آخر 10 مشاركات
لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          إشارة ممنوع الحب(57) للكاتبة jemmy *متميزة* كاملة (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          41 - شفاه لا تعتذر - سوزان نابير (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-13, 01:31 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ليلة في شتاء بلدي القارس
أقرر ان اعاقب سذاجتٍي بالمُضي معَك في أن ألبس قميص الحنين ذاك , لن اتدفأ الليلة .. سأحتمل بَرد الشتاء و برد الحنين الذي مازَال جموده يلسعني في الداخل ,
أفتح حاسبي المحمول , برتَابة امضي بين رسائل بريدي الإلكتروني .. لاشيء مِنك .. يؤلمني ان تصدق توقعاتي القائلة بأنك لن تتواصَل معي , بالرُغم من كُل شيء .. حديث النفس السلبي الذي امارسه ماهو الا حمَاية لها .. ما أمارسه هو إبقاء للخيبة كمَا هي ,
سألتني ذات مرة عن سبب كُرهي للأمَل , لكل الألوان , ولمقولات الابتسَامات ..
- لأننَا ببساطة حين نأمل , يخيب ظننَا , وحينمَا نبتسَم لأجل ان نكون سعداء .. نكون في الواقع تعسَاء .. من ذا الذي يأخذ الوقت ليفكر بإبتسَامة يرسمها لو كَان سعيدا بحق .. أكره الألوان لأنها تؤلُم عيني ..
- تؤلم عينيك ؟ ولا تؤلم عينيك رتابة الرمادي ؟!
- ليس الرمادي فقط ياسماء .. احب الابيض ايضَا .. الجنَة لونهَا ابيض ..
- وما أدراك ؟
- أشعر بذلك , لكُل جنة يتمنَاها !
عندمَا تركتني ياسماء , امضيت الليالي أعد فيها قلبي بأن يُمضي معَك الأبَد في الجنة , وبأنَك ستعود إلي هُناك ..
تدمع عينَاي , افتح رسَالة جديدة في بريدي الإلكتروني .. أدون عنوانك .. أعجز أمَام المسَاحة البيضَاء في البداية ..
( لن أسألك عن الحَال ياخالد .. لا أُريد أن ترد لي سؤالي فأعجز عن الإجَابة .. لا أستطيع إخبَارك بأني بخير .. لم أكُن يومَا منذُ خلفتني ورائـك بخير .. مُتعبة سَماء .. اما آن وقت المطَر ؟ مر زمَن لم انظر به للأعلى , اخشى النظر الى الغيوم فأبكي .. إشتقتك كثيراً , أحُبك أكثر .. احبك بالرغُم من انكسَار كلمتي الأولى بوداعٍك .. بكيت لغيابك ياخالد , انا التي كُنت اخبرك كثيرا بقصص " قوة القلب " التي امتلكها .. أبكي كُل ليلة فقدك .. افتقد كلمة " يابابا " التي تشَرح بها لي نظريَاتك , واغنيات " الزعَل " , افتقد كفيك , افتقد سجائرك , افتقدك .. حَسنا .. لا أستطيع سوى أن اقولها : كيف انت ؟ )
إرسَال , قمت بمسح تسونامي الذي كَان يغطي عيني .. خلدتُ الى النوم .. رأيتُك في الحُلم ..
بياضَا يُمسك بيدي ثُم يتركهُا ويبتعد .. اعلم بأن البيَاض يمثلك يقينَا .. لم تكُن تود إفلات يدي .. ولكن شيء مَا كان يدفعُك ..
أستيقظ , أُمارس روتيني اليومَي برتَابه ,
في الأيَام الاولى التي تلت إرسالي لتلك الرسَالة , كُنت افحص صندوقي بريدي كُل نصف سَاعة , اعتدت بعدهَا بالخيبة نفسَها الا أجد رسَالة تحمل إسمك او بريدك ..
- رُبمَا يكون ذلك أفضَل ..
أردد بأن غيَابك أفضَل لأدفن الحنين في الداخل , ماينفك الحنين ينبش قبره مخرجَا رأسه صَارخَا أكثر

- يجدُر بكٍ أن تنسيه !
- وكيف السبيل الى ذلك ؟
- أحبي آخر ,
- هههههههههههههههه .. سهلة ! كذا ! ؟
- ولما لا ؟
- لا يأتي الحُب بالاختيار .. لو كَان لي أن اختار لأخترت الا احب , لاخترت ان احبني !
- حسَنا , لا تحبي .. دعي شخصَا اخر يحبك .. يلمئ الفراغ بداخلك فقط



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:32 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


- فراغَاتي مخصصة , ملكية لإسٍم واحد .. لا استطيع ملئي بغيره ,
- انتٍ ممن يحبون عذاباتهم اليس كذلك ؟
- رُبمَا ..
أثناء ذلك الحديث , يأتيني ردُك على رسالتي القديمة تلك على هاتفي ..
( كُل شيء بيننَا انتهى , فلتمضٍ في الحياة ياوطن , مازَال هناك مُتسع للحُب في داخلك .. )
كُنت اتسائل في سري بمرارة عن سبب تركك لذلك المُتسع فارغَا مادُمت تعلم بوجوده ..
كانت رسالتك هذه كَ نهاية حقيقة لما بيننَا , أن تخبرني بأن الحيَاة برفقتي .. يعني أنك لاتنتوي السير معي في الدَرب , ولامُبالية مثلي لم تكُن لتعاود السؤال مرة أخرى ,
أردت إحراقي برسالتك , وها أنا جُثة من رمَاد هُنا .. كُنت مُخطئا .. لم يكُن للحب متسَع .. انت من صنعت مسَاحة له بيديك , اغلق عليها الآن انا بيدي , و لا أحد آخر سيدخُل .. لا أحَد ..


توقظني من أحلام ذكريَاتي المُؤلمة تلك لمسَة حانية منك على جبيني ..
لم تكن الظلمة لتمنعك من الشعور بإضطرابي لهذه الذكرى , يدك تمر ببطئ على خُصلات شعري ..
- ما أزَال هُنا ياوطن ..
- أعلمَ ..
- لاترحلي عندمَا اغفو , ظلي بجانبي
- لن أذهب لأي مكَان ياسماء
اشعر بأنفاسك وقد أخذك النوم , أعودُ أنا للتخلصُ من ذكريَات حريقَك الاول ..
يقول واسيني " عندما نريد أن ننسى دفعة واحدة علينا أن تعلم كيف نتفادى النظر إلى الخلف حتى لا نُجر إلى نقطة البدء "
أنا الآن أستحضر رحيلك المُؤلم لأبتسَم في الغد دون أن اعود الى صفحَات الغياب وأبكي ابتسَامتي ..
هُناك ذكريات ماتنفك تطرق أبواب الذاكرة من أجل وداع أخير لا تعود بعده ,
هكذا كَان غيَابك ..


" فَلتكن بخير من أجلي " ..
كانت تلك آخر رسَالة أرسلتُها له أثناء الغياب , حاولت بعد ذلك الإعتيَاد على طعم الصباحَات المُر , وعلى صوت دقَات الساعة الذي يبدو صَامتَا وبطيئا حد الإزعَاج في الليل
لمَ يكن الأمر يتعلق بالنسيَان كما ظننت , كُل ماكنت احتاجه هو قليل من الأجوبـة .. أكنُت مغفلة ؟ ام كُنت متكتمة حد ابعاده ؟ لمَ اكن لأشفى منه لولا الإجابات .. أجابات لم أكن لأحصُل عليها على أي حَال !

أشهُر اخرى تمُر .. بين إعتيَاد على الغياب .. وبين إنخراط زائد في إمور الحيَاة ..
كُنت امارس ملئ يومَي , بما قد لا أستطيع تحمله أحيَانا .. فقط لأصَل غرفتي منهكة ولا أجد فُسحة للتفكير ..
من نحبهم يحتلون دومَا جزءا قصيَا من الذاكرة , يطلون على الأشياء معنَا .. نحن لا ننسى من أحببنا .. نحن نخبئهم في أكثر بقع الذاكرة ضبابية ..!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:33 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


- وَطن ,
نظرت إليك بصَمت منتظرة جملتك التَالية ,
- أتعلمين أن في الصَمت إعترافات أعمق من الكلمات ..
- والله ؟ لماذا ؟
أمسَكت بيدي .. أدرت كفي للناحية المُقابلة لوجهك .. تواصُل فعل هذه العادة الغريبة في إشتمَام يدي ,
- الذي أعرفه أن الرومنسيَة تكمن في تقبيل اليد , او الإكتفاء بإمسَاكها ..
- لي طقُوس تخصني فيما يخص كفيك ياوطن , يحق لي الإحتفاظ برائحتك على ما أظن ..
- مابَال الجدية اليوم ؟
- عندَمَا تعودين , أعني .. أممممممممم
- أتريد الحديث مجددا عمَا سيحصُل عند عودتي ..
- لا .. لالا لمَ اقصد ذلك .. ما أردت قوله .. سأعود بصحبتك ..
- ماذا!!
- إنتهت رحلتي , وجدت الوطَن الذي ظللت أبحث عنه لسنوات .. لاشيء يبقيني في الغُربة بعد الآن
أمَارس معه لعبة الإستغباء إرضَاء بغروري , بالرغم من علمه بذلك .. يصر على منحي ما أُريد ..
- للتو أحسست بالوَطن يا خالد ؟
- وطني هُنا – مُشيرا بسبابته على كفي – في هذه الخطوط تُربتي .. في هذه الرائحة هوائي .. وهذه الأصابع الصغيرة طريقي ..
أُبعد يدي لا إراديَا .. خجل يتملكني بسبب طريقتَه العشوائية في إلقاء الكَلمات , يستعيد كفي .. يقبلهَا , يتبع ذلك بقبلة على جبيني ..
- تُصبح على خير إيها الوطن ,
كَم أحب هذا الرجل تركي معلقة في كلماته والمضَي .. اسهر الليلة أُفكر في عودتَنا سويـَا , في الإحتمالات , السعيدة منها والشقية ..

ذكريَات تجدد التساؤلات في عقلي , أيكُون كارهَا للعودة , ام يكُون كارهَا لي ! ام أن هُناك شيء آخر لا أعلمُ به ..
وصلت بي الأفكَار حد إختراع زوجة وهمية له لايستطيع التخلي عنها , كُل ذلك من أجَل ان اشفى منه .. اجزم بسبب مَا لهذه الليلة فأعود لتكذيبه في الصبَاح .. الى أن اعتدت الرحيل ..
أن تعتَاد فُقدان أحدهم .. يعني أن لايهُمك وضع رنين هاتفك بعد اليَوم , أن لايهُمك التأكد من عمَل جرس منزلك , ان لا تلفت في خُروجك أملاَ بصدفة كُنت ترجي حدوثهَا , أن لا يعني لك الإنتظَار شيئَا ..

لمَ أمُت ياخَالد كما كُنت تظن ,
لم أمت ..
- لو إفترقنَا انا متأكد بأنكٍ لن تعيشي طويلا ..
- آه , صحيح جدا
- صدقيني .. لا أتحدث بغرور , أعلم بأنك تحبينني حد المَوت أحيانا , الصنف " الكَتوم " مُضاعف المشاعر دومَا ..
- أنت مغرور
- ههههههههههههههههههههههههه ههههه
لم أمت ياخَالد , أصبحت جثـة تتحدث وتعمل وتأكل .. وتبَالغ في إظهار تعاطفها أحيانا .. جُثه !
أذكر بأن سائقي أراعٌه منظر دموعي الغزيرة لدى رؤيتي لسيارة إسعاف تتجه بإتجاه حادث سير كُنا قد مررنَا به سابقَا .. كُنت أبكي كمن كانت على معرفة بصاحب السيارة .. لم يكن أحد يعلم – ولا حتى أنت – كم ترهقني الفراقَات , لطالمَا كُنت إمرأة تعايش الفراق بصمت .. وتحترق بإبتسَامة اللامُبالي , بداية بوالدة لم أعرفهَا .. ثم أخوة لم يأتو يومَا , وإنتهائـا بوالد أحببته كما تحب الأميرات في أفلامنَا الكرتونية .. لكنه في النهاية لم ينقذني من غابة شائكة او ملكة شريرة .. رحَل وتركني في تلك الغابات والشرور تتآكلني من الداخل ..
وبعد إلتزام طويـل بعهد مضمونه الا أبكي فراق أحد .. الا أحٍب أحدَا لحد البكاء , تأتي أنت بلسَانك السليط , و شخصيتك الحازمة حينَا الضاحكة حينَا آخر , بنكتك السخيفة , وكمية سجائرك القاتلة .. تأتي فقط لتهدم الجزء المتبقى من البيت الخرب الموجود في الداخل , كان جدارُ أستند عليه ليذكرني بأني من بني آدم .. وليس آلة تتحرك وتتزود بالوقود لتؤدي وظيفة مَا .. بقدومك أخبرتني بأنسانيتي .. والآن برحيلك تنفيهَا عني ..!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:34 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


- أنفترق يومَا ياسماء ؟
- مادامّ هُناك قطرات مطِر تهطل , لن يكون هُناك موت ياوطن ..
- ماذا لو مللت !
- لسَت صغيراَ لأمارس الألعاب ..
- ليست ألعَابا .. أعترف : قد أكون مملة ..
- يجدر بي أن أحُب الملل إذن ..
- لن نفترق ؟!
وضعت كفي على قَلبك , - مادامت هذه الغيمـة تمطر .. سأكون هُنا ..

لم تكُن يومَا لتتركني , ذلك ماوعدتني بـه دائمـا .. لذا تحتم علي العودة ياخَالد
بعد فُراق إستمر لعَـام عُدت لأسئل عَنك , لتلك الأمَاكن .. وذلك الطريق .. تمنيت لو تحققت صدفَتك ..
لكَن ,
يبدو أن لم ترحَل عني فقط , كَانت كُل الأشياء في مدينتنَا ترثيـك , سألت كُل من أعرفهُم ويعرفوننا سويَا .. أخبروني بأنك لمَ تعد منذ ان كُنا سويـا ..
- حسَنا .. ربمَا كان هذا المكَان وداعُ احتاج إليه لأمضي ..
أمضيت إسبوعين في مدينتـا , أذهب في كُل يوم للأمَاكن ذاتها
لأ أعلمَ مالذي يجعلني بكُل هذا الوفـاء لـ رجل بادر بفراقي و نقض وعد قطعه على قلب صغير لايتحمل الحياة .. الكُل يخبرني بأن النسيان سهَل , مسألة اعتيَاد .. لكن كلماتك ماكانت تنفك عن الظهور في الذاكرة , كُل شيء يعود دفعة واحد في لحظة انشغَال , نظرتُك المحبة .. إقترابـك بطريقة مُخيفة مٌضحكة , نبضات قلبك كلمـا وضعت كفي عليه , كل شيء كان يعود في أكثر اللحظَات انشغَالا ياخالد .. لَم يعُد لي إهتمَام سوى أن اغلق هذه الحكَاية , دفنت كبريـائي عميقَا واتجهت لمسكنك , بالرغم من أني كُنت قد عاهدت نفسي في الطائرة ان لايصَل بي اليأس حد لقائـك قصَدا والسؤال ..
لم أستطعَ ..
ثلاث دقَات على بـابك , ثلاث إهَانات بلا إجابة
كنت تسكن بعيداً عن كُل ماكان يربطُنا .. كنا ننتهي دومَا بمسكني لتعود أنت مشيَا كُل تلك المسَافة ..
- أتبحثين عن أحد ؟
- في الحقيقة أبحث عن شخص اعتاد السكن هُنا .. يبدو أنه رحل على كُل حال ..
- أتقصدين خَالد ؟
تتسَارع نبضَات قلبي لدى ذكر إسمه , اطرق برأسي إيجَابا ..
- يذهب كُل فترة للمستشفى , أظن بأنه لم ينهي جلسَات العلاج بعد ..
- علاج!! أي علاج ؟!
- إنه يخضع لمعالجة كيميائيـة .. يبدو أنه كعادته يتجنب إخبار الأصدقاء عمَا يسوؤه .. اتصدقين بأني انا صاحبة المنزل لم اعلم حتى . . . . . .
أصبحت تهمهم بكلمَات لا أفهمهَا .. لم اعد قادرة على تمييز الأحرف والمقاطع فيمَا تنطقه .. توقفت عن حديثها لدى رؤيتي اجثو على ركبتي تعبَا .. لمَ أصَل يومـا بالإفكَار حد فراق لا نلتقي بعده , لم تصل وسوساتي حد جعل خالد ضمن الراحلين أبداً .. تتبع فوضَى حواسي هذه تخيلات وصور لخالد وهو يوضَع في قبره ثُم يتحلل .. – أظن بأنها العادة القديمة - .. لم أكُن اعرف عن العلاجات الكيميائية سوى نهاية واحدة وهي الموت .. ساعدتني صاحبة المنزل في الجلوس على إحدى العتبات .. ضممت ركبتًي لصدري .. لم أكن افكر في شيء سوى اللون الأسود , وذلك الحَلم الذي رأيت فيه البياض يفارقني ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:35 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد كأس من المَاء .. أخبرتني السيدة عن كُل شيء .. احد تلك الأشياء بأن سمائي ستعود صافية , بأن خَالد مايزال بخير وبأن كُل شيء سيكون على مَايرام ..
لطَالما اعتدت سمَاع تلك الكلمات , لاشيء يبدو بخير عندمَا يخبرك احد بأنه كذلك ..
- متى سيعود ؟
- رُبمَا اليوم .. وربُما في الغَد ..
- سأنتظره !
- هل أنتٍي مجنونة ؟ ستمطر عمَا قريب .. سيصيبك البرد ولا أظنه عائدا قبل المسَاء ..
- لا بأس .. سأنتظره
- حسَنا .. يمكنك إنتظاره عندي .. حماية لك من البرد على أي حَال ..
- أشكرك ..
ما إن نطقت عبارة الشُكر هذه حتى شرعت في البُكاء .. بكيت بصَوت عَالٍ كما لم افعل من قبل .. بكيت خوفَا من المَوت , بكيت خَوفا من أن أُدمى مجددا , وأشياء أخرى لا أعلمها .. صَارت كُل ذكرى سيئة تُحاصرني .. ضربة تلك المعلمة التي لا أذكرهَا , إبن خالتي الذي يخبرني دومَا بأني يتيمة وتعاملي مع هذه الكلمـة وكأنهَا اتهَام , اول درس في السبَاحة وغرقي .. كُل ما اخبرت نفسي الا أبكي بشأنه بكيته من أجلك ياخالد ..
أكتفت تلك السيدة بإحتضاني والمسح على شعري , لم أزد على بكائي شيئاَ سوى بكاء

لا أعلم بعدَها كيف أصبحت في سريرهَا , نمت طويـلا .. لكن نومي لم يُكن عميقَا عمق الأرتيَاح ..
أسمع همهمَات في الخَارج , جزء من البَاب يضيء , ظل آخر غير ظٍل السيدة يطل علي ولا أتحرك ..
أصَحو فجأة و قلبي يخفق , أنتَ ..!!
أركض نحو البَاب الموارب , أفتحُه لأراك ..
أطيل النظر إليَك , أكذب كوابيس رحيلك , لم أفتعل ضجة وصُراخَ إشتيَاق .. تقدمت أمَامك ببطئ حتى أًصبحت أمَامي , ألامس بأطراف أصابعي وجهَك .. وأحس بقطرات من المَاء تنسكب على وجهي .. أدخل رأسي في صَدرك .. هي النبضَات ذاتهَا , شيء في نبضَك يجعلني أعرفُك ..
لم تفعل شيئَا وسط كُل تحركَاتي المثيرة للجنون , ولم أستطع أنا كتمَ صوتٍ البكاء الخَارج مني بلا إرادة ..
- وطن !
- أحبك
وإحتضنتك !


بعدَ ساعات , منتصَف الليل وما أزال أنظر إليَك بالتعجب ذاته ,
- لمَا لم تخبرني ؟!
- لم أشأ أن تبكٍي جثة أخرى ياوطن
- وأبكي فراقَا لا اعرف سببه ياسماء , اما وعدتني بغيمـة ممطرة
- خفت على الغيمـة ان تتوقف عن امطَارك ياوطن !
- كيف أنت الآن ؟
- أتماثُل للشفَاء ..
- كُنت ستظل راحلَا ؟
- لا أعلَم .. مابي خبيث ياوطن , وكُل خبيث لا يمُوت بسهولة .. قد يختبئ ولا يموت .. ظننتك قد نسيتيني
- كيف لي ذلك ؟
- ماذا لو لم اشفى ؟!
- ماذا لو شُفيت ؟
- ماذا لو عـاد ؟
- وماذا لو لم يعُد ؟
- لا أُريد أن اضع قلبك معٍي في قبري ياوطن ..
- لا تمُت إذن ..
نظرت إلى احد جدران الغرفة , كَان جدارُ في وسطه لوحـة كبيرة بهَا رسَم لطريق طويـل .. ينتهي بمفترقين أحدهُما مظلم والآخر معبد
- طريقُك معي مُظلم
- أكمله على أي حَال ..
صرخت – ماذا لو رحلت ؟ مالذي ستفعلينه بقلبك الهشَ .. كيف ستعيشين ؟ عدتٍ بعد سنة كَاملة لتلتقيني .. أتعودين بعد سنوات لقبري وتبكينه كما المرة الأولى ! لا لن يحدث ذلك ! فلترحلي
- لماذا تأمرني بالرحَيل .. أنت بخير حتى الآن ياخالد !
- لسَت بخير , اخبرتك بأن هذه الاشياء ماتنفك بالظهور مرات ومرات
- لايهمني , لن أرحل
- سترحلين
- لا
أمسَكت بذراعي وكأنك تنوي إجباري على الرحيَل , أنظر في عينيك في مرة من مرات قلائل ..
- لن أرحل ياخَالد
- لاتجعليني احترق ندمَا على لقائك , أرجوك ارحلي
صوُتك المتقطع في جملتك , والندَم الذي تصرخ به , ليتك تفهم بأن لا احد اوقعني بك سوى نفسي , وبأني أُريد حياة اقضيها معك
أقتربت منَك :
- ماذا لو شُفيت بالكَامل ؟ ماذا لو عدنَا للوطن سويَا ؟ ماذا لو كُنا سعداء معَا ؟
- ماذا لو تزوجَنا ؟ وأصبح لنَا طفل هزيل ؟ ماذا لو تبنينَا آخر ؟
كثير من البكُاء كان يملئنـا في تلك الليلة , وعدتك بأن كُل شيء سيكون على مَايرام .. وعدتني بأن تكمل الجزء الأخير من معركتك ..
ثلاث أيَام تلت ذلك وكُنت تودعني في المطَار مع وعد قريب .. محادثات يوميـة , رسائل .. وخوف ..
في الجلسات الأخيرة , اما ان تكون او لا تكون .. وكُنت ياخَالد ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:37 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


- تبدين مشغولة التفكير كثيراَ هذه الأيام
- أودع ماحَل بنا في السَابق فقط .. من أجل نهاية سعيدة هذه المرة أيضَا ..
أمسَكت بيدي , - ماذا لو تحسنت هذه المرة أيضَا ؟
- هذه المرة سيرحَل عنَا المرض ياخالد , سيرحَل ..
تغلق أنوار الحجرة أتوماتيكيَا .. رسَالة تخبرنَا بموعَد نومـك .. أنهي معها انا الفصَل الأخير من رحيلك الأول ,

أِشهر قليلة تمُر .. كمَا المرة السَابقة ..
أقف خَارج بناية المستشفى بإنتظَارك , ها أنت قَادم بقميص أبيض و دقن مهمل .. ومعك الذكرى الأخيرة من رحيَلك ,
في تلك الأيـاَم .. كَان وعد اتصال يوميَ , ورسَائل لا محدودة .. إختفت الرسائل في البدء تلتها أربع مكالمَات يجب أن تكون ,
لم يكن القلق مايتآكلني , كان ذلك السوادُ مجددا ,
مكَالمة من رقَم محلي لم اولي لها أي اهتمَام .. لم اكن في المزاج المنَاسب لتلقي المكالمات الغريبة .. يصر ذلك الرقم على ازعاجي مرات متتالية
- نعم ؟
- إذن ؟! هل تقبلين الزواج بي ؟

إبتسُم لوقع ذلك السؤال وأنا أفتح لكَ باب منزلنَا الذي غبت عنه مايزيد عن نصف السنة .. تبادلني الإبتسـامة , وكانت تلك هدنة أخرى مع الحياة !


أحبك ؟
عيني تقول أحبك
ورنة صوتي تقول ،
وصمتي الطويل ،

*أحمد عبدالمعطي حجازي

ثلاثة أشهُر من المراجعَات السليمـة , كانت كافية لوضعَنا على المسَار السليم من الحياة
يحدث وحَسب .. أن تغرق في زُرقة الصباح . . أن تستمتع بصباحاتك و أكواب القهوة التي ترتشفها بترو من يطلب الحياة بأن تبطىء خطواتها . .
يحدث أن يأخذك حُزن الأمس في غفوة ألم قصيرة , تفيق منها وابتسامة تُشرق على وجهك ويقين يخبرُك بأن كُل شيء سيكون كمَا اردت له أن يكون الآن ..

أصحو من نومَي , ألتفت إلى مكَانك فلا أجدك .. لاشيء يأخذني للسواد هذه المَرة , أعلم أين تكُون .. في بدايَات عودتك كنت استيقظ بفزع ابحث عنك , الآن .. أطل من الباب الزجَاجي لأجدك بين زرقَة مياه بركة السباحة , تُحب السبَاحة صباحَا , ذلك مايغضبك في الشتاء .. كوني أمنعَك من الخروج للتجمد في سَاعات النهَار الأولى , صديقَاتي يخبرنني كم انا محظوظة برجَل لايوليني ظهره لفعل مايشَاء , اشعر بالمِثل .. لم تكُن يومَا عنيدَا , ولم أكن لأمنعك عمَا فيه متعتك للمنع فقط .. لا أقوى الخوف عليك .. لذّا كانت القرارات الصارمة في كُل شيء تصدر مني , حتى لا اضطر لمعايشة الخوف مجددا , ذلك الخوف الذي يسبق كُل تحليل ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:38 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


- نتناول الفطور في الخارج , مارأيك ؟
- حسَنا ..
كُنت أفضُل الأماكن الهادئـة فيمَا تختار أنت اكثر المقاهي أزدحَاما , أثناء جلستنا .. يمران من أمامنا عجوزان يمسك كل منهما بذراع الآخر .. في بلدنا الصحراوي تندر هذه المشَاهدات إن لم تعدم !
يتقدمها بشكل سريع .. نتبعه بأعيننَا
- يااااااااااااااااهـ .. كم هو جميل هذا المُسن , يفتح لهَا الباب
- مالغريب في ذلك ؟
- في بلدنَا .. غريب جداَ ..
- عندمَا نكبر .. سأحملك حتى البَاب , لن افتحه لكٍ فقط ..
إبتسَم على وقع مستقبل أصبحت تؤمن بـه مؤخراَ , كُنا نعيش يقينَا بأن لاشيء يمكن ان يحُول بيننَا ..
في المَنزل ,
- مالذي تكتبينه ؟
- إعتدت الكَتابة عندما عاودك المَرض
- عن ؟
- عنَا
- وهل من اعترافَات تزيدني غروراَ بالداخل ؟
- لن تقرؤه ماحييت ,
- سأفعَل , حري بهذا الدفتر ان ينتبه من يدي
- لن تفعَل , اقتلك لو فعَلت .. يجدر بي أن اتخلص من عادة الكَتابة فيه على أي حَال .. لونه و مزَاج الكَتابة فيه لا يتقبل فصُول ً مشرقَة ,
- تستطيعين تلونيـه بأجزاء حكَايتنَا الملونـة ياوطن , لن اغضب من بوح تبثينه لـ جماد .. البوحُ يصلني على أي حَال
- أحبك ايها المغرور ,
- أتحبين غروري بقدر ماتحبينني ؟
- بكل أكرهه بقدر ما أحبك
- أحُب كبريـائك اكثر ممَا تحتضنينه , في الكبرياء حديث اوتعلمين ؟
- خالد !!
- حسنَا سأكفُ عن ذلك

تمر الأيَام , والأسابيع تليها الاشهر .. والسماء تمطر ياخالد , تمطر بغزارة اعتدتهَا منذُ اشهر الزواج الأولى ..

كُل تلك الأضواء تُسلط علي , إشارة اخرى بأن اتحرك نحوُك .. كُل هؤلاء المصفقين الفرحين بعروس تزف لـ زوجها الواقف هُناك .. كلهم لايعلمُون كم من الفرح يحتوي قَلبي في هذه اللحظة , لو كان الأمر لي لمَا شاركت النَاس في رؤيتك , لو كَان الأمر لي لإختفينَا معَا في مكَان أكون فيه وطنَك الوحيد .. لاتشاركني بكَ ارضُ تحمل لون جوازهَا و تذكرة دخول دائمـة لها , تصور .. أشعر بالغيرة من ورقة تحملهَا تدعى هويتَك .. لو كَان الأمر لي لمَا كُنا في حفل تقليدي نفعل اشياء يفعلها النَاس عادة .. ولكنك اخترت أن تمنحني ما يُمنح للفتيات من ذكرى عادة
تقطع نصف المسَافة بيني وبينك ضاربَا بالأعراف عرض الحائط .. تقبل جبيني وتساعدني على المُضي وسط هذا الكَم من القماش الأبيض , تمر الدقائق بين رقص البعض و تصفيق البعض الآخر .. وانت ممسُك بيدي
لا أحد منَا كان ينظر للآخر , كُنا ننظر لذلك الممر الذي أمامنا كما كُنا ننظر للطريق في تلك اللوحـة .. الفرق بأن طريقَنا الآن صار يُشع بياضَا ..

ينتهَي الحَفل بمضينَا سويـا نحو الطريقُ الذي اخترناه , والذي لايرى النَاس منه سوى ممر في قاعة للأفراح !
نلتقي من جديد كمَا المرة الأولى , بخجلي الأول , و بإبتسَامتك ذاتها ..
- إذن .. أصبحتي وطني رسمَيا
لا أجيبك .. خجلُ لم استطع اخفائه كان يتملكني .. كان هذا الخجل يظهر جليَا لك برجفاني وتلعثمٍ كلماتي .. تمرر يدك على شعري , تحتضنني .. تقرأ المعوذات علي .. ثم تعود للنظر إلي مرة أخرى ,
كُنت ابتسُم ياخالد .. لاشيء اجمل من أن يحبك أحدهم حد الخوف عليك من ارتجافة خجل ..
- أحبك ياوطن
- وانا أيضَا احبك



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:38 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


كَانت صور زفافنَا تتوسط أحد الإطارات في غُرفتنا , تسكن بجانبها اطارات اخرى كثيرة تحتوي صورك لوحدك , واخرى قليلة جدا تحتوي صوري وصورنَا معَا , كنت احرص على تصويرك في ابتسَامتك وجديتك وكل حالاتك لسبب لا اعرفه

- كفي عن استحضَار الذكريَات , وقت النوم
- حسنَا ..
كُنت اصر على ابقاء التلفاز مفتوحَا حتى بوجودك , ترعبني الظُلمة ياخالد .. تصيبني الظلمة برهاب الاماكن الضيقة .. كيف ؟ لا اعرف حقيقة .. في الظلمة أحس بجدران تغلق علي .. لذلك كُنا نبقي التلفاز مفتوحـا .. تلف يديك على بطني وتخلد للنوم فيمَا اقضي بقية الوقت أقرأ .. لا أمارس عادة النوم مُبكرا بالرغم من استيقاظي المبكر , تكفيني ثلاث ساعات في اليوم .. انتهي من القراءة .. انقل بصري في الوقت المتبقي بينك وبين التلفاز ..
تصحو بعد ساعتين
- نمَ .. مازال الوقت مبكرا على الصبَاح
تمرر يدك على بطني , تنظر اليها بحزن
- أريد طِفلا من وطني
لا أملك شيئَا لأقولـه سوى أني أحُبك , ولايهمني من هذا الأمر أي أطفَال .. أخبرك بأنك عن عشر اطفَال وبأني في كل الأحوال لن استطيع احتمَال طفَل تشاركه انت في كُل شيء ..
- أتمنى فقط أن أشَاهد هذا البطن محشواَ بكتلة من اللحم يومَا ما
- هل لك أن تجعل الأمر يبدو أقل رومنسية !!
- ههههههههههههههههههههههههه ه ..

تحليل آخر , ستة أشهر منذ آخر زيارة ومنذُ آخر فرحَة بخلو المرضَ .. كُنت مطمئنة لهذه المرة كثيرا , أرتب ملابسَك فيمَا تأخذ أنت حمَامك اليومي ,
- قد نتأخر ياخالد .. حري بك ان تستعجل قليلاَ ,
لاصَوت يأتي رداَ علي , صوت المياه فقط ..
أفتح الباب :
- خــــالد !! أيجب أن تستمر في . . . .
كانت الميَاه كثيرة , تمر بجَانبك جسدك الملقى بلا حياة في الحمَام



* أنا حبيس ذاكرة تقاوم الوقت الذي أتمنى فيه قتلها .
واسيني الأعرج

في أكثر أوقَاتنا أطمئنَانا للحياة , تأتي تلك الخيبَات ,
هَل لي أن اسميها خيبَات في حالنَا هذه .. لم تكن خيبَات .. كانت جروح بالغة تندمَل لتعاود فتح نفسَها من جديد ..
- وطَن
أستيقظ من نوبـة البكَاء وانظر إليك , الى ماتبقى منك وسط كُل تلك الأجهزة ..
- إشتقت عينيك ياخالد , إشتقتهمَا ..
- هههه يبدو أن الحيَاة تُصر على الا أن نلتقي فيهَا طويلا ,
- لاتقُل ذلك .. ارجوك .. ارجوك ياخَالد .. نجحت في المقاومَة مرتين , ربمَا تكون الثالثة هي النهاية
- لم انجح ياوطن , كانت الاشياء السيئة تختبئ من اجل الوقت غير المُناسب فقط
ليس بإستطاعتك الحديث بعد الآن , ولم يعُد بإستطاعتي ذرف مزيد من الدموع , جفت عينَاي و ارهقتك السخرية من القَدر .. علمت سرا بأنك لن تقاوم بعد الآن , أراك تفتح يديـك للرحيل ..
أيَام وكُل ما أمارسه البكاء , وكل ماتستطيع ممارسته النوم , ورسم ابتسَامة نادرة لدى رؤيتي , أقترب منك ..
- خالد
تنظر إلي بوهَن , تبتسَم .. تمد يديك لتمسَح دمعـة سقطت إيذّانا لأخريَات بالسقوط ..
- هل اخبرتك بأني احُبك ؟
- اعلم ذلك مُسبقَا ياوطن .. هل اخبرتك بأني لا أريد حياة أخرى لا أراك فيهَا ؟
- لاتقتلني ياخالد
- عمَا قريب يتوقف المطَر , لا تحزني
- خالد ارجوك توقف ,
- لا تتزوجي بعدي أحداً ياوطن , لا تحبي احدا أيضَا .. اكره ان أراك تخيرين في الجَنة , اخاف الا تختاريني , اخاف ان تقضي عُمرا طويلا مع غيري فتنسي كيف تكون الحياة بجانبي .. لا تنظري الى كبار السن يمسكون بأيدي بعضهم .. وابتسمٍي , ارجوك إبتسمي .. إبتسَامتك قد تجلب الحياة لأحدهم , اتمنى لو كَان لدي الوقت الكافي لأخبرك كم احبك , اتمنى لو كَان لنا عُمر واطفَال ..
كُنت أبكي فيمَا أمسك برأسي مقربَا إياي ,
- أنا آسف ياوطن , آسف على الصُدفة , على الحُلم , على عمر تمنيت ان نقضيه سويـا .. ماكان يجب ان أحلُم .. ماكان يجب أن أُدمي قلبك الصغير بفراق بعد فراق .. أنا آسف ياوطن .. أرجوك لا تستسلمي , وإبتسمي .. سنلتقي ولن تكون صُدفة هذه المرة , سيكون هنالك عُمر طويـل ..
- شششششش .. أنت متعب .. توقف أرجوك ولتنم
- أحبك ياوطن , اقسم برب وهبني إيَاك بأني أحبك
, كنت اظن بأن الوقت قارب على النفّاذ , لم اعلم بأنه نفذ مُسبقَا .. امضيت الليلة أردد في إذنك كُل الذكريَات الجميلة وآيَات قرآنية احفظها تخبرنَا بجمَال ماسيكون لنَا من جنَات ونعيم وقلوب لاتحمل الحُزن .. وابكي ,
أحتضنَك بكل قوتي , تنهمر دموعٍي بالرغم من عيني المغلقتين , حتى لا اعود اشعر بشيء ,



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 01:39 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ساعات الصبَاح الاولى , وصوت واحد يأتي مسمعي , صوت صغير لا ينقطـع ..
لأ أعلم بعدهَا مالذي حدث يـاخالد , قَاومت كثيرا من أجل حُضن أخير , أعلم بأنك رحَلت ولكني لم أكن مكتفية منك بعد , لم أكن لأكتفي ياخَالد ..
قاومت من اجلك يـاخالد , قاومت من اناسَا حاولو نزع الصور , واخرون يريدون وهَب ثيابك .. كنت اخبرهم بأنك ستطرق الباب بعد قليل , جننت أليس كذلك ؟
لما كان عليك أن تتأسف على الرحيل ؟ كلماتك الأخيرة كانت حريقَا فوق حريق الرحيل , احترفت إحراقٍي ياخَالد , تمنيت في تلك الأيَام لو لم التقيَك , تمنيت لو لم أعد للبحث عنك , تمنيت لو اكتفيت بصدك في المقهى ..

لم أرد مشاهدتك قبل أن توضع في التراب , اجمع الكل بأن شفائي قد يكون لدى رؤيـة لما يسمى بنور وجهك , لم ارد رؤيتك هكذا , جسد لاتدب فيه الضحكات , لم أرد تلك القناعة الاخيرة بأنك رحلت فعلا , أسابيع مضت ياخالد وأنا أأمل في كل دقة بـاب , وفي كل رسالة على هاتفي بأنك قد عدت , كنت مستعدة بأن ابكي عودة المرض اليك في كل مرة على أن أسلم في حقيقة موتك ,
كل الاشياء تبدو بلا قيمة هنا ياخـالد , كل شيء يبدو مُظلمَا , كل الأماكن ضيقة , وكل الموسيقى حزينـة ..
أخبرتني بأن أبتسم و إبتسمت .. هل أتت بك ابتسامتي ؟
أخبرتني بالآ أستسلم فقاومت .. فهل أحضرتك مقاومتي ؟

ذلك القلب الصغير لم يعُد يتسع للحيَاة , قلبي صَار يهب الحيَاة ولا يُحس بهَا , ذلك عندمَا تحققت أمنيتك .. لقد اتى صغيرك يسأل عن والده ياخَالد , يسأل عن والد اودعنَي إيَاه ورحَل ,
أمسك صغيرنَا للمرة الأولى و أبتسم وفي الدَاخل ألف كلمة إشتيَاق :
- لاتخف ياخَالد , والدُك يطُل عليــنا من الجنَة , سنلقاه يومَا مَا

أنتهت



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-13, 06:13 AM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟

***** كل عام وأنتم بخير *****

أحب أسابق الأنفاس
وأقول قبل الناس
وبصادق الإحساس
كل عام وانت بخير


***** كل عام وأنتم بخير *****








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, مكتملة, الرحيل, جانب, فصحى, نزهة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.