12- صراخ داخل جسد~ آزو كاوُود ـ ع ج (مكتوبة/كاملة) حصرياً**

[Just Faith]

تذكرت نارمن جيدا هذا الوجة و كيف لها ان تنسى حبها الاول عندما كانت طالبة في الجامعة احبتة بقوة ولكنة لم يكترس لها و كان يحب صديقة لها و هكذا تجاهلها حتى كادت ان تموت من الغيظ و منذ ذلك الحين و هي مريضة بهذة العقدة انة لا يوجد حب في الدنيا و لا يوجد احد يستطيع ان يحب نارمن الجميلة كان مرضها حب عميق في الامتلاك امتلاك كل شئ ليس لها لقد كان بيع حبها الأول و بسبب عدم تجاوبة مها اصطدمت بجدار الذات و الأنانية و اصبحت أمرأة تائهة في البحث عن الحبيب و لهذا فهي لا تشعر بالحب و لا بمعناة فقد تزوجت دون ان تحب كان همها ان تنتقم من كل شئ من زوجها و شقيقتها و كل من تحب.
"انا أسفة علي الخروج الأن اعتقد أنني غير مرغوب بوجودي" قال ربيع محاولا ان يهرب من مواجهة هذة المرأة العنيدة.
ثم تبعة وولف قائلا:"انتظر ربيع انا ذاهب معك"
و كذلك الأمر بالنسبة لكيم اعتذرت قائلة:"انا ايضا ربيع اريد الذهاب معك ارجوك ان توصلني الى البيت" .
و بقيت نارمن مع زوجها ماجيك في جلسة واحدة عميقة بعيدة عن الكذب و الخداع.
جلست نارمن على المقعد الكبير و وضعت يدها على جبينها محاولة ان تتذكر هذا الوجة.
"هية نارمن عزيزتي ما بك الأن؟"
سألها زوجها السيد وليمس.
"لا شئ.....لا شئ"
"سيد وليمس هل تستطيع ان تتركنا لوحدنا قليلا اريد ا اتحدث الى نارمن قليلا ارجوك"
"حسنا نارمن سأعود بعد ساعة هل توافقين"
"نعم عد بعد ساعة سأنتظرك هنا"
خرج وليمس في نزهة قريبة ثم اقتربت ماجيك من نارمن و حضنتها بلطف:
"هل تحبينة نارمن؟"
"ماذا.....ماذا تقولين؟"
"انت تعرفين جيدا ماذا اعني"
" لا لم افهم قصدك ماجيك ارجوك لقد جئت لأعتذر لك لكنني انخدعت بك اعتقدت انك صديقة مخلصة لي ولكنك تستقبلين كيم في منزلك مع هذا الرجل الخبيث و تسمحين لها ان تلقى معة لساعات طويلة يجب ان تعاقبي على هذا ماجيك"
"هذا الرجل الخبيث نارمن هل تحبينة انني اكرر سؤالي و انت تسمعين جيدا على ما اعتقد" .
"ماذا تقصدين؟"
"لقد كررت سؤالي مرتين و هذة الثالثة هل تحبينة اجيبي بصدق نارمن لا تستطيعين ان تنكري هذا فلجميع احس بة"
"أوة ماجيك لماذا انت دائما مسيطرة علي لا أستطيع أن أفكر جيدا عندا تكونين الى جانبي"
"هل حقا تريدين ان تعرفي نارمن؟ حسنا! لأنني أقول الحق و أنت تعرفين هذا و تخافين الحقيقة تخافين ان تعترفي بانك تزوجت بلا حب و أنك نادمة على هذا و لا تريدين أن تعترفي بينك و بين نفسك بهذا و لأنك تحسدين كيم على كل شئ الذي حرمت منة أنت و خاصة الحب و الأن عندما التقيت بربيع ثانية عرفت كم عانيت اليس كذلك؟"
"نعم انت على حق عندما فقدت الأمل في حب ربيع احسست بحقد كبير داخل اعماقي تجاة الجميع الرجال و الاصدقاء و خاصة اقرب الناس الي.....كيم و الأن أوة.....كم انا بائسة في تصرفي و كيف ان الصدف تجمع الأنسان في ظروف غامضة.....غير معقول ان ربيع يقع في حب كيم......من؟ كيم شقيقتي هذا يعني أنني سأتعذب كلما رأيتهما معا أوة ماجيك ماذا أفعل؟"
"لا شئ الأن يجب أن تفكري بزوجك أولا الذي يحبك و قد ضحى من أجلك و طفلك الصغير أنة بحاجة لك و هذا أعظم حب يجب أن تعتزي بة دعي ربيع و كيم يعيشان هانئة و عودي أنت الى طفلك و زوجك فهما الأوفى و الأبدى صدقيني يا نارمن يجب ان تتغيري يجب عليك أن تعودي الى الحياة و تحبي كيم فليس لك أحد غيرها الأن" .
أجهشت نارمن بالبكاء المرير و عرفت أنها أخطأت بحق كيم و يجب عليها أن تقوم بما يسعدها عليها أن تقوم بما يسعدها من الأن و صاعدا"
"أوة.....ماجيك أنا أسفة حقا انا كنت غارقة في الحقد حتى أخمص قدمي لا أعرف كيف أشكرك لولا وجود كين و ربيع لما أستطعت أكتشاف حقيقة حقدي هذا نحو الجميع الأن عرفت مشكلتي التي كنت أتساءل عنها دائما و في ساعات وحدتي كنت اشعر بالغموض تجاة نفسي و أسألها مئات المرات كيف أتعامل مع أحب الناس الى بقسوة و حقد كيف لي أن أفترض اشياء على اعز ما يحب قلبي يا الهي كم سببت التعاسة لكيم و والدتي و الجميع أنا حقا فتاة مملة و بائسة"
"لا نارمن أنت كنت تعيشين في كابوس مؤلم و الأن قد رحل يجب ان تصلحي الأمور لديك طفلك و زوجك و هما ينتظرانك كأم محبة هيا.....هيا نارمن قومي أن زوجك قد عاد و يجب أن تبدأي من جديد"
حسنا كما تريدين و أنا أعدك من ألأن أن كيم ستكون سعيدة من هذة أللحظة"

[Just Faith]

الفصل العاشر
عادت نارمن تحضن زوجها لتفتح صفحة جديدة من المحبة الطاهرة الصادقة وابتعدت عن الغضب والحقد..
عندما دخلت إل منزلها وجدت كيم غارقة في بكاء مرير وهي تنتظر أن تبدأ نارمن بالشجار.. ولكن المفاجأة كانت عظيمة بالنسبة لكاميران.
" كيم حبيبتي آه يا إلهي سامحيني يا كيم أنا حقا آسفة "
اقتربت منها بقوة وحضنتها وراحت تقبل وجنتيها وهي تتأسف بحب كبير ثم أضافت :
" لقد استيقظت الآن يا حبيبتي وعرفت لماذا كنت أعاملك بحقد كبير ولكن صدقيني من هذه اللحظة ستكونين أجمل شقيقة واحب أخت في الوجود وأنا أتمنى لك السعادة الكاملة ".
" ماذا تعنين هل حقا نارمن قد تغيرت ولكن.. كيف؟؟"
مسحت كيم دموعها المريرة وابتسمت ابتسامة مشرقة غير مصدقة ما تقول نارمن.
" نعم يا حبيبتي من الآن وصاعدا أنت تقررين ما تريدين وليس لي شأن بحياتك صدقيني لقد عرفت يا حبيبتي لماذا كنت أعامل الجميع بحقد وكراهية " .
" كيف عرفت نارمن هيا قولي ما هو سبب حقدك الدائم؟ "
" لا تحزني يا حبيبتي ولكن يجب أن تعرفي الحقيقة، ولكن لا شأن لربيع بي صدقيني إنه لا يعرف بمدى حبي له "..
" كيف.....؟؟!! كيف هذا ومتى حدث؟ "
" عندما كنت في السادسة عشرة وفي المدرسة العالية عرفت صديقة لي كانت تحب ربيع حبا لا يوصف ومن خلالها أحببت ربيع، كانا يلتقيان سرا وكنت أراقبهما وأحسدهما وهكذا تماديت في حبي السري لربيع حتى عرفت في النهاية أنه لا يحبني ولن يحبني أبدا وهكذا قررت أن أنتقم من نفسي لأنني لم أحصل على شاب يحبني كما أحبه، أصبحت أنظر للجميع بنظرة الحقد وخاصة صديقتي تلك كنت أتمنى أن أمزقها اربا اربا كي تبتعد عن ربيع، صدقيني كان هذا في الماضي أما الآن فأنا أتمنى لكما السعادة، لقد عرفت لماذا أتصرف على هذا النحو وهذا يعود بفضل ماجيك لقد جعلتني استيقظ من أعماقي الغامضة "
" أوه كنت أعلم نارمن أنك شقيقة عظيمة وأخت محبة... نعم كنت أشعر بك أشعر بعاطفتك الغامضة ولهذا كنت أتحمل معامتلك القاسية لي ".
" سامحيني يا صغيرتي أرجوك سامحيني ".
" أنا أسامحك ".
" متى ستأتين بربيع إلى هنا أنا مستعدة لقبول زواجك "
" نارمن انتبهي الآن لم يعد لك شأن في هذا الأمر، إنه يعود لوالدي أولا وآخرا "
قالت لها وهي تمزح معها والابتسامة على شفتيها، ثم ضحكت نارمن وعادت لتقول لها :
" عفوا لقد نسيت بالطبع يجب أن يوافق والدي أولا وبعد ذلك يكون رأيي أنا "
قالت هذه الكلمات بمرح كبير ثم ابتسمت وحضنت كيم بقوة وقالت لها :
" اوه كيم كم كنت اشتاق لك، وكم كنت أتمنى أن أضمك بقوة في بعض الأحيان ولكن قوة قوية كانت تمنعني ".
بعد مرور أسبوعان على إعلان زواج ماجيك وَ وولف وربيع وكيم معا في كنيسة واحدة كان الجميع في هذه الأثناء يستعدون لهذا اليوم العظيم.
عاد وولف إلى منزل ماجيك لكي يقلها إلى الكنيسة لأن الجميع كان ينتظر قدومها.
لم يجدها في المنزل وكانت قد تركت له ورقة صغيرة بأنها عند المزين وهي تنتظر قدومه إلى هناك..
انطلق وولف بسرعة جنونية لأنه كان ينتظر أن يرى عروسه الجميلة التي تستعد للظهور بلباسها الأبيض.
في هذه الأثناء كانت ماجيك تختال بالفستان الحريري الأبيض الجميل، الذي كانت تزينه الجواهر واللؤلؤ الباهر ،والإكليل يثبت جيدا على رأسها وخلال ثواني مضت ظهرت
إلى جانب كيم أجمل عروستان لهذا الموسم الربيعي.
نظرت ماجيك إلى كيم وقالت لها بابتسامة لطيفة :
" نبدو وكأننا خارجتان من الجنة بهذا اللباس الأبيض "
ثم ضحكت كيم ضحكة مسموعة وقالت لماجيك :
" هل أنت سعيدة ماجيك باختيارك وولف؟ " .
" نعم، أنا حقا سعيدة ".
" والحب.. ماجيك ماذا عنه؟ "
" أنا أحب وولف كيم صدقيني أنا حقا أحبه ولكن حبه يختلف عن حبي للويس "
" ماذا تعنين ماجيك وهل للحب وجوه أخرى تختلف عن التي نعرفها؟ "
" لا ولكني لا أستطيع أن أحدد ماذا أريد أن أحب وولف ولكنني أشعر أحيانا بحنين عميق للويس لا أعلم لماذا أعتقد لأنني لم أتعود على حب وولف إنه يجذبني بجنون وأنا ارتاح بين يديه وأشعر بامان عظيم "..
" هل تعتقدين أنك ستنجحين في هذا الحب ماجيك؟ "
" أتمنى ذلك لأنه يؤلف كل ما أحتاجه وأصبو إليه ،الرجل الجميل الجذاب والحنون والطموح يستطيع أن يحميني وأعتقد أنني سأحبه بجنون بعد الزواج ".
" أتمنى ذلك ماجيك "
ثم جاء ربيع وطلب رؤية كيم وكذلك كانت تنتظر ماجيك قدوم وولف.
ولكن القدر أسرع مما يتصور ويخطط الإنسان.

[Just Faith]

في هذه الأثناء كان وولف في سيارته مسرعا على الاتوستراد الكبير وفجأة ظهرت أمامه شاحنة ضخمة مسرعة جدا لم يستطع وولف أن يتخطاها فاصطدم بها بشكل جنوني حتى تحطمت سيارته كليا ولم يعد لها أي أثر يدل على أنها كانت سيارة.
انتظرت ماجيك ساعة ونصف وكذلك الحشد في الكنيسة، فاقترحت كيم أن تذهب ماجيك معهما لربما حدث ما لم يكن بالحسبان.
وبالفعل توجهت ماجيك برفقة ربيع وكيم وهي ما تزال تعيش حالة قلق.
عندما وصلت السيارة إلى باحة الكنيسة بقيت كيم وماجيك في السيارة لأنه كان من المفروض أن يأتي العريس والعروس معا ومن غير اللائق أن تتواجد العروس لوحدها وهي تنتظر قدوم العريس.
خرج ربيع وسأل الجميع عن وولف ولكنهم أنكروا قدومه فضج بالقلق ولكنه اخفاه في قلبه وانتظر ساعات طويلة واعتذر من المدعوين وراح يبحث عنه بينما انتظرت كيم وماجيك في منزلها والخوف يسيطر عليهما..
وما هي إلا ساعات الصباح الأولى حتى عاد ربيع وهو يتأبط حزنه بين يديه قائلا :
" آسف.. أنا حقا آسف ماجيك أرجوك تصبري "
" ماذا.. ماذا حدث ربيع هيا قل؟ "
" إنه.. إنه وولف ماجيك ".
" يا إلهي هل أصابه مكروه؟ "
" إنه في المستشفى لقد اصطدم بشاحنة كبيرة عندما كان قادما إليكِ ".
" يا إلهي ماذا.. ماذا؟؟ "
ثم أغمي عليها ولم تستيقظ إلا بصعوبة.
" أرجوك ماجيك هيا استيقظي ليس الآن، عليك أن تسرعي إلى المستشفى يجب أن تريه ربما هو بحاجة إليك الآن "
" ساعديني كيم أرجوك "
أمسكتها كيم وساعدتها على النهوض وبسرعة جنونية نسيت ماجيك أنها ما تزال ترتدي فستانها الأبيض، توجهت بسيارتها إلى المستشفى وكانت كيم وربيع يتبعانها.
وعندما انطلقت سيارتها كانت الدموع تنهمر بغزارة وسخونة من مقلتيها وراحت تحدث نفسها :
" وولف آه يا إلهي.. أرجوك انتظر كي آتي إليك، وولف يا إلهي ماذا حدث أكاد أجن "
عندما وصلت إلى المستشفى دخلت بشكل جنوني أيضا وبحثت عن غرفة الإنسان العزيز على قلبها. ثم اشارت لها ممرضة جالسة على مكتبها أن تجلس وتنتظر.
" أرجوك أنا قلقة جدا يجب أن أراه "
في هذه الأثناء كان ربيع وكيم قد وصلا إليها، ثم حضنتها بقوة وهي تقول لها:
" لا تخافي ماجيك سيكون بخير إن الله إلى جانبنا "
كان الجميع في المستشفى ينظر إليها وهي في رداءها الأبيض ولم يكن هناك من أي أمل لعدم الحزن على هذه الفتاة العروس والجميع كان يتساءل لما هي حزينة وعندما انتشر الخبر كانت ماجيك ترى الشفقة في عيون الممرضات ثم نظرت إلى نفسها وتذكرت أنها ما تزال ترتدي رداءها الابيض..
خجلت من نفسها ولكنها قالت :
" وولف كان يتمنى أن يراني في هذا الرداء ويجب أن يراني ولن أخلعه قبل أن يراني.. أوه يا إلهي ما حدث؟ "
ثم اقترب الطبيب منهم وقال لهم :
" إنه في غيبوبة ولا احد يعلم إلاً الله متى يستيقظ منها "
" ماذا؟ في غيبوبة يا إلهي؟ "
" تصبري يا آنسة أعتقد أنكِ يجب أن ترتاحي ".
نظر الطبيب إليها بحزن وشفقة وعرف أنها عروس ولم تتهنى بليلة زفافها وأشفق عليها وسمح لها برؤيته ولكن... إنه لن يراها فهو في غيبوبة ولكن هذا لا يهم المهم أن تراه وتعانقه وتجعله يشعر بوجودها.
" لقد تلقى ضربة قوية على رأسه سببت جرحا بليغا وصل إلى الدماغ وهذا خطر جدا فهو لم يتحرك منذ أن جاء إلى هنا أتمنى أن تكون إصابته ليست خطرة " قال الطبيب.
" وإلى متى ستدوم هذه الغيبوبة؟ " سأل ربيع.
" لا أعلم هذا يتوقف على مدى إصابته إن كانت قوية جدا وقد أصابت المخيخ فهذا يعني أنه لن يستيقظ أبدا "
" ألم تقوموا بتصوير راسه؟ "
" بلى ولكن نحن بحاجة إلى صور أخرى أكثر دقة ونحن ننتظر الطبيب المختص إنه بروفسور وسيحضر خلال ثوان "
" هل تعدنا بالخير يا دكتور " سأل كيم بخوف كبير.
" أتمنى هذا " ..

[Just Faith]

الفصل الحادي عشر
ثم توجهت ماجيك إلى غرفة العناية الفائقة فتحت الباب لتجد وولف ممداً على السرير بلا حراك.
اقتربت منه لطف وهي غير مصدقة ما تراه عيناه، ثم قالت في سرها.
" يا إلهي وولف أرجوك أن تسمعني، انهض أرجوك أنا هنا إلى جانبك".
تبعتها كيم خوفا عليها وظلت تراقبها.
اقتربت أكثر وهي تنظر إليه بخوف شديد وشفاهها ترتجف ودموعها وما زالت تملأ مقلتيها، حتى اختلط مع الكحل الأسود حول عينيها، ارتجفت أوصالها.
قربت يدها الصغير وأمسكت بيده الباردة ثم قالت له بصوت مرتفع:
" وولف هيا يا حبيبي استيقظ أرجوك أنا هنا إلى جانبك".
ولكنه لم يشعر بها ظل ساكت بلا حراك، وتتلك الآلة التي تصدر صوتا مطقطقاً تمده بالأكسجين والآلة الثانية إلى الجانب الأيمن تخطط وتعطي نتيجة ضربات قلبه.
نظرت ماجيك جيداً وقالت في صوت مخنوق.
" أوه يا إلهي ما هذا؟" وراقبت الآلتان وكانت مع كل طقطقة تشعر وكأنها أميالا وأميالا من المسافات البعيدة التي تفصلها الآن عن وولف.
قربت شفاهها الساخنة المرتجفة وطبعت قبلة على شفاهه الباردة وراحت تمررها بلطف لتلامس بشرة وجهه وهي تجهش بالبكاء، ووجه الجامد بلا حراك حتى ولا عضلة واحدة قادرة أن تنبض بحبها.
قالت له بصوتها الخافت: " انظر وولف لقد ارتديت لك الفستان الأبيض، انظر يا عزيزي أنا هنا الا تحب أن تراني لقد أصبحت عروستك الآن هيا انظر إلي"، ولكنه كان بعيدا بعيدا جدا عنها في عالم يختلف من عالمها.
أبعدت رأسها الصغير ثم مالت به الى صدره وراحت تسم رائحة عطره البارد أيضا وبكاءها وتأوهاتها المخنوقة كادت أن تقتلها مما دفع بكيم لحملها بين يديها وإخراجها قائلة:
" هيا..... هيا يا حبيبتي أنت تعذبين نفسك هيا لنخرج قليلا إلى الهواء"
خرجت ماجيك وهي تحمل خوفها وقلقها بين أجفانها ثم قالت بصوت يكاد يسمع:
" أنظري كيم أنه نائم بلا حراك هل تعتقدين أنه يستطيع أن ينتصر.... يا إلهي ماذا حدث لنا".
تنهدت ماجيك بصعوبة وراحت تتأمل وولف من خلف الزجاج، وكانت تراقب الممرضات يروحون ويجيئون بشكل متسارع لمراقبة ما يجري له.
دخل الطبيب البروفسور ثم استدعى ماجيك والجميع، وكان ربيع قد اتصل بوالد وولف ووالدته وأشقائه وكانوا جميعا يستمعون إلى الطبيب.
" أن وولف يعيش الآن غيبوبة طويلة لا أحد يعلم متى يستطيع أن يستيقظ منها، من أثر الإصابة البليغة، وأتمنى من الله أن يساعد"، اكتفى البروفسور بهذه الكلمات وعندما خرج الجميع استأذن من السيد ربيع قائلا:
" سيد ربيع على أستطيع أن أحدثك قليلا؟".
"بالتأكيد بروفسور".
"أريد أن أخبرك شيئا مهما يا سيد ربيع عن المريض وولف".
" ماذا هناك يا سيدي؟".
" أنه ... أنه... أخشى أن تكون حالته ميؤس منها".
" ماذا تعني يا سيدي؟".
" أخاف أن أشرح لك أن حالته خطرة جدا وإذا عاش فهو سيعيش مختل عقليا ولا أعتقد أنه يستطيع الآن في المرحلة الأولى أن ينتصر على هذه الغيبوبة، كما بدا من الصور الشعاعية أن الإصابة خطيرة، طغت على الشريان الأول الذي يتلقى الاتصالات من الدماغ وهذا يعني أنه من الصعب جداً استعادة ذاكرته أو حتى التصرف كالآخرين هذا اذا استيقظ".
" أنت تعني أنه .....!؟! يا إلهي !!!".
" تصبر أرجوك".

[Just Faith]

في هذه الأثناء كانت الممرضات ما تزال تقدم العناية الفائقة لوولف وهو ممدد بلا حراك.
نظرت ماجيك بدموع محرقة، اقتربت منها والدة وولف وحضنتها بحب عميق وقالت لها :
" لا تخافي يا حبيبتي سيعود وولف أنا أعرف أنه لا يستطيع البعاد عنا، نعم سيعود".
ثم أجهشت الأخرى بالبكاء المرير أيضاً ونظر والد وولف وكاد هو الآخر أن ينهار لولا أن أمسكه ربيع.
اقترحت شقيقته الكبيرة أن يجتمعوا في منزل العائلة وهكذا يكون بمقدور الجميع الاطمئنان عليه.
" لا ... أنا لا أستطيع" قالت ماجيك.
" أنا أفضل الراحة فقي منزلي لا اعتقد أنني باستطاعتي أن أغفو، أنا أفضل أن انتظر في منزلي أرجوك كيم ساعدني كي أعود".
" حسنا يا عزيزتي كما تريدين هيا!!.... هيا يا ربيع هل تستطيع أن توصلنا؟".
" نعم وسأعود بعد حين", قال ربيع موجهاً حديثه إلى والد وولف وأشقائه.
" إذا جد أي سيء أرجو أن تتصلوا بي".
قالت ماجيك وهي تتخبط في بكائها ولا تستطيع أن تحمل جسدها على السير.
أمسكتها كيم جيدة ودفعتها دفا نحو السيارة، وعندما وصلت دخلت ماجيك واستقلت على سريرها ثم سألتها كيم إذا كان بمقدورها أن تبقى معها.
" لا .... لا شكرا لك كيم أستطيع أن أتدبر أمري لوحدي، أرجوك اذهبي أن ربيع ينتظرك انه.... انه عريس اليوم ويجب أن يبقى إلى جانب عروسه.".
" لا تقولي هذا يا ماجيك وأنت أيضا عروس .... اجل أجمل عروس على الأرض".
" أوه كيم أنا حزينة أرجوك اذهبي,,, اذهبي الآن أستطيع أن اهتم بنفسي صدقيني أنا الآن سأخلد للنوم".
" حسنا فور وصولي سأتصل بك, ثم أعود مساء لرؤيتك".
" حسنا.... هيا أن ربيع ينتظر".
خرجت كيم من المنزل وتوجهت نحو سيارة ربيع الذي راح يطرح عليها بقاءك معها، متى ستعودين؟".
" أوه ربيع تمهل قليلا كيف سأجاوب على كل هذه الأسئلة؟".
" كان المفروض الآن أن نكون في فرنسا في شهر عسل طويل، انظري اين نحن الآن؟".
" هذا ما يريده القدر".
ثم انطلقت سيارته مبتعدة لتترك ماجيك الواقفة أمام النافذة تراقب مغادرتهما معا.
تمنت من كل قلبها أن يكون وولف إلى جانبها.
ثم راحت تتساءل هل تستطيع أن تتابع لو أصاب وولف مكروه.
" أوه .. يا إلهي لا ... لا أصدق أن وولف لن يعود, لن أصدق أنني لن أراه بعد الآن، في الأمس كان هنا معي، بين ذراعي.....!!!! .... يا إلهي كيف..... كيف سأعيش بدونه؟".
اندست في السرير وهي تتخبط بحزن عميق يخترق أوصالها ليقطعها قطعا صغيرة تكاد تكون كالغبار.
تململ ساعات في فراشها ولم تستطع أن تخلد ولو لدقائق للنوم، نهضت مسرعة أخذت حبوب المنومة تناولت حبتين دفعة واحدة.
بعد لحظات استطاعت أن تنام ولكن بشكل عشوائي.
بعد مرور ساعات طوال، وفي الساعة التاسعة كانت كيم واقفة على الباب تقرع الجرس بقوة، أما ماجيك فبالكاد استطاعت أن تسمعها.
نهضت بثقل كبير ومشت نحو الرواق وهي تتمايل يمينا وشمالا ثم اقتربت من الباب وفتحته على وسعه.
كانت كيم قد تلقتها بين ذراعها عندما أحست أنها لم تستيقظ جيدا بعد.
" ما بك ماجيك؟ هل أنت بخير؟". .
" لا ... لا اعتقد، ماذا بشأن وولف هل مررت إلى المستشفى؟".
"نعم إنه ما يزال في حالة الغيبوبة ".
" هل قال الطبيب شيئاً كيم؟ ".
" لاشيء جديد، لكنه خائف من هذه الغيبوبة حسب ما فهمت من ربيع، اعتقد انها ستطول كثيراً ".
" ماذا؟! إلى متى؟ إلى متى كيم تقريباً هيا قولي؟ ".
" لا أعلم، لم يقل لي ربيع ولكنني رأيت القلق في مقلتيه ".
" أوه! يا إلهي ه1ا يعني أن حالته خطيرة جداً ".
" يجب أن أكون إلى جانبه الآن كيم، سأرتدي ملابسي وأذهب في الحال ".
" ولكنك لم تستيقظي بعد ".
" بلى، لقد استيقظت جيداً، الآن سارتدي ملابسي، انتظري قليلاً ".
" حسنا! سأعد لك إذا فنجان من القهوة الساخنة بينما تكونين قد ارتديت ملابسك، سيساعدك على استعادة نشاطك قليلاً ".
بعد دقائق رشفت ماجيك قهوتها بسرعة وتوجهت إلى المستشفى برفقة كيم.
عندما دخلت كان البروفسور متوجهاً إلى مكتبه، تبعته ماجيك مسرعة ترافقها كيم.
دخلت خلفه مباشرة وقالت:
" هل أستطيع الدخول يا سيدي؟ أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة ".
" تفضلي آنسة ماجيك، أنت خطيبة وولف أليس كذلك؟ ".
" نعم، أنا هي، هل لي أن أعرف ماذا يعاني، وهل ستطول مدة الغيبوبة؟ ".

[Just Faith]

الفصل الثاني عشر
" أنا آسف يا آنسة أن اخبرك أن إصابته خطيرة جداً، ويجب عليك مواجهة الأمر الواقع بشجاعة كبيرة، إنه مصاب ويجب عليه أولاً أن يتخطى مرحلة الغيبوبة ".
" وهل ستطول سيدي، أرجوك قل؟ ". .
" إذا قلت لك يا ابنتي يجب أن تكوني شجاعة جداً، ولكن. . . أنا مجبر لإخبارك الآن، في مثل هذه الحالات من الصعب جداً أن ينتصر المريض على هذه الإصابة عندما يصاب بالغيبوبة هذا يعني أنه. . . آسف أن أقول لك أنه لا يوجد أمل بعودته إلى الحياة، فإن جسده الآن يعمل على الآلة فقط ".
" ماذا. . . ماذا تعني هل يعيش الآن بواسطة الآلة؟ ".
" أرجوك تمهلي يا ابنتي يجب أن تتصبري ".
" كيف! لا يجوز إنه. . . حي إن قلبه ينبض وصدره يتنفس! كيف هذا يا بروفسور ".
" نعم، لولا هذه الآلة لما استطاع أن يعيش ثانية واحدة، ونحن نعمل المستحيل لكي نساعده على الاستمرار، الآن روحه تقريباً غير موجودة، إنه يعيش بواسطة الآلة التي تساعده على التنفس وضخ الدم إلى القلب ونحن بصدد أن نساعده كي يستعيد حياته ربما استطعنا أن نفعل شيئاً لأجله وعشرة بالمائة من هذه الإصابة فقط ينجون ".
انهارت ماجيك على الكنبة أمام المكتب وبكت بقوة ولم تستطع كيم أن تساعدها في استرجاع هدوءها.
خرجت بعد جهد جهيد ومحاولات صعبة، ووصلت إلى غرفة وولف وهي تتنهد بصعوبة كبيرة.
دخلت واقتربت منه وقبلت شفتيه الباردتان وكانت تهمس في أذنيه كلمات الحب والشوق.
ولكنه كان في عالم بعيد جداً عنها، هزته بقوة وقالت بصوت مرتفع جداً حتى كادت الممرضة أن تعترض على ذلك.
" وولف. . . وولف أرجوك لا تتركني الآن، أنا بحاجة إليك جداً، وولف يا زوجي الحبيب أنا انتظرك. . . انظر أنا هنا إلى جانبك ".
اقتربت الممرضة بضجر وقالت لها:
" أرجوك يا سيدة، إن هذا يزعج السيد وولف، أرجو منك أن ترتاحي قليلاً ".
" كيف أرتاح وأنا أعيش بعيدة عنه. . . يا إلهي ماذا أفعل؟ ".
خرجت من غرفته وتوجهت مع كيم عائدة إلى البيت لأنها لم تعد تستطيع السيطرة على ذاتها. .
جاء ربيع في الساعة العاشرة وكان يحضر معه طعام العشاء، وفضل أن يتناولوا طعامهم في المنزل لأن ماجيك كانت غير قادرة على الخروج.
جالت بغرفتها بحزن عميق وكانت ترى في كل زاوية من زواياها وولف ورائحة عطره لا تزال معبقة في الغرفة، لامست يداها الشرشف الوردي على السرير وحضنته بدفء صدرها وكأنها تلملم بقايا وولف من على السرير، ثم أجهشت باكية كالأطفال:
" وولف يا عزيزي أين أنت الآن، كان من المفروض أن تكون إلى جانبي هذه اللحظات ولكنك بعيد، لماذا يا إلهي حدث هذا؟ ".
دخلت كيم لتلقي نظرة عليها فوجدتها منهارة تماماً، ساعدتها للدخول إلى سريرها وتوسلت إليها كي تتحلى بالصبر.
بعد مرور أسبوعان على غيبوبة وولف كان الطبيب المعالج يؤكد للجميع أنه لا يستطيع استعادة حياته.
" ماذا تعتقد أيها الطبيب أن نفعل؟ " سأل ربيع واكن يرافقه شقيق وولف الأكبر.
" أنا لا أعرف شيئاً، يجب علينا أن نستعين بالبروفسور لدى عودته من السفر فهو الذي سيقترح إذا كان وولف يستطيع أن يعيش بلا آلة ".
" ولكنه لم يستيقظ بعد ".
" يجب علينا أن ننتظر ".
نظر ربيع إلى وجه والد وولف وسأله:
" ماذا سنفعل يا سيدي؟ هل سنبقى وولف يتعذب بواسطة الآلة؟ ".
" لا اعلم يا بني، يجب أن نستعين بالبروفسور ".
في هذه الأثناء دخلت ماجيك وكانت قد استعادت بعض نشاطها، وتوجهت مباشرة نحو غرفة وولف، وكانت لا تكف عن زيارته، كل يوم صباحاً ومساءً قبل دخولها إلى العمل وبعد خروجها.
" ماذا بشأن وولف ياربيع ماذا قال الطبيب؟ هل سيبقى في غيبوبته إلى الأبد؟ يا إلهي يجب أن نساعده ". .
" إننا ننتظر البروفسور ليعود من السفر خلال أسبوع أو أسبوعان ".
" ماذذا؟! سننتظر أسبوعان آخران! هذا جنون، أنا لا أستطيع الانتظار أنه لا يتحرك بتاتاً، ولا يستطيع حتى أن يفتح عينيه ".
" هذا أفضل من أن لا نراه أبداً ".
" ولكن يجب أن يكون هناك حل؟ ".
" الحل عند الله، هو الوحيد القادر على إنقاذه؟ " قال والد وولف بحزن عميق.

[Just Faith]

بعد مرور أسبوعان آخران على غيبوبة وولف، كان الجميع قد ملوا من الانتظار المرير والحزن الأليم ورؤيته المحزنة وهو بلا حراك، وكأنه آلة تعمل فقط على الكهرباء.
بعد مرور أيام عصيبة، عادت ماجيك وكيم من عملهما توجهتا إلى المستشفى وكان ربيع في انتظارهما، وكذلك الأشقاء والوالدان بعدما طلب البروفسور رؤيتهما.
" ماذا بشأن وولف يا بروفسور؟ " سأل شقيق وولف الأكبر.
" لا يوجد شيء جديد، إن السيد وولف ما يزال يعيش كما هو، والصور الجديدة التي أخذت لرأسه لا تزال كما هي ولا يوجد أمل واحد بالمئة لاستعادة وولف وعيه ".
" ماذا سنفعل إذا؟ " سأل ربيع وكانت ماجيك لا تستطيع أن تحبس دموعها.
" لقد قمت بجميع ابحاثي، وسألت الأطباء وأجريت أبحاث في البلاد التي زرتها وقمت بتحريات كبيرة حول هذه الحالة، لم أجد أي سبيل يستطيع أن يجعله يستيقظ إلا إذا استيقظ وحده ومن ذات نفسه، لم يكتشف الطب سبب هذه الحالة بعد، ولم نعرف كيف نستطيع أن نعيد الانسان إلى حالته الطبيعية، فقد اكتفينا بإعطائه الأوكسجين والدم حتى يستطيع أن ينتصر هو من ذاته على الإصابة ".
" ولكن ماذا سنفعل إذا استمر الوضع على هذه الحالة؟ "
سألت ماجيك بصوت مخنوق مليء بالدموع.
" لا أعلم يا ابنتي، هذا يتوقف على الأهل في مثل هذه الحالة، إذا كانوا يختارون أن نبعد عنه الآلة فهذا يعني أن يموت على الفور، وإذا استمر هكذا وهو حي ميت أعتقد أننا لا نستطيع أن نفعل له شيئاً سوى تقديم بعض الوكسجين والدم، والله كفيل بما يعاني المريض، وإذا جئتم لرأي الطبيب، فهو سيقول لكم بالطبع. . . إنه لا يستطيع أن يتخلى عن الآلة طالما ان هناك رجال أشداء يقومون بالبحاث حول هذه الحالة الصعبة، نحن نستمر في عطاءنا ونتمنى من الله أن يساعدنا في استعادة هذا المريض ".
" أنت تعني أنك تستطيع ان تستمر في وضع الآلة كما هي، ونحن نستطيع أن نرى وولف كلما نريد ولكن إلى متى سيستمر على هذا الحال؟ " سألت ماجيك.
" لا أعلم يا ابنتي العلم يتطور، وربما في لحظة وأخرى نستطيع ان نكتشف حلاً لهذه المشكلة ".
" هل تعني أننا سنبقى ننتظر أن تجدوا حلاً لهذه التجربة العلمية، لا أنا أرفض أنا أريد من ولدي أن يستريح من عناء إصابته، فهو لو كان له عمر سيعيش طالما أن الله يريد ذلك " قال والد وولف
" ماذا تقترح يا والدي؟ " سأل شقيقه الأكبر بحزن كبير واستغراب من الذي طرحه والده. .
" نعم أنا أعني ما أقول، إذا كان علينا أن ننتظر التجربة العلمية كي تنجح، فأنا أرفض أن يبقى ولدي تحت التجارب العلمية، يجب أن يستريح في قبره، فهو الآن ميت بلا حراك، وأن الآلة هي التي تعمل ".
" لا. . . لا أرجوكم دعوه يعيش أن لا أحتمل بعاده، أنا لا أستطيع العيش بدونه "
قالت والدة وولف، ولكن ربيع كان قد أخذهم جميعاً إلى الخارج وبقى والد وولف وشقيقه الأكبر مع البروفسور يناقشون أمر ترك وولف يعيش أو يموت.
" لا أعتقد أن الطب يستطيع ان يتصرف في مثل هذه الأمور، وأنا أرفض أن يبقى شقيقي تحت التجارب العلمية ".
" كما تريد يا سيدي، إذا أردت أن تأخذ وولف فهذا يعود لك ".
" ألم يعد هناك أمل يا بروفسور؟ " سأل والد وولف
" لا يا سيدي، لم يعد هناك أمل، إنه يعيش الآن على الآلة وأعتقد أننا لو أزلنا عنه تلك التي تضخ له الأوكسجين فهو لن يستطيع حتى أن يحرك عضلة واحدة ".
" هذا يعني أنه ميت حي؟ ".
" نعم، وأفضل أن تجعلوه يرتاح من عناء ما أصابه ".
" ألا نشتطيع أن ننتظر قليلاً ربما سيستعيد قوته؟ " سأل والد وولف وهو يطلب فرصة أكبر وأمل جديد.
" هذا يتوقف عليكم يا سادة، ولكن المستشفى غير مستعدة لتتحمل المصاريف، فهذا سيكلف كثيراً، وأتمنى أن تنتبهوا لهذا ".
" نعم. . . لشهران آخران فقط ربما نستطيع أن ننقذه ".
قال شقيق وولف الأكبر وخرجوا جميعاً معاً عائدين إلى منزل العائلة يتحاورون ويتشاورون بشأن الحبيب وولف.
بعد أخذ ورد طويل أتفق الجميع على أن تبقى الآلة تعمل لكي يبقى وولف حياً إلى إشعار آخر.
بعد مرور شهران آخران على إصابة وولف وغيبوبته الدائمة. كانت ماجيك تستعيد نشاطها شيئاً فشيئاً ولكنها لم تكف عن رؤية وولف يوماً والاطمئنان عليه.

[Just Faith]

الفصل الثالث عشر
وفي يوم من الأيام وبينما كانت ماجيك جالسة قربه على السرير نظرت إليه بحب وشوق كبير، أمسكت يده الباردة وقربتها من شفتيه وطبعت قبلات كبيرة دافئة لعلها تدخل الحياة بجسده. .
انتفض جسده بقوة وتضاربت دقات قلبه بعنف وأسرع تنفسه وكأن الألة لا تستطيع أن تعطيه ما يكفي من الأوكسجين والدم.
قفزت ماجيك من مكانها وراحت تصرخ بأعلى صوتها قائلة:
" أين الطبيب أرجوكم أين الطبيب؟ ".
أسرعت الممرضة في طلب الطبيب، وتوجهوا مباشرة إلى غرفة العناية الفائقة لمعاينة وولف.
عندما وصل الطبيب كانت الألة قد توقفت عن ضخ الأوكسجين وكان وولف قد فتح عينيه وتسمرتا في السقف وفارق الحياة.
" أنا آسف لقد اختار حياته بنفسه يا آنسة يجب أن تستريحي الآن لم يعد هناك من أمل جديد ".
" لا. . . لا. . . أرجوك دعوني أراه لآخر مرة ".
اقتربت منه وراحت تمطره قبلات نارية حارقة من الشوق المدفون في قلبها والحاجة الصعبة إليه والألم العنيف الذي أصابها جعلها تنهار على الأرض.
اقتربت كيم منها وساعدها ربيع والممرضة لحملها إلى غرفة أخرى لتستريح.
وبعد عدة ساعات كان وولف نائماً في مثواه الأخير.
بكته بمرارة ماجيك وعرفت أنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً الآن لقد عادت وحيدة كما كانت في الماضي. .
دنت ساعة الرحيل، أعلنت في داخلها أنها يجب أن ترحل إلى مكان بعيد! بعيد جداً عن معاناتها! مكان لا يذكرها بأحد لا بلويس ولا بوولف ولا حتى بأي انسان عزيز على قلبها، فضلت أن تبتعد قدر المستطاع، كي تبدأ من جديد، ولعلها تستطيع أن تبدأ من جديد، بعد الجدار التي تحطم بين يديها.
اعدت حقيبتها وطلبت كيم على التلفون وأخبرتها بما تنوي أن تفعل.
" لا تمهلي أرجوك يجب أن أراك، أنا قادمة الآن لا تفعلي شيئاً قبل أن أراك ماجيك أنا قادمة الآن انتظريني ".
" حسنا، أسرعي أكاد أنهار ".
" لا تخافي يا صديقتي سأكون إلى جانبك أنا قادمة انتظريني ".
" هيا أسرعي أنا بحاجة لك كيم أكثر من أي وقت مضى، هناك أشياء يجب أن أتحدث بها وإلا سأنفجر ".
بعد لحظات معدودة كانت كيم في منزل ماجيك التي تتخبط بآلام الفراق.
" كيم يا إلهي. . . لا أعرف كيف أسيطر على الوضع، لقد قررت الرحيل ".
" إلى أين تودين الهروب؟ ". .
" لا أعلم أنا بحاجة لتغيير حياتي يجب أن أستعيد نشاطي ".
" هنا منزلك وعملك كيف تتركين أحباءك ماجيك وأنا ماذا أفعل بدونك؟ ".
" أنت متزوجة الآن ولديك ربيع وسترزقين بطفل عما قريب أما أنا فلا أملك إلا أحزاني ".
" لا تكوني متشائمة إلى هذه الدرجة تستطيعين أن تبدأي من هنا حياة جديدة ".
" كيف أستطيع وولف لا يفارق خيالي ".
" قلت مرة أنك لم تحبيه ".
" لقد أحببته حبا روحياً خاليا من الحقد مليئاً بالطهارة إنه الرجل الوحيد الذي استطاع أن يؤمن لي سعادتي ".
" هل حقاً تتعذبين لفراقه ماجيك؟ ".
" ألا تشعرين بي كيم ألا يبدو لك أنني حزينة ".
" بلى هذا واضح تماماً ولكني كما أعلم أنك ما زلت تحبين لويس فكيف تستطيعين التفرق بينهما؟ ".
" لقد قلت لك أن لويس من الماضي وولف كان الحاضر، أما الآن فلم أعد أملك أحدهما هل هذا ما يمنحني إياه القدر ". .
" هل تعديني أنك ستعودين يا ماجيك؟ ".
" نعم ساعود لأنني لا أستطيع أن أبتعد كثيراً عنك وعن منزلي هنا جنتي، لقد قررت أن أرتاح قليلاً، كي أدع وولف يستريح من دموعي عليه، لقد عانى ما عانى الآن ويجب عليه أن يستريح بعد صراعه المرير مع جسده، الصراع الذي استمر أربعة أشهر بلا مقاومة ولا هجوم، معركة عمياء بين جسد محطم وروح تريد الحياة، الدماء تجري في عروقه وهو لا يشعر بها، كان حبه للحياة هو الأمل الوحيد الذي دفعه ليعيش أربعة أشهر أخرى غير موجودة في مفكرة قدر وولف لم يكن عليه أن يعيش أربعة أشهر زيادة لقد كتب عليه الفراق من اليوم الأول للحادث ولكن حبه للحياة استمر أربعة أشهر بصراع مرير لقد فكرت ملياً وعرفت أنه عاش فترة صعبة ويجب عليه أن يستريح من دموعي وخوفي بدونه، يجب أن ابتعد كي يعرف أنني أستطيع أن أقاوم فراقه ".
" أنت قوية ماجيك واعتقدت أنك لا تستطيعين النسيان، أنا أعرف أنك مازلت تحبين لويس، ولكن وولف كان له الأثر الكبير والعميق في قلبك أليس كذلك؟ ".
" بالطبع فهما في كفة واحدة ولكن ما يهم الآن؟ فلويس غير موجود وولف بعيداً جداً عني ".
" متى ستسافرين ماجيك؟ ".
" عند الصباح الباكر لقد حجزت في القطار إلى بلغاريا، أحب أن أترك في الصباح هكذا أكون قد هيأت نفسي جيداً ولكي أستطيع زيارة قبر وولف وتوديعه قبل الرحيل ".
" سآتي كي أرافقك إلى القطار " قالت كيم
" لا لا أريد اكتفيت الآن وعندما أعود ستكونين اول من يعلم ".
ثم اقتربت منها وحضنتها بقوة وقبلتها على وجنتها وقالت لها كيم:
" أن اخلص صديقة لدي ماجيك وأوفى مخلوقة لم أرى صديقة وفية مثلك أنت مثال التضحية لقد ناضلت لأجلي ولأجل والدي ولأجل نارمن، لقد ساعدتنا كثيراً وأتمنى عندما تعودي أن تتصلي بنا بأسرع وقت ممكتن، سأبقى على انتظارك، وأنا سالد في الشتاء أرجوك عودي قبل هذا الوقت أنا سأنتظرك على أحر من الجمر ".
" حسنا، وداعاً يا حبيبتي ".
ثم ودعتها كيم بعد انقضاء عدة ساعات معاً، فضلت ماجيك الاختلاء بنفسها لإعادة حساباته مع الزمن.

[Just Faith]

عندما وصلت السيارة نزلت ماجيك منها وطلبت من السائق أن ينتظر لحظات.
دخلت إلى المكان الخالي من أي مخلوق إلا الأموات، دخلت بقلب يرتجف وأوصالها مقطعة وهي تنظر جيداً وبعمق لتجد مكان وولف الحبيب.
اقتربت من قبره ودنت على ركبتها، ثم مسحت دمعتان ساخنتان وراحت تتمتم كلمات كانت تحبها كما احبها وولف فيما مضى.
" أوه وولف كم أتمنى أن ألمس يدك، أنا أعرف تماماً أنك لا تحب أن تراني وأنا على هذه الحال، يجب أن أستعيد ذاتي وولف أنا بحاجة لأن ابتعد قليلاً لن أتاخر عليك سأعود أعدك ".
مسحت دموعها ووضعت الزهور الجميلة وأعادت تنسيقها في مكانها ثم أضافت ثائلة:
" يا إلهي وولف كم أحببتك، كم أنا مشتاقة إليك الآن ".
وبعد مرور دقائق طويلة وكانها ثوان بالنسبة لها خرجت وهي تحمل دموعها بين أجفانها وتتأبط حزنها تحت أبطها وصعدت إلى التاكسي وتوجهت نحو محطة القطارات.
استيقظت ماجيك على ذراعان قويتان حضنتها برفق وأحست بالدفء يسير في جسدها ثم سمعت ذاك الصوت الحبيب يقول:
" هل أحببت وولف حقاً ماجيك؟ ". سألها لويس عندما استيقظت من ذاكرتها.
" أنا لا أعرف يا لويس لقد اعتقدت أنه الحب ولكني عندما رأيتك عرفت الآن أنه لم يكن الحب الذي أبحث عنه، أعني حبك أنت ".
" هل تعنين حقاً ذلك ماجيك؟ "

[Just Faith]

الفصل الرابع عشر
" نعم، أنا أحببتك منذ طفولتي ولن أمحو ذلك الحب ما دمت حية، إن حبك في أعماقي لويس، لقد كان دفين ولم أشعر به طيلة هذه السنوات الأليمة ".
" يا حبيبتي ماجيك كم كنت أنا أيضاً بحاجة إليك كثيراً ". .
ثم راحت شفاهه تكتشف أغوار فمها اللاهب ولم يستطع مقاومة الخوض معها في ممارسة للحب مليئة بالشوق واللهفة.
" لا أنا أرفض الآن لويس أرجوك ".
" لماذا ماجيك؟ لماذا؟ أنا أحببتك منذ زمن، وأنا احق الرجال بك بعد وولف، وقد أكدت بنفسك انك تحبينني وتستطيعين البدء من جديد! ".
" لا. . . لا يا لويس، أنا حقاً لم أنساك ومن الطبيعي أنني سأبقى على حبك مدى العمر، ولكنني لا أستطيع الآن أن أنسى وولف، إنه قدري الذي مات يجب أن أنساه ولكن ليس الآن، صدقني أنا بحاجة لبعض الوقت كي أحدد عاطفتي جيداً، أنا أخاف الآن أن تكون ملجأي، أريد أن أحدد حقاً ما أريد، لا أريدك أن تعتبر نفسك مسؤولاً عما حدث، أرجوك لويس دعني أستريح قليلاً من الماضي الذي أعيش ".
" لا. . . لا يا حبيبتي، لن ادعك بعد الآن، يكفينا ما عانينا، أنت بحاجة لي وأنا أيضاً ولن اتركك بعد الآن ". .
" ماذا تنوي أن تفعل يا لويس؟ ".
" أنا. . .!!! لدي منزلاً كبيراً في بلغاريا وهناك طفلي الصغير ينتظرني بفارغ الصبر، لقد كنت في زيارة إلى والدتي،ستأتين معي إلى منزلي الآن وغي الحال عندما يصل القطار، لن تتوجهي إلى أي مكان فقط إلى. . . إلى أعماقي ماجيك، لن ترحلي بعد الآن لن أتخلى عنك، لقد كنت في الأمس شاباً مراهقاً غير قادر على تحمل المسئولية، أما الآن فأنا أستطيع أن أحميك من القدر الأليم، أستطيع أن أؤمن لك منزلاً وزوجاً محباً مخلصاً، أرجوك ان تأتي معي ".
" أنت قدري لويس، ولهذا صادف وجودنا اليوم معاً على نفس القطار وفي نفس الاتجاه، وكانه مكتوب علينا أن نعاني ما عانيناه، وكأنه مكتوب على جبيننا أن نعيش الألم لنعود بعد عدة سنوات نلتقي وكأن شيئاً لم يكن ".
" هل أنت موافقة ماجيك، هيا قولي أرجوك أنا بحاجة لردك حالاً، القطار على وشك أن يتوقف، هل أنتظرك في منزلي؟ ".
" أعدك بأنني عندما أقرر لويس ساتصل بك على الفور ".
" في أي فندق ستنزلين؟ ".
" لا اعلم اختار لي أنت فندقاً يكون مناسباً لي ".
" أنا أختار منزلي ".
" ولكننا اتفقنا لويس لا تنسى، هيا قل يكاد القطار أن يخلو من المسافرين ".
" أنا وجدت لك منزلاً تستطيعين أن تنزلي فيه بكل راحة تامة ".
" أين لويس؟ هيا قل أرجوك ".
" حسنا! تعالي معي وانا سآخذك إليه وسترتاحين فيه ".
" حسنا! ما دمت مصراً على بقائي إلى جانبك ".
نولا من القطار وتوجه لويس بتاكسي خاص إلى منزله وأشار لماجيك إليه من بعيد:
" انظري ماجيك، هذا منزلي إنه ليس ببعيد من هنا "
وكان منزله قصراً كبيراً يقع على رأس الجبل ويحيط به الضباب الخفيف ويكاد الليل أن يسدل أجنحته. .
" إنه. . . إنه أسطوري! لويس كيف اخترته؟! ".
" لا أعلم كان وجودي هنا صدفة، عندما رأيت إعلاناً عن بيعه وهكذا اشتريته فور عودتي إلى منزلي القديم، كان والدي قد ترك لي بعض المال كي أتصرف بهم في حال أردت انشاء شركة كبيرة، ففضلت أن أستعين بهذا المنزل ".
" ولكنك وعدتني أن تختار لي منزلاً! وليس منزلك ".
" نعم، لقد وعدتك وسوف ترينه قريباً ".