح كده" ثم نظر لمندو محذرا :" لو اتقفل انا هزعل!"
وعاد لطاولته مرة اخري ، الان من مكانه يمكنه رؤية جزء من المطبخ حيث يجلس مندو و بالتالي يمكنه رؤية شهد و هي تمر من امامه كل دقيقة..
ان كنت ستراقبها في جميع االاحوال اما كان من الافضل ان تبقيها في مكان اقرب اليك..هكذا تحدث الي نفسه.. الان بدا العمل مع الراقصات افضل من حيث سهولة المراقبة.. ثم ان..
"جو!" كان هذا صوت الخواجة :" بقالي ساعة ماددلك ايدي عايز تليفوني!"
اخرج جو هاتف الخاوجة في ثانية من جيبه و اعطاه له قائلا:" عيني كانت علي حاجة بتأكد منها يا ريس..لامؤاخذة"
لم يبد انه سمعه فقد اخذ منه الهاتف و اجري الاتصال دون ان يبد اي رد فعل..

مرت الليلة الاولي لعمل شهد علي خير، نجح جو في ان يتناسي امرها و يبقي تركيزه مع الخواجة..خصوصا اثناء ذلك الاجتماع الذي ضم عدة شخصيات هامة وقد اربكوا المكان بعددهم و عدد رجالهم.. بعد ان انتهي و رحل جو مع الخاوجة وامنه الي البيت..ثم عاد ثانية الي محل عطا ليصطحب شهد للبيت..

***
في اثناء الاجتماع و بسببه كان المطبخ في حالة من الارتباك و التوتر فجميع الفتيات النادلات يصرخن في بعضهن البعض للحصول علي الطلبات العاجلة و الطاهي يبدو و كان احدا اداره ليعمل بالسرعة القصوي.. وعطا ومندو يقفان بنهران كل من يبطيء و يحاولان ادارة الازمة.. و في وسط كل هذا كان دور سمر و شهد هو المساعدة في الانجاز فقد كانتا تجريان بين الطاهي و النادلات و ثم تغسلان بضع اواني لاعادة استخدامها... الي اخره من اعمال.. حتي كادت شهد ان تسقط مغشية عليها من الارهاق و التوتر..
ثم ابدا الجو يهداء تدريجيا.. الي ان انتهي الامر مع انتهاء الاجتماع.. فهداء الجميع ..
و مع انتهاء الليلة ، رحل الطباخ تاركا المطبخ كساحة معركة و بقيت النادلات يرتبن المكان، بينما نزلت الفتيات الراقصات منهن من بقيت لتجلس مع اصدقائها من الزبائن القلة الباقيين في انتظارهن، ومنهن من رحلت.
امر مندو سمر وشهد بالانتهاء من نظافة المطبخ.. كادت شهد ان تصرخ باكية الا انها وجدت سمر تتوجه للبدء في العمل بدون اعتراض.. ففعلت مثلها علي مضض..
استمر العمل في نظافة المطبخ لمدة حوالي ساعة اخري و ما يزال مندو جالسا يتابعهن..
"هو ايه ده؟! استعباد؟!!" كان هذا صوت يوسف :" انا من ساعة ما كنت هنا و هما علي نفس الوضع!! ايه مفيش شغلة غير المسح؟!!"
استدارت شهد لتجده يقف محدثا عطا علي باب المطبخ..
عطا ضاحكا:" لا يا خويا متقلقش خليناها عملت كل حاجة مش مسح بس.. حتي اسألها.."
جو:" انت مفتري يا عم؟.. كده كتير اوي.."
عطا:" طب ايه رأيك ان سمر كانت بتعمله كله لوحدها.."
جو:" ماهو ده من الافتري بتاعك.."
عطا مخاطبا مندو:" شهد قدامها قد ايه يا مندو؟.. جو عايز يروح.."
مندو :" ميروح هو حد حايشه؟!..شهد مش هتمشي غير اما تخلص مع سمر.."
تمالك يوسف اعصابه امام سخافة مندو فهو و معتاد علي اسلوبه الجاف الخالي تماما من الكياسة..
عاد يوسف الي الصالة حيث كانت زوزو مازلت موجودة وجلس معها يتضاحكان..
بعد مدة ليست طويلة خرجت شهد من باب المطبخ لتجد جو جالسا في انتظارها مع زوزو.. اقتربت منها
وقالت:" منك لله! كانت شورتك مهببة..انا مش جاية هنا تاني..ده ولا شغل الفاعل"
ضحكت زوزو وقالت:" مش قلتلك يا حبيتي.. تعالي بكرة معانا احسن.."
جو:" مش تسترجلي كده يا بت..من اول يوم كده فيصتي.."
انحنت شهد لتنزل تشميرة ارجل البنطلون.. و هي تكمل الحديث قائلة:" انا عايزك تقضي يوم زي الي قضيته انا، و نشوف ساعتها..هاتـ..."
قطع كلامها فجأة صيحة من يوسف و هو ينظر في نقطة ما خلفها:" متنح في ايه ياد انت؟؟ مكفاكش بحلقة من الصبح؟ ايه هتقولي برضه بتطمن علي الشغل؟!!"
استدارت شهد لتجد مندو واقفا خلف ماكينة النقود و بيده حفنة من النقود من المفترض انه يقوم بعدها.. ولكن من الواضح انه لم يكن يفعل حقيقة..
قال مندو بغضب:" اتمسي يا جو.. ولا هو جر شكل و خلاص.."
وضعت زوزو كفها علي صدر ويوسف في محاوله لتهدئته وقالت:" سيبك منه .. ميستهلش تعكر دمك عشانه..هو كده اخره يبص .. خليه يبص.. ذكاة عنها.. هو يعني اخد منها حتة؟؟"
فرد يوسف بصوت عال لكي يسمعه مندو:" الفكرة في الاحترام يا زوزو.. متبقاش هية و اقفة معايا و هو عينه مبتنزلش من عليها.. الناس كلها عارفة .. اللي يبص لواحدة معيا اخرم له عينه..ولا هو جديد في المنطقة؟!"
بالنسبة لشهد كان هذا تفسيرا لظاهرة عدم نظر الرجال اليها و هي تسير مع جو في الطريق..
كانت راضية بشدة عن (التهزيق) الذي يتلقاه مندو في تلك اللحظة من تحت راسها، وكأنها انتقمت منه علي كل ما لاقته منه علي مدار اليوم..في واقع الامر لم تكن تعبأ مثلها مثل زوزو ان حدق مندو في مؤخرتها.. طالما التزم حدوده معها فهي لا تبالي.. لقد اعتادت مثل تلك النظرات، فهي في وسط مثل وسط المعلم المرعي حيث تربت، كان هذا اخر ما يأتي في قائمة "ما يجب ان تقلق بشأنه"..
يوسف:" يلا يا شهد عايز انام.. سلام يا زوزو.. تيجي نوصلك؟"
فقالت زوزو في محاولة ان تثير غيرته:" لأ.. في واحد معرفة هيعدي دلوقتي.. انا قاعدة مسنياه.."
ابتسم يوسف فقد فهم مرادها و قال:" طب خلي بالك من نفسك.." و ربت علي ظهرها
وسحب شهد من امامها تاركا (قفاها يقمر عيش) ..
مشي يوسف مع شهد عبر الشارع في الظلام..بالطبع اعمدة الانارة كانت رفاهية لم تحظ بها المنطقة و انوار المحال و البيوت كانت مطفئة فالوقت قارب الفجر.. لم ينطقا بكلمة فكلاهما كان مرهقا جدا و شبه نائما..
ولكن يوسف قطع الصمت وقال:" انتي فعلا مش هتروحي بكرة؟ " لم ترد..
فعاد يقول:" حد دايقك في حاجة؟ الواد مندو ده انا عارف غتاته.. لو ضايقك انا ممكن.."
لم يكمل كلامه لانه سمع صوت ارتطام جسم علي الارض، التفت ليجدها شهد ..كانت فاقدة للوعي..
ولأول مرة في حياته يصاب بالهلع.. لم يكن من الاشخاص الذي قد يهتز لاي سبب..لقد كانت حياته قاسية بما فيه الكفاية و قد رأي طوال عمره ما يكفي ليجعل منه شخص من الصعب ان يفزع او يخاف او يهلع..
ولكنه هلع حقا .. انحني ليتأكد من انها تتفس لم يستطع رؤية وجهها الشاحب في الظلام ، حملها علي كتفه مثل الشوال..وكأنه جندي يحمل زميله المصاب اثناء الانسحاب .. وهرع بها الي بيته..
القاها علي السرير و حاول ان يبلل وجهها بالماء.. يرش عطرا.. يشممها بصلا.. افاقت في خلال دقائق فتحت عينها في اعياء و حدقت به و قالت:" مالك يا يوسف وشك اصفر اوي انت هتموت ولا ايه؟"
لم يفهم و لكنه ارتاح لكونها تتحدث..
يوسف:" انتي ايه اللي جرالك؟؟؟ كنت بكلمك في امانة الله لقيتك طبيتي ساكتة!!"
شهد في احراج شديد:" اصلي مكلتش من صباحية ربنا.. يمكن هبط"
فقام يوسف سريعا و اتي لها بكوب من اللبن من ثلاجته الصغيرة ووضع لها بضع معالق سكر و عاد و هو يقلبه بملعقة قائلا:" طب اشربي ده.. اللبن كويس.. و السكر هيفوقك.. "
اطمأن الي انها تشرب و قال:" وانتي يا بت هبلة؟؟.. مكلتيش ليه؟!! "
شعر انها محرجة من الامر فقد اشاحت بنظرها بعيدا.. الامر الذي استفزه..ثم تذكر انها لديها حساسية غير مبررة في ان تأكل او تبدي انها جوعانة.. اهذا ما جعلها تظل بلا طعام طوال النهار حتي اصابها ذلك الهبوط؟؟..
فقال:" يا بنتي البني ادم لازم ياكل.. يعني عايزة تفهميني ان البت اللي معاكي دي مقعدش عشر دقايق تاكل؟؟ مكلتيش معاها ليه؟؟ "
لم ترد شهد بل استمرت في شرب اللبن ..
فعاد ليقول في غيظ:" لا حول الله ..اشفي يا رب "
ثم قام و اتي لها بكيس مليء بالطعام.. كان قد اخذه بعد سهرة مع الخواجة قائلا بامتعاض:" اتعشي بقي من ده..خلي الدم يرجع في خلقتك البيضا دي... جتك البلا هربتي دمي!"
ووقف مفكرا لبرهة ثم سحب البطانية و وضعها علي الارض ثم نزع قميصه و افترشها
شهد:" هتنام علي الارض؟؟!!!"
جو:" ريحي انتي انهاردة علي السرير.. بس من بكرة هترجعي الارض تاني.. انا مبحبش اسيب سريري!"
ثم اعطاها ظهره .
قال و ظهره لها:" لو صحيتي بكرة تعبانة متروحيش لعطا.. وانا هكلمهولك.. "
شهد:" انا عايزة اروح مع زوزو"
صمت قليلا يتمالك نفسه ثم قال:"تاني؟! يا بنت الحلال..انت عايزة عدوي ولا حد من تبعه يشوفك..متتكني كده في حتة ملمومة.. "
تنهدت شهد في حسرة وقالت:" طيب.."
بعدها ساد الصمت الا من صوت مضغ شهد للطعام ،غرق يوسف في التفكير محاولا تفسير ذلك الشعور العجيب بالفزع و العجز الذي اصابه حين رأها جثة علي الارض، ولمَ يشعر به الان وهو لا يذكر اخر مرة شعر بخوف؟؟ راح في النوم اثناء التفكير.. لمَ الان؟؟
تناولت شهد بضع لقيمات، ثم اراحت جسدها المنهك علي السرير الوثير.. كانت و لأول مرة في حياتها تختبر شعور الراحة مع الامان والذي معه يأتي النوم سريعا بلا كوابيس.. تري لم الان ؟

اطلانتس likes this.

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-13, 02:50 AM   #5

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الخامس
بداخل مستودع عملاق حيث يستقر المعلم مرعي ويدير كل اعماله من داخله وقف عدوي بين يديه منفعلا..
عدوي:" يا معلم انا محتاج رجالة من عندك ينتشروا اكتر.. كل ما الوقت بيعدي كل ما ممكن تبعد اكتر!!"
المعلم مرعي وهو يجلس خلف مكتب ضخم ذو تصميم بديع لا يليق مع المستدوع القذر، ويدخن الشيشة بينما حرسه الخاص متناثرين في كل مكان، و يقف بجاورة احد رجاله:" اقولك انا كل يوم بيعدي انا بخسر قد ايه وهي مش موجودة؟!! عارف البت دي كانت بتدخلي كام في الاسبوع؟! عارف انا تعبت اد ايه عشان اخليها كده؟! مقلتش ليه يا عدوي ان البت مش طايقة خلقة اهلك؟! انا اديتهالك عشان انت واد جدع .. اقوم اخسرها بسببك؟!"

عدوي:" ومن امتي يا معلم الحريم بيتسئلوا عن رأيهم في الي بيشتريهم؟! البت دي جاحدة و معملتش حساب لجمايلك اللي مغرقاها.. انت اللي مدلعها زيادة يا معلم لحد ما شافت نفسها عليا... هو انا اللي قلتها تعورني وتهرب؟!!"

المعلم مرعي:" ماهي لو مكانتش قرفانة من وشك مكتش هربت.. بس انا مش هسيبها.. هترجع يعني هترجع ، ان شالله تكون فين هترجع! انت قلت دخلت منطقة الريس عبود؟؟"
عدوي:" الرجالة اللي كانو معايا لمحوها داخلة.."
المعلم مرعي:" خلاص سيبك من النكش و راها..مش هتلاقوها بالطريقة دي.. انا هتصرف "
ثم نادا بصوت عال:" كرم.. اطلبي الخواجة علي التليفون.. "
اخرج كرم الذي كان يقف علي بعد خطوات هاتفا من جيب سترته و اتصل برقم عليه:
كرم:" ايوة.. هنا مكتب المعلم مرعي.. هو عايز يكلم الخواجة.. مسألة مهمة... طب و يخلص امتي؟؟ خليه يكلمه علي المحمول.. مين معايا بقي؟ ماشي يا جو.. هيستني تليفونه بعد ساعة.. سلام"
كرم موجها كلامه للمعلم مرعي:" هيتصل بعد ساعة يا معلم عشان في اجتماع.."
قال عدوي معلقا:" جو اللي رد عليك؟! ده شقيقي.. متربين سوا.. عارفه يا معلم؟"
نظر المعلم مرعي نظرة احتقار ممزوجة بعدم فهم لتلك المعلومة التافهة التي لا مجال لها في مجلسهم هذا، و لم يعطه رد فعل، بل اخذ نفسا من الشيشة و قال بينما تخرج كلامته مخنوقة بالدخان:" اطلع انت منها بقي.. الكبار هيتصرفوا في الموضوع"

***
وقف جو خارجا علي باب قاعة الريس عبود حيث كان الخواجة كالمعتاد في اجتماع معه.. ولكنه كان مقتصرا عليه فقط.. تلك الاجتماعات الفردية الناد رةغالبا تكون لمناقشة امر سري كازاحة او استبعاد احد افراد التنظيم العصابي و الذي غالبا ما يكون قد ثبتت عليه احد الامور التي قد تعتبر جريمة في دستور الريس عبود..
اصاب يوسف نوع من عدم الارتياح لمكالمة مساعد المعلم مرعي.. تري لم يريد الخواجة؟؟
تذكر شهد .. لقد استيقظ قبلها اليوم بعد الظهيرة ليجدها غارقة في نوم عميق لم يحاول ايقاذها، ترك لها بعض الطعام علي المائدة و خرج للعمل، وهاهو يقف في قلعة الريس عبود لا يعرف عنها شيئا، تري هل ذهبت لعطا ام بالفعل ام كما قالت ستترك تلك الوظيفة ؟ المفترض ان الامر لا يعنيه .. ولم يشغل باله الان بأمور لا معني لها؟ بدأ يمل من الوقفة في إنتظار الخواجة فقد ملئه الفضول و الرغبة في الذهاب لعطا لمعرفة قرار شهد.. لعله يخرج في اي دقيقة الان و يذهبون الي عطا ككل ليلة.
***
جلست زوزو في حجرة العاملات الصغيرة ، بداخل مركز تجميل متوسط المستوي حيث تعمل، ترشف رشفات متتالية من كوب شاي وقت الاستراحة بينما تتحدث مع احدي زميلاتها وصديقتها المقربة..
زوزو:" بقولك ملهاش صاحب! جو قالي بعضمة لسانه انها بنت راجل بيعزه قوي وهو لبسها لما مات و مضطر يا خد باله منها.. وانا ناوية اخدمه"
الفتاة:" وانتي يعني هتجبيله واحد يشتريها منين؟؟"
زوزو:" انت يا بت عامية؟! مش شايفاها مزة ازاي.. اول ما هتطلع ترقص.. ميت واحد هيطلب يشتريها من عطا.. و ساعتها ، انا هاخد نسبة عشان انا اللي اقنعتها، و عطا هياخد نسبة عشان بتشتغل عنده و جو هياخد نسبة عشان هو المسؤل عنها دلوقتي.. كده نبقي كلنا كسبانين.. حتي البت نفسها... هو اللي هيشتريها ده مش هيدلعها و ينغنغها؟؟.. اهو احسنلها من المطبخ و مندو و البنت سمر الفقرية.."
الفتاة:" وافرضي ما وافقتش ياختي.. طب مانتي كتير بيطلبوا يشتروكي من عطا و انت بترفضي"
زوزو:" ارفض براحتي.. انا دفعت تمن حريتي من دمي.. اشتريتها من حر مالي من الله يجحمه مطرح ماراح بقي عوض.. و بعدين انا حاجة تانية ، انا بشتغل شغلانتين حلوين و بكسب دلوقتي وقربت اجيب اوضة بتاعتي لوحدي.. ايه اللي يخليني اسيب دا كله؟!"
الفتاة:"فانتي بقي عندك امل انها تفكر في حالتها المنيلة دي و توافق عشان تخلص منها؟"
زوزو: "واخلص انا كمان منها ومن قعدتها في وش جو.. امبارح يابت سحبها و مشيوا من قدامي ولا كاني قفص قاعد ..وقال وانا اللي بغيظه.. وفكراه هيتنحرر.." و مصمصت بشفتيها
الفتاة:" مانتي برضه واقعة في واحد تقيل اوي يا بت يا زوزو و مستحلي نفسه.. طب يلا يلا قومي يظهر في زبونة برة.. قومي شوفي شغلك افيدلك"

***
اثناء غياب مندو اقتربت سمر من شهد و بدأتا في (الرغي) كانت سمر رغاية بحق ولكن شهد لم تمانع فقد كانت تخفف عنها عناء و ملل العمل..
سمر:" ها مكملتليش.. و بعد ما اداكي الاكل و نام.."
شهد:"مفيش نمت انا كمان.."
سمر:" ويا خايبة معملتيش فيها قتيلة ليه و زوغتي انهاردة مدام قالك هكلمكلك عطا؟؟!"
شهد:" فكرت والله ، بس قلت انه جدع معايا من ساعة ما نطيط علـ.. قصدي يعني من ساعة ابويا مات و نطيط علي دماغه زي المصيبة.. مش عايزة اصغره وقدام عطا.."
سمر مستنكرة:" والنبي انتي هبلة.. حد يلاقي الدلع و يقول لأ"
ثم عادت لتقول:" بصراحة يا بختك.. جو ده اصله جدع اوي.. و حليوة كده ..لما بيدخل المكان كده تحسي بهيبة.. يعني قعدتك عنده دي مليون واحدة تتمناها.. حماية و سند ووش حلو تصطبحي بيه"
ابتسمت شهد و تذكرت حين قال لها جو نفس الجملة عن المليون فتاة التي تتمني ان تبقي معه ثم رد فعلها الغاضب..
سمر:" متتوسطيلي عنده يجيبلي اللي سرق الفلوس من قفاه.. حار و نار في جتته..ده مدبقني كل اخر اسبوع..مهما غيرت مكانها بيلاقيها و ياخدها و يسيبلي الفكة ..لما بقيت اخد كل الفلوس معايا وانا خارجة.."
شهد:" اكيد حد عارفك كويس.. اسمعي.. هجيبلك بكرة معايا حاجة هتنفعك.. صواريخ زي باعة العيال دي بس مليانة لون احمر مبيطلعش.. تحطيها في الحتة اللي فيها الفلوس.. بس اوعي انتي اللي تفتحيها ده كمين! اول ما الحرامي يفتح الدرج ويدور فيه..هيفرقع في و شه و يغرقه احمر.. ساعتها انتي او اي حد هيطلعه من وسط الف واحد.. "
سمر مندهشة:" في حاجة كده؟!! وانتي بتعرفي الحجات دي منين؟؟"
ابتسمت شهد و لم تجب..
ولم تعيد سمر السؤال لأن مندو دخل عليهم.. و عاد ليجلس علي الكرسي و يعطي التعليمات من جديد
***
خرج الخواجة من الاجتماع و قد ادرك يوسف بخبرته الطويلة مع برودة الخواجة ان امرا ما يؤرقه.. فنظراته علي عكس طبيعتها الحادة القاسية كانت غير ثابتة .. حتي انه ارتدي النظارة الشمسية ليبقيها متوارية عن انظار الاخريين..
اسرع الخواجة في الخطي و لحق به يوسف الي ان و صلا للسيارة التي بها السائق و رجلان اخران من رجال الخواجة.. ركب احدهم في الامام بينما ركب الخواجة بين يوسف و الرجل الاخر..
"اطلع علي عطا يا سعد" كان هذا امر الخواجة..
اسعد يوسف خبر ذهابهم لرؤية شهد... شهد؟؟ وهل هم ذاهبون لرؤية شهد؟؟ ما بك يا يوسف؟؟ افق ! عملك و سمعتك علي المحك! وخاصة ان هناك امرا ما لا يبدوا علي ما يرام..
قال يوسف:" مالك يا ريس؟"
الخواجة دون ان يلتفت له:" انا عايزك تركز اوي اليللة دي!"
كانت اجابة وافية.. اذن ذلك الاجتماع الفردي سيترتب عليه خطر ما.. و عليه الانتباه له.. فلتتركي رأسي الان يا شهد، لا مكان لكي وسط كل هذا... شهد ثانية؟!! انسها يا يوسف انسها!
عندما وصلوا ..ترجلوا جميعا بينما كان يوسف يمسح المحيط مسحا و يؤمن دخول الخواجة، ويؤمن تواجده بالداخل..

***
كان مندو مع شهد و سمر في المطبخ يتابعهما ثم قال فجاة:" يظهر صاحبك مش فاضيلك انهارده.. مسحول مع الخواجة و مجاش حتي يعبرك بسلام"
تركت شهد ما بيدها و وجهت كلامها لمندو متسائلة:" جو..جه؟ هو برة دلوقتي؟"
مندو بتشفي:" ايوة جه ..بس حلقلك!"
اشاحت شهد بوجهها عنه و عادت لما كانت تغسله امام الحوض.. اظهرت احتقارها لمحاولته ان يكون وغدا ولكنها في اعماقها تسائلت "حقا لم لم يأتي حتي ليلقي التحية؟؟"
اسستمرت في العمل بجهد ووضعت كل غضبها من الوظيفة و من مندو و من يوسف في العمل كانت تمسح و تفرك و تدعك بعنف ..حتي ان مندو نهرها خوفا علي الادوات ، فما كان منها الا ان زادت عندا فيه.. فزاد غيظه و هم بالقيام ليتشاجر معها، الا ان اوقفه صوت صياح و صراخ بالخارج ..

انتبه كل من بالمطبخ و ارهفوا السمع محدقين ببعضهم
" اجهز يا خواجة هبعتك لامك.. مش سنهوري اللي يتعمل معاه كده!! الا هي باي باي بالروسي يعني ايه؟؟"
كانت تلك صيحة من الخارج بينما صمتت الجلبة
واضح ان هناك من يهدد الخواجة .. اسرعت شهد و سمر الي باب المطبخ حيث فتحت سمر الباب برفق واطلت من فتحته الصغيرة مع شهد لتري ما يحدث..
كان بالفعل الموقف كالاتي..
ذلك السنهوري يقف ممسكا برشاشا.. و معه عدة رجال يسدون مدخل الصالة تماما بينما تجمع كل رواد الصالة في اقصي الجانب الاخريرتعدون و يكتمون صرخاتهم و يتابعون في زعر، بينما بقي الخواجة و رجاله في المنتصف غير ان الجميع تجمع حول الخواجة لتامين سلامته
قال الخواجة ببرود:" انا ممكن اعلمك اهلا بالروسي عشان لما انت اللي تقابل امي الله يرحمها تسلملي عليها.. بس للاسف مظنش هتتقابلوا الخونة اللي زيك بيروحوا النار.." وضحك باستخفاف..
سنهوري بعصبية:" حتي وانت في اخر دقيقة في عمرك مغرور... ارحم نفسك بقي با اخي"
الخواجة و قد ازداد بروده و نبرته الاستفزازية:" لو متغرتش علي فاشل زيك.. ندل و خاين و بوشين و لسه مطرود هتغر علي مين؟"
كانت تلك الجملة هي عود الكبريت الذي اشعل السنهوري الملتهب.. فاقترب اكثر من الخواجة و قال محدثا اياه وهو علي وشك الانفجار:" انا بقي هعرفك الندالة.. انا مش بس هموتك دانا هقطع جتتك و هقسمها علي الكلاب.. انت السبب.. انت الي و سوست للريس عبود عليا عشان تزحني من طريقك!!"
الخواجة:"مش مستاهل كل ده.. انا لو عايز ازيحك من طريقي كافية اني انفخ بس.. اصل انت ولا حاجة"
وهنا اقترب السنهوري اكثر وقد وصلت عصبيته الي قمتها و استعد للضغط علي الزناد.. وقبل ان يضغط بلا اي مقدمات قام يوسف بالانقضاض عليه و في لمح البصر اصبح الموقف الاتي..
يوسف مكبلا السنهوري بذراعة من الخلف ضاغطا علي رقبته، و بيده الاخري مصدوبا مسدسه الي رأسه ..بينما وقف الرجال اتباع السنهوري مذهولين من سرعة ما حدث
صاح يوسف:" ارميه في الارض! ارميه! " قاصدا سلاح السنهوري ثم اكمل :"و رجالتك..قولهم يرموا السلاح!"
و بالفعل بعد تردد دام لبرهة ونأييد شديد من السنهوري القوا جميعا بالاسلحة ...فاشار الخواجة لرجاله بجمعها جميعا..
واقترب الخواجة من السنهوري و هو في يد يوسف و قال:" مش قلتلك انك فاشل..حتي لو مكنتش خاين..غبائك ميسمحلكش انك تستني معانا..كان لازم تمشي من زمان"
ثم كال له لكمة قوية جدا بمنتهي البرود افقدته و عيه
وقال ليوسف:" جدع ياد.. كنت عارف اني لما هستفزه و اخليه مش مركز انت هتتصرف معاه..عمرك ما خيبت ظني" ثم ربت علي كتفه
وعاد ليوجه كلامه لرجاله مشيرا الي السنهوري الفاقد الوعي:" اربطوه هو والعيال اللي معاه زي الخرفان و ابعتوهم في عربية نقل للريس عبود..هو عايزهم"
فبدا الرجال بالتنفيذ.. و بعد ان هداء روع الموجودين و ادركوا موقف يوسف البطولي اصبحوا يتوجهون اليه ليحيوه و يربتوا علي كتفه .. حتي ان الخاوجة امره ان يرتاح و يذهب للجلوس مع الصديقات و امر له بعشاء فاخر.. كان الجميع محيطين به ، يحتفون بشجاعته و مهارته..

اما اهل المطبخ فكانت سمر لا تتوقف عن الكلام بحماس و تعيد حكاية ما حدث برغم ان الجميع شاهد معها.. كانت مثل طفل يحكي عن بطل خارق في مغامرة لصد هجمات الفضاء.. ولكن شهد لم تكن تستمع فقد بقيت تنظر من فتحة الباب تراقب يوسف و سط جمهوره.. كانت مبهورة بما فعل لقد انقذ الخواجة من ذلك المجنون العصبي لربما كان ليقتل الجميع.. لقد انقذهم جميعا.. انه بطل..منذ ان رأته و هو بطل.. بطلها.. ولكن ليس بطلها وحدها هو بطل الجميع هاهي سمر تجاد تكن به.. و الجميع يدورون حوله في الصالة كانه الشمس كلٌ يحاول ان يحدثه.. ما كل تلك الفتيات التي احطت به فجأة؟! يبدوا انها لن تستيطع ان تحدثه بعد الان..
فوجئت بالباب يندفع فجأة و يصطدم بها..انه عطا.. نظر اليها متفاجئا من و جودها في ذلك المكان خلف الباب ولكنه تخطاها و توجه مسرعا للطاهي وقال:" عايزين عشا و صاية لجو..دي اوامر الخواجة"
ثم خرج مسرعا.. وقفت تتأمل الطاهي و هو يعد قطع الحم التي سوف تشوي ثم سيأكلها جو مع الفتيات في الخارج.. اصابها الضيق فاشاحت بوجهها..
تناست الامر وعادت لعملها منكسرة.. شاعرة بانها ضئيلة وسط كل هذا، والذي اكد لها ذلك هو عدم مجيء جو حتي ليلقي السلام عليها حتي ولو كان لسؤالها عن حالها اليوم بعد تعبها بالامس. .بالطبع ... فماذا تكون هي بحذائها البالي و بنطالها المستعمل وملابسها الغارقة في مياة المسح مقارنة بكل الفتيات الفاتنات النظيفات في الخارج..
فوجئت بمندو وقد وقف منكمشا في زاوية في اخر المطبخ ووجه مبيضا بشدة.. نظرت اليه متعجبة
فقال:" خلاص مشيو؟؟ متاكدة؟"
انه خائف! كان مثيرا للشفقة حقا ..ضحكت وقالت:"اه جو مشاهملك.. متخافش"
فاعتدل في وقفته و مرر يده في شعره وقال مستعيدا نبرته الامرة وكأنه لم يكن يرتجف منذ دقيقة:" طب يلا خلصينا.. وانت يا بت سمر كفاية رغي و شوفي اللي وراكي.."
نظرت شهد الي سمر لثانيتين و انفجرتا في الضحك..

***
دخلت فتاتين من الراقصات المطبخ ليتناولن كوبين من الشاي في وقت راحتهما، حيا سمر في برود و القيا ابتسامة من باب الذوق لشهد، ثم جلستا تتحدثان عن ما حدث في الخارج.. و بالتالي حشر مندو نفسه في الحديث كما فعلت سمر الفضولية
الفتاة الاولي:" انا اتشاهدت علي روحي يا بت اول ما شفت الرجالة و المسدسات ..بس الحركة الاكشن اللي جو عملها دي.. اجدع من اي فيلم.."
الفتاة الثانية:" جو ده انا طول عمري بحبه كده لله في لله ..من قبل حتي ما اكلمه هو اصله جدع ..انا مش عارفة ايه اللي حشره في وسط الناس السو دي..ان كان الخواجة و لا السنهوري"
الفتاة الاولي و هي تتلفت حولها بذعر:" بس يا بت وطي صوتك.. انت مش خايفة علي عمرك؟؟!"
اشاحت بيدها الفتاة الثانية في عدم مبالاة وقالت:" ربنا يريحنا منهم كلهم.. كلهم بيعضوا في بعض.. كلاب"
مندو:" وهو السنهوري جه يعمل الهيصة دي ليه؟"
الفتاة الاولي:" يظهر الخواجة وقعه مع الريس عبود ، و الريس عبود نواله علي نيه.. فقام السنهوري عرف وجه ينتقم من الخواجة"
سمر:" و ليه ميكنش السنهوري فعلا خاين.. ماكلنا عارفين هو اد ايه واطي؟؟"
الفتاة الثانية لسمر:" كلهم واطيين ..هو السنهوري بس؟! مافيهمش الا جو..ربنا يبعده عنهم"
الفتاة الاولي:" بت! انت شكلك مش هيجبها لبر.. طب بلاش همة يسمعوكي..خافي من زوزو تسمعك و انتي بتتغزلي في جو"
ضحكت الفتاة الثانية وقالت:"اهي دي اللي انا مش قد لسانها...بس زوزو ياختي مش شغالة الليلة.. وان جت هتيجي بلليل اوي تمسي علي اصحابها.."
كانت شهد تستمع في صمت.. واضح ان معجبات جو كثيرات.. لفت انتباهها الحديث عن تدني مستوي رجال العصابات..ابتسمت في صمت .. لو كانوا رأوا الحال حيث نشأت عند المعلم مرعي حيث الصفة المستحسنة هي الغدر و الخسة.. لما قالوا هذا عن الرجال هنا.. رمقت تلك الفتاة التي كانت تتحدث عن جو باعجاب.. كسائرهم جميلة فاتنة ونظيفة .. تنهدت في حسرة علي نفسها و ما صار بها.. لقد كانت مثالا للجمال ، بل كان هو سر نجاحها في معظم عمليات النصب.. وسبب اغلب مشاكلها مع الرجال..
فوجيء الجميع بالباب يفتح وبيوسف يدخل عليهم..
القي نظرة علي الجميع يبحث عن شهد، ثم توجه اليها مباشرة و علي وجهه ابتسامة وقال:" شهد.. عاملة ايه انهاردة؟! احسن و لا ايه؟؟"
برغم ان شهد بقيت تنتظره طوال اليوم و كانت تنظر للباب في كل دقيقة متوقعه دخوله.. الا انه في تلك اللحظة بالذات كان دخوله مفاجاة لها ..مفاجأة سعيدة جدا بعد ان فقدت الامل.. و خصوصا مع تلك الابتسامة الخارقة التي تكشف عن اسنان جميلة..ايمكن ان تكون اسنان شخصا بهذا الجمال؟
وقفت تنظر له في محاولة ابتلاع المفاجأة وقالت بارتباك:" انا تمام .."
فامسك ذقنها بيده في عبثية و ادار و جهها متفحصا مقربا عينيه منها و قال:" لونك لسة مش حلو.. انت يا بت معندكيش دم و الا الدم لسة هربان من امبارح؟؟ كلتي؟؟ اوعي تقولي لأ.."
ثم استدار لسمر و حاول تذكر اسمها قائلا:" يا... "
فقالت سمر بسعادة:" سمر.. خدامتك سمر.."
فعاد ليقول:" ما انا عارف سمر طبعا.. قوليلي البت دي كلت انهاردة؟؟"
سمر:" مشفتهاش بتاكل الصراحة.."
فنظر يوسف لشهد و قال:" تاني؟! انتي تاني؟!.. و النعمة لو وقعتي تاني منا شايلك و هسيبك مرمية في الشارع"
كانت شهد في حالة شديدة من الحرج، ذلك الحرج الغريب الذي يصيبها كلما اتت سيرة الطعام و شعورها بالجوع.. هي هكذا من طفولتها منذ ان بدأت تعي وهي لدي المعلم المرعي.. لقد كان يتمعن في اشعارها بجميله وفضله باطعامه لها.. كان يذكرها دائما ان لولا انه يقدم لها الطعام لماتت.. لقد صارت تشعر ان الطعام هو تفضل عليها وان شعورها بالجوع هو إثقال علي الاخرين.. لذا كانت ترتاح في ان تأتي بطعامها لنفسها و تداري شعورها بالجوع.. و تأكل بعيدا عن اعين البشر، و في اي حالة غير ذلك تصاب بذلك الحرج الغير مفهوم.

تركها يوسف فجأة و خرج من المطبخ سريعا ، بينما بقيت الفتاتان مذهولتان.. ترمقان شهد بنظرات الدهشة، من تلك التي لم يلحظن و جودها اساسا؟؟ من تلك التي يهتم يوسف بصحتها و طعامها.. و يمسك بوجهها و يتحدث عن ما حدث بالامس..وعن حمله لها؟ من هي؟؟
قالت سمر بفخر عن صديقتها شهد:" دي شهد..ضيفة عند يوسف" واضافت لتكيد العواذل:" وصاحبتي"
وهنا بدات الفتاتان تدققن في شهد.. كيف لم يلحظن و جودها؟ كيف غفلتا عن تلك الفتاة الجميلة المغطاه باوساخ المطبخ.. لو رأتها زوزو لماتت بغيظها..
ابتسمت لهم شهد في توتر.. كانت تخشي من انتشار اسمها حتي لا يصل الي "الي ما يتسمي"
عاد جو حاملا طبقا مليء بما لذ و طاب و ووضعه علي منضدة المطبخ و جذب شهد من يدها و اجلسها امام الطبق و قال بحزم:" كلي!.. انا مش ناقص مصايب زيادة الليلة دي!"
تلفتت شهد حولها و قالت بحرج:" طب خليه لما اخلص شغل.. مش هقدر دلوقتي.."
مصمصت سمر شفتيها معلنة عن اعتراضها علي رد شهد..
وقال مندو:" جري ايه يا جو.. انت مش شايف انها في وسط الشغل؟؟ متقدرش تعد تاكل.."
التفت جو الي مندو وقال:" صح عنك حق.. متقدرش تاكل و سط الشغل.. عشان كده اعتبرها اجازة الليلة دي.. "
ثم حمل الطبق و اخذ شهد من يدها وقال و هو خارجا لسمر:" معلش يا سمر.. شهد تعبانة الليلة.. مردودالك"
ابتسمت سمر في سعادة.. كما تبتسم كلما وجه جو لها كلاما..
واخذ هو شهد و الطعام و خرج الي الصالة..
قالت شهد :" ايه ده؟ رايح علي فين؟؟"
فقال:" انا اجازة الليلة دي.. الخاوجة قالي اريح.. تعالي اعدي معايا برة و ريحي انتي كمان.."
شهد:" وعطا؟!"
يوسف:" عيب بأة الكلام ده.. سيبيه عليا"
شهد:" و انا بس هعد كده ازاي بمنظري ده؟؟"
وقف ينظر اليها وقال:" مانتي حلوة اهه مالك؟؟ خشي بس الحمام اغسلي و شك و انتي تحسي انك فوقتي.. وتعاليلي برة"
دلفت شهد الي الحمام نظرت في المرآة .. ضايقها ان تبدوا كذلك.. اتت بحقيبتها التي لا تمشي بدونها من دولاب العاملين بحثت فيها عن اي شيء يحسن من مظهرها.. للاسف ان الحقيبة بمحتوياتها كما هربت بها من عند المعلم مرعي لم تنظر بداخلها و هي تسحبها و تنطلق ..لذا ليس بها شيء بها سوي قطعتين او ثلاثة ملابس و السكين و بعض الملابس الداخلية و.. ماهذا؟؟ انه شيء وسط بين الملابس الداخلية و ملابس السهرة.. (بلوزة) تميل الي المعان .. قد توصف بالعري بعض الشيء.. لربما كانت قد جلبتها يوما لاداء مهمة ما .. وقد اندست بين ملابسها الداخلية لتشابها بهم.. ولكنها علي كل حال تفي بالغرض.. تتشابه مع ما يرتدينه الفتيات الجميلات بالخارج.. ارتدتها في حماس و هي تتخيل رد فعل جو..مؤكد ستثير اعجابه مقارنة بمظهرها الحثالة الذي اعتاد ان يراها عليه.. رتبت شعرها و اغتسلت ووقفت تتأمل نفسها ثانية.. فعلا تحسنت قليلا..
خرجت الي الصالة و توجهت مباشرة حيث يجلس جو.. كان يجلس مع بعض الاشخاص، لعلهم اصدقاء ، التفت اليها عندما اقتربت كان يتحدث و لكنه توقف فجأة عن الكلام في منتصفه و بقي ينظر اليها و هي تقترب.. لم يبتسم كما توقعت بل ظل صامتا ثم دفع شخصا كان يجلس بجواره لينهض وقال و عيناه مثبتة عليها:" اتفضلي.." و اشار الي المكان الخاوي بجواره
جلست وهي تنظر اليه محاولة فهم سر النظرة الغامضة علي و جهه..
اقترب منها و قال همسا دون ان ينظر لها:" الواد عدوي ليه حق.."
اشمئزت بوجهها و قالت:" ايه السيرة دي؟!! ليه حق في ايه؟؟"
لم يرد.. بل قرب صحن الطعام اليها و قال بصوت خفيض:" كلي بأة متقرفنيش.. ده ولا اما يكون ربنا رزقني بعيل رذل"
ثم وجه انتباهه للمجموعة التي يجلسون وسطها و انشغل معهم في الحديث..لاحظ ان الرجال منهم بين الثانية و الاخري يلقون نظرات سريعة علي شهد و الفتيات يحدقن بها بطريقة تفحيصية استكشافية.. ابتسم و هو يجرع مشروب ما ، لانه يدرك ان تلك الفتيات اما غيرانات منها لانها بصبحته اما هن صديقات لزوزو فيتفحصن العدو.. فقال لهم جميعا:" شهد يا جماعة.. ضيفة عندي اليومين دول"
حياها الجميع فابتسمت لهم ثم نظرت ليوسف و هو ممسكا بالكوب..
قالت مستنكرة:" انت بتشرب؟؟"
يوسف:" ماسك كوباية و حاطتها علي بقي.. تفكري بعمل ايه؟؟ باخد حمام ساونة؟"
شهد:" لأ قصدي يعني... بتشرب ..بتشرب زيهم كده؟" واشارت لزجاجة من الخمر
فضحك و قال:" الجارد مايشربش ابدا حتي لو كان اجازة..ده عصير عادي، ثم انتي مالك؟؟ اول مرة اشوف حد من ناحيتكوا معترض علي الشرب"
شهد مستفهمة:" ناحيتنا؟!"
جو:" ناحية المعلم مرعي.. جاتكوا البلا كلكوا عالم سو"
شهد بغضب:" اسم الله علي ناحيتكوا النضيفة قوي.. ده الخواجة و السنهوري اوطي من بعض..الاتنين كلاب"
امسكها بهدوء من ذراعها العاري و ضغط عليه بقوة حتي المها و قال ضاغطا علي اسنانه:" عارفة اسمعك بتكلمي في المواضيع دي تاني هكون قاطع لسانك.. "
ثم ترك زراعها و قال بحزم غاضب:" اطفحي بأة.. انا هبوس ايدك عشان تاكلي؟!"
عقدت حاجبيها في غضب وصمتت
فاقترب منها بعد برهة و قال مداعبا:" بس اللبس ده هياكل منك حتة.. سارقاة منين؟ محل ملابس داخلية؟"
لم ترد بل نظرت له نظرة احتقار لكلامه
فقال:" اكيد مش حلو علي صحبته .. زي مهو حلو عليكي كده.. انا مسامح العيال هنا اللي مش قادرين يمسكوا نفسهم و بيبصوا عليكي.. في العادي كنت قمت خرمتلهم عنينهم كلهم..معذورين الليلة دي"
اخيرا افرجت شهد عن ابتسامة صغيرة
فقال باهتمام و حنان بالغيين:" كلي بقي والنبي.. عشان خاطري..بلاش خاطري انا واد رخم.. عشان خاطر الكلمتين الحلويين اللي خلوكي تضحكي"
وجدت شهد نفسها و لأول مرة قادرة علي الاكل في حضور كل هؤلاء.. كان الاكل شهيا بحق..
كانت تتناول الطعام و هو يجلس بجوارها راض وهو يراها تأكل.. وكانها حقا ابنته الصغيرة.. عاد ينظر للمجموعة ، مازالوا ينظرون لها حتي انه بدأ يشعر بالضيق من نظرات اصدقاءه، برغم انها كلها كانت نظرات مختلسة و سريعة.. وبرغم ان اغلبهم يجلس مع صديقته، كانت النظرات تحمل تلميحات علي غرار "ايوة يا عم" "هنايالك" وكانه يجلس مع زوزو .. لم يرغب في ان يضع شهد في تلك الصورة، زوزو في نظره كانت منحلة حتي و ان اعجبته كانثي واحترم كفاحها في تلك الحياة القاسية . هو يشعر ان مسؤليته عن شهد الان تجبره ان يتوخي الحذر من افعاله التي قد تؤثر عليها بشكل او باخر.. وخصوصا انه يشعر انها مختلفة عن الفتيات امثال زوزو..
رن الهاتف في جيبه.. انه هاتف الخواجة.. نظر في الرقم و خبط بيده علي رأسه كانه نسي شيء ما ، ثم قام بالرد..
يوسف: الو.."
المتصل:" هنا مكتب المعلم مرعي ..مين معايا؟"
يوسف بامتعاض وقد ميز الصوت جيدا:" انا جو.."
المتصل:" المعلم مرعي زعلان قوي يا جو عشان الخواجة متصلش بيه.. انت مبلغتوش و لا ايه؟؟.."
يوسف:" و انت من امتي ياله يا عدوي بتشتغل سكرتير للمعلم مرعي؟؟"
كانت شهد بجواره و ما ان سمعت اسم مرعي و عدوي حتي قفزت من ماكانها وبقيت تنظر بذعر لجو، لاحظ هو ذلك فقام من مكانه و ابتعد حتي لا يزيد من ذعرها ..فهو لا يعلم بعد فحوي الكالمة..
عدوي:" لا ابدا اصلي كنت قاعد معاه و هو بيتصل فقلت اكلم انا امسي عليك عشان عارف انك انت اللي بترد.."
سمع يوسف صوت المعلم مرعي ينهرعدوي :" اانت فاتحها محتتة.. الخاوجة متصلش ليه؟؟"
عدوي:"فين الخواجة؟"
يوسف ساخرا:"دانت يتشبشبلك كمان!.. عايزينه بخصوص ايه؟"
عدوي:" وانت مالك .. من امتي بتسأل؟ وصله التليفون و قله المعلم مرعي عايزه ضروري"
يوسف:" ماشي ..متسناش تبقي تعمل لمعلمك الجديد القهوة و ترصله الشيشة احسن يلبك"
وضحك ليستفزه..
توجه حيث يجلس الخواجة و اعطاه الهاتف قبل ان يشرح له بايجاز انها المكالمة الثانية و انه لم يتسني له اخباره عن الاولي حيث انه نسي و انشغل في مسألة السنهوري..
اخذ منه الخواجة الهاتف وقال له معاتبا:" ده كلام؟؟ امال انا سابيلك ان الموبيل ليه؟؟ طيب معلش انهارده كله سماح..."

***
في هذه الاثناء كان قلب شهد عي وشك التوقف، امتلأ راسها بالتساؤلات عن سبب مكالمة مرعي لجو.. هل اكتشف مكانها؟؟ ما كان عليها ان تخرج من المطبخ.. اكيد من اخبره هو احدي الفتاتين..لقد كانتا تتفحصانها بدقة.. او ربما احد الجالسين معها الان .. هل سيسلمها جو؟؟ هم اصدقاء منذ زمن.. لم ظنت ان ولائه قد يكون لها بأي حال من الاحوال؟؟.. ولكنه ذكر انه لا يطيقه.. كما انه اظهر معها رجولة عجيبة.. ولكن لما ابتعد بالهاتف؟؟ ماذا يريد ان يخفي عنها؟؟ لن تدع اي مجال للشك .. الموقف لا يحتمل اي مجازفة.. قامت بسرعة من علي الطاولة دون ان يراها جو، وتوجهت بخفة و سرعة الي حقيبتها و اخذتها و رحلت من المكان.. يجب ان تبحث عن مخبأ اخر حتي يعود الريس عبود..
خرجت الي الشارع في الظلام تجري يملائها الخوف.. هل الخوف ما يملائها ام احساس اخر؟! ..خسارة يا جو.. خسارة ..

اطلانتس likes this.

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-13, 03:52 AM   #6

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

ده الفصل السادس
وقف يوسف بجوار الخواجة و كله اذان صاغية لتلك المكالمة المريبة ، و كان هذا ما سمعه..
الخواجة باقتضاب و برود:" اهلا يا معلم. ..انا تمام.. اطلب.. بنت؟! مكلمني يا مرعي عشان بنت؟! ... مممم ..... ممم ... خلص يا مرعي، فهمنا انها مهمة بالنسبالك.. المطلوب؟ .... شوف يا معلم مخبيش عليك، الدنيا عندنا اليومين دول فيها لبش.. بس و عد مني انا هخلي الموضوع في دماغي.. انت برضه ياما خدمتني.. خد جو معاك قله كل حاجة عنها .. سلام"
اخذ جو الهاتف، وما بداخله يختلف تماما عن الامبلاة التي تبدو عليه
وضع الهاتف علي اذنه ليسمع صوت المعلم مرعي يحدث عدوي قائلا:" جو ايه ده اللي هكلمه!!، خد انت فهمه كل حاجة.. وابقي قولي عملت ايه.."
اخذ الهاتف يوسف و ابتعد مشيرا للخواجة بالابهام ان "كله تمام" ثم جاءه صوت عدوي:"ايوة يا جو.."
جو:" ايوة يا نيلة.. انتوا لسة في الهيافة دي.. برضه بتدورا علي البت اياها.. حتي معلمك هايف زيك؟؟"
عدوي وكانه لم يسمع السباب:" اسمع هديك اوصافها.. هي قلة كدة شوية و شعرها غامق و ...... "
كان جو متظاهرا بالاستماع بينما كان يبحث بعينه عن شهد في المكان ، فقد اندهش عندما نظر الي الطاولة و لم يجدها..
"هي حلوة اوي .. يعني شكلها ملفت.. و جسمها.."
دار بعينية في كل الاتجاهات.. اين انت يا شهد؟؟
" هي يوم ما طفشت كانت لابسة جاكتة رمادي.. بس ممكن تكون غيرت.. وكان معاها شنطة كده و.."
توجه للطاولة و اشار لاحدهم متسألا عنها.. فرد عليه بانها اختفت فجأة.. اين انت يا شهد؟؟
"هي تبان غلبانة خلي بالك ..بس هي شرسة اوي.. انت شف دراعي؟"
توجه للمطبح و مازال الهاتف علي اذنه و عدوي مستمر في الحديث ، فتح الباب ليجد سمر مبتسمة في بلاهة و مندو و الطاهي.. و لكن لا وجود لشهد.. اين انت يا شهد؟؟
" هي شكاكة جدا ومبتأمنش لأي حد..لو لقيتها خلي بالك علي حاجتك دي بنت حرامية."
وقف امام الحمام لبرهة و لكن خرجت منه فتاة تاركة الباب مفتوح و لا احد بالداخل.. اين شهد؟؟
"اوعي لما تشوفها..تطمع فيها لنفسك..دي تطير فيها رقاب!"
اين انت يا شهد؟!!

جو فجأة:" اقفل يا عدوي!"
عدوي:" انت مستهتر بكلامي عشان بس متعرفهاش.. لما تشوفها هتعرف انا ليه هتججن عشان مش لاقيها.."
جو بعصبية :" خلاص ..عرفت! اقفل بأة"

واغلق الخط.. خرجت منه تلك الكلمات العصبية التلقائية تحمل معني حرفي مختلف عن ما وصل لفهم لعدوي..

قام بسؤال اكثر من شخص عليها و كانت الاجابة بالنفي .. فكر في انها قد تكون عادت للمنزل فانتظر علي نار حتي قرر الخاوجة ان يرحل ، ثم توجه للبيت سريعا بعد ان امن الخواجة لمنزله، ولكن لم يجدها.. اين ذهبت؟؟ لولا ان عدوي كان معه علي الهاتف (بيدلل) عليها ، لتأكد انه تمكن من العثور عليها و اعادها ..
جلس يفكر.. حسنا هي ليست مع عدوي.. هذا في حد ذاته جيد.. ولقد اوكل الخواجة مهمة البحث عنها بناء علي طلب المعلم مرعي له هو شخصيا و هذا ايضا ممتاز.. فهي ليست في خطر محدق في هذه اللحظة.. ولكن مازال السؤال اين ذهبت؟؟ و هل من المنطقي ان تذهب بدوان اي مقدمات او حتي وداع؟! طب كلمة شكر..
شعر انه متوتر ازيد من اللازم و انه يجيب عليه الهدوء.. فلتذهب اينما ارادت.. ما شأنه بها؟ لربما ذهبت مع احدهم، فهو لا يعرف عن حياتها شيئا..ثم انها حتي الان لم تكن سوي عبء عليه و مصدر لاهلائه عن (اكل عيشه) .. لربما كان رحيلها من ترتيبات القدر للرفق بحاله.. يجب الا يقلق نفسه بشأنها.. فهي كما قال عدوي شرسة و قادرة علي حماية نفسها..
خلع قميصه و صعد الي سريره ووضع رأسه علي الوسادة.. وقرر النوم..ولكن لسبب ما تذكر انها باتت ليلتها امس علي هذا السرير و وضعت رأسها و خدها علي تلك المخدة.. ولسبب ما افقدته هذه الفكرة القدرة علي النوم لمدة طويلة.. كان يفكر بها ثم يطردها من رأسه فتعود مرة اخري، فيطردها .. وهكذا حتي سقط في سبات عميق فجأة..

***

كانت شهد تسير مسرعة في الطريق.. لم تكن واثقة من وجهتها و لكنها كانت تبتعد، لم يكن الظلام دامسا في الشارع فعدد المحال التي مازالت مفتوحة تفي بغرض الاضاءة.. فوجئت بصوت انثوي يناديها.. التفت في توجس لتجد صاحبة الصوت هي زوزو..
زوزو:" رايحة فين يا شهد ؟؟"
شهد:" مروحة.."
زوزو:" مروحة فين؟؟ دا بيت جو عدي من زمان؟؟ ولا انت سبتي البيت عنده.." سألت السؤال الاخير بلهفة..
صمتت شهد تفكر فقد ترآءت لديها خطة و قررت استغلال الموقف..
شهد:" لأ مانا اصلي مش عايزة اتقل عليه بقي كفاية كده.."
لمعت عينا زوزو، لقد التقطت الطعم:" طب و هتروحي فين؟؟"
شهد:" مخبيش عليكي، مش عارفة.. بس اوعي تجبيله سيرة.. اصلي بصراحة مش عاجبني شغالنة المطبخ دي، كمان مش عارفة اخد راحتي عنده..بس في نفس الوقت جمايله مغرقاني و مش عايزة ازعله..فقلت امشي من سكات.. امانة عليكي.. اوعي تقوليله انك قابلتيني..سلام" و همت بالسير
امسكتها زوزو من زراعها وقالت بسرعة:" لأ طب استني بس هتعدي فين يا بنتي بس..كده هيضيق بيكي الحال و تضطري ترجعيله تاني.." صمتت لبرهة ثم قالت:" متيجي عندي.."
شهد ببؤس وقد وصلت لمبتاغاها اخيرا:" مش عايزة اتقل عليكي انتي كمان.."
زوزو:" تتقلي علي مين يا عبيطة..دانتي حتي و شك حلو عليا، دانا رايحة اقابل واحد هيسلمني مفتاح اوضتي الجديدة.. واسعة و شرحة و جايباها بفلوسي.. تعالي اعدي عندي لحد ما ربنا يسهلك"
ابتسمت شهد و قالت:" مش عارفة اقولك ايه و الله..انت باين عليكي جدعة قوي.."
زوزو:" متقوليش كده.. انت اصلك دخلتي قلبي من ساعة ماشفتك.. تعالي معايا نعدي علي الراجل و نروح علي الاوضة الجديدة ننام.. و بكرة تبقي تيجي معايا ننقل بقية الحاجة من بيت صحباتي اللي كنت قاعدة فيه.."
شهد:" ماشي.. بس جو مش هيعرف!.."
زوزووهي تعني كل حرف:" عيب عليكي هو انا عبيطة.."
سارت الفتاتان معا تبتسمان في ارتياح فقد حققت كل منهما هدفها من الاخري.

***

في اليوم التالي بالفعل ذهبت شهد مع زوزو بعد ان استأجرت سيارة نصف نقل و قاماتا بنقل اغراض زوزو الي الحجرة الجديدة لا تختلف عن بيت يوسف كثيرا، الا انها فوق سطح مبني صغير. و بعد ان رتبن الاشياء جلستا تستريحان..
زوزو:" انا عندي شغل بالليل عند عطا..هتعملي انتي ايه؟؟"
شهد:" مش قلتي هتشغليني معاكي هناك؟"
زوزو محذرة:" لأ .. دلوقتي حاجة تانية.. جو هناك علطول و هيشوفك"
شهد :" اه فاتتني دي.. طيب حيث كده وريا كام مصلحة كده .."
زوزو:" طيب البيت بيتك .. عندك غدا اهه علي الترابيزة.. و انا هلبس و انزل عندي كام مشوار قبل ما اروح لعطا"
و بعد ان خرجت زوزو، اكلت شهد بشراهة ثم ارتدت من حقيبتها زي الامس و اخذت الحقيبة وخرجت.. خرجت من الشارع و خرجت من المنطقة لقد ابتعدت جدا.. و صلت لطريق سريع غير مأهول الي حد كبير.. ووقفت.. هذا كل ما فعلته.. وقفت.. تمر بها السيارات مسرعة..
ها هو الزبون الاول.. اقترب منها بسيارته الفخمة سار ببطء ثم توقف و نادها عبر النافذة.. ابتسمت في اغراء وحركت رأسها في دلال كناية عن الرفض.. ولكن رفضها زاد من حماسته .. استمر في استمالاته لها لتركب.. حتي انه اخرج لها نقودا و لوح لها بها.. بمجرد ان لمحت النقود..حتي ابتسمت ابتسامة ساحرة و اقتربت منه.. فبادلها بابتسامة عريضة واعين ملهوفة تتابعها وهي تتهادي نحوه و ما ان فتحت الباب حتي و جد نصل سكين يلامس عنقه و وشهد تقول:" اظن انك انت اللي عرضت الفلوس بنفسك.. وانا قبلتهم ..متشكرة قوي.." ثم ضغطت علي السكين حتي شعر انه علي وشك ان يجرح فصرح خائفا.. فقالت:" انا ممكن اتاويك هنا.. اتكل علي الله لو باقي علي عمرك"
و بلفعل ما ان ترجلت من السيارة حتي انطلق الزبون بسرعة البرق..
وهكذا استمرت.. الزبون الثاني فالثالث.. كانت واثقة من اعين بعض الرجال الفارغة التي ستعيدها للبيت غانمة رابحة. . ولكنها لا يجب ان تبقي في نفس المكان كثيرا فالذين يهربون قد يعودون بالشرطة ان كانت لديهم الشجاعة الكافية للتصريح بما كانوا ينتون فعله قبل ان تتم سرقتهم..
اقترب منها شخص بسيارة قديمة بالية يبدو عليه القحط و نادها مثل الذين سبقوه.. اقتربت منه شهد بسرعة و اشهرت السكين قبل ان تتحدث:" امشي من هنا ياد بدل ما اشرحك.. انت لاقي تاكل؟؟.. وفر فلوسك اللي كنت ناوي تبعزئها دي وروح اكل بيها عيالك ولا امك....جتك القرف كحيان و بتوقف للبنات؟!!"

وقفت تتابعه و هو بنطلق بعد ان صدم من تصرفها.. تذكرت يوم ان قامت وهي صغيرة بنشل احد الموظفين في الحافلة ، ثم رات الموظف يبكي بعدها بحرقة و يحكي للمواسيين له عن قائمة الاحتياجات التي كان سيصرف فيها المرتب المسروق..اثر بها بكأه بشده، واحرقتها دموعه فما كان منها الا ان لعبت دور الطفلة البريئة التي عثرت علي المحفظة اسفل احد الكراسي و اعادتها للرجل الذي فرح لدرجة انه قبلها و اعطاها كل الحلوي التي كانت معه وقد كان ابتاعها ككل اول شهر بعد القبض لاولاده.. يومها لاقت الويل من المعلم مرعي علي هذا التصرف الاحمق، و ولكنها قررت بعدها انها لن تسرق اي فقيرا ابدا و ليس علي المعلم مرعي ان يعلم بذلك.. وقد تبنت هذا المبدأ لاعوام مضت كثيرة.. وصارت تكثف جهودها مع لديهم فائض من "الخيرات".. وال الان مازالت تذكر دموع الرجل و قبلته الحانية علي جبينها و طعم الحلوي الرائع..

***

عادت شهد لمنطقة الريس عبود محملة بغنيمة اليوم تحركت بسرعة الي ان وصلت لبيت زوزو، استبدلت ملابسها و افترشت الارض و ضعت السكين بجوارها واخرجت النقود لتقوم بعدها.. حصيلة ليست سيئة علي الاطلاق.. والاهم ان لن يأخذ منها احد مليما.. ستحتفظ بكل المبلغ لنفسها.. سوف تشتري ملابس واشياء جديدة ابتسمت في سعادة و خبأت النقود، حاولت ان تنام و لكنها لم تستطع.. تذكرت نومها الهانيء في بيت جو.. تحسرت عليه.. ولكنها تدرك ان هكذا هي افضل حالا.. شهد ستعود لامجادها.. وبيت جو كان محطة في اول الطريق..

***
عندما التقت زوزو بيوسف عند عطا سألته عن شهد لكي تبعد اي تفكير ناحيتها و لتختبر رد فعله ، بالفعل لم يعجبها رده وهو في غاية الضيق:"متجبليش سيرتها بقي.. البت طفشت..و الموضوع ده خانقني"
زوزو:" وايه يعني ما فستين داهية"
جو:" انا خايف عيلها يا زوزو مهما كان دي لوحدها.. ملهاش حد"
زوزو:" طب مانا لوحدي ومليش حد، اشمعني مبتقلقش عليا؟!"
جو:" انتي ميتخفش عليكي يا زوزو"
زوزو:" وهي كمان يا خويا ميتخافش عليها.,. انت اللي علي نياتك و فاكرها غلبانة.. انما اسألني انا.. مايعرفش البنات غير البنات.. دي ساهية ووراها دايها.. كويس اللي ربنا بعدها عنك.. انا مكنتش مستريحالها.."
جو و قد ادرك انه لا لزوم لمواصلة الحديث بعد هذه النقطة فمن الواضح ان زوزو الان واقعة تحت تأثير غيرة وحقد شديدين و كل ما ستقوله هو كلام "نسوان" فارغ عن شهد..
فاثر الخير و قال مبتسما:" طيب يا واعية.. روحي شوفي وراكي ايه.."
شعرت زوزو ان ما قالته لم يؤثر (بنكلة) علي جو.. بل ما استفزها هو تأكدها من ان جو بشكل او اخر مهتما بشهد.. و نضيف علي ذلك ما روته لها الفتيات عن احداث امس و ما دار بين شهد و يوسف من فقرة الطعام الي فقرة الجلوس معه و الاصدقاء..
لقد نجحت حتي الان في التخلص من شهد جزئيا.. يجب تكمل الامر للنهاية..

***

وقفت زوزو في الردهة ما بين دورات المياة و المطبخ امسكت هاتفها واتصلت بشخص ما..
"اهليين.. ايه ده مش مسجل رقمي.. انا زوزو اخص عليك.. لقيتك مبتسألش قلت اسأل انا.. و بالمرة اعزمك بقي علي افتتاح بيتي الجديد.. هو ضيق حبتين بس قدامة سطح ايه ..حكاية.. ايه ده انت مش في هنا؟؟ وراجع امتي؟؟ طب يومين مش بعيد .. خلاص اول لما ترجع اتصل بيا عشان نوضب السهرة... كله هيكون موجود.... وفي كمان وجه جديد يا سيدي.. لا اوصفلك ايه؟؟ كده المفاجأة تبوظ.. طب هقولك الاسم بس.. اصلها اسم علي مسمي.. شهد.. اايه رأيك؟ .. خلاص مستنياك.. الحجات الحلوة عليك.. متنساش.... باي باي يا عيوني"

***

بقيت شهد عند زوزو كل منهمنا في حالها، فشهد تخرج لتقوم باعمالها بينما و قت زوزو مقسم بين الوظيفتين و الاصدقاء.
اما جو فقد كان يشعر بالضيق كلما تذكر شهد و مزيج من القلق عليها و الغيظ منها.. و لكنه كان يدرك ان التفكير بها لن يفيد شيئا، فيتناساها قدر استطاعته ..
ولكن حدث امرا ما .. كان عدوي يتصل به باستمرار ليسأله عن اي جديد و كان يوسف يخبره بانه لا جديد.. الا ان عدوي اخبره انه مازال مستمرا في البحث عنها دون علم المعلم مرعي الذي امره ان يترك الموضوع للكبار، اقلق هذا الامر يوسف مما دفعه بدوره ان يبحث عن شهد في محاولة لان يجدها قبل عدوي عله يمنع عنها اذاه..
وهكذا صار عدوي و يوسف يبحثان عن شهد كل علي حده.. بينما شهد تختبي من كليهما معا و تساعدها في ذلك زوزو التي تريد ان تبعدها عن يوسف تماما، وقد فكرت زوزو في ذلك الشخص والذي من المؤكد انه سينبهر بشهد و سيغدق عليها بامواله مما سيجعل شهد تنجذب له بدورها كرد فعل لأي فتاه طبيعية امام المال.. وقد تكون محظوظة زوزو فيعرض شراء شهد.. وحيث ان شهد لا عائل لها مؤكد ستقبل .. وهنا ستكون المصلحة مصلحتين حيث ان زوزو ساعتها ستقبض العمولة كاملة منفردة.
***
صار يوسف يتحمل علي مضض مكالمات عدوي بل احيانا يتصل هو به لكي يتابع ما توصل اليه في البحث عن شهد.. وفي احد المكالمات سأله يوسف:" انا سمعت انك بتفكر تتجوزها يله.. للدرجادي؟"
عدوي بلهفة:" انا بس احط ابدي عليها.. وهعمل اي حاجة تخليها ملكي طول العمر.. انشالله الزقها بغرا.."
جو:" وده من ايه ده؟ اخص علي الرجالة اللي بنات بتجيب بوزهم الارض.. مالك واقع كده؟! متجمد شوية متحسسنيش اني بكلم سوسن"
عدوي:" يابني انت مبتفهمش بقولك بقالها سنيني مجنناني.. بفكر فيها طول الوقت و يوم ما بقت ملكي ..طفشت "
جو بتردد ليس من طبيعته:" بتحبها يعني؟"
صمت عدوي صمتا غريبا..
جو:" انت مت و لا ايه؟"
عدوي:" مش عارف .. اصل السؤال غريب.. اللي اعرفه اني عايزها.. عايزها تبقي بتاعتي..لوحدي.. سميه زي ما تسميه.. مش مهم، المهم الاقيها.. "
جو سارحا وكانه يحدث نفسه:" يعني انت مش قلقان عليها دلوقتي.. و هي لوحدها كده؟"
عدوي معترضا:"بقولك غزتني في دراعي .. يا عم اقلق علي مين؟ وبعدين لعلمك دي شرسة جدا، صحيح ماكتش بتقدر عليا و كنت ساعات ارقدها يومين من الضرب لو تفكر تمد ايدها عليا.. بس كانت ضوافرها و سنانها بيعلموا في جتتي.. هي جامدة برضه رغم انها قلة."
جو مصعوقا:"كنت بتضربها يا عدوي؟!! بتستقوي علي بت؟؟!! "
عدوي:" هي كام مرة كدة.. كان لازم تتربي.. لسانها طويل يا عم و ايدها اطول.. كل ما كلمها كلمة تعملي فيها خضرة الشريفة وتقل ادبها.. ده في مرة كف ايدها علم علي وشي 3 ايام..بس ساعتها مخلتش حتة في جسمها الحزام بتاعي مش معلم فيها.. "
جو ساخرا محاولا اخفاء انفعاله:" قال و انا بسألك ان كنت بتحبها؟ امال لما ترجعها هتعمل ايه؟ هتموتها؟"
عدوي:" لأ هعرفها غلطها بس.. و بعد كده فل.. المسامح كريم.. "
صمت جو كان يحاول ان يهديء نفسه.. تخيله لعدوي و هو يقوم بضرب شهد كان امرا مؤلما و مثيرا لسخطه بشدة.. ولكنه تمالك اعصابه فليس من مصلحته ان يخسر عدوي الان، فهو بحاجة لأن يبقي متصلا به متابعا لتطورات الامر معه، لذا اثر ان يصمت.. ثم لم عليه ان يتوقع شيء مختلف من عدوي؟؟ من كبر علي شيء شاب عليه.. العنف و الايذاء يسريان في دمه لم عليه ان يكون مختلفا مع شهد؟؟ تري اين انت يا شهد الان؟
جو بعد ان نجح في ان يهدأ:" يعني انت مش خايف مثلا و احد ابن حرام يطلع عليها يعمل فيها اي مصيبة و لا يموتها"
عدوي منفعلا:" يموتها!! بعد كل ده.. ده انا اكون شارب من دمه "
جو:" بعد ما تكون هي راحت.."
عدوي:" اسكت.!. اسكت! جتك الغم طول عمرك نكدي و غاوي نبر ..قال وانا نبسوط اننا بنكلم ونحكي.."
جو:" بنكلم و نحكي؟؟!!.. انت فاكرني خطيبتك! فعلا انا ايه اللي خلاني افتح في الكلام معاك؟ غور واما تعرف حاجة كلمني.."
انهي جو المكالمة كان يشعر بمشاعر مخطلتة.. كان غاضبا ومتألما من اجل ما علمه للتو عن اساءة عدوي السابقة لشهد ، هو يكره عدوي و يحتقره و لكن الامر الغريب انه كلما تحدث عدوي عن لهفته لشهد تعاطف معه لسبب ما، والان هو قلق علي شهد جدا و لكنه غاضب منها لانها سبب ضيقة و اضطراب افكاره ، كان يمكن ان تخبره ببساطة انها راحلة وتعلمه بمكانها لكي يصل اليها بسرعة في حالة طارئة مثل هذه.. والاهم هو غاضب من نفسه لانه و لاول مرة يسمح بكل تلك المشاعر ان تؤثر فيه.. ولكن يجب ان ينسي كل ذلك الان و يحاول ايجادها قبل ذلك الابله السادي

***

قبل اليوم الموعود لسهرة افتتاح بيت زوزو بيوم واثناء وجودها عند عطا في الصالة اتت باحدي الفتيات في ذلك الممر ما بين المطبخ و الحمام حيث الهدوء وحدثتها بصوت خفيض قائلة:" بت انا عايزايكي تقولي للبنات في الخباثة من غير ما حدي يعرف ان بكرة في سهرة عندي في البيت الجديد.. خلي اللي عايزة تجيب صاحبها معاها تجيبه.. بس محدش يجيب معاه اي حد من الصالة.. مش عايزة حد من هنا يشم خبر و بذات جو.. لو عرف هطين عشيتكوا.."
اومأت الفتاة برأسها في حماس و عاداتا معا الي الصالة لتصعدان الي اماكنهم و تبدأن في الرقص

***

عندما عادت زوزو قبيل الفجر كانت شهد مستيقظة فاخبرتها بامر السهرة..
زوزو:" عندك هدومي البسي اللي يعجبك.. السهرات دي بنطلع منها بمصلحة كبير.. يعني عندك و احد زبون كان بيجي الصالة بس بقي حبيبنا قوي وبعزمه بره الصالة.. غني جدا..بس عيبه انه بيسافر كتير.. متفهميش شغال في التهريب و لا ايه.. المهم ده تركزي معاه.. كريم و فييس قوي.. و لو عجبتيه هيهنييكي ده كمان ممكن يسفرك معاه تتفسحي.. شوفتي بظبطك ازاي؟.. انت زي اختي"
شهد:" يسلام ياختي يسفرني معاه و هو شغال في التهريب فاتقفش معاه..هو ده التظبيط؟ انتي عايزة تخلصي مني و لا ايه؟ ثم مين قالك اني ليا في السكة دي.. انا اخري اطلع ارقص معاكوا.. بكتير اقلب رزقي في جيوب زبون.. انما اعجبه و يسفرني معاه.. مليش فيه"
زوزو:"انتي فهمتي ايه؟؟ انتي مالك يا بت خايبة كده؟؟.. وانا قلتلك اعملي حاجة وحشة.؟!. اعملي زيي.. انا بعلق الواحد من دول.. يقع فيا.. يصرف يصرف يصرف.. و برضه مبيطولش حاجة.. و لا هيطول!.. بس هو بأة ميعرفش انه مش هيطول، ودي الشطارة" واتمت الجملة بضحكة مائعة
شهد:" مليش فيه.. لو عايزاني اقلبهولك ماشي.. غير كده معرفش"
زوزو مذعورة:" تقلبي مين؟؟ انتي عايزاة تبوظي سمعتي؟؟ محدش يتقلب عند زوزو ابد.. اوعي! خلاص ابقي اعدي معانا اتسلي وخلاص.."
شهد:" ان كان كده ماشي.."
***
بالطبع سري الهمس في اليوم التالي عن سهرة زوزو بين الجميع الي ان و صل لجو.. و قد تعجب من انها لم تقوم بدعوته و لكن لم يبد للامر اهتماما بقدر غرابته.. اثناء جلوسه في الصالة لمح تلك الفتاة التي تعمل بالمطبخ ..ماذا كان اسمها؟؟ سمر؟؟ كانت تقف علي باب المطبخ وتشير باشارات غريبة.. هل تشير له؟؟ ركز انتباهه عليها ليجدها تناديه بالفعل وواضح انها لا تريد احدا ان يلاحظ الامر..
ذهب اليها و قال:" في ايه يا سمر؟؟"
سحبته الي المطبخ الذي كان خاليا الا من سواهم
قالت هامسة:" اسمع بسرعة قبل ما يجوا.. انا عارفة ان شهد طفشت و انت بتدور عليها.. زوزو عارفة مكانها.. انا سمعتها بتكلم و احد في التليفون من يومين عنها ..يظهر هتعرفهم ببعض وهيتقابلوا في سهرة.. انا قلت و قتها وانتي مالك يا بت..سيبي شهد تشوف حظها..بس اللي خلاني اندهلك انهاردة اني سمعت زوزو بتتفق مع البت مني انهم يسهروا سهرة عندها في البيت الليلة.. واكدت عليها ان محدش يعرف من هنا و خصوصا انت بذات.. هتقولي و انتي خايفة من ايه؟؟ هقولك معرفش!. في حاجة مش صح.. الفار بيلعب في عبي.. حاسة ان نية زوزو مش خالصة.. اولا شهد واقفالها في زورها.. هتخدمها و تعرفها علي واحد ليه؟؟من جدعنتها اوي؟؟ و ثم من امتي يعني زوزو تخبي عليك انت بذات سهرة و كمان عندها في البيت.. دي بتتمنا انك ترضي عنها... وبعدين الطريقة اللي كانت بتكلم بيها الراجل ده عن شهد يعني لامؤاخذة كانها بتبيعله بيعة.. فوق كل ده ما هي اكيد عارفة انك بتدور علي شهد و نكرتها منك مع انها عارفة مكانها و عازماها عندها في السهرة"
كان يوسف يستمع في صمت يحاول اكتشاف ان كانت سمر صادقة و يحلل ما تقول .. ان سمر لا مصلحة لها في اي شيء..
شكرها وخرج للصالة..
ما حكته سمر الان كان غريبا حقا .. كما انه لا يفسر سبب هروب شهد منه بتلك الطريقة.. اتركته من اجل ان تتلتقي بصديق زوزو؟؟ وهل كان هو يمنعها عن لقاء ايا كان ؟؟ غير منطقي.. ثم اين تقيم؟ و لم تتظاهر زوزو بعدم معرفتها بمكانها؟؟ بل تتمادي في السباب ان اتت سيرة شهد.. سمر محقة .. هناك شيء مريب..

ذهب الي البيت حيث تقيم زوزو مع صديقاتها ليواجهها بالامر و يفهم ، فعلم منهن ان زوزو انتقلت و انها حضرت بصحبة صديقة جديدة ستقيم معها اسمها شهد لاخذ بقية الاغراض الخاصة بها.. كما اعطينه العنوان الجديد، كم هو سهل الحصول علي كم رهيب من المعلومات من الفتيات.. ثرثارات و غبيات.. ليت عدوي لا يتعثر في امثالهن اثناء بحثه عن شهد..والان زادت حيرته بالمعلومة الاضافية.. فاقامة شهد مع زوزو لهو امر غريب؟؟ زوزو قد تتحمل الطاعون و لا تتحمل شهد.. ما السر؟؟ و اضح ان المواجهة ليست الحل الافضل.. بل المفاجأة!
***
عند حجرة زوزو المطلة علي سطح بيت من دورين تجمع الاصحاب.. بعض الفتيات من راقصات الصالة و بعض الشباب من اصدقائهم.. جلسوا في ساحة السطح الواسعة حيث نظمت لهم زوزو جلسة علي الطراز العربي ..فافترش الجميع الارض و حولهم "الاشياء لزوم الاشياء" كل انواع الدخان و المشروبات ما كان بريء منها و ما كان مذنب.. وصوت اغنية يخرج من جهاز كاسيت رديء وقديم..
جلست شهد معهم سارحة.. فقد ذكرتها الجلسة بالمكان حيث عاشت سابقا.. تضاربت مشاعرها بين الحنين لمكان نشأتها و المقت الشديد له.. اتت زوزو بجانبها و قالت :"افردي و شك يا بت.. مالك مسهمة كده؟ في ايه؟؟"
تنهدت شهد و قالت:" مفيش.. مخنوقة.."
زوزو:"طول مانت قاعدة في حالك هتفضلي مخنوقة.. اصبري دلوقتي يجي ياسر يفرفشك.."
شهد متسألة:" ياسر؟؟"
زوزو:" الواد اللي قلتلك عليه.. زمانه علي وصول"
شهد:" مانا قلتلك مليش فيه"
زوزو ضاحكة:" هو انا قلت ان ليكي؟؟ اعتبريه صديق" قالتها مع تعطيش الدال لتصبح " ستشيك"
لم ترد شهد بل اكتفت بتحريك رأسها في استنكار..
و بالفعل وصل "الستشيك" ياسر.. هلل الجميع لرؤيه و و بدوره حياهم استقبلته زوزو بحفواة و ترحاب واخذت منه ما كانن يحمل من "ما لذ وطاب" لزوم السهرة ثم عرفته علي شهد و اجلسته بقربها.. تصرفت شهد معه بترحاب.. فهي ان كانت لن (تقلبه) هنا بناء علي رجاء زوزو..فعلي الاقل لا داعي لخسارة زبون محتمل (التقليب) في المستقبل.. فلا احد يعلم ما تحمله الظروف.. لذا تكسب اعجابه.. لربما..
لم تكن بحاجة لبذل جهد لنيل اعجابه..فقد ابهرته من اللحظة الاولي.. خاصة بعد ان تحول مظهرها فقد اعتنت بنفسها و ابتاعت الملابس الجديدة.. كانت فاتنة بحق، حتي انها لاحظت انه لم يكن ياسر فقط هو من اعجب بها، بل بعض الشباب هنا كانوا يشاغلونها من و راء ظهر صديقاتهم.. كانت مثل هذه المواقف المؤسفة تثير سخريتها و ضحكها فكانت تضحك فتزيد المعجبون اعجابا..
اطمأنت زوزو ان خطتها في تشبيك شهد مع ياسر في طريقها للنجاح ، فشهد لم تكف عن الضحك منذ ان جلست معه..
لم يكن ياسر ثقيلا .. كان مرحا متحدثا و مغازلا جيدا فلم تجد شهد لزوم للمونة و لا لعصرها.. كانت تسلي و قتها به حتي انقضاء السهرة .. ( وبالمرة تربي زبون)

كانت مازالات تضحك الي ان وقفت الضحكة في حلقها فجأة.. وتسمرت مكانها مثبتة نظرها علي القادم عليهم، حتي ان ياسر استدار بسرعة في اتجاه بصرها ليري ما الذي اصابها بالتجمد بهذا الشكل..
اما زوزو فقد كادت ان تصاب بالشلل عند رؤيتها له.. ولأول مرة لا يسعدها وجوده.. كيف اتي؟ كيف عرف؟؟
تبادلت نظرات الذعر مع شهد ثم انطلقت قائلة:" جو؟؟ اهلا ..اهلا"
قال جو بهدوء و بابتسماة هادئة:" كده يا زوزو متعزمنيش في الحفلة دي.. اعرف من برة؟ "
تمتمت زوزو بكلمات غير مفهومة علي سبيل التبرير
فقاطعها قائلا:" عموما انا مش غريب فعزمت نفسي بنفسي.."
كان موجها كلامه لزوزو بينما نظره الي شهد.. اقترب منها و قال:" وقلت كمان اجي اسلم علي شهد الندلة.. كده يا شهد مختفية بقالك كام يوم..فينيك يا ندلة؟"
ثم القي نظرة سخيفة الي ياسر و جلس بجوار شهد المزعورة الصامتة علي ما يشبه الكنبة ، فاصبحت هي بينهما وقال بهدوء:" وحشتيني والله.." ثم القي بذراعه علي كتفها بطريقة بها استهتار وتقدم في جلسته الي الامام ليصبح مواجها لياسر وقال:" مش تعرفيني يا شهد.. انا بشبه عليك"
كان ياسر منزعجا من تطفل جو المفاجيء وتعامله مع شهد بتلك الحميمية ولكنه اجاب في عدم فهم:" انا ياسر.. انت مين؟؟"
فقال يوسف بطريقة مسرحية:"ممممم ياسر.. عرفتكك يا راجل مش انت من الشلة اللي كنت بتيجوا عطا كلب؟؟ انت باين بتشتغل مع حمدي في التهريب.."
تلفت ياسر حولة و قد قام بتفسير خوف زوزو و شهد الواضح بصورة خاطئة فقال:" انت مباحث و لا ايه؟؟"
ضحك يوسف بشدة و قال:" لا انت فهمت ايه؟؟ انا بس بحب اختبر ذاكرتي .. اصل انا منساش حد ابدا.. و كمان بحب اعرف كل حاجة عن اي حد يجي ناحية الحجات الي تخصني.." و ضغط بذراعه علي رقبة شهد و هو ينظراليها
كانت شهد صامتة في محاولة لفهم ما يفعله يوسف.. لم بيد عليه انه اتي للامساك بها..برغم انه يمسك بها حرفيا و يكبلها ان صح التعبير.. ولكن واضح ان مشكلته مع ياسر هذا وليست معها حتي الان..

قال ياسر مندهشا:" انا زوزو فهمتني انها حرة.. انت بتملكها؟؟"
يوسف:" ايه؟ عايز تشتريها؟؟"
نظر ياسر الي شهد ثم ابتلع ريقه و قال:" اه ..عايز "
همت شهد بالاعتراض.. بدأت تشعر انها وقعت في مكيدة مدبرة من الجميع.. زوزو و جو و ياسر..سيبيعونها
فضغط يوسف علي رقبها مرة اخري وقال :" اخرسي انت خالص.."
ولسبب ما صمتت بالفعل..
فقال لياسر:" طب انت عاينت قبل ما تنوي؟؟ "
ياسر وعيناه تلمعان:" الجواب باين من عنوانه.. "
همت شهد مرة اخري بأن تنهض فلم تستطع فقد كانت زراع يوسف القوية تثبتها.. فبقيت مكانها غير مصدقة ان هذا يحدث فعلا..
يوسف:" هتدفع كام؟؟"
ياسر:" اللي تؤمر بيه.. شهد تستاهل"
يوسف:" عشان تعرف انك مغفل.. كان ممكن البسك العمة دلوقتي و اقلبك في تمنها.."
ثم ابتسم ساخر و قال:" دي مراتي يا مغفل.. انا حبيت بس اهزر معاك.."
تراجع ياسر مصدوما ثم سأل متعجبا:" امال زوزو..."
قاطعه جو مهدئا:" متعرفش.. زوزو متعرفش اصله لامؤاخذة جواز في السر.. هي كان قصدها تخدم"
كان ياسار مازال مصدوما.. فازاح يوسف ذراعه من علي كتف شهد و بنفس الذراع خبط به علي كتف ياسر و قال:" فرصة تانية .. متزعلش نفسك.. القاعدة مليناة مزز، ارمي العطا علي واحدة تانية.. " ثم دفعه بقوة اكثر قائلا بنبرة محذرة:" قوم بأة من هنا.. و مشوفش حتي عينك بتيجي ناحيتها..انا دمي حامي"
بالفعل قام ياسر وسط ذهول شهد.. وتوجه وهو علي وشك الانفجار لزوزو التي كانت تتابع من بعيد في توتر و لم تجروء علي الاقتراب،
اما شهد فقد اصابها الارتباك.. اذن فياسر كان ينوي شرائها بالاتفاق مع زوزو.. و جو احبط الخطة.. لم؟ كيف عرف بها؟؟ و ماذا عن عدوي؟؟ هل احبط بيعها لياسر ليعيدها لعدوي؟؟
قطع ذهولها صوت جو:"هربتي ليه يا شهد؟؟"
نظرت اليه لتجده قد اقترب منها بشدة وعينيه تنظر اليها معاتبة حنونة مستفهمة..
قالت بأسي:" انت اللي ليه عايز تغدر بيا؟؟"
يوسف :"اغدر بيكي؟؟ انا جيت جنبك يا بت؟؟ و لا عشان الكلمتين المجاملة اللي قلتهملك ساعتها افتكرتي ان عيني منك؟!! دانت قايمة نايمة في بيتي.. و انا بنام ضهري ليكي"
شهد:"متستعبطش انت فاهم قصدي.. انت عايز تسلمني لعدوي!.. هو كلمك قدامي.. انا سمعت الكلام! ليه؟ دانت الوحيد اللي اديتله الامان.. دانا كنت بنام عندك و معرفش حتي السكينة فين!!"
نظر اليها و قال:" انتي كدابة!"
اندهشت من الاتهام
فاكمل:" انتي مسمعتيش المكالمة.. لو كنتي سمعتي كنتي عرفتي انه اطلب مني اساعدهم في التدوير عليكي.. وانا ثبتهم و قلتلهم تمام.. و كدابة عشان بتقولي ادتيني الامان.. لو كان ده حقيقي كنتي استنيتي و سألتيني و اتحققتي من ظنونك.. انما انتي غبية و اخدة في وشك من غير تفكير.. و رحتي لمين؟؟ لزوزو.؟ بقي مأمنة لزوزو وانا لأ؟؟!.. طب اتفضلي اهي كانت ناوية تبعيك للواد ده.. دا كويس اني لما دخلت و شفته و افتكرته و افتكرت انه معروف انه بيبدل في البنات.. فقريت ان زوزو جايباه بذات عشان كده..عشان هي عايزة تزيحك من طريقها و انتي قاعدة زي الهبلة تضحكي معاه.. عدوي ايه ده اللي هسلمك ليه؟ افهمي! انا اللي باعده عنك دلوقتيي.."
كانت شهد تحاول تجميع الكلام في رأسها.. الامر يبدوا منطقيا.. هي بالفعل لم تستمع للمكالمة.. كما انه لو اراد تسليمها لعدوي لفعلها من اللحظة الاولي.. يبدوا ان الذعر لعب برأسها ساعتها و منعها من التفكير المنطقي..
***

في هذه الاثناء كانت زوزو قد اخذت ياسر لداخل الحجرة للتحدث بعيدا عن الناس بعد ان صار ياسر منفعلا عليها، و بعد ان حكي لها ما قاله يوسف.. ادركت انها خطة يوسف لاحباط اي تواصل بين شهد و ياسر.. انه رسميا يغار علي شهد..قامت بـ(كلفتة ) ياسر و اعتذرت له و اكدت له عدم علمها بمعلومة زواجهم و طلبت منه ان يكمل السهرة معهم فالفتيات كثيرات ولينسي امر شهد.. و بعد ان انصرف للسطح، خرجت بعده بهدوء لتجد نفسها في موقع تستطيع منه سماع الحوار الدائر بين شهد و جو.. فانصتت بكل حواسها..

***

يوسف:" ها وضحت الصور ولا لسة شاكة ؟؟"
شهد:" اصل موضوع انكوا اصحاب من وزمان ده هو اللي خلاني افكر كده"
يوسف:" انا هحكيلك كام مرة القصة دي؟؟!.. انا و عدوي مش اصحااااااب.. اتربينا في مكان واحد ..بس! وحتي لو اصحاب ده مش سبب يخليني اسلمك ليه.. عشان يضرب فيكي بالحزام.. و يبهدلك معاه"
وكأن كلماته هي التي ضربتها..رفعت عينيها اليه مندهشة متألمة.. سألته كيف عرف بنظرتها الخجلانة من انه يعلم امرا كهذا عنها ..
فقال:" مستغربة ليه؟ واحد زيه ممكن يكون الموضوع ده بالنسباله حاجة يتفشخر بيها.."
انزلت عينيها الي الاسفل فامسك بذقنها ورفع وجهها وقال:" ورحمة ابويا وامي ما هخلي الواد ده يلمسك تاني"
لم تدري لم دمعت عيناها في تلك اللحظة.. اهو الحزن علي حالها ام التأثر ام... الفرحة؟
اشاحت بوجهها و ابتسمت كأنها تريد ان تنفض الموضوع عنها..
ثم قالت باهتمام:" طب سؤال؟"
يوسف:" أؤموري.."
شهد:" هو انت فعلا كنت بتقولي كلمتين مجاملة؟ يعني منظري كان وحش يوميها؟"
ابتسم يوسف ابتسامة واسعة و قال:" ايوة مجاملة.. قعدتي تقولي شكلي وحش، شكلي معفن..قلت اجاملك ..بعد ما قعدتي في الحمام كتير.. كان واجب اجاملك"
شهد:" ياسلام؟؟ و كل اللي كانوا قاعدين كانوا بيجاملوني؟؟ انت بنفسك قلت انهم مبطلوش بص عليا.."
يوسف:" يمكن عجبتيهم همة.. انما انت متمليش عيني.. رفيعة كده و مقددة و مبتكليش.."
شهد و قد انقلب معها الامر وصارت عصبية:" وانت كمان علي فكرة متملاش عيني.. فرحان قوي بعضلاتك؟؟ ايه؟ كل ده دراع؟؟ دراع ده و لا جزع شجرة؟؟.. اوعي كده.."
ودفعته في غضب و نهضت بينما بقي هو يضحك ساخرا..
ذهبت واتت لنفسها بكوب من احد المشروبات البريئة فوجدت زوزو تقف علي مقربة تنظر اليها نظرات قوية.. فتوجهت اليها وقالت:" شفتي يا زوزو يوسف جه طفش ياسر.. بيقول انه بيبدل في البنات.. وهو عشان وصية ابويا ليه خاف عليا منه وكده.."
زوزو فجأة:" ابوكي اسمه ايه؟"
اربك شهد السؤال و لكنها كانت سريعة فقالت:" اشمعني؟؟"
زوزو:" لأ عادي.. اصلي انا وجو عشرة و اعرف كل معارفه.. الا عمري ما سمعت عن ابوكي اللي مات ده.. هو كان اسمه ايه؟؟"
شهد:" محمد احمد..الله يرحمه " ثم رفعت يديها متظاهرة بأنها منهمكة في قراءة هامسة حزينة لسورة القاتحة.. حمدت الله علي الاسم المبتكر الذي اتي علي بالها.. كم من البشر اسمهم محمد احمد.. لابد ان لجو خمسة معارف علي الاقل بهذا الاسم..
انصرفت عنها زوزو و هي ترمقها بنظرات غريبة.. واتي يوسف..
نظرت اليه شهد بغيظ وقالت:" بقولك ايه؟ كفاية و قف حال بقي.. طفشت ياسر و قلنا نيته وحشة.. عايز تطفش الباقي"
فقال ضاحكا:" يا شخية اجري هو حد معبرك.. كل واحد قاعد مع مزته.. حتي ياسر لقي واحدة غيرك"
فقالت شهد باصرار:"طب وان علقتلك واحد دلوقتي .. و هو قاعد مع مزته؟؟!! كلهم يتمنوا بس نظرة.."
انقلب وجه يوسف فجأة و قال محذرا:" و النعمة لو عينيك اترفعت علي اي حد منهم و انا وقاف معاكي دلوقتي لكون ملبس وشك ده في الحيطة.. الحجات دي مفيهاش هزار.. انتي متعرفنيش كويس... ابقي خلي المرئعة دي لما تكوني واقفة لوحدك!!"
نظرت اليه شهد بشدة حتي تتحاشي ان يقع نظرها و لو بالخطأ علي اي شخص اخر.. كان يخيفها حين يتحول بنبرته الي تلك النبرة الحازمة الجافة..
كتم ضحكة ساخرة علي امتثالها المطلق لتحذيره وقال:" هتروحي معايا؟؟"
شهد بتردد:" بصراحة يا جو انا مش حابة شغلانة المسح دي ..انا رجعت لشغلي تاني.. وانا هنا براحتي اكتر.. يعني اكمن زوزو بت زيي وكده.. "
يوسف منزعجا:" يعني ايه؟؟ مش جاية؟؟ امال انا جيت ليه؟ ثم رجعت لشغلك ازاي؟؟ بتعملي ايه؟؟"
شهد:"بقلب رزقي بقي، مش لازم تعرف التفاصيل.. سر المهنة.. المهم اني برجع بفلوس حلوة كل يوم.. و زي ما قلتلك.. هنا مرتاحة مع زوزو "
يوسف:" انا ضايقتك في حاجة؟ دانت لما بتدخلي تغيري في الحمام بسيبلك الاوضة و اطلع عشان تبقي براحتك.. ثم زوزو ايه اللي مرتاحة معاها؟؟ دي لو تطول تحدفك من السطح كانت حدفتك"
شهد:" متخافش انا بعرف اصرف نفسي معاها.. بنات بقي في بعض.. وبعدين و ليه تسيبلي الاوضة و اسيبلك الاوضة.. خليك براحتك.."
يوسف:" وانا كنت اشتكيتلك؟"
شهد:" معلش سواء عندك و لا عندها.. كلها كام يوم و الريس عبود يرجع و نخلص من الموال ده.. مش كده برضه؟؟ هو مش قرب؟؟"
يوسف:" لسة مش باين... يعني مش هتييجي معايا اخر كلام؟؟ ده عدوي قالب عليكي الدنيا خليكي قدام عيني احسن"
شهد:" انا محتاجة اشتغل شغلي يا جو.. وانا هنا برضه في حمايتك.. اديك طبيت علينا في ثانية طفشت ياسر. "
فقال باقتضاب:" يعني برضه مش جاية؟"
اشارت شهد برأسها بمعني لا و ابتسمت
شعر يوسف انه رجاها اكثر من اللازم و اكثر من ان تسمح مكانته و كبرياءه .. لقد تمادي في الامر و يجب ان يتوقف لينقذ ما يمكن انقاذه من كرامته..
يوسف:" طيب انا كده ابقي عملت اللي عليا و عداني العيب و ازح... انا كده يا بنت الناس راضي ضميري معاكي .. و برضه ان احتجت حاجة في اي ساعة في اي وقت انتي عارفة طريقي..سلام انا بقي.. احسن هموت و انام..خلي بالك من نفسك"
وهو في طريقه للخروج القي نظرة غاضبة علي زوزو جمدتها في مكانها والقي السلام علي الجميع و رحل... كانت شهد تتمني ان تذهب معه و لكنها تدرك ان هكذا افضل حالا لها..

***

خرج جو و هو في قمة الضيق.. لقد اذل نفسه جدا .. كل ما كان يريده هو ان يطمئن علي وجودها بجواره ..حتي يحميها من عدوي ذو الحزام.. لم يكن مثلا يردها لكي يصطبح بوجهها الجميل يوميا ولا لكي يستمتع بمشاكستها واثارة غيظها و لا لكي يسمعها تتحدث بطريقتها المرحة الرقيقة.. و لا حتي لكي يمتع ناظريه بجمالها وفتنتها.. اطلاقا.. كان يريد فقط ان يحميها.. كان ينوي خيرا و جني ذلا... ليس عدلا..
ثم ما قصة عودتها للعمل؟ ماذا عساها تفعل؟؟ هل تقتحم بيوتا؟؟ ام تنشل في الحافلة؟ انها متهورة حقا.. لقد بائت تلك الزيارة لبيت زوزو بمزيد من القلق.. ولكنه علي الاقل يعرف مكانها.. فليعطي لعدوي غدا معلومة مغلوطة تبعده عن اتجاهها..
دخل اخيرا بيته د استقر لينام.. الان صورة شهد لم تفارقه لحظة.. كان يتذكر منظهرها و هي تضحك مع المدعو ياسر فتصعد الدماء في رأسه.. ثم يتخيلها و هي تلتصق بالرجال في الحافلة لتنشل جيوبهم فيضيق صدره.. ثم يعود و يتخيلها و هي بين يدي عدوي و هو ينهال عليها بالحزام فيتقلص قلبه .. وهكذا امضي ليلة مؤلمة عاني فيها كل اعضاء جسده.. واكثرهم علي الاطلاق قلبه..

اطلانتس likes this.

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-13, 03:53 AM   #7

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

فين التشجيييييييييييع

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-13, 09:17 PM   #8

امال س

فراشة الروايات المنقولة

alkap ~
? العضوٌ??? » 276954
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 666
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم الايادى ابيبه انا متابعاكى الله يخليكى كمليها انا عارفه انها مكتمله بس انا قريت اولها وآخرها اما البارتات الوسطى لم اعثر عليها وفرحت جدا انك بتنئليها هنا كملى انا متابعاكى موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

امال س غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-13, 01:19 AM   #9

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل السابع

بعد ان انتهت السهرة و انصرف الجميع، قالت زوزو لشهد بينما تلملمان اثار الحفل:
"هو انت يا شهد كنت بتعملي ايه قبل ما تيجي هنا؟ كنتي بتشتغلي ايه؟؟"
شهد:" كنت مع ابويا..."
زوزو بصبر نافذ:" فهمت يا روحي قصة ابوكي دي خلاص! انتي .. انتي كانت شغلتك ايه؟؟"
شهد:" علي باب الله.. اقلب رزقي لما تيجي مصلحة.."
اغاظ زوزو ردها المفتوح الغير محدد.. ولكنها تخطت الامر وقالت:" طب ايه رأيك حيث ان جو عرف انك هنا وخلاص، تطلعي معانا في الصالة؟؟"
اعجبت شهد الفكرة جدا فهي لم تنسي للحظة النقود التي كانت تلقي للفتيات، كما انها ايضا فرصة رائعة لتكون بقرب جو يوميا..
فقالت:" ياريت.. معاكي من بكرة.."
زوزو:" اتفقنا.. " ثم عادت لتقول و هي تتوجه لسريرها وتجلس عليه بينما تقوم بنزع بنسات الشعر من رأسها :" الا قوليلي.. انتي مش مرتبطة.. مفيش حد كده و لاكده؟"
شهد وقد توجهت لفرشتها بدورها :" لا ..مفيش.. هو الواحد فاضي"
زوزو بتأكيد واضح:" انا بقي في! .. عارفة مين؟"
ادركت شهد الام ترمي فسألت:" جو؟"
زوزو:" طب مانت نبيهة اهه؟"
شهد وقد قررت اللعب علي نفس الموجة، فقالت بابتسامة تتصنع البراءة:"ربنا يسعدكم.. بس كان باين عليه قافل منك انهاردة.. خير زعلانين ولا ايه؟"
زوزو بتفاخر:" اصله بيغير عليا من السهرات دي موت.. غلبت افهمه انها اكل عيش ليا و للبنات.. بس هعمل ايه ..دمه حامي... عشان كده بعملها من وراه.. قاموهو طب عشان يقفشني زي ما شفتي كده"
شهد:" معلش بكره تتصالحوا.. جو ده اصله حنين قوي.. ربنا يخليهولك..انا شفت حنيته بعيني.. مقولكيش بيعمل معايا ايه؟؟ ده فاضل يأكلني الاكل في بقي.. ده البنات عند عطا مكانوش مصدقين حتي اسأليهم.. الله يكرمه..كل ده عشان ابويا موصيه عليا.. اصيل والله"
اطالت زوزو النظر اليها و كأنها تحاول احراقها بشعاع بصري ثم قالت:" تصبحي علي خير يا شهد!" و اخمدت رأسها علي الوسادة
قالت شهد و هي تمنع ابتسامة تشفي:" وانت من اهله يا روحي.."
***

بعد مجهود ليس كبيرا تحصلت زوزو علي ذلك الرقم الذي فيه الخلاص من شهد.. انه رقم هاتف .. قامت بالاتصال به اثناء وجودها في مركز التجميل حيث تعمل..
اتاها صوته:" الو.."
زوزو:" عدوي؟"
عدوي:" مين؟"
زوزو:" انا زوزو.. مش فاكرني؟ بشتغل عند عطا.."
فصمت عدوي محاولا التذكر..
فقالت هي:" اخص عليك.. دانت بتتبسط اوي عندنا.. انا من البنات اللي بترقص..."
كان يذكر عطا و الفتيات الراقصات و لكنه لم يتذكر ايهم زوزو تحديدا ولكنه تسائل:" طب وايه اللي فكرك بيا يا زوزو؟ وجبتي نمرتي منين؟"
زوزو:" اللي يسأل ميتوهش.. انا عرفت انك ضايع منك حاجة.. و ميخلصنيش اسيبك تدور و انا عارفة مكانها.."
فربط عدوي فجأة بين محل عطا الذي يقع في منطقة الريس عبود و ما تشير هي اليه، فقال بسرعة:" انطقي بسرعة انا مش فاضي لفوازير الحريم دي!"
زوزو:" لأ ..اضمن حلاوتي الاول.."
عدوي:" ليكي كل اللي تطلبيه..بس خلصي"
زوزو:"من الاخر انا عارفة طريق شهد"
عدوي و قد بدأ يخفق قلبه فقال:" بجد يا بت و ولا نصباية؟ لو بتكذبي مش هرحمك"
زوزو:" عيب الكلام ده.. طب بأمارة حزامك اللي كنت بتعلم عليها بيه"
عدوي بلهفة:" هي فين؟"
زوزو:"هوصلك لحد عندها... بس شرط سيرتي متجيش في اي حاجة! هي بترقص عند عطا، اسمع .. متجيش كده علطول من اول يوم احسن شكلها مفقوس اوي.. استني كام يوم.. كأن حد شافها هناك وبلغك او كانك جاي بالصدفة تسهر.. ولو شوفتي تعمل مش عارفني.. انا مش عايزة مشاكل معاه.."
عدوي مستفهما:" مع مين؟"
همت زوزو ان تخبره بأمر جو و عن صلته بشهد.. الا انها قدرت ان ذلك لن يجلب الا مشاكل اكثر بينها و بين جو، كما انها معلومة غير هامة..
فقالت مصححة:" معاها.. معها هي.. شهد! اصلها زميلتي"
عدوي:" طب و غدرتي بيها ليه؟"
زوزو بخبث:"انا هسيبك انت اللي ترد علي السؤال ده بالحلاوة بتاعتي.."
فضحك عدوي و قال مادحا ايها:" واطية يا بت.. اموت انا في المصلحة.. دانا هظبتك.. بس بعد ما تبقي هي في ايدي"
***
في اليوم التالي توجهت شهد الي ذلك السوق الذي اخذها اليه جو مرة.. كانت ترغب في شراء بعض الاغراض و لانها لم تنسي وعدها لصديقتها سمر الذي تذكرته اثناء وجودها هناك، فقد بحثت عن من تستطيع ايجاد مبتغاها لديه..
و بالفعل وجدت ذلك (الخن) الذي يقف به شاب وقد تراصت امامه علي منضدة اشياء غريبة الشكل بعضها يشبه قطع الغيار دقيقة الحجم و قطع معدنية اخري، كانت شهد تعرف كنه كل تلك الاشياء.. لذا ادركت ان ما تبحث عنه سيكون لديه..
وقفت امامه و قالت:" عندك صواريخ الوان؟"
ابتسم الشاب و قد اثار اعجابه ان تعرف فتاة بمظهر شهد تلك الاشياء..
فقال مازحا:" بابا اللي باعتك؟"
وجهت له شهد نظرة صارمة و قالت:" انت هتهرج معايا؟!.. اخلص! عندك ولا لأ؟؟"
الشاب:" طيب خلاص متبقيش حمقية كده.. عيزاهم من انهو مقاس؟"
شهد:" صغيرين.."
توجه الشاب لداخل ذلك المحل الصغير وبدا البحث عن طلبها في وسط بعض العلب المكومة ..
وقفت شهد تتفحص القطع المعدينة علي الطاولة.. كانت كلها قطع غيار تستخدم في ادوات تعرفها جيدا و قد استخدمتها كثير في اقتحام البيوت، او فتح السيارات..
"بتعملي ايه هنا يا شهد؟؟"
استدارت شهد لتجد حمادة صديق جو
ابتسمت له فلسبب ما شعرت بالسعادة لرؤيته..مما اثار عجبه فهي في السابق لم تبادله سوي الكلمات و النظرات القاسية و سكين ..
شهد:" اذيك يا حمادة؟ انا بجيب شوية حجات؟"
نظر مستنكرا مندهشا وتسائل و هو يشير الي ذلك المحل:" من هنا؟؟!!"
شهد:" ايوة .. واحدة صحبتي طلبتهم مني.. ايه المشكلة؟"
حمادة:" محسساني انك وقافة قدام الخردواتي بتشتري زراير.. وهو اصحابك كمان زيك كده؟!!"
شهد مازحة:" زيي يعني ايه يا واد؟..قصدك ايه؟؟!!"
وهنا خرج البائع و في يده عدد من ما طلبته شهد ووضعهم امامها علي المنضدة وقال:" كده يبقي سبعين جندي"
ثم وجدها تحدث حمادة فقال:" الله؟ تبعك دي حمادة؟ انت اللي باعتها ولا ايه؟"
فاحتدت عليه شهد:" متتلم ياد بدل ما ادفنك هنا فلمحل بابتاعك.. من ده اللي يبعتني.. ايه مش مالية عينيك؟؟ تحب املاهالك بالقرن غزال بتاعي؟؟"
فتدخل حمادة:" خلاص يا شهد مش قصده.. اسكت ياد.. شهد تبع جو"
فالتفت شهد لحمادة و قالت بحدة شديدة وانفعال:" برضه هيقولي تبع!! انا مش تبع حد! هو انا مش مالية عينكوا ولا ايه؟"
فقال الشاب مهدئا ايها مازحا:" خلاص يا ستي .. حقك علي راسي ..داني تملي عين الباشا"
فتدخل حمادة قائلا:" انت هتعاكس و لا ايه؟ بقولك جو.. جو!"
فرفع الشاب يده معلنا عن تخليه عن اي شيء يخصها ، بل اعطاها كيس به الصواريخ و قال:" هدية.. مش عايز تمنهم"
الا ان شهد القت اليه النقود وقالت باحتقار:" هتبقشش عليا ولا ايه؟"
فسحبها حمادة من امام الشاب و قال:" جري ايه يا شهد.. المفروض انك هربانة.. امال لو عايزة الناس كلها تشوفك هتعملي ايه؟؟"
مشيت معه و قالت :" مانا اصلي بتعصب من اللي يستقل بيا.."
حمادة:"كنت ابلعيها يا ستي .. مش لازم تلمي الناس عليكي.. و بعدين لامؤاخذة.. لما يتقال عنك تبع جو ميبقاش باستقل بيكي.. ده مليون..."
قاطعته شهد:" مليون بت تتمني تبقي تبع جو.. حفظتها!"
مدت و سبقته وهي تقول:" سلام بقي عشان الحق.. عقبال عندك انهاردة اول يوم اطلع عند عطا.."
لم يفهم حمادة فسألها و هي تبتعد:" تطلعي تعملي ايه؟؟"
استدارت له شهد بوجه ضاحكة و قامت بتحريك و سطها كناية عن الرقص.. ثم لوحت له عن بعد و عادت لطريقها..

***
جو:" احلف!"
حمادة:" و النعمة.. يارب انطس في وشي !"
صمت جو لبرهة يستوعب الخبر ، لم يعرف ان كان خبرا سعيدا ام مؤسفا؟؟
لنفكر بهدوء.. شهد ستعود للعمل عند عطا.. حسنا (لحد هنا) هو الخبر السعيد.. لترقص مع الفتيات .. ذلك هو الامر الذي سبب له الضيق..
لم؟؟.. لانها عرضة لان يجدها عدوي؟؟ لا.. هذا الامر يأتي في اخر القائمة.. لان عمله سيتأثر بها؟؟ ليس من المفترض ان يحدث هذا، فهي لم تعد مسؤليته و ليس عليه ان يقلق بشأنها.. لانها ستكون فرجة لكل الاوغاد في الصالة ؟ و لم عساه ان يضايقه امرا كهذا.. هي ليست محسوبة عليه.. و لن تكون بصحبته.. ثم ان هذا اختيارها، ان لم تعبأ هي لأمر كهذا لم عليه ان يهتم هو؟ اذن يا يوسف ما سبب ضيقك؟؟؟
جو:" قالت من الليلة؟"
اومأ حمادة برأسه..
فليكن يا شهد..
***
بعد ان تحدثت زوزو الي عطا الذي قبل عمل شهد بمنتهي الترحاب. و قبل ان تدخل شهد مع زميلاتها الي غرفتهن الخاصة داخل المحل ، توجهت الي المطبخ حيث كانت سمر، بعد السلام الحار اعطتها الصواريخ و اخبرتها طريقة استخدامها ..ثم تحدثت معها قليلا حيث ان مندو قد يعود في اي لحظة ..
سمر:" احكيلي ..جو طب عليكوا في السهرة بتاعة زوزو؟؟ كان باين عليه متنكد اوي"
شهد:" وانتي ايشعرفك؟"
حكت لها سمر سريعا ما حدث بينها و بين يوسف الي ان اتي مندو ليقطع الحديث و ينهر سمر فما كان من شهد الا ان نهرته بدورها و هددته ان ضايق سمر مرة اخري ستنظره في الخارج لتشوه وجهه.. وخرجت تاركة اياه مذهولا من قولها..
في غرفة الفتيات .. كن جميعا في انتظار موعد البدء.. كان بعضهن تستعد و تتزين و اخريات يجلسن للتدخدين بينهن زوزو، دخلت عليهن شهد فرحبت بها زوزو و عرفتها الي بقية الفتيات.. رحبن بها وخصوصا الفتاتان الاتي كانتا شاهدتان علي واقعة الطعام في المطبخ.. كانت شهد في نظرهم حاصلة علي شرف عظيم تستحقة نظرا لجمالها الذي بدا في احسن صوره بعد ان ازالت اوساخ المطبخ و وارتدت مثلهن ملابس مثيرة..
جلست شهد وسطهم واشتركت معهم في احاديث متنوعة.. كانت متشوقة لرؤية جو..
***
وصل جو للصالة مع الخواجة كعادة كل ليلة .. توجه الخواجة لطاولة من كان علي موعد بهم للحديث في شؤن العمل، وجو ملاصق له يؤدي مهمته علي اكمل وجه.. لم يكن حائرا يبحث عن شهد.. فهو يعلم مسبقا انها ستظهر عاجلا ام اجلا فوق احد تلك الاركان.. القي نظرة علي رواد المكان يستكشف نوعيتهم.. وجد نفسه يحاول تخمين من منهم سيطيل النظر اكثر و من قد يسبب مشكلة و من قد يغازلها ومن قد ...يعجبها!.. حسنا.. لنا هنا وقفة يا يوسف! ها انت تشغل بالك بامور ليس لك فيها اي شان!! فلتنضم لصفوف المتفرجين و تتابعها كسائر الموجدين.. مثلها مثل زوزو و بقية الفتيات.. ولم تتابعها من الاساس؟ فلتتنتبه لعملك!
رن هاتفه انه عدوي..
جو:" نعم!.."
عدوي:" اذيك يا واد؟"
جو:" خلص.. مكلم ليه؟ في جديد؟"
عدوي:" عادي.. هو مفيش غير موضوع البت دي في الدنيا؟!.. بقولك اخبار الكلَب بتاع عطا عندكوا ايه؟ اصلي كنت عايز اسهر مع اصحابي.. مفيش مزز جديدة؟"
توجس جو من السؤال.. اهي صدفة ام وصله خبر ما؟؟
فقال:" لا ..همة همة نفس الخلق.. ولا جديد و لا نيلة الواحد زهق"
عدوي:".. يعني اخدهم حتة تاني؟؟ معقولة مفيش بنات جديدة جت من ساعة اخر مرة كن عندكوا؟؟!.. عطا بيفلس ولا ايه؟؟ "
جو:" بلا قرف يا شيخ ..هنا ملل اوي يا عم انا لولا باجي عشان الشغل مكنتش جيت.."
عدوي:" ماشي و ولو اني كنت نفسي اشوفك.."
جو بتقزز:" نفسك تشوفني؟!! تصدق معدتي قلبت.. اقفل ..اقفل انا ورايا شغل"
وكنهاية معظم مكالماتهم التي تنتهي بقول "اقفل!" اغلق يوسف الخط..
حيره امر المكالمة ، و لكن عدوي لم يعد يقلقه فشهد امام عينيه الان.. حسنا يجب ان نعترف ان هناك حسنة لوجودها في الصالة..
اخيرا تحولت الموسيقي الهادئة الي صاخبة مما يعني صعود الفتيات.. هاهي تخرج ضاحكة في وسطهن ، مبهرة ..جذابة جدا.. ود لو يذهب اليها و يخبرها كم هي جميلة حقا، ثم ان تلك الملابس تجعلها مغرية بشدة.. احس فجأة بضيق في صدره.. و سخونة الدماء في راسه.. (يا رب صبرني علي الليله السودة دي) هكذا تمتم .. اشارت لها زوزو الي مكانها فتوجهت اليه و صعدت تابعت زميلاتها في الحركات.. بدي عليها التوتر قليلا و لكنها في خلال دقائق اصبحت و كانها ترقص فوق هذا الركن العالي منذ الطفولة.. كانت ترتجل حركات ثم تعود لتؤدي معهن حركات جماعية.. كان الايقاع سريعا غربيا و قد بدا عليها الاستمتاع..
من مكانها العالي بحثت عنه .. ها هو .. ابتسمت له و لو حت بيدها فلوح لها وعل وجهه ابتسامة مقتضبة.. الم تثر اعجابه؟؟ من المفترض ان تبهره.. لقد نظرت جيدا في المرآة قبل ان تخرج..
يبدوا فعلا انه يفضل غير النحيلات.. اصابها عدم هتمامه و نظراته التي تتفحص جميع من في الصالة الا هي بالاحباط.. و لكنها اصرت ان تنل اعجاب كل شخص اخر غيره حتي يدرك هو ما يفوته.. كما انها لا يجب ان تنسي الهدف الاساسي من تلك الوظيفة.. النقود
كانت تبتسم في وجه الجميع و تحرك شفاها مع كلمات الاغنيات ان جاء مقطع عاطفي وكانها توجه رسائل لبعض الاشخاص..
اول الغيث قطر.. ها قد بدأنا لقد قام احدهم باعطاءها رزمة صغيرة مدسوس بها رقم هاتف و اسم .. وضعتها في جيبها و ابتسمت للشخص في اغراء..
و بعدها بدقائق اتي شخص اخر و القي عليها نقودا مبعثرة فانحت تجمعهم و هو يتابعها.. لم تدر لم اشعرتها تلك الحركة بالاهانة.. لذا قامت للتابع الرقص تاركة بقية النقود تحت قدميها ..
وهكذا استمر الحال ما بين الرقص و استمالة الزبائن و القاء النقود..

كان جو يتابع ردود افعال الموجودين.. لا يوجد من لا ينظر اليها ..بالطبع وجه جديد .. فوق جسد مثل هذا، بملابس مثل تلك..من يمكنه الا ينظر؟!!
كان الدم في رأسه يبحث عن مخرج لينفجر.. عندما ابتسمت له شهد ود لو بادلها الابتسامة بمطفأة السجائر في فكها.. تابعها غير مصدق ما تفعله .. انها تغازلهم عن بعد!!! اكل هذا من اجل حفنة جنيها؟!!
تابع في توتر الرجل الاول الذي اقترب منها.. هل ستمر علي خير؟؟ ذهل من الابتسامة التي ظهرت علي وجهها بعدما اخذت النقود.. هل خُدعت فيكي يا شهد ام انك تخدعينهم الان؟ ثم تلاه ذلك الخبيث الذي القي لها النقود ليشاهدها تنحني لتاتي بهم.. لقد ادركت شهد الخدعة الساذجة و لم تنطلي عليها.. تركت النقود و لم تهتم لها.. ماذا تكونين يا شهد؟؟ احقا تدركين ما تفعلين؟
"مين البت دي يا جو؟" انتبه جو لسؤال الخواجة الذي كان يشير الي شهد ، فقال:" بت جديدة كده.. بتسأل ليه يا ريس؟"
فقال الخواجة:" اول مرة عطا يستنضف.. " وانهي الحوار القصير وعاد للاشتراك في حديث دائر بين من يجلس معهم..
كان هذا الحوارالقصير كافيا ليعني ان شهد اثارت اعجاب الخواجة.. برغم من انه متزوج من سيدة روسية مثل امه لا حدود لجمالها.. و لكن تعليقه علي شهد يعني انها لفتت انتباهه .. حتي الخواجة الثلاجة الذي لا ينطق يا شهد اخرجتيه من تجمده ليثني عليكي..
لقد كان جو ممزقا بين شعورين: انجذابه الشديد لمظهرها و ضيقه من ان الكل يشاركوه نفس المنظر..
قرر ان يعطيها ظهره حتي يضيع علي دماء رأسه فرصتها للانفجار، الا انه وجد زملائه من رجال الخواجة يشيرن اليها و يخبرونه انه احمق لانه لا يشاهد تلك الفتاة الجديدة.. بل ان واحد منهم تقدم اليها و اعطاها نقودا.. وعاد اليهم وسط تشجيع قوي منهم.. وقف جو بينهم يكاد يطيح بهم جميعا.. ولكنه مدرك ان لا حق له في اي من هذا.. وان كان عليه ان يلوم احدا فليلوم نفسه علي اهتمامه بشهد لهذه الدرجة.. يجب ان يؤمن انها مثلها مثل اي واحدة.. مثلها مثل زوزو.. تبلورت الفكرة في رأسه فجأة.. ان كانت ترغب هي في ان تصبح مثل زوزو فليكن لها ما ارادت..
اقترب منها فا ابتسمت له فاخرج من جيبه بعض النقود و اشار لها لكي تنحني له كي يحدثها و بالفعل قام بدس النقود في ملابسها وقال باسلوب قذر:" انا عايز بقي رقصة ليا لوحدي.. "
دفعت شهد يده بعيدا و اعتدلت في وقفتها .. لقد ضايقها بشدة ما فعل.. احست بالاهانة الشديدة .. و ما ضايقها اكثر انها صدرت منه هو.. بفيت بلا حراك لبرهة..ولكنها عادت للحركة بعد ان اشارت لها زوزو عن بعد.. فالقت نظرة غاضبة الي جو و استمرت في الرقص.. حاولت الابتسام ثانية ونجحت برغم من ان كان بداخلها بكاء شديدا و شعورا بالضيق..
اثناء الاستراحة تنزل الفتيات الي الصالة يفعلن ما يحلو لهن الي ان تنتهي.. فنزلت شهد موجهة الي جو فاستقبلها بابتسامة و بنظرة اعجاب..
جو:" اهلا بالنجمة.."
شهد غاضبة و قد امسكت بنقوده في يدها:" امسك فلوسك!" ووضعت النقود في يده بعصبية..
فقال ببرود :" ايه قليلين؟؟ ما هو علي قد انك لسة اول يوم؟ بكرة لما تتدردحي وتبسيطينا هتاخدي اكتر"
شهد وقد زاد غضبها:" انت فاكر نفسك ايه؟؟"
جو:" ايه؟ زبون في الصالة و بيبقشش علي الرقاصة.. مالك؟! انا غلطان اني بشجعك.. اشمعني خديتهم من الي قبلي؟؟"
شهد:" انت فاكرني رقاصة في كباريه؟؟؟!!"
ضحك جو ساخرا و قال:" لا لا سمح الله.... انت رقاصة في كلَّب محترم"
شهد:" انا مش رقاصة! شايفني لابسة بدلة رقص وفي ايدي صجات؟!!"
جو بنفس النبرة الساخرة :" لا طبعا .. هي بدلة الرقص تيجي ايه جنب اللي مانيش عارف ده هدوم ولا ده...." ثم نظر مدققا الي ما ترتدي و قال متسألا بجدية:" انت اتخانقتي مع البنات جوة؟؟ "
لم تفهم شهد و كشرت ملامحها في عدم فهم
فاكمل متصنعا الغضب باسلوب ساخر:" مين السافلة فيهم اللي قطعتلك هدومك كده؟؟!!.."
شهد و هي تنظر الي ملابسها:" فين القطع الي في الهدوم ده؟"
جو بانفعال:"هي فين الهدوم اساسا؟؟" ثم عاد يقول بهدوء ضاغطا علي اسنانه:" هو انت بجد مقتنعة بكلامك؟؟ يعني انت لابسة كده وواقفة ترقصي و الرجالة بيرموا عليكي فلوس.. وانت شايفة انك مش رقاصة؟؟"
شهد:" ايوة تفرق .. وانا مش رقاصة!!"
جو:" عموما سميها زي ما تسميها.. المهم اني عملت زي ما كل الرجالة اللي زيي هنا بيعملوا مع اللي واقفين يرقصوا زيك.. انت ايه اللي مزعلك؟"
لم يكن عند شهد اجابة.. كانت غاضبة و منفعلة جدا و لكنها عجزت عن الرد.. فتركته و مشيت غاضبة ..بعدها مباشرة التف حوله زملائه و يتضاحكون و يقولون له عبارت حسد تعليقا علي وقوفه مع شهد مثل:" واحنا اللي قلنا عليك عبيط..طلعت انت اللي ظبتها" او "انت مستحوذ علي كل الحلوين متفوتلنا حاجة" الخ.. اما هو فوقف وسط ضجتهم صامتا يتابعها و هي تمشي مسرعة .. بدا علي وجهها انها علي وشك البكاء.. احس بالذنب الشديد.. لم ضغط عليها بهذه الطريقة؟.. ما كان عليها ان يهينها و ينعتها بالراقصة بهذا الاسلوب المحقر.. حتي و ان كان هدفه ان يشعرها بمدي سوء ما تفعله و يجعلها تدرك خطورته عليها .. ما شأنه هو؟!
***
دخلت شهد الي المطبخ... كانت بحاجة الي وجه مألوف و مريح، بعيدا عن النفاق و الكيد.. لذا بحثت عن سمر.. كان مندو موجودا و لكنها لم تهتم بل وقفت قرب سمر التي كانت تقوم بغسيل الصحون..
سمر همسا:" مالك؟"
شهد ايضا همسا:" اتخنقت برة..."
سمر:" مش قلتلك.. برة مينفعش اللي زينا"
شهد:" اصل كمان جو قالي كلام ضايقني اوي.. "
القت سمر نظرة علي مندو ثم حاولت كتم ضحكها وقالت:" بصي مندو قاعد متنح فيكي ازاي..كانه عمره ما شاف واحدة.. وانا اقول مبيشخطش ليه واحنا بنرغي.. اتاريه مبسوط انك هنا "
شهد بلا مبلاة:" احسن خلي يتلهي في اي حاجة عننا.. انا مش طايقة نفسي"
سمر:" قالك ايه جو؟"
ترقرقت بعض الدموع في عينا شهد:" المشكلة يا سمر ان لما تفكري في الي قاله تلاقيه عنده حق.."
سمر:" ايوة اللي هو ايه؟؟
قطع الحديث الهامس دخول جو الي المطبخ
مما جعل مندو ينتفض من مكانه ثم يقول:" بطلي رغي يا بت يا سمر... سيبيها يا شهد تشوف شغلها"
نظر اليه يوسف بامتعض ثم قال لشهد:" شهد عايزك شوية.."
وقف علي باب المطبخ منتظر خروجها و عينه لم تنزل عن مندو الي ان صلت شهد اليه و خرجت من الباب، بينما بقي نظر مندو مسلطا علي الطاولة و لم يرفعه الي ان اختفت شهد ، فهو اجبن من ان ينظر لها في وجود نظرات جو المسلطة عليه ..
وقفا في ذلك الممر الهاديء
فقال جو محاولا الا ينظر اليها مباشرة:" بصي يا شهد.. انا جايز اكون كنت بايخ معاكي.. واديني ناديتك عشان اقلك حقك عليا.. "
شهد وهي تملاء عينيها بالنظر اليه:"وانت ليه كنت بايخ؟"
جو ومازال محاولا الهروب من النظر اليها:" مش عارف.. عادي.. كنت مخنوق فطلعت خنقتي عليكي.. معلش"
شهد:" خلاص .. ولا يهمك.."
كان يريد ان ينهي الموقف فقط و يريح ضميره بالاعتذار و لكنه مازال حانقا علي ما تفعل و علي نفسه من اهتمامه بالامر.. لذا حاول عدم النظر اليها حتي لا يضايقه منظرها او ربما حتي لا ينجذب له ثانية.. الا انه بمجرد ان رفعت عينها اليه وجد انه لم يعد يملك نفسه من النظر اليها بحنان و قال:" يعني مش زعلانة؟؟"
ابتسمت شهد:" لأ.. انت زي اخويا و انا فهمت انك عايز تنصحني.. بس انا عايزة اقلك متخافش عليا.. انا بميت راجل.. و ان كنت بضحك لده و لا بشاغل ده..فبس عشان اضمن البقشيش يبقي حلو.."
ابتسم يوسف و قال محاولا ان يكون ساخرا:" اخوكي؟؟.. طب يا ختي يلا انجري قدامي.. انتي ربنا رحمك اني مش اخوكي.. كان زمانك محبوسة في البيت"
دفعها دفعة خفيفة لتتقدمه الي الصالة.. ففوجيء بزملائه يهللون عن بعد.. فخروجه هو و شهد معا من هذا المكان الهاديء.. لا يدل الا علي لقاء عاطفي .. لم تفهم شهد هذا بل خمنت انهم مجموعة من المخبولين او السكاري وتوجهت لحجرة الفتيات ..بينما ازداد ضيق يوسف..

***
بمجرد ان دخلت شهد حجرة الفتيات حتي جذبها زوزو من ذراعها بعنف و انزوت بها في ركن
زوزو بغيظ:" كنتوا بتعملوا ؟؟ انا شايفيكي معاه.. "
شهد:" جو؟"
زوزو:" ايوة جو! نتوا وقافين جوة بتعملوا ايه؟"
شهد:" مفيش .. كان بيتأسفلي.. اصله قبلها كان اداني كلمتين في جنابي عشان برقص"
زوزو وقد وصل غيظها الي مداه:" نعم!! ليه ان شاء الله؟؟ مكلنا بنرقص اشمعني انتي يعني اللي خصك بالنصيحة؟"
شهد ببرود مسنفز:" مش قلتلك ابويا موصيه عليا.."
كادت زوزو ان تصرخ بها "كاذبة" فهي تعلم الحقيقة و لكن منعت نفسها حفاظا علي المخطط الاهم و الاكبر
فقالت زوزو بعد نجحت في تمالك اعصابها:" شهد! احنا بنات في بعض.. وانتي جيتي لقيتي جو معايا... اللي بتعمليه ده مش اصول.."
شهد متصنعة الدهشة:" حبيبتي.. انا هنا عشان اكل عيش.. كلام ايه ده؟؟! ده حتي ميبقاش رد الجميل ليكي.. دانتي كنتي هتظبطيني مع الزبون اياه.. لولا جوالله يسامحه.. فركش المصلحة"
زوزو محذرة:"ياريت بقي تثبتي علي كده.. احسن الغدر وحش قوي"
شهد:" اللهم احفظنا من الغدر و الغدارين" و ربتت علي كتفها ثم خرجت من الحجرة مرة اخري..
***
امضت شهد الليلة في الرقص و جمع البقشيش برغم من انها لم تعد سعيدة و متحمسة بنفس القدر الذي كانت عليه قبل كلمات يوسف اللاذعة لها.
حاول يوسف قدر الامكان الانشغال عنها بعمله و مرت الليلة علي خير لم يتخللها سوي هذا الرجل الانيق الذي اتي الي جو يطلب منه ان يعرفه الي شهد فهو قد رأها معه .. وانه مستعد ان يدفع له مبلغا مقابل ذلك..
جو بغضب:" انت شايفني ايه؟!"
الرجل:" سيد الرجالة.. انت فهمت ايه؟ انا قلت يعني تعرفني عليها.. اسهل بدل ما اكلمها انا من نفسي.. اصلي غشيم في المواضيع دي.. انا غرضي شريف.. عايز نبقي اصحاب.. تنزل تعد معايا.. نتعشي سوي.. كده يعني" و غمز بعنيه
جو باقتضاب:" والله اهي عندك.. انا مش مسؤول عنها.." واشار بيده اليها في لا مبلاة
الرجل باحباط:" طيب ..نفسي بس مضربش لخمة..اصل انا قدام البنات الحلوة بقلب بطة بلدي"
وذهب مبتعدا.. وقف جو عاقدا حاجبيه في انفعال ..وعاقدا ذراعيه امامه .. ها قد بدأنا.. لقد وصل الامر الي انهم صارو يطلبونها منه.. ثم اي رد هذا ؟؟ هل قال حقا ذلك؟؟ "اهي عندك" ؟؟!! وفجأة اسرع جو خلف الرجل و سحبه من ياقته و قال محذرا:" ورحمة ابويا لو رحت كلمتها لكون دافنك هنا"
نظر له الرجل مصعوقا.. هذا الشاب يعاني من خللا ما برأسه قبل ثواني اخبره ان يذهب اليها .. والان يهدده ان فعل!!
دفعه جو وعاد الي مكانه بقرب الخواجة تاركا ايه يضرب اخماس في اسداس.. مبروك يا جو لقد حولتك شهد الي مختل رسمي..
رحل الخواجة و معه جو و الرجال قبل ان تنتهي الراقصات.. برغم محاولات جو الرهيبة في التركيز مع الخواجة الا ان وجود شهد في الصالة ترقص و بمظهرها هذا في عدم و جوده كان امرا لا يترك ذهنه لحظة..
***
في بيت زوزو و قبل النوم.. رن هاتفها..
ابتسمت لشهد في تشف و قالت:" ده جو.."
ثم ردت بابتسامة واسعة:" ايوة يا جو؟؟ ايوة روحت... ملحقناش نعد انهاردة ، انت مشيت بدري.. ايه؟ كنت عايز حاجة؟؟ وحشتك مثلا؟؟ " والقت نظرة كيد الي شهد..
ثم عادت تكمل ردا علي ما قاله:" وانت كمان يا روحي... ايوة، بقولك خلاص في البيت.. " ثم انقلب وجهها و هي تقول:" ايوة انا و شهد.. ايوة معايا... ممم... اطمنت عليك العافية يا خويا متقلقش علينا! تصبح علي خير"
كانت برغم سعادتها بالمكالمة تدرك ان ورائها شيئا فيوسف لم بتصل بها بدا في هذا الموعد.. ولكن سؤاله عن شهد كان اخر ما كانت تتوقع.. الهذ الدرجة هو قلق عليها؟؟ اغضبها الامر الا انها اخفت غضبها امام شهد و قالت كاذبة بنفس الاسلوب النسائي الذي يقطر كيدا :" كان بيطمن اني وصلت"
شهد و هي تستدير لتنام:" ربنا يخليكوا لبعض.." كانت هي الاخري حانقة من مكالمة جو لزوزو.. الهذه الدرجة هو مهتم بزوزو ؟ لدرجة ان يتصل ليطمئن ان كانت وصلت بامان؟!

اطلانتس likes this.

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-13, 01:24 AM   #10

بيبه الجميله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بيبه الجميله

? العضوٌ??? » 271411
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 342
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond reputeبيبه الجميله has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الثامن

في اليوم التالي عندما ذهبت شهد للمحل، وما ان دخلت المطبخ حتي وجدت سمر بدون اي تبرير تسحبها من يدها في سرعة الي الباب وواربته لتسمح بالرؤية وهي تشير في عصبية الي مندو الذي وقف في الصالة يحدث عطا بينما الاجزاء السفلية من وجهه قد كساها لون احمر مالوف ونفس اللون يلطخ احدي يديه
وعادت سمر لتسحبها للداخل وقالت :"ابن الحرامية!!! امبارح كان القبض.. ده هو اللي مقبضني بايده .. انا حطيت الفلوس في الدرج و معاهم البتاع اللي ادتيهولي ده و سبتهم و خرجت عشان يبقي كمين.. و بعدها لما رجعت ملقتيهمش، مشيت انا و البت مرفت جارتي نلف علي جار جار ندور علي حد لونه احمر ملقتناش و نمت متنكده اخر نكد و بدعي عليكي عشان شورتك المهببة.. قوم اجي الصبح الاقي المتنيل علي عينيه ده و شه و ايده متلونين.. البيه جيه متاخر بعديا الصبح و مش عايز يوريني خلقته من ساعة ما شرف"
شهد:"روحيله انت .. دبي عينك في وشه واسالية من ايه ده... خليه يعرف انك كاشفاه ...هدديه انك هتفضحيه لو مرجعش الفلوس .. ولا اقولك سبيهولي انا.. انا نفسي افرقع في حد!!"
سمر:" انت صحيح محكتيش امبارح كان مالك؟"
حكت لها شهد ما حدث تفصيليا وبرغم من انها اثناء الحديث ابدت ضيقها الا ان سمر كانت تسمع بسعادة وحماس وقالت بعد ان سمعت الي النهاية:" وانت يا هبلة مضايقة؟؟؟ امال زوزو بقي تعمل ايه؟ تروح تنتحر؟!"
شهد:" يسلام ماهو في الاخر كلمها يطمن عليها"
سمر:"يا بت متصدمنيش فيكي دانا بقول عليكي نبيهة.. بقي هو كان مكلم يطمن علي زوزو برضه؟؟!!"
قلبت شهد شفتها السفلية و اشاحت وجهها وكانها لا تهتم
فقالت سمر:" لا دانت بجد طلعتي مبتفهميش حاجة.. امال بس عاملالي فيها صايعة .. بقي جو هيكلم يطمن علي زوزو.. علي اساس انه بيقلق عليها قوي.. وانه كل يوم كان بيستناها يروحها.. وانه بيتعصب لما تطلع ترقص.. اه ه ه ده حتي راح اداها كلمتين في جنباها من غيظه"
عادت شهد تنظر اليها و قد فهمت التلميح الساخر وقالت:" يعني هو كان بيكلمها هي يسأل عليا انا؟؟ كانت قالت .. او كان حتي هيبان عليها انها اتفرست.. "
سمر:" لا دانت طلعتي مش بس مبتفهميش كمان ساذجة؟؟.. انا هضيع وقتي معاكي افهمك؟؟!.. امشي اتكلي علي الله انا وريا شغل .. امشي.. انا ناقصاكي مش كفاية عليا ابن الحرامية ..امشي"
ودفعتها دفع حتي انصرفت شهد ضاحكة من انفعالها المبالغ فيه.
القت نظرة علي مندو ثم تحسست جيبها حيث ترقد مطواتها الجديدة.. لنري ماذا نفعل معك يا ندل.. وبعد ان انهي حديثه مع عطا استدار ليجدها تطيل النظر اليه اصابه التوتر و الحرج ووضع كفه علي ذقنه في موضع الصبغة الحمراء.. توجهت شهد اليه و اقتربت منه قالئلة:" ايه الحلاوة دي يا واد مندو..الاحمر هياكل من وشك حتة.. "
فقال مندو محاولا ان يبدوا ثابتا و علي طبيعته الجافة:" لا خفيفة اوي با بت.. دي علبة دوكو ادلقت عليا.."
شهد متصنعة الدهشة:" يا خبر!! ولا عرفتش تمسحها.. لا تعالا معايا امسحهالك.." وو جذبته من يده في اتجاه باب المطبخ..
فاوقفها قائلا:" لا اصل حاولت كتير امبارح فوشي بيحرقني.. خليها تروح مع الوقت"
شهد:"يحرقك ايه يا واد متسترجل بأة.. عموما متخافش انا معايا في الحمام حاجة هتريحك خالص.."
ما ان ادرك انها تقصد الحمام و ليس المطبخ حيث توجد سمر، ترك نفسه لتجره شهد الي الحمام..
و ما دخلا معا حمام السيدات مارين باب المطبخ.. حتي وقف هو يتأمل وجهه في المراة بينما اخرجت شهد من حقيبتها زجاجة عطر.. و بسرعة اخرجت المطواة وقالت بشراسة محذرة:" ابعد عن الباب!!"
فوجيء مندو و ابتعد عن الباب ممتثلا في ذهول .. قامت هي باغلاق الباب بالقفل..
لوحت بالزجاجة و قالت:" انا مش قلتلك .. لو زعلت سمر تاني هشوه وشك بمية نار؟؟! بتسرق زميلتك يا ندل!! مش كنت عايز تنضف وشك.. تعالالي.. انا هنضفهولك!" وقامت بفتح الزجاجة..
فصرخ مندو كالفتيات و هم بالتوجه للباب.. فصاحت شهد:" اثبت .. بدل ما ثبتك بدي" مشيرة الي المطواة في يدها..
حاول شخصا من الخارج فتح الباب فاشارت شهد بالمطواة لمندو ان يخرس.. حاول الشخص عدة مرات ثم يأس..
وقف مندو في ركن الحمام المتوسط الحجم يرتجف.. فقالت شهد محذرة وهي تقترب منه:" الفلوس ياد.. فين فلوس سمر؟؟!"
مندو متسائلا في ذعر:" هتشوهي و شي برضه بعد ما اقلك؟"
شهد:" هفكر.. اخلص ياد.. متعصبنيش .. انا لما بتعصب ايدي بتترعش.. " و قامت بتحريك الزجاجة الصغيرة في يدها بصورة عشوائية. فصرخ مندو محاولا تفادي اي نقطة قد تسقط منها.
***

عندما وصل جو و جد مرة اخري تلك الفتاة سمر تناديه فتوجه اليها، ماذا لديها من مصيبة هذه المرة..
ما ان اقترب حتي قالت بصوت مذعور مشيرة الي الحمام:" كويس اني لقيتك.. والنبي تلحق شهد احسن انا لسة سامعة صريخ"
اكملت و جو متجها الي الحمام معها دون كلام:" اصلي شفتها ساحبة مندو علي جوة و شكله اذاها ابن المؤذية"
وقف جو لحظة و استدار اليها وسأل:" ساحباة ازاي يعني..؟!!" ما وصل الي فهمه جعله يتردد في فتح الباب قبل ان يستمع لكلام الفتاة المعتوهة..
سمر:" اصله سرقني و شهد كانت عايزة تجبلي حقي.. بس من ساعة ما سمعت الصريخ .. حاولت افتح الباب لقيته مسكوك.. انت وقفت ليه؟ اكسر الباب!.."
و بالفعل قام جو بمحاولة فتح الباب ليجده مسكوكا.. فصاح:" افتح يا مندو!"
فلم يأته اي رد فعل.. فنظر الي سمر و قال :" انتي متأكده من كلامك؟.. انا هكسر الباب!.. ده باب الحمام الحريمي!.. انتي مستوعبة؟!"
فقالت سمر:" والله شهد و مندو جوة انا شايفاهم.. اكسر ليكون عمل فيها حاجة"
و بالفعل قام بدفع الباب بكتفه مرة فالثانية فانفتح الباب ليجد مندو مثبتا في ركن الحمام وبيده بعض النقود و شهد تقف امامه بيديها المطواة و الزجاجة..ما ان رأه مندو حتي صاح مستنجدا:" الحقني يا جو.دي معاها مية نار!."
لم يعرف جو ان كان يقيم هذا كمشهد ضاحك ام مشهد مؤسف.. ود لو يقوم بصفع شهد و سمر صفعتين لاصابته بهذا التوتر..
قال جو لشهد متعجبا مستنكرا:" ايه بلطجي صغير؟! ارحمي نفسك! هاتي الازازة اللي معاكي دي بدل ما تئذي حد"
نزعت شهد من يد مندو النقود واعادت المطواة الي جيبها ثم توجهت لسمر و سلمتها النقود.. وقالت:" خدي يا روحي.. عدي فلوسك.. " ثم قالت لها ببرود و هي تنظر الي مندو.. "مش عايزة كلونيا.؟. دي مستوردة يا بت.." ثم و ضعت قليلا من الزجاجة علي يدها و مسحت به علي رقبتها ثم رقبة سمر و هي تنظر ببرود لمندو الذي كان مازال تحت تأثير الذعر.. حتي انه امسك بذراع جو دون وعي.. فنظر اليه جو باحتقار و قال:" هي دي مية النار اللي كنت خايف منها.. اوعي كده.. جاتكو القرف كلكوا"

وخرج تاركا ثلاثتهم ... اثنتان منهم غارقتان في نوبة من الضحك.. و الثالث مصاب بالذعر الذي بدأ يتحول لغضب بعد ان ادرك ما فعلته به شهد للتو.. و ما اشعل غضبه هو ضحكهما عليه.. وفاجأة انقض علي شهد كان مباغتا و مخالف لكل التوقعات.. لذا لم يتسني لشهد حتي ان تدير راسها.. دفعها نحو الحائط بغل بينما هي تقاومه في شراسه و سمر بدورها تهاجمه من الخلف.. كان مندوا يجز علي اسنانه و ممسكا برقبة شهد محاولا الضغط عليها تارة او يكيل اليها صفعة طائشة تارة اخري.. كان غاضبا بحق..
صار صوت جلبتهم عالية مما اعاد جو مرة اخري و دفع البعض من من كانوا في الصالة بالقاء نظرة..
عندما رأي جو منظر مندو ممسكا بشهد انتابته الرغبة في قتله و هو قادرا علي ذلك ، الا انه تمالك نفسه و صاح فيه :" شيل ايدك يا مندو!" التفت اليه مندو قبل ان يترك شهد فقد افاقته الصيحة من نوبه الغضب و ادرك تماما موقفه و انه ليس في مقدوره الدخول في معركة مع يوسف.. لذا تركها و دخل المطبخ غاضبا و قد سمعوا صوت تحطم شيئا ما في الداخل.. لعله كسر صحنا..
اتي عطا مسرعا و قد امر برفع صوت الموسيقي الصاخبة و صعود الفتيات و بالفعل نجح في تشتيت ذهن رواد الصالة عن ما يحدث بالداخل قرب المطبخ.. ثم اتي اليهم قائلا:" جري ايه؟؟ بتهببوا ايه؟" و اشار الي سمر:" انتي مش في المطبخ ليه؟"
و الي شهد:" وانتي مش بتجهزي ليه؟؟ خلاص هتطلعي دلوقتي!"
خرج مندو من المطبخ عندما سمع صوت عمه و قال:" يرضريك يا ريس البت شهد تثبتني بمطوة في الحمام؟!"
كادت شهد ان تنقض عليه لولا ان جو امسك بها فقالت:" كمان بتشتكي يا حرامي يا بو عين بجحة!!"
نظر اليها جو نظرة " طب قولي كلام غير ده"
ولكنها استمرت في الشجار قائلة بانفعال:" يظهر الجرعة في الحمام كانت قليلة .. تعالي انا هوريك يا ندل يا بجح!"
استدار لها يوسف فجأة و صاح بها:" اسكتي بقي ! ولا كلمة.. لما ابقي واقف بقك ميتفتحش!"
وما ادي لعجب الجميع انها صمتت و كأن شخصا نزع منها الفيشة..
فقال عطا:" في ايه يا جو؟"
اطلق جو يده لتقتنص ياقة مندو و تأتي به ليواجهه و قال لعطا مشيرا بوجهه لمندو بنبرة محذرة غاضبة:" الواد ده لو ايده اتمد تاني علي شهد ..هكون مريحك منه! انا مسكت نفسي عنه المرة دي.." قال جملته الاخيرة و هو يهز مندو من الياقة في عصبية..
وقفت شهد فاغرة فاها.. تنظر لجو .. كان لا يُصَدق.. لقد خرج الجميع من الكادر وبدا هو وحده وسيما قويا بتلك العروق النافرة في رقبته العريضة والتي تشير الي اي مدي هو عصبي.. عصبي من اجلها.. غاضبا متوعدا..علي وشك الفتك بمن سولت له نفسه ان يضايقها.. احست برغبة عارمة في ان تتعلق بذراعه القوية المفتولة .. وان تلقي كل همومها اليه لكي يفعل بها ما يفعل الان بمندو.. لربما سمعت في حياتها عن اصحاب الشهامة و لكنها لم تقابلهم الا نادرا و لكنها لم تسمع ابدا عن شيء كهذا.. شيء يصف ما تراه في يوسف.. انها تخشاه و لكنه مصدرا للحماية.. عنيف و عصبي.. و لكن نظراته الحنونة تخبرها ان الدنيا بخير..لم تعهد ان يهتم احدا بها مثله فاهتمامه بها كفتاة ولكن ليس كأنثي.. نعم ليس كانثي ..اهذا شيء جيد؟؟! تداخل فجأة الاخرين و عادوا للكادر مع جو و قد صاح عطا حائرا¬
:" فهموني بس.. مين ضرب مين؟؟"
فقامت سمر بقص ما حدث لعطا..
فما كان من عطا ان صفع ابن اخيه علي كتفه عدة صفعات مؤنبا بعبارات:" واطي زي امك" ، "فاضحني دايما" ، "عمرك ما هتسترجل" ثم اطمأن من سمر:" مش رجعلك حقك ؟!"
ولما اجابت بنعم نهرها للعودة للعمل هي و مندو بعد ان حذرهم من فتح الموضوع مرة اخري..
وكذلك لشهد:"يلا شهد اطلعي .. ده اكل عيش.. وحقك عليا ...بس انتي برضه استقويتي عليه قوي و هو مهما كان راجل وانتي بنت.. كرمته نقحت عليه" كتمت شهد ضحكة ساخرة عندما قال عطا علي مندو"راجل" و اومأت برأسها في امتثال فتركهما عطا و عاد للصالة
فقال لها جو:" مش غريبة شوية انك بتتخانقي مع مندو و تقوليلوا يا حرامي.. ده حتي ابن كارك"
شهد مستنكرة:" فشر! كاري ده ايه؟؟ هو انا بسرق بنات شقيانين ؟؟! لأ و ايه زمايلي كمان.. ده ندل و خسيس"
جو:" لأ شريفة اوي!"
شهد:" اسم الله علي شيخ المنصر اللي انت بتحرسه .. بقولك ايه؟ لا تعايرني و لا اعايرك.. انا قفشت علي مندو علشان الجدعنة مش السرقة ، وحق البت الغلبانة! انما انا وانت جدعان منتقارنش بالعالم دي"
جو:" انا وانتا؟ في جملة و احدة وكدة؟! انتي هتقارني نفسك بيا كمان.. "
شهد ساخرة:" لأ العفوا.. انا زيي زي المليون بت اللي تتمنا تتحط معاك في جملة.. بقولك ايه؟ متعبي شريط بالكلمتين دول.. والنبي هيبيع"
جو:" كفاية لماضة.. لأ.. ووالنبي كفاية بلطجة.. انتي فاهمة الدنيا غلط يا شهد.. فاتحة الصدر دي و البلطجة مش شطارة...هتترني علقة فيوم بسبب غشامتك دي"
قالت شهد بمرارة:" لأ انت اللي فاهم غلط.. العُلق اللي خدتها هي الي خلتني مباخافش.."
صمت.. ضايقه قولها.. لم يعرف لم.. ولكن السيرة قبضت صدره
فعادت شهد لتقول:" كفاية رغي باة ورايا شغل.."
همت بالانصراف الا انها وجدت ذراعا تثبتها مكانها..فاستدرات لصاحب الذراع مستفهمة.. لتجده لا ينظر اليها من الاساس.. بل موجها نظره للفراغ امامه..فقالت متعجبة:" في حاجة يا جو.. سيب ايدي.. عايزة امشي"
بقي جو ممسكا بها لبرهة دون ان ينظر اليها و كانه يفكر بعمق ثم تركها..
انصرفت متعجبه لتصرفه..
اما يوسف فقد وقف سارحا فيها بينما هي تذهب امام ناظريه .. ود لو لم يتركها تذهب.. كيف تركها تذهب لترقص بارادته هكذا؟!! كانت مشاعره متضاربة بشده.. يلوم نفسه لانه لم يمنعها.. وشاعرا بالعجز عن تنفيذ امرا يتمناه بشده.. لمذا لم يمنعها ؟؟!
ما بك يا جو ؟ و كيف تمنعها ؟؟! ابسط رد سيكون سؤلا مستنكرا عن شائنك بالامر.. هيا اجب! حقا ما شانك انت؟؟!! حسنا ..لحظة صراحة مع النفس.. انت تهتم لأمرها.. شعورك بالمسؤلية و القلق عليها يحتمان عليك فعل شيئا ما في هذا الامر.. تري هل ينسف مكانها حتي لا تجد مكانا تقف لترقص فيه.. ام ربما يضع لها سما في الطعام حتي لا تتمكن من الرقص.. بال الافضل ان يفجر المكان برمته حتي تفقد وظيفتها تماما.. ربما لو بقي ممسكا بذراعها قبل قليل لما تمكنت من الذهاب.. نعم و سيصير هو مثل الاحمق.. ولكنها علي الاقل لن تذهب في اخر الامر.. ما هذا الذي تقوله يا جو؟؟ مبروك لقد اضافت شهد لصفاتك لفظا جديدا بجانب مختلا اصبحت معتوها!
لنعود للصراحة.. هو فعلا يود ان يمسك بها مجازيا .. بل يحتاج لما يجعله ممسكا بها.. متحكما فيها.. تلك الفتاة تحتاج لرادع..

***

صعدت شهد الي مكانها و اندمجت مع الموسيقي و بقية الفتيات .. و بعد دقائق بدأت النقود تمطر..
كانت تفكر انها لم تعد متلهفة لعودة الريس عبود.. بامكانها البقاء هكذا لوقت اطول، العمل رائع و مجزي و جو يوميا موجود.. لا يعلم الا الله كم مرة ستراه عندما تنضم الي الريس عبود.. ليته لا يعود سريعا..
لا حظت تعمده في عدم النظر اليها.. كان هذا الامر يصيبها بالغيظ.. قررت الا تهتم به حاليا و لتبقي تركيزها في النقود .. فبرغم ما يبدي جو من اهتمام، فهي تدرك جيدا ان النقود ابقي، فهي ظهرها و سندها في نهاية الامر.. حسنا لنركز مع هذا الرجل، يبدو ثريا و مغيبا.. هيا شهد قومي بعصره ليخرج كل نقوده.. و هكذا بدات تضحك له .. و تغازله عن بعد.. متبعة الروتين المعتاد ..

***

بعد ان انهت زوزو مكالمة هاتفية اثناء و جودها في مركز التجميل، كانت عصبية غاضبة اشعلت سيجارة فسألتها احدي الفتيات :" مين كلمك فور دمك كده؟"
زوزو بعصبية:" ده كمان بيتخانقلها؟!! " ثم نظرت للهاتف و هي تنفث الدخان في عصبية وضعظت زر الاتصال ثم انزوت بعيدا و تحدثت بصوت خفيض منفعل:" ايه يا برنس..انت مش هتهجم و لاايه؟؟ فينك؟"
عدوي:" انت مش قلتيلي فوت كما يوم؟؟"
زوزو:" كفاية كده.. روح بقي احسن البت مزة و في الف بيشاغلوها.. هتروح متلاقيهاش!"
عدوي:" قصدك حد معين؟"
زوزو:" قصدك انت حدووووود معينة"
عدوي:" اصل انا شاكك في حد انه مخبيها عليا سألته في بنات جديدة عند عطا قالي لأ.. يا تري مين فيكوا اللي بيكدب؟"
زوزو:" والله روح واتأكد بعنيك.. و بعدين اللي قالك ده اكيد عينه منها.. انما انا هكدب ليه؟؟"
عدوي :" خلاص هتلاقيني طابب قريب.. و مش هقلك امتي.. خليها مفاجأة.. "
وقفت زوزو سارحة بعد انتهاء المكالمة.. تعيد في رأسها ما قُص عليها الليلة عن ما حدث من دفاع جو عن شهد و تحذيره لمندو.. ضغطت علي الهاتف في غل و عصبية..
***
كان جو يستمع الي تعليقات من حوله من الزملاء علي ذلك الرجل الذي صار يلقي برزم النقود الي شهد و شهد فقط.. بل كانوا يتراهنون انه سيخرج المزيد كلما توقف..ويتصايحون في انبهار كلما فعل.. علي مضض القي جو نظرة عليه.. كان يرقص مثل الدراويش.. بدا عليه السكر الشديد.. كان ينظر لاعلي حيث ترقص شهد و يرسل لها القبلات في الهواء .. كانت تبتسم في مرح و تقبل كفها وتنثر القبلات كاحدي نجمات المسرح.. هل ظنت حقا انها فنانة؟! لم يكن المنظر في حد ذاته الذي ضايقه .. فتلك المشاهد المثيرة للغثيان و التي تتمثل في استغلال شهد لمعجب ولهان وربما سكران ..تتكرر كل دقيقة .. لذا كان يتعمد ان يدير ظهره.. انما ما اقلقه هو تصرفات الرجل.. كان انتباهه محصورا مع شهد فقط و كان يخرج النقود في عدم و عي.. وكان يقترب من مكانها تدريجيا.. تفحصه.. ليجده مثل الثور..ضخم طويل و عريض .. حسنا ..ضع ثورا مغيب العقل امام فاتنة ترسل له القبلات.. تحصل علي مأساة.. بقي متابعا الموقف علي اعصابه.. كل من حوله يتضاحكون علي الرجل...وهو وسطهم عاقدا حاجبية متوتر.. لم تفعل به هذا؟! انها ترقص و تضحك بلا ادني اهتمام.. كيف لها الا تدرك ما يمكن ان تتعرض له ، وهي الشكاكة المتربصة؟!

***

كانت شهد تري الرجل يقترب.. كانت فخورة بكم النقود التي اخرجتها منه.. كانت تنظر ضاحكة في فخر لزميلاتها اللاتي كن مبهورات و يضحكن علي الرجل المغيب.. عندما توقف عن اخراج المزيد من النقود و التي بديهيا ان تكون نفذت.. استمر في الرقص و الاقتراب.. هنا بدأت شهد تتسائل لم يقترب الان ..واضح انه لن يعطيها المزيد.. نظرت الي زميلاتها عن بعد متسائلة.. اشارت لها احداهن الي الحارس الضخم الذي يقف قرب الباب.. وكانها تقول ان احتجتيه اشيري اليه. بالفعل تمكنت من لفت انتباهه اليها دون ان تثير انتباه ااخريبن.. اشارت الي الرجل الذي و قف يرقص كالموتي الاحياء بقربها.. فاشار اليها الحارس بما يفيد ان الامر لا يستحق تدخله الان.. و لكن عينه ستكون عليه.. استمرت شهد في الرقص و قد اصابها التوتر ..كان الرجل يحدثها بصوت عالي.. يناديها لتنزل.. كان قريبا بشدة.. هي الان مدركة ان موقفا سخيفا سيحدث.. لا يوجد شك في انه علي و شك الصعود اليها.. ولكن زوزو قد اكدت لها قبلا ان الحارس هنا خبير في انهاء هذه المواقف ..فهو قادر علي انقاذ الموقف بلا احراج او شوشرة.. كانت نظرها حائرا بين الرجل السكران و الحارس الذي بدا منشغلا في البوابة.. كانت منتظرة لحظة تدخله..
وفي اللحظة المناسبة توقفت الموسيقي الصاخبة لتبداء اخري اكثر هدوئا معلنة عن فترة راحة من الرقص للفتيات و الزبائن.. تفست شهد الصعداء .. الا ان الرجل لم يهتم بتوقف الموسيقي و لا بعودة الناس للمقاعد و لا بنزول الفتيات بل بقي و اقفا مكانه يطلب من شهد النزول اليه.. وقفت شهد حائرة تنظر اليه في احراج و تلفتت حولها عل احدي الفتيات تخبرها بالتصرف السليم .. كان الحارس ينظر اليها عن بعد في برود.. و لما اشارت اليه مرة اخري.. اشار لها بنفس الاشارة ان الامر لا يستحق تدخله فلتحله بمعرفتها..
حسبت شهد الامر ، ان نزلت الان في هدوء الي الرجل وتخلصت منه في سلاسة هو افضل من ان تثير جلبة وتاتي بالحارس.. كانت متوترة حقا قبل ان تنزل فعلا.. تري كيف ستنسحب؟؟
نزلت بخفة لتجد الرجل شيه متلقفا..

***

"طبعا ..دا بعد كل اللي طلعه ..اقل واجب انها تنزله".. كان هذا تعليق احد زملاء جو علي شهد و هي تهم بالنزول.. لقد رأي جو الاشارات المتبادلة بين شهد و الحراس و نظرات التوجس في عينيها.. ادرك انها خائفة.. وانها علي وشك فعل امرا غبيا من امورها.. و بالفعل نزلت مباشرة الي الرجل.. ماذا تظن نفسها فاعلة؟! هل رأت فعلا ان له حقا ما بعد كل ما دفع؟!! و لكن التوتر البادي عليها لا يدل علي انها متحمسة حتي للحديث مع الرجل.. كاد ان يقذف نارا من اذنيه حين رأي الرجل يحاول ان يحاوطها بذراعيه .. و هي تتراجع بلباقة.. حقا هي تبتسم؟! كيف لم تصفعه؟ (ولا هي المطواة تترفع علينا احنا بس؟؟!!!) .. شهد انت تلعبين بالنار! اشاح بوجهه بعيدا لكي يمنح دمائه الفرصة لتتكثف بعد ان اصبحت بخارا ينفث في عروقه..
"علي فكرة شكلها بتحاول تخلع بس مش عارفة" كان هذا تعليقا اخر.. ثم تلاه:" و هو ابتدي يتغابي عليها"
التفت سريعا ليري ان الرجل يجذب شهد من يدها في قوة متوجها للخارج ..بينما هي تتقافز مقاومة .. و تحدثه في استسماح وهي تتلفت حولها باحثة عن مغيث.. لقد ادركت ما اوقعت نفسها فيه.. ذلك الثور العملاق قرر ان ياخذ ما ظن انه اشتراه للتو الي بيته ربما .. وقبل ان يصل بها قرب الباب وقفت لتسحب يدها في عنف معلنة التمرد علي اي لباقة و ليحدث ما يحدث. كان الرجل غير مدركا لشيء ، فما كن منه الا ان امسك ذراعها بقوة اكثر و عنفا ليستمر في سحبها بينما هي تقاوم..
وهنا كانت سيطرة جو علي نفسه قد انتهت.. سار بخطوات عصبية سريعة الي حيث كان الرجل محاولا ان يعدل توازنه بينما يمسك بشهد و قد هم الحارس بالتوجه اليه اخيرا ليحدثه.. تهللت اسارير شهد لدي رؤيتها لجو.. و ما رأت علي وجه من غضب.. تاكد لها ان ما سحدث سيكون كبيرا.. بالفعل بدون اي مقدما قام جو بنزع يد شهد من الرجل ودفعها لتصير بقوة الدفعة واقفة خلفه.. فما كان من الرجل الثور المغيب الذي صار غاضبا من فعلة جو ان انقض علي جو ليتعارك معه.. كان بطيئا غير متوازن مما جعل جو يبتعد عن طريقه بسلاسلة فيوشك الرجل علي السقوط و لكنه يوازن نفسه و يستدير ليواجه جو و هو يصيح و يسبه سبابا بشعا و يتوعده بضرب مبرح.
طبعا انتبه الجميع الي ما يحدث.. و تدخل الحارس ليحاول تهدئة الرجل و اقناعه بالرحيل وقال لجو :" خلاص يا جو هتعمل عقلك بواحد عقله مسافر.." و لكن جو صاح في الحارس:" انت تخرس خالص كنت قاعدلي مستني ايه؟؟ لما ياخدها و يخرج؟؟!!"
فغضب الحارس و صاح به بدوره:" وانت مالك؟؟ هتدخل في شغلي؟!"
جوفي قمة الغضب:" ادخل و اديك علي دماغك .. لما تفضل عامل عبيط و انت شايفه كل ده و ساكت.. ايه ؟ هو شافك بحاجة و لا ايه؟؟"
عند قول جو احمرت عينا الحارس و هجم علي جو ليضربه.. و ايضا الرجل السكران توازن و انقض بدوره علي جو.. برغم ضخامة كليهما وغضبهما.. الا ان جو كال للرجل لكمة واحدة وضع بها جام غضبه فسقط فاقد الوعي بينما تعارك مع الحارس و انتهي الامر ايضا بان سقط الحارس ووجهه مضجرا بالدماء ممسكا بانفه متألما.. لم يأخذ الامر سوي بضع دقائق..
كل هذا و سط صراخ الحضور و محاولة عطا و زملاء جو للفض بينهم .. وقفت شهد عن بعد منبهرة ببطلها الذي راح يكيل اللكمات من اجلها.. لو كانت لديها اما تحكي لها في الصغر الحواديت لعرفت ان ما تشعر به هو احساس الاميرة التي انقذها الفارس من الاشرار.. لم تفكر الان في العواقب التابعة .. كل ما شعرت به هو الانبهار..
انتهي الامر سريعا .. و حُمل الرجل الي الخرج بينما ذهب الحارس لمكان ما ليُعتني به طبيا .. اما شهد فقد اشار لها عطا لتذهب لحجرة الفتيات بينما عاد جو مع زملائه حيث طاولة الخواجة الذي كان ما يزال موجودا و شاهدا علي كل ما حدث..
في طريقه الي الطاولة حيث الخواجة..ادرك جو ان تلك هي اللحظة التي خشاها من البداية.. ان عمله الان حقا علي المحك.. مبروك يا جو الان ستجعلك شهد بالاضافة الي مختلا و معتوها.. عاطلا!
اشار له الخواجة لكي يقترب منه و يجلس بجواره، فامتثل جو.. كان حانقا بسبب كل ما حدث.. و قد بدا كله علي وجهه .
الخواجة ببروده المعتاد:" من امتي بيبان عليك انك متضايق؟"
صمت جو ..كان منتظرا وابل من اللوم يتليه قرار بالاستغناء عن خدماته..
الخواجة:" مش دي البت الجديدة اياها؟"
اومأ جو برأسه و قد ازداد انعاقاد حاجبيه الغاضبين..
الخواجة:" وانت بقي سبت اللي مفروض تركز فيه و ركزت في مين اللي خدها و مين اللي ضايقها؟"
قال جو بعد تردد:" لا انا فعلا ماكنتش باصص عليها .. لكن لما سمعتهم كلهم بيكلموا عن اللي بيحصل وهاني ابن (...) واقف علي البوابة عامل فيها اطرش.. ميخلصكش اعد ساكت يا ريس"
الخواجة بهدوء ساخرا:" فكمان ايه.. قمت سايب مكانك و رحت تدخل في خناقة!"
صمت جو.. الخواجة محقا.. الجارد لا يصح ان ينشغل عن عمله او يترك مكانه لينساق في امر مثل شجار..
قال الخواجة و علي وجهه شبح ابتسامة:" دلوقتي اقل حاجة انك توريني عرض كتافك! لكن الكلام ده لو كان حد غيرك.. هعتبر اللي حصل غلطة مش هتتكرر!"
حاول جو الابتسام فقد كان سعيدا بقول الخواجة ولكنه كان مازال تحت تاثير الانفعال و الغضب ابت شفتيه ان تبتسم.. و لكنه اكتفي بشكر الخواجة و الاعتذار.. كان يشعر بالمهانة لاضطراره الوقوف في هذا الموقف السخيف حيث يتم تانيبه علي اهماله..
فقال الخواجة في كلمة اخيرة:" و كمان عشان عاذرك .. البت تستاهل.. عندك نظر يا واد"
اومأ جو برأسه مرة اخري..وهو ينهض ليتمركز في مكانه المعتاد.. لم يكن يحتمل ذكر سيرة شهد تماما الان.. كان حانقا عليها بشدة .. لو ظهرت امامه الان لكال لها لكمة اقوي من التي اخذها ذاك الرجل الثور.. الافضل لك ياشهد ان تخفي عن جهه الان!

اطلانتس likes this.

بيبه الجميله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للرائعه, اللصه, فوزى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.