آخر 10 مشاركات
الجحيم هواك -ج3 من سلسلة نعيم الحب- للكاتبة الرائعة: زهرة سوداء *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          اليوم العالمى للتراث (الكاتـب : اسفة - )           »          ملك الظلام (14)الجزء الأول- للكاتبة ندى حسين*مميزة*كاملة&الروابط (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          410 - عائد من الضباب - ساندرا فيلد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          وجهان العمله واحدة / للكاتبه L7'9t '3ram ، مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree23Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-13, 12:01 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



هرعت بالفعل نحو العيادة وأحضرت بعض الملتزمات من هناك ثم توجهت للفيلا خاصته وأحضرت من غرفة المعيشة دواءً مسكناً وآخر عبارة عن مضاد حيوى وجدته بالمصادفة وعادت وقد أغمض خالد عيناه وبدا متستغرقاً في النوم .......... ربما من الألم .............. إقتربت منه بحرص وهي تقول : بشمهندس .......... بشمهندس خالد أنا جيت

لم يشعر بكلماتها على الرغم من أن يده كانت ما زالت تضغط بقوة على موضع الجرح ............لم تجد بداً من الإقتراب بحرص وتحريك يديه من أجل تنظيف الجرح ولكن في حركة فجائية إنتفض فزعاً وقام بسحبها بيده الأخرى وكأنه شخص يريد مهاجمته .......كانت ذراعه مطبقة على خصرها بقوة وقد جذبها نحوه وهو يقول : كارمن ............ ناوية على ايه كارمن ............هه .............عايزة إيه

إيناس وهي تحاول بصعوبة التخلص من قبضته دون جدوى : كارمن مين ............ فوق يا بشمهندس أنا إيناس ........... أرجوك سيبني
ظل جامداً لدقائق ثم أرتخت قبضة ذراعه وتركها ....... إبتعدت في فزع وظلت نتظر نحوه برهبة ...........تمتم قائلاً : أنا آسف ............بجد آسف ....... أرجوكي إوقفي النزيف
أغمض عيناه مرة أخرى .........ظلت ترقبه من بعيد خائفة من الإقتراب حتى سمعت عبارته الأخيرة : متخافيش ....... متخافيش مني

إقتربت منه وبدأت في تنظيف الجرح لم يكن غائراً ولكن فقد بسببه الكثير من الدماء ........... قامت بتنظيفه وتطهيره بالبيداتين ثم قامت بلف الشاش حوله بإحكام وتأكدت من توقف النزيف تماماً وعادت لوجهه مرة أخرى وبدأت بمعالجة الكدمات والجروح به ........... مرت حوالي ساعة عندها كانت قد إنتهت تماماً ......... بدا وجهه أفضل على الرغم من آثار الكدمات ........... كان ينظر نحوها بتمعن ............ على الرغم من آلامه ظل يراقب تفاصيل ملامحها طول الوقت ........... القلق الشديد البادي على وجهها............ العسل اللامع بمقلتيها .............بدت بشرتها بيضاء وكأن الدماء قد غادرتها فزعاً ............ كلما لامست أناملها البارده جروح وجهه شعر بالراحة وكأنها نبات سحري خرج من الحديقة لمداواة جروحه ............

كانت تتحاشى النظر نحوه طوال الوقت فعيناها لا تنظر سوى لموضع الكدمات من أجل معالجتها وفقط ....... قالت له بعد أن إنتهت : خلاص ....... خلصت
خالد : طبعاً وشي متشلفط
إيناس : معلش يومين والكدمات حتروح وحيهدى إن شاء الله
نظرت نحوه وهي تقول جملتها الأخيرة وعندها لاحظت تلك النظرة المتمعنة التي يوجهها نحوها .......... بدأت في لملمة أشيائها وتابعت : هو بس حضرتك تحط عليها ثلج
خالد : طيب عندك ثلج
إيناس : اه............... ثواني ............. قامت وأحضرت له الثلج ..............على الرغم من ضيقها من نظراته في أغلب الأحيان وأحياناً خوفها ............إلا أنها شعرت بالشفقة من أجله فقد تعرض الليلة لتجربة سيئة مع الألم بل كاد أن يفقد حياته .......

وضع خالد كيس الثلج على جبهته وتابع : إنتي اللي شغلتي الميه وإيدتي النور صح
إيناس : أيوه
خالد : بس كانوا ممكن ميهربوش ويإذوكي لو عرفوا إنك لوحدك
إيناس : أنا مفكرتتش أنا شفت السكينة في إيد واحد منهم إتخضيت وعملت كده
خالد : خفتي يموتوني
إيناس : هما ليه كانوا عايزين يموتوك
خالد : لا هما مكانوش عايزين يموتوني ....... ده كان مجرد تخويف
إيناس بدهشة : تخويف !!! من إيه
خالد : مش مهم من إيه المهم إني أخاف وخلاص وأعيش في قلق ده كافي إنه يبسطه
إيناس : هو مين ده
خالد : واحد ............ أو جايز واحده ........... بس الأكيد إني مابسيبش حقي وواضح إني محتاج أفكرهم بده
صمتت إيناس عندما شعرت بالنبرة الإنتقامية في حديثه نظر نحوها وتابع برقة : المهم إني لازم أشكرك على اللي عملتيه معايا النهارده
إيناس : العفو يا فندم ........ أنا ماعملتش غير الواجب
ظل ينظر نحوها لوهلة صامتاً ثم إستند على الطاولة وقام بالوقوف وتابع قائلاً : أنا متشكر على العناية الطبية المميزة دي واضح إن الخيل عندي محظوظ لوجود دكتورة شاطرة زيك ............
أنا طبعاً مش حاقدر أنزل بكرة الشغل فإنتي حتكوني مكاني و ياريت تبعتيلي دسوقي الصبح على الفيلا ............

إيناس : حاضر ...........حضرتك ما تقلقش
إبتسم لها وتابع : تصبحي على خير
إيناس : وحضرتك من أهله


غادر خالد وتركها مع الأرق .............. ظلت بالحديقة تراقب السماء وتفكر فيما مر من أحداث .............. تذكرت هجومه عليها ظناً منه أنها شخص آخر وكأنه كان يحلم ............ قال كارمن ........... نعم إنها هي الصهباء التي جاءته منذ أيام ..............يبدو أن وراءها الكثير من الأسرار وربما الخطر أيضا ً .








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:02 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل التاسع عشر


على الرغم من أنها لم تنل قسطاً كافياً من النوم إلا أنها كانت تشعر بالنشاط ................ توجهت مبكرة للإسطبلات ومارست عملها المعتاد بل شعرت بقدر من المسؤولية في غيابه ............. أبلغت دسوقي أن خالد يطلبه بالفيلا .............. وبعد إنتهاءها من عملها ذهبت لرعد ............كانت تقف أمامه .............تطعمه قطع السكر المحلاة كما إعتادت وتتحدث ......... تحدثت كثيراً ........ أخبرته عن ما حدث بالأمس وكأنه ليس بجواد لا بل صديق .......... صديق إعتادت أن تفرغ ما في جعبتها بأذنيه وهو يستمع لها دون كلل .


-
تعرف طلع بينضرب عادي زينا ........... كانت تلك أول كلماتها بأذن رعد وكأن صورة خالد بقسوتها وغضبها قد تبعثرت أمامها عندما شاهدت الإعتداء عليه تابعت وهي تضحك بسخرية : كان حيبكي ............. فعلا من الألم حسيت إنه حيبكي لما كنت بطهر الجرح بس مسك نفسه ............. عارف الجانب الشرير جوايا كان عايزة يبكي جايز ساعتها كنت ححس انه ضعيف ........... ضعيف زيي .............. كان ممكن يموت ........... تخيل ببساطة كده حد ينهي حياة إنسان زي ما يكون الموت ده حاجة سهلة ............... هي الناس دي بتفكر ازاي ............. هي الناس دي بتحس زينا ............. ببساطة كده تلغي وجود إنسان ............. يختفي ........................ تدور عليه ماتلاقيهوش
كانت كلماتها الأخيرة متزامنة مع عبرات قوية إنهمرت من عيناها ................ هي لم تعد تعلم عن أيهما تتحدث ............خالد أم شريف .

 

كان دسوقي يتفحص الجراح بوجهه بدهشة ولكن يبدو أن جراح وجهه لم تؤثر على صوته الجهوري وغضبه الحاد الذي أفرغه في وجه الحارس المسكين ............ كان محمد يقف مطئطئاً رأسه وهو يستمع لتوبيخ خالد ........
خالد : أفهم بقه................. حراسة إيه والمزرعة سداح مداح دخلوا وخرجوا وحضرتك نايم على ودنك
محمد : يا بششش ...........يا بشمهندس ممكن يكونوا نطوا من على السور مش من البوابة
خالد بغضب : سور إيه يا بنى آدم ............. السور عندي كله حواليه شجر عمرهم ما حيعرفوا يعدوه ............. هي البوابة عندك وإنت طبعا نايم في العسل جوه ولا دريت بيهم
محمد : والله يا بشمهندس أول مرة تحصل ............. وحد يفكر يهوب من المزرعة
خالد : وأهي حصلت يا فالح ..............لغاية ما اتصرف مش عايز نملة ............ نملة تعدي من البوابة من غير إذني فاهم
محمد : مفهوم ............ مفهوم يا بشمهندس
خالد : دسوقي
دسوقي : أمرك يا بشمهندس
خالد : شوفلي اتنين رجالة من عندك يكونوا جامدين كده يساعدوا أخينا ده في حراسة بالليل لغاية ماتصرف فاهم
دسوقي : فاهم ........امرك
خالد : خلاص روح شوف شغلك إنت وهو
غادر الرجلان مسرعين وظل هو وحده مع أفكاره ............ كارمن .......... كريم .............. هو ............تكاد تكون دائرة مغلقة مستمرة في الدوران ........... ماذا يفعل لكي يتخلص منهم ............. هم من إقتحموا حياته في البداية ...........وما زالوا.


 

شعر حسن بالدهشة عندما وجد أكثر من عشرة مكالمات هاتفية من إيناس وبوقت متأخر ............. أمسك بالهاتف وإتصل بها على الفور ...........
حسن : دكتورة إيناس ........... خير في إيه
إيناس : بشمهندس حسن أنا آسفة بس حصلت حاجة إمبارح علشان كده اتصلت
حسن : إيه اللي حصل أنا كنت نايم وقافل الجرس ........رقية كويسة
إيناس : متقلقش الموضوع ملوش علاقة بمدام رقية ......ده ........ده البشمهندس خالد
حسن : خالد !!!! في إيه
إيناس : حقولك إيه .......... ناس إتهجموا عليه إمبارح بالليل وضربوه وبالحظ انا شفت ده وعلشان كده كنت بكلم حضرتك
حسن : يا خبر................. وحصل ايه هو كويس
إيناس : أيوه كويس حضرتك ما تقلقش .......... حضرتك ممكن تكلمه وتفهم منه أحسن مني
حسن : خلاص يا إيناس انا حاكلمه دلوقتي
أغلق الهاتف وملامح الصدمة بادية على وجهه وقبل أن يتصل بخالد جاءه صوتها ...........كانت قد أنهت لتوها الإستحمام : ومين إيناس دي كمان ....... إوعى تكون الثالثة

سهام ............. زوجته الثانية ............كانت إمرأة على قدر لا بأس به من الجمال قابلها في حفل زفاف صديق له ةىورشحها نفس هذا الصديق له كزوجة ............. كانت نصيحة له بأن يجرب حظه مرة أخرى لعله ينول ما يبتغي وكأن النصيحة جاءت على هوى قلبه وعقله فإتبعها وبعد شهر واحد تزوج بسهام التي ظنت بحملها السريع أنها ستملك كل شئ وستقذف برقية خارج عالمها بكل يسر ولكن حتى الآن ما زالت رقية هي الأولي وهي في المرتبة الثانية ............

نظر حسن نحو سهام بضيق وتابع قائلاً : نعيماً يا ستي ممكن بقه تجهزيلي الفطار علشان رايح على الشغل
سهام : شغل برده .............. مين دي اللي كنت بتكلمها
حسن : إيه يا سهام إنتي فاضية ولا إيه بقولك شغل
سهام : كده بتشخط فيا ............ماشي أشخط وخلي التوتر يأثر على الجنين
حسن : مش وقت دلع يا سهام ولا علشان رقية مشيت فاكراها مشيت علطول
سهام : والله براحتها بقه إنت مش فاضي تتحايل على حد إبنك محتاجلك
حسن : ومش فاضي للت والعجن حضري الفطار علشان نازل حالاً
قام من على الفراش وتركها لإتمام مكالمته مع خالد وتركته هي غاضبة لتحضير طعام الإفطار


 
 


مر يومان .........لم يخرج خالد من المنزل ولكن كان يبدو على حسن الإنشغال الشديد فقد قام بتزويد الحراسة على بوابتي المزرعة ونبه على جميع الحراس أن يراقبوا البوابات جيداً خاصةً في الليل ............... كانت إيناس بمكتبها تنهي بعض الاوراق خاصةً أنها ستعود للقاهرة في نهاية الأسبوع حيث ستمضي أول أجازة بالمنزل ............رفعت بصرها فجأة لتجده واقفاً بالباب وعلى وجهه إبتسامة أعطته مظهراً جذابا على الرغم من الكدمات بوجهه ........... نظر لها وتابع : شايفك مشغولة
إيناس : إتفضل يا بشمهندس .......... حمد الله على السلامة
خالد : الله يسلمك بس مش تسألي عليا بالتليفون حتى ماكنش قطن وبيداتين
إبتسمت بخجل : أنا ماكنتش عايزة أزعج حضرتك
خالد : لا إنتي آخر واحده ممكن تزعجيني ده إنتي أنقذتيني
إيناس : العفو يا بشمهندس .......قلت لحضرتك ده واجبي
خالد : نازلة أجازة بعد بكرة صح
إيناس : أيوة
خالد : مش عارف حد قالك على المعلومة دي ولا لأ بس في ميني باص بيتحرك كل يوم الساعة 9 الصبح لمصر وبيرجع من مصر الساعة 5 ده علشان يوصلك ويرجعك أغلب الموظفين بيتحركوا بيه كل واحد على حسب معاد أجازته
إيناس : أنا فعلا ماكنتش أعرف ....... متشكرة
خالد : هو بيتحرك من بوباة 1 في المزرعة التانية حخلي بيسو يوصلك ...
أومأت رأسها بإبتسامة وصمتت تابع هو بعدها : أنا مش عايزك تقلقي من اللي حصل ............ أنا زودت الحراسة على المزرعة ومش حاسمح لحد يرعبنا تاني أنا عايزك تكوني واثقة من ده


كانت نبرته هادئة غاضبة وكأنه يتوعد كل من يفكر في العبث بممتلكاته ............ وكأنه لا يقبل بأن يكون ضحية أو ربما لن يسمح بذلك ............

************************

تلك هي أول عطلة تقضيها بالمنزل ................ مر حوالي شهر منذ غادرت أول مرة ............. لم يتغير شئ........... الأثاث مرتب كما هو ............رائحة التوابل القوية تنبعث بقوة من المطبخ حيث تقبع والدتها منذ أمس تحضر لها كافة صنوف الطعام وكأن الطعام هو ترحيبها الخاص جداً لكل عزيز ..........وأخيها الأصغر يصرخ أمام ما يسمى بالبلاي ستيشن وكأن خسارته حقيقية وأبيها ............ جالس كعادته يتصفح الجريدة بإهتمام على الرغم من أن أكثر صفحاتها أصبحت مخصصة للإعلانات !!!!

كان عبد الرحمن يتفحص الجريدة بعين ويراقب إبنته الصغرى بعين أخرى كانت تبدو وكأنها غابت عنهم ليس فقط لشهر واحد بل ثمان أشهر .......... نعم هي غائبة عنهم منذ موت شريف الآن فقط عادت .......... أصابه بعض القلق عندما إنزوت بغرفتها لفترة ولكنه قرر أن يطرد أفكار الشيطان من رأسه ............


 

وعلى جانب آخر كانت هي تتعمد عدم فتح النافذة ........... وكأنها كانت تخاف مراقبة الشرفة ........... حتماً تغيرت ........... ربما تلمح رجل آخر أو ظل إمرأة بمكانه وربما لا ............ربما تجد الشرفة كما هي ...........نعم ربما تتجسد ذكراها من جديد ............. تبددت أحلامها بمجرد أن فتحت النافذة ......... شهر ........... شهر واحد بدّل كل شئ ............ إختفى المقعد الهزاز الذي كان يجلس إعتاد على الجلوس به ووضعت مكانه خزانة قبيحة تحمل صنوف من الثوم والبصل !!!!!
إمرأة شاكية تصرخ بأطفالها وهي تقوم بنشر بعض الملابس الغير متناسقة ....... أغلقت النافذة سريعاً ........لقد رحل حقاً ......... نعم رحل منذ ثمان أشهر وتغير كل شئ رغماً عنها ..............


 

طرقات والدها على الباب تزامنت مع إغلاقها للنافذة.......... لم تستطع أن تخفي عبراتها ........... جلس عبد الرحمن بجانب إبنته وجذبها لتستند على صدره وقال : ناس مزعجين قوي ......... بس إحتمال يمشوا كمان شهرين أو ثلاثة
إيناس : هما مين دول
عبد الرحمن : اللي سكنوا في شقة شريف
إيناس : خلاص............... مبقتش شقة شريف
عبد الرحمن : لو متضايقة ممكن أرجع أستأجرها تاني
رفعت رأسه وقالت بإصرار : لأ
عبد الرحمن : لأ مش عايزة
إيناس : ملوش لزوم ولا معنى ......... ولا حيجمل الحقيقة ........... بس هو عايش جوايا يا بابا والله عايش جوايا
عبد الرحمن : عارف يا حبيبتي ...........عارف
إيناس : طيب ليه المفروض أنساه ليه إنتم عايزيني أنساه
عبد الرحمن : لا إحنا مش عايزينك تنسيه ..........حتنسي جوزك إزاي ........... مستحيل حتنسيه ........إحنا بس خفنا تنسي نفسك ولو نسيتي نفسك حتنسيه يا إيناس
إيناس : بس أنا خايفة أنساه ولو نسيته حانسى إيناس اللي أعرفها حابقى واحدة تانية
إبتسم عبد الرحمن لصغيرته وتابع : عارفة الدنيا دي يا إيناس علطول تعاكسنا ............تتلون من حوالينا ...............تفتكري حنفضل زي ما إحنا ولا حندخل جوه اللوحة ونبقى جزء منها
إيناس : بس بمزاجنا ولا غصب عننا
عبد الرحمن : الإتنين ما هو يا كده يا حننقرض زي الديناصورات
إيناس : بس مش شرط التغيير يكون للأحسن
عبد الرحمن : عارف بس برده ضروري
أنا مثلاً إتغيرت عبد الرحمن الأب والجد غير عبد الرحمن الشاب المتسرع اللي كان واخد الدنيا في دراعته
إيناس : ودلوقتي
عبد الرحمن : دلوقتي كل همه يحوط عليكم ..........
إيناس : وسعيد ولا كنت زمان سعيد أكثر
عبد الرحمن : لا طبعا دلوقتي سعيد أكثر عارفة ليه
إيناس : ليه
عبد الرحمن : علشان كل يوم بيعدي في عمري بفهم نفسي أكثر وبكتشف حاجات جميلة كانت غايبة عني زمان .........
إيناس : بابا مكنتش أعرف إنك فيلسوف
عبد الرحمن ضاحكاً : فيلسوف مرة واحدة طيب ماتقوليش لأمك ....... خليها مع الثوم والملوخية بتاعتها ........ بس بصراحه أنا جعت من الريحة
إيناس : وانا كمان
عبد الرحمن : يبقى ناكل ونشرب شاي ونتفرج على التليفزيون ونبطل تفكير هه
قال ذلك وقد ضربها برقة على رأسها ثم تابع : سيبيها كده بالبركة وقومي صلي وإدعي لشريف يا حبيبتي لا ينقطع عمل إبن آدم إلا من ثلاث
إيناس وقد تجمعت العبرات بعينيها : صح ......... أنا لازم أدعيله كتير يا بابا وكمان حاعمله صدقة جارية .............بكرة حانزل أعملها يا بابا علشان خاطر شريف
عبد الرحمن : حاضر يا حبيبتي فكري إنتي عايزة تعملي ايه وبكرة حاجي معاكي
وبالفعل قضت إيناس ليلتها تصلي وتدعو لزوجها الراحل وتفكر في الصدقة الجارية فقد أضاعت ثمان أشهر في الذكريات فقط ............ وربما حان الآن وقت شريف لعلها تستطيع أن ترسل له برقيات متقطعة من عالم الأحياء .
 
 
بخطوات واثقة كان يتجه نحو البناية مرت حوالي ثلاث سنوات ............. كانت تبدو قاتمة ............قبيحة هل حقاً تغيرت البناية أم هو من تغير ففي زيارته الأولى كان مدفوعاً برغبة عارمة من أجل الحصول على ما يريد .............. ولكن الآن الأمر إختلف ...........

وصل أخيراً لباب الشقة وبيد واثقة دق الجرس ............ يكاد يستمع لخطواتها وهي تقترب من الباب ...........وبسعادة ممزوجة بثقة إستقبلته عيناها ...........كانت تبدو جميلة لا بل متأنقة وكأنها توقعت قدومه ..........إبتسمت بمكر ودعته للدخول وهي تنطق بعبارتها بدلال : كنت مستنياك !!!!!

دلف بهدوء بعد أن نظر بثقة لعيناها .............إقتربت منه بدهشة وإمتدت أناملها الرفيعة لملامسة وجهه ............. قالت بصوت هادئ : علاجك عندي
تركته وتوجهت للداخل ثم عادت وبيدها أنبوب صغير .............وضعت القليل من محتواه على أصابعها وإقتربت منه ........إبتعد عنها بدهشة قائلاً : حتعملي إيه
كارمن : الكريم ده حيهديها خالص .........
إقتربت منه مرة أخرى وتابعت وضع الكريم على وجهه ......... كانت ملامحها هادئة ............ سعيدة !!!!
ظل مستسلماً لأناملها ربما لشعوره براحه فورية وكأنها تمسك بدهان سحري لم يخلصه من ألم كدماته فقط بل من مظهرها أيضاً ............ نظر نحوها ساخراً : يقتل القتيل ويمشي في جنازته
كارمن : بعد الشر
خالد : لا والله
كارمن : جيت علشان أنبهك وإنت مدتنيش فرصة
خالد : والمفروض إني أصدق
كارمن : إنت حر
تركته وإتجهت نحو الأريكة جلست عليها بعبث ورفعت كلتا قدماها فوقها وتابعت : فاكر من 3 سنين طلبت مني الجواز وإنت قاعد هنا بالضبط ........... كانت أسعد لحظة في حياتي ...........
نظرت نحوه فجأة كانت زرقة البحر بعيناها لامعة أو ربما تبدو كأمواج ثائرة قالت بسخرية : إنت جيت النهارده ليه
خالد : برد الزيارة
كارمن : إيه حتضرب واحدة ست
إقترب منها وأحاط جسدها بذراعيه مستنداً على الأريكة
بادرها بنظرة تحمل قدراً كبيراً من الغضب وتابع : بلاش الأسلوب ده معايا وقولي لكريم إني مش بسيب حقي وأظن هو عارف ده كويس
إبتسمت بسخرية : وأنا وضعي إيه في المعادلة دي
خالد : دورك إنتهى يا كارمن ونصيحة متحاوليش تجدديه تاني
إقربت منه بجرأة وقالت هامسة : متأكد
إبتسم بمكر وتابع : طبعاً
تابعت بثقة : حنشوف
لا يعلم ماذا أصابه ............ كاد يشعر بالضعف أمامها ففي النهاية هي إمرأة جميلة بل رائعة الجمال وهو في النهاية رجل .............. إقترب منها بخبث حتى كادت أن تستسلم له ولقبلته المنتظرة ولكنه تركها في اللحظة الأخيرة وإبتسم بسخرية قائلاً : مش خالد رضوان اللي حتعرفي تضحكي عليه
لامس وجنتها بقبضته وهو يتابع : فوقي

أزاحت قبضته عنها بغضب ......... ودعها بيده بسخرية وقذف قبلة باردة في الهواء ورحل ............ قبلة باردة ربما لا تتناسب مع شعلة الغضب المتأججة داخلها فأسوء أنواع الغضب هو غضب العاشق


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:03 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العشرون


لم تصدق رقية أذناها عندما إستمعت لصوت إيناس الرقيق بالهاتف ...........
رقية : إيناس وحشتيني
إيناس : إنتي كمان وحشتيني قوي ............ المزرعة وحشة من غيرك
رقية : معلش
إيناس : حترجعي إمتى
رقية : لسه مش عارفة يا أنوس
إيناس : إرجعي بقه متسيبناش لوحدنا شوفتي لما سيبتينا إيه اللي حصل
رقية بدهشة : حصل إيه
إيناس : هو أستاذ حسن ماقلش ليكي
رقية بتلعثم : لا ماقلش حاجة ..........حصل إيه ؟!
أخفضت إيناس صوتها حتى لا تستمع والدتها إليها وتابعت : في ناس هجموا بالليل على المزرعة وضربوا بشمهندس خالد
رقية : إيه مين دول وضربوه ليه
إيناس : معرفش شكلهم حد مسلطهم عليه ........... أنا مش عارفة أحكيلك بالتفصيل علشان عندي في البيت ميعرفوش
رقية : إنتي في البيت
إيناس : ايوه نزلت أجازة إمبارح وحارجع بكرة ............. يلا تعالي نرجع سوا ولا حتسيبيني لوحدي كده في وسط شغل العصابات ده
رقية : خلاص .......... بكرة حتلاقيني في الباص نركبه مع بعض وتحكيلي بالتفصيل
إيناس : بجد .......... كويس قوي يبقى معادنا بكرة إن شاء الله

أغلقت رقية الهاتف ............... وكأنها تعللت بطلب إيناس لتعود .............. أقنعت نفسها أن عودتها من أجل المسكينة إيناس التى تركتها وحيدة وليس من أجله هو ............ هاتفها حسن مراراً وتكراراً في الأيام السابقة يسألها عن موعد عودتها ............ يخبرها عن نومه دون طعام جيد وعن وحدته المملة علها تعود دون جدوى والآن هي ستعود نعم فهي لا تحتمل الوحدة ........... فالوحدة قاتمة كئيبة ............. عجوز تسرق الحياة ........... إذن هي ستعود من أجل الحياة وليس من أجل حسن ....... نعم ليس من أجله بل من أجلها هي .

***********************

غادرت إيناس منزلها للحاق بالحافلة فموعدها في الخامسة مساءاً ............ إستقرت في أحد سيارات الأجرة التي إنطلقت تشق الزحام نحو الموقع المنشود ............ كانت جالسة بالخلف تتأمل الطريق ............ما هذا هل تساعدك العزلة على التأمل ................ التعمق في ماهية الأشياء .......... طالما مرت من هذا الطريق لسنوات ولكن الآن فقط تشعر أنها تراه ............ وجوه قاتمة إعتادت الزحام أو ربما إعتادها فأصبحوا كيان واحد ..........رائحة العوادم طغت على طبيعة الهواء........... معزوفة صاخبة شكلتها أبواق السيارت حتى توقفت الأذان عن تذوق الأصوات وشُل العقل عن التفكير ........... عن التأمل ............... فأصبح الجميع كالماكينات يتحركون دون وعي ...........دون إدراك بالتغيير الذي يحدث حولهم .............. ربما كالأرض تدور في الفلك وتدور حول نفسها دون أن نشعر بذلك .............. نعم إستغرقنا الاف السنوات لنعرف أنها كروية تدور وتدور ونحن معها .............وكأننا نتغير في كل لحظة دون وعي ............دون إدراك


كانت رقية تستمع لها بدهشة وإيناس تقص عليها تفاصيل ما حدث في تلك الليلة والإعتداء على خالد ............. كانت ملامح الصدمة بادية على وجهها وهي تقول : مش ممكن اللي بتحكيه ده يا إيناس ..........
إيناس : اه والله زي ما بقولك
رقية : طيب وليه ماكلمتيش حسن
إيناس : كلمته كتير بس تليفونه ماردش
رقية : اه تلاقيه كان قافل الجرس وحتى لو مش قافله هو أصلا نومه تقيل
إيناس : كان يوم بس بشمهندس حسن وبشمهندس خالد من ساعتها مشغولين بتأمين المكان وزودوا حراسة كمان
رقية : ماهو لازم يعمل كده
إيناس : تفتكري ليه الناس دي عايزة تإذيه
رقية : هو ماقلش قدامك مين
إيناس : لأ
رقية : عموماً هو مفيش غيرهم
إيناس : مين دول
رقية : ولاد مختار ............. هي العداوة مع ولاد مختار
إيناس بدهشة : مختار مين
رقية : مختار ده كان جوز أم خالد راجل بقه ............ يلا حقول ايه دلوقتي هو عند ربنا ........ كان مثال زوج الأم السئ لخالد وكمان سرق ماله
إيناس : معقول
رقية : خالد بقه رجع حقه بعد كده من ولاده وفي الآخر كريم إتسجن وكارمن كان حسن بيقول سافرت برة مصر
إنتبهت إيناس للإسم وتابعت : كارمن !!! إنتي بتقولي كارمن
رقية : أيوة إسمها كارمن إستغربتي ليه
إيناس : أصل من كام يوم جات واحدة المزرعة تزور خالد وكان قدامي وقالها إزيك يا كارمن
رقية : معقول ............ رجعت وكمان جات المزرعة ......... لا كده يبقى أكيد ليها يد في الموضوع ده
............. أصل كارمن وخالد دول حكاية ملعبكة قوي .......... حسن نفسه مش فاهم هو كان بيحبها ولا لأ
إيناس : بيحبها ........... كانت حبيبته
رقية بإبتسامة ساخرة : كانت مراته
إيناس : مراته !!!!!
رقية : مش بقولك حكاية ملعبكة ............. أنا نفسي معرفش تفاصيلها ومش فاهماها بس اللي أعرفه إنها أسوء علاقة بين إتنين ...........كانت مستحيل تنجح
إنتهت رقية من حديثها لكن إستمرت إيناس في التفكير بالصهباء وما تلى زيارتها ........... لم تكن تتوقع أن هناك عشقٌ سالف خلف الأمر ........... يبدو أن خالد يخفي الكثير خلف هذا الوجه المتجهم .............


 
*******************


لم يصدق حسن نفسه عندما لمحها مع إيناس ترك خالد الذي كان يقف مع بعض العمال يستفسر عن العمل وتوجه نحوهما وإبتسامة واسعة تملأ ثغره ............ إقترب حسن من رقية قائلاً : إيه المفاجئة الحلوة دي ........... طيب ماقلتيش ليه علشان أجيبك بالعربية
رقية : إيناس بقة شجعتني وجينا سوا
حسن : حمد الله على السلامة يا دكتورة
إيناس : الله يسلمك يا بشمهندس
جاء صوت خالد الأجش وهو يقترب نحوهم بدوره قائلاً : مدم رقية المزرعة نورت حمد الله على السلامة
رقية : الله يسلمك يا بشمهندس
توجه خالد بنظره نحو إيناس وتابع : إزيك يا دكتورة
إيناس : الحمد لله إزيك يا بشمهندس
خالد : من بكرة ورانا شغل كتير ححتاجك تركزي مع سهيلة لغاية ما نعرف في حمل ولا لأ
إيناس : متقلقش حضرتك
حسن : طيب عنئذنكم إحنا بقه

أمسك بيديها وتوجها للمنزل كان يبدو كالطفل المشتاق لأمه ...........ثغره الباسم يعبر عنه وشوق عيناه يكاد يفضحه .......... نظر خالد نحوهم ثم توجه لحديثه لإيناس قائلاً : كويس إنك رجعتيها .............. حسن مايقدرش يستغنى عنها
إيناس : وقد إندهشت من حديثه والتطرق لهذا الأمر الشخصي : ربنا يخليهم لبعض
خالد : هو بيحبها قوي على فكرة مش معنى إنه إتجوز عليها إنه مابيحبهاش
إستدارت له وقد تمكنت الدهشة من شعاع العسل بعيناها
تمتمت قائلة : إيه هو البشمهندس حسن متجوز
خالد بلامبالاة : مكنتيش تعرفي
إيناس : لأ
خالد : عادي حتى اللي عارفين مننا مش بيتكلموا في الموضوع رقية نفسها عاملة مش واخدة بالها
إيناس : يعني إيه مش فاهمة
خالد : يعني عارفة انه متجوز وماوجهتوش
إيناس : هو إتجوز من وراها
خالد : كان شايف إنه كده بيحافظ على شعورها وعلى حياتهم مع بعض
إيناس وقد تبدلت ملامحها فقطبت جبينها وزمت شفتاها و تابعت : إتجوز علشان الخلفة .........صح
خالد : من حقه إن يبقى أب
إيناس : وهي من حقها تكون أم
خالد : بس المشكلة عندها هي
إيناس : ولو كانت عنده كان حيكون من حقها تسيبه
خالد : لا لا الأمر يختلف
إيناس : يعني إيه يختلف
خالد : هو ماسابهاش لكن لو هي مكانه كانت لازم حتسيبه ............ هو حقق رغبته وبرده حافظ عليها
إيناس : بس جرح مشاعرها
خالد : وليه نصعبها ....... هو عنده حق وأخذ حقه..... دي كل الحكاية
إيناس : وهو لما كل واحد عنده حق لازم ياخده مين اللي حيدي ............ مين اللي حيضحي
خالد : أعذريني يا دكتورة نظرتك للأمور حالمة قوي ....... الواقع حاجة تانية
إيناس : الواقع إن كل واحد بيفكر في نفسه وبس
خالد : معلش يعني متقنعنيش إنك مش حتفكري في نفسك في وقت من الأوقات
إيناس : نعم ........ حضرتك تقصد إيه
خالد : يعني حتتجوزي يا دكتورة وتبقى أم زي كل ست

نظرت نحوه بدهشة ممزوجة بغضب .......... كادت أن تجيبه ولكن بماذا وبأي حق تعطيه جوابها ........... إستادرت وتركته غاضبه ............ غضب جعله يندم في لحظتها على ذكر هذا الأمر ........ تبعها وهو يقول : دكتورة إيناس ولكنها لم تجبه وأسرعت خطاها للإبتعاد عنه فما كان منه إلا أن أسرع خطاه بدوره وهي يقول : إيناس إستني
تخطاها وإعترض طريقها ثم تابع : أرجوكي إستني
إيناس : لو سمحت يا بشمهندس خليني أعدي
خالد : أنا آسف ........... مش عارف أنا قلت كده إزاي ..........
لم تنظر نحوه ظلت واجمة غاضبة............ أطرقت رأسها لتتجنب النظر نحوه .............شعر هو بالندم خاصةً عندما تمعن بالنظر في ملامحها التي تمكن منها الحزن في النهاية وإنطفأ شعاع العسل بعيناها وكأنه خطيئة تسعى لإخفاءها ..................
تابع بعدها بصوت أكثر رقة : أنا أول مرة أعتذر لحد في حياتي وغالباً حتكون آخر مرة فأعتقد إننا لازم نسجل اللحظة التاريخية دي

رفعت عيناها ورمقته بنظرة ساخرة وكأنها لا تصدق ما يقول ..............منذ يومان كان مكومأ بالأرض يستجدي النجاة والآن يقدم إعتذاره بغطرسة ليس لها مثيل ............


صمتت قليلاً ثم نظرت نحوه بجدية وتابعت : هو فعلاً يا بشمهندس حضرتك مش حتعتذر تاني لإن دي آخر مرة حضرتك حتتكلم معايا في موضوع شخصي كده لإنه ببساطة مش من حقك ............. عنئذنك
دلت بدلوها وتركته وعلى ثغره إبتسامة ساخرة ........... تتملكه حالة غريبة وكأنها مزيج من الإعجاب والغضب !!!!!


 

نظر للحارس دون إكتراث وهو ينطق بإسمه : كريم مختار ......... يلا قوم فز عندك زيارة
كريم : بس ده مش معاد زيارة
الحارس : إنت حتحكي معايا يا بجم إنت قوم من غير كلام
نظر نحوه أحد زملاءه بالعنبر وتابع بسخرية : قوم معاه يا كيمو جايز المزة اللي بتزورك هو اللي زي دي يتقفل في وشها باب
نظر له كريم بغضب ثم هجم عليه بشراسه حتى كاد يقتلع عيناه وهو يقول : اسكت يا كلب هه .............. إتعلم تتكلم كويس عن أسيادك
خلص الحراس المسجون من قبضة كريم الغاضب بصعوبة ............... كريم الذي كان كالحمل الوديع في بداية أيام سجنه ............ يتلقى الإهانات ببذخ من الصغير قبل الكبير ولكن الآن .............. الأمر إختلف .............إختلف كل شئ ............... يبدو أنه التغيير .

كان يتحرك خلف الحارس بخطوات عابثة حتى وصل للحجرة ............ولكن لم تكن كارمن هي الزائر بل كان آخر .............. آخر لم يغيب عن فكره لسنوات وها هو الآن أمامه
كان خالد جالساً على المقعد يتفحصه بنظراته الحادة .............. ما زالت ملامحه كما هي ربما زادت بأساً مثل الشعيرات البيضاء التي هاجمته منذ شبابه والآن تمكنت من أغلب خصلات شعره .............. كان يراه كالمسخ وكأن جميع خطايا مختار تجمعت في وجه كريم ببشرته الشاحبه وعيونه الزرقاء وشعره الرمادي الذي يبدو كرماد البركان
وفوق هذا كله نظرته الحاقدة ..............


قال له خالد ساخراً : إتفضل يا كريم بيه زي بيتك برده
تقدم كريم منه ساخراً وجلس بزهوٍ كاذب في الكرسي المقابل له وتابع بدوره : وليه زي بيتي ما هو بيتي فعلاً
خالد : تصدق لايق عليك
قفز كريم كالفهد .............. إقترب منه وشعر خالد برائحة أنفاسه الكريهة ولكنه لم يحرك ساكناً بل لم ترتجف أهدابه ولو للحظة ........ تابع كريم بنبرة حاقدة : برده اللي في وشك لايق عليك
( مشيراً إلى كدمات وجهه )
نظر خالد بحدة لكريم وقال بدوره : لو على البلطجية ممكن أسلط عليك اللي يندمك على اليوم اللي إتولدت فيه وصدقني في كتير هنا نفسهم يخدموني فيكي
كريم بتحدي : وريني نفسك
خالد : لا وريني إنت عرض قفاك فاهم يعني إيه يعني لو حد قرب من المزرعة تاني حاقطع رجله ورجلك قبليه فإتقي شري وأظن إنت عندك خبرة في الموضوع ده
كريم بسخرية : أنا عندي بس واضح إن إنت معندكش
خالد : يعني مفيش فايدة
كريم : خد بالك من نفسك كويس ومتفتحش الباب لحد متعرفوش يا شاطر هه
خالد : إنت اللي خد بالك من نفسك كويس يا ............... شاطر
خرج خالد كاتماً غضبه ............... أمسك بالهاتف وإتصل بأحدهم قبل أن يتوجه للسيارة : نفِذ .


 
 

هل حقاً أحببتك أم هو هذيان قلبٍ متأرجح بين الرغبة والإحجام
وكأنني نسيتك ........ غابت ملامحك عني على مر الأعوام
والآن بعد التلاقِ عاد القلب لينبض مع رؤياك ........... قلبي الأحمق من يجذبني خلفه كالعمياء
أتجول دون بصر في غابة أفكارك ......... أفكار سوداء متقلبةً تبعاً للاهواء
أهواءك أنت ......................فأنت رجلٌ لا يرى سوى بغض الأشياء
لا أعلم أكنت إمرأتك تعشقتي ........ تسقيني اللذة بسخاء
أم كنت مجرد سٌلم ألقيته بعبثٍ بعد لحاقك بركب غايتك العصماء
معشوقي تبتغي الحب وقتما تريد وتُعرض عنه وقتما تشاء
لا ............ الآن حان دوري ............أكون أو لا أكون
عفواً هاملت ........... كارمن هي من عادت الآن
لا لست بكارمن بيزيه ............ لست برذيلة ........لست بإغواء
أنا مجرد فتاة أحبت ............ نعم عشقت بسخاء .

كارمن






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:05 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي والعشرون


إرتشف القليل من عصير البرتقال ثم وضعه جانباً ونظر نحوها وهو يزفر بغضب مصطنع : العصير من غير سكر يا أبلة روكا
نظرت رقية نحوه ضاحكة : ده أحلى حاجة فيه مزازته
حمزته : مزازته ............ مش شارب هاتيلي فراولة
رقية : يابني بلاش عندك حساسية منها
حمزة وقد قطب جبينه مثل الاطفال : بس أنا بحب الفراولة
رقية : فاكر وإنت صغير كنت بتقولها فررررلاولة
إبتسم حتى ظهرت غمازتي ثغره ثم تابع : وكنت باصعب عليكي
رقية : اه وكنت أديلك ومامتك يا عيني تلاقيك قلبت أحمر بعد كده
حمزة : ماله اللون الأحمر ...........ده حتى موضة
رقية : كانت أيام حلوة
حمزة : ودلوقتي برده أيام حلوة
رقية : أهي كلها أيام يا حمزة
حمزة : أبلة روكا
رقية : نعم يا حبيبي
حمزة : سافرتي ليه ورجعتي ليه
إبتسمت بسخرية ربما لتخفي دهشتها من سؤاله ................. إرتبكت قليلاً ثم تابعت : وإنت إديتني الكتاب ليه

نظر نحوها بعمق ................ ربما لأول مرة تلمس تلك النظرة العميقة بعيون هذا الشاب الصغير ............. فرك صدغيه وتابع وهو ينظر نحو الأرض : مش عارف .......... حسيت إن الدنيا بتتحرك من حواليكي وإنت ثابتة مكانك ولو متحركتيش معاها حتسيبك وتمشي فكان لازم أديكي الكتاب لإني مقدرش أقولك تعملي إيه بس أقدر أخليكي تفكري حتعملي إيه
دمعت عيناها وتابعت بصوت مرتجف : بس أوقات بيكون عدم التفكير راحة يا حمزة
حمزة : اه ........... بس راحة وقتيه ............... مؤقتة ............ يعني بالبلدي كده بنضحك على نفسنا
رقية : يعني إنت شايف إني بضحك على نفسي
حمزة : كنتي بتضحكي على نفسك لكن أعتقد دلوقتي خلاص
إبتسمت له رقية ولكنها لم تجب على سؤاله ............ بل شردت في سؤاله


لماذا عادت
عادت من أجلها أم من أجل حسن أم ربما من أجل كلاهما !!!!!!
حسن طفلها المدلل ............. كيف لها أن لا تعود .......... ألم تكن تنتظر إتصاله كل ليلة حتى تطمئن عليه ........... ألم تفتقد رائحة عطره على وسادتها .............. قلقها الدائم في الليل لتتأكد أنه مدثر بغطائه ثم توقن في النهاية أنه ليس بجانبها .....................زجاجة المياه التي دأبت على وضعها كل ليلة بجانب فراشها ليملأ جوفه بالمياه بمجرد إستيقاظه كما إعتاد ........ كانت تستيقظ في الصباح تنظر نحو الزجاجة ساخرة موقنه أنها وحيدة بدونه بل وصل بها الأمر بوضع بعض شرائح الليمون في فنجان الشاي المسائي مثلما إعتاد وشربته هي في النهاية وكأنها .............. هو
لماذا رحلت

لا تعلم ربما رحلت لتعود !!!!!!

أخرجها صوت حمزة من شرودها : أبلة روكا روحتي فين
رقية : مفيش يا حبيبي سرحت شوية .............. بقولك إيه أقعد إتغدى معانا
حمزة : لا مش حينفع ............... إلا صحيح أخبار إيناس إيه
رقية بإبتسامة : كويسة
حمزة : إيه بتضحكي على إيه
رقية : مفيش بس باين عليك قوي إنك مهتم ............ إتقل شوية
حمزة : مشكلتي إني بمعرفش ........... مانتي عارفاني اللي هنا ........ هنا
قال جملته وهو يشير لقلبه ثم للفراغ حوله يقصد خروج مكنون قلبه دوماً رغماً عنه
تابعت رقية : بس إيناس يا حمزة لسه عايشة في ذكرى جوزها
حمزة : تعرفي إن إيناس زيك محتاجة تقرأ الكتاب
رقية : برده
حمزة : هي محتاجة تفهم إن الحياة لازم حتمشي مش حتقف بعد موت شريف والحياة دي تشمل كل حاجه شغلها ........... أسرتها ............مشاعرها
رقية : صعب قوي دلوقتي يا حمزة ............ إيناس حتهرب من أول تلميح صريح من أي راجل يقابلها حتعتبر ده تعدي على ممتلكات شريف ............
حمزة : ده وفاء ؟
رقية : الست غير الراجل يا حمزة ............. الراجل بيحب علشان يتجوز فدايماً تلاقيه حب الست اللي ينفع تكون مراته............. يعني بيحسبها بعقله وقلبه............. على عكس الست لما بتحب ماتحسبهاش ممكن يكون أناني ........... قاسي ............ قوي .............ضعيف ............. أو حتى ميت .............. إيناس من النوعية دي ..........إيناس مش حتتجوز إلا إذا حبت يا حمزة
صمت حمزة قليلا وإبتسم بسخرية فنظرت له رقية بدهشة وتابعت : إيه تحليلي مش عاجبك
حمزة : لا بس كده حسب تحليلك ده ............ أبقى أنا ست


ضحكت رقية بشدة حتى أدمعت عيناها وحمزة معها ............. خلعت قبعته وعبثت بشعيراته المسترسلة وتابعت : كده يا حمزة اللي حتكون من نصيبك بجد حتكون محظوظة قوي .............. يا ريت يا إيناس تطلعي محظوظة ............بس نصيحة مني إديها وقتها ما تستعجلش
حمزة : ماشي .............. حاسمع كلامك ونشوف .


********************

تمشى بخطوات مرتجفة ............. قرقعة حذائها مزعجة بل مرتبكة ........... لم يتحمل حذائها الرقيق تشققات الأرض المهترئة تحت قدميها ............. تعثرت ............ هوت أرضاً ........... إمتدت لها أكثر من يد لمساعدتها على النهوض ............وجوه غريبة ..........بالية ........... وكأنها ظهرت من العدم ............... أخيراً وصلت ............... كان ممدداً على الفراش متزيناً بجبائر بيضاء أحاطت كلتا ذراعيه وقدمه اليمنى .................. إقتربت منه في حذر .......... نظر لها ساخراً وتابع بصوت ضعيف : فضلت مستني رسالته أسبوع .............. أخيراً وصلت
نظرت نحوه في دهشة وتابعت : كنت عارف
كريم : طبعاً هو قالي
كارمن : بعتلك ناس السجن
كريم : ههههههههههه حيبعت بلطجية من بره ما السجن مليان
كارمن : إزاي ...........هما عملوا فيك إيه
كريم : عادي ........بيكسر رجلي قبل ما أفكر أهوب ناحيته تاني
كارمن : بيخوفك
كريم : بيقولي إنه مابيخافش
كارمن : هو عنيد وإنت عارف
كريم : ومغرور وغروره ده حيجيبه ورا وعلى إيدي
كارمن مستهزئة : إزاي بقه
كريم : سيبيه شوية شهر اتنين ........... خليه يفتكر إني خفت
كارمن : وبعدين
كريم : ولا قبلين حارجع تاني بضربة أقوى
كارمن : أنا مش فاهمة إيه شغل عسكر وحرامية ده ما تخلص مرة واحده وخلاص
نظر نحوها بحدة وشهوة الإنتقام متملكة من عيناه : لأ ............ لازم يعيش في قلق شوية ........... يخاف ............ والنوم يطير من عينه زي ما طار من عيني طول سنين السجن .............. لازم يتربى

كانت صامتة ............ تغير كريم لم يعد الشاب العابث الذي يسعى خلف ملذاته دون إعتبار بل تمكن منه الحقد حتى النخاع ............. هل هي مثله ............ هل مشاعر الحقد هي صاحبة اليد العليا الآن ............ من ستختار حقد كريم أم عشق خالد ............. ولكنها هي العاشقة وليس هو ........... هو مجرد حاقد مثل كريم ............كلاهما مدفوع بشهوة الإنتقام فقط لا غير ............. كلاهما إستغلها كل بطريقته .......... زفرت بملل ثم تابعت : وأنا إيه المطلوب مني دلوقتي
إبتسم بمكر وتابع : الإخلاص
نظرت نحوه بدهشة : الإخلاص
كريم : أيوه ............. يعني دماغك الجميلة دي متسرحش ويضحك عليكي بكلمتين تاني
ضحكت بسخرية ........... كانت ضحكتها رنانة قوية خيُل إليها أن جميع الجدران قد إستوعبتها ووزعتها خلال المشفى البائس تابعت بثفة : لا متقلقش من الموضوع ده خالص حتى لو أنا غبية هو مش حيعملها
كريم : خلاص ......... إختفي شهر لا تكلميه ولا تروحيله ............ خليه يفتكر إنه إنتصر وإن تهويشه خوفنا
كارمن : وبعدين
كريم : بعدين أنا حقولك تعملي ايه


 
 

كانت الأمور تبدو على حالها بالمزرعة ............. رقية وحسن عادا لحياتهما الرتيبة ولكن هذا من الخارج فقط فخلف الأبواب المغلقة إختلف الأمر ............. تغيرت رقية ............ تارة تكون هادئة مسالمة كعادتها وتارة تتصرف بعصبية شديدة .............تغضب بلا سبب وتصرخ بحسن لمجرد هفوة أو خطأ صغير وعلى الرغم من ذلك تعامل هو معها بصبر شديد ليس من شيمه بل إنقطع عن زيارة سهام بحجة العمل مما أثار جنونها فأصبحت تهاتفه على جواله أكثر من أربع مرات باليوم متحججة بالجنين بأحشائها ................ وحمزة ظل يسترق الزيارات لإيناس من وقت لآخر تستقبله بفتور إعتاده .................فتور كاد أن يتطور لغضب جامح عندما أخبرها أن ما ترتديه أظهر جمال عينيها .
وعلى جانب آخر إنشغل خالد بكل تفصيلة صغيرةً كانت أو كبيرة بخصوص العمل وكأنه كان يستشعر الغدر من كريم ويتأهب للتصدي له .............. وهي أيضا
منذ حديثهما الأخير هي تتجنبه .............. تتوجه مبكرة للإسطبلات وترحل قبل قدومه ............ وكأنها آثرت تجنب الحديث معه ............. بل تجنبت رعد !!!! فمرورها على الجواد المسكين إنقطع وكأن رعد هو خالد وخالد هو رعد ............ فكلما إقتربت من رعد سيقترب منها خالد ...................فربما إذا إبتعدت عن رعد يبتعد هو عنها ولا يتدخل في شئونها مرة أخرى ...........

كانت قد علمت لتوها نتيجة إختبار الحمل لدى سهيلة .............. كانت تعلم أنه يتنظر النتيجة بفارغ الصبر ............ مر حوالي شهر على حديثه الفج .......... قررت التعامل مع الأمر بحرفية ........... كان هو يتفحص بعض الأوراق بمكتبه عندما سمع نقرات خفيفة على الباب ........... لا يعلم لماذا ظل متسمراً لدقائق عندما رآها ............ كانت تبدو كالشمس في طلتها وكأن ظلام الحجرة القاتم قد تبدد بحضورها ........... إستدرك نفسه وطلب منها الدخول ............ إقتربت إيناس من المكتب ودون أن تجلس ناولته التقرير ........... نظر لها بدهشة وقال : إيه ده
إيناس : دي نتيجة تحليل الدم لسهيلة ........... مبروك
إنفرجت أساريره وتابع : ياه كويس جداً
إيناس : أنا نبهت على السايس بتعليمات معينة في الأكل ونظافة الميه ...........كمان الحركة والمجهود حتكون بحساب
خالد : بتاعتك ............... إعملي اللي إنتي عايزاه
إيناس : تمام عنئذن حضرتك
خالد : إيناس ..............
إستدارت له بعد أن همت بالخروج وكان لديه حالة من الإصرار على رفع الكلفة بينهما ..............قالت بجدية : نعم يا بشمهندس
خالد : الشهور بتاعة الحمل دي معتمد عليكي لكن الولادة متخافيش حيكون في دكتور أكبر منك وإنتي حتساعديه

كان يتفحصها بعينيه أثناء حديثه ........... كانت حقاً تبدو جميلة في تلك اللحظة وكأن هناك بريق عجيب إجتاحها فبشرتها تبدو لامعة وشعاع العسل بعيناها إخترقه في لحظات حتى خصلاتها البندقية التي حرصت على عقصها خلف أذنيها جذبت عيناه من أول وهلة ............. لم يخفي نظراته عنها بل صاحبها بإبتسامة ساحرة وكأنه يقول لها نعم أنا أنظر إليكي فإمنعيني لو إستطعتي
قطبت جبينها وتابعت حديثها بضيق : تمام ....... حضرتك عايز مني حاجة تانية
كانت تتحدث بغضب وكأنها قد إستهلكت مخزونها من الليمون من أجل هذه المقابلة ......... قطب جبينه بدوره وإستئنف النظر لأوراقه وتابع بصوت أجش : لا خلاص يا دكتورة .......إتفضلي إنتي


من تظن نفسها كي تعامله بتلك الطريقة ...............لم تجرؤ إمرأة على معاملته بتلك الطريقة الفجة ................ يبدو أنها إمرأة ثلجية ............ تجمدت عواطفها منذ زمن
لا ............ليس مجرد وفاء أو ذكرى قابعة في عقلها تأبى الخروج ........... هي إمرأة بلا مشاعر ............ ربما ..............ربما تكون حقاً بلا مشاعر .............لا هو يعلم أنها مفعمة بالمشاعر ............. بالحب وربما هذا ما يجذبه نحوها .............


 

- جاهزة يا كارمن



- جاهزة يا كريم


- حياخد كام


- 50 ألف جنيه


- مالية إيدك منه


- كلب فلوس ........... يوم ما رحت أول مرة نضفلي عربيتي علشان ملاليم وشغل الشحاتة اللي انت عارفه سيبتله رقمي ...... قلت جايز أحتاجه


- أهو نفع


- البركة في أفكارك ........... بس برده حياخد كتير


- لأ مش كتير هو حيهرب ويسيب المزرعة بعدها


- خلاص ............. حكلمه وأشوف حاديهمله فين


- فهميه نص المبلغ مقدم والنص بعد التنفيذ


- تمام


- مش عايزك تفكري تروحي المزرعة ...........دلوقتي خالص لو خالد شافك حيفش غله فيكي


- متقلقش عليا


- تمام يبقى نبدأ



وأشرقت شمس صباحٌ جديد كان يبدو في بدايته كأي صباح ولكن فجأة تغير كل شئ ............ حالة من الهرج والمرج في الإسطبلات ........... ملامح الذعر تبدو على العمال .............ماذا حدث ............. بل ماذا يحدث ...............نفقت إحدى الجياد ........... جواد قوي .............الأمر مريب ............. وكأنه شئ مرتب ............... ماذا يقولون ............... هل يقولون أدهم .............اهو جواد أدهم ............لاااااااااااا
دخلت صارخة تبحث عنه ...............رعد







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:06 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون



 

وأشرقت شمس صباحٌ جديد كان يبدو في بدايته كأي صباح ولكن فجأة تغير كل شئ ............ حالة من الهرج والمرج في الإسطبلات ........... ملامح الذعر تبدو على العمال .............ماذا حدث ............. بل ماذا يحدث ...............نفقت إحدى الجياد ........... جواد قوي .............الأمر مريب ............. وكأنه شئ مرتب ............... ماذا يقولون ............... هل يقولون أدهم .............اهو جواد أدهم ............لاااااااااااا
دخلت صارخة تبحث عنه ...............رعد


 

شعرت أن قدماها لا تقوى على حملها .............. الطريق نحوه يبدو بعيد .............. كادت أن تتعثر ............ تسقط أرضاً دون رغبة في الوقوف .............حتى دخلت وصلت ..........ربما بعد دهر ...........رأته !!!!! ................. هناك ............ بمكانه كعادته يبدو متوتراً ............. فالأصوات العالية دائماً ما تصيبه بالتوتر فهو جواد ينتظر الهمس والهمس فقط
العبرات ترقص بعيناها .............هو حي ........... وجهه الأسود ..........عيونه اللامعة ...........خصلاته الثائره .............صهيله الغاضب ..................رعد حي
طغت الإبتسامة على قسمات وجهها .............عيناها ..............ثغرها ........ والعبرات مازالت سيدة الموقف ................ إقتربت منه ............ لا بل إحتضنته غير مبالية بزمجرته ............... إشتمت رائحته بنهم وكأنها عبير الأزهار ............ لا بل هي عطر ساحر الآن فقط شعرت بالشوق إليه .............فقد غابت عنه لفترة طويلة .................زفرت بإرتياح .............. إستوبعت أخيراً أن رعد ليس الجواد المقصود ......... عادت للواقع مرة أخرى وبدأت تنتبه للأصوات حولها .............

أشار لها أحد الساسة قائلاً : بوكس 5 يا دكتورة ........... الحصان أدهم ............

توجهت بخطوات مترددة ................كان جواداً ضخماً بلون متدرج بين الأسود والبني .............ممدد على الأرض وخالد أمامه وقد جلس نصف جلسه فبدا كأنه يجلس القرفصاء وعيناه حزينه تأبى الضعف فإعتلتها نظرات الغضب والغيظ ................. قال بصوت أجش وهو ينظر للجواد : أدهم ............. حصان سبق
إيناس : هو إزاي ده حصل
أدهم : زي مانتي شايفة تسمم
لاحظت إيناس بالفعل إنتفاخ بطن الجواد بجانب تشنج أطرافه تابعت بدهشة : لكن لو تسمم غذائي التطور مش حيكون سريع كده كنا ممكن نلحقه
قام خالد ووقف بجانبها وتابع وهو ينظر للجواد : ما هو مش تسمم غذائي طبيعي أو تلوث ........... ده سم ........... أدهم إطحتله سم وفي الميه كمان
إيناس بصدمة : سم !!!! مين ............مين يعمل كده وليه
خالد : الي عملها أنا عارفه والمرة دي لعب في عداد عمره بجد

كانت نبرته قاسية مريرة ............. تركها وخرج ...........وجدته يتحدث مع العمال وعرفت من النقاش أن هناك أحد العمال ويسمى مجدي ...........يختص بتنظيف الإسطبل إختفى منذ الصباح ويبدو أنه رحل لأنه أخذ ملابسه ........... كانت عبارات خالد قوية إخترقت أذناها : ماشي ............ مجدي ده حجيبه وحيبقى عبرة ليكم كلكم علشان لو حد فكر يخون ما يلومش غير نفسه

إنطلق لسيارته غاضباً ثم نادها بعد أن إستقر بمقعد السيارة خالد : عايزك يا دكتورة تعالي علشان تحضريلي شهادة الوفاة
ركبت بجانبه ولاحظت بعد ذلك مناداته لدسوقي حيث طلب منه عنوان هذا الذي يدعى مجدي ..........
كانت يداه تحرك المقود بغضب ......... قدمه تدوس البنزين بقوة ............السرعة جنونية هي طائرة وليست سيارة وليست سيارة والآن ربما هم على بعد دقائق من حادث ............
أوقف السيارة فجأة فكادت أن تقفز من مقعدها نظرت له ووجدته يضغط على المقود بغضب وهو ينظر أمامه ثم ضرب المقود بيده عدة مرات مما أفزعها للحظة ولكنها شعرت بالشفقة من أجله عندما أسند رأسه للوراء ووضع كفه على جبهته وعيناه .............بدا أنه يعاني من ألم رأس قوي .............. قالت له بصوت خفيض : بشمهندس ..........بشمهندس خالد إنت كويس
زفر بألم ثم تابع دون أن ينظر نحوها : أكيد مش كويس
إيناس : هو الناس اللي عملت كده هما نفسهم اللي ............ اللي إتهجموا على حضرتك
إبتسم بسخرية : ايوه
إيناس : بس هو في ناس كده .............. تقتل روح بريئة مالهاش ذنب ............ عشان ايه
إستدار لها .............. صمت قليلاً وهو ينظر نحوها بعمق ثم تابع : يا إيناس اللي عمل كده مش في دماغه حكاية الروح البريئة دي ............. اللي عمل كده حسبها بطريقة تانية خالص
إيناس : طريقة تانية ............ مش فاهمة
خالد : أدهم حصان سبق يا إيناس .........خيل عربي مصري نسبه متسجل فاهمة يعني إيه .........عارفة الحصان ده تمنه كام ........الحصان ده ثمنه نص مليون يا إيناس
صمتت قليلاً ثم قالت : يعني قتلوه علشان إنت تخسر فلوس
خالد : اه وإختاروه هو بالذات علشان كده بالإتفاق طبعا مع الخاين مجدي ........... اللي حربيه قبل ما أربيهم
عاد لغضبه مرة أخرى وأخرج هاتفه وقام بمحادثة أحدهم
خالد : حبيبي إزيك
الشخص : خالد باشا أؤمرني
خالد : عايز مشوار تاني زي بتاع السجن
الشخص : أمرك نفس الواد تحب أبعتلك ناس تربيه تاني
خالد : لأ ده واحد تاني حمليك عنوانه عايزك تبعت رجالتك ليه
الشخص : عيني عايز منه ايه
خالد : عايزه ........... خلي الرجالة يجيبوه ........حنتفق بعد كده فين
الشخص : اممممممم خلاص اديني عنوانه
خالد : غالبا مش حتلاقيه فيه بس شطارتك بقه تجيبه بسرعة
الشخص : ههههههههههه متقلقش يا باشا ده إحنا اللي بنشغل البوليس ..........يومين بالعدد والهدية توصلك
خالد : تمام
أغلق الهاتف بعد ان أعطاه العنوان وإنطلق بالسيارة مرة اخرى أما هي فلم تجرؤ على سؤاله عما ينوي .............

************************

لم يتوقع مجدي أنه سيواجه خالد بعدما حدث .............. فقد قرر الهروب مباشرة بعد فعلته الشنعاء لشعوره أن خالد سيصل إليه آجلاً أم عاجلاً ولكن يبدو أن هروبه ساعد على أن يتم الأمر عاجلاً ...............
كانت السيارة تتحرك مسرعة ............. تشق طريقها في الظلام وكأنها تنطلق نحو الموت .............. تُرى هل سيقتله خالد لما فعل ............. ربما فغضب خالد غير محمود العواقب .............

سحبه أحد الرجال بعنف وأخرجه من السيارة ...........
إنزل يا خفيف ........... وصلنا
غطى مجدي عينيه خوفاً من أن يبادره الرجل بلكمة أخرى فوجهه كان ممتلئ بهم على أية حال .............ولكن الرجل سحبه بعنف من ملابسه وألقاه أرضاً ........... نظر مجدي للمكان حوله بإرتباك وتابع بصوت مرتجف : إحنا فين ............دي ...........دي مش المزرعة

كان في الصحراء ............ وعندها لمح سيارة خالد وقد ترجل منها وتقدم نحوه مسرعاً ........ رفعه خالد بيد واحده وقام بقذفه على السيارة وتابع : لا مزرعة إيه ...........مش حينفع تلم علينا الناس
مجدي : خالد بيه أبوس إيدك ............ سامحني يا خالد بيه
خالد : نعم يا روح أمك
مجدي : يا بيه والله هما اللي وزوني شيطانه يا بيه وزتني ضحكت عليا
خالد : عرفتها إزاي
مجدي : أنا كنت نضفت العربية لما هي جات لحضرتك وهي إديتني تليفونها وقالت لي حتساعدني ....... ب ........ب شغل .............. سبوبة يا باشا مش أكثر
خالد : سبوبة ............. وإيه رأيك بقه في السبوبة .........حلوة
مجدي : أنا حمار يا باشا ...........أبوس إيدك إرحمني
كان مجدي يتوسل إليه وينظر برعب للسكين بيد أحد الرجال الذين إختطفوه
تابع خالد بدهاء : إنت عارف أدهم كان تمنه كام
طأطأ رأسه في إذعان ولم ينطق ........... فإقترب منه خالد وركله بقوة في بطنه وتابع : ها ......... عارف ولا مش عارف
مجدي : هما ............ قالولي أغلى حصان
خالد : دفعولك كام
مجدي : يا باشا ...........
خالد : إنطق ومتكدبش وإلا حتتقطع هنا............خلص قول مش فاضيلك
مجدي : خمسين ............. خمسين ألف يا باشا
خالد بسخرية ممزوجة بغضب شديد : خمسين ألف ................ خمسين ألف في حصان ثمنه 500 ألف ............ طيب أنا أعمل فيك إيه .......... إنت حلال فيك حاجه حتى القتل
مجدي : يا باشا ......... أشتغل تحت إيدك والله بس أبوس إيدك أنا مش عايز أموت
إستدار خالد وصمت قليلاً من أجل إنهيار أقوى لمجدي ثم تابع ..............
خالد : خلاص بص بقه يا مجدي هما حقين ..........حق الفلوس وحق الموت ولازم حتدفع واحد منهم
كان مجدي ينظر لخالد بحيرة غير مدرك لما يقوله ............ تقدم منه خالد وأعطاه بعض الأوراق ........... نظر مجدي لها بدهشة وقال : إيه ده يا باشا
خالد : دي وصولات أمانه ..........يا باشا ( قالها بإستهزاء )
دقق مجدي النظر في الأوراق حتى إتفرجت عيناه وقال بحسرة : يا خرب بيتك يا مجدي ............. يابيه أنا ماعييش المبلغ ده هما 50 ألف وأديهم لحضرتك الله
نظر له خالد بغضب والشرر يتطاير من عينيه وتابع بصوت جهوري : 50 ألف إيه يا شحات ........... إمضي على النص مليون ثمن الحصان
مجدي : أيوه يا بيه بس أنا كده حتسجن
خالد : خلاص مش عاجبك ناخد حق الموت بقه ............... قالها وهو يتوجه بالنظر لاحد الرجال المحيطين بمجدي فشعر مجدي بالفزع وبجدية خالد فأخذ الأوراق ومضاها على الفور ............ إبتسم خالد بمكر وتابع : شاااااااااااااطر ............. أول وصل معاد تستيده بكرة ...........ها تحب تروح ولا نطلع على القسم علطول


وهكذا قام خالد بتصفية حسابه مع مجدي وأعلم الجميع بخبر سجنه ليكون عبرة ومثال يُحتذى به .............. نعم إنتهى من مجدي وبقي كريم ............وكارمن .


 

مرت حوالي عشرة أيام على موت أدهم .............كلما مرت بحجرته إنقبض قلبها ............منذ ما حدث وجميعهم تغير .............. خالد أصبح أكثر حدة مع الجميع وكأنه أصبح يتوقع الغدر وينتظره .............. العمال إنشغلوا بأعمالهم بل زاد إخلاصهم للعمل فعلى الرغم من حدة خالد شعروا جميعاً بالحزن من أجله
وهي ......... هي أصبحت تتردد على الإسطبلات أكثر من مرة بل ربما خمس مرات باليوم تقضي وقتا طويلاً مع سهيلة تهتم بها وتتأكد من نظافة طعامها وشرابها ربما يكون وليدها خليفاً لأدهم وتعويضاً لحزن خالد ............ وبالطبع هناك رعد ........... منذ ما حدث وأصبحت ملازمه له تزوره يومياً وتعتني به وكأنه طفلها المدلل ......... لا تتخيل كيف كانت ستكون حالتها لو فقدته ............. أغمضت عيناها وحاولت طرد تلك الفكرة من رأسها فمجرد التفكير بهذا يؤذيها بقدر كبير ............تنحنح السائس عندما لاحظ شرودها فإنتبهت له وقالت : أيوه يا دسوقي في حاجه
دسوقي : بسألك بس يا دكتورة حضرتك محتاجة مني حاجه أصل الساعة 5 وأنا حاروح ألحق ساعة الغدا
إيناس : لا روح إنت أنا حافضل هنا شوية
دسوقي : علشان أوصل حضرتك كل العمال مشيت
إيناس : لا إنت روح أنا 10 دقائق وحامشي ............ عايزة أتمشى
دسوقي : أمرك يا دكتورة ........... عنئذنك

إستدارت لرعد بعد رحيل دسوقي ثم ملست بأناملها على وجهه وقالت : أخيراً بقينا لوحدنا
زمجر الحصان قليلاً وإبتعد عنها فتابعت بإبتسامة : إنت لسه زعلان مني .......... معاك حق ............ أنا وحشة
إقتربت إيناس من الجواد مرة أخرى ولكنه عاد للخلف مبتعداً ........... شعرت بالحزن وقالت بلوم ضاحك بقالي 10 ايام بصالح فيك يا رعد .......... إنت قلبك إسود قوي ........... أعمل إيه ............... إبتسمت بمكر وأخرجت منديلاً صغيراً من حقيبتها ثم عصبت عيناها ...........
قالت هامسة : كده أحسن ............ إقتربت منه غير مبالية بزمجرته وملست برقة على وجهه وعلى شعره
همست بأذنيه : شششششششششششششش إهدى .......... والله لو كان حصلك حاجه كنت ممكن أموت وراك ............إلا إنت يا رعد ..............أنا مكنتش أعرف إني بحبك قوي كده
بدأ رعد يستكين لهمساتها بل إستراح وكأنه إفتقدها .............

كأنها همسات ساحرة على كلاهما ..........
علاقة خاصة ......... وكأنه يرى ما ترى ويشعر بما تشعر .............إنه رباط نادر ............ حالة خاصة من البهجة .............بل حاسة سادسة إكتسبها كلاهما
وكأنه نوع خاص من توارد الخواطر ........... إنه همس الجياد
دون أن تشعر غرقت بعالم آخر حيث لا يوجد به سوى هي ورعد وأسرارها التي إعتادت قذفها بأذناه ولكن تلك المرة كان هناك آخر ..............طرف ثالث

*********************

شعر خالد بالإجهاد بعد أن أنهى أعمالة المكتبية ............. منذ أيام وهو قابع على أوراق الحسابات وكشوفات البنوك يراجع ويعاين .............. كان يشعر بالقلق من كل شئ ............ للحظة تصور كريم كأخطبوط رأسه بالسجن وأذرعه في كل مكان ............ إبتسم ساخراً ...........إذا كان هو بأخطوبوط فسأكون سمكة قرش شرسه تلتهمه في لحظات ............ نظر للساعة فوجدها قد قاربت على الخامسة مساءاً ............ ترك أوراقه وقرر المرور بالإسطبلات مرة أخيرة وقضاء بعض الوقت مع رعد فأكثر ما يحتاجه الآن هو رعد ...........

لفت إنتباهه صوت غريب بمجرد دخوله للإسطبل ........... إنتبه وبدأ يخطو بحرص نحو الصوت ........... كان بغرفة رعد ........... حتماً هناك غريب أم ربما خائن وسأتمكن منه تلك المرة ............. إقترب بحرص........... رآها............تسمر مكانه وبرقت عيناه ............. كانت تقف أمام رعد معصوبة العينان ............. تهمس بصوت منخفض ........... وتبكي ........... تبكي بحرقة ............ فعبراتها تنهمر على وجنتيها بغزارة وثغرها يبدو كالضاحك الباكي بنفس اللحظة ........... ظل يراقبها لوهلة ..........ماذا تقول .......... أهكذا روضته .......... هو طائع بين يديها وكأنه يستشعر ألمها وهي ..............هي فاقدة للبصر مثله ......... وكأنها قررت الإرتواء بإحساسه............. وكأن كلاهما واحد ...............يقرأ أفكارها و تعيش عالمه ........... لا يعلم ماذا أصابه ولكنه ظل يراقبها بشغف ................ دون أن يشعر ذاب مع كلاهما بعالم آخر حيث يكون الإحساس هو بطل الرواية بلا منازع ...........

دون ترتيب بدأ بالتقدم نحوها .......... على الرغم من بكاءها إلا أن أنفاسها كانت هادئة ........... مازالت عبراتها منهمرة ........... حبات اللؤلؤ تتساقط كالندى على وجنتيها التي تمكنت منهما حمرة الورد .............. شفتاها المرتجفة بدت كزهرة الكاميليا ............. رقيقة وردية ........ لم تشعر به ..........كان كيانها كله مع رعد ......... لا يعلم ماذا أصابه ولكنه ود أن يحتضنها ويملس على تلك الخصلات البندقية التي سحرته منذ أول وهلة ........... فقط لتكف عن البكاء .......... أخيراً إستمع لبعض ما تقول .......... بصوت متحشرج خرجت عبارتها لا يعلم هل تلك العبارة هي كل ما تقول أم أهم ما تقول


-
مش عارفة كان ممكن يحصلي إيه لو رحت إنت كمان يا رعد ............. شريف وحشني قوي ............ بجد وحشني قوي ........... مش عارفة ليه لما خالد بيبصلي بفكر فيه ............ أنا خايفة .............أنا مش عايزة حد ياخد مكان شريف ............ شريف إنت وحشتني قوي .............. شريف !!!!...........

صهل رعد ..........شعرت بوجود شخص معها بالمكان ........... تسارعت أنفاسها فوضعت يدها على قلبها ربما لتهدئ من طبول الفزع بداخله وسريعاً خلعت العصابة ............






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:30 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون


راضيبشيطاني الغاضب ................ فهو جدار حمايتي الخاص ............... فالجميع مجروح سواي .............. الجميع خاسر سواي .............. ماذا يحدث .............. من أنتي لتقتحميني بتلك الطريقة ............... تحطمين أسواري المنيعة ............بل أفكاري المنيعة ..............




كانت تنطق بإسمه ........... شريف ....... شريف .......... شعور غريب إجتاحه وكأنه قد إرتوى بعد ظمأبشراب سحري ............. مزيج نادر جمع بين السعادة والغضب ............. خاصة عندما قالت خالد ............ إنتفض قلبه وغادر ضلوعه وما لبث أن عاد عندما ذكرت شريف مرة أخرى ............ وكأنه خشي أن تعشقه ................ ماذا دهاني ................ أعشق وفائك نحوه وأتمناك بنفس اللحظة ............. هذا المريد بداخلي يأبى أن تكون تلك المشاعر لسواه ...........فتلك العاطفة أريدها من أجلي أنا فقط .............. ولكن كيف ............. كيف ............... أحمق أنا ............. هل أعشقك حقاً ............أم عاشق لعشقك الجارف نحو رجل ميت




شعر بصهيل رعد ............ إرتباكها ......لا بل كاد يسمع دقات قلبها المرتجفة .............لا يعلم متى وكيف ولكنه قفز سريعاً خارج الغرفة الضيقة قبل أن تنزع العصابة بلحظات .................. ماذا به ............أيهرب من إمرأة ولكن كيف تراه !!!! .............. وماذا سيخبرها ................هو الآن أضعف ما يكون .............بل لم يشعر يوماً بهذا الوهن ............بهذا الإحساس ................لقد قُتل الإحساس بداخله منذ سنوات كان يُحييه فقط مع رعد ........ ولكن معها هي .............. إنه شعور مختلف لم يعتاده قبل ذلك ............. إنه يشعر بالحياة .............وكأن نسمات هواء ثلجية تلفح وجهه ثم تخترقه وهي محملة بعبق البندق والياسمين فيستنشق جمالها بحرية .............




نظرت حولها في حيرة ............. لا يوجد أحد ولكن صهيل رعد ............ بل تكاد تجزم أنها للحظة شعرت بوجود أحد معها بالغرفة ............. خرجت مسرعة وتلفتت يميناً ويساراً لم تجد أحد ............. خيال عابث إذن ...........ربما .............. ودعت رعد وأغلقت باب الغرفة وهمت لتغلق باب الإسطبل عند خروجها ولكنها تسمرت مكانها عندما رأت سيارته ............ نظرت مسرعة للداخل مرة أخرى ...........لاحظت أن غرفة سهيلة مفتوحة ............ كانت أنفسها متسارعة ...........هل كان هناك ..............هل سمعها ومتى حضر ............... توجهت نحو غرفة الفرسة تنظر بحرص ووجدته ............... كان يقف بجانب سهيلة يملس على خصلاتها الماسية ويضع أمامها بعض المياة .............. إنتبه لها .........كان جلياً أنه لم يتفاجئ بوجودها ...........
قال بإبتسامة : إزيك يا دكتورة ............ أنا سمعت نصيحتك أهو .............. لازم نشربها من المية اللي بنشرب منها
إبتسمت بحرص ثم قالت بتلعثم : هو ........... حضرتك جيت إمتى
خالد مصطنعاً البراءة : لسه من دقائق ...........كنت جاي أطل على سهيلة وبعدين أشوف رعد .............إنما إنتي إيه اللي جابك دلوقتي
نظرت له بدهشة لا تعرف لماذا لا تصدقه ........... تابعت بنفس نبرتها القلقة : أنا كنت موجوده ...........كنت عند رعد
خالد : والله ............ كويس .............عموما أنا راجع حاوصلك في سكتي
إيناس بريبة : هو حضرتك مش حتبص على رعد
خالد بنبرة ماكرة : ماهو مدام إنتي كنتي عنده خلاص .........وبعدين مينفعش تمشي المسافة دي لوحدك
إيناس : لأ عادي هي مش طويلة قوي
خالد : بس الوقت إتأخر والمزرعة للأسف مش أمان دلوقتي
كانت نبرته مريرة ............شعرت بالآسى من أجله
تابعت بعدها : مش آمان إزاي لا يافندم متقولش كده وإن شاء الله أزمة وحتعدي

إختلفت ملامحه ............بدت إنتقامية ..........تابع بنبرة إتسمت بالخشونة : لا متخافيش ........... أنا مش حسيبهم ........... والموضوع لازم حخلصه
لم تتردد أن تساله تلك المرة بل لم ترهب حدته وملامح الإنتقام البادية في وجهه قالت بشجاعة : مش فاهمة ............ حضرتك حتخلصه إزاي
نظر لها بدهشة وتابع : وليه مهتمة تعرفي
إرتبكت للحظة ........... هي غير مهتمة ولماذا يظن أنها مهتمة تابعت سريعاً : لأ أنا مش مهتمة ........... ده كان سؤال عادي وإعتبرني مسألتهوش
لم تنبس بكلمة أخرى وتوجهت للسيارة ............بل ظلت صامتة طوال الطريق على الرغم من محاولته إرباكها بنظراته وفي النهاية تغلب صمتها عليه بل إستحوذ تجاهلها على إهتمامه وجد نفسه ينطق وحده وبعفوية شديدة : طليقتي وأخوها هما ورا ده كله
نظرت نحوه بدهشة لا تعرف هل هي مندهشة من الخبر الذي تعرفه سالفاً أم من ذكره للأمر .............. تابع دون أن ينظر نحوها : دائرة مفرغة من الأذى ............ مش عارف حتنتهي إمتى بس أكيد مش حينفع أسيب حقي
قالت له بنبرة مترددة : هما اللي بعتوا الناس اللي إتهجموا على حضرتك
خالد : أيوه
إيناس : وهما ليه عايزين يإذوك
خالد : علشان مقتنعين إن انا أذيتهم
إيناس : وهو إنت أذيتهم
خالد : أنا خدت حقي
كان يتحدث وكأنه أمر بديهي لا نقاش فيه
إبتسمت بسخرية : وهما شايفين إنهم بياخدوا حقهم
نظر نحوها بدهشة : إنتي معايا ولا معاهم
إيناس : أنا لا معاك ولا معاهم أنا معرفش تفاصيل بس واضح إنكم حتفضلوا كده لغاية ما تخلصوا على بعض لإن ببساطة كل واحد متمسك باللي بيظن إنه حقه
إحتد عليها وتابع : بس هو حقي أنا إنتي متعرفيش حاجة ............ دول سرقوا
قاطعته سريعاً وقالت بهدوء : بشمهندس أنا مش مهتمة أعرف دي حياتك الشخصية وحضرتك حر في قراراتك .......... بس برده حضرتك اللي قلت إنها دائرة أذي والدائرة مالهاش نهاية ............

عندها كانا قد وصلا ........... أوقف السيارة وأراد ان يتابع معها الحديث وإن كان رغماً عنها وهي أرادت الهروب وكأن حدتها كانت سبيلها الوحيد للدفاع ضد إقتحامه لعزلتها وربما سماعه لأدق أسرارها ...........ولكن ضوء سيارة قوي بدد الظلام حولهم لفت إنتباهم ............ ترجلت من سيارتها وتوجهت نحوهم بإبتسامة خبيثة ........... لمعت عيناه وهو ينظر نحوها وقال مزمجراً : كارمن .


ما جدوى الغضب إن لم تشهده وما جدوى الحزن إن لم تلمسه ................. وكيف أشعر بلذة الإنتقام دون أن أتلذذ بملامح الحسرة في وجهه ............ أفكار رأسها تغدو وتجئ وفي النهاية قررت الذهاب له فقد إنتظرت مجيئه .............. غضبه ............. زمجرته ...........رؤياه ...........ولكنه لم يأتي



تأنقت بشدة ربما أكثر من العادة ............. تركت خصلاتها الحمراء ثائرة وزادت من حمرة الشفاة خاصتها ........... بل زينت زرقة عيناها بنثرات ماسية لامعه فوق أهدابها ............ كانت تبدو متمادية .......... جميلة ........... فاتنة .............. كعادتها .





نظر نحوها بغضب وهي تتقدم نحوه تابع بحنق : ليكي عين
لم تعره إنتباهها ولكنها نظرت لإيناس وتابعت بمكر : كل ما أجي أزور خالد ..............أشوفك
إرتبكت إيناس بشدة وقالت بجدية وهي تغادر : عنئذنكم
وغادرت مسرعة دون أن تنظر خلفها
إقتربت منه كارمن وما زال يرمقها بنفس النظرة الغاضبة :
أنا بقول نتكلم في الفيلا أحسن
لم تعطه فرصة للقبول أو الرفض توجهت للفيلا وتوجه هو خلفها ............. دخلت تتفحص المكان بتباهٍ وتابعت : زمان كان ذوقك أحلى ولا دي على ذوق حد جديد
خالد وقد إنتهى صبره : مش فاهم
واضح إن الدكتورة مابتقدمش خدماتها للخيل بس
لمعت عيناه وتابع بإزدراء: اللي بيعمل حاجة بيفتكر كل الناس زيه
كارمن : ياااااااااااااااااه ............ولما إنت كنت شايفني وحشة كده إتجوزتني ليه ..........حبتني ليه
كانت ملامحه صارمة : أنا عمري ما حبيتك
إقتربت منه في دلال : كداب ............ حبيتني بس شهوة إنتقامك كانت أقوى
خالد : وإنتي راجعة تنتقمي دلوقتي
كارمن : الإنتقام مش حكر عليك لوحدك
خالد : بس أنا ماقتلتش
كارمن وقد ترقرقت العبرات بعيناها : قتلتني .........يوم ما هربت مني في يوم ولغيت سنين حبي ............قتلتني
خالد : وإنتي قتلتي أدهم ومش قتل معنوي ده قتل بجد
كارمن بذهول : زعلان على الحصان ومش ندمان على اللي عملته معايا
خالد بإزدراء: أنا مضربتكيش على إيدك كله كان بمزاجك سواء كان جواز أو غيره

لا تعلم ماذا أصابها ولكنها رفعت يديها رغبةً في صفعه وهي تقول : إخرس
ولكنه أمسك بيديها قبل أن تلمس وجهه قال بغضب شديد : مش خالد رضوان اللي تضربه واحده ست
كان يمسك ذراعها بقوة ويلويه خلف ظهرها .........صرخت بألم ..............سيبني ............سيب إيدي
تمكن الغضب منه وبلغ ذروته دفعها حتى إلتصقت بالحائط وقال لها وهو يضغط على ذراعها بقوة : جيتي ليه يا كارمن ............هه ...........جاية تستفزيني ولا لما ماردتش إفتكرتيني ضعيف وجاية تشمتي ............طيب أنا حارد ودلوقتي يا كارمن
كان مازالا ممسكا بذراعها بعنف .......... سحب يدها الأخرى وشعرت بشئ يلتف حول معصميها ........... قالت في فزع : إنت حتعمل إيه
خالد : عارفة يا كارمن أدهم وهو بيموت حس بإيه
بدأت أنفاسها تضطرب ............ نبرته جنونية وكأن بلغ ذروة الخبل
تابع بعدها : ألم حاد في البطن .........تشنج في الأطراف علشان النفس .........ها تحبي تجربي ...........
سم ولا ألف حبل على رقبتك الجميلة دي
كارمن : إنت مجنون .............مش طبيعي حتقتلني علشان حصان
خالد : إنتي قتلتي حصان علشان طلقتك يا كارمن ........... و علشان تخسريني ثمنه
كارمن : إنت قتلتني ............إستغلتني .............. ضحكت عليا وسرقت فلوس أبويا
قذفها بعيداً عنه فألقاها على الأريكة ويداها ما زالت مقيدة ............. نظر نحوها والشرر يتطاير من عينيه وبصوت جهوري متحشرج من شدة الغضب تابع : إيه فلوس أبوكي ............ فوقي دي فلوسي أنا ............وأبوكي سرقها مني زي ما سرق حياتي وأمي ............إنتم اللي دخلتم حياتي من غير دعوة ............ عيشتوا في بيتي وإنطردت منه .......... لغاية دلوقتي عايشة في مالي يا كارمن انا إشتريت حقي منك فاهمة يعني إيه
يعني إنتي أذيتيني بفلوسي وأخوكي الشملول إتسجن لإنه بتاع رشوة مش نضيف .............. وحقي أخدته منه زي ما أبوكي اخده مني بالضبط .............داين تدان يا هانم ..............ماتكدبيش الكدبة وتصدقي روحك حتى لو ماكنتش طلقتك ماكنش ينفع نعيش مع بعض ........... وعمرنا ما كنا ننفع لبعض بس إنتي ست بتتحركي ورا رغباتك وبس فمتلوميش غير نفسك

كانت تنظر نحوه بفزع ............ بغيظ ...........كادت أن تنطق ولكنه جذبها بعنف من شعرها
تابع وهو يخرجها من المنزل عنوة : أنا النهارده حاخد بنصيحة جاتلي من ملاك مش شيطان ............ مش حاعملك حاجه ولا لأخوكي لكن قسماً عظماً لو فكرتوا بس تهوبوا ناحيتي ............ ساعتها حتشوفي مني وش غير كل اللي فات يا كارمن

فتح الباب وأخرجها من الفيلا بعد أن فك قيودها ........... دفعها بعنف فوقعت أرضاً ..............نظرت نحوه بتوعد ونظر نحوها بسخط ثم أغلق الباب بوجهها ..............إنطلقت بسيارتها بجنون ............. تعلن ...........تتوعد .......تبكي




كانت تبكي بحرقة ............لماذا ذهبت .............. ماذا كانت تظن .............. لقاء الأحباب بعد شوق !!!!!! ............. لا ذهبت لتلمس إنتقامها وقد نالت ما بغت .............. نظرت لمعصمها في أسى وهي تلمس أثار حبال الستائر عليها ............ أكرهك يا خالد ........... أمقتك ............. تصر على إذلال الأنثى بداخلي .............. صدقني ستنال جزاءك .............حتماً ستناله



أطلقت الزامور لتنبه الحارس أن يفتح لها البوابة .............. كانت البوابة الأولي في الجزء الآخر من المزرعة حيث أقنعت الحارس المسكين بأنها قريبة إحدى المهندسات وقادمة لزيارتها وبالطبع قوة إقناعها ليس لها مثيل فهي تعلم تأثيرها على الرجال .............. جميع الرجال دونه هو ............ كانت تضغط المقود بشدة ............لا ترى أمامها سوى صورته ............... وجهه ............... سخرية ثغره ............غضب عيناه ............... هذا الثغر الذي طالما أمطرها بكلمات العشق الكاذبة وتلك العينان وإدعاءهما الشوق بمكر .............


فجأة و قبل أن تصل للطريق العمومي ...........فجأها شبح بالظلام ............ لا تدري ماذا حدث ولكنها توقفت فجأة قبل أن تدهسه ومع ذلك إرتطم جسده بالسيارة ............. خرجت مسرعة مرتبكة وإقتربت منه ........... كان جالساً على الأرض يمسك بردفه ويقول : حرام عليكي يا شيخة ...........كنت حروح فطيس
كارمن : أنا آسفه ........... إنت ظهرت فجاة
نظر حوله يبحث عن شئ فقالت له : حاجه وقت منك
هو : اه الكاب بتاعي
لمحتها على بعد منه فأحضرتهوجلست أمامه على ركبيتها وناولته له قائلة : إتفضل
قام بإرجاع خصلاته الناعمة للوراء ثم أرتدى قبعته ونظر نحوها ولكن إنتباه الصمت عندما رأى ملامحها المتوهجة تحت ضوء السيارة ........... ما هذا ............ هل صدمته إحدى جنيات الصحراء ذوات الجمال الخارق ........... خصلات متجدلة تشع ببريق أحمر اللون وعيون طغت زرقتها على الظلام الحالك حوله............ تابع بصوت هادئ ونبرة بطيئة : متشكر ............ أنا بجد متشكر جدا
كارمن : على إيه .........إني خبطتك
حمزة : أنا بعدي هنا إتنين وخميس علشان لو حبيتي تخبطيني تاني
ضحكت بيأس : إنت بتعاكس وإنت متكور على الأرض كده
حمزة : ماهو بسببك
كارمن : أنا آسفة ...........
لاحظ العبرات بعيناها نظر نحوها بعمق وتابع : أنا اللي آسف إني خضيتك كده بس هو حضرتك حقيقية
كارمن بدهشة : نعم !!!!
هو : إنسية زينا يعني ولا بسم الله الرحمن الرحيم
ضحكت رغماً عنها : إنت بتهظر ولا بتتكلم جد
هو : أصل بجد حضرتك جميلة بشكل غير طبيعي
كارمن : تقولي عفريتة وبعدين تقول جميلة
هو : ماهو أحلى جمال الجمال المعفرت ............ نبدأ من جديد علشان أنا تقريبا الخبطة أثرت على دماغي ..
قام بنفض يديه من الرمال ثم بسطها لمصافحتها وعلى وجهه إبتسامته المعهودة : حمزة
صافحته بدورها وقد هدأت ثورة البركان بداخلها بعض الشئ : كارمن






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:32 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الرابع والعشرون


الغضب تلك العاطفة المتأججة ...............تكتسحك بجنون في البداية تسيطر على دقات قلبك أم ربما قفزات قلبك .............. ثم تقتحم ملامحك فيتملكها العبوس ..............كلماتك التي ستتمكن منها الفظاظة حتى النخاع ..............صوتك ........... جهوريته ............حشرجته ........... ضعفه ............ فالغاضب ضعيف ........... وخاصةً هذا الغاضب





كانت إيناس بالمطبخ تحاول إشغال نفسها بإعداد بعض الطعام الذي ربما لن تأكله في النهاية .............. ما زالت كلمات الحمراء تتردد بأذنها ............... ماذا تقصد بتلك الكلمات السخيفه ثم إنها لم تكن بجواره في زيارتها السابقه ............ كانت عائدة للعيادة وهو كان سيمتطي رعد ............ زفرت بغضب وحاولت طرد كلمات كارمن من عقلها .............إنتبهت لصوت خالد الصارخ ........... لم تستطع أن تكبح جماح فضولها لتفسير كلماته ............ تركت ما بيدها وإنتبهت لكلماته ...........بل صوته المتحشرج ..........ضعفه




كانت كلماته مريرة ............ إخترقت أذنها وعقلها معاً ............. وكأن عبارته شكلت قصة قصيرة ظلت تتفكر فيها طوال الليل ............ هناك طفل صغير خلف هذا الوجه البائس ............... طفل مشتاق لأمه ............ زوج إستحل مال اليتيم وكافح هذا اليتيم ليسترجع حقه ممن يظنون أنه ليس بحقه !!!! ............. من المصيب ومن المخطئ !!!! ........... ولكن خالد ليس بمخطئ هو فقط غاضب ........... غاضب بشدة ............. تخيلت ملامح وجهه عندما سمعت نبرته الباكية ............. عضلات فكه المنقبضة .............. ربما إحمرار وجهه ............ أم تحجر بعض العبرات بعيناه ........... وعندها شعرت نحوه بالشفقة فهي إن لم تختبر هذا الغضب الجامح فتعرف جيداً عاطفة الحزن الجارف .............



 



نظرت له كارمن بإبتسامة وتابعت : فرصة سعيدة يا أستاذ حمزة
حمزة : أنا الأسعد
كارمن : طيب ........ تحب أوصلك في حته
حمزة : لا أنا داخل جوه وواضح إن حضرتك خارجه
لمعت عيناها وتابعت : إنت بتشتغل هنا
حمزة : أيوه ........... بس حضرتك ما بتشتغليش هنا
قالها بإبتسامة ماكرة
كارمن وقد إستعادت نفسها وضحكت بدلال : لا ............ كنت بزور حد
حمزة : بجد مين أنا كلهم جوا صحابي
تابعت بإبتسامة ساخرة : كنت بزور جوزي ...........السابق
صمت قليلاً ربما لإستيعاب ما قالته دون تردد ثم تابع : من غير زعل أنا في قلبي على لساني
كارمن بدهشة : إيه
حمزة : مين الحمار ده اللي بقى سابق
ضحكت بشدة وتابعت : تصدق هو فعلا حمار بس يا ترى لما أقولك مين حتفضل متمسك برأيك
نظر لها بريبة : ليه هو مين
قالت بتحدي : خالد
ضحك بإنهزام وتابع : هو حضرتك كنتي مرات بشمهنس خالد
كارمن: أيوه
حمزة : يعني ........... هو بلاش حمار دي شيليها في المونتاج
كارمن : مش ممكن إنت بجد ضحكتني النهارده ضحك يعوض سنين
حمزة : يا خبر ليه بس
كارمن وقد زفرت بإرتياح : ماهو الجواز الفاشل آثاره بتستمر شوية
حمزة : أنا آسف
كارمن : إنت مهندس برده زي خالد
حمزة : أيوه
صمتت لوهله ثم أنار عينيها بريق غريب وتابعت : تعرف إن الصدفة فعلا خير من ألف معاد
حمزة : مش فاهم حضرتك تقصدي ايه
قالت بمكر : أصل انا كنت جاية عايزة من خالد خدمة وغالبا مش حيعملها ودلوقتي بقه القدر رماك في سكتي وشكلك حتكون الشخص المناسب للمهمة دي
حمزة بدهشة : أنا !!!! مهمة إيه
فجأة و دون مقدمات قامت كارمن بتمرير أناملها الرفيعة بين خصلاتها الحمراء فدفعتها بحركة واحده على أحد كتفيها ثم نظرت نحوه مطولاً وقالت بإبتسامة دافئة : بص يا سيدي .........أنا خريجة فنون جميلة ومحتاجاك في شغل
حمزة وقد صمت لوهلة يتأملها ثم إستدرك نفسه وتابع : بجد حضرتك لازم تكوني فنانة جميلة ............ قصدي فنانة فنون جميلة ...........انا آسف ...........أنا متلخبط
ضحكت بدهاء وتابعت : أنا رسامة وبحب أعمل معرض كل سنتين كده والمرة دي عايزة أعمل معرض يكون بس عن الورد
حمزة : الورد !!!!!
كارمن : اه الورد ...........اعظم لوح اترسمت كانت عن الورد ......... زهرة الخشخاش مثلا
حمزة : فعلاً
كارمن : انا بقه كنت محتاجه حد متخصص موسوعة كده يعرفني كل الانواع ويجيبلي كتب او مجلات عن أشكالها ........ صفاتها .......... معانيها ...........علشان أدخل في الحالة وأرسم ............أنا عايز أحس الورد ...........أفهمه ...........أعيشه
كانت تتحدث بهمس لا يعلم ماذا أصابه ولكنه شعر كالمسحور أمام نبرتها الهامسة ........... مسحور وسعيد بتلك الشخصية الفريدة من نوعها أجابها دون تردد : أنا تحت أمرك
لمعت عيناها بإنتصار : تمام ........... حديك تليفوني واخد تليفونك ونحدد معاد ........ نقول أول معاد
حمزة : خلاص يبقى أول معاد




وهكذا إفترقا على لقاء ............. عادت بعد حزن منتصرة فقد وجدت في حمزة الدجاجة ذات البيض الذهبي ........... لا تعرف كيف ستحصل على البيض ولكن حتماً ستحصل عليه .



 



تلفت حسن حوله ليتأكد من عدم وجود رقية بجانبه ثم تابع بصوت خافت وهو يتجه بالهاتف نحو غرفة النوم : يعني إيه حتولدي فجر بعد بكرة
سهام : هو ايه ده ............ الدكتور قالي خلاص قيصري وإداني معاد بعد بكرة ............... حتيجي ولا برده مشغول
حسن : بتتريأي
سهام : بقالك 3 شهور ماشفتش وشك وشكل كده إبنك حيبقى زيي
حسن وقد زفر بضيق : سهام قلتلك كانت ظروف وإنت متجوزاني وعارفة ظروفي كويس
سهام : بص يا حسن من الآخر كده أنا حاولد بعد بكرة وبعدها بقه براحتك يا تكون موجود في حياتنا زي أي زوج وأب ............ يا تخرج منها خالص
حسن : إنتي بتقولي إيه ........... إنتي إتجننتي
سهام : بص يا حسن أنا من حقي أحس بجوزي جنبي وإبني من حقه يتمتع بحنان أبوه كل يوم ........... مش كل شهر .............
حسن : قصدك إيه
سهام : قصدي إن آن الأوان تبعتلنا نعيش معاك يا حسن



ظل ممسكاً بالهاتف صامتاً ......شارداً ........لم يشعر بإغلاقها للهاتف ............ لم يشعر بدخول رقية للغرفة متسائله عما به ...........




رقية بدهشة : مالك يا حسن
إستدرك نفسه ورسم إبتسامة كاذبه على وجهه وتابع : مفيش
رقية : مفيش إزاي ........... شكلك متضايق وواضح إن التليفون اللي معاك هو اللي ضايقك
حسن بضيق : قلتلك مفيش يا رقية هو تحقيق


صمت ........ مرت الدقائق كسنوات .................تابع ليتخلص من نظراتها نحوه : أنا ............أنا لازم أسافر بكرة عندنا شغل ومشاكل كده لازم أروح مصر أحلها ........... خالد متعصب
إبتسمت بآسى : اه ............. وماله ............ ححضرلك شنطتك
سريعاً توجهت للخزانه ............. أخرجت الحقيبة بيد مرتعشة ........... وبدأت بوضع ملابسه دون تركيز .............. هو أيضاً خرج سريعاً وتركها مع عبراتها الساكنة .



 
 
لم تستوعب إيناس في البداية سيل العبرات الذي إنفجر فجأة من عيناها .............. إحتضنتها سريعاً وتابعت : في إيه بس يا رقية ............ مالك
لم تنطق بل ظلت تبكي بحرقة ربما بكاء لم تبكيه من قبل .............. شعرت إيناس بالشفقة من أجلها فتابعت وهي تملس على رأسها بحنان : طيب عيطي ............. خرجي الشحنة اللي جواكي
رقية بنبرة توحي بالإنهيار : مش قادرة يا إيناس ..............بجد خلاص تعبت .............تعبت قوي
إيناس : إيه بس اللي حصل
تابعت بصوت متهدج : بقالي كتير قوي صابرة ......... كاتمة بس خلاص ..............خلاص أنا حاسه إني بموت يا إيناس أو جايز مت وده عذابي
إيناس : أستغفر الله العظيم بتقولي ايه بس ..........إستهدي بالله
إعتدلت في جلستها وبدأت في محاولة يائسة تجفيف نهر العبرات الثائر بعينيها ثم قالت : من حوالي 8 شهور بعتت لي صورة إختبار الحمل ............ ما بقيتش عارفة هي بتغيظني ولا عايزني أمشي ............ شئ مؤلم قوي لما تحسي للحظة إنك حتكوني طرف زيادة في معادلة إنتي اللي بدأتيها .............. والله هو مش عند ولا سلبية ............. أنا مخدتي تشهد على دماغي اللي كل يوم تتعصر وأسئل نفسي حواجهه ولا لأ ............. ومن غير ما نحس أنا وهو زي ما نكون عملنا إتفاق ضمني ............ لا أنا أفتح موضوع جوازه ولا هو يحسسني إنه إتجوز
نظرت لها إيناس بشفقه وتابعت : إنتي عرفتي إنه إتجوز إزاي
رقية ساخرة : منها ........... عرفتني بعد الجواز ممكن بشهر ولما معملتش حاجة .........عرفتني بالحمل ........... وإمبارح بس كنت على بعد خطوات من إعترافه ليا ............. حسيت إنه عايز يقولي ويخلص ويرتاح ............ خفت ............ماكنتش عايزة أسمعها ........مش قادرة ............مش قادرة أواجه المشكلة دي .............. إيناس انا بقالي سنة دافسة راسي في رمل ولما رفعتها وسافرت وفكرت وحاولت ورجعت ........جيت أدفسها تاني معرفتش كان بدل الرمل صخر ............. أسمنت صلب فتح نفوخي وكشف قدامي كل الألم اللي مخبياه
إقتربت منها إيناس وقد ترقرقت عبراتها بدورها فربتت على كتفها دون أن تنطق
أغمضت رقية عيناها مما ساعد في إنهمار أقوى لشلال دموع الألم بقلبها ثم تابعت : لما بعدت ماعرفتش أعيش من غيره ............. أنا من ساعة ماتجوزته وحياتي مافيهاش غيره ........... إتعودت اكون مشغوله بيه ............ أكله ...........شربه ...........لبسه ......... طلباته هي حياتي ............. لما بعد لقيتني مش لاقية حاجه أعملها فعملت اللي هو بيحبه لنفسي ...........رجعت ومش عارفة أنا رجعت علشانه ولا علشاني
إيناس وقد بكت بدورها : إنتي بتحبيه ............بتحبيه قوي وتعرفي هو كمان بيحبك قوي
رقية : بس بيحب نفسه أكثر ........... انا عارفة حسن.............. ده طفلي المدلل وأنا اللي بوظته
إيناس : مفيش طفل بيقدر يستغنى عن أمه
رقية بآسى : لا يا إيناس بيستغنى عارفة إمتى ............ لما بيتجوز ويخلف ............ بينسى علشان هو بنى آدم والبنى آدم خطاء
إيناس : بس إنتي مش أمه إنتي مراته اللي بتدلعه زي أمه بيتهيألي الراجل بيكون عايز الزوجة والأم والحبيبة
رقية : إيناس حسن في خلال كام يوم حيبقى أب ........... تفتكري حافضل زي منا ولا حتحول لطرف زيادة على الأسرة الصغيرة
نظرت لها إيناس بشفقه وقد هربت الكلمات من عقلها همت لتتحدث مرة أخرى ولكن رقية أمسكت ببطنها وبدت ملامح الالم بادية على وجهها بشدة ......حتى خرج أنين متقطع قوي : ااااااااااااه
فزعت إيناس : رقية ........... رقية مالك
رقية وقد تمكن منها الألم فبدأت تتنفس بصعوبة : عادي أنا بقالي فترة تعبانه ............ شكلها كده سن اليأس بدري بدري
إيناس : إنتي بتقولي إيه ........ إنتي لازم تروحي للدكتور
رقية : مش مستاهله حاخد مسكن .......شكل كده العادة الشهرية حتقطع المرة دي خالص ............ يلا أريح
إيناس : إيه ّ!!! هي بقالها أد إيه ماجتش
رقية : مش بركز ممكن 3 شهور أو 4 ........... الطبيعي بتاعي إني مش منتظمة أكيد إنتي فاهمة
إيناس : طيب إنتي حاسه بإيه دلوقتي
رقية : عادي بتألم منها بس المرة دي بزيادة ومش عارفة ليه النهارده تعبانه بجد ........... امممممممممممم ............ لم تشعر رقية بنفسها وهرعت للحمام لتفرغ ما في معدتها وإيناس تراقبها بيأس ولكنها إستدركت نفسها سريعاً قائلة ............ لا كده مينفعش لازم تروحي لدكتور حالا
رقية : لا لا ............ أنا بس النكد أثر عليا حاخد مسكن وأنام
إيناس : لأ .......إهمال لأ ............تعالي أساعدك تغيري هدومك ونشوف سواق يوصلنا مصر ........... يلا بقه لو إنتي ما كونتيش حابه تروحي مع بشمهندس حسن فرصة هو مش موجود وأنا معاكي
شعرت رقية أن إيناس بذكاءها إستنبطت أفكارها فهي خافت أن تذهب للطبيبة مع حسن فتلقى بوجههما القنبلة الاخيرة .........سن اليأس




قامت رقية مع إيناس التي ساعدتها على إرتداء ملابسها سريعاً ثم قالت : إنتي معاكي رقم السواق
رقية : اه معايا بينفع لما بيكون حسن مش موجود ........... أنا حاكلمه




وفي غضون دقائق جاءهما السائق وتحركت بهما السيارة مسرعة نحو القاهرة ...............




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:32 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

نظرت لها الطبيبة بإبتسامة بعد أن أتمت الكشف ثم توجهت لإيناس قائلة : صاحبتك دي مهملة ............. بقالها شهور مش بتيجي
قالت لها رقية في آسى : معلش يا دكتورة والله بحس إني بضيع وقتك على الفاضي
نظرت لها الطبيبة الأربعينية بلوم ثم تابعت : بقه حضرتك بتقولي سن اليأس ....... ليه 40 سنة سن اليأس أقوم أضربك دلوقتي
ضحكت رقية بحزن وتابعت : يا دكتورة صوابعك مش زي بعضها .......... أنا بس اللي محظوظة
الطبيبة : لا يا ستى مش إنتي اللي محظوظة الباشا اللي جوه ده بقالوا 3 شهور هو اللي حيبقى محظوظ بمامي زيك


صدمة .............. خوف ...............دموع ............إبتسامة مرتجفة .............كلمات العالم لا تستطيع وصف مشاعرها نظرت نحوها ملياً ثم تابعت بصوت مرتجف ...........خائف : إيييي ...........إيه
الطبيبة : مبروك يا روكا ............ إنتي حامل


شعرت إيناس بطبول الفرح تدق بقلبها بشدة ...........نظرت لرقية غير مصدقة ............ ظلت رقية متسمرة في مكانها وكأنها خائفة من الحركة حتى لا تصحو من الحلم ............. حلم جميل ........... أبيض اللون .......... وكأن العالم حولها إلتف بالضوء لم تعد تشعر بشئ ......... غابت عن الوعي ووقعت مغشياً عليها .............




فتحت عيناها لتجد إيناس بوجهها الملائكي بجانبها .......... رأتها جميلة ............ كانت تبدو أجمل من أي وقت مضى بل أجمل نساء الكون قالت لها بصوت خافت : أنا .......... فين
إيناس برقة : إنتي مش بتحلمي
رقية : إيناس أنا بحبك قوي
ضحكت الطبيبة وقالت لها بمرح : وأنا مش حينوبني من الحب ده جانب
رقية وقد بدت عبرات السعادة بمقلتيها : أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا دكتورة
الطبيبة : بتشكريني أنا ده كله بأمر ربنا
رقية : الحمد لله الحمد لله ..............أحمدك وأشكر فضلك يا رب
تابعت الطبيبة : نركز بقه ...........حاكتبلك شوية فيتامينات تعوض الشهور اللي فاتت
مسحت عبراتها بكفيها ثم أومأت رأسها كالطفلة المطيعة : حاضر ...........حاضر
الطبيبة : كمان مش عايزة مجهود ولا عصبية مفهوم
نظرت لها إيناس وأمسكت بيديها ثم توجهت للطبيبة بحديثها : متقلقيش يا دكتورة أنا حاخد بالي منها
الطبيبة : تمام وعندك متابعة كمان أسبوعين .......... متابعة حمل مش متابعة علاج




وعلى بعد مئات الكيلومترات كان هو هناك يقف بالمشفى مرتجفاً ...... متوتراً ...........سعيداً .........حائراً وبين يديه هذا الكائن الصغير الصارخ الوردي اللون والممرضة تردد بحماس : مبروك جالك ولد






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:34 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون



كانت الساعة قد قاربت على الحادية عشر مساءاً عندما عادت بهم السيارة للمزرعة ............... طوال الطريق وهي شاردة ............ على وجهها إبتسامة فريدة تجمع بين الرضا والسعادة ............. القلق والأمل ............. حنين ........... إشتياق ............ أمومة

نظرت رقية نحو إيناس قبل أن تدلف للمنزل وقالت : أنا تعبتك معايا النهاردة يا إيناس
إيناس : تعبتيني !!!! النهاردة كام يوم جميل قوي ....... خدى بالك منه هه ...........قالتها وهي تشير لبطن رقية الذي بدا لها منتفخاً فقط بالإيحاء ثم تابعت : أدخلي يلا إنتي وأنا حاروح أجيب هدومي علشان حبات معاكي
رقية : حبيبتي متتعبيش نفسك ملوش لزوم
إيناس : لأ لي لزوم وأنا مش حاتعب في حاجة ........... يلا أدخلي بقه ملوش لزوم وقفة كتير

دخلت رقية وتركتها إيناس وتوجهت سريعاً للفيلا لكي تحضر بعض الملابس للنوم وقبل أن تصل إصطدمت بخالد الذي كان يبدو أنه عاد لتوه من الخارج ........

كانت تتحرك مسرعة بحماس غريب فلا تدري كيف إصطدمت به ولكن فجأة ظهر أمامها من العدم فوجدت نفسها وجهاً لوجه أمام أزرار قميصه ........... عادت للخلف سريعاً وقالت بخجل : أنا آسفه
نظر لها بمكر .......... فرب صدمة خير من ألف موعد خاصة مع زهرة الأوركيد خاصته صاحبة عطر البندق المميز ........... تابع بصوت هادئ رخيم : ولا يهمك ....... كنتي برة ولا إيه
نظرت له بإبتسامة غريبة لم يعدها منها من قبل وتابعت بحماس حل محل خجلها سريعاً : كنت مع مدام رقية
خالد بفضول : خير في حاجة
إيناس : خير وأحلى خير ............ وأحلى خبر في الدنيا

كانت تتحدث بتلقائية شديدة ............ بسعادة صادقة ........... بعيناها بريقاً غريباً وكأن شعاع العسل قد إزداد نقاءً .............حياة ..........نضارة ...........أخبرته عن حمل رقية ............عن سعادتها .............بكاءها ............ خوفها .............. عن الطفل الجميل الذي سينير حياتها بإبتسامته الملائكية ................سعيدة هي حقاً من اجل رقية ................ سعادة جعلتها تفتح قلبها دون وعي لخالد أول من وجدته في طريقها بعدما علمت الخبر ............... كان يراقبها بشغف ........... فهي تتحدث بكل لغات الكون .......... عيناها تضحك ........... يداها تتحرك بعشوائية طفولية وهي تقص له أجمل خبر بالعالم كما أطلقت عليه ................ لا يعرف كم مر من الوقت على حديثها ولا يعي أغلب ما قالت ولكنه تمنى أن يستمر هذا الحديث إلى مالا نهاية ............ فقط ليراقب ثغرها الذي زادته الإبتسامة رونقاً فوق رونقه وتلك العينان التي دبت فيهما الحياة فزادتهما سحراً ..........أناملها الرفيعة التي كانت تتحرك بتلقائية لترفع خصلات البندق الثائرة التي تداعب وجهها من حين لآخر .................فاتنة أيقظت سبات قلبه عن غير قصد ................ وكأن مراقبتها .............تأملها لم يعد مجرد إنتهاك فطري من عيناه كرجل بل هي خواطر قلب يتوق للعشق دون حساب ............ دون تخطيط ........... علاقة مختلفة فريدة من نوعها لا تحركها رغبة إنتقام أو كيد ............لا هي رغبة مختلفة من نوع آخر .............. رغبة عاشق ............

خرج من أفكاره وصوتها الرقيق يردد إسمه : بشمهندس خالد ....... حضرتك معايا
إستدرك نفسه سريعاً وتابع : اه ........ معاكي ............ بس سرحت في حسن
إنتبهت إيناس وقطبت جبينها للحظة وكأنها خرجت من سعادتها الجارفة وعادت لوعيها : اه صح ...........يا خبر لوسمحت يا بشمهندس ممكن ماتقولش ليه
خالد : أنا مش صغير يا إيناس ............خبر زي ده لازم يعرفه منها دي حتكون دقائق نادرة وسعيدة في حياتهم و محدش ممكن يسرق منهم اللحظة دي
إبتسمت برضا وتابعت : طيب عنئذنك
خالد : صحيح إنتي عندك أجازة بكرة ............ مع السلامة
إيناس : لأ مش حسافر حافضل ما رقية لغاية لما البشمهندس يرجع كمان حبات معاها .......
بدت على وجهه ملامح الإغتباط عندما علم أنها لن تسافر تابع بحماس غريب على شخصه : خلاص ولو إحتجتي حاجه بلغيني وأنا أبعت بيسو أو أي حد يجيبهالك
إيناس : متشكرة يا بشمهندس
تركته ولكنه إستوقفها قبل أن تغادر قائلا : إيناس
إيناس : أيوه
إبتسم بمكر ثم قال لها بصوت منخفض : دلوقتي عندك إتنين حوامل تعتني بيهم ربنا يكون في عونك
ضحكت وتابعت : صح .......البيبي حيتولد مع المهر تقريباً في نفس الوقت
خالد : خلاص أنا حاسمي البيبي وإنتي تسمي المهر
زاد بريق عينيها وقالت بسعادة كالأطفال : بجد أسمي المهر
خالد : أيوه ............ يلا فكري في إسم .................قدامك 6 شهور
إيناس : حاضر وحضرتك حتسمي البيبي ........ متأكد
ضحك خالد وتابع : حسن ورقية حيكونوا في أضعف حالاتهم حيوافقوا على أي حاجة
إيناس : ربنا يكرمها وتقوم بالسلامة
خالد : يا رب ............. يلا تصبحي على خير
إيناس : وحضرتك من أهله

تركته وظل يتابعها بنظراته حتى وصلت لباب الفيلا وقبل أن تدلف دون ترتيب إستدارت نحوه لا تعلم لماذا ولكنه وجدته ينظر نحوها بدوره فإلتقت نظراتهما ......... إرتبكت .......... هربت مسرعة للداخل غاضبة من نفسها ............

********************

ألقت نظرة أخيرة على نفسها في المرآة قبل ان تلبي نداء الباب ............. تأنقها ليس صباحياً بالمرة ولكن من يبالي .............. نظر لها بإبتسامة بمجرد أن فتحت الباب وقال بمرحه المعتاد : صباح الخير
كارمن : صباح النور ...........أنا قلت عشاء عمل لكن إنت بقه خليته فطار عمل
حمزة : الصبح نشاط والدماغ تبقى صاحية
كارمن : إتفضل
دلف حمزة للمنزل ............ تفحصه بدهشة ثم قال بعفوية : واو
كارمن : إيه الشقة مش عاجباك
حمزة : بالعكس دي جميلة هي .......... تابع بتردد : شبهك
كارمن : شبهي !!!!!
حمزة : اه ............. ألوان صارخة ...........نارية .......... تخطف العين كده
إبتسمت وقالت بدهاء : دي أنا ولا الشقة
إرتبك من صراحتها فخلع قبعته بعفوية وعبث بخصلاته المسترسلة وتابع بإبتسمة : الإتنين
إبتسمت بثقة وتابعت : تحب نقعد في الليفنج ولا جوه في مكان شغلي
حمزة : لا مكان شغلك أحسن

أدخلته لغرفة جانبية تحتوي على أريكة مريحه والكثير من اللوح بعضها فارغ وبعضها مجرد مشروع لوحه ........ خطا بحذر وهو يتفحص المكان ثم تابع : أول مرة أشوف صومعة فنان
كارمن : وإيه رأيك أنفع
أمسك بأحد اللوح ثم تابع : أنا مش بحب أحكم على المشاعر أنا بحس إن الفن والرسم بالذات مشاعر إنتي بتخرجيها في اللوحه و نجاحك إنتي تخرجيها بصدق
كارمن : واو إنت مش مهندس زراعي بقه إنت فيلسوف
حمزة : مش قوي كده
كارمن : نسكافيه ولا شاي
حمزة : حاخد شاي
كارمن : عملتلك وافل بتحبها
حمزة : مش باكلها كتير بس بحبها اه
خرجت لإحضار الإفطار وعندها حدث نفسه بيأس : أكيد حتعمللي وافل أمال حتعمل بيض وفول .............. عادت كارمن وعلى وجهها إبتسامة ساحرة وضعت الطعام أمامه وتابعت : تحب عسل ولا صوص
حمزة : ده صوص فرولة
كارمن : لأ .........توت
حمزة : يبقى صوص
زينت له قطعة الوافل خاصته بالصوص الشهي بلونه الأحمر القاني ثم تابعت : أنا زيك بحب الصوص برده عن العسل
أخرج حمزة جهاز اللاب توب خاصته ليريها مجموعة خاصة من الأزهار المصورة مع بعض المعلومات ............ نظرت للجهاز وتابعت : بجد إنت عندك معلومات حلوة قوي
حمزة : عندي كتب كمان جبتلك كتاب صغير فيه الخلاصه وبقية المعلومات عملتلك كوبي على السي دي ده
كارمن : ميرسي .......... إنت شاطر وعملي قوي ............. بس أنا مش فاهمة حاجة ........... أنا عايزاك تديني الخلاصة مش دش بقه وقراءة ............ أنا أرسم وبس
حمزة : ممكن أسئلك سؤال
كارمن : إتفضل
حمزة : هو إنتي إيه معلوماتك عن الورد
كارمن : ههههههههه ده إختبار
حمزة : لا مش قصدي
كارمن : أكيد الأحمر للحب والأصفر الغيرة والبنفسجي بيقولوا ندم
صمت حمزة قليلاً وتابع : عايزة تعرفي الورد البنفسجي بيعبر عن إيه لازم تفهميه وعلشان تفهميه لازم تعرفي حكايته
كارمن : حكايته هو ليه حكاية ؟
حمزة : كل وردة وراها حكاية وقصة ...........أسطورة
كارمن : وإيه بقه حكاية الوردة دي
حمزة : زمان كان في ملك حزين كان إسمه ملك الثلج كان عايش في قصر ثلجي بارد مفيش فيه أي حياة فكان علطول حزين بائس وفي يوم بعت جنوده يبحثوا عن بنت جميلة تونس وحدته وبعد فترة جابوها أول ما شافها حبها علطول كانت جميلة قوي رقيقة جداً وخجولة وكان اسمها فيوليت ............. فيوليت لما دخلت القصر بدلت حاله .......... الثلج داب .............بقى المكان كله بهجة وسعادة ..........وش الملك الحزين بقة أسعد ...........فيوليت كانت بعيدة عن أهلها وبيوحشوها فطلبت من الملك إنها تزورهم ..............كان خايف عليها قوي خايف تضيع منه ويرجع حزين تاني فوافق بس بشرط
كارمن بإهتمام : شرط !!! شرط إيه
تابع حمزة بصوته الدافئ : إنها تزورهم مرة واحده كل ربيع بس تروح على شكل وردة وفي الشتا ترجع لحضنه تاني بس في هيئة بشر وعلشان كده كل ربيع بنشوف أحلى زهور البنفسج وفي الشتا بترجع لمليكها أجمل بنت في الدنيا
كارمن : ياه
حمزة : البنفسج هو الحب والحزن .............. السحر والجمال ............ الهدوء ........... الطاقة
كانت تنظر له بشرود وهو يقص قصته ........... تابعت بشغف : إنتي حتخليني وأنا برسم أرسمها بإحساس تاني خالص ........... إنت كنت فين من زمان
حمزة : ههههههههههههه موجود والله
كارمن : مع إني مليش في اللون ده خالص بس حبيته من حكايتك
أشار حمزة لبعض الصور أمامه وتابع : بصي ده شكل البنفسج وفيه كمان الإستر مميزة قوي وده اللون الفيوليت بتاعها والتيوليب برده من الزهور الجميلة في اللون ده
كانت كارمن تنظر للصور بإهتمام وتابعت : إستر دي مش عاجباني لكن البنفسج فعلا حلوة قوي
حمزة : يعني حترسميها
كارمن : لأ مش حارسمها هي
حمزة : امال حترسمي مين
كارمن : حارسم فيوليت وملك الثلج


***********************

كانت تقف بالمطبخ حائرة ولكن أخيراً أتمت مهمتها الصعبة وصنعت الدجاج ........... سمعت ضحكة رقية المرحة التي كانت تراقبها من الحديقة قائلة : ما بتسمعيش الكلام ............. قلتلك حاعملها أنا
إيناس : ها ............. مش قلنا راحة خصوصا اليومين دول على بال ما الفيتامينات تشتغل وصحتك تبقى تمام
رقية : أنا متشكرة قوي يا إيناس بجد إنتي أكثر من أخت
إيناس : يارب بس يفضل رأيك زي ما هو بعد ما تدوقي الفراخ
رقية : ههههههههههههه ........... لا متخافيش

إنتبهت إيناس لطرق الباب ونظرت لرقية بدهشة قائلة : يا ترى مين ............. معقول بشمهندس حسن رجع
إنقبضت ملامح رقية قليلاً وتابعت : لا معتقدش
إيناس : رقية ...........إوعي تكوني ناوية تخبي عليه
ضحكت رقية بآسى وتابعت : متخافيش مع إني فكرت فيها بس لأ مش أنا اللي أعمل كده
إيناس : برافو عليكي يا حبيبتي ............. ياربي نسيت الباب ...........إستني ما أشوف مين

كان حمزة يضغط الجرس بإلحاح كعادته ............ظل ينظر نحوها ملياً بعد أن فتحت الباب وإبتسم لها بخبث ملمحاً لمئزر المطبخ الذي ترتديه وخصلاتها المرفوعة بعشوائية ثم قال : مين حضرتك .............. هي أبلة روكا موجودة
إبتسمت بتحفز وتابعت : إتفضل يا بشمهندس حمزة
حمزة : كمان تعرفيني
رقية : خلاص بقه يا حمزة أدخل متغلسش عليها
حمزة : بس بجد يا دكتور حلو لوك الطبيخ ده ........... جديد
رقية : إيناس زي القمر في أي شكل
نظر حمزة نحو إيناس مطولاً وتابع : هو أنا أقدر أقول غير كده
إرتبكت قليلاً فقطبت جبينها سريعاً وتابعت : طيب .......... عنئذنكم .............حابص على الأكل إتفضل

جلس حمزة مع رقية بالحديقة دون أن يعيرها إنتباهاً حيث أن نظراته كانت موجهه لإيناس التي أقحمت نفسها ببعض العمل الزائد بالمطبخ كي لا تجلس معهم ...........نظرت له رقية بخبث وتابعت : إنت متأكد إنك جاي تزورني
حمزة : طبعاً يا جميل وأنا ليا غيرك .......... بجد زي القمر النهارده
رقية : النهاردة بس
حمزة : لا كل يوم
رقية : هي مين دي ؟
حمزة : إنتي ............ إنتي طبعاً يا روكا
رقية : ماشي حابلعها بمزاجي
حمزة : هي مش حتيجي تقعد معانا بقه
نظرت له بإبتسامة ثم قالت بصوت عالٍ بعض الشئ : إيناس حبيبتي كفاية شغل تعالي إرتاحي شوية
إيناس : أنا مش تعبانه والله بالعكس بتسلى
نظر حمزة لروكا بتحدي ثم توجه للمطبخ سريعاً وتوجه لإيناس التي إندهشت لقدومه وتابع : ممكن أتسلى معاكي
إيناس : لا ميصحش يا بشمهندس .......... حضرتك خليك مع رقية سليها على بال ما أخلص اللي ورايا
رفع حمزة أحد حاجبيه بسخرية قائلاً : رقية مين
ضحكت رغماً عنها وتابعت : روكا
حمزة : روكااااااااا ........صمت قليلاً ثم تابع بصوت أكثر إنخفاضاً : قوليلي بقه إيه التغيير ده ........... هي وشها منور ............ وإنتي بتطبخي في مطبخها .........في إيه
صمتت إيناس بحيرة ونظرت نحو رقية التي أومأت لها رأسها بإبتسامة فتابعت بإبتسامة : في إنك تروح تبارك ليها على الخبر السعيد
حمزة : خبر سعيد !!!!
إيناس : روكا حامل
نظر لها حمزة وقد لمعت عيناه وبدا بهم بريق قوي قائلاً : إنتي بتتكلمي جد
تركها وقفز سريعاً لرقية التي كانت جالسة بالحديقة وبدت عبراتها رغماً عنها فإقترب منها وقال لها بنبرة حانية : بجد يا أبلة
رقية : بجد يا حبيب أبلة
حمزة : ياااااااااااااااااااه ............... خالو فين
قطبت رقية جبينها سريعاً وتابعت بتلعثم : مش موجود ........... مسافر
حمزة : وليه ماتصلتيش بيه يجي
رقية : حمزة أرجوك لما يجي براحته يبقى يعرف
حمزة : خلاص خلاص ......... متكشريش لما يبقى يجي هو مش مهم دلوقتي المهم إنت يا جميل والعفريت اللي جوه ده ........ها ولد ولا بنت
ضحكت رقية بشدة : إنت مش ممكن لسه بدري
حمزة : خلاص كنت حقولك لو بنت أتجوزها بس حينفع بقه يا جميل ........... أصل أنا مش حاقدر أصبر كتير
كانت نبرته عالية وقالها وهو يتوجه ببصره نحو إيناس التي كانت منشغله بإعداد بعض العصير .............زجرته رقية بلين وتابعت : حمزة ........ مش كده
حمزة : خلاص أنا مش عارف حقولها كلام حب إمتى بقه أنا زهئت
رقية : إنت مجنون يا بني الموضوع مش حيجي قفش كده
حمزة : عارف يا روكا بس لما بشوفها مش عارف بيجرالي إيه وهي مش حاسه بيا خالص
رقية : حمزة أنا خايفة عليك من مشاعرك السريعة والمتهورة دي
حمزة : متهورة .........ليه بتقولي كده
رقية : لإنها من طرف واحد يا حمزة
حمزة وقد خفتت إبتسامته : إنتي شايفة كده
رقية : إنت عارف ده
حمزة : عارف بس ده علشان هي مش بتديني فرصة ولا بتدي نفسها كل ما أتكلم معاها تهرب مني علطول
رقية : مش بسهولة كده حتسلم قلبها ............ إديها وقتها وإنت كمان خد وقتك
حمزة وقد قطب جبينه كالأطفال : خلاص ........... أصلا أنا مش فاضي
رقية : ليه وراك إيه بقه
حمزة : شغل ورسم وورد ولون أحمر إنتي فاكراني قليل ولا إيه ............ يلا سلام
رقية : سلام إيه ......... مش حتاكل دي إيناس اللي طابخة
حمزة بعد تردد : لأ ............ أنا فطرت وافل وبصوص أحمر كمان ........... سلام
رقية : سلام .............ربنا يحميك يا حبيبي ويهديكي يا إيناس والله حمزة طيب .......... طيب قوي

************************

كان حسن يجلس ويحمل الصغير بين يديه ينظر نحوه في سعادة

وتابع : شبهي صح
سهام بضيق : لأ ده شبه سامح أخويا

ضحكت أمها وتابعت سريعاً : العيال شكلها بيتغير بسرعة ..........ها حتسميه إيه بقه يا سمسم
سهام : محمود على إسم بابا الله يرحمه
تابع حسن دون أن ينظر نحوها : محمود باشا شكله عايز يرضع
الأم : طيب يلا خدي يا سهام رضعيه وخليه ينام ........... النوم غذا
أخذت سهام الطفل وبادرت أمها بنظرة ذات مغزى وهي تشير نحو حسن فهمست لها الأم بدورها : حاضر ........... حاضر
نظرت الأم لحسن وتابعت : بقولك يا بشمهندس ما توصلني يا أخويا على البيت حجيب حاجات ونرجع
حسن : اه طبعاً ............ إتفضلي
غادر كلاهما الغرفة وبقيت سهام تفكر في ردة فعله المنتظرة بعد حديث أمها ......................

*************************
ملك الثلج الحزين ..............كلما أطلقت العنان لفرشتها وجدت وجه خالد ............. كان هو ملك الثلج ولكن هي................هي ليست فيوليت ............كلما حاولت رسمها تظهر إمرأة أخرى هادئة الملامح .............حالمة ...........خجولة وهي ليست بتلك الأرجوانية ............. مزقت اللوحة .............حاولت مراراً وتكراراً دون جدوى .............الملك أحب فيوليت وحتماً خالد أحبها .............نعم عشقها مثله............. محاولة أخرى ............محاولة أخيرة وهي ليست فيوليت وفي النهاية وبعد عناء أنهت اللوحة
ملك الثلج وفيوليت الهادئة والوردة الحمراء داخل عقله ............... رمز العشق الجارف ............... العاطفة .............الشغف ............. نعم هي زهرته الحمراء البعيدة المنال بسبب عقله التالف ........... هي بيجونيا كما إعتاد أن يدللها ........... نظرت للصورة مطولاً ورغبت أن تمزقها .............. فهناك إمرأة أخرى ........... فيوليت ...........معشوقة ملك الثلج .............من هي فيوليت !!!!!







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:38 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس والعشرون



الطريق يبدو طويلاً ............... عبارات والدة سهام تصاحبه طوال رحلة العودة .............عبارات متطلبة أسرعت برحيله عن الإسكندرية ............ لم يتوقع أن يغادر بتلك السرعة فقد رتب للمكوث عدة أيام يرتوي فيها حتى الثمالة من عطر صغيره الفطري ............ رائحته المميزة التي لا يمل من إستنشاقها .............. عيناه المغمضتين وفمه الصغير ............ لم تمر ساعات وها هو إشتاق إليه .............. يبدو أن العجوز معها الحق ............. كيف يبتعد عنه ............. يجب أن يكون بجانبه ...........نعم هذا هو الصواب ولكن ماذا عن رقية ............ منذ أن إتخذ قراره بالزواج لم يفكر بشئ سوى الحصول على طفل ............لم يفكر برقية ولم يفكر بسهام ............ ولكن رقية تحبه وتعلم من صميمها أن هذا حقه هي لم تواجهه ماذا ستقول ........أنه ليس بحقه !!!!
في النهاية ستتقبل الأمر نعم ............. ربما تغضب ...........تثور ........... تتوعد ............ولكن ستخضع للواقع في النهاية بل وستعشق محمود .
فرقية رقيقة عاشقة للأطفال ............. يا إلهي كم يحبها لقد أرجأ تلك المواجهة منذ زمن خوفاً من أن يفقدها ولكن لا ........... لن يفقدها هي لا تتحمل فقدانه بدورها ............. هي تحبه وستضحي من أجله نعم بالتأكيد ستضحي من أجله ...........فهذا هو الحب .

*********************

كانت الساعة قد قاربت على منتصف الليل ............ ألقت إيناس نظرة أخيرة على رقية النائمة في سلام ثم جلست على الأريكة ربما لقتل بعض الوقت أمام التلفاز فلم يكن لديها رغبة في النوم وربما لأول مرة في التفكير ............. كانت تريد ذهنها صافي خالي .............. فكلما شردت هاجمتها الأفكار بلا روية والأفكار لم تعد تتضمن ذكريات شريف فقط ............ لا تدري لماذا يقتحم عقلها رغماً عنها ........... كلما شردت تتذكر صوته المبحوح الغاضب ............ الباكي ...........إبتسامته الصادقة عندما علم بحمل رقية ...........يختفي خلف وجهه البائس إنسان رقيق ..........متألم .......... مهتم !!!
نعم فإهتمامه أصبح بيّن كضوء الشمس ............. من تخدع ........... نظراته نحوها واضحة ............صريحة ............لا بل محيرة ............نظرات تربكها ........... تسعدها ..........لا بل تكرهها ...................لماذا يقتحمها بتلك النظرات دون دعوة .......... لا لا هو لم يفعل شيئاَ هي فقط تتعامل مع الرجال بحساسية ليس أكثر ............ نعم هو غير مهتم ويجب أن يكون كذلك ............

وجدت أنها في النهاية لم تنتبه للتلفاز فأغلقته وقررت النوم ........... فقط حركة الباب جذبت إنتباهها فتسمرت مكانها دون حراك خاصةً عندما وجدت حسن أمامها في لحظات ............

نهضت إيناس في خجل وهي تنظر نحو حسن الذي بدا مصدوماً لرؤيتها في منزله .............. دخل مسرعاً : دكتورة إيناس ............خير رقية كويسة في حاجة
ردت بتلعثم بعد أن سحبت غطاء رقيق لتخفي ذراعيها العاريتين : لا مفيش حضرتك متقلقش أنا بس كنت بايته معها علشان حضرتك مسافر ............ عنئذنك
حسن وقد لا حظ إرتباكها ولاحظ أيضاً انها كانت ترتدي ملابس بسيطة للنوم فأخفض بصره في الأرض وتابع : أنا اللي آسف ............. جيت فجأة بس الحقيقة مكنتش أعرف إن حضرتك معاها
إيناس : حصل خير عنئذنك أنا حارجع بقه
حسن : لأ ميصحش خليكي وأنا حبات في مكان تاني وأرجع الصبح
إيناس : إزاي يا بشمهندس مينفعش وبعدين بالضبط خطوتين وأكون في الفيلا عنئذنك

دخلت إيناس للغرفة الأخرة مسرعة لتغيير ملابسها والخروج وتركت حسن حائراً نوعاً ما من مكوثها مع زوجته في غيابه على غير العادة ..............

فتحت ثريا عيناها ونظرت في الساعة فوجدتها السابعة صباحاً .......... إستدارت للنهوض وكادت أن تصرخ عندما وجدت حسن بجانبها ينظر نحوها بإبتسامة .............. شهقت في فزع وتابعت : إنت جيت إمتى
حسن : بالليل
رقية : محستش بيك خالص
حسن : لقيتك نايمة بعمق مرضتش أصحيكي مش عادتك يعني ده حتى إنتي نومك خفيف
رقية : اه ........... فعلا بس واضح إني كنت محتاجه أنام ........... يا خبر إيناس أقوم أقول ليها إنك جيت
حسن : كانت صاحية إمبارح ساعة ما وصلت حتى إتكسفت ومشيت
رقية : يا خبر وسبتها تمشي يا حسن مصحتنيش ليه
حسن : والله عرضت ليها أمشي أنا بس هي أصرت ودخلت الأوضة لقيتك نايمة وجميلة قوي مرضيتش أصحيكي
إبتسمت بحرص لكلماته المنمقة .......... إعتدلت وجلست على الفراش وتابعت : خلاص حقوم أحضر لك الفطار وبعدين أكلمها
أمسك بيديها وإحتضن كفها بقبضته وتابع بتردد : لا .............إستني ........... أنا عايزة أتكلم معاكي شوية
جلست بتردد وتابعت بدورها : أنا كمان عايزة أتكلم معاك
حسن : طيب إبدئي إنتي
رقية : لا يفضل تبدأ إنت خليني للآخر
حسن : لا يا حبيبتي إنتي عمرك ما تكوني في الآخر إنتي دايماً في الأول ..........إبدئي إنتي
عضت شفتيها وصمتت قليلاً كانت تتوقع أن خبر مثل هذا ستزفه إليه ببهجة لا مثيل لها ولكن لا تعلم ماذا أصابها ........ كانت محبطة من ردة فعلة المنتظرة أم ربما خائفة ............ فالخبر الآن أصبح يخصها وحدها وليس كلاهما ..............أخذت نفساً عميقاً وتابعت بجملة واحدة مقتضبة : حسن ............ أنا حامل

***********************

ظل ينظر نحوها لوهلة دون تعبير حقيقي ............... فجأة بدأ الإحمرار يغزو وجهه ..............بيد مرتعشة مسح رأسه وجبهته ............ فرك أنفه ........... عيناه ...........ظل يعبث بوجهه لدقائق وكأنه يسعى لتغيير تعبيراته الباهتة بعنف ........... وفي النهاية بدأ نوبة جنونه بإبتسامة ساخرة ........... كانت كالفتيل الذي أشعل نوبة الضحك العارمة التي إنتابته ............ ضحك حتى ترقرقت العبرات بعيناه ومع ذلك لم يتوقف بل ظل يضحك بجنون ...........

كانت تراقبه بصدمة لقد ظلت طوال الأيام السابقة تخمن ردة فعله ........... هل ستكون سعادة أم صدمة أم حزن أم قلق خمنت كل شئ ولم تتطرق للحظة للجنون البادي أمامها ............. إنتظرت حتى إنتهى وكما بدأ فجأة إنتهى فجأة ........... هربت ضحكته في لحظة وتركها ليغرق رأسه تحت صنبور المياة .................

خرج من الحمام وملامح وجهه غائبة تحت المنشفة يجفف شعره بتوتر ............ كانت ما زالت بمكانها لم تتحرك ولكن ملامح وجهها هي من تبدلت من سعادة إلى قلق ثم غضب ........... نظر نحوها دون أن ينطق وأمسك بيدها ولكنها سحبت أناملها بقوة من بين كفيه ونظرت نحوه والعبرات متحجرة بعيناها : حسن .......طلقني


 


نظر خالد لحسن بدهشة عارمة وتابع : إيه .......... طلبت الطلاق
حسن بنبرة تحمل الحسرة : أيوه
خالد : ليه
حسن : النهارده بس هي حست إني إتجوزت عليها
كانت نبرته حادة ............متوترة شعر خالد بإرتجاف يديه وليس صوته فقط ربت على كتفه قائلاً .......
خالد : حسن إهدى ...........
حسن : أنا كنت جاي أبلغها إن سهام لازم تعيش جنبنا في المزرعة ...............كنت جاي وناوي أنفذ ده سواء برضاها أو غصب عنها ................ كنت جاي أدي سهام وإبنها حقهم فيا فمن غير ما أحس سرقت فرحتها يا خالد ............. الفرحة اللي إستنيتها سنين
نظر خالد لصديقه بحزن وتابع : طيب وحتعمل إيه دلوقتي
حسن : مش عارف
خالد : يعني إيه مش عارف إوعى تكون ناوي تنفذلها طلبها ...........
حسن : عمري ما فكرت إني ممكن أطلق رقية ............ وإنها في لحظة من اللحظات حتكون مش مراتي .............تفتكر حاقدر أعمل ده دلوقتي وكمان وهي شايلة أبني ولا بنتي في بطنها
خالد : خلاص حاول تسيبها تهدى شوية
حسن : انا خايف عليها وعلى اللي بطنها ........... عايز أريحها ومش عارف إزاي
خالد : بتفكر تطلق سهام ؟
حسن بحدة : مستحيل طبعاً في الظروف دي ............... كده حاظلم إبني وأظلمها من غير ذنب ..............أنا تعبان يا خالد بقيت بين مطرقة وسندان .............. رقية حبيبتي أخيرا حتفرح من قلبها ومش عايز أخطف فرحتها وسهام أم إبني ومش عايز أظلمها
خالد : أنا مش عارف أقولك إيه
حسن : أنا مش عارف أفكر .............. نفسي أنام منمتش من إمبارح
خالد : خد مفتاح الفيلا ............. فعلا لازم ترتاح وتصفي ذهنك إنت وصلت بالليل ؟؟
حسن : اااااااااااه حتى دخلت البيت لقيت إيناس ............ إتخضيت
خالد : اه صحيح كانت بايته معاها تاخد بالها منها
حسن : كان موقف محرج والبنت إتكسفت طبعا وكانت بلبس النوم حتى صممت تمشي في لحظتها
إنتبه له خالد فجأة وقال بصوت أجش غاضب : وهو إنت مش تبص في الأرض علطول بدل ما تحرجها كده يا أخي
حسن : وهو أنا بحلقت يعني ...............في إيه يا خالد وبعدين دي زي أختى الصغيرة
ظل قاطباً جبينه وتابع : خلاص .......... خلاص روح نام يا جوز الإتنين إنت وفكر في مشاكلك
نظر له حسن بريبة لغضبه ثم تابع : ماشي .......... يلا سلام
خالد : سلام
لا يعرف لماذا تمكن منه الغضب من هذا الموقف .............. هل هي الغيرة .............. هل يختبر معها شعور الغيرة الآن !!!!!!


كانت إيناس تقف بجانب سهيلة تعبث بخصلاتها بسعادة وتناولها بعض الحشائش الخضراء ................ إنتبهت بعد وهلة أنه يراقبها كعادته ............. تركت ما بيدها بإرتباك وتابعت : سهيلة تمام بس حنظم حركتها شوية في الفترة الجاية
أجابها سريعاً دون أن تتغير نظرته الموجهة نحوها بإصرار : زي ما تشوفي
إيناس : طيب عنئذنك
خالد : رايحة فين هو إنتي بتبصي على سهيلة علشان الشغل وبس .........إنتم مش صحاب ولا إيه
إبتسمت وتابعت : لا أكيد صحاب ........... أنا مش بحس بالوقت معاها خالص
خالد : عندك حق

إقترب خالد من الفرسة وأمسك لجامها بلين وتابع : أنا أسعد لحظاتي كانت معاهم على فكرة ................الخيل ده كائن حساس ..............على أد ما تحبيه حيحبك وعلى أد ما تخلصيله حيخلصلك ............ وعلى قد ما تفهميه حيحس بيكي ويفهمك

قال جملته الاخيرة وهو ينظر نحوها بعمق تابعت سريعاً لتتخلص من نظرته : واضح إن حضرتك معلوماتك عن الخيل مش مجرد معلومات طبية وأساسيات للتربية

تابع وهو يعبث بخصلات سهيلة اللامعة : دي مش معلومات ده إحساسي أنا بالخيل ...........حكايتي معاه
أومأت رأسها بإبتسامة حذرة .............. تابع هو مرة أخرى : لما تقربي منه حتفهميه ...........ألمه ............سعادته ............حزنه ............ إحساسه ............... بس علشان يوصلك ده لازم توصليله إنتي الأول عارفة إزاي
حركت رأسها بالنفي بإرتباك تابع بإبتسامة وبصوت رخيم : الهمس ............همس الجياد
نظرت نحوه وتسائلت بحذر : همس الجياد ؟
خالد : أيوه دي علاقة خاصة ............مميزة ........ بين الخيل والبشر ...............لما بتهمسي في ودنه مش بس مشاعرك اللي بتوصله لأ هو كمان حيتكلم معاكي بطريقته ومع الوقت حتفهميه .............حتسمعيه من غير ما يتكلم ............... كل صوت ليه معنى وكل حركة ليها دلالة زي سهيلة دلوقتي إنتي عارفة هي حاسة بإيه
نظرت له بدهشة : إنت عارف ؟
خالد : مرتاحه ............ بيبان من شكل العين شايفة هي سعيدة ومطمنة إزاي......... مطمنالك زي رعد ما إطمنلك

إرتبكت عندما ذكر رعد ............ لاحظ إرتباكها ............. حيرة عيناها ............هل حقاً شاهدها مع رعد في تلك الساعة أم لا ............ إرتجفت شفتاها قبل أن تنطق ..........صمتت لوهلة ثم تابعت بتلعثم : إممممممم أنا ...........لازم أمشي لسه ورايا شغل

تحركت سريعاً قبل ان تنتظر جوابه ولكنه همس عندما مرت بجانبه بصوت هادئ ............ جملة جعلتها تتسمر مكانها ودبت الرعشة في أوصالها بلحظتها ........... كان يبتسم بمكر وهو يرددها : الحصان الأعمى أكثر كائن بيحتاج للهمس ............ ده سر من أسرار ترويضه

ظلت صامتة ثابته مكانها لوهلة ............. إستعادت رباطة جأشها وتابعت : فعلا .......... حضرتك عندك حق ...............
خالد : في سر تاني كمان
تابعت بقلق : سر إيه
خالد : سر تاني لترويض رعد
إيناس : وإيه هو
خالد : تعالي

خرج وهي خلفه كانت خطواتها قلقة ..........مترددة ............أخرج رعد من الحظيرة وتوجه به للخارج لإمتطائه ............ كان المكان فارغاً لا يوجد سواهم نظرت حولها بدهشة وتابعت : هو فين العمال
خالد وهو يجهز السرج دون أن ينظر نحوها : أنا مشيتهم وانا داخل ............ إديتهم ساعة غدا
إرتبكت وشعرت بالضيق عندما أيقنت أنها وحيدة معه ............. نظر لها بمكر عندما إستشعر ضيقها وتابع : بعد إذنك يا دكتورة ممكن ثانية
إقتربت منه فناولها السير الخاص بالحصان وتابع : إمسكيه دقيقة بعد إذنك
من داخلها قررت أن ترحل على الفور بعد أن يمتطي فرسه ............ نظر لها بتحدي وأخرج عصابة سوداء ثم ربطها حول عينيه
شعرت أن العالم ينهار من حولها ...............ظلت تنظر نحوه في صدمة لولا عصابته للاحظ العبرات بعيناها ...........تابع وهو يأخذ السير من أناملها التي تعمد ملامستها عن قصد ومدة أطول تلك المرة : ده بقة السر التاني ..............شكراً ........الفضل في ده يرجع ليكي على فكرة
ظلت جامدة مكانها دون حركة لم تنتبه إلا عندما إكتشفت أنه قرر إمتطاء رعد وهو مغمض العينين !!!!!

كان يبدو انه يود الإستئثار بكل هواء العالم لصدره............. رعد يعدو بحرية وخالد معصوب العينين يعيش نفس حالته وكأن خالد هو رعد ورعد هو خالد

على الرغم من غضبها ........... بل ربما خجلها مما حدث ويحدث إلا أنها شعرت بالسعادة من أجلهما .............. فقد كان يبدو كلاهما سعيداً حراً ......... مبصراً !!!!
فإن ماتراه حقاً يستحق المشاهدة .

أما هو فترك خياله الحر يعبث باللوحة السمراء أمامه كما تمنى من قبل أم ربما لا فهو لا يبالي سوى بنسمات الهواء الحر التي تخترق صدره ..........ولكن تلك المرة هناك شئ أخر ............ إنها هي................ للحظة تمنى أن يأخذها معه على فرسه الثائر ويهرب بها مبتعداً عن مشاعر وهواجس الماضي لكلاهما
تمنى أن تترك العنان لجدائلها البندقية ليعبث بها الهواء بمكر فيتفرق عطر البندق في الأجواء حوله أم ربما لا الأفضل أن يتسأثر به وحده ............ ولكن أين هي !!!!! هل ما زالت تراقبه ؟؟.
خلع العصابة سريعاً ليبحث عنها ولكنها كانت قد إختفت ...............

رحلت هي وعطر البندق وتركته وحيداً.







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, أرنب, مصرية, مكتملة, الدجاج, الرائعة, دلال, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.