آخر 10 مشاركات
عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          أنا و زوجي و زوجته (1) سلسلة علاقات متشابكة *مكتملة * (الكاتـب : صابرين شعبان - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل]مأساتي حيث لا يوجد حل / للكاتبة /سماء صافيه/ فصحى(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          تــــــــوأم الـــروح *مكتملة* (الكاتـب : small baby - )           »          127 - الدموع البيضاء - ربيكا ستراتون (الكاتـب : PEPOO - )           »          بركة الدار - (96)نوفيلا- بين جنون العشق وجبروت القدر - سما صافية*مميزة*كاملة&الرابط* (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-13, 01:01 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ياااااهـ .. كم يلزمنُا حتى نُصدق أن الحٌب سم قاتل , و حبة هلوسـة طويلة المفعول ..
وأن الحياة قاسية , قاسية , قاسية !
لم ابكٍ خلال العرض .. اجهشت بالبكاء وأنا أأخذ طريقي مشيا إلى غٌرفتي ..
وما أقبح هذا النوع من الحٌزن..
ذلك الحٌزن الذي يختبئ في داخلك إلى أن تطلق رجليك في شارع مـا ثم تشرع في البكُاء .. بكاء مشهد سينمائي , بكاء فقد , بكاء خوف ..
وكثير !
حٌزن قد يجعلك فرجـة لكٌل وجه عابر .. ومحط استفهام لكٌل قلب رقيق يأبى رؤيـة الدموع ..


عدت بعد حٌلم الذكرى الذي كٌنت اعيشه بعينين دامعتين .. ونظرت إلى سماءي ..
- قلت وانا اصطنع عدم الإكتراث : لا أدري كيف يمكن لـ شخص ينبض بهذا القدر من الحياة أن يكون مريضا ..
- هو : عادة القدر أن يسرق القلوب الحية ..


نظرت إليه , أطلت النظر ..
كان عابثا .. لايستطيع السيطرة ولو لثانية واحدة على حركة يديه ..
تارة يعبث بـ صحون الأكل الملقاة امامه , وتارة بحافة الطاولة المتحركة , تارة بأحد الخيوط الهاربـة من طرف زي المشفى الذي يلبسه , وتارة بطرف إصبعي الصغير
ويجتنب النظر إلي .. واعرف مايعنيه ذلك ..
إنُه حزين , ويشتاق للحياة كثيرا ..

المرض لا يقتلـه , والرتابه تفعل ..
- أنا : هل نخرج لنتمشى ..
- هو ساخرا : و أين يكون ذلك ؟
- أجبته بجديه : في حديقة المشفى ..
- هو : ومالفائدة في تعليقي بالحياة أكثر ..؟؟
- أنا : ألن تكف عن ذلك ؟
- هو بدون أن ينظر إلي : لا أشتهي الخٌروج ..
- أنا : ستفعل .. اليوم لا يوجد انبوبة اوكسجين .. ولا إبر مغروزة في وريدك .. الحياة تناديك .. إلتفت إليها قليلا ..
- هو : سيكون هٌنالك انبوبة غدا .. وربمـا اجهزة انعاش ..
- أنا : فلتستغل الفُرصة إذن ..
انهيت جملتي وأنا اهم واقفـة , امسكت بيده وشددتها قليلا إلى الامام في محاولة لإستنهاضـه ..
نهض .. أقتربت لأسنده ولكنه أبعدني قائلا : مازلت أستطيع المشي ..
- أنت مزاجي , تضحكُ ثم تغضب في خمس ثوانٍ
نظر إلي وابتسم إبتسامة أعتذار .. أحتضنت يده ومشينا سويـا إلى الخارج ..
تأثرت عيناه بأشعه الشمس المباشره في البداية .. , ثم أطلق زفرة عميقة في الهواء و إبتسم ..
- هو : شُكرا
- أنا : على ماذا ؟
- هو : لم أكٌن أشكرك .. كٌنت أشكُر الله لأنه اهداني إنسانة متسلطة تجبرك على الخروج .. وتحبك

إحمررت خجلا .. و إبتسمت في البداية ثم بدأت اضحك ..
وعـادت تلك السماء التي كٌنت اعرفها قبل ساعة , ساخرة .. لاذعة اللسان , جميلة في العٌمق , وتبتسم !
كان كطفل يكتشف متعة اللمس للمرة الاولى ..
يلمس أوراق الشجر , اطراف المقاعد , رؤوس الأطفال ويعود ليدخٌل اصابعه في شعري
أحاول جاهدة منعه من لمس الغبار .. ويغافلني بإبتسامة عنيدة ..
قضينا نصف ساعة قد تزيد او تنقص في الأسفل .. ثم بدأت ملامح إعياء تظهر على تعابيره ..
صعدت به الى غرفته ..
لم يكن تنفسه على مايرام ..
انتابني القلق
- أتشعر بألم ؟
- هو : لا .. لا شيء ..
- أنا والذعر تملكني : هنالك شيء ما ..!
فاجأني بسلسلة من التأوهات وتعابير الألم ..
استلقى بإهمال على سريره يتأوه ووجهه يعتصره الألم ..
لست جيدة في هذه المواقف ..
تسمرت أنظر إلي و جسدي يرتجف بالكامل ..
- سأذهب لأنادي أحدا ..
- هو : لا .. ارجوك لا تذهبي .. ارجوك ( وقال أرجوك الأخيرة بصوت مرتفع ولوعـة ألم )
لا اعرف مالذي أاصابني في تلك اللحظة .. لم أعد اقوى الكلام ولا الحركة ..
أنهرت واقفه و صْرت أبكي بلا توقف ..

غطيت وجهي بكفتي – أرجوك لا تتركني .. لا استطيع فعٍل شيء بدونـك ..
أصابني أنهيار بكائي .. وأكرهـ عندما ابكي .. لا استطيع السيطرة على شيء , صوتي , دموعي , حركتي , ارتجافي ..
بكيت , واخذ الصمت يحتل المكان عدا من بكائي ..
لم أكن اعرف مالذي حدث .. ولم أكٌن اجرؤ على فتح عيني .. او حتى إزاحة يدي عنهمـا ..
قلت لنفسي – تشجعـي ..!
بدأت أزيح الظلمات إلتي راكمتها على بصري ..
لأجده ..
وبكل إستفزازيـة الكون ..
مبتسم .. إبتسامته التي تدل على أنه قد نفذ خطة ماكرة و فاز بما يريد
قلت بإرتباك – ماذا ؟! أأنت بخير ؟ !
وانفجر ضاحكا ..


كان بوسعي أن أقتله وأبكي جنازته في تلك اللحظة .. أٌقسم !
إذن .. كٌنت انا الغبيه , وحصل هو بمكرهـ على اعتراف حٌب آخر ..
( لا استطيع فعل شيء بدونك ) .. ياااااهـ .. ليتني بقيت صامتة ولم أقلها !

وقفت بغضب وقلت : أتعلم ! لشدة غبائي أحببت طفلا في زي رجُل ..فلا تستغرب انطلاء حيلك الساذجة علي .. ثم قٌلت وانا اتعمد جرحه : فلتمت لوحدك .. لا يهمني .. !
خرجت وتركته في نوبة من الضحـك ..

تافه , حقير , غير مُهتم , اناني وصفات اكثر قبحا اطلقتها عليـه في قلبي وانا أنزل عتبات المشفى


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:02 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ظللت أندب غبائي لثلاثة أيام .. واشتاق لـه طوال الـ اثنين وسبعون ساعة التي حالت بين اعتزازي بذاتي وبين لقائـه ..
ألقيت باللوم على نفسي .. أنا من اخرجته وانا اعلم جيدا تأثير الحياة عليه .. لو كٌنت تركته في اغلال رتابته لكـان أكثر جدية ..
لـ ثلاثة أيام .. كانت الهاتف يرن في السادسة صبُاحا .. وهو موعد استيقاظي الدائم على صوته ..
وفي الثانية عشر مساءا موعـد وداعي الصوتي له ..
و أتى اليوم الرابع .. وكٌنت قد انتهيت من عٍقابي الهاتفي\ الزياراتي لـه ..

ثلاثة أيام .. هي مدة كٌل عقوبة عاقبته بها منذٌ أن وقعت به
في اليوم الرابع .. أما أن اضع حملي كٌله في صديقة لا ذنب لها .. او أن اجده يُقدم على فعل أخرق آخر كـ أن يرسل لي باقة من الأوراق كان قد سهر ليلته السابقة يخط على كٌل ورقة اعتذار مختلف الصيغة عن الورقة المجاورة .. وتنتهي ليلتي وانا أقرأ اعترافاته العشقية التي لا تنتهي بالتكرار أبدا ..
أو كالمرات إلتي استيقظت فيها من النوم لأجده قد وضع وسادته و غطاءه – والذي رميته بهما و صفعت الباب في وجهه – ملاصقا لباب غٌرفتنا .. لكي لا يتسنى لي الدخول إلى الحمام إلى بصًك مُسامحة أُسلمه إياه ..
وأكثر !

إبتسمت بغرور وانا استرجع كٌل تلك المواقف التي رمى فيها - بلا مبالاة - بإعتزازه الشديد بنفسه عرض الحائط

وكانت الساعة السادسـة صباحا : وأتى موعـد صوته
رفعت سماعة الهاتف بصمت .. ليأتيني صوتـه محاولا الغناء :

مرئت ليالي ولليوم ماطليت
زعلان وصارلك مدي قولك بدا هالئدي
ياخوفي قسوة قلبك تكبر كل مالوقت يطول
تعرف ياغالي من ليلة فليت ..بشوفك ليليي حدي ..جاي وجايبلي وردة
بتكي راسي عكتفك وبغمض عيني وقول
بغمض عيني وقووووووووووول
حبيبي ياحبيبي... انا اشتقتلك انا بحنلك
متل شمعة على غيابك انا عم دوب



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:24 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(4)


جرعة من فَرح




إن يخفق القلب كيف العمر نرجعه
كل الذى مات فينـا كيف نحييه
*فاروق جُويدة

- مالسبب الذي يجعلك تضحك من أعماقك دومـا ؟
- هو : مالذي يدعو للإستغراب في ذلك ؟
- لا أعلم .. بعض الأشياء تستحق الأبتسامة لا الضحك حد انهمار الدمع ..
- هو : مع كُل خيبة نمر بها , يختفي جزء صغير آخر من المبالاة . . وشيخ في الخيبة مثلي ياوطن . . لا أظنه يبالي بشيء .. كل شيء يبدو مضحكا ,
- تهكمك الأسود يرعبني
- هو : تلك طريقتي لأعيش .. ماتبقى لي على الأقل
- سمائي غائمة بغيوم رمادية اليوم .. مابالك ؟ لما الحُزن الساخر هذا ؟
- هو : إني خائف . .
- لاشيء سيحدث لك . . لاتخف
- هو : لست خائفا مما قد يحدث لي
- مالذي يخيفك إذن ؟
- هو : أن تحزني لفراقي حُزنا طويلا يعذبني تحت التراب . .
- توقف عن ذلك
- هو : لا أريد رؤيتك حزيـنة لمدة طويلة .. سأكون دوما بجانبك
- توقف !
- هو : يجب ان نتحدث في الموضوع . . قد لايكون هنالك غدا
- الا ترى بأن كُل مانتحدث عنه هو موضوعك الذي ترى بأننا لم نتحدث عنه بعد . . ارجوك اصغٍ إلي .. انت تتحسن .. ولا مكروه سيحدث لك .. ولن احزن
- هو : أيعلم الأطباء بعمري الذي أحس به كالرمل ينفذ من بين اصابعي ؟
- قلت توقف !
صمت في حُزن من لايبالي .. حُزن من يتوقف ليس لأنك طلبت منه التوقف .. بل لأن الكلام اصبح لا يصلح للبوح ..
تلك الجمل الباقية تحت الجلد .. تنفذ كرائحة سُم خانق له القدرة على جعلك تتآكل نفسك
لا أحب طريقته تلك في زرع الأفكار المرعبة وتركها تنبت بهدوء , وصمت
أمسكت يده بالخجل الأول ذاته . . أردت نطقها ولكن العجز كان اقوى من أن تكسره كلمة حُب صغيره ..

- هو : وأنا أحبك أيضا

أما آن للحُزن ولشبح الفراق أن يرحلاً بعيدا . . أما آن لي أن استحق قليلا من الفَرح . . قليلا من الأبتسامات العميقة ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:25 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


يااااه يازمن الأبتسامة
زمن الأيام الأولى . .
الأيام التي كُنا نتشارك بها الأحاديث الطويـلة وقوفا في وسط طريق مزدحم . . غير مكترثين بالشتائم التي يطلقها المصطدمون بنا
كُنت على خطأ . . كُل تقاليدي وكُل ما سرت على خطاه يومـَا اخبرني بأني اخطيء خطئا كبيرا عندما احادثك , وعندما امشي بصُحبتك , عندمـا اضحك وانا أعلم بأنك عالمك يتوقف عندما تسمع ضحكتني
كان كُل منا يريٍد إسعاد الآخر . . تخرج أنت كُل النكات السخيفة التي تعرفها لعلمك بأنها الاكثر اضحاكَا لي .. واخبرك أنا بكل المرات التي وقعت بها , او كُنت بها طرفا مُحرجا تحت الأنظار . .
جميل ماكان يجمعنا . . رغم كُل إبر الخطأ التي كان توخزني . . كُنت في كُل مرة أأتي بها غير متأنقة لذلك المقهى بنية قطع كُل مايجمعني بٍك , و انهاء كُل امل لنهاية سعيدة في ما بيننا .. ارى وجهك المتبسم كما طفل أعطيً للتو هديـة من أحد والديه اتراجع عن قراري الهش , ابتسم وأجلس إلى طاولتك بفرح .. وبإعتذار داخلي اوجهه لتقاليدي مخبرة إياها بأن غدا موعد أفضل للحُزن
لم يكن لما بيننا مسمى في البداية , كنا نجتمع للضحك , لقراءة روايـة كُنت اختارها كُل البعد من أن تكون رومنسية . . كنت أخجل من فكرة أن يرد مقطع حُب بين بطلين في كتاب نقرأه في نفس الوقت
كُنت دومـا أأتي بعناوين لأدب السجون او السياسة او الجريمـة
تنظر لي بدهاء من يعرف سبب إختياري , وبإبتسامة متواطئة من خجلي
ولم نسلم من تلك العبارات والجُمل التي كانت تبدع في وصف جسم أمرأة يراها الكاتب في خيـاله مغرية وتسبب لي الأشمئزاز , وتضعني في موقف الإحمرار خجلا و لعن الكاتب سرا
لم يكُن امامنا من سبيل لتجنب ذلك . . فلا أدب بلا جسد أمرأة على ما أعتقد !
- هو : أنت أجمل عندما تتعمدين أهمال نفسـك .. ذلك الأختباء خلف السترة السوداء وبنطلون الجينز تجعلك فاتنة بشكل بريء
- لا اتعمد اهمال نفسي .. انا فقط لا أرى مُناسبة للتأنق
- هو : وليس هُناك من مناسبة لمحاولة أيصال فكرة عدم جاذبيتك إلي أيضا . . أنتٍ جميلة بأنتٍ .. بشعرك المُهمل , بملامحك الصغيرة , بإذنيك التٍي لم تعتادا إرتداء المجوهرات , وبأظافرك المقضومـة بعنف
- شُكرا
- هو : أتعلمين ؟
- ماذا ؟
- هو : أكاد لا أُطيق صبرا .. !
- صبرا لماذا ؟
- هو : فيما بعَد
- قلت بسخريـة : آه .. اللغز الكبير , اللغز الذي لن يفلح في حله أحد
- هو : ستحلينـه أنت........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:26 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


لطالمـا كرهت ادخاله لي في أمور لا يفسرها مطلقا , نظرة الحُب التي يطلقها علي كلما تحدث عني في شيء يخصه .. لم أكن اعلم ماكان يعنيه , ولم ارفع سقف أملي بعلاقتنا التي ظننتها عابره فيمـا مضى
في تلك الليلة خرجنـا سويا من ذلك المقهى , والذي اصبح كُل من فيه يعرفنا .. حتى بعض مرتاديه المنتظمين اصبحوا يلقون التحية مع كُل قهوة يطلبونها
- لم تخبرني يومـا عن ذلك الندب ؟
- لامس وجهه بيديه : ندب ؟ اين ؟
- اقصد ذلك الندب الموجود بالداخل .. مايجعلك ساخرا الى هذا الحد
- حسنا , أُدعى خالد , اطل على الثلاثين بإستحياء . . ما أزال في نهايات العشرين ولكن الحياة تدعوك لأن تسبق عمرك بسنوات احيانا . . خيبتي الكبرى كانت برحيل والدتـي .. كان رضاها تلك الخيمة التي تجمعنا انا واخوتي الكثيرون , كثيرون لدرجة نسيانكٍ لأسمائهم في المرة الاولى التي اعددهم بها . . أميِل لصف اخواتي الإناث دائما .. ربما بسبب عقدة الأم .. او للضعف الانثوي الذي يفرضه مجتمعنا على أي انثى .. خيبتي الأخرى كانت بأن أتزوج وحيدا , واعني وحيدا بدون ذلك الوطن الذي كان يحتويني – أمُي - .. يحدث أن يكون الفرح كبيرا للحد الذي تشعر فيه بالوحدة وسط كُل اولئك المبتسمين .. إنكساري الأول .. كان المرة الأولى التي أبكي فيها أحدا غير أمُي .. بكيت طفلي الصغير في يومـه السادس .. ولد ضئيلا جدا قبل أوانه , جاء للعالم بعد محاولات كثيرة كنت انا الطرف الأضعف فيها .. ورحل سريعا , بالسرعه نفسها التي خطف انفاسي بها .. ذلك الكائن الملائكي , صغير بحجم يدي تقريبا .. متمسكا في يومه الثالث بأصبعي الصغير .. لحظات كتلك كانت لتتركني مشلول الأحاسيس .. في اليوم الخامس احسست بالفقد ذاته الذي احسسته عندما توفيت والدتي .. علمت ساعتها بأن الطفل لن يبقى , صباح اليوم السادس اطلقت عليه إسٍم محمد , تيمنا بنبينا الكريم .. كُنت اظن بأن اسم كهذا الإسم قد يطهر هذا الصغير من أب عاصٍ مثلي .. وسيجعله في منزلة كبيرة من منازل اطفال الجنة .. لم أجلس إليه في تلك الليلة .. اخترت أن اكون بعيدا , الا ارى روحه الوردية الصغيرة تطفو أمامي .. والدتـه لم تعطً فرصة للتعلق به , كانت اضعف من أن تلتقيه في تلك الأيام .. مما جعلني في مقام افتقاد الأم والأب .. لم أجبرها على البقاء بعد ذلك .. لم يُعد هنالك من سبب لبقائهـا .. رجتني بألا نفترق .. لكن حُبي لسعادة تلك المرأة بطفل صحيح سليم يشاركها إياه زوج لايخجل من ضعف حيلته و سعة قلبه للحُب وتوقه للفظة " بابا " .. فارقتها وكانت تلك خيبتي الأخيره , لم اكن لأسمح لقلبي بالإنكسار بعد ذلك .. اخترت أن أرحل بعيدا , عن العائلة التي مانفكت تذكر اسماء الجميلات لي , عن قبر والدتي وصغيري , وعن تلك المرأة التي كُنت سببا في عطبها العاطفي . . لم اترك لي عنوان ثابت . . كنت اتنقل على الدوام بين بلد وآخر , تساعدني في ذلك طبيعة عملي القابلة للسفر , وتذاكر النسيان المُتاحة في كُل المطارات . . أظن بأن التعب الروحي اوقفني هُنا .. وبأن القدر يفتح لي بابا للصُلح .. ولألم آخر اتجرعـه
- لم يكن أمامي بُد من ذلك السؤال , رغم كميـة الصمت الذي كُنت افضلها إحتراما لرجل لايخجل من بوحٍ يؤلمـه : وماهو ذلك الألم ؟
- هو : أنت ..
لم أرد الحديث بعد حديث عميق حديثـه , كُنت مشدوهـة بالإبتسامة التي ظَل يتحدث بها حديثه الطويـل ذاك
ايبتسم ذلك الرجل ألما ؟ ام أن ذلك ماخيل إليً من جمل كثيرة تراصت لتتركني هكذا , بلا أي مفردة استطيع اعطائهـا لذلك الرجُل مواساة له ..
- هو : حسنا , صرتي تعرفينني الآن ..
- أشكُرك ,
- هو : عفوا . . إسمك قد يكون مفيدا لي بالمُناسبة ..!
- إسمي غريب .. ومثير للسخرية بعض الشيء .. و قد يدهشك الإسم كثيرا ..
- هو : مالذي قد يدهشني بكومة حروف تشكل هويتك ؟
- أسمي وطن
- هو بإندهاش : وطن ؟!
- نعم وطن
لم يكن حديثنا ليحتمل المزيد , كان بحاجة للعق جراحٍ امضى الحديث كله يفتحهـا واحدا تلو الآخر بأبتسامة .. لذا تركته ومضيت



لم تكن الأشياء قابلة للإعادة , ولم يكن هو قابلٍ للأسئلـة , ظلت جراحـه مفتوحة لأيام وظل كبرياءه يحثه على الإبتسام والضحك أكثر



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:27 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


- هو : تبدين جميلة اليوم
- تظل تقولها كما لو كانت المرة الأولى
- هو : ويظل لوجنتيك الاحمرار ذاته ..
- حسنا , لم يعد هنالك كُتب ,
- هو : اتقصدين " لم يعد هُنالك كُتب لم تمنع من قبل وزارة الثقافة " والتي تكون بإختصار ( أنتٍ )
- لا أقترح روايات الحُب لأني لا أؤمن بذلك الكًم من المشاعر المدلوقة على ورق كتاب , كُل شعور صادق لا يُقال ..
- هو : نحن نؤمن بما ننكر ايماننا به الأكثر , تحت جلدتك اللامبالية يوجد إنسانه تتوق للحُب
- اهذه محاولة لإغاظتي ؟
- هو : لم أكمٍل بعد .. لدي اعتراض اخر
- وماهو ؟
- هو : " كُل شعور صادق لا يُقال " , كل روايات الحُب تتحدث عن صمت مفضوح على ورق , بين بطلين في قصة حب ملتهبة لا يوجد حديث .. كل المشاعر لاتقال .. كل المشاعر تكتب
- حسنا حسنا , فليكن .. فلنشاهد فيلما
- هو : ماذا ! ؟
- مابك ؟ مالمدهش الى هذا الحد ؟
- هو : انا وانتٍ في قاعة مظلمـة !
- لا تخف .. لن أعضك
اخذ يضحك بشدة لعلمـه بأني اعلم مايتحدث عنه واختار تجاهله ,
اتجهنا لصالة العرض ,
- هو : فيلم رعب
- درامي
- رعب
- درامي
- رعب
- لماذا تُصر على الافلام المرعبة ..
- هو : ولماذا تصرين على اقناعي بأنك خائفة من الفيلم اكثر من جلوسي إلى جانبك
- انا لا اخافك
- هو بخيبة من كان مستمتعا بلعبة : لماذا ؟
- لا أعلم .. انا فقط اثق بك
كان لجملتي تلك التي اوقعتها بإهمال من اسقط اشيائه وقع السرور العشقي عليه .. كان يحاول تمالك نظراته وتصرفاته التي احدثتها جملتي الطائـشة به طوال ذلك الفيلم
لطالما كان السر في الجمل الملقاة بلا اكتراث
كان فيلم رُعب في نهاية المطاف , كان يحدق في شاشة العرض مبتسما غير مكترث بمنظر المنشار والدماء المتناثرة , وكنت انظر إلى فرحـه بفرح يماثله
أن يجمعنا الفرح , والفرح فقط . . يااااااهـ
ظللت طوال العرض اراجع جملة الثقة تلك , والسبب الذي جعلني أنقض كل ميثاق حذر ابرمته من الحياة , مع الطريق , ومع نفسي ..
اكتسبت في السنوات الأخيرة مناعة ضد الثقة , ولسبب لا أعلمه حقيقة ..
هكذا فقط .. توقفت عن الثقة في الناس , ربما لأنه مامن احد عـاد يعنيني . . توقفت فقط عن التعاطي مع الجميع
لطالمـا كنت تلك الصغيرة الهادئـة حد الكئابة , المبتعدة كُل البعد عن اللعب الكثير
كنت احتفظ بدميـة واحدة اتحدث اليها , ابث لها كُل ما احسد الاطفال الآخرين عليـه ..
اعتقد بأني كنت انا من ابتعد عن الجميع .. وليس العكس !
اخترت وحدتي , بتعبير آخر
حسنا , انتهى العرض
خرجنـا سويا .. و بحُكم الوقت الشبه متأخر , و ميثاق الثقة الذي ابرمته للتو ..
تقمص خالد دور رجلي الشجاع و اعترض على مشيي كُل هذه المسافة للمنزل .. ولا مجال لي للرفض وسط كُل ذلك الاضطراب الذي كنت احس به تجاهه
يعني ذلك أن يعرف عنواني ..
لا بأس .. انا من اخترت ان اثق بـه
كان حديثنا الصمت , كُلن يسبح بأفكاره بأتجاه .. الى أن توقفت امام تلك البناية
- هو : لطالما اثار استغرابي ان تختار سائحة السكن في شقة عوضـا عن فندق ضخم
- لم أأتي للإستعراض , احب الخصوصيـة حتى في مسكني .. لا تغريني الملائـات ذات اللون الكريمي و المنشفات المطبوع عليها شعار كبير يوحي بأنك على بعد امتار من بلاط ملكي ما , تربكني ايضا فكرة الألف حكاية التي قد تكون مرت على سرير ارقد عليه في فندق
إقترب مني بحذر , كنت اشعر مع كُل خطوة مترددة يخطوها بإتجاهي بخدر لذيذ وبصداع يؤنبني من جهة اخرى
- مانفعله خطأ
- هو : ومالذي نفعله ؟
- حديثنا , ضحكنا , وقوفنا هكذا الآن ..
أمسك بيدي للمرة الأولى , ولم أحاول شيئا لمنعه , وضعها على موضع قلبـه .. لم أكن استطيع النظر مباشره اليه .. ظللت انقل بصري بين الاشياء والطريق و اول عتبة من البناية .. ازرار قميصـة و البخار الذي تتركه انفاسنا
- هو : الله وحده يعلم بالنقاء الذي تحملينه في قلبـك , ان الله لا يعاقبنا على قلوب وهبنا إياها .. الله لا يعاقبنا على الحُب .. نحن من نعاقب انفسنا دومـا بحرمان انفسنا مما يسعدنا
- دعوتني بالألم ليلة اخبارك لي بتفاصيلك ..
- هو : ذلك بأني أعلم بأن النهاية مؤلمة ياحبيبة .. أعلم بذلك ياوطن .. ولكن شيئا ما يخبرني بأنه يجب علي ان ابقى للرمق الأخير .. لقطرة النقاء الاخيرة التي يمكن ان استشفها منك ..
- يجب أن اذهب ..
- هو : يجب أن اخبرك بشيء قبل أن تذهبي
بقيت صامتـة انتظر ما يريد اخباري بـه ,
- أحبك . .
تركني بعدهـا للدهشة , ولوجع اعتراف وددت لو رددت عليه بالمثل ولكن لساني كان اعجز .. افلت يدي من قبضة نبضه .. اعادها لمكانها بترتيب الاشياء لا الاعضاء البشريـة .. وابتسم ومضى
كانت الأيام التاليه تحمل لذة غريبة في اصراري على عدم الاعتراف شفهيا بمبادلته الشعور .. بينما كُل ماكنت اقوم كان يدل على عكس ماكُنت احاول ايصاله ..
كان كُل شيء جميل , كنت اتركه يعبث بيدي متحسسه كُل خلية من خلايا اصابعه
توقفت في تلك الفترة عن ممارسـة عادة السُكر – الزائد – التي كُنت امارسها , برفقتك .. أنا بحاجة لكُل ما يجعلني على صلة بالحياة .. حتى مرورة القهوة
وجودك يجعل عالمي مائيا كما الخيال , كُل الليالي مبللة بقطرات الفرح ..
الفرح الذي لم يتوقف عن الهطول طويـلا . .
يحُب الفرح الرحيل المفاجئ . . يطمئننا دوما لوجوده وفي اللحظة الأكثر اطمئنانا يحزم حقائبه خفية و يرحل . .
كما رحل هو فجأة
كضوء أنار الحياة , ثم اختفى ..

يكفيني حديث عن الذكريات الآن ..
طرق خفيف على باب حجرته , أعلم منه بأن الطبيب يقف في الخلف وينتظر محادثتي
- الطبيب : كيف هو لاذع اللسان اليوم ؟
- حزين
- الطبيب : ولما يحزَن ؟
نظرت إليه بطريقة يعلم منهـا أن لاداعي للحديث عن الوجع أكثر ..
- الطبيب : حسنا , لدي اخبار سارة ..
تعلق بصري إليه , كنت انشد جرعة من الفرح في جمله القادمـة ,
- إنه يتحسن .. بهذا المستوى من المقاومـة لديه قد يتمكن من التغلب على مرضـه .. وقد يخرج من هذا المكان قريبا ..
بهذه البساطة ؟ يهديني هذا الإنسان المكتسي بالبياض فرحة لعمر قادم .. بهذه الرتابة يخبرني بأن لاحديث عن الموت بعد الآن .. !
ظللت واقفة بالخارج رغم ذهاب الطبيب , ابتسمت ابتسـامة طويلة , احسب اني بكيت فرحا في تلك الدقائق
عدت إليه وهو نائم بهدوئـه المعتاد .. لم افعل شيئا خارقا للعادة للتعبير عن فرحي ..
استلقيت بجانبه غير مكترثة , وغفوت مبتسمة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:28 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


( 5 )

يحدُث .. أن أشتاَق أليك عندمَا تكون بجانبي ..

*
لم تكُن مصدقَا للتحسن الذي طرأ في حالتك الصحية .. كُنت تردد مراراً بأن مايحصُل ماهو الا صحوة أخرى .. صحوة قبل المَوت كما أردت تسميتها ..
ظللت تخبرني في تلك الأيَام بألا أرفع آمَالي عاليَا .. ولمَ أستطع سوى أن اخبرك بأن الحيَاة عادت لتبتسَم لنا .. وانك يجب أن تغفر للحُزن مقالبه ..
- لاتكوني ساذجة ياوطن .. ليست المرة الأولى .. ولن تكون الأخيرة ..
- لسُت ساذجة , أنَا فقط أؤمن بأن الله لا يبكينَا الا ليضحكنَا بفرح أكبر .. أرجوك إبتسم
- الا أبدو مبتسما الآن ؟
- أبتساماتك كثيرة , تعلم أي نوع أقصد ..
- تبدين في أصرارك بأن الحياة مُقبلة كطفلة إفتقدتها منذُ أن عَاد إلي المرض ..
- وتبدو أن بإكتئابك كـمن لايريد لتلك الصغيرة بأن تفرح ..
- أريد لصغيرتي أن تكبر , لا أريد لها أن تنكسَر في صغرها .. ضعي كل الإحتمالات في عقلك ياوطن
- لا أريد أي احتمالات الآن .. كل ما أريده منك هو القوة .. أرجوك تحسن .. من أجلي !
- ولمن أفعل إن لم يكنُ من أجلك ..
ناولته ملعقة طعامه – لن يطعمك أحد بعد اليوم ..
- راحت أيام الدلع !
- أنت كبير بما يكفي .. ولا " مسكنة " بعد اليوم
يمُر اليوم بين خيبة و جرعة فرح , ثم خيبة أخرى .. فـ جرعة أكبر من الفَرح ..
كَانت فرحتي بنبأ زفه لي الطبيب أكبر من أن ارى الإحتمالات الأخرى التي تحدث عنها خَالد .. كَ عودة المرض إليه , او تداعيه في النهَاية وقبل نقطة النهاية لمرضه .. لم أكُن ارى سوى حياة قادمة مليئة بالألوان .. نوافذَ افتحها كُل صباح .. واشعة شمس دافئة تلامس مسامات الجلد ..
وكثير من الضحكات لنتقاسمها , وكثير من الأطفَال ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:29 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


*مابعد الأعتراف بالحُب
في زمَنٍ ماضي , عندمَا كانت الأشياء تكتسي باألوان قديمـة تتسم بالدفئ ..
وعندما لم يكُن هنالك من خَوف ..
كُنا انا وانت .. ولمَ يكن هناك شيء آخر ..
في حَالات الحُب تنعدم الرؤيـة .. تصبح لاتذكر الوجوه في يومـك كله , كل ماتستطيع التفكير به هو قسمَات وجه اطلت التأمل فيه , واحببته
كانت اللقاءات صبَاحية , تليها المكالمَات الهاتفية في المسَاء .. بالرُغم من امتلاء يومي بك , لم أكن مستعدة لـ ترك شعور الحُب يتملكني , أعترف بحبك فقط لي
- لاتبدو على مَايرام اليوم ..!
- أعاني من صُداع خفيف ,
- خفيف .. كلمة لايدلُ عليها أصفرارك ..
- لاعليكٍ .. انا على مايرام .. قهوتك المعتادة ؟
- أكيد ..
- ألن تُمارسي قليلا من طقوس التغيير ؟
- مثلا ؟
- مثل قهوة مختلفة , وكلمَة قد تساعد في ابعاد الصُداع ..
لم أستطع اخفاء ارتباكي وفهمي لما تخفيه وراء كلماتك , : لا أفهم عمَا تتحدث , قهوتي المعتَادة .. ذلك فقط ..
- حسَنا حسَنا ..
لم تكنُ بمزاجك المعتـاد , تحدثنا كثيرا .. ككل الأيَام التي جمعتنا في تلك المدينة , لكنك لم تكُن تبتسم ..
- خالد , أكل شيء على مَايرام ؟
- إنه فقط ذلك الصُداع ..
- أهي المرة الأولى ,
- لا , منذُ أشهر .. ولكن الحدة تأتي دوما مختلفة .. ربمَا كان السهَر , او مشكلة في بصري !
- يجب عليك الذهاب للكشف ..
- المشافي تصيبني بالغثيان ,
- لست بطٍفل لـ ترهبك رائحة مشفى , لاتكن مهملاَ
- أهمك لهذا الحَد ياوطن ؟
- الا تهتم لـ صحتك ؟
- أتهتمين أنتٍ لها ؟
- أتهتم أنت ؟
- حسَنا , يتوجب علي الذهاب ..
قبلة مباغتة على جبيني ! ومضيت ..
لم أكن اعلم هل أضيع في أثر في شفتين الباردتين , ام أقلق بسبب معركة كَلام انتصرت فيها أنا شكليَا , وهزمت فيها عاطفَيا .. كُنت اعلم بأنك تنتظر العطاء ياسماء , كنت اعلم .. لكنٍي لم أعتد على مسَاحة الحُب وذلك المُتسع الكبير في قلبي ..
أمضيت الوقت المتبقي لوحدي في المقهى , اقرأ للمرة الأولى منذُ زمن رواية عاطفيـة .. أحلام مستغانمي تحرضُك على الكبرياء .. كُل أبطالها لايجيدون الحديث .. ذلك الفصل الأخير من ثلاثيتها الذي بكى فيه الجَميع .. بلا حديث !
لم تكن القصة موفقَة , كنت احتاج لمن يخبرني بأن لا بأس في الحديث لمن نحب , لابأس في ان تفتح أبواب قلبَك للنور قليلاَ .. ذلك النور السَاطع " جدا " قد يخيفك سطوعَه في البداية .. ما إن تعتاد على الضوء حتى ترى أن كُل شيء سيكون على مايرام , وبأن الطريَق أصبح ميسراً للعبور ..
أغلقت ستَائر شقتي قبل الغروب بقليل , لم اكن اطيق صبرا لسماع صوتك .. للحد الذي جعلني أحاول إقناعي بأن الشمس قد رحلت .. و بأن موعٍد صوتك قد أتى ..
أرقَام هاتفك , فـ رنين .. يأتي بعده صوتك مُتعبَا ..
- أأنت بخير ؟
- بخير .. ولكن !
- ولكن ماذا ؟
- إشتقتك ..
- كُف عن ذلك .. ارعبتني يارجل !
- يجدر بكٍ ان تخافي من شُوق رجل لم يسمع أحبك حتى الآن ..
- ....
- وطني ,
- نعم ؟
- مابكٍ ؟
- لاشيء ! .. امممممم يبدو بأني مُرهقة .. سأحاول النوم قليلا ..
- وانا أحُبك أيضَا ..
كيف لك أن تشعر بمَا وراء الحروف ؟ كُنت اتسائل عن ذلك دومَا .. اعقب ذلك التسائل بالنظر في المرآة , اتبدو ملامحي فاضحَة الى ذلك الحَد , أيكون صوتي مختلفَا في اللحظة التي أُحاول فيها إسكَات قلبي عن أي حديث ..
بين خيبة الكلمات التي كُنت أعاني منها وبين نشوة تشعرني بها عفويتك في قول " أحبك " كَانت أشياء اخرى تتربص بنَا ياخالد دون أن نعلم ..
اليوم التَالي مر سريعَا ,
وعدتني بأن تذهب للطبيب في صبَاح اليوم التَالي , تحدثنا قليلا عن عودتي الى الوطن .. العودة التي إقتربت كثيرا ,
- لاتعلق الآمَال عاليَا ياخالد , ولا تبتدع لي غيومَا خيالية أرقُد عليهَا .. ربما كانت عودتي فرصَة لك .. ربما لم يكُن ماتشعُر به ..
- حُب ؟!
قلت كلمتك هذه واضعَا يدي بين كفيك ,
- قد تكون نزوة ؟
- رُبما !
- ماذا ؟!
نظرت إليك بغضب ساحبة يدي من بين كفيَك ..
- ماذا ؟ !
- قد تكون نزوة إذن ؟
- رُبما
- خالد !
- ههههههههههههههههههههههههه .. وطن ..
أعدت يدي الى حضنها الذي كَانت بداخله ,
- اتظنين صدقَا بأن ما أشعر به قد يكون نزوة ؟ ام هي عادة " رمي الكلام " التي تمارسينها ؟
- لا أعلم ..
- إن كُنتي لا تعلمين .. فذلك شأنك .. لكني أعلم بمَا أشعر به
- وماهو؟
- مستعدة لبعض " حكي الغزل " ؟
- لا ..
- حسنا
ضحكت قليلا ثُم عاودك الصُداع .. تعلن عن قدوم الألم إليك بـ " تعقيد" حاجبيك .. بنظرة بعيدة فارغة , بتغيير مفاجئء لموضوع حديثنَا , او رشفة من كوب قهوتَك الباردة " غالبَا "
- حاولي فتح الأبواب ياوطن ,
نظرت إليه وكُل مابي يقول بأني أحاول , ماعدا لسَاني الذي لم يستطع النطق آنذاك ..
إحتراف الصمت وتصنع اللامبالاة لهما مساوئ قليلة قد تفوق منافعهماَ الكثيرة قيمـة , بعد مدة .. تفقد القدرة على الحديث .. ذلك الحديث الذي اخترت الآ تخرجه .. اصبح يرفض الخروج بالرُغم من رغبتك !
أمضيت الليلة أتمرن أمام المرآة :
خالد , أُحبك .. لا لا ليس هكذا , حسنا فليكن شعري هكذا .. احبك .. لا ذلك يبدو مبتذلا ..
خالد أنا احبك , اااه لمَا يصبح وجهي قبيحَا مع كلمة أحبك , كيف اقولها , كيف كيف كيف !
في اليَوم التَالي , لم يكن هناك .. لمَ يخبرني بأن زيارة الطبيب قد تأخذُ اليوم بأكمله ..
لم أستطع إحتمال الجلوس وحيدة , اخذتني قدمَاي لسوق المدينـة .. وبالرُغم من أني لست بالمتسوقة المَثالية .. الا أني خرجت بمشتريَات لو لم أكن في حَالتي المزاجية تلك لما كُنت اشتريتها ..
ذلك قد يُعجب خالد , بالتأكيد سيحب هذا ..
عندمَا نحب , شيء مَا في الداخل يتغيَر , كُل ممارسَات عدم الاهتمَام تلك تختفي .. يأتي فصل آخر من الحيَاة , فصَل كل مانمارسه خلاله انما نمارسـه لأجل أنُاس آخرين !



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:29 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


يـأتي المساء , أتصلُ .. ولا يأتي الرد ..
أفعلت خطأً ؟ قد أكون قُلت مالايجب قولـه !
تمر خمس دقائق ويرن هاتفي , اخفي اللهفة في صوتي ..
- كيف أنت ؟
- أنا بخير , وانتٍ ؟ كيف كان يومُك ؟
- أين كُنت طوالَ اليوم ؟
- مشغول
- حسَنا ..
- الى اللقاء ..
- الى اللقاء
يبدوا جَليا بأن شيء مَا كان يحدث في ذلك الوَقت .. يعود الكبرياء للظهور .. كُل ما كُنت اتدرب على قولَه الغته هذه المُكالمة , لن أتصَل به .. حتى يبادر هو بالإتصَال ..
لم يُبادر في الأتصَال , مرت الأيَام الى أن أصبحت اسبوعَا .. وانا في وحدة لا أطيقها هذه المرة ..
تعلم بأنك وحيد عندمَا تنظر لهاتفـك عشرات المرات في الليلة الواحدة بلا أي نتيجة .. تعاود النظر إليه للتأكد من انه وضع على وضعية " الرنين "
في البدايـة كٌنت اخبر نفسي بأنها أحد حيل العشَاق في إستخراج الاعترافات ممن يحبون , ينتهي تحليلي ذلك بالبكُاء ..
اعود لأخاطبني قائلـة بأن من يستطيع مقاطعتي لـ ساعتين يستطيع مقاطعتي العمر كُله .. ينتهي حديثي ذلك بالدموع أيضَا ..
إسبوع واحد هو كُل ما احتاجه ذلك الرجُل ليجعلني أقسم بأني في حضوره كطفلة تلتقي أباهَا بعد شوق طويَل .. و ليقنعني بأن ماكان يدور بيننَا لم يكن ليكون نزوة منذُ اللحظة الأولى ..
لم يعد يفصلني على عودتي لمدينتي سوى مايقل عن الأربعٌ وعشرون ساعة بقليل
( أخبرني بأن افتح الأبواب , يجب أن أفتح الأبواب .. )
أرقَام هاتفه .. رنين يأتي بعدهَا صوته ..
- كيف أنتٍ ؟
- أريد أن اراك , الآن !
- أنا أيضَا .. لكنٍ ليس الآن .. الليلة !
- ولكن , رحلة عودتي ستكون بعد مٌنتصف الليل ..
- لا بأس .. الليلة
- حسَنا ..
في البداية كَان كُل ما اردته خلال ذلك النهار هو قسط من النوم يعينني على لقائـه و الرحيٍل ..
لم أستطع اغماضة جفن واحدة , كيف سيكون لقائنـا .. هل سأحتضنه قبل أن ارحل , هل سيحزن ؟
ماذا عن " بعدين " مالذي سيحدث بعدمَا أعود ؟! اتكفي الرسائل الألكترونية وتبادل الصور والمكَالمات ؟
مالذي سيغنيني عن كفيه , عن رائحة عطره , عن كتفه التي يتعمد الصاقهَا في كتفي في مشينَا سويَا ..
مالذي سأقولـه لأودعه , مع السلامة .. ؟! الوداع ؟! الى اللقاء ؟؟!
الوداع تبدو أبديـة .. الى اللقاء تبدو أجمل .. حسَنا فلتكن إلى اللقاء


تمر السَاعات ببطئ , أنزل العتبَات بسرعة , أتباطئ لدى رؤيته واقفَا في الخَارج ..
يبدو مختلفَا .. إبتسَمت .. نظر إلي بعمق لم أفهم معناه ..
مشينـا سويا .. لم أسأله إلى أين ..
كُنا نواصُل المشي فقط ..
*حسنا , إنه وقت فتح الأبواب ..
أمسكت سبابته بأطراف أصابعي .. توقف .. نظر إلي مبتسَما , أدخل أصابعه بين أصابعي الضئيلة مقارنة مغلقَا على كفي .. وواصلَ المشي ..
مررنَا بجانب المقهى الصغير دون أن نتوقف .. كان ينظر إلى الأماكن بشوق , بعينين لامعتين .. شيء ما فيَ كان ينقبض مع كل نظرة وداع يلقيها على مكان مررنـا به
- أخبريني , أنلتقى على ذلك الطريق صُدفة ؟
أرعبتي جملة الوداع هذه , مالذي يعنيـه بحديث الصدف هذا .. افكار تجمعت داخل رأسي في اجزاء من الثانيه
- مالذي تقصده ؟ أي طريق ؟
- أيهم أي طريق أقصد ؟
الكلمات لاتفيد في الودَاع .. كُنت اشعر بالوداع يقترب , يخنقني , يضيق على أنفاسـه ..
تركت يده – مالذي نفعله يـاخالد ؟
- نودع الأمكنة التي مررنَا بها !
- نودع ؟! لمَا الوداع ؟
- لأن لاشيء هُنا سيستمر ياوطن .. لاشيء
لن أترك كلمَاته اليوم تخرسني .. سأفتح الأبواب ..
- أُحبك .. أحبك ياخالد
- ننتهي هُنا ياوطن , كُل مابيننا الآن للذكرى ..
- ماذا!؟
لم يستطع صوتي الوصول , تحشرجت الـ ماذا ولم تخرج , وغادر هو تاركَا إياي في المجهول ..
في ظلمة حلت بعد أن شاهدت الطريق .. طريق كان على جانبه بيت بسيط , يسكنه محبـان , لهما حياة بألوان .. وأطفال .. بيت لَه أبواب تفتح طوالَ الوَقت .. أبواب للداخلين , لا أحد يخرج من تلك الأبواب ,
لا أحد يردد وداعَا , ولا احد يحترف النهايَات .. في ذلك الطريق كُل شيء بداية .. لكنه أظلم قبل ان تتسنى لي رؤيـة البقية من حكاية الحبيبين ..
أظلم بجملة واحدة , كُل مابيننا الآن للذكرى ..
ومَاكانت الذكرى يومَا سوى عذاب يومَي نذكر فيه ضحكَات ماعدنا قادرين على جلبهَا ..

وكَان الوداع الأول !



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:30 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



6




*رحيلُ مزعوم



ان تنسى هو أن تُسأل عن “الأخبار” فلا يؤلمك شيء وأنت تقول “تمام…كله تمام”، وتنتقل بالحوار لأشياء أخرى ملموسة أكثر، لتتكلم عنها بصدق واستغراق وبدون أي تظاهر بالاهتمام.
أن تنسى هو أن تكتشف الصمت، بعد صخب كل تلك الأفكار وكل ذلك الكلام الذي تتمنى أن تقوله. أن تختزن الحكايات، وعندما يحين وقت قصها تشعر بأنك فقدت الرغبة في الكلام، وتقتنع بأن الآن ليس الوقت المناسب”
رحاب بسام


لأصدقَك القول ياخالد , كُنت اتظَاهر دومَا بالسلبية معك لئلا يخيب ظني في أحد الأيَام .. أتظاهر بالسلبية بينمَا تملئني نظراتُك باليقين بأن مابيننَا لم يكُن لينتهي يومَا ..
ذَلك اليقين الذي نجحت في إزالته بجملة نطقتها يداك عندمَا تركتَا يدي قبل لسَانك ..
- ننتهي هُنا ياوطن , كُل مابيننا الآن للذكرى !
آه من تلك الحروف , التي ما تنفك تظهر في الذّاكرة , تقتل جزءا صغيراَ آخر في الدَاخل .. ثُم تنطفئ
كلماتك تلك كَانت كالكابوس لأشهُر يَا خالد , لأشهر و جملة النهايَة توصلني لحد القيء أسىً وخيبة ..
مضيت في تلك الليلة عائدة إلى مكَاني كجثة دب فيهَا الحراك بلا روح , لملمت بقَايا اشياء امتلكتهَا .. وتوجهت للمطَار ..
لم يكن هنالك شيء في الذَهن انذاك ياخالد , حالة من الجُمود فقط , صدمَة تتجدد مع صدى كلمة " ذكرى " ..
سَاعات و كُنت أبكيك في سريري بصَمت , دمعَة للحُب .. دمعة أخرى للخيبة .. دمعة ساخنَة .. إذن هي دمعة القهر ..
لمَاذا ؟! لم يكُن السؤال المُناسب لحالتي تلك , لم اكُن بعد متأهبة للخروج من دوامَات الرحيل الى دوامات التساؤل .. اخبرت نفسي مرارا بأن ظني الأول كان صحيحَا , بأني لم اكُن سوى نزوة في بلد قصي تغري اجوائه الباردة بالحُب ..
ماخرجت بِه من ذكريَاتنا كان بضع ضحكَات تنتهي دومَا بالبكُاء .. و قُرحة شديدة في المعدة , ذلك وقميص احتفظت به بعيدا عن أي مسحوق غسيل .. قميص مُشبع برائحة عطرك مختلط بسجائرك ..
كُنت اقتصد في جلسَات الاشتمام تلك ظَنا مني بأن كُل شيء قد يضيع لو ضَاعت بقايَا تلك الرائحة ..
من كَان ليعلم ياخَالد , بأن وطن اللامُبالية قد تُحبك بُكل ذلك القَدر ..
- ألن تخبريني مَابك ؟
- لا أحب الحديث ..
- يجبُ أن تخبريني على أي حًال , صمتُك هذا قد يقتلك ياوطن ,
- وما أدراك بأني احمٍل شيئا في داخلي ؟
- وحدهُم اللامُبالون تفضحهُم ملامحُهم .. لأنهم لايبَالون في العادة , يبالُون كثيرا !
- لاشيء مُهم ..
- أخبريني ..
- افتقدُ أحدهم فقط !
- إذن تُحبين ؟
- الأسئلة المُباشرة تربكني ..
- إذن فـ هي نعم !! منذُ متى .؟ وأين ؟ وكيف حصل ذلك ؟ كيف يكون ؟ كم طوله ؟ ماعمله ؟
لم تعلم تلك الصديقة بأن كُل ضمير تشير به إليه , كَان يكسرني في الداخل أكثر وأكثر , ضريبَة البوح أن تضطر للحديث عمَا لا تُريد الحديث عنه , ويتنَاسى الجميع ما أردت الحديث عنه في الأصَل .. الكُل يريد معرفة الجزء الأهم له من القصَة .. لا أحد يهتم بالجزء الي يحفر في داخله هوة من حنين ..
أُضطر لمجاملة صديقتي ببعض العبارات , فتنسى المغزى من أسئلتها – معرفة سبب الحُزن الذي يكتنفني – تمضَي الجلسة بإحتفَال منها ببلوغي مرحلة الحُب , و بعزاء اقدمه لنفسي على موت حُب تتحدث عنه , و على موت حديث كَان لربمَا اراحني لو خرج .. لكنه مَات في الداخل دون أن يسمعه أحد ..

أصرُخ .. ولا أحد يسمعني , إحتجزت نفسي طويـلا في الداخل .. الآن لا احد ينظر إلي وانا في الخَارج ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, مكتملة, الرحيل, جانب, فصحى, نزهة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.