أوﻻد نفضتهم أرحام اﻷحزان ( الحاج منصور ) متأكدة انكم افتقدتمونى ماذا ﻻ تذكرون د . دعاء وقد جئت أكلمكم عن الحاج منصور أو أبو الغضب كما يلقبه البعض فهو رجل إنعزالى تماما ماتت زوجته منذ زمن بعيد من سوء الاستعمال وليس عيبا فى الصناعة أما أوﻻده فتبعثروا في متاهة كسب الرزق كل فى بلد واﻵن يعيش وحيدا وﻻ يخترق وحدته اﻻ أذان كل صلاة فيغلق شقته ويلبى نداء الرحمن أما عن كنية أبى الغضب تلك فقد أخبرنى بها أحفادي كيف أن زمﻻء لهم أطلقوها على الرجل ﻻنه ﻻيبتسم مطلقا وأنه يزجر اﻻطفال الذين يذهبون إلى المسجد ﻻ حداث بعضهم صخبا وقت الصﻻة حين بدأ بركان ثورة الخامس والعشرين فى اﻻندﻻع وقبع الناس في بيوتهم وكان أي أثر للحياة يخبو مع خيوط المساء من قفل للمحال التجارية ودخول اﻻطفال بيوتهم بدأت اللجان الشعبية تظهر دورها بعد أن عرف الناس بأمر هروب المساجين وحينها وفى إحدى الليالي هجم رجل مسلح على الحاج منصور فى وقت صلاة الفجر ليأخذ ماله فانقض عليه شباب الشارع وأوثقوه وقاموا بتسليمه إلى السلطات هنا أصابت الحاج منصور رياح التغيير تلك الرياح التى تصلح النفوس وتبعث فيها روحا جديدة و للعجب نزل معهم ليشاركهم صنع التاريخ وكل ليلة يحتسون الشاى من بيت واحد منهم وهذا يأتى بالكيك وذاك بعشاء خفيف يلتفون حول النار التى تدفئهم يجمعهم حب الوطن وينشدون مرة بعض التواشيح وتارة يتغزلون فى حبها مصر البهية التى لم نشعر بمدى حبنا لها اﻻ عندما تشتد الخطوب ونهيم بعيدا ثم نعود لحضنها ويشدنا نبع الحنين ﻻرضها ونرتشف والظما ﻻينقضى كانت تلك اﻻيام أسعد أيام الرجل التي شعر فيها أن الحياة لم تنقضى بعد وكان ماجل ما يسعده عندما يصنع شيئا وينزل به لرفاقه وجيرانه وفى إحدى تلك الليالي الباردة وعندما علموا بقدوم سيارة تقل عددا من المساجين فاستعد الجميع بالعصي وتحمسوا للقبض عليهم وكان حماسه هو أشد من الجميع و عندما هلت السيارة عليهم التف حولها الرجال ولكنهم توترا كثيرا لدى علمهم بحوزتهم للسﻻح ولكن الحاج منصور كان أشجع الجميع فلم يتخلى عن السيارة فما كان من المجرمين اﻻ أن اودعوه رصاصة أودته قتيلا في الحال وعندما ارتاح وصعدت روحه إلى يعرفها وجدوه مبتسما يستقبل الموت بسعادة بالغة وصلى عليه مئات من الناس ليشيعوا البطل الشهيد ولكم حزن الناس لفراقه ولكن جل ما أسعد هم انه مات سعيدا مات شهيدا |