آخر 10 مشاركات
1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          276 - قلب فوق البركان - بيني جوردآن (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-13, 01:13 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم

البارت العاشر
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
دخلَ وليد السيارة ومعه أكياس الطعام
ابتسم
: وهذا عشاك جبناه , نروح البيت الحين
قال خالد محرجاً
: وليد ما له داعي نروح بيتكم
لم يردّ عليه وليد ورتب الأكياس في المقعد الخلفي
حين همّ بتحريك السيارة
رنّ هاتفه
نظرَ لاسم المتصل ثم الى خالد ثم نزل من السيارة
ردّ بعد أن استنشق كميةً كبيرةً من الهواء
: هلا
: ابو خالد شلونك
: الله يسلمك وشلونك انت
: الحمد لله , ابنشدك
قال بهدوء
: آمر
: بالله عليك تعرف خالد وينه فيه , كلمك أو شفته ؟
قال بذات الهدوء
: خالد معي
صاح بعدم تصديق
: احلف
ضحكَ بخفة
: فيصل شفيك والله معي خالد , كلمني من شوي كان عند البحر رحت أخذته واشتريت عشا والحين بنروح بيتي يرتاح
قال فيصل برجاء
: تكفى خلّه يكلم أمي والله بتموت من الخوف عليه
: أبشر , والله ما ينام الا مكلمها
: بيض الله وجهك ما قصرت
: افا عليك حنّا اخوان
: جزاك الله خير
ابتسم وليد وودعه , ثم عاد لسيارته
قال خالد بسخرية
: ملاك !
ردّ وليد بتهكم
: لا
صمتا , وبعد برهة
تنهد خالد بتعب
قال وليد بحنان
: قل لا اله الا الله
ردد خالد وراءه بهمس
: لا اله الا الله
: تحسب واسترجع خالد , يتخفف عنك
ظلّ خالد يتحسب ويسترجع بهمس
وصلا لمنزل وليد
قال خالد
: وليد يرحم أمك والله ماقدر أنزل بيتكم احراج علي
: يا رجال لين يأذن الفجر نجلس سوا والصباح رباح
نزلا وجلسا في مجلس الضيوف الجانبي
تناولا طعامهما وصليا الوتر
ثم أحضر وليد لخالد ما ينام عليه
جلسا قليلاً يتحدثان , ثم قال وليد بهدوء
: خالد كلم أمك
أشاح خالد بوجهه ولم يرد
قال وليد
: عشان خاطري , عشان خاطرها , فيصل كلمني من شوي أهلك خايفين عليك وقالبين الرياض يدورونك , ما بتخسر اذا طمنتها
صمت قليلاً
ثم أخرج هاتفه الرئيسي وفتحه
انهالت المكالمات والرسائل عليه
قبل أن يتفقد أي شيء
اتصل بأمه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية وأربعون دقيقة بعد منتصف الليل
قال فيصل بتعب
: يمه والله انا كلمت وليد قال انّ خالد عنده
قالت برفض
: ما اصدقك لين اسمع صوته
: يمما الله يخلييك افهميني تكفيين , وليد قال بيخليه يكلمك اصبري شوي
صاحت فيه
: من ساعة انت تقول بيكلمك بيكلمك ما كلممني
قاطع صراخها رنّة هاتفها
كان بندر يجلس قريباً منه
اجتذبه وهتف
: يما خالد
شهقت وهي تسحب الهاتف منه
ردت بسرعة
: الووو يمه خاالد رد علي يمه تكفى خالد
قال بندم
: يمه
قالت بنحيب
: وينك حبيبي وينك يمه وين رحت
: يمه هدّي انا بخير والله , بس تعبان شوي وطلعت للشرقية اشوف وليد
قالت برجاء
: ارجع خالد , ارجع يا يمه طلبتك
قاطعها وهو متألمٌ لبكائها , ويزيد ألمه أنه السبب !
: والله راجع والله , اصلي الفجر مع وليد وأمسك خط الرياض روقي تكفين
هدأت أنفاسها بوعده الذي قطعه للتو
قالت لتتأكد
: بتجي !
: والله أجي
: أمنتك الله يا بعد أمك
ودّعته ثم جلست مرتاحة
قال بندر بهدوء
: ارتحتي !
زفرت
: ردت لي روحي
تمتما بندر وفيصل
: الحمد لله
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
العاشرة وخمس دقائق صباحاً
نزل سعود مسرعاً
ودخل غرفة الطعام
أمه وأبوه وجدته
كانوا يتناولون طعام الفطور
أسرع وسكب كوب عصير برتقال
شربه دفعةً واحدة دون أن يجلس
وأكل حبتين من الزيتون الأخضر
وقضم ثلاث قضمات من خبز ’ التوست ’ المحمص
ثم أسرع للباب
نادَته أمه
: سعوود !
قال من عند الباب
: هلا
: تعال
عاد مسرعاً
: وش فيه
قالت بذهول
: وين رايح !
: كلمتني خالتي سارة تقول لين مو راضية تفطر
قالت السيدة جوليا
: ماذا هناك !
قالت ام سعود بذهول
: اتصلت به السيدة سارة لأن لين لم تتناول طعام الافطار !
نظرت السيدة جوليا لسعود بغضب
: وما شأنك أنت ! منذ اسبوع وثلاثة أيام لا تتناول طعامك وتسرع بالخروج وتعود متأخراً للمنزل , وغالباً لا تعود الا صباحاً بسبب عملك الليلي , هذه الفتاة تفسد حياتك وحياتنا
نظر لوالده يستجدي مساعدته
ابتسم له , ثم حمحم قائلاً
: سعود ليس طفلاً , قضى تسعةً وعشرين عاماً يفعل ما نريد نحن , فلندعه يفعل ما يشاء !
صمتت أمه
أما الجدة نهضت وقالت بحزم
: لن أسمح بهذا
زفر ونظر ناحيتها بحزن
: نانا ! لقد أخطأت في حقها ثلاث مرات , لا استطيع تركها حتى تسترد عافيتها , ارجوكِ دعيني أذهب ! دوماً كنتي تقولين أنكِ تحبين الخير وأنه يجب أن يكون لكلٍ منا عملٌ انساني , هل لين مستثناة من عمل الخير !
سكتت قليلاً قبل أن تزفر وتسمح له بالذهاب
بمجرد نطقت موافقتها طار خارجاً من المنزل
أسرع لسيارته وهو يهتف
: بوب افتح الباب
أسرع البواب يفتح الباب وخرج سعود مسرعاً
لم يستغرق كثيراً في طريقه ’ للاجوار رود ’
أوقف سيارته ونزل وهو يرفع نظارته الشمسية عن عينه
اقترب منه عزيز الذي كان ينتظره بعد أن أخبرته السيدة سارة أن سعود قادم
قال سعود بقلق
: وش فيها !
: والله مدري تقول خالتي انها من يوم دخلت عندها تبكي ومدري وش سالفتها
تمتم
: اللهم اجعله خير
اقترب من الشقة وطرق الباب
فتحته الخالة سارة بعد دقيقة
: سعود
: عسى ما شر خالتي وش فيها البنت
: والله ي امك مادري جيت مثل كل يوم أفطر معها دقيت الباب طولت لين فتحت وحضنتني وقعدت تبكي حاولت أهديها زادت بكي ومو راضية تاكل ولا راضية تتكلم
هتف من عند الباب
: لين , ليين ردّي علي
انقطع صوت بكائها الذي كان واضحاً
ناداها مرةً أخرى بحزم
: لين ممكن تكلميني
بعد ثوانٍ اقترب صوتها ولكنه لا يراها
قالت ونبرتها مجروحة من فرط بكائها
: نعم !
توتر قبل أن يقول
: وش صاير لك !
: ولا شي
قال بعد أن زفر
: ممكن تلبسين وتنزلين معي
قالت بحدة
: عفواً !
: انتي وخالتي سارة , حتى انا ما فطرت جيت على وجهي يوم قالت خالتي انك تعبانة , ننزل نفطر انتي وخالتي بروحكم وانا وعزوز بروحنا , عشان تتنفسين تغيرين جو
نادت بتردد
: خالتي
اقتربت الخالة من الغرفة وقالت بحنان
: تعالي , انا ودي أطلع نجلس بروحنا ولا يكلمونك أبد
صمتت قليلاً
ثم وافقت من أجل الخالة
دخلت غرفتها وأغلقت الباب
سقط نظرها على هاتفها
فانفجرت باكية
في الأمس اتصل اشقاؤها
حالاً رن الهاتف
اقتربت بتردد
كانت لمار
منذ آخر مرة خرجت مع لمار ولمى لم ترهما ولم تكلمهما
اسبوعان وثلاثة أيام
لا ترد على اتصالاتهما ولا تفتح الباب لهما
حين رأت الخالة سارة , شعرت أنها ترى أمها
تقاسيم وجهها , لمسة الحنان بين كفيها , همسها الدافئ
تمسكت بها من خوفها , حتى لو لم تكن أهلاً للثقة , تريد أن تثق بها لأنها وحيدة وخائفة
أطالت جلوسها وتفكيرها
حين سمعت طرقاً خفيفاً على الباب
فزت بسرعة
: جاية
ارتدت عباءتها وحجابها وحملت حقيبتها ومعطفها
خرجت ووجهها شاحب
أمسكت الخالة بيدها وشدت عليها
سارتا لخارج العمارة
وكانا سعود وعزيز يقفان هناك
حين رآهما سعود أولاهما ظهره وسار مع عزيز وهما خلفه
قال عزيز مبتسماً
: خاالتي فيك تمشين للمطعم ولا نروح بالسيارة
همست الخالة للين
: تمشين ولا نركب السيارة ؟
: انتي وش تبين !
: عادي أي شي
: ابي امشي بتنفس
هزّت الخالة سارة رأسها ايجاباً لعزيز
التفت عزيز لسعود وهمس
: تبي تمشي
ساروا قرابة اثنتي عشرةَ دقيقة
ووصلوا للمطعم
جلستا الخالة سارة ولين على طاولة
وعزيز وسعود على أخرى تبعد عدة خطوات عنهما
كان سعود يتناول طعامه ويتحدث مع عزيز بمرح
بينما لين كانت هادئة , شاردة الذهن
تنبهها السيدة سارة لتأكل , تقضم قضمةً أو اثنتين وتعود لشرودها
أنهت طعامها ودخلت لدورة المياه
نهضت الخالة لتذهب ناحية سعود وعزيز
لكنها فقدت توزانها وكادت تسقط
هتف عزيز وأسرع لها
: خالتي !
هب سعود خلفه امسكا بها وساعداها على الجلوس
قال عزيز بخوف
: خالتي شفيك
بلل وجهها بالماء
صمتت لتستعيد وعيها
ثم قالت بتعب
: مدري دخت , يمكن نزل ضغطي
هب عزيز وأشار لسيارة أجرى
ساعدها على الركوب
قال سعود بتوتر
: والبنت !
هتفت الخالة
: لين بتخاف اذا تركتها
قال عزيز
: انتي تعبانة , بيلحقنا سعود معها
هزّت رأسها بتعب
: انتبه عليها ولا تعصب عليها أبد
طمأنها بابتسامة وسارت السيارة
حين اختفت عن مرآه خرجت لين من دورة المياه
تلفتت بخف وهتفت
: خالتي !
اقترب سعود عدة خطوات
: خالتي داخت وأخذها عزيز بيتها , تعالي نرجع
هزّت رأسها بخوف
: مابي , ابي خالتي
أخف كميةَ هواءٍ ملأ بها رئتيه
ثم قال
: لين تعالي نمشي لبيتك , خالتي تعبانة ومشت ! تبيني أرجعها ؟!
صمتت وسارت بارتجاف
ثم توقفت والتفتت ناحيته
همست
: تقدمني
ابتسم وسار أمامها بخطوة
سارا قليلاً
ثم قال سعود بهدوء
: ليش ما تردين على صاحباتك ؟
قالت بصدمة
: وش دراك !
: أمس وانا طالع من العمارة كانوا بيدخلون وعرفتهم سألتهم وش فيهم قالوا انك مقاطعتهم من اسبوعين , وش صاير ؟!
قالت بارتجاف
: ما ابي اقاطعهم , بس انا تعبانة ما اقدر اقابل أحد ولا اكلم أحد غير خالتي – بح صوتها أكثر – لو ما فيها ريحة أمي ما تقبلتها
قال بتساؤل
: ريحة أمك !
قالت بحرقة
: شكلها وطولها وحنانها يذكرني بأمي
قال سعود بتأمل
: لين وش سالفتك
شهقت والتفت لها بسرعة
كانت تضع كفها على فمها , وفي عينيها بحرٌ من دمع
قال بسرعة
: خلاص خلاص آسف , لين
هزّت رأسها نفياً
: لا عاد تسألني
قال بابتسامة
: زين ما عاد اسأل , تعالي نتمشى
سارت قريبةً منه
تحدث معها بلطف عن عدة أمور , حتى يخفف توترها
سار من طريق آخر ليتيح لها فرصةً أكبر بالترويح عن نفسها
بعد ساعةٍ وعشرِ دقائق
قال مبتسماً
: مرتاحة !
ابتسمت بامتنان
: ايه , مشكور , احس اني بخير بخير بخير
ضحكَ بخفة
: تمام , تجين نشتري غدا
قالت بتساؤل
: ما بتعصب خالتي ! , ما ترضى الغدا من برا
ابتسم بمشاكسة
: اليوم هي دايخة بتعديها
ضحكت وذهبت معه
اشتريا طعام الغداء وعادا للمنطقة
اتصل سعود بعزيز
ردّ الأخير مرحباً
: هلا بالداشر قليل الخاتمة اللي أمّناه على البنت وشرد بها
ضحك سعود بقوة ثم قال
: انثبر , خالتي وين
: في شقتها وفاتحة الباب
: صارت زينة ؟
: أي بخير الحمد لله
: زين أجل انا جايب غدا
: طيب اطلع
أغلق الهاتف والتفت للين
: تروحين شقتك ؟!
: لا بطلع أتطمن على خالتي
هزّ رأسه وأشار لها بيده لتدخل
دخلت العمارة وسعود يوجهها
طرقت الباب المفتوح بخفة ونادت
: خالتي
: تعالي يمه
دخلت بخجل
ناداها سعود
: لين
التفتت بسرعة وارتباك
مدّ لها بالكيس
: غداكم
أخذته بخجل وأغلقت الباب
دخل سعود لشقة عزيز جلس وهو يتنهد
قال عزيز بدندنة
: مسااكيين أهل الهواا
ضحك سعود بقوة حتى سعل
: من من أهل الهوا ي الفاهي !
ضحك عزيز وهو يجلس , ويمازح سعود
: وش سويت وش ما سويت , عساك ضبطتها
عاد سعود يضحك وابعده عنه
: انقلع يا قليل الأدب
قال عزيز وهو يرفع حاجبه الأيمن
: بتقنعني ان لك ساعتين معها تدعوها للاسلام
ضحك سعود وهو يضرب مقدمة رأس عزيز
: عزيزاان اركد لا اتوطى بطنك
قال باصرار
: اجل وش تسوون
: مسكينة والله نفسيتها تعبانة تمشينا تمشينا سولفت معها ضحكتها وجينا
قال عزيز بعد صمت , وبجدية
: ما راح اقول لك هذا صح وهذا غلط لأنك أخبر مني , بس بقولك لا تغلط ولا تاخذك عاطفتك على حساب دينك
ابتسم يطمأنه
: لا تشيل هم , ما راح أغلط ان شالله
ابتسم عزيز ونهض يعدُ سفرة غدائهما
واتصلت السيدة جوليا تعاتب سعود على تأخره !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية عشر ظهراً
رنّ هاتفها , ردت على عجل
: طالعة والله طالعة قاعد أدور داليا !
قال بتأفف
: بسرعة يا بنت الحلال وراي مششواار
: والله حاضر بس – قطعت حديثها وصرخت – داليااا
صرخ فيها
: وجع اذني
شهقت بخفة , ثم قالت بخجل
: آسفة , يلا ثواني بس
أغلقت الهاتف واقتربت داليا مبتسمة ابتسامةً واسعة
: وش تبين
: بسرعة عبد الله برى معصب ومستعجل
عضت داليا شفتها السفلى
: ي ويلي بيلعن خيري
ارتدتا عباءتيهما بسرعة وخرجتا
ركبت داليا بقربه
ورتيل خلف داليا
قالت داليا فوراً
: فدييت الطول والعرض والرزة والجمال , انا افدا عقالك يا اخوي انا افدى شنبك انا فدووة لنظرتكك
قال بسخرية ولا زال غاضباً
: ادهني سير
ضحكت وهي تتمسك به
: حبيبييي عبودييي والله كنت مشغوولة
أبعدها ولم يرد
كان عاقداً حاجبيه يفكر
قالت بدلال
: عبد الله
لم يرد
: عبودي
لم يرد
: عبادي
لم يرد
: عبوديني
لم يرد
: عبوود
لم يرد
قالت بغضب
: عبيدان ووجع
التفت لها غاضباً
: وجع بين جنوبك يالرفلا شتبين
ضحكت ثم قالت وهي تسبل أهدابها
: أبي باسسكن
ضحك بسخرية
: بالمشمش
تمسكت به
: طلبتكك
تجاهلها
قالت تتصنع الحزن
: انا اختك الوحيدة ومالك غيري لو تبيض ما صار عندك اخت غيري تخيل أموت وانت مو مشتري لي باسكن
قال بسخرية
: ليه لو أبيض , ببساطة يتزوج ابوي ويخلفلي درزن أخوان وخوات
شهقتا داليا ورتيل وهتفتا
: اعووذ بالله
فزت داليا وتشبثت به
: اتفل من فمك قل اعوذ بالله قل استغفر الله
كان يضحك بشدة منها
ابعدها بسرعة
: يا هبلا بتدخلينا ف العامود
جلست مكانها وقالت بالحاح
: عبد الله ابي باسكن , عبد الله ابي باسكن , عبدد الله ابي باسسسككنن
قال بضجر
: زيين زين فهممت خلاص
فزت تقبل كتفه
: أحببك يا أحسن أخ ف الدنيا
تأفف وابعدها
جلست مكانها ونظرت لرتيل بملل
: وش فيه ذا الضب , جفاف عاطفي
ضحكت رتيل ثم حولت نظرها للشباك
وهي تبلع غصتها من الذكرى التي هاجمتها
*كانت تلعب في المدرسة مع رفيقاتها
حين ضج صوت الحارس في السماعة
: صقر سالم , صقر سالم
اسرعت لحقيبتها حملتها وجرت لخارج المدرسة
كان يقف بقرب سيارته
أسرعت له
نزل لمستواها حملها واجلسها على مقعدها
ثم ركب مكانه
حين جلس بقربها اقتربت منه وقبلت خدّه
: شلونك
ابتسم بتعب
: الحمد لله
قالت بحنان طفولي
: تعبان !
: أي والله تعب اليوم , جانا بلاغ عن حالة سرقة جنوب الرياض واختاروا النخبة وانا منهم
قالت بابتسامة
: فدوى للوطن يا احسن عسكري
ضحك بخفة وهو يضمها اليه
مرا بقرب سيارة كبيرة تتجول وتبيع المثلجات
صاحت بحماس
: آيس كرييم
نظر للسيارة ثم اليها
زفر وأوقف السيارة
تمسكت به
: صقر تعال مابي
قالت بغيض
: تبيني ما انام الليلة من تأنيب الضمير , مرة ثانية لا شفتي شي لا تقولين عشان لا اوقف
ضحكت بمشاكسة , وذهب يحضر لها المثلجات
ابتسمت وهي تأكل منها وتطعمه
كان يأكل من يدها بتلذذ
: الله , يا زين طعمه مع الحر
قالت بتأفف
: خلصت حقي كله
ضحك وهو يداعب شعرها
: عيب تزعلين عشان آيس كريم مانتي بزر عمرك ثمان سنوات
قالت بسرعة
: صح ماما قالت انا كبيرة
قال مبتسماً
: رتيل تجين تعيشين في بيتنا ؟
قالت بتساؤل
: وماما ! وعلي ! وتركي ! وهديل !
: ناخذهم معنا
قالت بعدم تصديق
: عيب تكذب انت كبير
ضحك بقوة منها
طفلته اللذيذة , حين يجلس معها ويتحدث اليها ينسى تعبه وارهاقه , وحتى حزنه او مرضه..*
قطع ذكراها شيءٌ بارد لامس خدّها من فوق غطاء وجهها
شهقت والتفتت
قالت داليا بحنان
: آيس كريمك !
ابتسمت وأخذته
تقلب فيه دون أن تأكله
نظرت داليا لعبد الله الذي كان منتبهاً لشرودها
ابتسم بحزن
: رتول ما تبين الفراولة ؟ تاخذين حقي فانيلا !
قالت بشرود
: لا أبيه عادي
زفر وتمتم
: يارب فرج همها
ثم تابع طريقه
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة عصراً
قال فيصل وهو يضبط هدوءه
: يعني كيف ؟!
ردّت أمه ببرود
: يعني تاكل تبن وتنطم وكل كم يوم تكلمها وتتطمن عليها
: حنا مو ديوثين أختنا هايته ما ندري وينها
قاطعه خالد بغضب
: ابلع لسانك فيصل أحسن لك , لين ماهي هايته , لين انحكمت بالضروف
قال بندر يؤيد خالد
: فيصل قسيت عليها بكلامك أمس
قال فيصل بغضب
: وش تبيني أقول لها يعني , أي فديتك انا مفتخر انك ماخذه راحتك وما ندري وينك فيه
قالت امه
: فيصل انت ما تثق بتربيتي !
قال بسرعة
: حشا والله
: اجل استريح , انا ادري وينها وادري وش تسوي بالضبط
: بس يممه
: بدون بس يا يمه الله يرضى عليك , بيجي يوم وتعرفون مكانها وبترجع وتفتخرون فيها , بس حطوا في راسكم , أي كلام يطلع عنها كذب , وعمامكم اللي يذمون فيها ما يوصلون شعرة من تربيتها وشرفها , امشوا رافعين راسكم بأختكم , لين ما فشلتكم ولا فضحتكم والله
توقفت عن الحديث تمسح دمعها
اقترب خالد وضمها اليه بمحبة وابتسم
: مصدقينك يمه , خلاص ما نبي نعرف وينها يكفي انتي تعرفين , ويكفينا نكلمها بين فترة وفترة ونسمع صوتها , روقي يمه فديتك , الهم اللي شلتيه سنتين بروحك بنشيله معك , وفأي وقت تحسين ان قعدتها بعيد خطر نروح نجيبها برسم الخدمة , حنا وش بقا لنا غيرك وغير لين يمه , هدّي فديت راسك يا بعدي
ابتسمت لابنها البكر
: الله يجبر خاطرك ويرضى عليك يا خالد
اقترب بندري بمرح
: وانا وانا يمه
ضحكت وهي تضمه اليها
نظرت لفيصل نظرةً قوية
تأفف ونهض
قالت بغضب
: انقلع لا تجيني , يتأفف الخايس
ضحك رغم قهره , واقترب يقبلها ويرضيها !
,
,
المملكة العربية السعودية – المنطقة الشرقية
الثالثة مساءً
نزل وليد يحمل حقيبتين صغيرتين , وملاك خلفه بعباءتها وحقيبة يدها
قال أبو وليد مستغرباً
: على وين ؟!
: بنطلع للرياض يومين
: ليش
: نبي نشوف خالتي
صمتَ والده غير راضٍ عن ذهابهما لكنه لا يستطيع أن يعترض !
نظر وليد ناحية زوجة أبيه
: ام فهد كلمتي ام زيد على الرفض ؟
هزت رأسها بابتسامةٍ مغتصبة
: أي قلت لها الزواج قسمة ونصيب البنت استخارت وما ارتاحت
هز رأسه بارتياح
وسار ليخرج من المنزل
اقتربت ملاك تقبل رأس والدها
: مع السلامة يبه
قال بحنان
: أمنتك الله يبه – مد يده لجيبه وأخرج ورقةً نقدية من فئة خمسمئة – خذي
قالت بسرعة
: لا لا يبه ما يحتاج
قال باصرار
: انا ابوك ملاك , خذيها
قال وليد بهدوء
: ما يحتاج يبه انا معطيها مصروفها
قال والده بحزن
: بس انا ابوها ! يكسرني ان روان تاخذ مني وملاك لا
نظرت ملاك ناحية وليد تستأذنه
ابتسم لها وأشار لها بالقبول
رأفةً بحال والده , رغم أنه لا يستحق الرأفة في نظره !
أخذتها وقبّلت رأسه وأشارت لزوجة أبيها بلطف
: مع السلامة خالتي
ابتسمت لها
: مع السلامة حبيبتي
خرجا وكانت روان مع فهد في الخارج
نظرت لهما وأسرعت
: وين رايحين !
قال وليد
: بنروح الرياض
اقتربت وقبّلت كتفه
: بالسلامة
ابتسم لها
: الله يسلمك
عانقت أختها بمحبة
: بالسلامة ملوكتي
: الله يسلمك حياتي
قال فهد بهدوء
: بالسلامة , طمنونا عليكم
هزّ وليد رأسه وسار لسيارته
اقتربت ملاك بتردد من أخيها ومدت يدها تصافحه
ابتسم بحنين
: كم لي ما شفتك !
شدها لحضنه وعانقها بمحبة
عانقته واغرورقت عيناها دمعاً
مشتاقةٌ لأخيها !
الذي تعيش معه ولا تراه الا نادراً
رآهما وليد وزفر
انتظر دقيقة ثم نادى
: يلا ملاك
ابتعدت عن فهد الذي ابتسم
: انتبهي لنفسك
بادلته الابتسامة , وسارت لسيارة شقيقها
,
,
الى الملتقى


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 01:15 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

البارت الحادي عشر
,

,
استراليا – كانبرا
التاسعة صباحاً
دخلا المبنى
أحدهما مبتسم بتفائل
والآخر متهكم واجم
مرّت بجوارهما فتاةٌ بحجاب وبنطال ومعطف يصل لركبتيها
ابتسمت
: صباح الخير , الحمد لله على السلامة
قالَ المبتسم
: صباح النور , الله يسلمك
قال الآخر بوجوم
: عن اذنك
اجتذب رفيقه وسار مسرعاً
تغيرت ملامحها واكتساها الخجل
قال مالك بهمس غاضب
: وجع فشلت البنت
ردّ ببرود
: تحترم نفسها وش دخلها بالرجال تسلم عليهم
قال مالك بوعيد
: والله تشوف يا زلابه , هذه بنت ابو ماهر يا ثور والله لو تقول له ما تقلى نفسك الا ف الشارع
قال ببروده ذاته
: قالوا لك شركة اللي خلفوه
: مو شركة اللي خلفوه بس له مكانة كبيرة عند ابو غانم وابو عقاب
اشار بيده بغير اكتراث
: وابو راجح مكانته أكبر اذا ناسي , وحنا موظفين عند ابو راجح , يعني يلحس السما
اغتاض منه مالك لكنه صمت , المكان غير ملائم ليتشاجر معه
صعدا للدور الرابع والأخير
دخلا قاعةً كبيرة
فيها مكتب وبابٌ لغرفةٍ متصلة بها , وطاولة اجتماعات كبيرة
ابتسم الموظف الذي يجلس خلف المكتب بجوار باب الغرفة
: هلا , تفضلوا عمي بو راجح ناطركم
ابتسما ودخلا الغرفة
كان ابو راجح يتحدث في الهاتف
ابتسم حين رآهما وأشار لهما ليجلسا
جلسا أمامه وانتظرا ريثما أنهى مكالمته
انتهى , ثم التفت لهما
: شلونكم شباب
: الحمد لله الله يسلمك
مدّ لكل واحدٍ منهما ملفاً
وقال بجدية
: تراجعونها مراجعة دقيقة
القيا نظرة
ثم قال مالك مستغرباً
: بس هذه موقعة من راشد !
لكز سلطان بقدمه قدم مالك ليصمت
قال ابو راجح بجمود
: ولأنها موقعة من راشد أبيها تتراجع مراجعة دقيقة جداً , شيلوها وخبوها في مكتبكم وارجعوا لي عشان الاجتماع بعد ربع ساعة
هزّا رأسيهما بطاعة وذهبا لغرفة المكتب الخاصة بهما
دخلا وأغلقا الباب
قال مالك بتساؤل
: يشك في راشد !
قال سلطان بغضب
: غبي انت , كان بلعت لسانك وتسألني بعدين
قال ضاحكاً
: وش دراني
زفر سلطان وسحب الملف من مالك
خبأهما في خزانة الأوراق الهامة وأحكم اقفالها
ثم عادا لمكتب ابو راجح
جلسا بعيداً عنه يتحدثان بهمس , وهو ينهي بعض أعماله ريثما تنقضي ربع ساعة
دخل موظفٌ للمكتب وقال باحترام
: طال عمرك ناطرينكم , كلهم هني
نهض ابو راجح وملأ المكتب بحضوره
قال لسلطان ومالك بمحبة
: يلا
نهضا وسارا خلفه
خرج من مكتبه , وكانت مقاعد الطاولة الكبيرة تقريباً جميعها مأخوذة
وثلاث مقاعد في المقدمة متروكة
جلس ابو راجح وبجانبه من اليسار سلطان وبجانب سلطان مالك
وعن يمينه رجلٌ كبير في السن , يضع نظارةً طبية , يبتسم لأبو راجح بمحبة
وبجوار الرجل , رجلٌ يناهز ابو راجح في سنه
ونظرته متهكمة
قال المتهكم بخبث
: ليش تأخرت مسفر
رفع ابو راجح رأسه ببرود ينذر بعاصفة غضب قادمة
: وش قلت !
تظاهر بعد الاهتمام
: قلت ليش تأخرت
: وش ناديتني !
قال الرجل المسن بهدوء
: خلاص يا راشد , خلاص يا ابو راجح خلونا نبدأ الاجتماع
رمى سلطان نظرةً نارية على المدعو راشد
الذي ابتسم بمكر وأشاح ببصره
تحدث المسن اولاً
وبعد كل نقطةٍ يذكرها يسأل ابو راجح عن رأيه
وابو راجح فوراً يسأل سلطان ومالك
الذين كانا يبتسمان ببرود ويتعمدان مغايضة راشد
أثناء حديثهم دخلت فتاةٌ شابة
ترفع شعرها للأعلى
ترتدي بنطالاً ضيقاً أزرق , وقميصاً يفصل جسدها بلونٍ وردي زاهٍ
وحذاءً بكعبٍ عالٍ
عقد المسن حاجبيه استغراباً حين رآها
: لولوة شيايبج ؟
قالت مبتسمة
: يدي تعبان وقال لي ايي بداله
نظر لها بصمت , ثم زفر
: قعدي
جلست بهدوء , ثم سألت بنعومة
: ممكن آخذ خلفية عن النقاط اللي تكلمتوا فيها ؟
أجابها راشد باختصار عمّا تحدثوا عنه
وسلطان عاقدٌ حاجبيه بغضب , ويقاطع حديثها ليحرجها
لكزه مالك وهمس
: احترم البنت لو درا جدها بيسفل فيك
نظر له سلطان بغضب وهمس بحدة
: وش عندك مستقعد لي اليوم كل شوي متفاول علي بأحد يطردني
ابتسم ابو راجح بخفة
وهمس
: سلطان ششش
انتهى الاجتماع
بعد أن فض الاعضاء وبقي الرجل المسن وراشد وابو راجح وسلطان ومالك
نهضت لولوة مبتسمة
وقالت
: ان شالله بطلع يدي على اللي صار اليوم , والاجتماع الياي اذا ما كان حاضر بنفسه بكون موجوده ونتناقش في قرارته
قال راشد
: سايقج موجود ولا نطلع لج سيارة من الشركة ؟
ابتسمت ببرود
: بتصل عليه الحين , وباخذ لي جوله بالشركة
قال راشد بحدة
: ما عندنا بنات تاخذ جولات
لم تعره اهتماماً
وسارت خارجةً من القاعة
نهض راشد بغضب
قال الرجل المسن
: راشد اتركها براحتها
قال بغضب
: عمي شهالهياته , شايف لبسها شايف حجيها
قال بهدوء
: اتركها مالك شغل
نهض ابو راجح ونهضا سلطان ومالك بعده
قال مبتسماً ببرود
: خلها تاخذ راحتها عادي
احمر وجه راشد غضباً
وتركه ابو راجح عائداً لمكتبه
وخلفه سلطان ومالك
ضحك ابو راجح فور دخوله مكتبه
قال لسلطان
: حتى لولوة ما سلمت منك
قال مغتاضاً
: ترفع الضغط
قال مالك يقاطعه
: طيب طيب خلاص مو مشكلة فهمنا
ضحك ابو راجح
ثم جلسوا يتناقشون حول العمل
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
السابعة وخمسٌ وأربعون دقيقة مساءً
كانت مستلقيةً على سريرها وكتابها بجوارها
سعلت , ثم أنّت بألم
كانت تشعر بحرارة منذ الصباح
لكنها تجاهلتها
والآن حرارتها مرتفعةٌ جداً
سمعت طرقاً على بابها
قالت بتعب
: من
فتحت داليا الباب ودخلت
: رتول ! وش فيك من رجعنا من الجامعة ما شفتك
قالت بهمس
: تعبانة
اقتربت بقلق
: وش فيك
: مدري مرتفعة حرارتي وحلقي يعورني
أسرعت داليا خارجةً من الغرفة
نزلت الدرج تنادي
: عبد الله , يمما
خرجت أمها من المبطخ بخوف
: وش فييك
هتفت
: يمما رتيل تعبانة ممرة
أسرعت مع أمها لغرفة رتيل
دخلت وفتحت الضوء
قالت بخوف
: بسم الله الرحمن الرحيم , وش فيك رتيل
ابتسمت وقالت بتعب
: ما فيني شي عمتي شوية حرارة
التفتت لداليا غاضبة
: خرعتيني على اختك – عادت تنظر لرتيل بحنان – قومي يمه غسلي وجهك وانزلي بسوي لك ليمون وشوربه
هزت رأسها
وحين خرجتا وتركتاها
همّت بالنهوض لكنها تكاسلت , فنامت
بعد نصف ساعة
عاد عبد الله للمنزل
جلس وشرب القهوة
بعد قليل سأل
: وين رتيل أجل !
قالت أمه بحنان
: مسكينة تعبانة , حرارة
عقد حاجبيه
: داليا قومي ناديها بوديها المستشفى
قالت أمه
: ما يحتاج عبد الله , نامت الحين اذا قامت تاكل وتطيب
هزّ رأسه نفياً
: لا بوديها , رتول مناعتها ضعيفة , قومي داليا ناديها
نهضت داليا وذهبت لغرفة رتيل
ربتت عليها برفق
: رتيل , رتول , رتوله , رتايل
همهمت رتيل دون رد
قالت داليا بحنان
: قومي عبد الله بيوديك المستشفى
بدأت تستشعر ما حولها
نظرت لداليا بصمت
ضحكت داليا وهي تلعب بشعر رتيل
: وش فيك يالفاهية , قومي عبود بيوديك المستشفى
هزت رأسها نفياً
: ما يحتاج
: قالت له أمي ما له داعي بس أصر , قومي حياتي البسي عباتك وانا بروح أجيب عباتي أروح معكم
نهضت بتعب وخرجت داليا لغرفتها
ذهبت لدورة المياه غسلت وجهها بماءٍ بارد
وعادت ترتدي عباءتها
عادت داليا وأمسكت بيدها
نزلتا سوياً
كانت تترنح من التعب
نهض عبد الله وهو ينظر اليها بقلق
: أجر وعافية رتول , ما خفيتي !
هزت رأسها
: انا بخير
: معليه حتى لو بخير , نتطمن , يلا يبه امشي
سارت خلفه مع داليا
وفي داخلها امتنان له
الرجل الذي استشعرت في كل لحظة لها معه أنه أخٌ لها
ذهبوا للمشفى , ووضعوا لها محلولاً مغذياً
قالت داليا
: مو قادرين يسحبون منك دم , بنروح أنا وعبد الله نجيب لك مويا وعصير تشربين عشان يتحرك دمك ويقدرون يسحبون , ارتاحي لين نجي
قبّلت جبينها وخرجت مع شقيقها
أغمضت عينيها
وغاصت في ذكرى مضت
*العاشرة صباحاً
شعرت بلمسة خفيفة على خدها
فتحت عينيها وكان يقف أمامها
نهضت وهي تغطي ساقيها بخجل
قال بمحبة
: يسعدلي صباحك يا سعادة صباحي
ابتسمت
: وصباحك
مد بكفه لها , أمسكت به ونهضت
دخلت لدورة المياه تغسل وجهها
خرجت وكان يغلق أزرار قميصه
قال بلطف
: رتيل حطيلي فطور
ابتسمت وارتدت حجاب الصلاة الطويل مع نقابها ونزلت للمطبخ
أعدت فطوره وأخذته للأعلى
كان قد انتهى من لبسه
وضعت فطوره أمامه وجلست تسكب له الشاي
قالت
: بتطلع مع الشباب للبر ؟!
: والله ما اعتقد عندي زحمة شغل , بس اذا قدرت بطلع لهم ساعتين ثلاث بالكثير وأرجع
صمتت قليلاً ثم قالت
: ما تسوى عليك طريق طويل على ساعتين ثلاث !
رفع كتفيه باستسلام
: شنسوي بعد , فدوة للوطن
ابتسمت بتشجيع , وبادلها الابتسامة
أنهى فطوره ونهض
داعب أنفها
: تبين شي من برى
أغمضت احدى عينيها وأمالت رأسها تفكر
: آمم , جيب لي مارشميلو وشوكولا
قهقه ضاحكاً , ثم قال
: حاضر , وانا لا جيت أبي الحمام جاهز , ومسويتلي عشا من يدينك , زين !
قفزت بحماس
: حاضر
أشار لها على خدّه
: بوسة قبل أروح
ابتعدت بخجل
: عيب أنا صرت كبيرة
ضحك بقوة
ثم قال بسخرية
: كبيرة آمنت بالله , بس انا زوجك ماني غريب
قالت بتهديد
: انت قلت تصير زوجي الحقيقي لمن يصير عمري 18 سنه أو أكثر
قال بمكر وهو يقترب منها
: وش الفرق , الحين أو لمن تصيرين 18 انتي زوجتي , وش بيتغير
ابتعدت بسرعة ووجنتيها تحترقان خجلاً
قالت بخجل كبير
: صصصقققررر
ضحك وابتعد
قالت بتهديد
: والله أرجع لأمي ترا
قال وقد بدأ يغضب
: اعقبي
نفخت صدرها بغرور
: ايه اعقل
شد شعرها بخفة
: لا تتعالين يالنتفة
ضحكت وهي تبتعد عنه
: صصقرر ششعرييي
تركها
: لا تنفخين ريشك أحسن ما انتفه
قبّل رأسها ونزل ليخرج من المنزل
بعد خروجه بساعتين , مرضت
بعد صلاة المغرب اشتد بها المرض
فاتصلت عمتها على ابنها
ردّ بهدوء
: هلا
: يمه صقر انت وين
قال بحذر
: قريب , ليه
: رتيل تعبانة يمه , تعالي ودها المستشفى
قال بسرعة
: وش فيها
: والله محمومة
قال بخوف
: جاي , انتبهي عليها يمه
أغلق الهاتف وغير طريقه رغم أنه كان قد انتصف في طريقه ’ للبر ’ , لم يخبر والدته أنه بعيد لأنه يعلم أنها لن تخبره مالخطب ان كان بعيداً
طريق ساعة , اختصره في ثلث ساعة حتى يصل لطفلة قلبه
حملها بين كفوفه للمشفى
رفض أن يكشف عليها طبيب ذكر
وجاءت الطبيبة , حقنتها بما يخفف ألمها
بقي بقربها يداعب شعرها ويمازحها لينسيها المرض
قال يهمس
: بشتريلك كراتين مارشميلو وشوكولا بس تطيبين
ضحكت ببحة
شدها لصدره
: مو حلوة وانتي تعبانة , قومي يلا
أغمضت عينيها وهمست
: صقر أحس اني أحترق , وفي نفس الوقت بردانة
قبل يدها بحنان
: ليته في قلبي ولا فيك يا كل صقر انتي
بقي ليلته بقربها , حتى تحسنت وعاد بها للمنزل..*
,
( الذكرى كتبتها وفي اذني سماعة اسمع نشيد ما فهمت ولا كلمة منه بس نبرته جداً حزينة , حسيت الذكرى جداً مناسبة له وخنقتني العبرا :p )
,
انتهت الذكرى , بشهقة عنيفة من روحها
صرخت ببحة وعجز
: صـــقـــــر , صصققررر , آآآه أبيي صصقرر , يممماااه ردوليي صقرر ردولي صقريي
دخلت ممرضتين وطبيبة بخوف عليها
أسرعن ناحيتها يحاولن تهدئتها
كانت تبكي وتنزع ابرة المغذي بقسوة من عروق يدها
تنادي اسماً واحداً
’ صقر ’ وفقط !
دخلت داليا مسرعة وهي ترتجف
: رتيل قولي لا اله الا الله
ضمتها بقوة تهدئها
: اذكري الله , لا اله الا الله رتيل
تشبثت بها تبكي بقوة
: ابييييه داليااا , رديليي صصقررر , داليااا جيبولي ابوووي , تيتممت مرتييين , راح أبووي راح أخوي وعزوتي وهلي , صصقررر
كانت داليا تبكي , وتحبس عبراتها حتى لا تنهار مثل رتيل
كانت تردد باختناق
: اذكري الله رتيل , اذكري الله يا روحي , لا اله الا الله رتيل لا اله الا الله
هدأت واستكانت شيئاً فشيئاً
حتى تمكنت الممرضة من حقنها بالمهدئ
فنامت ووجها شاحب ويشهد وجعاً عميقاً
ابتعدت داليا وخرجت
رمت بجسدها الصغير في حضن أخيها
همست بعذاب
: وينه صقر عبد الله , وين راح أخوي
ضمها اليه وحنجرته تؤلمه
: اذكري ربك , كنا برتيل صرنا فيك , هدّي
تماسكت وابتعدت عن أخيها
جلست على المقعد
وجلس أمامها على ركبته
أمسك بيدها بحنان
: صلي ع النبي حبيبتي
مد لها قارورة ماء
شربت منها قليلاً
ثم أغمضت عينيها وفي نفسها حرقة على فقد شقيقها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثامنة والنصف مساءً
سمعوا الجرس
أسرع تركي ليفتح الباب
ابتسم وقال مرحباً
: هلا وغلا , يا الله انك تحييهم
عانق وليد وأشار له بالدخول
دخل وملاك خلفه
رفعت ملاك نقابها وابتسمت بهدوء
: شلونك تركي
: هلااا والله ملاك , شلونك شخبارك
: الحمد لله بخير
سمعا شهقة مرح تلاها صوتٌ مرحب
: ولييييد , وحششتني , خلاص لا تجي كل اسبوع تعال كل يوم
التفتا ناحية وليد
كانت هديل متشبثةً به وتهتف بحماسه
: فدييتك مشتاااقة لك
ضحك بهدوء وربت على ظهرها
: وخري يا قمله كتمتيني
ابتعدت وضربت كتفه
: قمله انت
التفتت لملاك وعانقتها بقوة
ضحكت ملاك وهي تبادلها العناق
قالت هديل
: اشتقت لك ي خايسسة , اشتقت لك اشتقت لك اشتقققت لك
: وانا والله اشتقت لك
قال تركي بسخرية
: تراها من شهر كل اسبوع مرتزة عندك
قالت هديل
: يعني اربع مرات بس شفتها خلال شهر
حينها خرجت ام علي من غرفة جانبية , قالت بسعادة
: فديت هالوجيه , هلا هلا يمه
اقتربا منها بسرعة ليحتضناها
كانت لمستها حانيةً محبة
كأمٍ لهما
جلست معهما
كانت ملاك ملتصقةً بها وتمسك بيدها
ووليد قريبٌ منها وعينيه تبتسمان بمحبة لها
قالت ضاحكة
: زين والله ملتزم بالعهود والمواثيق , كل اسبوع تجوني والله نعمة
قالت ملاك هامسة
: بس عشان يغيض ابوي وخالتي
لم يسمعها وليد لكنه شعرَ أنها تتحدث عنه
رفع حاجبه
: وش قلتي
هزت رأسها ضاحكة
: ولا شي
قالت ام علي لهديل
: كلمي أختك تجي دام ملاك هنا
هزت رأسها بحماس
واتصلت على رتيل
انتظرت ولم ترد
قالت باستغراب
: ما ترد !
قالت امها
: كلمي داليا شوفي
لاح شبح ابتسامة على شفتي علي وعدّل جلسته
قالت هديل بسخرية
: ما بنزفها لك الحين ارتاح
ضحكوا منه جميعاً
قال بغيض
: انثبري وكلمي بنت عمك
اتصلت وهي تقلب وجهها بمشاكسة وهو يضحك منها
: الو دالييا
: هلا هديل
عقدت حاجبيها
: وش فيه صوتك
تنبه علي لها
: ولا شي بس ساكتة لي فترة
قالت باصرار
: والله تكذبين , وش صاير لكم
زفرت داليا قبل ان تقول
: رتيل شوي تعبانة وجبناها المستشفى انا وعبد الله , و آمم , انهارت تبي صقر !
تغيرت ملامح هديل
: الحين هي بخير !
: أعطوها مهدئ ونامت , اذا قامت نمشي خلاص
قالت باصرار
: يحتاج نجي ؟
: يا بنت الحلال بخير والله
قالت ام علي بقلق
: شصصاير
قالت هديل
: رتيل تعبانة ومنهارة ف المستشفى
شهقت أم علي وأخذت الهاتف من ابنتها
: الوو
: هلا عمتي
: داليا وش فيها رتيل وش صاير
: تعبانة شوي
: متى تطلع ؟
: نص ساعة بالكثير تصحى ونطلع
قالت أم علي بحزم
: تجيبونها لي
قالت داليا باعتذار
: عمتي ما...
قاطعتها
: داليا الله يرضى عليك كلمي أخوك قولي له عمتي ام علي تقول جيبوها بيتي , واذا ما جابها يجي علي ياخذها الحين , سمعتيني !
قالت بصوتٍ منخفض
: طيب
ودعتها وأغلقت الهاتف
قال وليد
: عسى ما شر
جلست ام علي وقد اكتسى الضيق ملامحها
: يا ويلي عليها , تعبانة بنيتي
قالت هديل بعدم رضى
: تقول داليا انهارت من تذكرت اللي ما يتسمى
ردعها علي بغضب
: ابلعي لسانك هديل
قالت بغضب هي الأخرى
: وش اللي ابلع لساني , عاجبك سواة ولد عمك الردي
نهض بقوة ليضربها
لكن وليد وقف امامها , بينها وبين علي
قال بلطف
: امسحها بوجهي
: طويلة لسان والله لا اعلمك السنع , ولد عمك يا قليلة الخاتمة رجال أكبر مني ومن أخوي تقولين عنه ردي
شد وليد اذنها برفق
: لا تعيدينها
هزت رأسها بسرعة وخرجت من الغرفة
جلس علي يزفر بغضب
نظر وليد ناحية ملاك
: روحي لها
نهضت بسرعة وتبعتها
جلس وليد وقال بهدوء
: اذكر الله , خذتها الحمية على اختها
: تقوم وتسب ولد عمها !
: معليه عديها
استغفر ربه بهمس
قال تركي بعد ان تنهد
: والنهاية مع سالفة رتيل !
قال علي وهو يتظاهر بالبرود
: تنتظر رجلها , ما به نهاية
قال تركي بغضب
: بس هي زوجة مفقود !
رد علي بغضب مماثل
: واللي علمك كلمة زوجة مفقود ما شرح لك القاعدة الفقهية لزوجة المفقود !
قال وليد بهدوء
: استهدوا بالله يا شباب وش فيكم !
قالت ام علي بضيق
: فضوها سيرة , أختكم تعبانة وما ابي أي كلمة تخص هالموضوع , مفهوم
صمتا وأشاحا بوجهيهما عنها
بعد قليل وصلت سيارة عبد الله
خرج علي ليسند أخته
كانت داليا تجلس معها في الخلف نزلت قبلها ومدت بيدها لها تساعدها
حين شعرت بهمسٍ خفيف من خلفها
: هلا باللي له الخاطر يهلي
شعرت بدمها يتجمد في عروقها , وبحرارة جسدها ترتفع لأقصى حد , وبأطرافها ترتجف
كادت تسقط مغشياً عليها
زاد حالتها سوءً ضحكته الخافتة
قال بلطف
: ابعدي بساعدها ما تقدرين عليها
كانت تحول الحراك , لكن قدمها أبت أن تتحرك
قالت رتيل بتعب
: داليا وخري بنزل
ضحك عبد الله وناداها بمرح
: داليااا
مدّ علي يده وحركها بخفة
حين لمسها شهقت وابتعدت بسرعة
انفجرا علي وعبد الله ضحكاً
قالت رتيل ببحة
: حرام عليكم
انحنى علي وحمل أخته مبتسماً بحنان
: ارحبي يا بعد كلي
أحاطت بذراعيها رقبته , ودفنت وجهها في صدره
قال مخاطباً عبد الله
: بيض الله وجهك , بس تطيب انا بجيبها , سامحنا عنيناك
: افا عليك رتول أختي
: مشكور عبد الله نردها لك بالأفراح
التفت لداليا التي لا تزال واقفةً بعيداً عنه
: تعالي اركبي
لم ترد ولم ترفع رأسها
ضحك
: داليا وش فيك ! حلال والله حلال تبين تشوفين العقد تتأكدين
شهقت بخجل وأشاحت بجسدها أكثر
قال عبد الله بملل
: اخلصي اركبي
نظرت اليه بحدة
ضحك ثم التفت لابن عمه
: علي لا هنت ادخل , بتظل متدبسة مكانها دامك واقف هنا
ضحك علي وودعه , ثم دخل وأغلق بابه
حينها فقط ركبت داليا وسار عبد الله
حين دخل علي المنزل
اقتربت أمه بخوف
: رتيل
أنزلها علي
اقتربت أم علي أكثر
رمت رتيل بجسدها الضعيف في حضن خالتها
كلا , أمها , ربتها وسهرت على راحتها واعتنت بها منذ نعومة أظافرها
مسحت أم علي على شعرها بحنان
: بس يمه , بس حبيبتي , تعالي أوديك غرفتك ترتاحين
سارت معها وهي تنتحب بتعب
سمعت حمحمة لم تميز صاحبها
أعقبها بحديثٍ هادئ
: الحمد لله ع السلامة رتيل
التفتت رتيل لأمها بتساؤل
همست لها
: وليد
قالت ببحة
: الله يسلمك مشكور
تابعت طريقها لغرفتها
بعد أن خلعت عباءتها واستلقت
دخلت هديل وملاك خلفها
قفزت هديل على السرير بجانبها تهتف
: رتيلاا حبيبتيي الف بسم الله عليك
اقتربت ملاك
حاولت رتيل تعديل جلستها
لكن ملاك منعتها وعانقتها وهي مستلقية
: حياتي سلامتك , خوفتينا عليك
: الله يسلمك , سامحيني والله كان لازم استقبلك أحسن من كذا
لامتها ملاك بلطف
: احنا مو غرب عنكم رتول , بعدين انتي ناسية هذه غرفة أخوي لمن نجي لخالتي
أخرجت لسانها بمرح أضحك رتيل
أحاطتا بها وتحدثتا كثيراً اليها
حتى أتى صوتُ تركي محمحاً عند باب غرفتها
ابتعدت ملاك مسرعة وارتدت حجابها
قالت هديل
: تعال تريكي
دخل وهو عاقدٌ حاجبيه
ضرب رأس هديل بخفة
: أصغر عيالك تريكي
ضحكت بينما اقترب من رتيل وقبّل جبينها
أمسك بيدها وقبّلها بحنان
: سلامتك يا روح أخوك
: الله يسلمك حبيبي
: ليه ما اهتميتي بنفسك , مناعتك ضعيفة رتيل أي اهمال تمرضين !
قالت ببحة
: قدر
مسح على شعرها
: آخر الطيحات ان شالله
اكتفت بابتسامة
كانت هديل قد خرجت من الغرفة مع ملاك حين دخلها تركي
عادت تهتف
: ممن قدكك , تريكي النفسية العصبي جالس جنبك يحبب فيك وجايب عششا من براا , وأمي مسويتلك شوربه وفطاير , اهب ي وجهك كل ذا لك وانا محد يذكرني ب سنتوب أبو نص
كانت رتيل تضحك بتعب
وتركي مبتسمٌ لهديل
نهض ليخرج وحين مر بهديل همس
: بعدي لك تريكي لأنك ضحكتيها
قفزت هديل تدغدغ رتيل وهي تصرخ بمرح
: تريكي تركان تروك تركيان
ضحك باستخفاف وخرج
ضمت هديل أختها بقوة
: الحين صرنا بروحنا , وش فيك ؟
دمعت عيناها
: أبي صقر
: غيره ؟
: صقر
: وبعد ؟!
: صقر
زفرت هديل وهمست لأختها
: ان الله مع الصابرين , سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً , وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون , استرجعي كثير وسلمي أمرك لله , ما يصير رتيل تتعبين نفسك وتبكين عليه ليل نهار
قالت تشكي وتبكي كطفلة
: طول هديل , والله بموت من شوقي وحاجتي له , انا زوججته بنته حبيبته , شلون أهون عليه
قالت هديل وهي تضغط على نفسها وتقنع أختها بما لم يقنعها هي !
: ما تدرين وش صاير معه
دعت رتيل بتضرع
: يارب ان كان حي وبخير رجعه لي سالم , وان كان ميت فلا تجيب لي عنه خبر , ابكيه طول عمري مفقود ولا أبكيه مـ...
قطعت كلمتها , لم تستطع نطقها
أنتهى حوارهما بدخول ملاك
جلستا معها يخففان عنها ويتحدثن اليها في كل شي علّهن ينسينها هما
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثانية ظهراً
أوقف سيارته بالقرب من عمارة عزيز
نزل وارسل للين رسالةً نصية
( أنا وصلت , بسلم على عزوز وأجي لعمارتكم )
ثم دخل للعمارة وصعد لشقة عزيز
فتح له عزيز ودخل
جلسا قليلاً
وكان عزيز متهكماً واجماً
قال سعود
: شفيك ! صاير لك شي ؟
قال عزيز بسخرية
: جاي عشانها ؟
صمتَ سعود قليلاً
ثم قال بهدوء
: اوكي , انت زعلان لأن خويك المثالي بنظرك جالس يسوي شي غلط , ومتضايق لأن لي اسبوعين وعليها كل يوم أطلع مع لين , انا أعترف اني غلطان ومذنب , صدقني عزيز أنا معتبره عمل انساني , لين كتومه جداً , ومن كتمها وضغطها على نفسها تذكر الحالة اللي لقيتها فيها من شهر ! , عورتها , كان ألم بسيط وسطحي خلّاها تنهار وتفقد وعيها , انا جالس أحاول أخليها تغير جو وتفضفض , تصدق بدت تتجاوب وتكلمني عن حياتها في السعودية , مع انها بتأكيد من صديقاتها مستحيل تطري السعودية بكلمة , صديقاتها من سنة ونص الروح بالروح ما قالت لهم شي خاص عنها ! , انا بس أبي اساعدها
أشاح عزيز بنظره عنه
: مو مبرر
تنهد سعود
: أدري , بس جد أنا مو نيتي سيئة
نهض بضيق وتوجه للباب
قال عزيز
: أمنتك نفسك ودينك
اهتز سعود من كلمات رفيقه
لكنه خرج
هو يرى أنّ الأعمال بالنيات , ويرى بأنه كَ طبيب نفسي للين بما أنه دخل معاهد وحضر دورات وقرأ كثيراً حول الطب النفسي
مشى لعمارة لين واتصل على هاتفها رنة وأغلقه
ثوانٍ ووقفت أمامه مبتسمة بهدوء
قال مبتسماً
: شلونك اليوم
: الحمد لله
سارا بخطواتٍ متقاربة يتحدثان
بعد أن سارا طويلاً
جلسا متقابلين
مدّ لها بكوبِ عصير
أخذته وشربت ثم قالت
: سعود
ابتسم
: آمري
صمتت قليلاً , ثم قالت بهدوء
: آمم , أدري انك مهتم في موضوعي ونفسيتي لأنك تبي تساعدني , انا بديت أصير أحسن
قال بهدوء مماثل
: بديتي تصيرين احسن , وانا ابيك تطيبين تماماً
: انا احاول اتجنب الخطأ والذنب قد ما اقدر , وانت ذنب اقدر اتخلص منه , فليش استمر فيه وأتعاقب , حرام طلعتي معك وجلستي معك , انت غريب عني
قال ببرود
: انا مابي اخسرك , حبيت وجودك في حياتي
لاحظ الاحمرار الذي طغى على وجهها
صمتت ثم قالت
: ما يصير !
: نخليه يصير
قالت باستغراب
: ايش !
صمت قليلاً , ثم قال بجدية
: أتزوجك
جحظت عينيها بصدمة
ظلت تنظر له مصدومة , دون أن يرف لها رمش
قال ببساطة
: وش فيك !
لم تجبه الا بعد برهة
: انت وش تقول !
قال ببساطة مرةً أخرى
: لين الموضوع مو صعب ! انتي بنت وأنا رجال , والبنت المناسبة والرجال المناسب بالطبيعة البشرية يتزوجون
قالت ببحة
: انا ما لي أحد , تقدر تقول مقطوعة من شجر !
: يتيمة مثلاً , أو لقيطة ! وان يكن الرسول يقول اظفر بذات الدين تربت يداك , انتي دين وخَلق وخُلق مشالله عليك
قالت بسرعة
: لا انا مو لقيطة
ابتسم بلطف
قالت بتردد
: يعني أنا عايشة بروحي , والى أجل غير مسمى انا لحالي , حتى لو جد ب – سكتت ثم قالت ببطئ وهمس – حتى لو ب تـخطبني , مو من أحد
قال ببساطة
: مو مشكلة , وش فرقك عن اللي في بيوتهم ونروح لهم , يمكن انتي أحسن منهم , فكري لين , انا جد شاري قربك ما ابي أخسرك أبداً , مو مشكلة نملك ومتى ما تحسين نفسك مستعدة لو بعد عشر سنين نتزوج – صمت قليلاً , ثم حك رأسه وقال باستدراك – لا لا مو عشر سنين , يعني متى ما تبين بس مو تطولين
كبتت ضحكتها وصمتت
ثم قالت بتردد
: انا مطلقة
رفع بصره ناحيتها بسرعة , حاول ألّا تظهر صدمته , وقال
: طيب ؟!
قالت وهي لا تنظر اليه
: مو مطلقة قصدي – صمتت طويلاً , ثم همست – خالعة
نظر اليها دون رد
قالت ببحة
: مظلومة والله , وخلعته لسبب قاهر , خلعته قبل الزواج كنا مملكين بس
اطمئن بعد كلماتها
قال بحنو
: طيب مو مشكلة
نظرت اليه قليلاً , ثم نهضت وقالت بهدوء
: بفكر وأرد عليك
ابتسم وهز رأسه
نهض معها ليوصلها لمنزلها
ثم عاد الى منزله مسرعاً
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 01:19 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

البارت الثاني عشر
,

,
المملكة العربية السعودية – شمال المملكة ( حايل )
العاشرة مساءً
في منزل أنيق
في غرفة خارجية للمنزل
كان يجلس شاب ثلاثيني , والتلفاز مفتوح أمامه
كان شارد الذهن
حين فتح الباب شاب آخر في أواسط العشرين
قال مبتسماً
: قم تعش معي
ابتسم بهدوء
: مالي نفس الله يعافيك
قال بسخرية
: ما سألتك , قم تعش
ضحك بخفة
: يوسف ما لي نفس والله
اقترب منه بتهديد
: عميران ان ما قمت قفلت بابك وخليتك تنقع فيذا لبعد باكر
ضحك ونهض يأكل معه
كان يأكل ببطئ شديد , وقضمات صغيرةٍ جداً
قال يوسف بمحبة
: وشنوحك وانا اخوك , اجدع همك وخلك في يومك , باكر بتفرج يا عمر
*وشنوحك | وش فيك
*اجدع | ارمي
زفر ثم قال
: ما هقيتها تفرج
قال بقوة
: استغفر ربك وش ذا الحتسي
لم يرد عليه كان يقطع الخبزة التي أمامه قطعاً صغيرة من غير أن يأكل
مدّ له يوسف بالملعقة
: همسك الخاشوقة سم بالله وكل مثل الوادم , واذكر ربك يا رجال
ضحك بخفة
: يوسف لا تتكلم كذا
: ها اجل وشلون تبيني اكلمك
: لا تتكلم بالحايلي القح , عادي خلك مرن
ضحك يوسف
: أحب لهجتنا , أختي كلامه مثل هل الرياض تعصب لا مني تكلمت هاللون
قال عمر بصدق
: الله يسعدك يا يوسف والله اني أحبك
: وانا والله احبك يا بعد هالزول , هكل كل وانا اخوك
أكل قليلاً ثم ابتعد
قال يوسف بجدية
: عمر تبيني أبحث لك في موضوعك ؟
: أي موضوع !
قال ببرود
: البطاقة اللي لقيناها معك
أشاح بوجهه عنه
: اقطعها من سيرة
: لمتى يعني
زفر دون أن يتكلم
قال يوسف
: البطاقة واضح انها لعسكري , لكن ممسوحة بياناتها مب واضح منها شي , يعني انت عسكري حكومة يالهبل
: ما ابي اعرف من أنا , محد سأل عني ليه أسأل وادور
قال بغضب
: تلايط , لابو هالوجه الودر , تخبر نفسك عشان نفسك مب عشان أحد
صمت قليلاً , ثم قال بصوت منخفض
: في بنت
تنبه له يوسف وهمهم يحثه على المتابعة
: دايم كني أشوف زولها , احلم فيها
قال يوسف
: يمكن اختك !
هز رأسه بضياع
: مدري , بنت صغيره تبتسم وتحضنّي دايم
: والله مدري وش اقول لك ي عمر
قال مبتسماً
: ليه سميتني عمر
ابتسم بحنين
: خويي اللزم الله يرحمه اسمه عمر
همس عمر
: الله يرحمه
: الوكاد اني بروح انشد الحكومة عن عسكري مضيعينه بقول لهم تراه عندي ف بيتي لقيته وخذيته تبونه تعالوا خذوه
ضحك عمر ثم قال
: لا تنشد
قال يوسف باصرار وعناد
: الا ابنشد
قال عمر بسرعة
: لا يوسف تكفى
: وراه !
: ماني مستعد حالياً ارجع لعايلة ما اعرفها , ام وأب واخوان , ويمكن زوجة !
قال يوسف
: براحك وانا اخوك , بيتي مفتوح لك وهلي تراهم هلك , ومتى ما بغيت انا تحت أمرك
: تسلم ما قصرت والله , الله يقدرني وارد معروفك
قال بتهكم
: اقلب وجهك
نهض يوسف وحمل صينية الطعام
قال قبل أن يخرج من الغرفة
: لا ترقد بجيب شاهي
خرج وتركه , واستلقى عمر يفكر بعمق
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
الخامسة عصراً
دخل سعود للمنزل ونادى والديه وجدته
جلس معهم
ثم قال
: سأتزوج !
رفع والده حاجبه , ونظرت امه اليه بصدمة , وعقدت جدته حاجبيها
تابع حديثه
: ليس زواجاً تماماً , سأعقد قراني
قالت جدته
: ممن ؟
قال بهدوء
: لين
نهضت جدته بسرعة
: لن يتم هذا الزواج
قال والده ببرود
: ولم لا يتم ؟!
: لأنني لا اسمح بذلك , هذه الفتاة لا اثق بها ولا أحبها
قالت ام سعود
: انا اثق بها !
: كيف تثقين بها وانتي لم تريها حتى ؟
: لأن سعود يثق بها , وسعود لا يثق بشخص لا يستحق الثقة
نظر لأمه بامتنان
قالت السيدة جوليا برفض قاطع
: انا لا اسمح
نهض والد سعود بقوة
: انا والد سعود سيدتي لا تنسي ذلك , وهذه أمه , نحن من انجبه ونحن من رباه ونحن من أفنى حياته لأجله , بينما انتي كنتي تدللينه كثيراً وتتحكمين بتصرفاته وتمنعينه مما يحب وتأمرينه بما تريدين , سيتزوج سعود لين ان شاء الله
كانت تنظر اليه بصدمة
اقترب سعود من والده
: يبه شوي شوي عليها !
نظر اليه
: خلاص طفح الكيل , لمتى بتتحكم فيك يعني ؟! متى تبي تطلع من سيطرتها ان شالله ! لمن تشيب ! لمن يصيرون عيالك بطولك , انت حر بحياتك مانت طفل
مسح على ذقنه برجاء
: عشان خاطري يبه , معليه بشويش عليها
زفر والده وخرج من الغرفة
تبعته ام سعود
وجلست السيدة جوليا على الأريكة وهي تتنفس بقوة
جلس سعود بقربها بهدوء
: نانا
: اتركني الآن رجاءً
: نانا لا تغضبي ارجوكِ , انا لم اطلب أمراً محرماً او خطأً رفضك من غير مبرر , ووالداي لا يريان أية مشكلة في زواجي منها
: اتركني سآود
زفر , ثم نهض وتركها
صعد للدور الثاني ووجد والديه يجلسان في الصالة العلوية
ابتسمت له أمه
: هلا بالعريس
ابتسم واقترب منها
قالت والدته بحنان
: لازم نشوف لين ونجلس معها
هزّ رأسه
: اللي تشوفينه
قال والده مبتهجاً
: والله وبتتزوج وينتفخ راسك
ضحك ثم قال
: مطولين عن الزواج , الحين ابي أملك عليها عشان أكون قريب منها
قالت أمه بتأمل
: تحبها ؟
هز رأسه نفياً
: لين تنحب , بس انا للحين ما حبيتها ولا حسيت بانجذاب لها كأنثى جميلة , أحب تفكيرها أحب سوالفها , تعجبني نعومتها اللي نادراً أشوفها
قال والده مبتسماً
: الله يوفقك يبه , بتحبها مع الأيام , بتكتشف فيها أشياء كثير سلبية وايجابية وبتحب كل تفاصيلها
هز رأسه مبتسماً
ثم نهض لغرفته ليتصل بعزيز ويخبره
طار عزيز فرحاً لأن صديقه سيتنحى عن الطريق الخاطئ , ويجعله طريقاً صحيحاً
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة عصراً
دخلت هديل لغرفة رتيل وهي تمثل الحزن
: لا تروحين
ابتسمت
: شسوي لازم اروح , بكرة عندي جامعة
: عادي حتى انا عندي جامعة وعلي او تركي يودوني , الله يخليك اجلسي كم يوم , حتى ملاك بتروح اليوم
قالت رتيل بلطف
: تدرين اني مستحيل أبات برى البيت , لو ما اصرار امي ومرضي ما جيت
قالت هديل بهدوء
: زوجك مو موجود , تقدرين تقعدين في بيت أهلك لين يجي
قالت بحزم
: هديل الموضوع ذا منتهي لا نتناقش فيه كل فترة
خرجت هديل من الغرفة بغضب
وبعد قليل دخلت ملاك مبتسمة
: يلا رتول انا ماشية
نهضت رتيل وعانقتها
: درب السلامة حياتي , نشوفكم الاسبوع الجاي ان شالله
هزت ملاك رأسها بتأكيد
: ان شالله
نزلت ملاك ورتيل تقف أعلى الدرج
حين سمعت من يخاطبها من الأسفل
: مع السلامة رتيل , عندك العافية
قالت بصوتٍ جاهدت أن يكون واضحاً
: الله يحفظكم
هتفت هديل وهي تعانق وليد مرةً أخرى
: ياربيي الّا تروحون
ضحك وهو يداعب شعرها
: والله ما سوت فينا خير أمي يوم رضعتك معنا , ابعدي عنبو هالوجه
ابتعدت وضربت كتفه
: ماحبك
عانقت ملاك مرةً أخرى
: خلك عندنا
ضحكت ملاك وهي ترى ملامح وليد
قال وليد
: صدق قملة , ابعدي يلا خل نمشي ورانا اشغال
ابتعدت وفي عينيها دمع , ضحكت حتى لا ينتبهوا له
: يلا انقلعوا مع السلامة
خرجوا أخيراً وتركي خلفهم
حينها نزلت دمعتيها
اقتربت امها منها بابتسامة
: كل ما ودعتيهم بكيتي , ليش ما ترضين بالواقع انهم يعيشون بالشرقية , ونعمة من الله اننا نشوفهم كل اسبوع
قالت باعتراض
: ابيهم هنا
ضحكت امها وهي تضم ’ طفلتها ’
حينها دخل علي مع تركي
نادى علي
: رتييل
بعد ثوانٍ نزلت رتيل وعباءتها في يدها
جلست معهم قليلاً قبل أن تنهض مع أخيها ليعيدها لمنزل عمها
اعترضت هديل لكن تركي هددها بنظرة
جعلتها تجلس غاضبة من ’ الجميع ’ !
,
,
استراليا – كانبرا
الثانية عشر مساءً
في مكتب سلطان ومالك
كان سلطان شارداً يفكر بعمق
ومالك منهمك في العمل
رفع رأسه بغتة , ووجده شارداً
ناداه
: سلطان !
لم يرد عليه
نادى بصوتٍ أعلى
: سلططان !
لم يرد أيضاً
نهض واقترب منه , ضرب كتفه بخفة وهتف
: سلطون
التفت سلطان بسرعة وأمسك برقبته بغضب
: والله لا اذبحك
كان مالك ينظر له بصدمة
قال بسرعة
: صلِ ع النبي اذكر الله
نظر له سلطان بضياع
ثم حمحم وهمس
: معليش كنت سرحان
ابتعد عنه ويديه ترتجفان
قرب له مالك الماء وهو يذكره
: قول لا اله الا الله
تمتم
: لا اله الا الله
شرب من الماء برجفة وغطى وجهه بكفيه وهو يتنفس بقوة
ظلّ مالك صامتاً ينظر اليه بحزن
مضت أعوام
ولا زال سلطان لا يستطيع النسيان
لا زال يتألم , ولا زال يتجرع العلقم
قال مالك هامساً
: نمشي البيت ؟
هزّ رأسه نفياً
: لا , نكمل شغلنا
نهض مالك وتوجه لمكتبه
وسلطان يقرأ في الأوراق بضياع وبلا تركيز
كان مالك ينظر اليه فحسب , وفي داخله ألف آه على رفيقه
دخل موظفٌ للمكتب
: عمي بو راجح طالبكم
نهض مالك وأشار للموظف ليخرج
اقترب من سلطان ونادى برفق
: سلطان , ابو رجح يبينا
نهض سلطان وسار معه بتعب
دخلا لمكتب ابو راجح
الذي تفحص سلطان ثم سأله
: انت بخير !
هز رأسه بهدوء
: بخير
فتح ابو راجح ملفاً
ثم قال بجدية
: أبيكم تراجعون وتدققون ورا شغل لولوة , لولوة صغيرة وما تفهم ويمكن بغلطة صغيرة تضيع الشركة
تبادلا النظرات , ثم نظرا الى ابو راجح
قال بهدوء
: راشد طلب من ابو غانم انّه يدقق وراها , لكن ابو غانم عطاني الملفات وقال أنا اجدر
ابتسم سلطان ابتسامةً واسعة وقال بحماسه
: كفوو
ابتسم مالك بسعادة حين رأى تغير سلطان
قال ابو راجح
: بيضوا الوجه تكفون
قال سلطان بمكر
: افا عليك , ان ما خليت رويشد يطلع من ثيابه من قوة الغيض
ضحكا ابو راجح ومالك بقوة من حقد سلطان على راشد
قال سلطان بصدق
: والله ي ان غلاتك بغلاة مالك عندي , واللي يرميك بورد ارميه بنار , والله والله والله ثلاث ان راشد ذا دواه عندي
قال ابو راجح بغموض
: لااا , مو كذا يا سلطان , راشد انا اللي بنتقم منه بنفسي , حبه حبه , ابي اتلذذ بكل خطوة من انتقامي منه
اقشعر مالك وأشاح ببصره عن ابو راجح
نظر ابو راجح ناحيته وابتسم بهدوء
قال سلطان بعد ان حمحم
: طيب ناخذ الملفات ونمخمخ عليها اليوم في البيت
هزّ رأسه وسمح لهما بأخذ الملفات
استأذناه ونهضا
حين أغلقا الباب
سار ناحية الشباك الذي يشغل جداراً كاملاً من المكتبه
وقف ينظر الى الخارج
وهو يفكر بعمق
حين رن هاتفه في جيبه
أخرجه وابتسم بمحبة
: هلا مهاتي
قالت بنعومة
: هلا فيك حبيبي , متى تيي ! آنا يوعانة وناطرتك
ضحك بخفة
: الحين جاي , ربع ساعة وانا عندك
ابتسمت
: ناطرتك
ودعها وأغلق الهاتف
خرج من مكتبه بعد أن رتب أوراقه وملفاته
قال للموظف الذي بجانب مكتبه
: حمد انا ماشي , أي طلب لمواعيد ارفضه , هالاسبوع مزحوم
هزّ حمد رأسه بطاعة
سار ابو راجح ليخرج من القاعة ثم الى المصعد
عند المصعد واجه ابو غانم ’ الرجل المسن ’ وراشد
ابتسم ابو غانم
: بتروح ؟
قال بهدوء
: أي مها كلمتني منتظرتني عالغدا
هزّ رأسه مبتسماً
نظر ابو راجح ناحية راشد وابتسم بوعيد
ثم تركهما ليدخل المصعد
زفر راشد
: يكرهني بجنون
قال ابو غانم بواقعية
: يحق له , ولآخر يوم في حياته لا تطلب منه يحبك
صمت راشد وتابع طريقه لمكتبه
وزفر ابو غانم بندم
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة والنصف
خرجت ام خالد من غرفتها ودخلت غرفة الجلوس مبتسمة
: لين بتكلمكم
فزّ الثلاثة بسرعة
ضحكت أمهم واتصلت بلين وفتحت مكبر الصوت
ردّت لين ببحة
: هلا
قال خالد بمحبة
: حي ذا الصوت
اختنقت بعبرتها
: حبيبي خالد شلونك
: بخير يا عزوة خالد
قال فيصل
: ليين
قالت بعذاب
: يا بعد كلي , فيصصل اشتقت لك
: وانا مشتاق لك حبيبتي
قالت بلهفة
: وين بندر
نادى بندر بمرح
: انا موجوود , شلونك ليناتو
ضحكت ببحة
: بخير حبيبي , وانت !
: الحمد لله تمام
قالت بهدوء
: يمه
: عيوني
: ما علمتيهم ؟!
: قولي لهم انتي
قالت بسرعة
: لأ , بقفل الحين انتي علميهم ثم كلموني
زفرت أمها
: طيب أبشري , شوي ونكلمك
أغلقت الهاتف ونظرت لأبنائها
الذين كانوا ينظرون لها بترقب
قالت بعد أن ملأت رئتيها هواءً
: انا قصرت عليكم ب شي ؟
تبادلوا النظرات
ثم قالوا
: لا !
: فرضت عليكم شي ؟
: لا !
: كنت أم قاسية او مو زينة !
: حشا
: أجل اسمعوا , انتوا من صغركم انا مخليتكم براحتكم واتناقش معاكم في قراراتكم , شي واحد اللي امتنع اناقشكم فيه ولا اسمح لكم تعترضون فيه , لا وأغضب عليكم اذا اعترضتوا
تبادلوا نظراتٍ سريعة
قالت بهدوء
: لين انخطبت
كانوا ينظرون لها بعدم فهم
: المكان اللي هي فيه حولها ناس , وفي رجال سعودي خطبها , هي استخارت وتحس انها مرتاحة وانا استخرت وارتحت وموافقة
قال خالد بعد برهةِ صمت
: ممكن أستخير وأعطيك رأيي
سعدت برده
: أكيد
نهض خالد مسرعاً لغرفته
قال فيصل وهو يكتم غضبه
: ما يصير هالكلام يمه !
: فيصل رأيك ما بيقدم ولا يأخر , أختك محتاجة رجال يوقف معاها , مو معقولة بتعيش الا ما شاء الله بروحها !
قال بندر
: هي واثقة فيه ؟ تعرف أخلاقه !
: أي , رجال ملتزم وخلوق وطيب , وكافي انّه اختارها رغم انها بدون أب ولا أهل !
قال بندر بعد تردد
: خليها تتوكل على الله أجل , صادقة يمه هي محتاجة رجال , ولين ما ينخاف عليها , دامها واثقه منه ومن رأيها الله يوفقها
ابتسمت أمه ودمعاتها تسبح في مقلتيها
مضت أكثر من ساعة حتى عاد خالد مبتسماً
: اتصلي عليها يمه
نظرت له بتوجس
: ليه !
ابتسم أكثر وبهدوء
: عشان نبارك لها
شهقت أمه بخفة وبكت
اقترب وقبّل رأسها
: لا تبكين يمه , قولي الحمد لله
اتصلت بلين التي ردّت بهمس
: الو
قال خالد بحنان
: مبروك يا عروسة
صمتت ولم تجبه
ضحك بخفة
: اسدحي سيرته الذاتية
صمتت , ثم بعد برهة قالت بهدوء
: اسمه سعود محمد الـ.... , عمره 29 , يدرس قانون , ويشتغل في نفس الوقت
: وش يشتغل ؟
: اطفائي !
صمتوا قليلاً
قال خالد
: والنعم , عايلتهم ناس معروفين بطيبهم , لين حياتي متأكدة انك مرتاحة ! ولا بس عشان تخففين الحمل عن نفسك
: في البداية فكرت ان الموضوع مجرد تخفيف عن نفسي , لمن استخرت حسيت براحة كبيرة واتصلت على امي على طول
قال خالد
: طيب أعطيه رقمي أو رقم أمي عشان يكلمنا ونتفاهم معه
: طيب
قال بحنان
: الله يوفقك حبيبتي , والله لو تلينين راسك انتي وأمي ونجيك نشوفك ونشوف الرجال
قالت بسرعة
: لا
زفر خالد
سحبت أمها الهاتف وذهبت لغرفتها
: الله يوفقك يا يمه , لا تخافين كل شي بيكون تمام ان شالله
قالت بهمس
: بندر وفيصل مو راضين صح !
: الا يخسون , رضين ومنطمين , دامني راضية محد يتكلم
تنهدت بتعب
: يمه تعبت , ابي ارجع لحضنك
: يا بعد أمك وانا ابيك والله , بس شنسوي يا لين , حكم القوي على الضعيف
تحدثتا قليلاً
ثم ودعت لين أمها لتستعد للذهاب لعملها
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
الثامنة وسبعٌ وعشرون دقيقة مساءً
دخل وليد بسيارته لمواقف الفيلا
وبعده بثوانٍ دخلت سيارة فهد
زفر وليد في السيارة بملل
: يا ليل التبن , صاير أشوفه كثير ذا
قالت ملاك
: حرام عليك وليد , فهد أخوك !
لم يرد عليها
أوقف السيارة , التفت للمقعد الخلفي وسحب الحقائب
نزل ونزلت ملاك معه
سارا جنباً
نزل فهد من سيارته
: الحمد لله ع السلامة
ابتسمت ملاك
: الله يسلمك , غريبة راجع بدري !
قال بعد أن زفر
: تعبان والله مو قادر أصلب طولي استأذنت وجيت
كانوا يسيرون قرابةَ بعضهم , وليد لا يتكلم وملاك ملتفتةٌ الى فهد تتحدث اليه
توقفت عن السير وقالت بقلق
: وش فيك !
هز رأسه بابتسامة
: ارهاق
قالت من غير اقتناع
: ارهاق يخليك مو قادر تصلب طولك وتترك المناوبة وترجع !
ابتسم وداعب أنفها
: بنام وأكون طيب
قال وليد بهدوء
: اذا ما تحسنت روح للمستشفى , الصحة ما ينلعب فيها
نظر فهد لوليد بصمت
ثم ابتسم
: ان شالله
شعرت ملاك بسعادة
لأول مرة أخويها يجتمعان ويتحدثان بهدوء ولا يتشاجران
دخلوا للمنزل
قفزت روان وعانقت ملاك
: اششتقت لك
قبّلت ملاك خد أختها
: وانا بعد
صافحت روان وليد بابتسامة ثم التفتت لفهد باستغراب
: راجع بدري !
ابتسم
: نعسان أبي انام
تخطاها وذهب للمطبخ
ووليد وملاك صعدا الدرج لغرفتيهما
قبّل وليد رأس شقيقته بحنان
: نامي
ابتسمت
: طيب
حين همت بإغلاق الباب سمعوا صراخاً من الأسفل
شهقت ملاك ورمى وليد الحقائب جارياً للأسفل
تبعته ملاك بسرعة
دخلوا المطبخ
كانت أم فهد تصرخ وهي تضم ابنها اليها
وروان واقفةٌ بصدمة تنظر اليهما
كان فهد ساقطاً أرضاً مغشياً عليه
اقترب وليد ليجس نبضه
أبعدهن عنه وحمله بقوة
كان جسد فهد قريباً بحجمه من جسد وليد
طويل وذو منكبين
تحامل وليد وضغط على عضلاته حتى أوصله لسيارته
ملاك كانت خلفه ترتجف وتبكي
صاح فيها
: اركبي بسرعة
رفعت نقابها على وجهها ولفت حجابها على رأسها
ركبت وقبل أن تغلق الباب طار وليد بسيارته وهو يصرخ من شباكه
: افتح الباب يا عم عبدو
خرج العم عبدو وفتح الباب بخوف من صراخ وليد
أسرع وليد متجاوزاً السيارات والاشارات لأقرب مشفى
حين وصل
نزل وصرخ
: طواارئ
خرج ممرضان معهما سريرٌ متحرك
حملا فهد ووضعاه على السرير وأدخلاه لغرفة المعاينة
كانت ملاك تضع كفها على فمها غير مصدقة وتبكي بخوف
اخذها وليد لصدره يهدئها
: ششش ما فيه شي ان شالله
شهقت بالبكاء
: كذاب يقول انّه بخير , كان واضح انّه تعبان !
صمت وليد وفي داخله قلق على أخيه
ووقف منتظراً أن يطمئنه الطبيب
,
,
المملكة المتحدة – جامعة اكسفورد
العاشرة صباحاً
خرج سعود من مبنى الجامعة يتمشى ببطئ وأخرج هاتفه
اتصل بعزيز الذي أغلق الخط دون رد
علم سعود أنه في محاضرة
جلس على احدى الجلسات المنتشرة في حرم الجامعة
حين سمع على مقربةٍ منه
: تكلمي يلا , ساكتين عنك من شهر , من ذا اللي داخل طالع من عمارتك كل ما جينا نلقاه ويقول – قالت تقلده – لين ما تقدر تقابل أحد , يلا قولي
قالت أخرى بهدوء
: لين لك اسبوعين مداومة ومو راضية تتكلمين عن الاسبوعين اللي غبتي فيها , اذا ما تحبين تقولين شي مو مشكلة , بس طمنينا عليك , انتي بخير ولا في مشكلة قاعد تواجهك
بعدها بثوانٍ
التقطت اذناه صوتاً يعرفه
قالت بنعومتها وهدوئها
: صارت لي ظروف ما احب أتكلم فيها , وحالياً الحمد لله ما عندي مشكلة , بس في موضوع شاغلني شوي قريب أقول لكم عنه , بس ادعوا لي بالتوفيق
ابتسم لكلماتها
كانت احدا رفيقتيها عصبية وتصرخ وتعنف , والأخرى هادئة وتسألها بتحايل
نهض من مكانه وابتعد
لا يحق له سماع حديثهن
كان يريد الجلوس لانتظار عزيز , لكنه الآن سيذهب لينام لم ينم كفايةً في الأمس بعد عودته من مهمةٍ وكلوا بها في العمل
سار لسيارته وخرج من مواقف الجامعة عائداً الى تشيلسي
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 01:21 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

البارت الثالث عشر
,

,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة وخمسةَ عشر دقيقة مساءً
نزلت رتيل من غرفتها لتفتح الباب لأخيها
فتحته وأدخلته لمجلس الضيوف مبتسمة
قبّل رأسها بمحبة
: شلونك !
: الحمد لله يا قلبي انتم شخباركم
هزّ رأسه
: كلنا زينين
ضيفته من القهوة , واستأذنته لتحضر الحلو
حين دخلت المطبخ كانت داليا تنزل الدرج بمرح
لمحت النور الخارج من مجلس الضيوف
تقدمت بخفه
ورأت ظهره
ظنته شقيها عبد الله
دخلت بصخب
: عبيد شتسوي جالس بروحك , الله ي زين ريحة قهوة رتيله محد يضبطها زيها
حين سمع صوتها
لأول وهلة فتح عينيه بصدمة , ثم ما لبث أن اعتلت شفتيه ابتسامةٌ لعوب
ظلّ صامتاً حتى اقتربت منه باستغراب
: عبد الله
مدت رأسها لتنظر لوجهه
شهقت بقوة حين رأته وأسرعت لتخرج
لكن يده كانت أسرع
أمسك بمعصمها ونهض ليصبح مواجهاً لها
قال ضاحكاً
: غشيتوني , محد قال لي صوتك عالي وتدخلين متهجمة على المجالس
حقيقةً حقيقةً تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها
كان وجهها شديد الاحمرار , وفي عينيها بحرٌ من الدموع بفعل الخجل
رفع وجهها بأطراف أصابعه برقة
ابتسم
: حيّ ذا الوجه
حاولت الابتعاد واحناء رأسها
لكنه يمنعها
شتمته بكل شتائم الأرض التي تعرفها في نفسها
وكانت تدعو عليه بدعواتٍ مضحكة
كأن تقول
’ يارب تبنشر سيارتك بعز القايلة , يارب وانت كاشخ بعزيمة يجي بزر ويحوس شماغك ويوسخه , يارب يتهاوشون معاك شلة عرابجة حونشية ويمردغونك ’
قال بخوف مازح
: يمه وش ذي النظرة الحاقدة
بعثرت نظراتها في أرجاء الغرفة
قال بلطف حنون
: داليا وش ذا التشدد , لي خمس شهور مملك عليك , لا شفتك ولا جلست معك ولا كلمتك , مثلي مثل الغريب
كانت ستبكي من هول الموقف
حين دخلت رتيل
نظرت لهما بذهول , ثم ضحكت
قالت
: علاوي اترك البنت
تركها بهدوء وهو يبتسم
أسرعت بالخروج وتعثرت بمشيها لكن يد رتيل منعتها من السقوط
فوراً خرجت تجري لغرفة والدتها
جلست رتيل مع علي وعاتبته بلطف
: ليه تسوي فيها كذا
قال بصراحة
: خذيها على بلاطة , انا رجال وأشوف اشكال والوان بذا الدنيا , وعندي زوجة تمنع نفسها عني , اذا ما مسكتها زي ذي المسكات ما راح افرغ اللي فيني الا بعد ثلاث سنوات
قالت باعتراض
: كلم عمي وقدموا الزواج مو شرط لين تخلص جامعتها
هزّ رأسها نفياً
: ما ابي آخذها وهي تدرس , ابيها فاضية لي بروحي مو جامعة وهم
زفرت وصمتت , هي حياته فليفعل ما يشاء
,
دخلت داليا لغرفة والدتها تبكي
فزت والدتها بخوف
: داليا , وش فييك
دفنت وجهها في صدر والدتها ببكاء وبصوتٍ مكتوم
: كلب كلب أكرهه الخايس , طلقوني منه ما ابيه
مرت لحظات , حتى استوعبت الأم من هو ذاك الذي تشتمه ابنتها
ابعدتها بعصبية
: حسبي الله عليك يالرفلا , خرعتيني على بالي صاير لك شي – استدركت ثم صاحت فيها – تسبين علي !
قالت بعصبية مماثلة , لكنّ صوتها كان منخفضاً
: ما ابييه
ضربتها امها وهي تكاد تقتلها
: قومي انقلعي من غرفتي يا قليلة الخاتمة يا قليلة السنع
ضحكت وهي تتدلل على والدتها وتتقرب منها
بينما لا زالت أمها غاضبةً منها
قالت تبرر
: ما يستحي يمما , ماسك يدي ومسك وجهي ويقول ليه ما تخليني اكلمك , وش ذذااا
: ما يصير تسبينه يا عنز , يا خبله , ما يجوز حرام !
عاد تدفن نفسها في حضن والدتها
: خلاص ما عاد بسبه بس طلقوني منه
غضبت أمها مجدداً ودفعتها بعيداً عنها
لكنها عادت تضحك وتتمسك بها
حتى جعلتها تضحك وتمسح على شعرها وتنصحها بحنان
: ما يجوز يا ماما تسبين زوجك , هو ما طلب حرام , صادق الرجال لكم خمس شهور متملكين , تشوف ابليس ولا تشوفين زوله , تراه كذا يحسبك مجبورة داليا !
قالت بخفوت
: طيب
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
التاسعة والنصف مساءً
قال الطبيب
: عملنا التحاليل اللازمة وخلال 12 ساعة بتبين النتيجة , تقدر تمشي انت والمدام وجودكم ما له داعي , المريض محقون بمخدر
هزّ رأسه واجتذب ملاك بهدوء ليخرجان
سحبت ذراعها بقوة وقالت بهمس حاد
: بنتركه !
قال بصبر
: سمعتي الطبيب وش قال
هزت رأسها بنفي
: ماني متحركة خطوة , كلم أبوي يجيه
زفر من هذه العنيدة , ونسي أنه من زرع فيها العناد !
اتصل بوالده الذي رد باستغراب شديد
: هلا وليد
قال ببرود كَ كتلة صقيع
: شكل ما جاك خبر
: وش خبره ؟ انا عند عمك ناصر
كشر بتقزز , ثم قال ببرود تام
: فهد طاح في البيت ونقلته للمسشفى , تبي تجيه ولا صرف نفسك
قال بفزع
: شفيه فهد !
قال باختصار
: مدري
سأله بسرعة عن اسم المشفى وأغلق الهاتف دون وداع
ابتسم بسخرية
سار متقدماً أخته التي سارت مسرعة لتجاري خطواته
عند السيارة قالت بحزم
: ما نمشي لين يجي أبوي
تأفف منها لكنه صمت
ركبا السيارة
انتظر نصف ساعة حتى رأى سيارة والده , ثم تحرك عائداً للمنزل
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
التاسعة صباحاً
استيقظ ونظر لهاتفه ليجد رسالةً نصية من لين
( صباح الخير , انا استخرت وكلمت أهلي , أخوي طلب انك تكلمه )
وأدلت برقم أخيها نهاية الرسالة
ابتسم نصف ابتسامة , منذ الأمس أرسل لها يسألها عن رأيها قبل ساعةٍ من الآن ردت
نهض لدورة المياه , غسل وجهه وأسنانه ثم عاد لغرفته
ارتدى ملابسه على عجل وخرج من المنزل دون أن يرى أحداً من عائلته
سار في الشوارع بلا هدى
الساعة التاسعة والنصف الآن بتوقيت لندن
وهم في فصل الشتاء , أي أن التوقيت شتوي
والفرق بالتوقيت عن المملكة ثلاث ساعات
مما يعني أن الساعة الآن الثانية عشر والنصف ظهراً في المملكة
استغرب بدايةً أنها ذكرت أخاها , ومن قبل ذلك قالت بأنه ليس لها أحد !
حين نظر للرقم علِم أن أخاها في المملكة
حار في أمرها , لكنه لن يسألها عن شيء في الوقت الراهن
اتصل برقم أخيها دون تردد
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية عشر ظهراً
منذ الأمس ينتظر لحظة يختلي بشقيقه الأحمق
يريد ايساعه ضرباً
كيف يرضى ويوافق بسهولة !
ما هذا الهراء
انتظر حتى يعود من عمله
ثم سحبه لغرفة الضيوف الجانبية , والتي هي مفصولة عن داخل المنزل
قال بحدة
: صاحي أنت !
ردّ الآخر باستغراب
: وش فيك
صاح فيه
: شلون توافق تزوج أختك بكل بساطة ! رجال ما نعرفه في مكان ما نعرفه ! وش من بشر أنت
قال ببرود
: هذا اللي غاثك !
قال بجنون
: خالد لا تجنني فوق جنوني , حرام عليك لين أمانة برقبتي ورقبتك ! ع الأقل اسأل عن الرجال
قال بهدوء
: تعال
لم يتقدم فيصل خطوة ولا يزال يحترق من الغضب
قال خالد بعصبية
: قلت تعال
اقترب وجلس على بعد بسيط منه
قال بزفرة
: اخلص
: انت سمعتني يوم قلت لها تعطي الرجال رقمنا ويكلمنا صح !
قال بعدم فهم
: طيب !
: اكيد بتعطيه رقمي , لأن رقم أمي اللي تكلم لين عليه مقفل طول الوقت
هز رأسه يحثه ليكمل
: بيتصل فيني وبعرف منه هم وين , وأروح لها بنفسي وأأمن عليها
رفع فيصل حاجبه الأيمن بعد أن استوعب
نهض خالد وقال ساخراً
: الحمد لله على السلامة
حينها رن هاتفه برقم غريب , خارجي !
رد بهدوء
: الو
: السلام عليكم
رفع حاجبيه استغراباً
: وعليكم السلام ورحمة الله , اعذرني من معي !
: سعود محمد الـ...
جفل خالد لثوانٍ قبّل أن يقول باستدارك
: هلا سعود , آمرني !
ابتسم سعود , يتظاهر بعدم معرفته !
: انا سعود اللي قالت لكم أختكم عني !
صمت خالد لثوانٍ ثم قال
: ايه , هلا فيك
: انا ما ابي الف وادور وأطول الموضوع , أنا عرفتها صدفة وبظروف غريبة , وصادفتها بعدها مرتين , واحس ان البنت مناسبة , وانا احسب نفسي والله حسيبي اني ان شالله مناسب لها , انا أعيش في تشيلسي وهي في لندن باجوار رود , واثنينا ندرس في اكسفورد
كان خالد مصدوم !
قال ببطئ
: هي وين قلت لي ؟!
قال سعود ببساطة
: لندن !
ازدرد ريقه بوجع
لندن !
ذهبت الى لندن !
بعييدةٌ جداً , كيف ذهبت وكيف وصلت , هل تعيش بخير !
صمت قليلاً , قبل أن يقول
: انا جايكم لبريطانيا , نتفاهم عن قرب
قال سعود بسرعة
: لا ما له داعي تجي , مو مشكلة نجي احنا , انا وامي وابوي وهلي
قال خالد برفض
: لازم أجي , بس لا تدري اني جاي ابداً
قال سعود بهدوء وهو يشعر بغرابة هذه العائلة
: أبشر , انت بس تضبط أمور سفرك وموعده وانا استقبلك
: مشكور
توادعا بكلمات بسيطة
أغلق خالد الهاتف وجلس بتعب
قال فيصل كَ الذي لا يريد تصديق ما فهمه
: من ذا ؟ وش السالفة !
نظر اليه خالد بهم
: في لندن , شلون وصلت هناك !
هب فيصل كالمسعور ودخل للمنزل بغضب
: يممممممممه
خرجت بفزع من غرفتها
: وششش ففييييك !
صرخ بجنون
: لندددنننن ! مسسسفرتهاا لندنن , ششلون شلوووون قدرتي تودينها , ما خفتي الله فيهاا مهيتتها بآخر الدنيا
كانت تتهاوى , شعرت بالسواد يلفها , شيئاً فشيئاً سقطت وارتطمت بالأرض القاسية
آخر ما سمعته صرخة أحدهم
: يممممااا
,
أسرع بندر الذي دخل المنزل للتو بعد أن سمع صراخ شقيقه
فغر فاه بذهول
فجأة سقطت والدته أرضاً
صرخ بجزع
: يممممااا
حملها بقوة ووضعها على الأريكة
حين باغتهم دخول خالد مفزوعاً
: وش فيه !
لم يرد بندر بل أسرع للمطبخ أحضر كأس ماءٍ بارد يبلل به وجهها ورقبتها
التفتت لفيصل بحقد وصرخ
: والله لا اذبحك لو صار فيها شي , الله ياخذك ويلحقك بأبوي يا كلب , الله لا يوفقك
شعر بكف أمه تضغط على كفه
التفت لها بسرعة وهو يهتف
: يمه , ردّي علي ! انتي بخير ؟
قالت بهمس مبحوح
: لا تدعي
اقترب بندر وسقاها من الكأس الذي في يده
استعادت وعيها تدريجياً
ساعدها بندر لتجلس
نظرت ناحية فيصل بتعب
: اطلع برا
قال ولا يزال يفور من الغضب
: ش...
قاطعته بلهجةٍ حارة
: اطلع برا عليك غضبي ليوم الدين , والله...
كان منكباً عند قدمها ويصرخ يمنعها أن تكمل
: لا لا , لا تغضبين علي , خلاص اطلع والله ولا تشوفيني مرا ثانية بس لا تغضبين علي , والله والله اطلع بس لا تغضبين
ابعدته بقسوة وحاولت النهوض لكنها لم تستطع بسبب الدوار الذي أصابها
اقترب خالد بخوف
: يمه أوديك المستشفى !
: شيل هالمغضوب عني
التفت خالد لفيصل
: قوم عنها فيصل
قال باعتراض
: ما ابي
قالت بتعب
: شيلووه من قدامي , شيلووه
دفعه بندر بقوةٍ وقسوة وشراسة
: قم انقلع برا انت ما تفهم , الله ياخذك
صاحت أمه بضعف
: لا تدعي
التفت لها فيصل بسرعة ونزل عند قدمها
قال برجاء حار
: يمه بس هالمرة اصفحي , ما اعودها !
صمتت وهي تغطي عينيها بيدها
سأل خالد بندر بالاشارة
ورد بندر بتحريك شفتيه دون صوت
غضب خالد والتفت لفيصل بنظرةٍ كادت تصيبه في مقتل
كان يتوعده بنظراته وفيصل يزفر دون رد
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة صباحاً
استيقظت بنشاط كبير
تناولت افطارها بعجل ورتبت شقتها
ارتدت عباءتها ومعطفها وخرجت من المنزل
نزلت بخطواتٍ سريعة واتصلت بلمار التي ردّت بمحبة
: هلا
: لمار تطلعون اليوم !
قالت لمار مستغربة
: نطلع !
: أي وش فيك , نطلع نتمشى نغير جو
قالت لمار بضحكة ذهول
: طيب , خلك باجوار رود حنّا بنجيك
قالت بسرعة
: لا بروح للسنتر عندي كم شغله , نتقابل في الهايد بارك بعد ساعة ونص من الحين
وافقتها لمار وودعتها
استقلت الحافلة متوجهةً الى مركز المدينة
أنهت أعمالها
ثم ذهبت لأقرب سوقٍ صادفها
اشترت بعض المسليات
عصائر وشطائر وحلويات
ثم استقلت حافلةً أخرى أوصلتها قريباً من الحديقة المنشودة
نزلت وهي تشعر بالمتعة في كل خطوة تخطوها
اتصلت بلمار
: وينكم
: قدام بحيرة البط
سارت حتى وصلت لهن
حين رأينها ابتسمن بسعادة
كانت مختلفة عن أي مرةً يرينها فيها
في عينيها سعادة , وفي ابتسامتها تفاؤل , ونبرتها مثقلةٌ بالمرح
سرن سوياً وجلسن على العشب الندي
أخرجت ما في الأكياس
: يلا ناكل , عشان اليوم ابي أمتر الهايد بارك
ضحكت لمى
: كبيييرة ما نقدر !
قالت باصرار
: مالي شغل
قالت لمى ساخرة
: تراها كبر البحرين تقريباً
غصت لين في لقمتها وضحكت
قالت تعنفها
: لا تستهزئين
قالت بسرعة وتبرير
: والله ما استهزئ , اقصد البحرين كيوت صغيرة كَ بلد , والهايد بارك كبيرة جداً كَ حديقة
أسكتتها لمار بملل
: خلاص اوكي
نظرت اليها لمى بغيض
: لا تسكتيني وجع
ضحكت لين
: خلاص يلا كلوا
تابعن طعامهن بأحاديثهن , ثم نهضن يتمشين
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
كانتا تجلسان في غرفة الجلوس
كلٌ تمسك بكتابها
دخلت أم صقر وابتسمت
: جاب نتيجة تهديد عبد الله
ضحكتا , واردفت داليا بتذمر
: طيب واذا ما قدرنا كل انسان له طاقة ذكاء محدودة
قالت أمها
: ذاكري ذاكري وانتي ساكتة
جلست قريبةً منهما واندمجت وهي تنظر للتلفاز
حين ظهرت محاضرةٌ مضمونها عن رمضان
ابتسمت
: قرب رمضان ي بنات , باقي ثلاث اسابيع
قالت داليا بحماسه
: الله على رمضان , أحححبه أجواءه أجواءه ياخي اليمة
قالت رتيل مبتسمةً بهدوء
: صحيح
قالت الأم
: شدوا حيلكم وذاكروا زين اختباراتكم خلاص باقي لها كم يوم , عشان يمدينا نطلع للشرقية يومين وأبها يومين نغير جو قبل رمضان
قالت رتيل برجاء
: عمتي تكفين نبي العمرة
قالت عمتها بحنان
: في رمضان ان شالله
قفزت داليا
: ججد ! بنروح مكه برمضان !!
هزت أمها رأسها
: قولي ان شالله
حينها حمحم عبد الله
غطت رتيل وجهها ونادته والدته ليدخل
دخل وابتسم حين رأى كتبهن
: عفية ع البنات اللي يسمعون الكلام , ذاكرن عدل
قالت داليا بغيض
: ما يحق لك
ضحك بصخب
: ابوي معطيني حرية التصرف , انا حلفت داليا لو درجاتك مو على مرامي انتي ورتيل والله ما في طلعة طول الاجازة , تقعدن في البيت تنظفن وتطبخن
اعترضت داليا مرةً أخرى
: مو بكيفك
قال ساخراً
: أي نسيت انتي في ذمة علي ما لنا عليك كلمة
شهقت بخجل وغطت وجهها بكتابها
ضحك منها ثم التفت ناحية رتيل , رفع حاجبه الأيمن
: تذاكرين ولا تلعبين
ضحكت وهي تمد له بكتابها
: اذاكر والله
هز رأسه
: يبين بالدرجات
عادت تنظر لكتابها
وشرد ذهنها مع الذكرى التي طرأت عليها
*قال بغضب
: رتيل اجلسي ذاكري
قالت بغضبٍ مماثل
: مماا ابيي
صرخ فيها
: واهل والله والله لو نسبتك أقل من 90 ما يصير لك خير
جلست أرضاً وبكت
اقترب منها بسرعة
: وش فيك !
قالت وهي تبكي
: ما اقدر والله , راسي بينفجر مو قادرة أذاكر احس اني غبية ما افهم شي من الكتاب
اقترب بخوف
: انتي نايمة أمس ؟
: لا
: طيب فطرتي وتغديتي اليوم ؟
: لا
شعر بالغضب يتصاعد في جسده ليشكل حمماً بركانيةً في رأسه
صمت وسيطر على أعصابه
خرج فوراً وعاد بعد نصف ساعة
محضراً لها طعاماً من المطعم
جلس يطعمها ويأكل معها
حين انتهت
اجتذبها لتنام على فخذه
وهي يمسح على رأسها ليهدئ صداع رأسها
حتى نامت واستغرقت في نومها
في اليوم التالي استيقظت نشيطةً متعافية واستطاعت استذكار دروسها بمرونة , وهي تشكره كل نصف ساعة
: شكراً صقر انت أحسن واحد في العالم
: شكراً صقر انت أحسن واحد في العالم
: شكراً صقر انت أحسن واحد في العالم
كان سبب عدم نومها وعدم تناولها للطعام
خوفها من الامتحانات
كانت طفلة , ابنةَ عشرِ أعوام
في الصف الرابع الابتدائي , أي أنها السنة الأولى لها التي تمتحن فيها..*
زفرت وذهبت لغرفتها حتى لا يلاحظ أحدٌ ضيقها
لكنهم كانوا قد انتبهوا سلفاً !
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
وصل للمشفى وأسرع للاستقبال يسأل عن اسم ابنه
دلّوه على غرفته وأسرع لها
رآه مسجياً على سريرٍ أبيض ووجه شاحب
اقترب منه بخوف
دخلت الممرضة وحين رأته قالت بحدة
: من أنت !
: انا ابوه !
تأوهت باعتذار
: تفضل للدكتور
خرج من الغرفة وتوجه للطبيب
: طمني يا دكتور , انا ابو فهد
هزّ رأسه بلطف
: وجودك ما راح يفيده , هو نايم وبيطول بالنوم , ارجع البيت وبكره تقدر تجي وتكون نتائج التحاليل ظاهرة
هز رأسه بضعف وخرج من المشفى عائداً للمنزل
حينَ دخل أسرعت زوجته ناحيته تبكي
: فهد فهد طاح علينا مادري وش صار عليه , اتصلت عليك ما ترد
ضمها اليه بخفة يهدئها
: صلي ع النبي , ما بوه الّا العافية ان شالله , رحت له قال الطبيب تعال بكره
هزّت رأسها بخوف
: شفته ؟
: ايه شفته كان نايم , خلاص اذكري الله ما فيه الّا العافية
صمت قليلاً ثم تساءل
: وليد ما رجع ؟!
: رجع من شوي وما كلم أحد لغرفته على طول
زفر بصبر وصمت
مضت الساعات سريعة حتى باغتتهم بدايات النهار
لم تستطع ام فهد صبراً
وأصرت أن تذهب حالاً لابنها
حين همّوا بالخروج كان وليد ينزل الدرج وملاك بقربه
قال بهدوء
: صباح الخير
ردّا عليه والده وزوجته
قال والده
: ما بتروحون معانا لفهد ؟
هزّ رأسه نفياً
غضب والده وصرخ فيه
: وش من احساس اللي عندك , اخوك دمك ولحمك طايح في المستشفى وانت ما تنسى أحقادك ! قلبك مريض يا وليد رح تعالج
قال ببرود
: المريض يعرف نفسه
هتفت ملاك لتردعه
: ولييد !
صمت وأمسك بكفها خارجاً
كاد يتبعه أبوه بغضب لكن زوجته تمسكت به
: خلّه , مو انت قلت معذور ؟ خلاص اعذره لا تخليه يكرهنا أكثر
صمت على مضض وخرج معها للمشفى
وصلا ودخلا غرفة ابنهما
اقتربت منه أمه وجلست بقربه
مسحت على جبينه بحنان
فتح عينيه ببطئ
ابتسمت له بحزن
قال ببحه
: يمه
: عيونها
حاول النهوض لكنها منعته
: ارتاح يمه
قال بتعب
: وش صار لي !
: فقدت وعيك وجبناك للمستشفى
نظر لوالديه وتلفت يبحث عن غيرهما
: وين وليد وملاك وروان !
: روان في المدرسة , وملاك بالجامعة
قال ببحة
: ووليد
قالت بكذب واضح
: ما يقدر يجي اليوم عنده شغل
ابتسم بسخرية
حينها دخل الطبيب ليطمئن عليه , ثم استعدى والده وخرج
تبعه أبو وليد وهو غير مطمئن
جلس أمامه وسأله مباشرةً
: وش فيه فهد ؟
ملأ الطبيب رأتيه هواءً , ثم زفر وتحدث بهدوء
: وش تلاحظ على فهد الفترة الأخيرة
خُطف لون وجهه , قال بتلعثم
: ارهاق , ما ياكل زين , حرارته ترتفع باستمرار
صمت الطبيب قليلاً , ثم قال بهدوء
: احنا عملنا له فحوصات مخبرية , عدّينا مكونات الدم , وبناءً على هذا التشخيص , صار عندنا اشارات أولية لاصابته بـ ( اللوكيميا )
قال بصدمة وهو لا يريد تصديق ما فهمه
: وش يعني لوكيميا
قال الطبيب بهدوء
: سرطان الدم
هبّ واقفاً بجزع
: مستحيل , فهد ما يمرض هالمرض , انت وش يفهمك , غلطان انت ما اصدق كلامك
تركه وخرج مسرعاً لغرفة ابنه
أسرع الطبيب وأمسك به
: لحظة ابو فهد الله يعافيك لا تفجع الولد , بالهداوة
سحب يده بعنف
: ابعد لا تلمسني , بطلع ولدي من هنا , وش هالتخريف
أصر الطبيب أن يمنعه
أخذه للمصلى
قال بهدوء
: صل , ركعتين تهدي نفسك وتطمنك , اذكر الله لا تفجع نفسك وتفجع الولد
كان ينظر اليه بضياع
ابتعد ليتوضأ
وزفر الطبيب بحزن
صلى ابو وليد وظلّ جالساً في مكانه
حتى عاد الطبيب وجلس بقربه
: ابو فهد
قال بشجن
: ولدي مريض , يمكن يموت !
هزّ الطبيب رأسه
: ان شالله يكون بخير , اذكر الله , فهد في بدايته ويقدر يتعالج
نهض ابو فهد بتعب , وسار بترنح
دخل لغرفة ابنه المسجي
الذي ابتسم بارهاق
: يبه ! تأخرت
اقترب وجلس على مقربةٍ منه
بصمت مطبق
كانت والدة فهد في دورة المياه
حين رأى فهد حالة والده أوجس خيفه , لكنه صمت , لا يزال متعباً لا يتحمل صدمة !
,
,
قالت بغضب
: حرام عليك فهد أخوننااا !
قال ببرود
: فيه دمهم
صرخت
: وانت ما فيك دمهم !
: يخسون , والله الود ودي أقطع العروق اللي توصلني فيهم , الله يحرق قلوبهم مثل حرقة قلبي وقلبك وأزود
: بس فهد أخونا
قال بقوة
: انا قلبي محروق , هم اللي أوجعوني , هم اللي آذوني بأبشع طريقة , وتبيني ببرود أحن عليهم !
بهتت ثم قالت بخفوت
: يعني اللي ماتت أمك مو أمي ! يعني انت اللي فقدتها وانا ما فقدتها ! يعني انت ولدها وانا مو بنتها ! يعني اللي احترق قلبها ما تقرب لي !
: دامها أمك فضيها سيرة ما لنا شغل فيهم
هزت رأسها برفض
: أصلاً فهد كان طفل وقتها ما له شغل فيهم , فهد أخوك وأخوي , امش وليد نتطمن عليه طلبتك , اكرههم كلهم الا أخوك
قال برجاء
: ملاك حنا ما لنا صلة فيهم , حنا ما لنا الا بعض , فهد بيوقفون معاه خواله وعمامه وهله , ما بتأثر وقفتنا معه
بكت وهي تترجاه بضعف
: لا تقول ما تأثر , انت تعرف وش الأخ ! انا ما اقدر اتنفس لو صار لك شي , وانت تموت الف مرة لو صار لي شي , نفس الشي فهد
زفر بتعب , ثم توجه للمشفى
ما دامت تريد رؤية فهد لن يمنعها
هو لا يعلم لم تترجاه وتبكي وفهد بخير !
يكاد يضربها من الغيض , هذه المدلـله
لكنه صامتٌ حتى الآن , وحين تطمئن على فهد المدلل سيعاقبها على عنادها !
,
,
أنهى اجراءات السفر
ترجته أمه الّا يذهب لكنه أصر وحلفها الّا تخبر لين عن شيء
بندر وفيصل ووالدته حاولوا جاهدين الذهاب معه
لكنه رفض وبقوة
ركب الطائرة المتوجهة الى باريس
ومن باريس طائرةٌ أخرى تتجه الى لندن , للتمويه
مع أنه منع اخوته من الذهاب حتى لا يلاحظ أحدٌ غيابه
لكن لزيادة الحرص لم يذهب للندن مباشرة
وصل لمطار هيثرو
نزل بتعب واجتذب حقيبته من أعلى مقعده
أنهى اجراءاته وتوجه لقاعة الواصلين
,
كان سعود يقف مبتعداً عن حشود الناس
نظر لصورة خالد في هاتفه مرةً أخرى
ابتسم
لا يشبهها أبداً
فقط ابتسامته , تشبه ابتسامتها , تشبهها كثيراً
رفع رأسه مرةً أخرى ليجد شاباً يقف على مقربةٍ منه
يشبه هذا الذي نظر لصورته للتو
كلا لا يشبهه , بل هو طبق الأصل منه
سأله الشاب بتردد
: سعود ؟
اقترب منه مبتسماً
: وصلت , الله حيه هلا والله
,
تلفت خالد في الوجوه يبحث عن سعود , كانا قد تبادلا الصور سابقاً حتى يتعرفان الى بعضهما
رآه يقف مبتعداً وينظر الى هاتفه
اقترب منه وقد رفع رأسه أخيراً , سأل
: سعود ؟
اقترب سعود مبتسماً
: وصلت , الله حيه هلا والله
سلم عليه بهدوء وعرض عليه سعود حمل حقيبته لكنه رفض
كان خالد متوجساً مرتبكاً ويشعر بالغربة
لا يستطيع تصديق أن عينيه ستنتشل شقيقته الصغرى أخيراً بعد فراق عامان
قال سعود
: تفضل ابو وليد
سار بقربه حتى وصلا لسيارة سعود
ركبا وخرجا من المواقف
قال سعود
: تحب تتغدى أول او آخذك بيتي ترتاح , او لبيت صاحبي , ولا لأختك !
قال ببحة
: أختي
ابتسم سعود بهدوء وسار في طريق اجوار رود
قبلَ أن يصلا بدقائق أرسل سعود لهاتف لين
( خالتي سارة دقايق وتكون عندك افتحي لها )
وصلا أخيراً
نزلا , وحمل سعود حقيبة خالد
سار معه للعمارة
كان خالد يرتجف
ويتلفت برهبة
صعدا لشقة لين
ترك سعود الحقيبة أرضاً وابتسم
: هذه شقة أختك , متى ما احتجتني كلمني , سلام عليكم
انتظر خالد حتى اختفى سعود من أمامه
ملأ رأتيه هواءً
وطرق الباب
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 01:32 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

البارت الرابع عشر
-
-
-
المملكة العربية السعودية – الشرقية
دخلا للمشفى وتوجها لغرفة أخيهما
طرقت ملاك الباب ودخلت ووليد خلفها
حين رأى وليد والده وزوجته , همّ بالخروج
ناداه صوتُ والده متعباً
: وليد , انتظرني برا أبي أكلمك
لم يرد
خرج ينتظره
اقتربت ملاك من سرير فهد مبتسمة
: كيف تحس نفسك ؟
ابتسم بتعب
: الحمد لله
جلست قريبةً منه بصمت
,
خرج ينتظر والده
الذي تبعه فوراً
قال بهدوء
: نعم ؟!
قال والده بِ هم
: أخوك مريض
عقد حاجبيه
: وش فيه
اختنق صوته بألم
: لوكيميا
فتح عينيه بصدمة
همس بغير تصديق
: لوكيميا ؟!!
هزّ والده رأسه بتعب
مرت ثوانٍ حتى استوعب
ارتفع الغضب لرأسه
فتح الباب بقوةٍ ودخل
اقترب من سريره وأمسك بأعلى ملابسه وصرخ بغضب
: انت حممار ! يا غبيي يا غبيي كم ألفف مرا قال لك دكتور غسان لا تقرب من الأشعه مو زيين , ليش تسوي بنفسك كذا , انت مريييض ويمكن تمموت , ليش ليش تدخخل غرفة الأشعة , وتقرب من المواد الكيميائية مسوي نفسك مخبري , ليش فهدد ليش
كان فهد ينظر له بهدوء
لم يفجع , فهم من حديثه مصيبته
قال بهدوء وابتسامة
: وش عرفك بالدكتور غسان و وش دراك انّه يقول لي لا تدخل غرفة الأشعة ؟
صمت وليد , كان يبحث عن اجابة , لكنه عاد ليصرخ بغضب
: لا تسأل عن شي ما يخصك , شوف علتك , شوف مرضكك وش بنسوي فيك
: قدّر الله وما شاء فعل , ان أراد الله شفاني وان أراد قبض روحي , وكل نفسٍ ذائقةٌ الموت , اذا ما مت بمرضي أموت بغيره !
شهقت أمه بفزع , وصرخت بخوف
: وش فيه , وش ممرضه !
كانت ملاك مصدومة , تنظر لأخويها وتسمع صراخهما , ولا تفقه من ما يقولانه شيئاً
قالت برجفة
: وش فيه !
صمت وليد , وقال فهد بهدوء تام
: لوكيميا , سرطان الدم
شهقت أمه من أعماقها , مرت ثوانٍ حتى سقطت مغشياً عليها
هتف فهد
: يمما
جراء الضجة دخل ممرض للغرفة وحين رأى أم فهد اسعفها ونقلوها لغرفةٍ أخرى
كان فهد متأهبٌ بقلق على أمه
أشار له والده أن يبقى مكانه
بعد أن خرجا , ابتعد وليد عن فهد وقال بضعف
: ليش تعرضت للي يموتك , ليش نفسك رخيصة عندك فهد
قال مبتسماً
: ماهي رخيصة , توي أعرف قدرها
صرخ وليد
: هذا سرطان مو لعب
: توّه بالبداية , يُمكن السيطرة عليه
هزّ وليد رأسه بخيبة أشار لملاك ليخرجا , لا يستطيع الجلوس أكثر
قال فهد ضاحكاً
: ما قلتلي من وين تعرف دكتور غسان
خرج مع شقيقته دون أن يرد عليه
بعد أن خلت غرفة فهد
اختفت ابتسامته
وتغيرت ملامحه
اغرورقت عيناه بالدمع
قال بهمس
: لوكيميا ! آخرتي أموت ب سرطان الدم ! , ي الله ارحمني وهون علي
نظر الى عروق يده البارزه
مسح عليها بخفة وهو يبتسم وعينيه مثقلةٌ بدموعه
: دم فاسد يمشي فيك ! كم مره غرروا فيني ل مخدرات وللشرب وللحرام , وتمنعت وصديت , بس مكتوب عليك تتجرثمين
رفع يده وقبل رسغه بخفة
: انا آسف , كنت أوقف تحت الشمس كثير , وأدخل المختبرات وبالغلط تطولني مواد كيميائية , وكل مريض يجيني أدخل معاه غرفة الأشعة , اغفر لي يارب
دخل والده وقاطع حديثه
فوراً رسم ابتسامةً مرحةً على محياه
: شلونها امي ؟
هزّ رأسه بضعف
: طيبة
قال بتشجيع
: لا تشيل هم يبه وكل أمرك لربك
جلس والده بقربه ينظر اليه بحزن , وفهد مبتسمٌ ببساطة !
,
,
شمال المملكة – حائل
السادسة مساءً
دخل يوسف غرفة عمر
: عمر تخاون ؟!
: وين !
: استراحة ياسر , مسوي عشا والشباب متجمعين
كشر بوجهه
: ما ابي
: وراه !
: ما احب ياسر
قال يوسف بجدية
: قايل لك شي ؟
هزّ رأسه نفياً
: لا يخسي ما يقدر يقول شي , بس نظراته كل ما شافني يقيمني بعيونه , ما ابي اروح
خلع يوسف شماغه وجلس
: اجل حتى انا مانب رايح
: يا رجال قم روح استانس مع ربعك
: خلاص هونت ابجلس معك
زفر عمر بغيض من هذا العنيد ونهض
: خلاص بلبس انقلع برا انتظرني
نهض يوسف وهو يضحك وخرج من الغرفة
زفر عمر وهو يشعر بالخجل من يوسف وكرمه
اقترب من ملابسه وأخرج ثوباً أبيضاً
لبسه وخرج ليجد يوسف يتمشى في باحةِ المنزل ويعبث بهاتفه
: يلا يوسف
التفت له يوسف ورفع حاجبه الأيمن
: وين شماغك
: ما له داعي
: الا له داعي
قال بتهديد
: تراني ابجلس وبتجلس معي ان ما طعتني ومشينا
سار يوسف للخارج بعدم رضى وعمر يتبعه ويحبس ضحكته على ملامحه
جلس بقربه في السيارة
قال يوسف بتأفف
: كنك بنقالي بالثوب بروحه
ضحك عمر وهو يستريح في جلسته
: مب شغلك
: هين ي عميران اوريك
ضحك دون أن يرد
كان يوسف يسير بسرعةٍ كَ عادته
فاجأتهم سيارةٌ قطعت طريقهم بقوة , ولولا لطف الله كانوا سيدهسون
شهق عمر وأغمض عينيه
كانت صورٌ كثيرة تنهال على رأسه
أمسك برأسه وصرخ
: لاآآآ
التفت له يوسف بسرعة
: عمر , عممر وش فيك
قال بألم وصراخ
: راسي رااسسي , آآه ياارب
فُجِع يوسف من منظره , لأول مرةٍ يراه بهذا الانهيار
توجه فوراً للمشفى
نزل وفتح باب عمر
قال بارتباك
: عمر تعال , ندخل المستشفى
كان عمر يصرخ من ألم رأسه ولم ينتبه ليوسف ولا لحديثه
سحبه يوسف بقوة , وأسنده اليه وسارا لمبنى المشفى
دخل عمر غرفة المعاينة وحقنوه بمخدر
سأل الطبيب يوسف
: وش مشكلته ؟!
: فاقد الذاكرة , ومن شوي كنّا بندخل بحادث وهو انفجع وقام يصرخ ويهذي
صمت الطبيب وتوجه لغرفة عمر الذي بدأ يستعيد وعيه
قال بهدوء
: الحمد لله ع السلامة
لم يردّ عمر
قال الطبيب
: عمر انت تجهد نفسك عشان تتذكر ؟
هزّ رأسه ايجاباً
: ايه
: بس هذا مو بصالحك ! ويمكن تصير عندك مضاعفات
قال ببحة
: اجهل نفسي ! اجهل هلي , اجهل كل شي يخصني , ما اقدر اتحمل , لازم اتذكر , في طفلة تناديني كل ما انام , اسمعها والله تناديني تحاول تمسكني احاول أسألها عن اسمها بس م اقدر , لازم ارجع لنفسي عشان اروح لها , اكيد تنتظرني
زفر الطبيب
: عمر اذكر الله , المرض ابتلاء , انت معافى بس فاقد ذاكرتك , ومع الوقت ترجع , كيف لو كنت مقعد او مشلول او فيك الخبيث ! احمد ربك وصل وادعي وترجى ربك يرجع ذاكرتك , تحب تتعالج أو تستعيد ذاكرتك تلقائي !
صمت قليلاً
ثم قال
: ابي اتعالج
هزّ الطبيب رأسه وخرج
قال يوسف بلهفة
: وشنوحه ؟
: ما في شي ان شالله , بس يجهد نفسه بالتذكر وممكن تجيه مضاعفات لازم يريح نفسه
ثم سأل الطبيب يوسف عن مكان المنزل وأقرب مشفى له , ورشح له طبيباً نفسياً جيداً ليبدأ بعلاج عمر
أخيراً أذن لعمر بالخروج
دخل يوسف لغرفة عمر بابتسامة
: لا باس طهور , أجر وعافية وانا اخوك
ابتسم عمر بهدوء ونهض ليخرجان من المشفى
قال عمر ببحة
: رح للاستراحة
قال يوسف بسخرية
: استرح بس
: جد يوسف روح , سامحني خربت عليك
قال يوسف وقد بدأ يغضب
: قسم بالله اني ازعل منك لو تعيد هالكلام , انت صاحبي لو ما وقفت معك من يوقف معك !
قال عمر بتعب
: الله يقدرني وأرد معروفك
صمت يوسف وتابع طريقه للمنزل , وأراح عمر رأسه على مقعده وأغمض عينيه يريد تذكر ملامح الطفلة
,
,
المملكة المتحدة – لندن
خرج سعود من العمارة
وعند مدخلها قابل فتاتان محجبتان تعرف اليهما فوراً
قال بهدوء
: لين ما تقدر تقابل أحد
رفعت لمى حاجبها الأيمن
: نعم ؟
أعاد كلماته ببطئ
: لين , ما , تقدر , تقابل , أحد , وصلت !
قالت لمار بهدوء
: ومن حضرتك عشان تقرر اذا لين تقدر تقابل أحد أو لأ ؟! ابعد عن طريقنا رجاءً
منعهن من الدخول وهو يقول بجدية
: انا جاد , لين ما تقدر تشوف أحد عندها ضيوف مهمين جداً من السعودية ومستحيل تقدر تشوفكم
تبادلتا النظرات
كانت لمى مستعدةً لخوض معركةٍ معه حتى يبتعد وتدخلان
لكن لمار لا تريد أن تكبر المسألة , سيرين لين لاحقاً ويخبرنها
سحبت لمى وغادرتها المكان
حين اطمأن أنهن ذهبن , توجه لشقة رفيقه
,
استنشق خالد هواءً نقياً يملأ رئتيه
ثم طرق الباب
مرت ثوانٍ , قبل أن يفتح وتقول لين بهدوء
: ادخلي خالة
كاد يهرب من مكانه حين سمع صوتها
أخته , شقيقته الصغرى , لين التي لم يرها ولم يعرف أخبارها منذ عامان !
تقف خلف هذه الباب الآن
سيراها , سيضمها اليه , سيتحدث اليها ويعرف أخبارها !
لا , لا يستطيع تصديق ذلك
لين , لين ردّي الّا تسمعين نداءَ قلبي
هل أنتي حقاً هنا
نادت لين مجدداً باستغراب
: خالتي !
كادت تطل برأسها من الباب لكنّ جسداً دلف للشقة وأغلق الباب
تراجعت بخوف قبل أن ترى وجهه
همس ببحةٍ مُعذبة
: ليين
رفعت رأسها بسرعة
جحظت عيناها
مرت ثوانٍ لتستوعب
ثم شهقت من أعماق روحها
قال بتأتأة وجنون
: خخـ , خ خأ , خخــ.....ــآآ ل لل ـللددد
أغمض عينيه بوجعٍ عميق
قال بتعب
: يا ويل ححالي
اقترب بسرعةٍ واجتذبها بقسوةٍ لحضنه
ضمها بقوة
كانت عينيها لا تزال ضائعةً في اللا مكان
وذراعاها ملقيان على جنبيها بلا حول ولا قوة
قال خالد بنحيب
: لقيتك , جيتك , سنتيين مترت السعودية وأنا أدور عليك , شلون رحتي , ششلون تركتي أخوانك , ليين , يا ويلي , يا ربي لا تفجعني ويكون حلم ياارب
مرت لحظات , حتى استوعبت
هي في حضن شقيقها
شقيقها الأكبر , الحنون , الذي تحبه كثيراً
هو هنا في لندن من أجلها , هو يضمها الى قلبه , هو ينتظر أن تطمئنه أنها ليست حلماً
شهقت مرةً أخرى ورفعت ذراعيها تلفهما حول أخيها بقوة , أنشبت أظافرها في ملابسه وهي تبكي بنحيب
: خااالد , خاالد , خــااللــد , يا ويلييي ياخوووي , خخااللد , يمما جاني خالد , جاني أخخوووي , جا سنددي يممما ماني ضايعة بروححي , خخــاللـــد , ضممني ياخوي , طممني تكفى , انت صدق ولا حلم
مع كلِ كلمةٍ كان يضمها أكثر
لا يستطيع , يعجز عن تصديق أنّ لين في حضنه أخيراً
مرت لحظاتٌ طويلة قبل أن يبعدها لينظر لوجهها
مسح بيده على ملامحها المبللة
كانت تنظر اليه بعدم تصديق
ثم , استوعبت أمراً
قالت بصدمةٍ وصراخ
: ليه جيت , دلوا ممكاني , بيجووني , بيرجعوني عندهمم , ليييش جييت , يمممااا بيرجعووني
ضمها بقوةٍ يهدئها
: شششش ليين , تكفين اسمعيني , محد دل مكانك والله , بس انا جيتك , هدّي لين هدّي يا روحي , محد والله محد يدري عنك
هي فقط تريد أن يطمئها لتصدقه , حتى لو كان كاذباً ستصدقه
ابتعدت عنه وهي تقول برجاء
: والله ؟ تكفى احلف انهم ما يدرون عن مكاني , احلف وبصدقك والله
قال بعذاب
: والله محد يدري
جلست أرضاً بتعب
لا تستطيع الوقوف أكثر
جلس أمامها وضاق الممر أكثر من ضيقه
قال بعدم تصديق
: لين !
أمسكت بيده تبكي
: خالد !
أغمض عينيه
همس بتعب
: يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك , يارب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ , الحمد لك يارب اللي جمعتني بأختي بعد ما قطعت رجاي , الف حمد لك يارب الف حمد لك
كانت تغطي وجهها بصدره , بللت قميصه بدموعها
تسمع كلماته , وتشعر بالاطمئنان
مرَ وقتٍ قبل أن تنهض ضاحكةً باحراج
: قوم ندخل للصالة
نهض مبتسماً
: حي هالضحكة
سارت معه ليدخلا غرفة الجلوس الصغيرة
جلس وهي بقربه
كان يتأملها
قالت مبتسمة
: خالد شكراً لأنك جيت , شكراً لأنك أخوي , شكراً والله شكراً
زفر بتعب
: مو قادر أصدق اني معك
هزت رأسها والدموع تنافس كلامها في السرعة
: ولا انا , احسك حلم بقوم منه
جلسا يتحدثان , في كل شيء وعن كل شيء
أخبرها أنّ سعود من أخبره أنها هنا وسعود من استقبله وسعود من أحضره
شعرت بامتنان كبير له
تمنت رؤيته الآن , حالـاً , لتشكره بشدة
نهضت فجأة
: خالد جوعان ؟
ضحك بخفة
: والله ميت من الجوع
أسرعت للمطبخ وتبعها
سألها
: عندك مودم ؟
: ايه , شوفه فوق الرسيفر ف الصالة , عليه ورقة فيها الباسوورد
ذهب حيث أخبرته وأدخل الرمز
اتصل ب فيصل عبر برنامج يمكنه من محادثته بصوتٍ وصورة
ردّ فيصل بحماس
: هلا
ضحك خالد براحة
قال فيصل بسرعة
: شفتها ؟
: ايه
قالت أمه بشوق
: افتح بنشوفها
ضحك وفتح ( الكامرا )
أشار لهم بالصمت ودخل المطبخ
كانت عدسة كامرة الهاتف مركزةً عليها
قال مبتسماً
: وش بتوكليني
التفتت له بسعادة
: اللي تبي
: وش عندك انتي
: بأقلي بطاطس وأسوي شوربة مشروم بالكريما وناقت دجاج , وش تبي بعد ؟
قال ضاحكاً
: شكشوكة
غطت عينيها ضاحكة
: أبشر , ناكل وترتاح عشان نروح للسوبر ماركت , نشتري كل اللي تحبه
قال بحنان وهو يرى أمه وأخويه في شاشة هاتفه
بندر يبتسم بحزن , وأمه تبكي , وفيصل بلا ملامح , لكنّ مشاعر الاشتياق والمحبة تسبح في نظرته
: ما له داعي , آكل من اللي عندك
هزت رأسها برفض
: لا والله نشتري كل اللي نفسك فيه , عاد هنا اكلهم يفتح النفس
سمعت صوتاً تعشقه , تعشق تعرجات الزمن فيه , تعشق خفوته , وتعشق قوته
: ايه وانا امك سوي له مفطح
شهقت ونظرت لأخيها بصدمة
قال ضاحكاً
: تعالي شوفيهم
اقتربت مسرعة
شهقت بوجع وهي تأخذ الهاتف منه
: يمما , بندرر فيصصصل
ضحك بندر
: صايرة سنعة
ضربته أمه بخفة
: من زمان سنعة بنيتي
قال فيصل بمحبة
: قرت عينك بشوفة خالد
قالت بصدق
: تقر عينك بشوفة نبيك حبيبي , عقبال أشوفكم
أمنوا جميعاً بحرارة
ثبت خالد الهاتف وجلس على مقعدٍ في المطبخ ليظهر هو ولين
كانت لين تطبخ بسعادة وتتحدث مع عائلتها
شعرت لأول مرة منذ عامان أنها بخير
,
,
استراليا – كانبرا
الثالثة مساءً
دخل لمنزله بتعب
اقتربت منه زوجته مبتسمة
: عساك عالقوة
داعب أنفها بلطف
: الله يقويك
أمسكت بيده تسير معه لغرفتهما
: تتغدى ؟
نظر لها
: انتي تغديتي ؟
قالت مبتسمة
: عواش ولولوة ومنال عندي , تغدينا مع بعض
هزّ رأسه
: حلو , انا مو مشتهي الحين ابي أنام , ساعة وصحيني
دخل غرفته وعادت لغرفة الضيوف
جلست مبتسمة
قالت عائشة
: رد مسفر ؟
هزت رأسها
: أي , بعد عمري تعبان ما يبي يتغدى
قالت لولوة مؤكدة
: أي صج وايد يتعب روحه بالشركة , انا حضرت اجتماعين او ثلاث عندهم , وايد شاد حيله
قالت بحنان
: لازم يتقن شغله
قالت منال تمازحها
: انزين بالله انتي شنو احساسج وريلج سعودي !
رفعت كتفيها
: عادي , انا مو مهتمة لجنسيته
قالت عائشة بفضول
: تحبينه ؟
ضحكت
: عواش جم سنة صار لي متزوجته , كل شوي ساءلتني هالسؤال
: انزين جاوبيني !
قالت بحب
: اهوا وايد زين , وايد طيب وحبوب , أكيد أحبه وأموت عليه
قالت لولوة بحالمية
: ي حليلج مهاوي
ابتسمت لهن
: الله يرزق كل وحده فيكم ريل أحسن من الثانية
قالت عائشة
: أحسن من مسفر
هزت رأسها
: أولاً ماكو من مسفر اثنين , ثانياً مو لازم نعيد سالفة انج ما تقولين مسفر , قولي بو راجح
قالت لولوة
: انا مو مقتنعة بحجيه هذا , شنو ما يسمح لأحد يناديه باسمه ! الله عليج شتنادينه انتي ؟
: انا كلّه أقول حبيبي , بس من ازعل منه اقول ابو راجح , هذه رغبته ما ابي أخالفه فيها , وبحكم اني مرته من سنين واعرفه عدل , زعله شين ويضل بقلبه , ف ليش أعرض نفسي لمشاكل معاه
قالت منال
: لهالدرجة الموضوع حساس عنده !
: وأكثر , جم مرة بغى يذبح راشد لأنّه ناداه مسفر , وايد الموضوع حساس عنده
قالت عائشة بتحليل
: يمكن لأنّه ريال كبير , ما يحب أحد يقول اسمه حاف
رفعت كتفها
: مادري
حينها دخلت الخادمة
: عمتي الحارس يقول سلطان ومالك هني يبون يقابلون عمي ابو راجح
نهضت باستنكار
: توّه راد من برى !
صعدت لغرفته وجدته مستلقياً دون أن ينام
قالت بهدوء
: منتظر أحد ؟
قال بتساؤل
: سلطان ومالك هنا ؟
هزت رأسها ايجاباً
نهض وسار ناحية الباب
قالت بسرعة
: حبيبي بتنزل بثوب النوم ؟
نظر الى نفسه , ثوبُ نومٍ فخمٌ وعريض , أصفر باهت مخططٌ طولياً بأصفر أغمق قليلاً
قال مبتسماً
: ماهم غرب
ابتسمت بصمت
تضايقها علاقة زوجها الحميمة جداً بهذين الشابين
في الأسفل خرجت عائشة فوراً لتلقي نظرة
رأتهما ولم ينتبها لها
ابتسمت حينَ رأت مالك
جذاب , حنون , لبق , مرح
ظلّت تنظر اليه مبتسمة
انتبه لظلِ أحدهم
التفت ورآها
ابتسم وحيّاها بيده ثم التفت
عادت أدراجها وانضمت للفتيات واضعةً كفها على قلبها
: يجنن
: منو !
: مالك , شنو هذا ياربي خقييت
ضحكن منها , ثم قالت بخوف
: لا تعلمن مها
قالت منال مستغربة
: شبتسويلج يعني !
هزّت رأسها
: تذبحني على غير جبلة , ما ترضى
قالت منال غير مقتنعة
: شكو اهيا , بعدين هذه مشاعر مو انتي تختارينها
قالت عائشة بسخرية
: مها شكو ؟ أي مو اهي بنت يارتنا ما لها شغل فيني كلش
قالت منال ضاحكة
: لا أدري أنها أختج العودة وانتي مثل بنتها يالبزر , بس هم ما يصير تهاوشج ع مشاعر
هزت رأسها عائشة لتسكتها
: أي انزين
قالت لولوة ب خجل
: انا يعجبني سلطان
نظرن اليها بصدمة
غطت وجهها بكفها
: والله وايد جنتل , اهوا صح عصبي وكلّه يفشل البنات , بس مدري شلون وايد جذاب
قالت منال
: لا يسمعج , يمه منه يخوف قبيلة
ضحكت لولوة
: لا ما يخوف , بخليه يحبني وقولي لولوة قالت
ضحكت عائشة باستخفاف
: انتي تكسرين الخاطر , يبا سلطان هذا غول , وخري عنه لسلامتج
تجاهلتها لولوة
وحينها سمعن صوت ابو راجح
أدخل الشابين لغرفة الاستقبال المقابلة لصالة جلوسهن
ودخل زوجته للفتيات
أغلقت الباب وجلست
قالت منال
: ليش سكرتي الباب ؟!
: مسفر ترك بابهم مفتوح
بعد قليل نهضت لولوة وهي تعدل ملابسها
: يلا بنات نمشي ؟
قالت مها مبتسمة
: ليش ! خلكم بعد
قالت لولوة
: ابي أوصلهن وبعدين عندي جم مشوار
قالت مها مستفسرة
: شلون رضى راشد تطلعن بروحجن مو مع السايق ؟!
قالت لولوة
: ما يامر علي راشد , انا تحت أمر يدي
هزت مها رأسها
: بس الكلام هذا من زمان البنات ما يطلعن بروحهن !
هزت لولوة رأسها بغير اكتراث
: يقول اللي يبي , انا صج مو على كيفه
قالت عائشة بانزعاج
: تحجي عدل , شنو أصغر عيالج راشد
رفعت كتفيها بلا مبالاة
: ما يهمني ولا أعتبره شي
قالت مها بلطف
: لولو حتى لو ما تتقبلينه لا تتحجين عنه جذي , انتي تعرفين راشد متربي معانا ومن وعينا عالدنيا اهوا مثل اخونا
: انزين , يلا بنات
نهضن معها دون أن يسهبن بالحديث أكثر
قالت مها بضيق وحنان
: الله يهديجن , متى بتغيرن هاللبس
قالت منال مبتسمة
: ادعي لنا
الثلاثة كنّ سافرات وبلبسٍ ضيق يظهر مفاتنهن
سرن خارجات من المنزل وركبن سيارة لولوة خارجات من الفيلا
في صالة الاستقبال
جلسا أمامه
قال متسائلاً
: وش فيكم
مدّ له سلطان ملفاً وقال بجدية
: ورقة ممكن تجيب آخر الشركة موقعة عليها لولوة
فتح عينيه بصدمة
: ايشش ! هات أشوف
فتح الملف ورأى الورقة والتوقيع
قال وقد بدأ يغضب
: من اللي موصل لها هالورقة ؟
قال مالك بتردد
: سكرتير راشد موصلها لها وقايل لها انها من راشد
رفع رأسه بقوة
: راشد ؟!
هزّ مالك رأسه
قال بعدم تصديق
: هو صح حقير , بس الشركة لجده وعمامه مستحيل يغلط هالغلط !
قال سلطان بهدوء
: الواضح ان راشد ما يدري عنها
قال ابو راجح بتفكير
: يكون السكرتير يلعب ع الحبلين
قال سلطان بغيض
: والله لا ارتكب فيه جريمة ان طلع خاين
قال ابو راجح ولا زال يفكر
: لازم ناخذ الحذر ونتّبع خطواته , بس راشد لا يدري عن شي والسكرتير لا يلاحظ انّا شاكين فيه
قال مالك
: لازم راشد يدري !
قال ابو راجح بحزم
: قلت لا يدري
صمت مالك قبل أن يلكزه سلطان ليحثه على الحديث
قال بخفوت
: اللي تشوفه
صمت وهو يتأمل الأوراق
وافكارٌ تتضارب في رأسه
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 01:38 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

البارت الخامس عشر
-
-
-
المملكة المتحدة – لندن
السادسة وعشرون دقيقة مساءً
كانت تسير مع أخيها في السوق
تشعر أنها ستطير من فرط سعادتها
تنتقي ما يحبه بدقة
تتحدث اليه بمرح
ضحكتها لم تفارق ثغرها , والسعادة والراحة تظهران بوضوح في مقلتيها
,
خرج عزيز من غرفته
: قوم معاي بنزل للسانز بري
قال سعود بكسل
: وش تسوي فيه ! كل يومين نازل
قال ضاحكاً
: في فيمتو بروح أشتري لي قارورتين قبل أنسى ويخلص ع رمضان
ضحك ونهض معه
توجها للسوق القريب
,
أمسكت بعلبتي مثلجات
: تبي شوكولا أو ستروبري ؟
ابتسم
: اللي تحبينه
هزت رأسها
: ما عليك مني انت وش تبي
حك رأسه بحيرة
: جيبي الاثنين
ضحكت ووضعت العلبتين في السلة
تقدما أكثر
نظرت الى الرفوف
: خالد تحب الفيوتشيني ؟
: ما اعرفه
اجتذبت كيساً بحماس
: بسويه لك بيعجبك
كان مبتسماً طوال الوقت
سارا وهما يتسوقان ويتحدثان
حتى ضحك خالد
: عندهم فيمتو !
: أي على رمضان يجيبون
حينها سمعا صوتاً من خلفهما
: اخلص يلا كلّه واحد
: لا ياخي شوف ذي أحسها بتنكسر
ضحك ثم قال
: بالله وش تنكسر ! وش شارب انت , فكني عزيزان والله دايخ
تأفف عزيز
: سوداني انت , من يوم عرفتك وانت دايخ
رمقه بنظرةٍ ذات معنى
: والله اكون دايخ ولا اني مفهي
ضحك عزيز ثم قال بغيض
: الله لا يطيح مسلم بلسانك
كان خالد يسمعهما ولاحظ تغير ملامح شقيقته للخجل
قال بابتسامةٍ لعوب
: سعوديين
قالت بسرعة
: ها ! مدري
قال خالد ولا زالت ابتسامته اللعوب تزين محياه
: ماش ما حبيته سعود ذا ماني موافق
تغيرت ملامحها فوراً , قالت
: اللي تشوفه
فلتت من حنجرته ضحكةٌ رنانة
التفتا اليه عزيز وسعود باستغراب
وحين رآه سعود ابتسم
قال سعود
: توقعتك تنام لين بكرة !
قال بابتسامةٍ هادئة
: هلا سعود , الحمد لله ارتحت
هزّ سعود رأسه مبتسماً وهو يأخذ بيد عزيز ليبتعدان
: نشوفك على خير
سارا مبتعدين والتفت خالد الى لين التي كانت تختبئ خلف ظهره كي لا يراها سعود
ابتسم
: يلا نكمل
هزت رأسها دون أن تعلق وسارت معه
,
التفت عزيز الى سعود مستغرباً
: من ذا ؟!
: خالد
: لا يا شيخ , من خالد !
: أخو لين
قال عزيز بذهول
: آمما !
: أي والله , كلمته قبل اربع أيام تقريباً وقال انّه جاي , واليوم وصل
: الساعة كم وصل ؟
: وحدة تقريباً أخذته من هيثرو
هز عزيز رأسه ثم قال
: ومتى بتروح انت واهلك لهم ؟
: خلّه يرتاح كم يوم وياخذون راحتهم ثم نطب عليهم
ربت عزيز على كتف رفيقه مبتسماً
: الله يوفقك
: وياك حبيبي , يلا الحين لازم أمشي
: خلك تعش معي
قال بملل
: بروح أغير ملابسي واطلع للدوام
هزّ عزيز رأسه بيأس
: متى بتترك هالشغل ؟!
قال بوجوم
: قلنا ما نتناقش في هالموضوع
زفر عزيز
: براحتك
دخل عزيز العمارة , وركب سعود سيارته ذاهباً لمنزله
,
خرجت لين مع شقيقها من السوق يتمشيان للعمارة
وهي تتحدث اليه عن دراستها وعملها ومسكنها
قال بحزن
: تشتغلين !
هزت رأسها بابتسامة
: لازم اشتغل
شد على يدها
: لين انا جايب لك فلوس تكفيك شهرين , وكل فترة بنحول لك مبلغ , وتتركين هالشغل
هزّت رأسها بطاعة
: حاضر
نظر اليها , يستحيل ان تكون مرتاحةً في عملها , والّا كانت عارضت وتمنعت
قال بهدوء
: تحبين شغلك
هزت رأسها نفياً
: لأ , بس مجبورة اشتغل
قال بحنان
: بدفع ايجار الشقة ورسوم الجامعة وبحول لك مصروف , لا تخافين بعد كذا , كل فترة بنجيك وبنكلمك كل يوم , هم السنتين راح
اقتربت منه وأسندت رأسها الى كتفه
: الله لا يحرمني منكم , كنت ضايعة لين لقيتوني
صمت وهو يزفر بحزن
اثناء سيرهما مرّا على عمارة
قالت لين بعجلة
: خالد انتظرني بطلع أتطمن على وحدة
أمسك بيدها يمنعها
: لحظة لحظة , من الوحدة ذي !
: حرمة كبيرة اسمها سارة لها فترة تجيني كل يوم وطيبة مرة , الحين لي يومين مو شايفتها بسلم عليها وأنزل
: عجلي طيب
ترك يدها ووقف ينتظرها في الخارج
وصعدت هي لشقة السيدة سارة التي سعدت لسعادة لين
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحادية عشر صباحاً
جلست أرضاً بجوار رفيقتها وزفرت بتعب
التفتت لها رفيقتها مبتسمة
: هانت كلها اسبوعين وثلاث ايام
هزت رأسها
: والله تعب اختبارات وتطبيقات عملية وش ذا
ضحكت ثم قالت
: انتي اخترتيه تحملي !
قالت بتذمر
: وش دراني انّه كذا صعب , والله بكمل وأجلس في البيت
: أي يجيب الله مطر , تونّا بأول سنة وانتي ناوية تكملين وتقعدين بالبيت
ضحكت بتعب واسندت رأسها الى الجدار من خلفها
بعد دقائق شعرت بحرارة تلسع خدها
فتحت عينيها بسرعة وقالت بفزع
: وش فيه
قالت التي أمامها بسرعة
: بسم الله عليك ما في شي , جبت لك فطور
نظرت اليها ثم الى الكوب في يدها , قالت بغيض
: هذه طريقة تنبهيني انك جايبتلي فطور , الله يعين علي بس وش بتسوين فيه
قالت بتذمر
: رتييييل
: ششش لا تصرخين , هاتي وش جبتي
قالت بحنان
: كوفي وكرواسون
أمسكت بالكوب والصحن وقالت بامتنان
: كنّك حاسة اني بموت جوع
نهضت داليا وهي تنفض ملابسها
: الأرض باردة رتول لا تجلسين عليها
هزت رأسها بغير اكتراث
: ما فيني حيل أتحرك
: طيب انا جالسة في المصلى اذا جا عبد الله تعاليلي
هزت رأسها ايجاباً وذهب داليا
التفتت رتيل لرفيقتها
: تاكلين ؟
ابتسمت بمحبة
: الحمد لله فطرنا وخلصنا بقيتي انتي و وفاء
صمتت وسمّت بالله لتأكل
بعد قليل قالت رفيقتها بتردد
: سعيد يسلم عليك
التفتت لها بحدة
: سمر قفلي هالسيرة لا اقلب الكلية على راسك
قالت سمر بخوف
: وش دخلني هو قال قولي لها
قالت بغضب وهي تهمس
: اخوك وش من ملة ؟ حمار ولا حمار ! انا متزوجة ما يفهم ذا
: يقول دام له ست سنوات مختفي اخلعيه وهو يتزوجك
نهضت بجنون
وقفت سمر أمامها وهي تهدأها
: رتيل اذكري الله
: انتوا ما تخافون الله ! وش اللي أخلعه ! وش الدين اللي ماشي عليه أخوك الكلب
: انا آسفة , والله مالي شغل , سعيد يخوف اذا طلبني وما سويت مو بعيدة يقطعني ويرميني للكلاب , قلتله البنت رافضة رفض قطعي نتكلم بالموضوع قدامها يقول ما لك شغل قولي لها , لا تزعلين مني تكفين
: سمر لآخر مرة أسمح لك تفتحين هالسيرة معي , انتي صديقتي من المتوسط لا تخربين علاقتنا بسبب اخوك المتخلف , لو تكلم مرة ثانية بعلم عمي وولده وأخواني ويتصرفون معاه ذا الرجعي
هزت سمر رأسها بسرعة
: أي أي والله انا مالي شغل , خلاص ما بفتح ذي السيرة مرة ثانية
حينها رنّ هاتف رتيل
ردت وهي تحاول ضبط نفسها
: هلا – صمتت قليلاً – طيب طالعين , مع السلامة
أغلقت الهاتف وارتدت عباءتها
قالت بجفاء
: مع السلامة
تركت سمر خلفها وذهبت للمصلى
فتحته وهي تقول بهدوء
: يلا داليا
نهضت داليا ترتدي عباءتها
ودّعت زميلاتها وخرجت مع رتيل
همست لها
: وش فيك ؟
: ولا شي
: والله جد , وجهك مقلوب مو مثل قبل شوي
: لا وصلنا البيت علمتك
وصلتا للسيارة
ركبت داليا في المقعد المجاور للسائق
ورتيل خلف داليا
قالت داليا بمرح
: فدييت هالطلّة أنا , ي بععد ككلي عباديني
ضحكت رتيل على ترحيب داليا اليومي ل عبد الله
ردّ بابتسامة
: انا افداك
شهقت والتفتت ناحيته
كان قد حرك السيارة وأقفل الأبواب
قالت بتأتأة
: وو , وققف
ضحك ثم قال وهو يرفع حاجبيه
: مانيب , وريني كذا أشوف , تشقلبي على ورا زي البزران
صمتت وابتعدت لتلصق بباب السيارة
ضحكت رتيل
: وش جايبك علي ؟ وينه عبد الله
: عبد الله طالع مع تركي عندهم شغلة
: عساه خير !
: خير ان شالله
صمتوا لبقية الطريق
كان علي يحاول التحدث الى داليا
لكنها في كل مرةً تبتعد أكثر
حتى قهقه بشدة
: خلاص اجلسي عدل ماني مكلمك , بينخلع الباب وتطيرين
ضحكت رتيل
: علي خلاااص اتركها ف حالها وش سالفتك
تأفف ثم قال
: شوفي بالله شلون مبعدة كنّي خاطفها
اقتربت رتيل من خلف داليا وهمست
: خلك ريلاكس
لم ترد داليا
وصلوا للمنزل وفتح علي قفل الأبوب
نزلت داليا مسرعة
قال علي بيأس
: العوض بالجنة , متزوج خبله
ضحكت رتيل قبل أن تقول
: انزل تغدى معنا !
: لا حبيبتي بالعافية , بروح أصلي الظهر وأجيب هديل من الجامعة
: الله معاك , سلم على أمي وهديل وتركي
: يبلغ
نزلت وانتظرها حتى أغلقت باب المنزل ليبتعد هو بسيارته
دخلت وسمعت صراخ داليا
اقتربت وهي عاقدةٌ حاجبيها
: ممااابييييه , مو غصصب
قرصتها أمها بغضب
: انطمي
نظرت رتيل لعمتها وهي تكبت ضحكتها
أشارت بيدها على رأسها أي أنّ داليا مجنونة
ضحكت عمتها وأبعدت داليا عنها
: الله يفشلك شوفي بنت عمك تقول عنك مجنونة
هبّت داليا لتعض رتيل بغضب
: يا كلبة ليش ما قلتي لي ان اخوك اللي جاي
ضحكت رتيل وهي تبعدها
: كنت معصبة مو مركزة
قالت ام صقر بملل
: بس يالبزر , كم مرة تكلمنا انتي وبعدين معك , لين نزوج علي وحدة عاقلة تعرفين ان الله حق
قالت بغضب
: زوجوه وفكوني
تركتهن وذهبت لغرفتها
وقفت أمام مرآتها وهي تمسك وجنتيها الحمراوتين خجلاً وتبتسم
: كلب علي ماحبه ما يستحي
غطت عينيها
: الّا أحبه , بس هو م يستحي
استلقت على سريرها وهي تسترجع كلماته وابتسامته
غفت عينيها وثغرها مبتسمٌ لصورة حبيبها في ذهنها
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
السابعة مساءً
أوقف وليد السيارة والتفت لأخته
: تنزلين لمصلى الحريم ولا تقعدين بالسيارة !
تلفتت حولها , ثم قالت
: بنزل
نزلت معه ودخلت مصلى النساء
وتوجه هو لغرفةٍ معينة
طرق الباب ودخل بوجوم
نهض الرجل من خلف مكتبه مرحباً
: هلا وليد , منور المستشفى يا شيخ , وش هالزيارة المفاجِئة !
جلس وليد وهو مهموم
اقترب الرجل وجلس أمامه
قال باهتمام وقلق
: وش فيك !
: فهد
: بسم الله عليه , عسى ما شر !
قال بختناق
: فيه اللوكيميا
شهق الرجل بصدمة
: اسألك بالله !
قال بتعب
: اخوي يا غسان طايح من طوله , مو قادر يوقف من التعب , يكسر الخاطر عيونه ذبلانة وجسمه هزيل
قال غسان بحزن
: انا لله وانا اليه راجعون , لا حول ولا قوة الا بالله , اذكر الله وانا اخوك , وش قال لكم الطبيب بالضبط
: يقول سووله التحاليل اللازمة وظهر عندهم احتمالية اصابته , ولمن عرفوا أنّه دكتور عظام ومبلط حضرته في غرفة الأشعة دايماً تأكد من اصابته
قال غسان
: والله أحذره دايم , يا فهد لا تدخل مب زين لك يا فهد خطر يا فهد له آثار سلبية , يقول ما اقدر لازم ادخل مع مريضي
تأوه وليد وهو يريح رأسه على ظهر الكرسي الجلدي
قال غسان بمواساة
: لا تشيل هم , ان شالله يتعالج , هو في بدايته صح ؟!
: ايه
: اجل توكل على الله بإذن الله بيتعافى
قال وليد بخفوت
: ما ابيه يموت
: وليد اذكر الله شفيك , روحه بيد ربه لا تقول هالكلام وتتحاسب عليه
زفر وظلّ على حاله برهةً من الزمن
فتح عينه وهو مبتسمٌ بحزن
: يوم قال لي ابوي عن مرضه , دخلت عنده وصرخت عليه , قلتله مو حذرك الدكتور غسان من غرف الأشعة , ترك كل كلامي وابتسم المفهي يقول وش عرفك بالدكتور غسان
ضحك غسان ثم قال
: والله انك نفسية , وش بيصير اذا درى أخوك انك تخاف عليه وتوصي عليه
قال بوجوم
: غسان ابلع لسانك مو شغلك
ضحك غسان ورفع يديه باستسلام
: طيب طيب ما لنا شغل
نهض وليد
: يلا أشوفك على خير , اختي تنتظرني في المصلى ما ابي اطول عليها , بس حسيت اني محتاج أكلمك
هز غسان رأسه بيأس
: الله يهديك , الله يهديك
تجاهله وليد وخرج ليأخذ أخته ويذهبان للمشفى التي فيها فهد يطمئنان عليه
كان مسجياً على سريره , الارهاق يتضح تماماً على وجهه
اقتربا منه
قالت ملاك هامسة
: فهد !
فتح عينيه ونظر اليها ثم الى وليد
زفر بتعب وهو يعدل جلسته
قالت ملاك
: شلونك ؟
: الحمد لله
سأله وليد
: وين أمك وابوك ؟!
: روان بروحها في البيت , ابوي أخذ أمي توكلها وتذاكر لها وبكرة لمن تروح المدرسة بيجون
قال وليد ببرود
: عطوك أدوية او ابر او أي شي ؟!
: لا للحين , باقي لهم كم تحليل وكم شغله عشان يبدون العلاج
دمعت عيني ملاك
: تقوم بالسلامة
ابتسم لها
: الله يسلمك , يلا روحوا انتوا بعد ناموا عندكم دوامات
جلس وليد على الكرسي بقربه وهو يقول ببرود
: ملاك عندها اوف بكرا وانا ما عندي شي في الدوام ب نبات عندك
ابتسم فهد ابتسامةً واسعة , وهو يدرك تماماً أنّ وليد كاذب
: قلتلي ملاك اوف وانت ما عندك شي
ضربه وليد بالوسادة بغيض
: انخمد ولا تكثر حكي
قهقه وعاد يسلتقي ويغمض عينيه
وهو يشعر بالراحة من وجودهما بقربه
,
,
استراليا – كامبرا
التاسعة صباحاً
جلس بصدمة وقال ببطئ
: ملحد !
قال سلطان بغيض وغضب
: هذه أول شغلة مسكناها عليه الحقير الكذاب بياناته وملفاته مسجل فيها انّه مسلم , بس للحين ما عرفنا تابع لمين ووش يسوي هنا
هز رأسه بصدمة
: ولا أبي أعرف تابع لمين – رفع سماعة الهاتف التي بقربه وضغط رقمان توصلانه بمكتب ابو غانم – سلام عليكم , انا ابو راجح , لا هنت الحين الحين اجتماع طارئ
وضع السماعة ونهض بتشتت
خرج من مكتبه والشابان خلفه
جلس في مقدمة الطاولة وهو يضع يديه على رأسه بضياع
قال بخفوت
: لا اله الا الله , لا اله الا الله
خلال دقائق دخل كبار مسؤولي الشركة
جلسوا مستغربين
رفع ابو راجح رأسه وسقط بصره على الذي يجلس بجوار راشد بثقةٍ عمياء
شعر بغضبٍ يفور في رأسه لكنه لا يزال متماسكاً
قال راشد
: خير مسفر وش فيك
حينها انفجر
صرخ فيه بغضبه الذي لا يظهر الّا نادراً , وان ظهر فإنه ينسف الشركة عن بكرةِ أبيها !
: الله يلعـ... يا حقير كم مرة قلت لك لا تقول مسفر
نهض بجنون ليقضي عليه
أسرعا مالك وسلطان يهتفان وهما يمسكان به
قال مالك
: صلِ ع النبي قل لا اله الا الله , روق روق
قال سلطان وهو يرمق راشد بغضب
: ابو راجح اذكر الله , خل يولي ما يستاهل تعصب عشانه
نهض ابو غانم وهو مذهول
: ابو راجح وش صاير !
صرخ بغضبٍ مجلجل
: هالزبالة متى بيفهم ! لازم اشرب من دمه عشان يتوب , الله ياخذك ويفكني من وجهك
قال راشد بغضبٍ هو الآخر
: ما صارت لأني ناديتك باسمك حرقت المكتب علينا
صرخ بجنون
: لاتناديني باسمي الله ياخذ روحك , قلتلك نادني ابو راجح انت ما تفهم !
: وليش اناديك بو راجح وانت اصلاً ما عندك راجح
فلت ابو راجح من مالك وسلطان واقترب بسرعة من راشد ليقتله
وقف ابو غانم بينهما وهو يقول برجاء
: اذكر الله , والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس , تعوذ من ابليس
: هالكلب اللي وراك هو ابليس بعينه وعلمه
التفت ابو غانم لراشد
: ارجع مكتبك بسرعة
تراجع راشد ليخرج وخلفه يسير شاب نحيلٌ قبيح
قال ابو راجح بقوة
: لحظة
التفتا اليه بتساؤل
جلس ابو راجح وهو يزفر
: سلطان تكلم , هد حيلي الله يهد حيله
قال سلطان
: من شروط ومواثيق الشركة انّ أي عامل فيها يكون منتسب لديانة , الاسلام او يكون كتابي
تبادلوا النظرات باستغراب
حينها كان يقف مالك عند باب القاعة ويقفل الباب ليمنعَ أياً منهم من الهرب
تابع سلطان
: لقينا بيننا ملحد للأسف
حملقوا فيه جميعاً بصدمة
الشاب الذي كان بقرب راشد التفت لباب القاعة ليهرب منها وصدم حين رأى مالك يقف بقرب الباب وينظر اليه بحقد
قال ابو غانم بصدمة
: من هو ؟!
تابع سلطان
: مو ملحد وبس , يشتغل عالحبلين , معطي لولوة ورقة تجيب آخر الشركة ومخليها توقع عليها ولولا المراجعات والتمحيص من بعد لولوة كان الشركة منتهية الحين
قال راشد بغضب
: منو هالكلب
قال سلطان بحقد
: سكرتيرك ماجد
جميع الأنظار وقعت على ماجد بصدمة
قال بتأتأة
: ما صار هالحجي
صرخ فيه ابو راجح
: لا تكذب وقص بلسانك
كاد يتكلم لولا صفعةٌ قاسية من راشد , أفقدته السمع لثوانٍ
صاح فيه بغضبٍ مجلجل
: خيانة وكفر ! من أي مزبلة انت يايني !
رفع يده ليضربه مرةً أخرى ومنعه أحد الرجال في القاعة
: لا توصخ ايدك
قال ابو غانم وهو جالس بتعب وصدمة
: يشتغل لصالح منو
هز سلطان رأسه
: للحين ما عرفنا , بس الأوراق اللي موقعة عليها لولوة أتلفناها
التفت ابو غانم بتعب لأحدهم
: اتصل بالشرطة
حينها نهض ابو راجح ودخل مكتبه وسلطان ومالك من خلفه
جلس بتعب على مقعده
سكب له مالك كأس ماء
: روق
: الله ياخذه
قال سلطان وهو يربت على كتفه
: خلاص هد نفسك
في الخارج عمت الفوضى
كان راشد يحترق من الغضب
والشاب ماجد يرتجف ويحاول الدفاع عن نفسه
حتى أتت الشرطة لتأخذه وتنظر في أمره
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
السابعة وخمسةَ عشر دقيقة مساءً
كانت تمسك بسماعة الهاتف وتتحدث بقلق
: متأكدة ما يحتاج أجيك ؟!
صمتت قليلاً ثم قالت بحنان
: بسم الله عليك يا روحي ما تشوفين شر
قال الذي يجلس مقابلها بسخرية
: اخلصي علينا قفلي , عندها قرون استشعار لا تكشفك
ضحكت ثم قالت
: ما عليك , محمد يتريق على أمي
قال مبتسماً
: وانا صادق والله
ابتسمت وهمت بالحديث , أوقفها دخول ابنها مبتسماً
: مساء الخير
ردّ الثلاثة
: مساء الخير
قالت بتلعثم
: طيب مو مشكلة انا أكلمك وقت ثاني , انتبهي لنفسك , مع السلامة حبيبتي
جلس وقال متسائلاً
: مين !
قالت مبتسمةً بارتباك
: صديقتي
هزّ رأسه وصمت
قال والده مبتسماً
: وين كنت اليوم , من الصبح طلعت توك ترجع
: والله طلعت الصباح مريت المصنع صايرة مشكلة بسيطة , بعدين للمطار استقبلت خالد اخو لين ووديته لاجوار رود , كنت تعبان ورحت ارتحت عند عزوز , وهذاني جيت
قالت امه باهتمام
: شلون شفته خالد
: والله ما مداني اعرفه زين , بس شكله طيب
التفت لجدته التي لم تعد تتحدث اليه منذ أخبرهم عن رغبته بالارتباط ب لين
اقترب منها مبتسماً
: نانا
نظرت اليه بصمت
قبّل كفها
: الم تشتاقي لي !
قالت ببرود
: ولمَ أشتاق اليك وانت تعيش معي !
قال بتكشيرة
: لم تعودي تتصلي بي , ولم تطمئني عليّ منذ فترة
سحبت يدها من يده وتابعت قراءة جريدتها
قالت بلا اكتراث
: لم تعد طفلاً
زفر والتفت لوالده
: وش اسوي فيك ! خربت علي ومزعلها مني
قهقه والده
: وش دخلني انا
قالت ام سعود مؤيدةً لابنها
: والله جد محمد زودت عليها بكلامك وما اعتذرت ولا بررت بعدها
زفر ثم قال
: سيدتي
رفعت رأسها دون أن تتكلم
قال باعتذار
: ارجو ان تعذريني على حديثي السابق , كنت غاضباً بعض الشيء
قالت بهدوء
: لا مشكلة
تابعت قراءتها دون اكتراث لهم
قال سعود ضاحكاً
: والله حاقدة باقي شوي وتقلعنا
ضحكت أمه وأشارت له ليقترب
: تعال سعود
اقترب منها ووضع رأسه في حجرها
مشطت شعره بأصابعها
قال بابتسامة
: شلون تزوجتي ابوي
ضحكت ثم قالت
: زي ما جدك تزوج أمي
: شلون تزوجوا ؟
: كان جدك الله يرحمه ولد أغنياء في السعودية , وامي بنت أغنياء هنا
ضحك سعود
: عائلة بريطانية غنية مسلمة , في أحلى من كذا !
ضحكت والدته وتابعت
: صار مؤتمر دولي مدته ثلاث شهور في الامارات , طبعاً مصانع جدي أبو أمي داخلة المؤتمر , وشركات جدي ابو ابوي داخلة , اجدادي ما يقدرون يتركون شغلهم ويسافرون , ف ارسل جدي ابوي , وارسل جدي الثاني امي , وهناك التقوا كانوا من الأقلية المسلمة , فترة وتزوجوا وعاشوا عيشة سعيدة
ضحك ثم قال
: وانتوا شلون تزوجتوا ؟
قال والده ساخراً
: جيت ادرس دكتوراه , والقى البنت المحجبة ام عيون خضر وبياض أشقر وملامح عربية , سحبتني على وجهي قمت ما اعرف كوعي من بوعي لين تزوجتها وتركت السعودية وعشت هنا عشانها
غطت وجهها بكفيها وهي تضحك
ضحك سعود ثم قال
: عمامي ما عارضوا ؟
: قلت لهم سعودية مسلمة وش بيقولون يعني ! أهم شي عندهم ما تكون كافرة واصلها مو عربي
استمروا يتحدثون حتى نظرت ام سعود الى ساعة الحائط ثم قالت
: سعود الساعة 8 ونص ما عندك دوام اليوم !
نهض بتكاسل وصعد لغرفته
ووالدته مبتسمةٌ بحنان , وجدته ترمقه بنظراتِ عطف ومحبة !
,
,
استراليا – كانبرا
عاد لمنزله ولا زال الغضب يحلق حوله
دخل لمنزله وفوراً توجه للدرج
اقتربت زوجته باستغراب
: حبيبي شفيك !
تماسك وحاول كبت غضبه
: ما فيني شي
أمسكت بيده ونظرت الى وجهه بتمعن
: ابو راجح شصاير لك ! ويهك مو طبيعي
سحب يده منها وقال بهدوءٍ قدر المستطاع
: صارت بيني وبين راشد مشكلة
ازدردت ريقها ثم قالت بارتباك
: شنو سوا راشد !
: مشكلة بالشغل مالك فيها , بطلع أنام مابي غدى
تركها وصعد لغرفته
زفرت بغضب وأمسكت بهاتفها
اتصلت على راشد
رنّ لثوانٍ حتى اتى صوته ويبدو أنّه غاضب
: هلا مها
قالت بهدوء
: شلونك راشد
: الله يسلمج طيب الحمد لله , انتي شلونج
: الحمد لله
: آمريني !
: شصاير بينك وبين ابو راجح ؟
صمت قليلاً ثم قال مستغرباً
: اهوا قال لج ؟!
: لا دخل معصب أصريت عليه قال مشكلة بينك وبينه بالشغل , ولأني مو غبية أدري الموضوع مو عن الشغل
ضحك ببرود
: مو شغلج , مشاكل رياييل وخري عنها
: راشد انت حسبة اخوي ومن عمر الدنيا انا احترمك وأعزك , شكو حاط نقرك من نقر ريلي ! شسالفتك وياه ؟
: ما لي شغل فيه اهوا حاقد ويدور علي الزلة عشان يصارخ ويعصب , على فكرة مو بس هو بالعالم , كل واحد له همّه واشغاله هذا عباله انا قاعد واخطط عليه , يبه شهالحجي فهميه انا مو مهتم له , اهوا صفته ريل بنت عمي وبس ! قبل كنت اقول حلو لو صرنا ربع , الحين بطلت بس يفكني شره وشر نظراته
قالت تعاتبه
: لا تقول عنه جذي , انت تدري اهو مريض ويتعالج , وفيه سكري , وللحين متأثر من اللي صار له , عشان جذي دايماً معصب , ولا والله وايد قلبه طيب
: انزين
: شنو انزين ! عفيه راشد انا اختك لا تضايقه عشان خاطري
زفر بتعب ثم قال
: مها قلت لج والله مالي شغل فيه ! اهو متى ما طقت براسه هاوشني
: ميخالف تحمل عشاني
: زين حاضر
: فديتك والله انت ماكو منك لو ما تكره ريلي
ضحك ثم قال
: قلت لج ما اكرهه
:زين
: يلا قلبي ويهج وراي شغل وايد
ودعته بمحبة وصعدت تطمئن على زوجها
دخلت الغرفة وشهقت
اقتربت بخوف
: شفيك
كان جسده يرتجف والعرق يبلل جبينه
قال بتلعثم
: جيبي لي حلو بسرعة
أسرعت للثلاجة التي في الغرفة وسحبت لوح شوكولا
اقتربت منه وساعدته على أكلِ بعضٍ منها
قضم قضمتين صغيرتين
وأراح رأسه ولا زال تنفسه سريعاً
مرت دقائق حتى انتظم تنفسه وخفت رجفته
قالت ببكاء
: شفيك , ليش انخفض !
قال بتعب
: خليني أنام
: انزين علمني شصار لك , من زمان ما نزل جذي
لم يرد عليها وحاول النوم
بقيت بقربه تمسح على شعره , وتتأمل ملامحه
حتى استغرق في النوم
خرجت من الغرفة وجلست في الصالة العلوية , والحزن يظهر جلياً على ملامحها
اقتربت منها الخادمة
: عسى ما شر عمتي شفيج
قالت بحزن
: ابو راجح تعبان
: سلامته ما يشوف شر
: ما اييلج
: ما تبون تتغدون ؟
: لا , تغدوا انتي ومليكة حنّا بعدين نتغدى
: انزين تبين شي ثاني ؟
: سلامتج
ابتعدت الخادمة , وظلّت مها جالسةً تفكر بِ هم
,
دخلا شقتيهما
جلسا وزفر مالك
: الله يهديه ليش عصب كذا
قال سلطان بغيض
: آخ بس ليتنا خليناه يذبحه
قال مالك بقوة
: استغفر ربك , صاحين انت وياه ! وش جريمته البشعة الرجال عشان تكرهونه لهالدرجة
صرخ فيه سلطان
: مالك انطم وبطل مثالية
غضب مالك
: شدخل المثالية يا متخلف , وش تحسون فيه وكل شي عندكم ذبح قتل انتقام !
تجاهله سلطان ودخل للمطبخ يشرب ماءً بارداً يخفف غضبه
تبعه مالك وقال بجفاء
: جدتي مكلمتني تقول تبي تكلمك مشتاقة لك
قال بجمود
: ما ابي اكلم احد
: بس هذه جدتك يالردي !
: مالك لا تصدع لي راسي
قال مالك بغضب
: عسى عمرك لا كلمتهم وش علي منك , طول يومك تصرخ وتسب وتنافخ واسكت واتحمل واعذر , بس جدتي ما بتعذرك
تركه متوجهاً لغرفته وأغلق الباب بقسوةٍ بعده
تنهد سلطان
جلس في الصالة وهو يستغفر
بعدَ قليل
نهض من مكانه وتوجه لغرفة مالك
طرق الباب بهدوء
قال مالك من داخل الغرفة
: انقلع
ضحك وفتح الباب
كان مالك مستلقياً على سريره
حين رآه قال
: مو قلت لك انقلع
ضحك سلطان
: ما هان علي تنام زعلان
قال مالك بسخرية
: ايه طبعاً ما يهون عليك , عشان لمن تقوم بعد ساعتين ثلاث منفس تقدر تطلع تنفيسك علي
: تعجبني لمن تفهمني
رماه مالك بالوسادة
: وراك بس
امسك سلطان الوسادة واقترب ليجلس
: خلاص سامحني ما اقصد اضايقك
تجاهله مالك
قال سلطان بغيض
: احمد ربك جايك بنفسي , انا الكبير اذا ناسي حضرتك
: انت جاي تعتذر ولا تتهاوش
ضحك سلطان
: المفروض تقوم تحب راسي وتقول لي افا يا عمي سلطان وانا اقدر ازعل منك انت تمون ع الرقبة
قال مالك بسخرية
: ايه هين
: خلاص ما صارت ما قلتلك شي انا
: كلم جدتي
تغيرت ملامح سلطان , قال بغضب
: مالك تبينا حلوين مع بعض انطم ولا تفتح لي هالسيرة
: بس جدتي سلطان , تكفى والله متشفقة عليك
نهض واولاه ظهره
: قل لها اني طيب وبخير ومشغول ما اقدر اكلمها
زفر مالك بيأس
: براحتك
خرج سلطان من الغرفة وهو يقول بخفوت
: تمسي على خير
أغلق الباب وترك مالك حزين على حاله
توجه لغرفته وعروق عينيه احمرت بشدة
جلس وهو يزفر بقوة يمنع نفسه من البكاء
قال بحرقة
: يارب تاخذ أرواحهن
استلقى وهو يشعر بالألم ينهش قلبه
,
,
المملكة العربية السعودية
الواحدة بعد منتصف الليل
,
تقلب في نومه وهو يلهث ويتصبب عرقاً
كان يتنفس باضطراب
شهق بقوةٍ وفتح عينيه
,
تقلبت في نومها وهو تلهث وتتصبب عرقاً
كانت تتنفس باضطراب
شهقت بقوةٍ وفتحت عينيها وهي تهتف
: صـــــقــــر
تلفتت وهي تتنفس بسرعة
مرت ثوانٍ لتستوعب أنها في غرفتها وأنه كانَ مجرد حلم
أغمضت عينيها وشدت لحافها الى صدرها
همست بنحيب
: بموت قبل يومي من همك
,
أضاء يوسف الغرفة واقترب منه بخوف
: وشنوححك
قال بتلعثم وسرعة
: شفتها , والله شفتها , كانت تبكي , حاولت والله حاولت اسألها عن اسمي او اسمها , مدري مدري وش اسمها , تبكي والله وتحاول تاخذني معها , آآه ياربي ليش ليش ما سألتها عن اسمي
دمعت عيني يوسف وهو يهدأه
: عمر قل لا اله الا الله , بسم الله عليك , حلم حلم ياخوي خلاص صحصح
اراح رأسه على الجدار وهو يبكي
: ليش ما سألتها , ما اغباني , والله حاولت ما قدرت
خرج يوسف من الغرفة فوراً
لا يستطيع رؤيته بوضعه ذاك
وكان عمر محتاجاً لأن يبقى بمفرده
بكى حتى شعر بالراحة
ثم نهض لدورة المياه يتوضأ
عاد وأمسك بالمصحف
كان يتلو ويمسح أدمعه
ويرجو الله سراً أن يعافيه ويردّ ذاكرته
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 01:41 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

البارت السادس عشر
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة صباحاً
كانا يجلسان متقابلين ويتناولان افطارهما
قال لها بتأنيب
: ما كان له داعي تجلسين اليوم , لو رايحة جامعتك ابرك
عقدت حاجبيها
: اروح وانت هنا وكلها كم يوم وتسافر !
ابتسم بحنان
: لك ثلاث أيام معي وباقي بقعد كم يوم , بكرة روحي
هزت رأسها نفياً
: ماني رايحة لين تسافر , وبعد ما تسافر بقعد لي كم محزنة بعدين أداوم
قهقه ضاحكاً , مسح عينيه ثم قال ولا زالت آثار ضحكته في صوته
: مب على كيفك , بكرة بتروحين وبروح معك , أجلس اقز لين تخلصين
قالت باعتراض
: وش اللي تقز , مير أفقع عينك
ضحك منها مجدداً
قبّل أن يردّ عليها رنّ هاتفه
أمسك به , رفع حاجبه الأيمن حينَ رأى اسم المتصل
: هلا
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله
: شلونك !
: الحمد لله , وانت !
: زين الحمد لله , بغيت أقول لك الوالدة وجدتي حابين يشوفون أهلك
قال بلطف
: حياهم الله
قال سعود بمرح
: والوالد يبي يشوفك
ضحك خالد بخفة
: الله يحييك انت وياه
: متى يناسبكم
: لحظة – نظر الى لين وقال بهمس وهو يبعد الهاتف – تستقبلين أهل سعود اليوم ؟
احمرت وجنتيها , قالت بخفوت
: ما عندي شي , انت عندك مانع ؟!
: لا – ردّ على سعود بابتسامة وهو يتأمل شقيقته – تفضلوا اليوم
: خلاص بأكلمهم ان شالله , بعد الظهر او قبل العصر كذا نجي
: هلا ومرحبآ
: سلام عليكم
: الله معك , وعليكم السلام
أغلق الهاتف ونظر لها بهدوءٍ تام
قالت بِ خجل
: وش فيك !
هزّ رأسه بهدوء
: ولا شي , قومي رتبي بيتك
لا شيء يا صغيرتي , أرى احمرارك , ارى ما في قلبكِ من سعادةٍ وحُزنٍ في آن , للمرة الثانية تُطلبين , في المرة الأولى زوجكِ أبي وندم وماتَ قهراً , وهذه المرة سأزوجك , وانا خائف وارجو الله الّا أندم
لا شيء يا شقيقتي , سوى أني احبك واخشى عليكِ واتطلع لأرى سعادتك وأمنك , لا شيء , سوى انني قلقٌ عليكِ , لا شيء سوى خوفي من أن تحبيه فلا يكون كفؤاً
لا شيء !
: من بيجي ؟!
: هو وابوه وامه وجدته
حكت رأسها بتفكير
: بس ما في الّا غرفة وصالة !
: عادي تجلسون يالحريم في غرفتك وحنّا هنا
: غرفتي صغيرة
: مو مشكلة لين لا تكبرينها , هم يدرون انك وحدة يعني بيتك ع قدك
قالت باختناق
: اقابلهم بروحي !
مسح على رأسها بحنان
: انا موجود
هزّت رأسها ودمعتان تبلورتا ك لؤلؤتين في مقلتيها
: لا , بيجون امّه وجدته ويجلسون معي لحالي يسألوني ويكلموني , مافي أم تتكلم بدالي , مافي أم تأشر لي بعينها أطلع من الغرفة , مافي أم تغمز لي عشان أقهويهم , مافي أم بترتب شكلي وتمدحني قبل يجون , مافي أم معي !
ضمها الى صدره بصمت
بمَ يجيب !
هذا ما كُتب علينا يا لين , هكذا شاء الله لنا , ما من مفر يا صغيرتي , هكذا اختار الله ابتلاءنا , كفكفي دمعك , اخلعي نبرة الحزن والأسى من صوتك , اهدئي يا وصية أبي لي , ما عساي أن أفعل , وهم أقوى مني وأكثر ! , ما عساي أفعل وان عصيتهم وتمردت عليهم حوسبت وحملت وزراً
قال بحنان
: خلاص لين , لا تقلبين يومك نكد , قومي غسلي وجهك وتعالي نكلم امي تانقو نسألها وش نسوي
نهضت بتباطئ وخرجت من غرفة الجلوس
آهٍ يا أخي , على حرقةٍ تعتصر قلبي , في أهمِ يومٍ لي امي وأخواي ليسوا معي , جبارون هم اولئك الذين أصابوني في مقتل , نفوني من بلدي وبيتي وصدرِ أمي ودفئ كلماتها , قساةٌ هم الذين ينتظرون رؤيتي لينهشوا جسدي ويبرحوني ضرباً , آهٍ يا أخي , على آهةٍ لم تتجاوز حدود صدري !
زفر بتعب ٍ وقال بخفوتٍ حار
: حسبنا الله وكفى
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحاً
خرجت من القاعة وسارت ببطئ وملل
شعرت بهزات هاتفها في جيبها
ردّت بملل
: هلا
: وينك !
: توني طلعت من القاعة , وانتي ؟
: عند الكافتيريا , وش تبين فطور
: جيبي أي شي
أغلقت الهاتف وذهبت حيث يجلسن رفيقاتها
ابتسمت ورفعت يدَها تُحييهن
رددن عليها التحية , وتباعدن لتجلس بجوار سمر
لكنها جلست بعيدةً عنها مما اثار ريبتهن
قالت احداهن مازحة
: وش فيك لا يكون شايفة على سمر شي
قالت بابتسامةٍ باردة
: لا عادي
أخفت سمر حزنها بابتسامتها
قالت احداهن
: رتول شوفي هذه بنت خالتي
نظرت اليها مبتسمة
: أهلاً
قالت الأخرى بنعومةٍ وبصوتٍ ( مغناج ) ب طبيعته
: هلا فيك
قالت رتيل
: منورتنا
: تسلمي يا قلبي
سألت الفتاة ابنة خالتها عن اسماء الفتيات
قالت وهي تشير اليهن
: هذه مشاعل ام لسانين – قالت مشاعل باعتراض – هيي ابلعي لسانك – ضحكت وتابعت - , وهذه فادية العنيفة السفاحة – فتحت فادية عينيها بصدمة – وش شايفة علي يوم اني سفاحة ! – قالت بضحكة – كذا تخوفين بلد يا ويل اللي يوطى لك على طرف , المهم وذي سمر الهادئة النعومة – ابتسمت سمر بنعومة وتابعت الفتاة – وذي سارة الرومنسية تعشق خطيبها الجنتل – ابتسمت سارة دون أن ترفع رأسها عن هاتفها , قالت الفتاة بسخرية – شفتي حتى ما رفعت راسها قاعد تكلمه , ما علينا , وانا وفاء الجميلة الخقة الأميرة الـ - كادت تتابع حديثها لولا صرخاتهن المعترضة , ضحكت وأشارت أخيراً الى رتيل – وذي رتيل المزيزة غامضة تحسينها وشوي نفسية
ضحكت رتيل
ضمت وفاء ابنة خالتها بمرح
: وذي الحلوة الياي الرقيقة النعومة الكيووت ديما بنت خالتي
قالت ديما مبتسمة
: تشرفنا بنات , رتيل اسمك مرا نايس , مين سماكِ ؟
صمتت رتيل قليلاً ,استنشقت هواءً تملأ بِه رئتيها , ثم قالت مبتسمة
: زوجي
عقدت الفتاة حاجبيها استغراباً
قالت بلطف
: عفواً !
ضحكت رتيل وقالت وهي تشرح بيديها
: يعني هو ولد عمي , ولمن انولدت سماني , ويوم كبرت تزوجني
وضعت ديما يديها على جانبي وجهها بتأثر , قالت بلطف وحالمية
: آووهه سسو كيووت
حملقت فيها رتيل لثوانٍ
ثم اشاحت بوجهها وهي تكبت ضحكتها التي لو ظهرت لأحرجت الفتاة وجعلتها تقسم ألّا تجلس معهن مرةً أخرى !
كان عقلها يسترجع ذكرى مضت
*كانت تمسك بيده وتسير معه في السوق
حين انتهيا من الشراء
توجها للبوابة ليخرجا
لفت انتباهه طفلٌ في عربته
قال بابتسامة واسعة وعينيه تنطقان اعجاباً
: مشالله تبارك الرحمن , شوفي رتيل البزر
نظرت اليه واتسعت عينيها بسعادة
كان الطفلُ ملفتاً جداً , جميلٌ ولطيف بشعرٍ ذهبي مجعد وعينين بلون العسل الصافي , وشفتين نديتان ممتلئتين
يضحك بمرح
قال مرةً أخرى
: اللهم صلي على محمد , يهبل يحليله الله يحفظه
قالت بتأثر وهي ترف برمشيها بدلال
: يااي سو كيووت
فتحت عينيه بصدمة وهو ينظر اليها
قال بذهول
: وش قلتي !
قالت بابتسامةٍ عريضة وكأنها أنجزت انجازاً
: سسوو كــيووت
ظلّ ينظر لها لثوانٍ , ثم عقد حاجبيه وهو يضرب رأسها بخفة
: وش ذي بعد
قالت تشرح له بطفولية
: يعني مرا حلو وكشخة و يحليله
قهقه بشدة ثم قال
: من معلمك ذي الكلمة
قالت بفخر
: فايزة اخت فوزية
قال بسخرية
: عساس انا أعرف فايزة وفوزية الحين
هزت رأسها برفض
: يااربي انت ما تفهم , فوزية صديقتي في المدرسة , وفايزة اختها بالثانوي , جات فايزة مدرستنا وشافتني وقالت سوو كيووت انا احسبها تسبني بالانجليزي زعلت قامت ضحكت هي وقالت لي يعني يا زينك وحلوه , عرفت !
كان مبتسماً يتأملها وهي تتحدث
هزّ رأسه ايجاباً
: أي عرفت , قولي لفايزة صقر يقول ما لك شغل لا عاد تقولين كيوت لا اشوتك , وانتي لا تقولينها ماش ما حبيت الكلمة
قالت بتذمر
: انا عجبتني
اقترب بتحذير
: وشو , ما سمعت
ضحكت وهي تضع كفيها على شفتيها وتهز رأسها نفياً
: خلاص ما اقولها
: ايه سنعة..*
انتهت الذكرى وهي تضحك ووفاء تناديها مستغربة
: رتيل !
نظرت اليها مبتسمة
: هلا
: بسم الله عليك انهبلتي تضحكين لحالك , المهم تسألك ديما كم سنة بينكم
نظرت الى ديما التي توردت خجلاً
: سوري ما انتبهت انّك سرحانة
هزت رأسها مبتسمة
: عادي , بيننا 15 سنة
هتفن الفتيات
: وآآو , الله , يووه كبير ممرة !
ضحكت ولم ترد عليهن
حينها جاءت داليا القت التحية ثم جلست بجانب رتيل
: خذي
: وش جايبة
: كلوب ساندوتش وعصير برتقال
قبّلت خدها مبتسمة
: مششكورررااا
ضحكت داليا
: لا بالله شكلك اليوم ميتة جوع
مسحت على بطنها
: ايي جوعاانة ومو ماكلة بالبيت وأخذت محاضرتين ورا بعض انهلكت
قالت داليا بحنان
: يا روحي , يلا شوي ويجي عبد الله وترتاحين
أكلت بصمت ولا زالت الابتسامة عالقةٌ في ثغرها من ذكراه
ذكرى حبيبي الغائب , ذاك الرجل الذي يسلب لبّ قلبي في حضوره , في كلّ مرةٍ أنظرُ أعلى التلفاز , لأرى صورته , كأني اراه لأول مرة , يقفز قلبي من بين أضلع صدري , ترفرف عيناي خجلاً وحاجةً واشتياقاً , ذاك الرجل الذي اذا ابتسم يبتسم العالم بأسره , الذي اذا غضب تختبئ الطيور في أعشاشها , وتدخل الفئران لجحورها , ذاك الذي اذا قهقه , ارتجت الكرةُ الأرضيةُ ضحكاً , ذاك الذي اذا عقد حاجبيه ببداية غضب , هابه الكون أجمع , رَجُلِي , سقفُ أحلامي , حبيبي الذي ربّاني وبقيتُ في نظره طفلةً حتى غاب عني , أين أنت يا صقر , واين رَسا قارب حياتك بِك , هل ما تزال تذكر ملامحي ! ام أنها اندثرت تحت رُكام أفكارك وانشغالاتك !
نبهتها داليا وقطعت أفكارها
: رتول كلي !
قالت مبتسمة
: طيب
رفعت داليا حاجبيها استغراباً من وضعها
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
جامعة الدمام
الحادية عشر والنصف صباحاً
كانت تكتب بِ اندماج تام
تارةً تحك أعلى حاجبها بِ تفكير
وتارة تحك أسفل شفتها
قالت التي بجانبها بسخرية
: شوي شوي على نفسك
التفتت لها بانتباه
: تكلميني !
ضحكت
: اقول شوي شوي على نفسك , لا يفصل مخك من قوة التركيز !
قالت مبتسمة بشرود وهي تعود للكتابة
: ششش لا تطيرين الأفكار
: وش تكتبين ؟
: مقال
: عن !
لم ترد عليها لأنها اندمجت بكتابتها
صاحت الأخرى بملل
: ملاااك
سقط القلم من يدها بفزع
: شفييك !
: زهقت خلك من الكتابة الحين
زفرت ملاك وهي ترفع قلمها
: لجين أحسن لك تقلبين وجهك وتتركيني ف حالي
: يا بنت الحلال لاحقة ع الكتابة
قالت بانفعال
: لا مب لاحقة , اذا تشوش ذهني اصير ما اجمع , اتركيني لين أكمل ونجلس
قالت باعتراض
: انتي تكتبين مقال ! يعني مو شوي وتخلصين
هددتها وهي تشير بقلمها
: اوص
تأففت لجين وتابعت ملاك كتابتها
مرّت لحظات حتى رنّ هاتف ملاك
سحبته وردت وهي لا تزال مندمجة في مقالها
: ها
ضحك بذهول
قالت بخجل
: سوري قاعد أكتب
: اما ها !
حكت انفها محرجة
قال مبتسماً
: يلا انا برى
: طيب
أغلقت الهاتف ونهضت
قالت لجين وهي على وشك البكاء
: ادري انك كلبة كل يوم تسوين كذا
ضحكت وانحنت تقبّل وجنة لجين المتوردة من الغضب
: خلاص بكرة اجلس معك
: بس فالحة تكذبين
: وعد !
رفعت لجين رأسها وقالت بتهديد
: شوفي وعدتيني , والله لا اطلع مصارينك وأعطيها للبساس لو ما جلستي معي بكرة
ضحكت ملاك ورأسها مائل للخلف
حمحمت ومسحت عينيها وهي تضع أشياءها في حقيبتها
: الله يقطع ابليسك , خلاص قلت لك وعد
نهضت معها لجين وسارتا للبوابة ولجين تثرثر وملاك مبتسمة تستمع اليها
وصلتا للبوابة
قبّلت لجين خدّ رفيقتها
: انتبهي لنفسك
: وانتي بعد
غطت وجهها وخرجت لأخيها
ركبت السيارة والقت التحية بمحبة
رد بحنان
: وعليكم السلام ورحمة الله , شلونك ؟
هزّت رأسها
: الحمد لله , وين بنروح !
بيأذن الظهر الحين نصلي ونروح نتغدى بعدها نروح نشوف فهد , ثم نرجع للبيت
تحدثا قليلاً حتى وصلا لأقرب مسجد
انتظرا ليُأذن للصلاة , ونزلا يصليان
انقضت الصلاة وعادا للسيارة
سار وليد في شوارع الدمام
: وين تبين تاكلين ؟
زفرت ملاك بملل
: ليتني أطير وأروح لخالتي الحين , لبيه ي طبخها , ولييد والله ذبحني أكل المطاعم , فطور وغدى وعشى !
ضحك بخفوت وتوجهَ لمعطمٍ ذُو نكهةٍ ايطالية
: من زمان ما اكلنا ايطالي , انزلي
نزلت معه وهي تتأفف من كلِ شيء
دخلا جلسةً مغلقة ولا زالت تتذمر
ضحك وهو يضرب رأسها بخفة
: خلاص يا بنت لا تتحطمين
قالت بضيق
: وليد ما بيصير شي اذا أكلنا من البيت , طيب لا تاكل من طباخهم انا اطبخ !
تجاهلها وذهب ليطلب
الموضوع غير قابلٍ للنقاش بالنسبة اليه , ملاك تؤرقه , لا تعي هذه الصغيرة من الحياة ما يعرفه هو , يخاف عليها من أبسط الأمور , في روحه وجعٌ يدك حصون قلبه , هو لا يريد ازعاجها ولا حرمِها من رغباتها , هو فقط يخشى عليها من الوجع الذي يسكنه , يخشى على شقيقته من تخبطات الحياة , يخشى عليها طعنةً تصيبها في مقتل ! هو لا يزعجها , هو يحميها فحسب ! لمَ لا تفهمه , لم لا تستوعب مدى الخطر الذي يحيط بها , قد ذاق مرارة الوجع مراراً , وأقسم أن لا تلمحه حتى , لن يستجيب لها , فلتظن بِه سوؤاً , فلتكرهه حتى ان شاءت ! لكنه سيبقى يحميها حتى آخر نفسٍ في صدره
دخل جسلتهما المغلقة ووضع الطعام
ابتسم ببرود
: يلا سمِي بالله
لم تنظر اليه ولم تتبادل معه الحديث
سمَّت بهمس , وأمسكت بملعقتها تأكل
هذا الوليد , لا يفقه في الحياة سوى مشهداً كريهاً عالق في مخيلته منذ اثنان وعشرون عاماً , لا زال يشعر برائحة الألم في صدره , يحقد على الجميع , يخبئها عن الجميع , قلبها يهمس لها بأن شقيقها مريض ! شقيقها يبغض العالم , ويعيش في قوقعةٍ يرغمها على الجلوس معه فيها , تحبه بجنون , وتخشى عليه من أدنى مكروه , لكنها باتت تضيق ذرعاً بِ تشدده , الذي يزداد كلّ ما كبروا ولا ينقص أبداً ! تذكر أدق تفاصيل الطفولة , كم من مرةٍ أراد قتل أبناء عمومتها ممن اقتربوا منها , تذكر كيف كان قبل أن يستطيع القيادة , يجمع مصروفه حتى يتسنى لهما ركوب سيارة الأجرة , كي لا يذهبا مع والدهما او السائق ! اصبحت ابنة الاثنان وعشرون ربيعاً , ولا تستطيع أبداً التقاط ذكرى لها في سيارة أحدهم , أو على مائدة الطعام مع والدها وزوجته وأختها وأخيها غير الشقيقين , أو نزهةً عائلية جميعهم مبتهجين فيها , جميع ذكرياتها يتربع وليد على عرشها , ذكرياتٌ لستةِ أعوامٍ مع خالتها وأبنائها , ثم يحتل وليد كلّ شيء , وليد و وليد وفقط !
زفرت ورفعت عينيها لتجده هو الآخر شارد الذهن
لن تقسو على شقيقها
مضت سنونٌ طويلة وهي تطيعه وتوافقه في كل شيء , ستبقى مطيعة حتى وان كان مخطئاً
قالت بحنان
: ولييد ليش ما تاكل
انتبه لها وابتسم
: الّا آكل
تابعا طعامهما وكلٌ منهما يتحدث عن يومه في دوامه
وكلٌ منهما في داخله ندبةٌ يخفيها عن الآخر !
,
,
استراليا – كانبرا
الثالثة وخمسةَ عشر دقيقة مساءً
دخل للمنزل بهدوءٍ تام
اقتربت منه زوجته مبتسمة
: قواك الله
نظر اليها بحدةٍ ولا يزال صامتاً
قالت بريبة
: حبيبي شفيك !
لا يزال صامتاً , أثار خوفها
: بو راجح شنو صاير ! خوفتني
قال بهدوء وهو يكظم غيظه
: الشي اللي أجي اقوله لك , هل يحق لك تروحين من وراي تتناقشين فيه !
تراجعت بارتباك
: شتقصد !
قال بحدة وهو يحاول الّا يرفع صوته
: انتي فاهمة وش اقصد
هزّت رأسها ودموعها تكاد تفلت
: ما ادري انك بتعصب , انا ما قلت شي بس سألته شالسالفة وقلتله لا ينرفزك !
صرخ فيها
: من طلب منك أساساً تكلمينه ! شي مالك دخل فيه على أي اساس تروحين تتكلمين فيه , بس الشرهه مب عليك على اللي عطاك علمه
قالت بعبرة
: لا تصارخ
أبعدها من أمامه بخفة وصعد لمكتبه
لم يكن ينقصه سوى مها !
يشعر بالغضبِ يفورُ في دمِه ليحرق عروقه كلّ ما تذكر وجه عمِه ابو عقاب والد زوجته وهو يقول له بهدوءٍ تام
" مشاكلك مع راشد حاول انها ما توصل لمها لأنّه حسبة أخوها ومو حلو ريلها واخوها يصير بينهم مشاكل هي تدري عنها ! "
كان سيقلب المكتب رأساً على عقب
كان سيفقأ عيني ابي عقاب التي تنظر اليه باتهام
كان سيقتل راشد المتحاذق
زفر بقوة وهو يلهي نفسه بالعمل
لا يستطيع التركيز , لا بد أنّ مها تبكي الآن
لم تتعود أن يغضب منها أو يصرخ في وجهها
فلتبكِ قليلاً لن يضرها
ولكنها لا تستحق أن يبكيها !
خصوصاً أنّ مها ليست صغيرة , تصغره بعامان فقط !
وجب عليه احترامها واحترام سنها
تأفف وهو يحاول التركيز
لن أذهب , فلتحزن ولتبكِ , كان يجب الّا تتذاكى وتتحدث الى ابنِ عمها الأحمق
ابن عمها الذي لو حُلل القتل لثوانٍ , يكاد يقسم أنه سيقتله بأبشع طريقة
يتمنى القضاء عليه , ازهاق روحه , يتمنى له أكثر الأمور سوءاً
يبغضه بعنف , يبغضه بصورةٍ شرسة
زفر واستغفر في سرّه
لا يريد الاسترسال في الأفكار العقيمة التي تؤذيه هو , دون سواه
نهض من مكانه وخرج من مكتبه
دخل غرفته
كانت مستلقيةً على جنبها الأيمن
عينيها غارقتان بالدمع , وملامحها حمراء من أثر البكاء
تنهد , وتجاهلها
غيّر ثيابه وخرج من الغرفة
نزلَ بخطواتٍ ثقيلة ليخرج من المنزل
فتح له السائق الباب الخلفي , ثم أغلق الباب وأخذ مكانه
حركَ السيارة متوجهاً للمشفى
كان يفكر في ملامح مها الدامعة طوال الطريق
زفر بغضب
تباً لِ قلبي الذي يكره حزنها
أخرج هاتفه واتصل بها وهو حانقٌ جداً
طالت الثواني , ومها لا ترد
رفع حاجبه , هكذا اذاً !
كاد يُغلق الهاتف لولا صوتها
ردّت بجفاء
: نعم
زفر , ثم قال
: خلاص قومي غسلي وجهك
قالت وغصتها تخنقها
: ليش تصارخ علي ! شنو شايفني ياهل ! ترا عمري من عمرك !
زفر ثم قال بهدوء
: معاد أصرخ عليك خلاص
صمتت وهي تمسح أدمعها
قال بهدوء
: يلا مها قومي
: وين رحت ؟!
: للمستشفى عندي موعد
: انزين ما كليت !
: بعد ما اطلع من المستشفى بتغدى مع سلطان ومالك
صمتت , خافت أن تتكلم ف تشتمهما
قالت وهي تكبت غضبها
: أنطرك ع العشا ؟!
: ايه
: انزين , حافظك الله
قال بخفوت
: مع السلامة
أغلق الهاتف وأعاده لجيبه
مرّت دقائق ليصلَ للمشفى
الذي يبدو كَ متنزهٍ أكثر من كونه مشفى !
كانَ بِ حديقةٍ خضراء على مد البصر , ب جلسات مظللة
وغرف للاسترخاء , وغرف للرياضة واللياقة , وغرف لمشاهدة التلفاز , وحمام سباحة كبير
حتى ألعاب للأطفال كانت موجودة
دخلَ للمبنى
وصعد للدور الثالث
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثانية عشر مساءً
اتصل سعود بعزيز
: عزيز بسسرعة فز لخالتي سارة خل تروح ل لين
فز عزيز بقلق
: وش صاير ! عسى ما شر
: لا لا ما في شي , بس نانا وامي رايحين لها اليوم , ما ودي تكون بروحها
تثاءب عزيز وعاد للاستلقاء
: فاضي انت ع بالي فيها شي – صمت قليلاً , ثم قال ب مكر – صرنا نراعيهم وما نبيهم بروحهم
قهقه سعود قبل أن يقول
: حسبيّ الله على تفكيرك , قم لخالتي سارة ولا تكثر حكي
: زيين
أغلق الهاتف وتوجه فوراً لشقة السيدة سارة
طرق الباب عدةَ مرات قبل أن تفتحه مبتسمة
: ي الله انك تصبحه بالخير
ابتسم لها بحنان
: الله يصبحك بالرضا والرضوان , خالتي أهل سعود بيزورون لين بعد شوي , قال سعود روحي لها ما يبيها تكون بروحها
قالت بعطف
: دقايق وانزل لها
: انا بدخل أغير وبجي أوصلك
: ما له داعي يمه أروح بروحي
قال برفضٍ لطيف
: لا معليش انا بوصلك , يلا استعجلي
أولاها ظهره وأغلقت بابها مبتسمة
أسرعت لمطبخها
أخرجت كيسَ بُن , وآخر فيه هيل , وعلبةَ تمرٍ سُكري
وضعت الأكياس والعلبة في سلةٍ خاصة للرحلات
ثم وضعت عشرةَ فناجيل قهوة
ثم الى غرفتها لتحضر كسرتي عود " بخور "
ارتدت ملابسها وعباءتها عى عجل وخرجت تحمل السلة
كان عبد العزيز يقف أمامها
ابتسم وأخذ السلة
سار وهي خلفه
خرجا من العمارة وفوراً كشَر عبد العزيز
: اليوم بــرد
قالت بعد أن تنهدت
: ما تعودت يعني !
زفر بتذمر
: أكره بردهم
ضحكت ضحكة شاحبة
: غريبة , أهل السعودية يحبون البرد !
هزّ رأسه ضاحكاً
: حنّا ضبان نجد ما نتحمل البرد
ضحكت بخفوت , وتابعا طريقهما في حديثٍ عن نجد ولندن
صعدا لشقة لين
وضع عبد العزيز السلةَ أرضاً وابتسم
: هالله هالله ف بنتك , وخلها تبيض الوجه قدام خطّابها
قالت بفخرٍ حقيقي
: يحمدون ربهم ان كانت بنيتي من نصيبهم
ضحك عبد العزيز بذهول
: الحين جحدتي سعود وصارت لين بنتك
هزّت رأسها
: كلكم عيالي , بس البنت عندي أعز
قال بحنان
: ليتك تحلين لي , والله لا ابوس ايدينك وراسك , مير الله يشهد ان مكانتك من مكانة امي
قالت بتأثر
: الله يحفظك يا عزيز وانا والله ما اعدك الّا ولدن لي
فرح بِ كلماتها التي تكررها دائماً
ودعها ونزل الدرج خارجاً من العمارة
طرقت الباب ثلاث طرقاتٍ متوالية بهدوء
فُتِح الباب وظهر شاب طويلٌ ترفع رأسها لترَى وجهه
قال مستغرباً
: آمري !
ابتسمت
: لين موجودة ؟
هزّ رأسه ايجاباً وابتعد عن الباب وهو ينادي
: ليين روحي للباب
أسرعت لين للباب مستغربة
شهقت بسعادة حينَ رأت الخالة سارة
اقتربت لتعانقها
: هلا والله
حملت سلتها وأدخلتها وأغلقت الباب
أطلت برأسها على خالد
: ابو وليد لا هنت
قاطعها مبتسماً
: زين زين بطلع
قالت محرجة
: معليش والله
: يا بنت الحلال تراني أخوك يعني تشوتيني وتقفلين الباب مب تعتذرين
ابتسمت فحسب
ارتدى حذاءه وخرج
أغلقت لين الباب خلفه ودخلت غرفتها مبتسمة
: ي الله انك تحييها
قالت سارة تعاتبها بلطف
: كذا يا لين هذه آخرة العيش والملح , اليوم بتنخطبين وما تقولين لي
قالت لين بخجل
: والله تمنيتك معي , بس استحيت أطلبك واثقل عليك
: الله يسامحك يا بنتي , والله يوم جاني عزوز وانا اركض جهزت نفسي وجيتك على طول
قالت لين مستغربة
: شلون عرفتي !
ابتسمت سارة
: سعود متصل على عزوز قالّه قل لخالتي سارة تلبس وتروح لم لين هلي جايين يشوفونها ومابيها تكون بروحها
صمتت لين
غرقت ف الصمتِ لثوانٍ
قبل أن تقول بخفوت
: الله يجزاه خير
نهضت سارة وهي تخلع عباءتها
: قومي يلا , انا بسوي الشاهي والقهوة وانتي رتبي وبخري
: ما عندي قهوة !
: ادري انّه ما عندك , انا جبت قهوة وهيل وتمر وبخور بعد
دمعت عيني لين بتأثر
اقتربت منها وطبعت قبّلة أحترام عميقة على جبينها المتعرج
همست بامتنان
: الله يجزاك خير ويقدرني أرد معروفك علي
ابتسمت سارة دون أن تعلق وتوجهت للمطبخ
تذكرت لين كلمات والدتها التي حادثتها قبل ساعة
(: خلك واثقة ومبتسمة بهدوء , ضيفيهم ورحبي فيهم , اذا سألوك جاوبي على قد السؤال , لا تتلبكين وتتأتأين , لا تخافين يمه
: أبيك معي يمه
قالت بحنان
: روحي وقلبي معك يمه , لا تخافين لين
هزّت رأسها تقنع نفسها أنّه لا مشكلة من عدم تواجد والدتها )
سمعت هتاف سارة
: ليين , الساعة 12 ونص يلاا
: جايية جاية
تعاونتا وانهيتا عملهما خلال ساعةٍ ونصف
ثم دخلت لين لدورة المياه تستحم
وسارة تتأكد من التجهيزات
خرجت لين بعدَ خمسةٍ وأربعون دقيقة
وعيناها حمراوتين
زفرت سارة معاتبة
: الحين ليش تبكين ! عيونك حمرت وش بيقولن الحريم لا شافنك
قالت بعبرة
: أبي أمي
اقتربت لتضمها بحنان
: حبيبتي اذكري الله , الحين البسي وكلميها , والله ما بتكون راضية انك زعلانة
نظرت لين الى سارة وهي تمسح دمعها
سيدةٌ فاضلة , لم تسألها قط لمَ هي هنا وأهلها هناك , لم تتجرأ لتسألها لمَ الخطبة هنا وليست في السعودية
قالت سارة ضاحكة
: من زين الوجه يومك تتأملين فيه
ضحكت لين ونهضت لترتدي ثيابها
حين انتهت من تجهيز نفسها
سألت سارة بتردد
: شلون شكلي !
قالت سارة بحنان واعجاب
: اللهم صلي ع النبي , تجننين الله يحفظك , يا بخته والله
توردت وجنتيها خجلاً
مرّ الوقت سريعاً حتى أصبحت الساعة تشير الى الثانية والنصف مساءً
رنّ هاتف لين
ردّت بود
: هلا حبيبي
: لين انا عند العمارة الحين طالع لك , خمس دقايق ويوصلون
قالت بارتباك
: طيب
أغلقت الهاتف ونظرت الى سارة بتوتر
ابتسمت سارة تطمئنها
: خذي نفس , تراهم طيبين دام سعود ولدهم
هزّت رأسها فحسب
,
نظر الى أمه وجدته من مرآة السيارة وقال
: لا تسألنها كثيراً , وكنّ لطيفاتٍ معها , ولا تأتين بذكري أمامها
قالت السيدة جوليا بانزعاج
: لا تكرر الكلام كثيراً , لقد أخبرتنا بذلك كلِه صباح اليوم
كتم الثلاثة ضحكتهم
قالت أمه بحنان
: لا تقلق حبيبي , سنفعلُ كلّ ما طلبته
ابتسم وأخرج هاتفه وفتح مكبر الصوت
ثوانٍ وأتى صوتُ عبد العزيز بملل
: خيير , تراك أبثرتني الله يشغلك في نفسك
رفع سعود بصره لوالده ووالدته , وكاد يضحك من ملامحهما المذهولة
قال بهدوء
: انا في السيارة وهلي معاي وفاتح سبيكر
صمتَ عزيز لثوانٍ , ثم قال بخفوت
: آمر
هنا , لم يستطع سعود تمالك نفسه وانفجر ضاحكاً
قال عبد العزيز بهدوء
: وش تبي !
حمحم سعود ليصفي حنجرته , ثم قال
: اجهز ابيك معي تؤازرني في خطبتي
حاول عزيز منع نفسه من السخرية , لكنه لم يستطع
: اللي يسمعك مرة متوتر , ما كنّ جبهتك أوسع من مسطرة دكتور ديفد , كل شوي متصل وكل شوي تتطمن عليها ومستقبل أخوها بنفسك ع بالك اول وآخر واحد بيتزوج , والحين تبي مؤازرة !
انفجر سعود ووالده ووالدته ضحكاً
قال عزيز هامساً
: الله ينكبك
: والله انت جبتها لنفسك , يلا اجهز كلها دقيقتين وانا واصل عمارتهم ابيك قدامي
زفر عزيز
: ابشر
ابتسم سعود وودعه وأغلق الهاتف
نظر لأمه التي كانت لا تزال تضحك
: واللي يشوفه عندنا مستححي
ضحك سعود وهو يضع هاتفه جانباً
: قايل لكم كلب
نظر الى جدته وزفر
: نانا هلّا تبتسمين ؟!
تجاهلته تماماً
قال والده بهدوء
: يومين وترضى خلك منها
صمت ومضت دقيقتان حتى أوقف سيارته أمام العمارة التي تسكنها لين
نزلوا جميعاً
نظرت جدته الى الشارع والعمارات بتقييم
ووالدته صامتة
قال والده
: يلا !
: ادخلوا انتوا بنتظر عزوز
قال والده
: يمكن بيتأخر !
ابتسم سعود
: لا
: أي شقة !
أخبر والده عن الشقة ودخلَ الثلاثة للعمارة
حينها قال سعود ضاحكاً
: تعال يلا
كان عبد العزيز يقف بجانب العمارة ولا يراه من يقف أمامها
اقترب وهو يحك أرنبة أنفه محرجاً
ضحك سعود منه ودخلا للعمارة
,
دخل خالد وجلس في الصالة
اقتربت منه لين تعطره وترتب هندامه
ابتسم وقبّل رأسها
: والله قمر , فديت أمي اللي خلفتك
ضحكت , وقبل أن ترد رنّ الجرس
أمسكت لين بيده وقالت بتراجع
: خلاص ما ابي
ضحك وأبعدها لتدخل غرفتها
فتح الباب مبتسماً
ابتسم والد سعود
: خالد !
: حياك الله
سلّم على والد سعود وابتعد سامحاً للسيدتين بالدخول
كانت سارة تقف عند باب غرفة لين
قالت تنبههن
: حياكم الله , هنا تفضلوا
دخلتا للغرفة
سيدتين أنيقتين , حجاباتٌ ملونة , ومعاطف طويلة , وابتسامةٌ جميلة تزين محياهن
قالت سارة مبتسمة
: ام سعود ؟!
ابتسم ام سعود وقالت
: ام لين ؟!
هزّت رأسها نفياً
: لا , انا سارة
شهقت ام سعود بخفة واقتربت تقبل رأسها
: هلا والله , سامحيني ما عرفتك
ضحكت سارة وأشارت ناحية لين
: هذه لين
نظرت اليها ام سعود بحنان
اقتربت لين تسلَم
ف عانقتها ام سعود
: شلونك حبيبتي
قالت بخفوت
: الحمد لله , تفضلوا استريحوا
التفتت ام سعود للسيدة جوليا
: هذه أمي , جدة سعود
سلَمت لين وقالت بلطف
: مرحباً سيدتي
كانت جدة سعود تنظر اليها بتقييم
ابتسمت بهدوء
: أهلاً
جلسن جميعاً وضيفتهن لين
كانت ام سعود تسألها عن دراستها وعمرها بلطفٍ بالغ
ولين هادئة وتجيب بابتسامة بسيطة
,
بعد دخول السيدتين بثوانٍ دخلا سعود وعبد العزيز
بعد الضيافة والسؤال عن الأحوال
قال ابو سعود
: متى رجعتك للسعودية على خير ؟
: بعد حول خمس أيام
تبادل سعود ووالده نظراتٍ سريعة
قال ابو سعود
: انت تدري حنّا شارين قربكم وودنا ف بنتكم لولدي
قال خالد بهدوء
: والنعم فيكم , الرسول يقول من جاءكم من ترضون دينه وخلقه ف زوجوه , انا احسبه والله حسيبه انّه ان شالله راعي خلق ودين
: خذ راحتك بالسؤال عنّه , وأي شي حاب تستفسر فيه حنّا حاضرين
قال خالد مبتسماً
: ابيك يا سعود تاخذني اسأل عنك وتعرفني على معارفك
ضحك سعود بذهول , ثم قال
: أدلك ايه , بس اروح معك لأ
: ليه !
: لأنّه يمكن لا سألت عني قدامي عند أحد أعرفه بينحرج مني وما بيعطيك شهادته بالصورة الصحيحه
ابتسم خالد , وفي داخله امتنان له
قال خالد مخاطباً عبد العزيز
: وشلون تشوف سعود
هزّ رأسه ضاحكاً
: شهادتي فيه مجروحة , انا حسبة اخوه حتى لو شفت خطأه ما بقوله , مو نذالة لا والله بس لا ارادياً مستحيل اشهد له بغير الخير
نظر خالد الى والد سعود ضاحكاً
: تشهد له ؟!
: لاآآ وين أشهد له
ضحك خالد
مدّ سعود بكرتٍ لخالد
: شف هذه عناوين شغلي وجامعتي والمسجد اللي اصلي فيه الجمعة والمصنع وكل ابو شي تحتاجه
أخذ خالد الكرت وقال مبتسماً
: الله يكتب اللي فيه خير
,
,
الى الملتقى




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 01:43 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

البارت السابع عشر
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
خرجت من غرفتها تكاد تبكي
جلست في غرفة الجلوس وقالت بتذمر
: خلاص والله خلاص , مخي ما عاد يستوعب بمموت
نظر اليها شقيقها ضاحكاً
: أقول قومي ذاكري بلا حلطمة
بُحّ صوتها وهي تترجى
: تكفى عبوود والله مو قادرة
رقّ قلبه لها , صمت قليلاً ثم قال بحنان
: تبون نطلع تغيرون جو ؟
فزت تتمسك به
: أي أي تكفى
ضحك وأبعدها عنه قليلاً
: وين أمي
نهضت بسرعة وهي تهتف
: يمممما يممممااا ماماا
: لا تصارخين وجع , تعالي هذاني بالمطبخ
ذهبت مسرعةً اليها
قالت برجاء حاد
: يما يارب تدخلين الجنة من أوسع أبوابها ويرد لك ولدك ويصلح لك الثاني ويوفق لك بنتك ويحفظ زوجك وما يتزوج عليك وربي يغفر كل ذنوبك
ضحكت أمها
: وش تبين
: عبد الله قال نطلع نتمشى , الله يخليك قولي طيب
قالت بذهول
: وش نتمشى واختباراتكم خلاص بعد يومين !
: يمما الله يخليك
ذهبت الأم لغرفة الجلوس
كان عبد الله ينظر اليها برجاء
قالت باستسلام
: براحتكم ! بكلم أم علي وعيالها يجون معنا
قال عبد الله براحة
: يكون أحسن من زمان ما طلعنا مع بعض , قومي داليا علمي رتيل وجهزوا عزبتكم
قفزت داليا من الأريكة وأسرعت لغرفة رتيل تخبرها
اتصلت أم صقر ب أم علي , استنكرت بادئ الأمر ثم رضخت
عقب صلاة العصر ركبوا السيارة
انتظروا دقيقتان ليصل علي بسيارته
سار عبد الله ف المقدمة
حتى وصلوا الى حديقةٍ بمساحاتٍ عشبية شاسعة
نزلوا جميعاً
استنشقت داليا كميةَ هواءٍ كبيرة
قالت بسعادة
: يا ويلي ع الجو والجمال والبداعة , آه ي قلبي كم لنا م طلعنا
قالت رتيل ساخرة
: شيلي الفرشة وانتي ساكتة
قالت بتذمرٍ هامس
: وش هالعايلة اللي ما فيها حس شاعري
ضحك عبد الله وهو يمدّ لها ب الفرشة
ساروا متقدمين ليبتعدوا عن صخب العوائل من حولهم
جلسوا مجموعتين , النساء والرجال على بعدٍ مناسب
مدّت داليا ب فناجيل القهوة للجميع ثم سكبت لنفسها
قالت ام علي ضاحكة
: الله على الطلعات اللي زي كذا , زممان عنها
قالت ام صقر
: هي مرتين ثلاث اللي طلعنا طلعة زي ذي , طلعاتنا دوم للبر او سفرات , وجلساتنا معزولة عن الناس
قهقهت ام علي ثم قالت
: شوفي الناس حولنا تحسين اننا عايشين , صقر الله يردّه سالم ما كان يرضى نجلس وحولنا ناس
بلعت غصتها وشاركتهن الضحك
قالت ام علي وهي تبعد فنجان القهوة حتى لا ينسكب من فرط ضحكتها
: تذكرين طلعتنا للطايف قبل 11 سنة !
غطت ام علي عينيها وهي تضحك
قالت داليا بفضول
: قولوا وش صار
تحدثت ام علي وهي تحاول السيطرة على ضحكها
: طلعنا عمرة كلنا , طبعاً بعد العمرة لازم طلعة لجدة والطايف نستانس , يوم طلعنا الطايف دخلنا منتزه , صقر شاف زحمة وناس كثير , ما عجبه الوضع قال مشينا ابوه قالّه خلنا مو مشكلة ما رضى , طلعنا نمشي بالسيارة حول الساعة وحنّا ندور مكان نجلس فيه , آخر شي ودانا مكان بعييد
صمتت لتضحك وام صقر تشاركها
تابعت وهي مبتسمة لملامح رتيل التي تتصنع الابتسامة
: رحنا مكان مقطوع لا شجر ولا نخل , تراب والعاب بزران حديد مصدية
انفجرن ضاحاكات
تابعت ام علي بضحكة
: قال يلا اجلسوا , حنّا اعترضنا بس ابد ما عطانا وجه نزل وحط الفرشة وقال انزلن يلا احمدوا ربكم غيركم يتمنى هالمكان , استسلمنا ونزلنا وحطينا الشاهي والقهوة , ما طولنا خمس دقايق الّا رتيل عند راسه , قوم بروح الملاهي ما ابي هنا , طلعت عيونه وهي تزن وتلح , في البداية عصب عليها قال روحي ما في , بكت وصرخت
كانت رتيل تضحك بشدة من حديث أمها , والفتيات يضحكن منها
تابعت ام علي بحنان
: قام صقر مسك يدها وقال رتيل تبي الحمام بوديها , هي صرخت تقول له انا ما ابي الحمام بروح الملاهي , سكر فمها بيدّه وأخذها , مرت حول الساعتين ولا رجعوا , خفنا عليهم نتصل وصقر ما يرد , المهم رجعوا رتيل ماسكة حلويات ولعبة البنات يسألنها وين كنتوا , قالت ودّاني صقر للملاهي ولعبني ولعب معي كل الألعاب , البنات قعدوا يبكون , علي بغى يذبحه وعبد الله عصب عليه , قال ببرود هي جات طلبتني هم ما طلبوني
كنّ الفتيات وام صقر منحنيات ويضحكن بشدة
قال علي بصوتٍ عالٍ
: اصواتكم
همست ام علي
: ششش وطوا اصواتكم
جميعاً وضعن أيديهن على أفواههن يحبسن ضحكاتهن
أسدلت رتيل غطاء وجهها وانسابت دمعاتها وهي تضحك
كانت تمسح دمعها وتقهقه
هكذا يا صقر أصبحت , في حيرةً من مشاعري , هل أضحك ام انه من المفترض أن ابكي , هل ابتسم ام اصمت , هكذا انا يا صقر , مُعذبةٌ بِ صمت , أستمع الى ذكرياتٍ أنت سيدها من الجميع , واضحك ببساطة , كلا , لا اضحك ببساطة , أعني أنني أضحك مرغمة , حتى لا يطّلع أحدٌ على ندبات قلبي , حتى لا يلمس أحد حرقةَ أدمعي , حتى لا يرى أحدٌ انهياري , تتعبني أنت يا صقر , تدمي قلبي وتُلهب عواطفي , ها انا اضحك من ذكرى يجدر بها أن تبكيني , ها انا مع الجميع مبتسمةً من موقفٍ مبكٍ , ها انا اتجرع علقم غيابك , وابلع ألم فقدك , ها انا يا ابي . . يا أخي . . يا زوجي . . يا حبيبي , يا كُل الدنيا في نظري
مسحت دمعتها وفتحت عينيها لتجدَ يداً ممدودةً بمنديل تحت غطائها
أخذته بصمتٍ ورفعت رأسها , لتصطدم عينيها بنظراتِ أختها الحزينة
أشاحت بوجهها وهي تمسح ملامحها الباكيةَ منه وبه
حينها سمعت صوتاً يناديها
: رتوول , غزل البنات تبين !
رفعت رأسها لتجدَ أخاها الذي ليس من أمها وليس من أبيها
عبد الله الحنون , الرحوم , الذي يحبها تماماً ك داليا , يهتم بها تماماً ك داليا , يعرف ما تحب وما تكره وما تريد
زفرت , ترهقني بدلالك يا عبد الله , لا أملك رداً لجميلك
قال مستغرباً
: البنت ب تمشي تبين ولا لأ
ضحكت
: أي ابي
اشترى كيسين ل رتيل , وكيساً ل داليا وكيساً ل هديل
أحضر الأكياس ومّدها لهن مبتسماً
قالت داليا معترضة
: شمعنى رتيل اثنين
: مو شغلك
تمتمت وهي تشيح بوجهها
: ما عندك عدل
ضحك وضرب رأسها بخفة , ثم عاد لابني عمه ووالده
كشفت رتيل عن وجهها وفتحت كيسيها
تبادلن ام علي وام صقر نظراتٍ سريعة
لحظت داليا نظراتهما وانتبهت لملامح رتيل
خلال دقائق حوّلت جلستهن الى ضحكات لا تتوقف الا ب نداء عبد الله او علي او تركي * أصوااتكم *
,
,
المملكة العربية السعودية – حائل
الخامسة عصراً
فتح الباب وقال بعجلة
: يوسف... – قطع كلماته وأشاح بوجهه بسرعة , تمتم وهو يعود للغرفة – معليش
شهقت حين فُتح الباب وتراجعت , سمعت همسه
: معليش
ثم اختفى داخل الغرفة مغلقاً الباب
دخلت للمنزل بسرعة وقلبها يكاد يقفز من مكانه
سمعت صوتاً قريباً جداً
: يا بنت وش فيك !
قالت بخفوت
: ي ويلي فتح الباب وطلع بوجهي !
قالت مستغربة
: من هو !
ردّت بضجر
: لمار فتحيلي مخك , من عندنا في البيت ما اقدر أكشف عليه !
: عمر ؟
قالت بسخرية
: عليك نور
ضحكت لمار ثم قالت
: وانتي وش مطلعك للحوش وانتي تدرين انّه موجود
: والله ما كنت أدري , والشبكة داخل البيت تقطع قلت أطلع برى أكلمك
همهمت لمار وصمتتا
قالت الأخرى بهمس
: لمار
: هلا
: يخقق !
قالت لمار بفزع
: من هو !
ضحكت بخفوت ثم قالت
: عمر
قالت لمار بخوف
: أنمار والله ان سمعك يوسف يتوطى بطنك
قالت أنمار بدفاع
: يوسف مو هنا , وبعدين انا وش قلت ! عادي يعني قلت لك حلو , وأساساً يوسف عقله مو صغير
: أولاً الحيطان لها أذان , ثانياً انتي قلتي يخقق وفي فرق , ثالثاً يوسف متفهم مو منفلت , يعني مثلاً وافق على بعثتي وتفهم لكن يسمعك تتغزلين بِ خويّه مير يدفنك ولا يصلي عليك
تأففت أنمار وغيّرت مجرى الحديث
,
دخل غرفته بضيق , لمَ رآها , يشعر بالحقد على نفسه لأنه اطّلع على محارم يوسف , لم يجدر به فتح الباب
استغفر بهمس
وجلس على سريره مغمضاً عينيه
عادت صورتها الى رأسه
ابتسم بخفة
تبدو شهية !
ترتدي بجامةً ملونة كالأطفال , وجوارب ملونة أيضاً , وشعرها مجعدٌ مرفوع للأعلى بِ خصل مهملة على رقبتها
عاد يستغفر وهو يشتت تفكيره
لا يريد خيانة يوسف أبداً ولا بِ أبسط شكل
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثامنة صباحاً
اتصل خالد ب سعود
: صباح الخير
: هلا خالد صباح النور
: سعود حاول قد ما تقدر يجي المملك بدري
قال سعود باهتمام
: عسى ما شر !
: ما شر , بس طيارتي الليلة , يعني بعد ما تملكون ابي اطلع مع لين شوي
قال سعود متفهماً
: أبشر , قبل الظهر ان شالله جايك
قال خالد بامتنان
: مشكور
ودعه وأغلق الهاتف
دخل للمطبخ ليعدّ لنفسه كوبَ شاي
كان ينادي وهو في المطبخ
: ليين , يا بننت الساعة ثمانية قومي
كانت تغط في نومٍ عميق ولا تسمعه أبداً
اخذ كوبه ودخل غرفتها وفتح الأضواء
: بنت , بالله ذا شكل وحده اليوم ملكتها , قومي لا امردغك
همهمت ولا تزال نائمة
امسك ب منديل وبرمه , ثم اقترب منها يزعجها به
كان يحركه بخفة أسفل أنفها
انزعجت وحكت أسفل أنفها
ضحك بهمس وأعاد الكرة
تأففت وفتحت احدا عينيها
قالت بكسل
: خالد خلني أنام نمت متأخر
: قومي أقول بعد شوي بيجي المملك
قالت وهي نصف نائمة
: وش اسوي له , انت بتتزوجه وتستقبله وش دخلني
حملق فيها لثوانٍ ثم انفجر ضاحكاً
: انا اتزوجه !
لم تردّ عليه
شد شعرها بخفة
: قومممي
نهضت بكسلٍ ودخلت لدورة المياه
حين دخلت , انسابت دمعتيها على خدها ببساطة
حبستها طويلاً , والآن سمحت لها بالخروج , اليوم عقد قرانها ! أي جنونٍ هذا , رجلٌ تعرفت اليه في ظروفٍ غريبة , وبلدٍ غريب , ثم يتزوجها شفقةً ورحمة
ماذا فعلت ب نفسي , سأدمر ما تبقى من حياتي البائسة , سعود لا يحبني , ولن يفعل أبداً , زواجُ شفقة , وعملٍ انساني , أثير ريبته , فتاةٌ سعودية تعيش في لندن بلا أهل , متعبة ومنهارة , يتزوجني بدافعِ الرحمةِ في قلبه , آهٍ يا سعود , لمَ تقدمت ل خطبتي , لمَ أشفقت عليّ , نحن لا نتناسب , انا لا قلب يُحب لي , وانت لن تحب فتاةً ترحمها , أي حياةٍ سنعيشها !
طُرق باب الحمام وخالد يقول متسائلاً
: انتي بخير ؟
حمحمت ثم قالت
: ايه
غسلت وجهها وهي تتأفف
,
كان يقود سيارته ويجري اتصالاتٍ متتالية الى عزيز النائم
ردّ أخيراً وصوته خامل
: وش تبي يا سعود !
قال بلطف
: معليش والله , انا عندي مشوار واحتمال أطول , كلم الشيخ ابو ظافر وروحوا لبيت لين 11 ونص وعليها ان شالله تحصلون امي وابوي ونانا
التمس عزيز الضيق والاختناق في صوتِ رفيقه
قال بهدوء
: ابشر , ازهلها
: الله يسلمك
ودعه وأغلق الهاتف
ضغط بقدمه على ’ البانزين ’ ليمشي بأقصى سرعة
كانا حاجبيه مقرونين وملامحه عابسة
سار قرابةَ ساعة ونصف
أوقف سيارته ونزل
دخل من البوابة الشاحبة
استنشق ليملأ رئتيه
سار بهدوء وهو يتمتم
: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، أنتم السابقون , وإنا إن شاء الله تعالى بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية " , " السلام عليكم يا أهل القبور , يغفر الله لنا ولكم , أنتم سلفنا ونحن بالأثر "
وقف أمام قبر جده
قال مبتسماً بِ هدوء
: السلام عليكم جدي , انا سعود , جاي اسلم عليك وأقول لك اليوم ملكتي , تمنيتك معاي , الله يغفر لك ويرحمك , جدّي أستأذنك بروح ل – اختنق صوته بعبراته وهو يقول بخفوت – بوب
ابتعد وسار للقبر الآخر
تنهد بحرارة وجلس
قال بتعب
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , انت تعرفني لن أخبرك من انا , اشتقت اليك , اشتق اليك الى حدود السماء , سيدي , ارجو من أعماق قلبي أن تسامحني على تقصيري في الفترةِ الأخيرة , لقد خطبت فتاةً جميلة وانشغلت مع أخيها , اليوم سأعقد قراني عليها , تمنيت من أعماقي أن تكون معي في هذا اليوم , أعلم أنك تتساءل ان كنت أحبها , انا لم أشعر بشيء تجاهها , انها لطيفة وجميلة , سأحبها يوماً وسأخبرك فوراً , كم أتمنى ان تعود للحياة لدقيقةٍ فقط , لأعانقك بشدة , لأخبرك كم أحبك , لتبتسم لي , لأقبل يدك ورأسك وجبينك , لأخبرك كم سُعدت ب مفاجئتك , لترى كم انا محتاجٌ اليك , لمَ تركتني , اقسم ان الحياة من دونك لا تعني لي سوى أداء واجبات , خَلَت من الجمال , بهتت فيها الألوان , تبعثرت معانيها يا سيدي , بوب , لقد تصدقت عنك كثيراً , ودعوت لك كثيراً , وعملت عن صدقاتٍ جارية وأعمال تطوعية لك , لو كنت على قيد الحياة ستسعد بها كثيراً , هل تعلم ان ابنيك الأحمقين عادا يشتكيان لأعطيهما أملاكك ! لكن القاضي طردهما وقال أن الموضوع منهٍ , أحبك بوب , احبك كثيراً وجداً , رحمك الله يا سيدي الحبيب
جلس لبعضِ الوقت , يمسح على القبر تارة , ويضع يديه على عينيه ليمنع دمعه تارةً أخرى
مضى وقتٌ طويل لم يشعر به
,
الثانية عشر وعشرون دقيقة
قال خالد منزعجاً
: وين راح ! شفيه تأخر كذا
قال عزيز برجاء
: شوي ويجي , قال مشوار مرة ضروري
زفر خالد واستغفر بهمس
الشيخ الذي سيعقد جالسٌ من قرابةِ الساعة
عائلة سعود منذ أكثر من ساعة موجودين
عزيز والسيدة سارة وصديقتي لين أيضاً هنا منذ زمن
لمَ تأخرَ اذاً !
رنّ هاتف عبد العزيز
ردّ بهدوء
: هلا
قال سعود بتعب
: كلكم عندهم ؟
: ايه – همس بقلق – انت بخير ؟
: ايه , الحين طالع لكم
أغلق الهاتف وترجل من سيارته
رفع نظارته الشمسية على شعره
دخل للعمارة بهدوء تام
صعد لشقة لين وطرق الباب
فتح خالد الباب
كان منزعجاً ويبدو ذلك على ملامحه
لكنه تجاهله
دخل للغرفة , سلّم على الشيخ وجلس ببرود
ابتسم الشيخ بهدوء
تحدث قليلاً , ثم طلب الى سعود الاقتراب
مدّ سعود بكفه الأيمن لخالد
الذي مدّ كفه الأيمن أيضاً , كأنهما متصافحان
قال الشيخ ل خالد ب لطف
: ايش اسم أختك ؟
: لين
: قول يا خالد , زوجتك
: زوجتك
: اختي لين
: اختي لين
: على المهر المتفق عليه بيننا
: على المهر المتفق عليه بيننا
التفت الشيخ الى سعود
: قول يا سعود , قبلت
قال سعود بهدوء
: قبلت
: الزواج
: الزواج
: من أختك لين
: من أختك لين
: على المهر
: على المهر
: المتفق عليه بيننا
: المتفق عليه بيننا
قال الشيخ بلطف
: بارك الله لكما – فوراً انطلقت ’ زغاريد ’ أم سعود والسيدة سارة , ابتسم وتابع - وبارك عليكما وجمع بينكما على خير , الله يوفقكم ويرزقكم الذرية الصالحة
نهضا خالد وسعود وسلّما على بعضهما بود
شد خالد بيده على يد سعود
: مبروك
ابتسم سعود بهدوء
: الله يبارك فيك
كانت عيني خالد مغرقتان بالكلام , الذي يريد أن يقوله بسرعة ودفعةً واحدة
التفت سعود لوالده الذي ابتسم له بحنان بالغ
اقترب منه سعود وقبل كتفه
عانقه والده وقال بمحبة
: مبروك يبه
: الله يبارك فيك ويخليك
أخيراً , التفت لأخيه , أخيه من رحم الحياة , الحياة التي صفعته بقسوةٍ يوماً , عوضته ب عزيز , عزيز الحبيب , عزيز الأخ المعطي , عزيز الذي وبخه دوماً حتى لا يقع في الحرام مع لين , عزيز الذي يكون قريباً حين تضيق حياته بِه , عزيز وعزيز وعزيز , من أجمل اقداره , من أجمل ما في حياته , عزيز المبتسم , عزيز الساخر , عزيز المحب , والناصح , والقلق عليه دوماً
اقترب منه وعانقه بشدة
قال عزيز وغصةٌ تقف في حنجرته
: مبروك يا عقالي , مبروك حبيبي الله يوفقك ويهنيك , مبروك سعود
قال سعود هامساً بمحبة وامتنان
: عساني ما أنحرم منك
ضحك والد سعود
: يا شباب وش هالمشاعر الجياشة ما أخبركم الا مهاوش , اجلسوا جزاكم الله خير الشيخ بيتكلم
ضحكا بخفة وجلسا متقاربين
قال عزيز هامساً
: زي ما صرت لك شاهد , تشهد في زواجي , سامع
أجبر سعود نفسه على الضحك وأشار الى عينيه
: أبشر
زفر عزيز , أدرك تماماً أين كان بالرغم من أنه لم يخبره
صمتوا جميعاً واستمعوا الى خطبة الشيخ
,
حين سمعن الشيخ يقول
: بارك الله لكما
انطلقن ب هتاف الفرح والسعادة
لمى ولمار عانقتاها فوراً وهن يهتفن بالمباركة
التفتت سارة مبتسمة اليها , رأتها غارقةً في خجلها
كانت يدها أمام شفتها , ولسانها يتحرك يميناً ويساراً
دمعت عينيها , ولمم تتوقف
انسابت دمعتيها , ولا زالت مبتسمة لم تتوقف
بُح صوتها واتضح بكاؤها , وأيضاً لم تتوقف
حتى ابتعدت لين عن رفيقتيها وعانقتها وهي الأخرى تغرق مقلتيها ب الدمع
قالت ام سعود بحنان
: صلي على النبي وش فيك
لم تردّ عليها , شدت بيدها على لين في حضنها
قالت ببحة
: مبروك حبيبتي , مبروك يا روحي , الله يوفقكم ويجعل ايامكم سعادة وهنا
ابتعدت لين عنها وهي تمسح دمعاتها
قلبها يؤلمها , تريد والدتها بإلحاح , زواج لا تتوجه والدتها فاشل , حياةٌ تبدأ بها دون ابتسامةِ أمها ليست حياةً
أمي , يا زهرةَ الربيع
يا دفئ الشتاء
يا ظلال الصيف
يا غيوم الخريف
يا عروق قلبي
صدركِ , دفئ أنفاسك , قلبك
أتعلمين , في طفولتي
حين كنت لا افقه سوى صدرك وحليبك
كنت بشراً عَلماً أكثرَ من حالي الآن
نكرةٌ أنا يا ’ ماما ’ من دونكِ
الى أي حدٍ تقسو عليّ الحياة , لتزوجني اليوم دون حضورك
أين أنتي يا أمي
الا ترين ضياعي , واحتياجي
الغربة موحشة يا أمي , يزيدها وحشةً فقدك
الحياة قاسيةٌ يا أمي , وتزيد قسوتها في غيابك
أشعر بالضياع يا أمي , وأزداد ضياعاً في بعدك
لندن باردةٌ يا أمي , وتزداد برودةً عليّ من دونك
قالت أم سعود بخوف وهي تمسك بيدِ لين الغائبة عن عالمهم , تنساب أدمعها فحسب
: حبيبتي فيك شي
التفتت اليها بانتباه
: لا
عانقتها أم سعود بحنان
: مبروك يا قلبي , من اليوم اعتبريني أمك , أي شي تحتاجينه أن شي بتسألين عنه انا موجودة
قالت ببحة
: مشكورة ما تقصرين
سلّمت عليها جدة سعود بابتسامةٍ لطيفة , وبرسمية الانجليز
ثم جلسن جميعاً ويصلهن صوتُ الشيخ
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
السادسة مساءً
قال بهدوء
: يعني ؟!
: يعني من بكرة ان شاء الله بنبدأ العلاج
زفر , صمت قليلاً ثم قال
: وش نوع العلاج اللي بتبدأ فيه ؟
: ب نعطيك أدوية وحُقن أول شي لمدة اسبوعين , اذا ما نتج تحسن ملحوظ , بنبدأ في الأشعة
تنهد بتعب
: الحمد لله على كل حال , متى أقدر أطلع ؟
: تقدر تطلع اليوم , لكن لا ترهق نفسك خلك مرتاح
هزّ رأسه بموافقة
نهض ليجهز حقيبته ويعود للمنزل
وخرج الطبيب
مضت عشر دقائق , وحين همّ بالخروج فُتِح الباب ودلف منه وليد وملاك
رفع وليد حاجبه وقال متسائلاً
: على وين ؟!
: عطوني خروج خلاص
قالت ملاك بقلق
: بس انت تعبان !
: لا ماني تعبان , أقدر أطلع وأعيش وأتحرك , وبكرة بيبدأ علاجي
قال وليد بعد أن زفر
: طيب يلا أمش
قال بهدوء
: بآخذ لي ليموزين
عقد وليد حاجبيه وقال بحدة
: سيارتي موجودة وتاخذ ليموزين ؟!
قال مبتسماً ببرود
: زي ما ركبت انت الليموزين والسيارة موجودة , زي ما أكلت من المطاعم وأكل البيت موجود , زي ما أثثت غرفتك وغرفة ملاك بفلوسك وأبوي طلبك يأثث لكم , زي ما اشتريت لنفسك سيارة وفي حياتك ما ركبت اللي شراها لك أبوي , زي ما...
قاطعه وليد وهو يشد بقبضته على رقبته
شهقت ملاك وهي تبعده
: ولييد
أبعدها وقال بحدة
: والله أدفنك يا فهد ولا أندم , ابلع لسانك يا كلب ولا تتدخل وضعي مب مثل وضعك , امش بسرعة ع السيارة لا والله بعزة جلاله اطربق المستشفى على راسك
ابعده بقسوة وابتعد خارجاً من الغرفة
اقتربت ملاك بخوف
: فهد تعورت ؟
كان فهد مبتسماً وهو يتلمس موضع أصابع أخيه
: لا
ازدردت ريقها , ثم قالت تعتذر بلطف
: معليه هو يعصب بسرعة
قال ضاحكاً
: أنا استاهل زودتها عليه
ابتسمت ثم قالت بتردد
: بتجي ؟
هزّ رأسه مبتسماً
: ايه يلا مشينا
حمل حقيبته وسار وهي بجانبه
خرجا من الغرفة وكان أمامهما
لم ينظر اليهما أبداً سار خارجاً للبوابة
ركب السيارة وفهد بجواره وملاك خلفه
سار بسرعةٍ كبيرة وفهد هادئ جداً
قالت ملاك بخوف
: وليد هدّ الله يخلييك
خفف سرعته دون أن يتكلم
تأففت ملاك
: وش ذي الحركات انت وياه , بزران انتوا !
نظرا الى بعضهما ثم اليها بحدة
قالت بخوف وتراجع
: خلاص خلاص أمزح
صمتا لثوانٍ , ثم انفجرا ضاحكين منها
ابتسمت بمحبةٍ لهما
وصلوا للمنزل ودخل وليد بسيارته
نزلوا منها وحمل وليد حقيبة فهد
قال فهد
: هات عنك
قال وليد ساخراً
: بندلعك شوي
ضحك فهد دون أن يرد
ساروا قليلاً وانتبهوا ل روان تجلس وحيدة في الجلسة الخارجية وفي يدها كتاب وفي اذنيها سماعة
اقتربوا منها
سحب فهد السماعة وقال مستغرباً
: وش تسوين
شهقت بقوة وقفزت تضمه
: فهددد , متى جيييت
ضحك فهد باستغراب
: ما انتبهتي لمن دخلنا ؟!
هزت رأسها نفياً
: كنت أقرأ واسمع , الصوت عالي مرة
قال بتأنيب
: ليش ترفعين الصوت مو زين , وبعدين وش كنتي تسمعين ؟
قالت بارتباك
: ولا شي
سحب السماعة ووضعها على اذنه
ابعدها وفي عينه نظرةٌ معاتبة
قال بهدوء
: الأغاني حرام , وعقابها رصاصة تدخل من اذن وتطلع من الثانية
صرخت بخوف وهي تضع يديها على اذنيها
: استغفر الله استغفر الله , والله ياربي معاد اسمع
ابتعد عنها فهد
قالت ملاك بحنان
: خلاص روان انتي قلتي استغفر الله يعني ربي يغفر لك بس لا تعيدينها
قال وليد بتحذير
: اذا سمعتي مرة ثانية شلت الجوال منك
قالت بسرعة
: ما اسمع والله
جلسَ الثلاثة حولها يتحدثون ويضحكون
كانت جلسةً ودّية , يفتقدانها كثيراً ملاك ووليد
كانت ملاك تكاد ترفرف من سعادتها بالجلوس مع اختها وأخيها
حتى دخلت سيارة والدهم
وترجل منها وام فهد معه
فوراً تجهم وليد وتغيرت ملامحه للحدة
نهض ونظر الى ملاك التي فوراً نهضت معه
سار داخلاً للمنزل وهي بجانبه تدافع عبراتها
تشعر وكأنه دهس قلبها , حطم حلمها الوليد , لمَ تفعل هذا بي يا أخي , لمَ انتشلتني بقوةٍ من سعادتي معهما , الى متى يا وليد ! الى متى يا أخي أُحرم من أخوَي , آهٍ يا وليد على ما تفرضه علي , آهٍ يا وليد لو أستطيع خلع الوجع من قلبك وليسكن قلبي ونعش بسلام
وصلا غرفتيهما
التفت لها
قبل ما بين عينيها
قال برجاء
: لا تزعلين مني , تصبحين على خير
هزت رأسها باختناق
: وانت من أهله حبيبي
دخلت غرفتها وأغلقت الباب وأقفلته كما عودها منذ طفولتها
ودخل هو غرفته وهو يزفر بتعب
,
,
الى الملتقى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-11-13, 10:36 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



اليوم زاد عمرك سنة
محتار ويش أهديلك أنا
تبي عمري
تبي روحي
إنت بس تدلل و أطلب
(((كل عام و إنت بألف خير)))






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-13, 09:35 PM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثامن عشر
,

,
استراليا – كانبرا
السادسة مساءً
كان يجلس خلف مكتبه
غائبَ الذهن عمّا حوله
يسترجع ذكرى ذاك اليوم القاسِي جداً على روحه
حين رآها مسجيةً على الأرض تشهق بقوةٍ وتزفرُ بِ تعب
أسرع اليها يحاول التحدث معها
صاح بجنون
: وش فييك وش صاير لك !
قالت وهي لا تستطيع التنفس
: لقّني الشهادة , لقّني الشهادة
قال بفزع
: يا بنت وش صاير لك
أمسكت بيده برجاء , والعرق يتصبب من جبينها , وعينيها تتقلب بلا هدف , وشفتيها مبيضتان تماماً
: لقّني الشهادة ما ابي اموت بدون لا أنطقها
صرخ بغضب
: ما تموتين قومي
قالت تبكي برجاء
: ابي أنطق الشهادة طلبتك آخر طلب ف حياتي
لقنها وهو يبكي معها
بمجرد انتهت من كلمات التوحيد , شهقت بقوةٍ وأسلمت روحها
ماتت !
بين يديه
آخر من رآها هو , آخر من كان بقربها هو !
كيف تموتين ! كيف عن هذا العالم ترحلين ! ألم تقولي كثيراً أنكِ تحبينني , كيف اذاً تتركينني !
انهضي , لن أعصي أمركِ , ولن أغيضك أبداً , ولن أسرق الأشياء خاصتك لتغضبي
هناك الكثير لنتحدث حوله , كثيرٌ من أحلامي لم أطلعكِ عليها بعد
هل حقاً ترحلين !
دخول زوجته أعادَه لينتبه لما حوله
قالت مبتسمة وهي تضع له كوبَ شاي
: شنو تسوي ؟
ابتسم بشرود
: أشتغل
صمتت وجلست أمامه
قال بعد قليل
: مها , لو لقنتي أحد الشهادة ومات بعد ما نطقها وش احساسك !
قالت مستغربة
: القن أحد الشهادة !
هزّ رأسه ايجاباً
صمتت قليلاً , ثم قالت بصدق
: اظلّ أبجي باقي عمري كلّه
ضحك بذهول
: يا ساتر ! ليه تبكين !
رفعت كتفيها
: موقف صعب , انت ملقن أحد الشهادة ؟!
صمت قليلاً
ثم قال بابتسامةٍ هادئة
: لا
أعاد نظره لأوراقه دون أن يضيف أي كلمة
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثامنة مساءً
كانت تجلس في غرفة الجلوس تضمُ ساقيها الى صدرها
أرنبة أنفها متوردة , وجفنيها محمرين
هكذا حالها مذ غادر خالد
تشعر بالفراغ الفضيع
مسحت دمعتيها
لم أتيت ان كنت تنوي الذهاب , تتركني هكذا وحيدة مرةً أخرى
ابتسمت بسخرية
كلا , لستُ وحيدة , الذي يسمى زوجي موجودٌ على مقربة
الذي حين رآني بجوار أخي حين أتى ليقله الى المطار لم يرفع نظره اليّ , لم يخصني بالسلام حتى !
لم يتصل ولم يطمئن علي , مضت أربع أيامٍ على عقد قراننا
قبل أن يخطبني كان باستمرارٍ قريباً مني
والآن !
قطع حبل أفكارها صوتُ هاتفها
اجتذبته وردّت دون أن تنظر لاسم المتصل
كان واضحاً في نبرتها أنها بكت طويلاً , اضافةً الى بحتها التلقائية
: هلا
: السلام عليكم
فتحت عينيها بصدمة
أبعدت الهاتف لتنظر لاسم المتصل
عضت شفتها السفلى بأسنانها العلوية
حمحمت وأعادت الهاتف لاذنها
كانت تقول في نفسها
*لو اني طارية أمي !*
قالت بخفوت
: وعليكم السلام ورحمة الله
: شلونك !
:الحمد لله
وصمتت , وصمت هو
كانت تشعر بالخجل
لأول مرةً تتحدث اليه بالهاتف
دوماً كان يرسل رسالةً نصية ليطمئن عليها أو ليخبرها أنه قادم أو في الأسفل لتنزل
قال بعد صمت
: آمم , معليش اليومين اللي فاتت انشغلت
: مو مشكلة
: تجهزين نطلع !
ازدردت ريقها
: م اقدر عندي مذاكرة
قال باصرار
: ما نطول , انا قريب من اجوار رود بشوف عزوز لين تجهزين , طيب !
صمتت قليلاً , قالت بهدوء
: ما له داعي جد ابي اذاكر
: قومي قومي البسي ربع ساعة وأجيك
استسلمت , لا تريد أن تكون عنيدة
نهضت لغرفتها لتغير بيجامتها
بعض الارتباك يسكن قلبها الصغير
للمرة الأولى تلتقي بِه بعد عقد قرانهما
ماذا ترتدي !
وحول ماذا تتحدث !
نفضت رأسها من أفكارها
لن تفكر كثيراً , ستبقى طبيعية هادئة
لفت حجابها بإحكام وزرَرَت معطفها الثقيل
حملت حقيبتها وتوجهت لباب الشقة
وذهنها مشغول
,
دخل لشقة صديقه وجلس دون أن يتكلم
قال عبد العزيز بسخرية
: من وين طالعة الشمس اليوم ؟ من يوم ملكتك ما شفتك
زفر بتعب
: والله من يوم ملكتي ما جيت اجوار رود
صمت عبد العزيز قليلاً ثم قال بجدية
: وزوجتك ؟
: اليوم اول مرة أشوفها من بعد الملكة
قال بذهول
: أول مرة تشوفها ! وأول مرة تكلمها طبعاً !
: ايه
غضب عبد العزيز
: سعود انت تزوجتها عشان تهتم فيها , مو معقولة اربع أيام ما تدري عنها
زفر ثم قال بهدوء
: كنت تعبان شوي
: الله يرضى عليك خل البنت بعيدة عن ضيقتك وتقلبك الدائم , لين محتاجة رعاية مستمرة , تلاقي قلبها مليان منك الحين , قم انقلع شوفها
ابتسم ببرود
: انا جاي عشانها بس قلت أمرك أول
: كثر خيرك مريتني يلا قوم
نهض وهو يضحك ويرتدي معطفه
: يلا أشوفك على خير
: الله معاك
خرج من شقة صديقه وتقدم بسيارته وهو يتصل بِ لين
ردّت بهدوء
: نازلة
أغلق الهاتف وانتظرها لثوانٍ حتى خرجت من بوابة العمارة
نزل من السيارة وهو يبتسم
اقترب منها ومدّ يده ليصافحها
بتردد واضح مدت كفَها وصافحته
شدّ على يدها وقال باعتذار
: معليش والله غصب عني انشغلت
: مو مشكلة
اقتربا من السيارة وفتح لها الباب , ركبت ثم أغلقه
جلس في مقعده والتفت لها مبتسماً بِلطف
: وين نروح ؟
قالت بارتباك
: براحتك
حركَ السيارة وهو يقول
: وش اخبارك ؟
: الحمد لله
صمتَا لثوانٍ قبل أن يقول ضاحكاً
: الله يسلمك انا طيّب الحمد لله
قالت محرجة
: عساك
عادَ الصمتُ يسود السيارة
هوَ لا يعرف ما يقول , يبدو أنها غاضبةٌ منه حقاً !
وهيَ محرجةٌ وحانقة وتودُ ضربه !
أوقف السيارة وقالَ بلطف
: يلا
التفتت تنظر حولها
قالت بذهول
: البارك مقفل الحين !
: موجايين للبارك , بنتمشى على التايمز شوي
نزلت ونزل ليقترب منها
مدّ يده وأمسك بيدها بخفة
تسارعت نبضات قلبها وتصاعدت الدماء لرأسها واحمرت مقلتيها خجلاً
التفتت اليه باضطارب
لم ينظر اليها رُغمَ أنه منتبهٍ لنظراتها
شعرَ بِ رجفة كفّها الصغير
سارا معاً على الجسر الطويل أعلى نهر " التايمز "
حين طغى دفئ يديه على برودة جسدها بأكمله , وتحكمَ في رجفة قلبها , ونظم أنفاسها
هدأت واستكانت
استندا الى حاجز الجسر
قالَ سعود مبتسماً
: أحب التايمز ! أحسّه جبّار ومسيطر
ضحكت بخفة
: انا ما احب ولا شي في لندن
نظر اليها وعينيه تلمعان في الظلام
: ليه !
رفعت كتفيها بلا مبالاة
: الديرة اللي ما فيها امي واخواني تنعاف
ابتسم ولم يعقّب
اشتدّ البرد فلفت يديها حول جسدها
: سعود برد !
نظر الى نفسه ثم اليها
حك رأسه
: تبين جاكيتي ؟!
قالت بسرعة
: لا لا , بس خل نرجع للسيارة
أمسك بيدها وسارا ببطئ
حتى قالت بشهقة
: مـطـر !
رفعا رأسيهما وتتالت قطرات المطر حتى اشتد
نظرا لبعضيهما ثم أمامها
وانطلقا يجريان للسيارة وضحكاتهما تلفت انتباه المارّة !
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
التاسعة مساءً
خرجَ وليد من غرفته
وفي ذات اللحظة خرجت زوجة أبيه من غرفة فهد القريبة
أشاح ببصره عنها واقترب من غرفة شقيقته يطرق الباب
قالت بكسل
: مين ؟
: انا
فتحت الباب وابتعدت عائدةً الى سريرها
قال بكسلٍ هو الآخر
: نطلع نتعشى ؟
: وليد ما فيني حيل , جيب عشى انت بخلي الباب مقفول
جلس على الأريكة
: حتى انا تعبان , بس جوعان
رفعت رأسها بسرعة
: انا بموت من الجوع
ابتسم بحنان
: بسم الله عليك , طيب بأتصل أطلب , وش تبين
قالت مغمضةً عينيها بتلذذ
: بيتزا كبييرة
ضحك بخفة وأشار الى عينيه
: حاضر
أخرج هاتفه واتصل بالمطعم
ثم استلقى على الأريكة
قالت بعد صمت
: طليت على فهد شفت وضعه وصحته ؟
: لأ
كادت تتكلم لولا صوت هاتفه الذي قاطعها
ردّ بمحبة
: حيّ هالصوت
: الله يحييك حبيبي , كذا تقطعوني لا تتصلون ولا جيتوا الاسبوع اللي فات ولا ذا الاسبوع !
: بعد عمري سامحينا , صار ظرف منعنا
قالت بقلق
: عسى ما شر !
: ما يجيك الشر , فهد اخوي
هتفت
: وش فيه
: مريض , ادعي له
: وش مرضه !
صمتَ قليلاً قبل أن يقول
: الخبيث
شهقت بقوة , ثم قالت بصدمة
: انت صادق
زفر بتعب وهمّ هو الآخر
: ادعي له
صمتت قليلاً حتى سمعَ بكاءها
قال بهدوء
: تحبينه ؟
: طبعاً ! متربي معكم كان دايماً يجيني وينام مع عيالي وياكل من يدي
قال بحنق
: ما يستاهل محبتك
قالت بحزم
: وليد اعرف حدودك , عنبوك اخوك ذا انت ما فيك احساس !
قال بغضب
: ولدهم ! فيه دمهم
صرخت به بغضب
: لا ترفع صوتك
قال بخفوت
: سمي
قد يكون متجبراً متصلطاً ظالماً لا يرحم ! قد يكره ويستهتر , قد يكون سيئاً ! لكنه أمامها طفلٌ لا يفقه سوى خوفه من غضبها , يخشى أن تغضب منه فتوليه ظهرها وتقاطعه , يهلع من عبوسها في وجهه , هي فقط من يبرها , ويحبها حبّ الأم والأب والخالة والعمة والجدة وكل القربى , أبداً لا يعصيها ولا يُثني كلمتها ولا يرفع عينيه الى عينيها ان خاطبته
قالت بحدة
: لا تكون ظالم اتقِ الله , وانت ما فيك دمهم يعني ؟! هذا اخووك عضيدك ان جارت الدنيا عليك محد يوقف في وجهها الا فهد , ان شهرت الأيام سيفها بوجهك ما بيكسره الا فهد , ان عبست لك الأقدار ما بيصدها عنك الا فهد , لا تظلم الظلم ظلمات يوم القيامة , وهذا مو واحد من الشارع تظلمه ! أخوك دمك ولحمك والأقرب لك من بد هالبشر , ابوه غلط وعمامه غلطوا هو ما غلط , هو كان طفل مثله مثلك وقتها , فهد طيب وحنون وان قطعته وصلك , لا تصد عن اخوك يا يمه , لا تشد ظهرك ب تركي وعلي وتعدهم اخوانك وتقصي فهد
صمت ولم يجبها
قالت بعد صمت
: الله يهدي بالك , سلم على ملاك , السلام عليكم
أغلقت الهاتف دون أن تسمع ردّه
رفع رأسه ليرى عيني شقيقته غارقتان بالدمع
قال مبتسماً
: وش فيك
: هاوشتك خالتي !
: عادي – اختنق صوته وهو يقول بوجع – الأم تهاوش ولدها
انفجرت باكية وهي تقول
: الأم ! الأم ي وليد مب الخالة , امنا اللي ما عرفناها لا كبار ولا صغار , امنا اللي ماتت وانا اجهلها , امنا اللي سرقتها الأيام منّا , امنا اللي ما اعرف وش سوولها عمامي وابوي وبسببهم انت مقاطع فهد , امنا ي وليد اللي اشتاق لها وانا ما اعرفها
اقترب منها ليدسها في حضنه
حضنه الرحب , الذي يتلقاها منذ كانت ابنة العامان , كلّما بكت استندت اليه , كلّما فرحت تعلقت به , صدره الذي كبرت عليه , صدره الذي شهد نموها وتغيراتها وعرف كل حالاتها , قلبه الحنون الذي يبكي معها , ويضحك لضحكها
تمسكت به وهي تنتحب
قال بحنان
: بس يا بعد وليد , ملاك , خلاص ي بابا روقي
قالت برجاء
: وليد انا تعبانة ! خل نروح لخالتي نقعد اسبوع او اسبوعين تكفى
قبّل رأسها
: بحاول آخذ اجازة بعد اختباراتك , بس هدّي ي روحي
هدأت شهقاتها , وانتظمت أنفاسها , وتوقف دمعها
لكنها لم تتبعد عنه
قال بمرح
: عجبتك القعدة
اجابته بمحبة
: الله لا يحرمني منك ي وليد , انت أمي وابوي واخوي وكل شي ف حياتي , جعل يومي قبل يومك
قال مبتسماً
: ما قلنا بلاها هالدعوة !
لم ترد سوى بتشديد يديها حوله ودفن رأسها أكثر عند موضع قلبه
ضحك وأبعدها
: بنت وش فيك اليوم
ضحكت وسحبت علبة المناديل القريبة لتمسح دمعها
قالت بعد صمت
: وش تقول خالتي !
: أبد تسأل عنّا وشالت هم فهد
: أها
رنّ هاتفه يعلن عن وصول عشائهما ف نزل يحضره
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
قالت بارتجاف
: يمممآآ باقي صفحتييين ما ذاكرتهم للحيييين
ردّت الأخرى بهدوء
: داليا اذكري الله وهدّي نفسك , سوي لك كوب كوفي واشربيه على رواق وكلي حبة شوكولا , وارجعي ذاكريهم
صرخت بجزع
: انهبلتي انتي ! الساعة تسسسعة متى يمددي اراجع ومتى اذاكر الصفحتين
تأففت رتيل وقالت بملل
: يا بنتي قلتلك هدّي اذا توترتي ما بتقدرين تركزين , وبعدين واذا يعني بقي صفحتين ! انتي مذاكرة الكتاب كلّه جات على صفحتين ! عندك الليل بطوله ذاكري فيه الصفحتين
نهضت داليا وهي تتكلم بتوتر وغضب
: الله ياخذ هالبرود اللي فيك , من اللي قاعد معك
تركتها وخرجت لغرفة شقيقها
فتحت الباب ورمت بجسدها في حضنه وهي تهتف
: عــبد الله
قال بفزع
: وشش فييه
: بققي صفحتيين ما ذاكرتهم الوقت يمششي بسرعة , انا خاايفــة
تنفس الصعداء ثم دفع رأسها بعصبيةٍ خفيفة
: خبلة طيرتي قلبي
: اهئ , بقي صفحتييين
تأفف ثم مسح على شعرها
: خلاص ابعدي , وريني الصفحتين اساعدك فيهم
ابتعدت ف نظر الى وجهها
كانت شفتيها تنمّان عن خوفٍ طفولي
ضحك ثم قال
: داليا متى تكبرين
كشرت وهي تمدّ ب كتابها له
: لا يكثر وشوف
ابتسم وهو ينظر الى الصفحتين المنشودتين
جلس معها أرضاً يشرح لها ويلخص ما في الصفحتين في أقل من صفحة وخلال نصف ساعة
حين انتهى عانقته بسعادة
: شكراً حبيبي انت أحسن أخ ف العالم
ابتسم بحنان
: العفو , يلا قومي لغرفتك راجعي , الله يوفقكم ويفرحني ب نتايجكم
نهضت مسرعة وخرجت من غرفته الى غرفتها
مضى الوقت سريعاً حتى أشارت الساعة الى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل
مددت رتيل أطرافها
ثم وضعت يدَها على بطنها
الآن فقط شعرت بالجوع , لم تأكل طِوال اليوم انشغلت في استذكار دروسها وفقط
نهضت لتنزل الى المطبخ
مرّت بغرفة الجلوس وكانت فارغة مظلمة الى من ضوءٍ خفيف من الشباك
كان ينعكس على الصورة أعلى التلفاز
ابتسمت واقتربت
قالت بهمس
: صباح الخير , صاحي ؟! انا توني خلصت مذاكرة , جعت ونزلت آكل , بعدين ابي أنام ساعتين وأصحى اراجع
صمتت تتأمله
كأنها ترى شفتيه تتحركان لتردّان عليها
كأنها تسمع صوته
كأنها تشعر بيديه تمتدان لتداعبان أنفها وشعرها
كأنها ترى عينيه تبتسمان لها
كأنه يقترب ليعانقها
قالت بعد صمت
: اشتقت لك صقر
سمعت صوت الباب الخارجي والتفتت فوراً
قالت بتساؤل
: مين ؟!
اقترب عبد الله وهو مشيحٌ ببصره بعيداً عنها
: رتيل ! وش مصحيك
قالت محرجة
: جوعانة !
ضحك بخفة
: توقعت القى وحدة منكم صاحية , جايب سندوتش اذا تبين , بحطّه في المطبخ
قالت ممتنة
: ما تقصر
ابتسم وابتعد
عادت تنظر الى الصورة
قالت بهمس
: تصبح على خير
ارسلت له قبلةً عبر الهواء وهي تشعر بالخجل وابتعدت فوراً
,
,



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة/, أحلامي, مقلتيك, jooda_

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.