عودة روبن هود

[زيتونة خضراء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببتها وأحببت مشاركتكم إياها رغبة في معرفة آرائكم بها فهي أول ما أكتبه بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات فإليكم


"عودة روبن هود"



ما الذي يدفع روبن هود للعودة من جديد؟
ينفض عنه ركام الماضي، مرتديا ثوب الحاضر، يرسم مستقبلا أفضل لمن نادوه مستغيثين من قسوة تحاصرهم.

[زيتونة خضراء]

-تعال معي أيها الطبيب إنها مريضة حرارتها لا تنخفض
-حسنا حسنا،في أي منطقة هي؟
-حي الموتى الأحياء بعد ثلاثة شوارع من هنا
-آسف لا أستطيع الذهاب إلى هذا الحي الخطر إنه مملوء بالمجرمين......لكن يمكنك احضارها إلى العيادة.
-حسنا سأحاول
***************
"يا إلهي ما الذي عليّ فعله الآن؟ فرح مريضة، يجب أن آخذها للطبيب، بعدها عليّ شراء الدواء لها وتوفير الغذاء الجيد، جدتي أيضا تحتاج إلى الرعاية ودواؤها قارب على النفاد، لابد لي من شراء علبة جديدة لها، المشكلة أني لا أملك فلسا واحدا، ولم أجد أي عمل لهذا اليوم، ولن أجد من يملك المال ليقرضني، وحتى من كنت أقترض منهم لن يفعلوا مجدداً؛ فأنا لم أسدد الديون المتراكمة عليّ بعد، أنا في ورطة حقيقية ........"
-مرحبا عمر
-أهلاً
-يبدو أنك لم تجد عملاً لهذا اليوم أيضا، صحيح؟
-أجل، ماذا عنك؟
-لست بأحسن حالاً منك
-كيف حال والدك الآن؟
-صحته من سيء إلى أسوء، هو بحاجة إلى إجراء العملية بأسرع ما يمكن، لكنها مكلفة وللأسف نحن مفلسون بالكاد نؤمن ثمن طعامنا ..........ما بك إلام تنظر؟
-انظر هناك يبدو أنها حل مشكلتي، سيدة ثرية وحقيبة مملوءة بالنقود.
-هل ستعود للسرقة؟
-وهل من حل آخر برأيك؟!
-حسناً كن حذراً
***************
لص!...... إنه لص.............، أمسكوا اللص................، سرق حقيبتي،......لص........
شد نداء السيدة الثرية نظرات المارة لرؤية المشهد الاعتيادي الذي يتكرر بشكل شبه يومي في هذا الشارع القريب من حي الموتى الأحياء، حيث تزداد حوادث السرقة والاختطاف وحتى القتل كلما اقتربت من ذلك الحي البائس، حيث لا يمكن لأحد أن يسير أمناً فيه ما لم يكن من أهله.
***************
"يال الروعة سيفي هذا المال بالغرض مؤقتاً، عليّ العودة إلى المنزل الآن واصطحاب فرح إلى عيادة الطبيب"
***************
يدخل إلى ذلك المنزل المتهالك الذي يكاد يسقط على رؤوس سكانه، ليجد شقيقته الصغيرة مستلقية على الفراش البالي وجدته العجوز تعتني بها، تضع لها الكمادات الباردة علها تطفئ شيئاً من الحرارة المستعرة بجسدها الصغير.
-جدتي، كيف حالها الآن؟
-كما تركتها، مازالت حرارتها مرتفعة والكمادات لا تجدي نفعاً
-لا بأس جدتي سآخذها إلى الطبيب الآن
-من أين لك بالنقود؟ هل وجدت عملاً؟
-لا تقلقي لدي ما يكفي من النقود، وسأحضر لك الدواء أيضاً، أعرف أنه قارب على النفاد
نكست الجدة رأسها وأسبلت أهدابها بحزن، فقد علم حفيدها بما جاهدت لإخفائه عنه، لا تريد زيادة الحمل عليه وتحميله ما لا يطيق.
***************
-لا تبكي صغيرتي لم تكن الحقنة مؤلمة لهذا الحد.
-بلى، إنها مؤلمة جداً.
-لكنها مفيدة وستساعدك على التحسن، هيا لا تبكي حبيبتي، سنذهب لشراء الدواء الذي اوصى به الطبيب الآن وبعدها سأشتري لك الحليب الذي تحبينه.
-حقاً؟
-حقاً.
-وأريد الحلوى أيضاً.
-حسناً، سأشتري لك الحلوى التي تريدين.
-أحبك اخي.
-وأنا أحبك صغيرتي الغالية.
***************
-وهكذا حلت مشكلتي لهذا اليوم.
-يا إلهي لا أصدق أن في حقيبة تلك السيدة مبلغ كهذا، لن تجنيه لو عملت لأيام.
-بل صدق، أخذت فرح إلى الطبيب واشتريت لها الدواء الذي وصفه الطبيب، واشتريت دواء جدتي أيضاً، والحليب والحلوى وطعام يكفينا لأيام، ودفعت أجرة المنزل لهذا الشهر، بل وبقي معي بعض المال أيضاً.
زفر وليد بضيق ليقول:لا يمكننا حل مشاكلنا بدون اللجوء للسرقة، ما يغيظني حقاً المبالغ التي نجدها بحوزتهم، فما ينفقونه في لحظات يكفينا لأيام وربما أسابيع. ترى متى ينتهي هذا الحال؟
ليرد عليه عمر ناظرا للبعيد مفكراً: سينتهي بل سينتهي قريباً، أتعرف كيف؟
-أرجوك دلني على طريقة إنهاء هذا الحال.
-عودة روبن هود.
-روبن هود! ما بك! هل جننت؟
-لا، سأشرح لك إن وعدتني بكتم السر ومساعدتي.
***************
( لص غامض يثير حيرة رجال الشرطة، لا يترك أثراً من خلفه سوى سهم محفور عليه "روبن هود" في الخزنة التي يسرقها ....... )
يطفئ التلفاز بغضب ملتفتاً إلى أصدقائه المتعجرفين من أمثاله
-من أين ظهر لنا روبن هود هذا ؟!
-على الشرطة الإمساك به بأسرع وقت ممكن.
-إنه لص خطير
***************
-مرحباً وليد.
-أهلاً
-هل السهام جاهزة؟
-أجل، أنهى سامي صناعتها قبل لحظات.
-جيد.
-هل من عمل جديد؟
-أجل بالتأكيد
فأبو سليم سيطرده صاحب المنزل إن لم يدفع إيجار الأشهر الفائتة، وأبو سعيد يحتاج لعملية مستعجلة، وابن الأرملة أم أمين الصغير مريض بحاجة للعلاج وغيرهم الكثيرين ممن هم بحاجة لمساعدة روبن هود.


تمت

[زهرة نيسان 84]

اهلا بالغالية و عوده حميده و أن شاء الله القادم أكثر
روبن هود رمز للص الشريف ناصر الفقراء و الغلابه
بعيون القانون هو مجرم و لكن بعين الانسانية هو بطل
صراع ما بين فكرت الخيرو الشر
من وجهة نظري و بزمان كالذي وصفته و بظروف قاسية فهو الحل الانسب
أرواح على المحك و ابسط حاجات الانسانية معدومة
نحن في زمان نحتاج فيه مليون روبن هود
لتحقيق بعض التوازن ما بين طبقات تعيش ببذخ و سفه و بين طبقات لا تجد الاساسيات البسيطة

غاليتي رائعه بطرح فكرة عميق بسطور قليلة تمكنت من اسلوب القصة القصيرة و هو صعب للغاية
بانتظار جديدك قريباً ان شاء الله و بأفكار استثنائية من أنسانة عميق بفكرها
دمتي بخير صديقتي

[زيتونة خضراء]

أهلا بك نيسان نورتِ

الفكرة خطرت ببالي ظهر اليوم لأترجمها على شكل عدد من المشاهد السريعة
فالكثير من سكان الأرض يعانون من الفقر والجوع وبالمقابل لا تجدي حتى التعاطف من الجانب الآخر
ما نحن فيه الآن من احتباس للمطر يعود لعدم تصدق الأغنياء بالمال فما بالك بمن لا يزكّي ماله
روبن هود كان الطريقة الأمثل لإنهاء الحكاية ولم يخطر بذهني في البداية
حقيقة أراه بطل حقيقي يساعد الناس مع إمكانية وجوده بالواقع
وهو يثبت أن الحكم على الأمور بظواهرها غير صحيح

أحتاج لتشجيع كبير لأعود للكتابة كما في السابق فقد بت أجد صعوبة في ترجمة أفكاري بطريقة ترضيني
لدي رواية طويلة كتبتها قبل أربع سنوات لكنها تحتاج إلى تعديل كما انها غير منتهية ربما لا تصلح للعرض فالخيال العلمي يحتل الجزء الأكبر منها

أشكرك أسعدني مرورك

[زهرة نيسان 84]

اتمنى ان تجدي الشجاعة لطرح روايتك و يوجد قسم في المنتدى لروايات الخيال العلمي و لها متابعين و محبين
اتمنى ان لا تحرمينا من ابداعك كلنا هنا مبتدئياً نبحث عن راي يساعدنا لنتطور

[زيتونة خضراء]

لك جزيل الشكر صديقتي نيسان
دائماً ما تزيدني كلماتك ثقة بنفسي
حقيقة كنت سبباً في تشجيعي على عرض هذه الحكاية في المنتدى

[دنيازادة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الورد عزيزتي اهلا بعودتك من جديد للكتابة
اسعدني ان أقرأ قصتك خصوصا واني اتابع تعليقاتك ومداخلاتك وتحليلاتك المبهرة ماشاء الله عنك ^__^ في هذا الزمن المر والانسانية المفقودة نحتاج لروبن هود صادق النوايا.. نحتاج لرجال ونساء بقلوب مؤمنه رحيمة يحملون بين ضلوعهم محبة الخير والمساعدة دون مقابل.. نحتاج إلى من يكتب الحقيقة بسلاح الكلمات ليسقط أولئك الذين يحملون السلاح ويقتلون ويذبحون ويسرقون الارواح البريئة فنحن شعوب نستحق الحياة والفرح بلا دماء تستحق أن تحيا بكرامة ..
أشكرك غاليتي وبانتظار كتاباتك الرائعة دوما
تمنياتي لكِ التوفيق

[زيتونة خضراء]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أشكرك صديقتي دنيازادة لمرورك العطر
يسعدني قراءتك لقصاصتي الصغيرة
سعيدة أنها نالت إعجابك وحازت فكرتها على اهتمامك
فخورة برأيك عزيزتي

دمت بخير

[kokaaa]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقا ابدعتي

[palmoon]

جميلة جدا قصتك زيتونة انا احب روبن هود جداا و كنت انتظر بالساعات لاتفرج على الحلقة

استوقفني اسم الحي (الاحياء الاموات) ليس هناك تعبير ثان لما يعانيه ذلك الشعب
اتمنى ان يكون هناك روبن هود في كل مدينة من مدننا فهذا ما سيحل مشكلة الكثير
شكرا زينوبة قصة رائعة :-)