آخر 10 مشاركات
261 - عروس الوقت الضائع - رينيه روزيل (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          صراع الحب (32) للكاتبة الرائعة: زاهرة *كاملهـ[مميزة]ــ* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] جبروت الشيخ وقلبي ، للكاتبة/ بنين الطائي "عراقية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الغريبه ... "مكتملة" (الكاتـب : tweety-14 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree15Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-17, 05:21 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
1111 405- في قلب النار - كاي ثورب ( كتابة /كاملة )*









اليوم معي لكم رواية جديدة منقولة
شكرا لمن كتبها






405- في قلب النار

للكاتبة:كاي ثورب

الاسم الاصلي للرواية: The South American's Wife
سنة النشر : 2004

الملخص



لم يكن لدى كارين فكرة وهي تستيقظ في سرير في مستشفى (ريو) عن سبب وجودها هنا .
وعندما قدم لويس اندراد نفسه بصفته زوجها تملكها الارتباك ولكنها اصيبت بصدمة عندما قال لها انها خانته مع شخص آخر .
اقنعها لويس بالعودة معه الى البيت لتحاول استعادة ذاكرتها، لكنها عندما اكتشفت المشاعر التي يخفق بها قلبها تجاهه، لم تعد مقتنعة أنها يمكن أن تهجره من أجل شخص كـ لويس فرناندير فما الذي حدث وجعلها تبتعد عنه!
وهل يخفي لويس عنها أسراراً أخطر!


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى and Nana.k like this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 29-11-17 الساعة 05:59 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:28 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- أين الحقيقة؟

ايقظ كارين من نومها الخالي من الاحلام صوت يناديها باسمها بالحاح ولكن برقة فتحت عينيها تحدق بحيرة في الغرفة المشمسة غير المألوفة ، فيما حاول ذهنها أن يعمل .
نظرت الى اليد السمراء القوية التي تغطى يدها الملقاة على غطاء السرير لترتفع ببطء الى الذراع السمراء المفتولة العضلات ومن ثم الى وجه الرجل الجالس على طرف السرير ...وكان وجهه مليئاً بالرجولة والحيوية يعلوه شعر اسود جعد وقصير.
قال بانجليزية جيدة ولكن بلكنة ثقيلة:
- اذن فقد عدت الينا اخيراً.
نظرت اليه بارتباك وذهنها لا يزال مشوشاً:
- لا افهم ،ماذا حدث اين انا؟
- لقد صدمتك سيارة واصبت بارتجاج في المخ ، انت الآن فى مستشفى في (ريو ).وازداد تشوشها:
- في (ريو)؟.
قطب جبينه:
- في (ريودى جانيرو) الا تتذكرين ؟
حدقت اليه بحيرة وارتباك بالغين:
- (ريودى جانيرو)!ولكن أليست هذه هي البرازيل ؟ أبعد بلد سافرت إليه هو اسبانيا!
وعادت تكرر بعجز:
- لا افهم من انت ؟.
لم تحصل على جواب مباشر وبدا الاضطراب على ذلك الوجه القوي ، وعندما تكلم قال :
- انا زوجك لويس اندراد .

جمدت مكانها واتسعت عيناها واخذ عقلها يدورثم قالت:
-
لست متزوجة ،اي لعبة هي هذه؟.
وعندما حاولت ان تسحب يدها من تحت يده، زاد من الضغط عليها وهو يقول:
-
لقد شوش الارتجاج ذهنك، استرخى الآن وستتذكرين كل شيء لاحقاً.
-
لا، لن يحدث هذا لانة غير صحيح!
وحاولت ان تنهض فاجفلت للالم في رأسها ولكنها لم تشأ ان تدع الأمر عند هذا الحد ، فقالت :
-
أنا كارين داونين واعيش في لندن، انا لم اسافر قط في حياتي إلى ( ريو دي جانيرو ) ،كما انني غير متزوجة على الإطلاق ..لا بك ولا بأي رجل آخر!.
-
عليك الا تثيري اعصابك بهذا الشكل !
مد يده يدق جرساً بجانب السرير وقد بدا عليه القلق ثم اردف:
-
سيعطيك الطبيب دواء مهدئاً وعندما تستيقظين ستتضح الامور.
-
كلا هذا كله كذب!
وسحبت يدها من يده، وهي تبتعد عن هذا الغريب الذي وقف الآن مشرفاً عليها.
-
لماذا اكذب عليك ؟ لماذا ادعي انني زوجك اذا لم يكن صحيحاً ؟
-
لا أدري كل ما اعرفه هو انني لم أرك قط في حياتي من قبل .
وفجأة فتح الباب ودخلت ممرضة اخذت تنقل نظراتها بينهما وهي تقول شيئاً بلغة اجنبية غريبة بالنسبة لكارين، فيجيبها هذا الرجل الذى يدعي انه زوجها ، باللغة نفسها.
سألته وقد عادت إلى الثورة:
-
ماذا قلت لها ؟
-
أن تحضر الطبيب اذ يبدو انك مصابة بفقدان ذاكرة مؤقت.
-
لا شيء مؤقت بالنسبة لهذا !
ونظرت الى ثوب المستشفى الابيض الفضفاض الذى ترتديه ثم نظرت حولها بعنف:
-
اين ثيابى ؟
-
لقد رمو الثياب التي كنت ترتدينها ساعة الحادث والاغراض الاخرى سيحضرونها عند خروجك من المستشفى.
صرخت به:
-
اريدالخروج الآن! لا يمكنك ان تبقيني رغم ارادتي.
رفع كتفيه الجبارتين وسألها:
-
الى اين تريدين الذهاب ؟انت لا تعرفين احداً في ريو دي جنيرو ،اصبرى وسيكون كل على مايرام.
قال هذا وتوتر فكه والتفتت عندما انفتح الباب مرة اخرى ليدخل الطبيب هذه المرة ويخاطبه باللغة نفسها التى استعملتها مع الممرضة، كانت كارين تعلم أن البرتغالية هي اللغة المعتمدة في البرازيل وكأنها تعيش كابوساً لا ينتهي .
وفجأة تلاشى انفعالها وهدأت في الفراش غير قادرة على استجماع قواها ، سواء العقلية منها أو الجسدية لكي تحتج ، عندما اخذ الطبيب يعد الابرة ليحقنها بها سيكون في النوم راحة لها من ذلك الغليات في رأسها.
* * *
فتحت عينيها مرة اخرى على ضوء المصباح الناعم ،فتصورت نفسها للحظة , آمنة في غرفتها وقد نامت وهي تقرا كعادتها .
ولكن هذة ليست غرفتها ولم يكن حلماً والرجل نفسه يجلس بجانب سريرها.
-
كيف حالك الآن؟
اجابت بصوت منخفض ممزق:
-
خائفة.
فقال بوجه جامد الملامح :
-
اتعرفينني؟.
هزت رأسها وقد منعها اضطرابها من استعادة حيويتها ونشاطها بعد ما أدركت أن الكابوس لم ينته بعد .
-
ما الذى تتذكرينه بالضبط.



- انا كارين داونين وعمري ثلاثة وعشرين عاماً، اعيش مع صديقة لي تعمل في الشركة نفسها في شقة في لندن وقد قتل والداي في حادث طائرة منذ اربع سنوات. هذه الذكرى وحدها كانت كافية لتبدد تماسكها ، وابتلعت غصة في حلقها وهي تتذكر هذا بتلك الأيام والأسابيع الاخيرة التي مرت عليها وهي تحاول أن تعتاد خسارتها.
فقال لويس:
-
هذا اعرفه، لكن يبدو ان عقلك اصبح صفحة بيضاء فيما يتعلق بالاشهر الثلاثة الاخيرة، انها الاشهر الثلاثة التى امضيتها هنا في البرازيل زوجة لي.
سكت لحظة وكأنه يتمالك نفسه:
-
تعارفنا في الفندق الذى كنت تمضين فيه اجازة، وقد تزوجنا خلال أسبوع.
فانفجرت تقول:
-
هذا مستحيل، انا أبداً لم.....
وسكتت وهي تعض على شفتها، اذ لم تستطع ان تتذكر كيف يمكنها ان تتأكد مما فعلته! لم يبدُ لها هذا معقولاً!
فسألته مرغمة نفسها على التصرف بهدوء:
-
و كيف جئت أنا الى (ريو دى جانيرو) ؟ ماكنت لاستطيع دفع تكاليف اجازة في البرازيل من راتبي .
-
اخبرتني انك ربحت مبلغاً من اليانصيب فقررت ان تري شيئاً من العالم خارج اوروبا ، مادامت الفرصة قد سمحت لك.
-
وهكذا لم تتزوجني للأنس غنية؟

بدت شبه ابتسامة على فمة القوي :
-
جمالك هو الذى جذبني في البداية ثم شخصيتك هي التى ملكت قلبي.
وقابل التعبير الذي بدا على وجهها بابتسامة أخرى جافة:
-
بدوت حينذاك بالشكل نفسه الذى تبدو عليك الآن حين كشفت عن مشاعري... وكأنك تشكين في قدرتك على جذب رجل الى هذا الحد ولم تمنحيني ثقتك الا بعد حين.
سرت السخونة في جسدها وهي تنظر اليه في بنطلونه الجينز الابيض الذى يبرز ساقية الطويلتين
تابع برقة:
-
كنت محظوظاً لأني من حرك مشاعرك، والا لما تركتك تعودين الى وطنك بسهولة.
لابد أن هذا صحيح، كما أخذت كارين تفكر بيأس، وكما قال هو، ما السبب الذي يجعله يكذب؟ ليتها تستطيع فقط أن تجد منقذاً في هذا الدثار الذي يغطي ذاكرتها.
-
هل قلت اننا تزوجنا بعد اسبوع من تعارفنا ؟
-
بعد خمس ايام بالضبط ، بالنسبة إليّ ، كنت افضل لو حدث بشكل اسرع ولكن ثمة اجراءات ينبغى أن نتبعها ، وهكذا سافرت إلى ( سان باولو ) في اليوم التالي لأعلم أسرتي.
قطبت جبينها تجاهد لتتذكر ولكن دون جدوى وسألته:
-
هل تعني أنني لم اعد الى الوطن ابداً؟.
-
بدا هذا غير ضروري حيث لم يكن لديك ما يستحق العودة من اجله، لقد اتصلت بصديقتك ومكان عملك فقط.
-
وماذا عن اغراضي؟
-
معضمها كان معك، والأغراض القليلة التي كنت حريصة عليها ارسلته بالبريد .
استوعبت كارين هذه المعلومات بصمت، محاولة أن تتصور رد فعل جولي على هذا الخبر، وأخيراً قالت:
-
لابد أن هذا شكل صدمة كبرى بالنسبة إليها.
-
هذا ما تصوره ، يمكنك أن تتصلي بها إذا شعرت أن الخاتم الذي تلبسينه ليس دليلاً كافياً.
رفعت كارين يدها ببطء لتحدق في المحبس الذهبي العريض، ثم هزت رأسها بجمود :
-
انا اصدقك ،عليّ ان اصدقك ! لكن هذا صعب للغاية.


- لابد أنه كذلك.
والتوت شفتاه عندما أجفلت ، ثم أردف:
-
لا تخافي! و العقاب هو آخر ما افكر فيه.
انتفض قلبها :
-
العقاب؟ ولماذا؟ .
بدا واضحاً من التعبير الذي ارتسم في العينين السوداوين انه ندم على كلامه هذا فقال:
-
ثمة اشياء من الأفضل أن تُترك في الوقت الحاضر، فالمشاكل هي حالياً أكثر من أن نضيف إليها المزيد.
فقالت وقد تملكها التوتر:
-
اريد ان اعرف ماعنيته بقولك ذاك، لديّ الحق في ذلك.
تردد قليلاً ثم باستسلام :
-
حسناً جداً ، لقد جئت الى ( ريو دي جنيريو ) بصحبة رجل يدعى لوسيو فيرنانديز الذي يبدو انك كنت على علاقة به، لقد تبعتك راجياً استعادتك ولكن الحادث حصل قبل وصولي إلى المدينة ، ولعل هذا من حسن حظنا إذا كنت سأقدم على الأرجح على عمل ليس في صالحنا ، نحن الأثنين.
لم تجد كارين ماتقوله ، علاقة؟ هل كانت على علاقة بأحد ما؟
وسالته بفتور:
-
هل انت واثق مما تقول.
فاجاب ببتسامة ساخرة :
-
وما الذى جعلك تهربين معه غير ذلك ؟
-
لا أدري.
ثم اضافت بشيء من الحيوية :
-
اذا كان هذا صحيحاً فما الذى جعلك تريد استعادتي؟.
-
ما هو لي يبقى لي، كما لم يحدث، ولن يحدث ابداً ،اي طلاق في أسرة اندراد، مهما كان الأمر.
شعرت كارين برجفة مفاجئة ،فحاولت تمالك نفسها فسألته:
-
اين هو هذا المسمّى لويس فيرنانديز؟
-
اختفى، كما يفعل اي جبان مثله،عندما وصلت إليك الاسعاف كنت وحدك.
-
وصلت اليّ اين؟.
-
في شارع امام المطارحيث صدمتكما سيارة من حسن الحظ أن حقيبتك لم تسرق أثناء سقوطك مغمى عليك ، عندما عرفوا هويتك ، وصلت الأخبار إلى بيتنا ، بقيت مغمى عليك حوالي ساعتين ، وخشى الاطباء عليك من تحطم الجمجمة.
أخذت تفكر في كل ماحدث، وقد ازداد تشوشها:
-
هل قلت إن الخبر وصل إليك عند الهبوط؟.
-
خرجت فى اثرك حالما عرفت برحيلك هذا الصباح ، لقد اخذت جواز سفرك ، فخطر لي انك ستذهبين الى المطار الدولي مباشرة لخوفك من الملاحقة وكنت أنا على حق، ومع الاسف ، وصلت متأخراً فلم أمسك بك في ( كونغوفهاس) فأخذت الطائرة التالية إلى ( ريو دي جنيريو ) بعد أن أن راجعت المسؤولين وعرفت أن فيرنانديز، كان على الطائرة نفسها هو ايضاً.
لم يكن هذا كافياً بالنسبة إليها، ولكن كل ما استطاعت أن تقوله هو :
-
انا ...آسفة.
احنى رأسه وقال :
-
انا من عليه أن يبدي أسفه، ما كان لي أن أخبرك كل هذا الآن.
ووقف فبدا جسمه أشبه بجسم فهد ليونة ورشاقة.
-
عليك ان ترتاحي ،ساراك في الصباح.
سواء أكان غريباً عنها أم لا، فهي لم تشأ أن يرحل، يمكنها على الأقل أن تطرح عليه الأسئلة التي تتزاحم في عقلها..آملة أن تتذكر شيئاً ما.
وقالت بلهجة يائسة:
-
لا استطيع البقاء هنا.
قال بلهجة قاطعة:
-
بل عليك ان تبقي على الاقل حتى نتأكد من انك لا تعانين من شيء أخطر، لعل نوم ليلة يصلح حالك.


رأت أنه غير مقتنع بذلك كحالها، ومهما كان سبب فقدانها ذاكرتها، لابد أن شفاءها سيستغرق أكثر من نوم ليلة، ولكن ليس عليها إلا أن تمثل لمايقول .
لحسن الحظ، لم يحاول ان يلمسها بأي شكل، بل اكتفى برفع يده بالتحية، نظرت إليه وهو يسير نحو الباب،متأملة قامته من الكتفين حتى الوركين.
كانت قامته رائعة للغاية ، لقد تزوجته وعاشرته معاشرة الزوجين الحميمة، فكيف يمكن لامرأة أن تنسى ذلك؟
دخلت عليها ممرضة غير تلك التي رعتها أثناء وجوده ، لكن اللطف هو نفسه ، وقد ألحت عليها كي تصحب كارين الى الحمام لتساعدها.
خلف باب الحمام وجدت مرآة طويلة، الوجه الذي عكسته المرآة بدا شاحباً ، ما تناقض مع الرضوض القرمزية على الصدغ .
العينان الخضراوان الواسعتان كانتا متورمتين أيضاً ، كما بدت الفم الناعم الممتلئ الشفتين مسترخياً عاجزاً، لاحظت بعض الخدوش على خدها و ذقنها، ولكنها من السطحية بحيث لا يمكن أن تخاف آثاراً أو ندوباً.
اذا لم يقنعها شيء بمرور الأيام ، فقد اقنعها طول شعرها الذي زاد عما كان عليه كما تتذكره آخر مرة .
بدا لويس في اؤائل الثلاثينات ومن النوع الذى يجذب النساء واستطاعت أن تتصور تأثيره فيها من النظرة الأولى، تأثيره لابد كان من العمق بحيث جعلها تتخلى عن كل ماتعرفه لتبقى معه.
وهذا جعل من الصعب ان تصدق انها اقامت علاقة مع رجل آخر خلال الاشهر الثلاثة التي أمضتها معه بصفتها زوجته.
طرقت الممرضة الباب وسألت:
-
هل انت بخير؟.
فتمالكت كارين نفسها ، لا فائدة من الوقوف هنا لمحاولة حل مشاكل لا تعرفها ، كل ماترجوه هو أن تتذكر الماضي كله في النهاية.
* * *
مكنتها الحبوب المنومة من ان تنام جيداً، لكن الصباح لم يأتِ بجديد، استيقضت في الخامسة و النصف وجسدها لا يزال يفتقد إلى التوزان .
اغتسلت ولم يكن لديها زينةلوجهها.. لم يكن لديها سوى ثوب فضفاض نظيف تركته لها الممرضة لكنها على الاقل شعرت بالانتعاش.
لم يكن لديها فكرة واضحة عما سيحصل، لم تتزوج رجلاً لا تتذكره وحسب، بل أن ثقته بها انهارت ، كما يبدو وحتى لو كان مستعداً لاسترجاعها، فهل تحتمل هي مرافقته؟
ومع ذلك ،أي خيار آخر أمامها؟ فليس لديها مال أو عمل تعود إليه في إنكلترا، حتى لو وجدت وسيلة تعود بها هناك!.
عندما عادت إلى الغرفة ازاحت الستائر عن النافذة وأخذت تنظر إلى مشهد ناطحات السماء البيضاء والمروج الخضراء الممتدة إلى البحر الذي تحاكي زرقة السماء فوقه .هاهو جبل ( شوكارنوف ) المخروطي الشكل الذي عرفته من الصور التي رأتها ، وأدركت كارين أن هذا المبنى هنا على سفوح التلال ليس مستشفى عادياً ، وكان عليها أن تعلم ذلك من الأثاث و التجهيزات ، بدا واضحاً أن لويس أندراد رجل غني.
نبذت فكرة أن لهذا صلة بزواجها السريع منه، فما دامت هذه الفكرة أصابتها بالغثيان الآن، لابد أن تأثيرها كان هو نفسه حينذاك .
أحضرت الفطور ممرضة لا تحسن الإنكليزية ، فتناولت كارين الفاكهة والرقائق المحمصة، بينما رأسها مازال يدور.


جسدياً كانت قادرة على الخروج اليوم من المستشفى وبهذا سيعتين عليها أن تعتاد على مأزقها.
لويس أندارد زوجها ، وهذا كل ما ستتقبله ، أما ما يهمها حالياً ، فهو ما يتوقعه منها ، لم يكن لديها فكرة من حقوق المرأة هنا، كل ما تعرفه هو أنه قد يطالبها بحقوقه الزوجية، من اعتبار لحالتها ، لقد بدا منه شيء من القسوة الليلة الماضية عندما تحدث عما كان يمكن أن يفعله بعشيقها لو أمسك به، ولم تستبعد أن تتعرض هي نفسها لنوع من العقاب قبل أن يعود بها إلى المكان الذي يعيشون فيه.
عندما حضر لويس ،كانت في حالة تقارب الذعر، كان القميص و البنطلون الجينز الأبيض نفسيهما وقد بدا أنهما غسلا وكويا.
قال رداً على سؤالها الصامت :
-
لم احضر معي ملابس إذا لم يكن لدي وقت، فسّهل عليّ الفندق الذي أمضيت ليلتي فيه غسل ملابسي ،كيف حالك اليوم ؟.
ونظر إليها متفحصاً من دون أن تفصح عيناه عن أفكاره.
أجابت وهي تكافح ارتعاشها :
-
ذهنياً مازال الوضع مثلما هو أما جسدياً فلا أظن أني اعاني من اي اصابة خطيرة .
فقال وهو يجلس على حافة السرير ناظراً بعينين ضيقتين إلى حركاتها اللاإرداية:
-
يبدو وضعك طبيعياً تقريباً هذا الصباح باستثناء الرضوض طبعاً ، هل ما زال صداعك قوياً ؟.
-
فقط اذا حركت رأسي بحدة سأشعر بتحسن إذا ما حصلت على بعض أحمر الشفاه.
-
لست بحاجة الى ادوات تجميل لتحسين مظهرك لون شعرك وحده يكفى .
-
لقد غسلته ، كان قذراً.

كانت متلهفة إلى إبقاء حديثهما سطحياً.
-
هذا ليس غريباً بعد جرك على التراب.
ازاح خصلة شعر مبللة عن خدها ووضعها خلف اذنها ،رافضاً هذه المرة أن يبعد يده حين اجفلت وقال:
-
هل تكرهين لمستي الى هذا الحد؟.
-
انها حركة آلية وليست موجهة ضدك شخصياً.
-
على أي حال ،لم اجد منك ما يدل على ان اهتمامي بك مرغوب فيه، علاقتنا الحميمة في الليلة التي سبقت رحيلك كانت ...
-
لا تتكلم ، ألا يمكننا ان نتحدث في مواضيع اخرى؟.
ارتجفت وهي تتكلم وقد غمرتها موجة ساخنة مايدل على أن جسدها يتذكر مايرفض عقلها أن يتذكره .
قال بجفاء :
-
ماالذي تقترحين ان نتحدث عنه؟.
-
بيتك!.
-
تقصدين بيتنا، البيت الذى سنعود اليه.
وانتقل من حافة السرير إلى كرسي بينما عاد وجهه إلى جموده:
-
تبعد (سان باولو )كيلومترات عدة ، هي اكبر مدينة في البرازيل و المنطقة هي الاغنى في البلاد . (كوافادا) هي مزرعة ابقار تقع شمال غرب المدينة.
ماقاله لم يعني كلامه شيئاً بالنسبة إليها، مزرعة أبقار!
-
و هل انت مدير ام شيء كهذا ؟
وعندما هم بالجواب انفتح الباب ودخل الطبيب نفسه الذي رأته الليلة الماضية. تقدم الطبيب من كارين يفحص عينيها، قبل أن يعلن رضاء عن حالتها، قائلاً:
-
انت محظوظة لأن الاصابة لم تكن أسوأ.
فردت بحدة:
-
لا ارى فقدان الذاكرة أمراً بسيطاً، هل لديك فكرة كم سيدوم؟.



تردد الطبيب ثم قال :
-
قد تعود إليك ذاكرتك في أي وقت ،عليك بالصبر وحاولي ألا تقلقي بهذا الشأن.
فكرت كارين في سهولة هذا القول ، وكيف لا تقلق بهذأ الشأن
سار لويس إلى الباب مع الطبيب الذي قال إن بإمكانها أن تغادر المستشفى ، وعندما عاد إليها ، قال:
-
سيحضرون لك حقيبة ملابسك لتختاري ما تلبسيه، هل تحتاجين إلى من يساعدك؟.
-
كلا.
جاء هذا النفي بحدة أكبر مما قصدت ماجعله يبتسم ابتسامة ساخرة اخرى.
-
قصدت أن تساعدك ممرضة وليس أنا.
-
آسفة ، أنا لا أقصد إظهار عدم الثقة بك.
فسألها بلطف :
-
حقاً..أيمكنك أن تد عي أنك تصدقين كل كلمة قلتها؟.
-
عليّ أن أصدقك، ليس أمامي أي خيار آخر.
وخرج قبل أن تستجمع كارين قواها لمتابعة الجدل، ستذهب معه لأن ليس لديها مكان آخر تقصده، في الواقع عليها أن تكتشف المزيد ، لكن ماذا؟
لم تعرف الحقيبة الجلدية التي سلمت إليها إلا بعد لحظات، مع حقيبة يد جلدية اخرى، بحثت بسرعة في حقيبة اليد فوجدت جواز سفر يحمل شهرتها بعد الزواج، مع محفظة تحتوي على رزمة من الأوراق النقدية الأجنبية.
لم يكن لديها فكرة عن قيمة هذه الأوراق، لكن هذا لا يشكل فرقاً حالياً، أما ما أثار تساؤلها فهو نوع الخطة التي يفترض أنها والمدعو لويس فرنانديز قد وضعاها، لكنها لم تجد في حقيبة اليد تلك ما يجيب عن هذا السؤال، فتحت حقيبة الثياب فصدمها منظر الملابس المكومة داخلها، التي بدت وكأنها وضعت على عجل، مايوحي بأن القرار اتُخذ قبل دقائق من تنفيذه وليس بناء على خطة سابقة، وجدت وسط كل هذه الملابس صورة مؤثرة شعرت بفصة لرؤيتها، كانت الصورة قد التقطت أثناء إجازة قبل أشهر من مقتل والديها، كانا يضحكان معاً، حاملين السمكة الصغيرة التي اصطادتها أمها من النهر الذي يجري خلفهما، كانا زوجين وسيمين يملكان كل مايمكن أن يعيش الإنسان من أجله.
استنتجت كارين أن صديقتها جولي أرسلت لها من دون شك أغراضها الأخرى التي طلبتها منها، وغالبت دموعها، فهذه الصورة آخر ماتفكر في تركه خلفها.
اختارت ملابس داخلية من الدانتيل وتنورة بيضاء وقميص من دون كمين، لم تتذكر أنها رأت هذه الملابس من قبل أو هذا الحذاء العالي الكعبين، لم تكن قصيرة أبداً ،لكنها أرادت أن تتشجع لتواجه رجلاً يفوق طوله المئة وتسعين سنتيمتراً.
وجدت في جيب حقيبة اليد أحمر شفاه ذا لون وردي باهت، وقلم كحل رمادي وماسكارا، لم تتعجب لذلك فهي غير معتادة على الإكثار من الزينة على وجهها، وهكذا وضعت لمسة من أحمر الشفاه على شفتيها ثم سرحت شعرها، الرضة في الصدغ بدت أسوأ مماكانت عليه الليلة الفائتة، وكذلك الخدوش على وجنتيها وفكها، لكن لديها الآن ماهو أهم من مظهرها لتفكر فيه.
آخر ماتتذكره هو أنها حضرت حفلة أقيمت لتوديع زميل لها ليترك العمل، تبعها عشاء في الخارج مع مجموعة من الأصدقاء، وعندما عادت إلى بيتها لم تجد جولي فحضرت شراباً ساخناً وذهبت مباشرة إلى سريرها.
حدث هذه كله في الثاني عشر من أيلول، أي أمس ايلول، بحسب مايتذكر عقلها، لكن لويس يقول إنهما تزوجا منذ ثلاثة أشهر، وإن كان هذا لا يعطيها فكرة عن تاريخ اليوم.


لكنه أجاب عن هذا السؤال بعد عودته بقوله:
-
اليوم هو السابع و العشرين من كانون الثاني، لقد تجاوزنا منتصف الصيف، والحرارة على الهضاب أخف منها على الساحل، الجو حار في هذا الوقت من السنة، إلا أن الرطوبة منخفضة ، كما أن الليالي باردة منعشة.
-
يبدو هذا حسناً.
حاولت كارين جهدها لكي تضبط مشاعرها.
تقدم لويس ليقفل الحقيبة التي تركتها مفتوحة على السرير، ثم رفعها بسهولة وهو يقول:
-
سيارة الأجرة تنتظرنا لتأخذنا إلى الفندق.
-
الفندق!
-
أظن أن الأفضل أن نبقى معاً فترة قبل العودة إلى ( غوافادا )، لدينا الكثير لنتحدث عنه على انفراد.
أرغمت كارين نفسها على التحرك، كارهة أن تفارق هذا القليل من الأمان الذي بدأت تشعر به، فتح لويس لها الباب ثم سار بجانبها على طول الممر الجميل متوجهين نحو المصاعد.
كان المصعد خالياً، فصعدا إليه ووقفا صامتين حتى وصلا إلى ردهة واسعة حيث ودعتهما موظفة الإستقبال بابتسامة معبرة.
مع أن الوقت لم يتجاوز التاسعة و النصف، إلا أن الحرارة في الخارج كانت مرتفعة، وسرها أن تكون في سيارة اجرة تحتوي عى مكيف هواء، جلس لويس بجانبها وعضلاته الصلبة ظاهرة.
تصورته رائعا من دون ملابس، وتملكتها حرارة مفاجئة، لابد أنها رأته بهذا الشكل ما داما قد تزوجا، وتساءلت كيف أمكنها، وهي العديمة الخبرة، أن ترضي رجلاً محنكاً بكل تأكيد.
سارت بهما السيارة في المدينة التي عجت بالحركة و النشاط، وتوجهت إلى فندق فخم يشرف على شاطئ أبيض هلالي الشكل يعج بالناس.

سألته وهي تنظر من النافذة:
-
أتظنها ستمطر؟ الصيف هو فصل الأمطار هنا، أليس كذلك؟
فأجاب وهو ينظر إليها من طرف الغرفة الرائعة:
-
نعم، أنت تتذكرين هذا اذن؟.
-
ليس كما تظن، لعلي قرأت ذلك في مكان ما.
-
المنظر الخارجي لا يعني لك شيئاً إذن.
قطبت جبينها:
-
رأيته في الأفلام.
-
ألا يعني لك أكثر من ذلك؟
-
لا، ماذا قد يعني غير ذلك؟.
وأخذ قلبها يخفق ، فقال:
-
إنه المشهد الذي كنت ترينه في غرفتك في هذا الفندق منذ ثلاثة أشهر، هذه ليست الغرفة نفسها، لكنها نسخة طبق الأصل عنها، ظننت أنه قد تنعش ذاكرتك.
فقالت بفتور:
-
هذا لم يحصل ، لابد أنني ربحت مبلغاً كبيراً في اليانصيب لأتمكن من الإقامة في فندق كهذا.
-
أعتقد أنه الآف الجنيهات ، كانت فرصة كي ترى كيف يعيش الجزء الآخر من الناس، من المؤكد أنه لم يبق من المبلغ سوى القليل لتأخذيه معك إلى الوطن.
-
لكني وجدت زوجاً يمكنه أن يقيم في أماكن كهذه.
وبدرت منها إشارة اشمئزاز من نفسها قبل أن تردف :
-
هل لك أن تنسي أنني قلت شيئاً كهذا؟
فأمال رأسه:
-
لقد نسيته.
بعد أن رأت التعبير الذي ارتسم على وجهه، تملكها الشك في كلامه هذا، إذا شاءت أن تنفره منها أكثر من نفوره الحالي، فهي تسير في الطريق الصحيح.
كان يتكئ على خزانة صغيرة في الناحية البعيدة لسرير كبير الحجم، وكانت ممتنة لوجود سريرين، فالتفكير في مشاركته الغرفة وحده مثبط للهمة.


قال قارئاً أفكارها بسهولة وجدها مربكة:
-
احجزت الغرفة المجاورة، لن أرغمك على شيء .
-
آسفة ، هذا لا يعني أنني أرك..غير جذاب.
لم تعرف ماتقوله غير هذا، فقال بجفاء:
-
هذه بداية، على الأقل ، الصبر ليس من فضائلي، لكن يبدو عليّ اعتماده، لعل رؤية بيتنا ستساعد على استعادتك للذاكرة.
-
ربما.
وترددت لا تريد أن تلفت انتباهه إلى الفكرة التي خطرت لها، لكنها أرادت أن تتأكد:
-
لا أراك تظنني أدّعي فقدان الذاكرة، أليس كذلك؟
تغيرت ملامحه بشكل غامض.
-
ماالذي قد يجعلك تفعلين ذلك؟
-
ربما الخوف من العقوبة.
-
هل تظنين أني أضرب زوجتي؟
بدأت تندم على ماقالته:
-
لا أدري ماذا يمكنك أن تفعل، على أي حال هذا غير صحيح فلو كنت قادرة على تمثيل دور كهذا، لعملت في المسرح!.
-
أعتقد أن عليك أن تفعلي، مرّت لحظات في علاقتنا أرهقتني فيها للغاية.
نظرت إليه لحظةبصمت:
-
هل كنا نتشاجر؟
-
كان بيننا بعض الاختلاف في الآراء ، أنت شابة صلبة الإرادة.
-
النساء البرازيليات أيضاً، لكنهن أكثر رقة في إظهار ذلك.
وصمت للحظة لكن التغيير في لهجته بد جلياً:
-
علينا أن نضع هذا وراءنا ، ونبدأ من جديد.
وعندما همت بالكلام منعها بإشارة من يده:
-
سأرتب أمر استئجار سيارة و أريك معالم المدينة... كما فعلت عند بداية تعارفنا، لعل هذا سيساعدك على التذكر.
وانتصب واقفاً واتجهة إلى الباب:
-
انزلي إلى الردهة بعد نصف ساعة .
بقيت واقفة مكانها للحظات بعد خروجه، وهي تتذكر كل ماقيل، مازال هناك أسئلة كثيرة من دون جواب ، لكن هل ما أخبرها به هو الحقيقة؟ لماذا شعرت إذن بالحاجة إلى اللجوء إلى رجل آخر؟!

نهاية الفصل الاول

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:29 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



2- ويبقى الأمل

كانت سيارة الليموزين التي استأجرها لويس في انتظارهما في الخارج، ففتح لكارين الباب الأمامي ثم استدار ليستلم القيادة.
كان قد أراها معالم المدينة بهذه الطريقة حين تقابلا للمرة الأولى، هذا ماقاله لها في الفندق، وإذا فشل الفندق نفسه ، والمشهد الذي تطل على غرفتها في جعلها تستعيد ذاكرتها ، فمن المستبعد أن ينجح في هذا الآن، لكن الأمر يستحق التجربة!
توجها نحو الجبال ، مخلفين المدينة وراءهما، تاركين الشوراع المزدحمة ليدخلا عالم الغابات الاستوائية حيث النباتات المستقلة تتدلى كالثعابين من أغصان الأشجار المغطاة بالطحالب، كانت أشعة الشمس تتسرب من بين الأغصان المتشابكة فيما انتشرت الأزهار ذات الالوان المتألقة كالجواهر بين النباتات.
تملك كارين الذهول، ولم تستطع أن تصدق أنهما مازالا في المدينة، هتفت وهي ترى أجمة من أزهار ( البغوتيا ) الاستوائية وقد غطى براعمها الصفراء النحل:
-
وكأننا في كوكب آخر! ماكل هذه الفجة؟
-
إنها القرود، فقد غزونا مكانها، هذه حديقة ( ريو) الوطنية ومساحتها أكثر من مئة ميل مربع.
-
إنها رائعة!

القى نظرة على وجهها المنفعل:
-
ولكن ألا ترينه مألوفاً؟
-
لا ، لم أر شيئاً كهذا من قبل.. على حد علمي.
أضافت الكلمات الأخيرة ، عندما عادت الحقيقة تطل برأسها، فيما تبددت حماستها ، فعادت تستند إلى الخلف وتغمض عينيها:
-
أشعر وكأنني أعيش حياة امرأة أخرى.
-
أطمئنك إلى أن هذا غير صحيح، ستستعيدين ذاكراتك عندما تصبحين مستعدة لذلك.
اختلست نظرة إلى وجهه الصلب، وقد اكتسحتها تلك الحرارة الممزوجة بالتوتر التي أصبحت مألوفة لديها:
-
وماذا لو لم يحصل هذا ابداً؟.
توتر فكه وهو يجيب:
-
عندئذ، سنتقبل الأمور كما هي، ثم نعيش حياتنا تبعاً لذلك.
-
لست واثقة من أنني سأتقبل لذلك.
رأت فكه يعود إلى التوتر:
-
لا سيبل آخر لك.
بدا واضحاً أن أي اعتراض جديد من جانبها ماهو إلا مضيعة للوقت، وأنه مهما يكن مافعلته ، فهي زوجته وستبقى كذلك.
كانت قمة جبل ( كوركوفادو) التي يعلوها تمثال أبيض للمسيح، تشرف على المدينة والساحل معاً،بدت ناطحات السحاب في الأسفل كاللعب، والشاطتان كهلالين والناس كالنمل، آثار فيها هذا المشهد بهجة عارمة، فقال وهو ينظر إلى وجهها:
-
تأثرك هذا يماثل تأثرك عندما رأيت هذا المشهد لأول مرة، كحالك في كل مرة وفي كل شيء.
-
ومعك أنت ايضاً؟
-
نعم ، هذا صحيح، كما أردت أن تكوني.
-
هل تمتعت؟
فرفع حاجبيه:
-
تمتعت!
-
أعني قبل أن أوافق على الخروج معك.
صمت لحظة قبل أن يجيب ساخراً:
-
هل يهمك أن تعرفي هذا؟.

- نعم، أنا بحاجة لأن أعرف.
-
لقد خرجنا معاً في ليلة تعارفنا.
ابتلعت ريقها:
-
لا أنك اعتبرتني أسهل غزوة في حياتك.
-
لم يخطر في بالي أمر كهذا، لقد اعترتنا المشاعر نفسها.
لم تستطع أن تواجه نظراته وهي تسأله:
-
لو وجدت أني صاحبة خبرة سابقة ، فهل كنت لتتزوجني؟
-
نعم، كنت لأفعل.
نظرت كارين إليه فرأته غافلاً عن المارة وقد وضع ذراعه على الحافة، ورفع وجهه إلى السماء، بدا عليه الارتياح التام بحيث أثار حسدها، وشعرت بحاجة مفاجئة إلى تعكير هدوء باله هذا.
قالت له بشكل متعمد:
-
أخبرني عن لوسيو فرنانديز، من هو بالضبط؟.
فتصلبت ملامحه:
-
أفضل عدم التحدث عنه.
-
بل علينا أن نتحدث عنه.
ابتعد عن الحافة وأخذ يحدق إليها بصمت ثم قال بصوت متزن:
-
لا أستطيع أن أخبرك الكثير عنه، كان يعمل لدى مسؤولي العمال عنديّ، لو كان لدي أي فكرة ...
وسكت فجأة ثم صرف بأسنانه:
-
يكفي أن أقول لجعلته في حالة غير صالحة لإثارة اهتمام أي امرأة.
شعرت كارين بضيق في صدرها، إن لويس رجل معتد بنفسه، وهذا لا يخفى على أحد، ولابد أن اكتشافه أن زوجته على علاقة بشخص آخر شكل ضربة قاسية له ، فكيف أذا كانت على علاقة بمستخدم؟
فقالت تدافع عن نفسها:
-
مازلت غير مقتنعة بأن هذه هي الحقيقة، ماهو برهانك على وجود أي علاقة؟.
لمعت عيناه:
-
وهل أحتاج إلى أكثر من أنك أعددت نفسك للهرب معه؟.
-
ألا يُفترض أن يكون هناك إشارات سابقة؟
-
يبدو أنه كان هناك دلائل، لو شئت أن أراها، لقد اشتبهت بياتريس بالأمر لكنها لم...
رفعت كارين يدها إلى صدغها في حركة لا إرادية بعد أن أحست بالصداع للحظة، شعرت بطنين غريب في اذنيها، وبأنها جذبت إلى مكان لم تشأ الذهاب اليه.
أمسك لويس بها بسرعة بعد أن رآها تترنح، طوتها بذراعيه وضمها إليه فشعرت بحرارة جسمه وبخفقات قلبه على صدرها، وأخيراً قالت:
-
أنا بخير الآن، إنه مجرد دوار طفيف.
وعندما ابتعدت عنه ، تركها من دون اعتراض وهو يقول:
-
كان عليّ أن أرفض مناقشة الموضوع، فهذا ليس المكان المناسب لذلك.
رفعت رأسها لتدع النسيم يبرد وجنتيها، ووضعت يديها على الحافة لتثبت نفسها.
-
من هي بياتريس؟
-
قل لك إن هذا ليس المكان المناسب، سنعود إلى الفندق.
لم تعترض، يبدو أن هذا الاسم يعني لها شيئاً ما، ولكنها لم تجد أي ثغرة في الستارة المسدلة على ذاكرتها.
كان الوقت أواخر العصر عندما وصلا إلى الفندق، ورضي لويس من دون اعتراض، أن ترتاح كارين قبل تناول الطعام.
كان الاستحمام من أولوياتها عندما وصلت إلى غرفتها واستمتعت به لدقائق.
بعدئذ لفت جسمها بمنشفة وعادت إلى غرفتها لتخرج ملابسها من الحقيبة، لم تجد فائدة من إخراج الملابس وتعليقها إذ لم تكن تعلم كم من الوقت سيبقيان في الفندق.

خفق قلبها بسرعة حين فكرت في ماستواجهه عندما يعودان إلى المزرعة، فمهما كانت رغبتها في عدم التصديق شديدة تبقى كافة الأدلة تشير إلى أنها كانت لها علاقة برجل آخر.
وتساءلت إلى أنها كانت لتصبح الآن لو لم تتعرض لحادث؟ أي نوع من الحياة كانت ستعيشها مع رجل يمكنه أن يتركها ملقاة على الطريق مغمى عليها؟ وكيف أمكنها أن تنجذب إلى رجل آخر بينما هي متزوجة من رجل مثل لويس أندراد؟ إلا إذا كان مايظهر من لويس مخالفاً لحقيقته، كيف يمكنها أن تتأكد من طبيعة علاقتهما الزوجية؟
كانا يتشاجران، هذا كل ما اعترف به، ولم يكن بينهما خلاف حقيقي، بحسب أقواله، تركها وحدها حتى الثامنة فبدأت تتساءل عما إذا هجرها، وعندما جاء كان يرتدي بذلة من الكتان مفصلة على مقاسه.
قال:
-
شعرت أنني بحاجة إلى ملابس جديدة، هل ارتحت جيداً؟.
ونظر بإعجاب إلى جسمها الرشيق في اللباس الليلكي الحريري الذي اختارته من حقيبة ملابسها، فحولت وجهها غير قادرة على احتمال نظراته مطولاً:
-
قدر الإمكان ، ماذا سنفعل الآن؟.
-
سنتناول العشاء في الفندق، أذا كررنا تفاصيل إقامتنا هنا قدر الإمكان فقد يحرك هذا شيئاً في ذاكرتك.
سألت بعد لحظة:
-
كافة التفاصيل؟.
-
قلت قدر الإمكان، أنا لا أفرض عليك شيئاً.
تمتمت:
-
حالياً.

وسمعته يتنفس بعنف:
-
أتظنين أنه من السهل علي أن أطرد من ذهني صورتك مع فرنانديز، كلما أغمضت عيني أراك بين ذراعيه.
نظرت كارين اليه فرأت الغضب على ملامحه، وقالت بتعاسة:
-
آسفة، أتظن أنك ستتمكن لاحقاً من أن تطرد هذه الصورة من ذهنك؟.
-
إذا لم أستطع ، فعليّ أن أتعود العيش معها، أما الزواج فلن يفسخ.
لم تجد ماتقوله، فما من كلام ينفع في هذا الوضع مازال هناك الكثير مماتريد أن تعرفه.
-
ذكرت هذا الصباح امرأة تدعي بياتريس، فمن هي؟
التمعت عيناه السودوان:
-
إنها زوجة أخي ريموند.
لم يعن لها الاسم شيئاً :
-
هل يعمل في المزرعة هو ايضاً.
جاءها جوابه عامضاً:
-
هو وزوجته يعيشان هناك، وأختي الصغرى أيضاً ، لقد دمّر رحيلك ريجينا.
جلست كارين بعد أن لم تعد ساقاها قادرتين على حملها، كم من الناس عليها أن تواجه عند رؤيتها إلى البيت الذي هربت منه؟
سألته:
-
كم يبلغ عمر ريجينا.
-
ثمانية عشر عاماً.
-
وريموندو؟
-
ثمانية وعشرون، إنه أصغر مني بأربع سنوات، كان لدينا أخ آخر ، لكنه مات منذ سنتين.
تكلكها التأثر بسرعة، اذا تذكرت خسارتها لأبويها ، فقالت :
-
أنا آسفة.
-
أنت لم تعرفيه قط.
سألته:
-
وماذا عن والديك؟
-
توفي أبي منذ سنوات، وتزوجت أمي مرة أخرى وهي تعيش الآن في مدينة ( برازيليا).
-
هل تقابلنا نحن الاثنتين؟
-
مرة واحدة فقط عندما أخذتك لزيارتها.
-
هل كانت موافقة؟ أعني على زواجنا؟


فأجاب بجمود:
-
لا، كانت تفضل أن أتزوج امرأة من قومي.
-
هذا مفهوم.
-
لامزيد من الأسئلة الآن، أنت بحاجة إلى أن تأكلي.
كان الطعام أبعد مايكون عن ذهنها ، لكنها نهضت ، سيحرجها مظهرها هذا وهي تدخل المطعم ، هذا ماخطر لها وهي تنظر إلى نفسها في مرآة على الجدار، لكن لم يكن في يدها حيلة.
بعث الضوء الخافت في المطعم بعض الراحة في نفسها، لكنها لم تر شيئاً مألوفاً في مايحيط بها، في الحقيقة لم تكن تتوقع ذلك ، وتركت لويس يختار لها وجبتها، آكلة ماوجدته أمامها من دون استمتاع.
ألقت نظرة على الرجل الجالس أمامها، الذي حركت رجولته السمراء حواسها وقالت:
-
هذا لن ينجح، لن ينجح شيء على ما أظن.
فقال:
-
لن نخسر شيئاً إذا جربنا، سنذهب من هنا إلى نادٍ ليلي ومن ثم نعود إلى الفندق.
شعرت كارين بتسارع مفاجئ في النبض عند صدغها وفي قلبها، وحاولت عبثاً أن تتمسك بالصورة التي اختفت من ذهنها بسرعة.
سألها بصوت منخفض عامر باللهفة:
-
ماذا جرى؟ هل تذكرت شيئاً؟.
هزت رأسها ببطء:
-
مجرد شعور للحظة، مامن شيء متماسك .
-
لكنه عني شيئاً ما، كان هذا واضحاً.
-
هذا مايبدو.
وتفحصت الملامح الملئية بالحيوية، متمنية لو تعرف مايقكر فيه في هذه اللحظة، ثم سألته:
-
هل يعلم الجميع بأمر لوسيو فيرنانديز؟
لمعت عيناه لحظة:
-
بياتريس هي الوحيدة التي تعلم.
-
هل تثق بأنها ستحفظ السر؟
-
من الافضل لها أن تفعل، ريجينا تعتقد أنك رحلت لمجرد خلاف بيننا، وسيكون صعباً عليها جداً أن تتقبل فقدانك لذاكراتك.
ليس كما تستصعب الأمر هي نفسها، قد لا يكون التذكر امراً مستساغا أحياناً، لكنه يبقى أفضل من هذا الظلام.
-
يمكننا أن نبقي الأمر سراً.
رأت شفتيه تتوتران وهو يقول:
-
أهذا وضع يمكن التعامل معه بلامبالاة.
فاجابت معتذرة:
-
طبعاً ، لا لكن...
ابتعلت ريقها بصعوبة:
-
هل لديك فكرة عن شعوري وأنا أستمع إليك تحدثني عن أناس وأماكن وأمور ليس لدي فكرة عنها على الإطلاق ؟ المرأة التي يبدو أنني في مرآة تعكس لي صورة امرأة اخرى.
-
هذا صعب بالنسبة إلينا، نحن الاثنين، أن ترى نفسك مخدوعاً أمر صعب، لكن أن تجد نفسك منسياً..!
وسكت ليرفع يده مشيراً إلى النادل، حتى الساعة، كانت كارين من الانشغال بمشاعرها بحيث لم تنتبه جدياً إلى مالابد أنه يعانيه.
حاولت أن تضع نفسها مكانه، أن تتصور شعورها إذا ماعملت أنها محيت من ذهنه تماماً بعد أشهر من العيش معاً كزوجين؟ أي رجل يستطيع أن يواجه هذا بهدوء؟
نظرت إليه وهو يوقع على ورقة الحساب، هاتان اليدان تعرفان من دون شك كل إنش من جسمها ، وأرسلت هذه الفكرة قشعريرة في ظهرها، الاشهر الثلاثة تلك، محت كل عائق أو كبت كانت تعاني منه، ودليلها على ذلك رد فعل جسدها في هذه اللحظة، لعلها لا تتذكر حبها لهذا الرحل، لكنها انجذبت إليه الآن بشكل خطر، ومهما يكن مادفعها إلى الارتماء بين ذراعي رجل آخر ، إلا أنه يعني أن لويس لم يعد يثيرها.


عندما ابتعد النادل حاولت أن تتمالك نفسها كي تواجه عينيها اللتين ارتفعتا إليها ، سألته:
-
ماذا الآن؟
-
كما قلت من قبل ، سنكرر الأحداث.
-
أتظن حقاً أن هذا سينفع؟
قال وهو يقف ويساعدها على الوقوف:
-
علينا أن نجرب كل ما يمكن أن يحرك ذاكرتك، مازال الليل في أوله.
كانت الساعة العاشرة كما رأت في ساعته الذهبي، انه وسيم وحساس ويبدو أنه لا يفتقر إلى المال! يمكن القول إن لويس أندراد يملك كل ماترغب في المرأة ، لكنها تركته من أجل رجل هو من عدم الاتزان والضعف بحيث تركها في الطريق، كان هذا غير معقول!
استقلا سيارة أجرة إلى مابدا للوهلة الأولى مسكناً كبيراً خاصاً، قدم لويس بطاقة تعريف عند المدخل فأشير إليهما بالدخول حيث أخذا يجولان في غرف تحتوي مختلف أنواع التسلية.
تجاهل لويس الكازينو المزدحم، وسار إلى غرفة خفيفة الإضاءة حيث كان الراقصون يتنقلون على ايقاع موسيقى فرقة صغيرة ممتازة، وجرها إلى باحة الرقص حيث أخذها بين ذراعيه.
ضمها إلى جسده الصلب بينما ركزت هي على اتباع خطواته، شعرت بيديه دافئتين على ظهرها، وبأنفاسه تحرك الشعر على صدغها فيما داعبت رائحته الرجولية أنفها.
حدثت نفسها بأن هذه الأحاسيس من الحاضر وليس من الماضي، فلويس رجل تتأثر به أي امرأة لديها مشاعر، ربما إذا وصلا إلى مرحلة من الحميمية...
رفضت هذه الفكرة على الفور، فحتى لو أقنعت نفسها بتجربة هذا الحل لن يقبل لويس والصور التي تحدث عنها، تشغل ذهنه.

لقد تبعها إلى العاصمة لكي يعيدها إلى بيته لأن كبرياءه لا تسمح بغير ذلك، لكن هذا لا يعني أنه مستعد لمسامحتها على الفور.
سألت:
-
هل كان ذلك لينجح إن لم أفقد ذاكرتي؟ أعني ارغامي على الرجوع معك؟.
مضت لحظات قبل أن يجيب بجمود:
-
سيكون من الصعب عليّ أن أنسى مافعلته، فالثقة لايمكن استعادتها بسهولة.
-
لكنك مع ذلك ترفض إنهاء الزواج!.
-
نعم، الزواج في نظري ، هو للعمر كله، ولهذا السبب انتظرت طويلاً لكي أجد المرأة التي يمكن أن أشاركها الحياة.
فقال بصوت ابح:
-
لكنها خذلتك، لايمكنني أن أصف لك مدى فظاعة شعوري حين أفكر أني قادرة على التصرف بهذه الطريقة، مازلت لا أصدق ذلك عن نفسي.
فقال:
-
بل هذا صحيح، لكن غلطتك هي اختيار رجل بلغ من قلة الاهتمام بك بحيث تركك مرمية على التراب.
تجاوزت ألمها بقدر إمكانها:
-
مايصعب تفسيره هو كيف يترك رجل كهذا وظيفة جيدة ؟.
أطلق لويس ضحكة قصيرة :
-
تركها خوفاً مما سيحدث عندما أكتشف العلاقة بينكما.
-
على أي حال، لماذا غامر منذ البداية؟.
ضحك مرة أخرى:
-
أنت تظلمين نفسك، قليل من الرجال يمكنهم مقاومة جمالك، كنت عذراء عندما تزوجتك ولم يكن لديك أي خبرة، لم أحاول إغرائك لتستسلمي لي.
-
ولماذا لم تفعل؟
فأجاب برقة:
-
لأنني أردت أكثر من جسدك، أردت كل مافيك.
توقف ذهنها عن التفكير، وشعرت بالحرارة تكتسحها، وبالوهن يصيب أطرافها، واقتراب جسدها منه غريزياً ليضغط على جسده الصلب.


فقال بخشونة:
-
كفي عن هذا!.
أجفلت وهي تعود إلى الواقع البشع، والتهب وجهها وهي ترفع بصرها إلى عينيه السوداوين المتألقتين، لتقول متلعثمة:
-
لم أكن أقصد ، حدث هذا ...من دون تفكير.
لوى شفتيه:
-
كما حدث مع فرنانديز؟.
فقالت بتعاسة:
-
وما أدراني؟ كيف أتأكد من كل هذا؟ ما أعرفه هو ما تخبرني أنت به!.
توقف لويس عن الرقص وسألها وقد التمعت عيناه:
-
هل تتهمينني بالكذب؟.
-
كلا، ابداً، لكن إذا لم يكن لدى هذا المدعو لوسيو فرنانديز ما يكفي من المال، فماحدث صعب التصديق، لأن النقود التي معي ماكانت لتكفينا للسفر إلى أي مكان بعيد معاً.
-
ولأي سبب آخر، كنتما على الطائرة نفسها اذن؟ وماالذي جعلك تسافرين اساساً؟.
هزت رأسها شاعرة بمزيد من اليأس :
-
لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال، كل ما أعرفه هو...
وعندما سكتت سألها:
-
هو ماذا؟.
كانت ستقول له إنها لا تستطيع أن تتصور نفسها تهرب من رجل يجعلها تشعر بما تشعر به حالياً، لكنها لم تكن مستعدة لاعتراف كهذا، فقالت:
-
لا شيء، هل يمكننا أن نعود إلى الفندق؟ أشعر بصداع فظيع.
حل الاهتمام مكان الغضب وقال:
-
الذنب هو ذنبي إذ ألحيت عليك كي نكرر التجرب السابقة، سأستدعي سيارة أجرة.
كان قلقاً للغاية وهما يقفان في انتظار السيارة، ولم تكذب كارين بالنسبة إلى الصداع، فقد كانت تشعر بما يشبه ضربات مطرقة بين عينيها، هذه هي البداية فقط، والأسوأ لاحقاً فمواجهة أسرته ستنهكها إلى اقصى حد.
وصلا إلى الفندق قرابة منتصف الليل، فطلب من موظفة الاستقبال حبوباً لتخفيف الصداع وكأس ماء قبل أن يصعدا إلى غرفتهما ، وعند بابها قال لها:
-
أنا واثق من أن الصداع سيزول تماماً.
وتردد لحظة وعيناه على وجهها الشاحب، ثم حياها وتوجه إلى غرفته الملاصقة لغرفتها.
شعرت بالارتياح لانفرادها بنفسها أخيراً، فخلعت ثيابها ثم استحمت، كانت جدران الحمام مغطاة بالمرايا، فتفحصت نفسها بإمعان وهي تجفف جسدها، كان صدرها عالياً وخصرها نحيفاً ووركاها مستديرين بنعومة.
كانت تعلم أن جسدها يجذب الرجال، وجهها أيضاً في الأحوال الطبيعية، لقد أقامت علاقات عاطفية قصيرة مرات عدة، لكنها فقدت الأمل في أن تقابل الرجل المناسب لها حتى جاءت إلى ( ريو دي جانيرو ) وقابلت لويس أندراد ، مجرد التفكير فيه أرسل رجفة في كيانها، لعل الغلطة التي لابد أنها اكتشفتها في النهاية.
ومع ذلك ، لايمكنها أن تتصور نفسها تلجأ إلى رجل آخر تنشد السلوان، لاسيما رجل مثل لوسيو فرنانديز ذاك، ولكن هل من الممكن أن يكون اليأس قد دفعها إلى اقامة علاقة معه عله يساعدها على الهرب من ( غوافادا )؟
وعادت أفكارها تدور من دون أن تصل إلى نتيجة ، الفرصة الوحيدة لديها لكي تعرف الحقيقة هي بالعودة إلى ( غوافادا) ، على أي حال لا خيار آخر امامها.
جعلها الإرهاق تنام بعمق، لتوقظها أشعة الشمس ورنين الهاتف بجانب سريرها.
سألها لويس:
-
كيف حالك؟




- أحسن ، كم الساعة الآن؟
-
لقد تجاوزت العاشرة صباحاً، فاتك الفطور، ولكن بإمكاني أن أرسل لك شيئاً إلى غرفتك.
كادت تقول إنها ليست جائعة لكن معدتها أخذت بالاحتجاج، فطلبت منه أن يمهلها عشر دقائق.
-
ماذا تحبين أن تأكلي؟
-
فاكهة وقهوة فقط.
وضعت السماعة وهي تتساءل كيف يمكنها أن تتكلم بهذا الهدوء بينما قلبها يرقص لسماع صوته؟
قال لها بالأمس أن علاقتهما كانت طبيعية في الليلة التي سبقت هربها، اذا كان هذا صحيحاً، فمهما كان ماحدث بينهما من شجار يبدو أنه لم يؤثر في انجذابها إليه.
اغتسلت وخرجت لتفتح باب الشرفة، لكنها عادت وأقفلته بسرعة عندما لفحتها الحرارة الرطبة، ( سان باولو ) أقل رطوبة من هنا بحسب لويس.
وصل النادل مع عربة تحتوي على أطعمة أكثر مما طلبته بكثير، وتبعه لويس.
كان يرتدي بذلة ليلة أمس مع قميص أسود مفتوح قليلاً عند العنق كشف عن سلسلة ذهبية تتدلى منها ميدالية صغيرة.
-
طلبت فاكهة وقهوة فقط، لا أستطيع أن آكل كل هذا.
قال:
-
طلبت كل هذا إذا شئت أن تغيري رأيك، سأحتسي معك القهوة.
سكبت القهوة شاعرة بعجز واضح، أخذ منها الكوب ووضعه على طاولة بجانبه وهو يقول:
-
حجزت مقعدين على متن الطائرة المتوجهة إلى ( سان باولو) عند الساعة الواحدة والنصف، كنت على حق حين قلت الليلة الماضية إن محاولة تكرار تصرفاتنا منذ البداية ماهو إلا مضية للوقت والجهد، كل مايمكننا فعله هو العودة إلى ( غوافادا) آملين بالشفاء في النهاية.

أخذت ترشف قهوتها مفكرة ، ثم سألت :
-
وماذا نقول لشقيقتك؟.
-
لقد أعلمتها بمسألة فقدانك لذاكرتك، تحدثت إليها منذ قليل، وهي ترسل لك حبها، وتأمل أن تساعدك على الشفاء.
-
وماذا عن البقية؟
-
ستخبرهم رجينا، إذا كان ماقد تقوله بياتريس يهمك، فاطمئني إلى صمتها.
-
أتظنها لن تخبر حتى زوجها بالسبب الحقيقي لرحيلي؟
تردد لحظة:
-
لست أدري، يجب ألا يكون هناك أسرار بين الرجل وزوجته.
شغلت كارين نفسها بتقطيع الفاكهة لحظة ثم قالت:
-
بصفتك مدير المزرعة ، أظن أن نفوذك قوي.
-
أنا لا أدير المزرعة ، بل أملكها.
رفعت رأسها:
-
تملكها!؟.
فسألها ساخراً :
-
لماذا تدهشين؟ هل أبدو لك رجلاً فقيراً؟
-
لا، ابداً.. ظننت فقط...
وهزت كتفيها:
-
لست واثقة مماظننت ، هل أخوك شريك لك؟.
-
كلا، هل ستأكلين الفاكهة أم تتسلين فقط بوخزها؟
رفعت إلى فمها قطعة موز وأخذت تمضغها بعزم، كانت الفاكهة هنا ألذ منها في الوطن بكثير، لكن إنكلترا لم تعد وطنها، فهي قد لا تراها مرة أخرى أبداً!
سألته علها تطرد كآبتها:
-
هل يبعد المطار كثيراً؟.
-
مطار ( سانتوز ديمونت ) يقع وسط مدينة ( سان باولو ) ، الرحلة نفسها تستغرق أقل من ساعة، لكن الطريق من المطار إلى ( غوافادا ) اطول ، سنصل إلى هناك قبل الغروب.
لكي تقابل أناساً لا تتذكرهم ... أناساً عرفوها طيلة ثلاثة أشهر، وتساءلت كارين كيف ستواجه ذلك؟

نهاية الفصل الثاني

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:30 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




3- لا أخاف منك

كانت الرحلة قصيرة هادئة، وكان لويس قد ترك سيارة ( لاند روفر) في مطار ( سان باولو ) حين غادرها، ماجعل كارين تتساءل كيف تمكنا، هي ولوسيو، من الوصول إلى المطار، إذا استخدما سيارة ، فلابد أنها مازالت متوقفة هنا.
لم تثر الموضوع، فأي ذكر للوسيو فرناندايز أشبه بالتوليح بقطعة قماش حمراء أمام عيني نور.
وفي الساعة الرابعة، خلفا ضاحية المدينة خلفهما ، واخترقت بها السيارة سهولاً خضراء تتخللها أشجار مبعثرة هنا وهناك، ومزراع معزولة، وكما أخبرها لويس، كان الجو أفضل بكثير منه في العاصمة ( ريو دي جانيرو ).
لم تتذكر اياً من هذه المعالم ، وهذا يعني أنها كانت تتوقع ذلك، وكلما اقتربت من اليت الذي هجرته منذ أيام عدة فقط، كلما زاد شعورها سوء ، لعل بياتريس هي الشخص الوحيد الذي يعرف سبب هربها، ولكن الآخرين لن يروا في اختلافها في الرأي مع لويس سبب كافٍ للرحيل، ثمة احتمال كبير في أن يشكوا في صحة الفقدان الجزئي لذاكرتها، وعليها أن تعترف بأن هذه وسيلة مناسبة لتجنب تحمل مسؤولية عملها.
نظر إليها قائلاً:
-
هل تشعرين بوعكة ؟ أتريدين أن نتوقف قليلاً؟.
هزت رأسها وتمالكت نفسها:
-
مجرد توتر، كيف تراهم سيتصرفون نحوي؟.

ابتسم بفتور:
-
حسب معرفتي بأختي، ستأخذك في أحضانها تواسيك، إنها تلومني لأنني بطباعي المستبدة جعلتك تهربين.
-
وهل أنت مستبد حقاً؟.
-
ليس أكثر مما يلزم احترامك، نحن من ثقافتين مختلفتين وعلينا أن نوفق بينهما، أعتقدت أننا حققنا توزاناً.
-
لكني دمرت مابنيناه بالهرب مع رجل آخر؟ مازلت لا أصدق أنني قمت بعمل كهذا، أن أترك..
وقطعت حديثها ، فقال يحثها:
-
أن تتركي ماذا؟
أوشكت كالليلة الماضية أن تقول له، أترك رجلاً مثلك..لكن هذا سيبدو كأنه تملق، فغيرت كلامها:
-
أترك من دون أي تفسير، التصرف كله مخز.
بدا الحزم على ملامح لويس مرة أخرى:
-
علينا أننسى ذلك كله.
-
ولكن هل بإمكانك ذلك؟.
-
كما قلت من قبل، ليس أمامي خيار آخر.
لم تجد في جوابه مايريح، في الواقع ، لم تكن تتوقع أي راحة، ومازال صعباً عليها أن تتقبل فكرة أن الفتاة التي مازالت تشعر بها في أعماقها، تتصرف بالشكل الذي نُسب إليها، بدا لها كأن امرأة أخرى احتلت جسدها في الأشهر المفقودة.
قالت بعد لحظات، متلهفة إلى خرق الصمت الذي ساد بينهما:
-
أخبرني عن المزرعة.
هز كتفيه:
-
ماذا يمكنني أن أقول؟ ( غوافادا ) تنتج لحوم البقر للتصدير، منذ أن ايام جدي، ازدادت مساحة الأرض على مر السنين حتى أصبحت كما هي الآن.
-
أنت تملك الثلث إذن؟
-
بصفتي الابن البكر، أنا أرث كل شيء.

ابتسم عندما رآها لا تجيب، وقال:
-
أشعر أنك تستنكرين هذا.
-
يبدو هذا غير منصف ، هذا كل مافي الأمر، في إنكلترا ، الذكور والإناث يرثون لكل منهم حصة.
-
هذه ليست إنكلترا، أخي ريموند غير محتاج، فلديه عمله الخاص، أما بالنسبة إلى ريجينا، فهي تحمل اسم الأسرة حتى تتزوج فقط.
-
وهل زواجها وشيك؟
-
على ريجينا أولاً أن تقابل رجلاً يثير اهتمامها لأكثر من أسابيع.
-
حسناً..في الثامنة عشرة لديها الكثير من الوقت ، فأنت، على أي حال...
وعندما صمتت فجأة ، أنهى كلامها ساخراً:
-
فأنا على أيّ حال..انتظرت وقتاً طويلاً حتى وجدت المرأة التي تناسبني؟
-
أو التي اعتقدت حينذاك أنها المرأة المناسبة، كلنا نخطئ.
-
لاسيما عندما يؤثر في الحكم وجه وجسم جميلان.
-
أشك في أن تسمح لرغباتك بأن تتحكم فيك إلى هذا الحد، تماماً كما كنت أنا نفسي لأفعل.
لم يجب لويس، وبدا شارد الذهن مرة أخرى، بينما استندت كارين إلى الخلف وأغمضت عينيها، محاولة أن تسيطر على نفسها، مهما حدث لحين وصولها إلى البيت، فستتصرف بإيجابية، مرت السيارة في طرقات المدينة الفسيحة المتألقة بالنباتات والأشجار الخضراء ، ثم سلكت، بعد ربع ساعة، طريقا أضيق لتمر تحت قوس خشبي حفر عليه اسم.
لم تر أي لمساكن أو ماشية، لكن المساكن مالبثت أن ظهرت من خلف الأشجار.


توقعت كارين أن تجد المساكن على غرار تلك التي كانت تراها في أفلام رعاة البقر وإذا بها تفاجأ بمبنى جميل تمتد أمامه مروج خضراء رائعة الجمال، وتحيط به شرفات مسقوفة.
بدت الفتاة التي خرجت من البيت بسرعة عند توقف السيارة، من آل أندارد بشعرها الاسود الكث الذي يصل إلى خصرها، وبوجهها البالغ الحيوية، كما بدا جسمها جميلاً مليئاً بالحيوية هو ايضاً، وكما تنبأ لويس، لم تهتم مثقال ذرة بفقدان الذاكرة وهي تنزل السلم مسرعة وقد فتحت ذراعها وابتسمت ابتسامة مشرقة.
-
ما أجمل أن تعودي إليناّ ولكن يالوجهك المسكين! لابد أن الرضوص تؤلمك!
-
لم تعد تؤلمني الآن، كما أن الآثار ستزول بسرعة.
وابتسمت لتغطي ارتباكها وهي تقول:
-
عندئذ، قد استعيد ذاكرتي ايضاً.
مرت سحابة على وجه ريجينا سرعان ما أزاحتها بحماسة:
-
نعم، ستعود أنا واثقة من ذلك!.
قال لويس يخاطب كارين:
-
أظن أنك عطشى، أتريدين شراباً بارداً؟
ترددت:
-
ألا يوجد شاي؟.
فقال هازلاً:
-
طبعاً، فأنت تصرين على الشاي لأنك تقولين إن الإكثار من القهوة يسيء الى الصحة.
تحسن مزاجها قليلاً وحاولت أن تقول بمرح:
-
هذا كلام تنقصه اللياقة في بلاد مشهورة باللبن!.
فهتفت ريجينا:
-
أن أحب الشاي، سأجهزه حالاً، تعالي.
دخلت كارين معها إلى ردهة فسيحة في وسطها سلم حديدي، تكثر فيها النباتات الطبيعية، التي وضعت أما في أصص فخارية، وإما تدلت في سلال من السقف.
كانت المرأة التي وقفت في أعلى السلم في منتصف العشرينات، ذات شعر قاتم الشقرة، على عكس ريجينا، كما أن ملامحها الأخاذة بدت مختلفة، ولم يكن في عينيها العسليتين أي ترحيب، بل نظرة عدائية باردة.
تحدثت بالبرتغالية ماجعل لويس يرمقها بنظرة تأنيب، قبل أن يقول:
-
علينا أن نتحدث بالإنكليزية في حضور كارين، كما فعلنا عند وصولها إلى غوافادا لأول مرة.
فقالت كارين:
-
هل هذا يعني أن عليّ أن أتعلم البرتغالية؟.
وجدت من الصعب عليها تصديق كلامه، سألته المرأة التي لابد أنها بياتريس:
-
أتريدنا أن نوافق جميعاً على طلبك هذا؟.
-
الموافقة هي شأنك أما الكلام فهو شأني في هذا البيت ، أين ريموندو؟
-
اظطر للخروج لمعالجة مشكلة.
بدا على بياتريس الاشمئزاز من تحذير، هذا لكنها لم تكن مستعدة لمجادلته.
قال لويس:
-
سنتقابل على العشاء.
وخاطب أخته قائلاً:
-
دعيهم يرسلون الشاي إلى غرفتها.
وأمسك بذراع كارين يقودها إلى الطابق العلوي زارعاً الفوضى في مشاعرها بعد أن نجحت تقريباً في استعادة هدوئها، وبعد أن أطلق سراحها عند أعلى السلم تمزقت بين شعورين، الأول هو شعورها بالتحرر من لمسته والثاني ، وهو الأحمق حنينها إلى مزيد من الملامسة.
كانت الغرفة التي قادها إليها تقع في نهاية الممر، وهي فسيحة، حسنة التهوئة تخفف الجدارن البيضاء من لون الأثاث الخشبي القائم، لفت السرير الواسع نظرها، فهو يتسع لأربعة أشخاص على الاقل.


قال مشيراً إلى باب:
-
هذا حمامك أنا الباب الثاني فيقود إلى غرفتي.
وتأمل التعبير الذي بدا على ملامحها ساخراً ثم تابع:
-
أرغم أننا لم نستعملها كثيراً، إلا أن بعض التقاليد مازالت سائدة في بلادنا.
كان يقف قريباً منها تملمتها رغبة جنونية في أن تضع ذراعيها حول عنقه، وتتلمس طريقها عائدة إلى مافقدته، لكن الخوف من رفضه لها منعها من ذلك، سيحتاج إلى وقت لكي يتخلص من صورتها بين ذراعي رجل آخر، وهي لا تستطيع أن تلومه.
أحضر حقيبة ملابسها خادم يرتدي بنطلوناً أسود، وقميضاً أبيض وألقى عليها نظرة فضولية، لكنه لم يتكلم بل وضع الحقيبة في المكان المخصص لها ثم خرج.. وأخذت تفكر بسخرية جافة، في أنه سيتحدث مع الآخرين عن عودة الزوجه الضالة.
وقف لويس عند النافذة، واضعاً يديه في جيبي سرواله، ناظراً إلى الخارج.
قال:
-
علينا أن نجد سبيلاً، لا يمكننا العودة إلى الخلف ، بل سنتقدم إلى الأمام فقط.
فقالت بصوت منخفض أجش:
-
أعلم هذا، لن يكون الأمر سهلاً بالنسبة إلينا.
استدار ينظر اليها، والتوت شفتاه حين رأى شحوب وجهها، والظلال تحت عينيها، وسألها:
-
هل تخشين فكرة تجديد علاقتنا؟.
-
بل أخاف فكرة العيش مع هذه الصفحة البيضاء في ذاكرتي لبقية حياتي.
-
قد لا يستمر الأمر طويلاً، أخبرني الطبيب أن شفاءك ممكن في أي لحظة.

ساورها الشك في أن يكون الطبيب قد أخبره أيضاً أنه كلما طال أمد فقدان الذاكرة كلما ضعف الأمل في الشفاء منه.
حدقت إليه بصمت، تريده أن يخطو الخطوة الأولى نحو تجديد علاقتهما، فهو مازال يريدها، إنه تشعر بذلك، وصول الشاي الذي حملته فتاة شابة هذه المرة أوقف أي حركة قد يقدم عليها.
قال:
-
سأتركك لترتاحي، العشاء في التاسعة، أرى أن تستغلي وقتك لترتاحي، إذ يبدو عليك الإرهاق.
كانت تشعر فعلاً، أنها مرهقة جسدياً ونفسياً، كم شعرت بالوحدة، عندما خرج، كانت سيدة هذا المنزل لثلاثة أشهر، وهو الدور الذي يفترض بها أن تلعب إذا استمر زواجهما، وهذه الفكرة بالذات مثبطة للهمة.
وبالرغم مما تشعر به من الإرهاق، إلا أن النوم جافاها، شربت الشاي ثم ألقت نظرة على الحمام، فوجدته شديد الترف بما فيه من أدوات زينةنسائية غالية الثمن، عادت تغلق باب الحمام رأت صورتها في المرآة المقابلة، كانت الخدوش قد ابتدأت تشفى كما أصبحت الرضوض على صدغها أخف، بعد أيام أو اسبوع كحد أقصى، لن يبقى أي أثر للاصطدام.
وفي غرفة نومها، حاولت أن تفتح الباب الموصل بين الغرفتين فوجدته مقفلاً، لقد قال إنه لا يمضي الكثير من الوقت في هذه الغرفة ، لكن لابد أن سيمضي هذه الليلة فيها، مهما كان ماضاع منهما ، مازال الانجداب الحسي بينهما قوياً، وهذا كل ماعليها أن تتشبث به.
فتحت خزانة تحتوي على الكثير من الملابس وأخذت تبحث فيها عن شيء ما ، أي شيء مألوف لديها فلم تجد، فخطر لها أنها اشترت من دون شك مجموعة كاملة من الملابس الجديدة عند قدومها إلى ( ريو دي جانيرو).
سطح طاولة الزينة الداكن كان عارياً، وأخيراً ، وجدت أغراضاً مألوفة في أحد الأدراج، وهي فرشاة فضية هدية من والديها في عيد ميلادها الثامن عشر، وتمثالان صغيران لراقصي باليه، وصندوق فضي تستعمله للمناديل الورقية، لم يكن أي من هذه الأغراض ثميناً، لكنها لا تقدر بثمن من الناحية العاطفية.


لابد أن تجد أغراضاً أخرى في مكان ما، فلا يمكن أن تكون هذه وصورة والديها، كل ماطلبت من جولي أن ترسله، لكنها كانت كافية لتمنحها شئياً من الشعور بالوطن.
لابد أن شخصاً مادخل إلى هذه الغرفة وأخذ كل مافيها، واستبعدت أن يكون الخدم لأن هذه الاغراض ليست مايستسيغ خادم سرقته، كما استبعدت أن يفعل ذلك ريموند أو ريجينا، وبهذا لا يبقى سوى بياتريس.
كان عداء المرأة لها واضحاً للغاية، ونظراً لما عرفته، لم تستغرب هذا منها، وقد تظن أيضاً أنها لفقت قصة فقدان الذاكرة لكي تحمي هذه الليلة.
أخيراً، تغلب عليها الشعور بالإرهاق، وبما أن ثلاث ساعات تفصلها عن موعد العشاء، قررت أن ترتاح كما نصحها لويس، فهي ستحتاج إلى كل مالديها من صبر لتتمكن من تمضية هذه الليلة.
عندما فتحت عينيها كانت غرفتها مضاءة والنوافذ مغلقة على العالم الخارجي، ولم تكن قد خلعت ثيابها قبل أن تستلقي على سريرها، لكن ثمة من غطاها بملاءة خفيفة، وتساءلت إن كان لويس هو الفاعل.
كانت الساعة تشير إلى الثامنة، وعندما جلست شعرت برأسها ثقيلاً، وبرمال في عينيها، عليها أن ترغم نفسها على الوقوف.
أنعشها الاستحمام نوعاً ما، رغم أنها لم تجد وقتاً لتغسل شعرها وتجففه كما كانت تتمنى، فشبكته إلى الخلف بمشط بشكل سلحفاة وجدته في الدرج.
لم تجد ثوباً مناسباً تلبسه، فاختارت تنورة واسعة وبلوزة بيضاء مفتوحة عند العنق، أخذت تنظر إلى صورتها في المرآة باهتمام، فرأت نفسها مختلفة تماماً عن عادتها، أو ما اعتادت أن تبدو عليه في ملابس المناسبات الرسمية، لكنها، مالبثت أن اعترفت أن مالبسته الآن يناسبها.
اقترب موعد العشاء فغادرت الغرفة، وعند أول السلم، رفع الرجل الواقف في الردهة بصره إليها متفحصاً بسرعة.
كان الشبه بينه وبين أخيه لويس ملحوضاً.
-
لابد أنك ريموند.
عاد فرفع رأسه ينظر إليها طويلاً ، متأملاً بصمت ثم قال أخيراً:
-
إذن، فهذا صحيح، أنت لا تتذكريني.
-
ولا أتذكر أي شخص، أنا...آسفة!
فقال بعطف مخلص:
-
هذا شيء فظيع، هل ستنزلين؟
سرها قليلاً أن اللوم لم يظهر في لهجته، باعتبار أن زوجته أخبرته عن لوسيو فرنانديز.. نزلت ووقفت بجانبه، كان أقصر من لويس، لكنه لا يقل عنه لباقة.
قال شيئاً بالبرتغالية، ثم هز رأسه وكأنه يتذكر:
-
يسرني أن تعودي إلينا، قريباً جداً ستتكلمين لغتنا مرة أخرى.
-
لا أستطيع أن اتصور هذا حالياً، لكنني سأبذل جهدي.
وابتسمت فجأة، فمد لها ذراعه:
-
هل تسمحين لي بأن أقودك؟
كان يعني إلى غرفة الطعام طبعاً، فقالت وهي تمد له ذراعها:
-
شكراً.
ولم يكن كارين تعلم أي البواب هو باب غرفة الطعام.
وجدا بقية الاسرة مجتمعة في غرفة هي أصغر بكثير مما توقعت في منزل بهذا الحجم، المائدة نفسها كانت مستديرة، لا تتسع لأكثر من ستة أشخاص.


وكأنما شعر ريموند بحيرتها ، فقال لها:
-
هنا نجلس حين نكون أسرة واحدة أما غرفة الطعام الكبيرة فللمناسبات.
كانت عيناه على أخيه الذي نهض عن كرسيه، وقال له:
-
كانت كارين تائهة وبحاجة إلى من يرشدها إلى هنا.
تقدم لويس بوجه جامد وجر كرسياً إلى جانبه لتجلس عليه، وذلك بدعوة صامتة، فجلست عليه شاعرة بكل شيء ماعدا الراحة ، واعية إلى عيني بياتريس ترمقانها عبر المائدة بعداء.
جلس ريموندو بين الاثنتين، بينما أكملت ريجينا الدائرة.. بعد أن همست بحرارة حين رأتها:
-
تبدين أقل تعباً مما كنت حين وصولك، لقد أفادتك الراحة.
وقال لويس:
-
لقد نمت بعمق، فأنت لم تستفيقي عندما أغلقت مصراعي النافذة.
قالت كارين بمرح قدر إمكانها:
-
كان يوماً شاقاً.
وراحت تفكر في أن الليل سيكون أكثر مشقة، ولكن عليها أن تصبر فهي متأكدة من أن بياتريس لن تسمح بجعل حياتها سهلة.
كانت تشعر بالجوع، فأكلت من يخنة السمك اللذيذة التي شكلت الطبق الرئيسي، ورفضت بعد الطعام أن تتناول القهوة أو الشاي، إذ كانت متلهفة إلى العودةإلى العزلة في غرفتها، رغم خوفها من ساعات الوحدة القادمة.
لم يتكلم لويس أثناء تناول الطعام إلا قليلاً، وكانت تراه بطرف عينها وهو يرفع كوب القهوة إلى شفتيه، إنه زوجها.. الرجل الذي يبدو أنها تزوجته في لحظة لم تكن تدري ماتفعل، ورغم إعجابها بتأثيره في مشاعرها بمجرد النظر إليه، إلا أن تباعها تلك النزوة الطارئة كان جنوناً. لم تعرفه حينذاك أكثر مما تعرفه الآن ، ولابد أن جولي ظنتها مجنونة كلياً، فهذا ماكانت لتظنه بها لو أن الوضع معكوس.. ولكن جولي ماكانت لتوقع نفسها في ورطة كهذا، لأنها واقعية و منطقية جداً.
ربما لو بقيت على الاتصال بها، لأخبرتها بمايحدث لها هنا، عليها أن تطلع جولي على مسألة فقدانها لذاكرتها ثم تسألأها ، روغم انزعاجها من هذه الفكرة إلا أنها وجدتها الطريقة الوحيدة لمعرفة ما دفعها إلى مثل التصرف.
سألها لويس:
-
هل يؤلمك رأسك؟.
فأدركت فجأة أنها تضع يدها على صدغها.
-
قليلاً.
فقال وهو يقف ثم يتقدم نحوها:
-
عليك إذن أن ترتاحي مرة أخرى، النوم أفضل دواء.
وخطر لها أنه يشفي الجسد، لكنه لن يؤثر كثيراً في حالتها الذهنية، قال تخاطب الجالسين حول المائدة:
-
تصبحون على خير.
وتجنبت النظر مباشرة إلى بياتريس بينما أجابت ريجينا:
-
غداً ستجدد معرفتك بلاسانتا.
فقال لويس موضحاً:
-
المدينة التي مررنا بها.
وتابعت ريجينا:
-
غداً يوم السوق، أنت تحبين السوق.
استطاعت كارين أن تتصور ذلك، فلطالما أحبت التسوق وابتسمت:
-
يسرني هذا جداً.
توقعت أن تترك وحدها لتجد طريق العودة إلى غرفتها، فتملكها الارتباك عندما رافقها لويس.
قالت له في الردهة:
-
لست بحاجة إلى مرافقتي، سأكون على مايرام وحدي.
-
أنت بعيدة عن أن تكوني على مايرام، أنا نفسي بحاجة إلى الراحة، فلا تخافي مني الليلة.
-
أنا لا أخاف منك..إنما...
وبسطت يديها بعجز مضيفة:
-
من صعب أن أعرف ماعليّ أن أقول!
-
إذن ، لا تتكلمي، الزمن وحده سيقرر ما إذا كان زواجنا سيعود إلى سابق عهده، لكن اطمئني إلى أنه سيستمر، سواء أكانت علاقتنا حسنة أم سيئة.
لم يكن لديها ماتقوله بهذا الشأن، كما أدركت بألم.

نهاية الفصل الثالث


Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:31 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:35 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- سيرك مدى الحياة

التوقيت في البرازيل يختلف بحسب المناطق، كما اخبرها لويس على العشاء عندما سألته ، اذا اتصلت بجولي فستجدها على الفطور، ثمة ليلة اخرى عليها أن تمضيها.
لم يتحرك لويس عندما وقفت لتخرج بعد انتهائهما من تناول الطعام، بدا شارد الذهن، ولاعجب من ذلك، فهو مازال يجد صعوبة في الاعتياد على تبدل أحوالهما.
أما متى سيتمكن من نسيان خيانتها، فهذا ستتركه للأيام.. وقد لا يحدث ابداً، لكن إذا ما أثبتت هي عدم صحة ذلك، فيمكنها أن يستعيدا ما فقداء.
لكن كيف يمكنها ذلك بينما كل مالديها هو غريزتها؟
وعندما قصد سريره، كانت لا تزال مستيقظة، سمعت حركته في الغرفة المجاورة، حاولت فتح الباب الذي يفصل بينهما فوجدته غير مقفل، لكنها شككت في أن يكون هو من فتح القفل.
خطر لها أنها ريجينا، فأخته الصغرى مستعدة لفعل أي شيء لتعيدهما إلى بعضهما البعض.
قسم منها تلهف إليه، لكن الخوف من رفضه كان أقوى، فالخطوة الأولى تعود إليه، أما الآن فكل مايمكنها أن تفعله هو مواجهة مشاعرها وكبتها.

كان الصباح ماطراً، انهمر المطر مدة ساعة ليتوقف فجأة كما بدأ وقفت كارين في الشرفة تنظر إلى السماء التي مازالت السحب تغطيها، متسائلة عما إذا كان المطر سينهمر مجدداً.
قال لها لويس:
-
سيصحو الجو، بعد فترة قصيرة ستشرق الشمس في السماء، ويبدأ البخار بالتصاعد من الأرض، الرطوبة محتملة هنا، أما ريديو جانيرو فتصبح عند تساقط المطر أشبه بحمام البخار.
قالت كارين وقد تذكرت الصدمة التي شعرت بها حين خروجها من المستشفى لأول مرة :
-
الجو هناك سيء جداً.
ثم أردفت :
-
لا استطيع أن اتصور كيف يستطيع الناس أن يعملو في مثل ذلك الجو الحار.
فقال:
-
المكاتب تحتوي على مكيفات هواء، أما الذين يعملون خارج المكاتب فقد اعتادوا على الطقس، هل ستتصلين بصديقتك اليوم؟.
-
حالما أظنها استيقظت من النوم، هل لديك اعتراض؟.
ألقت عليه نظرة جانبية غير واثقة من مزاجه.
لكن وجهه بقي جامداً وهو يقول:
-
ولماذا أعترض؟ قد تتمكن من مساعدتك على التذكر.
خلال الليل ، شككت في أن تكون قد أخبرت جولي عن علاقتها، فهي تعلم ماسيكون عليه رد فعل صديقتها، كل ماكانت ترجوه، هو أن تخبرها جولي بما يلقي ضوءاً على الأمر.
كانت بقية الاسرة قد تفرقت تاركة إياهما وحدهما، لم تقل بياتريس شيئاً يذكر هذا الصباح، رغم أن موقفها منها لم يتغير، ونبذت كارين المرأة من ذهنها، فلديها حالياً اهتمامات اخرى.
جلس لويس على مقعد في الشرفة ماداً ساقيه أمامه، بدا مسترخياً في الظاهر، لكنها شعرت بتوتره في الداخل.
سألته مترددة:
-
لن تعمل طوال النهار؟.
-
أنا لا أعمل كلما شئت ذلك، مراقبو عمالي لا يحتاجون إلى من يراقبهم.





والتفت إلى وجهها لتستقر عيناه على فمها لحظة قبل أن يقول:
-
جراح وجهك تلتئم بسرعة، وهذا لا يعني أنها أثرت في جمالك حتى في أسوأ حالاتها، أنا لا ألوم رجلاً يرغب فيك، لكنني سأقتل من يحاول أخذك مني، كما سأفعل بلوسيو فيرنانديز عندما أراه.
كان يتحدث بلهجة عادية ، لكن العنف ظهر في أعماق عينيه.
-
إذا كنت على علاقة به، فهذا ذنبي بقدر ذنبه.
فقال بخشونة:
-
أتقولين (اذا) ماالذي جعلكما ترحلان معاً؟ وما الذي جعلك ترحلين اساساً؟.
ردت بتعاسة:
-
لا أدري، وفقاً لما اخبرتني به في المستشفى، كانت الأمور طبيعية في زواجنا حتى الليلة التي سبقت رحيلي، لكنني واثقة من أن ذلك ماكان ليحصل لو.. كنت على علاقة برجل آخر.
-
أتعنين أنك ماكنت لتتجاوبي معه؟.
شعرت بسخونة تسري في كيانها من جراء تحديقه الساخر فيها، مهما كانت الظروف، لن يجد صعوبة في إثارة رغباتها، وهو يفعل ذلك الآن حتى دون أن يحاول..ماجعلها تحن إلى ما لا تستطيع أن تتذكره.
قالت:
-
بل عنيت أن الأمور ماكانت منطوية على نفسك، فظننت أن السبب عائد إلى خسارتك للجنين، ولكن لعلي كنت أخدع نفسي.
ثم اردف وهو يقف:
-
مهما يكن ، حدث هذا في الماضي وقد انتهى، وماعلينا أن نواجهه الآن هو الحاضر، سأتركك الآن لتجري مخابرتك.
لم يحن الوقت بعد، لكنها لم تقل له ذلك رغم أنها كرهت البقاء وحيدة مع أفكارها، نظرت إليه وهو يقطع الغرفة بخطوات واسعة رشيقة فشعرت بإلفة سريعة لحركاته هذه.
كانت لاتزال متشوقة إلى زوجها عندما جاء ريموندو وجلس معها، وهو يقول:
-
ماكان ينبغي أن تجلسي وحدك مع تأملاتك، لا سيما في حالتك هذه.
نظرت إليه بحيرة:
-
حالتي؟.
-
أعني فقدانك لذاكرتك، لابد أن هذا صعب عليك.
-
إنه صعب على كل إنسان ، ماعدا ريجينا فهي لن تسمح لها بأن يحدث لها.
وأتبعت كلامها بابتسامة خفيفة.
-
أختي شغوف بك منذ وصلت إلى غوافادا، مثلها مثل الجميع هنا.
سمحت كارين لنفسها بأن تسأل بنبرة سخرية:
-
الجميع؟.
-
من المؤسف أن زوجتي سمحت للغيرة بأن تسلط عليها ، كانت قبل وصولك..
وعندما سكت متردداً أكملت كلامه:
-
ملكة النحل!
بدا عليه الا رتباك:
-
كانت ربة المنزل، وتسليمها تلك المسؤولية لك كان صعباً عليها.
-
كان عليها أن تدرك أن لويس سيتزوج يوماً ما.
قالت هذا وهي تتساءل عما إذا كان ريموندو لايدرك حقيقة مشاعر زوجته، كما قالت ريجينا.
-
ربما كان ليتزوج امرأة ترضى بأن تدعى الأمور على حالها.
-
ولم أكن أنا تلك المرأة .
فابتسم:
-
لا، كما لا أظن أن لويس يفضل أن تكوني كذلك، لقد أحب حيويتك بقدر ما أحب جمالك..و..
وسكت فجأة ، ثم هزأ رأسه :
-
إنني أتحدث بصيغة الماضي، لويس مازال يحبك، أنا واثق من ذلك.


- هل أفهم من هذا أن بياتريس لم تذكر شكوكها لك ايضاً؟.
بدا عليه الارتباك مرة اخرى:
-
لا، لم تخبر أحداً حتى أدرك لويس أنك رحلت، لقد غضب لأنها كتمت الأمر عنه، ولكن لم يكن لديها سوى الشكوك.
-
غريب ألا يكون لدى أي شخص آخر فكرة عن الأمر.
فقال:
-
النساء مشهورات بحدسهن.
تركت كارين الأمر عند هذا الحد فكلما سمعت المزيد كلما زاد شكها، لكن هذا يمنحها شيئاً من الأمل على الاقل.
ورغم شكها في أن تتمكن جولي من مساعدتها، إلا أنها مازالت ترغب في أن تتصل بها ، فهي الصلة الوحيدة بينها وبين الوطن.
قالت وهي تنهض واقفة :
-
هل يمكنني الاتصال مباشرة إلى إنكلترا؟.
-
نعم، شرط أن تعرفي رمز بلادك، قد تجدين صعوبة في الاتصال لأن الخط مشغول غالباً.
-
سأتدبر أمري.
صعدت إلى غرفتها من دون أن تصادف أحداً، ثم أغلقت الباب خلفها وتوجهت نحو الهاتف.
آخر مرة تحدثت فيها إلى جولي بحسب ماتذكر في اليوم السابق لاستيقاظها في المستشفى، لكنها في الواقع، لا تعرف فعلاً متى كان ذلك.

وكما نبهها ريموند ، تطلب الأمر وقتاً وجهداً، وحتى عندما حصل الاتصال، بدا وكأن وقتاً طويلاً مضى قبل أن ترفع السماعة ليأتيها صوت ناعس من الجانب الآخر:
-
ألايمكن لأحد أن يستغرق في نومه صباح الأحد؟.
فقالت كارين بسرعة:
-
هذا أنا ياجولي، آسفة لسوء التوقيت.
جاء صوت جولي في منتهى اليقظة:
-
لابأس ، كيف حالك يا كارين؟ لم تتصلي بي منذ وقت طويل، معظم الذنب ذنبي أنا، فقد غيرت مكان عملي مامنعني من أن أجيب على آخر اتصال لك، على أي حال، كيف تسير أمورك؟ أما زلت مجنونة بحب ذلك البرزيلي الرائع الطويل العريض.
-
طبعاً.
كان هذا كل مااستطاعت كارين أن تقوله، بدا واضحاً أنها لم تخبر صديقتها شيئاً مايعني أن لا فائدة من أن تخبرها بفقدانها ذاكراتها وأضافت بلهجة عرجاء:
-
فكرت في أن اتصل بك لمعرفة أحوالك، لا بد أنني أخطأت في حساب فرق التوقيت.
-
ذنبك مغفور، كيف حال الطقس لديكم؟ الطقس هنا ماطر.
آخر ما أرادته كارين هو أن تتبادل معها أحاديث تافهة عن الطقس، فقالت:
-
إنه حسن، هل وظيفتك الجديدة جيدة؟.
-
بالتأكيد، لقد تعرفت إلى اروع رجل ! لا محال للمقارنة بينه وبين لويس زوجك طبعاً ، ولكن يبدو أننا محظوظتان في الحب! عليّ أن أقول إني ظننتك مجنونة عندما اتصلت بي قائلة إنك لن تعودي ابداً من البرازيل من ناحية اخرى، ظننتك كذلك حين أنفقت كل ما ربحته من نقوذ على رحلة إلى البرازيل، لكنني الآن مسرورة للغاية لأن الأمور سارت على مايرام.
وسكتت لحظة وكأنها تتوقع جواباً، ثم عادت تقول بتغير بسيط في لهجتها:
-
كل شيء على مايرام، أليس كذلك؟.
إذا كان لدى كارين أي تردد، فقد تبدد الان، فقالت:
-
طبعاً، انه على احسن مايمكن أن يكون، أنا سعيدة حقاً لأنك وجدت الرجل المناسب، ياجولي، أرجو أن تنجح علاقتكما.
ثرثرت الاثنتان في مواضيع مختلفة، واتفقتا على الاتصال ببعضهما بانتظام من الآن فصاعداً، بعدئذ وضعت كاريت السماعة بقلب مثقل، متوقعة أن تستمر صداقتهما في التدهور.

ماينبغي أن تركز عليه هو إعادة بناء العلاقة التي دمرتها بهربها، ومهما كان سبب رحيلها، فلويس بحسب ريموند، مازال يحبها، ولكن كيف عرف ذلك؟ فمن غير الممكن أن يفضي لويس بمشاعره إلى أحد.
لا يمكنها أن تقنعه بأن تلك العلاقة لم تكن موجودة من دون دليلّ وهي نفسها غير مقتنعة بذلك تماماً، لذا كل مايمكن أن تفعله هو أن تحاول محو الألم، وإذا اقتضى الامر فستضع كبرياءها جانباً، وستحاول إعادة هذا الزواج إلى الطريق القويم بأي طريقة.
امضت النهار وقد تملكتها حمّى التوقع التي ترافقت مع التوجس والرغبة ، تغلبت على فقدان الذاكرة وهي ...هي متلهفة لأن تتذكر ماكانت تشعر به بين ذراعيه.
أما مدى عمق مشاعرها نحوه، فهذا مالا يمكنها إداركه، رغم أنه من غير المحتمل أن تكون قد تزوجته بدافع الرغبة وحدها..مهما كانت المشاعر معه رائعة.
من ناحية أخرى، حتى لو تبين أن شكها في صحة اتهامها بالخيانة صحيح، فمازال عليها أن تعرف السبب الذي جعلها تتركه.
إذا لم تشأ أن تجن، فعليها أن تضع كل شيء جانباً، وتبدأ من جديد.
كان العشاء مناسبة مريحة بغياب بياتريس وزوجها ريموندو اللذين لبيا دعوة العشاء..أو ربما كان العشاء ليصبح كذلك لولا أنها ليست على أحرّ من الجمر لتنفيذ خطتها الاخيرة، اصطدمت يدها بكأس الماء فانسكب السائل على الطاولة.
وبعد أن مُسح الماء قال لها لويس:
-
يبدو عليك التوتر، هل عاودك الصداع؟.
-
لا، رأسي بأحسن حال، لكن حركتي ثقيلة وحسب.
فتدخلت ريجينا قائلة:
-
هذا يحدث معي أنا ايضاً ، فقد أهرقت ذات مرة كأساً من العصير على ثوب ضيفة، ماأغاظها غيظاً بالغاً.
وأخذت تقهقه بصوت خافت فيما ردّ أخوها بجفاء:
-
هذا مفهوم.. فقد تلف ثوبها.
وسألت كارين:
-
متى علينا أن نكون في حفل الشواء غداً؟.
-
في أي وقت اعتباراً من الظهر، يحضر الناس عندما يشعرون برغبة في ذلك، لأن الطعام يطهى طوال النهار، وعليك ألا تقلقي فسيسعى الكل لئلا تشعري بالارتباك.
غداً ستسمع أسماء كثيرة عليها أن تطابقها مع الوجوه، ورجت ان يتمكن الكل من التحدث قليلاً بالإنكليزية، لأن ذاكرتها لم تستعد ما تعلمته من اللغة البرتغالية سوى القليل .
شعرت بعيني لويس عليها تخترقان دفاعاتها، فيما كانت واعية لطوله ورشاقته وعرض كتفيه ورائحة رجولته.
ومرة أخرى، ألقى عليها لويس تحية المساء عندما أعلنت عن نيتها الانسحاب قرابة الحادية عشرة، توجهت كارين إلى غرفتها وهي في حال من التوتر، أربعة أيام فقط مرت منذ استيقظت على كل هذا في المستشفى، لم تنكر الرغبة التي أيقظها لويس فيها، لكن هل يكفي هذا وحده؟ وهل كان دوماً كافياً ؟.
وفيما كرهت فكرة أنها تزوجته لهذا السبب السطحي فقط، وجدت أن عليها أن تواجه إمكانية أن يكون غياب المشاعر العميقة نحوه هو ماجعلها تهرب وتسعى وراء حريتها.
أما أن يكون هذا السبب هو ماجعلها تبحث عن علاقة مع رجل آخر، فهذا مارفضت التفكير فيه، مهما كان سبب وجود لوسيو فيرنانديز على تلك الطائرة، فهو لم يكن معها، وهي واثقة من ذلك.
كانت في السرير وقد جافاها النوم ، عندما دخل لويس إلى غرفته، أخذت تصغي إلى الصوات الخافتة، تنتظر الصمت الذي يشير إلى أنه أصبح في سريره.





ومضت نصف ساعة أخرى قبل أن ترغم أطرافها أخيراً على الحركة، ، طاردة الشكوك من ذهنها، لابد من اتخاذ خطوة ما فلا يمكنها الاستمرار بهذا الشكل ، إن لم تحبه بشكل عميق من قبل، فهي تستطيع أن تتعلم ذلك الآن.
وثلاثة أشهر فقط ليست كافية لذلك.
فتحت الباب بما أمكنها من هدوء، كانت غرفته مظلمة لكن ضوء القمر أضاء السرير في الجانب الابعد، ترددت كارين على العتبة ، مقاومة دافعاً إلى العودة من حيث أتت، وخنقة شهقة حين انقلب لويس ثم انتصب جالساً وهو يسألها:
-
ماهذا؟ هل أنت مريضة؟.
ردت بصوت أجش:
-
لا..فكرت..أردت...
وأخذت نفساً آخر عندما مدّ ذراعه ليضيء المصباح:
-
لا تشعل النور رجاءً.
عادت ذراعه إلى مكانها، على الملاءة البيضاء التي تغطي النصف السفلي من جسده، عندما مال إلى الأمام، رأت أن نصفه العلوي عاري، فتسارعت دقات قلبها.
قال بعد لحظة:
-
ماذا تريدين؟.
فأجابت قبل أن تفقد شجاعتها:
-
أنت ، أريدك يالويس!.
لم يقم بأيّ رد فعل، بدا جلده أشبه بحرير مدهون بالزيت في ضوء القمر، كان يحدق فيها، وعندما تكلم ، بدا صوته منخفضاً متزناً:
-
ماذا؟.
أخذ ذهنها يبحث عن جواب لهذا السؤال غير المتوقع، إن الجواب واضح وانفجرت تقول:
-
أكاد اجن لأنني لا أستطيع أن أحتمل دقيقة اخرى! ادرك كم هو صعب عليك أن تعتقد أنني عرفت رجلاً آخر ، أعلم أنك لن تصدقني عندما أقول إنني واثقة من أنني لم أعرف أي رجل آخر.
-
وكيف تعلمين؟.
-
أنا أعلم وحسب، سمّه غريزة، سمّه ماتشاء!
طال صمته ولم يكشف وجهه عن شيء ثم قال أخيراً:
-
هل تقولين إن بياتريس كانت تكذب؟.

كبحت الكلمات، مفضلة عدم التطرف:
-
أو لعلها مخطئة.
-
كيف تفسرين إذن وجود اسم فيرنانديز على قائمة المسافرين؟.
-
لا أستطيع، لا أستطيع أن أفسر سبب وجودي أنا على تلك الطائرة، فكيف أفسر سبب وجوده؟ وقد لا نعرف أبداً، ولكن إذا كنت سأبقى هنا....
فقاطعها:
-
مامن حلّ آخر.
بسطت كفيها وقالت:
-
جميل، أنا أقبل بهذا، ولكن علينا أن تسعى إلى تصحيح الأمور بيننا، إذا خذلتني الآن...
-
أتظنني قادراً على ذلك.
والقى بالملاءة التي تغطيه جانباً، كاشفاً عن جسده، فشعرت بعضلات معدتها تتشنج.
قال بنبرة رقيقة:
-
أنت محقة، ليس امامنا إلا أن نمحو الماضي من ذهننا، تعالي.
تقدمت من السرير وقلبها يخفق بين أضلعها.
تكلّم بلغته، كانت الكلمات غريبة في أذنيها، ومع ذلك مفهومة وعندما مّد يديه إليها ، ألقت بنفسها بين ذراعيه.
ولم تشعر بتحفظ في إظهار أحاسيسها، وفي مبادلته العناق.
شعرت وهي بين ذراعيه وكأنها في الجنة، همست عندما استطاعت أن تتكلم، وقد عجزت عن أن تصدق قوة مشاعرها:
-
هل الامر دوماً بهذا الشكل بيننا؟.
رفع رأسه ونظر إليها بعيني أشبه ببحيرتين لا يسبر غورهما في هذا الضوء الخافت:
-
ليس تماماً.





- أتعني أنه كان عليك أن تعلمني كيف.. أتجاوب معك؟
-
حاولت أن أحررك من الكبت الذي يغطي طبعيتك الحقيقية.
ورفع يده يزيح شعرها عن وجهها، ثم يلامس خدها ببطئ.
-
متى قررت أنك تريد أن تتزوجني؟
فابتسم :
-
منذ اللحظة التي رأيتك فيها، أصبحت أسيرك مدى الحياة.
-
أحقاً؟.
-
نعم.
بقيت كارين صامتة للحظة، محاولة أن تخترق الضباب الذي يغلف ذاكراتها ، ولكن من دون جدوى، إذا كان ماشعرت به نحو هذا الرجل قبل أن تفقد ذاكراتها مجرد رغبة جسدية، وهذا مالا تستطيع أن تحكم عليه بعد، فإن ماتشعر به حالياً حو حتماً أكثر من ذلك.
قالت بلهجة حميمة:
-
لايمكن ابدا أن أهتم برجل آخر وأنت معي! عليك أن تصدق هذا يالويس.
فقال بحزم:
-
لقد اتفقنا على أن نضع هذا الموضوع جانباً، إلى أن تستعيدي ذاكرتك.
وإذا لم تستعد ذاكرتها، فلن يكون هناك جواب عن هذا السؤال .
وهمس لها صوت في أعماقها: سواء أكانت على علاقة بأحد أم لا، فثمة ماجعلها ترحل.
وصرفت هذه الفكرة من ذهنها عندما انحنى لويس ليعانقها.
بدا واضحاً من طريقة ريجينا في إمعان النظر على مائدة الفطور، أنها لاحظت الفرق في وضعهما هذا الصباح، ومن نظرات بياتريس نحوهما بدا أنها هي ايضاً لاحظت ذلك، ، ولم يسرها هذا على الإطلاق.
أرغمت كارين نفسها على أن تتجاهل هذه النظرات، شفاء ذاكراتها قد يؤديها على المدى الطويل، ومالا تعرفه قد يؤلمها، قالت:
-
عليّ أن أتعلم اللغة مرة اخرى، يبدو أنني لم أجدها صعبة كثيراً من قبل، أظنني واحدة من قلائل عليهم أن يفعلوا ذلك مرتين.
وضحكت ، فرد لويس:
-
من الممكن أن تكون أذنك قد اعتادت عليها.
فقالت ريجينا بلهفة:
-
سأساعدك قدر إمكاني، مثل ( صباح الخير)( مساء الخير) كما انك ....
قال لويس بجفاء:
-
أظن أن كارين تعلمت الامور الاسياسية.
أحنت ريجينا بلهفة رأسها وتمتمت مخاطبة أخيها بالبرتغالية معبرة عن أسفها، وطالبة المعذرة من كارين.
فقالت كارين:
-
لايوجد مايستوجب الاعتذار أو الأسف ومرحباً بأي نوع من المساعدة.
-
أردت فقط أن أقول إنك لست بحاجة لأن تحيي الناس الذين سبق وعرفوك من قبل بشكل رسمي، كلمى (اولا) تكفي.
ونظرت إلى أخيها.
وتساءلت كارين عما إذا كان بإمكانها أن تلفظ هذه الكلمة بشكل صحيح، مازالت تشعر بالقلق من فكرة مقابلتها كل أولئك الذين تتكلم عنهم ريجينا، لكن على هذه أن يحصل، على الاقل لا أحد منهم يعلم ما ماالذي كانت تفعله في ريودي جانيريو.
ومالبثت أن طردت هذه الافكار من ذهنها، لم يظهر ريموندو أو بياتريس أي اهتمام بحضور حفل الشواء وشعرت كارين بفروغ صبر شقيق زوجها ريموندو الذي يبدو تحت سيطرة زوجته والذي يختلف عن أخيه لويس من حيث الصفات.
كان منزل آل ( فبريز) فيلا من طابق واحد، مبنية على أرض خضراء، وكانت النساء ترتدي ملابس بسيطة كما نصحتها ريجينا أن تفعل.

ساد بعض الارتباك ، لكن كارين توقعت ذلك، فمن المستحيل أن يواجه أي شخص وضعاً كهذا بهدوء واتزان ، لقد اختلطت بهولاء الناس مدة ثلاثة أشهر ولا شك انها استضافتهم في غوافادا، ومع ذلك لم تميز أي اسم أو وجه.
كما زاد الطين بلة أنهم لا يتحثون الإنكليزية كلهم.
في البداية جلس لويس بجانبها، كما بذلت وحاولت هي جهادها لمواجهة الوضع، لكن أحد الرجال سرقه منها ليتناقشا في مسائل العمل، وتفاقم الفزع في داخلها، فهولاء غرباء تماماً بالنسبة إليها، كيف يمكنها أن تتصرف في وضع كهذا وهي التي لا تفهم مايقولونه؟.
وإذا خافت أن تخسر ماتبقى لديها من اتزان، بحيثت عن زواية هادئة في الحديقة لترتاح فيها، وجدت مقعداً خشبياً فجلست عليه، ثم رفعت عينيها إلى الشمس وسرعان ما أغمضتهما تحميهما من الوهج، شعرت وكأن رأسها محشو بالقطن.
سمعت صوتاً يسألها:
-
ألا تشربين شيئاً؟.
فتحت عينيها مكرهة فرأت رجلاً يحمل زجاجة عصير وكأسين، لا بد أنه تبعها وحاولت أن تتذكر اسمه، جورج أرويو إذا لم تكن مخطئة، كان مثل سن لويس وبالغ الوسامة ، لقد لفت انتباهها إعجابه البالغ بنفسه،اجابت:
-
شكرا، أردت فقط أن أمضي بعض الوقت وحدي.
فقال:
-
أنا متعاطف معك ومع لويس أيضاً، لقد حسدناه حين أحضرك في البداية إلى هنا، لكنني أظنه يفضل أن تتركيه من أجل رجل آخر، على أن يُلغى من ذاكرتك كلياً.

ظنت للحظة أنه يشير إلى لوسيو فيرنانديز، واستطاعت في آخر لحظة أن تمنع نفسها من إنكار تلميحه فقالت:
-
مازلنا معاً، على الاقل.
-
ولكن هل سيكون الأمر هو نفسه بالنسبة إليك؟.
رفعت كتفيها:
-
بما أنني لا أتذكر كيف كان الوضع من قبل، لا أستطيع الجواب عن هذا السؤال، لغتك الإنكليزية ممتازة.
قال هذا لتبعد الحديث عن الأمور الشخصية، فأجابها:
-
كنا نتحدث البرتغالية منذ وقت قصير، يالخدع الدماغ الغريبة.
أزعجتها ( كنا) لدلالتها على أنهما اعتادا أن يجتمعا ويتحدثا، شيء ما في هذا الرجل أثار فيها حذراً غريزياً.
برز لويس من خلف أجمة قائلاً بتوتر:
-
كنت أبحث عنك، هل أكلت؟.
هزت رأسها باستياء وهي ترى غضبه:
-
لم آكل بعد.
-
تعالي معي إذن.
وقفت على الفور لما رأته من انزعاج لويس من وجود هذه الرجل هنا.
سألها لويس أثناء سيرهما:
-
لماذا تركت الآخرين؟.
-
كنت بحاجة إلى بعض الراحة.
-
هل لحق بك جورج؟.
نظرت إلى ملامحه العابسة، وكرهت أن تستمر في الدفاع عن نفسها لكنها شعرت بالحاجة إلى تهدئة الجو بينهما:
-
لم أطلب منه أن يرافقني، هل لديك شيء ضده بالذات؟ أم أنه مجرد شعور بالنفور؟.
-
يكفيك أن تعلمي أن هذا الرجل ليس موضع ثقة.
أدركت كارين أنه لن يقول المزيد وعلى أي حال ، لم يكن يهمها أن تعرف المزيد.
كان الطعام ممتازاً، وكانت قطع اللحم كبيرة كما لم ترها في حياتها! وتساءلت إن كان اللحم من مزرعتهم غوافادا .
وعندما سألت لويس عن ذلك قال لها إن أغلب لحوم مزرعتهم تصدر إلى الخارج:
-
لكننا فعلاً نزود المناطق المحيطة بنا باللحوم , ثمة مسلخ صغير في المدينة.





اجفلت بشكل إرادي فقابل رد فعلها هذه بابتسامة جافة:
-
إنها سنة الحياة، فعدا عن اللحم الذي نتناوله، هذا الحذاء الذي تنتعليه من جلودها.
-
أعلم هذا، وأعلم أيضاً أن من الحماقة أن أشعر لذكر ذلك، لكنني...
-
لكن حب الإنكليز للحيوانات يشمل كافة أنواعها.
وسكت لحظة فيما راح ينظر إليها بغموض:
-
ربما تريدين حيواناً تدللينه؟.
ربما أنها تدرك مدى التوتر الذي لا زال بينهما، فوجئت بهذا العرض، وقال:
-
أحب أن يكون لدي كلب، لطالما اقتنى والدي كلباً.
-
سنرى مايمكننا أن نفعله في هذا الشأن، ولكن عليك أن تعلميه أن يبقى بعيداً عن النهر فالتماسيح لا ترحم احداً.
-
إذا كان النهر يعج بالتماسيح، فعليّ أن أبقى بعيدة عنه.
قالت هذا وهي تدرك كم عليها أن تعاود التعلم عن حياتها هنا، وسألته:
-
ومما عليّ أن انتبه منه ايضاً؟.
-
حيوان الكونغار، والحية الخشخاشة.
وابتسم للنظرة التي بدت في عينيها:
-
أنا أمزح معك، قليلون هم الذين يواجهون مثل هذه الحيوانات التي تسرّع دقات القلب.
رفع قدمه ووضعهما على حافة حوض الأزهار، فبدا السروال القصير مشدوداً على فخده المفتول العضلات.
كان هو نفسه قادراً على جعل دقات القلب تتسارع، وشعرت بالمشاعر تثور في داخلها.
قال بلطف:
-
حان وقت العودة إلى البيت.
سألته:
-
ماذا عن ريجينا؟.
-
هناك من سيرافقها إلى البيت.
لم تحتج الدونا فيريز على خروجهما المبكر، وتقبلت عذر كارين التي بدت متعبة، لقد جاءا الى الحفل بالسيارة الفسيحة التي أحضرتها من المطار منذ أيام قليلة فاستقلاها عائدين.
كانت كارين تنتظر الساعة أو الاثنتين القادمتين بشوق متزايد، فمهما كان ماينقص هذا الزواج، لا شيء يمكنه أن يسلبهما هذا، أبداً....

نهاية الفصل الخامس




Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:36 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- وارتفع الضباب

رغم أن علامات الشفاء من فقدان الذاكرة لم تظهر على كارين، إلا أنها وجدت نفسها تتعلم أسس اللغة البرتغالية بشكل أسرع بكثير مما توقعت، كانت البرتغالية الأوروبية، إذ أدخلت إليها كلمات هندية عامية وكلمات اللغات الأفريقية التي كان العبيد يتكلمونها في الماضي.
-
هل استطعت قط أن ألفظ الأحرف الصوتية؟.
طرحت هذا السؤال على لويس ذات مساء، وقد تملكها الإحباط بعد محاولات عديدة فاشلة للفظ بشكل صحيح.
-
ليس تماماً ، لكن هذا سيحصل مع الايام، كل شيء يصبح أسهل مع مرور الأيام.
قال الجملة الأخيرة وقد علت وجهه سحابة.
وخطر لها أن أمراً وحيداً لم يستطيعا وضعه جانباً...قالت:
-
ربما كان من الأفضل لنا، لو لم أربح قط تلك النقوذ..لو لم نتعارف قط.
هز رأسه وأجاب:
-
لا فائدة من هذا الكلام، علينا أن نعيش مع ما لدينا.
كانت تسرح شعرها عند طاولة الزينة ، فراحت تنظر إليه في المرآة وهو يندس فوق السرير، لقد عاشا كزوجين في كل ليلة من الليالي العشر الماضية، ولن تشكل هذه الليلة استثناء.
لم يذكر لويس موضوع حملها مرة أخرى، وقد ترددت هي في إثارته، وتساءلت من كان ذكراً أم انثى؟.
الحمل، انها المرة الأولى التي تفكر فيها في أن لويس لم يستعمل قط أي نوع من أنواع الحماية من الحمل.. كما لم تفعل هي.

جمدت الفرشاة في يدها وأخذت تفكر في مايعنيه ذلك، وقد اختلطت في ذهنها المشاعر.
وفي هذه الاثناء، استند لويس إلى الوسائد خلفه وأخذ ينظر إليها بإمعان:
-
هل هناك ماتريدين قوله؟.
فقال بصوت جحش:
-
أتظن أن طفلاً آخر سيقرب بيننا مرة أخرى؟.
-
أظن أن هذا لن يضر، مامن مانع صحي يحول دون ذلك.
-
كان علينا أن نناقش هذا الأمر، لا يحق لك ان تقرر ذلك وحدك!
-
ألا تريدين طفلاً؟.
-
ليس هذا هو ما أقصده.
-
ماالذي قصدته إذن؟.
-
هذا الوضع بأكمله!
-
الوضع هو مانفعله من الآن فصاعداً، لقد اتفقنا على بداية جديدة، أتعنين أنك لا تريدين ذلك؟.
-
أن لا أعني هذا طبعاً ..أنا فقط...
وسكتت وهي ترفع كتفيها:
-
أظن أنه من الأفضل أن ننتظر قليلاً، هذا كل مافي الأمر.
-
هذا لا يناسبني، هل أنت قادمة إلى السرير؟.
فتملكها الغضب:
-
ليس لكي أمنحك ابناً ووريثاً فقط.
وسرعان ماندمت على هذه الكلمات، لم يتحرك لويس لكن صمته كان أفصح من الكلام ورمت الفرشاة من يدها وتوجهت إليه ثم جلست على حافة السرير ووضعت خدها على صدره وهمست:
-
هذا ليس عدلاً.

مد يده يتخلل شعرها ويلامس رقبتها ، لكنها شعرت بالحزن في صوته وهو يقول:
-
إذا كنت تشعرين بأنك لاتريدين ذلك.
-
بل اريد.
ورفعت رأسها تنظر اليه، باذلة كل جهدها في اقتناعه وإقناع نفسها:
-
اريد ان نعود الى حيث كنا في البداية، عل كل حال ، يمكن ان يشكل هذا إنجاز حقيقياً، فلا فائدة من إقفال الاصطبل بعد هرب الحصان!.
فقال لاوياً شفتيه بابتسامة موافقة:
-
نعم ، لا فائدة على الاطلاق.
إنه على حق، عليهما ان يتابعا حياتهما كما كانا ليفعلا لو ان ذلك الحادث لم يقع، والأولاد هم جزء لا يتجزأ من أي زواج.
كل ماترجوه هو ان يكون الاطباء على حق في تقييمهم لقدرتها عل الإنجاب مجدداً.
***

كان الكلب الصغير الذي احضره لويس بعد يومين مزيجاً من اجناس عدة، ويتميز بجسمه الممتلئ وذيله الطويل، عشقته كارين منذ البداية وسمته شمشون تعويضا له عن صغر حجمه.
اما بياتريس فاعتبرت ان وجوده حيوان طليق من أي نوع كان، في المنزل خطأ، لكنها كانت تخفض صوتها حين تعبر عن رأيها ، وحين تعلم ان كارين قد تسمعها.
قالت ريجينا وهي مبتهجة بالضيف الجديد:
-
إنها تريد فقط ان تعثر على عيب في كل شيء، قال لويس ان شمشون هو واحد من خمسة جراء، ولعلني اجد واحداً منها لنفسي.
وفكرت كارين في ان هذا سيعطي بياتريس سبباً جديداً للتذمير.
وأضافت ريجينا:
-
هل لك ان تطلبي ذلك من لويس؟ فهو لا يرفض لك طلباً.
تملك كارين الشك في ذلك لأن علاقتهما خارج غرفتهما لم تكن قوية، لكنها قالت:
-
سأحاول ، ولكن لا تعتمدي على ذلك.
لم يكن رد فعله تلك الليلة ، حين حدثته عن رغبة ريجينا مشجعاً.إذا قال إن اخته لم يسبق لها ان اظهرت أي اهتمام بتربية الحيوانات من قبل، كما قال إن هذه مجرد نزوة عابرة، واجابت كارين:
-
إذا الأمر كذلك ، فيسرني ان اتحمل مسؤولية الكلبين معا، لكنني لا أظنك تنصفها.
فقال ساخراً:
-
أتظنينها لن تغير رأيها؟ لديها سوابق في هذا المجال.
فقالت متذمرة:
-
ثمة فرق كبير بين هذا وبين الافتتان بالشباب.
أخذ يتأملها والغموض في ملامحمه:
-
اتعتقدين هذا ؟ ريجينا شغوفةبك، وعليك ان تدركي هذا، فأينما ذهبت تتبعك ، وهذه مسؤولية كبرى.
-
وأنا ايضاً احبها كثيراً. دعها تحصل على الكلب يالويس، انني واثقة من انها ستعتني به.
امال رأسه :
-
سأدع لك مهمة إخبار بياتريس.
عندئذ قالت تعنفه مداعبة:
-
أنت جبان.
رأت عينيه تلمعان فجأة، وتقدم منها بخطوة سريعة ، ثم حملها بين ذراعيه، حملها الى الفراش ورماها على وجهها واضعاً يده بين كتفيها يثبتها قائلاً:
-
اعتذري أو ادفعي الثمن.
رفعت يديها باستسلام ساخر:
-
اعتذر..اعتذر.
قلبها على ظهرها لكنه لم يدعها تنهض، لقد حلت مشاعر أقوى محل الدعابة وهو يتأمل وجهها الضاحك الجميل، لابد أن علاقتهما كانت بهذا الشكل في البداية، كما خطر لكارين وهي تنظر الى وجهه بشوق، كان هذا مختلفاً تماماً عن تلك المحنة العصبية التي عاشاها في اثناء الاسابيع الماضية.
في مابعد، اخذت تتساءل عما إذا كان الطبيب النفسي قادراً على شفائها.
لكن، هل تريد ان تعلم الحقيقة حقاً؟ مهما كان ماجعلها تسرع الى ريودي جانيرو، فقد اصبح من الماضي، وربما من الافضل ان تتركه.
تحرك لويس ووضع ذراعه حول خصرها يجذبها اليه، مرت باصابعها على صدره فشعرت بالعضلات تنكمش تحت لمستها.
قبلته فأطلق ضحكة خافتة وهو يقول:
-
سوف تندمين على وقاحتك ، يوماً ما.
وخطر لها انها قد تندم على امور كثيرة، ولكن ليس هذا...
وكما هو متوقع اخذ الجروان يسببان قدراً من الفوضى، فقابل مستخدمو المنزل ذلك بالتسامح، ماعدا بياتريس، اوشكت كارين ان تقترح عليها مرات عدة ان تجد لنفسها مكاناً آخر تعيش فيه مع زوجها إذا كان هذا المنزل لا يناسبها، لكن هذا القرار يعود لزوجها لويس وليس لها.
الكآبة التي تملكتها حين علمت انها ليست حاملاً كانت شديدة بشكل لم تتوقعه بينما واجه لويس هذا بنوع من الفلسفة، لم تخف بخيبة امله.
قالت :
-
لنفرض اني عجزت عن الحمل مرة اخرى، لنفرض انني لم استطع ان امنحك ابناً يرث المزرعة؟
ضمها اليه:
-
التفاؤل افضل من التشاؤم، الوقت امامنا طويل.

إذا كان لديها امنية فهي أن يتمكنا من البوح بما يعتمل في صدرها ،لكن ، ولكي يصبح هذا ممكناً عليهما ان يجدا اجوبة عن العديد من الاسئلة، كيف يمكن للحب ان ينمو حيث لايوجد ثقة؟
لقد مر عليها ، منذ استيقظت في سرير المستشفى ستة اسابيع، هذا ماادركته ذات صباح وهي تنظر الى التاريخ، مايعني ان اربعة اشهر ونصفاً مرت منذ ربحت ذلك المال الذي غير حياتها.
الجزء الأكبر من هذه الفترة مازال صفحة بيضاء من ذاكرتها، وقد تقبلت احتمال ان يبقى كذلك طيلة حياتها، مازالت تشعر احياناً بحنين الى الوطن والى من تركتهم هناك، لكن عليها ان تعترف بأن لا سبيل لمقارنة حياتها هناك بحياتها هنا.
شكواها الوحيدة انها لاترى لويس كثيراً اثناء النهار، فهو يمضي بعضاً من وقته في المزرعة، ثم يعود الى مكتبه الذي يضم كافة المعدات العصرية التي يحتاجها سير الأعمال، وهو على عكس ريموندو الذي يترك الآخرين يديرون شؤونه، يفضل القيام بأعمال بنفسه.
قالت ذات مساء:
-
ربما يمكنني ان اساعد بطريقة ما، لديّ إلمام بأجهزة الكومبيوتر وماشابه.
فضحك:
-
لا اشك بذكائك، لكن هذا غير ضروري.
-
هل معنى ذلك انك لا تريد لأحد ان يتطفل على شؤونك؟
قطب جبينه للهجتها:
-
معناه انني احب ان اعمل وحدي، لديك ما يكفي ليشغلك، لاسيما بعد ان عدت الى قيادة السيارة.
تأملها لحظة وقد ازداد عبوسه ثم سألها:
-
هل تجدين الحياة هنا مملة؟
-
كلا، ابداً، لكنها مختلفة عما اعتدته.
-
لقد انتهت حياتك القديمة منذ ستة اشهر تقريباً.
-
ليس بالنسبة اليّ، ام اتراك نسيت؟
وسرعان ماندمت للحدة في لهجتها بعد ان رأت فكه يتوتر فأضافت:
-
انا امزح.
-
هذه مزحة سخيفة، فأنالا انسى شيئاً.



في مابعد، اخذت تتساءل عما إذا كان الطبيب النفسي قادراً على شفائها.
لكن، هل تريد ان تعلم الحقيقة حقاً؟ مهما كان ماجعلها تسرع الى ريودي جانيرو، فقد اصبح من الماضي، وربما من الافضل ان تتركه.
تحرك لويس ووضع ذراعه حول خصرها يجذبها اليه، مرت باصابعها على صدره فشعرت بالعضلات تنكمش تحت لمستها.
قبلته فأطلق ضحكة خافتة وهو يقول:
-
سوف تندمين على وقاحتك ، يوماً ما.
وخطر لها انها قد تندم على امور كثيرة، ولكن ليس هذا...
وكما هو متوقع اخذ الجروان يسببان قدراً من الفوضى، فقابل مستخدمو المنزل ذلك بالتسامح، ماعدا بياتريس، اوشكت كارين ان تقترح عليها مرات عدة ان تجد لنفسها مكاناً آخر تعيش فيه مع زوجها إذا كان هذا المنزل لا يناسبها، لكن هذا القرار يعود لزوجها لويس وليس لها.
الكآبة التي تملكتها حين علمت انها ليست حاملاً كانت شديدة بشكل لم تتوقعه بينما واجه لويس هذا بنوع من الفلسفة، لم تخف بخيبة امله.
قالت :
-
لنفرض اني عجزت عن الحمل مرة اخرى، لنفرض انني لم استطع ان امنحك ابناً يرث المزرعة؟
ضمها اليه:
-
التفاؤل افضل من التشاؤم، الوقت امامنا طويل.

إذا كان لديها امنية فهي أن يتمكنا من البوح بما يعتمل في صدرها ،لكن ، ولكي يصبح هذا ممكناً عليهما ان يجدا اجوبة عن العديد من الاسئلة، كيف يمكن للحب ان ينمو حيث لايوجد ثقة؟
لقد مر عليها ، منذ استيقظت في سرير المستشفى ستة اسابيع، هذا ماادركته ذات صباح وهي تنظر الى التاريخ، مايعني ان اربعة اشهر ونصفاً مرت منذ ربحت ذلك المال الذي غير حياتها.
الجزء الأكبر من هذه الفترة مازال صفحة بيضاء من ذاكرتها، وقد تقبلت احتمال ان يبقى كذلك طيلة حياتها، مازالت تشعر احياناً بحنين الى الوطن والى من تركتهم هناك، لكن عليها ان تعترف بأن لا سبيل لمقارنة حياتها هناك بحياتها هنا.
شكواها الوحيدة انها لاترى لويس كثيراً اثناء النهار، فهو يمضي بعضاً من وقته في المزرعة، ثم يعود الى مكتبه الذي يضم كافة المعدات العصرية التي يحتاجها سير الأعمال، وهو على عكس ريموندو الذي يترك الآخرين يديرون شؤونه، يفضل القيام بأعمال بنفسه.
قالت ذات مساء:
-
ربما يمكنني ان اساعد بطريقة ما، لديّ إلمام بأجهزة الكومبيوتر وماشابه.
فضحك:
-
لا اشك بذكائك، لكن هذا غير ضروري.
-
هل معنى ذلك انك لا تريد لأحد ان يتطفل على شؤونك؟
قطب جبينه للهجتها:
-
معناه انني احب ان اعمل وحدي، لديك ما يكفي ليشغلك، لاسيما بعد ان عدت الى قيادة السيارة.
تأملها لحظة وقد ازداد عبوسه ثم سألها:
-
هل تجدين الحياة هنا مملة؟
-
كلا، ابداً، لكنها مختلفة عما اعتدته.
-
لقد انتهت حياتك القديمة منذ ستة اشهر تقريباً.
-
ليس بالنسبة اليّ، ام اتراك نسيت؟
وسرعان ماندمت للحدة في لهجتها بعد ان رأت فكه يتوتر فأضافت:
-
انا امزح.
-
هذه مزحة سخيفة، فأنالا انسى شيئاً.


وعندما حاول ان يبتعد عنها امسكت بذراعه:
-
آسفة لويس ، انا ادرك مدى صعوبة هذا الامر بالنسبة اليك، كنت فقط ...
وسكتت ، فقال:
-
يالي من رجل مسكين! أنا اعرف هذا الشعور جيداً، لم يحدث لك قط مايجعلك تخافين مني.
فقالت:
-
اعلم هذا.
ورأت ابتسامته الساخرة تعود وهو يقول:
-
انت لا تعلمين شيئاً عن تلك الشهور الثلاثة.
فقالت متلهفة الى محو الضرر الذي احدثته:
-
انا واثقة من انني كنت لأشعر بأن ثمة سبب يجعلني اخاف منك، كما كنت لأشعر لو انني عرفت رجلاً غيرك.
بقي لحظة طويلة لا يتحرك، متأملاً ملامحها بحدة اخترقتها ، مدت يديها الى اعلى لتعانقه مستخدمة كل ماتعلمته في الاسابيع الماضية لجعله يلين.
لم تتلق أي جواب شفهي، لكنها قرأته في اشتعال عينيه السوداوين ، لم يكن هذا هو الجواب الشافي، لكنه يكفي حالياً.
***

طرد الجروان من المنزل وانتصرت بياتريس بعد ان مزقا سجادتين صغيرتين، وكانت ريجينا قد فقدت اهتمامها بالحيوانات رغم انها مازالت تلعب معهما احياناً.
قال لويس لكارين حين رآها تخرج الكلبين للنزهة معاً:
-
لن اقول لك انني نبهتك.
فاجابت بحدة:
-
لكنك قلت هذا لتوك، لكنك محق، هذه ليست مشكلة.
فقال وهو يرى المجهود الكبير الذي تبدله لتتحكم بالحيوانين:
-
يبدو ان هذا قد يصبح مشكلة كبرى، وإذا اصبحا قويين جداً بالنسبة اليك، ماذا ستفعلين عندما يكبران؟
-
سيكونان تدربا جيداً حينذاك، وكل مايتطلبه الأمر هو المثابرة.
-
نعم، يمكنني أن ارى مدى حسن طاعتهما لك.
لمعت عيناها لسخريته :
-
لايمكننا ان نكون جميعاً مستبدين.
رفع حاجبيه متهكماً:
-
وهل انا مستبد؟
وكان عليها ان تبتسم :
-
لابأس ، لقد زاد هذا قليلاً عن الحد، ولكن لا تعنف ريجينا ، فستظنني شكوتها اليك.
-
وهذا ماينبغي عليك ان تفعليه، انها تستعمل طبيعتك الطيبة، والآن دعيني اعيدهما الى مكانهما ووفري على نفسك العناء.
اطاعته كارين ولم تدهش قط عندما اطاعه الكلبان ايضاً.
قالت له مترددة:
-
ارجو ألا تقترح إعادة برونو، سيكون شمشون وحيداً من دونه.
-
يمكنه ان يبقى اذا وافقت على ان يعتني بهما كارلوس.
-
على الا يؤديهما بالضرب، لا اريدهما جبانين.
-
ساوصيه بأن يعاملهما جيداً.
وسكت لحظة ثم قال:
-
عليّ أن اذهب الى برازيليا.
-
لترى امك؟
-
سأتصل بها من هنا، لكن لدي مصالح اخرى.
نظرت اليه كارين وقد حدثتها غريزتها بوجودي شيء مالم تستطيع تفسيره، لكن ملامحه لم تكشف مايخفيه.
-
كم ستغيب؟
-
ليس اكثر من يومين او ثلاثة.
-
متى؟
-
غداً.
ابتعلت ريقها شاعرة بجفاف مفاجئ في حلقها:
-
سأفتقدك.
فأبتسم :
-
اثناء الليل على الأقل.


فقالت بحدة:
-
أتظن ان كل مايهمني هو الجنس؟.
-
أظن انه يلعب دوراً هاماً في علاقتنا ، لطالما فعل.
فقالت وهي ترغم نفسها على مواصلة السير:
-
أتعني اني لم اشعر قط بشيء آخر نحوك.
-
اعتقد انك اقنعت نفسك بخلاف ذلك، كما اقنعت أنا ايضا نفسي لفترة من الزمن.
فقالت باللهجة الفاترة نفسها:
-
حتى هربت منك ذات يوم، مثبتة العكس، مازلت تعتقد انني هربت مع لوسيو فيرنانديز، أليس كذلك؟
-
لا ارى سبباً غير ذلك، لقد ترك العمل في اليوم نفسه من دون ان يعلم احداً برحيله.
هزت رأسها بشدة:
-
لايمكن ابداً لرجل من نوعه ان يجذبني.
-
كثيرات هن النساء اللواتي انجذبن الى ذلك، كانت سمعته معروفة.
-
ومع ذلك استخدمته؟
-
حياة الرجل الخاصة ملكه،وهو يقبض اجراً مادام يقوم بالعمل.
-
إلاإذا انتهك حرمة حياتك الخاصة طبعاً!
لم تحركه سخريتها قال:
-
هذا صحيح، يرأى الطب ان فقدان ذاكرتك الجزئي ماهو إلا طريقة يعتمدها العقل لنسيان مالا يريد ان يتذكره، وإذا كان فقدانك لذاكرتك نهائيا ، فالطريقة الوحيدة للتأكد من انك لم تكوني على علاقة به هي ان اجعله يخبرني بذلك بنفسه.
-
وكيف تفعل ذلك وأنت لا تعرف مكانه؟
-
استخدمت شخصاً ليقتفي اثره.
تملك كارين القلق، هاهي تحدث نفسها بأنها لايمكن ان تلجأ الى رجل من نوع لوسيو فيرنانديز، ولكن كيف يمكنها ان تتأكد؟كيف يمكنها ان تتأكد من أي شيء؟
-
ارجو ان ينجح في ذلك.
ترك لويس الموضوع عند هذا الحد، لكن بدا واضحاً ان لن يفارق ذهنه، وقد عاد يلاحقها هي ايضاً مرة اخرى، كان لوسيو فيرنانديز على الطائرة نفسها بعد ان ترك عمله من دون ان يعلم احداً، فأي تفسير آخر لذلك؟
***

ذلك المساء كان لديهم بعض الضيوف على العشاء لم تكن الدعوة رسمية بل مجرد اصدقاء فاختارت كارين ان تلبس تنورة حريرية وقميصاً من دون كمين، كما انتعلت حذاء خفيفاً عالي الكعبين، جعلها تبدو طويلة مرة اخرى.
جرأتها في التحدث بالبرتغالية جعل اندمامجها مع الجميع اسهل، وإذا شعر أي كان بالارتباك بسبب فقدانها ذاكرتها ، فقد اخفى ذلك جيداً حتى ان بياتريس بذلت بعض الجهد لإخفاء شعورها، وعندما اخذت كارين تراقبها خلسة وهي تتحدث الى الرجل الجالس بجانبها، عجبت كم تبدو مختلفة وهي تبتسم، كانت تعلم انهما لن تكونا صديقتين يوماً لأنها حظيت بالرجل الذي تريده بياتريس، ومامن شيء سيغير هذا.
قد يبدو ريموندو غافلاً عن ان زوجته تفضل اخاه عليه، ولكن لا يمكن ألا ينتبه ابداً، وغالباً ماكانت تشعر برغبة في ان تقول له الا يضعف عندما يسوء مزاج بياتريس، لكنها كانت تتراجع، وعندما فتحت الموضوع مع لويس، اكتفى يهز كتفيه قائلاً ان على ريموندو ان يفرض احترامه بنفسه.


كان يجلس على رأس المائدة، وبياض قميصه الحريري الناصع يبرز سمرة وجهه وعنفه، ماجعلها تتلهف اليه، كان مخطئاً حين قال إن للجنس الدور الأول في العلاقة، انه دور حيوي، ولكن ثمة اكثر من ذلك بكثير في هذه المشاعر التي اثارها فيها الآن.
لو كانت تكن له مثل هذا الشعور العميق من قبل، فحتى الجياد البرية ماكانت لتتمكن من جرها بعيداً عنه... إنها واثقة من ذلك، ماالمشكلة إذن؟
انخفاض الحرارة جعل احتساء القهوة على الشرفة غيرمناسب، فانتقل الضيوف الى غرفة جلوس فسيحة ليتناولوها، استمرت الاحاديث بسرعة ، فبذلت كارين جهدها لمجاراتهم، لكن ذهنها لم يكن يركز معهم حقاً، فهي لا تعلم حتى في أي ساعة سيسافر لويس صباح الغد.
جاءت ريجينا وجلست بجانبها ، وقدبدا وجهها الطفولي الجميل متأنقاً، سألتها بلهفة:
-
مارأيك فيه اذن؟
عادت كارين بأفكارها الى الحاضر:
-
رأيي بمن؟
-
ميران طبعا، ميران فيلوتا.
حولت كارين انتباهها الى الفتى موضوع النقاش، كان في منتصف العشرينات من عمره، بالغ الوسامة ويتدفق حيوية واندفاعاً مايجعله يجذب أي فتاة، كانت قد تعرضت اليه أثناء زيارتهم لآل فيريز، ما جعلهم يدعونه على العشاء الليلة.
قالت كارين:
-
يبدو ظريفاً تماماً.
فبدت الإهانة على ملامح ريجينا:
-
ظريف؟ هل هذا كل مايمكنك قوله؟
-
ماذا تريدينني ان اقول غير ذلك؟ لم اتحدث معه سوى مرتين، فكيف يمكنني ان اقيمه؟
-
انه ممتاز من كافة النواحي، انه يعيش ويعمل في سان باولو، لكنه كثير الاسفارايضاً.
-
طبعاً، ثمة الكثير من البلاد التي اريد ان ارها ، ويمكنني ان افعل ذلك مع ميران.

رفعت كارين يدها تسكتها:
-
دقيقة واحدة، لقد تعرفت اليه لتوك.
-
أنت اخبرتني انك ادركت ان لويس هو الرجل المنشود ما ان رأيته، وأنا اشعر نحو ميران الشيء نفسه.
قالت كارين بحذر:
-
ولكن هل يبادلك هذا الشعور؟
لمعت عيناها السوداوين:
-
لقد اخبرني بذلك.
-
متى فعل ذلك؟
-
عندما كنا معاً على المائدة ، قال إنني اجمل فتاة رآها، وانه لم يشعر قط من قبل بمثل هذه الإلفة السريعة نحو فتاة.
لم تعرف كارين بماذا تجيب، كانت قد لاحظتهما وهما يتحدثان الى بعضهما البعض، لكنها كانت من الانشغال في الاحاديث التي تدور من حولها بحيث لم تستطع ان تعيرهما انتباهها، فقالت:
-
على أي حال، مازال الوقت مبكراً على التفكير فيه بهذا الشكل.
-
لماذا؟ لقد جرت الأمور بينك وبين لويس بهذا الشكل، فلماذا لا يحدث هذا معي ومع ميران؟ لم يسبق ان كنت واثقة من شيء، كما انا واثقة من هذا الآن.
-
لكنك كنت واثقة من رغبتك في تربية كلب وذلك منذ وقت قصير..ثم...
وسرعان ماسكتت نادمة على كلامها هذا وقالت تعتذر:
-
آآسفة..قولي هذا ليس منصفاً.
فقالت ريجينا هي ترفع رأسها وقد لمعت عيناها :
-
نعم هذا صحيح، ميران لا يقاس بحيوان!.
-
كلا، بالطبع.

وترددت كارين لا تدري ماهي احسن طريقة لمواجهة الوضع، ثم عادت تقول:
-
اعتقد انه سيبقى هنا لبضعة ايام؟
-
اربعة ايام، وسنتناول الغداء معاً في سان لاسانتا غداً.
لم يكن من الإنصاف ان تستخف بمشاعر ريجينا نحو ميران فللوتا دونما تبصر، وبما أنه صديق لأسرة فيريز فهذا يدل على انه يستحق الثقة، فقالت:
-
إذن، سأتطلع الى مزيد من اخباركما غداً.
عندما رحل الضيوف كلهم كانت الساعة تشير الى الثانية صباحاً.
قال لويس وهما يتهيان للنوم:
-
اظن ان وجود ميران هنا لبضعة ايام فقط امر جيد، فهو فتى غير ملائم.
إذن، لم تخف عليه النظرات المتبادلة.
فقالت:
-
لا يمكنه ان يكبرني بكثير.
-
ربما بسنوات ، اما بالنسبة الى الخبرة...
ولم يحتج لأن يكمل الجملة ، فلهجته تكفي.
لم يكن الوقت مناسباً ابداً لكي تخبره عما عرفته من ريجينا وفكرت ساخرة في انه هو نفسه شعر بالحماسة ذات يوم، ولكن من غير المحتمل ان ينظر الى افتتان ريجينا من الزواية نفسها.
قالت مازحة:
-
الرجال لديهم دوماً خبرة اكبر، لابد انك كنت كذلك.
فنظر اليها ساخراً:
-
وكيف يمكنك ان تتأكدي من ذلك ؟
ضحكت:
-
اتراك تحاول ان تدعي انني اول امرأة عرفتها، ايضاً؟
-
لا، لكنني احسن الاختيار دوماً.
فقال :
-
ولعل ميران فيلوتا يفعل ايضاً.
تأملها لويس مفكراً:
-
لماذا تدافعين عنه؟
-
انا ارى فقط انك قد تكون مخطئاً بشأنه ، هذا كل ماهو الأمر.
-
رأي مبني على لقاء لم يدم سوى دقائق؟
-
انا اتبع الغريزة، غريزة الأنثى.
-
لا يمكن الاعتماد عليها دوماً.
-
في أي وقت ستغارد في الصباح؟
وسرعان ماتمنت لو بقيت ساكتة، اذا بدا واضحاً من التعبير الذي ارتسم عل ملامحه انه وجد تغييرها للموضوع غريباً، لكنه اجاب:
-
يجب ان اغادر قبل الثامنة والنصف، ستقلع الطائرة عند الظهر.
كانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف ، مايعني خمس ساعات قبل ان يضطرا للنهوض ، نبذت كافة الأفكار قبل ان تتسلل الى جانبه في السرير وقلبها يخفق كالعادة، لكنه سرعان مانام، كما لاحظت من تنفسه المنتظم، فاستلقت في الظلام توبخ نفسها لشعورها بالحرمان، لكن الطريق طويل الى المطار مايحتم عليه ان يكون يقظاً.
لكن ثمة ماهو ابعد من ذلك إذ لم يعجبه دفاعها عن ميران ، لقد قامت بذلك من اجل ريجينا، لكنه لا يعلم بذلك.
لم تنم إلا بعد وقت طويل، وعندما استيقظت كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة، لم يكن ثمة فائدة من الاندفاع في الانحاء راجية الايكون لويس قد سافر بعد، وتملكها شعور بالوحدة، كما وجدت المنزل موحشاً.
عندما نزلت ريجينا اخيراً، حيتها بلهفة ، كانت لا تزال مقتنعة بأنها وجدت حب حياتها.
قالت بسعادة:
-
سأعبر له اليوم عن شعوري نحوه.
وتساءلت كارين عما قد يكون عليه رد فعله، لم تجد في كل ما اخبرتها به ريجينا الليلة الماضية سوى ماقد يقوله اي رجل لأي امرأة تجذبه، نعم، لقد طلب ان يراها اليوم، لكن هذا لا يعني الكثير.
عندما عادت ريجينا من موعد الغداء، كانت لا تزال متألقة العينين، رغم بعض خيبة الأمل لأن ميران رفض دعوتها ليعود معها.قالت إن لديه عملاً يقوم به وإنهما لم يتحدثا عن المستقبل.

قالت وهي تتنهد :
-
انه رائعّ اخبرته كيف اعرفتما انت ولويس على الفور انكما خلقتما لبعضكما البعض.
-
وماذا قال عن ذلك؟
-
رأى أن هذا شاعري للغاية.
-
ومتى سترينه مرة اخرى؟
-
سيتصل بي هاتفياً لنرتب الأمر.
وخطر لكارين ان هذا ليس تصرف رجل يكره ان يفارق محبوبته، ولكن من هي حتى تحكم على الامور؟
قالت:
-
أتدركين انه من غير المحتمل ان يوافق لويس؟
فأجابت:
-
لا يستطيع لويس ان يمنعني من الزواج من ميران.
وفكرت كارين في ان الطريقة الوحيدة لمعرفة حقيقة شعور ميران ، هي ان تسأله بصراحة وفي اول فرصة تتاح لها.
أما كيف تتصل به، فهذه مشكلة يمكنها ان تتصل بمنزل آل فيريز وتطلب التحدث اليه ، لكن التفكير في تصرف لويس الليلة الماضية أقنعها بأن هذه الفكرة ليست فكرة جيدة، كما ان لويس فرنانديز مازال يقف حائلاً بينهما.
حلت المشكلة حين استدعيت الى الهاتف ذلك المساء وفوجئت عندما وجدت أن الاتصال من ميران.
قال بسرعة:
-
عليّ ان اتحدث اليك.
فسألته :
-
عن ريجينا؟.
-
نعم، عن ريجينا، لا استطيع ان اتحدث الآن، فثمة من قد يسمعنا، هل يمكنك ان تقابليني؟
ترددت ثم قالت:
-
عليك ان تتحدث الى ريجينا نفسها.
-
لا يمكنني ذلك، ارجوك، اتوسل إليك!

لم تستطيع ان ترفض تماماً، إذ لم يترك لها أي خيار، فقبلت باستسلام، كان عليها ان تخبر لويس الليلة الماضية بمايحدث وتتركه يحل المشكلة ، قالت :
-
لابأس، أين ومتى؟
-
لدي التزام في الصباح وعلى الغداء، لكنني سأكون حراً في الثالثة والنصف، سأنتظر في ساحة السوق، عليّ ان اذهب الآن.
وضعت كارين السماعة شاعرة بعدم الرضى، مامن سوق في المدينة غداً، لكنها ستصادف الكثرين في الساحة.
كانت متأكدة مماسيقوله ميران، لقد كونت ريجينا انطباعاً خاطئاً، وهو لا يعرف كيف يخبرها الحقيقة ، وهذا يعني ان عليها ان تتولى الامر.
-
هل المتصل هو لويس؟
كانت هذه بياتريس ، ارغمت كارين نفسها على الالتفات ببطء لترى بياتريس تقف على بعد ياردات منها، وقالت:
-
نعم.
ادركت انها ستواجه مشكلة إذا مااتصل لويس اثناء وقوفها هنا، واضافت بلهجة عرجاء:
-
كانت رحلته مريحة.
فلوت المرأة شفتيها:
-
هل هذا كل ماأخبرك به؟
وجدت كارين صعوبة في الحفاظ على تهذيبها:
-
لا، البقية هي بين الزوج وزوجته.
وعندما حاولت ان تبتعد هتفت بياتريس غاضبة:
-
يمكنك ان تختبئي من الحقيقة ، لكنك لا تستطيعين الهرب منها الى الابد.
كان في لهجتها ، في كلماتها ماجعل كارين تتوقف عن السير، الألم الذي شق رأسها ذكرها بما شعرت به ذاك اليوم في كوركوفادو عندما سمعت اسم بياتريس لأول مرة، وأحست بغصة في حلقها.
وأخيراً سألتها:
-
ماالذي تتحدثين عنه؟
الحقد الذي رأته في تينك الكهرمانيتين لسع روحها، واجابت المرأة:
-
أتظنين ان لويس ذهب الى برازيليا لعمل يتعلق بالمزرعة؟ إذا أردت ان تتذكري سبب سفره فستجدين البرهان في مكتبه.

تسمرت كارين مكانها لحظات عدة بعد ان تركتها بياتريس، واخذ عقلها يدور من دون توقف فيما لم يعد تفكيرها مترابطاً، وعندما تحركت اخيراً كانت حركة آلية وفق برمجة مسبقة.
في الاسابيع الماضية لم تدخل هذا المكتب سوى مرتين ، وقفت عند الباب وشملت الغرفة بنظرة من عينين خلتا من أي تعبير.
كان المكتب الكبير القاتم اللون بجانب النافذة، فسارت اليه متجاهلة الأوراق التي تعلوه المنشورة عليه، ثم اخذت تبحث في الأدراج.
وأخيراً، وجدت ماكانت غير واثقة من أنها تبحث عنه، وجه جميل للغاية تحيط به خصلات من الشعر الاسود اللامع، كانت الصورة لفتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة، تحمل طفلاً على ركبتيها.. صبياً في الثانية من عمره، يمكن تمييز شعره الاسود وملامحه تماماً.
تشبثت بالصورة وهي تتهاوى بوهن على كرسي قريب فيما ابتدأ الضباب يرتفع اخيراً...

نهاية الفصل السادس

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:36 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- وعاد الماضي

طويل رشيق بكتفين عريضيتين تحت قميص ابيض، كان يلفت نظر كل فتاة في محيطه، لم تشكل كارين استثناءً وهي تتأمل ملامحه تحت شعره الاسود الجعد ، لم يكن ينقص مدينة ريو دي جانيرو رجال وسيمون، لكنه الوحيد الذي ترك هذا التأثير فيها من أول نظرة.
وقف عند عتبة المطعم يتفحص القاعة المزدحمة من دون عجلة، وعندما استقرت نظراته عليها ،عادت كارين بنظراتها الى طبقها شاعرة بازدياد في سرعة نبضها.
في بلاد يطغي فيها لون الشعر الاسود برزت كارين بلونها الفاتح، وكانت منذو وصولها الى ريو دي جانيرو عرضة لمحاولات تحرش عدة من قبل شبان لكنها لم ترحب بها.
اجفلت حين رأت رئيس الندل يقف بجانبها :
-
لدينا مشكلة يا سنيورتا، هذه هي المائدة الوحيدة التي بجانبها كرسي غير مشغول، هل تسمحين للسنيور ادراد بأن يستعملها؟
لم تحتج كارين للنظر الى الرجل خلفه لتعرف من هو السنيور اندراد هذا، فقد احست بوجوده، لم يكن امامها سوى جواب واحد وإلا تبدو سيئة الخلق، وسوء الخلق هو ابعد الصفات عن طبعها. قالت:
-
طبعاً.
ابتسم لها مرافقها الجديد ابتسامة مدمرة وهو يجلس امامها ، وتمنت ألا تفضحها ملامحها.
-
هذا كرم منك تشكرين عليه، هل أنت هنا في إجازة؟

- انا في عطلة ، نحن نقول عطلة في انكلترا.
-
وحدك؟
رفعت رأسها وقد لمعت عيناها الخضراوان:
-
نعم.
-
ريو دي جانيرو ليست مكاناً تزروه فتاة مثلك وحدها، شعرك وحده منارة تجذب الجميع.
-
ربما عليّ أن اصبغه.
قالت هذا بوقاحة متعمدة ، فعلق:
-
ستكون هذه جريمة.
أخذ قائمة الطعام من يد النادل، ثم اشار الى مايرغب فيه من طعام وأعادها الى النادل.
أخذ قلبها يخفق تحت وطأة نظراته، ارادت ان تنظر بعيداً لكنها لم تستطع، إذ سمرتها ومضات كهرمانية في عينيه المظلمتين.
قال:
-
اسمي لويس، الإدارة تضمنني إذا ماوجدت ذلك ضرورياً.
-
ولماذا اجد ذلك ضرورياً؟
طرحت عليه هذا السؤال فرأت فمه الحازم يلتوي بشكل عادت معه نبضات قلبها الى الشارع.
-
نعم، لماذا في الواقع؟
وسكت لحظة ثم عاد يقول:
-
مازال عليك ان تخبريني باسمك.
-
كارين داونين.
لفظ اسمها بتمهل:
-
كارين..أنت جميلة جداً، عليك ألا تبقي وحدك إلا إذا كانت هذه رغبتك، هل من رجل في حياتك؟
كلا، حتى هذه اللحظة...كما خطر لها فجأة.
قالت:
-
أنا احب الحرية، السفر وحدي اسرع واسهل.
-
هل أنت في البرازيل منذ مدة طويلة؟
-
منذ ثلاثة ايام فقط، تمنيت ان ازور ري دي جانيرو بعد ان رأيت محاضرة مصورة عنها.
-
وهل وجدتها كما توقعتها؟

-
بالنسبة الى المناظر الطبيعية، هذا مؤكد، لقد صعدت الى جبل شوكرلوف امس وكان المنظر رائعاً.
-
المنظر اجمل من ناحية كوركوفادو، ساخذك الى هناك عصر اليوم وستمر بغابات المطر.
حدقت اليه رافعة حاجبيها، مقاومة رغبة جنونية بقبول اقتراحه:
-
إنك تعتبر اموراً كثيرة مسلماً بها.
-
هل تنكرين التجاذب الذي يحدث بيننا؟
فتذمرت بفتور:
-
تعارفنا لتونا.
-
كان مقدراً علينا ان نتعارف، لقد انتظرت هذه اللحظة سنوات طويلة.. ولابد انك شعرت بذلك .
لم تكن كارين واثقة من شعورها، كان محقاً بالنسبة الى التجاذب إذ الهب حواسها ،ولكن ان تطلق العنان ، فتلك قضية اخرى.
وشرعت تقول:
-
أنا حقاً لا افكر...
فقاطعها:
-
لا تفكري إذن بل اتبعي نداء قلبك، انت تريدين ما اريده أنا، كل ماأريده! أنا أرى ذلك في عينيك.
لو قال هذا الكلام أي رجل آخر، لاعتبرته غروراً كبيراً، لكن ما قاله كان قريباً من الحقيقة فهي لم تشعر قط بأنها منجذبة الى رجل كما تشعر الآن ، وشعرت بخدر في بشرتها وبالوهن يتملكها .
هتف بها صوت داخلي: اذهبي معه، اشعري بالخطر ولو لمرة واحدة!
أطلقت ضحكة خفيفة مرتجفة:
-
عليّ ان اعترف بأن خطتك جيدة.
-
أنا لا اعمل وفق خطة موضوعة، انا اقول فقط مااشعر به، انت أثرتني كما لم تثرني امرأة اخرى في حياتي.
فسألته بعجز:
-
لماذا؟

- جمالك وحده يمكن ان يكون سبباً كافياً، لكنني اشعر نحوك بماهو اكثر من ذلك بكثير، لقد أحضرك القدر الى هنا الى ريو دي جانيرولهدف معين.
فقالت بلهجة:
-
بل احضرتني الى هنا ورقة يانصيب رابحة، وإلا لما استطعت دفع التكاليف، عند عودتي الى البيت ستكون تلك النقود قد نفدت تقريباً لذا إذا كنت تسعي وراء المال...
قطعت كلامها عندما بدت التسلية في عينيه:
-
هل ابدو في حاجة الى مال؟
-
لا، اردت فقط ان اوضح ذلك.
-
اؤكد لك ان الاغراء الموجود الآن اكثر من كاف.
حدقت كارين فيه وقد اكتسحتها موجة مفاجئة من الاهتمام، رأت في لويس اندراد رجلاً لم تعرف مثله من قبل، ومن غير المحتمل ان تعرف مثله مرة اخرى، من المؤكد انه خبير في فن الاطراء، ومع ذلك ، شعرت بأنها تثق فيه.
سألته:
-
هل انا بحاجة الى تغيير ملابسي؟
نظر الى القميص الأصفر القصير الكمين الذي يبرز رشاقة قوامها، ثم هز رأسه:
-
ملابسك ممتازة كما هي الآن.
كانت كارين قد استمتعت برؤية ريو دي جنيرو وحدها لكن ليس بقدر مااستمتعت بها مع لويس، وجدت نفسها تخبره عن حياتها كما سمعت منه تفاصيل كثيرة عن حياته.
بعدان انهى عمله الذي جاء من اجله الى العاصمة قرر ان يأخذ عطلة لعدة ايام قبل ان يعود الى بلده، في ذلك الصباح انتقل الى الفندق ، وعلمت انه صاحب املاك وانه من الثراء بحيث لا يبحث عن امرأة ثرية يحتال عليها.
قالت له آسفة:
-
لابد انك ظننتني خرقاء غير لبقة لاتهامي لك بذلك الشكل.
-
بل اعجبني عدم غرورك حين ظننت ان اهتمامي بك قد يكون طمعاً في مالك، ليس لديك فكرة عن تأثيرك في الرجال، أليس كذلك؟
كانا وحيدين على اعلى مرتفعات جبل كوركونادو تحت تمثال المسيح مباشرة ، وشعرت كارين بفمها يجف عندما تغلغلت يده في شعرها وادارت وجهها اليه. كان العناق رقيقاً فتجاوبت معه.قال:
-
سنرقص الليلة معاً.
-
أنت تطلب الكثير.
لمعت عيناه بمكر:
-
أنا اتحدث عن السامبا، في ري دي جانيرو الكل يرقص السامبا!.
ولو تستطع إلا ان تبتسم.
كانت الساعة تقارب الثامنة عندما عادا الى الفندق ، وفي غرفتها المرفهة اغتسلت ثم ارتدت ثوبا ازرق بسيطاً للسهرة وزينته بعقد من اللؤلؤة كان لأمها، احاط شعرها بوجهها البيضاوي المألوف لديها الى حد انه لم يعد يثير فيها اي غرور، لكنه كان يعجب لويس، وهذا هو المهم، كلما كانت ترجوه هو ألا تخيب امله كثيراً في مسائل اخرى.
تناولا العشاء في احد مطاعم الفندق ، ثم توجها الى نادٍ خاص، بدا رائعاً في سترة السهرة البيضاء وهو يقودها في الرقص مادمر كل مقاومة لديها لاسيما حين رقصا التانغو التي جعلتها تلتصق به بشكل كثير للغاية.
قالت لاهثة بعد ان توقفت الموسيقى:
-
لو استطاعوا ان يروني الآن.
فسألها هو مازال يحتضنها :
-
من تعنين؟
-
اصدقائي في الوطن ، لن يصدقوا ابداً انني افعل هذا ، انا نفسي لا اصدق ، كان هذا بالغ...





وسكتت تبحث عن الكلمة المناسبة وهي تنظر اليه ضاحكة متألقة العيني، فأكمل كلامها:
-
بالغ الإثارة؟ هذا هو الهدف.
صوته المنخفض وعيناه اللامعتان والتعبير البادي على ملامحه، لم تدع مجالاً للشك، وعانقها متجاهلاً الآخرين على حلبة الرقص، بادلته العناق من دون تحفظ ولم تشعر بأي حرج وهي تشعر الاعين تنصب عليهما وهو يقودها من الحلبة.
كانت الساعة الواحدة تقريباً حين وصلا الى الفندق حيث صعدا الى غرفتها بصمت.
نظر لويس الى وجهها وقال:
-
علينا ان نتزوج في اسرع وقت ممكن.
وابتسم لعينيها اللتين اتسعتا ذهولاً:
-
لابد انك تعلمين مااشعر به نحوك وماتشعرين به نحوي، مامن حل آخر.
همست غير قادرة على ان تصدق انه يعني حقاً مايقول:
-
انا هنا مدة اسبوعين فقط ، وموطني هو انكلترا.
-
ليس لديك اسرة هناك.
-
لدي اصدقاء.
-
وهل يعنون لك اكثر ممايحدث بيننا؟
-
أنا واثقة من ان هذا الشعر ساورك نحو نساء اخريات.
لمعت عيناه وأنكر:
-
ابداً! ولا اعتقد انك شعرت بشيء كهذا نحو رجل آخر.
وعانقها مرة اخرى يمنعها من التفكير بشكل سوي وعادت المشاعر المحمومة تكتسح كيانها فأخذت ترتجف .
وعندما توقف العالم عن الدوران قال:
-
أرايت؟ لقد خلقنا لبعضنا البعض، ايمكنك ان تنكري قوة مشاعرنا؟
لم تستطع ، كما لم ترغب في ان تنكر ، وتساءلت اي حمقاء ستكون لو ادارت ظهرها للرجل الوحيد الذي استطاع ان يجعلها تشعر بهذا الشكل ؟ الرجل الذي يريد اكثر بكثير من مجرد جسدها ، ماذا لديها في الوطن لتعود اليه؟ قد يفتقدها الاصدقاء لفترة ولكن لديهم حياتهم الخاصة تشغلهم.
قرأ لويس الجواب في عينيها ورأى عمق المشاعر التي هزت كيانها ، وجذبته اليها لتعانقه نابذة اي تحفظ من ذهنها.
***
في الايام التي تلت مرت لحظات عاودها فيها التحفظ ، لكن نظرة واحدة الى لويس كانت كافية لطرد هذه الافكار، كانت تشعر بأنها محمية ومحبوبة، وهي مشاعر افتقدتها اثناء السنوات الأربع الماضية بعد رحيل والديها.
اتصالها الهاتفي بالوطن لتخبر شريكتها في الشقة انها لن تعود الى الوطن، قوبل في البداية بعدم التصديق، كيف يمكن ان تتزوج رجلاً لم تعرفه إلا منذ ايام، اجنبي ايضاً؟ وماذا عن وظيفتها وامتعتها وحياتها كلها؟
باستثناء بعض التذكارات، لاشيء من الأهمية بحيث يقارن بلويس، ورفضت كارين ان تعترف حتى بأقل الشكوك.
إذا كان لدى لويس اي شكوك ، فهو لم يظهرها ، امضيا ايام عدة في المدينة فزار معالمها وذهبا الى الشواطئ الشهيرة، وسبحا في البحر الأزرق الدافئ، بالنسبة الى كارين كان هذا عالم احلاملا يمكن لأحد ان يتطفل عليه.
احتفلا بزواجهما مدنياً بعد وصولها الى ريو دي جانيرو بأسبوع واحد، على ان يتبعه احتفال في الكنيسة حين عودتهما الى سان باولو.
واشتبهت في انه يريد ان يفاجئ اسرته التي قد لا توافق على زواجهما ، لكن هذا لا يعني انها سمحت لهذه الشكوك بأن تؤثر فيها.فهي ستتزوج الرجل وليس اسرته.

وبعد ان انتهت الإجراءات خطر في بالها انها خطت في طريق اللاعودة، إذ لم يعد هناك كارين داونين، بل السنيورا ادراد زوجة رجل مازال غريباً من نواح عديدة.
سألته تلك الليلة:
-
ألم يعلم اخوك واختك بزواجنا بعد؟
-
بل يعلمان.
-
ألم يرغبا في ان يحضراه؟
-
ارادت ريجينا ان تأتي لكنني منعتها من السفر وحدها.
-
واخوك؟
سكت لحظة قبل ان يقول بفتور:
-
لقد سمح ريموندو لزوجته بأن تملي عليه قرارها بنفسه.
-
افهم من ذلك ان زوجة اخيك انسانة مزعجة.
ضحك بجفاء:
-
اذا كان هذا يعني انها قد لا ترحب بك، فالجواب هو نعم، لكن هذا لا يعني ان عليك ان تسمحي لها بأن تضعف مركزك، ستكونين رأس الأسرة.
فقالت بتواضع ساخر:
-
تحت سلطتك طبعاً.
-
ليس دائماً.
استسلمت كارين لمشاعرها وقد عشقت تسلطه.

كانت تفضل ان تمضي مزيداً من الوقت مع لويس وحدهما، لكنه لم يترك لها الخيار، فسافرا الى سان باولو في الصباح التالي.
بعد الحرارة والرطوبة في ريو دي جانيرو، وجدت مناخ سان باولو الجاف والمعتدل رائعاً.
سألها وهما يبتعدان عن المطار في السيارة التي تركها حين غادر المدينة :
-
هل انت سعيدة؟.
-
سعيدة للغاية... وسأكون اسعد بعد ان ينتهي اجتماعي بأسرتك.
قالت الجملة الأخيرة بشيء من التردد ، فقال وهو يلقي عليها نظرة ادفأت قلبها:
-
سيحبونك للغاية ، ليس بإمكانهم ان يفعلوا غير ذلك.
فقالت مازحة:
-
انت مستبد.
عاد ينظر اليها متأملأً وجهها المتألق الذي لوحته الشمس وشعرها الفضي المنسدل على كتفيها وعنقها الناعم وقال:
-
لشدة مااحبك، احب كل إنش فيك.
اليوم، ستتعرف الى اسرته، قال لها لويس ان زوجة اخيه هي الوحيدة التي قد لا ترحب بها، لكن الزواج سيشكل صدمة لهم جميعاً ولا يمكنها ان تلوم ريجينا وريموندو اذا نبذاها هما ايضاً.
كانت تتوقع ان تجد البلدة اقرب الى القرية منها الى المدينة الصغيرة، فإذا بها تفاجأ بأن لويس ليس فقيراً لكنها لم تتخيل أن المزرعة هي مجرد جزء من املاكه، لقد تزوجت رجلاً تعدى ثراؤه تصوراتها.
استقبلتها ريجينا بذراعين مفتوحتين ، وقد تألق وجهها الفتيّ الجميل حماسة، هتفت :
-
قال لويس انك رائعة الجمال، لكنني لم ار قط شعراً بلون شعرك من قبل.
فأجابت كارين وقد أدفأ هذا الاستقبال قلبها:
-
ورثته عن امي، لطالما تمنيت اختاً وها انني حصلت على واحدة!
فقال ريموندو وهو يتقدم ليرحب بها:
-
وعلى اخ ايضاً، اهلاً بك في غوافادا!
بدا الصدق في كلامه هو ايضاً، كما رأت كارين وهي تبادله الابتسام، وجدت من الغريب ان رجلاً يشبه لويس الى هذا الحد، لا يمكن ان تشعر نحوه بأي إثارة.

لم تحاول المرأة التي وقفت خلفه ان تعانقها، وكانت ملامحها الرائعة لا تعبر عن شيء.
قالت شيئاً بالبرتغالية جعل لويس يقطب قبل ان يقول:
-
كارين لا تعرف البرتغالية، علينا جميعاً ان نتكلم الإنكليزية اثناء وجودها.
فقالت كارين:
-
اريد ان اتعلم اللغة.
فقال وهو يبتسم لها وحدها:
-
وستتعلمينها في الوقت المناسب لدينا الحياة بطولها.
حياة بطولها في بلاد تكاد لا تعرف عنها شيئا، ورجل تعرف عنه القليل.
عادت معنوياتها ترتفع في غرفة النوم عندما عانقها لويس مرحباً بها في بيته بطريقته الخاصة، وحدثت نفسها بأن هذا هو الأهم.
***
تعلقت بهذه الفكرة في الايام القليلة التي تلت، ولم يكن سهلاً ابداً ان تعتاد نمط حياة مخالف تماماً لما اعتادته ، وكانت احياناً تشعر بالحنين الى الوطن.
كان للمزرعة مديرها ولم يكن لويس بحاجة الى ان يتدخل بنفسه، لكنه اعتاد ان يستقل السيارة مع غيره من الرجال، ليقوم بجولة عليها ويمد العون للعمال، وعندما سألته كارين عنا إذا كان هذا ضرورياً، اجاب:
-
انا استمتع بذلك، انه يشعرني بالإشباع ، بنوع مختلف من الإشباع .
وعندما رأى التعبير الذي ارتسم على ملامحها سارع يقول:
-
من دون مقارنة.
فقالت محاولة ان تبدو عقلانية:
-
ارجو ألا يكون كذلك.
ضحك وضمها اليه:
-
وكأن هناك مايمكن مقارنته بك!
ورأت انها مازالت جزءاً من حياته وليس حياته كلها، كان محور حياتها في مدينة ريو دي جنيرو، ماأعماها عن أي شيء آخر، لكنها هنا في غوافادا ، بدأت تدرك عظم الخطوة التي خطتها حيت تركت بلادها لكي تعيش حياة غريبة تماماً عنها مع رجل تكاد لا تعرفه.. كان هذا جنوناً كلياً.
لكن هذا لا يعني ان المشاعر التي اثارها فيها اصبحت اقل عنفاً ، فيكفي ان ينظر اليها بتلك العيني السوداوين المتألقتين لتصبح كتلة من لهب، كان سهلاً عليها وهي بين ذراعيه ان تقنع نفسها بأن مجرد وجودها معه يستحق كل تضحية ، ففيه كل ماكانت تتمناه.
لكن ميله الى تأكيد سيطرته الذكورية كان يزعجها، قبولها عرضه ان يعلمها القيادة بنفسه بدلاً من ان تتلقى الدروس في المدرسة ، لم يكن بالقرار الصائب .
قالت ذات مرة بعد ان دار بينهما جدل حاد ، محاولة ان تضيف الى كلماتها شيئاً من الدعابة :
-
قرأت مرة ان دروس القيادة يادة تنذر بتحطيم الزواج .
لم يعجبه كلامها فقال مهدداً:
-
إدعني بما دعوتني به لتوك مرة اخرى فيتحطم زواجنا بكل تأكيد، انا لست احد رجال بلدك الضعفاء.
اوشكت ان تقول إنها ليست احدى نساء بلده اللواتي لا يحترمهن الرجال، لكنها كبحت ذلك، فهي لم تقابل بعد تلك المرأة الضعيقة كما عليها ان تعترف بأن لديه سبباً للتذمر من الكلمة المهينة التي استملتها لتوها فقالت تسترضيه:
-
لقد فقدت اعصابي للحظة.
فأجاب وعيناه مازالتا تشعان غضباً:
-
عليك إذن ان تتعلمي كيف تحافظين عليها.
وعادت روح الدعابة لتنقذها مرة اخرى، فأسبلت اهدابها وقالت بتواضع ساخر:
-
اتوسل اليك ان تسامحني.
لم تسمع اي جواب، فنظرت اليه من تحت اهدابها لترى شفتيه تلتويان رغماً عنه، ثم قال:
-
انت لا تكنين لي أي احترام وعليّ ان اعلمك هذا.
وأوقف السيارة وسط المدينة ، فاتسعت عيناها:
-
هنا؟.
فأجاب غير قادر على مواصلة إظهار استيائه امام هاتين الزمردتين في وجهها:
-
في مابعد ، اما الآن فسنتابع هذا الدرس.
الدرس الاول في التعامل مع رجلها البرازيلي هو ان تراعي دوماً كبرياءه ورجولته حتى لو كان هذا ضد رغبتها وطبيعتها.
كانت علاقتها بريجينا تتحسن بسرعة، فالفتاة ذات السبعة عشر ربيعا شاعرية للغاية ماجعلها تجد اخيها يحاكي الروايات التي تداوم على قراءتها بنهم.
محاولاتها اختراق الحواجز التي وضعتها بياتريس بينهم لم تلق نجاحاً كبيراً، فقد اعتادت المرأة ان تعاملها في غياب لويس بازدراء واضح.
سألت ريجينا ذات مرة:
-
هل لدى ريموندو املاك تخصه؟
فأجابت الفتاة:
-
طبعاً، لقد تركه ابوه بأحسن حال، انه يحب غوافادا الى حد لم يشأ معه ان ينتقل الى منزل خاص به... ولكن... يمكن للويس ان يطلب منه المغادرة إذا اردت انت.
فقالت كارين:
-
لا يمكن ان افعل هذا ابداً.
-
ولا لتتخلصي من وجود بياتريس؟
فابتسمت كارين ساخرة:
-
هذا إغراء حقيقي ، لماذا تكرهني الى هذا الحد؟
-
ألا تستطعين ان تخمني؟ كانت تود ان تتزوج لويس، لكنها انتهزت فرصة حب ريموندو لتظفر بالاسم على الأقل، في اعماقه ، لابد انه يعلم ذلك لكنها مازالت تحكم عليه سيطرتها.

إذا كان هذا صحيحاًوليس وليد مخيلة ريجينا، فهو يفسر الكثير، إذا كان هذا صحيحاً، فهي تشفق على ريمونود وتتعاطف معه ، لعله ضعيف لكنه يستحق اكثر من أن تستغله امرأة.
وهكذا حاولت كارين : أن تعامله بلطف بالغ، فريموندو بعيداً عن وبياتريس غير متفقين تماماً.
فأجاب بلهجة تنطوي على خيبة الامل:
-
هذا صحيح، لا يمكنني ابداً ان اكون كما تريديني بياتريس.
ترددت كارين لحظة ثم عادت تسأله:
-
وهل انت سعيد؟.
-
ليس لدي خيار آخر، فلويس لا يوافق ابداً على الطلاق.
ارادت كارين ان تقول له إن هذا ليس من شأن لويس، لكنها كبحت كلماتها وقالت:
-
لابد انك احببتها كثيراً حتى تزوجتها.
-
كانت الرغبة تسيطر عليّ، حتى حينذاك كنت اعلم ان من تريده هو لويس، اعتقدت ان بإمكاني ان ارضيها، ولكن....
وسكت فجأة وقد بدا الاسف على ملامحه:
-
ماكان ينبغي ان اقول مثل هذه الامور.
-
لعلك بحاجة الى الافصاح عنها لشخص ما، هل يعلم لويس بشعورك هذا؟
-
لا، إياك ان تقولي له شيئاً.
-
لن افعل، ولكن ينبغي عليك ان تفعل.
-
لماذا؟ فأنا اعرف جوابه.
-
هل جوابه هو ان عليك تحمل مسؤولية خياراتك؟
فقال بابتسامة واهنة:
-
نعم.
علقت ساخطة:
-
لكنها حياتك انت وليست حياته، لايحق له ان يملي عليك ماتفعله او لا تفعله!.
-
لديه الحق في ان يطلب مني مغادرة غوافادا وهذا مااكرهه.
ترك الموضوع عند هذا الحد وقد بدا انه ندم على مصارحتها.


شعرت كاريت بالأسف نحوه، وبفروغ الصبر منه ، قد يكون لويس مستبداً، لكنها تشك في ان يتصرف بالشكل الذي يخشاه ريموندو، أي من دون اعتبار لرأيه.
ورغم ان مدينة لاسانتا لم يكن ينقصها اماكن اللهو والتسلية إلا ان حياتهم الاجتماعية تقتصر اكثر على الاصدقاء والجيران ، لم يكن الكل يتكلم الإنكليزية، مااتعبها لاسيما وان معرفتها بالبرتغالية ما زالت ضعيفة،وكانت تشعر بالسعادة عندما تجد احداً تتحدث اليه غير افراد العائلة.
كان جورج ارويو رجلاً ذا دخل محدود، يعمل في لاسانتا، كان يصغر لويس بسنتين او ثلاث ويتعامل مع الحياة بسلاسة وسهولة.
قال:
-
عودة لويس متأبطاً ذراع عروسه دمرت آمالاً كثيرة، كان بإمكانه ان يختار عروساً من الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد ، وهذا لا يعني ان اياً منهن يمكن ان تقارن بك، ليتني افوز بك ، انا نفسي! طبعاً بصفة لوحة زيتية على قماش.
ولمعت عيناه مكراً فقالت كارين باسمة:
-
طبعاً، كم تبلغ كلفة لوحة عندك؟
-
لن ابيعها، بل سأحتفظ بها لنفسي.
فأجابت باللهجة المرحة نفسها:
-
لا اظن ان لويس سيوافق!
تنهد ساخراً:
-
اظنك على حق، لأن لويس لا يقدر مواهبي، ولن يعجبه ان تتحدثي إليّ.
وقدحت عيناها شرراً:
-
من اتحدث او لا اتحدث اليه، قرار لا يرجع اليه.
-
انا متشوق إذن الى احاديث اخرى معا!
ورأت ترى نظرة شيطانية في عينيه، مرة اخرى وهو يبتعد ليجيب عن اسئلة وجهها اليه احد الرجال ، مهما كان غرضه، ماكان لها ان تسمح له باستفزازها.
وقف لويس مع مجموعة من الناس على مسافة قصيرة ، فانضمت اليه واضعت يدها في يده، مبتسمة للآخرين ، وعندما ساد الصمت بينهم ادركت انهم كانوا يتحدثون بالبرتغالية.
لم تشأ إظهار أي ارتباك بل دعتهم لمتابعة الحديث قائلة:
-
تابعوا الكلام فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلني اتعلم اللغة.
فقالت كارين:
-
هذا ماأظنه، مارأيك يالويس؟
-
لا ضرر في ذلك.
نظرت اليه بسرعة فرأت التوتر في فكه، لقد رآها تتحدث الى الرجل فلم يعجبه ذلك.!
انتظر لويس حتى اصبحا بمفردهما في غرفة النوم، ليقول:
-
عليك ان تتجنبي الاتصال بجورج ارويو.
اقشعرت غريزياً للهجته:
-
لماذا؟
-
ينبغي ان يكون كلامي كافياً.
-
حسناً، لا اظنه كافياً، كل ماكنت افعله هو التحدث الى رجل!
ألقى عليها نظرة باردة لم تتعودها:
-
لم تكوني تتحدثين اليه وحسب، بل تغازلينه.
فردت عليه بحدة :
-
هو من كان يغازل.
قال وهو يرفع يده عندما رآها تهم بالكلام:
-
بتشجيع منك، لا اريد جدالاً.
فقالت بغضب:
-
لا تعاملني وكأنني مواطنة درجة ثانية ! جئت من بلد يعترف بالمساواة.
رفع حاجبه ساخراً:
-
البلد الذي جئت منه تنازل فيه الرجال عن حقهم في ان يكونوا رجالاً، أتوقع من زوجتي ان تفعل مااطلبه منها.
-
أنت لا تطلب مني، بل تأمرني!





فلم يرفع صوته:
-
أنا إذن آمرك، عليك ان تبتعدي عن جورج ارويو.
وابتعد عنها متوجهاً الى الحمام، وتركها تغلي غيظاً، وعندما عاد الى الغرفة كانت هي في السرير وقد ادارت ظهرها له.
قام في السرير بصمت ورغم الغضب الذي مازال يتملكها وعدم اتزان ذهنها امتدت يده نحوها ، فقالت له من بين اسنانها :
-
دعني وحدي! لا اريدك!.
قال برقة:
-
أظنك تكذبين.
حاولت ان تبقى جامدة، لكنه ضحك قائلاً:
-
قد يرغب فيك رجال آخرون لكنك لي أنا ، لي أنا فقط.
وبعد حين وفيما هي تستلقي أرقة سمعت ذلك الصوت الخفي الذي بدأ يهمس في أذنها منذ بعض الوقت ، أن لويس لا يحبها كما تظن ، بل هي إحدى مقتنياته وحسب.

نهاية الفصل السابع

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:38 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- أنت امرأة نادرة

أقيم حفل الزواج الكنسي في كنسية المدينة الرائعة واقتصر الحضور على الأسرة والأصدقاء، لقد ربطهما الزواج المدني قانوناً، اما الزواج الكنسي فهو الرباط الأبدي.
وعندما تبين أنها حامل ، ساورها مزيج من المشاعر المختلفة ، فهي لم تفكر في هذا الامر حتى الآن.
تلقى لويس الخبر برضى بالغ وقال:
-
لن يكون هذا ولدنا الوحيد.
قالت كارين جاهدة لتظهر الحماسة نفسها:
-
انا ايضاً لا اريده كذلك، إذا كان هذا صبياً فأرجو ان يكون التالي بنتاً.
فضحك وهز رأسه :
-
صبيان اولاً، ثم يمكنك ان تحصلي على بنت.
فقالت بشيء من التوتر:
-
قد يكون عنيداً، لكن هذا امر لا يمكنك التحكم فيه.
ابتسم لويس تلك الابتسامة التي لم تفشل ابداً في اثارتها:
-
لا يمكنني إلا أن احاول.
ريجينا ايضاً سرها خبر الحمل، لكن الكآبة تملكتها :
-
كتب عليّ ألا أقابل رجلاً يمكنني أن احبه.
فقالت كارين :
-
مازلت في السابعة عشرة وامامك الكثير من الوقت ستقابلين الرجل المناسب يوماً ما ويحملك بعيداً!.
-
كما فعل لويس معك! كيف عرفت انه الرجل المنشود؟ ماالذي جعله يختلف عن غيره من الرجال؟.





بحثت كارين عن جواب مرح فقالت:
-
انه برزايلي.
فعبست الفتاة:
-
انك تمزحين.
-
قليلا فقط، اظن ان ماجذبني اليه هو مظهره وسلوكه والاشياء التي قالها.
-
ماهي تلك الاشياء؟
-
ستعرفينها بنفسك يوماً ما.
فضحكت ريجينا:
-
إنني اتشوق الى ذلك! واتشوق الى طفل ايضاً! هل ستختارين اسماء إنكليزية؟.
-
أشك ان يوافق اخوك على ذلك.
لقد تزوجت برازيلياً وسيكون اولاده برازيلين ، لقد اقترح عليها ان تقدم طلباً للحصول على الجنسية البرازيلية، لكنها رفضت فآخر ماتريده هو ان تتخلى عن جنسيتها، وقد تقبل رفضها بطيب خاطر.
وبالرغم منها، رضخت لطلبه وقررت ألا تقابل مجدداً جورج ارويو، رغم أنه بدا من المستحيل ان تتجنبه.
قالها بحزن عندما تصادفا في لاسانتا ذات صباح:
-
ظننتك شجاعة وذات عزيمة.
فقالت:
-
هذه تدعى دبلوماسية.

دافعت عن نفسها حين لم تر فائدة من ادعاء أنها لم تفهم ما يعينه، فقال:
-
بل يدعى استسلاماً، إذا كان لديك بقية من شخصية مستقلة تناولي معي فنجان قهوة.
اوشكت ان ترفض لولا ان شعرت بعصيان مفاجئ يتملكها، انه على حق، حان الوقت لكي تجعل لويس يرى انها مازالت مستقلة.
فقالت:
-
لا بأس.
ابتسم باستحسان:
-
هذا افضل.
المقهى الذي أخذها اليه كان مكتظاً بالزبائن ورأت كارين وجهاً او اثنين مألوفين لديها ، فعلمت ان الخبر سيصل الى لويس ، لكنها رفضت ان تهتم بذلك، وعندما جلسا معاً الى المائدة سألته:
-
ماذا لدى لويس ضدك؟
هز جورج كتفيه بأسف:
-
انجذبت الي ريجينا في العام الماضي ، فظن انني شجعتها على ذلك.
-
وهل فعلت ذلك حقاً؟
بدا وكأنها جرحت كرامته:
-
اردت فقط ان ارسمها ، اما البقية ففي ذهنها هي فقط.
-
اخبرني عن ذلك.
-
مامن شيء مهم ليقال، لقد جاءت الى الإستوديو ثلاث مرات فقط، لم يكن لدي فكرة عن شعورها نحوي حتى اعترفت لي بنفسها.ارتبكت فأنا لم اتعود التعامل مع مشاعر الفتيات المراهقات، جعلها لويس تخبره بما يجعلها حزينة ، ثم هدد بقتلي.
فقالت محاولة ان تحكم على الوضع بشكل حيادي:
-
الناس يقولون أي شيءتحت الضغط النفسي، هل افهم من ذلك ان لويس لا يعلم شيئاً عن اللوحة التي رسمتها لها؟
-
لم اكن اعلم أنها احتفظت بالأمر سراً.
تأملته لحظة طويلة، لا تدري ان كان عليها ان تصدقه ام لا، سن السابعة عشرة هو سن الإحساس المرهف وسرعة التأثر.
واخيراً قالت:
-
اظن ان الأمر انتهى على خير, وان ريجينا شفيت, ومازالت انت موجوداً لتحكي الحكاية.
فقال:
-
انها ليست حكاية، ريجينا مجرد موضوع ارسمه ليس إلا ، ربما كان عليّ ان استأذن لويس قبل ان ارسمها ، لكنني لم افكر في ذلك.
-
حسناً، يكفي مابينك وبين لويس من بذور العداوة، فلا تضف اليها.


فنظر اليها باستخفاف:
-
أنا لا اخاف منه، ولكن لك ان تفعلي ما يناسبك طبعاً.
إذا اعتقد لويس ان الرجل شجع ريجينا، فبإمكانها أن تفهم سبب اعتراضه، ولو اخبرها بالسبب حينذاك، لتقبلته.
لكن هذه ليست طريقة لويس... ولماذا يزعج نفسه بتفسير اي شيء؟
عندما عادت الى البيت، حيتها ريجينا بعتب:
-
كنت لأرافقك الى المدينة لو عرفت انك ستخرجين.
فأجابت كارين بليونة:
-
لو كنت هنا عندما قررت الخروج لطلبت منك مرافقتي، أين كنت؟
-
كنت اساعد ماركوس في تغيير عجلة المرسيدس، احتاج الى تعلم هذا عندما احصل على رخصة سوق في العام القادم.
فقالت كارين ممازحة:
-
لم تفعلي إذن لأن ماركوس شاب عريض وطويل ووسيم.
اوشكت ريجينا ان تنكر بسخط، لكنها عادت وابتسمت قائلة:
-
انه فعلاً هكذا، أليس كذلك؟ هل ستخبرين لويس؟ سيتخلص منه اذا عرف انني مفتونة به.
وبدا عليها الجفاء وهي تتابع:
-
لقد اقدمت على تصرف غاية في الحماقة العام الماضي إذ سمحت لنفسي بأن افتتن برجل يكبرني بسنوات عديدة، من حسن الحظ ان لويس عرف بالأمر ووضع حداً له قبل ان يتطور الى اكثر من مجرد افتتان.
استغربت كارين ان تخبرها ريجينا بهذا الامر في اليوم نفسه الذي اختاره جورج ليبوح لها بالامر ، وبدا من رواية ريجينا ان جورج كان يكذب، كما شعرت ان الفتاة ندمت على إفضائها لها بذلك، فقالت تواسيها:
-
لا بأس، كلنا قمنا بتصرفات حمقاء في وقت من الأوقات، ومن الأفضل ان ننساها.
-
كان الأمر ليصبح أسهل لم اعد اراه ابداً، هل بدأت تشعرين بحركة الجنين في بطنك؟
ضحكت كارين:
-
مازال الوقت مبكراً لذلك.
-
هل تخبرينني حالما يبدأ بالحركة؟
-
اذا لم يحصل هذا في منتصف الليل.
عندنا اصبحت وحيدة في غرفتها ،وضعت يدها على بطنها التي مازالت مشدودة، سيمر اكثر من ثلاثة اشهر قبل ان يصبح الحمل ظاهراً، والحركة التي شعرت بها لابد انها من نسج مخيلتها.
جاء لويس وهي على هذا الشكل ، هل سيبقى شعوره نحوها كما هو الآن عندما يتغير شكلها بفعل الحمل؟
ابعدت يديها عن بطنها عندما انفتح الباب، فنظر اليها رافعاً حاجبيه:
-
يبدو انك جفلت.
-
كنت مستغرقة في افكاري فلم اشعر بوجودك في البيت.
-
اني اعمل في المكتب منذ ساعتين، اخبرتني ريجينا انك عدت.
وسكت ينتظر جوابها ، وعندما لم تجب، اصبحت نظراته اكثر حدة:
-
هل من خطب؟
فقالت:
-
من الأفضل ان تسمع الخبر مني قبل ان تسمعه من شخص آخر ، لقد شربت القهوة مع جورج ارويو هذا الصباح.
توترت العضلات حول فمه القوي، منذرة بالسوء:
-
اخبرتك...
-
اعرف ماقلته لي، كما اعرف لماذا لا تريديني ان التقيه به، لو اخبرتني عن ريجينا منذ البداية لتفهمت الأمر.




اغلق لويس الباب ثم التفت اليها جامد الوجه:
-
لا ارى سبباً يجعلني افسر دوافعي.
-
بمعنى آخر يكفي ان تلقي الأوامر حسناً، لم يكن هذا كافياً.
-
هذا مايبدو، لا اظن ان جورج اخبرك بهذا بنفسه، بل ريجينا هي التي فعلت.
كان غضبه بالغاً، لكنه تحكم فيه ، فيما اجابت:
-
نعم، رغم ان جورج كان...
وسكتت فجأة وعضت على شفتها، فابتسم لها دون بهجة:
-
إدعي انه ضحية برئية لفتاة صغيرة مفتونة، أليس هذا ماكنت ستقولينه؟
-
تقريباً لكنني لم اصدقه.
-
هذا شيء تشكرين عليه.
احمر وجهها:
-
لا حاجة للتهكم، انني احاول ان اكون صادقة معك، وجورج اريوو لا يهمني على الطلاق.
-
هل شربت القهوة فقط معه لتتأكدي من ذلك؟
-
نعم، انا حمقاء ، اعرف هذا.
تفرس فيها وقد لانت ملامحه:
-
لعلك مضللة.
لم تتحرك عندما تقدم منها،وامسك بوجهها بين راحتيه، فيما راحت عيناه تتفحصانها:
-
ألست نادمة؟
-
لست نادمة.
وكان هذا بعيداً عن الحقيقة، فقد ندمت على امور كثيرة، ربح اليانصيب الذي احضرها الى هنا البداية..الزواج برجل لم تعرفه إلا قليلاً مدفوعة بقوة الرغبة....
سألها مقطباً حاجبيه:
-
ماذا حدث؟
فانتفضت، سواء ندمت ام لا، فالزواج حقيقة واقعة الآن، وحتى لو رغب لويس في ان يفسخه، فهو لن يفعل الآن وهي حامل.
قالت:
-
اشعر بشيء من الحنين الى الوطن، هذا كل مافي الأمر.
-
هذا هو وطنك، وإذا عدت الى إنكلترا، فبشكل زيارة.
وليس لمدة طويلة كما قرأت بين السطور.
أثار عناقه تجاوباً منها، على الأقل لم يتغير هذا، وتمنت ألا يتغير ابداً.
***
إعلان لويس قبل اسبوع من عيد الميلاد أنهم سيزورون امه في برازيليا، شكل مفاجأة لها، وقالت كارين:
-
كان لدي انطباع بأن بينكما جفاء!
-
كنا كذلك لفترة، فقد تزوجت بسرعة بعد وفاة والدي، خلافاً للأصول.
-
وهل سامحتها؟
-
ماذا استطيع غير ذلك؟ إنها امي!
-
ماذا عن زوجها؟
-
انه رجل لابأس به، كثير الاسفار، ولهذا قد لا نراه.
-
هل تعلم امك انني لست برازيلية؟
-
نعم.
ذهبا الى برازيليا في اليوم التالي، وكانت هذه هي المرة الثانية خلال اسابيع التي تغيب فيها كارين عن المزرعة لأكثر من عدة اميال.
اثناء الرحلة الى المطاراخذت تفكر في الرحلة السابقة حين كانت لاتزال في السما السابعة، مقتنعة بأنها وجدت حب حياتها، ربما كان هذا صحيحاً بالنسبة الى الجسد، ولكن مهما كان حب الجسد خيالياً في روعته إلا انه ليس العلاقة كلها، لو لم تعرف لويس لكانت الآن تستيقظ في الشقة في لندن، يفصلها جدار عن جولي، وامامها الروتين اليومي العادي ينتظرها.
-
أنت هادئة جداً، هل تشعرين بالمرض؟
فتمسكت بهذا العذر:
-
قليلاً.



- اتريدين ان اوقف السيارة؟
فهزت رأسها :
-
سيمر ذلك.
قال بعد لحظة:
-
ربما كان عليّ ان انتظر فترة قبل ارتب امر هذه الرحلة، يمكننا ان نعود الى البيت إذا شئت.
وبما انها لم تكن متشوقة لمقابلة امه، تملكها الإغراء في قبول اقتراحه، لكنها عادت ففكرت في انه ربما من الافضل ان تقوم بهذه المقابلة وتنتهي منها، وقالت:
-
لايمكننا ان نربك امك في آخرلحظة، وعلى كل حال فقد بدأت الرحلة.
فابتسم:
-
يالتقلب النساء.
تملك كارين شيء من الشعور بالذنب ، اجابت بشيء من الوقاحة:
-
علينا ان نكون كذلك لكي نستطيع ان نتحملكم انتم الرجال.
فضحك قائلاً:
-
يالعذاب الشهداء!.
تفحصته من زواية عينها واثارتها رجولته كالعادة، انها تعرف تفاصيل جسده بقدر ما يعرف تفاصيل جسمها ، ولكن هذا كل ماتعرفه عنه في الحقيقة.. وربما كل ماستعرفه.
فقالت :
-
ولكن أليس الأمر كذلك؟

نظرته اليها كانت اكثر حدة هذه المرة ، رغم انه لم يعلق.
وكادت تسمعه يعزو الهشاشة في صوتها الى حالتها ...وشعرت بأنها وقعت في شرك.
كانت برازيليا مدينة كبيرة محاطة ببحيرة اصطناعية كبيرة، وكان منزل امه يقع في منطقة سكنية عند الطرف الجنوبي للبحيرة، وهو مبني على ارض فسيحة ذات مناظر جميلة وقد بدا كبيراً بالنسبة الى شخصين.
-
ماذا قلت عن عمل زوج امك؟
-
لم اقل شيئاً، انه وزير خارجية تعرفت اليه امي اثناء زيارة لها لبرزايليا مع بعض الأصدقاء بعد وفاة ابي بأسابيع، وتزوجا بعد ذلك بشهر.
-
الولد لأمه.
تمتمت كارين بذلك وهو يهم بالنزول من السيارة فتوقف وألقى عليها نظرة صارمة:
-
لا مجال للمقارنة!
فبدا عليها الندم:
-
أعرف هذا , ظروفنا مختلفة تماماً.
فقال من دون ان تغيب الصرامة عن نظراته:
-
يسرني ان تدركي هذا.
خرج لملاقاتهما رجل من موظفي المنزل ، فنزل لويس من مقعده ليرد التحية ، ثم استدار حول السيارة ليساعدها على النزول بينما توجه المستخدم الى صندوق السيارة يفتحه ويخرج امتعتهما.
كبحت كارين رغبة في ان تقول إنها لا تحتاج الى مساعدة، كانت مشاعرها في مرحلة عدم الاستقرار، فهي حيناً فرحة، وحيناً آخر مكتئبة...وكانت تفترض ان هذا بفعل الهرمونات.
كان المنزل من الداخل على الطراز الأمريكي ، فأرضه مرصوفة بالآجر واثاثه اكثر زخرفة من ان يناسب ذوق كارين، وقد بدا باهظ الثمن، خلف الباب الزجاجي المواجه لغرفة الجلوس يمكن رؤية شرفة واسعة تحيط بها الستائر، خلف ذلك بركة سباحة تنتهي بشلال.
نهضت كريستينا بلسامو عن كرسيها المزخرف ، نظراً لعمر لويس ، لابد انها في الخمسينات ومع ذلك بدت في منتصف الأربعينات، بدت بالغة الجمال الأناقة بثوبها الحريري التبني اللون وشعرها الاسود الكث المرفوع عالياً لكن ابتسامتها لم تكن تنعكس في عينيها.


حيت ابنها باللغة البرتغالية لتنتقل الى تحية كارين بإنكليزية متكلفة ،ثم قالت:
-
انت جميلة جداً، لكنني لم اكن اتوقع اقل من ذلك، لابد انك متعبة من الرحلة تريدين من دون شك ان ترتاحي قبل الغداء.
رأت ان هذا كان امراً اكثر منه اقتراحاً، كما ان الترحيب لم يكن حاراً على اي حال، وهمت بأن تقول إنها تفضل ان تسبح لكنها كبحت ذلك ، فهي لم تحمل معها بذلة سباحة.
قالت بدلاً من ذلك:
-
هذه مراعاة بالغة منك.
قالت كريستينا مخاطبة لويس:
-
خصصت لكما الجناج الأزرق.
واضافت شيئاً بالبرتغالية بسرعة لم تستطع معها كارين حتى ان تخمن معناه.
لم يجب بأي من اللغتين بل اشار الى ان كارين ستصحبه ،كانت ملامحه جامدة رغم ان كارين شعرت بشيء يغلي في داخله.
كانت اجنحة الضيوف بجانب الممشى، وعدّت كارين ثلاثة اجنحة بعد الباب الذي فتحه لويس، لا كانت الستائر واغطية والسرير ، السجادة زرقاء اللون الاليض، ولاحظت كارين وجود سريرين منفصلين مايعكس شعور كريستينا نحو هذا الزواج ، مع انها على الاقل تزوجت برازيلياً آخر وليس اجنبياً.
وكانت امتعتها قد وضعت عند اسفل كل سرير.
وعندما توجهت نحو حقيبتها ، قال لويس:
-
دعي هذا الآن ، دعي عنك هذا، انت بحاجة لأن ترتاحي.
فأجابت بحدة:
-
انا لست متعبة، من فضلك هل لك ان تكف عن معاملتي وكأنني مريضة؟
-
هذه ليست نيتي، من الان فصاعدا لك ان تفعلي ماتشعرين انك قادرة على فعله.
تمالكت كارين نفسها وقد ندمت على حدتها :
-
آسفة ماكان لي ان اقول هذا ، انا فقط...
وسكتت وهي تبسط يديها بعجز:
-
لعلي متعبة.
انبسطت اساريره قليلاً، ثم تقدم نحوها ورفع وجهها اليه وقبلها ثم قال:
-
سأكون معك بعد قليل، امي تريد ان تتحدث الي.
وفكرت كارين بأن الام تريد من دون شك ان تعبر لابنها عن عدم رضاها لكن هذا لا يعني ان ثمة مايمكن للمرأة ان تفعله.
بعد ذهاب لويس افرغت الحقيبتين ، اذا كان إدغار بلسامو مسافراً فليس من المحتمل ان تستضيف كريستينا اصدقاء، وفي هذا راحة لها هي، فمواجهتها لأناس يشاطرون الام رأيها امر يمكنها الاستغناء عنه.
غابت الشمس ببهاء وروعة فائقين، مضيئة الغيوم التي انتشرت في الافق.
لابد ان الوزراء يتقاضون رواتب ضخمة لكي يتمكنوا من العيش في مساكن جميلة كهذه ، لكنها تفضل غوافادا.
عندما عاد لويس بدا متضايقاً جداً، فلم تسأله كارين عن السبب. كانت تعلم ان موعد العشاء هو نفسه موعده في غوافادا، مايعني ان ساعتين ،وكانت تعرف طريقة ناجحة لقضاء هذه المدة بطريقة تسرهما معاً.
وعندما قرأ الرسالة في عينيها ، ارتسمت على فمه ابتسامة بددت التوتر الذي بدا عليه وقال:
-
أنت امرأة نادرة.
فقال بعد ان ضمها اليه وسمعت ضحكته الخافتة:
-
اتعني بالنسبة الى امرأة إنكليزية؟
-
بل الى امرأة من جميع الجنسيات.
وكعادتها عندما تكون بين ذراعيه ، لم تعد ترغب في أي مكان آخر، عندما تصبح بين ذراعيه تفقد اهتمامها بأي شيء آخر ولو ذهب العالم كله الى جهنم.
بين ذراعيه تختفي عقدها النفسية، فتقدم نفسها اليه بكل حرية.
قال لها وهما متعانقان:
-
سمعت ان الحمل في مرحلته الاولى يمكن ان يجعل بعض النساء ينفرن من العلاقة الزوجية، لكني اشكر حظي.

ورفع رأسه لينظر في عينيها فجذبها البريق الكهرماني في ظلمات عينيه:
-
أنت تشبعين رغباتي كلها!
خطر لها انه ربما يعني هذه اللحظة وقالت:
-
وأنت ايضاً ، انت عاشق لا مثيل له.
فابتسم باختصار:
-
ليس لديك من تقارنينه بي،ولن يكون لديك مادمت اتنفس.
وأضاف فجأة بعنف:
-
انت لي ، لي وحدي!
هاهو ذا يقولها مرة اخرى ، وعاودتها تلك الفكرة التي كانت قد توارت من ذاكرتها، أي فكرة التملك وليس الحب!
امضيا في برزايليا ثلاثة ايام فقط، لكنها بدت لهما اكثر من ثلاثة اشهر، كانت كرستينا مؤدبة دمثة ليس إلا، ولم يكن من المحتمل ان تصبح اكثر ليناً ، بحسب رأي كارين ، كانت ترى ان لويس خان بني جنسه حين تزوج من غريبة.
في أول ليلة لهما رحب بهما إدغار بلسامو، رجل وسيم في اوائل الستينات ، ورغم انه سعى لإطالة الترحيب بهما إلا انه وجد الوضع صعباً، ولم تندهش كارين حين اعلن ان عليه ان يسافر صباح اليوم التالي، وتمنت لو بإمكانها ان تفعل ذلك هي ايضاً.
امضى لويس طوال النهار التالي في التجوال بها في انحاء العاصمة يريها قصورها ومبانيها العصرية، كانت كارين تفضل ان تقوم بتلك الجولة الاستكشافية على قدميها، لكن نظراً لارتفاع الحرارة وقلة الظلال ،لم يكن يسير على قدميه سوى القليل من الناس.

قالت اثناء تناولهما الغداء على قمة احد فنادق المدينة:
-
اكره ان اعيش هنا، المدينة كبيرة للغاية!
فرد بحدة:
-
لندن كبيرة ايضاً ، لكنك عشت فيها.
تملكها الحنين الى الوطن لحظة، وتناست الاوقات التي كانت تتمنى فيها ان تترك المدينة وتعيش في الريف، وقالت :
-
الامر ليس مماثلاً.
نظر اليها ساخراً:
-
باستثناء الهندسة المعمارية، بماذا تختلف لندن عن اي مدينة اخرى؟
-
لديها روح.. تاريخ يعود الى مئات السنين، وليس عشرات السنين وحسب! إذا كنت قد زرتها فستعرف مااتحدث عنه.
-
عليك ان تلعبي دور المرشد السياحي.
حدقت كارين فيه لحظة، لا تعلم ان كان يعني حقاً مايقترحه، ام انه يثرثر فقط، واخيراً سألته مقتنعة بالافتراض الاول:
-
متى؟
هز كتفيه:
-
ربما بعد سنة او نحوها حين يصبح بالإمكان ترك الطفل.
قد تكون حاملاً مرة اخرى حينذاك، اخذت تفكر في هذا وهي تتذكر ماقاله مرة عن انه لا يريد طفلاً واحداً، وهذا لا يعني انها تمانع، فلطالما تمنت ان يكون لها اخوة.
من الافضل ألا تعود الى الوطن ابداً، فما الفائدة؟ لقد اصبحت حياتها هنا الآن ، لعلها ليست بمثل الروعة التي ظنتها في البداية، لكنها ليست حياة سيئة.
سألها بفضول وهو يرى تعاقب التعبير على وجهها:
-
بم تفكرين؟
قالت باندفاع:
-
كنت اتمنى لو اننا في بيتنا.
واندهشت من نفسها لأنها المرة الاولى التي تفكر فيها في غوافادا على انها بيتها، وتابعت تقول:
-
انا اثقة من ان امك لن تمانع اذا رحلنا غداً.
ومض شيء مافي اعماق عينيه قبل ان يقول:
-
لدي امور عليّ ان اهتم بها غداً.


ولم يزد فافترضت انها امور تتعلق بالعمل، لكن فكرة ان تمضي النهار وحدها مع امه، لم تعجبها كلياً.
كانت كريستينا مرتبطة بموعد في الصباح هي ايضاً، فامضت كارين الوقت على الشرفة تطالع، لم يقل لويس متى سيعود وتمنت لو يرجع قبل عودة امه.
لكنه لم يعد ، وعادت امه قرابة الواحدة والنصف فتناولا الغداء معاً، كان حديثهما قليلاً للغاية، والجو بينهما بارداً كالثلج، حتى لم تعد كارين تستطيع احتماله، فقالت:
-
اعلم انك لا توافقين على زواجنا، لكني خياره هو ألا يمكنك ان تتقبلي ذلك؟
لم يبدُ في عيني المرأة اي تعبير رقيق وهي تقول:
-
لن اتقبل ذلك ابداً، لقد فعل ذلك ليعاقبني!
نظرت اليها كارين باستغراب:
-
يعاقبك؟
-
نعم، لأنني اهنت ذكرى ابيه.
لم تصدق كارين ان المرأة جادة، فقالت:
-
دعك من هذا، لا يمكن ان يصل الى هذا الحد.
ضحكت المرأة من دون بهجة:
-
اتظنين انك تعرفين ابني اكثر مما اعرفه انا؟ ثمة الكثير لم تعرفيه عنه بعد، كان بإمكانه ان يختار عروساً مناسبة تحمل اسمه، فلماذا لم يفعل، إذا لم يشأ ان يؤلمني؟ لقد اختار زوجة يعلم انني لا يمكن ان اوافق عليها.
-
اخبرني ان اباه مات منذ سنوات ، فلماذا انتظر طيلة هذه تلك المدة ليعود فينتقم منك؟
فعادت الضحكة الجافة:
-
كان عليه اولا ان يجد من ترضى رغباته ايضاً.
وخطر لكارين ان هذا الكلام يمكن ان يكون صحيحاً، وشعرت بكآبة مؤلمة في اعماقها، فقد سبق وعرفت ان لويس لم يحبها ، على الاقل ليس بالشكل الذي تدعوه هي حباً، لكنها هي ايضاً لا تحبه.
بل تحبينه، فكفي عن نكران الحقيقة! وكان هذا صوتاً هتف بها من اعماقها.
ابتلعت ريقها بصعوبة باحثة عن شيء تقوله للمرأة:
-
لك ان تؤمني بكل ماتعتقدينه، لكن الحقيقة تبقى انني زوجة لويس وانني حامل بابنه، اول حفيد لك.
فقالت ساخرة:
-
اتظنين ذلك؟ كما قلت لك ثمة الكثير مما لا تعرفينه.
تأملتها كارين غير واثقة:
-
ماذا تحاولين ان تخبريني؟
بدا التردد على المرأة لحظة، ثم رفعت كتفيها:
-
هل صدقت ان لويس خرج من اجل اعماله اليوم؟ انت مخطئة، فهو يزور ابنه.
لم تعرف كارين كم لبثت جالسة في مكانها ، كان ذهنها مضطرباً للغاية، وهمست اخيراً:
-
انت تكذبين.
-
ولماذا اكذب في أمركهذا؟ اتظننيني افخر بأن لي حفيدا غير شرعي، كما سأفخر بحفيدي المختلط الدم منك؟
تنحنحت كارين اكثر من مرة قبل ان تسأل:
-
لماذا .. لماذا لم يتزوج الأم؟
-
إنها ليست من ظبقتنا، لا اريد ان اتحدث في الموضوع اكثر، لقد ادى واجبه تجاه الطفل، وهذا كل ماأنت بحاجة لأن تعرفيه.
تساءلت كارين عمافعله للأم، وشعرت بجرح في كرامتها، فنهضت واقفة من دون ان يدهشها ارتجاف اطرافها.
-
انا ذاهبة لأرتاح.
التعبير الذي بدا على وجه كريستينا قد يكون خجلاً، رغم ام كارين شككت في ذلك.
وقالت المرأة:
-
إذا كنت حكيمة، فلا تطلعي لويس على حديثنا.
لو انها حكيمة لما كانت في هذا الوضع اصلاً، كان بإمكان كارين ان تجيبها بهذا، لكنها لم تفعل لأن الكلمات لم تشأ ان تخرج من حلقها.





كانت غرفة النوم باردة منعشة معتمة، فقد اسدلت الستائر كي تمنع دخول اشعة الشمس، استلقت على سريرها بثيابها الكاملة، واخذت تحدق في السقف.
تحركت يدها لتمر على بطنها ، ليس طفل لويس الاول، هذا الشرف حظي به طفل غير شرعي، لكنها ليست في إنكلترا.
قالت كريستينا عن الام إنها ليست من طبقتهم، لكن لابد انها جميلة، ولعلهما الآن في فراش واحد.
وصل ألمها الى الاعماق، ماذا عليها ان تفعل؟ لاتريد التفكير في الأمر، فهو اكثر مما تستطيع معالجته الآن.
واخيراً استسلمت للنوم، لكنها مالبثت ان استيقظت مجفلة عندما دخل لويس الى الغرفة.
سألها باهتمام:
-
هل تشعرين بتوعك؟
حاولت ان تتمالك نفسها عندما تدفقت الذكريات:
-
انني تعبة فقط، كم الساعة؟
-
الخامسة إلا عشر دقائق، آسف لتأخري كل هذا الوقت.

الوقت مناسب لقذفه بالاتهامات ، لكن الكلمات لم تطعها، وبدلاً من ذلك سألته:
-
هل كان لديك الكثير من العمل؟
-
نعم، اخبرت امي اننا سنغادر غداً صباحاً.
-
هذا حسن، هل تمانع اذا عدت للنوم؟
لم تستطع ان تنهض فتقدم من السرير وجلس على حافته ثم قال:
-
تبدين شاحبة، هل انت واثقة من ان مامن خطب ما؟
إنها فرصة اخرى للكلام، لكنها لم ستتطع ان تتكلم، قرت نفسها عندما اخذ يلامس وجنتها بلطف ، ولكن، وحتى بعد ان عرفت عنه ما عرفت ، لم يتأثر تجاوبها معه إلا قليلاً.
قالت محاولة ان تبدو هادئة:
-
قلت لك إنني متعبة وحسب.
تأملها لحظة، وبدا واضحاً انه لم يخدع.
وعاد يربت على وجنتها ثم وقف:
-
ارتاحي سآخذ ملابسي الى الغرفة الأخرى كيلا ازعجك.
راقبته من بين اجفانها وهو يحمل اغراضه ويخرج لتتنهد طويلاً بعد ذلك، كان عليها ان تواجهه بما عرفت لكنها لم تفعل اذ لم تشأ ان تسمعه يعترف بذلك، لم تشأ ان ترى الشعور بالذنب في عينيه.
كان عليه ان يطلب من امه ان تحتفظ بالسر، لكن من غير المحتمل ان تعترف كريستينا بخيانتها لثقته، فلماذا تزلزل حياتهم جميعاً؟ عليها ان تدع هذه الامور جانباً، من اجل الجنين الذي ينمو في احشاءها، إذا لم يكن من اجل شيء آخر.

نهاية الفصل الثامن

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 29-11-17, 05:38 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- لن تتراجع

مرت رحلة العودة الى غوافادا بصمت بعد ان فشلت كافة محاولاته لفتح اي موضوع.
واخيراً نفغذ صبره:
-
هل الحمل متعب الى حد ان الكلمات اصبحت عبئاً عليك؟ اتقبل كما تقبلت الليلة الماضية فكرة ان الحامل تمر بأوقات تشعر فيها بتعب شديد، ولكن يمكنك بكل تأكيد ان تتحدثي!
فردت عليه بحدة وقد ضاقت عيناها:
-
اظن ان كلامك هذا لا يستوجب رداً.
-
اشك حتى في انك اصغيت الى ماقلته، فقد كان مزاجك غريباً طيلة النهار.
-
انا امرأة ، ونحن النساء نوع غريب من المخلوقات وعليكم انتم الرجال ان تتعلموا كيف تعيشون معنا.
فأجاب:
-
ماعدا هذا الرجل، اذا كان لديك أي شكوى فأحب ان اسمعها.
ارتجفت شفتاها بالتهمة لكنها كبحتها:
-
أي شكوك؟ لقد اعطيتني كل ماتتمناه المرأة.
وارغمت نفسها على ان ترسم ابتسامة على شفتياها:
-
آسفة لأني كثيرة التذمر.
الابتسامة التي اجابها بها كانت متحفظة قليلاً:
-
لقد سامحتك، ولكن لا تدعي هذا يحدث مراراً.

كبحت كارين جواباً لاذعاً، إذا نطقت به الان ,فستبوح بكل مافي قلبها ، لكن مافائدة ذلك في النهاية؟ يمكنها ان تطلب منه ان يبتعد عن تلك المرأة وطفلها، لكنه لن يوافق على عدم رؤية ابنه مرة اخرى.
وفيما آلمها ان تعلم ان الطفل الذي تحمله ليس طفله الاول، إلا ان هذا اسهل عليها من احتمال فكرة انه لا يزال على علاقة بالمرأة الاخرى، لقد تحولت عنه الليلة الماضية لأنها لم تستطع ان تتخلص من هذه الصورة..هذه الصورة التي مازالت تلاحقها.
كانت الشمس قد غربت حين وصلا غوافادا، حيتهما ريجينا بحماستها المعتادة، وهي تخبر كارين كم افتقدتها.
وعندما اصبحتا وحدهما سألتها:
-
كيف وجدت امي؟
فأجابت كارين بما امكنها من البساطة:
-
اشك في ان نصبح يوما صديقتين حميمتين.
فقالت ريجينا بأسف:
-
هذا ماكنت اخافه فمنذ سنوات اختارت للويس ماتظنه زوجة مثالية له، وكان هناك فتيات اخريات، لكن اي منهن لم تعجب لويس، عليك ألا تتألمي من رفضها لك، فشعورها سيكون هو نفسه نحو اي فتاة اخرى يختارها بنفسه.
لكن كارين رأت ان رد فعلها لن يكون بهذه الحدة لو اختار زوجة من وطنه، حالياً لم يكن شعور والدته نحوها ذا اهمية، فلديها الكثير من الآمور التي تشغل بالها.
واذ لم تستطع ان تطرد هذه الامور من ذهنها تسللت الى الشرفة بعد العشاء تلتمس الهواء النقي، شعرت بهواء الليل منعشاً بارداً على جلدها فجلست على الاريكة واخذت تتأمل المناظر المغمورة بضوء القمر، لقد استحوذت غوافادا على مشاعرها وعليها ان تعترف بذلك، ولولا ماعرفته الآن، لاعتبرتها موطناً لها.





لو انها لا تحب لويس، لما تألمت لما عرفته الى هذا الحد...
وهي واثقة من ذلك ولسؤال الآن، كيف يمكنها ان تتغلب على هذا الألم؟
-
كنت أتكلم مع كريستينا منذ قليل، اخبرتني انك تعرفين بأمر الصبي.
جاءها صوت بياتريس من عند الباب وفيه نبرة غريبة.
لم تلتفت كارين اليها وهي تجيب:
-
نعم، انا اعرف بأمر الصبي.
طال الصمت وتكهرب الجو، واخيراً سألتها بياتريس بالنبرة الغريبة نفسها:
-
انت متساهلة للغاية، متساهلة اكثر مني انا في ظروف كهذه
وبدت المرأة متعاطفة قليلاً، لكن كارين لم تثق بهذا التعاطف، بل اجابت بحدة:
-
نحن اناس مختلفون جداً، ركزي اهتمامك على زواجك ودعيني اتصرف مع زواجي.
فأجابت المرأة بحدة، وقد عادت الى طبيعتها:
-
زواجي في امان من كافة النواحي، لكن زواجك يعتمد على مظهرك، لويس من الرجال الذين يهتمون جداً بمظهر المرأة، فإذا خسرت ذلك ، تخسر اهتمامه بها.
لم تخبرها بما لم تكن تشك فيه، لو لم تكن بجمالها هذا، لما لفتت نظر لويس ذلك اليوم في المطعم في ريو دي جانيرو، وهذا دليل سوء للمستقبل.
توارت بياتريس في الداخل تاركة كارين تتأمل ذلك المستقبل بكآبة متزايدة، واعادها ألم يتجمع اسفل ظهرها الى الحاضر ، فغيرت وضعيتها لكن الالم استمر ، ووصل الى بطنها ثم اخذ يزداد قوة ليتحول الى ألم قابض.
وادركت فجأة مايحدث لها ، فدار له رأسها ، تمالكت نفسها، وكأن مايحدث لها سيتوقف لكنها علمت أن مامن فائدة فيد الطبيعة هي العليا.
هتف لويس وهو يظهر من زواية الشرفة:
-
أنت هنا إذن؟ بدأت ....
وسكت فجأة وقد استوعب وضعها وملامحها المنهكة:
-
ماالامر؟
فقال من بين اسنانها:
-
الطفل، انا افقد الطفل.
بعدئذ اخذت الأمور تحدث بشكل ضبابي غائم، حملها لويس الى المنزل فيما استدعيت سيارة إسعاف نقلتها الى المستشفى قريب حيث حاولوا عبثاً ان ينقذوا الطفل، وكانت كارين تعاني بصمت وإحساسها بالخسارة اعمق من الكلمات، كانت تعلم ان لويس بجانبها ولكنها لم تجد في ذلك اي تعزية.
وعندما استيقظت من المخدر وجدته جالساً الى جانب السرير، والتوتر يبدو على ملامحه السمراء.قالت بصوت جامد:
-
آسفة.
فأمسك بيدها يرفعها الى شفتيه، لم تر في عينيه السوادوين كهرماناً يتألق وهو يقول:
-
إذا كان هناك من هو مذنب في ماحصل، فهو انا لأنني اخذتك في رحلة لا ضرورة لها.
-
هل قال الاطباء هذا؟
-
بل قالوا ان هذا يحدث احياناً لسبب غير واضح.
وخطر لها ان هذا لم يحدث لعشيقته، كان عليه ان يتزوجها، من اجل طفله على الاقل، الصبي لديه الحق في حمل اسم اندراد اكثر من اي طفل آخر.وتابع:
-
اخبروني ايضاً ان مامن سبب يمنعك من الحمل مرة اخرى في المستقبل.
-
لا شيء يمنعنا من المحاولة مرة اخر إذن.
-
ولكن ليس على الفور، انت بحاجة الى وقت للشفاء.


فقالت وهي تجلس في السرير:
-
سأنفذ كل ماتراه مناسباً ، اريد فقط ان اخرج من هنا.
جاء عيد الميلاد ومضى بهدوء، وكان قد مر على الإجهاض اسبوعين ، فأصرت كارين على ان يتم الاحتفال برأس السنة بطريقة مناسبة.
فتحت ابواب غوافادا للجميع، فحفل شواء رأس السنة مشهور .
بدأ الحفل في منتصف النهار وانتهى حين خرج آخر الساهرين ، لم تستطع حتى العاصفة الصيفية ان تثبط من عزيمة وحيوية المحتفلين الذين إما احتموا من المطر وإما بقوا واقفين تحته بكل بساطة.
بعد ان توقف المطر اخذ لويس يوزع اللحوم المشوية على الضيوف ، متبادلاً معهم النكات، رغم ان إجهاضها حطمه، إلا أنه اثبت انه برج من القوة في الاسبوعين الماضيين، وجدت صعوبة في ان تقارن هذه الرجل كما كمان يبدو لها، بالرجل الذي اصبحت تعرفه الآن.
قال صوت لا تعرفه:
-
السيد يقدم لنا طعاماً طيباً.
التفتت لترى الرجل الذي يتكلم فبهتت الابتسامة الجاهزة على شفتيها، وهي ترى العينين السوداوين الجريئتين، انه احد عمال المزرعة، كما ادركت من ملابسه، كان شاباً حسن الشكل ، اخذ يقيمها هو ايضاً بوقاحة واضحة.
اجابته بلغته:
-
نعم ، انه يفعل هذا، هل تعمل عنده؟
-
انا لوسيو فيرنانديز، انت اجمل مماقيل عنك، لويس رجل محظوظ.
وبما ان ماتعرفه من البرتغالية محدود وهو يتحدث بسرعة بذلت كارين جهوداً كبيراً لكي تستطيع فهمه، كانت الكلمات نفسها غير ضارة وعادية، لكن النظرة التي رافقتها كانت بعيدة عن البراءة.

جاءت دونا فيريز لإنقاذها وجرتها بعيداً قبل ان تتمكن من التفكير في جواب.
سألتها المرأة الأكبر سناً :
-
ماذا كان يقول لك؟
-
مامن شيء مهم.
اجابتها كارين بذلك، كارهة ان تحدث ضجة حول مالم يتعد نظرة ماكرة ، فقد ألفت أسوأ من ذلك في موطنها.
فقالت الدونا:
-
لويس لا يحب ان يتحدث ذلك الرجل اليك.
فقالت كارين بمرح :
-
إذن فلن نخبره، اتظنين اني اسي التصرف إذا اخذت قيلولة؟
-
طبعاً لا، يجب ألا تتعبي ، وسأخبر لويس بمكانك.
دخلت كارين الى البيت بينما توجهت الدونا الى مكان الشواء، وكادت كارين تصطدم ببياتريس التي بدت عيناها ضيقتين وكأنها تتأمل ، مهما كان مايدور في ذهن المرأة ، فإن كارين لم تعد تهتم، كل ماتريده حاليا هو ان تلقي رأسها على وسادة طرية وتنام.
استيقظت على قبلة خفيفة للغاية وابتسم لويس لذهولها.سألته:
-
منذ متى وأنا نائمة؟
-
منذ اكثر من ساعتين، لقد خرج بعض ضيوفنا، ولكن يبدو ان البقية سيمضون بقية النهار هنا، هل تشعرين بما يكفي من القوة لتنضمي اليهم؟ ام اطلب منهم ان يرحلوا ؟
جلست وهي تقول:
-
لا تفعل، امنحني ربع ساعة لاستحم واغير ملابسي، ثم انزل الى الطابق السفلي.
-
هل انت واثقة من قدرتك على ذلك؟
لم تكن تشعر بأنها قادرة على ذلك، لكنها لن تعترف له.
-
واثقة تماماً.
اخذها بين ذراعيه وضمها اليه لحظة ثم قال يواسيها :
-
يمكن ان ننجب اطفالاً، ولكن لا داعي للعجلة، اما الآن فسنرتاح قانعين ببعضنا البعض.


حتى يشعر بالشوق الى المرأة التي انجبت له صبيا، كما اخذت تفكر...
واخيراً غادر آخر المحتفلين قرابة العاشرة، فقالت ريجينا:
-
احب ان احتفل بعيد ميلادي في مقهى لاماس ، الثامنة عشرة عمر استثنائي للغاية.
وكان مقهى لاماس هو ارقى مقاهي المدينة، فقال لويس:
-
هذا صحيح ،سأقوم بالترتيبات اللازمة.
-
واريد سيارة خاصة بي.
فأبتسم:
-
الوصول الى سن الرشد والحصول على رخصة سوق ما هما إلا البداية ، عندما تتعلمين القيادة ، سأفكر في الموضوع.
-
يمكنك ان تعلمني كما علمت كارين.
وعندما لمحت كارين نظرة لويس الجافة لم تستطع إلا ان تبتسم وهي تسأل ريجينا:
-
متى عيد ميلادك بالضبط؟
قالت ريجينا عابسة:
-
في الثالث عشر من حزيران ، انه رقم نحس للولادة.
فكرت كارين في هذا ، لا يمكن ان يكون نحساً نظراً لظروف حياة الفتاة المرفهة المترفة، وعندما ستتزوج ستختار رجلاً غنياً لتعيش في المستوى نفسه.
تركت كارين يشارك اخاه فنجان قهوة فتبعتها بياتريس لتقول لها:
-
رأيتك مع لويس فيرنانديز كما رآك آخرون ، ومن حسن حظك ان لويس لم يرك.
فسألتها كارين:
-
لماذا؟ هل مستخدمو المزرعة يعتبرون من الطبقة الدنيا ولا يجوز الاختلاط بهم؟
-
نعم لا يجوز لزوجته المزاح معهم.
فتحت كارين فمه لتنكر هذا الادعاء، لكنها عادت فسكتت لعلمها ان بياتريس لن تهتم لنكرانها، وتابعت سيرها.
عندما دخل لويس لم تكن قد نامت بعد ، كانت تعلم انه صبر عليها الى اقصى حد، وهذا ليس سهلاً بالنسبة الى رجل مثله.
ومدت يديها اليه حين انسل ّ في الفراش فتجاوب معها على الفور.
عندما غلبه النوم راحت تصغي الى انفاسه المنتظمة شاعرة بقوة عضلات ذراعيه حولها ،وكادت تشعر بالأسى من اجل المرأة التي لا تعرف هذا إلا في مناسبات نادرة، ومن اجل الصبي الذي سينشأ يكاد لا يعرف اباه، ربما ليس لديها كل ماتتمناه لكنها ومع ذلك لديها الكثير ، فهل تراها تبخل على هذين الشخصين بهذا القليل؟
ومرت الأيام، وحل عيد ميلاد ريجينا وذهب ، اعطتها كارين دروساً في القيادة لتتمكن من قيادة سيارتها الصغيرة الرياضية التي اشتراها لها لويس رغم كل ماسبق وقاله.
مضت الأيام متشابهة كما كانت عليه قبل تلك الرحلة الى برازيليا، وكانت حياة جيدة من أغلب الأحيان، وكان من الممكن ان تعتاد على الوضع لولا وجود بياتريس التي لم تترك فرصة تمر من دون ان تعنفها بسبب ماعرفتاه.
أليس لديها كرامة فتبقى مع رجل يعيش حياتين؟ وهل تصدق حقاً انه يكن لها أي مشاعر عميقة؟
لم تكن كارين تعتقد ذلك ايضاً، لكنها كانت تتألم وهي تسمع هذا من فم بياتريس، لعل المرأة على حق، عليها ان تتمسك بكرامتها اكثر ، مازال لديها بعض النقود مما ربحته في اليانصيب، وهذه النقود تكفيها للرحلة الى إنكلترا، كل مايلزمها هو الإرادة.
لو لم تكن سريعة التأثر وغير متزنة، لرأت كم ان هذه الفكرة جنونية ، وأن الطريقة الصحيحة الوحيدة هي ان تكشف للجميع ماتعرفه بدلاً من ان تتركها تستمر في تسميم عقلها، عجل الأمور تلك الصورة التي رأتها للأم وابنها ، كانت كارين تعلم ان المرأة جميلة جداً دون شك، لكنها كانت تتوقع امرأة وليس فتاة مراهقة لم تتجاوز السادسة عشرة من العمر.


كيف يمكن للويس ان يعيش ناسياً كل هذا؟ وكيف يمكنها ان تستمر في العيش معه؟
وشعرت بخدر في جسمها ، لقد خرج باكراً هذا الصباح من دون ان يوقظها ، وخلا ذهنها من كل شيء سوى اللهفة الى الابتعاد ، تركت بياتريس وصعدت الى غرفتها حيث القت بعض الأشياء في حقيبة ، حملت بعض النقود التي وجدتها ، نقود لم تكن كافية لتوصلها الى حيث تريد ، ووضعت جواز سفرها في حقيبة يدها ، فضلاً عن البطاقة المصرفية التي كان لويس قد زودها بها كي تستعملها في شراء تذكرة سفر الى وطنها.
اما ماذا ستفعل عندما تصل الى لندن ، فهذا مالم تفكر فيه.
كانت بياتريس قد اختفت وريجينا خرجت لتزور صديقة لها،كما كان ريموندو خارج المنزل في مكان ما، اخذت السيارة وغادرت المنزل الذي كان بيتها في الأشهر الاخيرة، لقد انتهت من هذا الجزء من حياتها.
كانت الرحلة الى سان باولو وهي الأطول التي تجتازها وحدها. وعندما وصلت اخيراً الى مطار كونغونهاس وادركت انه مخصص فقط للرحلات المحلية تملكها الإحباط ، كان هذا يعني ان تستقل مجدداً السيارة التي تركتها في موقف السيارات، وتقودها الى الطرف الآخر من المدينة حيث المطار الدولي.
كان بإمكانها ان تستقل الباص الى مطار غوارلهاس، كما نصحها موظف الاستعلامات الذي تطوع كي يسأل عن برنامج الرحلات الى لندن، كانت الرحلات الى لندن محجوزة للأسابيع الثلاثة القادمة ، ونصحها الموظف بأن تستقل الطائرة المتوجهة الى ريو دي جانيرو حيث يمكنها ان تحجز في إحدى الرحلات المتوجهة الى لندن ، وكانت لا تزال مستعدة للقيام بكل مايلزم كي ترحل، فدفعت تكاليف الرحلتين بواسطة بطاقة لويس المصرفية، ستكلفها الرحلة اكثر مما لو كانت مباشرة ، ولكن لا بأس ، بإمكان لويس ان يدفع.

طال انتظارها للطائرة التي ستوصلها الى ريودي جانيرو، كانت ضجة التلامذة المتحمسين فيها لا تطاق واغمضت كارين عينيها والطائرة ترتفع بهم ، إذ بدأت تعود الى عقلها نوعاً ما ، لويس لن يدعها ترحل بهذه السهولة ، إنها زوجته ..ملكه، وأينما ذهبت سيعثر عليها ، من دون شك ، واخيراً قررت ان تدعه يفعل مايشاء، عندما تصبح خارج البلاد لن يتمكن من إرغامها على العودة، وإذا لم يرض بأنيطلقها، ستطلقه مهما استغرق ذلك من وقت.
تمتم الرجل الجالس بجانبها بشيء لم تفهمه ثم نهض ليسمح لرجل آخر بأن يجلس بجانبها، وافترضت وجود خلط في أرقام المقاعد.
قال القادم الجديد:
-
الحظ يبتسم لي.
فتحت عينيها وإذا بها تجفل لرؤية الرجل ، لم تصدق ان لوسيو فيرنانديز على الطائرة نفسها هو ايضاً.
سألته بحيرة:
-
ماذا تفعل هنا؟
فأشرق وجهه بابتسامة عريضة:
-
أنا مثلك ذاهب الى ريو دي جانيرو، لدي مال ، مال كثير! يمكنني ان امنحك وقتاً ممتعاً.
فقالت بالإنكليزية:
-
انت تحلم.
إذالم يفهم الكلمات، فقد فهم المعنى، إذ اختفت ابتسامته، لم تفهم جوابه لكنه لم يكن مهذباً بكل تأكيد، وحمدت الله عندما عاد الى مكانه الأول.
حولت انتباهها الى النافذة مجنبة فضول الرجل الآخر الواضح .
استبعدت ان يكون وجود فيرنانديز على الطائرة نفسها صدفة، لم يكن لديها فكرة عما يكسبه عمال مزرعة غوافادا لكنها تشك في ان يسمح لهم اجرهم بقضاء إجازة في إحدى اغلى مدن العالم.
على أي حال هذا ليس من شأنها ، كما ان لديها امور اكثر اهمية تشغلها.
حتى الساعة ، لم تفكر في ماعليها ان تفعله عندما تهبط في لندن، عليها أولاً ان تجد مكاناً تبيت فيه، وإذا الغى لويس بطاقته المصرفية ، وهذا لم تضعه في حسابها ، فستقع في ورطة صعبة، كما لم تشأ ان تقف عند باب جولي ككلب متشرد.
ستكون اكثر تعقلاً لوعادت ادراجها لتعالج الأمور من الأساس....لكن لم يكن للمنطق اي دور منذ بداية علاقتها بلويس، لقد اتخذت قرارها الآن ولن تتراجع.
عندنا هبطت بها الطائرة، حاولت ألا تصادف لوسيو فيرنانديز.
كانت الباصات تتوجه الى المطار، لكنها فضلت ان تستقبل سيارة اجرة كما نصحها موظف الاستعلامات.
رأت اناسا محتشدين في الخارج فتملكها الارتباك وترددت على حافة الطريق، لابد ان ذاك هو صف سيارات الأجرة عند الرصيف المقابل، هذا مافكرت فيه وهي تلمح الضوء الاصفر من خلال الازدحام، إذا عبرت بسرعة....

نهاية الفصل التاسع

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.