دفء الحب للكاتب / ابراهيـ ـ ـم قطرية ( مكتملة )

[فيتامين سي]

	بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعضاء روايتي الغالين يسعدني أن أنقل لكم رواية (( دفء الحب )) للكاتب / ابراهيـ ـ ـم قراءةممتعة للجميع ......

[فيتامين سي]

رابط تحميل الرواية

https://www.rewity.com/vb/t296367.html#post9016603

أهدي هذه الروايـــة لصديقي :

خالد الشيبي .. = )


الحب .. أسمى عاطفة خلقها الله .
الحب .. هو الشعور الجميل الذي يبقينا أحياء ، فمن لا يستشعره .. ميت و لو كان يمشي على الأرض !
و أجمل ما في الحب .. الدفء الذي يجلبه للقلوب .
و أجمل حب ... هو حب الله تعالى .

***

تدور أحداث القصة في فيللا في أحد الأحياء

رب المنزل .. هو خالد . رجل وقور في بداية الخمسين.

منيرة .. شقيقة خالد . في منتصف الأربعين .. لم يسبق لها الزواج .. مديرة قسم في إحدى الجهات الحكومية ، شخصية مميزة في العمل . و هي المسئولة عن أبناء خالد بعد وفاة زوجته .

نور .. البنت الأكبر لخالد ، تدرس الطب. تظن بأنها الأجدر برعاية أخوتها .. لأن أمها أوصتها بذلك قبل وفاتها .

منى .. الابنة الثانية لخالد .. حلمها منذ أن كانت طفلة بأن تصبح مذيعة في الإذاعة .. و ها قد اقترب تحقيق الحلم .

عائشة .. 18 سنة ، نسبة ضعيفة في الثانوية لم تؤهلها لدخول الجامعة .. بالها خالٍ من أي طموح ، لذا .. فهي سعيدة في المنزل .

أحمد .. في الصف الثالث ثانوي .. آخر العنقود ، و الولد الوحيد بين ثلاثة فتيات .. أقل من عاشر والدتهم – ماتت و هو طفل – لذا فهو طائش ، و مدلل لدى والده ... لا يرفض له طلباً .


و قرب فيللا خالد .. بيت شعبي صغير .. تسكنه عائلة قطرية من أصحاب البشرة السمراء .. أو كما نسميهم ( خوال ) .

مسعود .. رب الأسرة .. رجل بسيط و طيب القلب .. لطيف المعشر ، يعمل لدى أحد التجار مقابل راتب بسيط .

هنادي .. زوجة مسعود . ربة بيت ، عصبية المزاج .

نسيمة .. البنت الأكبر لمسعود . كانت متميزة في دراستها كما هي متميزة في وظيفتها .. موظفة في القسم الذي تديره منيرة ، جارتها ، يعتمد المنزل بشكل كبير على راتبها . يحبها والدها أكثر من أي شيء آخر في الدنيا

شمة .. ابنة مسعود ، ستتخرج قريباً من الجامعة . الابنة المفضلة لدى والدتها.

سعد .. ابن مسعود ..12 سنة .. و هو أعمى منذ ولادته . يحب نسمية و لا يطيق فراقها .. لأنها أكثر من يهتم لأمره .


ملاحظة : أرجو من اللي ينقل القصة لمنتدى ثاني أنه يحط الحقوق .. يعني يذكر نكي مثل ما هو و أن الرواية قطرية و بس : )

[فيتامين سي]

الفصل الأول
كلهم تغيروا .. !

((1))

صوت أغاني عالي و مزعج .. لم تستطع منيرة الصبر .

منيرة : عووش قصري و صمخ .

عائشة تصرخ : إن شا الله عمتي

منيرة : أنتي ليش ما تحطين هيد فون و تفكينا .. لازم تسمعينا و تزعجينا يعني !

عائشة : مب زين عمتي .. يقولون الصوت العالي بالهيد فون يضر الأذن .. و أنا ما أحب أسمع الأغاني إلا بصوت عالي

تتمايل عائشة و تدندن مع الأغنية.

منيرة بحزم : أقول .. قصري على الصوت أو سكريه بسرعة.

عائشة بضيق : إن شا الله .. إن شا الله . افف .

تقصر صوت الأغاني .

تأتي نور .

نور : عايشة حبيبتي طولي على الأغاني مثل ما تبين ( ثم توجه الكلام لمنيرة) و أنتي يا عمتي أقول لو تشغلين نفسج بشي ثاني يكون أحسن.

ترتسم الصدمة على وجه منيرة .
تقول عائشة بضجر : اوهوو الحين عاد بيبدا موالهم اليومي .

(( 2 ))

في غرفة نور .. بدأ " الموال اليومي " كما تطلق عليه عائشة .

منيرة : عيب يا نور .. أنا عمتج و لازم تحترميني .

نور : و الله يا عمتي أنا قلت لج مليون مرة لا تتدخلين فينا .. و أنتي مصرة تتدخلين .. شسوي فيج يعني ؟

منيرة : نور حبيبتي لازم حد ياخذه باله منكم و يربيكم .

نور : أمي وصتني بأخواني و قالت لي أخذي بالج منهم ..…so آنا المسئولة عنهم .

منيرة : و يا حبيبتي أنتي توج صغيرة و ما عندج خبرة في الحياة .. أنا أكبر منج و أعلم منج .. مب يقولون اللي أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة .. و بعدين أنتي وراج دراستج .. شلون تحطين بالج على ثلاثة ؟

حاولت نور التكلم .. قاطعتها منيرة : بسج عناد ما عندج أي حجة منطقية (بسخرية ) so .. انتهى النقاش .. و يالله حطوا الغدا لا تتأخرين .

((3))

جلست عائلة مسعود حول السفرة لتناول الغداء .

مسعود : يللا كلها كم شهر و أتخرجين يا شمة و اتساعدين أختج في أجار البيت .

هنادي : أنت ما تعرف تفتح سالفة عدلة وقت الغدا ؟ يا حبك لسوالف الفلوس !

لا يعيرها مسعود اهتماماً و يخاطب نسيمة : مبروك يا نسيمة اللي تدفعينه في الأجار بيصير لج 6 شهور في السنة .. شهر تدفعين الأجار أنتي و شهر أختج .

تغص شمة .. تبلع لقمتها ثم تقول بغضب و استهجان : شنو .. شنو ..شنو ! لا يبه ظلم اللي تقوله .. شنو انا أدفع شهر و هي شهر . أنا بكون توني متوظفة و راتبي ضعيف و هي تاخذ همجة كل شهر .. يا مال الضعفا .

نسيمة : بس أنا من أول ما توظفت و قبل لا آخذ الهمجة على قولتج .. كنت أدفع الأجار كامل و أساعد في البيت بعد .

شمة : يوم توظفتي .. يعني أول ما اكتشفوا البترول ( تضحك هنادي ) كانت الحياة رخيصة و الأجار ما كان مرتفع مثل الحين .. ( تخاطب مسعود ) يبه العدل هو أن نسيمة تدفع شهر كامل و الشهر اللي بعده تدفع النص و أنا النص .

نسيمة : انسي .. تدفعين مثل ما أنا أدفع .

شمة : أنا أحتاج الراتب يا حلوة .. أبي أتعدل و أشتري .. الراتب ضروري لوحدة في عمري . و لا تبيني أتم جذي مثلج .. ما عندج إلا كم عباية و يلوعون الجبد للشغل .. و حتى روج ما تعرفين تحطين .. لا يا نسمة الهواء المنعش . أنا غير.

تشعر نسيمة بالحزن .. تترك السفرة و تتجه لغرفتها .

شمة بسخرية : و طارت النسمة .

مسعود : زين جي زعلتي البنت و ما خليتيها تكمل غداها .. حسبي الله عليج .. مب لسان ، إلا راديو متخصص في التنكيد على الناس .

هنادي : أنت ايه .. شفيك متسبب على بنتي ؟ إن شا الله تبيها تسكت و انتوا تظلمونها؟ ( ثم تخاطب شمة بابتسامة ) كملي غداج حبيبتي و ما عليج منهم.

((4))
عائلة خالد جالسة أمام التلفاز.

منيرة : لازم عاشة تشوف لها شي بدال قعدة هالبيت هاذي

تهمس نور لعائشة : الله يعينج بدت تتحرش ( تضحك عائشة)

عائشة : انا مرتاحة جذي يا عمتي . شكراً على الاهتمام .

منيرة : حتى لو مرتاحة .. مب كيفج لازم تشوفين لج شغلة .. أنا أدرى بمصلحتج .

خالد : صح كلام عمتج يا عايشة.

نور : عووش بتتزوج إن شا الله .. و ما بتحتاج للوظيفة و لا الشهادة .

منيرة : هالكلام كانوا يقولونه قبل .. الحين الحياة تغيرت و الزوجة لازم تساعد زوجها

منى : اممم قضية جديرة بالاهتمام .. بطرحها في برنامجي .. لما أصير مذيعة إن شا الله .
خالد : بتكونين أحسن مذيعة إن شا الله .

أحمد : يبه أنا بتأخر اليوم برع .. أوكي ؟

خالد : خذ راحتك يبه .. ادرس و اطلع .. و حط بالك على نفسك .

منيرة : لا يا أحمد .. وين تطلع ؟! أنت في ثالث و لازم تهتم في دراستك . مب كل يوم تطلع

أحمد : عمتي الله يخليج .. راسي يعورني و مالي خلق .

منيرة : شوف يا خالد شلون ولدك يكلمني !

خالد : مالي خص .. هذا هو جدامج .. تفاهمي وياه.

منيرة تقف و قد ارتسم الغصب على وجهها : أنتوا شفيكم .. محد معبرني في هالبيت!

تصعد منيرة لغرفتها

نور و عائشة ينفجرون ضحكاً .

نور : مسكينة طفشت .. محد عطاها ويه .

عائشة : و لا بتملل ترى .. بترد بعد شوي و معاها لستة أوامر يديدة .

منى : و الله حرام عليكم عمتي تحبنا و تخاف علينا و هي حسبة أمنا ..

نور : أمنا الله يرحمها ماتت .. و عمتج متفلسفة علينا .

خالد : ول يا نور .. ليش جي شايلة على عمتج ؟ كأنها حماتج مهب عمتج .

أحمد : بال يا كثر ما أتكلمون .. اسكتوا شوي خل أتابع البرنامج ..

نور : نسكت ليش بعد.. سيارة و قاعدة تقحص و تدور و ما أدري شتسوي.

أحمد : شعرفج أنتي ! هاي فن يبه.

((5))

في غرفة سعد الأعمى .. جلست الأخت الحنون بجانب شقيقها .

سعد : نسيمة .. صج كل بلاد لها شكل من فوق ؟

نسيمة : صح حبيبي

سعد : شلون شكل قطر من فوق ؟

تمسك نسيمة بيده اليمنى و ترفعها قليلاً : قطر شكلها مثل كفك.

سعد الصغير بفرح : صج .. ؟

نسيمة : اي و الله حبيبي صج .

سعد بفرح : وناسة .. بقول حق الكل أن قطر شكلها نفس كفي

ثم يظهر عليه الحزن .

نسيمة : شفيك سعودي ؟

سعد بنبرة حزينة : ما عندي ربع أقولهم .. نسيمة أنا ليش ما عندي ربع ؟ عشان أنا عمي و ما أشوف ؟

نسيمة : أنا صديقتك يا حبيبي .. و اصبر شوي و راح يكون عندك ربع وايد .

سعد : شلون ؟

نسيمة : أنا بدور لك ربع .

سعد : شكراً يا نسيمة .. أنتي وايد طيبة.

نسيمة : عفوا يا قلبي

تحضن شقيقها بحب.

(( 6 ))

منيرة في غرفة أحمد .

منيرة : أحمد .. كثرت طلعاتك .. أقعد في البيت و جابل كتبك شوي .

أحمد : عمتي .. من فاضي للدراسة الحين .

منيرة : شوراك الشيخ .. ؟ خف أرجوك .. بزنس مان و أنا مادري .

أحمد : قصدي أن مالي خلق أدرس. ما أحب الدراسة . وصلت ثالث ثانوي شلون ما ادري .. معجزة.

منيرة : أحمد لا تضيع عليك هالسنة .. ترى بتندم صدقني.

أحمد : الله يعيني على حنتج يا عمتي ( يضحك )

منيرة : حنتي عشان مصلحتك .. مب عشان شي ثاني .

تخرج .. تتجه لغرفة منى .

((7))

منى : عمتي بخلص دراسة و عقب باجي أسولف وياج ..

منيرة : أوكي . الله يوفقج حبيبتي .. بس ما قلتي لي . الامتحان اللي كان عليج الاسبوع اللي طاف .. شسويتي فيه ؟

منى : الحمدلله جبت فيه أ .

منيرة : و لا تقولين لي يا منى ! ول .. حتى أنتي مو معبرتني .

منى : عمتي شدخل .. لا تصيرين حساسة .. كل السالفة إني نسيت .. مجرد نسيان بس

منيرة : هالشي ما ينسي . تدرين أن دراستج تهمني .. و مستقبلج يهمني .. و تنسين .. هالشي ما ينسي .. لو كنت أهمج كان تذكرتيني أول ما طلعت النتيجة .. بمسج على الأقل.

منى : آسفة عمتي .. حقج علي

منيرة تخرج و تغلق الباب بقوة .

((8))

منيرة أمام غرفة عائشة .
تطرق الباب طرقتين سريعتين ، تحاول فتحه فتجده مقفولاً .
تطرقه مرة أخرى .
عائشة من داخل الغرفة : مــــــــن ؟

منيرة : أنا .. عمتج .

عائشة : عمتي .. عندج شي مهم .؟

منيرة : لا .. بس حبيت أقعد و أسولف وياج ..

عائشة : قاعدة أشوف فيلم منزلته على اللابتوب . خليها بعدين .

تعلم منيرة بأنها غير مرغوب فيها لدى عائشة .. فتنصرف على الفور .

عائشة في نفسها : تقول جاية أسولف وياج . ليش هي عندها سوالف تفتح النفس .. أكيد بتتكلم عن قعدتي في البيت

((9))

فكرت منيرة بأن تذهب للجلوس مع نور في الصالة . و لكنها علمت بأن الجلسة لن تنتهي على خير . ففضلت الاتجاه لغرفتها .. لعالمها الخاص . و أن تأخذ حماماً حاراً ، أو تقرأ كتاباً . لتنسى أنها باتت ثقيلة على قلوب من اعتبرتهم أبناءها .

((10))

أحمد أمام كافتيريا بسيارته.. يريد أن يشتري كرك و " يعدل المزاج " .
و خلال انتظاره فاجأه شخص ما طرق عليه نافذة السيارة .
نزل منها أحمد ليفاجأ بشخص أطول منه بقليل ، ذو لحية خفيفة ، و يرتدي ثوباً قصيراً يدل على تدينه .
و ما زاد أحمد دهشة .. هو سلام هذا الشخص عليه .
صافحه الشخص الغريب بحرارة و سلم عليه " خشم " .

الشخص الغريب : ما شا الله كبرت يا أحمد و صرت تسوق .

أحمد : و الله ما عرفتك يا الشيخ .. ذكرني فيك .

الغريب : أنا ناصر .. كنت وياك في المركز الصيفي يوم كنت أنت في رابع ابتدائي

أحمد : والله ما أتذكرك .. اسمحلي

ناصر : مسموح يا الغالي . عاد خلنا على اتصال و لا تقطع . سجل عندك رقمي ******* و سو لي رنة خل احفظ رقمك

أحمد بلسانه : إن شا الله
و بداخله : شيبي ذي ؟

((11))

نور في الصالة .. تتابع مسلسل تركي .
يرن موبايلها .. رقم غريب .. تتجاهله .
يرن مرة أخرى .. تتجاهله .
فاصل إعلاني ، ترد .

نور : ألو

الصوت : هلا .. فديت اللي قالوا ألو

و الصوت صوت أنثوي ثقيل بعض الشيء

نور باستغراب : من معاي ؟

الصوت : بثينة .. بوية .. كنت أدور على وحدة حلوة و قالوا لي عنج

نور : بوية .. يمــــه! من وين تعرفيني ؟ من وين حصلتي رقمي ؟ و من قالج عني ؟

بثينة : شوي شوي يا حلوة .. و بتعرفين كل شي .

تنهي نور موبايلها برعب .

((10))

هنادي تدخل على ابنتها نسيمة الغرفة .

هنادي : نسيمة . تعالي شوفي أبوج شفيه

نسيمة : شفيه يمه ؟ خير إن شا الله ؟

هنادي : و أنا شدراني .. من دخل ما نطق بحرف . تعالي شوفيه . يمكن يقولج أنتي.

نسيمة : إن شا الله يمه

تخرج نسيمة بسرعة نحو والدها .

((11))

منيرة مستلقية على السرير تقرأ في كتاب ديني .
تترك الكتاب . تحدث نفسها :
شفيهم كلهم تغيروا ؟ كبروا و كبر راسهم علي ؟ أنا كل اللي أقدر عليه سويته عشانهم .. و هم و لا عاملين لي أي اعتبار..
لكن دام تغيروا .. لازم أنا أتغير.
ايه نعم .. لازم أنا أتغير.

ترى .. ماذا ينتظر نور مع البوية ؟
و مالأحداث التي ستربط بين أحمد و صديقه الجديد ؟
و ما سر والد نسيمة ؟
و كيف ستتغير منيرة ؟

انتظروا الفصل الثاني .. يوم الاثنين إن شاء الله

[فيتامين سي]

الفصل الثاني
معانٍ كبيرة

((1))

هرعت نسيمة إلى غرفة والدها الذي يبدو حزيناًَ .. مثقلاً بالهموم.
جلست الابنة الحنون إلى جانبه و وضعت يدها على كتفه .

نسيمة : خير يبه .. شفيك ؟ شاللي مزعلك ؟

مسعود : أي خير .. أي خير يا نسيمة .. شر .. و شر كبير .

نسيمة : أفااا .. أول مرة أشوفك جذي فاقد الأمل يالغالي .. شصاير قولي ؟

مسعود : بو خليفة زاد راتبي .. زيادة بسيطة بس الحمد لله .

نسيمة باستغراب : انزين .. و يفترض إن هالشي يفرح .. ليش هالهم؟

مسعود: واحد معاي في الشركة .. شوي و بينهار من الخبر .. يقول إن هزيادة من حقه

نسيمة : يا سلام ! وشو من حقه ؟ لكل مجتهد نصيب .

مسعود : عاد هو يفهم هالكلام؟ من دخلت أنا الشركة قبل سنتين و هو محتر مني.. هو كان ذراع بو خليفة اليمين قبل لا اشتغل بالشركة .. و يوم إني دخلت الشركة بو خليفة صار يعطيني بعض الشغلات .. و لما شاف شغلي صار يعتمد علي أكثر و يثق فيني أكثر . و هالشي حره .. حره بشكل مب طبيعي يا نسيمة. و اليوم .. لما انتشر بين الموظفين خبر زيادة راتبي....... استغفر الله .. استغفر الله بس

هنادي تدخل الغرفة.
هنادي : و أنا على حظي .. استغفر الله و استغفر الله .. كمل شصاير ..

نسيمة : يمه ممكن تخليني ويا أبوي بروحنا ..

هنادي : لا .. تعبت و أنا أتصوخ من ورا الباب .. صوت أبوج مب واضح .. بقعد هني بسمع .. و بعدين أنا زوجته و شريكة حياته .. لازم أعرف .

نسيمة بصوت منخفض : لا حول و لا قوة إلا بالله . ( ثم تخاطب والدها ) كمل يبه.

مسعود : خلاص ..ما عاد في شي ينقال.

هنادي : ول .. عشان أنا دخلت يعني ؟

مسعود باستياء : يا مرا صلي على النبي .. أنا أصلاً خلصت السالفة يوم دخلتي

نسيمة : عيل يبه وشو اللي ترددت يوم بتقوله و قلت استغفر الله ؟

مسعود : و لا شي .

نسيمة باستغراب : على راحتك . بس من ذي يبه ؟ أقصد شسمه؟

مسعود : واحد من الناس .. مب لازم تعرفينه .. الله يستر عليه و على أحقاده.

نسيمة و قد زاد استغرابها : على راحتك يبه .

((2))

نور و عائشة في الصالة في منتصف الليل.

عائشة : انتبهي يا نور .. بي كيرفل .. ترى هالبويات وراهم بلاوي .

نور : من صجج أنتي ؟ السالفة كلها لعب. الله يقطع ابليس شيخوه (تضحك)

عائشة : و الله رفيجتج شيخوه مقالبها غريبة .. يعني الحين تبي تتغشمر وياج . تروح تعطي رقمج لبوية.. خوش غشمرة بصراحة .

نور تضحك : غشمرة عجيبة

عائشة : إشدخل! أنا قاعدة أقلل من موقفها و استهجنه و أنتي مستانسة.

نور بجدية : عووش .. تحملي تجيبين طاري لأبوي أو عمتي منيرة أو منى ... أو حتى أحمد.

عائشة : مب مينونة .. مستحيل أقول.. إلا طبعاً إذا تبين يشنقونج و يمثلون بجثتج جدام البيت

نور : بل .. كلامج كله يخرع .. وارثة هالـ جين من عمتج .. جين الكلام اللي يغث .

تضحك عائشة : مسكينة عمتي .

((3))

هنادي نائمة . و شخيرها وصل للممر . مسعود مستلقٍ على السرير .. همه أنساه النوم. و فجأة .. رن الجوال رنة المسج.

هنادي و قد صحت من الرنة : وجع .. من ذي اللي ما عنده ذوق و مطرش مسج هالحزة .. ناس ما تستحي .
تكمل نومها .

المسج :
أدري إنك للحين ما رقدت و قاعد تفكر .
التفكير مب زين و يذبح .. و ما ضاقت إلا لتفرج
و أنت ما عليك منه .. مهما قال.
نام و ريح يالغالي .. و ربك يفرجها : )
نسمتك .

و بكلام نسيمة الرقيق الخارج من قلبها .هبت نسمات الاطمئنان على قلب مسعود .. و نام .

((4))

دخلت المديرة منيرة مكتبها .. متفائلة بصباح جديد ، صباح مختلف .
و كان مكتبها مختلفاً هذه المرة . مليء بالورود . رائحته مختلفة و عطرة. و مزين بزينة جميلة.
فرحت منيرة .. همت بالخروج للاستفسار عما يجري و لكنها لاحظت ملف أنيق على الطاولة.
جلست . فتحت الملف ..
قرأت منه ، فدمعت عيناها. و أحست بموجة فرح تجتاح قلبها .
و هذه بعض المقتطفات من الملف :

" كل سنة و أنتي أفضل مديرة عرفتها
إلى الأمام دائماً
منال "

" ما شا الله عليج .. من تميز لتميز .. و إن شا الله تكون سنة تميز آخر لج.
محمود من الاستقبال ."

" وااااو ! الخبر فرحني و الله .. كل سنة و أنتي طيبة يا الغالية ..
صديقتج .. نعنع "

" مديرة قسم متميزة . و إنسانة نفخر بوجودها معنا . كل عام و أنتِ إلى الله أقرب يا منيرة .. و الله يوفقج . و بهالجهد .. بتمسكين منصبي .. و بتصيرين رئيس مجلس الإدارة بإذن الله
بو سالم . "

سقطت دمعة على الملف ، أغلقته منيرة .. و ضمته إليها بسعادة .

((5))

حصة الأحياء المملة .. و أحمد في سابع نومة .
فجأة دخل الأخصائي الاجتماعي . استيقظ أحمد على الفور و أعدل من جلسته .

المشرف : شباب .. أبيكم ترحبون في أخوكم اليديد .. ناصر .. ما شا الله عليه حافظ 15 جزء من القرآن و متفوق في دراسته .. أبيكم تساعدونه في الجزء البسيط اللي فاته من هالفصل .. و هالله هالله فيه ... أدخل يا ناصر

يدخل ناصر باستحياء .

و بالطبع ، كانت جميع العيون نحوه ، و كل شخص كان له انطباع أول ..
أستاذ الأحياء : يا رب يكون متل ما قال عنه المشرف و ما يزعجني .. أنا مو ناقص طلاب مشاغبين
بعض الطلاب : اوووه .. مطوع !!
و البعض : نبيه في مجموعتنا .. شكله بو حكة .
أما أحمد .. فلم يستطع تحديد انطباعه .. الصدمة طغت عليه .
ناصر الذي قابله صدفة .. أصبح طالباً جديداً في صفه !

((6))

أحمد في غرفة منى .

منى : الصدفة تلعب دور .

أحمد : أي صدفة يا منى .. أقولج أمس شفته جدام الكافتريا . و اليوم طالب جديد في الصف ! يــه ! كأنه يلاحقني ذي .

منى : يلاحقك ليش .. خل عنك الخوف و ما في إلا كل خير . و بعدين مب تقول إنه مطوع و حافظ 15 جزء . يعني ما في خوف منه .

أحمد : شدراج يمكن ذي تنكر .

منى تضحك : تنكر عاد .. شدعوة وين قاعدين . و منطقياً يا ذكي ما تصير.. مب المشرف قال إنه متفوق .. يعني الشهادة اللي خذها من مدرسته القبلية مزورة بعد ؟

أحمد : امممم لا .. انزين شيبي .. بيفجر راسي !

منى باهتمام : أول مرة أشوفك خايف جذي .. تركه عنك .. و الأيام بتكشف لك اللي يبيه .. هذا إذا كان يبي شي . صدقني اللي في بالك مخاوف مالها أي أساس.

أحمد يطرق برأسه .. و كأنه يفكر .
ثم يرفع رأسه .

أحمد : منى انطري شوي .

يخرج من الغرفة ، يعود بعد برهة .. يخرج من جيبه صورة . يُريها منى.

أحمد : منى شوفي .. هاذي صورة لأمي . شوفي اشقد تشبهج ..

تبتسم منى .

أحمد : و لو كانت حية .. أحس بتخاف علي مثلج بالضبط .. ساعات يجيني شعور أنج أمي يا منى مع أن الفرق بينا يمكن 5 سنين أو 4 ... الله يوفقج يا منى و أشوفج أحسن مذيعة

تبتسم منى بتأثر .
يخجل أحمد ..

أحمد : لا تقولين اللي قلته لحد .. و يلا بروح العب سوني

((7))
سعد الصغير من داخل غرفته : نسيمة .. نسيمة .

هنادي تصرخ عليه : و علة .. نسيمة عندها أوفر تايم .. و ما بتجي الحين .. اسكت خلاص

سعد يكمل صراخه : وين نسيمة .. تمللت .. أبي نسيمة .

شمة : يمه ولدج سندرني

هنادي : شسوي يا يمه .. مب راضي يسكت .. قاعد يصارخ نسيمة و نسيمة .. كأن أحنا إلا بناكله .

شمة تصرخ عليه : شتبي في نسيمة .

سعد : أبيها تقول لي قصة .

شمة : أنا بجي أقول لك قصة .. لحظة بس.

تدخل غرفة سعد.
تجلس بجانبه .

شمة : كان يا مكان في قديم الزمان .. كان في واحد سبال اسمه سعد .. كله يصرخ و يسندر أمه و يسندر الأميرة الجميلة شمة .
و مرة من المرات طلعت له حمارة القايلة و قالت باااااااخذه باااااخذه .. بطبخ فيه غداي

تصطنع الخوف بصوتها : ابيه ابيه .. حمارة القايلة دشت الغرفة . بتاخذك.

يمسك فيها سعد الأعمى بقوة : لا تخليني شمة لا تخليني ..

شمة : تستاهل يالخايس .. من مساع أقول لك اسكت .. الحين حمارة القايلة موجودة و تبي تاخذك .. يلا باااي

تخرج من الغرفة و هي تقهقه .
سعد المسكين يبكي و يضرب بيده في الفراغ ، ظناً منه بأنه يبعد حمارة القايلة.

((8))

وعدت منيرة نفسها بأن شيء ما سيتغير
و هذا التغيير لم يكن يسعد نور .. ابداً .

دخلت غرفة منى .

نور : منى تعالي الصالة بسرعة .

ذهبت منى وراءها .

((9))

و في الصالة .

منى : أنا ما أشوف فيها شي .. عمتي ما بتظلم حد . و هي الكبيرة و ربة البيت .. و تستاهل .

نور : وشو تستاهل .. و وشو ربة البيت .. أرجوج منى ترى كلش مب وقت دور البنت المثالية .. عمتج بتنهبنا . بتبوقنا

خالد بغضب : استحي على ويهج يا نور .. عيب الكلام اللي تقولينه .. هاذي عمتج .. و تاج راسج

نور باستياء : يبه و اللي يعافيك ! أصلاً أنا مب مصدقة شلون سمح لك ضميرك أنك تسوي هالشي

خالد : و ليش أنا شقلت غير الصح .. و اللي المفروض يستوي من زمان ؟

نور : يبه .. الصح أنك تسلم وحدة .. حيالله تكون أختك .. مصروف عيالك و بيتك .و الله إنها بتذلنا ذل لين تطلع الريال الواحد . أبي أعرف من أقرب لك .. أختك و لا بنتك

خالد : بلا كلام فاضي يا نور .. خلاص .. انسوا تاخذون شي مني .. أنا بسلم عمتكم مصروفكم و مصروف البيت . و هي مهب مقصرة إن شا الله.

تترك نور الصالة بغضب .

((10))

في غرفة عائشة .

نور : بموت يا عووش بموت .. أنا مب عارفة أبوي شلون يتصرف هالتصرف .

عائشة : أبوي طيب و عمتج تعرفين قدرتها على الإقناع .. تلاقينها عطته كم صاروخ عن حسن تدبيرها و هو اقتنع .

نور بحزن : شسوي الحين .. شسوي .

عائشة : بصراحة يا نور .. أشوف كلام أبوي عدل .. هي صج جلبة و حنانة و تقصر العمر بكلامها . بس مب ظالمة .. و أنا ما تفرق وياي .. إذا آخذ الفلوس من أبوي و لا منها .

نور تأخذ المخدة و ترميها عليها : أنا الغلطانة اللي جاية أفضفض لج .

ثم تخرج من الغرفة.

((11))

منى في غرفة العمة منيرة .

منيرة : حسيت أن هالطريقة ملاذي الأخير عشان أكسب احترامكم .

منى : أفا يا عمتي .. ليش تقولين هالكلام.. احنا نحبج و نحترمج .

منيرة : أنتي .. يمكن .. بس اخوانج .. لا .. و أنا أحس بالمسؤولية اتجاهكم و لازم أمسك عليكم شي عشان تسمعون كلامي

منى : الله يعينج على نور يا عمتي مستحيل ترضى.

تدخل نور بدون استئذان .

منيرة تهمس لمنى : ول ... لو طريتي مليون كان أحسن .

نور : أبي ألفين ريال بسرعة...

منيرة : ليش ؟

نور : و أنا ياهل عشان تسأليني ليش .. بتعطيني و لا شلون ؟

منيرة بحزم : اطلعي برع .. روحي دوري لج ألفاظ مهذبة عقب تعالي كلميني .و إذا تميتي بهالأسلوب .. انسي تحصلين ريال واحد.

نور : مب لصالحج اللي تسوينه يا منيرة .

منى تتدخل بغضب : منيرة جذي حافي ! هاذي عمتنا الغالية منيرة .

تحضنها منيرة : فديت قلبج يا منى

نور تخرج من الغرفة و في قلبها حقد .. و في عقلها مخططات كثيرة للانتقام.

((12))

أحمد يتحدث بالجوال .

أحمد : يا ريال قول شتبي .. أنت مطوع و حافظ كلام الله .. يعني لا تلف و تدور.

ناصر : ألف و أدور ليش ؟ احنا ربع من زمان.. من الصف الرابع

أحمد : لا حول .. بتقول و لا شلون يا ناصر

ناصر : شقول !!

ينهي أحمد المكالمة.
ناصر يخاطب من معه : مافي فايدة.. يبي يعرف أنا شبي منه .. شقول ؟

((13))

نسيمة تدخل الغرفة على شقيقها سعد .. تجده نائم
تمسح على رأسه برفق .. يستيقظ ... يتشبث بها .

سعد : نسيمة لا تروحين و تخليني مرة ثانية الله يخليج.

نسيمة : شفيك سعد حبيبي ؟

سعد : شمة خرعتني .. قالت لي قصة وايد تخرع .. و تمت تضحك علي.. شمة ما تحبني .. حتى أمي ما تحبني ..
ثم يبكي .

نسيمة تحضنه ..

نسيمة : بقولك شي ..

سعد : شنو ؟

نسيمة : الله يحبك .. و يحبك وايد .. و ما يرضى عليك .. تذكر هالشي دايماً .. و إذا الله .. اللي خلقني و خلقك و خلق أمي و شمة و كل شي .. يحبك وايد .. و بيدخلك جنته .. أنت شعليك من أمي و شمة .. خلهم يولون .

سعد يبتسم : صح.

نسيمة تبتسم : تذكر هالشي و حطه في بالك دايماً . و دام الله يحبك ..ما عليك من أي حد في الدنيا .

يدخل مسعود ..

مسعود : نسيمة تعالي شوي بغيتج .

تخرج نسيمة خلف والدها .

يريها والدها موبايله .. تقرأ مسج .. و تتغير علامات وجهها

نسيمة : يبه .. هاي تهديد بالقتل ... شي ما ينسكت عنه كلش

((14))

نور تتحدث بالجوال ..

نور : أي .. لازم تمرين بكرا ..هالمشوار لازم أروحه .. و ما ابي حد يعرف . و يلا باي عندي خط ثاني .

الخط الثاني ، بثينة.

بثينة : هلا حبي .. اتصلتي من شوي .؟

نور : أي يا بثينة .. بعطيج رقم .. و ابيج تبهدلين صاحبته .. تطلعين عينها .

((15))

في تلك الليلة .. نامت منيرة بسعادة .. بسبب مفاجأة الصباح ، و بسبب ثقة خالد و منى و عائشة .

مسعود نام باطمئنان .. رغم التهديد الذي وصله .. فابنته نسيمة كعادتها أنسته همومه.

معانٍ كبيرة تحملها كلماتنا ، ثقتنا ، وقفتنا مع من نحب ... فهي تنُقش في قلوبهم .. و لا تُنسى أبداً .

ترى .. ما سر صديق أحمد ؟
و ما الشيء الذي تخطط له نور ؟
و ما قصة التهديد الذي وصل لمسعود؟

انتظروا الفصل الثالث يوم الخميس إن شاء الله

[فيتامين سي]

الفصل الثالث
صدمــــة

((1))

نور في وسط مكالمة هاتفية مهمة .

صديقتها : آسفة يا نور .. ما أقدر

نور: شاللي خلاج تغيرين رايج ؟ أمس كنتي موافقة .

الصديقة: مادري أحس السالفة فيها مخاطرة .. و أنا مابي ادش في مشاكل ويا هلج

نور بغضب : أنا الغلطانة اللي معتمدة عليج ..

تنهي المكالمة

((2))

في دوام مسعود.

مسعود: جيتج بكبرها ما منها فايدة .. الحين ماخذة إجازة اشله .. مب ياهل أنا يا بنتي

نسيمة: يبه أنا ما قلت جذي .. بس وين هالشخص .. أنا ابي اتكلم وياه .

مسعود: يا نسيمة تعوذي من إبليس و روحي البيت .. الإجازة اللي ماخذتها كم يوم ؟

نسيمة : يوم بس .

مسعود: اشوه .. خلاص انزين روحي البيت .. المكان كله ريايل

نسيمة: مصر إني ما أكلمه ؟

مسعود: لا تفكرين حتى .

نسيمة: بس يبه ...

مسعود: لا تبسبسين يا نسيمة .. أقدر لج خوفج علي .. بس مب بهالطريقة .. و الريال مافيه إلا لسان .. لا تخافين قلب حقود و لسان و بس . ما في شي ثاني .

نسيمة: بس المسج اللي طرشه مب شي بسيط يا يبه .

مسعود : الريال كان محتر .. لا تكبرين السالفة عاد يا نسيمة .. خلاص توكلي على الله.

نسيمة: براحتك يبه .. بس حاسب أرجوك .

تنصرف .

((3))

أحمد يمشي في ممر المدرسة مع ناصر.

أحمد: يا ناصر سندرتني .. ما عندي وقت.

ناصر: لو تبي بيكون عندك وقت .

أحمد: في حد ما يبي يحفظ كلام الله .؟

ناصر: أوكي .. يمكن تبي . بس ما في إرادة قوية.

أحمد: لا حول .. الواحد يبي يرفه عن نفسه في الفسحة .. مب يسمع محاضرة.

ناصر: أنا أتكلم في مصلحتك يا أحمد . القرآن منجاة للشخص يوم القيامة . شفيك مب طايقني ؟

أحمد: شرايك يعني .. لما يطلع لك شخص جذي مرة وحدة .. ينزل من السما .. و يتفلسف على راسك .. بترحب فيه و لا بتستغرب منه ؟

يزيد أحمد من سرعته و يبتعد عن ناصر.
ناصر يضرب الحائط بكفه باستياء .

((4))
منيرة في اجتماع مع رئيس مجلس الإدارة.
جوالها على الصامت و موضوع أمامها على الطاولة .
تضيء شاشة الجوال معلنة وصول مسج .
تفتحه منيرة و عينيها على الرئيس للإيحاء بالإنصات .
تنظر للمسج .

اتصلي فيني ضروري .. ضروري .

تستغرب منيرة .

((5))
نور في غرفة عائشة .

نور: رازين صورتها في الجريدة و كل يومين طالعة بتصريح أو لقاء .. لو يدرون عنها كان حطوا صورتها في قسم مشكلتك لها حل .

عائشة تضحك.

نور: عووش خاطري أروح السينما .. ضايق خلقي .. شرايج نروح اليوم ؟

عائشة : أوكي .. ليش لا . فاضية و ما وراي شي .

نور: انزين روحي اخذي فلوس من عمتج ..

عائشة: ليش آخذ من عندها .. عندي فلوس .

نور: حقي .. بوكي شبه فاضي .

عائشة: انزين أخذي أنتي .

نور: أنا إن كلمتها طحنا في بعض . كلميها أنتي.

((6))
نسيمة و سعد في حديقة دحل الحمام .

طفل : شنلعبه ويانا و هو ما يشوف !

نسيمة: أي شي .

الطفل: ما في أي شي . ما ينفع نلعب ويا عمي .

نسيمة تمسك بيد سعد و تبتعد مسرعة عن المكان .

تجلس على كرسي و يجلس سعد بجانبها .

نسيمة لا تتكلم .

سعد يبتسم : زعلانه عشان اللي قاله ؟

نسيمة: ها .. لا مب زعلانة.

سعد: امبله أحس أنج زعلانة . و أنا مب زعلان كلش .

نسيمة بحزن : زين الحمدلله.

سعد : عشان أختي قالت لي .. ما عليك من حد .. دام الله يحبك.

نسيمة تبتسم و تمسح على رأسه.

سعد: نسيمة تعرفين شنو بخاطري الحين .

نسيمة: شنو حبيبي ؟

سعد: أبي نروح الكورنيش . و نقعد جدام البحر و نسولف هناك .

نسيمة بابتسامة: فكرة حلوة..

سعد: أحب البحر مع أني ما شفته .. أحب صوته و ريحته .. أحب وصفج له .. و أرتاح لما أكون جدام البحر .

((7))
هنادي و شمه في الصالة .

هنادي: شموه .. شموه .. باركي لي .. حصلت شغل.

شمه: بتشتغلين بعد كل هالعمر يمه.

هنادي: اييه !! اللي يسمعج يقول عني عيوز مكحكحة و خطوتين و القبر . لا يا شمه أنا توني صغيرة و بصحتي و عافيتي و قوتي و جبروتي .

شمه: حلوة جبروتي .. كثري منها .

هنادي: ما سألتيني وين بشتغل .

شمه: بعد لازم اسأل .. خلاص يمه قولي على طول .

هنادي: بيمع النقوط ويا أم فرج الطقاقة و بيكون لي نسبة كل شهر . أم سعيد اللي كانت ويا الفرقة طلعت .. تقول كبرت و ما فيها شدة

شمه: الحمدلله و الشكر.. صج يمه أثبتي أنج .....

تقاطعها هنادي : أي أنا من زمان أعتز بالأصول . و أحترم مهنة الجدات.

شمه: اسكتي يمه لحد يسمعج .. أي و الله مهنة الجدات .. ما ادري هم اكتشفوا الذرة و لا أسسوا علم الجبر .. من عرس لعرس .

هنادي: و ليش تقللين منهم .. يعني الحين لو لا هالمهنة الأصيلة . ما كان بيكون للأعراس طعم .

شمه : في هاذي صاجة.

يدخل مسعود و هو حزين .

شمه : تعال يبه بارك لمرتك حصلت شغل .

مسعود : مبروك ..
يتجه لغرفته

تلحقه هنادي

((8))
في غرفة مسعود

مسعود : هنادي اذلفي .. مب فاضي لج.

هنادي : ما أسمح لك تكلمني جذي . و مب رايحة مكان قبل لا نخلص هالسالفة .. ليش ما تعطي بنتك ويه ؟

مسعود: أنا ما أعطيها ويه ؟

هنادي: أيه .. اقعد سولف وياها شوي ..

مسعود: أنا و بنتج ما نتوالم و السبب تربيتج.

هنادي: ردينا على الغلط .. الظاهر خاطرك بهوشة يا مسعود .

مسعود: لا خاطري بهوشة و لا شي و اللي فيني كافيني. و دامج فتحتي السيرة .. فلازم أقول لج تخلين هالساحرة شمه و تعطين شوي من حنانج لولدج سعد المسكين . أنا بسأل.. أنتي متى آخر مرة قعدتي وياه ؟ و متى آخر مرة شاركتيه بشي ؟

تغضب هنادي ، لا تجد رداً ، تخرج .

((9))
أحمد يلعب بلاي ستيشن في غرفته . منى جالسة على طرف سريره.

منى تضحك : و أنت للحين ويا لغز ناصر ذي .

أحمد: و لين بكرا . من كلامه تحسين أنه صج خايف علي .. بس السالفة ما تدش العقل.

منى مازحة: يمكن ناصر ذي هدية من السما

أحمد مازحاً: إلا بلوى من السما .. و أخوج مؤمن تقي و قد البلاوي.
تضحك منى

تدخل منيرة ..
تخاطب منى

منيرة: منى تعالي بغيتج شوي

ثم توجه الكلام لأحمد.
منيرة: و أنت يا استاذ خل عنك السوني و قوم أدرس .

أحمد: أي دراسة .. أنا طالع بعد شوي

((10))
منيرة و منى في الصالة ..

منيرة: نور و عايشة طلعوا .. راحوا السينما ..

منى: زين حلو . شبغيتي عمتي ؟

منيرة: في رقم متصل فيني اليوم .. أبيج تكلمينه و تشوفين من.

منى: أوكي مب مشكلة .. وين الرقم ؟

منيرة: بعطيج إياه .. بس أبيج تتصلين من جوالج

منى باستغراب: ليش؟

منيرة: لغاية في نفس يعقوب .. بتعرفين بعدين .

منى: أوكي .

تعطيها منيرة الرقم و تبدأ منى بالاتصال من جوالها ، و في هذا الوقت يخرج أحمد من البيت و هو " كاشخ حده" .

اتصلت منى ، أجابت بثينة !

منى: ألووو ..

بثينة: ألو ! طيحتني اللي قالت ألو. شهالرقة و العذوبة .

منى و منيرة ينظرون لبعض باستغراب.

منى: من أنتي ؟

بثينة: أنتي اللي من يا قمر .. أنتي المتصلة .. و اللي يتصل في هالرقم أكيد يبي شي.

منى: أنا ما أعرفج .. أنتي مطرشة مسج على رقمي الثاني اليوم.

بثينة: ايييي .. أنتي منيرة ! يحليلج .. صوتج ما يوحي بعمرج . و لا يوحي بصورتج الموجودة بالجريدة .

منى: شتبين انزين .. ؟

بثينة: و لا شي فديتج .. بس ما تتفقين وياي إن الخبر اللي جا مع صورتج اليوم بايخ و ممل ؟ و أتحدا إذا حد قراه . لكن إذا جا الخبر بصيغة .. منيرة الشهيرة تصادق بوية .. ما راح يكون أحلى ؟

تنهي منى المكالمة .. و تتبادل نظرات الخوف مع منيرة.

((11))
نور و عائشة أمام بائعة التذاكر الفلبينية في سينما الستي سنتر.

خلفهم وقفت عائلة فلبينية من أب و أم و طفلة .. كانوا يتحدثون بالفلبينية عن فيلم يريدون مشاهدته .. و سمعتهم بائعة التذاكر .

نور و عائشة أجمعوا على فيلم .. و لكن البائعة أخبرتهم بأن التذاكر نفذت.

فاضطروا أن يختاروا فيلم آخر .. و كان يعرض في الصالة الكبيرة رقم 1.

((12))
نور و عائشة يتجولون في ساحة السينما.

نور: خسارة خلصت التذاكر .. كان ودي أشوف هالفيلم.

عائشة: معليه .. فلمنا حلو بعد .. في الشاشة رقم 1 .. حق الطماشة و التطنز على الناس .

نور: أي و الله .. يا ريتني مثلج أشوف الجوانب المشرقة من الحياة .. فرصة نتطمش على الداش و الطالع .. بس لازم نكون أول من يدش.

عائشة: ايي أكييد.

بعد برهة و خلال تجولهم .. لاحظوا إن العائلة الفلبينية دخلت الفيلم الذين اختاروه للمرة الأولى .. ففهموا الموضوع على الفور .. و ذهبوا مسرعين إلى البائعة.

نور .. إنجليزيتها ممتازة .. فهي تدرس الطب في وايل كورنيل .. و لكنها لم تكن غاضبة كثيراً

عائشة .. خريجة مدارس الحكومة .. و إنجليزيتها ضعيفة .. و لكنها غاضبــة.

وصلوا للبائعة .

عائشة: why you do this .. shame on your face.. I will tell your boss to cancel your visa and direct fly to phlaaapino .. fall on you! .. not good do this .. you should make people all same .. and why I make my self small and talk with one like you .. not do it again its not good for you..

الترجمة = ليش تسوين جذي .. استحي على ويهج .. بقول لمديرج يكنسل فيزتج و يسفرج سيدة للفلبين .. مالت عليج ! مب زين تسوين جذي .. لازم تعاملين الناس كلهم بالمثل .. و أنا ليش أصغر من نفسي و أكلم وحدة مثلج .. لا تعيدينها مرة ثانية .. مب أحسن لج ترى !

انفجرت نور ضحكاً : الله يعين اللغة الإنجليزية !!

((13))
منيرة تتكلم بالجوال و بجانبها منى.

منيرة: أنتي شتبين فيني .. و من مطرشج علي يالـ.... و لا خليني ساكتة مابي أوصخ لساني.

بثينة: بل .. شفيه صوتج تغير .. من شوي كان شحلاته .

منيرة: قولي أنتي من و شتبين .. و لا ترى و الله لا أودي رقمج للشرطة و أخليهم يتصرفون وياج ..

بثينة: وديه حبيبتي .. ما تخرعيني أنتي . أنا اللي أخرعج و ليس العكس .

منى تصرخ : أنتي شتبين في عمتي يالبوية

بثينة: ابيه .. أكاهي منيرة الصغيرة تكلمت .

منيرة: أنتي يا بنت .. أقصري الشر أحسن لج .

بثينة: واي خفت خفت ..

منيرة: أوهووو .. و أنا ليش أضيع وقتي .

تنهي المكالمة.

((14))
نسيمة و سعد يعودون من الخارج ..
تلاحظ نسيمة سيارة لاند كروزر واقفة أمام البيت و يركبها شاب .

فجأة يخرج والدها من المنزل . و يمشي نحو السيارة

مسعود: أنت بعد شتبي لاحقني لهني ؟

نسيمة تتابع المشهد بصمت و من خلف الباب .

الشاب: خلنا نتفاهم

مسعود: ما بينا تفاهم .. روح لا أنادي لك الشرطة.

يذهب الشاب .

يدخل مسعود و هو غاضب

نسيمة: شسالفة يبه ؟

مسعود: مب وقتج بعد يا نسيمة .

((15))
نور و عائشة يتابعون الفيلم باهتمام .. و قد وصل لمنتصفه .
أمامهم صف من المقاعد الخالية .
حينها .. يدخل شاب لا تبان ملامحه مع فتاة .. لا يرضى الشاب أن ينير لهم العامل الطريق ، يأخذ المصباح .. و يمشي مع الفتاة إلى الصف الخالي .. و يجلسون في آخر مقعدين .

نور تنغز عائشة : عووش ... شوفي .

عائشة: وشو ..

نور: أنا شاكة فيهم .. اثنين و بروحهم و حاجزين في السيد الفاضي و قاعدين في اخر كرسيين.

عائشة: خل يولون .. أبي أشوف الفيلم

نور تضحك: عووش شوفي شوفي .. شوي و بيدخل في خشمها ذي .. ما شايف خير..

عائشة: أبيه أي .. وايد مقرب منها .. أنا بعد بديت أشك.

نور: خاطري أشوفها .. أشوف ليش معجب فيها.

عائشة: و أنا خاطري أشوفه و أشوف هي ليش ميتة عليه.

بعد ثلث ساعة ، خرج الشاب مع الفتاة.

نور تمسك بيد عائشة و تخرج ورائهم مسرعة.

عائشة: نوروه و ويعة أبي أشوف الفلم ..

نور: جب .. أبي أشوفهم .. يا ربي وين راحوا ..

عائشة: خل يولون .. أنتي شعليج منهم .. ليكون هو أخوج أو هي أختج.

نور مصدومة و تشير لعائشة : أيه .. هو أخوي !!

عائشة تنظر نحو الجهة التي تشير لها نور .. فتجد أحمد شقيقها .. برفقة فتاة متوسطة الجمال .

((16))
منى و منيرة في الصالة .

منيرة: مب أحسن لها إذا صدر منها تصرف ثاني . من صجي بكلم الشرطة.

منى : ما أعتقد تسوي شي .. وحدة تستهبل و بس

يرن جوال منيرة .

منيرة: ناصر أنا الحين ويا بنت أخوي .. أكلمك بعدين.

يومض شيء في ذاكرة منى : عمتي .. من ناصر !

تدخل نور مع عائشة.

تبدأ نور في نزع حجابها و هي تخاطب منيرة.

نور: عفيه على عمتي الحنون .. اللي لاعبة دور أمي .. شوفي تربيتج الحلوة لنا وين ودتنا .. و شوفي أخوي أحمد شسوا. الظاهر أبوي لازم يعيد النظر في أمور كثيرة.

منى: خير شصاير !

نور تنوي الشر .. فماذا ستفعل ؟
ماسر الشاب الذي أتى لبيت مسعود ؟
و ما مصير قصة منيرة و البوية ؟

مفاجآت كثيرة في الفصل الرابع .. يوم الأحد

[فيتامين سي]

الفصل الرابع
خيبة أمل

((1))

منيرة في غرفة أحمد.

منيرة: ما توقعتها منك يا أحمد .. أبد ما توقعتها .

أحمد و هو حزين: و الله العظيم إنها أول مرة .. و آخر مرة .. صدقيني ما أعيدها.

منيرة حزينة : تبغي الصراحة ؟ خاب أملي فيك .. خيبات أملي فيك متتالية يا أحمد

أحمد مصدوم.

منيرة تواصل حديثها: أول شي .. كنت دوم أحلم أنك تجيب نسبة عالية في الثانوية و ترفع راسي و راس أبوك .. و الحين أعرف أن ما في أمل .. و كنت أسلي نفسي عن ضعف مستواك الدراسي بأخلاقك.. قلت مب كل واحد ينجح في الدراسة .. و أحمد بيتوفق إن شا الله .. و كفاية إنه خلوق و ملتزم .. الأخلاق أهم من أي شي .. و الحين خيبت أملي حتى في الناحية الأخلاقية.

أحمد: عمتي .. و الله مب قصدي إني أخيب أملج ..

منيرة: بعض الأحيان .. أحس إني ما قدمت لكم شي .. شفايدة تعبي و تربيتي لك يا أحمد بعد اللي صار ؟ و شفايدة التعب ويا عاشة و هي قاعدة في البيت لا شغلة و لا مشغلة .. و شفايدته ويا نور .. اللي أنا كبرت جدامها حلم كلية الطب .. و وصلتها له .. و في النهاية قلبت علي و أنكرتني . يمكن منى الوحيدة اللي نافع وياها الخير و تحسسني إني مهمة هني .

أحمد يغضب و يشيح بوجهه عن عمته .

((2))

خالد غاضب كثيراً و ماسك بعقاله .. و مندفع نحو غرفة أحمد .
منى و عائشة يمسكون به و يهدئون من غضبه

عائشة: يبه هد أعصابك الله يخليك .. الغضب ما بيجيب نتيجة.

خالد: خلوني أروح له و أأدبه هاللي ما يستحي على ويهه .. هاذي سواه يسويها !

نور: هدوه خل يأدبه .. خل يحس إن في حد وراه.

منى: مب وقتج يا نور بعد.. اسكتي الله يخليج.

خالد: وخروا عني .. هالثور ما لقى حد يربيه .

نور: هالكلام فات أوانه يبه .. لو إنك كنت حازم وياه من زمان .. ما صار اللي صار.

خالد: جب أنتي !

نور: كلمة الحق محد يبي يسمعها في هالبيت .

خالد: نور اذلفي عن ويهي دام النفس عليج راضية.

نور تتجه لغرفتها .

منيرة تخرج من غرفة أحمد.

منيرة: خالد .. هد أعصابك يا أخوي .. الولد طايش و هالتصرفات متوقعة منه. تعال بغيتك شوي.

((3))

الأخوات الثلاث في غرفة منى .

منى: مسكين أبوي .. عور قلبي .. أول مرة أشوفه جذي.

نور: ول .. كان شوي و بياكلني ..

منى: أنتي بعد الله يهديج ما تعرفين تختارين التوقيت اللي إتكلمين فيه .. تشوفينه معصب و قاعدة تعاتبين.

عائشة: لو أنا مكان أبوي حذفتج بأي شي أحصله جدامي.

نور: صمتت دهراً .. و نطقت كفراً.

عائشة: بس أنا في هالسالفة خصوصاً ما ألوم حد.

منى: مثلي ..

نور: أنتوا وايد تتلفلسفون .. شقصدكم .. كلهم غلطانين و الغلط راكبهم .. أبوي و منيرة و أحمد.

منى: أحمد مراهق .. و هالتصرفات تطلع من المراهقين .. عمتي ما قصرت ويانا أبد.. و أبوي.. أحمد ولده الوحيد .. و أنا عاذرته.

نور: لا أنا مب عاذرته .. ولده الوحيد لازم يكون حازم وياه .. و يحكم عقله قبل عواطفه .. بذمتكم .. قد مرة سمعتوا أبوي يقول لا لأحمد؟

منى و عائشة معاً: لا .

نور: أنتوا متفقين معاي في هالنقطة عيل .. و لا إذا ما انقالت حق صبي بهالعمر .. فالمصايب راح تتوالى ..

عائشة: صح كلامج.

((4))

خالد يقود سيارة أحمد و منيرة بجانبه .

خالد: و لا يحلم يحصل السيارة .. إلا عقب ما يستعدل.

منيرة: دللته وايد يا أخوي .. و شوف دلالك وين وصله.

خالد: مب وقتج بعد يا منيرة.. اللي فيني كافيني و مب ناقص عتاب.

منيرة: ألف مرة قلت لك الولد ما يعطونه كل اللي يبغيه .. ما تسمع الكلام. شوف وين وصلنا.. الصبي طالع مع بنت ما يعرفها ..

خالد: لا حول و لا قوة إلا بالله .. لا حول و لا قوة إلا بالله.

((5))

موقف طيب و سامي من نسيمة .. أشعل الغضب لدى هنادي و شمة.

شمة: يمه الحقي .. الحقي .. تعالي شوفي الأغراض اللي عند الخدامة شكثر . و خمني من اللي شراها .

هنادي: من بعد غير ست الحسن و الدلال نسيمة.

نسيمة جالسة بجانب سعد في الصالة.

نسيمة: و الله حرام عليكم .. مستكثرين كم جلابية و كم حجاب على الخدامة .. و كلهم رخاص بعد.

شمة: يمه .. كل ما قلنا لها نبي فلوس .. قالت ما عندي . و اخرتها عاملة فيها أم الخير و شارية للخدامة.

هنادي: و أنا حتى نعال بمناسبة و لا بدون ما فكرت تاخذ لي .

نسيمة: يمه .. شمه .. حرام عليكم .. ثلاث أرباع الراتب أنتوا تستولون عليه.

هنادي: وشو تستولون عليه ! بتمنين علينا أنتي !

نسيمة: مب قصدي يا يمه .. بس أنا حلي و حلالي لكم .. و ما فيها شي لو شريت حق الخدامة .. تستاهل مسكينة.

هنادي: لا ما تستاهل.. و أصلاً أنا مب مرتاحة لها و مفكرة أسفرها.

نسيمة: يمه .. مب لعبة هي .. تسفرين و تجيبين في الخدامات.. و الله لو راحت روبية من غير سبب مقنع . ما بجيب بدالها و لو شنو .. و اشتغلي عاد أنتي و بنتج في البيت

هنادي: شبلاج أنتي اليوم .. اضربيني بعد !

نسيمة: يمه أنا ما فيني شي .. أنتوا اللي تتصرفون و كأني قاعدة على كنز.. أنتي تعرفين الخدامة الوحدة بكم تجي ؟ بسبعة الاف .. و السبعة مب شوي عشان تسفرينهم لأقل سبب.
تتجه نسيمة لغرفتها.

هنادي: ول.. شفيها هاذي.

سعد: حرام عليكم كله تظلمون أختي.

شمه: أنت جب بعد يالخديه .

((6))

خالد في غرفة أحمد.

خالد: الكل يقول لي لا تدلعه .. لا تاخذ له كل اللي يبيه . و أنا ما كنت أحب أشوف الحزن في عيونك . و ما كنت أحب أكسر بخاطرك .. أنت فكرت فيني يوم سويت سواتك هاذي ..؟ قلت في نفسك .. ممكن جذي أزعل أكثر إنسان يحبني و يخاف علي.؟

أحمد يشعر بتأنيب الضمير و يقبل رأس والده: اسمحلي يا يبه .. آسف و والله ما أعيدها.

خالد: كل شي بيتغير من هاللحظة .. أول شي .. سيارتك مب في البيت .. و مب من حقك تسأل وين . و روحاتك و جياتك كلها ويا الدريول .. اللي بيخبرني أول بأول أنت وين رايح و ويا من .

أحمد: يبه أنا مب ياهل .. ليش كل ذي .

خالد: آسف يا أحمد .. أنت اللي حديتني على هالشي.

((7))

أحمد يطرق الباب على منى التي تقرأ في الغرفة.

منى: ادخل يا أحمد .

أحمد يدخل و هو حزين.

أحمد: شلون عرفتي إني أنا اللي جاي .

منى مبتسمة: عرفت .. و أعرف شتبي بعد .

أحمد: شنو ؟

منى : بجاوبك دايركت و قبل لا تسأل .. لا .. لا تخاف .. مب زعلانة عشان اللي صار.. تضايقت في وقتها و استغربت سواتك .. بس الحين مب زعلانة .. و واثقة فيك و أعرف إنك ما بتعيدها.

أحمد مبتسماً: أي و الله ما بعيدها .. توبة يا منى

منى: تعجبني .. و الحين لا تعطلني عن نومي

أحمد: تصبحين على ألف خير

منى: و أنت من أهله

يخرج و يغلق الباب.

((8))

الجميع في بيت خالد اتجهوا لدواماتهم .. إلا نور .. بقت في المنزل. استغرب الجميع غيابها عن محاضرات الجامعة ، و لكنها تظاهرت بالمرض . و بعد أن تأكدت نور من أن البيت خالٍ إلا من الخدم .. اتجهت لغرفة منيرة.
دخلتها بخوف ، اتجهت لخزانة الملابس أولاً لتفتش.
وجدت شيئاً مما تبحث عنه .. ابتسمت بخبث .. و وضعته تحت إبطها.

مرت الخادمة بجانب الغرفة .. فانتبهت لصوت حركة حذرة في غرفة منيرة .. ثم لم تجد نور في أي ركن من المنزل ، ففهمت على الفور ما يجري.

((9))

نسيمة في العمل .. مشغولة لدرجة إنها لا تستطيع التفكير بأي شيء آخر.
و لم تكن تتوقع أبداً الاتصال الذي جاءها.

نسيمة: ايه نعم أنا بنته .

نسيمة و قد تبدلت ملامحها إلى الخوف : شنو !! أنا جاية الحين ! مسافة الطريق بس

((10))

أحمد و ناصر في مكتبة المدرسة .. يتكلمون بصوت منخفض.

أحمد: أنا أهبل أصلاً .. شلون قاعد أفضفض حق واحد ما أعرف من وين جاي.

ناصر: بالعكس يا أحمد زين أنك قتلي. و بصراحة غلط اللي سويته.

أحمد: ما قلت لك عشان تحن على راسي .. عندي اللي يكفوني في البيت .. ألحين أبيك تفكر في طريقة أرد فيها سيارتي بأسرع وقت ممكن ..

ناصر: دوم يكتبون عن إدمان الإنترنت و إدمان مشاهدة التلفاز .. لازم يكتبون عن إدمان الخروج من البيت.

أحمد: لا دمك خفيف الشيخ !

ناصر: أنا أقول هاذي فرصة تتقرب فيها من أبوك و من أهلك.

أحمد بصوت عالي: ناصر .. أبي طريقة عشان أرد السيارة .. تساعدني و لا أروح.

أمين المكتبة: ولاااه .. وطي صوتك .

ناصر: بساعدك .. و الله بساعدك يا أحمد .. بس شرايك أمر عليك اليوم .. و نروح أي كوفي شوب و نشوف شسالفة.

أحمد: لا .. مب طالع وياك .. في المدرسة و مب مقصر معاي بالحنة .. شلون عيل لو برع

يضحك ناصر.

((11))

نسيمة و هنادي و شمه في المستشفى أمام غرفة في المستشفى.

نسيمة تبكي .
هنادي و شمه مستاءين.

هنادي: من ذي اللي سممه أنزين ! أبوكم مب من حلاته و لا من كثر فلوسه.

شمه: أي و الله .. شعنده و احنا ما ندري عشان يسممونه . ! لازم نعرف يا يمه.

هنادي: إذا الله قومه بالسلامة .. لازم أعرف شسالفة السم ذي.

شمه: أي يمه لا تسكتين عن هالسالفة كلش.

نسيمة تبكي : حرام عليكم .. بدل ما تدعون له قاعدين تطلعون باستنتاجات سخيفة.

هنادي: عن الدلع أنتي بعد .. الدكتور قال حالته مب خطرة. و لحقوا عليه في الوقت المناسب.

نسيمة: حتى لو مب خطرة.. اليوم الله ستر .. بس اللي حاول يسممه هالمرة بيلاقي طريقة ثانية المرة الجاية .. يمه السالفة مب هينة مثل ما أنتي متوقعتها.

هنادي لشمه: هاذي شفيها كله مولعة هالأيام !

يخرج الطبيب من الغرفة.

الطبيب: الحمدلله أحنا عملنا له غسيل معدة و ربنا ستر المرة دي .. و هو نايم دلوقتي من تأثير المخدر .. بعد ما يصحى . البوليس حيجوا يحققوا بالموضوع.

نسيمة بابتسامة مهذبة : شكراً يا دكتور .. يعطيك العافية.

الطبيب: ولو .. لو في أي مشكلة .. نادوا السستر

يذهب الطبيب.

هنادي: صج ما يستحي .. بدل ما يقول نادوني أنا بالخدمة .. يقول نادوا السستر .. دكاترة آخر زمن.

شمه: لازم يتم ستاند باي عند الغرفة عشان يكبر بعينج يعني .

في هذا الوقت .. كانت نسيمة دخلت على والدها .

((12))

خالد و أبناءه في الصالة.

منى: معليه يبه خلاص سامح أحمد.

خالد يتجاهلها.

عائشة: أحمدوه .. قوم حب أبوي على راسه و بين له أسفك .

نور: أي يالله أحمدوه قوم .. أنت خربت علينا الفيلم .. يعني لازم تعوضنا.

منى : أي أحمد يللا ..

البنات الثلاث يصفقون و يقولون بصوت واحد: حيو أحمد .. حيو أحمد ..

أحمد يتجه لوالده.. يقبله على راسه.

أحمد: آسف يبه .. و الله ما أعيدها.

خالد: و لا بعطيك السيارة إلا عقب فترة..

أحمد: مب مهم .. المهم رضاك يا يبه.

خالد يصمت لفترة.

جميع العيون في الصالة تراقبه.

يكشف خالد عن ابتسامة : خلاص طاح الحطب .. ما نقدر على زعلك يا أحمد

أحمد يقبل رأس والده بسعادة ، و البنات يصفقن بسعادة.

تنزل منيرة و هي غاضبة.

منيرة: نور .. طلعي الذهب بسرعة

خالد مستغرباً : أي ذهب ؟

منيرة: ذهب مرتك الله يرحمها اللي خليته عندي . بنتك دشت غرفتي اليوم و خذته.

نور: عمتي شتقولين .. أنا ما خذت شي.

منيرة: و بعد اتجذبين ! الخدامة شافتج.

نور تقف متحدية منيرة : ولا برده .. و ببيعه و باخذ فلوسه لي إذا ما رديتي لنا فلوسنا و شلتي يدج عن مصروف البيت ..

منيرة : صج إنج ما تستحين

خالد يقف غاضباً : نور رجعي الذهب.

نور: هاي ذهب أمي و هي مالها حق فيه مثل ما هي مالها حق بالمصروف.

خالد: نور ترى مصختيها .. ردي الذهب أحسن لج.

نور تركض للطابق العلوي.

((13))

مسعود مستيقظ و يبدو مرهقاً على السرير في المستشفى.

نسيمة تذرع الغرفة جيئةً و ذهاباً و هي تبكي بحرقة: مب مصدقة اللي قاعدة تسويه يا يبه .. تقول لهم إنك حاولت تنتحر .. ليش .. ليش تكذب يا يبه .. بلغ عنه و خل العدالة تاخذ مجراها.

مسعود : أنتي مب فاهمة شي .. مب فاهمة شي.

نسيمة: و لا أبي أفهم .. كل اللي أبي أعرفه .. أنت ليش خايف جذي يا يبه ؟ كان ممكن تموت .. و الشرطة عقب إقرارك ذي بيسكرون الملف و بيوقعونك تعهد إنك ما تعيد هالشي . أنت الريال المصلي اللي تخاف ربك يوقعونك تعهد إنك ما تنتحر .. شلون ترضاها.

مسعود: بس اسكتي يا نسيمة .. اسكتي.

نسيمة تخرج من الغرفة.

((14))

ما دام والدها خائفاً من أحدهم .. فهي لا . و إن كان لا يريد أن يتصرف .. فهي تريد.و ها هي نسيمة أمام مركز أمن العاصمة ترغب بأن ترى الضابط الذي حقق في قضية والدها.

((15))

خاب أمل خالد في أحمد .. ولده الوحيد
و خاب أمل منيرة في نور.. التي هي بمثابة ابنة لها.
و خاب أمل نسيمة في مسعود .. الذي اعتبرته قدوة لها ، و كذب بدافع الخوف.

تسبب خيبة الأمل الألم في القلوب .. و لكن الحقيقة هي أن الذي يقولون " خاب أملي" في قلوبهم أمل كبير و خفي .. في التغيير نحو الأفضل .

الأحداث تزداد تعقيداً بين منيرة و نور .. و الغموض يزداد في قصة مسعود.
انتظروا الفصل الخامس .. يوم الأربعاء

[فيتامين سي]

الفصل الخامس
رحيل الأحبة

((1))

نسيمة و سعد مع والدهم بالمستشفى .

نسيمة: الضابط يا يبه قال إن ما يقدرون يسوون شي إذا ما غيرت أقوالك .

مسعود: و لا بغيرها ..

نسيمة: بس يا يبه ..

يقاطعها مسعود: بس يا نسيمة سكري هالسالفة .. أقوالي ما بغيرها و الله يستر على الرجال

نسيمه: لا حول و لا قوة إلا بالله.

سعد: يبه لا تخاف الله بيوقف معاك

مسعود: أنا يا يبه مب خايف .. و لي أسبابي اللي محد بيفهمها .

نسيمه: يبه أنت ما عمرك خشيت علي شي .. قول .. و أنا بفهمك.

مسعود: هالمرة ملزوم أخش عليج يا نسيمة و بسج عاد .. أنا الحين أبكم تونسوني مب تغثوني

سعد: صح كلام أبوي يا نسيمة ..

((2))

نسيمة و سعد يعودون للمنزل.

فور دخول نسيمة .. تحدثت والدتها .

هنادي : نسيمة أبي فلوس.

نسيمه: حق شنو يمه .

هنادي: بحجز حق دبي .. بنروح أنا و شمه كم يوم استجمام

نسيمة باستغراب: نعـــم ! لا يمه أقعدي مكانج .. أبوي في المستشفى و محتاج وقفتكم معاه.

هنادي: قلت له اليوم و قال لي اذلفي.

نسيمه: أكيد بيقول لج اذلفي .. الريال مرقد في المستشفى و تقولين له بسافر و بخليك .. توقعتي مثلاً يقول لج تروحين و تردين بالسلامة ؟

هنادي: جب انزين و بلا كلام زايد.. و دشي الانترنت عقب ويا شمه و احجزي لنا .

نسيمه: لا يا يمه اسفة ماقدر.

هنادي مصدومة : أنتي شصاير فيج ! كل ما قلنا لج شي قلتي ما أقدر

نسيمه: أي ما أقدر.. مب أنتي بتشتغلين .. خلاص سافري ويا شمه بفلوس النقوط. و لا أقعدي وجابلي ريلج شوي.

هنادي: أنا مادري أصلا شلون بقعد مع ريال حاول ينتحر ..

نسيمة: يمه !! أنتي تدرين أن أبوي ما انتحر و انه مستحيل يسويها.

هنادي: لا حبيبتي ليش مستحيل .. ليكون أبوج ملاك و انا مادري .. بكرا أخاف أتهاوش وياه يذبحني و ينتحر بعدي .. و أنا وحدة أبي أتمتع في عمري

نسيمه و هي ذاهبة : الحمدلله و الشكر.

هنادي تصرخ عليها : أنتي أيه بتعطيني الفلوس..؟

((3))

في صالة خالد.

خالد و أبناءه في الصالة .

عائشة: عرفت الحل السحري اللي يريحني و يريح عمتي !

خالد: و شنو هالحل .. علمينا .

عائشة: هي مب دايماً تحن علي و تقول لي شوفي لج شغلة بدل قعدة البيت . أنا حصلت لي شغلة تناسب مواهبي الفنية.

منى: واو . علمينا شنو ؟

أحمد: أتحدى إذا شي عدل .

عائشة: بما إني لم أفلح في دراستي و فلحت في فني .. فلقد قررت الاشتراك في برنامج ستار أكاديمي.. الموسم القادم.

تمتلئ الصالة بالضحكات عليها .

منى: عايشة حبيبتي .. بدون تحطيم .. من أول أسبوع أنتي آآوت .

نور: الناس بيمتنعون عن التصويت من أول ما يشوفون كشتج .

عائشة: أنا ما علي منكم .. يا جبل ما يهزك ريح .

خالد: احنا اللي في البيت منزعجين من صوتج .. شلون لو طلعتي على الهوا مباشرة .. البرنامج بيخسر والسبة أنتي

عائشة: ول .. شهالبيت اللي ما يشجع المواهب الفنية الواعدة ..

أحمد : لو اشتركتي عووش .. في أحلامج يعني .. أنا بسوي حملة تصويت .. و لا تشقين الحلج مب لج .. ضدج أكيييد .

عائشة: مالت عليك و على الصوت اللي بيجيني من وراك

تمتلئ الصالة بالضحكات مرة أخرى.

تأتي منيرة.

نور تهمس لعائشة : أعوذ بالله .. جات مفرقة الجماعات.

تجلس منيرة و هي متضايقة.

خالد : شفيج يا منيرة مادة البوز.. عسى ما شر ؟

منيرة: و لا شي.

عائشة تهمس لنور : يمكن تغار مني عشان بشترك في ستار أكاديمي.

نور : سخيفة .. ما تضحكين.

منى : عمتي قولي لنا شفيج .

تترك منيرة الصالة مسرعة.

تلحقها منى ..
تنتبه نور لذهاب منى ، فتتبعها.

((4))

تدخل منى غرفة عمتها و تجلس بجانبها.

منى: خير عمتي .. شصاير ؟

تدخل نور.

تنظر لها منيرة بغضب و استياء

نور: لا اتطالعيني جذي .. و لا تطرديني .. تدرين إني أدري .. و خلينا نتناقش بهدوء

منيرة: أنتي مب كفو الوحدة تحترمج أصلاً .. يا خسارة التعب اللي تعبته عشانج.

نور: هالكلام لا بيودي و لا بيجيب .. تبين صور بو قديلة المقطنة .. أبي منج وغد بس.

منى باستغراب: بو قديلة ؟

نور: أي يا حلوة .. يوم دخلت اخذ الذهب .. حصلت صورتين لواحد خاشتهم عمتج في كبتها .. ما يندرا من ذي .. بس أكيد الحب القديم.

منيرة: يا قليلة الأدب ياللي ما تستحين

نور: أقول أسكتي و لا تسبين .. الصور مقابل إنج تشلين يدج عنا نهائياً و لا ترى و الله أوديهم لأبوي .. و عقب بحرقهم جدام عينج و بشوي فيهم كباب بعد .

منيرة: مب رادة عليج . و الصور بتردينها غصبن عنج.

نور: غصبن عني ! ضحكتيني ..! أشوف رويني اللي تقدرين عليه.

تخرج نور.

لم تستطع منيرة حبس دموعها .. فبكت .

((5))

في غرفة نور جلست منى تنتظر خروج شقيقتها من الحمام .. لتناقش المسألة معها .
و في هذا الوقت .. رن جوال نور ..

منى: نوروه جوالج يرن .

تنظر منى لشاشة الجوال .. فتصعق !

هذا الرقم .. أين رأته من قبل ؟ نعم .. بالتأكيد .. هو رقم البوية التي كانت تتصل في عمتها .. هذا هو الرقم .. لا مجال للخطأ.

تخرج منى من الغرفة بسرعة.

((6))

أحمد يخرج للشارع ليجد ناصر ينتظره .

أحمد: ما شا الله . دليت بيتنا بعد.

ناصر: بيتكم ما يضيع يا أحمد و سألت الربع و دلوني إياه.

أحمد: آمر .. شبغيت ؟

ناصر: انزين ما بتقلطني ؟

أحمد باستياء : اسمحلي مب فاضي . وقاعد ادرس

ناصر يضحك: تدرس ؟ حلوة بس لا تعيدها ..

أحمد: اففف ياخي قول شعندك و خلصني.

ناصر: اركب معاي و خلنا نسولف شوي.

أحمد: أقول ..

ناصر: هلا ؟

أحمد: مع السلامة.

يدخل أحمد المنزل و يغلق الباب .. بينما ناصر يناديه بلا فائدة.

((7))

منى و نور في الصالة.

منى بصوت منخفض: نور .. اسمعي.

نور: شنو ؟

منى: نور .. عمري ما توقعت إني بقولج هالكلام .. بس أنا أعرف ترى .

نور: تعرفين وشو ؟

منى: إنج مطرشة البوية حق عمتي.

نور: أنا !

منى: شفت رقمها اليوم في جوالج .. كانت متصلة.

نور: و أنتي بأي حق تشوفين الجوال.

منى: مب سالفتنا هاذي .. شفت و خلاص .. و يا نور أنا آسفة .. بس اذا استمريتي في هالأسلوب ويا عمتي .. أنا مضطرة أبلغها إنج ورا هالرقم ..

نور: و أنا بقول حق أبوي عن الحب القديم !

منى: قولي .. إتوقعين شنو اللي بيعصب أبوي أكثر .. سالفة بالأبيض و الأسود قبل عشرين سنة .. و لا شي توه صاير ..؟

نور تترك الصالة بغضب.

((8))

داخل المستشفى الذي يرقد فيه مسعود .. لفت نظر الناس .. سبع نسوة يمشون إلى داخل المستشفى . يرتدون عباءة على الرأس .. و لا شيء يظهر منهم أبداً .. لا العيون و لا الأيدي.

((9))

نسيمة في الصالة ، تحاول الاتصال بالسائق فتجد جواله مغلق.

نسيمه: ذي بعد إشله مسكر جواله .. الحين شلون أروح المستشفى

تأتي شمه و تجلس بجانبها .

شمه: لا إتعبين عمرج .. أمي عطته إجازة .. اليوم و بكرا .. و قالت له سكر جوالك.

نسيمه: يا سلام ! و ليش هالحركة يعني ؟ و هي تدري إن أبوي في المستشفى و لازم كل يوم نروح له.

تأتي هنادي.

هنادي: هالحركة عشان تحترمين نفسج و تعرفين من أكون .

نسيمه : و أنا عمري ما قللت منج يا يمه.

هنادي: أي كلش ما قللتي مني .. الظاهر ما قستي لسانج في الفترة الأخيرة.. قيسيه و شوفي شقد طول.

شمه تضحك.

نسيمه : و الحين شلون أروح حق أبوي.. ؟

هنادي: أجري لج ليموزين .. ادفعي شوي يالبخيلة.

نسيمه: أنا البخيلة! أوكي ! أنا برويكم البخيلة شبتسوي .

تصرخ نسيمه مناديةً سعد.

يأتي سعد.

شمه: سعد لا تمشي خطوة زيادة .. أغراضي على الأرض .. بتتحنقل فيهم ترى و بتطيح.

سعد يقف خائفاً.

نسيمه : سعد امش و ماعليك منها مافي شي ..

تخاطب شمه.

نسيمة: و أنتي مب وقتج بعد يا شمه.

((10))

أحمد و خالد يمشون عائدين من صلاة العشاء.

أحمد: يبه متى بترد لي السيارة؟

خالد: اصبر شوي .. لازم تتأدب

أحمد: يبه أحتاج السيارة و الله.

خالد: لا تنسى إن اللي سويته مب شوي . و لو واحد غيري كان بلح ظهرك بالضرب. قول الحمد الله على هالإجراء المخفف

أحمد: حلوة الإجراء المخفف .. صج بديت أحس إني في السجن .. أنزين يا حضرة القاضي .. أقصد يا يبه .. ما يصير استأنف الحكم ؟

((11))

نور تحدث بثينة في الجوال.

نور: أبيه بثينه .. أختي صادتني .. شسوي

بثينه: لا اتخافين و لا شي يا حياتي .. أختج ما بتسوي شي.

نور: بتسوي و نص . قالت إنها بتعلم أبوي . و أبوي بيذبحني إذا عرف إني أكلم بويه

بثينه: اسمعي .. أنا بعلمج شتسوين !

نور: أوكي قولي .

((12))

هنادي و أبناءها في صالتهم الصغيرة.

نسيمه: يمه .. متى بتزورين أبوي ؟

هنادي: يولي .. مب زايرته .. لازم يعرف إن الله حق و ما يفكر ينتحر مرة ثانية

نسيمه : يمه أنتي شفيج ! أبوي ما انتحر .. قال لي بنفسه إنه ما انتحر

هنادي : مالي خص .. هالكلام قالوه الشرطة .. و آنا أصدق الناس اللي في خدمة الشعب.

نسيمه مخاطبة شمه : و أنتي يالشيخة ؟

شمه : أنا ما أقدر أزوره و أعصي أمي و أكسر بخاطرها .

نسيمة : يحليلــــج ! ما أدري من وين نزلت عليج هالطاعة مرة وحدة .

يرن الجرس.

نسيمه : أروح البس عبايتي أحسن .. هذا هو الليموزين وصل.

((13))

تدخل نور بغضب لغرفة منى التي كانت تقرأ

نور: اسمعي عاد.

منى: أنتي متى بتهدين هالطبع السخيف ! طقي الباب قبل لا تدخلين.

نور: شوفي .. أنا مب خايفة منج و لا من تهديدج .. و لا تقطين بلاويج علي .. و تنسبين صديقتج المستريلة لي ..

منى تطالعها بصدمة.

نور: و لا اتطالعيني جذي .. أعلى ما في خيلج اركبيه .عندي الأدلة اللي تثبت إنه المستريلة هاذي رفيجتج أنتي .

منى انعقد لسانها من الصدمة.

عائشة تتابعهم من خلف الباب بحزن .. و هي تكلم نفسها.

" لو أمي كانت عايشة .. ما كان هذا حالنا.. "

((14))

تصل نسيمة للمستشفى.
النسوة السبع يخرجون من غرفة مسعود.
تنزل نسيمه من الليموزين.
النسوة يركبون المصعد.
تدخل نسيمه المستشفى.
النسوة خارجات منه .

تأخذ نسيمه المصعد . تصل للطابق الذي يرقد به والدها .
تدخل غرفته.

تخرج بعد ثواني و هي تصرخ و تبكي.

نسيمه : الحقوني .. دكتور .. سستر .. أبوي ما يرد علي .. أبوي مات .. أبوي مات ..

يخرج سعد الصغير خلفها و هو يتحسس الطريق بيده .

سعد : نسيمه . شفيج تصيحين . أبوي شفيه . نسيمه لا تصيحين ردي علي .

انتظروني .. يوم الأحد.

[فيتامين سي]

الفصل السادس
سنووايت لم تمت بالسم !

((1))

نسيمة تبكي بحرقة في غرفتها ، تبكي على من فقدته .. من كان صديقها و والدها .. و الوحيد الذي يقدرها حق قدرها .

يُطرق على الباب بطرقة مهذبة .. تدخل بعدها جارتها و مديرتها في العمل .. منيرة .

تجلس منيرة بجانب نسيمة و تضع يداً مواسية على كتفها.

منيرة بابتسامة : قومي يا نسيمة و جابلي النسوان حبيبتي .. مب زين تشغلين نفسج بالتفكير جذي.

نسيمة و هي تبكي : هالكلام أنا كنت أقوله لأبوي قبل لا يموت .. كنت دوم أقول له لا تشغل نفسك بالتفكير .

يزيد بكائها .. تحضنها منيرة .

منيرة: بس يا حبيبتي لا تصيحين .. أبوج في جنات النعيم بإذن الله .. كان ريال طيب و مصلي و محد ينقده كلش .

نسيمه : بس كانوا حاطين له العداوة و قتلوه ... حسبي الله على اللي ذبح أبوي .. حسبي الله و نعم الوكيل .

منيرة: الله كاتب له يموت بهاليوم يا حبيبتي .. و لو ما مات مقتول بالسم .. أكيد بيموت بغيره . هذا القدر يا نسيمة ..

نسيمة : عمره ما غلط على حد .. ماشي سيده .. ريال لا له و لا عليه .. ليش بس جذي يا ربي .

يتسلل صوت هنادي و هي تصرخ إلى داخل الغرفة .

هنادي: أنتي ما تستحين على ويهج ؟ محد عطاج على ويهج من قبل ؟ جاية العزا و تقولين وين تلفزيونكم أبي أشوف المسلسل .. صج ناس قليلة أدب .

منيرة لنسيمه : يُفضل تطلعين و تشوفين شصاير يا نسيمه .. و أنا بروح البيت بشرف على الخدامات .. و تأكدي إني دوم موجودة و بالشوفة .

((2))

تخرج نسيمه للصالة بسرعة ..

نسيمه : يمه شصاير .

هنادي: قليلة الأدب هاذي .. تقول وين تلفزيونكم أبي أشوف مسلسلي .. كأنها رايحة عيد ميلاد مب عزا .

إحدى الموجودات : هدي يا أم سعد .. ما صار إلا كل خير .. البنت مب قصدها شي

هنادي: و الله أنتي محد كلمج .. و اللي جاي يعزيني و قلبه معلق في شي ثاني فأنا أقول لو يتفضل أحسن .

واحدة أخرى : عزيزة و غالية يا أم سعد .. هدي أعصابج .

و أخرى: مسكينة ما تنلام ..زوجها توفى في ظروف غامضة .

الفتاة التي هجمت عليها هنادي .. خرجت و هي محرجة لأبعد الحدود.

((3))

منيرة في المطبخ .. هي و الخادمات يعملون كالنحلات في الخلية.

منيرة : و أنتي يا راني قصي السلطة .. بسرعة يلا .. و ميري .. بسرعة روحي عطي الدريول فلوس و قولي له يجيب سكر و حليب . أووه .. وين راحت علبةالكويكر بعد !

تدخل نور.

نور: أنا بفهم شي واحد بس .. الجيران أبوهم متوفي .. مب انباقت فلوسهم و لا تكسرت أياديهم عشان نطبخ عنهم و نباشر المعزين العلل اللي جايين.

منيرة: هاي أقل شي نقدمه حق جيرانا .. و الرسول وصى بسابع جار يا أم العريف .

نور : وصى بسابع جار.. أدري ما قلنا شي .. بس مب بهالشكل المبالغ فيه .

منيرة: أي شكل مبالغ فيه ؟ احنا ما قاعدين نقدم إلا الواجب يا نور و لا يصير قلبج أسود .. الجيران حالهم يكسر الخاطر .

نور: و الله ما أشوف حد يكسر الخاطر فيهم .. أمهم العيوز قاعدة و معصبة و ويها يجيب المرض .. و بنتهم الصغيرة كأن حد جابرها على القعدة .. و الثالثة الللي تشتغل في قسمج منخشة و قاعدة تصيح .. امحق سنع اللي يعرفونه.

((4))

خالد و أحمد خارجين من منزلهم و متوجهين لبيت مسعود رحمه الله .

أحمد : شدعوة يبه .. ما عنده حد يصير له كلش .. لا من قريب و لا من بعيد ؟

خالد: لا ما عنده .. الله يغمد روحه الجنة ..

أحمد: أكيد في حد يصير له بس ما سمع بالخبر .

خالد: أعلنوا عن وفاته في تلفزيون قطر و في الجرايد .. و بنته تقول ما يعرفون حد.

أحمد: كسر خاطري ..

يصلون لبيت مسعود .. يدخل خالد المجلس بينما توقف نسيمه أحمد.

أحمد : عظم الله أجرج يا نسيمة.

نسيمه وجهها لا يزال رطباً من الدموع . و آثار الحزن و البكاء بادية عليه.

نسيمه: أجرنا و أجرك .. تسلم .

تصمت و يظهر عليها الخجل .

يفاتحها أحمد : آمري يا نسيمه .. بغيتي شي ؟

نسيمه : ما يامر عليك عدو .. بغيت منك خدمة بسيطة.

أحمد يبتسم : أنا حاضر .

نسيمه : بغيتك تسولف مع سعد شوي .

أحمد: سعد .. أخوج ؟

نسيمه: أي سعد أخوي .. وفاة أبوي أثرت علي .. و طريقة موته صدمتني و هزتني .. فما بالك بطفل .. أنا ما أقدر أكلمه و أنا بهالحالة .. لأني بزيد حزنه و ما راح أخفف عنه .. كلمه يا أحمد .. هو ما عنده ربع كلش .. يعني قعدتك وياه راح تترك أثر كبير في نفسه .. و أجرك على رب العالمين .

يبتسم أحمد : ما طلبتي شي يا نسيمه .. وين سعد .. ناديه .

((5))

منى لابسة عباءتها و حجابها و تنزل من الدرج .

توقفها نور .

نور: لحظة ..

منى تلتفت لها : بغيتي شي نوروه ؟ بروح بيت الجيران أنا .

نور: و أنتي بعد عامله فيها طيبة و حنونة و راعية واجب.

تتابع منى نزولها : عبالي عندج شي مهم .

نور: إي عندي شي مهم .

منى تقف مجدداً : وشو ؟

نور : لا تفكرين مجرد تفكير إنج تقولين لعمتج .. لأني ما بسكت لج . و هذا
أنا حذرتج .

تتنهد منى بحزن و تواصل مشيها على الدرج .

تأتي عائشة بعدها و تهم بالنزول .

تخاطبها نور : و أنتي بعد بتروحين بيت الجيران ؟

عائشة تضحك ضحكة خفيفة : لا أنا بروح المطبخ .. قاعدة أسوي سويت حق الحريم.

نور: أنتوا اللي بتفقعون مرارتي .. هالحريم جايين يزطون و لا يعزون ؟ سؤال منطقي يحتاج إجابة.

عائشة: جايين يعزون أكيد .. و فكري في ناحية ثانية .. تتوقعين وشو شعور جيرانا لما يشوفون وقفتنا وياهم ؟ كل إنسان يحتاج سند يا نور و جيرانا مالهم حد.

نور: و الظاهر لأن مالهم حد .. الله سلطكم عليهم .. أقصد طرشكم لهم .

عائشة تضحك : أيواااا .. بالضبط.

تنزل عائشة.

((6))

أحمد يجلس مع سعد بقرب حوض زراعة كبير في بيت مسعود.

أحمد: أكيد زعلان عشان أبوك مات.

سعد: لا . أول ما مات أي شوي . بس الحين لا .

أحمد مستغرباً : ليش ؟

سعد: أنت تعرف .

أحمد: أنا أعرف .. شلون ؟

سعد: لما الواحد الطيب .. اللي يصلي و يخاف الله يموت .. وين يروح.

أحمد: يروح الجنة أكيد.

سعد: أنا مب زعلان لأن أبوي في الجنة . و أنا كل يوم بدعي له إن الله يخلي قبره روضة من رياض الجنة.

أحمد يكشف عن ابتسامة واسعة : ما شا الله عليك يا سعد .. صج الله ما رزقك عيون .. لكن عوضك بحكمة .. و الحكمة شي عظيم .. و لما تكبر بتفهم قصدي.

((7))

شمه و هنادي في الغرفة.

شمه : قصري صوتج يمه . البيت صغير و يمكن الحريم يسمعونج.

هنادي: خل يسمعون .. عبالج خايفة منهم أنا. بس مب مصدقة .. مب مصدقة إني أنا هنادي . على آخر عمري أتزوج ريال ينتحر .. غلطة عمري هاذي.

شمه: الشرطة يقولون إن اللي صار جريمة قتل ..

هنادي: أي تحقيقات أنتي الثانية .. هو سمم نفسه مرة و الله ستر و دش على أثرها المستشفى .. و في المستشفى سمم نفسه مرة ثانية .. شقول بس شقول .

شمه : يمه بليز لا تقولين هالكلام لحد .. مب ناقصين إشاعات تطلع علينا .

هنادي: هو فيه شي ينقال .. لكن مب يقولون إن الميت يسمع .. عيل بصرخ .. ماالت عليك يا مسعود . فشلتني .. الله يرحمك

شمه تكتم ضحكتها و تخرج.

((8))

نور تكلم صديقتها بالجوال.

نور: انزين دام إنج تدلين بيتهم . يعني أكيد تقدرين تجيبين رقمه .. أرجوج أبيه بأسرع وقت .. أنتي ما تدرين شقد هالشي مهم بالنسبة لي.

((9))

نور مع عائشة بالمطبخ.

نور: باقي شوي و نور تفاجئكم بالمفاجأة الكبرى.

عائشة: و وشو هالمفاجأة ؟

نور: شي خطير بتعرفينه بعدين .

عائشة: الله يستر .. من طريقة كلامج ما يبين إنه خير.

نور: لا . لا تخافين .. خير لنا إن شا الله .. بفتح باب يا عايشة .. باب ما انفتح من قبل .. و لا جربنا نفتحه.

عائشة: الحمد الله و الشكر ..

نور : أي تطنزي .. بس بتشوفين نور شبتسوي .

عائشة: أدري إنج مب سهلة و ما وراج شي هين .. ما أقول إلا الله يستر.

نور: تصدقين .. عمتج منيرة قافلة باب غرفتها ( تضحك ) مسكينة عقدتها.

عائشة: بصراحة مالج حق باللي سويتيه يا نور. ردي الصور و الذهب لعمتي .. هي الحين مب فاضية لج عشان عزا الجيران .. بس عقب بتفضى و يويلج منها.

نور: أنا مب خايفة منها .. و الشي اللي أنا بسويه بيحط لها حد.

عائشة: بسج خطط و مؤامرات ..

نور : أنتي ما يعرف لج .. يوم معاي و يوم ضدي ؟

عائشة: يا نور أنا مب وياج و لا ضدج .. أنا أتفق وياج إن عمتي مزعجة بعض الشيء .. و سنداره في أحيان كثيرة . بس تصرفاتج مالها مبرر. أنا اللي فاضية و قاعدة في البيت و يفترض إن هالسوالف تجي من تحت راسي.. أنتي في الجامعة ..و لا بعد طب .. وين عندج وقت لكل هالأفكار .

نور : لا أنتي شكلج انضميتي للحزب المعارض.

عائشة تضحك : أقولج أنتي معيشة نفسج الجو .. وشو الحزب المعارض .. في حرب احنا ؟

نور : أنا شدراني .. هاي عمتج أعلنت العدوان.

عائشة تضحك : لا.. أنتي صج متأثرة بالجزيرة .

((10))

خالد و أحمد و منيرة و منى يمشون عائدين لمنزلهم من بيت مسعود.

أحمد : ما تتصورون شنو هالشي فرحني .. حسيت إني صج قاعد أسوي شي يسوى.

منى تبتسم : الله يعطيك على قد نيتك يا أخوي.

منيرة : جزاك الله خير يا أحمد . بس لا تقطع الصبي ..

أحمد: لا مستحيل أقطعه .. خذت رقم جوال نسيمه من عندها .. وقلت لها كل ما أقدر بمر و بقعد ويا سعد.

خالد : الله يجزيك خير يا ولدي . لاحظت شي في عزا مسعود اليوم ؟

أحمد يبتسم عارفاً ما يفكر به والده : إيه .. أكيد لاحظت.

خالد: مسعود صج ماله قرايب .. لكن شوف شقد الناس اللي يحبونه و حضروا عزاه .. شفت الحزن شلون كان مخيم على المكان ؟

أحمد: إي يبه .

خالد: هاي درس يا أحمد و أبيك تتعلمه .. الطيبة و محبة الخير أهم عاملين الإنسان لازم يتحلى فيهم.

أحمد: معاك حق يبه.

يقتربون للمنزل ..

منى : عاد أنا مستانسة على سوالفكم و مابي ندش البيت .. خل ناخذ لفة في الشارع شرايكم ؟

منيرة : أي و الله .. و الجو حلو حق التمشي .

خالد : ليش لا .. الشارع فاضي و ما فيه حد.

((11))

نور تتحدث بالجوال.

نور : ألو ... خالي فيصل ... أي أنت خالي ... أنا نور .. نور خالد .. بنت أختك الله يرحمها ... ليش ما تسألون عنا يا خالي ؟

يطرق الباب على غرفة نور .

نور بصوت منخفض : بكلمك بعدين خالي .

نور : ادخل .

تدخل منى.

منى : نور ما ودي إنج تكونين شايلة علي .. خلاص خلينا نتصافى .. أنا آسفة و حقج علي .

((12))

نسيمه تقص على سعد قصة سنو وايت .. القصة التي سمعتها من والدها بشوق و هي طفلة .. تقصها هي الآن.

و لكنها هذه المرة .. مدركة .. أن سنووايت لم تمت بالسم.

سنووايت قتلها الغدر .. قتلتها غيرة حاقدة .. قتلتها طيبتها و سذاجتها و براءتها التي جعلتها تصدق امرأة لا تعرفها .

الأقزام السبعة وحدهم و في غمرة حزنهم .. عرفوا هذا الشيء.

فكرت نسيمه : لماذا لم تستفد من سنووايت يا أبي ؟

انتظروني .. يوم الأربعاء

[فيتامين سي]

الفصل السابع
الأهل الذين لم نعرفهم

((1))

منيرة تقف بسيارتها أمام مدرسة أحمد ، بجانبها تجلس عائشة.

يأتي أحمد و يركب السيارة و هو مستاء.

لاحقاً في السيارة... :

منيرة : أششش خلاص أبي أركز في السواقة. أجل نقاشك للبيت.

عائشة ضاحكة: اسكت لا تدعم الإشارة .

أحمد: يا برود أعصابكم ! أنا من صجي محتر .. لا تعيدينها عمتي.

منيرة: ول ول ول.. الحين كل ذي عشان وقفت جدام المدرسة. آسفة خلاص ما بعيدها.

أحمد: و لو إنج بروحج أهون . بس وياج عووش بعد ! كملت .

منيرة: خلاص يا أحمد قلت لك آآآآسفة و آخر مرة .

أحمد: رجعوا لي سيارتي و افتكوا مني.

منيرة: هالشي بيد أبوك .. تفاهم وياه.

أحمد: عمتي لو تقولين له أنتي .. بيرجعها على طول.

منيرة: أنا مالي خص.

أحمد: قولي إنج ما تبين .

منيرة لا ترد .

أحمد: أبي أعرف .. عايشة شموديها وياج الشغل ؟

عائشة: خلاص بتوظف هناك .

أحمد: صج و الله ! أخيراً

منيرة تضحك: تقص عليك .. عندنا ما يوظفون غير الجامعيين . أنا ماخذتها وياي تساعدني في التنسيق حق المؤتمر.

أحمد: أهااا .

((2))

في بيت خالد و حول المائدة.

أحمد: افتكينا من نور .. كل يوم تطلع لها هوشة ع الغدا.

منى: حرام عليك .. إلا مكانها يبين.

أحمد: متأكدة إن هالكلام من قلبج ؟

تضحك عائشة: أكيد من قلبها .. و لا من كل يوم يسوي لها جو و أكشن.

منى: بسكم حش فيها .. يمعت حسنات من وراكم.

منيرة: إلا هي وين راحت يا خالد ؟

خالد: قالت بتتغدا ويا رفيجاتها .

عائشة: أحس إن الشعور متبادل .. أحنا هني مفتكين منها .. و هي ويا رفيجاتها مفتكة منا .

((3))

في أحد المطاعم جلست نور مع صديقتها.

نور: يلا خلصي بسرعة و وديني هناك .. و انطريني برع ما راح أطول .. ما تتصورين شكثر أنا متحمسة لهاللقاء.

صديقة نور : بس شدراج إن خالج راح يتقبلج ؟

نور: هو رحب فيني يوم كلمته . و كان مستانس لأنه سمع صوتي.

الصديقة: و عيال خالج أنزين ؟

نور: خالي ما عنده غير بنت وحدة .. أظن إنها أكبر مني بشوي. و باقي عياله كلهم أولاد و أخبر أنهم كانوا أكبر مني .. يعني الحين تحصلينهم تزوجوا و اطلعوا من البيت.

الصديقة: و أنتي مب خايفة من هاللقاء ؟

نور بابتسامة: خايفة ! و لا نقطة خوف .. بالعكس .. حدي متحمسة.

((4))

نسيمة جالسة في الصالة بحزن .. أفكارها أخذتها بعيداً ، حيث والدها الطيب .. و كلامه الرقيق .. و حبه العذب.

يناديها سعد: نسيمه .. نسيمه .

نسيمه في عالم آخر .. لا ترد.

سعد لا يزال ينادي بإصرار : نسيمه .. تعالي أقعدي وياي .. نسيمه .

تخرج شمه من غرفتها : أنا راسي بينبط من كثر ما أسمع أسمج يتكرر. سكتي أخوج.

تنتبه نسيمه .. تتجه لغرفة سعد.

سعد بحزن : من مات أبوي و أنتي ما تقعدين وياي و لا تسولفين وياي مثل قبل .. و كل ما أناديج ما تردين .. و إذا جيتي قعدتي وياي يكون بالج مشغول و ما تردين علي .. بروحه أمي و شمه ما يحبوني .. صرتي أنتي الحين نفسهم.

نسيمه تنظر له بحزن و لا تجد ما تقوله .

((5))

نور في بيت خالها ، جالسة على كرسي في الصالة . و عيون كثيرة تنظر نحوها .

فيصل ( خال نور ) : يا هلا فيج يا بنتي .. البيت بيتج.

رقية ( زوجة خالها) : إذا ما يشلج البيت .. بتشلج عيونا .

إيمان ( ابنة فيصل ) : قولي لنا شكانت تسوي عمتج ؟

نور بحزن : عمتي .. خليها على الله بس.

إيمان : قولي .. شوقتيني .

حمد ( ابن فيصل ) : إيمانوه .. وشو هي بتقول حزاية . استحي على ويهج و اسكتي.

خلود ( زوجة حمد) في نفسها : هاي من أولها يدافع عنها .. الله يستر بس.

نور بخجل : بصراحة خالي .. أنا كنت أفكر أن عيالك تزوجوا و أطلعوا من البيت.

فيصل: شسوي في مرت خالج .. هي اللي ما رضت و أصرت إنهم يقعدون في البيت.

رقية: و ليش يطلعون .. أنا أبي عيالي يتمون حولي .

خلود تنظر لنور بحقد و حسد .

خلود: يا عمي ما يصير اتعيش هني .. البيت كله ريايل.

نور : هذا بيت خالي يا أم لسان.

خلود: شوف يا عمي .. من أولها أتطول لسانها.

فيصل يضحك : تستاهلين ما جاج .. أنتي اللي علتي عليها .. نور بتقعد في بيتي .. و كفاية السنين اللي قطعانهم فيها .

نور تبتسم في وجه خلود و كأنها تقول لها : حره .. قاعدة على قلبج.


((6))

نور تدخل المنزل . الجميع في الصالة.

نور: زين إنكم مجتمعين .. اسمعوا اللي بقوله.

أحمد: الأخت داشة جامد .

منى: قولي يا نور .. خرعتينا .

نور: أنا بعيش في بيت خالي .. خالي فيصل.

خالد يقف غاضباً : وشو !

نور: أنا توني جاية من عنده و هو رحب فيني .

منيرة: استريحي يا شيخة .. ما بتروحين مكان .

نور بغضب : أنتي آخر وحدة تتكلمين .. أنا بهج من البيت بسبتج أنتي .

أحمد: أنتي أيه .. لا تكلمين عمتي بهالطريقة.

نور: أنت جب بعد .. ما بقى إلا اليهال يتدخلون.

أحمد : أنا أقولكم إنها داشة جامد.

نور تخاطب والدها : يبه تعال الغرفة بكلمك.

((7))

في غرفة نور.

نور: يبه أنا أبي أريح أعصابي شوي .. تعبت من كثر الهواش ويا عمتي .. كلها كم يوم و برجع .. و بعدين إحنا صار لنا سنين قاطعين بيت خالي . و فرصة ترجع المياه لمجاريها.

خالد: مب حلوة تقعدين هناك يا نور . عيال خالج ريايل و كبار.

نور: كلهم متزوجين يبه .. و البيت كبير و أنا مالي شغل فيهم .. و عندي إيمان بنت خالي في عمري .. بتونسني هناك.

خالد: و الله مادري يا بنتي ..

نور: وافق يبه أرجوك.

خالد يبتسم : عطيني رقم خالج أكلمه . و مثل ما قلتي .. فرصة ترد المياه لمجاريها.

نور تحضن والدها : الله يخليك لي يا أحسن أبو في الدنيا.

((8))

هنادي و أبناءها في الصالة.

هنادي: نسيمه دوري لي رقم القرضاوي.

شمه تضحك: القرضاوي عاد .. شتبين في رقمه.

هنادي: بسأله .. فضيلة الشيخ : هل هناك عدة للرجل المنتحر .. أم لا ؟ لأني بصراحة لاعت جبدي من البيت.

نسميه: أول شي .. أبوي ما أنتحر .. ثاني شي .. أنتي حتى الشرع متمللة منه و مب طايقة تطبقينه .. شدعوة عاد يا يمه.

هنادي: جب عاد و بلا طولة لسان . أنا تمللت من البيت.

سعد: يمه إذا متمللة تعالي العبي وياي .. بتستانسين وايد. و نسيمه ما عادت تقعد وياي و تسولف و تلعب مثل قبل.

تقف نسيمه بغضب و قد احتقن وجهها بالدماء.

نسيمه تصرخ: بسكم عاد.. حرام عليكم.. حرام عليك يا سعد .. قدر حالتي .. قدر حزني .. الوحيد اللي كان يفهمني راح .. راح ..

تبكي بحزن و تترك المكان.

سعد الصغير ينصدم و ينكمش في كرسيه.

هنادي و شمه يتبادلون نظرات الاستغراب.

((9))

نور تنزل للصالة و تتجه نحو منيرة .. ترمي عليها مجموعة من الصور.

نور: أخذي صور حبيب القلب .. خلاص ما عاد لي حاجة فيهم.

خالد و عائشة و منى ينظرون للصور باستغراب.

نور تمشي متجهة للدرج.

منيرة تناديها : لحظة.

نور: وشو ؟

منيرة : و الذهب ؟

نور : آآخ منج ما تفوتين شي .. الذهب يا ياخذه أبوي .. أو بعطيه خالي .. يا عند زوج أمي .. أو أخوها .. مب أخت ريلها.

تذهب نور للأعلى.

((10))

نور في الغرفة توضب أشياءها .. و تضع ملابسها في الحقيقة استعداداً للرحيل.

تدخل عائشة و هي صامتة.

نور: هلا عووش .. بغيتي شي.

عائشة تتكلم بحزن و تدمع عينها: بتروحين و بتخليني يا نور.

نور تشفق عليها و تحضنها : برجع يا عايشة .. و الله برجع.

((11))

منيرة و خالد يتمشون في حوش المنزل.

خالد: هييه .. للحين تتذكرين عيسى يا منيرة.

منيرة: قصدك تتطنز أو تتشمت أو شنو .. ؟ وضح .

خالد: لا أنا ما أطنز و لا أتشمت .. هاي شي يخصج .. بس قولي لي ليش محتفظة بالصور بعد اللي سواه.

منيرة: ما سوا شي ..

خالد: تخلى عنج .

منيرة: أنا اللي خيرته .

خالد: و أختار أنه يتركج.

منيرة بحزن: بس يا خالد لا تعور قلبي .. عيسى كان يحبني و يموت فيني .. بس مب كل ريال يرضى يستحمل عيال غير عياله.. و أنا يوم توفت زوجتك .. ما حبيت أنك تتزوج و تربيهم مرا غريبة ..

يقاطعها خالد بابتسامة : بس لا تكملين .. أعرف الباقي .

منيرة : أنا أخترت إني أربي عيالك.. و في الأخير ما حفظوا لي هالشي و كرهوني. و عن الصور .. فأنا محتفظة فيها كذكرى .. ذكرى الإنسان اللي عيشني أحلى أيام حياتي.

((12))

نور تودع والدها أخوتها .
سلمت على الجميع ، عدا منيرة.
قبل أن تخرج وضع والدها في يدها مبلغاً من المال.

منى كانت خائفة .. تعرف أن شقيقتها لها مخططات شريرة غالباً.
عائشة كانت حزينة لفراقها.
أحمد كان يتمنى أن تعود مختلفة .. أطيب و أهدأ.

((13))

نور تدخل بيت خالها فيصل.

خالها فيصل و زوجته ينظرون لها بترحيب.

أبناء خالها الأربعة كانوا ينظرون لها بترحيب .. زوجاتهم كانوا ينظرون لها باستغراب .. ما عدا خلود التي كانت تنظر لها بحقد و خوف.

إيمان تنظر لها بحماس.. سعيدة بفتاة بعمرها تدخل المنزل .. و كم تمنت أن يكون لها شقيقة.

نور متشوقة للجديد الذي يخبئ لها بيت خالها.

((14))

في بيت هنادي.

شمه تصرخ : يمه الحقي .. نسيمه مغمى عليها عند الباب .. و في ريال واقف جنبها .. اتصلي في الإسعاف يمه بسرعة.

شمه : أبيه ... يمه.. الريال شرد .. ركب سيارته و شخط

سعد يبكي : شفيها نسيمه .. شسوا فيها ذي.

انتظروني .. غداً

[فيتامين سي]

الفصل الثامن
أشياء لم نعرفها

((1))

نسيمة في المستشفى .. ممدة على السرير بلا حركة أو كلام .. حتى عيونها كانت تنظر في اتجاه واحد .

شمه: قولي شصار يا نسيمه .. تعبنا و احنا نحن عليج .

نسيمه لا ترد.

شمه: نسيمه خرعتينا .. من ذي اللي متربص لنا و شقالج .. و ليش اغمى عليج لما شفتيه ؟ نسيمه قولي لي بليز .

نسيمه لا ترد .

شمه: نسيمه عن الدلع يلا قولي .

نسيمه تنظر لها بغضب.

شمه: مب قصدي .. آسفة. بس شصاير يا نسيمه .. قولي و ريحينا.

نسيمه لا ترد ...

شمه: الدكتور قال إن ما فيج شي و الإغماء جاج من الصدمة و إن بيرخصونج اليوم .. قولي لنا يا نسيمه شفيج .

نسيمه: سعد شخباره.. ؟

شمه: لا و الله .. صار لي ساعة أحن على راسج و آخر شي سعد شخباره .. أقول مالت عليج .

شمه تهم بالخروج ...

نسيمه: اقعدي يا شمه .. ليش ما جبتي سعد وياج ؟

شمه: فشيله أمشي ويا عمي .. بلفت الأنظار.

نسيمه : استغفر الله العظيم.

شمه: أخليج مع أفكارج بسعد .. و يلا أنا بروح البيت.

نسيمه: طرشي لي سعد ويا الدريول .

شمه: لا .. أمي ما ترضى أطرشه ويا الدريول بروحه .. أمي في العدة و الخدامة عندها شغل و أنا مب خدامة أروح و أجي .. يعني ريحي نفسج و لا تقولين طرشيه مع أي حد .. يلا باي

تخرج شمه.

((2))

بعد خروج شمه.. نامت نسيمه.

سبعة نسوة يلبسن العباءات يدخلن الغرفة .. تقف واحدة بقرب الباب لحراسته.
و الأخريات يقفن حول نسيمه.. ترفع إحداهن النقاب ليظهر وجه رجل لا تتبين نسيمه ملامحه جيداً .

تستيقظ نسيمه من النوم فزعة ... ما أبشع هذا الحلم !

((3))

نور مرتدية الحجاب و تتجول في بيت فيصل خالها .

إيمان نائمة.
الصالة خالية.
لا أحد يتحرك سوى الخدم.
لا أصوات في المنزل سوى باللهجة الفلبينية و الهندية.

ضجرت نور و استاءت. ما هذا المنزل الذي انعدمت به الحياة؟

و في هذه الأثناء دخل حمد.

حمد يبتسم في وجه نور: حيالله نور.

نور بخجل: الله يحيك.

حمد: أقعدي يا نور خل نسولف شوي.

تجلس نور و يجلس حمد أمامها.

حمد: ليش قطعتونا طول الفترة اللي راحت يا نور..؟

نور: مادري يا حمد .. الدنيا تلاهي .. بس بصراحة الغلط من خالي.

حمد: الغلط من أبوي؟! شلون.

نور: يوم كنا صغار ما سأل عنا و ما حسسنا بوجوده عشان نسأل عنه و احنا كبار.

حمد: معليه يا نور اعذريه .. الدنيا تلاهي.

نور تبتسم : أي هذا اللي أنا قلته .. أنا مب شايلة على خالي .. و اللي فات مات.

حمد: أياام و الله يا نور .. تذكرين شقد كنتي تحنين علي عشان أوديج الدكان يوم كنتي صغيرة.

نور تضحك : أي .

تأتي خلود و هي غاضبة .. تجلس بجانب حمد.

خلود: ليش سكرتوا حديث الذكريات الممتع .. كملوا .. و لا تستحون مني ؟

نور: الحمد لله و الشكر .

خلود: أعوذ بالله من لسانج.

نور: أعوذ بالله منج يا مرت ولد خالي.

خلود: وشو !

نور: أعتقد إنج سمعتي .. و لا تحسبين إنج بتقطين كلام و بسكت لج.. لا يا خلود .. نور اللي يقط عليها كلمة .. ترد عليه بعشر.

نور تترك الصالة بينما خلود تنظر لها بغضب.

((4))

منيرة تقرأ القرآن في غرفتها.. تطرق منى عليها الباب و تدخل.

منيرة بصوت منخفض: صدق الله العظيم ( تغلق المصحف و تقبله)

منى: ليش ما تجين تقعدين ويانا يا عمتي.

منيرة بحزن: أنتوا تتضايقون من قعدتي . قلت أتم في غرفتي أبرك لي.

منى: أفاا .. أحنا نتضايق منج ؟ أنتي عمتنا الغالية.

منيرة: أقول استريحي يا منى .. أنا ما أعرف أسكت عن الغلط .. أخاف آجي أقعد و أقول شي و حد منكم يهد البيت بعد.

منى تتنهد بحزن.

منيرة: كل ما أتذكر إني ممكن أكون سبب في إنها تطلع من بيتها .. أكره نفسي.

منى: نور تتدلع يا عمتي و كلها كم يوم و تتملل من بيت خالي و ترد.

منيرة: إن شا الله .. بقولج شي و يمكن ما تصدقيني ... مكانها يبين في البيت.

تبتسم منى لعمتها.

((5))

خلود و حمد في غرفتهم.

خلود: أشوفك مستانس بحضور بنت الخالة المؤدبة.

حمد: هي من جات و أنتي شايلة عليها .. ليش انزين ؟

خلود: ليش جاية هني .. ما عندهم بيت.

حمد: عندهم بيت .. و هذا بيت خالها بعد.

خلود: بيت خالها... مب ملجأ .

حمد: بصراحة يا خلود أنا أشوف إن أنتي اللي تبدين عليها دايماً .. خلي البنت في حالها.

خلود: أنت اللي خل البنت في حالها يا حمد.

((6))

نسيمه تدخل المنزل عائدة من المستشفى.

سعد يصرخ من داخل الغرفة: نسيمه رجعت .. يس يس يس.

نسيمه تبتسم عند سماع صوته .. تتجه نحو غرفته مسرعة.

هنادي توقفها: لحظة ! الحمد لله على السلامة يا أستاذة.

نسيمه تبتسم في وجه والدتها: الله يسلمج يمه.

هنادي: ما بتقولين لنا شسالفة ؟

نسيمه تتردد.

هنادي: مردج بتقولين.. المهم .. الثلاجة فاضية و مافيها شي.. عطيني فلوس.

نسيمه: يمه اصرفي من عندج انزين.

هنادي: أنا راتبي ضعيف و للكماليات..

نسيمه: و أنا ما عندي غير خمسين ريال.

هنادي: روحي اسحبي.

نسيمه: يمه حرام عليج أنا توني رادة من المستشفى.

تتجه لغرفة سعد.

((7))

خالد و أحمد في الصالة.

خالد: و حاشرني .. يبه متى بترد و متى بترد .. عشان تقول لي متى بترد لي السيارة؟

أحمد: أي يبه خلاص عاد .. ردوا لي السيارة .. مصختوها بصراحة.

خالد: أحترم نفسك يا أحمد..

أحمد: يبه .. تردون لي السيارة و لا ترى بغيب عن المدرسة.

خالد: بالطقاق .. أنت اللي بتتأثر مهب أنا.

أحمد: يعني عادي عندك يبه؟

خالد: دام أنت صاحب الشان عادي عندك .. أنا شيطلع بيدي ؟

أحمد: الله يسامحك يبه.

خالد: آميـــن.

((8))

أحمد في غرفة عائشة.

أحمد: تصرفاته كلش مب منطقية يا عووش.. الحين أنا يشد علي و ما يرجع لي السيارة و نوروه اللي سوت البلاوي مخليها على راحتها.

عائشة: اللي سويته أنت أكبر من سوايا نور

أحمد: لا تذكريني..

عائشة: مب قصدي أذكرك .. بس أنت اللي فتحت السالفة و هي بكبرها محرجة و ما نقدر نتكلم فيها.

أحمد: انزين .. وين عمتي منيرة اليوم .. ما شفتها كلش.

عائشة: و لا أنا .. هي في غرفتها .. تعال نروح لها.

((9))

أحمد و عائشة يطرقان الباب على غرفة منيرة.
الباب مقفول و منيرة لا تجيب.
تزيد طرقاتهم .. و لا فائدة.
اعتراهم اليأس و ذهبوا.

((10))

نسيمه مع سعد في غرفته.

نسيمه: أنت زعلان مني يا سعد؟

سعد: أي .

نسيمه: حقك علي يا سعد .. إن شا الله بعوضك.

سعد: من زمان ما طلعتيني من البيت.

نسيمه: أدري يا حبيبي و إن شا الله بطلعك و بنستانس ويا بعض.. ما بقى لي حد بعد موت أبوي غيرك.

تحضنه نسيمه بحب.

((11))

أحمد يلعب البلاي ستيشن. يرن جواله.
يرد أحمد : هلا ؟

صوت صديقه : أحمدووه قول لأختك تطرش الثلاث أفلام اللي طلبتهم منها.

أحمد مستغرباً : وشو ؟

((12))

أحمد يطرق الباب بقوة على غرفة منيرة و بإصرار.
تخاف منيرة و تفتح الباب.

منيرة: خير شصاير.

أحمد: عمتي لحظة بنادي أبوي و بقولكم ويا بعض..

يخرج أحمد من الغرفة.

يمر أحمد بجانب عائشة فيرمقها بنظرات احتقار.

عائشة تستغرب نظراته ..

((13))

نور في المطبخ .. تعد طبقاً معيناً.

تدخل عليها خلود.

خلود: و أنتي متعودة تطبخين في بيت أبوج؟

نور: لا .. ما أطبخ إلا اذا بغيت

خلود: انزين و شمعنى يوم جيتي هني قمتي تدشين المطبخ.

نور تبتسم: أنا عارفة اللي في بالج.

خلود: شقصدج؟

نور: حرام عليج يا خلود .. لا تصيرين أنانية و خلي ولد خالي حمد يجرب طباخي.

تغضب خلود و تخرج من المطبخ.
تضحك نور.

((14))

نسيمه طلبت من والدتها و أختها شمه الحضور للصالة و جلست هي بجانب سعد

شمه: خير قولي شصاير .. خرعتينا.

نسيمه: أنا جمعتكم عشان أقولكم الشي اللي بسبته أغمى علي.

هنادي: قلت لج مردج بتقولين .. قولي بسرعة وشو.

نسيمه: الريال اللي جا عند البيت.

تسكت نسيمه و تتردد.

هنادي: قولي قطيتي قلبنا.

نسيمه: الريال ذي ..

شمه: أي شفيه.؟

نسيمه: قال إنه أخوي .. و رواني بطاقته الشخصية و اسمه مطابق لاسمنا .. و هو أكبر مني بثلاث سنين.

هنادي تقف و تصرخ : حسبي الله عليك يا مسعود .. حسبي الله عليك.

ترتسم الصدمة على وجه شمه.

سعد الصغير لا يبدي أي ردة فعل و كأنه يحاول تفسير كلام نسيمه في عقله.

((15))

خالد و منيرة و أحمد يقفون أمام عائشة بغضب.

منيرة: أبوج ما قصر عليج بشي .. و كل ما قلتي له أبي عطاج.

أحمد: و معطتهم رقمي بعد .. و اللي يبي يشتري طلع رفيجي.. الله ياخذج فشلتينا.

خالد: ليش سويتي هالشي يا عايشة ؟ قلنا اشغلي نفسج بس مب بهالشي .. أنا ما أرضى إن بنتي تقعد تبيع أفلام في النت..

عائشة خائفة و لا ترد.

((16))

نور مع خالها و زوجته في الصالة.

فيصل يضحك : كان قلتي لها إنج طابخة لي.

نور: لا خل تولي .. هي اللي متسببة علي .. حبيت ألعب بأعصابها.

رقية تضحك : الله يقطع إبليسج يا بنتي.

فيصل مخاطباً زوجته: نور من دخلت بيتنا نورت البيت و سوت فيه جو .. صح يا رقيه ؟

رقيه: ما يبيلها كلام .. صح و نص .

نور تبتسم بخجل: تسلمون .. إلا خالي شخبار يدتي ؟ أنا خاطري أزورها.

فيصل: يدتج عايشة معانا يا نور .. في الغرفة العودة فوق.

نور تقف مستغربة : و ليش محد جاب لي طاريها و لا تكلم عنها ؟

انتظروني .. يوم الأربعاء.