آخر 10 مشاركات
السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة بلا قمر - آن ميثر (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          418 - خطوة خارج الزمن - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-13, 01:31 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادي عشر

ترددت (أسماء) قليلا قبل أن تجيب..
- إنها تعمل نادلة في أحد الملاهي الليلية

شهقت (مريم) ووضعت يدها على فاها..
- وهل يعرف الناس هنا هذا الكلام؟
- بالطبع لا..إنهم يعرفون أنها تعمل مفتشة نسائية في المطار للرحلات الليلية..
واستطردت:
- المنطقة هنا راقية والعلاقات بين الناس محدودة؛فنحن لا نعرف في هذه العمارة كلها سوى جارتنا التي تسكن تحتنا..وهي تسافرإلى ابنها في إيطاليا أيام العطلات..كما أننا لا نحاول الاختلاط بأحد كي لا يسألنا عن ماضينا ولماذا نعيش وحدنا..
- ولكن ألم تجد (رانيا) عملا آخر غير هذا؟

مطت (أسماء) شفتيها وقالت:
- (رانيا) ليس لها مؤهلات دراسية لتعمل في مكان أفضل
لهذا شعرت بشيء غريب في (رانيا) ..كانت تستمع لقصتها وقد بدت وكأنها تتوقع ما ستقوله (مريم) ؛فلا بد أنها عرفت ورأت الكثير..

مضى اليوم بين حديث ومزاح بين الفتيات الثلاث،وبعد تناول العشاء جلسن يشاهدن فيلما أمريكيا في التلفاز..وفي الفاصل الاعلاني..
- (أسماء) ..
- نعم
- كيف تعرفت إلى (ياسر) وكل منكما في كلية مختلفة
قالت (أسماء) :
- مجتمع الجامعة كبير،ولا تقتصر الصداقات هناك على الطلبة في نفس كليتك
ثم تذكرت شيئا فقالت:
- لكن ما الذي جعلك تدخلين السينما في ذلك الوقت المبكر؟
- لقد أردت أن أعرف كيف تبدوا من الداخل؛فأنا لم أذهب إلى السينما في حياتي

انتبهت (رانيا) وقالت بعد أن نفثت دخان سيجارتها:
- لم تذهبي إلى السينما من قبل؟
هزت (مريم) رأسها نفيا..فابتسمت (رانيا) وقالت:
- سأجعلك تذهبين لكل مكان لم ترتاديه..
ثم أكملت وهي تشير إلى (أسماء) :
- وبإمكانك أن تذهبي مع (أسماء) إلى الجامعة لتروحي عن نفسك قليلا..
وأخذت نفسا عميقا من السيجارة ثم نفثت دخانها في الهواء وواصلت:
- تعرفي على أصدقائها..اندمجي في مجتمع أكبر من القوقعة التي كنت تحبسين نفسك داخلها

كانت(مريم) تبدوا كطفلة ستذهب للمدرسة أول مرة،فكانت تشعربمزيج من الفرح والقلق والفضول في آن واحد..

عندما علم أخوها (عبد الله) أنها تريد الذهاب في رحلة الكلية إلى إحدى مدن الملاهي المعروفة تشاجر معها،وكانت أول مرة ترفع صوتها عليه وتبادله الشجار،وعندما عرف أبوها صاح فيها هو الآخر وطلب منها أن تعتذر لأخيها..

كانت هذه من المرات التي أحست فيها بالقهر؛صحيح أنها معتادة على تلقي الأوامر وتنفيذها دون نقاش،وكانوا يسمحون لها أحيانا بأن تذهب مع صديقاتها إلى المطاعم القريبة من المدينة الجامعية،لكنها كانت تتوق لتلك الرحلة بالذات..وزاد من قهرها عندما عادت صديقاتها ورحن يحكين لها عن الرحلة..

* * *

قضت أم (مريم) يومها في البكاء الحار..
- يا أم (عبد الله) ..كفي عن البكاء،فأنت مريضة بالسكري

رفعت الأم عينيها اللتان احمرتا من كثرة البكاء وقالت:
- أخشى أن يصيبها مكروه

وغلبتها دموعها..
- وهل هناك مكروه أكثر مما حدث لها؟ لقد أصبحت لا تصلح لشيء،وزادت عليه أن وضعت رؤوسنا في الطين

قالت الأم تحدث نفسها وكأنما لم تسمع ما قال زوجها:
- أين أنت يا (مريم) ؟ وماذا تفعلين الآن يا ابنتي؟

* * *

ظلت (مريم) و (أسماء) و (رانيا) يتحدثن حتى انتصف الليل..
- ألن تنامي يا (أسماء) ؟ لقد تأخر الوقت ويجب أن تستيقظي باكرا من أجل الكلية
ضحكت (أسماء) وقالت:
- أنا أستيقظ في التاسعة صباحا فمحاضراتي تبدأ بعد العاشرة..لا بد أنك معتادة على الاستيقاظ باكرا
- أجل
قالت (رانيا) باسمة:
- ستعتادين على السهر هنا

في اليوم التالي استيقظت الفتاتان للذهاب إلى الكلية..وخرجت (أسماء) إلى الشرفة الصغيرة الملحقة بالحمام،ثم عادت وهي تقول:
- (مريم) أنا آسفة لقد غسلت ثيابك في وقت متأخر بالأمس ولم تجف لبرودة الجو
- لا بأس..اذهبي أنت اليوم وسآتي معك غدا
- لن أتركك هنا وحدك،فـ (رانيا) تستيقظ متأخرة ولن تجدي ما تفعلينه..

وأخرجت لها بعض ثيابها وهي تقول:
- ارتدي هذه مؤقتا حتى نشتري لك ثيابا جديدة

وأعطتها بنطالا وجاكت من الجينز و بلوزة ضيقة..
- لم تنظرين هكذا؟ لا داعي للحرج يا (مريم) ،ألم نصبح أختين؟
انتبهت (مريم) وقالت:
- بلى،ولكن..كيف سأرتدي هذه الثياب؟ تبدو ضيقة..كما أنني لم أخرج ببنطال من قبل..
قالت (أسماء) بمرح:
- إنها ليست ضيقة،ستجدينها تناسبك تماما فأنت في طولي وحجمي تقريبا

لم تتحرك (مريم) ..كيف سترتدي هذه الثياب؟ إنها لم تعتد عليها..

كفى يا (مريم) ..كفي عن التفكير بهذه الطريقة..من كانوا يمنعونك من ارتداء ثياب كهذه لم يعد لهم سلطان عليك،ولم تنفعك الثياب التي فرضوها عليك لتلبسيها..

أخذت (مريم) الثياب وقالت:
- حسنا سأرتديها..
ثم استدركت قائلة:
- ولكن أين الحجاب؟
قالت (أسماء) :
- ليس لدي فأنا لست محجبة كما رأيتني بالأمس..

وضعت (مريم) الثياب على الفراش وقالت:
- إذن سأنتظر للغد،لتكون ثيابي قد جفت وأرتدي الحجاب
- قلت لك أنك ستجلسين وحدك طيلة اليوم
- لا يهم..لكني لن أخرج بدونه
قالت (أسماء) في محاولة لإقناعها بالذهاب معها:
- لكن شعرك جميل يا (مريم) ،وتبدين جميلة جدا بدون الحجاب

أصرت (مريم) على موقفها،ولم تجد (أسماء) بدا من الرضوخ لرغبتها،فارتدت ثيابها على عجل،ووضعت بعض مساحيق التجميل على وجهها،وخرجت بعد أن ودعتها وأخبرتها أن تتصرف على طبيعتها في البيت..

جلست (مريم) وراحت تفكر كيف ستقضي هذه الساعات وحدها؟ لقد قالت (أسماء) أن أختها تستيقظ في وقت متأخر فماذا ستفعل؟ قررت أن تعود للنوم ثم تستيقظ بعد ساعتين من الآن..

* * *

وصلت (أسماء) إلى الجامعة والتقت بـ (كريم) و (ياسر) ،وبعد ربع ساعة حضر (أحمد) و (هشام) ..

سألها (ياسر) عن (مريم) فأخبرته أنها بخير وليس هناك ما يدعوا للقلق..لكن (كريم) قال:
- لقد سمعتها بالأمس تقول أنه ليس لديها مكان لتعيش فيه؟ ما القصة؟

انتبه (ياسر) ،فها هو سيعرف قصتها أخيرا،لكن (أسماء) لم تخبرهم بالحقيقة،فاختلقت قصة كانت قد أعدتها في طريق مجيئها للجامعة إذا ما سألها أحدهم عن (مريم)..فقالت لهم أن والدي (مريم) قد توفيا في حادث منذ شهر،وأراد عمها أن يزوجها من ابنه،وهي تعرف أنه يريد ذلك ليستحوذ على إرثها،لأن وجود إخوتها الذكور حجب الإرث عن عمهم،فهربت منهم لأنها لا تريد الزواج من ابنه..

قال (ياسر) :
- لهذا كانت حزينة بالأمس عندما قابلتها،ولهذا أيضا كانت تبكي

" يالي من عبقرية! "
قالتها (أسماء) في نفسها وابتسمت،فقد أصبحت القصة محكمة الآن..

* * *

استيقظت (مريم) عند الثانية عشرة والنصف،لكنها كانت تشعر ببعض الصداع لأنها نامت نوما متقطعا لكنه بلا أحلام..

كانت تشعر بالجوع وفي نفس الوقت تشعر بالحرج من الذهاب إلى المطبخ لتأكل،فقررت أن تنتظر (رانيا) حتى تستيقظ..فذهبت إلى حجرة المعيشة وفتحت التفاز وراحت تتنقل بين القنوات علها تجد شيئا يسليها،وتوقفت عند أحد القنوات التي تعرض فيلما لـ (إسماعيل يس)

لم تستطع التركيز في الفيلم،فقد شرد تفكيرها إلى أشياء أخرى..

بالأمس كانت تظن أنها ستقضي يومها في الشارع،لكنها تعرفت على (ياسر) وقد عرفها بدوره على (أسماء) ..وهكذا وجدت مكانا يؤويها..

حاولت التركيز في الفيلم مجددا،فلم تكن تريد تذكر الأيام القليلة التي مضت..لكنها عاودت شرودها..وتذكرت شيئا،فقامت إلى غرفة (أسماء) ووقفت أمام المرآة وراحت تتأمل نفسها..

بالفعل كان لـ (مريم) شعر جميل،كان كثيفا ذا لون بني ويصل إلى ماتحت كتفيها مباشرة.. مشطته ثم صنعت له فرقا من الجانب..كيف لم تنتبه من قبل أن شعرها يضفي عليها جمالا بهذا الشكل؟ ربما لأنها لم تكن تهتم بشكلها أبدا..

وضعت المشط على خوان الزينة ولمحت مساحيق التجميل..حاولت ذات مرة في المدينة الجامعية أن تضع منها فبدا مظهرها مضحكا لأنها لا تعرف كيف تتعامل مع هذه الأشياء..لكنها اشترت علبة صغيرة دون أن يعلم أحد وكانت تدخل الحمام وتضع منها على وجهها،وبعد فترة صارت تضعه بشكل جيد،لكنها كانت تغسل وجهها قبل أن تخرج من الحمام حتى لا تلاحظ أيا من زميلاتها ذلك..

ابتسمت (مريم) ،لكن ابتسامتها تلاشت عندما تذكرت ذلك اليوم..كان يوم الخميس عندما عادت إلى (البلد) ،وتركت حقيبتها على المقعد في غرفة الجلوس،ثم سمعت صوت هاتفها يرن فأخرجته من الحقيبة،وحينها سقطت علبة المساحيق..

تشاجر معها (محمود) الذي كان يجلس معها حين ذلك،فاضطرت أن تكذب وتقول أنها لإحدى صديقاتها ووضعتها بالخطأ في حقيبتها،وراحت تقسم له عدة مرات حتى صدقها..

انتبهت (مريم) من شرودها وقد أحست بالضيق،فأمسكت المشط ومشطت شعرها مرة أخرى،ثم أمسكت علبة المساحيق وقررت أن تضع منها،فلا يوجد (محمود) آخر هنا لينهرها أو تضطر للكذب أمامه..

لكنها قبل أن تضع شيئا فكرت أن تجرب الثياب التي أعطتها إياها (أسماء) في الصباح.. وبالفعل ارتدت تلك الثياب ووضعت بعض المساحيق على وجهها،وبعد أن انتهت ابتعدت عن المرآة ونظرت إلى نفسها..

- أين كنت تخبئين هذا الجمال يا فتاة..

أجفلت (مريم) والتفتت لتجد (رانيا) تقف على باب الغرفة..
يتبع...................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:33 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر

ارتبكت (مريم) وقالت:
- آسفة جدا سأعيد كل شيء كما كان..

ضحكت (رانيا) واقتربت منها ثم أمسكت بيدها ورفعتها و أدارت (مريم) بحركة راقصة..
- تبدين كعارضات الأزياء..

ابتسمت (مريم) بحياء فأردفت (رانيا) :
- جيد أن ملابس (أسماء) ناسبتك..هذا سيخفف عنك شراء ملابس جديدة

قالت (مريم) بسرعة:
- لا يمكنني أن أتطفل على (أسماء) وأرتدي ثيابها،سأنزل لأشتري ثيابا جديدة فور أن تعود
- ولماذا الانتظار؟ يمكنني أن أذهب معك
- ولكن..
- من دون لكن..
ثم أردفت وهي تغمز لها بعينها:
- سيعجبك ذوقي بالتأكيد..

ونظرت للساعة المعلقة على الحائط فوجدتها تقترب من الثانية ظهرا..
- تعالي نتناول طعامنا أولا ثم ننزل لنشتري لك ما تريدين

بعد ساعة اتصلت (رانيا) بأختها لتخبرها أنها نزلت مع (مريم) حتى لا تقلق إن عادت ولم تجدهما بالبيت..
أحضرت (مريم) طرحتها ولفتها حول رأسها دون أن تبدل ملابس (أسماء) ،ولم تنس أن تنظف وجهها من المساحيق،ثم نزلت مع (رانيا) وراحتا تتجولان بين المحال في المنطقة..

كانت تشعر بالحيرة لكن (رانيا) أخرجتها من حيرتها بعد أن اقترحت عليها بعض الاختيارات..كانت تختار لها الملابس التي تبرز مفاتنها،وكادت (مريم) ترفض لكنها قررت أنها لا بد أن تتغير..
- بقي الآن أن أشتري حجابا أو اثنين
قالت (رانيا) :
- سنعود إلى البيت أولا لنرى هذه الملابس عليك،ثم نشتري ما تريدين فيما بعد
لم تناقشها (مريم) ..وفي طريق العودة اشترت شريحة جديدة لهاتفها..

لم تكن (مريم) تصدق أنها تمشي بملابس غير التي اعتادتها؛فعندما نزلت إلى الشارع انتابها شعور غريب..شعور بأنها عارية..لكنها حاولت التغلب عليه،وقالت لنفسها أن (أسماء) و (رانيا) وغيرهما من الفتيات يتحركن بتلك الملابس دون أدنى مشكلة..

وصلت الفتاتان إلى المنزل وبعد ربع ساعة عادت (أسماء) ..
- عدتِ مبكرة اليوم
ردت (أسماء) وهي ترتمي على الأريكة:
- المحاضرة الثانية ألغيت،وبقية الأصدقاء كان لديهم محاضرات فعدت
ضحكت (رانيا) وقالت:
- إذن فقد عدت لأنك صرت وحيدة،وليس لأن المحاضرة ألغيت

خرجت (مريم) من الغرفة،فاعتدلت (أسماء) في جلستها،وأطلقت صفيرا من بين شفتيها..
- ما هذا الجمال؟
ابتسمت (مريم) وقد احمر وجهها قليلا،فقالت (رانيا) :
- هل أعجبك ذوقي؟
ردت (مريم) :
- بالتأكيد..فلو ذهبت وحدي ما كنت لأشتري مثل هذه الملابس الجميلة
- إذن فلتعتمدي علي في هذا الشأن

قفزت (أسماء) من مكانها وقالت بحماس:
- هل اشتريت أشياء أخرى؟
- أجل
- إذن جربيها ودعيني أرى كيف ستسرقين مني الأضواء غدا في الجامعة
قبل أن تدخل (مريم) إلى الغرفة تذكرت شيئا فقالت:
- أنا لم أشتر حجابا بعد..
قالت (أسماء) :
- انظري لنفسك في المرآة..الحجاب لن يناسب هذه الملابس يا (مريم) ..
ثم تابعت:
- كما أن شعرك جميل جدا،لو أنك صففته بعناية لأصبحت كملكات الجمال..
وأضافت ضاحكة:
- وصدقيني سوف يتهافت الشباب في الجامعة للتعرف عليك

ضحكت (مريم) وقد بدأت تلين..هل تفعلها؟ هل تخرج بدون الحجاب؟

واستدارت إلى المرآة مرة أخرى..بالفعل شعرها يضفي عليها مظهرا رقيقا جدا..
ثم فكرت قليلا..هل يمكن أن تجذب نظر أحدهم بالفعل؟


* * *

في الصباح ارتدت (أسماء) و (مريم) ثيابهما استعدادا للذهاب إلى الجامعة،وأخبرتها (أسماء) عن القصة التي اختلقتها لزملائها كي لا يزل لسانها أثناء الحديث معهم..

أمسكت (مريم) حجابها ولفته حول رأسها،وراحت تتأمل شكلها في المرآة..بالفعل الحجاب لا يناسب هذه الملابس،وبهذا الشكل يفقد وظيفته كحجاب..

لكن (مريم) قررت..

خلعت الحجاب،وكأنما تخلع معه كل مبادئها التي تربت عليها،وكل ما يمت لماضيها بصلة..خلعت معه حياءها وسترها..خلعته لأنه يذكرها بتحكم أهلها..هم لم يجبروها على لبسه فقد لبسته في المرحلة الإعدادية كبقية البنات في القرية،ولأنه لا يصح أن تخرج البنت مكشوفة الرأس،لكنهم قد يتهموها بانعدام الحياء إن فكرت في خلعه..

خلعت الحجاب وانسلخت من (مريم) التي لا تأتمر إلا بأوامر أبيها وإخوتها..خلعته واتشحت بثوب جديد..ثوب الحرية..أو ما ظنت أنه كذلك..

مشطت شعرها ومررت أصابعها بين خصلاته لتعطيه مظهرا كثيفا..ثم التفتت إلى (أسماء) وقالت:
- هيا لنذهب قبل أن أغير رأيي

قالت (أسماء) وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة:
- انتظري قليلا لأضع لك بعض المساحيق كي تكتمل زينتك

لم تعارضها (مريم) ،بل تركتها تفعل ما تريد..لقد كسرت قيودها أخيرا،وأصبحت فتاة أخرى..


يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:34 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع عشر

كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة والنصف مساء حين دخلت (رانيا) الى المنزل..حيت الفتاتين ثم دخلت غرفتها واتصلت بـ (سامح) ..
- مساء الخير يا (سامح)
أتاها صوته من الجهة الأخرى مصحوبا بصخب شديد..
" أهلا (رانيا) ..كيف الحال؟ "
- بخير..حاول ان تبتعد عن هذا الضجيج لتسمعني؛ فلدي خبر جيد لك
أجاب وقد بدأ صوته يتضح:
" هات ما لديك"
- لقد وقع صديقك
لم تر (رانيا) الابتسامة على وجهه وهو يقول:
" حقا؟ كم أعطاك؟ وكيف....."
قاطعته (رانيا) :
- مهلا مهلا..أنا لم آخذ منه شيئا هذه المرة
أتاها صوته الغضب صائحا:
"ماذا تقصدين؟ يبدوا أنك تكذبين علي وستستأثرين بالمال كلـ ..."
قاطعته مرة أخرى:
- انتبه لما تقول..أنا لا أعمل لحسابك..نحن نعمل سويا،وبإمكاني أن أعمل وحدي من دون مساعدتك ولكني أحترم اتفاقنا والذي يمكنك إنهاؤه إن أردت
صمت (سامح) قليلا ثم قال:
"ولكن كيف تضمنين أن تكون هناك مرة أخرى؟"
ابتسمت (رانيا) وقالت:
- لا تقلق..اعتمد علي
بعد أن انهت المكالمة ذهبت الى الحمام وبعد دقائق طلبت من اختها ان تحضر لها بعض الملابس وتحضر بعض الطعام للعشاء


يتبع.............


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:36 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع الفصل الرابع عشر...

دخل (يوسف) إلى البيت وجلس على أول مقعد..
ما الذي فعلته يا (يوسف) ؟ ..
أسند ظهره على الكرسي وأغمض عينيه.. (يوسف) لم يتحرش بفتاة غصبا عنها أبدا.. صحيح أنه كان يحادث الفتيات عبر الانترنت ويفعل الأفاعيل،وكانت له علاقات مع فتيات أخريات لكنه كان يتوقف عند هذا الأمر..لكن (رانيا) بها سر لم يفهمه..إنها جذابة حقا،لها أسلوبها وكأنها تعرفه منذ زمن،فهو يكاد يجزم أنها تقرأ أفكاره..

لا يدري كيف فعل هذا..
لكن (رانيا) كانت راضية..أنت لم تجبرها على شيء يا (يوسف) ..لم تأخذ منها شيئا غصبا..كما يبدوا أنها ليست أول مرة لها في هذا الأمر..

لكن لماذا تفعل هذا معي أنا؟ هل هي معجبة حقا؟ لا يمكن فنحن لم نلتق إلا بضع مرات ولم نعرف بعضنا منذ فترة طويلة..يبدوا أنها أعجبت بي ولكن على طريقتها..

قام من مكانه وأحضر بعض الثياب ودخل إلى الحمام ثم فتح المرش وترك الماء ينساب على جسده..
بعد أن خرج من الحمام استلقى على فراشه وهو لا يزال يفكر..هل (رانيا) هي التي بدأت؟ ربما..لقد مهدت له الطريق فلم يجد نفسه إلا وهو غارق معها في تلك الجريمة..ولكن لم يسميها جريمة؟ لو كان غصبها لكانت جريمة..

واقتنع (يوسف) بهذه الفكرة،أو بمعنى آخر تظاهر أنه اقتنع..وأغمض عينيه عله ينام..لكن إبليس لم يكن ليفوت فرصة كهذه..

لم ينم (يوسف) وهو يفكر في اللحظات التي قضاها مع (رانيا) ،ولم تعد الصدمة هي التي تسيطر عليه،بل النشوة..راح يسترجع كل حركة وكل كلمة،واستساغ الأمر وفكر أنه قد يكرره..

انتفض جالسا على فراشه وهو لا يصدق أنه يفكر بهذا الشكل،لكنه عاد وأقنع نفسه بالفكرة ذاتها أنه لم يغصبها..
عاد واستلقى على الفراش وفي رأسه يدور صراع رهيب بين أفكاره..ولم يستطع النوم.. فارتدى ثيابه ونزل من البيت،واستقل سيارته وراح يتجول بها دون هدف..

* * *

بعد يومين،وفي بيت والد (مريم) ..كان (إسماعيل) يشعر بالذنب،هو لم يفعل شيئا لأخته ليساعدها..كان سلبيا..إنه يحبها لأنها طيبة القلب نقية..صحيح أنه لم يتقرب منها جيدا،لكنه كان يعرف أن هناك خيطا خفيا يربط بينها وبينه،خاصة عندما كان يدافع عنها منذ الصغر..

(مريم) هي التي أدخلت البهجة إلى قلبه عندما ولدت؛فقد كان أصغر إخوته ولما ولدت هي أحس بالمسؤولية تجاهها،لكنه لم يظهر اهتمامه بها بشكل كبير خوفا من أن تتجرأ عليه،أو هكذا ظن..لم يكن يعلم أنه إن اهتم بها أكثر كانت ستحبه أكثر وتحترمه..

(إسماعيل) كان في صراع بخصوص الحكم على (مريم) ..هل جلبت لهم العار حقا؟ أم أنها مجني عليها ويجب مواساتها والوقوف بجانبها؟ ..عاداتهم وأعرافهم أن شرف الفتاة هو أهم شيء،وإن فقدته بأي شكل من الأشكال فقدت معه كرامتها وأفقدت أهلها كرامتهم..

أبوه كان بإمكانه أن يستكمل التحقيقات ليتم القبض على الجناة وينالوا جزاءهم..لكن هل القبض عليهم سيعيد لها ما فقدت؟ ..في كلتا الحالتين لن ينظر لها أحد فهي لم تعد (بنت بنوت) وذلك قبل أن تتزوج!!!

لكنه فكر..وما ذنبها؟ صحيح أنها فقدت عذريتها لكنها لم تفقد عفتها..لقد عهد (مريم) دائما فتاة عاقلة مهذبة،وكل الناس في القرية يعرفون ذلك،بل إن ابن عمه حادثه قبل شهر أنه يريد التقدم لخطبتها لكنه يخاف ألا تقبل به لأنه محاسب بسيط..فهل سيطلب منه ذلك مرة أخرى؟ لا يظن أنه سيفعلها..

كان إخوة (إسماعيل) قد أضناهم البحث عن أختهم فاعتبروا أنها ماتت..وهكذا اعتبرها أبوها..لكن (عبد الله) أقسم أنه لو رآها في أي مكان فسيقتلها..

* * *

مر أسبوع كامل على إقامة (مريم) لدى (رانيا) و (أسماء) ..وقد شعرت أنها أصبحت فتاة أخرى بالفعل..
إنها تخرج وقتما يحلوا لها وتذهب أينما تريد،لا وصاية لأحد عليها ولا تعليمات ولا تشديدات،ليس هناك من يقول لها إياك أن تفعلي كذا وكذا..إنها الآن حرة..

كانت قد اقتربت من أصدقاء (أسماء) أكثر من ذي قبل،ومن (ياسر) على وجه الخصوص، والذي عرفها على أصدقاء آخرين واتسعت دائرة معارفها أكثر من قبل..

استيقظت يوم الجمعة في وقت متأخر وعرضت عليهم (رانيا) أن يذهبوا جميعا إلى السينما..فوافقت الفتاتان على الفور وذهبوا إلى وسط البلد لحضور حفلة السادسة والنصف..

ها هي (مريم) تدخل إلى السينما مرة ثانية،لكن هذه المرة الأمر يختلف،فإحساس المراقبة الذي لازمها طيلة العرض السابق لم يعد موجودا..وبعد السينما ذهبت الفتيات الثلاث لتناول الطعام في أحد المطاعم،ثم عدن للمنزل بعد العاشرة بقليل..

في اليوم التالي كانت (مريم) مع (ياسر) يبتاعون بعض الطعام للإفطار،والذي أصبحت تألف صحبته وتفضلها عن البقية..

كان يلقي النكات وهي تضحك فيشرق وجهها،لكن وجهها تجهم فجأة وبدا عليه الرعب.. تسارعت نبضات قلبها وأعطت ظهرها بسرعة لـ (ياسر) الذي كان ينظر لها مندهشا..
- ما بك يا (مريم) ؟ هل أنت بخير؟

انعقد لسانها ولم تستطع الرد،لكن الرعب لم يفارق وجهها مما جعل (ياسر) يشعر بالقلق، فأعاد سؤاله لها وأخيرا حلت عقدة لسانها لكن صوتها خرج مرتعشا:
- يجب أن نذهب
- لحظات وسيأتي البائع بالشطائر..ما الأمر؟

كانت تشعر بالراحة في وجود (ياسر) لكنها لم تعرف هل تخبره أم لا..
- لقد رأيت بعض زميلاتي من الكلية هنا
التفت (ياسر) ليجد ثلاث فتيات يحملن المعاطف البيضاء ويتحدثن..
- هل تعرفين أيا منهن؟
- أجل..أعرف واحدة
- وهل رأتك؟
- أجل
- لكن يبدوا أنها لم تنتبه فها هي تتحدث مع البقية

التفتت (مريم) بحذر واختلست نظرات لها فوجدتها فعلا وكأنها لم ترها..وفطنت (مريم) إلى السبب..إنها لم تعد تشبه (مريم) التي كانت قبل أسبوع..فثيابها اختلفت تماما ولم تعد ترتدي الحجاب،كما أن وجهها مختف خلف مساحيق التجميل..وحتى لو اقتربت منها الفتاة فلن تعرفها.. يبدوا أن زميلاتها قد أتين لزيارة بعض الصديقات في كلية ما هنا..

تنهدت (مريم) في ارتياح لكنها ظلت حذرة رغم ذلك..

* * *

كانت (رانيا) تنتظر أن يتصل بها (يوسف) ؛فقد كانت تعرف أنه سيتصل لا محالة..فإن لها سحرا لا يقاوم..
(يوسف) لم يخبر (سامح) عما حدث،لظنه أن (سامح) لا يعلم..وكان يفكر في اللحظات التي قضاها مع (رانيا) معظم الوقت..وشعر بالرغبة في تكرار الأمر،لكنه لم يرد أن يكرره مع (رانيا) ..لا يدري لماذا ولكنه قرر أن يجرب مع شخص آخر..

تعرف عبر الإنترنت على إحدى الفتيات اللواتي يتركن أرقام هواتفهن لراغبي المتعة المحرمة مقابل المال،وكان اللقاء في الهرم..سيبدأ المرح إذن..

كانت الفتاة تعيش مع صديقة لها تمتلك مشغلا صغيرا لتفصيل الملابس ودائما ما تكون اللقاءات في غرفة داخلية بالمشغل..

وتم اللقاء بالفعل وأعطاها المبلغ الذي اتفقا عليه..وعندما عاد للمنزل لم يكن مسرورا بما حدث،ليس لأنه انتبه لعظم الإثم الذي ارتكبه،وإنما لأنه لم يستمتع كما كان مع (رانيا) ..

(رانيا) فتاة مميزة،لا يدري لماذا لكنها كانت لا تقاوم..ربما لأن الفتاة التي ذهب إليها اليوم لم تكن بنفس مستوى الجمال،فهي لم تكن جميلة أصلا..ربما كان هذا هو السبب لكنه لم يكن متأكدا..

وبعد نقاش مع عقله قرر أن يتحدث إلى (رانيا) ..يجب أن يكون جريئا مثلها..لماذا لا يشعر بجرأته معها كما يشعر بها مع بقية الفتيات؟ ما الذي حدث له؟ لم تكن هناك فتاة تصمد أمامه..ربما كان ذلك بسبب وفاة والدته وانقطاعه تقريبا عن الأصدقاء،فأصبح منعزلا وبدأ يفقد ثقته بنفسه..ضايقه هذا الشعور بشدة،فقرر أنه سيعيد أمجاد الماضي ويتصل بها ليثبت لنفسه أنه كان يمر بأزمة عابرة ولم يعد لها تأثير عليه..

في اليوم التالي رن هاتف (رانيا) المحمول،وعندما وجدت اسم (يوسف) علت وجهها ابتسامة النصر..
- أهلا أهلا..لم غبت عني كل هذه المدة؟
كانت تتكلم بدلال ونعومة وهي تعاتبه..
"أنت لم تغيبي عن بالي لحظة واحدة"
- حقا؟ سأصدقك فقط لأني اشتقت إليك

كان كلاهما يعلم أن الآخر يقوم بالتمثيل،لكنهما كانا مستمتعان بهذه التمثيلية..وطلب منها (يوسف) أن يلتقيا مرة أخرى..
- اممممم..لكن اللقاء هذه المرة سيكون مكلفا
ابتسم بسخرية وقال:
"إذن أنا مدين لك بأجرة سابقة"
ضحكت في دلال وقالت:
- لا..لا..اعتبر المرة الماضية هدية مني
واتفقا أن يذهبا إلى (فايد) مرة أخرى،وأن يقضيا اليوم بأكمله هناك..

بعد أن أنهى (يوسف) المكالمة شعر بثقته تعود له من جديد..إنها مجرد ساقطة تبيع جسدها لمن يدفع،ولسوف يستفيد من كل قرش يدفعه لها ليأخذ كل ما يريد،حتى ولو كان بالقوة طالما أنه سيعطيها المقابل..صحيح أنها ماهرة في الإيقاع بالرجال..لكنه عرف قيمتها وثمنها، وسيجعلها تعرف قيمته جيدا..

يتبع...................





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:37 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر

مر شهر كامل وأضحت امتحانات نصف العام على الأبواب،وبدأت (أسماء) باستذكار دروسها استعدادا للامتحانات،وانشغلت عن (مريم) كثيرا،فكانت أحيانا تذهب إلى الجامعة مبكرة لحضور بعض محاضرات المراجعة،وبعد أن تعود تغوص بين أكوام الورق لتعويض ما فاتها من محاضرات،وتبقى (مريم) وحدها طيلة اليوم تقريبا..

ولم تكن تجلس مع (رانيا) كثيرا لأن الأخيرة تنام لوقت متأخر من اليوم وعندما تستيقظ كانت تخرج في معظم الأيام ولا تعود إلا بعد منتصف الليل..

لكن (رانيا) أخبرتها أنها ستسافر لبضعة أيام إلى مرسى مطروح،واقترحت عليها الذهاب معها..
- أنا لا أعرف كيف أشكرك،لكني أثقلت عليكم بما فيه الكفاية؛فالمال الذي لدي قارب على النفاد ولم أعمل حتى الآن..فـ..
قاطعتها (رانيا) وهي تشعل لفافة تبغ:
- لا تقولي هذا الكلام،ولا داعي لهذه الحساسية..لقد قلت لك من قبل وأخبرتك (أسماء) بما مررنا به من مشكلات،فلا داعي للحرج منا..

نظرت لها (مريم) ممتنة،فتابعت (رانيا) بابتسامة:
- كما أنني سأجد لك عملا في وقت قريب..لا تقلقي

حجب دخان سيجارة (رانيا) نظراتها عن مرأى (مريم) ..فلم تر الأخيرة تلكم العينين وهما تدققان في جسدها شبرا شبرا،وتتوقفان عند مظاهر أنوثتها للحظات ثم تتابعان طريقهما على بقية جسدها،رغم أن فصل الشتاء قد حجب بعضا من جسد (مريم) بالملابس الثقيلة..

وافقت (مريم) على الذهاب مع (رانيا) إلى مرسى مطروح،فالجو هناك يكون معتدلا إلى حد ما في الشتاء..وعندما عرفت (أسماء) غضبت من أختها لكنها وعدتها أن تصحبها في المرة القادمة..

وبعد يومين ذهبت (مريم) مع (رانيا) وكان معهما فتاة أخرى وشابان..قامت (رانيا) بتعريف (مريم) على أصدقائها.. (فاتن) و (وليد) و (سامح) وهو صاحب السيارة..وبدأت (مريم) تندمج في مجتمع أكبر..

وفي الطريق كان الشباب يتمازحون ويغنون،وقد كانت (مريم) تغني معهم وهي تشعر بالسعادة..لأول مرة ستتحرك خارج نطاق (القاهرة ـ كفر الزيات) ..وبينما هم يغنون كانت تنظر إليهم..لا يمكن لأي منهم أن يكون قد عانى من قيود وتشددات كما عانت هي..

تعرفت (مريم) على (فاتن) وقد كانت فتاة ودودة على عكس ما توقعت،فنظراتها المتعالية كانت تظهرها غير ذلك..وعرفت (رانيا) الجميع أن (مريم) تركت منزل أهلها لخوفها من أن يزوجوها عنوة،وستعود إليهم بعد أن يهدأ الأمر،فأبدى الجميع تعاطفهم معها..
- لا عليك يا (مريم) ..جيد أنك تركتهم،وإلا لكنت الآن تغسلين الصحون في بيت الزوجية
وضحك (سامح) على جملته لكن (رانيا) نهرته..
- أتمنى أن تترك مزاحك الثقيل هذا قليلا،فالفتاة لم تعتد على ذلك،فلا تنفرها منك أيها العبقري
ضحك (سامح) مرة أخرى وبدأ يغني فعاد الأصدقاء للغناء مرة أخرى..

كان بداخل (مريم) طاقة كبيرة،وقد وجدت أن هذا هو الوقت المناسب لتفجيرها..ستلهوا وتغني وتفعل كل ما تريد..
وعندما وصلوا أخيرا دخلوا إلى الشاليه الذي يملكه والد (سامح) ،كان صغيرا لكنه كان يكفيهم،فقد كانت به ثلاث غرف لم يستخدموا منها سوى اثنتين..وفور أن وصلوا قاموا بتغيير ثيابهم ليناموا فقد كان الوقت متأخرا والجو بارد..

استيقظت (مريم) قرب الفجر،وقامت لتدخل إلى الحمام،ولم تجد (رانيا) بجوارها فظنت أنها في الحمام بدورها..
نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة بهدوء كي لا توقظ (فاتن) ..كان الحمام يجاور الغرفة الثالثة التي لم يدخلها أحد،وعندما اقتربت (مريم) منه سمعت أصواتا تأتي من داخل الغرفة،أصابها الهلع في البداية لكنها استطاعت تمييز صوت (رانيا) في الداخل وكانت تتحدث مع أحدهم..

فجأة فتح الباب ووجدت (رانيا) و (سامح) !!!

تسمرت (مريم) في مكانها وقد شل تفكيرها وجسدها،أما (رانيا) و (سامح) فقد بدا عليهما الذعر في البداية لكن (رانيا) حاولت احتواء الموقف..
- ما الذي أيقظك في هذا الوقت يا (مريم) ؟
ظلت (مريم) تنظر لها في غير فهم لثوان قبل أن تجيب:
- الـ..الحمام..أردت الذهاب للحمام

وجهت (رانيا) كلامها إلى (سامح) قائلة بلهجة ذات مغزى:
- كما اتفقنا يا (سامح) ..سنتناول طعام الغداء على شاطئ البحر حتى لو كان الجو باردا
- اتفقنا

ودخل إلى الغرفة وأغلق الباب..لكن (مريم) كانت لا تزال في ذهولها،لأن (رانيا) فور أن رأتها ضمت طرفي معطفها المنزلي وكأنها لا تريدها أن ترى ما تحته..ماذا كانت تفعل في هذا الوقت مع (سامح) في الغرفة وحدهما؟
- (مريم) !

انتبهت (مريم) لتجد (رانيا) تنظر لها بتساؤل:
- هل أنت بخير؟
أومأت الفتاة برأسها إيجابا وهي تفكر هل تسأل (رانيا) أم لا؟ لكنها فوجئت بالكلام يخرج من بين شفتيها بتلقائية..
- (رانيا) ..ماذا كنت تفعلين في غرفة (سامح) وحدكما؟

لم تتخيل (رانيا) أن (مريم) ستسألها،لذا فقد بدا عليها الارتباك قليلا،لكنها تماسكت وقالت بابتسامة حاولت أن تجعلها طبيعية:
- كنا نتفق على الغداء كما سمعتنا..ولم نرد أن نوقظ أحدا فدخلنا إلى الغرفة

لم تقتنع (مريم) بهذا الرد،لكنها لم تملك سوى أن تتظاهر بالتصديق..دخلت إلى الحمام ومئات الأفكار تدور برأسها..

ماذا كانت (رانيا) تفعل بالداخل؟ إنها تكذب بالتأكيد..لكنها استسلمت في النهاية فلم يكن هناك ما يمكن أن يقال..وهي لن تحاسب (رانيا) على أفعالها..لكنها بدأت تشعر بالقلق..ولم ترد أن تفكر في أي سبب لما حدث..

أما (رانيا) فقد كانت تعلم أن (مريم) لم تقتنع بما قالته لها،لكنها ستفكر في حل لهذا الأمر..


* * *

في الصباح استيقظ الجميع وتناولوا إفطارا خفيفا،ثم راحوا يلعبون ويتمازحون..
كانت (مريم) تلعب معهم بعض الألعاب الخفيفة حين نادتها (رانيا) ..اتجهت إليها ومشهد الأمس لم يفارقها..فانتحت بها (رانيا) بعيدا عن بقية الأصدقاء..

- أنا أعرف أنك لا زلت تفكرين فيما رأيت بالأمس،وأعرف أيضا أنك لم تقتنعي بما قلته لك،أليس كذلك؟
أصابت (مريم) الدهشة لما قالت،فقد ظنت أنها لن تتحدث عن الأمر ثانية،ولم تتوقع هذه الصراحة..
- اسمعي يا (مريم) ..هذه الدنيا تتغير أحوالها كل يوم،وعندما تكونين وحيدة فيها يجب أن تعتمدي على نفسك وتتسلحي بكل الأسلحة الممكنة لتواجهي أي خطر قد يصيبك..

لم تفهم (مريم) شيئا مما قالت؛فما علاقة هذا الكلام بما حدث في يوم الأمس؟ ..
- أنا لم أحصل على أية مؤهلات لأعمل عملا جيدا،فعملت في بادئ الأمر كنادلة في أحد الملاهي الليلية،وأحسست أني سأكون فريسة للرجال،فقررت أن أعكس الآية وأجعلهم فريستي وليس العكس..

كانت علامات عدم الفهم قد زالت من على وجه (مريم) ،وبدأ الأمر يتضح لها،وخافت مما فكرت فيه فقررت أن تستمع للنهاية كي تنفي ذلك أو تؤكده..
- قررت أني سأجعلهم هم من يتمنون أن أقبل بالحديث مع أي منهم،وأصبحوا كالعبيد تحت قدمي،وقد جعلتهم يسعون بإرداتهم لاسترضائي كي يظفروا بمرافقتي،وكنت أملي شروطي عليهم وكانوا يقبلونها وينفذونها..

كان قلب (مريم) تضطرب نبضاته وهي لا تريد أن تصدق ما تسمع،وأصبحت بين مطرقة أن تكتفي بما سمعت وتحمل الأمر على محمل جيد،وسندان أن تسمع بقية كلامها وتتأكد من الأمر المفجع الذي يجول بخاطرها..وكأن (رانيا) قد سمعت بما يدور في ذهنها فقالت:
- أنا لا أتاجر بجسدي كما تظنين،بل أستخدمه لإذلالهم وإشعارهم أنهم أضعف مما يتخيلون..الرجال يرون أن جسد المرأة هو نقطة ضعفها،ويجعلونها دوما في موقف الدفاع عنه، ولهذا قررت أن أجعله نقطة قوة لي،وأن يكون الاقتراب منه برغبتي وليس رغما عني، وبشروطي أنا وليس بشروطهم أو تحكماتهم،بل وبالثمن الذي أحدد،فأصبحوا هم الذين يبيعون رجولتهم ويدفعون المال فوق ذلك..

كانت (مريم) تحملق في وجه (رانيا) غير مصدقة لما تسمع،وقد ألجمها الذهول إلجاما، واختلطت الأفكار في رأسها وتصادمت المفاهيم،ولم تستطع أن تهضم كل ما سمعت..ولكنها سألتها سؤالا خطر على ذهنها في الحال:
- وهل تعلم (أسماء) بهذا؟
كانت (رانيا) تتوقع سؤالها فقالت:
- بالطبع لا تعرف،وأنا أعلم أنك لن تخبريها

أحست (مريم) بنبرة تحذير في الجملة الأخيرة،فهزت رأسها لتبتسم لها (رانيا) وتمسك بيدها لتعودا إلى الأصدقاء..
جلست (مريم) معهم وهي شاردة لكن رنين هاتفها قطع شرودها..أخرجت الهاتف من جيبها لتجد أن المتصل هو (ياسر) ..


يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 02:02 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر

أجابت (مريم) على الهاتف:
- أهلا (ياسر) ..
"كيف حالك يا (مريم) ؟"
- بخير..الحمد لله..ما أخبارك مع الامتحانات؟
ضحك (ياسر) وقال:
"أشعر أنني أصارع شمشون الجبار"
ضحكت (مريم) بشدة على تعبيره..
"لقد اشتقت إلى هذه الضحكة العذبة"

احمر وجه (مريم) فجأة وتسارعت نبضات قلبها،فقامت من مجلسها كي لا يلاحظ أحد ارتباكها..فقال:
"واشتقت أيضا لصاحبة الضحكة"
لم ترد فقد جاء كلامه مفاجئا لها..
"ما بك؟ لم صمتِّ؟ "
- نعم..نعم..أنا معك

كان وجهها قد ازداد احمرار وقد خيل إليها أنه يسمع دقات قلبها المتلاحقة..
"أقول أنني اشتقت لصاحبة الضحكة"

صمتت مرة أخرى فضحك وقال مغيرا الموضوع كي لا يزيد من إحراجها:
"عرفت أنك في مرسى مطروح..أرجوا أن تكوني سعيدة في الرحلة"
- أجل..فأنا لم آت إليها من قبل
"لا تقلقي فلن تكون آخر مرة..اسألي (أسماء) وستخبرك عن رحلاتنا في إجازة الصيف"
تعجبت (مريم) وقالت:
- تذهبون وحدكم؟
ضحك (ياسر) مرة أخرى وقال:
"أجل..وحدنا..لا تخافي نحن لا نأكل لحوم البشر"

ضحكت (مريم) وضحك هو أيضا..
"في آخر يوم للامتحانات سنخرج جميعا لنحتفل،أتمنى أن تأتي معنا"
- لا بأس..لكن أين ستذهبون؟
"لم نقرر بعد..تشاوري مع (أسماء) واعرضوا اقتراحاتكم وسنختار فيما بعد"
تبادلا بضع كلمات أخرى ثم أنهيا المكالمة..

وضعت (مريم) يدها على قلبها لتشعر بنبضاته وقد هدأت بعض الشيء..لقد دغدغت كلماته مشاعرها بلطف ورقة،فهي لم تسمع مثل هذه الكلمات من قبل..
هل يمكن أن يكون قد أعجب بك يا (مريم) ؟ وهل يمكن أن يعجب بي أحد؟ لم ينظر لي أحد من قبل في كليتي لأنني لم أهتم بشكلي يوما ما،لكن الآن الوضع مختلف..

ابتسمت (مريم) وقد نسيت ضيقها من (رانيا) ..

".. وصدقيني سوف يتهافت الشباب في الجامعة للتعرف عليك .. "

لقد كانت (أسماء) محقة عندما قالت ذلك،وها قد بدأ كلامها يتحقق.. فيبدو أن (ياسر) معجب بي..

أغمضت عينيها واستسلمت لتلك النسمة التي هبت عليها لتنعشها،والتفتت لتعود للبقية وهي تشعر بالحيوية أكثر من ذي قبل..


* * *

عادت (رانيا) و (مريم) إلى القاهرة بعد أن قضتا ثلاثة أيام ممتعة،وراحتا تقصان على (أسماء) ما جرى هناك والأخيرة تكاد تتميز غيظا منهما..

- لقد غدرت بي يا (رانيا) وذهبت إلى هناك قبل أن أنهي امتحاناتي
ضحكت (مريم) و (رانيا) التي قالت:
- سنذهب مرة أخرى وستكونين معنا لن نغدر بك ثانية
وواصلت ضحكاتها فألقت (أسماء) عليها وسادتها وضحكت هي الأخرى..

كان (ياسر) و (مريم) يتراسلان عبر الهاتف وأحيانا يتحدثان معا،وفي كل مرة تحس (مريم) بقلبها يخبرها أنه يحبها وأن الأمر لا يتوقف عند الإعجاب فقط..
انتهت الامتحانات أخيرا،وفي آخر يوم كان الجميع قد اتفقوا على الذهاب إلى السينما فالجو قد ازداد برودة..
وهناك اختار (ياسر) مقعدين قريبين من المكان الذي التقى به (مريم) أول مرة،وجلس بقية الأصدقاء بجوارهما..

كان قلب (مريم) يخفق..لقد اختار المكان السابق للقائهما أول مرة..إن هذا مؤشر لشيء ما..
بعد دقائق من بدء العرض أحست بيده تلمس يدها،شعرت بقشعريرة لذيذة تسري في بدنها،وتحولت هذه القشعريرة إلى رجفة عندما احتوى كفها في كفه وضغط عليها برفق..
ما الذي يحدث لها؟ لقد استسلمت له تماما،هل يمكن أن تكون قد أحبته؟ ربما..لكن هل أحبها هو أم أنه إعجاب وحسب؟

بعد انتهاء الفيلم خرجوا وراحوا يلتقطون بعض الصور لهم في بهو السينما وسط الضحكات والمزاح المتبادل بينهم..ثم ذهبوا لتناول الطعام في أحد المطاعم،وكانت (مريم) تلاحظ نظرات (ياسر) لها،وتوجيهه الخطاب لها في معظم الأحيان..

وعادت (أسماء) و (مريم) إلى البيت والأخيرة تشعر بسعادة بالغة..فهناك من يهتم بها ويختصها بنظراته وكلامه..


* * *

تعددت لقاءات (يوسف) بـ (رانيا) ،ولم تقتصر عليها فقط،بل أصبح يواعد فتيات أخريات، منهن من عرفها عبر الإنترنت،ومنهن من كانت (رانيا) تحضرها إليه..
وأصبح بيت (يوسف) هو الملتقى في معظم الأوقات..وفي إحدى المرات دق جرس الباب ففزع (يوسف) والفتاة التي معه..
- لا تقلقي سأذهب لأرى من الطارق،لكن لا تخرجي من الغرفة

كان القادم (سامح) ،ففتح له الباب..
- كيف حالك يا (يوسف) ؟ لم أرك منذ أيام
حاول (يوسف) إخفاء ارتباكه وهو يرحب بصديقه..
- أتيت فجأة على غير عادتك
قال (سامح) وهو يجلس على أحد المقاعد ويجول بعينيه في المكان:
- افتقدتك يا صديقي،فقد اختفيت منذ فترة ولم أعرف عنك شيئا،فجئت للاطمئنان عليك..

جلس (يوسف) بجواره وقال:
- وعندما افتقدتني لماذا لم تتصل بي؟
ضحك (سامح) وقال:
- أردت أن أفاجئك،لكن يبدوا أنك لست مسرورا برؤيتي أيها السمج
ثم أمسك بحقيبة نسائية وقال بسخرية:
- أظن أن هذا هو السبب في استقبالك الحار لي

اتسعت عينا (يوسف) ولكنه قال:
- ها قد عرفت..ماذا تريد؟
ضحك (سامح) مرة أخرى وقال:
- أنت صديق خائن..لماذا لم تخبرني أنك ستحضر فتاة إلى هنا؟ كنت سأهيئ لكما جوا رومانسيا
وضحك مرة أخرى وقد رفع (يوسف) حاجبيه في دهشة وقال:
- أرى أنك لم تستغرب..
ثم ابتسم بخبث وقال وهو يلكز (سامح) في كتفه:
- بل أنت الخائن،لأنك كنت أنانيا وكنت تستأثر بالفتيات وحدك

وضحك الاثنان ضحكة عالية،ثم نهض (سامح) وقال:
- لن أضايقك أكثر من هذا..
ثم غمز بعينه وقال:
- اذهب لفتاتك ولا تدعها تنتظر
واتجه للباب بينما (يوسف) يقول مازحا:
- سأحاسبك فيما بعد على أنانيتك

وخرج (سامح) وقد شعر (يوسف) بالراحة..فبدلا من أن يسمع لوما من صديقه،وجد ردة فعل عكسية..يبدوا أن (سامح) له باع طويل في هذا الأمر..

في اليوم التالي التقى الصديقان في أحد المقاهي..وكان (سامح) يتظاهر بأنه لم يعرف هذا الأمر إلا بالأمس..وبعد تردد أخبره (يوسف) أن (رانيا) هي التي فتحت له الطريق،فقال (سامح) :
- أنا أعرف أن (رانيا) هكذا،لكني لم أتخيل أن تزول الحواجز بينكما بسرعة..
ثم قال بخبث:
- (رانيا) لا تقبل أحدا بهذه السهولة إلا لو كانت قد أعجبت به
ضحك (يوسف) وقال:
- هذا النوع من الفتيات لا يهتم بالإعجاب على قدر ما يهتم بالمال
فقال (سامح) ونبرة الخبث لا تزال تلازمه:
- لكنها ليست فتاة عادية..كما أن لها ذوقا خاصا في الرجال..وهذا دليل على أنك أعجبتها
- وهل أعجبتها أنت؟
ابتسم (سامح) فقد كان يتوقع سؤالا كهذا فقال:
- بالطبع..
ومال عليه هامسا:
- صديقك لا يمكن أن تقاومه امرأة
ضحكا معا بصوت عال ثم قال (يوسف) :
- بالطبع أيها المغرور،لأنك أصبت بعدوى الجاذبية مني
- من منا المغرور الآن

انقضى الوقت في الحديث ووعده (سامح) أن يعرفه إلى فتيات أخريات..وتمكن (سامح) أخيرا من جر صديقه لنفس الطريق،فلم يعد (يوسف) يتميز عنه بشيء الآن..

مرحى يا (سامح) ..ستجني الكثير من المال عن طريق صديقك الذي لم يتعب يوما في الحصول عليه،بينما أنت تتلقى التوبيخ من أبيك دوما لتقصيرك في عملك..رغم أن أباك لديه المال الكافي لتنعم برغد العيش،لكنه دائما ما يتكلم عن الاعتماد على النفس والتضحية،وأنه يريد أن يراك رجلا..

ابتسم (سامح) في قرارة نفسه،فهو رجل رغم أنف الجميع،لكنه لم يكن يعلم أنه أبعد ما يكون عن الرجولة التي ينشدها والده..
بعد أن ترك (يوسف) صديقه رن جرس هاتفه،فظن أنه يريد منه شيئا فأجاب دون أن ينظر للهاتف:
- ما الأمر يا (سامح) ؟
أتاه صوت لم يسمعه منذ مدة طويلة جدا..
"السلام عليكم يا (يوسف) ..أرجوا أن تكون قد ميزت صوتي.."


يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 02:04 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر

فوجئ (يوسف) بالمتصل..فلم يتخيل أن يسمع هذا الصوت بعد كل هذه المدة..
- (عبد الرحمن) ..كيف حالك؟
جاء صوت (عبد الرحمن) مبتهجا:
"جيد أنك تذكرتني بعد كل هذه السنوات"

ابتسم (يوسف) وقال:
- صوتك مميز ولا يمكن أن يُنسى..
وصمت لثوان ثم قال:
- ولكن ما الذي ذكرك بي بعد كل هذه السنوات؟
ضحك (عبد الرحمن) وقال:
"كنت أبحث عن بعض الأوراق المهمة في خزانتي فوجدت إحدى صورنا في المدرسة الثانوية..وتذكرت أيام مشاغباتنا فاتصلت بك"
- كانت أياما جميلة..وكيف حالك الآن؟ ماذا تفعل في هذه الدنيا؟
"لقد من الله عليّ وأصبحت معيدا في كلية الصيدلة،ومناقشة رسالتي للماجستير ستكون يوم الخميس القادم،وها أنا أدعوك للحضور من الآن"

أطلق (يوسف) صافرة من بين شفتيه وقال:
- لطالما كنت متفوقا يا (عبد الرحمن) ،ألف مبروك أيها البطل
"بارك الله فيك..وأنت ماذا تفعل في هذه الدنيا؟ "
ضحك (يوسف) من تقليد (عبد الرحمن) له وقال:
- لا شيء..أعمال شركة والدي تجري على قدم وساق وأنا أحصل على المال دون عناء
"يا لك من كسول..وكيف حال دكتورة (نهال) ؟ هي لم تتقاعد بعد أليس كذلك؟ "

تبدلت ملامح (يوسف) إلى الحزن وقال:
- لقد توفيت منذ أربعة أشهر
"إنا لله وإنا إليه راجعون..ادع لها بالرحمة فأنت ولدها الوحيد"
هز (يوسف) رأسه في أسى وقال:
- لا بد أنها مرتاحة من عناء الدنيا
قال (عبد الرحمن) يمازحه:
"وما الذي تعاني منه أيها الكسول؟ لقد قلت لتوك أنك لا تعمل"

ابتسم (يوسف) مرة أخرى وقال:
- وهل العناء يكون في العمل فقط؟

"معك حق فالدنيا كلها متاعب،خاصة عندما تكون لديك التزامات استعداد للزواج"

رفع (يوسف) حاجبيه وقال:
- زواج؟ ..
وضحك بصوت عال ثم قال:
- ومن تعيسة..أقصد سعيدة الحظ
ضحك (عبد الرحمن) بدوره وقال:
- إنها صديقة أختي..خطبتها الشهر الماضي..وأنت؟ هل ارتبطت بإحداهن أم أنك لا تزال تعيش دور (كازانوفا) ؟ "
- لا تتحدث عن (كازانوفا) يا (دون جوان) ..فلو عرفت خطيبتك بمغامراتك العاطفية في الماضي لفسخت الخطبة من فورها
"الحمد لله الذي عافاني..وبالمناسبة..هي تعرف مغامراتي يا ثقيل الظل"
- حقا؟ وكيف وافقت عليك إذن؟
"ألم تقل أنني (دون جوان) منذ قليل.."

وضحك (عبد الرحمن) ثم قال:
"إنها تعرف أنني لم أعد لا (دون جوان) ولا حتى (عمر الشريف) "
ضحك (يوسف) بشدة وقال:
- لا زلت تحب النكات كعادتك
"دعك من كل هذا،أريد أن أراك يوم الخميس"
- بالتأكيد سأحضر،لا تقلق
"جيد..سأتركك الآن على وعد منك باللقاء"

أنهى (عبد الرحمن) المكالمة..وعاد (يوسف) بذاكرته إلى الوراء عدة سنوات،عندما كان طالبا في المدرسة الثانوية..كان (عبد الرحمن) هو رفيقه منذ السنة الأولى وقد ربطتهما صداقة قوية فقد كانا أكبر مشاغبين في المدرسة..

ابتسم (يوسف) لهذه الذكريات..لكن (عبد الرحمن) بدأ يتغير عندما دخل إلى الجامعة،فلم يعد يخرج مع (يوسف) كثيرا،وعلى عكس الكثير من الشباب في أول سنة لهم بالجامعة،قطع علاقته بكل الفتيات اللاتي كان يعرفهن،وعندما سأله (يوسف) عن السبب قال له أن هذا حرام ويجب أن يتركه هو الآخر..

لم تكن طريقة تفكير (يوسف) مثل (عبد الرحمن) ،ولهذا فقد افترقا بعد مدة وجيزة،فقد أصبح لكل منهما أصدقاء مثلهما،فالطيور على أشكالها تقع..وبرغم ذلك فقد كان (يوسف) يحب (عبد الرحمن) فهو لم ير منه سوءا أبدا..

قطع رنين الهاتف حبل أفكار (يوسف) ..كانت (رانيا) هي المتصلة..
- أهلا (رانيا)
"أهلا (يوسف) ..اسمع..أريد أن أراك يوم الخميس،فهناك فتاة ستقابلك"
- سأكون مشغولا يوم الخميس،ما رأيك في الجمعة؟
"سأرى ذلك..ولكن في أي شيء ستكون مشغولا؟ "

كانت لهجتها ذات مغزى فقال:
- ليس ما تفكرين فيه يا فتاة..فلدي موعد مع صديق قديم سيناقش رسالة الماجستير..هل تأتين معي؟
ضحكت على دعابته وقالت:
"لا أريد أن أصاب بالصداع..سنلتقي يوم الجمعة إذن"


* * *

يوم الخميس ذهب (يوسف) إلى كلية الصيدلة،ودخل إلى قاعة المناقشة ليجدهم على وشك البدء..
بالطبع لم يفهم شيئا مما قيل..ولكنه انتظر حتى النهاية..وحصل (عبد الرحمن) على الإجازة وسط تهاني الأهل والأصدقاء..

- (يوسف) لقد ظننت أنك لن تأتي
تعانق الصديقان بحرارة وهنأه (يوسف) على حصوله على الإجازة..
- تغير شكلك كثيرا يا (عبد الرحمن) ..مظهرك لا يدل على أنك دكتور
- وعلام يدل أيها المشاغب
ضحك (يوسف) وقال:
- يدل على أنك دجال

ضحكا مرة أخرى وقال (يوسف) بجدية:
- عندما رأيتك في البداية لم أعرفك بسبب هذه اللحية التي يكاد وجهك يختفي خلفها
قال (عبد الرحمن) :
- وأنا أيضا لم أعرفك..وجهك يبدوا عليه الإرهاق كما لو كنت لا تنام،رغم أنك لا تعمل أيها الكسول..

ثم أمسك بأذنه وضغط عليها ضغطة خفيفة وقال:
- ألا زلت تحادث الفتيات حتى الفجر؟
أصاب (يوسف) الارتباك قليلا،لكن أحدهم أنقذه من ارتباكه مقاطعا حديثهما..
- ما بك يا (عبد الرحمن) ؟ دكتورة (شيرين) تريد أن تهنئك يا رجل
نظر له (يوسف) مستفسرا فضحك (عبد الرحمن) وقال:
- لا يذهبن تفكيرك بعيدا، (شيرين) هي خطيبتي وهذا أخوها دكتور (محمد)

سلم (يوسف) على (محمد) الذي اعتذر منهما ليجيب على الهاتف،ثم سأل (يوسف) :
- وأين هي خطيبتك؟
أشار (عبد الرحمن) لفتاة ترتدي السواد ولا يظهر منها سوى عينيها،ليصاب (يوسف) بالدهشة..
- ما بك؟ لم تحملق هكذا؟
- لم أتوقع يوما أن تتزوج من فتاة محجبة،فما بالك بمنتقبة..واسمها (شيرين)
لكزه (عبد الرحمن) بخفة في كتفه وقال:
- وما دخل اسمها بمظهرها؟

ابتسم (يوسف) على مضض،ودعاه (عبد الرحمن) لتناول بعض الحلوى المعدة لهذا اليوم، وبعدها سلم (يوسف) على صديقه وهنأه مرة أخرى ثم عاد إلى بيته..لكنه عاد بغير الوجه الذي ذهب به..

لا يدري لماذا شعر بالضيق من هذا اللقاء.. (عبد الرحمن) شكله قد تغير كثيرا،لكنه لا يزال بمرحه المعهود..أما الجو العام فقد كان غير مريح بالنسبة إلى (يوسف) ..كان هناك الكثير من اللحى والفتيات المحجبات،وانتبه أنه لم يرفع عينيه في إحداهن على غير عادته..

أخذ (يوسف) نفسا عميقا ثم أخرج هاتفه واتصل بـ (رانيا) ..ردت بعد فترة وأتاه صوتها واهنا فقد كانت نائمة..
- هل أنت مشغولة الآن؟
"لا..ولكنك غيرت الموعد للغد"
- أنا أريد أن أراك أنت
"حسنا..لكنك ستنتظر لأني استيقظت لتوي"
- سأنتظر
وأنهى المكالمة..


* * *

بدأ الفصل الدراسي الثاني وعادت (مريم) تذهب مع (أسماء) إلى الجامعة،وبات واضحا للجميع أن (ياسر) معجب بـ (مريم) ،فقد كانا يقضيان وقتا طويلا وحدهما في الحديث والمزاح.. وكانت (أسماء) تعكر صفو جلساتهما أحيانا ممازحة إياهما..
وفي البيت كانت (أسماء) لا تكف عن الحديث عن هذا الأمر أمام (رانيا) وتضحكان على ردة فعل (مريم) من احمرار وجهها..

وفي إحدى الليالي قالت (مريم) :
- (أسماء) ..هل أحببت أحدا من قبل؟
مطت (أسماء) شفتيها وقالت:
- كان ذلك في العام الماضي..لكن حدثت بيننا مشاكل لأنه كان يريد التحكم في كل تصرفاتي،وانتهت العلاقة
- وكيف كنت تشعرين عندما يقترب منك أو يكلمك؟
ابتسمت (أسماء) وقالت:
- كنت أشعر بقلبي يخفق كجناحي طائر حبيس في صدري
- إذن فهذا شعور طبيعي

تنهدت (مريم) وقالت:
- أتعرفين؟ لم يحدث وأن اهتم بي أحد من قبل..أعني أحد من الشباب..
صمتت قليلا ثم قالت:
- وقد كنت أنظر للطلبة في كليتي وهم يتمازحون ويضحكون وأشعر أنني مهملة..كنت أريد أن أشعر بالحب،الحب الذي يشعرني أني أنثى..
صمتت مرة أخرى وقد دمعت عيناها فقالت (أسماء) :
- لماذا أنت حزينة هكذا؟ لقد نلت ما كنت تريدين..هناك شاب يهتم لأمرك ويحبك..
قاطعتها (مريم) :
- من قال أنه يحبني؟ هو لم يقل ذلك حتى الآن
رفعت (أسماء) حاجبيها في دهشة وقالت:
- لم يخبرك حتى الآن؟
هزت (مريم) رأسها نفيا،فقالت (أسماء) :
- حسنا أمهليه بعض الوقت،وإن لم يقلها قبل نهاية هذا الفصل فسيكون لي معه شأن آخر

غيرت (مريم) الموضوع وراحت تسألها عن مدى صعوبة المواد في كليتها،وظلتا تتحدثان حتى انتصف الليل ثم نامت كل منهما متمنية للأخرى أحلاما سعيدة..


يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 02:29 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن عشر

كانت الأيام تمضي بسرعة..تغير الجو واقترب فصل الصيف حاملا أحداثا جديدة في حياة (مريم) ..
ومع اقتراب فصل الصيف كانت امتحانات نهاية العام قد اقتربت هي الأخرى،وظهرت نتيجة امتحانات الفصل الأول ونجحت (أسماء) ،أما (ياسر) فقد رسب في مادتين،لكنه كان يقنع نفسه أنه سيجتهد في هذا الفصل حتى يرفع من درجاته..
وبدأت محادثاته مع (مريم) تقل عن السابق لانهماكه في الدراسة حتى يعوض ما فات.. وتفهمت (مريم) ذلك،وعادت وحيدة مرة أخرى بعد انشغال (أسماء) أيضا..

لكن هذه المرة كانت (مريم) تجلس مع (رانيا) وقتا أطول من السابق،وكان الكلام الذي أخبرتها به عندما كانوا في مرسى مطروح لا يزال يتردد في ذهنها..
(رانيا) تبدوا محقة في بعض كلامها؛فالرجال ينظرون لجسد المرأة على أنه نقطة ضعفها، والدليل هو ما حدث لها..شعرت برجفة عندما تذكرت الحادث،وأخرجتها (رانيا) من تفكيرها قائلة:
- لم تجلسين وحدك؟
- (أسماء) لم تعد بعد من الجامعة
- هل تناولت فطورك؟
- ليس بعد
- ما رأيك أن نحضره معا

دخلت (مريم) المطبخ مع (رانيا) وراحتا تعدان إفطارا خفيفا..
- ألن تخرجي اليوم ؟
هزت (رانيا) رأسها نفيا وقالت:
- ليس لدي عمل اليوم

صمتت (مريم) وقد تذكرت طبيعة عمل (رانيا) ..وضعت الصحون على المائدة ثم شرعتا في الأكل..وكان هناك سؤال يلح على (مريم) لكنها كانت مترددة في طرحه..لكنها استجمعت شجاعتها وسألت:
- قلت أنك ستجدين لي عملا،وها قد نفد المال الذي لدي،وبالتأكيد لن أعيش هكذا عالة عليكما
- لا تقلقي يا (مريم) ..اصبري قليلا وسأفي لك بوعدي..
وتابعت وهي تبتسم:
- ومن قال أنك عالة علينا؟ أنت لا تكلفيننا إلا مصروف المواصلات العامة

ضحكت (مريم) وواصلت الأكل..وبعد أن أنهتا الطعام دخلت (رانيا) غرفتها لدقائق ثم خرجت لتجلس مع (مريم) ،وسألتها عن (ياسر) فأخبرتها أنه مشغول في دراسته لهذا لا يكلمها إلا نادرا..
تناولت (رانيا) علبة السجائر من على الطاولة لكنها لم تجد القداحة..
- لقد وجدت لك عملا يا (مريم) ..أحضري لي القداحة من غرفتي
وضحكت..فضحكت (مريم) بدورها وذهبت لغرفتها..لم تكن المرة الأولى التي تدخل فيها غرفة (رانيا) ،لكنها المرة الأولى التي تجد فيها جهاز الحاسوب مفتوحا،وقد لمحت بجواره القداحة..

اقتربت منه لتأخذ القداحة لكنها تجمدت في مكانها..كانت الشاشة أمامها تعرض موقعا إباحيا،وبه صور لنساء عرايا في أوضاع مخلة..
تسارعت ضربات قلب (مريم) وظلت تحملق في الشاشة لثوان ثم أخذت القداحة وخرجت من الغرفة مرتبكة..أعطت القداحة لـ (رانيا) التي رأت وجهها الممتقع..
- ما بك يا (مريم) ؟ لا تبدين بخير
- أ..أ..أنا بخير
أشعلت (رانيا) لفافة التبغ وأخذت منها نفسا عميقا ثم نفثته وقالت:
- أين وجدت القداحة بالضبط؟
تحاشت (مريم) النظر إلى عينيها وهي تقول:
- بجوار الحاسوب

هزت (رانيا) رأسها وقد عرفت أن أول خطوة في خطتها قد تحققت..لكنها تظاهرت بالأسف أمام (مريم) ،وراحت تتجاذب معها أطراف الحديث عن أمور أخرى،ثم جلستا تشاهدان فيلما في التلفاز،وقد زالت دهشة (مريم) لما رأت في غرفة (رانيا) ،فهي تعرف طبيعة عملها، وتصفحها لمواقع كهذه ليس بالشيء الغريب..

وظلت (مريم) طيلة الليل تفكر في تلك الصور..لقد اقشعر بدنها عندما رأتها،لكنها الآن تشعر بالفضول لرؤية المزيد..
أحست بقلبها يخفق بشدة من التوتر،فحاولت أن تنام كي لا توقظ (أسماء) بكثرة تقلبها..

في اليوم التالي ذهبت (أسماء) إلى الجامعة لحضور بعض محاضرات المراجعة، واستيقظت (مريم) في الظهيرة..خرجت من الغرفة لتجد (رانيا) تضع بعض الصحون على المائدة..
- صباح الخير
- صباح الخير
- أنا أعد الإفطار..اغسلي وجهك وتعالي لنأكل

دخلت (مريم) إلى دورة المياه،وغسلت وجهها وأسنانها ثم خرجت..
- ما هذا؟ هذا غداء وليس إفطارا
ضحكت (رانيا) وقالت:
- كنت سأعده وأوقظك..
وتابعت وهي تضع صحنا من البطاطس المقلية أمام (مريم) :
- الشطائر الخفيفة صارت مملة
بدأت (مريم) تأكل وقالت:
- ولماذا لم توقظيني لمساعدتك؟ ..
ثم تابعت ضاحكة:
- واعتبري هذا عملي مؤقتا
رشفت (رانيا) من كوب القهوة أمامها وقالت بابتسامة:
- أنا أدخرك لعمل أكثر متعة منه

ابتسمت (مريم) هي الأخرى ولم تفهم المغزى وراء كلمات (رانيا) ..بعد الإفطار رفعت الفتاتان الصحون،وقامت (مريم) بغسلها حين سمعت (رانيا) تتحدث في الهاتف..وبعد أن أنهت المكالمة دخلت المطبخ وقالت:
- (مريم) ..سأعد معك طعام الغداء وأخرج
- لا بأس
فتحت (رانيا) الثلاجة وأخرجت لحما مجمدا ووضعته في (الميكروويف) حتى يذوب،ثم أخرجت بعض الخضر..وبينما هما تعملان قالت (رانيا) :
- سأعود اليوم مبكرا،ما رأيك أن تذهبي معي إلى صالون التجميل ؟
- وماذا سأفعل هناك؟
- غيري من شكلك..قصي شعرك أو غيري لونه
- أقص شعري؟ ..لا لن أفعل فأنا أحبه هكذا
ضحكت (رانيا) وقالت:
- ولم أنت خائفة هكذا؟ أنا أقترح عليك فقط..ولكن ماذا عن صبغ شعرك؟
فكرت (مريم) قليلا وقالت:
- وما هو اللون الذي سأختاره؟
- دعي هذا الأمر لي..عندما نذهب سنرى الألوان المناسبة

هزت (مريم) رأسها موافقة..وبعد الانتهاء من إعداد طعام الغداء خرجت (رانيا) ..وفتحت (مريم) التلفاز وراحت تتنقل بين المحطات..وفجأة واتتها فكرة،لكنها قاومتها في الحال..
إلا أن الفكرة ألحت عليها..فقامت وهي تشعر بالتوتر ودخلت إلى غرفة (رانيا) ..راحت تنظر للحاسوب بقلق ثم مدت يدا مرتجفة وضغطت زر التشغيل،لكنه كان في وضع الاستعداد فأضاءت الشاشة في الحال..

كان قلب (مريم) يخفق بشدة وهي تعلم أن هذا خطأ،لكن فضولها كان أقوى منها..لم تعرف ماذا تفعل،فراحت تتنقل بين المجلدات بغير هدف..ولكنها فتحت أحد المجلدات لتجد به ملفات فيديو..

فركت كفيها في توتر ثم فتحت أحد الملفات..اتسعت عيناها لما رأت..فتسارعت نبضاتها وتلاحقت أنفاسها،وشعرت بالبرودة تزحف على أطرافها..فأغلقت الفيديو وأغلقت الجهاز وقامت مترنحة من مكانها..

كانت تتخيل (رانيا) في مكان المرأة التي رأتها في الفيديو..هل هذا هو عملها؟ ولكن كيف تواتيها الجرأة لفعل شيء كهذا؟ كيف؟

خرجت (مريم) من الغرفة وقدماها لا تقويان على حملها..جلست أمام شاشة التلفاز وهي لا ترى شيئا فيها..ولكن عودة (أسماء) من الكلية أخرجتها من شرودها،فحاولت أن تبدوا طبيعية فراحت تسألها عن المحاضرة وعن (ياسر) ..
- لم أره؛فنحن في كليتين مختلفتين..
ثم مددت جسدها على الأريكة وقالت:
- آآآه..بقي أسبوعين على الامتحانات،أرجوا أن يمرا سريعا فقد سئمت
ضحكت (مريم) ،ثم قامت الفتاتان بإعداد مائدة الغداء..
قبيل المغرب عادت (رانيا) وتناولت طعامها،ثم عرضت على (أسماء) أن تذهب معهما لكنها لم تستطع فلديها الكثير لتستذكره..

لم يكن صالون التجميل بعيدا،ودخلت الفتاتان ثم طلبت (رانيا) قناعا لوجهها،واختارت مع (مريم) لونا مناسبا لشعرها..
وبينما الفتاة تصبغ شعر (مريم) كانت الأخيرة تفكر فيما رأت..وشعرت بحجر يغوص في معدتها بسبب ذلك..لكن رغم هذا كان لديها الرغبة في مشاهدة المزيد..

عادت (مريم) و (رانيا) إلى البيت لتنظر (أسماء) إلى (مريم) غير مصدقة لما ترى..
- تبدين مختلفة تماما يا (مريم) ..أصبحت أجمل بكثير من قبل..
احمرت وجنتا (مريم) وقالت:
- (رانيا) هي من اختارت لي هذا اللون..هل أعجبك حقا؟
- إنه رائع
كان شعر (مريم) بني اللون في الأساس،فصبغته بلون أشقر لكنه كان مناسبا لبشرتها القمحية فزادها جمالا..
اقتربت (رانيا) من (مريم) وأمسكت بخصلات من شعرها وتقول:
- لو أننا صففنا شعرك جيدا لأصبحت كالعروس

عروس..

وجمت (مريم) ..هي لن تكون عروسا لأحد..لن تنال هذا اللقب بسبب ذنب لم تقترفه..

- (مريم) ؟
انتبهت على صوت (أسماء) ..
- هل قلت شيئا ما ضايقك؟
هزت رأسها ورسمت على وجهها ابتسامة وقالت:
- على الإطلاق..
ثم حاولت تغيير مجرى الحديث وقالت:
- لكني لن أكون في جمال (رانيا)
ضحكت الأخيرة وقالت مازحة:
- الجمال جمال الروح
ضحكت الفتيات الثلاث،ثم اجتمعن على المائدة للعشاء..


* * *

في اليوم التالي عندما خرجت (رانيا) كانت (مريم) مترددة في الدخول لغرفتها،لكن الفضول دفعها دفعا إلى هناك..
شغلت الجهاز ثم فتحت ملف فيديو غير الذي فتحته بالأمس..

بدأت يداها بالارتجاف،والتفتت خلفها وكأنها تتأكد من خلو البيت رغم أنها تعرف أنه لا أحد معها..ثم عادت لتتابع الفيديو..

كانت ضربات قلبها تتسارع بشدة،فوضعت يدها على صدرها وكأنها تريد أن تمنعه من الخفقان..

أنهت الفيديو وقد تعرقت يداها رغم أنهما باردتين كالثلج،وفتحت فيديو آخر..ثم فتحت الثالث..لكنها أغلقت الجهاز بعد أن أنهته لاقتراب موعد عودة (أسماء) ..

خرجت إلى الصالة وفتحت التلفاز وهي شاردة..لماذا فعلت هذا يا (مريم) ؟ أنت تعرفين أن هذا خطأ..هي لا تعرف لماذا فعلت ذلك؟ الفضول كاد يقتلها،وما رأته كان كالسحر،ذهب بعقلها بعيدا..


يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 02:36 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع عشر

انتهت الامتحانات أخيرا،والتقى الأصدقاء مجددا،وقد كانت (مريم) تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر؛لأنها ستلتقي (ياسر) أخيرا..وعندما رأته أحست وكأن روحها قد ردت إليها..وقد استقبلها (ياسر) بالإطراء لمظهرها الجديد،ثم راح يمطرها بكلمات الحب التي ألهبت مشاعرها وجعلتها تتعلق به أكثر فأكثر..


(ياسر) هو أول رجل تلقى منه اهتماما منذ أن تركت بيت أهلها،مع أنه لم يكن يعرف عنها شيئا عندما رآها أول مرة،فكان بالنسبة لها رمزا للحب والأمان..

قضت (مريم) بصحبة (ياسر) وبقية الأصدقاء وقتا ممتعا،ثم عادوا إلى بيوتهم على وعد باللقاء مرة أخرى..وبالفعل بدأت (مريم) تلتقي (ياسر) عدة مرات وقد أصبحا قريبين لبعضهما أكثر من ذي قبل..
ذهبا إلى السينما عدة مرات،أحيانا مع الأصدقاء وبقية الأوقات وحدهما..ذهبا إلى الأهرامات،وذهبا إلى القناطر،وإلى مدينة الملاهي..وأخيرا اتفقوا جميعا على قضاء أسبوع في شرم الشيخ..

لم تنزل (مريم) إلى البحر في اليوم الأول لكن (أسماء) ألحت عليها..
- نحن لا نأتي إلى هنا كل يوم،فلا تحرمي نفسك هذه المتعة
- لكني لا أعرف السباحة
- لايهم..تعالي معي لن نتعمق كثيرا
ذهبت (مريم) معها لكنها رفضت ارتداء ملابس السباحة،ونزلت إلى الماء وهي ترتدي بلوزة بدون حمالات وبنطالا يصل إلى تحت الركبة..وراحتا تقذفان بعضهما بالماء وهما تضحكان،وبعد قليل انضم لهما (كريم) ثم تبعه البقية..

وبعد الغداء جلس (ياسر) و (مريم) وحدهما يتجاذبان أطراف الحديث..
- (مريم) ..هل فكرت بالزواج؟
انتبهت (مريم) وقد صدمها سؤال..
- ماذا تقصد؟
- لقد هربت من أهلك لأنهم كانوا يريدون تزويجك بالقوة،أليس كذلك؟ ..
أومأت برأسها إيجابا وهي لا تعلم إلام يريد أن يصل..
- لكنك لن تظلي هاربة إلى الأبد
- لماذا تسأل هذه الأسئلة؟
- ماذا لو تزوجتِ ووضعتِهم أمام الأمر الواقع؟
ذهلت الفتاة مما سمعت..
- ماذا تقول؟
- كما سمعتِ..إن تزوجت فلن يتمكنوا من إرغامك على الزواج بآخر،وستنتهي مشكلتك معهم
كان لسان حالها يسخر مما يقول؛فهو لا يعرف سبب هروبها الحقيقي..
- ماذا قلتِ؟
- فيم؟
- في الزواج
ضحكت (مريم) بسخرية وقالت:
- ومن ذاك الذي سيضع أهلي أمام الأمر الواقع؟
- أنا
أصابتها صدمة..وظلت صامتة تحملق في وجهه بذهول..
- ما بك؟ هل ضايقك ما قلت؟
ازدردت (مريم) لعابها وقالت:
- لا بد أنك تمزح
- أنت تعرفين أنني أحبك يا (مريم) ،وأنت تحبينني،فلم لا نتوج هذا الحب بالزواج؟
- لكن..لكنك لا تزال طالبا..أين سنعيش وكيف؟ وهل سيقبل أهلك هذا أم لا؟
- لا تقلقي فلدي خطة

وأخبرها بما يفكر فيه لتنفجر فيه صائحة:
- ماذا؟! لا بد أنك جننت تماما..زواج عرفي؟
أمسكها من ذراعها قبل أن تنهض وقال:
- إخفضي صوتك..
ثم تلفت حوله كي يتأكد أنه لا أحد حولهما ثم قال:
- سيكون هذا وضعا مؤقتا حتى أنهي دراستي..أنت تعرفين أن السنة القادمة هي آخر سنة لي في الجامعة،وبعدها سأعمل مع عمي فهو يملك مكتبا للمحاسبة
- لا يا (ياسر) ..لا أستطيع فعل هذا الأمر..هذا ليس زواجا
- من قال إنه ليس زواجا؟ سيكون هناك شهود عليه،لكنه وضع مؤقت كما قلت لك،وبعدها سنواجه أهلك بهذا الأمر ولن يملكوا خيارا سوى القبول

صمتت (مريم) وهي تفكر..هي لم تتخيل أن يطلبها أحدهم للزواج بعد ما حدث..لكن (ياسر) لا يعلم ما حدث لها..
- (مريم) ..ما بك؟ لماذا تبكين؟
كانت دموعها تنحدر على وجهها وهي تنظر له بحيرة..هل تخبره؟ لقد عرض عليها الزواج لينقذها،لكنه مخطئ؛فهي لم تهرب بسبب ذلك الزواج المزعوم..
- (مريم) ..
- أنا لا أستطيع الزواج من أحد يا (ياسر)
- لماذا؟
ازداد بكاؤها ولم تعرف كيف ستخبره..
ضمها إليه..وكانت هذه أول مرة تقترب منه بهذا الشكل..

أحد أعمام (مريم) كان يعيش في القاهرة منذ أن تزوج،وعندما جاء لزيارتهم ذات مرة عندما كانت في الثامنة،احتضنت ابنه الذي لم يتجاوز عمره السنين الأربع..فوجئت بأبيها يلطمها على وجهها ويحذرها من هذا الفعل مرة أخرى..

دفنت جسدها بين ذراعيه أكثر وأكثر وهي تشعر بدفء لم تعهده من قبل..ومن بين دموعها راحت تروي له تفاصيل الحادثة التي غيرت حياتها للأبد..
- لهذا تقولين أنك لا تستطيعين الزواج من أحد؟ ..
صمت قليلا ثم قال:
- الآن أصبحت أكثر إصرارا على الزواج
رفعت رأسها ونظرت إليه بوجه أغرقته الدموع..
- أتعني ما تقول؟
- بالطبع..وبعد انتهاء دراستي سأذهب إليهم وأخبرهم أننا تزوجنا كي لا يفكروا بإيذائك مرة أخرى
أراحت رأسها على صدره وهي لا تكاد تصدق..إنه لا ينظر لها كمجرمة..أخيرا وجدت الشخص الذي يقدر أن شرفها في أخلاقها،وأنها لم تفرط فيه بل سُلب منها عنوة..
- أنا أحبك يا (ياسر)
- وأنا أحبك أيضا..ولن أسمح لأحد أن يمس شعرة منك بعد الآن
أحست (مريم) براحة كبيرة،وظهر لها أمل جديد في أن تحيا حياة طبيعية..لكنها كانت مخطئة..


* * *

بعد أن عاد الجميع إلى القاهرة تزوج (ياسر) و (مريم) عرفيا ولكن بحضور اثنين من أصدقائه لا تعرفهم (مريم) ،فهو لم يخبر أحدا من زملائه في الكلية كي لا يسبب لها الحرج..
وبعد ذلك بيومين اتصل بها ليخرجا سويا..وافقت (مريم) وارتدت ثيابها بينما (أسماء) تقول:
- إلى أين أيتها المحظوظة؟
ضحكت (مريم) وقالت:
- سأخرج مع (ياسر)
- ألا تريدين أن آتي معكما؟ ..
ثم ضحكت وأردفت:
- لقد أصبحت تخرجين أكثر مني
ضربتها (مريم) بالوسادة وهي تقول:
- هل أعتبر هذا حسدا؟

ضحكت (أسماء) وهي ترد الضربة لـ (مريم) ..ثم تركتها تذهب لتلتقي (ياسر) في وسط البلد..
عرض عليها أن يذهبا للأهرامات مرة أخرى فوافقت..وهناك..
- والداي وأختي ذهبوا إلى الإسكندرية بالأمس..ما رأيك لو نذهب إلى بيتنا؟
نظرت له بقلق وقالت:
- ولماذا نذهب؟
قال وهو يقترب منها:
- كي نكون على حريتنا
ابتعدت عنه قليلا وقالت:
- لا يصح أن نذهب إلى هناك وحدنا
- لماذا؟ ألسنا زوجين؟
- بلى..ولكن الناس لا تعرف ذلك
- وما علاقتي بالناس؟ أنا لا أهتم إلا بشيء واحد وهو أنك زوجتي
صمتت (مريم) قليلا..لكنه لم يترك لها فرصة التفكير،وراح يقنعها بأن هذا شيء عادي فهما متزوجان أمام الله!!

وافقت (مريم) في النهاية..ثم عادت إلى البيت قبيل العاشرة بقليل..
- (مريم) ..أين كنت؟ لقد أقلقتنا عليك..لماذا لم تجيبي على الهاتف؟
قالت (مريم) بسرعة:
- لم أسمعه..فقد حجب زحام الشارع صوته عني
تنهدت (أسماء) وقالت:
- لا بأس..المهم أنك بخير

وتكررت لقاءات (مريم) مع (ياسر) دون أن تعرف (أسماء) أو (رانيا) شيئا عن الأمر.. وكانت اللقاءات تتم في بيت أخيه المسافر إلى إحدى الدول العربية..ودخل شهر رمضان،لتفاجأ (مريم) أن (رانيا) تدخن في نهار رمضان..

وصارت لقاءات (مريم) و (ياسر) تتم في الليل،وانقضى الشهر واقتربت السنة الدراسية الجديدة لتجد (مريم) نفسها مضطرة لإخبار (رانيا) عن أمر زواجها..

بعد أن نامت (أسماء) استأذنت (مريم) كي تدخل غرفة (رانيا) وتجلس صامتة..
- ما بك يا (مريم) ؟ لا تبدين بخير..

كان القلق باد على وجه (رانيا) ،وقد ازداد هذا القلق عندما وجدت (مريم) تنفجر في البكاء..
أطفأت (رانيا) سيجارتها واقتربت من (مريم) وهي تقول:
- ما الأمر؟ ماذا حدث؟
لم تتكلم (مريم) بل ازداد بكاؤها فقالت (رانيا) بعصبية:
- ما الذي حدث؟ تكلمي..

وجدت (مريم) الكلمات تخرج من بين شفتيها بغير ترتيب مسبق،وراحت تتكلم وتتكلم و(رانيا) تستمع لها بصمت..لقد كانت تشعر بهذا الأمر منذ فترة،لكنها لم ترد أن تستبق الأحداث وانتظرت حتى جاءتها (مريم) ..

- لقد..لقد مزق الورقتين وقال إنه ليس مسؤولا عما حدث..وقال..أنني..أنني أنا المخطئة.. لأنني لم..لأنني لم أتخذ احتياطاتي لمنع الحمل..لكنني كنت أحتاط جيدا..ولا أدري كيف..كيف حدث ذلك..

واسترسلت في بكائها المرير ثم واصلت:
- طلبت منه أن يعجل بأمر..بأمر الزواج..فقال إنه غير مستعد الآن لأنه لا يزال طالبا.. ولو عرف أبوه بهذا الأمر فلن يقبل بزواجنا..قلت له أننا..أننا متزوجان بالفعل..فقال إن هذا ليس زواجا رسميا..وأن هذا الطفل سيكون غير شرعي..وعليه فإنه ليس ملزما بشيء نحوه..ويجب أن أتخلص منه حتى نستطيع الاستمرار في زواجنا المزعوم..قلت له أنني خائفة من الإجهاض.. فقال أنه ليس في يده شيء آخر..علي أن أتخلص من الطفل حتى يحين وقت زواجنا..فطلبت منه أن نتزوج ليوم واحد ثم يطلقني كي لا تلاحقني الفضائح..فقال أنني جلبت الفضيحة لأهلي من قبل ولن تضيرني فضيحة أخرى..ثم قام بتمزيق الورقتين وقال إنني الآن حرة لأفعل ما أشاء..

وانخرطت في البكاء مرة أخرى..

ربتت (رانيا) على كتفها وقالت:
- ألم أقل لك من قبل؟ الرجال يضعون المرأة في موقف الدفاع عن نفسها دائما، ويستمتعون باستجدائها لهم،ثم يركلونها ليبحثوا عن فريسة جديدة بعد أن يلقوا باللوم عليها
- وماذا سأفعل الآن؟
- سآخذك إلى طبيبة أعرفها
- لكني خائفة..لا يمكنني أن أفعل هذا
- لا تقلقي..أنا أعرفها جيدا،وقد أسدت خدمة كهذه من قبل لإحدى صديقاتي

ثم قامت وأحضرت لها كوبا من العصير لتأخذه (مريم) شاكرة..رشفت منه رشفة ثم التفتت إلى (رانيا) ومسحت دموعها..ثم قالت والغضب يقطر من كلماتها:
- أنت على حق يا (رانيا) ..لقد تركت نفسي فريسة سهلة له..لكن الأمر اختلف الآن..فهذا الجسد الذي استجديت (ياسر) لأجل أن يستره ويحفظ لي كرامتي،سأجعله وسيلة كي أنتزع به كرامتهم..سأجعله نقطة قوتي وليس ضعفي..

واستطردت وهي تنظر إلى عيني (رانيا) :
- وأنت من سيساعدني على ذلك


يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 02:38 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العشرون


كانت (رانيا) قد حققت انتصارا دون جهد يذكر؛فها هي (مريم) تطلب منها ما كانت تخطط له منذ فترة،فقد كانت تستدرج (مريم) دون أن تشعر حتى تطلب منها الفتاة أن تعمل معها دون أن تكون (رانيا) هي المسؤولة مباشرة..
ولكن سذاجة (مريم) وتسرعها هما ما عجلا بذلك،وهدما خطط (رانيا) في كيفية الإيقاع بها..لكنها فرصة جاءتها على طبق من ذهب..
بعد يومين ذهبت (رانيا) و (مريم) إلى تلك الطبيبة التي أخبرت الأخيرة عنها،وقد كانت (مريم) تشعر بالرعب،هل يمكن أن تموت في هذه العملية؟ ..وفكرت أنها لو ماتت فسترتاح للأبد..لكن (مريم) لم تمت..لقد أنهت الطبيبة العملية بنجاح وتقاضت أجرها من (رانيا) ..
قبيل العام الدراسي الجديد ظهرت نتائج الامتحانات،ونجحت (أسماء) في كل المواد،لكن (ياسر) رسب وظل كما هو في الفرقة الثالثة..وكم كانت فرحة (مريم) بذلك..
واحتفالا بنجاح (أسماء) دعتهم (رانيا) للعشاء في أحد المطاعم،وقد رتبت مع (سامح) أن يكون هناك ويتظاهر أنه لم يكن يعرف بوجودهم..
- أهلا (سامح) ..تعال واحتفل معنا
- خيرا..ما سبب الاحتفال؟
- لقد تخطت (أسماء) هذا العام بنجاح
التفت إلى (أسماء) وقال مبتسما:
- مبروك يا (أسماء)
- شكرا يا (سامح)
والتفت إلى (مريم) قائلا:
- كيف حالك يا (مريم) ؟
ابتسمت (مريم) وقالت:
- بخير
قاطعتهما (رانيا) قائلة:
- ماذا تفعل هنا يا (سامح) ؟
هز كتفيه وقال:
- كنت على موعد مع أحد أصدقائي لكنه اتصل بي واعتذر عن الموعد،وعندما هممت بالخروج رأيتكم
قالت (أسماء) :
- إذن ستجلس معنا ونحتفل جميعا
وبالفعل جلس (سامح) وقال موجها كلامه لـ (مريم) :
- تبدين أجمل من قبل يا (مريم) ..فلون شعرك الجديد يناسبك تماما
ابتسمت (مريم) وقالت وهي تخلل أصابعها بين خصلات شعرها:
- شكرا لك..هذا اختيار (رانيا)
- اختيار موفق
وحضر النادل وطلب كل منهم ما يريد..
- هل وجدت عملا يا (مريم) ؟ لقد عرفت من (رانيا) أنك تريدين العمل،ففكرت أنه بإمكاني مساعدتك
تذكرت (مريم) ذلك اليوم عندما كانوا في مرسى مطروح ووجدت (رانيا) و (سامح) يخرجان من إحدى الغرف،ففهمت ما يرمي إليه وقالت:
- لا بأس..إذا وجدت لي عملا مناسبا فأخبرني
أخرج (سامح) هاتفه وطلب منها رقم هاتفها..تبادلا الأرقام كي يخبرها إن جد جديد..
جاء النادل بالطعام فشرعوا في الأكل..وقالت (أسماء) :
- ألا تفكر في الخطبة مرة أخرى يا (سامح)
مط شفتيه وقال:
- ليس الآن..فوالدي يرى أن خطبتي السابقة كانت السبب في انشغالي عن العمل
- لكن أباك يملك الكثير من المال،لماذا لا ينشئ لك مكتبا للمحاسبة أو يتوسط لك للعمل في أحد البنوك؟
مط شفتيه في ضيق وقال:
- يريدني أن أكون عصاميا مثله،ولذلك كلفني بعمل بسيط في شركته..إنه يعاملني كما يعامل الآخرين،وقد ضقت ذرعا بهذه المعاملة
ضحكت (أسماء) وقالت:
- أعتقد أن والدك محق
وضحكت (رانيا) و (مريم) ..


* * *


بعد أسبوعين بدأت الدراسة وعادت (أسماء) للجامعة لكن (مريم) لم تعد تذهب معها،وعندما سألتها عن السبب وعن انقطاعها عن (ياسر) ،أخبرتها أنهما تشاجرا ولن يعودا مرة أخرى،وطلبت منها ألا تعيد الكلام في هذا الموضوع معها أو مع (ياسر) ،خاصة أنه اتصل بها وأكد ابتعاده عنها نهائيا بعد ظهور نتيجته..

صدقت (أسماء) تلك الكذبة على مضض،ولكنها لم تعد تهتم لأمر (ياسر) ،فهو لم يعد يأتي للجامعة كثيرا،فمنذ عرف والده بالنتيجة أجبره على العمل هذه السنة كنوع من التأديب له حتى يدرس بجد في العام المقبل..
وفي إحدى الليالي وبعد أن نامت (أسماء) ،طلبت (رانيا) من (مريم) أن تتحدث معها قليلا..
- ستبدءين العمل بعد غد
ازدردت (مريم) لعابها ولم تتكلم،فقالت (رانيا) :
- ما بك؟
هزت (مريم) رأسها وقالت:
- لا شيء..لكني أشعر بالاضطراب
ابتسمت (رانيا) ابتسامة خبيثة وقالت:
- لا تقلقي..سيزول كل هذا الاضطراب عندما تبدءين بالانتقام
أجل..الانتقام..هذا ما تصبوا إليه (مريم) ،لكنها لا تعرف أنها لا تنتقم لنفسها،بقدر ما تنتقم منها..
- (رانيا) ..هل لـ (سامح) علاقة بالعمل؟
ابتسمت (رانيا) وقالت:
- أجل..لكنه فضل أن أخبرك بنفسي على أن يتصل بك
- وهل أخبرته بما حدث لي؟ ..أعني ما حدث مع (ياسر) ؟
- أخبرته
صمتت (مريم) للحظات ثم قالت:
- وماذا سأفعل بعد غد؟
- لا شيء..سنذهب معا إلى (سامح) ،وهو سيعرفك بأحدهم
فركت (مريم) كفيها بتوتر وقالت:
- أنا خائفة
مالت عليها (رانيا) وقالت بهدوء:
- ولم الخوف؟ أنت لم تكوني خائفة وأنت مع (ياسر) وقد كنت ضحية،فكيف تخافين الآن وأنت من بيدك زمام الأمور؟
كانت (مريم) لا تزال متوترة فقالت (رانيا) :
- اسمعي يا (مريم) ..قد تكونين قلقة..خائفة..متوترة،لكن كل هذا سيزول،عندما تشعرين أنك بدأت تحققين انتقامك..فيما بعد ستعرفين كيف تتلاعبين بالرجال،وكيف تجعلينهم يركضون وراءك لالتماس نظرة واحدة منك
تذكرت (مريم) كل ما مضى..ذلك الحادث المشؤوم..نظرات أبيها في المستشفى..توقيعها على ورقة التنازل عن المحضر..نظرات إخوتها..كلمات أبيها..
" ..في كلتا الحالتين لن يتزوجها أحد..ولن ينظر أحد في وجوهنا.. "
شعرت بغصة في حلقها..
- (مريم)
انتبهت (مريم) من شرودها ثم أخذت نفسا عميقا وقالت:
- أنا لست خائفة..ولن أخاف بعد اليوم


* * *


بعد يومين كانت (مريم) تجلس مع (رانيا) و (سامح) في أحد المطاعم،لكن (سامح) أتى وحده..

- أين رفيقك يا (سامح) ؟
هز (سامح) كتفيه وقال:
- لن يأتي
- لماذا؟
- لقد توفي عمه واضطر للسفر لحضور الجنازة
مطت (رانيا) شفتيها في ضيق فقال (سامح) موجها كلامه لـ (مريم) :
- سأعرض عليك عرضا يا (مريم) ..ما رأيك أن تأتي معي وسأدفع لك أكثر مما كان سيدفع لك ذلك الأحمق؟
نظرت له (رانيا) بشك وقالت:
- أنت تمزح أليس كذلك؟
قال ببساطة وهو يستند بظهره على المقعد:
- أن تعرفين انني لا أمزح في أمور العمل..
ثم التفت إلى (مريم) وقال:
- ما رأيك؟
- أنا موافقة!!
التفتت (رانيا) إلى (مريم) وقد فوجئت بإجابتها..
- (مريم) ..هل أنت جادة فيما تقولين؟
كانت الجدية ترتسم على وجه (مريم) وهي ترد:
- أجل
كانت لهجتها مليئة بالتحدي والإصرار،فهزت (رانيا) رأسها وهي لم تتخيل تصرفا كهذا من (مريم) التي يبدوا أن نارالانتقام المزعوم أعمت بصيرتها..
ذهبت (مريم) مع (سامح) ..كانت تشعر بالقلق،ولم تدر لم وافقت بهذه السهولة..كان ضميرها يؤنبها،هل هكذا يكون الانتقام؟ ..لم تسترسل في التفكير كثيرا،وراحت تتكلم مع (سامح) حتى وصلا إلى بيته..

يتبع........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أميرة, للكاتبة, مجرمة, أندلسية, مكتملة, فصحى, ضحية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.