آخر 10 مشاركات
328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] للــعشــق أســرار، للكاتــبة : فـاطيــما (مصرية)(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          عبير الحب (الكاتـب : كنت .. أحلم - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-14, 10:36 PM   #11

شمسك

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 283217
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 751
?  نُقآطِيْ » شمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond reputeشمسك has a reputation beyond repute
افتراضي


ألف مبروك نزول روايتك سأتابعك من الأسبوع القادم متمنية لكي التوفيق

شمسك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-05-14, 09:46 AM   #12

رانو قنديل

مشرفة الأدبي،المجلة الشبابيةوعالمي خيالي وشاعرة ،نبضٌ متألّق ومميز وحي الكلمة ومحررة ورئيسة الجريدة، كاتبة،قاصة ،مدققة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ،راوي القلوب،ملهمة كلاكيت

alkap ~
 
الصورة الرمزية رانو قنديل

? العضوٌ??? » 313872
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 16,067
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » رانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond reputeرانو قنديل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رواية قوية في بداية منطلقها تشدنا بغموضها الشفيف رائعة في الكتابة فأنا أعشق اللهجة البدوية السعودية فقد تمرسنا فيها على يد الرائعة وديمة العطا .
القبائل وعاداتها القديمة منها الحسن ومنها القبيح فالحسن التماسك والقوة والنشمة والتعاضد والقبيح وأد البنات والنظر لهن على أنهن عار هه وللأسف حتى الأن في مجمعاتنا الحضرية ينظر لهن على أنهن أقل من الولد أو العصب فكم من بنت بألف ولد لكن هيهات لمن تنادي .. قلة الإيمان والجشع والطمع في السلطة كلها أمور موجودة منذ القدم وستظل للأبد .
أبدعتي غاليتي أعجبني اسلوبك وسردك للرواية في انتظار الفصل القادم بشوق ولك تحياتي


رانو قنديل غير متواجد حالياً  
التوقيع

كرزة هليل
قصة قصيرة لخليل ورنم أبطال روايتي القادمة أسرار الياقوت

روايتي الأخيرة لاڤــا بقلوب أحلام


أعمالي بقلوب أحلام (إضغط على الصورة للدخول)





اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
رد مع اقتباس
قديم 03-06-14, 03:57 PM   #13

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rola2065 مشاهدة المشاركة
حبيبتى مبروك اولى رواياتك معنا ويارب بالتوفيق الك
وبانتظار الفصل التانى من الرواية بعد انتهاء امتحاناتك على خير
الرواية كتير مليانة احداث من اول فصل
وكتير مشوقة وجذابة
رغم كم الحزن اللى باولها فقدان الاب ووفاة الام
والتوأم اللى فقد بعيد عن اخواته لا وكمان راح يتشتت اكتر واكتر
وربنا يستر على الصبى من بتر الايدين شو هالقسوة كلها
شكله الخال له يد فى فقدان التوأم واعتقد انه طمعا فى الميراث
حسبى الله ونعم الوكيل
حبيت الرواية وباذن الله متابعة وياك
لكن الى رجاء انا للاسف مالى فى اللهجات اطلاقا وكتير بتكون صعبة على
فياريت فعلا لو تكون شوية ابسط واخف ليتيسر على المتابعة
كمان الشئ الاخر حكيتى انه القصة هتكون اما بلسان الابطال او بلسان الغائب
وفيه للاسف مقاطع ما كنت مستوعبة عن مين بتحكى يعنى مين اللى بيتكلم فيها
وكانوا تحديدا اخر مقطعين بالرواية
فياريت يكون فيه ابراز اكتر وتوضيح لهالامر
وبالتوفيق الك


ياهلا فيك ياجميلة ..
الله يبارك فيك ِ ..
بالنسبة للصعوبة الي واجهتيها بالفصيح بحاول تبسيطها وبالبدوي بتستمر اللهجة على ذا المبدأ لين ما نقلب حاضر اصلاً بالكثير بارت بارتين ثلاث واحنا حولنا للحاضر للهجة المتداولة بأغلب الروايات السعودية اما بالنسبة يا حلوة للآخر مقطعين المقطع الي قبل الأخير انا اتقصدت انكم ما تعرفون اسم الولادة " الممرضة " لانها احتمال تفيدني بنهاية الرواية وتكون بطلة واحتمال لا لذلك فضلت عدم ذكر الإسم حتى مايصير تشتت مستقبلاً اذا ربي احيانا وتقوموا تربطوها بالتوقعات وهي مالها دخل اما المقطع الأخير فوالله مدري يا اختي انا ذكرت انه الحوار مابين مزنة الثرثارة و بين ايمة وانه صايمة تصير زوجة ظانع الي ساعد العم عبدالقوي بالدفن والله هذا كله ذكرته ولو رجعتي للمقطع الأخير مرة ثانية بتشوفي هالشي
ومنورة يا انيقة ..


الشجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-14, 01:10 AM   #14

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فقــدان !
بالقرب جذلان !
بالبعد ترحان !
بالقرب آمان
بالبعد طغيان
بالقرب حنان
بالعبد فقــدان
على كفوف النسيان
ذكريات يطويها الزمان
أباه
أماه
هل يسهل نسياكم ؟!
عصيان .. نكران
حقوقكم ..
احترامكم
" فلا تقل لهما اف "
قلتها مئات المرات
اسحبت ارواحكم قرب الأموات
برضا تام
كان يوماً تابعي
يستحي يأكل ..
يخاف تأتي عيناه لقمة
تشتهيها امه !!
اين نحن و اين هم
هدانا الله ..
قيل لأحد الصالحين، وكان مشهوراً ببر الوالدين: ما بلغ برك بأمك؟ قال: ما مددت يدي إلى الطعام إلا بعد أن تمد يدها، وما نمت إلا بعد أن تنام، وما رقيت سطحاً وهي تحتي خوفاً من أن أعقها بأن أرتفع عليها.


أُحبــــــــك أمــــــي
أُحبــــــــك أبـــــــي
رضاكم عنـــــــــــي
جنـــــــة تحت اقدامك اماه ..
اتسمحيـــــــن اكون لك قدم ؟











الجحيـــم

( 2 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **






نظرت إلي بإستغراب وكأنني قد وقعت في جريمة ما ثبتُ بمكاني بلا حراك بينما هي أخذت تقترب الخطى نحوي وما زالت عيناها بالصغيرة الماكثة بكفي
وقفت بمحاذاتي وهي تشير إلى الصغيرة بإستفهام : مين ذي ؟
ابتعدتُ بخطواتي عنها حتى جلستُ بالكنب قبالها وضعت الطفلة على الكنبة وأخذت وسادة من خلفها و وضعتها امامها حتى لا تسقط رغم انها لا تستطيع الحراك لصغرها الا اني اخاف ان تسقط
أشرتُ لها ان تجلس بجانبي الأيسر فجلست وهي تركز بجانبي الأيمن حيث مكوث الصغيرة
رفعتُ الشماغ بخطوطه الحمراء عن رأسي و بقيتُ " بالطاقية " : هاذي البنت حصلها واحد من العمال بداخل صندوق وصل لشركتنا و اتصلت على الشركة المصدرة لنا بس ما وصلني الرد بنتظر شوي ثم اتصل حتى يفكوني من هالبلى
أشاحت وجهها عني
و أشحتُ وجهي عنها وأنا انظر للصغيرة التي اخذت تبكي يبدو أنها جائعة
و ضعتها بحجري ملامساً بيدي وجنتيها امسح الدمع عنها
اشدها لصدري
أشتاق للأطفال لأني عقيم
نفضتُ رأسي وأنا أُتمتم " الحمدلله يارب الحمدلله غيري اللقمة ماهو بمحصلها " .
أبعدتُ نظري عن الطفلة وأنا أنظر إلى زوجتي " غزال " واقفة قرابتي مادة يداها بالهواء لإحتضان الطفلة حجرها
وضعتُ الطفلة الباكية بكفيها وانا أسمي بالله و أبارك
أخذت تحتضن الطفلة بشدة
حتى راودني الخوف لربما تخنقها فتقتلها فو الله لم يسبق لي أن رأيت زوجتي بهذا الحال العصيب الصعب
أخرجتُ هاتفي المحمول من " جيبي "
أتصل بالسائق
و أنظر لشغفها بملاعبة الطفلة
تدير جسدها النحيل و بكفيها الطفلة
تضحك فتتطاير خصلات شعرها السوداء المتوسطة النعومة
تظهر غمازة بوجنتيها اخفاها الزمان طويلاً !
تتسع ابتسامتها لتظهر اسنانها كاملة
ستة سنواتٍ منذ أن تزوجتها و هذه الكرة الثانية التي أراها سعيدة إلى هذا الحد
استفقتُ على صوت السائق يناديني بلكنته الهندية : بابا ماهر انتا في اتصل انا
: هاه ايه روح حق الصيدلية اشتري حليب للأطفال و حفايظ و رضاعة كل شي يختص بالاطفال جيبه معك سمعت
: هادر بابا انا في يروه
ضغط " الزر " الأحمر أنهي الإتصال وأنا أنظر لها والإبتسامة تزداد شيئاً فشيئاً بثغري سعيد لسعادتها
حتى أراها تقترب بخطواتها مني وكأن خطوة تدفعها للأمام و خطوة للخلف فتبقى بمكانها بلا حراك
رفعتُ يدي اليمنى لأعلى اطبق اصابعي فأرفعها منادي اياها : اشبك غزال تعالي
اقتربت فقعدت بجانبي وقد بدى التوتر يتلبس ملامحها الأنثوية
وضعت يدها اليسرى بفخذي وهي تمسح بها و التوسل يشع بعينيها وثغرها يحكي قصة بكاء طويلة الأمد
تزم شفتاها فتعضها تارة أخرى فتبتلع غصتها حتى تهبط دموعها مناسبة , متدافقة , غزيرة
وهي ما زالت تهز بفخذي : ماهر بطلبـ ...ك شـ...ي قـ....ول تـ...م
حروف متقاطعة صدرت من ثغرها الصغير كلمات تحكي وجع ست سنين اعلم ما تريد ولا أقوى كسرها فيكفي صبرها رغم عقمي
ابتسمتُ لها بود أمد يدي اليمنى امسح دمعها المنسكب بإصبعي السبابة فالوسطى فأضعهم بلساني اتذوق ملوحة دمعها اشاركها ألمها الذي انا من اسبابها العظمى بل ربما سببها الوحيد
وضعت يدها اليسرى بذراعي اليمنى متشبتة بها مكررة الكلمة : قــ...ل تـ...م
سحبتُ يدها مقبلاً باطنها : تــــــم
ارتطم رأسي بأطراف خشب الكنب بعد استلقاء جسدي بقسوة نتيجة تشبتها احضاني
لممتها لصدري وهي تلم الطفلة لصدرها
وكلاهما يجهشان بكاء ً
احداهما جائعة رضعة ً
و الأخرى جائعة طفلةً
وانا جائع سعادة زوجتي
مسحتُ على شعرها ماراً بظهرها صاعداً لشعرها فظهرها : هي لك يا غزال كلها كم يوم وبسجلها بإسمي تزوير
قبلت رقبتي حيث قابعاً ثغرها ..
رفعتُ رأسها لأراها تبتسم بين دمعها ..

احببتُ دمعك ..
فعشقت ُ ثغرك ..
فأخذني الهيام يناجي مبسمك ..


*************



قُمتُ من على الأرض وانا أصرخ بصوت عالٍ : كاني هالحين جاية
توجهتُ للباب الخشبي الهرم الذي يبعد عني بضع خطوات فتحته لأرى " مزنة " وبيدها الطفلة
فتحتُ لها الباب على وسعه وانا ارحب بها : ياحيا الله مزنة
دخلت فأغلقت الباب خلفلها
رفعت بيدها اليسرى خمارها لتظهر ملامحها خذت تقبلني بوجنتي : كيف هي احوالك عساكِ طيبة سمعت بالخبر مرت بو اصلان توفت يالله وش كثر حزنت عليها
ولا بو اصلان قبلها بكم يوم انفقد وهالبينات صوتهن يرن بهالمرارت الدخشة الحزن سكنهم يومهن صغيرات كان الله بعونهن
كل هذا قالته وهي لازالت تقبلني هي فعلاً ثرثارة ولكن ذات قلب طيب صافي نقي طاهر
فلتت يدي من بين يديها وهي تدخل للصالة الدخشة وتهز بيدها الصغيرة التي تبكي
جلست على الأرض وهي تنظر لي وقد ظهر التوتر على ملامحها : يا صايمة انا جايبتن لك هالبنية توخذيها عندك ماني بمتكلفة فيها انا هاليوم طالعة لمكة كاني بآخذ عمرة مع رجلي
الله الشاهد كان بنيتي عطيها حق عُشبة لكن قبل دقايق مريت حق الدار وسألت عنها هالولادت كانهم يقولوا ماحضرت وانتِ أدرى برجلها ما يردني امرهم ابد بيقلب عيشتها كدر لا مريتهم
وهاك البنية إنتِ من نجاها من الموت بالتربة وانتِ من عليك رعايتها
ما إن مددتُ يدي حتى أأخذ الصغيرة حتى ينفتح الباب يبدو ان " ظانع " قد وصل
قامت " مزنة " من على الأرض وهي تعدل خمارها وعباءتها متنحية بجانب إحدى النخلات
أبتلعتُ ريقي حينما سمعتُ صوته يناديني أدرت ظهري قبالته وقفتُ من على الأرض والطفلة بيدي
نظر إلي بإستفهام : من هالبنية ؟
حاولت ان انظم انفاسي لكن أبت ان تنتظم و ضربات قلبي غزيرة مكتنزة : انـ...ا ..آ آ
وهو يضرب بيده اليمنى ذراعه اليسرى و بصوت عالٍ : تكلـــــــــــــمي يابعله
تراجعت بخطواتي للخلف وأنا اشد بالطفلة لصدري لعلها تكف عن البكاء ومن ثمة رفعتُ عيناي له لأجده و اقفاً بمكانه و اللهب الحارق يتصاعد بعينيه السوداوتين الحادتين كالصقر
ابتلعت ريقي الجاف أخذت نفساً عميقاً وانا احاول تلبيق الكلمات علَّ كذبتي تجدي نفعاً : واحدتن بقبيلة بو فرس ولدت قبل ثلاثة ايام بهالبنية والله ما كتبلها عمر تروي عيونها ببنيتها توفت رحمة الله عليها
وهالبنية يتمية و مالها حد و مُزنة " رفعت عيني حيث كانت واقفة عند احد النخلات لكن لا أرى مكانها سوى سراب وسماع حفيف الريح يهز بسعف النخل اكملت حديثي وانا أحاول اخفاء توتري " وهي خذتها ترعاها
وهالحينا تبي تسافر مع رجلها مكة حق العمرة تاركتن هالبنية معاي لحد ردتها
نظر لي بنظرة مبطنة بداخلها ألف معنى عجزتُ عن تفسير تلك المعاني ليرد بثقة : ومن اي عايلتن هالبينة يمكن لها اهلن منا ولا منا
نظرتُ إلى الطفلة وانا ألوم غبائي الذي أوقعني بهذه الكذبة حبل الكذب قصير وهذه صفة ذميمة قد حذر منها الرسول الكريم ولكن الآن ما العمل مالذي سأقوله : آآ ... هي ..هي
تقطيع اوصال الكلام كان لشدة خوفي ومهابةالموقف لكن كل الخوف تبدد بصدمة كبرى انزاحت بها همومي ومخاوفي بقوله : تكذبين يامره عارفك زين كانك تبين هالبينة تتربى بحجرك وتنال من حنيان جوفك فهي مالها الا حجرك وحنيان جوفك حرصيها زين ومن كل شرن يطري بها
فركتُ عيني اغمضها فأفتحها وانا أنظر لجسده الذي أخذ يمضي بعيداُ عن الصالة حتى اختفى عنها كلياً تاركني بهول صدمتي هل أحلم ام أنني اصبتُ بالجنون يمنعني من الأطفال لشدة الفقر المدقع و بلمح بصر يقبل بتربية الفتاة !
عجب عجاب ان ماحدث لا يمكن ان أصفه بالكلمات هذه معجزة حدثت مرة و لا أظنها تحدث كرات



*****************




سمعتُ صوت الباب يفتح رفعتُ عيناي متربصة , مترصدة , متأهبة لرؤية الداخل رغم أني أعلم بأنه زوجي " عبدالقوي " لأنه وحده من يملك نسخة لمفتاح المنزل إلا ان ما دفعني الى التردد هو سرعته بالمجيء بالأمس بالعصر
توفت زبيدة رحمة الله عليها وليل اليوم هو هنا ! رغم بعد المسافات بين مدينة جدة و قبيلتنا طردتُ هذه الأفكار وانا أراه يجلس قبالتي و هو يلف بأنظاره الأرجاء : كلهم نيامة ؟
وانا احرك بأصباعي حبات خرز السبحة و أناظر ارض الله : ايه نعم الحزن مملي قلوبهم والنوم اقرب لعيونهم
وهو يعدل جلسته و يقرب تلك " المتكاة " ويتوسدها بيده اليمنى وتمتد قدماه بالأرض وبيده اليسرى يرفع ذاك " الشماغ " حتى تتوضح شعيراته السوداء : ايه والله كان الله بعونهم كم زعلت على وخيتي آه راحت وهي من بقى لي من ريحة اميمتي رحمة الله عليهن
وضعتُ السبحة بجانبي الأيسر وأنا أرفع انظاري التي يحتويها الإستغراب له : ماظنيتك بترد بهالسرعة ما شاء الله المسافة حيلن طويلة مابين هالقبيلة وجدة وغير كذيا حوجك لوقتن طويلن حتى يتم اجراءات دفانها
بهدوء : لا سرعتن ولا حاجةٍ يامره صلينا عليها و دفنها وهذاني رديت للقبية مرتن ثانية , إالا وانا بالهطرق قعدت افكر بهالبنيات وحالتهن مصيرهن ببيكبرن و مالهن ديارٍ تلمهن كان الله بعونهن و رسيت بفكرتن تطرد بعض الحزن عن قلوبهن
و أنا اترقب لما يقول : وش هي ؟
ابتعد بيده عن " المتكاة " ليتربع بجلسته وقد ظهر جُل الإهتمام بعينيه : يامره كونهن جالساتن بمقربة من ديار ابوهن هاللي يبعد عن ديارنا كمن خطوة بتزود احزانهن فالأفضل لهن ولمصلحتهن ننتقل لديار ابوهن " بو اصلان "
قاطعته حين تذكري لأخي المفقود فمن شدة حزني وألمي لوفاة زبيدة وحال بناتها نسيتُ أخي العزيز و بعجلة دون تنسيق كلماتي : ايه .. وش صار على وخيي حصلتوه بشي شبرن هنيه ؟
ظهر الأسف بعينه التي ترسم قلبه بشفافية فعرفتُ الإجابة قبل نطقانه لها طأطأتُ رأسي للأرض وانا احمدالله فكل ماهو آتي من ربي هو خير فقد قال الرحمن جل وعلا : " وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرلكم " لطالما هذه الآية اغلقت أبواب حزني .
زحف قرابتي حتى اصبح قبالتي يربتُ كتفي وبصوتِ حاني : لا يحوجك ولا يطريك خوفن يا بعلة طال الأمد او قصر بعون الله بيتحصل
هززتُ رأسي اوافقه كلماته : شاللي تريد قوله يا عبدالقوي ؟
و ما زالت يداه تحتضن كتفي بقرب دافىء حميم : يالساجدة انتِ عارفتن انه هالبنيات بيكبرن وبيومن بيصعب شوفتهن لبزراني بلا غطاة و هالبيت صيغرن و بالحيل يلمنا ويلمهن و بيت ابوهن الي هنا بيرد المواجع حق قلوبهن فحرصاً على مداوآة مواجعهن
نكمل ما بداه ابوهن انتِ عند علم يالساجدة بأنه اخوك الغالي بو صلان بدا ببنى بيتن شامخن لهن ولزوجته خيتي زبيدة رحمة الله عليها بربوع جدة و مابقى حتى يكتمل بنى هالديار غير الدهان وانا قبل لا أنزل للقبيلة وصيت بدهان الديار لك قلت آخذ شورك دامك عمتهن و لك الحق عليهن مثل ما انا خالهن ولي الحق عليهن
برآيي يالساجدة ننقل اغراضنا حق هالديار و نطوي هالقبيلة بكل احزانها نطمر الحزن و نحاول نسيان وفاة الغالية و فقدان الغالي و نسعد هالبينات بكل الوسايل
بحسرة وألم : نسسيانهم صعبن حيل آه الحمدلله على كل حالن و رجيتك يا عبدالقوي عطني مهلتن ادور بهالكلام براسي و استخير ربي بما فيه الخير
اتكأ بيده على فحذي حتى يقم من على الأرض و يرتدي حذاءه : ماطلبتي حاجتن ولك ما تريدين انا بتريح لين اذآن الفجر .

*************





هذا وقت راحتي الآن الساعة الخامسة عصراً نزلتُ من السيارة وانا احاول تهدئة نفسي فهذا اليوم حمل من السلبيات ما حمل فالأسهم التي قد دخلتها
ادخلتني بدوامة تفكير لامتناهية خوف , رهبة طردت كل هذه الأفكار فلا أحب الخلط ما بين عملي ومنزلي فتحتُ الباب ليتردد صوتها بمسامعي و هي تنشد للطفلة
مشيت حيثُ الصوت لأجد اقدامي توقفت بالمجلس الذي تجلس به و بيديها الطفلة تهزها ذات اليمين و ذات الشمال تشد بالمهد عليها و البسمة لا تفارق ثغرها
بسمة تهز اعماق قلبي فأهفو كما يهفو الطائر بجناحيه بعيداً مرتفعاً بكاهل السماء نبهتها بوجودي و انا ألقي التحية كاملة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حتى ترد علي السلام وقد رفعت عيناها عن الطفلة قليلاً ثم عادت لتنظر للطفلة تارة أخرى : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
جلستُ بالكنبة المجاورة لها : مافي كيف ماهر شخبار الشغل معاك " غمزتُ لها بعد ان ارتفعت عيناها عن الطفلة " ولا هالبنت لحست لك عقلك شوفي ها لو بطلتي تهتمي فيني بعلم عبدالقوي عنها
بدلعها العفوي : مهوووووووري لا اااا ترااني مررررة مرررة حبيتها
قمتُ بلا إرادة مني وكأنها مغناطيس لا يجذب المعادن بل يجذب بشر بقلوب حجر جلستُ بالأرض ثاني ركبتي اليمنى رافع اليسرى مُقبلاً يدها التي تحتضن بها الطفلة لصدرها و الإبتسامة ارتسمت بثغري : الله يسعد هالطفلة الي خلتني احظى بإبتسامتك
ازدادت ابتسامتها ظهرت حُمرة خفيفة بوجنتها اليمنى و غمازتين جذابتين و اسنان متراصة بترتيب بذاك التقويم الأسود الذي يلفها ان كانت ليست بذاك الجمال الباذخ فهي بعيني اجمل ما خُلق لأني متيم بحبها ومن أحب لا يرى الإ جمالاً
سحبتُ يدها بشدة لناحيتي حتى اصطدمت جبهتها بجبهتي شدت الطفلة لحضنها خوفاً عليها من السقوط بينما انا أخذت اجول بأنفاسها الملتهبة اسمع ضربات قلبها وضعت وجنتي بوجنتها احسس بنعومتها الحريرية لربما بالغت بوصف حبيبتي لكن لن يفهم شعوري إلا من خاض تجربة الحب و أبحر بها بجمالها وبعذابها
قبلتُ وجنتها اليمنى ومن ثمة اليسرى و ابتعدت عنها لبكاء الصغيرة بصوت عال جلستُ بمكاني على الأرض وأنا أرى اهتمامها بالصغيرة لطالما حلمتُ بطفل مشترك بيننا لكن الحمدلله على كل حال و قدر الله وما شاء فعل
بهدوء ظهر بصوتي : غزال حبيبتي انتِ الصراحة انا خايف عليكِ من اهتمامك الزايد بالطفلة من امس ماذقتي طعم النوم وهاذي اول ليلة تبات بها عندك فما بالك بالعمر كله لنفسك حق ياقلبي حتى أول مرة ارد من شغلي واشوفك ببجامتك ماهو من عادتك ابد ست سنوات من زواجنا عرفت فيها انك اكثر حرمة منمظمة ومهتمة بكل ما يخص شؤون زوجها
قاطعت حديثي : ماهر والله آسفة بس انا بجد احس بفرح يفوق الخيال آسفة لأني قصرت بحقك هاليوم اصبر علي لين اتعود و اقدر اوفي بحقك وحقها يا ماهر
و ضعتُ يدي بثغرها استوقف حديثها ولومها لنفسها : ما اقصد بالكلام هذا لومك لا و ربي لكن القصد لا تخلين الطفلة اكبر اهتمامتك تراني اخاف عليكِ قبل ما تخافي على نفسك و عشان يرتاح ضميري تراني من الفجر مكلم شغالتنا ياسمين تجيب لنا وحدة ترعى البنت يعني تخفف عليكِ شوية كلمتها لأنها الثقة بشغالاتنا واكيد ما بتجيب لنا غير وحدة بمحل الثقة
بنوع من الزعل ظهر بصوتها : امم يعني قصدك اني مو قدها
وانا أُقبل يدها اليسرى : لا والله بس والله من خوفي عليكِ ياقلبي ها اتمم الموضوع واخليها اليوم تجيب المربية
بإبتسامة : دام هالشي يسعدك جيبها
قمتُ من على الأرض وانا اهمس : الله لا يحرمني منك يارب



*******************

عاد كل من " الكاسر و معن " من مجلس العلم إلى المنزل بينما أنا و أخي " ركاض " نلعب مع اطفال القبيلة الكرة هو بالرابعة من عمره وأنا اكبره أربعة اعوام
وبينما نحن منغمسين بالكرة فإذا بها الكرة ترتفع بعنان السماء لتسقط بأحد المنازل ولكن ليس أي منزل انه منزل غريب الأطوار رجل انطوائي دائم ما نراه غاضب كل اطفال القبيلة وانا منهم نهابه , نخافه
و بما أنني اكبر الأطفال ها هنا فقد أصروا الى ان امضي لمنزله طالباً منه الكرة بعد محاولات عدة قلبت بذلك اقتربت من المنزل بخطى مترددة خطوة تدفعني اماماً وخطوة تعيدني للخلف لأثبت بمكاني بلا حراك و بعد مشادات نفسية بداخلي وصلت للمنزل طارقاً الباب
بضع ثوانٍ فتح لي الباب وقد ظهر بجسده الضخم و هو ينفث ذلك الداء الملفوف بورقة بيضاء المسمى بـ " السيجارة " ذا الرائحة النتنة عيناه حمراوتان بصوته الغاضب : خيـــــــــــر
ابتعلت ريقي وأدرت رأسي للخلف حتى يشجعوني ولكن لم أرى احد حتى أخي " ركاض " تركني رددتُ رأسي ناحيته و بخوف من القادم : آآ .. الكورة تسطحت نبيها
دخل إلى المنزل ومن ثم عاد وبيده الكرة : تريدها
هززتُ رأسي " بنعم "
مد لي الكرة وهو يقول : لكن بشرط عليك لا عطيتهم الكرة رد لهنيه لحالك ولا تقول حقهم انك جايني فاهم
بإستغراب وخوف بآن واحد : اذا في حاجتن تريدها قلها لي من هالحين
ابتسم و لأول مرة آرآه يبتسم : خايف لا تخاف وعد مايصيبك اي ضرر عطهم الكرة و رد لهنيه
هززتُ رأسي بالموافقة فحقاً لماذا الخوف ما الذي سيفعله مثلاً ! يضرب ! ومالغرض من ضربه لربما هي اقوال باطلة عليه
مشيت بضع خطوات لأجدهم واقفين و الخوف يبرز بملامحهم و حال رؤية سالم والكرة بيدي اخذوا يقفزوا فرحاً اعطيتُ أخي " ركاض " الكرة وانا اقول له : اسمع يا ركاض انا بروح حق الدكان دقايق و ارد لك لا ترد الديار وحدك انا بمرك
هز رأسه بالموافقة واخذوا هم يلعبون بينما انا سحبتُ خطواتي حيث منزل غريب الأطوار لأراه واقفاً على باب المنزل بعجلة مني في حديثي لأني اريد ان ألعب معهم : هاه شتبيني فيه ؟
انزاح بجسده عن الباب قليلاً وهو يمد يده : حياك
برفض تام : الله يحيك ليت تقول ما تريد بسرعة اريد ألعب بالكورة
بجدية ظهرت بصوته : حكي مهم صدقني ادخل ما بتخسر حاجتن ولاحقن على اللعب
شيء بداخلي يقول أدخل وشيء آخر يقول اياك والدخول طاوعت الأول فدخلت اغلق خلفي الباب وبذات الإبتسامة التي للمرة الثانية أرآها بثغره : حياك حياك تفضل هالحجرة
مشيتُ خلفه أتتبع خطواته حيث الحجرة المشار إليها دخلتُ للحجرة التي أقل ما يقال عنها بغاية القذراة متسخة إلى حد لا يوصف بالكلمات المجردة رائحة كريهه منتشرة
مكتظة بأكوام اوساخ هاهنا وهناك مشيتُ خلفه
لآراه يرجع ادراجه حيث الباب فيغلقه ثلاثاً وتظهر على ثغره تلك ابتسامة غريبة المعنى
تقدم بخطواته ناحيتي وهو يقول كلمات بغاية الغرابة : تصدق منذ مبطي وانت تطري ببالي
عقدتٌ حاجبي بإستغراب : ما فهمت
اقترب ناحيتي و بغرابة شديدة : هالحين افهمك
بسرعة قصوى سحبني بردائي ناحيته ارتطمت بصدره العريض مقارنة بجسدي الهزيل رجل مقابل طفل و بلمحة عين قبل ان اتفوه بالكلمات أخذ يشق بُرَّدي اتسعت عيناي لغرابة الموقف و خوفي وضع يده بثغري يكتم كلماتي
حاولتُ الحديث او الهرب من حصار جسده العريض فلم استطع لا ادري ما الذي يفكر به هذا انه بحق غريب اطوار مجنون
و بسرعة قصوى اخذ يهم بشق بنطالي وضعت يدي اليسرى فوق يده اليمنى التي يحاول بها شق بنطالي هل جنن هذا الرجل ام ماذا !
ولم استطع فلا حول لي ولاقوة امام عرضه و طوله اغمضتُ عيني بخوف رغم اني لم افهم ما الذي يمكن ان يحدث الا أنني متيقن بأنه شيء سيء
أخذت دموعي حارقة تسري بوجنتي اسقط يده اليسرى عن ثغري التي تكتمني و تقتص كلماتي و ما ان رفعت لساني لأطلق العنان لصوتي منادياً احدهم انقاذي من غرابة الموقف وحدته
انزل بنطاله بسرعة هوجاء يشدني له ويعود لكتم انفاسي و آهاتي
ازداد نحيبي فالذي يحدث الآن امر بغاية الغرابة و القسوة ازدادت ضربات قلبي اكتتمت انفاسي أرى الدنيا سوداء قاتمةً حولي غُشِيَ علي بالأرض ساقطاً .


***************




طويت السجادة و خلعت رداء الصلاة عني بعد ان انتهيت من صلاة المغرب ومن ركعتي السنة فقد اعتدت على صلاتها و كأنها فرض و واجب علي
تحركتُ ناحية الفراش القابع على بعد سنتيمترات مني بزاوية الحُجرة تمددتُ على بطني بالأرض و رأسي يعتلي رأس الرضيع انظر لملامحه و يديه الصغيرتين
ابتسمتُ بأسى لحاله وما سيحدث بعد خمسة اعوام من بتر يديه وخنوع رأسه و طأطأته متوسلاً بضع مال لكن كل شيء بيد الرحمن و بإذن الله لن يحدث شيئاً من هذا
رغم أني أعرف زوجي " حمدان " كل ماينطق لسانه يطبق بأفعاله إلا أن أملي بالله باذخ وما حال أخته ما الذي حدث بها أين رميت بها " يا حمدان " هداك الله و غفر لك خطاياك
دعيتُ للطفلة بكل الخير احببتهما كان الله بعونهما لربما اخطأت حين أخذي لهم لكن لا يقوى قلبي تركهم اهتز جسدي خوفاً بعد وصول صوته لمسامعي لأنه سافر بجدة ولم يصل إلا الآن
وحينما دخل دخل بصوت عال وضعتُ يدي على الأرض لأرتفع بجسدي عنها متوجهة الخطى نحوه و بخوف من ما هو آت : هاه شصار حق البنية ؟
رفع حاجبيه وكأن أسلوبي لم يعجبه او شيئاً من هذا القبيل : كذيا حتى مافيها سلام زينٍ انك رديت سالمن ياحمدان
و قفتُ على اطراف اصابعي لأصبح قريبة من طوله قبلتُ رأسه بإحترام مقدمة الإعتذار له : السموحة ياحمدان من خوفي عليها نسيت
ارتخت اصابعي لأرجع لطولي الطبيعي ابتسامة ارتسمت بثغره بين شعيرات اسفل ثغره واعلاه لكن سرعان ما اخفاها دائماً يحرمني من تلك ابتسامة
نظر إلي بهدوء : هي بخير
امسكتُ بيده اليمنى بشدة و برجاء : وين حطيتها رجيتك احكي قلبي مقبوضن عليها ياحمدان " أشرتُ على صدري " به خوفن هنيه ما به راحة
أشار بيده جانباً يأمرني بالإزياح عن طريقه انزحتُ قليلاً ليمضي قداماً بالحُجرة يجلس قرابة الرضيع وينظر له بعينين يحتويهما الحنان لماذا يا " حمدان " تحاول إخفاء حنانك و لطفك و و فير عطفك ؟ ! لست انت فقط بكل رجال القلبية منذ أن ولدت
لم أرى رجلاً حنون قط لطالما رأيت أبي يعامل أمي بقسوة و بطبع أشد صرامة يمد يداه عليها كأنما جارية وليست بزوجة يتجاهلون آيات الله بإكرام المرأة ويتناسون حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .
وما ظهر حنانه إلا حين وفاتها رحمهما الله و اسكنهما فسيح جناته وضع يده بيدي ينبهني بوجوده يبدو انه قد ناداني ولكن افكاري ابعدتني عن ارض واقعنا : يا عُشبة انا تركت البنية عند واحدن رجال الله منعم عليه فاحش الغنى و غير كذيا عنده ذا العقم وكمن مرةٍ سابقة يحاول بهالطب يلاقي شي علاج لمداواته لكن مابه فايدة وانا عند يقين
بعد تركي للرضيعة هو بيوخذها بين عيونه هو اخلاق وسمعةٍ عالية لا تنشدي الخوف قليبك و اصدقيني هي بأفضل حال
بنوع من الراحة : يعني هي بخير
بتأييد : ايه نعم
ررفعتُ يدي لله شاكرة
بينما هو ابتعد بخطواته عن الحُجرة .



*******************

ألقيتُ السلام كاملاً حال دخولي على رجال القبيلة بأعمارهم المختلفة كبيرهم وصغيرهم ليرد الجميع السلام كاملاً بلا استثناء فالرد واجب كما يقول الرحمن جل وعلا في كتابه المُبجل : " و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها " .
جلستُ بذاك مكان انتصف المجلس وحولي الرجال يبادروني بكلمات التعزية فأرد عليهم و الحزن يرتسم بخرائطه الشاسعة ملامحي
حتى سأل ذاك الرجل : و الله كان بنيتي اضرب سفرية حق جدة للصلاة على المرحومة لكن اصرارك على جلستي ردعني
و ضعتُ يدي بيديه : والله مابه لزومن جيتك وانت عارف شكبر المسافة و أنا اريد رحاتك و الصلاة تمت مع بعض الناس منيا ونيا
إلتزم بالصمت وتبادلنا اطراف الحديث المختلفة .

******************

وهي تسحبني على عجلة من اطراف اكمام عباءتي : انت ها تقعدي كده كتير من من غير شغل و لا مشغله
و أنا أحاول سحب يدي : انا صح تعبانة موله بس ده مش يعني انى بقى هشتغل مربية بتاعت اتفال
وهي تضربني بيدي : اي ده الكلام دا يا بت بالضبط دي الشغلانه حلوة و حتعجبك أوي دي الست غزال لتيفة أوي و هحتحبيها
سحبتُ يدي من بين يديها و أنا انظر للقصر الواسع و تارة أنظر لها : انا قلتلك لو ماعقبتنيش الشغلانه دا هون مش حشتغل
نظرت إلى ساعتها بمعصم يدها وبعجلة : ائلعي دلوقتي و ادخلي جوا عرفيها عنك انا هروح للبيت و رايا شغل كتير
وضعت يدي اليسرى بخصري وانا أهز اصابع قدمي اليمنى : مش هتدخلي معايا
ابتعدت بخطواتها عني : لا مافيش وأت دي صحبتي ياسمين هيا هتعلمك كل حاجة اتوكلي على ربنا
مضت بخطواتها مبتعدة عني بينما أنا أخذت نفساً عميقاً واضعة اصابعي بذلك جرس ثوانِ معدودة حتى إنفتح الباب بوسعه
دخلتُ لأراها " ياسمين " صديقة عمتي التي أعتبرها أخت اكثر من عمة ابتسمت لي بود وهي تحتضني : ازيك يا اموره
بادلتها الإبتسامة : الحمدلله بس خايفة أوي لحسن تكون الست أويه و متعبه
سحبتني من يدي ناحية إحدى الغرف : دي تيبة أوي وهتعجبك
مشيتُ معها حيث الغرفة لأجد تلك سيدة تجلس بآخر المجلس الباذخ و تضع بحجرها رضيعة بمهدها وعيناها تشع حناناً آسر لكل قلب
إلا قلبي الذي بات يكره الحنان فما حدث شيء يصعب نسيانه إني اشتاقهم زوجي و طفلي حاولتُ في عمتي بتغيير هذا العمل لأنه سيرد لي مواجعي وحنيني للأطفال
لكن هي أصرت على موقفها و قد قالت " هتعيشي تول عمرك غلبانة لازم تواجهي مشاكلك بألب أأوى مش تتهربي عن واقعك يا جميله "
ألقت " ياسمين " السلام لترد عليها السلام كاملاً وقد رفعت عينيها عن الرضيعة ابتسمت حين رؤيتها جسدي خلف " ياسمين " وظهر صوتها الفرح المرحب : هاذي هي جميلة يا حيا الله جميلة تو ما نور البيت
سحبتني من خلفها و هي تقدمني لها : أه دي هيا جميلة
تركتني فأقتربت من السيدة امد يدي للسلام وضعت الطفلة بجانبها على الكنب وقامت من عليها تصافحني و تبتسم ابتسامة واسعة اظهرت طقم اسنانها بأكمله و تجرني لحضنها : يا هلا بك يا جميلة ما تصدقي شكثر فرحانة فيك دامك من طرف ياسمين الله يسعدها
ابتعدت عنها بعد تركها ليدي لأجلس على الكنبة ملبية لقولها : تفضلي
بادرت هي بالحديث : الا كم عمرك ياجميلة ؟
نظرتُ للباب لأرى" ياسمين " قد اختفت رجعتُ بأنظاري لها : ستة و عشرين
لا زالت على نفس وتيرة ابتسامتها الودودة : العمر كله يارب يعني انا اصغر منك بسنتين عمري اثنين وعشرين سنة
سكتُ بينما هي أخذت توصي بالرضيعة : حطيها بعيونك يا جميلة هي غالية علي كثير انا ما بثقل عليكِ بالشغل بعتني فيها أغلب الوقت لكن في أمور ما افقها
منها كيف أروشها وكيف اتعامل معاها بآواخر الليل لما تبكي و ابيك تساعديني فيها
بهدوء : ان شاء الله
ضحكت بصوت رقيق بين طياته دلع رباني : هههههههههه احسك انطوائية شويتين عكس ياسمين ما شاء الله عليها هي خرجتني من دائرة العزلة و جا دوري حتى اخرجك
ابتسمتُ رغماً عني على طريقتها بالحديث
نظرت هي إلى الساعة الضخمة ذات الفخامة ومن ثم اعادت انظارها لي : معليش ما كنت ابيك تشتغلي من أول يوم بس تعالي جنبها شوي هي نايمة وانا خايفة اتركها وحدها و زوجي الحين رد من شغله
هززتُ رأسي بالموافقة دون إصدار أي كلمة جلستُ بجانب تلك الطفلة وأنا أحاول ان اتجاهل النظر لها لكن رغماً عني نظرتُ إلى الجمال الذي خلقه ربي إلى رضيعة محمُرة بمهدها و بلا إرادة مني
مررتُ بيدي على جسدها الصغير و أخذت دموعي تشق طريقها ثغري .



****************





اخذتُ ثوب من عنده اغطي به عورتي ما حدث لي قبل سويعات شيءٌ مرعب بحق إن كل خلية بجسدي تنتفض خوفاً و رهبة
ما الذي حدث لي يا ترى ؟ قلبي ينبض بشدة قصوى كأني اصارع حتفي لألتقط انفاسي و أصر على العيش رغم ان كل عضو
بجسدي يتمنى ان يلاقي حتفه أحسس بأني الآن ضعيف مهزوم مذعور أخذتُ ارفع اطراف الثوب التي تمسح الأرض كما يمسحها الدجال
أحاول الكف ان عن البكاء لكن لا أستطيع كارثة قد حدثت لا أفهمها لكن اخافتني حق الخوف
ها انا قد وصلتُ إلى المنزل رفعتُ أنظاري لبنائه البسيط مقابل بيت عمي رحمة الله عليه " بو اصلان "
إلتقطتُ حصى صغيرة من الأرض بيدي الراجفتين التي ما إن تمسك بالحصى حتى تفلتها فتعيد الكرة مراراً لتستقر الحصى بباطن اليد
طرقت بها الباب منتظراً الرد
انفتح الباب بكل سرعة اتسعت عينا " معن " يا إلهي كنتُ اتمنى ان يفتح الباب " الكاسر " هو أكثر تفهماً من أخي الأكبر " معن "
بادرني بالسؤال الذي به حدة : وينك فيه تأخرت ليه ؟ وش هالشي الي لابسه وين ثوبك و بعدين خيك ركاض صغيرن كيف تخليه يرد البيت وحده وهالحين ليه تبكي
أنا الضعيف الواهن المكسور منكوس الرأس مكسور القلب ذابل العين ميت الجسد ساحق الطفولة هذا بحق ما أشعر به الآن إني احتاجك أخي لأول مرة بحياتي
إرتميتُ بصدره اشد بيدي تلك " ازارير " متراصة تحت بعضها بإنتظام معاكساً عشوائية انفاسي أبكي بحرقة
شد بي لحضنه وهو يهمس : هدي هدي الله يهداك شصاير تضاربت مع هالورعان من هو ضربك حتى أرد بثارك يا خوي
ماذا أقول لك رجل خلع ردائي وفعل بي ما لا قد رأت عيني !
وكيف عساني أن أقول وهو من هدد بمقتل من يقدم على أخذ ثأري منه !
أبعدني عن صدره قليلاً فعدتُ أتمسك به بقسوة احتاجك أخي لا تبعتد إني خائف
وصل إلينا صوت أمي حتى يخرج أخي من الدار و أنا بين احضانه يغلق الباب وهو يقول : هالحين أمي لا شافتك كذيا الخوف بيحوجها هدي وانا أخوك وعلمني منهو فعل بك هالسوات خوفتنا عليك كثيرن والكاسر
هالحين يتلافف بالقبيلة ليحصلك
ابتعدتُ عن حضنه أجلس على صخرة امام منزلنا خافضاً رأسي للأرض فهذا هو مقامي بحق جلس مجانباً لي واضعاً يده بكتفي مميلاً بجسدي إلى كتفه يمسح على شعري الأسود اللون : هاه ما بتقول وش صايبك
إلتزمتُ بالصمت بينما هو أخذ ينظر إلي بتعمق : وش هالثوب يدخل به ابوي وعمي رحمة الله عليه و الكاسر معاهم وش كبره من وين جايبه شحاصلك يا ناجي
تكلمتُ بين دموعي بصوت متقطع مبحوح : ما اريـ....د اتكـ...لـ..م هالحيـ...ن وصدقيني يا معـ...ن لا احتجت حاجة .. بجيـ..ك لا تصـ...ر علــ...ي يا معـ...ن رجيـ...تـ..ك يا و خـ...يي كن واقـ..ف معـ..اي دوم
شد علي بحضنه : شهالكلام يا ناجي ذا الكلام مايطلع من طفل بثمان اعوام اذا كنت خايف من هاللي ضاربك فلا تخاف وبأي حين تبي تتشاكى قول اسمه لي وانا والله والي خلقني ان ماخلي فيه عظمةٍ صاحية
وهاليحن امسح هالدميعات الرجال ما يدمعون خلك قوي
أتعلم أخي لربما منذ سويعات كنتُ افتخر برجولتي كما تفتخر و يفتخرون اما الآن فأنا أحسد بنات عمي حبيسات الديار لم يروا ما رأته عيني ولم يتلاشوا كما تلاشيت لشظايا متناثرة تطلب الآمان وبضع حنان
مسحتُ دموعي وأخذ هو يجرني لداخل المنزل يبشر أمي بقدومي سالماً .



****************


إرتفع جفني عن احتضان عيني لإقتحام اشعة الشمس الذهبية جسدي بقسوة ترغمني على الإستيقاظ للواقع المؤلم واقع الفقد لربما يوجد ذاك دواء يبعد كل استياء
لينزوي الحزن سجيناً بزجاجة حديدة صلبة ! اختلاط المواد معاً لربما يخلق حبة ارتياح بعد انزواء الحزن حبيساً انفث عليه من جوف ثغري بخاراً مع بضع لعاب
ليتطاير الحزن بالسماء على جناحي الهلاك فيموت الحزن ويبقى الناس سعداء لكن هيهات أي سعادة وانا الآن أقف على بعد سينتمترات من حُجرة خالي استرق السمع بوضع أذني
على ذاك الباب الخشبي الهرم المتهالك كتهالك قلبي بعد معانقة ذبذبات اصواتهم أذني
اغلال كبلت اقدامي عن الحراك إنه يبني المستقبل كيفما يشاء برودة سرت بأطراف اقدامي تتصاعد لأعلى شيئاً فشئياً لتنسكب بوجهي تلك برودة حارقة فأتهاوى بركبتي ارضاً متمسكة بالباب
أيعقل ما اسمع نعم يعقل انه خالي انه عدوي اللدود لطالما كرهته و قتذاك كانوا يقولوا " إلتزمي بالأدب ذا خالك " ومن هم من يقول " شهالكلام " و الجميع ينكر احساسي اتجاهه الذي يكبر
كل يوم وفي هذا الحين اصبحت كراهيتي له ملأ السموات بطبقاتها السبع و الأرض بمن عليها من آدم و حواء متناسخين بأجناس وصفات
و قتذاك كُنتُ طفلة الآن انا بالغة بالرابعة عشر من عمري أعي ما حولي و أقكر بجدية لا ولن اسمح لك يا عمي بتدمير حياتنا
بزغ النور من هذا الباب حين فتحه لتظهر عمتي التي ما إن رأتني حتى هبطت بجسدها جانبي تمسك بقدمي التي امسكها وهي تقول بذعر : صايبك شي يابنيتي
بسخرية ألدغ بها عمي التي تصل ذبذبات اصواتنا إليه بأريحية تامة : رجلي ما صابها حاجة الا دماغ خالي حاصله ضرر
انتفض جسده بشدة من آثار لسعتي يدير وجهه نحوي يتقدم الخطى قرابتي ينكر سماعه لما قلت بقوله : هاه يا بنيتي سامعك منادية لي خالي صايب رجلينك ضرر
جلس بالأرض وما إن اقتربت اصابعه من ملامسة قدمي حتى أركله ببطنه بقسوة و بزمجرة : ابـــــــــــعــــــــــد والله ثم والله والي خلق هالكون والجنة والنار وذاك القلم و أرسل الوحي لرسول " اقرأ " وعز الله وجلاله
إن اقتربت مني ومن خواتي واخطيت بحقنا والله لا آكل بدمك حي و عظامك اوزعها على كل ورع بالقبيلة يتمنى موتك ومن تمنى حياتك نسفت بدمه خلفك الا خـــــواتي
إرتعش جسـدة كالطفل حين ارتعاشه حقنة : يا بنيتي الله هداك شتقولين حق خالك هدي وانا عمتك هدي يا عُطرة خالك كله يفكر بمصلحتكم ماله لزومن هالوعيد والكدر
بذات الصوت العال والتهديد : هه ظنك يا عميمة يفكر بمصلحتنا ؟ ! والله ثم والله وذا يقنٍ مني هو يفكر بالورثة كانه أبوي و راه فلوسن دفينة وهو يصحيها بيدينه يريد يزوجنا حق عياله ويبيع بيت ابوي هنيه بحجة
انه يذاكر كل فترة بعقولنا موتة اميمتي وابوي و يريرد يزوجنا عياله بحجة لا كبرنا ما بنقدر على شوفتهم ومنهو لنا غيركم و أكيد عياله القرايب منا هم من يكونوا خيرن لنا من الغريب صدقتيــــــه يا عمة !
يكذب و ربـــي يكذب
وصل إلينا صوت من الخلف صوت " معن " الإبن الأكبر لخالي اللئيم
بصوت عالٍ : بســـــــــــــك عـــــــاد سكتي و إلا والله لمسح فيك الأرض و بيومن وليلة التربة هي من تلمك بأحضانها
أخرجت لساني اديره حول شفتي ارطبها من الجفاف المميت إلتزمت بالصمت و جسدي يهتز رهبة لربما يقول لهم عن " علي " فيقتلوه و يقتلوني وأخواتي يموتون بطغيانه احياء شبه اموات
توقف خالي عن الأرض وهو يصرخ بوجه ابنه الأكبر " معن " : والله يا معن ان تطاول لسانك عليها و لا على حد من خواتها ان ازعل منك ليوم الجمع ومابه رضاورة بقلبي عليك ذي المرة هي الأخيرة " بصرامة " فـــــــاهم
يريد كسب قلبي يقف بجانبي ضد إبنه كأنما البطل المغوار النبيل أيها الكاذب اقسم أنك ستندم عاجلاً غير آجل
تراجعتُ بأنظاري خلفاً لصوت اختي التي تصغرني سنتين " هوازن " ذات القلب الرؤف المرهف الحنون : عُطرة شاللي قلتيه حق خالي عيبن عليك ما قلتي والله هو ما يبحث الا عن شي به راحتن لنا
لا تصدقيه " هوازن " إنه كاذب
لا تصدقيه عمتي انه يكذب
لا تصدقوه
نزل بجسده إلي وقبل ان اتفوه بالكلمات قبل رأسي وهو يقول : انا من بعتذر لها حقك علي يا بنيتي عُطرة لكن الله الشاهد ان كنت بستشيرك قبل اي سواة اساويها انت وخواتك
إبتعدتُ عنهم وأنا أجُّر أذيال الخيبة خلفي لن يصدقوني بتاتاً .



****************



انفه يحتك بأنفي وانفاسه تحرق مابين ثغري وأنفي يهمس برقة و ابتسامة تعلو شفتيه : لك بشارة حلوة
بحماس ظهر بصوتي الذي ارتفع عن نعومته المعتادة الربانية : وش هــــــي ؟
بيده اليسرى أخذ يلعب بخصلات شعري التي بالجانب الأيمن : البنت كلها شهر بالتمام و إثباتها بيوصل ها شتبين تسميها
كنتُ سأبتعد عنه لشدة فرحتي أريد ان اقفز كالبلهاء لكنه تمسك بي حارقاً شفتي بلهيبه مُقبلاً إياها بشغف شاركته ذات شغفه بهذه القُبلة الحميمة التي تحمل أجمل معاني الحب المتوج على مر الزمان
كنا نبتعد ثوانِ معدودة ليسترق كلانا غاز الأكسجين لرئيته و ترتد شفاتنا لإرتشاف ماء الحب بعد اختلاط ذاك الأكسجين بمجموعة غازته بهيدروجين الحب القابع بالشفاه فيرتوي القلب حياً
رنين الهاتف ملأ المكان بصوته المزعج ابتعد عني ليخرج تلك الكُتلة الضئيلة من جيبه و يضعها بمسامعه كان الهدوء يطغى عليه حتى بدت عروق خضراء ترسم طريقها بيديه و غشاوة حمراء تغزو عينيه
فيضع يده بقلبه جاثياً بالأرض ..


**************

انتهى الجحيم

استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

موعد تنزيل الجحيم سيكون بإذن الله كل أربعاء

و لربما تكون هناك هدايا بين الحين و الآخر فيبصح جحيمين او ثلاث بالأسبوع

ادخلوا كل اربعاء وستجدون الجحيم ان شاء الله

اما الهدايا فسأحاول إرسال الرابط لكم متمنية استمراركم بمتابعتي لكن هناك منتديات تمنعني من الإرسال لقلة مشاركاتي .

تايست likes this.

الشجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-14, 05:15 PM   #15

RWANABDO

? العضوٌ??? » 186279
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,840
?  نُقآطِيْ » RWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond reputeRWANABDO has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

RWANABDO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-14, 09:39 PM   #16

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

طفولتي !

الرجل اصبح انثى ناعمة
والأنثى اصبحت رجل قاسياً
انقلاب فطرتي بات قاتلاً
طفولتي سلبت فهل من ناجياً ؟
لاعبتُ اطفالاً بتلك حواريا
ترفرف البسمة ربوع ثغريا
لتنقلب فطرتي
جياشة قسوتي
كالأنثى اشتكي
ألا تخافون الرب بلواطكم ؟ !
ألا تخافون الرب بسحاقكم ؟ !
ألا تخافون قول نبيكم : " (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) " ؟
ألا تخافون قوله : " ( السحاق بين النساء زناً بينهن ) " ؟




الجحيـــم

( 3 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **






انفه يحتك بأنفي وانفاسه تحرق مابين ثغري وأنفي يهمس برقة و ابتسامة تعلو شفتيه : لك بشارة حلوة
بحماس ظهر بصوتي الذي ارتفع عن نعومته المعتادة الربانية : وش هــــــي ؟
بيده اليسرى أخذ يلعب بخصلات شعري التي بالجانب الأيمن : البنت كلها شهر بالتمام و إثباتها بيوصل ها شتبين تسميها
كنتُ سأبتعد عنه لشدة فرحتي أريد ان اقفز كالبلهاء لكنه تمسك بي حارقاً شفتي بلهيبه مُقبلاً إياها بشغف شاركته ذات شغفه بهذه القُبلة الحميمة التي تحمل أجمل معاني الحب المتوج على مر الزمان
كنا نبتعد ثوانِ معدودة ليسترق كلانا غاز الأكسجين لرئيته و ترتد شفاتنا لإرتشاف ماء الحب بعد اختلاط ذاك الأكسجين بمجموعة غازته بهيدروجين الحب القابع بالشفاه فيرتوي القلب حياً
رنين الهاتف ملأ المكان بصوته المزعج ابتعد عني ليخرج تلك الكُتلة الضئيلة من جيبه و يضعها بمسامعه كان الهدوء يطغى عليه حتى بدت عروق خضراء ترسم طريقها بيديه و غشاوة حمراء تغزو عينيه
فيضع يده بقلبه جاثياً بالأرض ..
لشدة صدمتي وخوفي وجزعي وذعري لم أحرك ساكناً حتى هدبي بات واقفاً ما الذي يمكنني فعله حين المصائب ؟
أأصرخ ؟
أأبكي ؟
أم هل اتهاوى بالأرض قرابته ؟
أم ماذا ؟
حاولتُ سحب اقدامي من قيودها الحديدية لتناسب بسيولة جارية نحوه أهزه وانا أصرخ وقلبي يضرب و انفاسي تسلب : مـ.............ااااااااهـ...ر
حاولتُ قلبه ناحيتي أراه يعتصر قلبه بشدة و كأن قلبي يعتصر وضعتُ يدي موضع خده منادية : مـ...اهر انت تسمعنـ..ي مـ..اهر قـ..وم عشانـ..ي
وبدل ان يستيقظ سقطت يده بالأرض وظلت عيناه بيضاء للأعلى ..
تهاوى قلبي حيث حجري
امسكتُ بيديه ارفعها أهزها بقسوة واصرخ بصوت عال : مـ........اهـ....ر شـ...ف يـ..دك تتحـ...رك مـ...اهر انت صاحـ..ي
مددتُ يدي انعش قلبه عله يعيش
فلتعش يا ماهر
لأحسس بتلك يد تسحبني بعيداً عنه اصرخ بها : يااااااااااااااااسمــــــ ــــ.........ين ماهـ..ر عايـ......ش
اخذت تحتضنني مكبلة اعضائي عن الحراك : بس عشان خاتري بس يا ست هانم اتلبي الرحمة من ربنا
ضربتها بصدرها بقسوة أركلها لتبتعد فتقترب اكثر اصرخ بها : كذااااااااااابـ........ة مـ.......اهـ..ر و ربـ....ي عايـ..ش شـو
انقطعتُ عن تكملة الكلمة وتلك جميلة تضع يدها بأعلى منابت شعره و تجرها لأسفل لتحتضن الأهداب عينه وتغطيه بذلك شرشرف و سيع ابيض وترحل عن المكان كما دخلت
جررتُ شعر ياسمين بقسوة فبتعدت عني
أخذتُ ألحق بتلك الشمطاء جميلة
رأيتها ترتقي الدرج فأخذتُ أراشقها بتلك الشتائم البذيئة التي لم أنطقها بتاتاً في حياتي : خيــــــــ..............ر انتِ و قفــــي يالوقحة وقفي
توقفت عن الصعود و ظهرها يعاكس اتجاهي لأكمل بصوتي الذي انبح صوتي الناعم الذي خرج عن سعته المعتادة : لفي ظهــــــــرك لـــــــي
إلتفت نحوي أرى دمعها جاري بوجنتيها جلست على عتبة الدرج تنتحب بصوت عال تبكي بحرقة وكأن بها تعرف ماهر منذ أعوام !
إصفر لوني و أزرق وأخضر لماذا تبكيه بهذه الحرقة ؟!
لقد جارت حرقتها قهري !
أليس هو زوجي ألستُ الأحق بالبكاء عليه ؟
تقدمتُ الخطى نحوها حتى اصبحتُ بمحاذاتها أحاول تحركيها فلا تتحرك فجسدي النحيل امام جسدها لا يفي بالغرض صرختُ بها : جمـــــــــــيلة ارفعي عينـــك
رفعت عيناها لي وهي ترمقني بتلك نظرات وتصرخ بي : احمـــــدي ربنا يا ست غزال دا جوزك بس مات انا جوزي وضانايا أُنبلة فجرتهم و ماكنش بإيديا حاجة ده كان نهار اسود آآآآآآآآآه يااااارب ارحمهم
لم أستوعب كلامها حتى أرى ياسمين وبضع خادمات يشدون ماهر حيث الباب وهم يحادثون الحرس لحمله خارجاً
وقفتُ متوجهه الخطى نحوهم أناديهم بصوتي الذي بات مختفياً : لااااا
وقفوا عن الحراك و تركوه ارضاً اسرعتُ الخطى نحوه وضعتُ رأسي بحجره أُقبل جبينه و رأسه بين منابت شعره استنشق عبيراً ميتاً هذه قبلاتٌ ودائعية جائزة شرعاً
أحتضن كامل رأسه لصدري أدخله بجوفي أدفنه بأحشائي بعيداً عن وحشة القبر بعيداً عن عذابه و نعيمه بعيداً عن ظلمته : ماهر تدري شكثر أحبك .. و أحبك و أحبك و أحبك يعني خلاص ما عاد احضنك يعني ما اكلمك ما اشوفك يعني كذا خلااااااااااااص
ليــــــــش تخليني وحدي طيب انا " أخذتُ أشير إلى نفسي " انا ايش ساويت لك ليـــــش تعاقبني بهالقسوة ياماهر اصحى عشاني مو انت تحبني
أحسستُ بيد تبعدني عنه فإذا بها ياسمين تقول : إنا لله وإنا إليه لراجعون استهدي بالله ياست غزال ده الي انتِ بتعمليه اعتراض على قضاء ربنا ماتهدي بئى و تدعيلو هوا محتاج دعاؤك ياست هانم
إزداد بكائي رفعتُ يدي لأعلى ألطم بها خدي و أصرخ بعنفوان الفقدان ليس اي فقدان بل فقدان العشيق
سحبت يدي بقوة عن وجنتي وهي تقول : ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية) أهدي ياست غزال اهدي ياحببتي
اقتربن الخادمات من الباب و هم يشدوه حتى اصبح بالخارج وحملوه الحراس عن المكان و تهاوت قدماي أرضاً .



*********************


مضينا حيث مجلس العلم انا و الكاسر و ناجي و ركاض من المعتاد ان ركاض و ناجي يكونوا بالأمام يتسابقان حيث المجلس و انا والكاسر خلفهم نتبادل اطراف الحديث لحين وصولنا
لكن ما حدث اليوم أمر قد يكون غريباً فناجي منكمش على نفسه يمشي مجانباً لنا يلتف برأسه يمنة وتارة يسرة أقسم بأن ما يجري الآن هو بسبب الأمس بس ببكائه الحارق ما الذي قد جرى يا ترى ؟
يبدو بأنه قد ضرب ضرباً مبرحاً لكن لما يخفي حقيقة من قد ضربه ؟! لم هو خائف هكذا ؟! لم يسبق لي أن رأيته بهذه الحال الكسيرة
تشبت بي بقسوة أنزلتُ عيني له لأرى بؤبؤة عينيه جامدة شاخصة بمكان ما رفعتُ عيني مكان ما ينظر لأرى ظهر غريب اطوار القبيلة وهو يتوجه لمنزله عقدتُ حاجبي بإستغراب أيعقل بأن هذا الرجل له
دخل بإنكسار أخي ام ماذا ؟ و الثوب الذي كان يرتديه أخي انه والله بحجم هذا الرجل الضخم ما الذي قد حدث يا ترى ولم أخي خائف هكذا ؟ يتوجب علي سؤاله حين عودتنا من المجلس فلن اتركه بهذه الحال النازفة مطلقاً
و صلنا حيث المجلس وأنا أرمي نظرات احتقارِ و تصغير لذاك " علي " حبيب عُطرة إبنة خالي أمسكتُ بيدي كاسر تحت مرأى عيني " علي " و أخذتُ أرفع من درجات صوتي و سعاته : شرايك يالكاسر بكلام أُبوي حيال الزيجة و ظنك الكبير للكبير ومن هو اصغر للأصغر على هالكلام
نصيبي واقعن على عُطرة
نظر إلي أخي " الكاسر " بنظرات حارقة موبخة مشتعلة غضباً معناها المبطن " أصمت " فهو لا يحب الحديث عن أمور المنزل بهذه الإنطلاقة فحديثه بالخارج بعيداً عن المنزل كلياً
إلتزمتُ بالصمت وكأنه أخي الأكبر وانا الذي أصغره لطالما كنتُ بالمعاملة الأصغر صغير العقل الطائش والكاسر هو ذاك الرجل المعتمد عليه بشتى جوانب الحياة
اعدتُ أنظاري لـ " علي " لأرى اللآمبالآة تظهر بزوج عينيه وهو يحادث اصدقائه من رواد مجلس العلم .




*****************



وضعتُ أختي الصغرى عُزوف على فخذي و ظهرها بحجري و أختي الوسطى هوازن قابعة بجانبي نظرتُ إليهن بأسى ومن ثم حاولتُ أن أبدد هذه النظرات بالقوة
كان الصمتُ سيد الموقف فأنا لا زلتُ أصيغ كلماتي
رفعت عزوف رأسها لي وهي تنظر لي بنظراتً طفولية برئية ببريقها اللآمع الذي يضوي ويتأهب للبكاء هذا حالها منذ وفاة أمي بعينيها ذاك خط انكسار يرسمُ الواقع بألمه
إنها تنتظر مني كلمة تعزيز او ما شابه كلمة تعيد الأمل بداخلها لترنو سعيدة فرحة تراقص ألحان الفرج تتمايل يمنة و يسرة بمرحها المعتاد لكن أي أمل سأبدده بداخلكن إني حتماً سأزيد من جرعات جراحكن
يبدو أن ألم الفقدان لن يندمل مطلقاً و كيف يندمل و يعود الغشاء للونه بعدما فقد مكونه الأساسي الأم الحنون العطوف ذات القلب الرحيم صدرها ساحات حنان بروائح الأزهار و رأسها منبع إحترام بأعالي الجبال
و قدمها جنة عرضها عرض السموات والأرض
شددتُ بعزوف ادسها بحجري و أُحدق بنظراتي بهوزان بهدوء : انتن راضياتن على خالكن ولا مابه رضاورة بقلوبكن ؟
إقتربت مني هوزان تضع رأسها بكتفي : والله يا وخيتي عُطرة هذا خالي وهو من لنا والله اني احس به يسعي لمصلحتنا ويتمنى الخير إلنا ما ظنتي كلامك من ساعة صحيح
حاولتُ أن ألتزم بالهدوء و ألا تعلو نبرتي لما تخللها من الحسرة و القهر : هوازن والي يسلمك يا وخيتي فكري بها زين هو من هالحين جالسن يفكر يريد مصلحتنا ! كانه يريد مصلحتنا وينه ما يسعى للقاة ابوي هو لو حصله حنا بنكون بأفضل حال
رفعت رأسها عن كتفي : بس هو فعل ما عليه وما قصر وبحث عن ابوي وما به مكانٍ ما لفه و العجز عن لقاته يأساه و تركه يفكر بشي طريقتن افضل وانتِ يا عُطرة المتعلمة وعارفتن انه " بعض الظن إثم " هدي و أنا أختك وتركي الشر ذا الشيطان يسوس بك
أبعدتُ عُزوف عن حجري وانا أنظر لآخر أمل ممكن أن يصدقني : وانتِ يا عُزوف شرايك ؟
نظرت إلي ثم إلي هوازن و كأنها بدوامة حيرة تلوج بزوبعتها : انا واقفتن مع خيتي هوزان و راي من رايها
أبعدتها عن فخذي بتلك قسوة حتى سقطت على الأرض و ارتطمت وجنتها بها زحفت هوزان إليها تحتضنها و تمسح خدها لئلا تدخل بمشورع بكاء آخر
بينما أنا خرجتُ من الحُجرة ضاربة الباب خلفي
امشي على الأرض بأقدامي الحافية تحرقني شمس الظهيرة المتوهجة لكن الحرقة الجسدية لا تضاهي الحرقة النفسية التي تقبع بالقلب يبدو انك يا عمي ستحصل على ما تريد .


*************





وقفتُ من بعيد أنظر إليه وكل خليه بجسدي ترجف خوفاً لما يحدث وكأنني أرآه للمرة الأولى وانا في الحقيقة أرآه للمرة الألف و يشكي قلبي للرب
أمسك ذاك الطفل في السابعة من عمره قد أتى به من أبها يبتره هنا بالقبيلة ويرمي به متوسلاً في مدينة جدة أخذ تلك ربطة سوداء اللون يلفها حول عينيه
والطفل في حيرة من أمره ومن ثم ناداني كالعادة لأشاركه جريمة قتل الطفولة جررتُ اقدامي المجبورة و مشاعري التي عليها الإنصياغ
أصبح الأمر معتاداً رفعتُ الطفل لأعلى وهو يربط يديه كأنما آلة مشنقة قيده عن الحراك والطفل بدأ بالصراخ أخذتُ اللاصقة من الأرض اضعها بثغره
بينما هو إبتسم إبتسامة كريهه تحمل معاني القسوة والطغيان و اللآمبالاة رفع الآلة الحادة بأسنانها وشفراتها لأعلى فتلتمع و تنعكس اشعة الشمس عنها لتسقط
بكل قسوة بعضد الصغير فتهبط اليد بعضدها و بأصابعها وبدمها أرضاً فيبدأ الصغير بالبكاء فعلو صوته وانينه قد هزم تلك اللآصقة إقتربتُ منه و أنا معتادة على الأمر بيدي حبة مهدئة وكأس ماء فتحتُ اللآصقة بخفة وأمسكت بفكه بشدة أوقفه عن الحراك لئلا تسقط الحبة
بعد وضعها بثغره وسكب الماء بها ليبتلعها بحلقه ويبتلع جراعات الألم
إبتعدتُ عنه بينما هو فتح القيد عن الصغير اجلسه بالأرض و رأس الصغير يترنح يمنة ويسرة على سكرات النوم أغرق قطعة القماش بالزيت الساخن المغلي و وضعها بيد الطفل يوقف نزيف الدم
الطريقة الملائمة لذلك المطهرات وماشابه مما يوجد بالمدن ولكن شحه يمنعه أن يأتي بهذه المواد وها هو الصغير ينام بعيداً عن واقع مؤلم سيعشه قريباً
بكاء الصغير الرضيع بالحُجرة جعلني أقوم من أرض " الحوش " أو بالأحرى أرض كسر معاني الطفولة دخلتُ إلى الحُجرة أنظر إلى الصغير و كأني أنظر إلى مستقبله المميت
بينما هو عاد يناديني : يا عُشبة
تنهدتُ وأنا اهمس : وش تريد يا حمدان الله يهداك



************

انتهى مجلس العلم كالعادة الساعة الخامسة عصراً توجهتُ للمجلس وأنا أقف على بعد أمتار أنظر إلى الزقاق الذي كان يقف به " علي " و " عُطرة " فلم اجدهم هناك
ثبتُ بمكاني انتظر خروجه من المجلس وما إن خرج وخرج أبناء " عبدالقوي " جميعهم حتى أصرخ منادياً إياه ليتوجه بخطواته ناحيتي خطى مهمزوزة مترددة
عقدتُ حاجبي و كتفتُ يدي ناحية صدري نظرتُ إليه بتعمق : شفيك ما تحادث عُطرة ؟ هذا هو اتفاقنا يا علي ؟
وضع يده برقبته يحكها : والله ياعمي ظانع هي ما حضرت
و ضعتُ يدي بكتفه و بنوع من الغضب : وإنت وش هي شغلتك ماهو بمواساتها هي المفترض من زود حبها لك تحضر ماهو تتغيب
أخذ يشبك اصابعه ببعضها و كأن به سيقول حديثاً غير مرضي : عمي ظانع هالبنية عُطرة لقطنا ولد عبدالقوي معن وانا احادثها كانه يبقسني و يهب بها
أمسكته من ياقة ثوبه مكتظ بالغضب مكتنز بالقهر مخلد بجحيم الهزيمة : ايا الرخمة ذي سواتك يا علي وانا معلق بك الأمل من ثلاثة اشهر هالحينا كله ضاع
بخوف : مير بها ان تقرب قبيل ثلاثة اشهر كانها تخاف و تتقايل الخوف من الله ياعلي وهالمعن اقسم بالله يا عمي ما كنت بجاهزته ولا اني بداري بقرابته هنيه و حولنا ظني من جابها الكاسر
ضربت جسمه بالجدار بقسوة و بصقت بوجهه : هه تظن بعطيك حقك من المال فأنت غلطان يا علي زينِ اني اخذت البنية ولا كانه طاش الفلس لبعيد .
بقهر اتضح بصوته : تريد تلعبها بـ عبد القوي ياعمي ظانع
مشيتُ مبتعداً عنه : ما يخصك





****************


أخذتُ أهُز الأرجوحة الطفولية الوردية حتى تهدأ الطفلة أحببتها كثيراً رغم اني قبل مكوثي هاهنا كنتُ
أستصعب الأمر فلم أتوقع لوهلة بأني سأنجرف ناحية الأطفال و سيعود الحنان لمنزله بالقلب فما حدث لي قبل سنتين أمر قاسي للغاية
زوجي و طفلي بذات اليوم لم تسعهم الأرض إلا قبراً ما أن لُف طفلي بمهده حتى احتضن بكفنه أصبحتُ اكره و ألوم الزمان بتاريخه بيومه بساعته ودقيقته و ثوانيه و اجزاء من ثوانيه
استمع إلى أنين " غزال " وهي تتقلب ذات اليمين وذات الشمال بفراشها و تقطب ملامحها تشد فراشها يرتعش جسدها كأنما ماء قد سكب فوقها فأفجعها لم أرى هذه المرأة الا يائسة بؤسة
وكأنها تحكي معاناتي قبل سنتين في بداية الأمر كنتُ لا أطيقها لفقدانها الأمل فهي ولله الحمد احسن مني حالاً فزوجها مات مرأى عينيها احتضنته و قبلته و ترك لها ما ترك من أملاك وطفلتها لا تزال على قيد الحياة
اما الآن فقد احببتها رغماً عني لما تتسم به من الطيبة و الصفاء رقيقة في تعاملها و بطبعي اعامل الناس بالمثل اربعة اشهر قد مضت منذ رحيل زوجها وتبقى عشرةُ أيام وستنتهي عدتها عدة الأرملة
أخذ رأس الطفلة يترنح فقد بدأت تغفو مددتُ يدي افتح الحزام الأسود الصغير عنها وأحملها لأضعها بسريرها أمسح على شعرها الأسود وأنا أقر آيات الله الكريمة لتحصينها وحفظها من الوسواس
أدرتُ رأسي بخوف بعدما صرخت " غزال " في نومها استيقظت مفجوعة تضع يدها بقلبها يرتفع صدرها لأعلى هابطاً لأسفل بين عمليتي زفيرٍ و شهيق ترفع الطرف الأعلى من هندامها لرقبتها تسمح العرق عنها تشيح برأسها يمنة وتارة يسرى
تنادي بصوت قد بدى مختنقاً " مـ..اهـ...ر " نظرتُ إلى الطفلة فإذا بها نائمة كالوردة في جمالها توجهتُ إلى " الكوميدينه " أخذتُ عبوة الماء اسكب قليلاً منه بالكأس
جلستُ مجانبة لها بمضجعها أناولها كأس الماء أخذت الكأس لترتشف منه و من ثم تزحف ناحية " الكوميدينه " وتضعه بها نظرت إلي و بإتمنان قد ظهر بصوتها الخافت : شكراً
إبتسمتُ لها بود : عفواً
كنتُ سأقوم إلا انها نادتني : جميلة
إلتفت لها بعيني : نعم يا ست غزال
أنزلت يدها من حجرها ضربت به مضجعها بخفة مناديةً إياي : تعالي هنا أبغاكِ تحكيني قصة زوجك و ولدك ابغاكِ تفتحين قلبك ليا
قد وعدتها ان أحكيها القصة ولا فرار منها الآن لا أدري إن كانت قصتي ستزيد من أملها بالله أم ستزيد من جرعات الألم بخلجاتها
قعدتُ مجانبة لها حيث أشارت إلي أخذ شعاع الماضي المنعكس بعيني يسقط على مرآة الواقع بمصر الحبيبة مصر الهمة مصر الشامخة
بين أزقتها المزدحمة بحيوية الناس و نشاطهم منذ بزوغ الشمس وتوهج أشعتها وشق الندى طريقه ببتلات الزهرة كنتُ بعملي معملة ابتدائية
و زوجي بالمنزل يعتني بطفلي حتى حين عودتي فأتعني أنا بالطفل و يلازم هو عمله " مباحث بالسر "


*
*

فتح الباب له وهو يبستم : اهلاً وسهلاً ده البيت منور النهارده
رد له الإبتسامة : صباحك فل بس مفيش وأت خد ده السيد اتلع عليه و بعدينا لينا نقاش تاني
مد يده متناول " السيدي " : اوك ده بتاعت التجار
وهو يعطيه ظهره و يبتعد عنه : آه ده هوت
اغلق الباب موجهاً خطواته حيث التلفاز يدخل " السيدي " بالجهاز و يتناول ذاك " الريموت " ليجلس على الأريكة ممدداً قدمه على الطاولة
عاقداً حاجباه متوجساً ينظر لما يحتويه السيدي ويسترجع الذكرى

*


جلس على الكرسي واضعاً يده بالمنضدة : هالبضاعة بعد اسبوع بالضبط بتنزل للسعودية ظنك بنلحق نمسكهم
وضع يده بذقنه يسمح عليها بتفكير : ان شاء الله بس دول مجرمين أوي
وهو يهز ررأسه بإستياء : وهذا هو الي مخوفني منذ مبطي عمي توفى على يدينهم تهقي ترد المواجع
رشف من كأس العصير الزجاجية ثم وضعها بالمنضدة : عاوزك تنسى الي فات ده هوت أتلوا جدكم بس كمان جدكم أتل جدهم متل ما ألونالك اتبع نفس المعلومات
روح للمكان الي اعتناك ياه و استنى بئى هناك وانتا معاك المسدس وكمان بيجوا معاك ضباط من مصر يساعدوك انتا امسكهم من السعودية و نحنا بنعتلقهم بمصر انتا بكرة لازم ترجع للسعودية تجهز نفسك
إبتسم له : ان شاء الله خير
اعاد له الإبتسامة وهو يغمز : اشطة
وضع يده ذات السمرة الشرقية فوق يده البيضاء و بذات اللكنة المصرية و ذات الغمزة : اشطة


*

امسك بالريموت ينتظر المقطع الآخر فإذا به صوت الصغير يبكي توجه لمضجعه وهو ينظر له اخذ يحك شعره متجهم وجهه " مش وأتك "
حمل الطفل معه وعاد للحُجرة توجه للمطبخ يضع الماء بقياسه 2 مل و ملعقتان حليب ليغطي الزجاجة و يخضها حتى يمتزج الماء بالحليب
جلس على الأريكة وهو يمسك رضعة الصغير فتح على المقطع الجديد


*


أخذ يمشي بسيارته خلفهم وهم من خلفه يحرسونه والله سبحانه وتعالى هو الحارس الأكبر يقول للشيء كن فيكون حاول بقدر الإمكان أن لا يلفت نظرهم له
و لكن يبدو بأن اللعبة قد بدأت حقاً يبدو انهم رأوه تمايلوا بالمركبة يمنة ومن ثم يسرة بسرعة هوجاء بين أزقة الحارة ضاع الحراس من خلفه وبقي الله اقواهم بقي الجبروت المنان القوي العزيز
ذو التسعة والتسعون اسماً حسناً في علم البيان و غيرها بعلم غيبه سبحانه لم يضع عنهم إنما أثبت لهم ضياعه بتلك لفة مكث بها وكأنه لم يراهم اينما ذهبوا بينما حفظ مكان ولوجهم بتلك مرآة عاكسة
لما بالخلف ترجل من المركبة يمشي حيثما توقفوا هم
توقف عن الحراك وهو يرى ظهورهم ويستمع لحديثهم

*


وهو يعدل " الكرفتة السوداء " : جبت الفلوس
نظر إليه بعينيه التي يتحويها الإستحقار وتلك ابتسامة ساخرة تعلو شفيته : لا جيت امزح معاك ما تجيب الشنتة بئى
رفع حاجبه بتشكيك : وانتا ماا تجيب الفلوس بئى
إلتفت للخلف حيث سيارته توجه نحوها ليخرج حقيبة سوداء
ابتسم وهو يرى مقبلاً اتجاهه
مد له الحقيبة : خد
اخذ الحقيبة منه ونظر إلى إبنه في الخامسة عشر من عمره ليأتي بحقيبته
اقترب منهم وهو يحمل الحقيبة مدها لأباه ليأخذها منه ويمدها لذلك الرجل
الذي تناول منه الحقيبة باليد اليسرى
ابتعد عنه ناحية مركبته بينما هو إلتفت للخلف رفع ذلك جهاز المخابرات لأعلى


*

رأى الجهاز فهبت نسائم الراحة تدخل قلبه تقدم منه وهو يقول : الحراس كلهم ضاعوا
اكفهر وجهه و بعجلة : دول بيمشوا
إبتسم ببرود : لا تخاف وانت تكلمهم انا بنشرت سيارتهم

*

نظر إلى ولده : دي السيارة عطلانة مش وئتها
نزل من السيارة وهو ينظر إلى الكفر رفع عينه ليرى ذاك الرجل لازال واقفاً بل الآن معه رجل آخر


*

اقتربوا منهم رفعوا السلاح بنفس الوقت احدهما وجهه للرجل والآخر وجهه لإبنه
الرجل الذي قد وجه السلاح للرجل قال : ارفع يدك و الا هالمسدس بقلبك ومنها لقبرك
ابتلع ريقه بخوف وهو ينظر إلى إبنه الذي يرجف لشدة خوفه اعاد النظر إليهم : مين حدرتكم ؟!
ابتسم بفخر وبسخرية بذات الوقت : المباحث
ابتلع ريقه تقدم الخطى نحوه بينما زجره احدهما : وقف حدك والا والله وحدة بقلبك والثانية براسك
أعاد النظر لإبنه : الأنبلة متى حتنفجر " وغمز إليه "
حتى احدهما ينظر يمنة ويسرة وبجزع : انت شتقول
بينما أخذ الولد بالتحرك بعيداً حيث المركبة ليأتي بالسلاح
وهو الذي قد شك بكلامه و لم يهتم وجهه تلك رصاصة بصدر الأب
يجُر خطواته حيث المركبة ليرمي الإبن بتلك رصاصة
فتنتشر الدماء أرضاً حمراء اللون مع تربة وحجارة
يسقط و هو يكابد الألم و تسيل الدماء من ثغره يلتفت للخلف يرى ابنه طريح الأرض واضعاً يده ببطنه يلتف حول نفسه
هزماء ساحة النزال على ردى الموت ينادي ليتني لم اكن اباك ابني فما ذنبك انت ؟!
رصاصة أخرى إنطلقت بالهواء هوت بجسده فجثى بالأرض مقتولاً
اما ابنه فلم يتسطع مكافحة الألم وأخذه الموت برصاصة امتدت يداه بالأرض وشخصت عيناه للأعلى و تصاعدت ارواحهم حيث رب السماء عالم الغيب وبقي الجسد وحده


*
*

مسح على وجهه و هو يفكر بتلك طريقة لإعتقال البقية الهاربين منهم ينظر إلى طفله و الحيرة تقتله فهذا الماضي لن ينتهي مطلقاً لا زالت تلك المخدرات القاتلة
تصل إلى مصر من دولة اجنبية ومنها ما يهرب إلى السعودية إذاً ما الحل معهم
وبين تفكيره و إنشغاله استمع إلى ضوضاء و ضجة تعم محيط العمارة التي يمكث بها توجه بخطواته حيث النافذة يلقي نظرة وبيديه طفله
وما إن توقف على النافذة حتى بزغت موجة صوتية عالية متولدة من انفجار محتدم قاتل نار تأججت للأعالي تأكل ما بطريقها جمادات و احياء
شخصت عيناه و اقشعر بدنه احتضن طفله بشدة يجُر خطواته حيث الباب يفتحه لتنهش تلك النار ما برطيقها تراجع بخطواته للخلف وهو يشد الطفل بحضنه
و بالخلف نار ابتلع ريقه الذي قد جف لا يعلم اين يذهب ولا مجال للتفكير فالنار تأكل بلا رحمة و الموت ينادي هلموا إلى القبر و المعاصي ترفرف سأهلكك
نطق الشهادة : اشهـ...د ان لا إلـ...ـه الإ الله
بعدما بدأ تنفسه يضيق تدريجياً بدأ بالسعال أفلت رضيعه بالأرض واضعاً يده بقلبه و روحه تصعد للرب والنار تنهش بجسده و نار الآخرة اشد
يوم تقول هل من مزيد ؟



*


أخذتُ ابكي بهسترية و صورة الماضي الضبابية تختفي تدريجياً بعد ان زرعت الألم بداخلي و غرست دنفاً باحثة عن أجلي لآحقة به أقاربي زوجي وطفلي
إحتضنتِ لصدرها بشدة وهي تمسح عن عيني الدموع و تارة تشاركني البكاء وهو تقول : هـ..دي يا جميـ..له طلـ..بي لهم الرحمـ..ـة هم محتاجيـ..ن دعائـ..ك
كلماتها المتقطعة لطالما سمعتها منذ رحيلهم قبل سنتين حتى هذا اليوم من المحال ان يندمل الجرح النسيان ادهى و سيلة و ترك الماضي بعثراته و دهسه والتعالي عليه
ولكن هذا أمر صعب للغاية تنهدتُ بضيق امسح دموعي وأحاول التخفيف عن نفسي حتى أخفف عن غزال الرقيقة التي تتأثر بما حولها سريعاً تبكي لبكاء غيرها وتضحك لضحكهم ونادراً ما أجد امثالها



***********


عدتُ إلى المنزل بعد انتهائي من صلاة العصر بالمسجد دخلتُ لأرى زوجتي متربعة بالأرض و على فخذها الطفلة ترفع فخذها قليلاً لأعلى ومن ثم تنزله لأسفل بطريقة اهتزازية تعمل على إسكات الطفلة وتهدئتها
اقتربتُ من الصنبور لأملىء الدلو وما إن امتلىء حتى اغلقته وتوجهتُ إلى الشجيرات أسقيها : يامره عندك العلم ان بهاليوم بنطلع حق جدة مع عبدالقوي كانهم سؤلك عن البنية وش تردين به ؟
بهدوء وهي ترفع بصرها لي وانا اعطيها ظهري وألازم السقي : انا اخاف انهم يعلمون بي كاذبة قولي لهم انك انت من جيت بها وانت تصرف معاهم ها وش شورك يا ظانع
اهتز رأسي برضى وانا أترك الدلو واتوجه ناحيتها : شوري من شورك يا صايمة



************

مضت أربعة اشهر منذ وفاة أمي وفقدان أبي كانت في غاية الثقل شهور مفتورة تتوق شوقاً للقاء
تترنح على حواف أرصفةٍ شائكة هذا حالي أنا واخواتي في شتات بحثاً عن ملجأ للحنان رغم أن عمتي لم تقصر بحقنا مطلقاً بل إنها كانت تعاملنا
أفضل من أبنائها غير أن مذاق الحنان اللذيذ لا يكمن الا بصدر الأم
قعدتُ بالأرض وأنا أرتب الأردية بداخل الحقيبة بإنتظام كما علمتني أمي رحمة الله عليها قطع علي إنسجامي صوت الكاسر يطرق الباب الشبه مغلق : اقدر أدخل
لأرفع ذلك الوشاح الأزرق اللون على شعري الأسود : ايه تفضل

دخلتُ إلى الحجرة على استحياء فأني والله لأستحي أن انظر لهن بلا حجاب وما إن رفعتُ عيني حتى اصدم بها محجبة داعبت الإبتسامة ثغري إقتربتً بخطواتي نحوها
جميلة حقاً حتى بحجابها غير أن الحجاب قد أضاف إليها جمالاً فقد بدت فيه إنثى ناضجة غير تلك الطفلة
إقتربتُ أكثر لتقف هي من على الأرض وعينها تنظر للأسفل و اصابعها اشتبكت ببعضها وتلك حُمرة تغطي وجنتيها أأصبحتي تخجلين يا حبيتي ؟ كبرتي حقاً أربعة أشهر زادتك جمالاً ظهرت بكِ معالم انوثية رائعة
توقفتُ مكاني أحترم خجلها مددتُ يدي لها بتلك القلادة : هاك قلادة عميمتي قبل وفاتها رحمة الله عليها ابوي كان بعطيها حق عُطرة وانا عزمت انها لك وهو ما ردعني تبيها ولا عطيها حق خيتك
مضى وقتٌ ليس بقصير حتى نطقت : اتركها بالأرض يالكاسر وانا بوخذها
إبتسمت على حياءها على خجلها احترامها وكل تصرفاتها وأخلاقيتها التي أعشقها حد الإدمان بها
تركتُ القلادة بالأرض و توجهت لخارج الحُجرة


ما إن خرج حتى إقتربت من القلادة نزلت بجسدي بهيئة ركوع أتناول القلادة مسحتُ على القلادة التي تحمل رموزاً محفورة كما يحملها خاتم أبي رموزاً أمي تهوى حفرها بكل مكان
حتى انها قد نقشتها بأغطية أختي التي قد تم دفنها حين أخذها أخالي ذلك اليوم لتلد اعطته عُطرة عدة اغطية ليغطي بها أختي لكنه لم يأتي بالأغطية ولا بأختي فقد احتضنتها حبات الرمال
تلوم أُختي عُطرة خالي على دفنه أختنا ولكن أبي قد كان يقول إذا جاءته فتاة فإنه سيدفنها وغير هذا لطالما خالي عبدالقوي دفن بناته قبل أن يشاهدن الحياة ويخوضوا بمتاعبها
وضعتُ القلادة على رقبتي ومن ثم اغلقتها من الخلف رفعتُ القلادة لأعلى قبلتُ تلك الرموز جلستُ بالأرض بجانب الحقيبة اغلقتها ومن ثم وضعتها بكتفي و قمتُ من الأرض ناحية الباب



كنتُ سأخطو خارج الغرفة حتى دفعتني أختي عُطرة للخلف وبعينيها الدموع وهي تصرخ : تريــــــــــــد تبيع بيت ابوي هنا الله لا يسامحك
اقترب منها خالي و الأسف يرتسم بمحياه : بنيتي عُطرة ماني بايعه و غلاة ابوك وامك مسحي هالدموع يابنيتي تحز بنفسي دموعك انتِ من ريحة الغالية ويختي وانتوا من بقى لي منها رجيتك يابنيتي مسحيها
و انا والله ماني ببايعه كنت اشاورك ظنك ماتبيه كانه يرد مواجعكم وكانك تبيه ماني ببايعه
وهي تبسط كفاها وتضعهما امام وجهها وتهزها لليمين وللشمال و تصرخ : لا تقرررررب و لا تكـذب انا فاهمتك عـدل
ليأتي صوت " معن " الغاضب : انا كمن مرة اقولك لسانك ذا ليطول على ابوي فاهمتن علي يا قليلة الأصل
إلتف بغضب إلى ابنه يقترب الخطى نحوه رافعاً يده للأعلى حتى تهبط بخد إبنه : إنـــــــــــــت قد كلامك وش هو قليلة أصـل قسمن بالله يا معن ان ما عدلت لسانك والله ثم والله ما رضيت عنك ابد
وهو يمسح على خده : تضربني يبه من شانها قسمن بالله رخيصة ما تستاهل هالحنيان " بصق بإتجاهها يرد بعضاً من كرامته أمامنا " ومضى مبتعداً عنهم متجاهلاً نداء أباه : معــــــــــــــن
خرج من المنزل وكل الغضب بقلبه


مسحتُ دموعي و أغلقت الباب معلنة عدم تقبلي لدخول خالي وحديثه اليوم سننتقل كما يريد لجدة إنني خائفة فماذا ينتظرنا بهذه المدينة بلا أب و لا أم و مع خال طامع وعمة ليس بيدها حيلة سوى هزة رأس
لم يسبق لنا أنا واخواتي ان رأينا مدينة ما فقد تربينا بهذه القرية وعشقناها يوماً بيوم عشقنا عادتنا سوى ذاك الظلم و الجور وضعف النساء فقد كنا نستمع إلى تسلط النساء وقوتهن بالمدن
لكن أعتقد ان الحياة هنا أفضل بألوانها المتواضعة





*************

أخذتُ أُطعم الطفلة أصبح عمرها أربعة أشهر إزدادت جمالاً و إزداد حبي لها رغم أنها قد أتت بوقت عصيب
رفعتُ عيني إلى زجاج النافذة أنظر لذلك الرجل الذي يسقي الزرع وأتذكر الأيام بعد وفاة زوجي بيومين


وضعت يدها بكتفي : يا ست غزال واحد من شغالين استاز ماهر الله يرحمو ألي حاجة لازم أأولهولك
نظرتُ إليها والحزن يملأ عيني : ما ابي اسمع حاجة هالحين يا ياسمين
جلست بجانبي على الكنبة و بإصرار : دي حاجة مهمة أوي
تأففتُ بضيق : اففففففف يختي قلتلك ما ابي اسمع حاجة هالحين
بذات الإصرار قالت : انتي هتسمعين بالغصب ياستِ غزال ده واحد كان الأستاز ماهر حابسو بالكراج بتاعت السيارات ومن أمس شغالة الأستاز لئوا
و دول أصروا عليه يتكلم هوا لي جالس هناك بس هوا أل مش حيتكلم بحاجة
نظرتُ إليها نظرة باردة لا مبالية : خليه يشتغل منسق بالحديقة


غريب أمر هذا الرجل بحق نظراته تائهه تحكي الكثير إني كل يوم أجلس ها هنا أنظر إليه وهو لا يرآني والله يرآني .

*************



أمسكت بيدها اليسرى و هي تحاول أن تخفي خوفها وتوترها لئلا تزرع بقلبها الخوف : عاوزة أأولك حاجة ياجميلة
بلامبالاة وهي ترتشف عصير برتقال : ماتوئلي يا ياسمين
مسحت وجهها بيدها اليسرى بتوتر وهي تشتت نظراتها بالأرجاء : اختك
غصت ليخرج بضعاً من العصير من انفها وآخر من ثغرها وضعت يدها موضع ثغرها و هي تحمحم ليعتدل صوتها : لا تكون عيانة ده المرض زاد بيها
شدت من مسكتها لها تحاول بث الطمأنينة لها والتدرج في نقل الخبر : انتي بتعرفي انو
قطعت حديثها و هي تضغط على اسنانها بشدة لتصبير نفسها : ماتوئلي بئى بسرعة
أغمضت عيناها بخوف مما سيحدث رفعت لسانها لأعلى لتخرج تلك الكلمات الثقيلة :






************


إنتهى الجحيم

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .



تايست likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 19-06-14 الساعة 07:02 AM
الشجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-14, 10:49 PM   #17

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


يناديك فهو قريب
و أنت بعيد
يقول لك توبة
فتقول له ملذة
يقول لك لا تتبع شهوة
فتقول له الدنيا باقية
فيقول لك لا والرب انها لا زائلة
فتقول له اما تحب التسلية
فيقول لك انتبه فالموت غفلة

قال تعالى : ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) .


حسنـاً

أتدرك المصير ؟
نعم أدرك
هل تؤمن بذلك ؟
نعم أؤمن
إذاً لم تبكِ ؟
لا بد أن أبكي
أما تعلم بأنه عذاب له ؟
نعم أعلم
أما تعلم بقوله عزوجل : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) .
عليك ان تعيها بحرفها الموت حق
كلنا نذوق الموت
الا الرب
الحي القيوم




الجحيـــم


( 4 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **





أمسكت بيدها اليسرى و هي تحاول أن تخفي خوفها وتوترها لئلا تزرع بقلبها الخوف : عاوزة أأولك حاجة ياجميلة
بلامبالاة وهي ترتشف عصير برتقال : ماتوئلي يا ياسمين
مسحت وجهها بيدها اليسرى بتوتر وهي تشتت نظراتها بالأرجاء : اختك
غصت ليخرج بضعاً من العصير من انفها وآخر من ثغرها وضعت يدها موضع ثغرها و هي تحمحم ليعتدل صوتها : لا تكون عيانة ده المرض زاد بيها
شدت من مسكتها لها تحاول بث الطمأنينة لها والتدرج في نقل الخبر : انتي بتعرفي انو
قطعت حديثها و هي تضغط على اسنانها بشدة لتصبير نفسها : ماتوئلي بئى بسرعة
أغمضت عيناها بخوف مما سيحدث رفعت لسانها لأعلى لتخرج تلك الكلمات الثقيلة : عندها سرطان بالـ...دم
و كأن الزمان قد توقف لا ترى شيئاً ولا تعي شيئاً زوجها و طفلها والآن اختها
أتلوم الدهر وهي تعلم بأنه لا يملك من أمره شيئاً
أتلوم القدر وهي تعلم بأن ملامته بالمحن والمصائب جائزة وبذات الوقت تدرك بأنه ايضاً لا يملك من أمره شيئاً
أم هل تجزع وتبكي ؟
او لنسيان النصيب الأكبر لا والرب ليس هذا او ذاك بل إنه سبحانه إذا احب عبداً إبتلاه
وهل جزاء الحب بلاء ! نعم انه اختبار من الرب
أحست بها فحتضنتها وهي تقول بحكمة : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له )
ضحكت بين حزنها وهي تقول : الحمدلله يارب جت على كده لازم ألحىء اشوفها
إبتسمت لها بحب صادق .



************



أيخيل لي ما رأى بين هذه العتمة تلك إنارة ذاك سطوع قصر عرضه عرض قبيلتنا شامخ يغطي كاهل السماء
هل هذه هي الجنان ؟! أزهار بأسوارها يمنة نخيل يتدلى منه البلح يسرة أشجار عالية هل هذه حقيقة ؟
هل كان لك يا أبي هذا الكم الهائل من المال ؟! لم أتخيل لوهلة اني سأقطن بهذا مكان ؟
نظرتُ إلى اخواتي و أبناء خالي فإذا بالكاسر ساجداً للرب شكراً
و أختي هوزان يدها بالأعلى شكراً
و عمتي ساجدة يدها داخل خمارها كأن بها تمسح دمعاً
و أختي الصغرى عزوف رسمت بثغرها مبسماً
و معن عدوي ضاحكاً
و ركاض وناجي يتلاعبان امام القصر سروراً
وانا بالحبور اناظرهم
الحمدلله يارب كله بفضلك يا رحمن
نظرتُ إلى خالي أشد اعدائي إذا به لآمبالي
بالبطع ليست أول مرة يرى بها جمالاً باهراً كهذا
هل تفكر بأخذه يا خالي لا لن أدعك


هه أخذت ما أخذت مضت تسعة عشر سنة منذ أن رأينا جمال قصر أبينا ونعيمه الذي تركه خلفه قبل أن يهنأ به مضت تسعة عشر سنة منذ وفاتك أماه
منذ فقدانك أباه و حتى الآن لم نجدك هذا إذا ما كان جسدك قد تمرغ بالتراب الآن انا بالثالث والثلاثون من عمري أتحسر على ما فات
لم يكن بوسعي فعل شيء أمام جبروت خالي لقد دافعتُ كثيراً صرختُ حتى لم يعد للصراخ صوتاً بكيتُ حتى جف دمعي بطرف هدبي حاولتُ إقناعهن أخواتي ولم يقتنعن
وصفوني بسيئة الظن نعتوني بالجنون تركوني جريحة بلا يدٍ تساندها و تشد من إزرها
كنتُ بذاك اليوم سأوقفه عن أفكاره كنتُ على وشكِ اقناعهم بالحقيقة المُرة كنتُ طموحة فقتلني الطموح
في الثانية والعشرين من عمري بعد ثمان سنوات من إستقرارنا بمدينة جدة أقنعتُ أختي عُزرف الصغرى التي كانت آنذاك بالثامنة عشر من عمرها بأن خالي ماهو إلا إنسان كاذب
إنسان مخادع يرتدي قناع يصعب زواله و إثبات حقيقته الشنيعة إقتنعت لن أكذب عليكم و أقول لدي وسيلة خارقة بإقناعها لكن سأقول بأنها كانت تطمح بالجامعة و الدراسات العليا
و زوجها سيكون محط متاعب فهي لا ترى من نفسها إنسانة قادرة على تحمل المسؤولية و إصرار خالي آنذاك على زواجنا من أبنائه قد زرع بقلبها الشك و الريب
فوقفت بصفي بينما أختي هوازن لم تصدقنا البتة صحيح هي إنسانة شفافة للغاية واضحة جداً لكن بذات الوقت هي متيمة بحب الكاسر إبن خالي والذي سيكون من نصيبها فهو بترتيبها الثاني من ابناء خالي وهي الثانية من بيننا
سررتُ كثيراً بأختي عُزوف ولكن اضمحل الحبور بلحظة
أتذكر عدوي معن الذي قد بنى , دمر و هدم



بين ضوضاء وضجة المرور خمسة انفاس و أربعةاصوات متفاوتة صوت ضاحك و صوت غير راضي وصوت يتمرغ خجلاً وآخر يتغزل



قالت وهي تنظر إلى كتابها وتضحك بذات الوقت : ههههههههه كل ما أذكر اشكالنا قبل ثمنية سنين أحس فيني كمية ضحك عجيبة
شاركتها الضحك : ههههههههههه لا وانتِ حاجة ثانية يا عُزوف دوم منكشة ولاجينا نمشطلك بكيتي وهجيتي
ضربت على صدرها من فوق العباءة : الثقة يا حبيبتي الثقة
وأنا أقلب عيني من تحت نقابي وكأنها تراني : يا شينك بس لا إستغبيتي
تكلمت بعد أن رفعت عينها عن الكتاب : سيد معن ايش رايك بأشكالنا قبل ثمنية سنين ومين أكثر فتنة مع إني عارفة الإجابة اني انا لكن ما علينا نسأل
إبتسم وهو ينظر لي من المرآة :ههههههه للأمانة اممم اذكركم كلكم شينات ومنكوشات ومبهذلات إلا " إزدادت نظراته دقة وكأنه بذلك يخترق نقابي ليراني " عُطرة أذكرها أحلى بنات القبيلة
بسطت يداها و رفعتها بعلامة " كش " و هي تتحدث باللهجة الكويتية : شنو وعوووووه عليك ذوق
أدار رأسه بإتجاهنا متجاهلاً كلامها : بنات انا بشتري من باسكن من تبغى معاي ؟
بحماس : انا أبغى بالتوفي ها لا تنسى
وجه نظراته حيث هوازن : وانتِ يا هوازن
إلتزمت هوازن بالصمت
إحترم صمتها و نظر إلى عُزوف : ايش تحب أختك
إقتربت من هوازن و وضعت أذنها بثغرها : ها يا مطوعة ياللي تستحي صوتها يطلع للرجال ايش تبغين يا ستي ؟
قالت لها بصوت غير مسموع شيئاً
إبتعدت عنها لتقول بصوت عال لمعن : هوازن تقول ما تبغى شي
إبتسم حتى اتسع شدقيه وبصوت هامس : وانتِ عطرة ايش تبغين
ما أن رفعتُ لساني حتى اتكلم
إذا به يقطع كلماتي و لازالت تلك ابتسامة تهز قلب أي أنثى بثغره لتظهر غمازة بخده الأيمن دون الأيسر : امم عطورة تحب ايس كريم شوكلت " غمز لي " مثلي
رفع اصابعه الخمس طوى الإبهام فقال : الوجبة المفضلة البيك " طوى السبابة " الشراب المفضل سفن " طوى الوسطى " الهواية قراءة الروايات وخصوصاً الرومانسية " طوى البنصر " اللون المفضل الأحمر
قطعت عليه عُزوف بضجر : ياااااخي فكنا قوم اشتري تراني منكدة من الكتاب ماني ناقصتك
ضحك حتى ظهرت جميع أسنانه بينما قلبي أخذ يضرب بشدة قصوى أخفض صوته : والبيت المفضل " لا تعجَبي من صباحٍ فيه فُرقتُنا بل اعجبي من مساءٍ فيه نتّحدُ "
غطستُ بالمقعد وقد أخفضت رأسي لأعلى و قلبي يكاد يخرج أغمضتُ عيني بشدة أُحاول إبعاد صوته احادث نفسي ما الذي تريده مني " يامعن "
خرج من المركبة و اضعاً النظارة الشمسية بعينيه يجُر خطواته حيث المحـل وأنا أنظر له حتى اختفى تماماً


مضى ذلك اليوم ولم يكن كأي يوم بل عشتُ بجلبة عارمة حاولتُ مكافتحها و بالفعل استطعت أبعدته عن تفكيري كلياً وكأن شيئاً لم يكن
أنا كنتُ أظن انه مضى وهو في الحقيقة لم يمضي بل زادت ضجته و تكابلت حولي الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل كنتُ قابعة على الكرسي بالمطبخ
وأمامي عُزوف أختي تذاكر وتسامرني بذات الوقت دائماً أنا وهي نتسامر هاهنا بالمطبخ في حين أختي هوازن وبقية المنزل غارقين في النوم

أغلقت كتابها ونظرت إلي وانا أضحك لمواقفها المدرسية قالت : المهم بقولك سالفة ثانية مب تخليك تضحكين الا تفقصين من زود الضحك
وضعتُ يدي بقلبي و أنا أقول : آآآآآه ياربي عزوووووووف هههههههههههههههههههههههه انتِ هههههههههههه بموت
نظرت إلي بطرف عينها وهي تكتف يدها ناحية صدرها : هه سكنهم مساكنهم يارب صبرك يارحيم المهم اسمعي أنا كنت جالسة مع شلتي بآخر الفصل وطبعاً محششين ضحك
بذيك اللحظة طالعت فيني ليان صحبتي وهي تقولي عزوف يلا نضحك عاد تعرفين انا من زود نكد الدراسة طول وقتي اضحك وطبعاً لنا وقت مخصص مثل ماقلتلك نضحك فيه فأول ما قالتلي وشفت عيونها كذا " أخذت تحول عينها "
جاتني ذيك الضحكة و قعدت أضحك واضحك دخلت أبلة الرياضيات الفصل على كلمتي وانا أقول لياااااااااااانوووووه و وجع بيجيني الطلق في ذمتك اذا مات البيبي
و الأبلة تعطيني ذيك النظرة الي كذا " أخذت ترسم نظرة استهزائية بعينيها " والبنات يضحكون
لم أستطع التحمل كالعادة وأخذت أضحك حاولتُ أن أمسك نفسي واكفها ولم استطع وتلك حلوى " الكولا " تقف بحلقي تأبى النزول او الطلوع أحمر وجهي وأنا أضرب الطاولة لتتصرف عُزوف
إتسعت عينا عُزوف وهي جامدة بمكانها
أحسستُ أني أختنق شيئاً فشيئاً
ضعفتُ ضرابتي على الطاولة
بينما هي إستوعبت و وقفت متجهه نحوي والخوف ملأ عينيها ضربتني بظهري بقوة ضرباتٍ متتالياتٍ متلاحقات
صرخت : عُطـــــــــرة
صوت ملأ المكان بهيبته بحضوره : بعــــدي يا عُزوف كذا بتخنقينها
إبتعدت عني و أنا أُحسس بأن أجلي قد إقترب
ضربني بظهري بطريقة مدروسة يتوقف قليلاً فيعيد الضربة تارة أخرى حتى بدأتُ أتنفس بإنتظام
قال لعُزوف : جيبي كاسة موية بسرعة
تحركت عُزوف إلى الثلاجة بالمبطخ الواسع بينما هو وضع ثغره بأذني هامساً : قلبها نبضي وزفرتها شهيقي وروحها فيني وروحي في جسدها
إختفى عن المكان بخطوات خفيفة وانا وجهي أخذ يحترق تدريجياً وضعتُ يدي بوجنتي أتحسس حرارتها ومن ثم وضعتها بقلبي أغمضتُ عيني وأخذتُ نفساً عميقاً
لكزتني عُزوف بكتفي وهي تقول : هيه انتِ خذي الكاسة يلا فيني نوم و وراي مدرسة
أخذتُ الكأس وأنا بأعلى طبقات الخجل والحيرة
حينذاك شعرتُ أني انثى بذاك اليوم شعرتُ أن هناك من يفتتن بي منذ أن رحلنا من قبيلتنا وأنا جُم مشاغلي سعادة اخواتي ليس إلا
و قتذاك جعلني أشعر أني ذات قيمة ان هناك من يهتم بي جعلني أشعر بالحنان الذي فقدته منذ رحيل أمي وفقدان أبي جعل قلبي يضرب و أنفاسي تضطرب محاكية استجابتي لوتيرة الغزل
التي تلقيتها بذاك اليوم فتح أول أقفال قلبي إنجلى شيءٌ من حقدي
كنت آنذاك واثقاً من نفسك كثيراً يا معن حطمت ثقتك حصون بنيتها منذ طفولتي خيوط العناكب بخلجاتي زرعت أنت بداخلها سلسبيلاً أنت وحدك من تستطيع عبوره
حقاً أنا حمقاء بلهاء رخيصة المعدن كما كنت تقول ولا زلت تقول إلى هذا الحين
إلى هذا اليوم الذي أصبحتُ به أنعت الحب كنت أتساءل ما الذي فعلته بي ؟ أهو سحـر يا معن ؟ أم هل هو الحب بعينه
أتذكر كثيراً وأحاول مرواغة الماضي لكن ما أن أرى محياك حتى تنجلي مراوغاتي ولا أجدني إلا خاضعة للبكاء لستُ ذليلة إلى حد الخنوع لقدميك
لكن أيضاً لستُ قوية إلى حد النسيان


و للذكرياتي بقية



************


كل جمعة من الساعة الرابعة عصراً حتى غروب الشمس نجلس معاً بأحد المجالس الفاخرة نجلس قبال بعض
نعتبر هذه الجلسة جماعية بي أنا و أخواتي لكن لم تكن كما يجب أن تكون لا نتبادل أطراف الحديث , لا نتابع التلفاز , لا نأكل
فقط نجلس وكلٌ منا يذهب بخياله بعيداً حيث يشاء و كأننا لا نجد الوقت الكافي للتذكر إلا مساء يوم الجمعة قبل إحدى عشر سنة
عندما كنتُ في الثامنة عشر من عمري آخر سنة لي بالمدرسة التي كانت من أهم أولوياتي التي كنتُ أراها أشد مصاعبي كنتُ طموحة للغاية
أتمرد دائماً لأحصل على ما أريد وجُم ما أريد ولا أهتم لما يريدون كنتً أنانية و أيضاً أمتاز بمرح يسلب القلوب لأحصل على مطالبي
وبكل ما أوتيتُ من قوة اقناعية فشلت ! نعم فذلك هو خالي عبدالقوي لم يرق قلبه لي ولم يأبه لما أقول بل و جعلني أتقلب على أسياخ الجفاء
أتذوق شراب اللوعة لوعة الشوق و أتوغل بين تراتيل الحب السرمدي وأمتطي جواداً يبغضني يبعدني فيقتل كل قوة بداخلي

أتذكر يوماً كان قبل زواجنا بيومين أتذكره وكأنه حدث اليوم وكيف أتذكره وهو مغروس بالذاكرة كنتُ بحق كارهة الزواج كنتُ أعلم أن مستقبلي سيهدم أعلم بأنه ليس بمقدرتي
النجاح بمحطتي الزواج و الدراسة و لم يخيب ظني

جلستُ على الأرجوحة أعيدها للخلف فتُنكص أدراجها للأمام أضحك و قلبي يبكي تتطاير خصلات شعري السوداء بنسائم الهواء العليلة التي هبت بها و تنتفخ رئتي مابين شهيقٍ و زفير مثلج بالبرود
توقفت الأرجوحة عن الحراك بفعل فاعل كنتُ أعلم أنه آنذاك لم يكن أحد بالمنزل لذا قد نزلتُ إلى الحديقة دون حجاب كنتُ سأرجع أنظاري للخلف لأرى ماهية الشخص لكن كيف أرى وأنا قد عرفتُ ماهيته برائحة عطره الفتاكة كيف لا أعرفها وهي من تفتر قوتي
تكتم آهاتي و تلاعب جزيئات الغازات بصدري تحرقها فتدفئها , تشعلها فتنريها , تنريها لتقتلها لتكسرها لتعيش هي وتموت جزيئاتي
وصلني صوته الذي كنتُ أمقته فهو قاتل آحلامي آنذاك وحتى هذا الحين : ايش مجلسك هنا لحالك ما تخافين ؟ و كمان بالليل !
أدرت نظراتي إليه و غشاء سميك من الآمبالاة يغطيها : مالك دخل فيني لما تجمعنا غرفة وحدة ساعتها تفلسف عليا
نعم هذه أنا المتردة الذي أفتقدتها الآن هذه أنا التي بأمس الحاجة إليها تخليتُ عنكِ يا أنا
إبتسم ببهوت وهو يقول : شي واحد بس بفهمه ايش التكبرالي فيكِ هذا
قمتُ من الأرجوحة اعطيه ظهري و أرمي بشعري بعيداً عن عيني و أقول بذاك دلع آسر : يحق لــــيا
كنتُ أعلم بأن دلعي لا يقاوم مطلقاً كنتُ أريد قتله قبل أن يقتل أحلامي كانت لي مخططاتي التي رسمتها كثيراً إلى حين حفل الزفاف
قال ببرود لم أتوقعه مطلقاً فسقطتُ في القاع : ما فيكِ أي ملمح أنثوي لآفت يا عـــــزوف
مشى من جانبي ليتركني أتلمس ملامحي عيني أنفي و ثغري و أيضاً جسدي
أوهمتُ نفسي حينها بأنه كاذب وأن الإختلاق من ضريه واعتيادته بجميع أموره نعم هذا ما قلته و آمنتُ به بتلك اللحظة أنا أنثى كاملة واثقة من نفسي لن تكسرني يا " ناجي "


*
*


إنتهى هذا اليوم وتفكيري وشيئاً من القهر والحيرة لن ينتهي كان هذا اليوم لعمل النقش باليد و لبس رداء تراثي
نظرتُ إلى يدي المغلقة بذاك كيس شفاف أنتظر لحين تحمر " الحنا " تكلمتُ مع هوازن : الوحيدة الي راضية بالزواجة هوازن ما شاء الله
إبتسمت لي على استيحاء : حبيباتي الله يوفقكم يارب وبعدينا ترى انتوا مكبرين الموضوع والله وصدقوني حتتأقلمون على الوضع الزواج سنة الحياة و خالي والله ما يبغى غير مصلحتنا
نظرت إلينا عُطرة وهي تهف على يديها : اممم تبون الصراحة انا الحين راضية على الزواجة واحس بسعادة ماهي طبيعية
رمقتها بعيني و بنبرة سخرية : الله يرحم مين الي كان يصرخ وما يبغى أولاد خالي
لم ترد علي وكأنها لم تسمع
قمتُ من على الأرض والفكرة تزاولني ذهبتُ إلى المغاسل أفرك يدي حتى أغسل " الحنا " وما إن انتهيت حتى قلبت يدي أنظر لنقشها المرتب والذي يذكرني كثيراً بقبيلتنا
كيف سيكون حفل زفافي بحضورك أمي ! ألن نحظى بهذه التجربة ألن نرى سعادتك و أي سعادة هي وأنا مجبرة على الزيجة خالفت يا خالي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن. قالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال: أن تسكت ) .
تسكت وليس تصرخ بأعلى صوتها أنا غير موافقة ستحاسب يا خالي عاجلاً غير آجل فالله يمهل ولا يهمل
نفضتُ رأسي بشدة لأأبعد هذه الأفكار السلبية أنا فتاة اليوم اليوم وفقط مشيتُ بإتجاه المصاعد لأستقر بأحدهم إرتفع المصعد حيث الدور الثالث الدور المقصود والذي قد تم بناءه هو والثاني بعد أن سكنا بالقصر
بخطوات سريعة توجهتُ لغرفتي أغلقتُ الباب و أنا أدندن فتحتُ دولابي المترع بالملابس و بخاصة الشعبية مسكتُ آخر رداء شعبي قد إشتريته كان أسود اللون ضيق و عند الأكمام واسع تقصدتُ أن أختار هذا دون غيره لغرضٍ ما لربما يكون تافهه لكن وقعه مكسب لي
بعدما إنتهيتُ من لبسي وقفتُ عند المرأة فتحتُ تلك " شباصة " عن شعري ليناسب بنعومته على أكتافي أخذتُ أحمر الشفاة من التسريحة دهنته بشفتي ومن ثم أغلقته طبقتُ شفتي ببعضهما لتتشتت الحُمرة بإغراء
أخذتُ أوسع حجم عيني بالكحل العربي الأسود نظرتُ وأبتسمت برضى تام عن نفسي وأنا أهمس " وراك وراك والله لا أخليك تعترف والله "
خرجتُ من الغرفة بعد إرتداء حجابي الذي اعتدته صعدتُ إلى الدور الثالث و لا شيء يردني لم أكن أهاب أو أخاف شيئاً جرءتي تجاوزت الحدود
عندما وصلتُ إلى غرفته دخلتُ بلا إستيحاء ودون أن أطرق الباب
تقدمتُ بالحُجرة فلم أجده إلتفتُ يمنة ويسرة و لم أجده كنتُ أريده نعم كنتُ أريده ولكن سعدتُ بعدم وجوده أخذتُ نفساً عميقاً ومن ثم حبسته حبستُ عطره برئتي تقدمتُ بخطواتي إلى سريره أمد يدي إلى " الكوميدينه " أخذته كتابه المدرسي
للصف الأول الثانوي زوجي ناجي أصغر مني بسنتين قلبتُ بكتابه أنظر إلى خطه المتداخل ببعضه وضعتُ يدي بثغري وأنا أضحك بصوت شبه عالٍ وبشكل هستري رغم أن الأمر لا يستحق كل هذا الضحك إلا أنني آنذاك لم أستطع مسك نفسي وكفها عن الضحك
قلبتُ بالصفحات لأجد بأحدها قلم الأستاذ الأحمر شاطب بكتابه بعلامة خطأ ضحكتُ بشدة وأنا أنظر لأخطاءه التي كانت بغاية البساطة لستُ أعلم سبب ضحكي لفتني بأحد الصفحات ورقة صفراء ملصقة وكان طرف الورقة من الأسفل مطوي و مكتوب بقلم أسود بخط صغير " طفولتي سلبت "
لم أحسس إلا بالكتاب يسحب من بين يدي بقوة رفعتُ عيني حتى أجده " ناجي " يحتضن الكتاب لصدره و يحادثني بعتب و عيناه تتوقدان, تشتعلان بالنار وصوته الذي بمراحل رجولته احتد : ايـش تسـوين بغرفتي وبكتابي ؟
وقفتُ من على السرير وأنا أتلبس دور البرود : كيفـــي غرفة زوجـي ومن بكرة زفافنا وهالغرفة بتجمعنا سنين صح ولا أنا غلطانة ؟
مشى مبتعداً عني حيث دولابه رمى الكتاب بداخله وتوجهه نحوي بخطوات بطيئة عكس نبضات قلبي التي أخذت تزداد بلا إرادةٍ مني لازلتُ على نفس الدور البارد المثلج رفعتُ أصابعي ألعب بشعري الكثيف وعيني بعيداً عنه كل البعد
وصل إلي و وقف أمامي تماماً لا يفصلنا إلا أرديتنا وفقط أغمض عينيه مدة طويلة ويديه مقبوضة بقوة وحُمرة طاغية ملامحه جُلتُ بملامحه التي لم يسبق لي وأن فكرتُ بها أو ماهيتها ذقن خفيف , ثغره , أنفه الشامخ , فتح عيناه لأبلع ريقي و أنظر لهما وكأنه لم يفزعني بفتحهما عينان سوداوتان ناعستان
وصلني صوته الهادىء : عُزوف تبغين شي ؟
كدتُ بذلك الحين أقول " أريدك " بتلك اللحظة أحسستُ بشعور التملك لي يا ناجي أنت ملكي أنا وحدي
رفعتُ يدي لشعري وأنا أبعد ما قد سقط على عيني أمسكني بها فرفعتُ عيني له بإستغراب أراه ينظر إلى يدي وإبتسامة حبور بثغره بيده اليسرى مرر اصابعه على النقش يعيد رسمه من جديد بتركيز كامل يكويها بحرارة يده وما إن يرفعها ليعيد الرسم تارة أخرى حتى تسري بي برودة قاسية
بصوت آسر إنحبس بطبلة أذني إلى هذا الحين صوت بزغ به الحنان العطف معاني غزيرة : حــلو
كانت كلمة فقط كلمة لا غير اهتز لها عرش قلبي وكانت غايتي من لبس رداء ذا أكمام واسعة لترى نقشي وتبدي إعجابك به
أغمضتُ عيني بشدة و كأن الموقف ينعاد بالعكس هاهو ينظر لي أحسس بنظراته تخترقني كنتُ سأفتح عيني لئلا أضيع جمال اللحظة التي قد لا تعاد البتة لكن لم أفتحها بل زدتُ من التشديد بها بعد قُبلته التي طبعها بوجنتي وهو يهمس : مدري والله الحنا الي زينتك ولا جمال يدك هيا الي اعطتها هالجمال
عضضتُ على شفتي بشدة حتى ضحك بصوت عالي وقد أحسستُ بلهيب انفاسه يبتعد عني : هههههههههههههههههههه عُزوف خلاص ترى شكلك ناوية تصيري عجوزة من بدري شوفي كيف ملامحك من كثر ما شديتيها صارت مترهلة شكلك تحفة
فتحتُ عيني و بسرعة هوجاء ركضتُ حتى الباب لأنتصل بعيدةً عنه خرجتُ وأغلقتُ الباب واضعة يدي بوجنتي أتحسس حرارتها
مالذي فعلته يا ناجي آنذاك حطمتني بحق الواحد الأحد إنتهى اليوم وأنا أتقلب بفراشي و صوتك يرن بطبلتي .



***


نظرتُ إليهن غائبات عن عالم الواقع إلى اللاواقع بعد ثمانية أعوام من إستقرارنا بالقصر كنتُ في العشرين من عمري اما الآن فأنا في الواحد و الثلاثون من عمري
سنين مضت و حملت من الأفراح والأحزان ما حملت انا ولله الحمد حياتي لم تحمل كتلة ثقيلة من الهموم بل وعلى العكس أنا سعيدة بحياتي ودائماً ما أشكر الله ذو الفضل العظيم
أرى في عيني أخواتي حزناً دفيناً عينا أحداهما تترقرق بالدموع وسرعان ما تمسحها و الأخرى تأخذ أنفاساً عميقة تسحب بها القدر الكافي من الهواء فتنتخ رئتيها
أكنتُ مخطئة عندما لم أصدقك يا عُطرة قلتِ خالي لا يريد لكِ خيراً فقلتُ لكِ أنتِ سيئة ظن كنتُ تصرخين و تبكين و تتوعدين لم تكوني راضية البتة
أنا إلى الآن لازلتُ أرى خالي طيباً ولكن تكدس الحزن بكن يجعلني أُعاود التفكير
أتذكرك يا عٌطرة قبل الزواج بستة أشهر حينها لم يتم شيئاً فقط كانت تلميحات من خالي ليس إلا



وقفت أمامه وهي ترفع سبابتها بوجهه : قسم بالله يا خالي ما تلوم الا نفسك ان انا ما قدرت عليك بالدنيا ترى ربي يقدر عليك بالآخرة
نظر إليها ومن ثم أخفض بصره للأرض : يا بنيتي يا عُطرة ليش لهالحين وانتِ شايلتن بقلبي عليك
رفعت سبابتها و وقفت بإعتدال و صرخت بغضب مكسور : الشركة واخذتها و البيت واخذته حتى احنا بتاخذنا لأولادك اتقي الله يا خالي
تقدم بجسده للأمام ليسحب يدها و يُقبِلُها : والله يا بيتي انا مافعلت كذيا الا من خوفي عليكن
سحبت يدها بقوة و هي ترميه بنظرات تحمل كل معاني الكراهية : انتا الحافظ للقرآن انتا من مدرسين القبيلة من زمان انتا الي تخاف ربك انتا الداعي الكبير بعد أبويا ما تعرف انو الرسول نهى عن تزويج الُحرمة اجباري بغير رضاها
رفع يده إلى رقبته يحكها وشيئاً من التوتر بزغ بملامحه تداركه بسرعة و هو يقول : بنيتي انتِ أدرى بأنه هالزيجة لمصلحتكن خيرن من إنكن تتزوجن من هالمدن انتِ يابنيتي أدرى بسواتهم تناظرينهم بهالأسواق شايفتن أشكالهن رجالي هم من يستحقنكن انتن جوهرات والجواهر للجواهر يا بنيتي
لكن هيهات هذه الكلمات لم تؤثر بأختي عٌطرة بتاتا : هه إنت حاصر المجتمع كله بكم شاب بالسوق ولا بالبحر بعقلك انت ياخي انا ماني غبية لهالدرجة انت عارف زيما انا اعرف انك طماع
هز رأسه بخفيف يمنة ويسرة و اليأس و القنوط منها بعينيه قام من على الكنبة خارجاً من الحُجرة
بينما هي صرخت : على القبر يارب
لنصرخ جميعنا : استغفـــــــــــر الله
قالت عمتي ساجدة : والله يا بنيتي عُطرة ما كنت أبي اقول هالكلام لكن إنت بجد صايبك جنون هذا خالك وأدرى بمصلحتك تدعين عليه
خرجت من الحُجرة وهي تقول : عمتي والي يسلمك اسكتي ما ابغى اطول لساني عليكِ
إستنكرتُ بذلك اليوم فعل أختي الكبرى عُطرة ومنذ ذلك اليوم أصبحتُ بلا دراية أناديها " بالمجنونة " مع أن هذه الألفاظ ليست من طباعي مطلقاً و لكن هي من جعلتني أنساق لشتمها و تراشقها بالألفاظ البذيئة


*


*



ليلة ما قبل حفل الزفاف سمعتُ طرقاً على الباب وضعتُ مصحفي على " الكوميدينة " وقمتُ من على السرير لبستُ النعال
وتوجهتُ للباب وأنا أقول : طيب جاية
وقفتُ خلف الباب : ميـن ؟
كنتُ أخافُ أن يكون أحد ابناء خالي
وصلني صوته الذي ما إن أسمعه حتى تقرع طبول قلبي
فتحتٌ الباب وعيناي للأعلى حيث يفترض أن يكون فلم يكون لم أجده عقدتُ حاجبي بإستغراب من فعلته
وصلني صوته عالٍ من حيث لا أراه فقط أسمعه : بالأرض
ازداد إستغرابي يصاحبه حيرة أخفضتُ عيني بالأرض لأجد وردة حمراء وحيدة
أمسكتها بيدي وكأني أُمسك بكنز لا يفنى رفعتها لأنفي أشتمها وأشتم رائحة عطره الرجالية بها
وصلني صوته للمرة الثالثة : في الشعـــــــر
إبتمستُ و أنا أشتت نظراتي باحثةً عنه لاح بجسده أمامي وهو يضع يده بشعره ويرمقني بعينه آمراً لي ضعيها بشعرك
هززتُ رأسي : طيب بس أدخل لجوى وافك حجابي واحطه
إبتسم و كان سيتحدث إلا أن صوت صراخ يتردد صداه بأرجاء الدورين الثاني والثالث الواسع و ليس أي صراخ هذا صوت أختي الكبرى عُطرة !
إلهي ما سبب هذا الصراخ المصحوب بالوعيل تقدمني الكاسر يركض بأعلى الدرج حيث الدور الثالث دور مكوثه هو و اخوانه ما إن استوعبتُ وقفتي حتى لحقته
و أنا أتأكد من تحيكم الحجاب دخلتُ إلى أحد المصاعد
و صلتُ لأرى زوجي الكاسر يقف على بعد خطوات عن حُجرة أخيه الكبير " معن " وصوت بكاء عُطرة آتي من حجرته
نظر إلي وهو يقول بتوتر : مدري اشبهم خلينا ننزل وان شاء الله خير وانا متأكد اخويا ما بيضرها بشي
قلتُ بخوف : بس
وضع يديه بثغري يقص خوفي : اششششششش قلت لك ان شاء الله خير لا تكبريها وهي صغيرة يا هوازن وانتِ أدرى أختك ما تبغى هالزواجة
إلتزمتُ بالصمت و نزلتُ للأسفل معاه
أوصلني حيث حُجرتي ومضى حيث حُجرته
ما الذي حدث لك بذلك اليوم يا عُطرة لما ذلك الوعيل
وانتِ بالفترة الأخيرة قد كنتِ على رضى بـ " معن " زوجاً لكِ !



****


يجلسون ككل جمعة بأحد مجالس القصر يتبادلون أطراف الحديث و أنا إحدى خدمهم أقبع بالمطبخ بين القدور ,الصحون ,الملاعق و الأشواك وخادمات لا يجدن العربية غيري أنا
حياتي قاتلة إلى حد أعجز عن وصفه أختنق كل يوم كأن ذراع تلتف حول عنقي بقسوة تخنقها وتخنقها تمنعها جزئيات الهواء لتبقى بالضريح كنتُ قبل ستة سنين
أسعد الفتيات أرضاً منتشية لعالمه هو وحده , ملكه , ترعرع في عرش قلبي حتى اهديته له طلبتُ قلبه فقال لكِ كلي
قول زور ليس إلا قولاً قد عشتُ على بصيص أمله كثيراً أحببتك بغزارة وكرهتني بغزارة جعلتك تقبلني , تحتضنني , ترتل علي كلمات حبك الزائفة , تقول من كلمات الغزل الحسي الجشع
لأخجل و أحمر وأصرخ بك كفى وبذات الوقت قلبي يتراقص فرحاً فقد الأمـل بريقه بعد أن اسدلت عليه قصائد الفراق اضمحلت ابتسامتي بغيابك ألم تشعر بعذاب الفراق ولذة القرب
إذا لم تشعر به فأنا اضمن لك بأنك لم تحببني يوماً كاذب يا " ركاض " إنك لكاذب منذ الفراق وأنا لا أعيش إلا للذكرى أعيش للماضي وفقط لا أنظر للأمام لا أنظر للمستقبل بتاتاً و أي مستقبل أنظر إليه مستقبل " الجهل " !
لطالما يا ركاض هتفت بي يا جاهلة فكنتُ أضحك و مشاعري فاترة تحتاج لمدآوة منك أنت وحدك ولم تخيب ظني في هذا بل كنت تداويها بهواك أنت
بقُبلة و اقعة تحت الحرام بأحضان و لمسات دافئة في جسدي تمردت كثيراً ياركاض كنتُ أظنها مدآوة وعدتني بأنك ستتزوجني لا محالة لأنك تحبني سألتك ذات يوم سؤال كان يراودني كثيراً ولا توجد الإجابة الا عندك


كنت مستلقي على السرير على جانبك الأيسر و تُقبل يدي بينما كنتُ أتأمل ملامحك وأتلذذ بها قلتُ لك بحيرة ممزوجة بالغيرة : ركاض تحبني
اجبت وانت تخلخل أصابعك بشعري ولا تنظر إلي : أكيد ما يبيلها سؤال تشكين بحبي لك ؟!
قلتُ بأسف : لا ما اقصد بس عندي سؤال ؟
قلت ببرود : ها يالجاهلة ايش سؤالك
طعنتي غرست سكينك بقلبي الذي قد اهديتك إياه على بساط من ذهب لكن لم أصارحك بهذا و أقنعتُ نفسي بأنها من طقوسك المعتادة كلمات إعتدتها ولا تستطيع تركها
قلت وأنت تمرر يدك ببطني : ايش سؤالك ؟
أبعدتُ يدك عن بطني و أنزلتُ هندامي وأنا أنظر إليك بخجل : ركاااااااااااااااض استحي لما نتزوج واصير حلالك سوي الي تبغاه
قلت لي حينها : ما اقدر اصبر الحب لازم يسحبك للمعصية تحملت كثير بس عشاني احبك وانتِ تدرين ما اقدر أتزوجك الحين ابغى اكمل دراستي انتِ جاهلة واذا جبنا عيال ما تقدري تدرسيهم
ابغى اضمن مستقبلهم و غير كذا يبغالي وقت حتى اقنع ابويا إني انا ركاض أبغى شغالة ماتعرف غير التنظيف و الطبخ
فرت دمعة من عيني وسرعان ما مسحتها وكأنها لم تفر أصلاً تجاهلتُ طعنتك و سألت : طيب الي يحب ما يحب مرتين يعني انتا تحب بنات كثير غيري انا كيف كذا ؟
إبتسم إبتسامة لم تكن بمحلها : شوفي ذولي مجرد تسلية لين نتزوج اما انتِ زوجتي وام عيالي
بدلع كنتُ أظن أن قلبك يهواه كما تظهر تعابير وجهك : بس أنا أغاااار عليك
حينها بترت كلامي بقبُلاتك المحرمة
كنتُ حمقاء إلى حد أني ألوم نفسي بخطأك أنت دائماً اخطاءك صائبة و صوابي خاطىء كنتُ أفهم الأمور كيفما أشاء
لم أفسر يوماً بأن علاقتك المحرمة تلك خيانة لحبنا ! لم أقول يوماً لنفسي هل الحبيب يرى عيوب حبيبه كنتُ تنادي بالجاهلة
كنتُ نرداً بملعبك ترمي بي وقت تشاء وتأتي بي وقت تشاء قبل سنواتٍ طوال عندما كنتُ بالسادسة من عمري وأنت كنتُ بالعاشرة



أخذتُ أرسم بأحد كتب " ناجي " الذي كان بالرابع عشر من عمره حتى طمست الكلمات بالحبر الأسود
دخل إلى الغرفة حينها و بتوجس : ايش تسوي ؟
إبتسمتُ بمرح طفولي وأنا أرفع الكتاب لأعلى و اضع اصابعي على رسوماتي الطفولية : شوف ايش رسمت
تقدم بخطواته نحوي بسرعة وهو يصرخ : مجنووووووونة انتِ شوفي ايش سويتي
سحب مني الكتاب وهو ينظر إليه
قلتُ له وانا أبكي : آسفــــ......ـة
ابعدني عن طريقه بقسوة حتى ارتطمتُ بالأريكة ومشى بعيداً عني
بينما أنا إزداد نحيبي توجهتُ لخارج الحُجرة على دخول " ركاض "
مسح على شعري برفق وعيناه تشعان بفيض حنان : اشبك مارسة ؟
قلتُ له وأنا امسح عيني بقسوة : ناجي صرخ فيني
إحتضنني بشدة يدسني بصدره الهزيل آنذاك وهو يقول بدفىء آسر : خلاااص حبيبتي لا تبكين انا ما بسويلو شي الحين بس اذا ضربك مرة ثانية يا ويلو مني
منذ طفولتي وأنا مغرمة بك , ضحية مبيدك القاتل , خذلتني كثيراً لا سامحك الله .


قلتُ بصوت عالٍ : طيب أمـــــــــي الحين جاية
قمتُ من على الكرسي و خرجتُ من المطبخ لأجدها أمامي بالصالة تمسح احد الطاولات الزجاجية : مارسة بنيتي ابوكِ ظانع يريدك
هززتُ رأسي بطاعة وانا أتوجه لخارج القصر حيث نقبع قرابتهم بداخل أسوار قصرهم .


*********

سمعتُ صوت طرقاتِ على الباب رددتُ دون أن ألتفت : تفضل
أخذتُ أرفع شعري بصبغة ذات لون بني كستنائي لأعلى ذيل حصان
وقف خلفي يمسك بشعري وهو يقول بحنانه الأبوي الذي إعتدته ولا أستطيع الإستغناء عنه : انهاري خليني أسويلك ياه
تركتُ له شعري حراً وهو يرفعه كيف يشاء
إلتفتُ ناحيته : عمي تعال نجلس و سويلي
إبتسم لي بذات الحنان ومشى ناحية السرير
جلس وجلستُ أمامه ليسرح شعري
على دخول أمي غزال التي إبتسمت ما إن رأتنا : ها ما تبون تتغدون
رددنا لها الإبتسامة وقال عمي جلال : الا الحين ببنزل بس ثواني أخلص تظفير لها
جلست أمي على كرسي قبال التسريحة وهي تنظر لنا و قالت : كيف يا بنتي الجامعة معاكِ ؟
إبتسمت لها بحب حتى ظهرت جميع اسناني : مرررة كوويسة و هاذي آخر سنة ما بغيت اخلص اففف
لفني عمي إتجاهه و كالعادة ابتسم وهو يقول : قمر
وضع ثغره بجبيني يطبع قُبلة قاسية حارقة دائماً ما يحرقني بها رغم فيض حنانه
وقف وهو يمسك بيدي لأقف وقفتُ معه
تقدمتنا أمي بخطواتها ناحية غرفة الطعام
بينما عمي وضع يده بكتفي يلمني له بنصف إحتضان وهو يبتسم بذات حنانه : الله يوفقك يا بنتي وتنجحي وتتهني بشغلتك
إبتسمتُ له : آميـــن
لفني قباله وهو يقول : اسمعي انهاري بقولك إنتِ و أمك حاجة شويا صعبة وانتِ يا بنتي ابغاكِ تتماسكي و تهدين أمك
عقدت حاجبها و بإستغراب : ايش هوا ؟
تقدمني بالخطوات ناحية غرفة الطعام ملبياً لهتاف أمي : جلااااال أنهااار يلا تعالوا الأكل بيبرد
مشيتُ خلفه وأنا غير مهتمة كثيراً بالأمر لأنه ليس لدينا شيءٌ نفقده سوى المال واظن أن مشكلة قد حدثت بالعمل ليس إلا
دخلتُ لأاجده يجلس على الكرسي قبال أمي و الخادمة تسكب من الطعام له و لأمي ولمكاني الشاغر
تقدمتُ لأجلس على الكرسي
قال عمي لأمي : غزال في شي بقولك ياه
قالت بإبتسامة أظهرت طقم أسنانها : قول حبيبي
مد يده ليمسك يد أمي و بهدوء : أسمعي حبيبتي لؤي الي كان زوجك السابق ماهر رحمة الله عليه معتمد عليه بالشغل واحنا اعتمدنا عليه احدى عشر سنة
طلع يلعب بحساباتنا وحصلت مشكلة ما بين شركتنا والشركات الي نتعامل معاهم بسبب السرقة الي هوا كان مسببها فأنا اشوف انو المفترض نخرجو من الشغلة لانو مو كفو
ولا هوا بمنزل الثقة
قالت بإبتسامة متشفية : حبيبي احنا لو طردناه مين بيحل مكانه انتا ما تفهم بأمور التجارة وهالاشياء وطرده بيكون خسارة كبيرة لنا
مسح على يدها بحنانه المعتاد : حبيبتي احنا نسكر الشركة ونفتح بدالها سوبر ماركرات كبيرة و بأكثر الأحياء يعني بحجم هايبر بنده فاهمة عليا
سحبت يدها من بين يديه وهو تسمك بالشوكة وتقول : خليني أفكــر يا جــلال هذا شغل و مستقبل مو لعب عيال
مد لي الملعقة وهو ينظر لها ويقول : فكــري زيما تبغين يا قلبي


************


هتفتُ : ريتاج , ريناد , لجين , بلقيس يلا غداااااا
قالت وهي تضحك : هههههههه هوازن يا اختي ترى حلقك بينجرح وانتِ تنادينهم عمهم ناجي جا ولا جا عمهم ما يشوفوا احد قدامهم
إبتسمتُ لها بود : شوفي انتِ زوجك ناجي هذا اذا جا وقت الغدا لا تخليه يقرب من العيال
قالت أختي عٌطرة تشاركنا الحديث : المشكلة كلهم يحبونه بنتي بلقيس و و لدي وائل و بنتك لجين و ريناد و ريتاج و ولدك رائد و مؤيد
ضربت صدرها وهي تضحك : هههههههه عشانه زوزي أنا احم
لكزتها أختي عطرة بمرفقها وهي تقوم من على الكنبة متوجهه لغرفة الطعام الملاصقة للمجلس الذي نقبع فيه : روحي انتِ وزوزك
مشينا خلفها ناحية الغرفة حتى نسمع خطوات مسرعة متجهة نحونا
نظرتُ للخلف لأجدهم ريناد و ريتاج يتسابقان إلى غرفة الطعام وكلاً منهما تدفع الأخرى حتى وصلا لنا بعد أن دفعت ريناد ريتاج و تقدمتها الخطى : ماما انا وصلت قبلها صح ؟
أخذت إبنتي ريتاج تسحب شعر ريناد : لا يا ماما انتِ شفتيها الغشاشة دفتني
جاءت بلقيس إبنة أختي عُطرة وهي تعلك وتقول : وييييعة على القرود
قالت ريناد وهي تخرج لسانها : ما القردة غيرك و إلا في أحد يعلك كذا " أخذت تقلدها وهي تعلك فاتحة ثغرها مع ظهور صوت أثناء المضغ و فرقعة اثناء النفخ "
قالت ريتاج توافق ريناد : زي الأولاد
كانت ستتحدث بلقيس إلا أن عُزوف قد قطعتها : بلقيس حبيبتي تعلك زيي
ضحكتُ بصخب : والله عادني كنت حقول انها زي خالتها طالعة
مشينا أنا وأختي عُزوف للحُجرة و بناتي ريناد و ريتاج وإبنة عُطرة بلقيس يتدافعون


*


*



جلبةٌ مصدرُها أصواتُ متفاوتة الأعمار سمعتها كالعادة وأنا بطريقي إلى مجلس الرجال دخلتُ ليقوم كل من وائل إبن أخي معن و مؤيد و رائد ابناء أخي الكاسر
بالسلام علي بمرحهم المعتاد
قال وائل : هه غريبة البنات تركوك بسرعة
قال رائد وعيناه بجهاز " الآيباد " : تلاقيه خسر باللعبة وهما سابوه خاينات البنات أنا أدرى فيهم
لكزه مؤيد وهو يغمر بغباء : ليه يا اخويا عشت قصة حب من ورايا و خانتك الحبيبة ؟!
رفع عينه دون رفع رأسه وهو يقول بإستخفاف : هه هه هه ما تضحك تافه يا خي
مشيتُ من أمامهم بعدما سحبتُ " الآيباد " من رائد
قال وائل : عمو عيب تاخذه كذا من رائد بلا حقوق الإستئذان
وضع رائد يده على كتف وائل ليقول : نعم لم تحافظ على حقوق الطباعة والنشر
قال مؤيد وهو يشاركهم دور الغباء : عمي إنك رجل لا إنساني لا تستحق لقب دكتور
قلتُ لهم وأنا منغمس باللعبة : الرد على السفهاء مذلة
فتح وائل فمه بصدمة : ماذا ياعمي وهل نحن سفهاء ؟
قال أبي عبد القوي قاطعاً حديثنا : متى يا ولدي تملي عيوني وعيون ميمتك وهالبيت بالبزارين
إلتزمتُ بالصمت و كأنني أصم لا أسمع






***************


وضع المسدس برأسي في هذا الحين لم يكن بعيني غير زوجتي هوازن و ابنائي
أغمضتُ عيني ويدي وقدماي مكبلتان ..
قال بحدة : بقتلك واشرب بدمك


************

إنتهى الجحيم

استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .



تايست likes this.

الشجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-14, 03:19 PM   #18

ام وزوجه

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 117937
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,614
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الاحداث اصبحت مشوقة اكثر
عرفنا اخبار البنتان لكن الولد الذى مع حمدان لم نعرف اخباره
ةاظن ان الثلاثة تؤائم اخوات البنات عطرة وهوزان وعزوف
ماحدص لناجى وهو صغير اظن انه اثر عليه ومن كلام عزوف اظن انه
ام يلمسها منذ تزوجوا لذلك لم يرزوقوا بابناء
ركاض المال افسده
عطره مالذى حدث بينها وبين معن قبل الزواج بيوم جعلها تصرخ بهذا الشكل\

من الذى كبل كاسر ووجه له المسدس
ننتظر تفسيرك للاحداث

تايست likes this.

ام وزوجه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-14, 02:16 AM   #19

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام وزوجه مشاهدة المشاركة
الاحداث اصبحت مشوقة اكثر
عرفنا اخبار البنتان لكن الولد الذى مع حمدان لم نعرف اخباره
ةاظن ان الثلاثة تؤائم اخوات البنات عطرة وهوزان وعزوف
ماحدص لناجى وهو صغير اظن انه اثر عليه ومن كلام عزوف اظن انه
ام يلمسها منذ تزوجوا لذلك لم يرزوقوا بابناء
ركاض المال افسده
عطره مالذى حدث بينها وبين معن قبل الزواج بيوم جعلها تصرخ بهذا الشكل\

من الذى كبل كاسر ووجه له المسدس
ننتظر تفسيرك للاحداث
اهلاً يا جميلة

إن شاء الله ستعرفي اخبار الولد بهذا الجحيم
ان شاء الله يكون تقعك صائب
و ايضاً اتمنى ان يكون توقعك بشأن ناجي صحيح
ركاض ستتعرفي عليه قريباً بإذن الله تعالى
و هذا السؤال ستجيبك عليه الأحداث

أنرت ِ

تايست likes this.

الشجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-14, 02:26 AM   #20

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أوليس النسيان


أواه ياقلباً جثى للماضي تحسراً
أواه يا عقلاً على أسياخ الحاضر متقلباً
أواه يا عيناً إمتدت للمستقبل طالباً
ندمان أنا حقاً
و أسعى للنسيان

النسيان وفقط

خمسة حروف تكللت بها معانٍ عدة
بالنسيان نطمر الماضي بألمه
نعيش لليوم اليوم وفقط

كن أبن ثوانيك دقاقئك و ساعاتك
وعش لليوم


إهـــــــــــــــــداء لكم جميعاً ومن بخلف الكواليس ومن هم يتعاملون بالصامت

الجحيـــم
( 5 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




إنتهى الجحيم

استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه



تايست likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 27-06-14 الساعة 10:23 AM
الشجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.