آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          503 - الحب يصنع المعجزات - ميرندا لى - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          نبض قلبي/للكاتبة دانة الحمادي (الكاتـب : اريجو - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          318 - أحلام علي صخرة الماضي - سوزان ستيفنز (الكاتـب : عنووود - )           »          399 - خفقات في زمن ضائع - ديانا هاميلتون ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree23Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-13, 10:39 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 همس الجياد / للكاتبة الرائعة مروة جمال ، رواية مصرية مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم


نقدم لكم رواية
همس الجياد
للكاتبة الرائعة مروة جمال


كلمة الكاتبة

عندما أصبح هروبي بداية
وعشقي خطيئة
أصبح منبع سعادتي هو سر ألمي
زهدت الكلمات وتحولت حياتي لمجرد همسات
مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح
نعم.......همساتي لتلك الجياد
فأصبحت حياتي ........همس الجياد

***************************
قراءة ممتعة لكم جميعاً....



ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة اسطورة ! ; 30-10-13 الساعة 10:31 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 10:41 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


***************************


مواقف كتير قوي في حياتنا بنحس إنها مرت علينا قبل كده .............لكن في حالتي أنا مش مجرد إحساس ............كانت حقيقة
نفس الصوت بيزلزل وداني ........... صوت الجهاز وهو بيقيس نبضات القلب ...........قلبي ...........قلبه ............مش عارفة
تيت .........تيت ............تيييييييييييييييييي ييييييت




الفصل الأول


منذ عامين ...................سنو وايت .................الجميلة النائمة .............هكذا أطلقوا عليها في المشفى.................نظر لها أحد الأطباء المستجدين بالمشفى وهمس لزميله بمكر ...............ربما تحتاج لقبلة لتخرج من غفوتها .................رمقه الآخر بنظرة حاده .................عزيزي حاول أن تكون ملاكاً للرحمة !!!!!!منذ الحادث الأليم وهي على نفس الحال ...............تشعر بهمساتهم ............بكاء أمها .............حسرة أبيها ولكنها حقاً لا تستطيع ...........تأبى أن تغادر حلمها الجميل .............فهذا هو المكان الوحيد الذي يوجد به حبيبها ...............حبيبي أشتاق إليك ...........صوتك ..............إبتسامتك الساحرة ...............سحقاً لتلك الأحلام فهي تعطيني كل شئ ولا شئ .............فلمستك الساحرة ليست لها بصمة داخل عالم أحلامي ................نعم كلما إقتربت منك تتبخر كالسراب ...................
إيناس .............إيناس
كان يقف على شاطئ البحر وينادي عليها بصوت مرح إيناس : خلاص الشط كله عرف إسمي
شريف : وكمان حيعرفوا إنك حبيبتي
إلتفت يداه حول خصرها ليحملها كالأطفال
إيناس : يا مجنون
شريف: كده طيب جبتيه لنفسك
إيناس : حتعمل إيه
شريف : حتشوفي
حملها بقوة و إنطلق بها نحو المياه وأغرق جسدها وهو يضحك بشدة
بمرح ..............نعم كانت تلك لحظاتي معك يا شريف............لحظات من المرح ..............مجرد لحظات فلقد تركتني بعد الزواج بشهر واحد .............. وهكذا كانت ملامح وجهها تتأرجح بين الإنبساط والإنقباض ..........بسمة ودمعة .............فهي غارقة في بحر من الذكريات وترفض العودة للواقع ..............فالواقع لا يوجد به سوى الحقيقة التي تأبى أن تتعايش معها ....................لقد مات شريف
بجانب الفراش تجلس سيدة باكية .............ملامحها تنبئ بعمر يفوق عمرها الحقيقي ببضع سنوات .............يداها المرتعشة تمسك بمصحف صغير ..........تتمتم بكلمات الرحمن في خشوع وبكاء ....................كانت تغوص في ذاكرتها وتعود لمنزلها الدافئ بعيداً عن برودة المشفى التي تحمل روائح الداء والدواء معاً ................فثريا سيدة مصرية تقليدية ............منزلها هو مملكتها الصغيرة التي طالما إحتضنتها وقدستها لأبلغ الحدود فمجرد أن تدلف للمنزل تشعر بالحميمية والدفئ الصادرة من الحوائط ذات اللون القاتم الذي يذكرك بغروب الشمس............الأثاث العتيق والسجاد الفاخر .......عبق الروائح المميزة الصادرة من مطبخها منبئة بطعام دافئ تشتم طعمه اللذيذ قبل أن تتذوقه ............زمت شفتيها وهي تحاول أن تتذكر مملكتها الغالية التي تركتها منذ أيام قابعة بهذا المشفى هي وإبنتها وزوجها تاركة إبنها الأصغر ليعيث في منزلها فساداً ................أغلقت المصحف وإبتسمت بسخرية فهي تشغل نفسها بالتفكير في المنزل ربما لتنسى ولو للحظات ما حل بإبنتها !!!!!تنهدت ثريا في آسى ثم قالت لزوجها : إيه يا عبد الرحمن الدكتور قالك إيه
عبد الرحمن : بيقول حالة إنهيار عصبي
ثريا باكية : منا عارفة بس إحنا بقالنا أسبوع دلوقتي وهي مش دريانه بحاجه
عبد الرحمن : واخدة مهدئات كتير
ثريا : يا عيني عليكي يا بنتي ملحقتيش تتهني
عبد الرحمن : خلاص بقه يا ثريا ...............إدعيلها
ثريا : بنتي بتضيع مني يا عبد الرحمن .......................أنا خايفة عليها قوي ..............أنا خايفة بعد الشر تحصله
عبد الرحمن : أستغفر الله العظيم يا رب ............يا شيخة حرام عليكي بلاش الفال ده ................إستهدي بالله كده وإقريلها قرآن
ثريا : ونعم بالله ...........طيب يعني هي حتفضل نايمة كده لإمتى
عبد الرحمن : معرفش ..........بس بيقولوا لازم يخففوا جرعات المهدئ لإنها كده مش دريانه بحاجه خالص والدكتور النفسي بعد كده حيساعدها تتقبل اللي حصل ثريا : أيوه الدوا الزفت ده مخليها زي ما تكون في غيبوبة عبد الرحمن : مضطرين يا ثريا ............إنتي نسيتي حالة بنتك كانت عاملة إزاي بعد ما مات ..............
ثريا : متفكرنيش ...............متفكرنيش أبوس إيدك
عبد الرحمن : لا حول ولا قوة إلا بالله .................يارب صبرها وصبرنا ...............أنا حاروح أصلي العصر على بال ما الدكتور يجي
ثريا : إدعيلها يا أبو أيمن
عبد الرحمن : بدعيلها في كل وقت .................يارب ألطف بيها وبينا .............يا رب
كان عبد الرحمن والد إيناس موظف بالمعاش ............ميسور الحال يعيش بشقة متواضعة بحي العجوزة ............لديه من الأبناء ثلاثة إيناس وأيمن ومصطفى ..............الأكبر أيمن تخرج من كلية هندسة وتزوج وسافر منذ سنوات لإحدى الدول العربية وعصفورته الوسطى إيناس تخرجت منذ أشهر قليلة من كلية الطب البيطري والأصغر مصطفى طالب بكلية التجارة
وُلد حب شريف وإيناس منذ عدة سنوات ............عندما قطن شريف بالشقة المقابلة لشقتهم ............شاب من أحد المدن الصغيرة المجاورة للقاهرة ذو خلق دمث وحال ميسور.......... إستأجر تلك الشقة بعد أن إنتقل للعمل في القاهرة ...............لفتت نظرة تلك الشابة رقيقة الملامح ............خجولة للغاية .............. إعتاد ان يراها يومياً في الصباح وهي متوجه للجامعة ...............سلبت لبه وأصبحت ملكة أحلامه وشغل هو تفكيرها بإبتسامته الساحرة التي إعتاد أن يُحييها بها كلما رآها ...........قصة حب بدأت وإستمرت لسنوات وكللت بالزواج .............زواج لم يدم سوى شهر واحد لينتهي بأسوأ خبر .............نعم صدمته سيارة وإنتهت حياته مع توقف صوت جهاز ضربات القلب بغرفة العناية المركزة ...............لتسقط هي الأخرى بعد حالة شديدة من الإنهيار .........وتبدأ رحلة العلاج النفسي في محاولة لتجميع بقايا إنسانة



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 10:42 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثاني



كانت ثريا تقف خارج الغرفة وتضع يدها على فمها لتمنع نفسها من البكاء ................كانت قدماها لا تقوى على حملها فصراخ إيناس يمتد لآخر المشفى ................خرج الطبيب النفسي لاهثاً دون أن ينظر نحوها وتتبعه الممرضة أمسكت ثريا بذراعها بعنف قائلة : بنتي مالها عملتوا فيها
نظرت لها الممرضة بشفقة ثم إنتظرت بعد أن إبتعد الطبيب : إهدي يا حاجه ..............
ثريا بنفس النبرة الغاضبة : أهدى إزاي ...........البنت في حالة إنهيار
الممرضة : معلش هي كانت بتاخد مهدئات جامدة وعايشة برة الواقع ولازم تواجهه .............ده في الأول بس .........................الدكتور إداها دوا مهدئ بس أبسط من الأولاني ومع الوقت حتتحسن بس حنتعب في الأول شوية
ثريا : بس الدكتور خارج شكله ميطمنش
الممرضة : لا لا أصله متنرفذ من الدكتور الأولاني اللي إستسهل بمهدئات قوية وشايف إن ده مش صح
ثريا : يعني إيه مش فاهمه .....
الممرضة : يا حاجه أقعدي جنبها وإرقيها وإقرأي قرآن خليها كده تهدى وترضى بقضاء ربنا ومعلش أزمة وحتعدي

تركت ثريا الممرضة وعادت مرة أخرى لغرفة إيناس وأهالها ما رأت على وجهها من شحوب ...............إحتضنتها بقوة وما كان منها إلا أنها إنفجرت في البكاء قهراً على حال إبنتها وظلت تدعو ربها تضرعاً أن تمر الأيام وتخرج إبنتها من تلك الحالة .

***********************

مرت عدة أيام وبدأ العلاج النفسي يُنبئ بتقدم مع إيناس ..............بدأت تعود للواقع رويداً رويداً بأعصاب متماسكة نوعاً ما ولكن بقلب منهار ............خرجت من المشفى أخيراً بعد مرور شهر و بضعة أيام ..............وعادت للمنزل .............كانت والدتها سعيدة بتلك الخطوة فإبنتها ستبتعد أخيراً عن جو المشفى بمرضه وكآبته ولكن كان القلق يستبد بوالدها فالمنزل كل ما فيه ينبض بذكرى شريف ...........والشقة المقابلة هي شقة عرسها التي لما تقضي بها سوى عدة أيام .............وقد كان والدها على حق فلم يمض على وجودها ساعة بمنزلها حتى إنزوت في غرفتها بعيدة وحيدة ..............على الرغم من هدوئها وخروجها من بؤرة الإنهيار إلا أن صمتها كان يذبحهم جميعاً وكأنها على شفا كارثة فهي لا تفعل شيئاً سوى النظر لتلك الشرفة الذي إعتاد شريف مشاغلتها من خلالها وإطلاق العنان لدموعها التي يبدو أن منبعها لن ينبض أبدا ...........

ذكريات

كان ينتظرها يومياً ................يقف بالشرفة ممسكاً بهاتفه ونظراته موجهه نحوها بدون إنقطاع .............
شريف : بحبك
تنظر له بإبتسامة يشوبها الخجل ثم تتلفت حولها والهاتف ما زال على أذنها ..........
شريف : سامعاني
إيناس : سامعاك
شريف : بحبك
إيناس : ...............
شريف : بموت في كسوفك بس بجد نفسي أسمعها منك
إيناس : هي إيه
شريف : كلمة بحبك
إيناس تنظر للأرض وتهمس بصوت منخفض : بحبك
يسقط شريف أرضاً بطريقة درامية وهو ممسك بقلبه .............
إيناس : يا مجنون
شريف : بيكي ..............
إيناس : طيب أنا لازم أدخل أوكيه
شريف : لا إله إلا الله
إيناس : محمد رسول الله

كانت تذرف الدموع وهي تتذكر لحظات العشق بينها وبينه ..............تلك الشرفة التي شهدت أجمل أيام عمرها ......................

*********************

كان الدكتور علي ما زال بعيادته يستقبل الحالات المعتاده .............شعر الطبيب الأربعيني بالإنهاك وود أن يقوم بإلغاء جميع الكشوفات لولا أن أخبره مساعده بأنها آخر حالة ...............كان ما زال شارداً بأوراقه عندما دخل عليه الرجل صاحب الميعاد ............كبير السن يرتدي نظارة طبية سميكة الإطار وله شعر رمادي وقد إسترسل بنعومة خلف أذنه وشارب بنفس لون شعره أعطاه هيبة ووقاراً ملحوظاً ..............تذكره الطبيب على الفور بمجرد رؤيته رغم مرور حوالي ستة أشهر على خروج إيناس من المشفى ...............إستقبله بإبتسامة ودهشة قائلاً : أهلا ً ...............أستاذ عبد الرحمن .........إتفضل
عبد الرحمن : متشكر يا دكتور
الطبيب : خير مدام إيناس عاملة إيه
تنهد عبد الرحمن بألم ثم تابع : ماهو ده السبب اللي أنا جايلك علشانه
نظر له على بإهتمام .............كان يشعر بنوع من المسؤولية عن حالة إيناس فلقد إنهارت بالمشفى مباشرة بعد وفاة زوجها ولم يكن هو متواجد بتلك الفترة حيث كان قد سافر لحضور أحد المؤتمرات بعد أن رشح طبيب شاب ليحل محله وعاد ليفاجئ بحالة إيناس التي زادت تدهوراً بعد أن إتخذ الطبيب الطريق السهل وقام بحقنها بأقوى المهدئات لتعيش بعالم منفصل عن واقعها الأليم وعانت وعانى معها في فترة العلاج رفض هذا الواقع .............
نظر علي لزائره بإمعان ثم تابع : خير قلقتني
عبد الرحمن : إيناس رجعت حالتها إتدهورت تاني يا دكتور .............تقريبا مش عايشة معانا بتنام كتير قوي زي ما تكون عايزة تهرب من الدنيا ولما بتكون صاحية علطول سرحانه وقاعدة في أوضتها تبص على شقته وتفكر فيه
على : شقته !!!!
عبد الرحمن : ماهو شريف الله يرحمه كان جارنا وساكن قدامنا
شعر علي بغضب شديد وقال للرجل في لوم : إزاي يا أستاذ عبد الرحمن ماتقوليش معلومة مهمة زي دي ............انا كنت نبهت عليكم متجيبوش سيرة الماضي أصلا قدامها أتاريها قاعدة جوه الماضي وشايفاه قدامها ليل ونهار
عبد الرحمن : يا دكتور طيب كنا حنعمل ايه ده بيتنا وحياتنا ............أنا بجد مش عارف
علي : إيناس مشكلتها دلوقتي إنه كل حاجه حواليها بتفكرها بشريف وهي رافضة الواقع ومش قادره تعيش فيه علشان كده بتهرب للماضي في أحلامها ................لازم يحصل تغيير ..........شوية مضادات الإكتئاب والعلاج مش كفاية ..............هي بتشتغل
عبدالرحمن : الحقيقة بعد ما إتخرجت إتجوزت علطول وماشتغلتش
علي : لازم تتشتغل وتخرج من الدوامة دي تشوف ناس جديدة تبدأ حياه جديدة تخرجها من بؤرة الماضي ولازم تبعد شوية تغير مكان ووجوه ...............آسف بس ده الحل الوحيد ...........هي خريجة إيه
عبد الرحمن : إيناس خريجة طب بيطري
صمت علي لفترة ثم لمعت عيناه وقال : أنا عندي الحل يا أستاذ عبد الرحمن .............إيناس مش محتاجه علاجي وأدويتي بس ...............إيناس محتاجه تبعد .............محتاجة حياة جديدة ووجوه مختلفة تشغل واقعها وتخرجها بره أحلامها وهمومها
لو معندكش مانع أنا عندي شغل كويس لإيناس ومكان أحسن تبدأ في من جديد
نظر له عبد الرحمن بإهتمام وقال : حل .........حل إيه
علي : أختي جوزها بيشتغل في مزرعة كبيرة قوي في طريق مصر إسكندرية الصحرواي ...........المكان فيه مصانع لإنتاج الألبان وطبعا أراضي زراعية .............مكان تحفه وكمان من فترة كانوا بيدورا على طبيب بيطري يهتم بمزرعة الخيل وطبعا حيقيم هناك ................إيه رأيك
عبد الرحمن : أيوه ...............بس
علي : حضرتك متردد علشان هي بنت إعتبرها إشتغلت في بلد تانية وده بيحصل مع ناس كثير ...........المزرعة فيها ناس كتير مقيمة بقت أشبه بمجتمع سكني صغير ده غير إن أختي هناك حتتابع حالتها وتبلغني أول بأول ..............انا شاعر بالمسؤولية عن حالة إيناس وبجد عايز أساعدها والمكان ده فرصة كويسة قدامنا ................
عبد الرحمن : حضرتك شايف كده يا دكتور يعني بُعدها ووحدتها مش خطر
علي : متقلقش أنا واثق إن إيناس حتتحسن في المكان ده ..............أنا عارف أنا موديها فين
نظر له عبد الرحمن وهو يشعر أنه لا يوجد سبيل أمامه سوى قبول تلك المجازفة فوردته تذبل أمامه يوماً بعد يوم ...........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 10:43 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث



كانت ثريا تقف بالمطبخ تقذف قطع البطاطس بغضب داخل الزيت الغزير .................فشلت كل السبل لإخراج إبنتها العنيدة من غرفتها أو ربما من غفوتها ..............فاجئها مصطفى إبنها الأصغر وهي شاردة وتزفر بغضب ............دخل متصنعاً المرح للسيطرة على غضب أمه : كفاية بطاطس محمرة بقه ............جسمنا إتهرى كوليسترول يا بطة
ثريا : أسكت يا ولا أنا مش فايقالك
مصطفى : كده ............طيب هو حد في البيت ده بيرفع معنوياتك وبياكل غيري ............المانيكان طول عمرها أكلتها قليلة والحاج مبقاش ليه تقل على السمنة البلدي يا جميل إنت
ثريا : أسكت يا مصطفى أديك شايف أختك مانيكان إيه بقه دي يا عيني وشها بقه أصفر من قلة الأكل وكتر الهم
مصطفى : معلش يا ماما حتاخد وقتها
ثريا : إيناس دبلت يا مصطفى بقه هي دي إيناس اللي كانت مالية البيت ضحك وهظار............. يابني إحنا بقالنا 6 شهور دلوقتي من ساعة الحادثة ومفيش تحسن ...............أهو أبوك راح للدكتور إمبارح ورجع نزل الصبح ومعرفتش عمل إيه ...........
مصطفى : معرفتيش
ثريا : بيقولي بالليل الدكتور حيجي يشوف إيناس ويتكلم معاها شوية
مصطفى : خلاص أكيد الدكتور عنده حل يا ماما وهو شاطر فاكره في المستشفى إتحسنت على إيده
ثريا : اه ولما رجعنا هنا يوم ورا التاني وحالتها إتدهورت تاني كأنها عايشة معانا بنص عقل
مصطفى : ماهي طول ما هي حابسة نفسها في الأوضة وبتبص على الشباك مش حتنسى مش حتتقدم خطوة لقدام
ثريا : خلاص ننقل بقه ولا تسافر لأخوها لو ينفع
مصطفى : مش عارف إما نشوف الدكتور حيعمل إيه ...........اه على فكرة
ثريا : إيه
مصطفى : الكوليسترول إتحرق

خرج مصطفى من المطبخ تاركاً أمه تخرج البطاطس المحترقة وهي تصب جام غضبها على الطعام ثم نظر لغرفة أخته في حسرة وإتجه لغرفته ..............
*********************

أجتمعت الأسرة كعادتها على مائدة الغداء .............مائدة الغداء هي شئ مقدس لدى ثريا .............لا يصح أن يتخلف أحد وقد كانت ثريا شديدة الإنتقاء في كل ما يخص منزلها على الرغم من أن زوجها كان مجرد موظف ليس لديه دخل سوى عمله الحكومي إلا أنها كانت تهتم بشدة بكل قطعة أثاث داخل مملكتها الصغيرة تقتصد الأموال وتقوم بالحسابات من أجل سفرة أنيقة أو بعض الأطباق المزخرفة وربما سجادة فاخرة ............وقد كان الحال نفسه بالنسبة لأبنائها فهي تهتم بهم لأقصى درجة وموعد الطعام مقدس في عائلتها الصغيرة وقد وقفت لساعات تتفنن لتعد لهم أشهى الوجبات وترتب لهم طاولة أنيقة وبالتالي فالغياب عذر غير مقبول .
نظر عبد الحمن لإبنته نظرة فاحصة وهي تعبث بطعامها دون أن تلمس منه سوى القليل قال على حين غرة : إيناس
إنتفض جسدها فزعاً وكان هذا هو حالها دائماً فقد كانت تشرد أغلب الأوقات لتنتبه بعدها بفزع على صوت محدثها ..........
قالت بطريقة ديناميكية دون أن تنظر نحوه وكأنها إعتادت : حاضر انا بآكل اهو
عبد الرحمن : بس أنا مش باكلمك علشان الأكل
إيناس : طيب علشان إيه
عبد الرحمن : الدكتور علي حيجي يزورنا النهارده وعايز يتكلم معاكي شوية
إنتفضت وقامت منزعجة وهي تنظر نحوهم بعيون دامعة : أنا مش عايزة دكاترة ومش عايزة حد يتكلم معايا ..............يا ناس إفهموا بقه أنا مرتاحه كده ليه عايزني أنساه أنا مش حانسى جوزي مش حسيبه
تنهد عبد الرحمن بيأس ثم تابع : هو مش جاي يتكلم معاكي عن شريف الله يرحمه ومحدش مننا طلب إنك تنسيه
تابعت بقلق : طيب جاي ليه
عبد الرحمن : معرفش حنعرف لما يجي هو كلمني وقال جاي النهارده فجهزي نفسك
قال عبد الرحمن جملته بصرامة شديدة منعت إيناس من الإعتراض ثم تركهم وتوجه لغرفته دون أن يضيف شيئاً
**********************

كانت إيناس تشعر بالإضطراب لتلك الزيارة المرتقبة .............تفكر في أسبابها.............هل زار أبيها الطبيب ليشكو حالها .....................هل ستضطر لخوض تجربة العلاج مرة أخرى من إنصات لنصائح طبيبها النفسي والتحدث بأمور تفضل الإحتفاظ بها لنفسها ...............إنتبهت لجرس الباب وعبارات الترحيب والإطراء بين أبيها والطبيب الزائر ولم تمر دقائق حتى طلبت منها والدتها موافاة أبيها بغرفة الصالون ...............تقدمت بملل وتردد نحو الرجلين .............ملامحها ذات الضجر الشديد لاحظها الطبيب المتمرس على الفور ليقابلها بوجه بشوش وهو يقول : إزيك يا إيناس ...............
نظرت له دون أن تتبدل ملامحها الضجرة وكأنها تقول له إرحل : الحمد لله
نظر لها أبيها بغضب ولكنه إستدرك نفسه وتحدث بنبرة هادئة : أقعدي يا إيناس الدكتور علي عايزك في موضوع
إيناس : موضوع أيه
إبتسم الدكتور علي وتابع بثقة : خدمة
إيناس : خدمة !!!!
الطبيب : أيوه بصراحه أنا عارف إنك طبيبة بيطرية صح
إيناس والدهشة تعلو ملامحها : أيوه
الطبيب : يا ستي أنا أختي مقيمة مع جوزها في مزرعة كبيرة قوي على طريق إسكندرية الصحرواي ............جوز أختي بقة المسؤول عن المكان وهو محتاج طبيب بيطري ضروري علشان مزرعة الخيول هناك وسألني إن كنت أعرف حد ...........ها إيه رأيك
صمتت إيناس قليلاً وكأنها تحاول إستيعاب ما قاله ثم تابعت : أيوه بس ................أنا مشتغلتش قبل كده ومعنديش خبرة
الطبيب : بس إنتي خريجة طب بيطري وعندك الأساس الخبرة بقه تيجي مع الشغل
إيناس : مش عارفة أنا مفكرتش في الشغل خالص من زمان
الطبيب : مش شايفة إن آن الآوان إنك تفكري
نظرت له بحدة وعندها أيقن الطبيب تسرعه في تلك الجملة همت ووقفت سريعا ثم تابعت : المكان ده بعيد يعني في إقامة هناك
الطبيب : أكيد بس طبعا ليكي أجازات
إيناس : متخيلين إني كده حانسى لما تبعدوني عن هنا حانساه
نظر لها الطبيب وقد لمعت عيناه وإسترسل في الحديث بثقة : إنتي شايفة إيه شايفة إنك لو بعدتي عن هنا حتنسيه
إيناس بإصرار : لأ ولو سافرت آخر الدنيا مش حنساه
إبتسم الطبيب وكأنه كان ينتظر إجابتها تلك ثم تابع : خلاص يبقى مفيش مشكلة ولا إيه
إيناس : أنا مش خايفة بس بوضح لحضرتك
الطبيب : خلاص .........أنا حانتظر ردك وأتمنى توافقي إحساسي إنك دكتورة شاطرة وحتبيضي وشي ............أستئذن أنا بقة يا أستاذ عبد الرحمن
الأب بعد أن رمق إبنته بنظرة غاضبة : بدري يا دكتور حضرتك لازم تتعشى معانا
الطبيب : معلش إعفيني مرة تانية إن شاء الله
غادر الطبيب وبعدها توجهت إيناس على الفور لغرفتها لتتحاشى الحديث مع أبيها ..............
***********************************

نظرت ثريا لزوجها بغضب وقالت له في دهشة : سفر ........سفر إيه يا أبو أيمن ..............إحنا معندناش الكلام ده
عبد الرحمن : يا أم إيناس وحقولك يا أم إيناس علشان القرار ده لمصلحة إيناس
ثريا : مصلحتها إنها تروح تشتغل في مكان بعيد في الصحراء مع ناس متعرفهومش ................مصلحتها إنها تبقى بعيد عننا بحالتها دي
عبد الرحمن : بقالنا 6 شهور ..............6 شهور وحالتها بتتأخر بنشوفها بالصدفة في البيت وعلطول قاعدة عند الشباك إياه
ثريا : لأ يعني لأ ماهي هناك برده حتبقى لوحدها وبرده حتقعد تفكر ...............لا لا هنا قدامي أنا مطمنة عليها شايفاها بعيني وبعدين بنتك عمرها ما إشتغلت إتخرجت وإتجوزت علطول وبعدين إيناس تعيش لوحدها إزاي يعني هي بتعرف تعمل لنفسها حاجه لا أكل ولا شرب ............لا لا بنتي مينفعش تبعد عني
عبد الرحمن : مفيش فايدة .............طيب روحي كلميها شوفيها موافقة ولا لأ ..............إسئليها الأول

خرجت ثريا متأففة وتوجهت لغرفة إبنتها ولكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن إيناس سترفض هذا العمل وربما يكون هذا القرار هو القرار الوحيد الذي ستساندها فيه فهي لا تحتمل أن تبتعد إبنتها عنها خاصة في ظروفها الحالية وقلقها الدائم عليها
............إقتربت ثريا من غرفة إبنتها بحذر ولكن قبل أن تطرق الباب سمعت همسات ............همسات جعلت جسدها ينتفض ودقات قلبها تتسارع لدقائق فقد كانت إيناس تتحدث إلى شريف .........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 10:45 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع





شفت يا شريف عايزين يبعدوني عنك .............طيب دنا الحاجة الوحيدة اللي بتصبرني وقفتي هنا قدام شباكك وكلامي معاك .............مش حسيبك يا شريف ................مش حسيبك



كانت كلمات إيناس وقعها كصدمات متتالية بل ضربات قوية على رأس ثريا ............كيف صمتت على حال إبنتها كل تلك الفترة فالأمر تعدى بحر الذكريات الذي تصر إيناس على السباحة به يوميا ..............لا بل إقتربت من الغرق ............



بدون أن تطرق الباب دخلت ثريا على الفور لتجد إبنتها تجلس في مكانها المعهود بالشرفة والإبتسامة على شفتيها ..............أخذت ثريا نفساً عميقاً في محاولة لإستدعاء بعض الهدوء ثم دخلت لإبنتها التي كانت لا تزال شاردة ولم تشعر بحضور أمها .......


-

إيناس إيناس ........كانت ثريا تهز كتف إبنتها حتى تخرجها من دوامة الشرود التي إجتاحتها .............إنتبهت إيناس أخيراً ونظرت لأمها بعيون حالمة : ماما ..........إنتي جيتي إمتى
ثريا : حالاً بس إنتي كنت سرحانه
إيناس : اه ............آسفة
ثريا : كنتي سرحانه في كلام دكتور علي
إيناس : هه ............دكتور علي .............اااااااه لا عادي
ثريا : طيب قررتي إيه ...........فكرتي ؟
إيناس : مش محتاجة أفكر أنا مش حسافر
ثريا : بس دي فرصة شغل كويسة رأيي تفكري تاني
إيناس : وأسافر !!! وأعيش في مكان بعيد عن هنا
ثريا : دي سُنة الحياة و بعدين أكيد ليكي أجازات دي مش هجرة يا إيناس
إيناس : لأ لأ مش حسيب هنا مش عايزة أشتغل أو ممكن أشتغل هنا في مكان قريب لكن مش حسافر .............كانت نبرتها أكثر حدة
إبتسمت لها أمها فقد كانت متأكدة من ردة فعل إبنتها ولكنها على العكس الآن تريد رحيلها وبسرعة بعيداً عن تلك الذكريات التي حاصرتها فأصبحت تعيش بداخلها منفصلة عن الواقع
............قامت ثريا وهمت بالمغادرة ولكنها إستدارت في آخر لحظة وقالت لإبنتها : براحتك .............بس أنا نفسي تسافري وتشتغلي وتخلقى حياة ليكي ...........نفسي ترجعي تاني تعيشي يا بنتي علشان أنا كمان أقدر أعيش


خرجت ثريا باكية فلا تعرف ما فعلته خطأ أم صواب هي من كانت لا تحتمل مجرد التفكير في بعد إبنتها عنها بل كانت تشعر بسعادة بالغة حين تزوجت إيناس وقطنت بالشقة المقابلة لشقتها ولكن الآن إنقلبت الموازين ربما يكون الحل في البُعد وشعرت أن إقتراح الطبيب هو حبل الإنقاذ الوحيد .............



*********************

مضت عدة أيام وإيناس تتحاشى الحديث مع الجميع وأصبحت تقضي في غرفتها كل وقتها تقريباً ............كانت ثريا تشعر بالآسى والعجز ............... بعد أن صارحت زوجها بما حدث في غرفة إبنتها وهو يقضى ليله مستقيظاً يتفكر في حال إبنته ..............مسحت دموعها بظهر يداها وعندها شعرت بيد زوجها تحيط كتفيها في حنان إستدارت له وهي تبتسم لتخفي آثار بكائها وقالت : مهما مرت السنين برده تأثير البصل قوي
مسح عبد الرحمن دموع زوجته في حنان ثم قال : الحاج متولي طلب مني أفضي الشقة
ثريا : شقة !!!! شقة إيه
عبد الرحمن : شقة شريف
ثريا : بس لسه ناقص سنتين على بال ما مدة العقد تخلص وإحنا بندفع الإيجار
عبد الرحمن : ما هو ملوش لازمة بقه ..........انا اتفقت مع ناس بكرة حيجوا يشيلوا العفش كله
ثريا : كده حنبيع حاجة بنتنا في يوم بسهولة كده
عبد الرحمن : ايوة يا ثريا كل حاجة
أذعنت ثريا لرغبة زوجها وقد فهمت ما بداخله وقالت : أمرك بس حتقولها
عبد الرحمن : طبعاً السكان الجداد حيوصلوا كمان أسبوع لازم تعرف
بكت ثريا رغماً عنها وتابعت : يا حبيبتي يا بنتي كده كتير عليها قوي يا عبد الرحمن .............كتير قوي
عبد الرحمن : لازم يا ثريا ..............لازم تفوق بقه ............طول ما هي حابسة نفسها في الأوضة دي وشايفاه في الشباك ده مش حتفوق
خرج عبد الرحمن من المطبخ غاضباً دون أن ينتبه لإبنته التي كانت تقف منزوية بأحد الأركان باكية بعد أن إستمعت لحديثه ..............

*************************



لم تتوقع ثريا ان يكون رحيل إبنتها بتلك السرعة بعد قرار زوجها ولكن يبدو أن إيناس لن تحتمل رؤية شخص آخر بتلك الشرفة غير زوجها فلم تجد حلاً أمامها سوى الهروب لتلك الوظيفة بعد أن أصر والدها على التخلص من الشقة ولم يؤثر فيه بكاؤها تارة وعنادها تارة أخرى ..............
كانت إيناس ما زالت تحضر حقيبتها عندما جاء الدكتور على ليقلهم بسيارته نظرت لها ثريا بحنان ثم أمسكت بوجهها وقبلته وهي تقول : متزعليش من أبوكي يا إيناس هو عمل كده علشان مصلحتك
صمتت إيناس لوهلة وحاولت أن تمنع دموعها وهي تقول : خلاص يا ماما .............أنا مش زعلانه
ثريا : طيب خليني أساعدك في ترتيب الشنطة
منعت إيناس أمها برفق من الإقتراب من محتويات الحقيبة وقالت بإرتباك : خلاص أنا رتبتها ناقص حاجات بسيطة


وهكذا ودعت إيناس أمها وأخيها وإستقلت السيارة مع أبيها نحو مقر عملها الجديد ..............مستقبل تمنى الأب أن يخرج إبنته من بئر الماضي بأحزانه ..............



لم تشعر إيناس بالوقت فقد ظلت شاردة طوال الطريق كعادتها وكأنها أرادت ان تصرخ معبرة عن سطوتها امام أبيها والطبيب : لن أخرج من احلامي ..........ولن أنسى زوجي ............لا تعرف هل حقاً تخبرهم هم بذلك أم تخبر نفسها حتى يتمكن منها النسيان
بعد حوالي الساعتين من الزمن وصلت السيارة للمزرعة ..............إنتبهت إيناس لصوت البوابة الحديدية ووجه الحارس البشوش اللذي حياه الطبيب بنبرة حميمية وسأله عن شخص يدعى المهندس حسن فأخبره الحارس أنه بإنتظاره .............

مرت السيارة بطريق ممهد على جانبيه أشجار الليمون وقد بدا مظهرها جميلاً يسر العين ثم ظهر في الأفق مبنى إستقبلهم بداخله المهندس حسن وكان به غرفة مكتبه ..............كان رجلاً بشوشاً يبدو أنه في الخامسة والأربعين من عمره علمت إيناس من سياق الحديث أنه زوج أخت طبيبها والمسؤول عن إدارة المكان ..........
-




نورتينا يا دكتورة
كانت تلك هي الكلمات الأولى التي خاطبها بها المهندس حسن .أومأت إيناس رأسها بإبتسامة وشكرته بلطف بعدها تابع الرجل بثقة : أنا متأكد إنك حترتاحي معانا هنا ومين مايرتحش في الشغل مع الخيول
إبتسمت إيناس وعندها قال الدكتور علي : على رأيك يا حسن ده غير الطبيعة والجو النقي ولا إيه يا أستاذ عبد الرحمن
نظر له الأب برضى وقد أبهره المكان وفهم ما كان يقصده الطبيب بقوله أن إبنته سترتاح بهذا المكان فالمكان يبدو رائع للإستجمام ليس فقط للعمل وعندها قال : المكان فعلاً جميل قوي أنا متوقعتوش كده خالص
حسن : المزرعة هنا مقسمة 3 أقسام ............قسم فيه مصنع الألبان ومزارع المواشي وبعديه الأراضي الزراعية وبعدهم بمسافة 3 كيلو الجزء الأهم والأرقى هنا مزرعة الخيول وده مكان شغلك يا دكتورة


كانت إيناس صامتة لم توجه أي أسئلة أو تبادر بأي تعليق فالنسبة لها ليس هناك فرق سواء تعاملت مع الخيول أم المواشي ولكنها كانت تشعر للراحة للعزلة بهذا المكان وإرتاحت أكثر عندما علمت أن أغلب من يعملون بالمزرعة مرتكزين في الجزء الآخر حيث توجد مزارع المواشي وتليها اللأراضي الزراعية ولكن بهذا القسم لا يوجد سوى المهندس حسن وزوجته والعمال المسؤولون عن مزرعة الخيول وصاحب المزرعة الذي يتواجد خارج البلاد الآن .

نظر حسن لإيناس وأبيها ثم تابع : طيب تتفضلوا دلوقتي على مكان سكنك يا دكتورة تشوفيه وبعدين تشرفونا على الغدا
عبد الرحمن : يا خبر مفيش داعي يا بشمهندس
حسن : إيه يا دكتور علي هما ميعرفوش أختك ولا إيه .............دي فرحت جداً لما عرفت إن الدكتورة إيناس حتشتغل معانا هنا وبتراهن إنكم حتكونوا أصحاب
إبتسمت إيناس للرجل ولكنها شعرت بالضيق فآخر ما ينقصها إمرأة وحيدة ربما تسعى لشغل وقتها بالثرثرة !!!!!



********************

كان موقع السكن مميزاً يتكون من ثلاث فلل صغيرة إصطفت بجانب بعضها البعض بتنسيق معماري مميز أدهش إيناس وأبيها ولكن المهندس حسن أجاب على دهشتهم سريعاً عندما قال : أصل المكان هنا مشروع لمنتجع سياحي والفلل دي أول عينه

عبد الرحمن : منتجع سياحي
حسن : مستغرب ليه يا فندم مش شرط المكان السياحي يكون بس بحر .............دول كتير قوي فيها مشاريع زي دي خضرة وشجر وهنا بقة عندنا مزرعة الخيل وفي المستقبل حيكون في مزرعة نعام وده بقه يبقى حلم خالد
عبد الرحمن : خالد !!!!! خالد مين
حسن :المهندس خالد صاحب المزرعة هو في أمريكا دلوقتي
عبد الرحمن : هو بصراحة المكان رائع
حسن : إتفضلي يا دكتورة دي الفيلا بتاعتك هي غرفتين نوم ورسيبشن ومطبخ أمريكي وكمان في جنينة صغيرة كده ..........ده الستايل بتاع الفلل هنا لما نخلص مشروع المنتجع ان شاء الله ................إتفضلوا إرتاحوا ومنتظركم أنا والمدام كمان نص ساعة على الغدا

دخلت إيناس وأبيها للفيلا وعندها لاحظت روعة المكان ............كانت الفيلا مؤثثة على الطراز الغربي تتكون من غرفتين للنوم بفارق حوالي 4 درجات صعوداً عن غرفة الجلوس الواسعة والمطبخ الأمريكي ولاحظت وجود حديقة خلفية بجانب غرفة الجلوس لم تستطع أن تمنع نفسها من الخروج إليها والإستمتاع برائحة الورود وإستنشاق نسمات الهواء الحر ..............

أغمضت عيناها وشعرت بالراحة عندما لمست الهدوء والعزلة بالمكان نعم فتلك العزلة هي أقصى أمانيها الآن لتنفرد ربما بضوء القمر ونسمات الهواء العليل ............... تركض في بحر خيالها دون حواجز أو قيود ويصبح شريف هو رفيق عزلتها الأوحد

لم تكن تعلم أنها عزلة مؤقتة ولم تلحظ أن هناك فيلا ملاصقة تشترك معها بنفس الحديقة ولا يفصلها عنها سوى بعض الشجيرات الصغيرة ..................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 10:46 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس



لا تدري لماذا تذكرت والدتها على الفور عندما جلست على مائدة الطعام ............يبدو أن السيدة رقية هي نسخة أخرى من أمها وطاولة الطعام هي لوحتها الإبداعية الخاصة ..............إبتسمت وهي تتذكر المائدة المتنقلة الذي أعدتها لها أمها قبل السفر من لحم مشوى ودجاج محشي وبعض المعجنات الطازجة ووصايا التخزين والتأكد من درجة حرارة المبرد حتى لا يفسد الطعام .............. قطع أفكارها صوت المهندس حسن وهو يقول : إتفضلوا يا جماعة مش عايزين كسوف وبصراحه دكر البط ده مش عايز كسوف
نظرت رقية نحو إيناس وتابعت بنبرة تشوبها الجدية : على فكرة يا دكتورة لو ما أكلتيش يبقى الأكل مش عاجبك وحازعل جداً
إيناس : لا يا خبر أنا باكل أهو
رقية : هههههههههههه إنتي صدقتي يا حبي أنا بهظر معاكي أنا عمري مازعل منك بس برده حتاكلي شكلك ضعفانه خالص
كانت رقية إمرأة يبدو على ملامحها أنها في الأربعين من العمر ............بشرة خمرية وعيون ناعسة وشفاة مكتنزة بعض الشئ وحجاب مميز أحاطت به وجهها بطريقة منمقة وجسد شابته بعض السمنة وكيف لا تشوبه السمنة أمام تلك المائدة العامرة وهذا الطعام اللذيذ ...........حقاً الطعام غاية في اللذة بل ربما يكون أفضل طعام تذوقته على الإطلاق بل إنه أفضل من الطعام الذي تعده والدتها ...........لاحت على وجهها إبتسامة عندما لمحت أبيها وقد بدأ يتذوق بنهم من صنوف الطعام أمامه وكذلك كل من الطبيب والزوج اللذان إنقضا على ذكر البط بدون رحمة وتذكرت شريف ............

لم يكن من محبي الطعام بل كان يأكل القليل جداً من هذا أو ذاك لطالما إختلف عن الآخرين لطالما كان مميزاً .........كان .....................


إنتهى الجميع من طعامهم وجلسوا بغرفة المعيشة التي كانت تطل مباشرة على حديقة مثل فيلا إيناس ولكن كانت الحديقة مختلفة لاحظت إيناس أنها تزينت بأنواع خاصة من النباتات قسم للزهور وقسم لبعض الأوراق كالنعناع والبقدونس ............حقاً هل هذا بقدونس !!!!!! ...............جاءها صوت رقية ليجيب عن التساؤلات بعقلها
رقية : الجنينة زرعتها على ذوقي
إيناس : جميلة قوي حضرتك بتحبي الزرع
رقية : في الأول لأ لكن بعد ما جيت هنا بقت هواية خصوصا بصراحة إن إستخدام حاجات زي البقدونس والريحان والنعناع طازة في الأكل بيكون رائع
إيناس : كمان في ورد
رقية : فل وياسمين ونرجس وأنواع كده أساميها صعبة حمزة بقه هو اللي بيجيبلي البذور والغذا بتاعها علشان أعرف أزرعها عندي
إيناس :اممممممم
رقية : حمزة يبقى إبن أخت حسن مهندس زراعي وبيشتغل هنا بس أغلب المهندسين إقامتهم في الجزء التاني من المزرعة على فكرة في هناك مهندسات زراعيات برده بيشتغلوا مع أزواجهم مجموعة جميلة قوي أوقات بنروح نسهر معاهم والله المنطقة التانية فيها حياة عن هنا والذ بكتير لكن حسن مصمم إقامتنا تبقى هنا بيقول هنا أهدى مع إنه الصبح علطول بيكون في الجزء التاني علشان متابعة الأراضي والمصنع
إيناس : بس هو الجزء التاني مش بعيد قوي عن هنا
رقية : لا حوالي 3 أو 4 كيلو بس خالد حب يفصلهم علشان بيحلم يحول الجزء ده لمنتجع سياحي
إيناس : هو بصراحه المكان رائع .........جميل قوي وأجمل ما فيه هدوءه
رقية : إنتي لسه شفتي حاجه بكرة لما تشوفي مزرعة الخيول مكان شغلك حتنبهري ...........بجد حاجة روعة ............أنا مبسوطة قوي إنك إشتغلتي هنا معانا .............بجد حلو قوي لما تلاقي أنثى تتكلمي معاه في أرض الرجال دي
إبتسمت إيناس بتصنع فآخر ما ينقصها تلك الضوضاء البشرية التي قد تؤرق عزلتها ............

*****************************

نظر عبد الرحمن لإبنته بتفحص بعد أن غادروا وعادوا لمقر سكنها ثم قال : ها يا إيناس المكان عجبك
في البداية لم تجبه كانت تقف بحيرة أمام الثلاجة وبيدها ورقة وتحاول بيأس أن تضع بعض محتويات حقيبة الطعام التي أعدتها لها والدتها داخل الفريزر .............إقترب عبد الرحمن من إبنته وقال مرة أخرى : إيناس إنتي مش سامعاني
نظرت له وقد بدت شاردة ثم قالت : آسفة يا بابا مسمعتش حضرتك بس أصل الثلاجة صغيرة وكمان فيها حاجات فمش عارفة أحط الحاجات اللي معايا
عبد الرحمن : حاجات إيه
إيناس : الأكل اللي ماما إديتهولي
عبد الرحمن : لأ قصدي حاجات إيه اللي في الثلاجة وإيه الورقة دي
إيناس : دي ورقة لقيتها على بابا الثلاجة كاتباها ليا مدام رقية
أخذ عبد الرحمن الورقة وقرأ محتوياتها وقد كانت " عزيزتي إيناس دي طلبات كده بسيطة لإحتياجاتك اليومية وكمان دي نمرة تليفوني إذا إحتجتي أي حاجه كلميني متتردديش .............أختك رقية "
طوى عبد الرحمن الورقة وإبتسم وهو يقول : ناس ذوق فعلاً .............والست دي شكلها طيبة قوي
إيناس بدون إهتمام : اه فعلا
نظر لها والدها بتفحص مرة أخرى ثم تابع : إنتي رأيك إيه في المكان عجبك
إيناس : اه كويس
إقترب عبد الرحمن من إبنته ثم داعب وجنتيها بحنان وتابع : إيناس إوعي تكوني زعلانه مني
نظرت له بتمعن كانت ملامحه تكاد تنطق بالحزن أو ربما بالقلق شعرت أنه لا يود أن يتركها وحيدة بل يودها أن تعود معه للمنزل ليطمئن قلبه برؤيتها أمام عينيه ولكنه لا يستطيع ............صمتت لوهلة ثم إغرورقت عيناها بالدموع .............أخذت نفساً عميقاً ربما لتحبس تلك العبرات الساخنة التي لن تلهب وجنتيها فقط بل ستلهب قلب أبيها أيضاً جاهدت لتخرج الكلمات من فمها وعلى الرغم من أنها كانت تتمتم بصوت خفيض وعلى الرغم من البحة الباكية في نبرتها إلا أنه فسر كلماتها جيداً
إيناس : بابا أنا عمري ما أزعل منك ولا من ماما عارف ليه
عبد الرحمن: ليه
إيناس : علشان الفراق صعب قوي وأنا جربته تفتكر حضيع لحظة من عمري في غضب أو زعل من حد بحبه وأنا بحبك يا بابا وبحب ماما ومصطفى وأيمن والله بحبكم قوي .........
إحتضن عبد الرحمن إبنته بقوة ثم ملس على خصلات شعرها بحنان وهو يتمتم بكلمات الرحمن ويسأل الله أن يحفظ إبنته من كل سوء .

***************

نظر حسن لزوجته بتفحص بعد أن غادر الضيوف وقال : ناس محترمين
رقية : فعلا والدها شكله طيب قوي وكمان إيناس هادية ورقيقة قوي
زفر وهو يخلع الجاكيت خاصته ثم تمدد على الأريكة وتابع : علشان كده مكنتش عايزها تشتغل هنا
رقية : ليه بس يا حسن
حسن : يعني مش عارفة ليه ..............رقية إنتي عارفة طبع خالد كويس وشدته مع كل الموظفين هنا
رقية : أيوه بس خالد مش وحش للدرجة دي
حسن : هو إنتي اللي حتقوليلي منا عارف خالد ده صاحبي قبل ما يكون صاحب المكان هنا لكن برده انا عارف طبعه وخصوصا مع الدكاترة اللي بيتابعوا الخيل ..............إنتي عارفة هو مهتم بالمزرعة دي أد إيه ما بيسمحش بغلطة
رقية : بس اللي فاتوا كانوا رجالة ومش مهتمين بالشغل وعايزين يشتغلوا في مكان تاني جنبه لكن إيناس بنت ورقيقة وعلى فكرة بقه الست لما بتشتغل بجد بتخلص لشغلها عن الراجل
حسن : برده مش مرتاح
رقية : على فكرة بقه إيناس أفضل حد للمكان ده عارف ليه
حسن : ليه
رقية : علشان هي محتاجة للمكان زي ما المكان محتاج ليها صدقني حيكملوا بعض
حسن بمكر : هما مين دول اللي حيكملوا بعض
رقية : هههههههه دماغك راحت فين هي صحيح البنت حلوة وهادية لكن معتقدش يحصل إنجذاب بينها وبين خالد ...............صعب قوي
حسن : والله يا رقية أنا مبقتش عارف حاجه وخالد ده أكتر واحد فاهمه ومش فاهمه في نفس الوقت
رقية : هو عرف إنك عينت حد
حسن : طبعاً بلغته في التليفون
رقية : وحيرجع إمتى
حسن : المفروض كان يجي النهارده بس كلمني وقالي انه إتأخر على الطيارة وحيغير الحجز
رقية : هو خلاص فض الشراكة
حسن : اه خلاص هو محتاج سيولة علشان المزرعة
رقية : طيب .............إنت حتنام بعد الغدا ولا نازل
حسن : لأ حاروح مصنع الألبان وريا شغل
رقية : ترجع بالسلامة يا حبيبي

غادر حسن ولكنه ظل يفكر بصديقه خالد ...............لقد تعرف به منذ سنوات هو وزوجته مارجريت في الولايات المتحده ...............تعجب حسن عندما رأى هذا الشاب المصري المتقد الذكاء الذي برع في عدة أعمال بل وهو المسؤول عن شركة أبيه وإدارتها وبجواره زوجة تصلح لأن تكون أمه ................نعم ومنذ وقتها أصبحوا أصدقاء وإستطاع خالد في النهاية تحقيق حلمه ببناء تلك المزرعة وقذف النساء بعنف خارج حياته ...........أمه ............مارجريت ................وكارمن !!!!!




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 10:47 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس


أغلقت الهاتف ربما للمرة العاشرة بعد إنتهاء المكالمة مع أمها................ نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الخامسة والنصف مساءاً ..............خلعت حذائها وإستلقت لوهلة على الأريكة وبدأ النعاس يداعب أهدابها ولكنها آثرت أن تخرج للحديقة ربما لتملأ رئتيها بنفحات من الهواء النقي وتمتع نظرها بمنظر مميز للغروب ................كانت الحديقة محاطة بسور أنيق من خشب الأرز وقد تزين السور بحرفية ببعض النباتات المتسلقة فأعطته مظهراً خلاباً
لم يكن سوراً عالياً بل تستطيع من خلاله رؤية السيارت الصغيرة التي تتحرك بخفة على الطريق العام وقد بدت أضواءها كشموس صغيرة وُلدت بعض أن خفت ضوء الشمس الأم وإقتربت من الغرق في رمال الصحراء الواسعة وهي تودع السماء لتتركها وقد إمتزجت بها ألوان الطيف بإبداع حتى تمكنت منها حمرة الشفق قبل أن يجنح الليل بظلامه فيعلن بثقة عن إنتهاء العرض !!!!
لم تشعر بنفسها إلا وهي مستلقية على الحشائش الخضراء وكأن جسدها وروحها أبوا أن يظلوا في مقاعد المشاهدين فإنطلقت روحها تحوم في اللوحة الفنية المتجسدة أمام عيناها وأمتزج جسدها بجاذبية الأرض يستشعر دفئها ويحتضن أديمها بشوق .

ودت لو أكملت ليلتها بتلك البقعة ربما لتستمع بعرض آخر حيث يكون القمر هو بطل المساء ببريقه الفضي وكأنه يعلن عن بريق من الأمل ليخبرنا أن الضوء لم يخفت للأبد وأنه سيعود من جديد ......................

وهكذا تركت إيناس موضعها وإتجهت لغرفة نومها أخرجت غنيمتها من الحقيبة .............. نعم تلك المغامرة الليلية التي قامت بها قبل أن تترك المنزل .............وعلى الرغم من تأكيد والدتها لها أنها لن تتخلص من أي من متعلقات شريف وعلى الرغم من إرتعاش يديها وتباطئ خطواتها وهي تتجه نحو الشقة التي لم تخطوها منذ الحادث إلا أنها كان يجب أن تحصل على ما تسعى إليه ..............ودون أن يشعر أحد تسللت حافية بخطوات مرتجفة نحو خزينته وأخرجت ما يحمل رائحة أنفاسه أو ربما ما يحمل بقاياها ..............
إحتضنت قميصه بشغف وخطت بثقة نحو أحلامها منتظرة لقاءه .

**********************

كانت الساعة قد قاربت على السابعة مساءاً عندما دق المنبه ليعلن عن بدء يوم جديد ................قام حسن متكاسلاً نحو الحمام وقد أعدته له زوجته كعادتها كل صباح فكانت المياه الساخنة تتدفق بسخاء داخل حوض الإستحمام وقامت بتعليق مئزره المعطر ثم تركته ينعم بحمام هادئ وإنطلقت لتجهيز مائدة الإفطار .
كان حسن يتصفح الجريدة عندما سألته وهي تسكب له بعض الشاي : تحب تتغدى إيه النهارده
حسن دون أن ينظر نحوها : أي حاجه
رقية : حتروح على المصنع
حسن : لأ على المكتب هنا علشان أسلم إيناس شغلها الأول
رقية : علطول كده
حسن : طبعاً وإنتي عارف خالد بيهتم قوي بكل حاجة تخص الخيل ولازم يتأكد إن اللي بيحط نسب الفيتامينات ومتابع مواعيد المقويات والتطعيمات دكتور مختص
رقية : إنت حتقولي لا ويكون متفرغ كمان
حسن : هو دماغه كده بس برده هو بيدفع مرتبات كويسة ولو إجتهدت حيدفع أكثر
رقية : إنت عارف المقابل المادي مش هو سبب وجودها
حسن : اممممممممم ...........عارف وإنتي حتبدئي تراقبيها من إمتى
رقية بإنزعاج : أراقبها !!!! كده يا حسن
حسن : هههههههه يا ستي مش قصدي ..........مش أخوكي قالك تاخدي بالك منها
رقية : في فرق بين إني آخد بالي منها وبين إني أراقبها ..........وبعدين أنا فعلا صعبانه عليا البنت لسه صغيرة على الهم ده
حسن : بس أنا مش شايفها مهمومة للدرجة دي ده كمان لابسة ملون عادي يعني
رقية : علي أخويا هو اللي شدد عليهم إنها مش تلبس أسمر وترجع تلبس عادي بسرعة ده كان في كورس علاجها ده غير أصلاً إن حداد الست على جوزها أربع شهور حسب الدين والشرع والباقي ده أعراف وعادات وبعدين مش بيقولوا الحزن في القلب
حسن : طيب خلاص خلاص هي عينتك المحامي بتاعها ولا إيه
رقية : لأ يا سيدي معينتنيش المحامي بتاعها
صمتت رقية قليلاً ثم تابعت بنبرة ألم : أصعب أنواع الحزن لما ترسم ضحكة كدابة على وشك للناس وتحتفظ بالهم لنفسك
قالت جملتها ثم رمقته بنظرة ذات مغزى إرتبك قليلاً وجفف عرقه ثم قبلها على جبهتها و قال لها بنبرة حانية : طول عمرك بتقرأي الناس صح يا حبيبتي وأولهم أنا علشان كده مقدرش أعيش من غيرك
إنسحب بلباقة ليتجه لعمله وتركت بعدها هي المجال لعبراتها الساخنة ...............


*******************

وصل حسن لمكتبه وعندها وجد إيناس بإنتظاره بادرها مرحباً لحظة دخوله : صباح الخير يا دكتورة
إيناس : صباح النور يا بشمهندس
حسن : برافو ده حضرتك موجوده من قبل المعاد
إيناس : على إيه حضرتك ده شغلي
حسن : طيب تمام بصي يا ستي أنا النهارده حعرفك مبادئ الشغل والمطلوب منك لكن بعد كده حيبقى المسؤول معاكي بشمهندس خالد
إيناس : بشمهندس خالد هو مالك المزرعة صح ؟
حسن : أيوه وهي مزرعة الخيول مسؤوليته هو وبيهتم بدقة بأي حاجه تخصها فعلشان كده هو دايماً بيتابع أول بأول مع الطبيب المسؤول
إيناس وقد بدا عليها القلق بعض الشئ : حاضر
نظر نحوها حسن بإبتسامة ثم تابع : أنا مش عايزك تقلقي الشغل بسيط قوي بيني وبينك ما يستدعيش طبيب مقيم بس إحنا هنا ماشيين بمبدأ الوقاية خير من العلاج إتفضلي معايا على العيادة البيطرية وإنتي حتفهمي أكثر

خرجت إيناس معه إلى المبنى وتوجهوا لمبنى آخر صغير يتكون من غرفة واحدة كانت متواضعة الأثاث بعض الشئ فلا يوجد بها سوى مكتب صغير وخزانة خشبية ممتلئة ببعض الكتب والأوراق وفي مواجهتهما توجد ثلاجة إستنتجت إيناس أنها لحفظ بعض الأدوية وخزانة أخرى تحتوى على معدات بيطرية للتعامل مع الأفراس وبعض المطهرات الموضوعية للجروح .............جلس حسن على المكتب وسحب بعض الأوراق وهو يقول : إتفضلي يا دكتورة
جلست إيناس في مواجهته وقد لفت إنتباهها كمية الاوراق المبعثرة أمامه ...........ضحك وهو يمسك بالأوراق في محاولة يائسة لترتيبها وقال : الهوا هنا بقه ميزة وعيب والعيب واضح لو أصغر شباك مفتوح يطير كل شغلك ...........بصي بقه يا ستي ده ورق كان سايبه الدكتور اللي قبلك بمواعيد التطعيمات بتاعتهم وكمان نسب المقويات اللي بتتحط في الأكل ...........حيفيدك كتير
أخذت إيناس منه الأوراق وتصفحتها للحظات ثم توجهت بنظرها نحو الخزانة بجانب المكتب وسألته : ودي كتب ومراجع ؟
حسن : اه دول برده حيفيدوكي مع إني بصراحه مفهمش في محتواهم إنتي بقه تكتشفي .............كمان عندك الثلاجة فيها مضادات حيوية وتطعيمات ....................المفروض الدكتور المتواجد هو بيحدد محتاج ايه وإحنا بنجيبه وبرده عندك بيداتين و صبغة يود ومراهم جروح لإن الحاجات تقريباً ممكن نحتاجها يومياً بس متقلقيش في سايس مسؤول عن التعامل المباشر مع الخيل بس بنحتاج إشراف منك وبرده هنا بقية الأدوية زي أدوية المغص والمسكنات وكده وبرده اللي تعوزيه يعني نكون شاكرين تطلبيه قبل ما تحتاجيه
إيناس : فهمت
حسن : طيب دلوقتي نروح على الإسطبلات علشان العمال يعرفوكي وهما هناك تحت أمرك أي حاجه حتطلبيها منهم حيعملوها
إيناس : حاضر


توجهت بعدها إيناس مع حسن نحو الإسطبلات ............ ركبوا سيارة رباعية مكشوفه للإتجاه لهناك ...............لاحظت إيناس المساحة الكبيرة للمزرعة كانت تقدر مساحة مزرعة الخيول وحدها بحوالي خمسة أفدنة وتحتوي على ثلاث إسطبلات وسياج كبير أُعد خصيصاً لتريض وتدريب الخيول على مساحة شاسعة ..................ترجل حسن من السيارة بعد أن توقفت أمام أحد الإسطبلات ودخل وخلفه إيناس ..............كان العمال قد بدءوا بتطمير الجياد وتحضير الطعام وهكذا ..................إتجه حسن لأحدهم الذي كان يبدو عليه أنه قائدهم وتحدث معه بصوت عالٍ : ها يا دسوقي إيه الأخبار
دسوقي : تمام يا بشمهندس
نظر حسن لإيناس وقال : ده دسوقي أقدم سايس هنا يا دكتورة
ثم نظر لدسوقي بحدة وتابع : دكتورة إيناس يا دسوقي حتاخد تعليماتك منها بعد كده هي بدل دكتور سعد
دسوقي : مفهوم يا بشمهندس ............نورتينا يا دكتورة
حسن : تمام إتفضلي معايا يا دكتورة

وفي تلك الأثناء قام حسن بالمرور مع إيناس على بقية الإسطبلات وكان يخبرها عن انواع الجياد المتواجدة في المزرعة وقد كانت جميعها من الخيول العربية الأصيلة وخاصةً الخيل العربي المصري والذي يُعد من أقوى وأغلى السلالات في العالم .................شعرت إيناس بالإنبهار مما شاهدته فقد فاق توقعاتها بمراحل من حيث الترتيب والإهتمام والنظافة والمساحة الشاسعة من أجل تدريب وترويض الخيول أخبرها حسن بوجود مدربين متخصصين للجياد وأنهم إفتتحوا المزرعة منذ عامين فقط ولكن لديهم حوالي خمسون جواداً حتى الآن ..............لاحظت إيناس وجود بعض المنازل خلف الإسطبلات علمت من حسن بعدها أنها مقر السكن المخصص للعمال ومدربين الخيل .


بعد مرورهم على الإسطبلات لاحظت إيناس خروج الخيل في شكل بديع وقد إنطلقت تعدو بحرية داخل المساحات الشاسعة المحاطة بسياج الأمان كما قال لها حسن .............كانت تلك هي المرة الاولى التي ترى فيها جياد عربية أصيلة كتلك فكل معلوماتها عن الحصان ربما مظهره الرث الذي إعتادته كلما رأت أحد الخيول المحلية التي ألهبت السياط ظهورها وقضت الأحمال الثقيلة على قوة إحتمالها وسعى مالكها في النهاية لتجميل صورتها ربما ببعض الشرائط الملونه والحلي الرخيص الذي قضى على آخر مظهر جمالي لديها ولكن تلك الخيول التي تعدو أمامها لم ترى لها مثيلا من قبل ...................جمال يخطف الأبصار من أول وهلة ...........التناسق البديع في الشكل والحركة والعيون الواسعة التي لم ترى مثيلاً قبل كذلك قال لها حسن وقد لاحظ إنبهارها بما رأت : إحنا عندنا هنا سلالات أصيلة كحيلة حمداني وهدبان
نظرت له بدهشة وهي لا تفقه شيئاً عن ما قاله : نعم !!!!
إبتسم وتابع : أنا برده من سنة لما خالد كان بيكلمني مكنش عندي أي معلومات عن الخيل بس دلوقتي عرفت وفهمت حاجات كتير
إيناس : بصراحه ده عالم تاني
حسن : عموما إحنا دلوقتي حنرجع على العيادة حاسيبك تكتشفي المكان وتتصفحي الكتب والأوراق هناك شوية وبعد كده طبيعة شغلك حيبقى مرور وفحص دوري للخيول ومتابعة الفيتامينات والمقويات ونسبها مع العمال ده غير كمان التحصينات
إيناس : وهو كذلك
حسن : وبرده لما خالد يرجع حيكون ليه طلبات محددة عني وحيوضحلك أمور أكثر مني ..............إتفضلي
عادت إيناس معه للسيارة وقالت بعدما ركبت : هو ليه مكان السكن بتاعي والعيادة بعيد كده عن الإسطبل
حسن مش بعيد قوي ممكن مشي نص ساعة بس انتي عارفة الفلل عينة بداية لمنتجع سياحي ولازم مسافة بعيد عن الإسطبلات كمان محدش ساكن هنا قريب غير العمال والمدربين وكلهم رجالة زي مانتي شايفة
إيناس : اه .............فهمت

وصلت إيناس للعيادة ومكثت لفترة بين الأوراق تحاول أن تلحق بدرب ربما لا تعي عنه شيئاً ولكن كان بداخلها طاقة ورغبة قوية للمعرفة شعرت أنها قرأت القليل والكثير بنفس الوقت فتارة تتصفح بعض المراجع عن الأمراض وأعراضها والعلاج المناسب وتارة تقرأ عن التحصينات والعناية الطبية بالجواد وهكذا .............نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الرابعة عصراً وإكتشفت انها مكثت أكثر من أربع ساعات بالعيادة دون أن تشعر بالوقت .............إعتدلت في جلستها وأغلقت المكان ثم توجهت عائدة لمنزلها .


لم تكد تقترب من المنزل حتى وجدت رقية في إنتظارها ...............نظرت لها رقية بإبتسامة وقالت : اخبار الشغل إيه
إيناس : تمام الحمد لله يا مدام رقية
رقية : إنبسطتي .............شوفتي الخيل
إيناس : اه بصراحة حاجة روعة
رقية : مش قولتلك .................طيب يلا علشان نتغدى سوا
إيناس : يا خبر متشكرة قوي يا مدام رقية ملوش لزوم
رقية : هو إيه ده وايه مدام رقية دي ايه يا دكتورة احنا مش أصحاب ولا ايه قوليلي يا رقية وأنا حقولك يا إيناس إتفقنا
إيناس : إتفقنا
رقية : طيب يلا غيري هدومك وتعالي نتغدى سوا
إيناس : معلش بجد إعفيني أصل بصراحه مجهدة قوي حاكل خفيفة وأنام
رقية : طيب كلي حاجه خفيفة عندي وبعدين إرجعي نامي ولا أكلي معجبكيش
إيناس : لأ خالص ده أحسن أكل دوقته في حياتي بس معلش خليني براحتى اصلا عندي أكل كتير في الفريزر عايزة اخلص منه
رقية : خلاص سماح المرة دي وعموما يا ستي اي حاجه بتحتاجيها في محل بس في المنطقة التانية عنده كل حاجه هو بيجيب الحاجات من وادي النطرون ولو احتجتي حاجه مش عنده هو بيجيبها ليكي أنا وحسن بنروح كتير بالعربية نجيبلك اللي محتجاه او تيجي معانا تجيبي اللي يريحك
إيناس : خلاص ميرسي قوي يا مدام رقية
رقية بلوم وإبتسامة : هااااااااااااااا
إيناس : خلاص ميرسي يا رقية


تركت رقية إيناس وبادرت الأخيرة بالدخول لغرفتها والإستلقاء على فراشها شعرت أن جسدها ينشد الراحة والفراش بإلحاح نظرت بجانبها وقد كان قميص شريف ملقى بجانبها على الفراش ..............تذكرت أن أحلام يقظتها وذكريات زوجها لم تكن هي سيدة الموقف في هذا اليوم فقد مر الوقت سريعاً بين كل جديد رأته وقرأت عنه وتمنكت منها الحياة رغماً عنها ولو لساعات ............................إمتدت يدها وجذبت القميص خاصته ثم إحتضنته بعنف وسريعاً غطت في نوم عميق ...............

ربما مرت ساعة أو أكثر لا تعلم فقد غطت في نوم عميق دون حتى أن تبدل ملابسها ...........أخرجت رداءاً قطنياً مريحاً وإرتدته ثم توجهت للمطبخ تبحث عن شئ تأكله فقد تذكرت أنها لم تأكل منذ الصباح .............أعدت شطيرة من الجبن وقامت بصنع بعض السلطة وحادثت أمها على الهاتف لتبعث لها برسائل من الطمئنينة بعد أن إستشعرت القلق في صوتها وبعد أن أنهت طعامها وحديثها إكتشفت أن الساعة قد تعدت الحادية عشر مساءاً والسكون هو سيد الموقف حولها ..............نظرت نحو الحديقة وإستشعرت النسيم الحر في خيالها وعندها إتجهت لهناك وقد ألقت بجسدها على الحشائش الخضراء تراقب السماء بنجومها اللامعة .............عجباً لعمرها كله لم تشهد هذا العدد من النجوم من قبل وكأنها غادرت سماء المدينة بصخبها وأضواءها ونشدت العزلة مثلها تماماً ............لاحت ذكرى شريف وإبتسامته أمامها وكأنه يشاركها كل تلك اللحظات الهادئة ويستمتع معها بهدوء الطبيعة ...............ظلت هائمة بذكراه حتى جفاها النوم دون أن تشعر ولكن بعد وقت ليس بطويل فتحت عيونها برعشة فقد شعرت بوجود شخص آخر معها بنفس المكان ...........إنتفضت سريعاً حتى أنها كانت تستمع لصوت أنفاسها المتلاحقة ودقات قلبها المتسارعة خاصة عندما لمحت تلك العيون اللامعة تنظر نحوها في دهشة ....................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:44 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع




أسند رأسه على مقعد السيارة وأغمض عيناه في محاولة لإختلاس ربما ساعة من النوم بعد رحلته الشاقة ...................لم يتوقع أن فنجان القهوة الذي دُعي إليه في مقهى صديقه سام سيؤدي به في النهاية إلى عدم اللحاق بطائرته وإستبدالها بأخرى ................كانت رؤية مارجريت تمثل مفاجأة بالنسبة له خاصةً أنه كان يظن أنها تمكث بالبرازيل مع إبنتها .......................مارجريت زوجته الأولى ............تلك المرأة التي زج بها داخل عالمه دون رغبة وأخرجها منه دون ذنب ...........أغمض عينيه عندما رآها وإبتلع قهوته سريعاً رغبة في الهروب ولكنها إستوقفته قبل أن يتوجه لمخرج المقهى ...........كانت نبرتها حانية .........أمسكت كلتا يديه بقبضةٍ مرتعشة وهي تقول : خالد إنت مش فاكرني
نظر لها بدهشة وبصوته الرخيم أجابها بثقة : وهو ممكن الواحد ينسى واحده كانت مراته مارجريت
إبتسمت بسخرية أو ربما بحسرة وتابعت : ممكن خالد وخصوصاً لو كان جواز زي جوازنا
أخرج نفساً عميقاً من صدره وشعر للحظات بالآسى من أجلها ...........جذبها برفق ودعاها للجلوس ثم تابع برقة غابت عنها وعنه منذ زمن وقال : مالك مارجريت ...........شكلك حزين

كانت بالفعل تبدو حزينة بل تمكن الزمن من وجهها ولم تعد مساحيق التجميل قادرة على إخفاء بصمة السنوات إبتسمت مرة أخرى وتابعت : أنا عرفت من سام إنك هنا وإنك حتبيع الشركة وممكن مش ترجع تاني وعلشان كده طلبت منه يعزمك هنا علشان أشوفك
خالد بدهشة :تشوفيني !!!!
مارجريت : أو أودعك ممكن مش نشوف بعض تاني وعلشان كده كان لازم أقابلك وأقولك خالد
خالد بدهشة : تقوليلي إيه ؟
مارجريت : أنا مش زعلان منك خالد
كانت جملتها صادمة بالنسبة إليه فكيف لا تكون غاضبة منه بعد ما كل فعله بها ..............تزوجها نكاية بأمه ................لم يقترب منها مرة واحدة كزوج بل كان يتعمد أن يُشعرها بأن زواجها منه خطأ فادح وأنه لم ولن يرغب بعجوز تسعى لتجديد شبابها بالزواج وفي النهاية طلقها بعد عدة أشهر ..........لاحظت مارجريت إندهاشه فإبتسمت مرة أخرى وتابعت : أيوه خالد أنا مش زعلان ............وقتها كنت زعلان كتير منك ............كنت أكرهك كتير بس بعد كده.............فهمت
نظر لها والغضب يبدو كمارد متجسدٍ في عيناه وقال : فهمتي إيه
مارجريت : إنت لسه عصبي خالد ...........المفروض تكون إتغيرت
خالد : أنا بسئلك مارجريت فهمتي إيه
مارجريت : فهمت إنك مش كان قصدك مارجريت إنت كنت حتتجوز أي ست كبير تقابله وقتها وكنت حتعمل معاه زي ما عملت معايا بالضبط
صمت قليلاً في محالوة لإستدعاء هدوءه ثم لاحت إبتسامة ساخره على شفتاه وتابع : ده تحليل نفسي ماكنتش أعرف إني معقد
مارجريت : أنا كمان مكنتش وقتها أعرف خالد بس بعد كده فهمت ..............
خالد : وإنتي بقة جاية مخصوص علشان تقوليلي الكلمتين دول
مارجريت : خالد أنا مش بقول كده علشان أضايقك بس لما فهمت مشاعر أولادي خالد .............فهمت مشاعرك
خالد : اللي هي ايه بقه ؟
مارجريت : فهمت إنه كله بسبب الماما خالد مش أنا .............الماما مأثر عليك كتير .........وإنت عملت ده علشان تضايقه هو مش حد تاني ............علشان كده خالد أنا مش زعلان

كانت مجرد كلمات لكنها كانت تقتحم عقله كطرقات ساخنة .............ظل شارداً بعد أن ألقت بكلماتها وتركته لذكرياته ...........منذ قدومه لأمريكا لا بل قبل ذلك بسنوات وقرارته خطأ تلو الآخر ............نعم منذ أن دخل هذا الرجل حياته .............هذا الزوج الذي أحضرته أمه لعالمهما دون تمهيد ...........دون إعتبار لمشاعره .............ليستولي بعد ذلك على قلبها وإهتمامها وعقلها بل وأراد ان يستولي عليه هو أيضاً وكل ما يمتلكه ............لا ............مهلاً هو لم يرتكب خطيئة ............بل دافع وبشراسة عن حقه ...............نعم وإذا كانت مارجريت خطيئته التي أنبه ضميره عليها لسنوات فبالتأكيد كارمن ليست كذلك ................


كان صوت عم ريحان السائق يبدو كالصدى داخل عقله الغائب ............إستيقظ على كلماته وهو يقول : خالد بيه ...........خالد بيه حمد الله على السلامة خلاص وصلنا المزرعة
نظر إلى ساعته فوجدها قد قاربت على الثالثة صباحاً نظر للسائق العجوز قبل أن يترجل من السيارة وتابع : سهرتك معايا يا راجل يا عجوز
إبتسم له السائق وتابع : تعبك راحة يا بشمهندس

دخل خالد إلى فيلته وهو يصب جام غضبه على السفر والطائرات بل ومقابلة مارجريت التي تسببت له في هذا الصداع البائس ...........توجه لأحد الأدراج وأخرج حبة من المسكن إبتلعها على الفور دون مياه ثم أعد لنفسه كوباً من القهوة الساخنة وقرر أن يستمتع بها في الهواء الطلق ...............

كان خالد شاباً في العقد الثالث من عمره طويلاً ...........عريض المنكبين يتميز بشعر داكن وملامح حادة ربما تحمل من الغموض أكثر ما تحمل من الصرامة .......عيون تبدو كعيون النمر تنظر بحدة غامضة لكل ما تلمحه
أخيراً وصل إلى مزرعته الغالية ....مملكته حيث السكون والطبيعة والنجاح ............. نعم فكلما نظر حوله كان يشعر بالفخر ...........بالإنتصار ...........بالنجاح

خرج إلى الحديقة وظل واقفاً لدقائق قبل أن يلحظ الضوء الخافت المنبعث من الفيلا المجاورة ............في البداية أصابته الدهشة ولكنه ما لبث أن تذكر ما أخبره به حسن عن الطبيبة الجديدة ولكن عاودته الدهشة سريعاً عندما لمح جسد إمرأة ممدد في الهواء الطلق دون حركة !!!!!

في حركة سريعة تخطى الشجيرات الرفيعة بين الحديقتين و بخفة إقترب من صاحبة الجسد الملقى على الأرض ...........في البداية ظن أن مكروهاً أصابها ولكن أنفاسها المنتظمة وملامحها الهادئة جعلته يوقن أنها نائمة ............هم ليترك المكان ولكنه ما لبث أن تراجع وعاد ينظر نحوها مرة أخرى ...........كانت إمرأة جميلة تبدو في أواخر العشرينات ...........ترتدي فستاناً قطنياً قصيراً من اللون الأزرق وقد كشف بعفوية عن جمال ساقيها ورشاقة قِدها ............كان وجهها يبدو كقمرٍ غط في سبات هادئ وقد تناثرت خصلات شعرها من حوله في صخب.............خصلات شعرها التي تبدو كجدائل من البندق إمتدت بمجون لتوقظ الليل من سباته وتناثرت كمعزوفة صاخبة فأخرجت السكون عن وقاره ...........كانت شفتاها تتمتم بهمسات صامتة ..........ود أن يقترب منها أكثر ليفسر كلماتها الغامضة ولكنه آثر عدم الإقتراب ولاحت على شفتاه إبتسامة ساخرة فربما إذا فعل ذلك وجدت المزرعة فضيحة ستتحدث عنها لسنوات .........ولكنه ظل واقفاً مكانه بلا حراك يراقبها ففي النهاية ما تشاهده عيناه ليس سيئاً على الإطلاق .

*************************

في عزلتك المنشودة .............تغمض عيناك في سلام ..............تتأرجح بهدوء داخل أحلامك ولكن يُطل الفزع كضيف مفاجئ ويخرجك من سلامك سريعاً ........عندما تكتشف وجود دخيل .

وضعت يدها على صدرها ربما لتتأكد ان قلبها لم يقفز من مكانه فمجرد أن فتحت عيناها وجدت هذا الوجه الصارم ...............تلك العيون الحادة التى تحاصرها بنظرات تحمل الدهشة والسخرية في آن واحد .........إستقامت وهبت واقفة وعيونها تنظر نحوه في فزع ثم قفزت هاربة لتعود لمنزلها سريعاً لتوصد خلفها كل الأبواب بإحكام ...........

وقفت بثبات لدقائق .............كانت دقات قلبها ما زالت تصرخ على الرغم من إغلاقها لنوافذها بإحكام .............زمت شفتيها وشعرت بالغضب من هروبها بتلك الطريقة بل كان يجب عليها تلقين هذا الغريب درساً على إقتحامه لعزلتها دون دعوة .............نظرت نحو الحديقة من خلف الزجاج ولكنه كان قد تبخر كالسراب مثلما ظهر ...........

******************

عاد خالد لمنزله وما زالت نفس الإبتسامة الساخرة تعلو ملامحه..............الجميلة فزعت وكأنها إستسلمت للنوم هكذا بمحض المصادفة !!!!!................هكذا أخبر نفسه ففي النهاية رغم ملامحها البريئة ونظراتها الصادقة هي إمرأة شأنها شأن كل النساء .............أغمض عيناه وإستسلم أخيراً للنوم فلديه مقابلة مثيرة في الصباح !!!!!

************************

كانت مفاجأة سارة لحسن عندما لمح خالد بمكتبه في الصباح ............إتجه نحوه قائلاً بمرح : خالد إيه المفاجأة الحلوة دي
خالد : أبو علي صباح الفل
حسن : صباح الخير يا جميل وصلت إمتى ؟
خالد : إمبارح الفجر
حسن : وعملت إيه هناك تمام
خالد : اه خلصت الحمد لله ...........بعنا آخر شركات الحج ..........سامحني يا حج
قال جملته وهو ينظر لصورة أبيه المعلقة خلف مكتبه .............نظر له حسن بإبتسامة وقال : أنا متأكد إنه لو كان عايش كان زمانه فخور بيك يا خالد وبالمكان هنا
خالد : الحج كان طيب قوي أنا مطلعتلوش وجايز كده احسن .............كان زماني أخدت على دماغي
ضحك بعدها خالد بشدة .........نعم لقد إرتدى عباءة القوة ومنذ زمن بل ربما عباءة البأس ............كان هذا هو السبيل الوحيد من أجل إنتصاره فهو لم يكره بحياته غير هذا الرجل حتى بعد أن تسللت الصهباء لقلبه كان بأسه هو صاحب الرد الأخير ...........






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:45 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع



كانت الساعة حوالي الثامنة صباحاً عندما شاهدت المهندس حسن يتقدم نحوها قبل أن تدخل للعيادة
حسن : صباح الخير يا دكتورة
إيناس : صباح النور يا بشمهندس
حسن : ها إيه الأخبار ؟ إستفدتي من الورق والكتب اللي جوه
إيناس : جدا .............. بصراحه من غيرها ماكنتش عارفة حاعمل إيه
حسن : كويس قوي عموماً المهندس خالد وصل وهو منتظرك في مكتبه
تسمر جسدها وتحجرت عيناها وكأن دلواً من المياة البارده قُذف في وجهها ...............المهندس خالد ............صاحب المزرعة .............والغريب الدخيل الذي إقتحم عزلتها ليلة أمس !!!!
إذن فالفيلا بجوارها ليست مهجورة كما تصورت عندما لمحتها ويبدو أن الرجل عاد لسكناه فوجدها تستمتع بلحظات من السبات في الخلاء ................شعرت بالغضب الشديد مما حدث ومن نفسها .............لاحظ حسن شرودها فقال بصوتٍ عالٍ بعض الشئ في محاولة لتنبيهها : دكتورة إيناس ..........دكتورة إيناس إنتي معايا
إيناس : اه ............آسفة
حسن : طيب البشمهندس مستنيكي
إيناس : حاضر

كانت تتوجه لغرفة المكتب بخطوات متثاقلة ............ودت أن تتراجع وتترك المكان بأكمله وتعود مرة أخرى لذكرياتها ..............نعم فهذا المكان يحاول سرقة ذكرياتها بخبث ويحشو عقلها بأحداث أخرى غير ذات أهمية ولكن أين ستعود .............هل ستعود من أجل أن تجد آخر أو ربما أخرى في شرفة زوجها .............تلك الشرفة التي شهدت أجمل لحظات عشقها وتحولت بين ليلة وضحاها لمرتع للغرباء !!!!
قبل أن تَنفذ أفكارها كانت قد وصلت بالفعل لغرفة المكتب ..........كان الباب مفتوحاً وعندها إستطاعت رؤيته بوضوح قبل ان يلمحها كان شاباً يبدو أنه في الخامسة والثلاثون من العمر عرفته على الفور فعيونه مميزة بشكل غريب لا تستطيع ان تخطئها حتى إذا رأيتها فقط لمرة واحدة ......كان يتفحص بعض الأوراق أمامه بنظرة عابسة وقد إتكأ على مقعده بلامبالاه ورفع إحدى قدميه فوق طاولة صغيرة بجانب مكتبه .................
طرقت الباب طرقات خفيفة لتنبهه بقدومها ولكنه لم يعيرها إنتباهاً بالنظر نحوها ............فقط جاءها صوته الأجش وهو يقول : إتفضلي
توجهت داخل الغرفة وجلست بالمقعد المقابل له ولكنها لم تتحدث ولم تنظر نحوه ظلت صامته منتظره في غضب إنتهاءه من الأوراق أمامه ...........نظر نحوها وكانت ما زالت غير منتبهه ونظراتها موجهه نحو الأرض .............لا يعلم لماذا لم يتحدث على الفور وظل يقرأها بعيناه لوهلة ............ما سر تلك المرأة التي كلما رآها وجد نفسه غارقاً في ملامحها وكأنها لوحة فنية يسعى لفك طلاسمها ..............كانت تبدو أكثر توتراً من ليلة أمس وكيف لا لقد رآها في أقصى درجات سلام النفس البشرية ............ولكن كانت ملامحها أكثر وضوحاً تلك المرة ...........وجهها البيضاوي وخصلاتها البندقية التى إسترسلت خلف أذناها فبدت كأمواجٍ هادئة ...............كانت تبدو أنيقه في حلتها الرمادية التي أظهرت طول قامتها ورشاقة قِدها

رفعت بصرها فجأة فإذا به يتأملها ................ ودون أن يرتبك إرتسمت على شفتاه إبتسامة ماكرة وقال لها بصوت هادئ : صباح الخير
ردت بإرتباك : صباح النور
خالد وما زالت نظراته مرتكزة عليها دون تغيير : دكتورة إيناس صح ؟
إيناس وقد تحول بصرها عنه وعادت مرة أخرى لمراقبة السجادة تحت قدميها بألوانها القاتمة : أيوه أنا
خالد : أخبار الشغل إيه ........حسن اعتقد وضح ليكي بعض الأمور
إيناس : أيوة
خالد : رحتى الإسطبلات صح
إيناس : إمبارح مع بشمهندس حسن
خالد : تمام ...........مبدئيا احنا مواعيد شغلنا من 8 ل 4 والأجازات 3 ايام كل أسبوعين ..........وبالنسبة ليكي بحتاج منك مرور دوري كل يوم الصبح على البوكسات وتعملي تقرير بكل فرس إسم ووزن مع رقم البوكس والتطعيمات والمقويات اللي ممكن يحتاجها بشكل فردي وكمان لو تعب بتكتبي في التقرير العلاج اللي أخده والكمية ..............دلوقتي حتيجي معايا نمر على البلوكات وتشوفي الفرس علشان برده حوريكي كام مشكلة بواجهها هناك .........تمام
كانت صامته تحاول إستيعاب الكثير مما قاله خاصةً أنها لم تفهم لفظ البوكس الذي كرره أكثر من مرة وإستنبطت أنه يقصد ربما الغرف الصغيرة الخاصة بالخيل

توجه نحو السيارة وهي خلفه ...........قفز سريعاً داخل السيارة وركبت هي بهدوء وكانت تشعر بالإرتباك لإضطرارها للركوب بجانبه على عكس ركوبها مع المهندس حسن الذي إعتبرته كأخٍ أكبر ...........قال وهو يحرك السيارة : بتعرفي تسوقي يا دكتور
إيناس : لأ
خالد : أصل يومياً لازم تفوتي الصبح على الإسطبلات بس مش مشكلة ممكن تروحي معايا أو أي حد يوصلك من العمال لو أنا مش رايح وإذا إتعلمتي السواقة العربيات مكانها هنا والمفاتيح بتكون فيها
أومأت برأسها بالإيجاب ثم ظلت صامتة بقية الطريق ............وصلوا سريعاً للإسطبلات وعندها لاحظت إرتباك العمال عند وصوله وخوفهم الشديد من كلماته وإمتثالهم السريع جداً لأوامره ...........أما هو فكان يبدو كمن عاد لمنزله بعد غياب إنطلق سريعاً ليطمئن على الخيل خاصته ويسأل العمال عن كل جواد بالإسم والحالة وبمتابعة دقيقة جداً لكل ما يحدث
أخيراً توجه نحوها ببصره بعد أن ظنت انه ربما نسي وجودها
نظر خالد نحوها وقال بلهجة آمره : تعالي يا دكتورة
تقدمت سريعاً داخل الغرفة الصغيرة وكان وقتها يجلس على الأرض وقد أمسك بإحدى قدمى الحصان ورفعها قليلاً ثم قال : شايفة الحافر
لم تستوعب ماذا يريد فالحافر يبدو كأي حافر .........أو ربما لا ............... تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها حافر جواد ..........حاولت ان تخفي إرتباكها وتابعت : أيوه
خالد بغضب : بصي يا دكتورة عندي المشكلة دي مع كذا حصان جروح ومشاكل في الحوافر والعمال مش واخدين بالهم والإسم سايس خبير .......... " أرجع أنا ألاقي الخيل بقه أعرج ساعتها حاكسر رجلكم " قال جملته بغضب شديد وصوت زاعق وهو يوجهه للعمال ثم تابع بجدية وهو ينظر نحوها : إكتبي معايا رقم البوكس والفرسة إسمها ياسمين وحنفوت على الباقي وبعد ما نخلص ترجعي على العيادة تشوفي مراهم الجروح اللي عندك وفي كام رباط ضاغط و كمان لو محتاجين مضادات حيوية وترجعي وتخلي الباشوات دول يشتغلوا .........مفهوم
إيناس : مفهوم
قالتها سريعاً حتى قبل ان تستوعب كل الكلمات وتحاول أن ترتب داخل عقلها كل ما طلبه منها ...........مر سريعاً على بقية الأفراس ولم يخلو مروره من التوبيخ والإهانة لكل سائس وعامل مقصر ثم نظر نحوها سريعاً وتابع : كتبتي يا دكتورة
إيناس : أيوه كتبت في 4 عندهم مشاكل في الحافر و2 عندهم مغص
خالد : بيسو .............يا بيسو
جاءه على الفور شاباً صغير السن والحجم أيضاً له وجه بشوش ولكن كان يبدو عليه بعض القصور العقلي تحدث بتلعثم شديد وهو يجيبه : بيه .......بيه ........بيه
خالد وبنفس نبرته الجادة : خد الدكتورة إيناس على العيادة حتجيب شوية حاجات وبعدين حترجعها هنا تاني ............معاه يا دكتورة
ظلت جامدة لمكانها لوهلة وهي تفكر في إنتقالها مع هذا الشاب وقدرته على قيادة السيارة جاءها صوت خالد بنبرته القوية وهو يقول : يلا يا دكتور تجيبي الأدوية وترجعي تنبهي على المساطيل دول وتشرفي عليهم وتتأكدي إن الخيل خد العلاج ............ومتخافيش من بيسو مش خطر
تعالت ضحكات بعض العمال بعد جملته ومنهم بيسو نفسه ولكن خالد نظر نحوهم نظره جعلتهم يصمتوا على الفور وتابع : بتضحكوا على إيه على خيبتكم ...........يلا كل واحد على شغله

إنطلقوا جميعاً كالنحل كل إلى عمله وهرع بيسو مسرعاً إلى السيارة في إنتظارها وتوجهت هي وراءه على الفور ربما هرباً من هذا ال " خالد " الذي رأت منه في أقل يوم النقيضان

*******************

كان يوماً طويلاً مر بسرعة البرق ..............كانت مرتبكة وهي تبحث عن الأدوية المناسبة في العيادة وزاد إرتباكها عندما عادت ووجدت خالد قد إختفى وأن عليها القيام بكل شئ وحدها ..............كان السائس دسوقي بنظر نحوها بخبث وكأنه لمس حيرتها وإرتباكها ولكنها إستجمعت شجاعتها وبدأت في توزيع المهام على الجميع بما فيهم دسوقي نفسه ومر اليوم بسلام بل وشعرت بالرضا عن نفسها حيث إستطاعت في النهاية تدبر أمرها بمفردها ..................لم تكد تسند رأسها على الأريكة حتى سمعت طرقات الباب .............قامت متكاسلة فإذا بها رقية
رقية : إيه الأخبار
إيناس : مدام رقية إتفضلي
رقية : شكلك مجهد أكيد خالد طلب منك شغل كتير النهارده
إبتسمت إيناس قائلة : يعني شوية
رقية :ده الطبيعي ............يلا بقه مفيش أعذار النهارده حنتغدى سوا يعني حنتغدى سوا
إيناس : أيوه ............بس ..........
رقية : هو إنتي مكسوفة مني دنا أختك وبعدين مش حيجيلك نفس تاكلي لوحدك
إيناس : وبرده مينفعش أتقل عليكي كده إنتي وبشمهندس حسن
رقية : إيه الكلام اللي يزعل ده
إيناس : معلش ............خليني براحتي أحسن
رقية : خلاص نتغدى سوا النهارده وبعد كده خليها بظروفها أنا عملت حسابي يلا بقه
إيناس : خلاص حغير بس هدومي وأحصلك
رقية : ماشي يا جميل مستنيينك

وبالفعل بدلت إيناس ملابسها وتوجهت لمنزل رقية ...............كان خالد وحسن بالحديقة عندما بادره الأخير بسؤاله : أخبار إيناس في الشغل إيه
إبتسم خالد بمكر قبل أن يجيب ثم قال : خايفة شوية بس على الأقل بتسمع الكلام
حسن : إنت عملت إيه النهارده
خالد : رمتها في البحر وسبتها تعوم لوحدها
حسن : برده طريقتك مش عايز تغيرها لازم تساعدها في الأول دي خريجة جديدة
خالد : لازم تتعب وتدور وتاخد ثقة علشان محدش يستغفلها من العمال وبعدين ما هي غلطتك
حسن : غلطتي أنا !!!
خالد : يعني رايح تعين دكتورة وخريجة جديدة وكمان متجوزة
حسن : وإنت عرفت منين إنها متجوزة
خالد : في إيدها الشمال دبلة
حسن : بس هي مش متجوزة
خالد : مش فاهم
حسن : إيناس أرملة جوزها مات من فترة كده
خالد : أرملة !!!! وايه اللي سفرها تشتغل في آخر الدنيا لوحدها كده
حسن : ححكيلك
إبتسم خالد بسخرية بعدما قص عليه حسن قصة إيناس وترشيح دكتور على لهذا المكان من أجل عملها وعلاجها في آن واحد ثم قال : اااااااااااااااااه يعني جوز أختك بيبعت المرضى يقضوا فترة النقاهة عندي .............تكية هي
حسن : إحترم نفسك إيه مش عاجبك ولا ايه
خالد : لا يا سيدي عاجبني ونص ............. ده دكتور علي ده حبيبي
حسن : بس على فكرة ممكن تكون هي أفضل من الدكاترة الرجالة اللي بيتأمروا علينا وعايزين يشتغلوا في مكان تاني وتالت
خالد : ده لو كملت
حسن : ايه ناوي تطفشها
خالد : مش قصدي بس مسير دموعها تنشف وتلاقيها قاعدة في الكوشة من تاني وبسرعة قوي كمان ..........صدقني أنا بفهم اللي زيها كويس قوي

صمت حسن عندما إستمع لكلمات صديقه وما عساه ان يقول فخالد ما زال متأثراً بأمه التي تزوجت ثلاث مرات حتى الآن .............ويرى النساء كلهن سواء .........هل هو محق أم هي أنانية المجتمع التي تبيح للرجل الزواج إذا حل به ظرف كهذا وتتهم المرأة ربما بالجحود وعدم الوفاء.........


 

في تلك الأثناء وصلت إيناس لمنزل رقية وما إن دلفت حتى رأت خالد وحسن وقد إتجهوا لغرفة المعيشة قادمين من الحديقة .............كانت رقية قد جهزت المائدة ودعتهم جميعاً للجلوس وكانت إيناس تجلس بمواجهة خالد الذي رمقها بنظرة ساخرة لم تفهم المسكينة ماهيتها .........لاحظت رقية أن خالد لم يوجه لإيناس سوى تحية فاترة وإقتصر الحديث بعد ذلك عليها هي و حسن ...........ولكنه كان يختلس بعض النظرات نحوها من آن لآخر .............أما هي فكانت تجلس معهم بنصف عقل فقد إفتقدت ذكريات زوجها.......................كانت تود إختلاس بعض الوقت مع نفسها ربما لتنعم ببعض اللحظات الحلوة مع طيفه .....................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:46 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن


مر على وجودها بالمزرعة عشرة أيام ............بدأت تعتاد الوجوه القليلة المحيطة بها...............كانت تصحو مع آذان الفجر ......تصلي وتنفرد بشروق الشمس بحديقتها الصغيرة قبل أن يستيقظ جارها ذو الطبع الحاد .............. فقد كانت تتجنب الخروج للحديقة أغلب الأوقات منذ ما حدث بل إنها إعتادت أن تتوجه وحدها في الصباح الباكر للإسطبلات لتمر على الجياد وتتأكد من تنفيذ العمال لتعليماتها على الرغم من إستهانتهم بها في أغلب الأحيان .............جعل خالد بيسو تحت خدمتها فكان يقوم بإيصالها يوميا ًبالسيارة للإسطبلات ذهاباً وإياباً ولم يرها في تلك الأيام سوى مرة أو إثنان بالمصادفة ولم يتعد حديثهما ربما دقائق معدودة للإطمئنان على أحوال الخيل وبالطبع لا تخلو من بعض التعليمات الصارمة بل الشديدة الصرامة فهي هنا للعمل وبجدية ولن تجد غير ذلك !!!!!!!

كانت تقف كعادتها بالإسطبل تحاول أن تتفحص الجواد أمامها بعدما أخبرها السائس ببعض الأعراض التي أصابت عين الجواد .........كانت تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها دموع بعين حيوان ...............وكأنه يبكي ..............إقتربت من الجواد بحرص .............في البداية لم تتفحص عيناه بل ملست على ظهره بحنان .............كانت تشعر بأنه كائن ضعيف على الرغم من حجمه الكبير وقوته البدنية ..................ربما تكون تلك العبرات من ألم لا يستطيع أن يبث شكواه لأحد ................ياله من كائن مسكين بل ياله من كائن رقيق أخرجها صوت السائس الغليظ من خيالها بعنف وهو يقول : يا دكتورة ..............عايزين مرهم للعين ..............يا دكتورة
نظرت له إيناس قائلة : نعم ...........عايز إيه
السائس : مرهم للعين يا دكتورة مش هي ملتهبة برده
عادة مرة أخرى لوعيها كطبيبة وبدأت بفحص عين الجواد بدقة ثم تابعت : ممكن تكون حاجه دخلت في عينه وهي اللي عاملة الإفرازات والدموع دي أنا حجيب محلول ملحي ومرهم وإنت غطي عينه على بال ما اجي مفهوم
السائس دون إهتمام : حاضر
همت لتخرج من الإسطبل ولكن ما لبثت أن عادت غاضبة وتفحصت حجرة الجواد بإشمئزاز ثم توجهت بحديثها للسائس وهي تشير لأرضية الغرفة قائلة : إيه ده
السائس : إيه يا دكتورة
إيناس : الأرض مش نظيفة والحشرات ملت المكان بقالك أد ايه منضفتش هنا
السائس : يا أبلة ده لامؤاخذة بهيمة يعني لازم يكون المكان مش نظيف
رمقته بنظرة غاضبة وتابعت بنبرة جادة : والله ............ بس من يومين كان المكان زي الفل .........شوف شغلك لإن اللي حصل لعينه ده نتيجة عدم نظافة المكان واضح إن دخل فيها حشرة أو نشارة خشب
السائس : حاضر ...........حاضر
خرجت غاضبه وتوجهت للعيادة ..............علمت من بيسو أن خالد غائب عن المزرعة منذ يومان ولهذا السبب أهمل العمال في رعاية الخيول ................ عادت مرة أخرى بالعلاج سريعاً وهي تتوعدهم جميعاً نتيجة إهمالهم بل وإستهانتهم بتعليمتها أيضاً ..............قامت بإعطاء الخيل المصابة العلاج وقام السائس بالتنظيف الفوري عندما أخبرته أنها ستبلغ المهندس خالد عن إهماله وعن ما حدث بعين الجواد
السائس : أبوس إيدك يا دكتورة متقطعيش عيشي
إيناس : وإهمالك
السائس : سماح النوبة دي كله الا عين الخيل كفاية رعد
إيناس بدهشة : إيه !!!!

لم تكد تكمل جملتها حتى سمعت ضجيجاً شديداً بأحد غرف الجياد وقد إهتز الباب الخشبي للغرفة بجنون وكأن خلفه وحش كاسر .........بعد ذلك كل ما حدث مر بسرعة البرق ............أصوات العمال تتعالى ..........حاسبي يا دكتورة ..........حاسبي ........
شعرت بقبضة قوية تحيط بجسدها وتقذف بها بعيداً عن الحيوان الغاضب الذي خرجً محطماً حاجزه الخشبي بعنف وكاد أن يدوسها بأقدامه لولا صاحب القبضة القوية الذي أحاطها بذراعيه وازاحها بقوة عن طريق الجواد الثائر ليسقط كلاهما أرضاً

نظر لها خالد بعيون يتطاير منها الغضب ثم تركها وتقدم نحو الجواد الثائر ............كان جواداً أسود اللون ........ضخم الجثة ........... كانت تستمع لصهيله القوي غير مدركة أهو صهيل غضب أم فزع ............إقترب منه خالد بشجاعة ربما إفتقدها الجميع في تلك اللحظة ..........شد لجام فرسه بثقة ثم إقترب حتى تلامست رأسيهما وظل يربت على وجه الفرس بحنان ويهمس بأذنه بهدوء وفي لحظات تبدل حال كلاهما من حالٍ إلى حال ........وإمتطى خالد جواده بسعادة لينطلق مسرعاً خارج الإسطبل ................

وكأن الجواد كان يموت شوقاً لتذوق نسائم الحرية ............كان يعدو ببهجة ..........بثقة .........وخالد يمتطيه بسعادة ............ربما لأول مرة تلمح بوجهه إبتسامة حقيقية .

كانت تراقب ما يحدث مثلهم جميعاً .......... جاءها صوت السائس بغلظته التي بدأت تعتادها وهو يقول : محدش بيعرف يركب رعد غير خالد بيه
إيناس : هو الحصان ده ماله
السائس : أعمى يا دكتورة
إيناس وقد تحولت بنظرها نحوه في دهشة قائلة : إيه ؟ أعمى
السائس : ايوه يا دكتورة مش بقولك محدش يعرف يركبه غير خالد بيه
إيناس : بس إزاي ............حصان أعمى !!!!!!
السائس : من سنة لا من سنة ونص رعد جاله تعب في عينه .............رعد ده حصان عفي اه والله يا دكتورة ده أدهم
إيناس : أدهم !!!
السائس : أيوه فحل أدهم عربي أصيل ده خالد بيه إشتراه بالشئ الفلاني ............المهم جاله تعب في عينه وإحنا إتأخرنا في علاجه وعلى بال ما البيطري جالنا كان نظره راح
إيناس : ياه معقول
السائس : لو مزرعة تانية كان زمان صاحبها ضربه بالنار وريحه وريح نفسه لكن خالد بيه روحه في رعد ده بيصرف عليه اكثر من أي فرسة تانية هنا
إيناس : طيب وهو الحصان ده علطول عصبي كده وخطر
السائس : لا لا بس زي ما قلت لحضرتك محدش بيركبه غير خالد بيه ولما بيغيب بيفضل محبوس فبيتجنن ...........
نظرت إيناس حولها ووجدت ان خالد وجواده قد إختفوا عن الأنظار وكأنهم كلاهما ود إستراق بعض لحظات الحرية أو ربما العزلة ................تابعت عملها ثم عادت مرة أخرى للعيادة .

**********************

كانت ثريا بغرفة إيناس عندما دخل عبد الرحمن للمنزل
أنا هنا يا عبد الرحمن
قالتها بصوتٍ عالٍ عندما إستشعرت بحث زوجها عنها
دخل عبد الرحمن الغرفة ووجدها تجلس في وسط كومة من الملابس الثقيلة نظر لها متعجبا ً وقال : بتعملي إيه
ثريا : بدور على جاكيت لإيناس
عبد الرحمن : جاكيت !!!! جاكيت إيه إحنا في الصيف
ثريا : مش إنت بتقول الدنيا هناك هو والهوا شديد حتحتاجه برده
نظر لها باسماً : ماشي يا ستي وطبعاً عملتي ليها ما لذ وطاب
ثريا : أسكت يا عبد الرحمن والله ما مصبرني على بعدها غير بس إن حالتها إتحسنت شوية ........ده كنت الأول باشحت منها الكلام بالعافية دلوقتي أحسن وكمان بتحكي عن شغلها
عبد الرحمن : كويس عال قوي
ثريا : بس إحنا برده غلطنا
عبد الرحمن : غلطنا في إيه يا ثريا
ثريا : ماكنش لازم نسيب الشقه لصاحب البيت ..........أهي بنتك أجازتها قربت وإحنا اللي رايحيين ليها ........ياعيني مش طايقة تشوف حد غيره في الشقة
عبد الرحمن : كان لازم ..........علشان تفوق
ثريا : طيب وبعدين حتهاجر هي بقه
عبد الرحمن : لا ياستي مش حتهاجر ولا حاجه مع الوقت الجرح حيلم وحترجع تاني وحتستحمل وتعيش يا ثريا تعيش زي كل الناس ما عايشة بس إنتي قولي يا رب
ثريا : آمين يا رب ........نظرت نحو زوجها مرة أخرى بتردد ثم تابعت : في حاجه تانية كده كنت عايزة أقولهالك يا ابو أيمن
عبد الرحمن : ها ............خير
ثريا : أيمن زعلان شوية
عبد الرحمن : نعم .......زعلان من إيه
ثريا : يعني مش عاجبه سفر إيناس وشغلها لوحدها بعيد كده وبيقول لما يرجع ياخدها معاه أحسن
عبد الرحمن بغضب : ياخدها فين
ثريا : يعني تقعد معاه شوية هو ومراته بدل ما هي قاعدة بعيد لوحدها
عبد الرحمن : ااااااااااه تقعد معاه يتحكم فيها وتخدم مراته ........قولي ليه أبوها لسه عايش لما أبقى أموت يبقى يتحكم براحته
ثريا : هو مش قصده يا أخويا هو خايف على أخته
عبد الرحمن : متضحكيش على نفسك هو أكثر حاجه بيخاف منها كلام الناس وكلام مراته ...........بقولك ايه قفلي على السيرة دي وحطي الغدا وإلا أدخل أنام
ثريا : لأ خلاص متعصبش نفسك
عبد الرحمن : والله انا حامل هم البنت دي مش عايزها تتبهدل بعد موتي
ثريا : إيه الكلام ده بقه
عبد الرحمن : دي الحقيقة يا ثريا ............الحقيقة
********************

 
كانت تجلس بالعيادة تتفحص أحد المراجع عن أمراض العيون بالخيل عندما سمعت صوت سيارته وقد توقفت أمام العيادة ............دخل خالد للعيادة غاضباً دون ان يطرق الباب كان الشر يتطاير من عينيه ............نظر نحوها بحده ثم زعق بصوت عالٍ قائلاً : عايزة تجيبيلي مصيبة حضرتك

فزعت إيناس من صوته وهيئته ............كانت دقات قلبها متسارعة بشكل كبير فلم تتوقع هذا الهجوم الحاد منه وبتلك الطريقة ...........قالت بصوت خافت يبدو أنها جاهدت لإخراجه : نعم !!!!! هو حضرتك بتقول إيه
خالد وبنفس النبرة الثائرة : بصي يا دكتورة ...........شغل هنا يبقى عينك في وسط راسك إنتي واقفة في إسطبل خيل مش جنينة أسماك .......لو كان رعد خبطك ولا داس عليكي كانت حتبقى كارثة

ظلت صامته وهي تستمع لتوبيخه وتراقب ملامحه الثائرة ودت أن تصرخ مدافعة عن نفسها ولكن ............أين إختفى صوتها ...........كانت تشعر أن الكلمات حبيسة بحلقها تأبى الخروج ولكن العبرات هي من فاضت وبكثرة ............
مازال يصرخ ..........يقذف ثورته في وجهها دون تريث ولكن فجأة إصطدمت عيناه بعبراتها المنهمرة .............صمت هو بدوره بل تلجم لسانه ..........إنها تبكي !!!!!
نعم تبكي حاولت حبس عبراتها ولكن دون جدوى فقد بدأ الفيضان ولن يتوقف ...........
هدأ قليلاً وتلفت حوله فلم يشأ ان يشهد أحد بكاءها إقترب منها وبنبرة هادئة تحدث قائلاً : يا دكتورة .........دكتورة إيناس
لم تنظر نحوه كانت عبراتها تسيل رغماً عنها شعر بالشفقة نحوها فرغم كل شئ عبراتها تبدو حقيقية تابع بنبرة حانية : ماهو مينفعش كده........... يعني كل ما حاتنرفذ عليكي في الشغل حتعيطي ........أخرج منديلاً ورقياً وناوله لها ثم تابع : خلاص ممكن نهدى
كانت إيناس تشعر بالغضب من عبارتها بل من ضعفها وقلة حيلتها أمام صراخه شعرت أن ذكراها وحاضرها تجسدوا أمامها في لحظات ...........ولم تجد سبيلاً سوى دموعها الساخنة ........مرت دقائق وهو جالس أمامها في صمت يتفحصها بنظراته
ما بال تلك المرأة كلما رآها غرق في تفاصيلها............ بل أكثر بل أنه يكاد يجزم أنه إشتم رائحة البندق في خصلات شعرها المموج عندما إقترب منها ليزيحها عن طريق رعد ...................أهدابها المبللة تبدو كظلال مطعمةٍ بزخات مطر تسعى لفرض حمايتها على ضوء العسل المنبعث من مقلة عيناها

شعرت بالخجل مما حدث ويحدث بل من نظراته نحوها ............مسحت دموعها وخرج صوتها بصعوبة بالغة وهي تقول : بشمهندس خالد لو حضرتك شايف إني مش قد الشغل و..........
قاطعها سريعا ً : لا لا مش كل مشكلة في الشغل حتقولي كده..................... مينفعش
إبتسم بسخرية وتابع بنبرة واثقة : على فكرة أنا ده الطبيعي بتاعي شديد مع الكل بس إنتي بقه أول موظف يعيط عندي ........
نظرت له بغضب عندما لمست السخرية في حديثه وقالت : بس حضرتك كان المفروض تقولي عن حالة الحصان رعد علشان آخد بالي مش أتفاجئ بوجوده كده
نظر لها بإمعان وما زالت نفس الإبتسامة على وجهه .............اه منكن أيتها النساء منذ دقيقة كنتي تبكين كالأطفال والآن حان دور تمردك .............
لاحظت إيناس أنه ينظر نحوها دون أن يجيب فتابعت وهي تنظر نحوه بكبرياء : عموما برده أنا مكانش المفروض أبكي وأوعدك يا بشمهندس إن ده مش حيتكرر
خالد : أتمنى ...........مرجع إيه اللي في إيدك ده
إيناس : ده مرجع عن أمراض الخيل كنت بشوف أمراض العيون
خالد : ااااااه قالولي النهارده عن الحصان التاني .........برافو أنا بقدر الشغل الكويس ماهو أنا مش وحش قوي كده
كانت نبرته الاخيرة حانية مما أشعرها بالإرتباك تابعت بجدية ........
إيناس : العفو يا بشمهندس حصل خير
خالد : حصل خير ......يلا حاسيبك تكملي شغلك

تركها وتوجه مرة أخرى لإسطبل الخيول فقد شعر برغبة عارمة في إمتطاء رعد مرة أخرى


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, أرنب, مصرية, مكتملة, الدجاج, الرائعة, دلال, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.