آخر 10 مشاركات
عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          أنا و زوجي و زوجته (1) سلسلة علاقات متشابكة *مكتملة * (الكاتـب : صابرين شعبان - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل]مأساتي حيث لا يوجد حل / للكاتبة /سماء صافيه/ فصحى(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          تــــــــوأم الـــروح *مكتملة* (الكاتـب : small baby - )           »          127 - الدموع البيضاء - ربيكا ستراتون (الكاتـب : PEPOO - )           »          بركة الدار - (96)نوفيلا- بين جنون العشق وجبروت القدر - سما صافية*مميزة*كاملة&الرابط* (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-14, 03:33 AM   #21

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أتدري أين السعادة ؟



ترفع رأسك لمن أعلى فترى أنك الأقل
ألم تحاول إخفاض رأسك لأسفل لترى أنك الأعلى
فينطق لسانك الحمدلله
فترضى نفسك
و ترضى بما قسمه الله لك
إذاً فأنت راضي بالقدر
ومن رضى به
آمن بالركن السادس من أركان الإيمان " الإيمان بالقدر خيره وشره "
و مادمتُ مؤمناً فأنت لله قريب
و مادمتُ قريباً فأنت سعيد
سعيد لأنك قنوع

" و القناعة كنز لا يفنى "




الجحيـــم

( 6)


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **






دخلتُ إلى حجرتي بتعب وانا امسح عرقي الجو شديد الحرارة لم أستطع إكمال محاضرتي أشعر بالأرق
تقدمتُ للسرير بعباءتي فليست بي قوى لأن أخلعها
ما إن تقدمتُ حتى أرى و رقة بيضاء مطوية قد رُميت بالسرير
لم أهتم و تمددتُ بالعرض بالسرير ومن ثم مددتُ يدي إلى الورقة البيضاء لأفتحها بوسعها
كُتب بها بخط راقي محترف : ســــــلامتك من الأرق
وخُط بالأسفل بخط صغيرٍ للغاية : يوم 1 : النقاء - اللون الأبيض
عقدتُ حاجبي بإستغراب فمن ذا الذي يعلم بأرقي ؟ !
هل من الممكن أن يكون ذاك المعتوه !
فتحتُ حقيبتي السوداء التي قد رميتُها بجانبي لأخرج هاتفي لكن توقفت يدي عند ورقة حمراء مطوية بنفس ذاك الطي
وكأن آلة ما قد طوتها بهكذا ترتيب
أمسكتُ بالورقة لأفتحها
كُتب بالورقة بنفس الخط الراقي المحترف : بقفـل بوجهك
توسعت عيناي بدهشة كيف علم أني سأتصل ؟ ! وما هذا الرد الوقح ؟
خُط بالأسفل بذات الخط الصغير : يوم 1 : التساؤل - اللون أحمـر
أمسكت بالهاتف لأتصل برقمه بآخر مكالمة واردة فإذا به يعطيني " مغلق "
إذاً هو المعتوه مالذي يريده مني ؟
و كيف وصل إلى حجرتي ؟ ! و ايضاً حقيبتي !
عندما خرجتُ للجامعة لم يكن بالحقيبة هذه الورقة
ليست بي قوى للتفكير مطلقاً
سحبتُ وسادتي وضعتها تحت رأسي وذهبتُ في نوم عميق .



***


وقفتُ بمركبة " الشرطة " جانباً وانا انظر لهم من زجاج النافذة ومن ثم أعدتُ انظاري له : لا ما ينفع يا أحمد
نظر إلي بحيرة : طيب ايش تبغى يا الكاسر هذولي بلا هوية
أعدتُ النظر لهم و شيئاً بقلبي يهتز حزناً وشفقةً لحالهم : مدري يا احمد احسهم مجبورين على الجلسة هنا انا ما بمسكهم انت خلي الشغلة علي وما بتشوف الا الي يسرك
هز رأسه بإستياء وهو يقول : تحب تجيب الشقى لنفسك يا اخوي
إبتسمتُ له : ياخي فيك كسل وبعدين انت ليش شايل هم قلتلك خلي الموضوع علي
إرتشف من كوب النسكافه قليلاً وهو يرفع بيده الأخرى ريش التكييف : و ليش ما تمسكهم وتستفسر منهم
حركتُ المركبة لوجهةٍ أخرى : انت انسى السالفة وخلنا نكمل شغل و اصلاً ما بقى شي على اذان العصر


***


خلع الثوب وعلقه و بقي بـ " فلينته و سرواله " ليهتز هاتفه بصوت رنين خافت
أدخل يده بجيب ثوبه المعلق ليخرج هاتفه و يبتسم بسرور ولكنه بالرغم من غزو الفرح ملامحه إلا أنه لم يرد
لم أهتم لأمره وعدتُ أنظر إلى كومة ورق الإختبار التي تحتاج إلى تصحيح
تحرك بخطواته مبتعداً عن العلاقة إلى السرير إلا أن هاتفه عاد للرنين تارةً أخرى غير وجهته إلى ثوبه ليخرج الهاتف
و تتسع إبتسامته شيئاً فشيئاً
توجهه للسرير وهو يقول بعدما رد : وعليكم السلام ورحمة الله
عدتُ إلى الورق وأنا أحاول تجاهل إبتسامته التي تزيده رجولة , إبتسامة عشقتها قِدماً , إبتسامة أحاول ان أكرهها ولا أستطيع
و هل يقدر الحبيب على بغض شيئاً بحبيبه ؟
ضحك بصوتٍ عال أرغمني أن أرفع رأسي لأنظر إلى ثغره المفتوح بوسعه : ههههههههههههههههههههههههه هههه والله مدري عنك يا ركاض انت رايح تدرس ولا تستهبل
إذاً يحادث أخاه الصغير " ركاض " الذي قد رحل , مضى وسار إلى الدراسة العليا بمصر منذ ستة أعوام
حدقتُ به مطولاً شعر أسود متوسط النعومة , عينان سوداوتان حادتان , أنف ذو فتحتين مرتفعتين , حبة خال غطتها شعيرات ذقنه
أتذكر قبل أن يحدث ما حدث قبل زواجنا بأسبوع

طلعتُ للدور الثالث قاصدة حجرته و أنا ألتف برأسي وجسدي يمنةً و يسرة خوفاً من أن يراني أحد أخوته فنُمسك بالجرم المشهود
بالرغم من أني بهذا الحين كنتُ حلاله و هاء الغيبة غائبة واقعياً فأنا حلاله , ملكه , حقه
بالماضي وفقط اما بالحاضر فهو قد تخلى عني و رمى بي بالضريح و بالرغم من حبي الصادق لك إلا أني لا أستطيع مسح كرامتي لسموك
قد كنت تدعي الحب حينما كنت تمسك بذاك الحبل الملتف كالجديلة بطرف وامسك أنا بالطرف الآخر والإبتسامة لا تفارق أحدنا
تحت إبرام بالحب
كان صادق من طرفي فلم يفلت الحبل
وكاذب من طرفك ففلت الحبل
رأيتك حينها واقفاً عند باب حُجرتك تنتظرني و أنت أيضاً بك كمٌ من الخوف بتقليدك تصرفاتي تنظر يميناً فشمالاً
و صلتُ لك لتبتعد عن الباب و أدخل فتدخل خلفي وتغلق الباب ثلاثاً وأنا أُعطيك ظهري
تقدمت نحوي و أنت تضع يدك بعلامة ضرب أمام صدري وعنقي لتجرني إلى ظهرك تهمس بزلال كلماتك بذاك البيت الذي اعشقه و ادعيت انك أيضاً تعشقه : لا تعجَبي من صباحٍ فيه فُرقتُنا بل اعجبي من مساءٍ فيه نتّحدُ
ليس بزلال كلماتك إنما بزلال الكبير " غازي القصيبي " و لا هو بزلال إلقاءك أي صفاء قد يكمن بك ؟ ! كنتُ فيما مضى اظنك كصفاء اللبن الأبيض الذي يخرج من بين فرثٍ و دم لكن بحقيقة الأمر أنت لست سوى فرثٍ و دم
به من الترسبات كميات كثيفة و أنا اللبن المصفى الذي قد اختلط بفرثك و دمك
رددتُ البيت خلفك بصوت عذب يتدثر بالحب : لا تعجَبي من صباحٍ فيه فُرقتُنا بل اعجبي من مساءٍ فيه نتّحدُ
أخفضت رأسك لتلامس وجنتُك وجنتي فتمر بلحيتك لأعلى وجنتي وأسفلها همست : آه يا حلو هالصوت
قلت لك وانا أرحرك رأسي بعيداً عن لحيتك وقد ظهر بصوتي الإنزعاج : معن ذقنك يحكني
ضِغِط بوجنتك على وجنتي وأنت تضحك بمرح ألهذه الدرجة يسعدك تعذيبي ؟! لِم لم ألحظ حينها ؟ كنتُ بغفلة الغرام أغرق
أضعتُ المرفأ أحد عشر سنة جراء غفلتي , ضلالي , سكرتي
قلت لك متذمرة و متضجرة : معــــــــن والله يحك
دفعتني حينها عن صدرك بقوة وأنت تتصنع الزعل وقد قوست ثغرك و زممت شفتيك رافعاً أحد حاجبيك : لهالدرجة ما تتحمليني أجل لا تزوجنا يا وحشة ايش بتسوين فيني
وضعتُ يدي بخصري وخصلات شعري تتمرد لتسقط على عيني فتصنع غشاوة تمنعني من الرؤية السليمة قلت لك بدلع : الحين انا وحشة عوني
اعطيتني ظهرك وقد ظهر بصوتك زعل فعلي : ايه عونك تلعبي بي بهالكلمة
إقتربتُ منك لأتمرد و احتضنك من ظهرك في محاولة لإرضاء سلطانك : عوووووووني و الله آسفة
وضعت يدك فوق يدي التي تضمك لتبعدها بقوة وأنت تتجه لسريرك وتستلقي تعطيني ظهرك وتتركني بحيرةٍ من أمري
إقتربتُ بخطواتٍ مترددة منك خطوة تعقبها خطوة حتى أجلس بطرف السرير بجانبك وضعتُ يدي بكتفك : خلاااااص عاااااااد معن والله ما كنت اقصد
لم تلتفت لي إطلاقاً فوضعتُ رأسي بكتفك و برجاء : معن والله آسفة
قلت بصوت وكأنك به تكتم ضحكتك : طيب بشرط
ابعدتُ رأسي عن كتفك و انا اهزك من جنبك بحماس : ايـــــــــش شرطك
ابعدت يدي عن جنبك لتتوكأ بيدك على مرتبة السرير ومن ثم تجلس قلت بإبتسامة متشفية : تحلقين لي
جحظت عيناي صدمة من طلبك الذي لم أتوقعه البتة ومن ثم ضيقتها وأنا أميل بفمي جانباً : ايش هذا الطلب وبعدين من قلك اني اعرف احلق
رجعت بظهرك للخلف حتى تصطدم بخلفية السرير و شبكت يديك ببعضهما واسندت رأسك عليهما كالخدادية قلت وإبتسامة تداعب شفتيك : خلاااااااص ما برضى عليكِ الا يوم زواجنا
كتفت يدي ناحية صدري وأنا أزم شفتي واخفض حاجبي : معـــــــــــــن ترى والله الموضوع ما يستحق كل هالزعل
قلت وانت تتلاعب بحاجبيك : عشان ثاني مرة ما تتكلمين علي يلا قومي فزي وادخلي الحمام اكرمك الله بتحصلين معلق على الجدر سلة الرف الثالث منها فيه شنطة صغيرة لونها رمادي فيها عدة الحلاقة وجنب الشنطة بتحصلي الرغوة جيبيهم وتعالي يلا
قمتُ من على السرير وانا اتحلطم وصوتك الضاحك يملأ الحُجرة برنينه ُ
دخلتُ إلى دورة المياه " اكرمكم الله " ولم أستغرق وقتاً بالبحث عن السلة فقد كانت أمامي مباشرة إقتربتُ منها و رفعتُ أصابع قدماي لأعلى و مددتُ يدي حيث الرف الثالث لأسحب كل مافيه
ولم يكن به أصلاً غير الرغوة و الحقيبة حملتهم وخرجتُ إلى الحُجرة
تقدمتُ منك و أنت تنظر إلي بعينين يحتويهما المرح
وصلتُ إلى السرير لأجلس بجانبك وانا أقول بغير رضى : يلا اعتدل ولا كمان ما تعرف تجلس زين
إعتدلت بجلستك وأنت تقول : أشوف القمر زعلانة
أمسكتُ إبتسامتي وأنا افتح الحقيبة التي بها مقص , موس , مكينة حلاقة , ملقط
أخذتُ الرغوة رششتُ قليلاً منها بيدي اليمنى توكأت على السرير بركبتي أصبحتُ أمامك تماماً لا يفصلنا شيء
حبستُ أنفاسي بشدة و رائحة عطرك تتغلغل في ثيابي وزعت قليل من الرغوة على لحيتك وما أن وقعت عيناي على عينيك الحادتين
حتى أبلتع ريقي و أغمض عيني بشدة و رعشة تسري بجسدي
مددتُ يدي وانا مغمضة العينين إلى وجهك لأدهن لحيتك فإذا بها يدي تقع على عينيك
فتحتُ عيني بوسعها وانا اضع يدي بفمي و بتوتر : آ آ ماكنت أقصـ
لم ألحق ان أكمل كلمتي حتى تسحبني إليك بشدة و عينك التي بها الرغوة مغمضة و الأخرى مفتوحة
مددت يدك خلفي لتأخذ الرغوة
رفعتُ لساني لأعلى لأوقفك عن فعلتك لكنك لم تأبه
و وضعت من الرغوة بعيني
قمتُ من على صدرك وانا امسح على عيني التي أحرقتني
و انت تضحك بشدة وتمسح من الرغوة على شعري
سحبتُ الرغوة من بين يديك بغفلةٍ منك لأسكب منه بشعرك
ضحكت بصوت عالي للغاية
بينما أنا ركضتُ مبتعدةً عنك
في ذلك اليوم رأيتُ حبة خالك التي أصبحتُ أحلم أن ألمسها أي حب قد أحببتك ؟ كيف أحببتك و أنت تهوى تعذيبي و تجريحي
قبل أن أقوم بتثريبك , لومك , عتابك يفترض أن اضع اللوم على نفسي نعم فأنا من صدقتك انا من نسيت أفعال أباك لتنالك
أعترف حقاً بهزيمتي أمام سلطانك و فخامة طغيانك

إنتفض جسدي بشدة من صوتك المفآجأ : مضيــعة حاجة بوجهي
أنزلتُ أنظاري إلى كتابي و شيءٌ من حس المناكفة اجتاحني أشعر أن بي طاقة قوية لإستفزازك و إخراجك عن سيطرتك لن أدعك تبتسم و أنا أموت شجناً
قلتُ وما زالت انظاري موجهة إلى ورق الإختبار بتساؤل غبي يستفزك : امم ذا ركاض ؟
وصلني صوتك وانت تقول بلامبالآة وكأنك قد فهمت غرضي من السؤال : ايه و خليكِ بورقك
رفعتُ أنظاري عن الورق وانا أحرك القلم الأحمر بالهواء لليمين والشمال و أرفع حاجبي : امم تصدق ذا اخوك شكله كذاب معقولة ستة سنوات بمصر بس عشان يدرس هندسة ما تحسها كبيرة
قلت و أنت تقلب بهاتفك : وين تبين توصلين له ؟
ذكي يا " معن " لطالما امتزت بالفطنة و أمتزت بغبائي أمامك وحدك
أكون أمامك أضعف وأغبى مما أكون دوماً وتكون امامي أقوى وأذكى مما تكون دوماً
انا زرعتُ بضعفي ريحاً وحصدتُ عاصفةً قاتلة
كنتُ بلهاء حينما تقبلتُ تقلباتك و مزاجاتك المعكرة كنتُ أميل بطرقك الوعرة لأنالك
و على الرغم من سلسبيلي الممهد لم أنلك إطلاقاً
وضعتُ القلم على الطاولة و ببرود مغلف بكلمات مستفزة : لا يعني ممكن يكون تزوج له وحدة وعايش حياته وانتوا هنـ
قطع علي بصوت دوي أنكتم بين اسنانه : عُطـــــــــرة اتقي شر الحليم اذا غضب لا تخليني اقتلك بيديني
تقتلني ! عجباً لأمرك تريد قلتي وأنا قد قتلتُ منذ شهر عسلي عندما زففتني للأجداث بكفني
لا أجد للحياة مذاقاً غير المرارة أتعرف لون المعروضات قديماً بالتلفاز لونها رمادي أنا أرى الدنيا هكذا
أ وريتني , ألهبتني بقداحتك و بنزينك بعدما طعنت بشرفي و شككت ببرائتي و وصفتني بـ " زبالة رخصية المعدن "
إلتزمتُ بالصمت فمهما تظاهرتُ بالقوة أنا أعلم بخلجاتي أني ضامرة تحت وطأة طغيانك .


***

رجع من المسجد بعدما إنتهى من صلاة العصر إبتسمتُ له و هو يتقدم الخطوات نحوي ليجلس بجانبي و يقول بجدية : حبيبتي غزال فكرتي بموضوع الشغل
نظرتُ إليه واخذتُ أحرك بخرزات السبحة : والله يا جلال انا صليت استخارة و ارتحت للفكرة خلاص بيتم تغيير الشركة لعدة سوبر ماركرات
لمّ كتفي بيديه وهو يقول : متأكدة
هززتُ رأسي بتأكيد : ايه مثل ماني متأكدة انك قدامي
قبلني برأسي وهو يقول : اذاً توكلنا على الله


*

*

كنتُ أرتب شعري بالمرآة وأفكر بذاك الأحمق المعتوه ما الذي يريده مني يا ترى ؟
فتحتُ أول أدراج " التسريحة " لأ أخذ " طوق شعر " استوقفتني ورقة خضراء مطوية بذات الطي المرتب , المنتظم
مددتُ يدي لأأخذها بتوتر وخوف مما قد يوجد بداخلها فتحتها لأجد بقلبها مكتوب : اتصلي
وخُط بالأسفل : يوم 1 : التأكد - اللون الأخضر
نظرتُ إلى هاتفي المستقر فوق التسريحة بحيرة من أمري هل أتصل لأتأكد ما إن كان هو بالفعل أم أنني سأندم ففي العجلة الندامة ولكن بحق أنا بحيرة من أمري
أهتز هاتفي وضوء قد صدر منه يعلن عن وصول رسالة
أمسكته نظرتُ إلى الرقم لا يشابه رقم المعتوه الذي قد حفظتُه عن ظهر قلب
فتحتُ الرسالة و رجفة بغير إرادتي تسري بيدي : لا تفكري كثير
و خُط بالأسفل : اليوم 1 : الحيرة - اللون بني كثيابك .
نظرتُ إلى ردائي عبر المرآة و أنا أضع يدي بقلبي بخوف
استدرتُ بجسدي بكل الإتجاهات و أنا أمسح الحُجرة بعيني كيف علم بلون ردائي ؟ من هو هذا المجهول ؟ مالذي يريده مني ؟
أسئلة لا متناهية لم أفكر كثيراً و أنا أتمسك بالهاتف لأدخل إلى برنامج نبر بوك للجالكسي ثوانٍ معدودة ليظهر لي الإسم " بدون إسم "
إذاً إسمك " مجهول " بالتالي لست المعتوه
ما الذي تريدهُ مني ؟
هل أقول لعمي " جلال " عنه
لكن ستغضب أمي حتماً فهي دائماً تضع عمي خلف الكواليس الواقعية
لستُ أدري لماذا تفعل هكذا ولكن دائماً ما تحرص أن لا يعلم أحد بأن لي عم
و كأنها تخاف أن يضمحل عن مرأى عينيها
لستُ أريد أن أشغلكِ أُمي بأمور تافهة كهذه
و ايضاً عمي " جلال " ليس مكلف بي فهو ليس أبي وليس عمي بالفعل إنما اقول له هذا من باب الإحترام
هو مجرد رجل أمي قد عرضت عليه الزواج منها
أتذكر عندما كنتُ بالثانية عشر من عمري
قد إستدعت أمي " غزال " الخادمة حتى تنادي عمي " جلال " الذي كان يعمل سائق لدينا منذ صغري
جلست بالصالة بعدما إرتدت حجابها كامل بنقابها و قفازاتها التي لا تستغني عنها مطلقاً
دخل إلى الصالة مطأطأً لرأسه وهو يقول بإحترام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ردت أمي السلام كامل وعيناها بالأرض و أردفت : تفضل أخوي
تردد هو بالجلوس و أصابعه متشابكة ببعضها
أعادت عليه ذات الكلمة وعيناها لا زالت بالأرض : تفضل
جلس بعد تردد كبير ظهر بتصرفاته
قالت أمي و قد ظهر بصوتها نبرة كسيرة متقطعة: اخـ..وي الله يسـتـ..ر عليـ.. ك انت مسـ..لم ولـ..د بلـ..دي و انا والله من خوفي على بنتي
ومين بيرعاها اذا اخذني الموت
قال عمي " جلال " مقاطعاً لحديثها : عمرك طويل يا عمة
قالت أمي بتردد وقدماها تهتز بتوتر واضحاً : ابغاك زوج لي على سنة الله و رسوله
آنذاك كنتُ أقف تحت الدرج أرآهم ولا يستطيعون رؤيتي و ضعتُ يدي بثغري أكتم صرخة كانت ستخرج رغماً عني
بينما عمي " جلال " وقف من على الكنبة وهو يحك رقبته بإضظراب فهو لم يتوقع لوهلة أن أمي المليارديرة تعرض عليه الزواج منها هو وحده دون غيره
صُدم و تفآجأ كما تفآجأتُ تماماً
قالت أمي تهدأ من الجو اللاساكن : انت فكر يا جلال زين و ردلي خبر وحتى لو ما وفقت بتضل سايق هنا ومعاشك ما بيتغير
مشى مبتعداً عن المكان وهو يقول بذات إحترامه : طيب طال عمرك
خرج من القصر و أمي خلعت حجابها وهي تمسح وجهها بتوتر
بينما انا دخلتُ غرفتي أنتحب بكاءً فقد كنتُ مستنكرة فعلة أمي
ولكن الآن قد أدركتُ أنك يا أمي من أكثر الأمهات حناناً فيض حنانك لا يمكنني أن أجزيك به بهدايا الدنيا كلِها
فعلتِ هذا من أجلي أنا
إذاً لن أشغل بالك علي إطلاقاً .




***





كنتُ منغمسة بالتنظيف مع الخادمات لكن صوت رنين هاتفٍ ما استوقفني
امسكت أحد الخادمات الهاتف وهي ترفعه للأعلى وتقول : هدا زوال بابا نازي
قلتُ لها وانا ارفع يدي للأعلى وامسح عرقي بكُم ردائي : هاتي اشوف
تقدمت مني وتقدمتُ إليها إلى أن تقابلنا بمنتصف المجلس الواسع أخذتُ الهاتف من يديها و أنا على علم أني لن أستطع قراءة الإسم
لكن كيف أقرأ الإسم وأتهجأ حروفه وحروفه قد إنغرست بأعماق قلبي
مؤشرات نبض قلبي لا تكهن بخير و أنفاسي في حالة يرثى لها يضوي الهاتف بإسمك " ركاض " و ينطفىء العالم من حولي
ضغِطُ على الرد بلا إرادة مني و وضعتُ الهاتف بإذني وأنا ملتزمة بالصمت
وصلني صوتك وانت تهتف بحماس : نااااجي يا الدوب ما وحشتك ؟
أغمضتُ عيني بقوة وأنا أقبض على يدي نبرة صوتك يظهر بها الفرح أسألك بالله كيف تفرح و أنت ظالم لم تنصفني ؟ كيف تنعم بالوسن بدجى الليل وهناك من يبكيك يدعي عليك فيستغفر يخاف عليك أن يصيبك مكروهٌ ما فهو مظلوم ودعوة المظلوم مجابة
لكن أظل أنا الحمقاء لأني صدقتُك وعصيتُ ربي وأنا على علم بأنه المهيمن الرقيب و ماذا أفعل و قلبي يكاد ينطق بحبك ؟!
و دماغي لا يزاول إلا إسترجاع ذكرياتك , عيني ترى سواداً من بعدك رغم أنك السواد دون غيرك
صرخ بصوت عالٍ : نااااجي يا واد وينك يا رجال ؟
صوت لحق صوتك تردد صداه بأذني صوت أنثوي بلكنة مصرية يقول : روكي مش حتيجي بئى
اتبعه صوتك خفيف عابر تبتر كلماتها : اشششششش
أنزلتً الهاتف عن أُذني بخيبة أمل كبيرة الآن لا يوجد بصيص أمل أعيش عليه و أنتظر الغد المشرق لعوب يا " ركاض "
لم تُحبب أياً منا و يبدو أننا جميعنا قد وقعنا بفخك لكن قد كان النصيب الأكبر لي لأنني اكثرهن غباءً حينما صدقتُك
و بنيتُ عمراناً طويلة شاهقة بكل طوبة بها قصة حب هدمتُ بلحظة من أعلها لأسفلها كأنما تاجر قد فقد أمواله بليلة واحدة فدخل بغيبوبة مغمض العين
يُحس و يشعر بالجمادات من حوله ولكن دون التمكن من رسم التعابير بمحياه لكن ما يفرق بالأمر أني لا أجيد أبجديات الأحاسيس والمشاعر دونك
و كأني قد خلقتُ لأبث لك إحساساً و تبث لي نزغة ترهقني
أغلقتُ الهاتف و وضعته بمكانه غير مبالية لأي شيء خرجتُ من الحُجرة أركض إلى حيث لا أدري .



***





خرجتُ من جانب المحل " تاج توج , توب تن " بعدما أُوصدت الأبواب التي يقبع بجانبها الأمين مبتور اليد منكوس الرأس إستجابة للنداء الرباني بغروب الشمس
رميتُ فوق جسده الممدود بالأرض مالاً
ليمسك هو بالمال و يرفعه أمام عينيه التي توسعت شيئاً فشيئاً
رفع عينه بسرعة قصوى لي خشية أنا أذهب دون أن يرى ماهيتي قال بكلمات مبعثرة : آآ .. استاذ .. انت عطيتني مية
إبتسمتً له إبتسامة متشفية و بتأكيد : ايوة
رفع المئة لأعلى يمدها لي وهو يقول : بس مية كثيرة
جلستُ بالأرض مقابله تماماً مددتُ يدي لكتفه أطبطب عليه : ماهي كثيرة عليك
حك أذنه بشيء من الحيرة وكأنه لا يعلم ما يقول فيتخبط بحديثه : آ .. مشكور انا ما قد شفتك هنا
بذات الإبتسامة : لا تخاف بتشوفني كثير انا اسمي الكاسر وانت ايش اسمك
إبتلع ريقه وقد اصدر صوت خفيف وهو يلتف برأسه وكأن به يبحث عمن معه من المبتورين
قلتُ بتؤدة : خلاص مو لازم أعرفه
قمتُ من على الأرض مبتعداً عنه
و أنا أستمع إلى صوت دعائه .



***



تراجعتُ بخطواتي خلفاً خطوة تلحقها خطوة ومن ثم جريتً بالدرج و غشاوة من الدمع تغطي عيني
وضعتُ يدي بثغري أبتلع شهقتي و أكتمها , اخنقها مع بقية شهقاتي الماضية
هل هذا هو نهاية المطاف الخسارة وفقط أحد عشر سنة لم أكسب بها أي شيء يذكر
يقال الصبر مفتاح الفرج أين الفرج بربكم ؟ ! انتهى كل شيء قبل أن يبدأ
أرأيتم دراما بنهاية دون بداية ؟ ليست إلا دراما الواقع الذي لم يكن ابطالها المقلدون للواقع بل كان ابطالها الواقع بحد ذاته
دخلتُ للحُجرة وأغلقتُ الباب ثلاثاً نزلتُ بجسدي أرضاً أجهش ببكائي
أتلعم يا " ناجي " منذ أن تزوجتك لم أعرف الحياة بلا سائل أجاج يسمى " دمعاً " و كأنك تزوجتني لتبكيني ولأخضع لك متقبلة ما شوزيتك
اتعايش قصة حب سرمدية بمحاولة لجعلها قصة حب بنهاية سعيدة بعيداً عن سادياتك
و لكن فشلت ما يحبط بالأمر أني فشلتُ بكل شيء و نجحتُ باللاشيء سوى الفشل فقد أخذتُ به أولى المراكز واعلاها
فشلتُ كطموحةٍ لخدمة وطنها , فشلتُ كأنثى جذابة المظهر , فشلتُ كزوجة , كأم
كيف سمح لك قلبك أن تستغني عني بهذه القسوة والبرود
لماذا أنا قبيحة لهذه الدرجة لماذا يا إلهي ؟
لمااذا لم أكن بجمال أخواتي عُطرة و هوازن ؟
لن أُغلق أبواب سعادتك مطلقاً سأجعلك ترنو فرحاً و إن كلف هذا موتي ألماً
تزوج يا " ناجي " لن أردعك
يقال بأن من بذور الحب غيرة
و أُفسد مقولتهم بأن الحب عطاء
فلو عاش محبوبك سعيداً فأنت حتماً ستكون أسعد .



***




تراجعت قبيلتنا كثيراً عن السابق فقد فقدت أكبر شيوخها و داعياتها " ابو اصلان " و " عبد القوي " اصبحت القبيلة خاوية
افتقدتُ كثيراً صايمة و ساجدة الأمر الإيجابي الوحيد الذي قد حدث في غياب الشيخ " عبد القوي " أن القبيلة قد تركت تخريفات
و أباطيل عقولهم فلم يعودوا لوأد البنات كالسابق بل إن حال المرأة أصبح كالرجل لها الحق أن تعيش , تترعرع بين امها و ابيها , تكبر حتى الزواج والموت
لم يصبح بالقبيلة شيخ كبير يرأسها أصبحت متسيبة كثيراً عن الماضي فليس بها من يتولى المسؤولية لذالك قد كثرت الجرائم التي توجد بالمدن سرقة , اغتصاب وما إلى آخره
وكأننا في مدينة مصغرة الحجم أفتقد قبيلتنا حتى وإن كان بها ما كان من ظلم وجور و دهس للنساء فقد كانت آيات الله القرانية تصدح بالمنازل وما أن ينادى للصلاة حتى يُهُم كل أفراد القبيلة لتلبية النداء
صغارها و كبارها أما الآن فالحال يرثى له إسلامنا لم يعد له مذاقه الحلو فقد غرق في لُج معاصينا ينادى للصلاة فلا يتشكل بالمسجد إلا صفاً واحد فقط
لم تعد القلوب تخاف الرب لقد كنا و فقط في معصية وأد البنات وإتباع ضلال الجاهلية و الآن شططنا بحدود الدين شططاً
تلفاز مثلما يوجد بالمدن يوجد بقبيلتنا يعرض به من المجن ما يعرض نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة يتمخطرن في مشيتهن
و رجال أعينهم تجرد النساء من ردائهن لشدة إختراقها فلا غض للبصر
أين الحياء يا أُمة محمد ؟ أين الحياء هداكم الله ؟
إني والله ليقشعر بدني بدجى الليل باكية دموع مصقلة تعلن عن خشيتي وخوفي منك إلهي
ساجدة لك ربي أدعي لنفسي بالهداية ولهم
لا نريد تطوراً يجعل قلوبنا تتحجر عن ذكرك لا نريد عقولاً تتبختر بما صنعته و تنسى بأنك إلهي خالق العقل
أغمضتُ عيني بشدة أتراجع بعقلي للوراء لأيام الصفاء والنقاء و القرب من المولى جل وعلا
لن أتقدم فتقدمي خسارة لديني
و لن أتأخر فتأخري تتبعاً للجاهلية
ولكن سأبقى أنا على الكتاب و السنة ملتزمة
خرجتُ بعدما إرتديتُ عباءتي الوسيعة التي تغطي الكتف مع الرأس و أحكمت ربط الخمار لبستُ القفازات يمنة ويسرة وحتى بأقدامي إرتديتُ جوارب سوداء كالعباءة
رأيتُ سيارة زوجي حمدان ذات الطراز القديم تقف جانباً مضيتُ إليه فتحتُ الباب لأجلس و أُلقي السلام كامل
ليرد هو السلام كامل و أردف : تحملي المشوار من هنا لجدة 703 كيلو يا عُشبة
هززتُ رأسي بهدوء وأنا أقول : الله يعين
و قلتُ بين خلجاتي دعاء السفر " "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،{سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} "اللهم إنا نسألُكَ في سفرنا هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعْثاءِ السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل" وإذا رجع قالهن وزاد فيهن "آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون"





***



الساعة الحادية عشر ليلاً عدتُ من مركز الشرطة وما أن توجهتُ بخطواتي إلى المجلس الذي يقبع به ابنائي و ابناء أخي " معن " دائماً
و بإقترابي من الباب وصلني صوت مزامير الشيطان فتحتُ الباب لأرى عينا ريناد تتسعان و هي تشير للبنات بمعنى " وقفوا رقص "
وقفتُ عند الباب دون أن أُصدر أي صوت بينما الفتياتُ انتبهن لوجودي
بخطواتً سريعة توجهت بلقيس للإستريو لتغلقه
بينما و قفت ريناد وهي تحك رقبتها بتوتر وبجانبها لجين وهي تكتم ضحكتها و ريتاج مخفضة رأسها للأرض
إبتسمتُ لهن وانا أقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حتى يردن السلام كامل بأصوات خافتة متفاوتة
تقدمتُ إلى إحد الكنبات لأجلس و أشير إليهن ليقتربن اتجاهي
جلسن حولي على جانبي الأيمن ريناد و لجين والأيسر بلقيس و ريتاج
أرحت يدي اليمنى على كتف ريناد و اليسرى على كتف بلقيس و بهدوء : ليش يا بناتي كذا ؟ ليش تسمعون أغاني مو أحسن لكم تسمعون قرآن ولا أناشيد ؟
إلتزمن بالصمت بينما أنا قبلتُ رأس إبنتي الكبرى ريناد ولحقته برأس بلقيس إبنة أخي معن
بنبرة لينة قلت : صح ولا غلط ؟
حتى تقول إبنتي لجين بصوتها الطفولي : صح بابا
لحقتها بلقيس وهي تقول بأسف : والله آسفين عمو الكاسر
رفعتُ يدي من على كتفها إلى شعرها أمسح عليه و برفق : بناتي لا تتأسفون ومين حفظت سورة الطارق اليوم تسميع ولا نسيتوا ؟
قلن بأصوات متفاوتة وقد ظهر الحماس فيهن : انا .. انا حفظت . سمعني أول .. لا أنا اول
بينما وضعت إبنتي ريتاج يدها بفمها وهي تقول : بابا انا نسيت
إبتسمتُ لها : طيب يا بابا انا بروح ابدل و بسمعلهم كلهم وانتِ حاولي تحفظي لين اخلص
هزت رأسها بالموافقة وهي تقول : طيب
ركضت لخارج الحُجرة ولحقتها أنا امشي على مضض إلى الجناح
بينما أصوات البنات تصدح بآيات الله العظيمة


*


*


فتحتُ الباب بهدوء توجهتُ إلى حُجرة النوم لكن توقفتُ حينما سمعتُ صوت هوازن وهي ترتل آيات الله
غيرتُ وجهتي إلى المجلس لأجدها قابعة على سجادها بغطاء الصلاة
دخلتٌ بهدوء وتقدمتُ الخطى إلى أن أصبحت بجانبها إتضح لي دمعها المصقول
زهرة يا هوازن أنتِ لستِ كأي إمرأة لاهية بالدنيا عن دينها بموضة وصيحة
انتِ من إختارها قلبي وأحسن إختيارها فهنيئاً لي أنتِ
كثيراً ما أفكر و أقول إذا كانت الدنيا كلها أنتِ فكيف ستكون
فيجيب قلبي المتيم بحبك " طاهرة من كل دنس لن يكون بها أي شنظير "
أتعلمي يا هوازن أني أرى بعينيكِ نوراً ساطع وبكل حرف تنطقيه حكمة غزيرة لو وزعت على الأرض لكفتها و زادت
أجد بكِ روحاً حلوة و الجمال جمال الروح وهذا يكفيني
أشكر الله دواليك أن اهداني إياكِ
أتذكر يوماً سألتيني سؤالاً أغضبني

مسحتِ على شعري بيديك و قلتِ بهدوء ما قبل العاصفة : كاسري
لأجيبك وأنا أرفع عيني لرأسك المنخفض قبالة رأسي : يا قلبه
قلتِ بتردد : حبيبي انا ما اعرف اتزين زي الحريم ومافيني حاجة حلوة اذا تبغى تتزوج انا والله حصلـ
غضبتُ إلى أن زادت معدلات نبضات قلبي و ارتفع ضغط دمي بالإضافة إلى زيادة معدل الإدرينالين و والنورادرينالين قبضتُ على يدي بشدة وعقدة إرتمست بحاجبي لأول مرة كنتُ أغضب لهذه الدرجة
فلطالما كنتُ الصبور , الحكيم و المفكر بطريقة مثُلى لم أكن متسرع بقراراتي اطلاقاً بعكس أخي الأكبر " معن "
وقتذاك لو أن بيدي أنا أجمع الكون واعصره لعتصرته لكن هذا بيد الله الجبروت وحده
كيف لها أن تزوجني لغيرها
ألا تدري أنها أكبر طموحاتي و أحلامي ألا تدري أني دونها لاشيء
كيف لها أن تقول عن نفسها ليست بجميلة و ليست بقادرة على التزين وهي لا تحتاج للزينة أبداً
أُقسم بأنك بعيني أجمل نساء الأرض عيناك فضاء و اسع بنجومه , شعرك هو نشوتي بالحياة , و آه من ثغرك حكاية عشقتها منذ صغري
و رغم هذا كنتُ دائماً أتحكم بنفسي ولا أراكِ كما أراكِ وانتِ ملكي وحدي فلا بد من غض الطرف لتحاشي مقدمات الزنا والوقوع بالفاحشة والعياذ بالله
أكنتِ ستبيعيني لمن لا تستحقني ؟ !
حقاً حينها لم أفكر بشيء إلا أنكِ لا تريني فارس أحلامك الملائم الذي ترسمه كل فتاة بمخيلتها
انتشلتيني آنذاك من جنةِ قربك إلى جحيمِ بعدك بكلماتِك الهوجاء بهفوات لسانك وكبواته
أمسكتُ بساعِدك بقوة لأسحبك حتى تسقطي بصدري هززتُ جسدك بقسوة و صرختُ بصوتٍ عالٍ و لعابي ينفث مع كلماتي : مجنوووووووونة يا هوواااازن .. انتِ فاهمة ايش جالسة تقولين " صرختُ حتى انبح صوتي " فاااهمة
كنتِ رخوة , هشة بين يدي إحتضنتك بشدة أدسك بعيداً عن قسوتي التي لم يسبق لكِ وان رأيتها
أدسك بصدري خوفاً من أن أضركِ
فلا ملجأ لكِ غيري ولا لي بحياتي كنزاً غيركِ أنتِ ملاذي
قلتِ بصوتٍ آسف مكتوم لأنه تغلغل بصدري : آسـ....فـة
قبلتُ شعركِ وأنا أدفن أنفي به لتسجن رائحته بريئتي قلتُ بتهديد و تملك بذات الوقت : هششش يا ويلك يا هوازن مني ان عديتها يا ويلك
حينها انتحبتي بصدري وكأنك قد وقعتي بجريمة ما
سجينة وأنا سجانك
مذنبة وأنا ضابط أعتقلك
لأول مرة اكون ضابطاً بمنزلي
و لأول كره تبكي مني
و بين الأول و الأول نستهل قصة حبنا الأزلية التي لن تنتهي إلا بإنتزاع أرواحنا من أجسادنا فتبقى خاوية هامدة .




أغلقت مصحفها وهي تضعه جانباً وتنظر إلي بإبتسامة واسعة وذاك رداء الصلاة يحيط شعرها و لا يبقي إلا وجهها الصغير : حبيبي
بحب : عيونه إنتِ
قامت من على الأرض وهي تطوي سجادها : اليوم بنسمع للبزورة لا تكون نسيت
قمتُ من جانبها وانا اتوجه للباب : لا ما نسيت يلا تجهزي بننزل مع بعض نسمعلهم
وصلني صوتها بعدما اعطيتها ظهري : حاضر
مشيتُ مبتعداً حيث حُجرة النوم لأبدل رداء العمل ذا النجوم بما هو مناسب للمنزل .




***



دخلتُ إلى غرفة النوم لأاجدها مستلقية على السرير بعكس اتجاهي فلا أرى منها سوى ظهرها يبدو انها نائمة وهذا شيءٌ غريب بالرغم من أني قاسٍ معاها للغاية
لكن لم يسبق لي وأن عدتُ من العمل وهي نائمة دائماً ما تنتظرني لحين عودتي هل هي متعبة ؟
رميتُ البالطو المبسوط على يدي اليمنى بالأريكة وتقدمتُ الخطى ناحية السرير حتى أصبحتُ أرى ملامحها
مددتُ يدي إلى جبينها خوفاً من أن يكون بها حُمى لكن كانت حرارتها طبيعية
و الغريب بالأمر انها مستيقظة و لكن تدعي النوم ما بكِ يا عُزوف ؟
أغاضبة علي ؟
من حقكِ أن تغضبي فأنا اناني لدرجة أني أريدك ملكي ولا أعطيكِ حق الملكية
من حقكِ أن تزعلي فانا لا أستحقكِ أعطيتني الوفير واعطيتكِ اليسير
صبرتِ إحدى عشر سنة و غيركِ لن يصبر
وماذا كان جزاؤكِ ؟ لا شيء إلا كسر إنوثتكِ وفقط
أنتِ من أرق ما خلق الله عزوجل
أنتِ بهية الطلة , حسنة الخلق و زوجة صالحة
و ماذا أنا ؟ !
القاسي , الطاغي و المحطم
تشكين أنوثتكِ ؟ و لم تشكِ برجولتي الناقصة !
إحدى عشر سنة زرعتُ فيها بداخلكِ تحبيطاً وحصدتُ تمسككِ بي لإنكِ تخشين أن أطلقكِ فتكوني حرة ولكن لا يقبل بكِ أي رجل لأنك وكما أقول باطلاً أنثى ناقصة
أحبُ ذاتي لدرجة أني لم أفكر بكِ و لو لبرهةٍ واحدة
إقتربتُ منها قبلتُ وجنتيها هذه هي أقصى قدراتي وغير ذلك لا أستطيع لأني لستُ برجل بل بقايا رجل
إقشعر بدنك لقبلتي ومن حقكِ أن تقشعري فأنتِ غير معتادة
فليس من طقوسي تقبيلك كأي زوج فأنا مجرد مزهرية تضم بداخلها اعذب الأزهار فتذبل أزهارها وتبقى المزهرية جامدة
تذبلي بمرأى عيني و تنطفىء حيويتك وأنا جامد بارد
و ذنبكِ أني أحببتكِ



***



تركتُ ما بين يدي من صحون وانا اجفف يدي بالمريلة التي أرتديها فوق ردائي توجهتُ بخطواتي لخارج القصر
حيث بيتنا الواقع داخل أسوارهِ الشامخة , الشاهقة
وضعتُ هاتفي بجيب بنطالي من تحت مريلتي فقد هاتفني أبي " ظانع " وطلب مني المجيء
مشيتُ بين العشب الأخضر و نسائم الهواء الخفيفة تنعش جسدي الآن الساعة الواحدة صباحاً
أخذتُ نفساً عميقاً وفتحتُ الباب بالمفتاح لأدخل إلى " السيب " تقدمتُ الخطوات أكثر لأجده قابع بالصالة على الأرض
يرتشف فنجان قهوة و التمر أمامه
قبلتُ رأسه بإحترام فهذا أبي عزوتي و سندي
إبتسم لي وهو يقول : جلسي يا بنيتي بحكيك بموضوع
جلستُ أمامه بالأرض وأنا أبتسم بحب : سم يبه
قال وهو يخرج النوى عن قلب التمرة ويرمي بها ويدخل التمرة بفمه ليمضغها ببطىء : سم الله عدوك أنا لي فترةٍ طويلةٍ افكر بك يا بنيتي كانه مالك حد من بعدي وبعد وميمتك
قلتُ بسرعة ممزوجة بخوف : طول الله بعمركم يومي قبل يومكم إن شاء الله
قال وهو يسكب من القهوة بفنجانه : الأعمار بيد الله يا بنيتي شاورت نفسي كثير و شفت مصلحتك يا بنيتي بأنك تجذبي عبد القوي لك وتناليه
لم أستوعب للوهلة الأولى ما يهذي به أبي وما أن استوعبت حتى توسعت عيناي بصدمة نطقت و قلبي يهبط :أيــــــــــــــــــش ؟ !





***

إنتهى الجحيم


أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .

بالنسبة للموعد برمضان انا والله بحيرة من أمري هذا اولاً شهر عبادة وما يجي الا مرة بالسنة
وغير كذا احنا ببداية الرواية و بتوقفي عنها ممكن تنسون الأحداث لأننا ما لحقنا نثبتها حتى نوقفها
فبديهي للنسيان نصيب
و المشكلة ما اضمن نفسي هل اقدر اكتبلكم برمضان او لا
يعني تدرون رمضان طول الظهر والعصر بالمطبخ و يضيع المغرب بالفطور ومن ثم عبادة وشوي كذا
الا سحور فأنا والله بحاول اني اكتب إذا شفت انه ما يناسبني بغلق الرواية لبعد رمضان

أتمنى قراري يرضي جميع الأطراف .



الشجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-14, 02:35 PM   #22

نورالكون15

? العضوٌ??? » 149568
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 441
?  نُقآطِيْ » نورالكون15 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نورالكون15 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-14, 04:38 PM   #23

اخطار
alkap ~
 
الصورة الرمزية اخطار

? العضوٌ??? » 318618
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 32
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » اخطار is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

مرحباً أختي ...

أولاً اعتذر لتأخري في الرد ...

ثانياً ، بالنسبة للرواية ..

أتساءل إن ما كان تقدمك بالأحداث كثيراً لسبب مقنع ...

الأحداث كانت مثيرة للاهتمام و سريعة بعض الشيء ...

" معن " أظن بأن شخصيته تحتاج للكثير من الإمعان لنفهمها بحق ، فحتى الآن بدى كسيء الأخلاق ثم فجأة عاشق لعوب ثم تحول إلى وغد متقلب المزاج !!!

" ناجي " لم ينجو من ظلمات نفسه ، فرغم ما حصل كان بإمكانه التناسي و مواصلة حياته كأن شيئاً لم يكن على الأقل لمن يهتمون بأمره فالأمر لم يكن بملء إرادته بل غصباً عنه و هو طفلٌ لا يفقه الحياة بعد ...

" كاسر " يبدو بأنه سيوقع نفسه في مصيبةٍ عسيرة مذ حاول الاختلاط بالبؤساء لكشف سرهم ...!

" عطره " تحولت من جبلٍ لا يهتز إلى أرضٍ جرداء خاوية ... فهل ستستعيد كرامتها و تلقى حياةً سعيدة أم أنها ستبقى في وادٍ لا مفر منه ؟

" هوازن " لم تبدو بعد كشخصٍ ذا مؤثر حقيقي إنما فقط امرأةٌ صالحة في وقتٍ انتشر فيه الفساد !

" عزوف "أستعزفين عن الحياة أيضاً ؟ إلى متى ستبقين مهزوزة الكيان ، تعلمين بأنك لست كما يصفك ، تحتاجين إلى الثقة بنفسك فهو ينقص من قيمتك لأنه يشعر بالنقص !

" مارسة " أيعقل أنها الطفلة التي قال عبد القوي لهم أن ادفنوها ؟ أيحاول أن يوقعه في الحرام ؟
لقد كنت أظن بأن التوأم هما شقيقي الفتيات بسبب ما حصل من عبد القوي عندما أعطى الولادة المال ، و ادعائها بأن أم الصغيرين هربت !

" أنهار " أعتقد أنها تنقاد إلى الانهيار ، كيف لا و هنالك مجهولٌ يراقبها و لا تنوي الاستعانة بأحد و يبدو بأنها ليس شخصاً يمكن أن يحرر نفسه ... !


أتطلع إلى القادم ...

و رمضان مبارك عليكِ و علينا ...

رغم أنني لا أحبذ إغلاقك للرواية للسبب الذي ذكرتيه سابقاً ، إلا أنني أعتقد بأن تركيزك على الشهر الفضيل أجل و أعظم ...

لذا مهما كان قرارك فسأدعمك طالما أستطيع ذلك ...

في أمان الله ..


اخطار غير متواجد حالياً  
التوقيع
أنا مفتون في هواك ...
يا ربِ و مالي سواك ... ؟
قد ملأ الدنيا سناك ...
عميت عينٌ لا تراك ... !
رد مع اقتباس
قديم 29-06-14, 11:27 PM   #24

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالكون15 مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
العفو

_

و ياليت المرة الجاية اشوفلك رد سنع

_

أنرتِ يا جميلة $


الشجية غير متواجد حالياً  
التوقيع

حيزبون الجحيم / بقلمي

شكرًا للجميلة فدا لعيونه بالمنتدى المجاور , سلمت يمينك ِ يا غالية |~
رد مع اقتباس
قديم 07-07-14, 06:39 AM   #25

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخطار مشاهدة المشاركة
مرحباً أختي ...

أولاً اعتذر لتأخري في الرد ...

ثانياً ، بالنسبة للرواية ..

أتساءل إن ما كان تقدمك بالأحداث كثيراً لسبب مقنع ...

الأحداث كانت مثيرة للاهتمام و سريعة بعض الشيء ...

" معن " أظن بأن شخصيته تحتاج للكثير من الإمعان لنفهمها بحق ، فحتى الآن بدى كسيء الأخلاق ثم فجأة عاشق لعوب ثم تحول إلى وغد متقلب المزاج !!!

" ناجي " لم ينجو من ظلمات نفسه ، فرغم ما حصل كان بإمكانه التناسي و مواصلة حياته كأن شيئاً لم يكن على الأقل لمن يهتمون بأمره فالأمر لم يكن بملء إرادته بل غصباً عنه و هو طفلٌ لا يفقه الحياة بعد ...

" كاسر " يبدو بأنه سيوقع نفسه في مصيبةٍ عسيرة مذ حاول الاختلاط بالبؤساء لكشف سرهم ...!

" عطره " تحولت من جبلٍ لا يهتز إلى أرضٍ جرداء خاوية ... فهل ستستعيد كرامتها و تلقى حياةً سعيدة أم أنها ستبقى في وادٍ لا مفر منه ؟

" هوازن " لم تبدو بعد كشخصٍ ذا مؤثر حقيقي إنما فقط امرأةٌ صالحة في وقتٍ انتشر فيه الفساد !

" عزوف "أستعزفين عن الحياة أيضاً ؟ إلى متى ستبقين مهزوزة الكيان ، تعلمين بأنك لست كما يصفك ، تحتاجين إلى الثقة بنفسك فهو ينقص من قيمتك لأنه يشعر بالنقص !

" مارسة " أيعقل أنها الطفلة التي قال عبد القوي لهم أن ادفنوها ؟ أيحاول أن يوقعه في الحرام ؟
لقد كنت أظن بأن التوأم هما شقيقي الفتيات بسبب ما حصل من عبد القوي عندما أعطى الولادة المال ، و ادعائها بأن أم الصغيرين هربت !

" أنهار " أعتقد أنها تنقاد إلى الانهيار ، كيف لا و هنالك مجهولٌ يراقبها و لا تنوي الاستعانة بأحد و يبدو بأنها ليس شخصاً يمكن أن يحرر نفسه ... !


أتطلع إلى القادم ...

و رمضان مبارك عليكِ و علينا ...

رغم أنني لا أحبذ إغلاقك للرواية للسبب الذي ذكرتيه سابقاً ، إلا أنني أعتقد بأن تركيزك على الشهر الفضيل أجل و أعظم ...

لذا مهما كان قرارك فسأدعمك طالما أستطيع ذلك ...

في أمان الله ..


أهلاً جميلتي

لا داعي للإعتذار و سررتُ بتواجدكِ تارةً أخرى

لا الأحداث متسلسة و ليست سريعة مطلقاً

معن : و هل مزاجه المعكر الوعر بلاسبب لربما هناك ما يدفعه إلى هذه الانقلابات .

ناجي : لربما اعطى الموضوع أكثر من أحقيتُه ولكن شعوره كالفتاة المغتصبة هو بذاته يشعر بالنقص فقد كُسر شيءٌ كبير بداخله جراء ما حدث بصغره .

كاسر : نعم يبدو هذا و لاتنسي عزيزتي كوابيسه التي قد ذكرت هوازن ان هذه الكوابيس كثيراً ما تلاحقه و تخاف أن يكون شراً سيخر به .

عُطرة : احستني وصفها عزيزتي هي هكذا تماماً كما ذكرتِ يمكن ان تعود قوية إن تقبلت مزاجيات معن او كان لها تصرف آخر .

هوازن : تعم ليس لها حتى الآن قصة ولكن مستقبلاً لها قصةً طويلة .

عُزوف : فقدت ثقتها بنفسها و إذا فُقِدت الثقة فسيصعب رجوعها لكن قد يكون الآوان لم يفوت بعد

مارسة : قد ذكرتُ لك ِ مسبقاً بأن عبدالقوي قد قال للـ " الحر " لا تنسى الدفن
و عاد الكاسر إلى امه ليقول لها انجبت عمتي زبيدة فتاة و أبي قد لبى و صية خالي " بو اصلان " قبل فقدانه بدفن الفتاة
فاتضح انها قد انجبت فتاة و ليس توأم
و نعم هناك ريب بتصرف عبد القوي عندما أعطى " الولادة " أو " الممرضة " كماً هائلاً من المال
لم أفهم قولكِ و ادعائها ان ام الصغيرين هربت !

أنهار : نعم لا تريد الاستعانة بأحد و مصيرها مجهول مع هذا المجهول

بإنتظاركِ عزيزتي فقد أسعدني تواجدكِ للغاية
و الحقيقة أن هذا ردك أكثر ردٍ قد شجعني
ماذا عساي أن أقول جميلتي

أما رمضان فقريباً إن شاء الله سيكون الجحيم .

بحفظ الرحمن .


الشجية غير متواجد حالياً  
التوقيع

حيزبون الجحيم / بقلمي

شكرًا للجميلة فدا لعيونه بالمنتدى المجاور , سلمت يمينك ِ يا غالية |~
رد مع اقتباس
قديم 07-07-14, 04:48 PM   #26

غاليه 1

? العضوٌ??? » 252243
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 301
?  نُقآطِيْ » غاليه 1 is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق روووووعه الروايه



إنتهى الجحيم

استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


[/size][/QUOTE]


غاليه 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-14, 11:20 PM   #27

shoter1

? العضوٌ??? » 73087
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 918
?  نُقآطِيْ » shoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond repute
افتراضي

kkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkk kkkkkkkkkkk

shoter1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-14, 02:32 PM   #28

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يضنيني

أحببتُك يوماً فأنكرتُ حبي لك !
عشقتُك أسبوعاً فأعترفت عيناي بخبايا قلبي
لينطق لساني " أُحِبُك "
ينطقها بسعادة وشيئاً من الكبرياء قد تجلى
خر الكبرياء إحتراماً للحب
فهل تستحق حبي يا ساحقي !
أضنيتني كثيراً واحببُتك أكثر
ساديتك مقابل ما شوزيتي
نتيجتها خسارةُ سنين طوال
إبحث دائماً عمن يُحبك ولا تعر اهتماماً لمن يحبه قلبك .





الجحيـــم


( 7 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **








تركتُ ما بين يدي من صحون وانا اجفف يدي بالمريلة التي أرتديها فوق ردائي توجهتُ بخطواتي لخارج القصر
حيث بيتنا الواقع داخل أسوارهِ الشامخة , الشاهقة
وضعتُ هاتفي بجيب بنطالي من تحت مريلتي فقد هاتفني أبي " ظانع " وطلب مني المجيء
مشيتُ بين العشب الأخضر و نسائم الهواء الخفيفة تنعش جسدي الآن الساعة الواحدة صباحاً
أخذتُ نفساً عميقاً وفتحتُ الباب بالمفتاح لأدخل إلى " السيب " تقدمتُ الخطوات أكثر لأجده قابع بالصالة على الأرض
يرتشف فنجان قهوة و التمر أمامه
قبلتُ رأسه بإحترام فهذا أبي عزوتي و سندي
إبتسم لي وهو يقول : جلسي يا بنيتي بحكيك بموضوع
جلستُ أمامه بالأرض وأنا أبتسم بحب : سم يبه
قال وهو يخرج النوى عن قلب التمرة ويرمي بها ويدخل التمرة بفمه ليمضغها ببطىء : سم الله عدوك أنا لي فترةٍ طويلةٍ افكر بك يا بنيتي كانه مالك حد من بعدي وبعد وميمتك
قلتُ بسرعة ممزوجة بخوف : طول الله بعمركم يومي قبل يومكم إن شاء الله
قال وهو يسكب من القهوة بفنجانه : الأعمار بيد الله يا بنيتي شاورت نفسي كثير و شفت مصلحتك يا بنيتي بأنك تجذبي عبد القوي لك وتناليه
لم أستوعب للوهلة الأولى ما يهذي به أبي وما أن استوعبت حتى توسعت عيناي بصدمة نطقت و قلبي يهبط :أيــــــــــــــــــش ؟ !
نظر إلي ببرود وكأنه لم يقل شيئاً مهيباً : تجذبين عبدالقوي لك
تدافعت الكلمات من ثغري سريعاً فليس بإستطاعتي ترتيبها : ابوي انت انا عبدالقوي فاهم يا ابوي عبدالقوي كبرك يا ابوي كبرك و له احفاد يا يبه
أعتدل بجلسته وهو يسند يديه على المتكأة و بجدية : يا بنيتي انا ما اتمازح معك عبدالقوي له من خير الله الكثير و لا اخذ الله امانتي وامانة وميمتك ما بقى لك حتى فلسِ واحد
و بزواجك بعبد القوي بيتهنى قليبك و يرتاح ضميري بعد موتي وانا ادري بك مرتاحة .
وضعت يدي موضع قلبي من فوق قميصي شددته بيدي بقوة و كأني سأشقه لأتنفس بإرتياح أشعر بالإختناق فلا هواء هاهنا قلت بلا وعي : ابوي انا .. عبد القوي ابوي
قال هو بذات الجمود فلم يتغير شيئاً من ملامحه : عبدالقوي لك من يومك بزر وانتِ له من يومه شاب و كانك تكسرين بكلامي مطرحك بالشوارع .
في المواقف التي تستدعي التفكير افقد كل دواعيه فلا استطيع التفكير والتدبير والدفاع لا أجيد إلا العزف على قيتار الشجن الذي أختُ به الإمتياز بماشوزيتي اتجاه سادية " ركاض " حُلم طفولتي ومراهقتي إلى نضجي و عجزي
لكن يبدو بأن الحياة لم تتوقف عند ركاض وفقط كلما أكبر عام أود الرجوع بالعمر عاماً هي علاقة طردية دنيوية كلما كبرت زادت همومك و كلما كنت أصغر عمراً قلت همومك يتمنى الصغير ان يكون كبيراً ويتمنى الكبير لو يكون صغيراً
اتمنى بحق أن أعود للوراء لطفلة تدعى مارسة عقلها خاوي .




***



فتحتُ الدرج لأأخذ هاتف العمل الذي قد وضعته بالداخل توقفت يدي عند " كبك للثوب " وضع بجانب الهاتف رفعتُ " الكبك " للأعلى
وانا أديره لليمين والشمال بإستغراب قبطُ حاجبي و إستدرتُ بجسدي للخلف حتى أراها وهي تدخل للحجرة بعدما جهزت الفتيات للمدرسة
إبتسمت لي
بينما أنا رفعتُ " الكبك " لأعلى و بتساؤل : ايش جاب هذا هنا يا هوزان ؟
إقتربت مني حتى أصبحت أمامي تماماً مدت يدها وهي تقول : هات اشوف
وضعتُ " الكبك " بيدها اليمنى
أخذت تدير الكبك ومن ثم قالت وهي تقدم شفتها السفلى للأمام وترجع العليا للخلف وتقوس فمها و كتفها يهتز : والله مدري الظاهر الشغالة مخرفة مرة قلم اخوانك والحين كبكهم
وضعتُ الكبك بالدرج ومددتُ يدي للخلف حيث التسريحة امسكتها من طرفها ونظرتُ إلى هوزان عبر المرآة بإمعان : اليوم بتخرجين معاي
عقدت حاجبها وبإستفسار : وين ؟ ومن الساعة سبعة الصباح .
تركتُ التسريحة وقدمتُ يدي للأمام لأقترب من هوزان واضع يدي بكتفها : مفاجأة يلا سريع انا بنزل للسيارة خمس دقايق وانتِ عندي .
إبتسمت لي أو بصحيح العبارة زادت من جرعات ابتسامتها فهي منذ أن أحببتها و تخلدت بقلبي لم تضمحل إبتسامتها قط .


*

*


كانت تحادثني بإنفعال و إندماج كعادتها فلوحتُ لها بإتجاه زجاج نافذتها لم تستدر فعدتُ ألوح لها حتى استدرات وهي تقول : اشبك الكاسـ
وما إن استدارت حتى بتر اسمي نظرت إلي بعجلة و عادت بنظرها إلى زجاج النافذة و بالتحديد إلى المبنى الشاهق قالت بتلعثم : الكاسر آآ مركز
حاولتُ كتم ضحكتي و قلت و الإبتسامة لازالت بثغري : انزلي يلا يا هوازن .
وضعت يدها اليمنى بمقبض الباب واليسرى أبطت حقيبتها بها فتحت الباب لتستقيم بالأرض واقفة
شرعتُ بابي وخرجت ومن ثم أحكمتُ إغلاقه تقدمتُها بالخطوات وهي تجاري خطواتي من خلفي
دخلنا للمركز الذي كان في طور البناء
إلتصقت بي وهي تنظر إلى الأرض بحياء لوجود القليل من العمال حولنا
سحبتها معي إلى الأعلى نرتقي السلالم وهي تمسك بي بشدة إلى أن إرتقينا إلى الدور المطلوب تركتُ يدها لترفع هي عينها بهلع وتشتت انظارها ومن ثم تتنهد بإرتياح بعدما أن رأت المكان خالي من العمال
هدرت بسرعة غير منتظمة : الكاسر هذا المركز الي وعدتني فيه حققت حلمي يا الكاسر يالله كيف اشكرك بجد انا فرحانة
إتسعت إبتسامتي وانا أسمتع إلى كلماتها العشوائية بصوتها المغمور بالسعادة المشرقة
مددتُ يدي إلى عباءتها الرأس انزلتها على كتفها بينما هي شهقت بجزع وهي تقول بصوت بالكاد يسمع وكأنما حولنا أحد : الكاسر ايش تسوي هذا مكان عام
تحررت الضحكة من جوفي و أنا أشعر بنظراتها المستغربة تحفني من تحت خمارها
خلعت خمارها و أنا أقول : خلاااص يا خوافة المكان مقفل علينا .
انقشع الخوف عن ملامحها البدوية ليعود لونها طبيعياً قالت وهي تحرك قدمها بالأرض بخفيف للأمام والخلف : شكـراً
لازلتِ طفلتي يا هوازن طفلتي التي لم ألدها بل تزوجتها صغيرتي التي ترعرعت تحت انظاري حتى أصبحت زوجتي إلى الآن يا هوازن لا تجيدين التحكم بنفسك حال فرحك و ترحك
لا تترأسين لسانك بالنطق بهكذا مواقف بل لسانكِ من يترأسكِ و العجيب بالأمر ان لكِ حكمة تسقي جٌم الأرض
ربتُ على كتفها وأنا ارفع رأسها لي : العفو يا عيونه مركز الكاسر للخير هو لكِ انتِ كلها اسبوع بالكثير والمركز ينتظر شورك والعاملات عندك .
و اتبعت طقوسها المعتادة إحمرت خجلاً دلالة على وفير و فيض شكرها حبيبتي هوازن واضحة المعاني لا تحتاج مطلقاً إلى من يفسرها .

***





على الدوام بدجى الليل يصيبني جنون البكاء ينسكب دمعي بوجنتي بغزارة نصفها أبتلعها مع غصتي و أخرى تجف قبل وصولها إلى ثغري اما اليوم فأنا مصابة بجنون الشوق
منذ قُبلتك يا " ناجي " و جوى الشوق يتدافق بداخلي أشد الوسادة لصدري أتخيلك تحتضنني وتبتر جراحاً وفيرة قد خلقتها منذ أحد عشر سنة
أغمض عيني بشدة و أستنشق غاز عطرك المنتشر مع بقية الغازات تنتفخ رئيتي براحة من خيال يحال أن يكون حقيقة وما أن أرتطم بقسوة بأرض الواقع و أرى وسادة تستحل صدري
حتى تفقد رئيتي جزيئات غازها و يعيش دمعي الجاف بوجنتي فيلهبني آه يا ناجي أما يكفيك جراحاً أحد عشر سنة بجحيمك أتمرغ
طيلة اليوم وأنا اضع يدي بوجنتي و أحمر خجلاً وكأنك قد وقعت بمحظورٍ ما معي
أوليس من المفترض أن أكون معتادة فلا أخجل ؟!
شعرتُ به يدفع اللحاف عنه لينزل عن السرير
إنقلبتُ إتجاهه على مضض حتى آراه يمد يده إلى " الكوميدينة " وعيناه الناعستان مغلقتان إستقر الجوال
بيديه و ضعه أمامه وهو يفرك عينيه بيده اليسرى ومن ثم رمش بسرعة دواليك رمى الجوال على السرير
ومن ثم سحب خطواته بسرعة إتجاهه دورة المياه فقد تأخر عن عمله الآن الساعة السابعة والنصف صباحاً .
بينما انا عدتً لحديثي النفسي الذي لن ينتهي إطلاقاً
ماهي إلا ثواني حتى اسمع اقفال الباب تفتح أغمضتُ عيني أتلبس النوم
خرج و منشفة تلتف حول خصره وبيده منشفة صغيرة يجفف بها شعره
فتح دولابه ليخرج رداءه دخل إلى غرفة التبديل
بينما انا عدتُ لأنيني و بكائي الذي ما أن يتحول إلى وعيل حتى أبتره
إستنشقتُ رائحة الصابون الذي يستخدمه نشوة وسعادة أشعر بها مجرد أن اكون قربك او قرب أي شيء من خاصياتك
لماذا انا إعتربتك زوجي أحد عشر سنة وانت أعتبرتني عالةً على قلبك ؟ ! أريد قربك وتريد خلاصي
سمعت صوت ضجيج يبدو انه قد خرج من حُجرة التدبيل لكن يبدو بأن خروجه مكتنز بالشحنات الموجبة القاتلة و يفتقر إلى الشحنات السالبة المتوجعة
شحنة موجبة بغطاء دثرتني به تحميني من البرودة القارسة أما تعلم بأن برودتي بعدك وحرارتي قربك ؟ !
قُبلة حارقة ألهبني بها بوجنتي اليمنى يلحقها باليسرى وهو يثبت ذقني بيديه كما تثبت الصامولة مسمارها عن الحراك
إلى أين ستصل يا " ناجي " يلج بي الإشتياق بقربك مني و يلج بك الإستهجان من قربك مني
لا تقترب يا ناجي فتدعني أُقبل حاجياتك كالبلهاء لا تدعني أغرق بالقيعان دون وجود أطواق النجاة
إقترب لتكون لي طوق نجاة إقترب لتجعلني أنثى كاملة إقترب فليست بي قوى
إبتعد عني يغلق الباب و يخرج ويتركني أتدثر بلحاف جامد يزيد برودتي و وجع قلبي
و سينتهي مطفانا بزواجك من غيري ؟ ! عجباً لرجل لن ينصفني ! عجباً يا ناجي كم ظلمتني و كم عدلتك !



***




جمعتُ أقلام السبورة بألوانها الأحمر , الأسود , الأخضر و الأزرق و أخذتُ كتاب الفيزياء الذي على المنضدة
قلتُ بصوتٍ عالي وانا اتوجهه لخارج الفصل بعدما سمعتُ جرس انتهاء الحصة الثانية بتمام الساعة الثامنة صباحاً : لا تنسون يا بنات الواجب ؟
لتقول طالبة من الطالبات بصوت عالي : ابلة ايش هوا الواجب ؟
إلتفتُ لها وانا اعقد حاجبي وبإستنكار : من أول نايمة على الماصة والحين تسألين عن الواجب المهم الواجب هو عللي الطاقة الحركية دائماً موجبة ؟
توجهتُ خارج الفصل دون أن أسمع ردها كثيراً ما اشعر بالإرهاق بسبب ضغوطات العمل والإستيقاظ مبكراً و ما يتوجب علي من اختبارات و تصحيح و تحضير لكن أيضاً كثيراً ما فكرت لو استقلت
فكل الوقت الذي أنشغل به بالعمل سأرى به " معن " ونبدأ بالمناكفة اليومية و تنتهي المناكفة بهزيمتي مقابل انتصاره فمن الأفضل الإلتزام بالعمل .
استوقفني صوت خشن من خلفي ليس بغريب انه لصوت تلك المسترجلة إستدرتُ إليها وانا أقول برسمية : نعم يا طالبة
ابتسمت بحبور و شيءٌ من الخبث : كيف يومك عساه حلو ؟
أملتُ فمي جانباً و بذات الرسمية : مالك دخل يا طالبة و يلا امشي لصفك .
إبتعدتُ عنها وهي تقول من خلفي بصوتٍ عالي لا يظهر به أي حياء : حلوووة و ربي حلللوة .
لو أريد ان أسكتها و أُوقفها عند حدودها لأوقفتها و لكن هي لا زالت في مراحل مراهقتها حمقاء لا تعي شيئاً لن أشتكي الإدراة عليها و أُكبر من حجم الموضوع سأصبر عليها إلى أن تمل
ومع الأيام ستعرف مدى اتساع خطأها .



***



أمسكتُ بوردة الياسمين الصفراء وانا أحركها بالهواء وأفكاري تعصف و ورقة صغيرة بيضاء ساقطة بحجري كُتب بقلبها " اهــدي " وخُط بالأسفل " يوم 2 : الأناقة - اللون أصفر .
إلى أين سينتهي المطاف مع هذا المجهول ؟ ومالذي يريده مني ؟
لقد وجدتُ هذه الوردة بسيارة السائق سألته من أين هذه الوردة فأجاب : ما اعرف والله .
بتساؤل يصحبه حيرة : طيب مين من الشغالات اركبت السيارة معاك قبلي ؟
قال وهو يحرك السيارة ناحية الجامعة : امس ركبوا معاي فاطمة و زينب
إلتزمتُ بالصمت وانا جُل تفكيري هو سؤالهن فمن سيضع الوردة بداخل سيارة السائق اذا كن هن فقط من ركبن معه .
لكزتني صديقتي نوال بمرفقي وهي تقوم من على الكرسي المزدوج و تقول بضجر : يلا بدت المحاضرة الثانية لازم نحضرها لنا يومين ساحبات .
قمتُ معاها وانا ذهني شادر بالوردة التي سألتني عنها مراراً وتكراراً وكنتُ أتجنب الحديث معاها عن هذه الوردة المجهولة الهوية وردة ياسمين من مجهولٍ ما



***



نظرتُ إلى نفسي بالمرآة بغير رضى نعم أنا منذ رحيلك يا " ركاض " لستُ راضية عن مظهري الخارجي ولكني بأتم الرضى عن مكنوني الداخلي
انا على علم تام أنني الآن أصبحتُ أعي و أعرف من يريد صلاحي و من يريد فسادي وقد كنت للأسف ممن يريدون فسادي نعم كنتُ تطمح لنيل شهوتك
حتى جررتُ خطواتي إليك بقميص النوم أناديك تباً يا قلب لما لحقتُه لما رضيت بالحرام ؟!
كيف أحببتُك وانا على علم انك على خيانتي تعيش ؟ ! هه عجباً لي انا وليس انت هل أتكلم عن الخيانة وانا من خانت ربها لأجلك
و العجيب بالأمر أن أبي يرديني لأبيك !!!
أتعلم فارق العمر بيني وبين أبيك اربع و ثلاثون سنة هو بالعقد الخامس من عمره وانا بعقدي الثاني
لكن لن أكون لك ولا لأبيك .
لا ولن أكون .
خرجتُ من الغرفة لأدخل للمطبخ المقابل لغرفتي
أخرجتُ عصير التفاح من الثلاجة وتوجهتُ إلى دولاب الكاسات لأُخرج ثلاث كاسات كاسة لي وكاسة لأمي صائمة وكاسة لخالتي عشبة فقد نزلت إلى جدة يوم أمس أناديها بخالة احتراماً لها فهي بعمر أمي .
سكبت من العصير بالكاسات الزجاجية و رتبتهم بالصينية
حملتُ الصينية للخارج قاصدة بخطواتي الصالة
تقدمتُ بخطواتي حتى توسطتُ الصالة
ناولتُ كأساً لخالتي عُشبة التي تبتسم لي و تقبع أمامي
وكأساً لأمي التي تقبع بجوار خالتي
وضعتُ الصينية فارغة على الأرض
وجلستُ مقابلهن
بادرت خالتي عُشبة بحديث لا أطيقه : و هالحليوة مارسة ما به عرسانٍ طرقوا بابك لها ؟
قالت أمي وهي تضحك و تنظر إلي : لا ما به ودي افرح إبها لكن ما يطاوع قليبي تركها ودي بها دومن بعيني .
إبتسمت خالتي عُشبة و قالت : مصيرها تتزوج يا مره
إبتسمتُ لهن مجاملة و أفكاري تدور حول حديث أبي عن عمي عبدالقوي
ما الذي قد جرى لأبي ؟ أليس يتمنى لي الخير اذاً لما يعرض علي الزواج بمن يكبرني أربع وثلاثون عاماً ؟
و هل يا ترى أستطيع اقناعه بعدم موافقتي ؟ لم يسبق لي وأن كسرتُ كلمة ينطق بها لسانه
و ماذا عنك يا " ركاض " هل اتزوج اباك و أترك الجري وراء أوهامك بفلاتك القاحلة ؟
أم اتزوج أبيك واخونه بحبك ؟
لا لن أتزوج أبيك ولن أجري خلفك هذا حديثي لا خلاف له بأرض واقعي ان شاء الله الذي يقول كن فيكون .




***



أشعر بالتردد بتنفيذ واقعي بالشبكة العنكبوتية التي يقبع بها ما لا يستطيع بشريٌ احصائه
أحادث أُناس اغراب لا أعرف صدقهم من كذبهم بينما اخواتي اجنحتهم قرابتي ولا يقوى قلبي على محادثتهم
هؤلاءك خلف الشاشات و هن مرأى عيني
هؤلاءك استخدم لوحة مفاتيح بالية لمحادثتهم وهن استخدم لساني خلق ربي لمحادثتهن
و على الرغم من هذا لا أسطتيع اللجوء إليهن ماذا أقول لهن منذ أحد عشر سنة انا قريبة من زوجي و غريبةً عليه ؟
من الصعب الحديث بهكذا أمور لو كانت مدة بسيطة فسيكون التنفيذ سهلاً لكنها مدة طويلة بحق
خلال هذه المدة الطويلة المديدة أحببته بلا كلل أو ملل من ساديته بل بماشوزيتي أرسم من خيالي حياةً مغمورة بالسعادة نقضيها معاً
كنتُ مفعمة بالأمل الذي كنتُ أظن انه لا يضمحل بتاتاً
اما الآن فقد تركتُ آخر خيوط الأمل تنساب من اصابعي
و سألجأ لأناس لا أدري هم يستحقون صراحتي أم لا ؟ وهل سينجدوني من الغرق بالسنين الضائعة أم لا ؟



رتبتُ أصابعي على المفاتيح لأهُم بالكتابة برجفة خوف مما هو مجهول بعلم الرحمن جل وعلا


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

أرجو من اعضاء المنتدى مساعدتي

تزوجتُ وانا بالثامنة عشر من عمري آخر سنوات دراستي بالثانوية بمن يصغرني بسنتين حيث كان بالسادسة عشر من عمره
هو ابن خالي مضى على زواجنا احد عشــر سنــة لكن ليست كأي زيجة فهي على الورق وحسب
اتمنى أن يكون لي طفلاً او طفلة تترعرع بأحضاني تكبر أمامي تناديني بـ " ماما " قبل ان تنادي " بابا "
يضنيني زوجي بكلماته القاسية التي يلقيها علي بأنه ينقصني مما عند الإناث الكثير و الكثير
فلذلك هو لا يستطيع مقربتي ستقولون ولما الصبر احد عشر سنة هناك من يستحقك غيره
سأقول لكم انني احببته نعم احببته إلى الذروة و يموت قلبي لو تركته ولا تسألوا لما احبه وهو قاسي إلى هذا الحد فالحب من الله سبحانه
إني والله متعـ


طبقتُ شاشةالحاسب بلوحة مفاتيحها بسرعة بعدما توسط ناجي الغرفة بطوله الفارع و إبتسامة شفافة تظهر بثغره : واخيراً شفتك
تجاهلتُه و أنا اتوجه بالحاسب المحمول إلى التسريحة لأضعه هناك
عدتُ ادراجي إلى السرير و استلقيتُ بالجانب المعاكس له
كيف استقويت إلى حد الزواج مني !!!
أنسيت صبري عليك أحد عشر سنة ؟!
لن أسامحك ولن أغفر لك ذنبك .

*

*


استقلت بعكس اتجاهي لتعطيني ظهرها ما بها ما الذي يزعجها ؟ إني لا افهمها لا افهم مزاجها المتعكر
منذ الأمس و حالها غريب لم أعتدها هكذا فهي دائماً ما تنتظرني لحين عودتي و الإبتسامة ترنو بشفتيها الممتلئتين
و بعينيها زبرقان مشع .


جلستُ على السرير خلفها خلعتُ حذائي و رميتُ به بالأرض استلقيتُ و اقتربتُ منها حتى اصبحتُ ملاصقاً لها صدري يلامس ظهرها
همستُ بصوتٍ خافت : اشبك ما انتِ على بعضك .
تنهدت بصوت عالٍ يعاكس خفوت صوتي
أعلم بأنكِ تعيشين معي بضيق ولكن منذ الأمس و تصرفاتكِ متغيرة بشكل ملحوظ
جلستُ وانا أقول لها بأمر : اجلسي بكلمك ابغاكِ تقوليلي ايش فيكِ .
لم تعرني اهتماماً ولم تلتفت لي وكأنها لم تسمع
أملتُ جسدي إليها وأنا اقتلع رأسها عن الوسادة بشدة
لتهتز بين يدي هشةً كما اعتدتُها
سحبتُ كامل جسدها لتجلس امامي بلا رضى و ارادةً منها
مددتُ يدي لأسندها على كتفها أربت عليها وانا اقول : قوليلي اشبك ايش مزعلك ؟؟
وضعت يدها فوق يدي المستقرة على كتفها و بعينيها عتب : تسأل عن ضيقي يا ناجي ؟ ! أسألك بالله للحين ما انت بعارف وش اكبر ضيقة بالهصدر بصدر عزوف ؟! ما انت عارف يا ناجي
قلتُ بحدة غطت على غصتي : جاوبي على السؤال يا عزوف ولا تطولي الكلام
نزعت يدي عن كتفها و إبتسامة ليست بمحلها تطفو بشفتيها : ايش موصفات العروسة الي تبغاها اصغر منك و عكس مو صفاتي تماماً صح ؟
إبتسمتُ ابتسامة متشفية إذاً هذا ما يغضبها علمت بمخططات أمي للزواج من غيرها
وضعتُ اصبعي السبابة بطرف أنفها وانا أضحك : هههههههههههههههههه عفية عليك و ها ابيك انتِ الي تزوجيني ياها .
سرعان ما ترقرقت عيناها بالدمع و بصوتها رجفة بينة تليها دمعةٌ شفافة خرت من فضاء عينها إلى سيل دموع يحتاج إلى من يجرفها بعيداً عن نعومة وجنتها إلى خشونة لساني و قسوته
أعترف انها ليست بزلة ولا بهفوة ولا بنزوة و لا حتى بكبوة هي كلمات قصدتُها لتبكي ولأشعر انا أني رجل
سمعتُ طرق الباب لأقوم من على السرير لأفتح الباب
حتى تندفع الصغيرة " لجين " إبنة اخي الكاسر بقوة و هي تقول بحماس : عمو عمو سكر الباب هما كلللهم يدورون عليا خبيبني عندكم .
أغلقتُ الباب و مشيت خلفها و انا امسح بيدي المنخفضة لطولها على شعرها
كانت ستدخل إلى حُجرة النوم ولكن لم أرد إحراج عُزوف امام الطفلة
فأخذتها من يدها إلى الثلاجة الصغيرة التي تقبع بالصالة و أنا اجاري طفولتها و براءتها : تبغين حلاوة يا عموووو
قالت و هيا تقفز و تمسك بيدي بشدة : ايوااااااااا اعططيني ككككل الي بالثلاجة لا تعطي احد غيري
رفعت أصابعها الصغيرة وهي تعد : لا تعطي بلقيس ولا وائل ولا ريناد ولا ريتاج ولا رائد ولا مؤيد ولا احد الا انـــــــــــا
نزلتُ بجسدي إلى الثلاجة وانا أفرغها من كل أنواع الحلوى و الكاكاو
وضعتها بالأرض و انا اقرص خدها بنعومة : طيب يا حبيبة عمو وهاذي الشكولاتات و الحلويات كلي الي تبغيه و الباقي خذيه معاكِ واذا كمان تبغين شبس قوليلي
هزت رأسها بالموافقة و هي تفتح أكياس الحلوى بنهم الأطفال المفرط للحلوى و حماسهم
رفعتُ عيني على صوت خطواتٍ آتية من الخلف حتى أجدها " معزوفتي " تمسح دمعها عن وجنتها وتضحك وهي تنظر إلى ظهر لجين وتسمع ضحكاتها الطفولية .



***


الآن الساعة السادسة مساءً منذ الساعة الخامسة وانا قابعة ها هنا بالمجلس مع عُشبة إبنة قبيلتي و صائمة
اعادت لنا تصرفات عُشبة ماضي قبيلتنا التي لم أُحسس لمرة واحدة بالإشتياق إليها نعم لا أشتاق إليها فهي تذكرني
بأخي " بو اصلان " المفقود والذي يبدو انه قد أصبح رفاتاً تحت حبات الرمال و تذكرني بزوجته " زبيدة " أخت زوجي عبدالقوي
و تذكرني بدهس النساء و منيةُ كلمتهم بوأد البنات اربع فتيات غير أولادي الأربعة اتيتُ بهم فدفنهم عبدالقوي
تحت اباطليهم الجاهِلية ما كان يعيش من الفتيات الا أبناء أخي " بو اصلان " شيخ القبيلة بعد أبي الذي وصاه بالقبيلة
فقد كان أخي يعشق زبيدة و يهُم بإسعادها بشتى السبل لذا فتياتها الوحيدات هن من بقين على قيد الحياة إلا آخر فتياتها دُفِنت
إلا أن عُشبة بحسن نيتها و خلقها أعادت لنا الذاكرة إلى أجمل سجايا القبيلة
أصرت على القبوع بالأرض فناديتُ الخادمة لتأتي بفراش حتى تجلس عليه فالبلاط بارد
فتحت حقيبتها العتيقة لتخرج " الحناء "
جلستُ مقابلةً لها وصائمة بجوراها و بنات أخي " بو اصلان " اجتمعن من حولنا مع حفيداتي

قالت وهي تضحك وبيدها " الحناء " : هاه عليكِ الدور يالساجدة تريدين أحنيك
بسطتُ يدي اليمنى و أنا أبتسم : وذي هي يمني حنيها و بتلاحقها بالشمال
إبتمست وهي تضع من " الحناء " بمنتصف يدي فتراودها أطراف اصابعي
قالت ريتاج حفيدتي وهي متقززة : وعععع جدة هذا زي حق العجوزين
تداخلت هوازن بسرعة وهي تقول بأسف : معليش يا عمة بزرة ما تفهم
قلتُ وانا أضحك وانظر لهن : ههههههههههههه عادي يا هوازن " نظرتُ إلى رتاج " و جدتك عجوزة يا رتوجة .
قالت عُشبة و هي تضع الحناء بيدي اليسرى : وش هو عجوزة عادك صغيرة " ثم نظرت إلى عُزوف وهي تقول " هاه عزوف اذكرك تحبين الحنا يومك بزر هالحين تبين احنيك .
هزت رأسها بـ " لا "
بينما أنا قلت وأنا أحرك حاجبي : حني يا عزوف ناجي يحب الحنا .
حركت يدها بالهواء بإصرار وعدم موافقة : ما ابغى .
قالت مارسة وهي تنظر إلى حفيداتي : مين تبغاني احنيها مو زيهم لا انقشلكم اي شي تبغوه .
قالت ريتاج وهي تميل فمها جانباً متقرفة : انا عن نفسي مرة ما ابغى .
قالت ريناد بشبه حماس : انا ابغى بس استني اشوف لي نقشة بقوقل واجيكِ .
بينما بلقيس مدت يدها وهي تقول : ارسمي لي على كيفك .
أخذت مارسة تنقش لها وهي منغمسة
بينما قالت عُشبة بعد مدة بفضول : رفعي يدها اريد اناظر نقيشاتك .
لترفع يد بلقيس
فتقول عُشبة بإعجاب : ما شاء الله حليوة نقيشاتك .
قالت صايمة لعُطرة : عطيرة تريدينهم ينقشوك .
هزت رأسها بـ لا وقالت : لا ما ابغى اذا نقشتوا ليا بكرة بالمدرسة يقرفوني الكل بيمسكني عندك زواج ليش نقشتي تعرفون علوم اللقافة بالذات الطالبات .
بينما هوازن قالت : انا ابغى بس ابغى مارسة تنقشلي
قلتُ وانا أضحك : هههههههههههههه والله هالمارسة سرقت عليك الأضواء يا عُشبة .
رفعت ريناد الآيباد امام وجه مارسة وهي تقول : ابغى زي هذا تعرفين تسوينها ولا لا ؟
قالت مارسة وهي تكمل النقش لبلقيس : ايوا اعرف استني اخلص من بلقيس وانقشلك .
إلتفتت هوزان إلى ابنتها لجين وهي تقول : تبغينهم ينقشولك .
قالت لجين وهي تنقلب بالجهة الأخرى عكس إتجاهنا : لا ماما ابا انام .
قالت هوازن : بكيفك بس بعدين لا تبكين ليا انا ما اعرف انقشلك.
لتقول مارسة : اذا بعدين تبى احد ينقشلها قوليلي وانا بنقشلها .
لتهز هوازن رأسها وهي تبتسم بود .



***


الآن الساعة الثامنة مساءً و بين هذه الظلمة يقبع " أغيد " بالأرض و على الشارع الثاني يقبع صديقه و بكل شارع يقبع مبتور يد
تقدمتُ إليه حتى اصبحتُ مقابله رميتُ بالمال بحجره
ليرفع هو بصره إلي بحيرة مصحوبة بصدمة و يرفع المال لأعلى و يبتسم وهو ينظر إلي : خمس مية !!!
هبطتُ بجسدي إلى الأرض مقابلاً له و أنا أربت على فخذه : تستاهلها يا أغيد .
إحمر وجهه و هو يحك رقبته بيده اللآمبتورة و يبلع ريقه ليقول : هاه كيف عرفت اسمي يا الكاسر ؟
إبتسمتُ وانا أنظر للشارع المقابل حيث صديقه " هزيم " مبتور اليد : من صاحبك هزيم سمعته يناديك .
أنزل يده من على رقبته وهو ينظر إلي بإمعان : اخوي خمس مية مرة كثيرة عليا .
و وصلتُ إلى النقطة المنتظرة قلتُ بعجلة و أنا انظر إلى المبتورين المنتشرين بكل رصيف : ليه ذولي ما يشاركوك بالفلوس .
قال وهو يشد بيده اللامبتورة جيب قميصه الرمادي الذي أراهُ به كل يوم فعلمتُ بحركته هذه أنه سيكذب
وقبل أن يتكلم وصلتني رسالة من الهاتف الذي لا يخص العمل
كنتُ سأتجاهل الأمر إلا أن الرسالة راودتها أخرى فعقبتها أخرى و أخرى
عقدتُ حاجبي بإستغراب وشيءٌ من الخوف وانا أتمتم : الله يستر .
أخرجت الهاتف المحمول من جيب ثوبي السكري لأفتح الرسالة الأولى والتي كتب بها " مركز الكاسر للخير إحترق وقد عمل البعض على إطفاء الحريق "
وكُتب بالأسفل " فاعل خير "
وذات الرسالة من ذات الرقم تكررت
رفعتُ رأسي للسماء وانا احمدلله : الحمدلله يارب , الحمدلله عدت على كذا الفلوس تتعوض .
قمتُ من على الأرض وانا أبتسم له : بكرة نكمل كلامنا إن شاء الله الحين جاتني شغلة مهمة .
تحركتُ إلى سيارتي الخاصة التي لا دخل لها بالعمل .
ترجلتها وانا أتحرك بسرعةٍ متوسطة حيث المركز .
تمتمتُ بهدوء " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإانا إلى ربنا لمنقلبون " .
ربع ساعةٍ مضت حتى وصلتُ إلى المركز
نزلتُ من السيارة وانا أنظر للمركز بإستغراب فلا حريق و لا أي كائن يقف ها هنا
تقدمتُ الخطى حتى دخلتُ المركز الذي لم توضع جميع أبوابه بعد
مررتُ بالدور الأول و أنا أشتت نظري بالإتجاهات جميعها يمنةً و يسرة و للأعلى و الأسفل
ما الخطب ؟ من الذي قد أرسل هذه الرسالة ؟ ما الذي يجري ؟
صعدتُ إلى الدور الثاني على السلالم مشيتُ خطوة تعقبها خطوة ليصلني صوت أنثوي ناعم و لغةٌ لا أفهمها : سلام إيي أكشاملار ؟
إلتفتُ للخلف لأراها فتاةً شقراء شبه عارية
أخفضتُ بصري للأرض أغض الطرف وانا اقول بالإنجليزية بشيءٍ من الغضب والآخر من الإستفسار : من أنتِ ؟
لأسمع صوت كعبها يضرب بالرخام وهي تدنو مني شيئاً فشيئاً وتقول بدلع لا أستصغيه البتة : يبدو انك لا تفهم التركية الكاسر " لتردف " قلت لك سلام مساء الخير والآن أقول انا معجبةٌ بك .
تراجعتُ الخطى للخلف و انا اتمتم : استغفر الله , استغفر الله " لأقول بغضب جامح وصوتي بدأ يحتد " من أنتِ و كيف جئتِ إلى هنا فلتخرجي حالاً .
إقتربت خطوة و تراجعتُ خطوة
أغمضتُ عيني بشدة ومن ثم فتحتها و أنا أزفر بشدة رفعتُ عيني إليها وأنا أصرخ : اخـــــــــــرجي.
إقتربت وهي تتحرك بحركاتِ مغرية وتقول بغنج : كاسري ما بك إني أُحبك .
رفعتُ يدي اليمنى لأغرزها بمنابت شعري و أرطم أسناني لتصدر صوتاً دوياً ببعضها لأعض لساني
وأقترب منها حتى أصبح مقابلها تماماً و رائحةُ عطرها تناكف شعيرات أنفي و تزيد من إضطراب رئيتي
سحبتُ شعرها الأشقر الطويل الناعم بشدة أتأصله من جذروه : من أنتِ من ؟
سحبتُها إلى الدرج لأخرجها من المبنى كاملاً
صرخت بشدة : إنك تؤلمني
لم تتحرك وهي تثبتُ قدمها بالأرض بشدة
رطمتُ رأسها بالجدار للتتأوه ألماً و تخر بالأرض و شعرها يحجب ملامحها
رفعت يدها إلى رأسها وهي تفركه وتتأوه : آه انك شرس رأسي يؤلمني .
أمسكتُ بيدها اليمنى بقوة أعتصرها و أعتصر غضبي صارخاً : أخـــــرجـــــي و إلا ستموتي بكلتا يدي .
بدل أن تبتعد إقتربت أكثر وهي تُقَبلُني بأماكن متفرقة من جسدي
هززتُها بشدة وأنا أضرب رأسها بالجدار ومن ثم أسحبها لأعود لضربها بالجدار : فلتخــــرجي بسلام .
قالت ببكاء تحول و عيلاً : آآآآآآآآه اتركني ايها المجنون .
تركتُها وانا أمسح وجهي واستغفر : ما الذي ترِيديه مني ؟
قالت وهي تمسح دموعها و مخاطاً يلتصق بيدها : إن الرجل الشرقي تغريه الفتاة الفاتنة مثلي غريب أمرك !
إبتسمتُ بسخرية لأقول : الرجل الشرقي الحقيقي هو من يحب الجوهر قبل المظهر هذا هو الرجل الشرقي فلتصححي ملعلوماتكِ ومعلومات من أتى بكِ و أعيد لكِ للمرة المليون
فلتخـــــــرجي بســـلام .
توكأت بيدها على الأرض لتقوم برشاقة بجسمها الفاتن يبدو أن الشيطان يلهيني بهواه إستغفرتُ مراراً و تكراراً
بينما هي وصلت للمكان الذي قد رأيتها بهِ حين دخولي لتأخذ حقيبتها الحمراء بلون كعبها و تخرج ورقة بيضاء
إقتربت مني كنتُ سأصرخ عليها فقد وصلتُ إلى ذروة غضبي إلا أنها لم تلتصق بي كما ظننت بل تعدتني بخطواتها إلى أن وصلت للجدار من خلفي و قشعت الورقة اللاصقة
لتلصق الورقة بالجدار وتتجه بخطواتها حيث الدرج بعيداً
إقتربتُ من الورقة وأنا أنظر للغة التركية التي لا أفهمها كُتب بالورقة : Cehenneme git
توجهتُ بخطوات سريعة إلى الدرج لأنظر لأسفل ولا أجدها كنتُ سأسألها عن المكتوب بالورقة
من هذه يا ترى ؟ ! .



***


دخلتُ إلى غرفة نومي لأرى على سريري زهرة وردية
إقتربت أكثر من السرير وانا أمسح وجهي بإرهاق و خوف مما كُتب بها من المجهول
أخذتُ الزهرة لأسحب الورقة الصغيرة البيضاء التي كُتب بها : جذابة بالبجامة الوردية .
إلتفت يمنةً و يسرة بخوف وانا أضع يدي على قلبي
كيف يراني ؟ كيف ؟ ومن هذا ؟ والأهم مالذي يريده مني ؟
عدتُ لأنظر بالورقة ويدي ترتعشان خُط بالأسفل : يوم 2 : الوداعة - اللون الزهري .



***
دخلتُ إلى الجناح وتوجهتُ إلى غرفة النوم بالتحديد الآن الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل يبدو بأن ناجي قد عاد من المستشفى
فهذا تقريباً وقتُ عودته إني لا أقوى على مواجهته روحي منهكة وجسدي مهدود من رجاء قربه
على الرغم من أني قلتً لنفسي الحب عطاء و ليس غيرة إلا أن الغيرة ستقتلني
قلبي يقول هو لكِ وحدكِ أنتِ من صبرتي أحد عشر سنة على اللاشيء وعقلي يقول فلتدعيه يهنأ فالخطأ واقع عليكِ ليس بكِ ما يلفت إنكِ كالرجال
أنتِ أنثى ناقصة وهو رجل كامل يحتاج لأمرأة كاملة حتى يكمل حياته
تنهدتُ بضيق زفرتً لأطلق صراح ضيقي و أُذيبُ قضبان سجن قفصي الصدري
و ضعتُ يدي على مقبض الباب لأفتحه
حتى أًصدم به قاعداً على السرير و أمامه جهازي " اللاب توب " الذي قد طبقتُ شاشته دون أن أغلقه هو على صفحة المنتدى حيث كلماتي التي بقلبي سنيناً طويلة ضائعة و آخر مطافها الإنترنت حيث الملايين
شهقتُ بقوة جراء صدمتي و أنا أضع يدي بقلبي
رفع عينه لي ليقول وهو يعقد حاجبه :



***

إنتهى الجحيم

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .


طبعاً انا ما نزلته الأربعاء لأني قلت لكم وقت ما يكتمل الجحيم بنزله
يعني ما هو على الموعد و الحمدلله اكتمل =)
والجحيم الجاي وقت ما اخلصه بنزله .
كونوا بخيــر $



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-14 الساعة 10:26 PM
الشجية غير متواجد حالياً  
التوقيع

حيزبون الجحيم / بقلمي

شكرًا للجميلة فدا لعيونه بالمنتدى المجاور , سلمت يمينك ِ يا غالية |~
رد مع اقتباس
قديم 18-07-14, 04:50 AM   #29

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

إجبــار !

قد نتذمر أحياناً من أوامر الوالدين
ولكن نحن مجبورون بطاعتهم بإختصار
لأن عقوقهم هو النار فلن يدخل الجنة عاقٌ لوالديه،ففي الحديث: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث.
وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بما أعطى".
و لكن هل قال الإسلام أن ننفذ المعاصي
فقط تلبية لإجبارهم !
لا لم يقل إذاً ما علينا إلا الدفاع
الدفاع عن ديننا الاسلامــي
خير نعمة .





الجحيـــم


( 8 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **


دخلتُ إلى الجناح وتوجهتُ إلى غرفة النوم بالتحديد الآن الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل يبدو بأن ناجي قد عاد من المستشفى
فهذا تقريباً وقتُ عودته إني لا أقوى على مواجهته روحي منهكة وجسدي مهدود من رجاء قربه
على الرغم من أني قلتً لنفسي الحب عطاء و ليس غيرة إلا أن الغيرة ستقتلني
قلبي يقول هو لكِ وحدكِ أنتِ من صبرتي أحد عشر سنة على اللاشيء وعقلي يقول فلتدعيه يهنأ فالخطأ واقع عليكِ ليس بكِ ما يلفت إنكِ كالرجال
أنتِ أنثى ناقصة وهو رجل كامل يحتاج لأمرأة كاملة حتى يكمل حياته
تنهدتُ بضيق زفرتً لأطلق صراح ضيقي و أُذيبُ قضبان سجن قفصي الصدري
و ضعتُ يدي على مقبض الباب لأفتحه
حتى أًصدم به قاعداً على السرير و أمامه جهازي " اللاب توب " الذي قد طبقتُ شاشته دون أن أغلقه هو على صفحة المنتدى حيث كلماتي التي بقلبي سنيناً طويلة ضائعة و آخر مطافها الإنترنت حيث الملايين
شهقتُ بقوة جراء صدمتي و أنا أضع يدي بقلبي
رفع عينه لي ليقول وهو يعقد حاجبه : اشبــــك ؟
إبتعلتُ ريقي و تكلمتُ بتلعثم و أنا أحرك يدي بالهواء بعلامة " لا " : هاه مافيني حاجة .
أطبق شاشة الحاسب المحمول " اللاب توب " وهو يضعه على " الكوميدينة " بجانبه ويقول وهو يفرك عينيه : لابتوبك مخلص شحنه كنت أحتاجه شوي بشغلة بسيطة عشان لابي يشحن بالمجلس .
سحبتُ القدر الكافي من الهواء لرئتي وانا أتقدم بخطواتي إتجاه " التسريحة " لأتناول كريم لترطيب البشرة وتنعيمها
جلستُ على الأريكة و انا أضع من الكريم بيدي اليمنى لأفكرها باليسرى ثم أنشر الكريم بساقي
و صلني صوته وهو يتقلب بالسرير و كأنه في صراع ما : خلصي بسرعة و طفي النور ابغى انام و ايوا صح ترى اخواني متفقين بكرة على طلعة للشلال
بما انه يوم للحريم و أختك هوازن و اخوي الكاسر ما يحبون حركات الإختلاط .
دهنتُ ساقي بالكريم دون أن انظر إليه : ما ابغى اروح انا بجلس هنا .
و صلني صوته مستفسراً و مستفزاً بالوقت ذاته : و ليش إن شاء الله اعرفك متهورة وتعشقين الملاهي ايش صار الحين ؟
متهورة هذا كان يا مكان و لكن لم يكن الآن فيما مضى كنتُ متمردة أثبتُ وجودي بأي مكان أتواجد به اما الآن فأنا اللاشيء
ليس حياءً كأختي " هوازن " ولكن ضعفاً بخلجاتي لستُ جميلة وناعمة كالأنثى ولستً قاسية كالرجل إذاً من أنا حتى أتمرد ؟!
وقفتُ على قدمي لينسدل " الروب السماوي " و يغطي ساقي سحبتُ خطواتي على مضض إلى " التسريحة " لأضع الكريم عليه
عدتُ أدراجي حيثما يقع السرير و يقبع عليه قاتل أحلامي و حبي الأزلي
إستلقيتُ على السرير و أنا أسحب جزءًا من اللحاف المشترك دون إشتراك ارواحنا بإتجاهي
سحب هو اللحاف بقوة إتجاهه وهو يقول بصوتٍ حاد : اكلمك ردي
حركتُ إصبعي على الوسادة و أنا اكتب كلمتين دائماً ما اكتبها بالجمادات و حتى الغازات " عشيقة السفاح "
نعم أنت سفاح الكلمات المصحوبة بالسخرية اللاذعة وانا عشيقتك صريعة حُبك
قلتُ بصوت خافت : ما لي نفس والله .
إقتربت مني إلى أن إلتصقت بي ثم إبتعدت عني بسرعة
إلتفتُ إتجاهك حتى أراك تمسح رقبتك و جبينك و أنفاسك مرتفعة ومضطربة لتقول بصوت مهزوز بالكاد يسمع : انا كم مرة أقولك هالكريم ما تحطيه ما تحطيه ما تفهمي انتِ
زفرتٌ بضيق لأقول : تراه خلص وما عاد بشتري زييه ابد ارتحت .
لتقول ببرود : ايوا ارتحت و ليش ما تبغين تطلعي معاهم ؟
قلتً وانا أغمض عيني لأحلق بالأحلام بعيداً عن الكوابيس الواقعية : قلتلك مالــــي نفس و بعدين انا من زمان ما صرت أحب ألعب ولا نسيت .
وضعت يدك اليمنى على كتفي لتقول : ادري بس ليه كرهتي اللعب ؟
أغمضتُ عيني و أنا اقول : بسببك


*

*


قالت " بسببك " وهي مغمضة العينين نعم تغمض عينيها الواسعتين لتحبس بهما دمعة متمردة حتى و إن كنتِ سابقاً متمردة بتصرفاتك
فأنتِ حتى الآن لم تفقدي تمردكِ البتة الآن دموعكِ متمردة صوتكِ الباكي متمرد حزنكِ متمرد أشجانك المرتسمة بوجهكِ متمردة عليكِ
ما اختلف عن الماضي أنكِ أنتِ من كنتِ تهوين التمرد أما الآن التمرد من يهواكِ
إنتشلتها عن اللحاف بشدة لأزرع رأسها بقلبي احتضنها بشدة و أنا أغمض عيني و ضربات قلبي تعلن تمردها لكِ
رائحة عطرك و " كريمك " تغلغت برئتي أحاول طردها لئلا أبكي رجولتي الناقصة
إبتعدتي عن صدري وانتِ تمسحي دموعكِ الشفافة عن ملامحكِ الفاتنة
قلتِ وانتِ تشهقين ومع كل شهقة يزفر قلبي ألماً لإنكتام زفيرك : تعرف .. ليـ..ـه ما احـ..ب الملاهي .
قلتُ أجاريها وانا أبتسم : ليه ؟
أخذت تمسح عيناها بعشوائية و وجهها و ردي لشدة بكائها , بكاءها الذي عشقته معزوفة موسيقية عذبة و قاتلة بالآن نفسه
قالت وبصوتها خوف : لانو آآ ما عندي اطفـ
قطعتُ كلمتها وأنا أصرخ قبل ان تهيج هي و تصرخ ولا أستطيع حينها بتر صرخاتها : خلاااااااااااااص كم مرة باليوم تعيدين السالفة ما يئستي من احد عشر سنة وانا اقولك انك تقرفينــــي
تقرفيني ما تفهمي
قامت من السرير تجري بعيداً عني لتتركني خلفها أبكي قهراً لبكاءها
أتظن انها ناقصة
ألم تشك بأن بي خطب ما
بريئة انتِ يا " عُزوف " وردة يانعة زاهية مهما نقصت عوامل حياتها من ماء و تربة و ضوء شمس
مهما قسوتُ عليكِ ونعتكِ تلومين نفسك تعيشين لأعيش " أنا " فلو أُخذت روحك أقسم بأني جسدٌ بلاروح
لأن روحي ملككِ وإن لم يكن جسدي لكِ
فبإنتزاع روحك تيقني أن روحي أُنتزعت بقسوة
أحبك لو لم أكن أحبك لكنتُ طلقتُكِ منذ الأزل
أُحبك بأنانية
أعتبركِ ملكٌ لي
أنتِ لي وحدي أنا وفقط .



***




بعد حادثة تلك الفتاة التركية المجهولة عدتُ أدراجي إلى المنزل ولا زلتُ أستغفر فصورتها لم تبتعد عن مخيلتي
كانت فاتنة لأبعد درجة ممكنة و لله كل الفضل والمن فثالثهما الشيطان و رغم هذا لم أقربها الحمدلله حمداً كثيراً
إمرأة واحدة فقط فاتنة " هوزان " وفقط و فقط لا أحد غيرها
فاتنة ببراءتها بطفولتها و شفافيتها و عفتها
أجمل نساء الأرض حياءً
أجمل نساء الأرض حكمةً
حال عودتي مباشرةً ناديتُ إبنتي ريناد وكانت الساعة حينذاك التاسعة مساءً


دخلتُ إلى المنزل لأجد ابنتي " ريناد " قابعة بالصالة مع بقية بناتي و إبنة أخي " معن "
ناديتُها : ريناد بابا تعالي
قامت من على الأرض لتقترب مني وتقول : ها بابا
وضعتُ يدي على كتفها و بأمر : يا بابا بآيبادك شوفي لي معنى هالكلمة " مددتُ إليها بتلك الورقة
قالت بإحترام : طيب بابا بس هاذي اي لغة
أجبتُها : تركية
إبتمست وهي تقول بحماس ممزوج بفضول : واااااو تركية من وين لك هاذي الورقة بابا ؟
مشيتُ إلى الدرج متجاهلاً لسؤالها وانا أقول : ترجميها وتعالي بدون ما تدري امك واعطيني ياها .
مضيتُ إلى الجناح و كالعادةوجدتُها بالصالة بجلالها قابعة على سجادها تُسمع آيات الله لنفسها لئلا تنساها ويطويها النسيان
كيف لي أن أرى إمرأة غيركِ يا هوازن
أريد إقتلاع عيني لتبسطي يديكِ وتأخذيها تمحي هذه الصورة المحرمة لتضعي حلالكِ بها
لأغفر عن ذنبي و أنتِ تسامحيني
إلهي أنت تعلم ما بداخلي من ندم و قهر تعلم يا غافر الذنب أني لم أرد رؤيتها البتة
تعلم يا إلهي أني حاولتُ غض بصري فلم أستطع فقد تشبتت بي و لم تبتعد حتى رفعتُ عيناي لها لأصرخ واضربها
من هي هذه ؟ من ؟
سمعتُ طرق الباب لترفع هوازن عينيها وتهم بالوقوف
أشرت لها بأن تجلس واقتربت من الباب
مدت إلي ريناد الآيباد
لأتناوله وتتوسع عيناي تدريجياً مما كُتب
كُتب " اذهب إلى الجحيم "



***



وضعتُ يدي على مقبض السيارة لأفتحه و من ثم سحبتها و أنا أدخلها بجيب ثوبي الأبيض الأيمن فالأيسر زفرتُ بضيق وانا أقول : استغفر الله نسيته
عدتُ أدراجي إلى داخل القصر لأتحمحم بصوتٍ عالٍ خوفاً ان يكون هاهنا أحد ومن النساء : يا ولـد
تقدمتُ بخطواتي و انا اصعد الدرجات سريعاً قاصداً " الجناح "
ما إن وضعتُ يدي على مقبض الباب حتى ينفتح من الداخل لأراها واقفة امامي بعباءتها التي قد وبختها عليها كثيراً
رفعت رأسها لي لتقول بنفس سيئة : ابعد ورايا دوام .
وكأنها لم تفعل شيئاً قط !
دفعتها للداخل لتترنح بخطواتها و ينسدل شعرها القصير الأسود على وجهها حتى تثبت أقدامها بالأرض لترفع رأسها وتبعد خصلات شعرها عن وجهها وهي تقول : خيـر تدفني !
إقتربتُ منها خطوة تلوها خطوة بينما هي تبتعد بعدد خطواتي للخلف وعيناها علي بفزع هي مهما تظاهرت بالقوة تبقى ضعيفةً للغاية
سلاحها لسانها و ضعفها قلبها
بخطواتٍ بسيطة أصبحتُ امامها و الجدار يلعن نهاية المطاف من خلفها أمسكتُ بيدي اليسرى كُم يدها اليمنى المزخرف بألوانٍ لآفتة جررته بقوة و صرخت بها : انا كم مرة اقولك هالعباية ما تلبسيها كم مرة ؟
وضعت يدها أمام وجهها خوفاً من صفعة قد تتساقط أسنانها أرضاً لشدتها قالت بصوت بزغ به الأسف : ما اعيــ...دها والله .
كنتِ سابقاً حالما أصرخ عليكِ تهاجمين أماالآن فأنتِ تدافعين و حسب
ضعفتي كثيراً يا عُطرة وهذا ما كنتُ أريده فكلما كنتِ قوية وقعتِ بالمعاصي بدنس الثوب
لا أدري كيف صبرتُ أحد عشر سنة عليكِ ؟
هل لأنكِ إبنة خالي ؟ أم لأني أعلم بأن مصيركِ مرتبط بي رغماً عني فأبي سيمسح بي الأرض إن تركتُكِ
أم لأني أُحبُكِ يا خائنة ؟
لا أنا لا أحبها , إذاً لما الغيرة عليها
إن لم أغر عليها فعندها سأكون ديوثياً
أنزلتُ يدي التي ستصفعها و التي كانت بمنتصف الطريق ما بين وجنتها و صدري
قلتُ بإبتسامة حاولتُ أن اخفيها : خلاص ما بضربك بس والله يا عُطرة ان عدتيها ما تلومي الا نفسك والله وعز الله وجلاله .
هزت رأسها بالموافقة
بينما أنا اعطيتُها ظهري حتى صلتُ للباب ثم تذكرتُ ما أتيتُ إلى هنا لأجله
عدتُ للوراء لأراها واضعة يدها على قلبها و عينها بالأرض
إقتربتُ من " التسريحة " تناولتُ الهاتف ثم خرجت من الجناح
لأرى ابنتي و إبني مصطفان عند الباب يبدو بأنهما قد سمعا اصواتنا فعيني بلقيس بها خوفٌ كخوفِ أمها
أتعلمون لا أشعر بالحميمة اتجاه اطفالي البتة وكثيراً ما يتوارد إلى ذهني انهم جاؤوا بالحرام
لكن أقول لنفسي بعقلانية ان طيشها بالماضي اما الآن هي إمرأة عاقلة و يُحال أن تكون خانتني بعد جلدي لها
حتى أني قد فكرتُ بالتحليل الوراثي " dna " و لكني لم ألجأ إليه لربما يكون بي شيئاً من الثقة إتجاهها و أخاف أن تضمحل ثقتي بها
بذاهبي إلى المستشفى .
مشيتُ من جانبهم دون أن احادثهم و نزلتُ إلى الأسفل و لخارج القصر إلى الشركة .


*

*

خرج من الغرفة بهدوء عكس دخوله المكتنز بالضوضاء أنزلتُ يدي عن قلبي و أنا أُحاول التحكم بضرباته عن طريق سحب قدر كافي من الهواء وإدخاله بعميلتي شهيقٍ و زفير
و ترطيب شفتي بلساني إلى متى سأعيش معك بهذه الحال
تشُكُ بي والعلم يثبت ظنك
أقسم بطهري و العلم يبطل قسماني
و إلى متى ؟ !
خلعتُ عباءتي و أنا أفتح الدولاب لأتناول عباءة كتفٍ غير مزخرفة لبستُها و أبطتُ حقيبتي السوداء
تدافعتُ بخطواتي حيث الباب لأجد كلاً من بلقيس و وائل ينتظراني
قلتُ وانا أسبقهم إلى الدرج : أتأخرنا على المدرسة يلا امشوا .


***




رميتُ الورقة على المكتب وانا أمسح على وجهي و شعري بحيرة : ما أدري يا احمد ذي طلعتلي من وين
أخذ يضرب بأصابعه المكتب بنغمة تزيد من توتري : والله يالكاسر ما ادري وش اقولك يا اخوي يعني تركية و ترمي نفسها عليك و بعد كاتبتلك تهديد
دفعتُ بالكرسي للخلف و تقدمتُ بجسدي للأمام : لزوم ابحث عنها بالإتصالات أبغى اعرف مكانها و افهم كل حاجة ان كان ماهو براضاها فغصب عنها
ابسط أصابعه التي كانت تصدر النغمة العشوائية بالمكتب ليقول بجدية : وانا معك يالكاسر إلا إنه هالناس ما يتعاملوا بطريقة مباشرة
عقدتُ حاجبي لأقول بتساؤل : يعني ؟
سحب الورقة من المكتب وقال : مدري شقولك لكن بالمختصر الظاهر انها صعبة وما بترضخ بسهولة .
فتحتُ أحد ملفات الجرائم بلا هدف ومن ثم أغلقتُه وانا ازفر لأطرد حيرتي : احنا أول خلنا نعرف مكانها ثم نفكر بهالأمور , إلا ايش بغيت من الورقة ؟
قام من على الكرسي وهو يقول : بتأكد من الترجمة يالكاسر انت عطيتها لبنتك وهي صغيرة يمكن غلطت بحرف انا بتأكد ونشوف وش يطلع معي .
هززتُ رأسي بالموافقة وانا أعيد أنظاري إلى الملفات أمامي .



****



أنزلتُ " الكمامة " عن أنفي و أنا أحُك حاجبي و أمسح عرقي عن رقبتي
تقدم الأهل الأم و الزوج و بجانبهم الأبناء
أشخاص ذو معالم إعتدتُ رؤيتها
معالم التساؤل المخلوطة بشيءٍ من الخوف و آخر من السعادة
قلتُ ببرود وانا أغتصب إبتسامتي قد إعتدتُ هذه الطقوس : الحمدلله ولادة ناجحة و المدام بخير و مبارك عليكم البنت .
أشرقت و وجههم سعادة واخذ الأبناء يتشاجرون بالتسمية
جررتُ خطواتي بعيداً عنهم إلى القسم النفسي الذي يقبع بالدور الأعلى
إستقلتُ أحد الأصنصيرات إلى أعلى حتى وصلتُ إلى القسم وبالتحديد الحُجرة المطلوبة
طرقتُ الباب ليصلني الصوت الذي لا أعرفه وسأتعرف عليه الآن : تفضل .
حركتُ " أوكرة " الباب لأدخل ألقيتُ السلام ليردا السلام كاملاً
قال متعب بترحيب وهو يقف : يا حيا الله دكتور ناجي , " أشار بيده علي ليقول له " اخصائي النساء والولادة ناجي " ثم أشار عليه ليقول لي " الإستشاري النفسي مشعل
قال مشعل : تفضل اجلس يا دكتور ناجي
جلستُ على الكرسي لا أقول : زاد الله فضك , إلا كيف النفسية ؟
ضحك وهو يقول : هههههههههههههه عالي العال هاه هاذي اعتبرها سخرية بنفسيتي ولا مدحة .
قلتُ و أنا أبتسم يبدو أنه انسان إجتماعي بعكسي أفضل الإنطوائية غالباً : أعتبره مثل ما يرضيك .
أشار إلي و إلى متعب ليقول : انتبهوا على نفسكم مني يمكن أطلع بكم حاجة نفسية .
قال إستشاري النساء والولادة " متعب " : والله إن انا من بطلع بك النفسية قبل تطلعها فيني .
تراجع هو بكرسيه ذو العجلات للخلف وهو يضع يده أمام وجهه : من بدايتها الله يستر ايش تاليها .
ضحكنا على تصرفاته المرحة بعكس شكله الذي يبعث الجدية بالمحيط !


***


أدخلت الهاتف المحمول " الجوال " بجيب بنطالي من تحت عبائتي نلبسها حال النزول لأسفل خوفاً من مقابلة ممن لا يحلون لنا من أبناء خالي عبد القوي
وما أن نجتمع بمجلسٍ واحد حتى نخلع العباءة و ماعلى الرجال حال الدخول هو التحمحم للتنبيه بدخولهم هذا كله إلتزام بديننا الإسلامي الحمدلله على نعمة الإسلام
لكن هذه المرة لن أخلع عباءتي فالآن الساعة الخامسة عصراً سنمضي حيث ملاهي " الشلال " رغم أني قد رجوت " ناجي " بالقعود إلى أن إصراره على ذهابي قد أخافني
لا أريد أن استمع إلى صرخاته فقد تعبتُ حد الإعياء
نزلتُ إلى خارج القصر جميعنا سنذهب مع سائقين سنقسم بسيارتين
ما إن خرجت حتى وجدتُ الجميع منقسم
قطبتُ حاجبي و أنا أركز نظراتي بالسيارتين باحثة عن مكان شاغر بأحداهما
أخرجت أختي هوازن يدها المغطاة بالقفاز الأسود للخارج تشير لي بالإقتراب فهي عفيفة حياءها يكسي الأرض تخاف أن يستمع السائق إلى صوتها !
حقاً لا أجد هذه الأيام مثل أختي هوازن
فمنذ تقريباً عام 1431 هـ إلى الآن عام 1435 هـ
أصبح العالم فوضى
الكل يلهو بالدنيا و لا يفكر بالآخرة
لكن حالما يأتي الموت لن نستطيع العودة للوراء لتغيير الأمور
نعيش بمعمعة بين أريد طاعتك ربي و أعصيك بإتباعك يا شيطان
أدرك هذا كما تدركون لكن نبقى بالخطأ مغرقون
إقتربتُ من السيارة شيئاً فشيئاً وما أن أصبحت الرؤية واضحةً لي حتى تمنيتُ أن أعود للوارء فهاهنا تقبع عمتي " ساجدة "
و أنا بهذه الفترة أصبحتُ لا أطيقها حتى أن جلوسي معهم يوم مجيء عُشبة ما كان إلا إحتراماً لعُشبة التي قد قطعت ما يقارب السبع مائة كيلو حتى تزرونا
ترجلتُ السيارة بهدوء و الخمار يغطي تعابير وجهي المتجهمة ألقيتُ عليهم السلام ليردوا بهدوء
و ما نستمع طول الطريق إلا صوت أنفاسنا فـ " لجين و رتاج و ريناد " نائمات لأنهن لم ينمن حال عودتهن من المدرسة
أما عمتي ساجدة و هوازن و صائمة ملتزمات بالصمت والبقية بالسيارة الأخرى
عدتُ بذاكرتي حيث مخططاتُ عمتي " ساجدة "
حيث انتحابي و شهيقي
حيث الأجاج الذي لا يقتل
لا يقتل بدفاعك عني
بل يعيش بقتلك لي

إبتمست و أنت تقبل رأسها فيدِها :كيفك يمه عساكِ طيبة ؟
لتبادلك هي الإبتسامة بإبتسامة أكبر و تقول : زين ما جيت يا وليدي و راي حكي بحكيك ياه ؟
لتجلس أنت بالأرض عند أقدامها وتقول : كلي آذان صاغية يمه .
مدت يدها المجعدة لدخولها سنون العجز ربتت على كتفك بحنان أموي آخر مرة شعرتُ بهذا الحنان وانا بسن العاشرة وبعدها فارقت أمي الحياة
أشتاقكِ كثيراً يا أمي أكثر من كل شيء
إرتفعت يدها لأعلى تسمح على شعرك الأسود بنعومة لتقول : وليدي تدري بي أريد اشوف بزارينك يملون هالبيت سعادة والله يا وليدي إن اطريهم كثير خاطري أشوفهم قبل لا يسلبني الموت
لتقول وانت تضع يدك على فمها : يمه والي يسلمك ماله داعي هالكلام الله يطول بعمرك .
أبعدت يدك عن فمها لتقول بما أسقط دموعي اللامتناهية : شف يا وليدي عُزوف بنت أخوي غاليتن علي بغلاة اخوي و عمتك زبيدة لكن يا وليدي بي شيٍ بقليبي يقول هي إبها عقم
و الشرع م حللك أربع خلها بذمة و خلي الثانية علي , ها وش قلت ؟
صدرت مني شهقةً خافتة لم يسمعها كلاهما
جريتُ بعيداً عن الحجرة لئلا تزداد شهقاتي
فأنا أعلم الإجابة أعلم أنه وافق
فلما يحرم نفسه من الأطفال أليس كل رجل يريد أن ينتشر إسمه على أكتاف أبناءه النبلاء ؟!
إذاً أنت وافقت


أصبحتُ لا أطيق النظر إلى خالتي وبذات الوقت اتذكر جمائلها فلولا الله ثم هي لما تربينا على الأخلاق و لما أحسسنا بشيءٍ بسيط من مشاعر الأمومة
ففي الحقيقة هي لم تقصر إتجاهنا البتة لقد كانت تعاملنا كما تعامل أبناءها فلا يظن الغريب لوهلة أننا لسنا بفتياتها
سأحاول نسيان ما عرضتِه على ناجي يا خالتي رداً للجميل و حسب .



***




جلس على الكرسي أمامي و بصوتِهِ تردد : اسمع يالكاسر سألت خطوط الإتصال و قدروا يحددون موقعها
نشبتُ أصابعي ببعضها لأسندها على المكتب و بإهتمام : ايه وش طلع معك ؟
تنهد بضيق ومن ثم زفر ليسحب نفساً عميقاً : طلعت متواجدة بمركزك
قلتُ بتعجب : كيــف !!! المركز هالحين فيه عمال ما بتقدر تدخل
قال وهو يمدد يده على المكتب : ما اعرف والله يالكاسر بس قلت لك هالبنت شكلها صعبة و وراها مشكلة
و الترجمة طلعت مثل ما ترجمتها بنتك " اذهب إلى الجحيم " .
أمسكتُ بجوالي حتى أرى الساعة بقي عدة دقائق و سنسمع اذآن المغرب
زفرتُ بكدر : ما ينفع نطلع هالحين اول شي لزوم نصلي و الثاني شغلنا باقي عليه يا احمد
قم قم بس خلنا نتوجه لله ثم نلازم الشغل و لا انتهيت بروح لها .
قال هو بطيبه وحسن نيته : تبيني اروح معك ؟
إبتسمتُ له وأنا اقول بشيء من الإمتنان : ايه والله تعال ما ابغى اختلي معاها مثل المرة السابقة وحنا ما بنروح الا بالليل يعني العمالة خلصوا اشغالهم .



***


اليوم إختلى القصر لا يوجد به أحد غير الخدم مثلي فضلتُ الجلوس على الذهاب معهم فأنا لا أحبذ الإزدحام وأفضل كثيراً الأماكن الضيقة عن الإتساعات فبكل إتساع تتخبط أشجاني بلا هدف
و بكل ضيقة يلتف الشجن ليعود إلي " أنا " وكأنه بحلقة مغلقة ما أن يبتعد عن مصدره حتى ينتمي إليه
نوافذ المجلس مفتوحة و حفيف أوراق الأشجار تكمل معزوفة حزني
لماذا دائماً أشعر أني غريبة عن كل شيء
بوطني أشعر بالغربة
و قرب امي و ابي اشعر بالغربة
و بكل مكان غربة !
خرجتُ بخطواتي من المجلس ومن القصر بأكمله حيث يقبع أبي وتقبع مخططاته
دخلتُ للمنزل الذي هو أصغر من القصر الآف المرات و رغم هذا به من الإنتماء و الروحانية أكثر من القصر !
وجدتُه قابعاً بالصالة ألقيتُ السلام و تقدمتُ الخطوى نحوه لأُقبِل رأسه فيده
فأجلس مقابله
بادر هو بالحديث بما يؤلمني الآن : فكرتي يا بنيتي بكلامي لك قبل .
قلتُ وانا أخفض بصري للسجاد الكحلي الذي يغطي الأرض : ايه و قراري هوا ما ابغى اسوي ما نويته يا ابوي .
رفعتُ عيني له لأجد النار قد شبت بعينيه إبتعلتُ ريقي قال هو : تكسرين شوري تكسرين كلمة ابوك .
حركتُ رأسي بـ " لا " : لا يا يبه بس القصد يا ابوي عبدالقوي كبرك يا ابوي وانا ما اقدر اتزوج واحد بعمره .
توكأ بيده على الأرض ليقوم بينما انا قمتُ بخفة وعيناي تتوسع و خطواتي تتراجع و قلبي يهوي
إقترب مني و هو يصرخ : ليه وش ناقصه عبدالقوي رجالن بألف رجال عز ومال قصر و عماير و سيارات و خدم وحشم و ماتبيه
قدامي يلا لبسي عباتك .
قلتُ بشيء من الخوف و آخر من التساؤل و التعجب : ليش يا ابوي وين بتوديني ؟!
أشار بإصبعه السبابة ناحية الباب وهو يصرخ : امشي لبسي عباتك وانا نتظرك بالسيارة .
مشيتُ خارج الغرفة بخطى متعثرة مهزوزة
ما الذي تفكر به يا ابي ؟


***




منذ فترةٍ طويلة لم نذهب إلى أي ملاهي فقد لهينا بالحياة عن كل شيء و اليوم حال ذهابنا للشلال بطلب بناتي و بنات أختي عُطرة
ذهلت لا أدري ما ذا عساي أن أقول ! لكن بمختصر العبارة " طوبى للغرباء "
هذا يوم للنساء ويوجد منهن العارية برداء لا يغطي شيئاً و تلك تحتضنها من خلفها و أخرى من امامها وقُبلاتٌ ها هنا وهنا يطبعنها بجسدها !
ومنهن المسترجلات اللاتي لم يتركن فتاة دون تجريدها من رداءها اللاساتر
و فتياتٌ بمراهقتهن و أخريات بطفولتهن رأت عيناهن ما رأت عيناي من معصية لم أراها قط !
ليجلسن قرابتهن و يأخذن أفعالهن قدوة !!
تعتقد الأمهات ان المكان محترم كما اعتقدت لأنه يوم خاص للنساء فيرسلن بناتهن مع الأباء او الأخوان أو السائق إلى مكان أقل ما يقال عنه " مقرف "
و يضيع الحياء و تضيع الفطرة و تضيع الخشية و المهابة منك يا مولاي
ونعود أدراجنا للجاهلية
تمتمت " اللهم ثبت قلوبنا على دينك " .
و قفتُ و الجميع عند الباب بإنتظار السائق الآن الساعة العاشرة ليلاً ساعةُ إجتماع الفجور بالملاهي
بلاد الحرمين لا تعودي إحتراماً لحرميكِ .
ناديتُ إبنتي " ريناد " في العاشرة من عمرها
حتى تتقدم نحوي و لونها باهت منذ مجيئنا إلى هنا
قلتُ لها وانا أمسك بكفيها : اشبك يا ماما في حاجة مضايقتك ؟
هزت رأسها بـ " لا " و الحجاب يلتف حول شعرها و يبدو وجهها الصغير فقط
سحبتُها نحوي قليلاً : ها يا ماما ما انتِ طبيعية فيكِ حاجة من قبل ما نجي هنا !
إهتزت شفتيها و كأنها تكتم بكاءها و انيناً سجيناً : مامـ..ا خايـفـ..ـة على بابا
عقدتُ حاجبي بشيئاً من الحيرة و آخر من الخوف : ليش ايش فيه بابا ؟
أخفضت رأسها للأرض لتقول : ما اعرف ماما بس بابا اعطاني كلمة تركية اترجمها له بالبرنامج الي بالآيباد في البداية كنت فرحانة عشانها تركية
بس لما طلع المعنى خفت مرة .
إزداد خوفي لأقول : و ايش طلع المعنى ؟
قالت وهي تنتفض بين يدي كالهِرة : اذهب إلى الجحيم .




***



انتهى الدوام الآن الساعة العاشرة والنصف ليلاً و لم تنتهي الأفكار لأنها بالأصل لا متناهية فركتُ وجهي بضجر وانا اتوجه للمركز
قال لي بحيرة : يعني كيف ؟
تأوهتُ بسأم من كوابيسي من الفتاة التي دخلت حياتي عنوة و من ذاكرتي او خيالي لستُ أدري : يعني العمال قالوا مافي اي احد غيرهم بالمركز
يعني ابسطها لك هي شكلها تركت الجوال و هربت عشان ما نحصلها .
قال بتفهم : ايه صح رمته و هربت .
قلتُ وانا أوقف السيارة جانباً : وصلنا انزل نشوف شالسفة مع هاذي .
خرجنا من السيارة وتوجهنا إلى المركز الخالي من العمال الآن
الدور الأول فالثاني فالثالث ولا يوجد أحد حتى الجوال لا ندري أين وضع بالضبط
انقسمنا لنبحث عنه كلٌ منا بجهة
لربما يكون الدليل بالجوال
المعضلة بالأمر انه لا مخبأ بالمركز تضع به الجوال
فهو غير مكتمل البناء و غير هذا ليس مأثث حتى تدسه بين الأثاث إذاً أين ؟!
قُرابة النصف ساعة ضاعت هكذا زفرتُ بتعب وانا أمسح العرق عن رقبتي و اهتف بصوتٍ عالٍ وانا انزل عتبات الدرج : يا احمـــد خلنا بكرة ندور
ليأتيني صوته سعيداً : حصلته تعال
نزلت من الدرجات درجتين , درجتين
ليظهر أمامي هو يمد الهاتف المحمول لي : خذ يا اخوي حصلته تحت الدرج و هاذي خصوصيات ما فتشته شوفه بنفسك
أخذتُ الجوال من يديه بسرعة وانا أقلب به لا شيء ولا أي دليل سوى الرسالة التي أرسلتها منذ البداية " مركز الكاسر للخير احترق وقد عمل البعض على اطفاء الحريق "
لا يوجد إلا رقمي الذي سمتني به : " الحتف "
ما الذي تريده ؟
من هي ؟
و لما التهديد ؟
وهل لهذا علاقة بكوابيسي و ذكرياتي او خيالي ؟!


***


هزني بكتفي بيده اللامبتورة وهو يهتف : قوم قوم يا اغيد .
رفعتُ رأسي وأنا اقطب حاجبي : وين نروح يا هزيم .
أخذ يسحبني بيده اللامبتورة من يدي المبتورة : قوم بسرعة .
و قفتُ بخفة و سحبني هو معه
حتى و قفنا على جانب من محل " توب تن "
أشار بإصبعه إلى " الكاسر " الذي يمشي بالإتجاه الذي أقعد به وهو يقول : شوف هذا كل يوم يجيك وراه سالفة ترى .
إبتسمتُ بفرح : لا والله هالرجال ونعم الرجال طيب و اخلاق عالية .
ضربني بكتفي بخفيف وهو يقول بحنق : والله انك انت الطيب ما في احد بهالدنيا طيب ولو كان بالدنيا طيب كان هذا حالنا
" أشار إلى يده و ردائه " هذا لبسنا من خمس سنين من بين ألف رجال كل يوم نشوفه في واحد فكر يعطينا لبس ؟ اسألك بالله من طيب بهالدنيا ومن يستحق الطيب
أخذ الشرار يلتهب بعينيه ليمسكني بيده اللامبتورة من قميصي الرمادي : سيارات الشرطة كل فترة مارة من جنبنا ولا عمرهم سألونا او قبضوا علينا تعرف ليش ؟
لأنه مافي واحد منهم مخلص بشغله هالله هالله الراتب و يجلس بالبيت لاذمة ولاضمير احنا حتى هوية ما عندنا احنا كأننا محنا موجودين بالدنيااحنـ..ا " أخذ صوته يتهدج يكتم عبرة " ولا شـ...ي .
نعم نحن لا شيء
كيف لك أن تعيش وأنت لا تعرف من أنت !!
حتى من هم حولك لا تعرفهم ولا هم يعرفون أنفسهم !
لا أعرف ماهي جنسيتي من هو أبي ومن هي أمي !
لا اعرف شيء !!!
حتى من هو الذي قد بتر أيدينا لا نعرفه نتعامل معه عن بعد يخاف أن يظهر بالأضواء فتكبله قيود معصيته إلى السجن
بينما نحن طيلة حياتنا نقضيها بسجن الـ " أنا " التي نحاول إكتشفها فنفشل
لأنه و بإختصار ليس لدينا أي معلومة عننا
لماذا تعيد الوجع " يا هزيم "
الشيء الوحيد الذي لا ولن يتغير سواء كنتُ بهوية أو دونها
أني مســـلم وأفتخر بأني مسلماً
فالحمدلله الذي جعلني مسلمـاً .

***


الآن الساعة الحادية عشر ليلاً يعلن الشجن طغيانه فلا دمع يهطل و لا آه تتحرر من جوفك إذاً هذا هو عقوق الدمع
لقد إستهلكتُها حتى أصاب عيني القحط !
و آه سنين كانت تخرج بين الفنية و الأخرى قُتلت !
و ضحية العقوق أنا !
فأنا كنتُ سارقة الدمع و الآهات و الآن أشتاق لهما بعد عقوقهم !
لا اصدق ما حدث تعلمون كيف عندما يغدر بك من أنت من دمه ! إنه أبي
غدر بي أوقعني بالمعصية لأفتن رجل بعمره أخذني لأكبر صالونات جدة " جمالك "
لأصدم بأني جميلة لدرجة لا أستطيع وصفها ! حقاً لم أرى نفسي يوماً بهكذا طلة بهية
علمتُ اليوم بأن مساحيق التجميل تخفي آثاراً كثيفة ومنها آثار الهم و الغم
محت كل شيء لأبدو غريبة حتى أنا غريبة !
أعطاني ابي فستاناً بلون الدم الفاتح أرغمني أن أرتديه و أرتديته بنيةٍ صافية
وقفتُ حينها عند المرآة و أنا أنظر لنفسي التي لا أعرفها ذاتي الغريبة عني
فتحتُ أول أدراج " التسريحة " لأخرج الدبلة التي قد أهداني إياها أكبر مخادع و أشهر قاتل و أعلى مطالبي قديماً " ركاض "
رفعتُ الخاتم لأعلى وانا أراه مرتين مرة بالواقع وأخرى انعكاساً بالمرآة
إبتسمتُ ببلادة أربضُ كثيراً إلى هذه الدبلة فأخدع نفسي و أقول " ستعود لي يا ركاض "
سمعتُ طرق الباب ونداء أبي " ظانع "
لأرمي بالدبلة بداخل الدرج بعجلة وأتوجه بخطوات سريعة للباب
فتحته و دون أن أستوعب شيئاً سحبني أبي معاه بقوة إلى خارج المنزل نمشي على العشب الذي ينتهي مطافه بالقصر الخاوي من الجميع
قلتُ بوجع : يبه تعورني
لم يتلفت لي ولم يعرني إهتماماً حتى أصبحنا بداخل القصر
ترك يدي بينما أنا أخذتُ أفركها بألم علّ وجعي يخف
قال لي دونما أن يلتفت إلي : إمشي
مشيتُ خلفه و لا أدري أين سيأخذني وخطوة تعقبها خطوة إلى ان إستقرينا بمكتب " عبدالقوي "
توقفتُ بالمكتب بينما مد يده من خلفي وهو يشير إلى أدوات التنظيف المركونة بالأرض : نظفي بسرعة لانه ساعة او أقل و عبدالقوي هنا .
مشى إلى الباب بخطوات عجولة
بينما أنا قلت : يا يبه ماينفع اشتغل بالفستان .
إلتفت لي مزمجراً : نظفـــي وانتِ ساكتـة .
خرج من الغرفة و تركني بحيرة و شيءٍ من الريب
لماذا يأخذني لصالون تجميل بلا سبب ؟ ومن ثم يجعلني أُنظف !
هل يا ترى ما افكر به صحيح
لا لا أعتقد يستحيل أن يخدعني أبي يبدو اني منذ خداع " ركاض " لي وانا أشعر أن الخداع صفة عمومية لكل رجل
الشر لا يعم بل هذا كله من توهمات خيالاتي .
أول ما فعلتُهُ هو شيءٌ دائماً ما افعله قبل التنظيف
مشيتُ إلى كل لوحة معلقة بالجدار و أخريات مرتكزات على المكتب لأقلبهم فيلتصق الوجه بعازل بينما يبقى الظهر حراً
بالأخص اللوحات التي تحوي صور لـركاض
حتى لا أرى الصور فأتذكر غبائي مقابل خداعك .
فرغتُ المكتب من كل حاجياته لأبدأ بالتنظيف
أخذتُ رشاش " الماء و المنشفة
و أنا امسح المكتب من غباره مع غبار افكاري
بأفكاري أغبرة قديمة طواها الزمان وبالمكتب أغبرة تنظف كل يوم
ليتني بالفعل أستطيع مسح غبار افكاري لأعيش كما يعيشون للحاضر و المستقبل و لا أعيش لماضي ميت يحتاج من ينعشهُ لينعش غيره
رميتُ المنشفة بضجر و أنا ادهسها بكعبي الأسود كالحزام الذي يلتف حول خصري
نزلتُ للأرض لأتناول مرآة قد أسقطتُها من المكتب أمسكتها بيدي و أنا أنظر لملامحي
هل أنا جميلة إلى هذا الحد اللامعقول ؟! أم أن مساحيق التجميل تجعل من كل قبيح ملاك ؟
إذا كنتُ جميلة لهذا الحد فلماذا تركني ركاض إن لم يحبني لذاتي فهو محال أن يترك كنزاً ثميناً مثلي
كنتُ خاضعة لك أتيتك أجُر أقدامي بقميص نومي هل هنالك إمرأة ستفعل مثلي و تغضب ربها ؟!
حتى وإن كانت ستفعل فهي ستتقاضى الأجر على ذلك اما أنا دون أي شيء
فقد أريد أن أربض إليك فتأويني
و المكسب بالأول و الآخر لك !
و أخذت دموعي تنهمر كأي مرة و إبتسامة تعاكس دموعي تطلي ثغري
ومساحيق التجميل تتصارع بملامحي فيموت لون ليموت القناع بأكمله فأظهر أنا القديمة التي أعرفها
و ضعتُ يدي موضع قلبي وكأنني سأنتزعه وليتني أنتزعه وأعيش دون مشاعر
قاسية , باردة وجامدة لاتهتم لشيء .
رفعتُ هامتي لأعلى و يدي بعيني أمسح دمعها
أنزلتُ يدي بسرعة و أنا أحاول الوقوف بينما قدمي بحالة " تنمل "
و ذاك " عبد القوي " يقف بعيداً يمسحني من أعلاي لأسفلي
قمتُ بالقوة و أنا أبتلع ريقي بشدة
مشيتُ للباب المخالف لمكان وقفته لأخرج بسرعة
لم يكن ما حدث يؤلم بقدر ما آلمني من يقبع بخارج القصر
أبي ظانع
أمسكني من مرفقي بشدة وهو يبتسم : ها ايش قالك عبدالقوي عسى عجبتيه ؟
أتعلمون تمنيتُ أن تنشق الأرض لنصفين و أدفن بحجرها فتوصد حجارتها ببعض
إن أفكاري لم تخني البتة إلا أن مقابلتي لعبد القوي قد حدثت منه على وجه الصدفة فقد كنتُ أعتقد انه سيرغمني على هذا وبالطبع لم أكن لا أقبل
لكن لم أظن لوهلة أنه سيخدعني و سيخلق الموقف و كأنه صدفة !
رفعتُ رأسي إلى أعلى والدمع مصقل بوجنتي يلتمع مع غروب الشمس
قلتُ و العبرة تخنقني : ليش يا ابـ...وي أرخصتنـ..ي ؟ !
ترك يدي ليمسك بيديه وجنتي يعتصرهما بشدة : بكيتي و مسحتي هالمكياج عساه شافك كذيا و تضايعت فلوسي ؟
هل هذا ما يهمك يا أبي المال وفقط ؟ و أنا إبنتك الوحيدة أين الغيرة
لا أريد قولها ولكن ما دل عليه فعلك أنك " ديوثي " لا تغار على محارمك إطلاقاً بل وتبيعهم لكل من لا يستحق .
قلتُ بإبتسامتي البلهاء التي لا تدل على شيء فلا هي فرحة ولا هي ترحة ! : لا يا يبه الظاهر من اول وهو واقف و شافني و فلوسك ما ضاعت ومدري اذا عجبته
او لا لأنه ما كلمني .
ترك يدي وهو يصر على أسنانه وكأن الوضع لم يعجبه !
بينما أنا مشيتُ بخطواتي المترنحة حيث المنزل لأبكي ولم أعتقد لبرهة ان الدموع ستهاجرني لتتركني أعاني الوحدة
حاولتُ البكاء بدفن رأسي بالوسادة لكن لا سائل أجاج يهُم بالنزول .



***


إهتز هاتفي المحمول " الجوال " لأرفع عيني عن ورق الأبحاث
وأُمسك بالهاتف وصلت رسالة من شخص لا يدعني أنام الليل لفرط خوفي
أتخيله حولي يراني كما خلقني إلهي
فهو كيف له أن يراني بردائي ؟ إذاً يستطيع رؤيتي عارية !
اللهم استر عورتي يا إلهي
أخافه كثيراً أتخيله يلمسني
أتخيل أشياء لا أريد تخيلها
فتحتُ الرسالة لتتوسع عيناي مما كُتب



***


إنتهى الجحيم

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والجحيم الجاي وقت ما اخلصه بنزله .
كونوا بخيــر $

على فكرة الأحفاد الي هم " ريناد و ريتاج و رائد و مؤيد و لجين و وائل و بلقيس "
بيتم تعديل تعديل أعمارهم و عموماً هم ماهم أبطال و لا ضرر بتغيير أعمارهم ^^


الشجية غير متواجد حالياً  
التوقيع

حيزبون الجحيم / بقلمي

شكرًا للجميلة فدا لعيونه بالمنتدى المجاور , سلمت يمينك ِ يا غالية |~
رد مع اقتباس
قديم 01-08-14, 06:21 PM   #30

الشجية
alkap ~
 
الصورة الرمزية الشجية

? العضوٌ??? » 319094
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 215
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond reputeالشجية has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



إحتضار القرب


سعداء كنا معاً
أخواتي بقربي و امي و أبي
بمنزل عتيق و معتم
بجهل القبيلة
إلا أننا كنا سعداء
كان يكفينا القرب من بعض
ولكن
اتى الحاضر
دون أب دون أم
حتى أخت
تجاورني بالباب بعيداً عن الروح
بمنزل حديث الطراز مضيء ساطع
بإنتشار العلم
نحن تعساء
لإحتضار القرب
و حياة البعد .




الجحيـــم


( 9 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **





إهتز هاتفي المحمول " الجوال " لأرفع عيني عن ورق الأبحاث
وأُمسك بالهاتف وصلت رسالة من شخص لا يدعني أنام الليل لفرط خوفي
أتخيله حولي يراني كما خلقني إلهي
فهو كيف له أن يراني بردائي ؟ إذاً يستطيع رؤيتي عارية !
اللهم استر عورتي يا إلهي
أخافه كثيراً أتخيله يلمسني
أتخيل أشياء لا أريد تخيلها
فتحتُ الرسالة لتتوسع عيناي مما كُتب
من يظن نفسه حتى يرسل هكذا رسالة ؟!
إنه جريء للغاية
كُتب " الساعة خمسة العصر بكرة ابغى أشوفك بمجمع العرب بجلسات المطاعم " .
وكُتب بالأسفل " اليوم 4 : الضعف - اللون البرتقالي .
هل جنن ؟
يريدني أن آتيه بكلتا قدماي !
و هل تذهب الفتاة إلى جحيمها بأقدامها و بكل إرداتها ؟!
اذا لم أذهب كيف سأعرف ماهيته إذاً ؟
و إذا ذهبت ما الذي يضمن لي أني سأعود إلى الديار سالمة ؟
ما يضمن هذا ان المكان عام
لكن هل اذهب ؟
سمعتُ كثيراً عن قصص من هذا القبيل تذهب الفتاة لتنخدع بقناع الفتى يوماً فيوم يصبح فارس أحلامها
يأخذ أعز ما تملك و يرميها كالجرذ و قد تكون حُبلةً منه .
أوه ما الذي اهذي به يا إلهي انا لن اقحم نفسي بهكذا متاهات إطلاقاً
كل ما سأفعله أني سأذهب فقط لرؤية ماهيته ومن ثم سأختفي وكأنني لم اتواجد بالأصل .




***



أعيش بتناقض و لا أدري ما مدى صحته صوراً مبهمة لا أفهمها تراودني كل عام من صغري حتى كبري
و كوابيس تُكبلني لتطرد النوم عني و تزرع بقلبي الخوف , منذ حادثة تلك الفتاة التركية و الأمور مشتبكة بدماغي
شيءٌ ما يقول لي انها جزءًا من كوابيسي اللامتلاشية فتهديدها لا يبشر بخير البتة
و ظهورها المفآجأ بلا سبب و إصرارها على الخنا بثوبي معاها كلها أمور تدعو للريب ضيفاً
من إقتباسات صوري الغامضة المشوشة


كنتُ بصغري أتواجد بمنزل لا أدري هو منزل من بالضبط ! و لا أتذكر حتى تفصيل المنزل , لا أعرف مع من كنتُ قابعاً
و اظن بأن عمري آنذاك لا يتجاوز الرابعة
أقف عند لعبة " بربر " و ثماني مربعات غير منتظمة ترتسم بالأرض التي تتناثر بها حبات الحصى
و ذاك رجل ذو القامةٍ العريضة و البنيةُ القوية يقف بجانبي أتذكر صوته الرجولي الحاد و جسده الضخم و لا أتذكر ملامحه بتاتاً
إبتسامةٌ تجلت بشفتي وهو يرمي إلي بالحصى و يضحك بصوت يبزغ به الفرح
إرتفعت الحصى لأعلى و أنا ارفع رأسي الصغير معاها لتهبط بسرعة كبيرة
مددتُ يدي حتى أُمسكها ولكنها تدحرجت بالأرض
إنخفضت أنظاري للأرض و أنا أجري وراء الحصى و ذاك الرجل يضحك بشدة
وصلتُ إلى الحصى وانا أضحك بسعادة بينما هو قال لي : اسمع يالكاسر ابيك يوم تكبر تصبح ضابط و رجالن ينتفع بك الوطن .
حينذاك لم أكن أفهم ما يقول فقط كنتُ أهز رأسي بالموافقة بلا دراية مني
توجهتُ بخطواتي الصغيرة و الخفيفة إلى اللعبة رميتُ بالحصى أرضاً لتتوقف عند الرقم ( 7 )
أخذتُ أقفز وهو يصفق بيديه
توقفت قفزاتي و تلحفت عيناي بجفنهما , أغمضتها بشدة و جسدي ينتفض
وصوت الرصاص يضرب نوافذ الخشب فيخترقها
إنخفض هو بجسده ليزحف بالأرض نحوي وهو يصرخ : نام بالأرض يالكاسر
كنتُ أرتجف بخوف ومهابة ولا أفهم ما يقول فضربات قلبي أعلى من كل شيء
وصل إلي ليخفض جسدي الصغير لأسفل و المكان حولنا يتحول رفاتاً
إرتفع عن الأرض قليلاً وهو يدير جسده ذات اليمين و ذات الشمال و ضعني بحجره وأغلق علي بشدة
سحبني إلى البئر بسرعة هوجاء و أنا اكح و أسعل و روحي تكاد تنتصل من أنفي و تحلق حيث الرب فتكون طيراً بالجنة
ضباب دخاني كثيف كسى العالم من حولي
و أصواتُ رجالٍ إمتلأت بالمنزل
و هو يقول : لا تتحاكى يا الكاسر المقتل بيدينهم تحمل لا تموت تحمل يا وليدي .
دخل للبئر و هو يمسك بي بحجره و يتمسك بالحبل المتعلق بالبئر
وضع يده بفمي يبتر كحتي
قال بصوتٍ خافتٍ منخفض للغاية : بنموت يالكاسر و نحيي راية وطنا , او نحيا وننعش وطنا .
قالها ومن ثم تعالت الأصوات حولنا وصوت يقول : فتشوا كل مكان لازم نئتلهم النهارده لازم .
أخذت أصوات الأحذية تقرع الأرض خطوة تلوها خطوة وكأن بالمنزل ما لايحصى من الرجال
و شيئاً فشيئاً إضمحلت الأصوات وهدأت الأوضاع و أنزاح الضباب و ظهرت الألوان
و تجلت الإبتسامة الباهتة بشفتي الصغيرتين
رفعني لأعلى لأمسك بحافة حجارة البئر و أقفز لأقف على الأرض
طلع هو من البئر واخذ يحتضنني بشدة و كأنه سيدخلني إلى قلبه
ردد بصوته : الحمدلله الحمدلله كله بفضل الله الحمدلله ربي كتب لنا عمرٍ جديد الشكر لله .
أخذ يرددها مرراً و تكرراً ويشدني لحضنه أكثر فأكثر
أظن بأن قبري كان سيكون بصدره وقتذاك .

*

*



أخذ هاتفي يهتز بصوت آذان الفجر فتحتُ عيناي الصغيرتين ببطىء تناولتُ هاتفي المحمول لأوقف المنبه
أبعدتُ اللحاف عني و نظرتُ بجانبي حيث يفترض أن يكون الكاسر و لكنه لم يكن هناك
إلهي لماذا تأخر ؟ هل يمكن أن تكون تلك الترجمة ذات أهمية فبالرغم من حبي الكبير لزوجي الكاسر إلا أني لم أأخذ الأمر
بجدية فقد ظننتُ انه يمازح ريناد او شيئاً من هذا القبيل
تمتمت : " يا عساك بخير يا نظر عيني يا رب احفظه من كل شر يا رحمن يا رحيم " .
توجهتُ بخطواتي إلى العلاقة لأغطي جسدي بالروب و أربط حزامه حول خصري
مشيتُ إلى مكتبه لعل و عسى أن يكون هناك
ما إن دخلت حتى أجد الأضواء مغلقة و الغرفة بغاية العتمة و البرودة
إنتفض جسدي لملامسة الهواء البارد جسدي المغطى بالروب
مددتُ يدي للجدار لأضغظ على الأزارير المتراصة فتضيء الغرفة و ينطفىء قلبي لمظهر كاسري
الذي يقبع على كرسي المكتب ساكناً وعيناه جامدة على الجدار و اللعاب ينساب من ثغره و جسده يرتجف
إقتربتً منه بخطى سريعة هززته من كتفه بقوة و انا أهمس و طبول قلبي تقرع خوفاً عليه
جذبني إليه حتى جلستُ بفخذه وعيناي تجوب بملامحه
و ضع جبينه بجبيني وهو ينطق بما يقتل قلبي لفرط خوفي : هوازن .. لا أخذني الموت و تلحفت بالثرى حافظي على عيالك حطيهم بعيونك وانتبهي يا هوازن
هالدنيا تاخذك بملهياتها انتِ انسانة محافظة و تخافين الله حرصي نفسك و حفظي عيالك و صوني بيتك خليني اموت مرتاح البال .. هوازن أدري كلامي قاسي عليك كثير
لكن إحفظيه زين و طبقيه حرفياً أبي اموت راضي " هزني بقوة وهو يحوط كتفي و يكرر " راضي راضي . " ليردف " : و لا تسألين ليش احضنيني بأقوى ما عندك
تجمدتُ بلا حراك ليبادر هو بإحتضاني إليه بكل قوة حتى أستطعتُ سماع طبول قلبه
رفعتُ يدي لأحيط رقبته و أتشبت بها و أقول بصوتٍ كسير إنكتم بصدره : كاسر لا تروح مثلهم
قلتُها بصغري و أعيدها بكبري و حتى شيخوختي فلك يا الكاسر كل الفضل بعد الله و عمتي ساجدة في تربيتي على اطيب الأخلاق
لو أخذك الموت فسيأخذني معك لأن حياتي دونك لا تعني شيئاً
لا أريد أن يذهب كل من أحبهم إكتفيتُ من تجرع مرارة الفراق
مالذي أهذي به يا إلهي أعلم بأن الموت بيدك و رغم هذا أهذي بأمور مخالفة
كل هذا لأنني إكتفيت ولم أعد أستطع التحمل أريد أحبابي حولي يحفوني حناناً
شددتني إليك أكثر بعكس المرة الأولى التي لم أكن بها حلالك تركتني وذهبت و كان فعلك صواباً
أغمضتُ عيني بشدة و أنا أستنشق رائحة عطره الخفيفة
بينما هو أخذ يفك أصابعي برقة عن رقبته وهو يقول بإبتسامة حنونة : يلا حبيبتي بقوم اتوضى .
قمتُ من فوقه وانا أبتسم بخجل
بينما هو خرج من المكتب إلى الخلاء " أكرمكم الله " .





***



الآن الساعة السادسة صباحاً أغلقتُ أزارير القميص الكروهات و أخذتُ جوالي من الكوميدينة و ضعته بداخل جيبي و ألتفتُ يمنةً و يسرة ولم أجدها حتى عندما إستيقظت لم أجدها
ما إن خرجتُ من الغرفة حتى أسمع صوت صراع الأدوات المطبخية صحون و قدور و ملاعق
عقدتُ حاجبي بحيرة و تقدمتُ الخطى حيث المبطخ لأجدها و اقفة عن الدولاب تعطيني ظهرها و تمسك بيديها خفاقة العصير
توكأت بيدي على حافة الباب و أنا ملتزم بالصمت و النظر إلى تحركاتها بتمعن و دقةٍ تامة .



تركت الخفاقة بـ " الجك " و هي تدير رأسها لليمين و الشمال تبحثُ عن شيءٍ ما
تأففت بتضجر : اففففف وينه ؟
إستدارت للخلف لينتفض جسدها و تضع يدها بقلبها وهي تضحك بخوف : ههههههههههه آه هههههه خوفتنـ..ي
إبتسمتُ بهدوء و أنا أنظر إلى مريلتها الملطخة بالبيض
وضعت يدها بخصرها و هي تدير رأسها و تقول : ناجي شايف غطى الجك ؟
هززتُ رأسي بـ " لا "
بينما هي قوست شفتيها و قالت بملل : يووه خلاص ماله داعي خليه كذا مفتوح .
حملت " جك عصير البرتقال " لتضعه على الطاولة ومن ثم تشير بيدها على الطاولة و هي تميل رأسها بغنج : تفضل اشبك و اقف .
إقتربتُ الخطى و أنا بمتاهة الحيرة أجول جلستُ على الكرسي و أنا لا زلتُ أنظر إلى تصرفاتها الغريبة و اللامعتادة بحيرة و شيئاً من الإعجاب
سكبت من العصير بالكاسة الزجاجية و وضعته أمامي
أخذت تهُم بخلع مريلتها لأقول بسرعة : لاه خليها
أشارت إلى المريلة و هي تعقد حاجبها : المريلة
إبتسمتُ وانا أعض شفتي : ايه
حركت يدها بالهواء وهي تقول بإستغراب : ليه ؟
توكأت بيدي على الطاولة و الإبتسامة ترنو بثغري : بس كذا
جلست على الكرسي بهدوء و هي تضع من الخبز أمامي
قلتُ بهمس : وش مناسبة الفطور ؟
تلون و وجهها باللون الأحمر قالت بعد فترة من الصمت وهي تمضغ لقمتُها : بس شفت البنات بالاستقرام يقدمون طبخاتهم قلت اسوي حاجة خفيفة مادامني ما اعرف اطبخ .
حركتُ رأسي لأعلى و أسفل و انا اقول : اها " غمزتُ لها " اجل ما عليكِ انا أساعدك بالغدا و العشا بعد .
أشارت إلي وكأن الكلام لم يعجبها أو كأنها لم تصدقني : انت " ثم اردفت " اصلاً تعرف تبطخ ؟
حركتُ الملعقة بسلطة الفواكه و قلتُ بثقة : واحسن منك بعد .
رفعت عينها لي وهي تشرب من العصير
ثم أنزلت الكاسة لتضعها على الطاولة و تخرج لسانها لتلحس ما علق من العصير حول ثغرها
كتمتُ ضحكتي و أنا انظر إليها بتمعن تعجبني طريقة أكلها للغاية تأكل كالأطفال تماماً حتى عندما تمضغ العلك لا بد من فرقعة و نفخ
كتفت يديها ناحية صدرها لتقول : اشبك تطالعني كذا .
سندتُ يدي على الطاولة و ما زالت الإبتسامة تحفُ ثغري : معجب بزوجتي .
لوت فمها جانباً و رفعت حاجبها الأيمن لتقول حديثاً يقهرني : زوجتك صوري .
رميتُ الملعقة بالطاولة وأمسكتُ بالمنديل اسمح فمي ثم قمتً وانا اقول بغضب : كــلي لحالك .
لماذا تنهي كل حديثاً جميلاً وموقفاً أجمل بحديثها الذي يخنقني ؟ ما ذنبي أنا ؟
هي تحتاج للأطفال لتحسس بشعور الأمومة وانا أحتاج إليهم لأشعر بالأبوة
يحق لها فهي تشعر بالنقص و لا تدري بأن كل النقص فيمن يزرع بها التحبيط و يجني منها التمسك .


*

*


رفعتُ يدي اليمنى اضرب بها جبيني و أهمس بقهر : غبية من يومك غبية خربتي الدنيا اففففف
لقد أرسلتُ رسالتي إلى أحد المنتديات لتضع العضوات اللوم علي و يعلموني بما لا تقرأ عيناي
خفتُ كثيراً و أنا اقرأ وهم يدعون أن هذا فقط للتعلم و التثقف لكن لم يرتح قلبي البتة فأخذتُ
أبحث عن جواز تعلم الثقافة الجنسية بالقراءة بموقع اسلام و يب أكبر موقع إسلامي
إذا به يذكر بالموقع ان الثقافة الجنسية ليست بثقافة انما فطرة و غريزة بالإنسان فكيف للبهائم وهي
دون عقل ان تتناكح فما بالكم بالبشر الذين يملكون العقل فقراءة هذه الأمور تؤثر بشهوة الانسان
وتشغل عقله بما لا ينفعه البتة فقد قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك " .
وخلاصة حديثي هذا ان الأقسام الزوجية بكل منتدى إن ذكرت به تفاصيل دقيقة بغرض التثقف جنسياً فهذا محرم .
لكن قررتُ بيني وبين نفسي ان اجرب المقولة التي تقول " عقل الرجل في بطنه " لكن يبدو بأني بنيتُ وهدمتُ بذات الوقت .





***


ارتشفتُ من فنجان القهوة التركية و أنا أتظاهر بالإنشغال عنه بالتلفاز
أخذ يخلل " المشط " بين شعيراته و قال بإستغراب : اشبك ما تجهزتي للمدرسة دقايق بس و يدق جرس الطابور باقي شوي و تصير سبعة الصبح .
قلتُ وانا أرفع قدمي فوق الأخرى : ما ابغى اروح عندك مانع .
أهوى استفزازه بالرغم من أني على يقين أني سألاقي حتفي
كنتُ أعلم انه سيصرخ و يرفع يده لأعلى حتى أخاف منه
لكن لم يفعل بتاتاُ قال بكل برود : اها .
ثم أخذ يدندن و هو يبتسم لنفسه بالمرآة و يتسبح بعطره و ينسف شماغه
رفعتُ حاجبي و قلتُ بذات الإستفزاز : عجيب والله رايح للشركة كاشخ مو مثل دايماً وجهك يلا تغسله .
أخذ يثبت " الكبك " بكُم ثوبه السكري
و يبتسم لنفسه و غمازتُه تُحفر شيئاً فشيئاً
قمتُ من على الكنبة و أنا أتقدم الخطى نحوه و أدور حوله و حاجبي معقود و قلبي مقبوض : معن ايش حكايتك ليش هالكشخة .
ثبت الساعة الرجالية بيده اليسرى وهو يقول بما لم يقنعني : اشتقت استرد ايام شبابي لا تحاتين ارتاحي .
قلتُ بشك : بس كذا !
رد بذات بروده : عندك شك ؟
رفعتُ لساني لأعلى حتى انطق لكن صوت طرق الباب استوقفني
إقتربتُ من الباب وفتحته لأجد الخادمة تمد لي بالـ " مبخرة "
قلت بعجلة و أنا عقلي بمعن : ما طلبته
كنتُ سأوصد الباب لكن توقفت عن هذا على صوت معن قائلاً : انا اللي طلبته
وسواس الريب أحاطني حتى أحك أسناني ببعضها و أعض لساني لشدة قهري
بينما هو إقترب مني لا ليس مني بل من الباب ليأخذ المبخرة و يغلق الباب أدخل المبخرة تحت شماغه
وهو لا يزال يدندن
أخذتُ أنظر إليه و غزير القهر جعل تنفسي مضطرباً عالياً و صدري يرتفع و يهبط بسرعة
إقترب مني حتى إبتلعتُ ريقي لمظهره الرجولي الجديد القديم
هذا هو مظهره تماماً كيوم زواجنا !!
إقترب أكثر حتى أغمضتُ عيني ببلاهة
أنتظر كلمة معسولة , قُبلة حارقة و ليلة أسطورية
امسك بيدي و رفعها لأعلى حتى فتحتُ عيني و رفعتها معه
وضع المبخرة بيدي وهو ما زال يُمسك بها
تركها لأُمسك أنا بها بشدة لئلا تسقط
بينما هو قال : يلا فمان الله
مشيتُ خلفه بسرعة و أنا اهتف : معن معن
مشى بسرعة للباب وهو يعطني ظهره و يرفع يده قرابة كتفه يهزها للخلف بمعنى " ابعدي عني " .
خرج من الغرفة لأسقطُ انا و المبخرة أرضاً إن كان يفكر بما يدور في عقلي فأقسم أني سأنهيه يكفي أني تحملتُ طعنهُ لشرفي خوفاً على مستقبل أخواتي
سيكونوا " يتيمات و مطلقات " رأيتُهن سعيدات بحياتهن صحيح أن عُزوف في بداية زواجها لم تكن مقتنعة البتة لكن بقبول هوزان وانا
تمت الزيجات و بعدها لم تنتطق هي ببنت شفة انها بضيقة من هذه الزيجة فأستنتجت انهما سعيدتان و تحملتُ ظلمهُ و جوره فقط لأخواتي
و لأنني حمقاء بحبه لكن يبقى الحق معك إذا كان العلم يقف بصفك ضدي ولا لدي أي دليل للإثبات طهري سوى الحلفان بالله
و أكذبتني بقسمانك
شرار جمر المبخرة توهج بالبلاط و انطفىء قلبي و اشتعلت عيناي غيضاً تأكد يا " معن " إن كنت ستفعلها فلن تنجو
حلفتُ مرة امام أبيك و هُزمت لأكسبك لأنني هيمتُ بحبك أو بالأصح خداعك لي
اما الآن لا يوجد ما أخسره و أخواتي لا علي منهن لم تفكر إحداهن بي فلما أفكر بهن !


*

*



تحيرني بعفويتها إغلاق عينها للحظة رومانسية ! وهي تلعم أني لم أقربها البتة
خوفها و رفعها ليدها لأعلى حتى توقفني عن ضربها
كيف لهذه البراءة أن تعيش بداخلها ! وهي من دنست و خنت بثوبها
هي من باعت ربها و دينها و عرضها !
كيف لها ان تلبس قناعين متناقضين بإحتراف
قناع براءة و قناع دنس !!
لا أظن أني ظلمتك ِ بل إني على حق
و تصرفاتِكِ هذه لربما لأنك الآن بريئة و بالماضي سافلة
لكن لا و لن أرحمك , لا ولن أنصفك
ستعيشي بجحيمي حتى تموتي رماداً .


***


الآن الساعة الثامنة صباحاً موعد ذهاب الكاسر إلى عمله كظابط او بالأخص نقيب بكتافية عليها ثلاث نجوم خماسية
أخذ يلبس حذاءه الأسود بينما أنا كنتُ قاعدة بجانبه
رفع رأسهُ و جسده منخفض بهيئة اشبه بالركوع وهو يلبس الحذاء الأيسر بعدما لبس الأيمن إبتسم لي وهو يقول : في بعيونك كلام طويــل وش شاغل بالك يا هوازن ؟
شبكتُ اصابعي ببعضها و أنا أحيط بذراعي ركبتي , رطبتُ شفتي بلساني و قلتُ بشيء من الخوف : ما تعصب ؟
رفع جسدهُ نظر إلي بتعمق و كأنه قد علم ما تخفيه نفسي قال : انتِ عارفة اني ما اعصب عليك الا لو عدتي علي شريط الزواج من غيرك هوازن انا أحبك مثل ما انتِ و انتِ بعيوني أحلى و أرق حُرمة
انا ما ابغى جمال طاغي عمره ما كان الجمال يلفتني كثر ما الأخلاق تهز جوفي .
أحسستُ بحرارة بوجنتي مؤكد انهما احترقتا خجلاً من كلامه الطيب قلتُ بتلعثم وانا أحك يدي ببعضهما : شكـ شكراً .
ابتسم بحنان ليقول : على ؟
بادلته الإبتسامة لأقول : كلامك وكل شي .
مد يده اليمنى إلى خدي يقرصني بخفة وهو يضحك و يقول : وتبيني اتزوج غيرك ! مجنون انا
توسعت إبتسامتي و أنا أحرك يدي بلحاف السرير بخجل
وضع يده على ذقني حتى رفعتُ رأسي , تنقل بعينيه بين عيني و قال بصوت دافىء : وش تبغي تقولي ؟
مسكتُ بيدي ذراعه و وضعتها بقلبي الذي يضرب بشدة بالجهة اليسرى و أنا اقول و صوتي بدأ يختفي : خـ..ايـ..فة
تبادلنا الأدوار فأمسك هو بيدي و وضعها بقلبه المنتظم النبضات : ليه يا بعد هالقلب ؟
قلتُ بإندفاع : كوابيسك و ذكرياتك او خيالاتك و آخر شي التهديد .
عقد حاجبيه ليقول : أي تهديد .
قلتُ وانا أبتلع ريقي الجاف : اذهب إلى الجحيم .
إبتسم ببهوت ليقول : ريناد قالتلك ؟
هززتُ رأسي بالموافقة
و أخذت دموعي تنسكب دمعة تلوها دمعة
مد يده إلى وجنتي و هو يسمح دموعي
و بوعيل قاتل هززتُ رأسي يمنةً و يسرة بجنون : كـ....ا سـر لا تـ.. روح مثلهم لا تروح .
ضحك هو بصخب وهو يبعثر شعري الأجعد : هههههههههههههههههههه هوازن يا خوافة وش تهديد الله يهديكِ حكمتي بسرعة هذا أحمد الأثول رسلي الكلمة بالتركي يمزح معاي وانا ترجمتها وحسابي معاه عسير اليوم .
لم يسبق و أن كذب علي لكن لما أشعر بأنه يخفي سراً ؟! من المؤكد أنني قد بدأت أوسوس فلم أعهد على كاسري الإفك مطلقاً
قلتُ أريد تأكيداً : صدق .
ليرد وهو يبتسم مؤكداً : صدق .
رد كلمتي نفسها و أزاح حُمولة مثقلة بالذعر عني



*

*


كذبتُ عليكِ خوفاً أن تعيشي تحت ظلال الذعر طويلاً كذبتُ عليكَ و لأول مرة أكذب أعتذر حبيبتي فلا أقدر أن أزرع الخوف بقلبك
أنتِ طفلة رقيقة ليس لها دخل بهكذا متاهات , سامحني يا إلهي نظرتُ إلى تلك التركية و حفظتُ صورتها بعيني و بعدها كذبت
إلهي أنت من تعلم دواعي المعاصي التي ارتكبتُها فأنت يا إلهي عالم الخفايا فلا يعلم ما في قلوب العباد إلا خالقها - سبحانه وتعالى - قال عز وجل: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[غافر:19].





***


نظرتُ إليهم حولي كلهم مستغرقين بالنوم أصوات أنفاسهم و شخير بعضهم و حرارة شمس الظهيرة تدخل من النوافذ ذات الشباك المثقوبة
و ناموس منتشر يمتص الدماء و الأرض من أسفلنا ساخنة لشدة إرتفاع درجة الحرارة لا ماء لا كهرباء
و لكن الأهم لا هوية نفتخر بها ونعرف بها من نكون !
لربما نحن بوطننا الآن , او هذا ليس الوطن
لربما أكون رأيتُ أبي و أمي بالشارع
و قد أكرماني بالمال وهم لا يعلمون أني إبنهم
أعلم بأنهما حزنا علي كثيراً عندما خطفني هذا المجهول
أعلم انهما بحثا عني بكل مكان لكن لم أكن بأي مكان حولهم
هل يا ترى أخذكم الموت قبل أن تراكم عيناي ؟
هل أستطيع رؤيتكم قبل أن تُسلب روحي من جسدي ؟
ماذا أسميتموني ؟ و إلى أي قبيلة أنسب ؟ و إلى أي عرق أنتمي ؟
أسئلة لا أعلم هل كتب الله لي معرفتها أم أن جزاء صبري بالآخرة الباقية
سعيدٌ أنا لأني مسلم رغم جهلي و غربتي
أجد بالإسلام أملاً مديداً
بالقرب منك يا إلهي تضمحل الأتراح
فضل من الله نعمة الإسلام
تلك المساجد العامرة هي من علمتني بعد الله هوية الإسلام
عندما أستمع إلى " الله أكبر "
يقشعر جسدي
تضج ذاتي
يتلاشى ألمي
يبتسم ثغري
و يرتفع رأسي
فأردد " الله أكبر الله أكبر "
تلامس قلبي
ترفرف روحي
لأراك كبيراً يا إلهي
و ما اصغر حجم همي
فألهمني القوة يا مولاي
و أكسني فرحاً برؤية جنة أمي
و رؤية بر والدي
و إبتسامة أخي
و دمية أختي
للرسول مقتدي
و لقربك مرتجي
و لنورك مستحي
تطاول السماء
تزيح الشقاء
" الله أكبر الله أكبر "
أفتخر أني مسلماً
سمعتُ صوت أقفال الباب تفتح و يفتح الباب على مصراعيه ليصدح صوت نتيجة الصدأ , و يدخل ضوء الشمس بقسوة إلى عيني فأغمضهما قليلاً
ويدخل ذاك الرجل ذو البشرة السمراء الداكنة و البنية الضخمة
لو إجتمعنا كلنا عليه لن نستطع الدفاع عن أنفسنا
ولو إجتمع الإنس و الجن على الله لأصبحوا رفاتاً
هذا هو إلهي هو من ينصرني و يمدني بالقوة
صرخ بصوته الرجولي الثخين وهو يضرب " بخرطوم الماء " الباب الصدأ بقوة ليستيقظوا
و إن لم يستيقظوا بسرعة كان لظهرهم نصيب لتذوق جحيم الخرطوم جلداً وماءً
ليستقظوا هم فزعين و ذاك هزيم ينظر إلى الرجل بإزدراء
هزيم عكس إسمه تماماً دائماً ما يكون قوياً بحضوره
أما أنا فعكسه تماماً ظهوري ليس بقوي لكن بداخلي قوة أمدني الله بها فالحمدلله اني مسلماً قانتاً لله خاضعاً خانعاً للمولى متوسلاً
أمال الرجل رأسه جانباً وهو يرفع حاجبه الأيسر و يخفض الأيمن و ينظر بحدة إلى هزيم : هاه عندك كلام يا هزيم ؟
إلتزم بالصمت وهو ما زال ينظر إلى الرجل بإزدراء و علو
بينما أنا إقتربتُ زاحفاً إليه وانا أقول بصوت منخفض من خلفه : هزيم وقف هالحركات انت عارف مصيرك منها .
لم يهتم بل إزداد عناداً ليقف على أرجله و يتقدم من الرجل الضخم و عليه العيون مشدوهة محدقة
قال بصوت عالي : قرب يا هيه و اثبت رجولتك .
بإستفزاز : تبي الثانية تنبتر ؟
إبتسم بسخرية لاذعة : إبترها و أبتر رجولتك يالمستقوي على الضعفا ربي فوق بالعالي .
إقترب قليلاً منا وهو يرفع الخرطوم لأعلى ويقول بحدة : كلمة والله وذا ما ينقطع الا بظهرك يا الرجال .
أشار بإصبعه السبابة إلى الرجل
بينما أربعة منا و أنا من ضمنهم سحبنا هزيم بعيداً عن الرجل وأن أكتم فمه لئلا يتكلم
وهو يهتز بجسده و رأسه يريد الفلات و لكن إن فلت فمصيره الوجع
بينما ذاك الضخم يتبختر بضخامته و هو يرجع و يقف عند الباب و يقول بأمر : نظموا طابور بنمشي لمسيرتنا .
مسيرة رفع اليد و طأطأت الرأس
و الذل والمهانة تحت شفقة الأعين .


***



دخلتُ إلى المنزل من الباب الفاصل و الذي يُدخل مباشرة إلى مقلط الرجال
ألقيتُ السلام كاملاً
ليرد الجميع بأصوات متفاوتة , متفارقة : وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته .
مشيتُ حيث يقعد أبي لأُقبل رأسه و يديه و أجلس بجانبه أسأله عن حاله و عمله : كيفك يبه عساك طيب ؟ وكيف الشركة معاك ؟
قال وهو يبتسم لي : الحمدلله كل حاجة زوينة يالكاسر .
إبتسمتُ و أنا انظر إلى معن : وعسى معن ماهو بمشقيقك بالشركة ؟
تدخل معن وهو يبتسم : انا رجال والنعم فيني
قال ناجي بغباوة : مادح نفسه كذاب ترى .
إبتسم أبي عبد القوي لنا جميعاً : والله ان كلكم رجالن ترفعون الراس .
قلتُ بصوت شبه عالي و أنا انظر لساعتي : كلكم متوضيين ؟ بنصلي العصر
ليجيب الجميع بالتأييد بينما معن قال : انا هالحين بتوضى
قام ليتوضاً بالخلاء الذي يقع بداخل الغرفة
بينما دخل الأبناء دفعة واحد " رائد و مؤيد و وائل "
قلتُ لهم بإبتسامة : متوضيين ؟
ليردوا جميعهم : ايوا " ماعدا رائد الذي إلتزم بالصمت نظرتُ إليه لأقول ": وانت يا رايد ما انت متوضي توضى "
هز رأسه بالرفض و قال : ما ابغى اتوضى
إنخفضتُ إلى مستوى طوله لأقول له بإستغراب وحنان : ليش يا بابا ؟
قال بإندفاع و صوتٌ عالي للغاية : لانوووو اناا ما عليا صلاة زي ماما سمعتها تقول كذا وهي مستحـ
وضعتُ يدي على فمه و أنا أشعر بالحرج و وجهي يشتعل حُمرة
رفعتُ رأسي لأجد ناجي مخفضاً رأسه للأرض و كأنه يخفي وجهه عني ليكتم ضحكة
و وصلني صوت ضحك عالي خلف دورة المياه ويبدو انه معن
بينما أبي عبد القوي قال وهو يقطع الأجواء المتوترة والمحرجة و المضحكة بذات الوقت : تعال رايد قلي وش تبيني اشتريلك
جرى رائد حيث أبي و خلفه البقية يصرخون : جدوووو ونحنا .
حدث ما حدث و مستقبلاً ستكون من الذكريات المضحكة .




***



خرجت من المجلس على دخول أمي و أول ما وقعت عيناي بعينيها قالت : تعال يمه ناجي ابيك بحكي .
هززتُ رأسي بالموافقة و مشيتُ خلفها بهدوء
و كأنني قد إستنتجتُ ما تريد قوله لي
دخلت إلى إحدى المجالس و تبعتها بصمت
لتجلس هي على كنبة مزدوجة وتناديني أجلس بجانبها فأقتربتُ منها و جلست
قالت هي تربت على كتفي بحنان : يمه و ليدي فكرت باللي قلته لك .
تصنعتُ عدم الفهم فعندي بصيص أمل أن يكون موضوعها مغاير لتفكيري : بأيش يمه ؟
اتضح العتب بعينها لتقول بعدم رضا على نسياني المختلق : نسيت يا ناجي سالفة الزيجة بواحدتن ثانية غير عُزوف .
تنهدتُ بضيق : يا يمه من المرة الأولى وانا قايلك غير عُزوف ما ني بمتزوج .
أنزلت يدها عن كتفي وهي تقول بحنان : و ليه يايمه انت وش قاصرك تزوج و هب لك بزارين يربون بعزك .
مسحتُ وجهي من أعلاه لأسفله : يايمه والله اني براحة مع عُزوف و البزارين رزق من الله .
بتحريض : ادري رزق من الله والنعم بالله لكن ياوليدي قليبي يقول اهيا إبها عقم خلني أدورلك بنت الحلال الي تصونك و تسعدك بالبزران .
هززتٌ يدي بالهواء و قلتُ بصوت بدأ بالعلو فقد مللتُ هذا الحديث : يايمه والي يعافيك ما ابي اسمع هالكلام و غير عُزوف ما ابي .
بزعل : تداور على رضاوتها و ما تريد تتزوج غيرها و انا قليبي يحترق عليك هذا جزاتي ؟
أخذتٌ نفساً عميقاً لأقول : يا يمه والله ما هو بمسألة رضى لكن يا يمه انا مرتاح معاها و لا تزوجت من غيرها صدقيني بتكون زيادة عدد و لا بعطيها حقوقها كاملة مثل ما تبي
لأنه قلبي لعُزوف بنت خالي و غيرها ما ابي .
نظرت إلي بتفحص لتقول : الظاهر هالبنية ساحرتك انا ادرى بالرجال هواهم البزارين و لا كانوا اولاد تغطسوا فرحة الا انت يا وليدي لا تريد تفرح نفسك و لا وميمتك كل همك هالعُزوف ما تزعل عليك
الشرع محللك أربع وهي بتزعل يومن يومين ثم بتحكم عقلها و ترضى بالمكتوب .
بشيء من العصبية : يايمه غيـــــــر عُزوف ماني بمتزوج وانتِ عهدك قديم بسالفة الأولاد هالحين البنت و الولد بنفس المكانة .
قالت وهي ايضاً قد بدأت تغضب : تعلي صوتك علي لرضاوتها و الله انها مسويلتلك شي مانت بطبيعي يا وليدي هي محرضتك علي انا ادرى إبها هي و وخيتها عطيرة ملسونات عطيرة واضحة اما مرتك بالخفى .
قمتُ من فوق الكنبة و أنا اتجه للباب وأقول بضجر : ترى الغلط مني .
وصلني صوتها عالياً مصدوماً , مفجوعاً : يعني يا وليدي انت من بك عقم ؟!!!!!
خرجتُ و ضربتً الباب خلفي بكل قوة دون أن أرد عليها أكره نفسي حينما تضع اللوم بمعزوفتي فيعزف قلبي لحن الدفاع عنها
اتظن ان بها عقم ألا تدري بأني أنا عقيم الرجولة , انا الخائف الجبان
انا من عشتُ طفولةً كبيرة , انا من كان يفهم أمور لا يجب عليه فهمها
انا ساحق أحلامها , مدمر أنوثتها , عاشق كبرياءها رغم ضعفها الداخلي
لا لستِ بضعيفة يا عُزوف فمن ستصبر أحد عشر سنة ؟!
من غيركِ يا ملهمتي
أتأسف اماه على صوتي الذي علا على صوتك
أتأسف عُزوف فليس بمقدرتي الإعتراف
أتأسف إلهي و أعلم بأنك لا ترد عبدك خائباً
أتأسف يا إلهي لأاني غضبتُ على أمي جنتي و أنا على علم بأن الغضب صفة إرداية
و إلا لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تغضب " هذا الحديث دلالة على استطاعتنا على كف أنفسنا على الغضب
و رغم هذا غضبت و رفعتُ صوتي
تعلم يا إلهي بضعفي فألهمني قوةً تجعلني أُسعد ملهمتي .



***


الآن الساعة الخامسة عصراً و خمسة دقائق وهو حتى الآن لم يظهر و أتصل عليه و لا يرد
هل مجيئي إلى هنا صحيح ؟! فضولي دفعني إلى هذه الخطوة الصعبة
من هو ؟ لماذا يتعامل بالخفاء ؟ يراني و لا أراه , يعرفني ولا أعرفه
و الأهم من هذا كله مالذي يريده ؟
أسئلة كثيرة دفعتني للخوض و أخاف أن يكون خوضي حراماً ونهايته و خيمة
جلستُ على احد الكراسي و وضعتُ حقيبتي بالكرسي المجانب لي , أسندتُ يدي على الطاولة و عيناي معلقة بلوحات المطاعم و عقلي الخائف معلق بالمجهول
و الجوال يكاد يصبح فتاتاً لشدة ضغطي عليه منذ نعومة اظافري لم أحمل بأكتافي هماً كهم هذا الرجل المجهول المتخفي
أقول لنفسي كثيراً فلتخبري أمكِ وأباكِ و أعود أقول لا
لا أدري لما " لا " قد يكون مراعاة لظروف أمي و لأن أبي ليس بأبي بل بمثابة أبي الذي لا أعرفه " ماهر "
او بالأخص هو خوفٌ داخلي بقلبي من اللاشيء
فلا أدري أشعر بأن هذا الرجل خلفه هوائل مهالة من المعاضل
لذلك لن أقحم أحداً بما يخصني
قد سألت الخادمات زينب و فاطمة وغيرهن
قد كانت اجاباتهن موحدة فكلهن لا يعلمن بحقيقة الورق والورد الذي يتواجد بغرفتي و حقيبتي و سيارة السائق
و السائق لا يعلم
إذاً من أين جاءت هذ الأشياء ؟!
أخذ جوالي يهتز بيدي ذبذباته تخل توازن يدي
أبعدتُ أصابعي عن الشاشة لأفتح برنامج الواتس اب فأراه قد أرسل " امممم حلو شكلك و حلوة العباية الموف بس ترى مستقبلاً بمنعك من كل هذا
يوم 5 : النعومة - اللون موف . "
أرسلتُ بسرعة : وينك ابغى اشوفك ؟
لم يرد علي فقبطُ حاجبي وأنا ألتف برأسي لليمين و الشمال وأتوكأ بيدي على خلفية الكرسي لأنظر للخلف
أناس و أناس وليس منهم من يبث الشك قد يكون مدسوساً بينهم
إتصلتُ على رقمه و لا رد
أرسلت و لا رد
وقفتُ من على الكرسي وأنا أزفر بضيق وأضرب بقدمي الأرض بضجر و تذمر
فشعرتُ بالهاتف يهتز " هههههههههه حلو شكلك وانتِ معصبة و بعدين خفي على الجوال شوي عصرتيه ترى
اليوم 5 : الأعصاب - اللون الأحمر الفاتح " .
رصيتُ على أسناني بقهر و انا اقول : حماااار ,, حمااار .
حملتُ حقيبتي و مشيتُ حول المطاعم و انا أُرسل له : اطلع وينك ؟
لم يرد
فأرسلتُ له : انت حقير
فلم يرد
أرسلت : يا حمااااااار رد رد
لم يرد
أخذتُ أرسل له كل كلمات الشتائم و النعت التي أعرفها
أكبح قهري فيه و لا أدري إن قُهِر أو أنا التي تقهر ذاتها بنفسها
وهو ما زال ملتزم بالصمت لا يرد
أتصل و لا يرد
إذاً لما طلب مني المجيء كم هو حقير , مستفز , مستبد
صدمتُ برجل
لتدير تلك المرأة التي تأبط الرجل بيديها جسدها إلي وهي تعقد حاجبها و ذاك شعرها يسقط من حجابها ويتمرد امام عينيها التي يتلبسهما العدسات اللاصقة
قالتُ بغضبً و بصوتٍ عالٍ للغاية حتى انا كل من حولنا أصبحتُ انظارهم مصوبة إتجاهي و توقفتُ أقدامهم عن الحراك و أعينهم معلقة بي : يا قيلة الأدب ورى زوجي من أول كل ما اقول بتلاحظ نفسها ألاقيكِ مقربة أكثر
لين تسوين فيها ما انتِ بدارية و تصدمين فيه عمى على اشكالك
بينما زوجها أخذ يقول بهمس : هشششش خلاص اسكتِ يمكن ما قصدت .
لم أستوعب ما حدث فكل ما حدث كان سريعاً هل بالفعل شرودي جعلني أمشي خلفهم بلا دراية
يجب أن أدافع عن نفسي فأنا لم أقصد هذا
رفعتُ عيني إليها وهي لازالت تنعتني و الأعين مصوبة علي تخترقني و زوجها يهمس ليوقفها عن غضبها
و قبضة حديدية أمسكت بي من مرفقي بشدة و سحبتني بعيداً عن الحشد الغفير
يجرني بعيداً عنهم
وأخذ يسمح على يدي بنعومة ليقول : ما عليكِ منهم يا يبه
حتى أقول و بعيني دمع ليس منهم بل من هذا المجهول : تعبـ...انة يا يبه
مد يده إلى وجهي يمسح دمعي الشفاف برقة و بصوتٍ حنون : فيني و لا فيك يا يبه
إبتعلتُ غصتي و قهري و حاولتُ التماسك فنحن لا زالنا على أرض السوق
أمسكتُ بذراعه الممدودة ناحية وجهي و أنا أقول بإستغراب : عمي جلال ايش جابك هنا .
قال بتلعثم وهو يحك اذنه آآ ايه جيت لأني طفشان فقلت شوي اتمشى بالسوق " أردف " و انتِ يا بنتي ايش جابك ؟
قلتُ وأنا أحاول أن أُظهر المصداقية بحديثي رغم أني كاذبة : بس متفقة مع صحباتي اقابلهم وهم سحبوا عليا .
هز رأسه بتفهم
وهو يأبط ذراعي و يمشي بجانبي حيث خارج السوق
ويبادلني الحديث
وأنا أتكلم معه بلا إدراك وعقلي مع المجهول
و رأسي يلتف لليمين و الشمال وكأني إن رأيته سأعرفه
توسعت عيناي شيئاً فشيئاً وأنا أرى ذلك المعتوه يدخل إلى أحد محلات الذهب و بجانبه رجل آخر !! دون أن يستطيع رؤيتنا
هل يعقل أن يكون هو ؟!
و يستخدم هاتف محمول آخر لمحادثتي , ام انها صدفة كصدفتي مع عمي جلال ؟
إلهي إعتقني من هذه الأفكار المجنونة .



***


ما إن دخلتُ إلى الجناح حتى وصلني صوت أنينٍ مكتوم
صوت أنين قلبي و آهات وجدي
دخلتُ إلى حيث مصدر الصوت " المطبخ "
لأجدها تمسك بالصحون و تضعها بالثلاجة و الآخر منها بالفرن
و وجهها يكتسيه الحُمرة ودمعها منسكب بإنهمار كالشلال ما أن تذرف دمعة وتبتلعها بحلقها حتى تذرف أخرى و النصف الآخر من دموعها
يموت قبل أن يصل إلى ثغرها
ترفع ذراعها النصف عارية بكُمَها الحائر لتضعها على أنفها و تسمح مخاطها بها
تحمحمتُ بقوة تضاهي قوة أنينها المكتوم
حتى ينتفض جسدها فتمسح دمعها بيدها بعشوائية و تبلتع شهقة اوشكت على الخروج
حاولت أن تُخرج الحروف من مخارجها الصحيحة فلم تنجح حينما قالت : آآ وو " وعادت لتبكي "
إقتربتُ منها بهدوء و أنا أبتسم بحب و لا أدري بما تفسر حبي بينها وبين نفسها
توقفتُ قدامها مباشرةً و أنا اقول بحنان : ليش البكى يا عُزوف و ش حلاتك بالصبح و الإبتسامة شاقة وجهك .
أعطتني ظهرها وهي تخرج شهقتها التي ابتلعتها
توجهت حيث الطاولة لتأخذ صحنين صحن تضعهُ بالثلاجة و آخر تريد أن تضعه بالفرن حيث اقف انا
رفعت عينيها إلي وبالتحديد حيث صدري وكأنها تتشرد من عيني و قالت بقوة مهزوزة , صرامة مقتولة و أمر أشبه بالطلب : إبعـد .
كتفتُ يدي ناحية صدري وثبتُ قدماي بالأرض بعناد : وهاذي وقفة ابدية .
أتت من الجانب الآخر حتى أتحرك و أقف أمامها معانداً لها
جاءت من الجانب الأيسر و وقفتُ امامها امنعها
بضجر : اففففففففففف .
توجهت حيث الطاولة لتضع الصحن و تتناول آخر
أمسكتُ بيدها و وضعتُ الصحن حيث موضعه بالطاولة
وضعتُ يدي بذقنها و أنا اقول : زعلانة مني .
أبعدت يدي عن ذقنها وهي تقول بملل و تمط الكلام : مـالـك دخــل .
كانت ستبتعد حيث الباب ولكن بخطوة واحدة وصلتُ إليها و سحبتُها بقوة إلي حتى يرتطم ظهرها بصدري قلتُ بهمس : ايش مزعلك عشاني تأخرت عليكِ و انا وعدتك بأني بجي من بدري واطبخ معاك ِ ؟
قالت وهي تحاول فك ذراعي التي تحيط خصرها : فكني , ابعد .
إحتضنتُها أكثر أزيد من جرعات العناد : مافي حراك الا لما تقوليلي .
بيأس : اعرفك اذا حطيت شي براسك يصير .
مررتُ أصابع يدي اليسرى على رقبتها الطويلة : هممم ودامك عارفة تكلمي .
قالت وعضلاتها ترتخي بي و كأنها خلعت كل ثقلها وهمها و ألبستني إياه : ايه مو انت قلت لي بنطبخ مع بعض انا طبخت لحالي ولبست وجلست استناك سااااعات ولا جيت ليش كذا ؟ أبغى افهم ليش كذبت عليا ؟ , انتظرك من الظهر وما تجيني الا ثمنية العِشا .
حركتُ إصعبين من أصابعي إلى ذقنها فثغرها فأرنبة أنفها : حقك علي بس والله امي بعد صلاة العصر قالت لي كلام سد نفسي و بعدها خرجت اشم هوا و من نكدي نسيت اخبرك و تركت شغلي وجيتك ايش تبين بعد .
بغيرة : اها تكلمك عن الزوجة المستقبلية الي بتحطها بعيونك وتحبها وتجيب منها العيال اصغر مني و انثى بمعنى الكلمة صح ؟
رفعتُ يدها المتشبتة بيدي التي تقيدها و قبلتُها برفق : مشكلتك ذكية بأشياء تكدر خاطرك و غبية بأشياء تسعدك .
بصوت شبه عالي وبه نبرة باكية حاولت ضبطها : حدك عاد قلت لي ماني بأنثى و رضيت و تزوجتك إجباري من أبوك و تركت حلمي ورى ظهري لأنك كنت وللأسف أكبر حلم سعيت اني ارضيك واقنعك اني انثى كأي أنثى
لكن لا إنت من اقنعتني اني ناقصة لكن تبغى تقنعني اني غبية فحدك حدك يا ناجي صبرت وما عاد أقدر اصبر زيادة و انذليت ولا عاد فيني طاقة انذل زيادة يا توقف عن تحبيطك لي يا تطلقني انا خلاص مليت , مليت
امثل قدامهم اني السعيدة و الفرحانة بحياتها وانا اتعسهم حظ مليت ارسم البسمة المغتصبة على شفايفي تعبت من كـــل شي .
أخذت تتنفس بسرعة وصدرها يعلو و يهبط
بإستفزاز : وخايفة اتزوج عليكِ وحدة تطير عقلي واجيب منها عيال وانساك مرة وحدة و كأنك ما كنتِ بحياتي .
قالت وهي تتحرك تريد ان تفلت من ذراعي التي تقيدها ولكنها لم تستطع قالت بصوت منهار جداً : ايه اكذب عليك واقولك لا ايه انا خايفة خايفة تروح من يدي انا تعبانة يا ناجي اموت باليوم ألف مرة ولا أحد يحس فيني ناجي لين متى بنحرق بجحيمك أرحمني ودخلني جنتك
أدري والله اني مقرفة ومو انثى وحركاتي شينة لكن مرة وحدة يا ناجي طلبتك بس مرة و بذكرها طول العمر يمكن ربي بهالمرة يكتبلي اصير ام لا تحرمني من هالشي يا ناجي تكفى لا تحرمني .
بذات الإستفزاز : اجيب منها عيال و تصير دنيتي والي فيها وانتِ مجرد وحدة ما تسوى ابوي اجبرني اتزوجها بس عشان احفظها .
هبطت برأسها حيث يدي المقيدة لها و وضعت أسنانها لتطبقها بها تعضني بقوة
حتى تخلصت من أسري وأطلقت سراحها بنفسها
بينما انا أخذتُ أفرك يدي اليمنى باليسرى أخفف الألم عنها و أنا انظر لها بإعجاب خفي : شرسة
حملت ذاك الصحن الذي بدأنا شجارنا منه إلى الفرن الذي اقف الآن عنده
أزاحتني بيدها اليسرى وأنا إستجبت
وضعت الصحن بالفرن ثم رفعت عيناها لي بكل قوة لتقول : نتعلم منك الشراسة يالسفاح .
إبتسمتُ رغماً عني : زين والله تتعلمين مني بس ها انتبهي تتعلمين المرجلة حطي في بالك دايماً انك انثى حتى لو كان مظهرك وتصرفاتك عكس هالشي .
جرت بعيداً عني حيث الباب
يبدو أني قد تماديتُ بإستفزازها المعالج
استفزها لتفصح عن جراحها التي تلقتها من سفاحها لسفاحها فينزاح شيئاً من غمها
استفزها لتصرخ لتبكي و تصبر و تحاول ان تثبت لي انها الأقوى
استفزها لترتاح
استفزها لمصلحتها وفقط
مشيت ُ حيث مشت إلى غرفة النوم و كعادتها دافنة رأسها بوسادتها وتبكي بحرقة
جلستُ بجنبها على السرير و اقتلعت رأسها عن الوسادة لأدسها بحضني الذي يهواها
فتبكي هي مني
ولا تدري بأني أبكي لبكاءها مني
ليتحول بكاءها وعيلاً ثم يعود بكاءً تارةً أخرى إلى أن تصبح تنهيدة محملة بغمائم مثقلة بالضيق
فتهدأ شيئاً فشيئاً وتسمح مخاطها بقميصي
لتخرج رأسها من حجري و تتحاشى النظر لي بتشتيت عيناها بأرجاء الغرفة .




***


دخلت إلى الغرفة الآن الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل وهي تتنهد بضيق وتقول بحسرة وهي تجلس على السرير بجانبي : عبدالقوي والله اني مقهورة على رجالي احس بنات بو اصلان مضايقينهم
كل يوم والثاني و عُطرة ومعن يصارخون ببعض ماغير هوازن مريحة زوجها رغم انها مقصرة بحقه من ناحية الجمال لا تعرف تهتم بنفسها ولا حاجة
و ناجي كل ما افاتحه بالزيجة من غير عُزوف يغضب علي والله حال ولداني ماهو بمرضيني .
ضربتني بفخذي بخفيف و انا مستلقي على السرير و أفكاري بعيدة كل البعد عنها قالت بتنبيه : عبدالقوي وش فيك احاكيك عن ولدانا ولا انت بسامع .
هششتُها بيدي بإستصغار لها كما تُهش القطة : ما فيني اتكلم يالساجدة انا من ساعة قلط هنيه و ما تلاحقت اتريح الا وانتِ مصدعة راسي بعيالك .
إعتلى صوتها واحتد لتقول : ذولي رجالنا وان ما فكرنا إبهم بمن بنفكر ؟
بغضب : سكتي يا مره ولادك كلن منهم بطولي و هم أدرى بمصلحتهم خلهم يعيشون مثل ما يبون وخلك من هالدلع إلهم تراهم كبــااار كبـــااار على هالإهتمام .
بغضب و هي تحرك يدها بالهواء و تنثر لعاباً وهي تتحدث بإندفاع
تجاهلتها و أنا أبحر بقاربي بعيداً عن حديثها و أتوقف بميناء الجمال , الأنوثة والدلع والدلال
ميناء الفاتنة ذات العينين الضبابية بالدمع آه من كحلها خريطة عشوائية كونت نعومة لامتناهية
أبنات حواء كلهن بهذا الجمال ! و أنا سجين بقضبان ساجدة التي لا تجد فنون النعومة والجمال
فقط ما تجيده دور الأم المخلصة , تكرس حياتها فقط لإسعاد أبناءها
من هي هذه البهية ؟ أهي قطعة سقطت من الجنة !
و من أدخلها منزلنا الذي لا يوجد به آنذاك إلا الخدم الأسيويات و اينة ظانع
هل يعقل أن تكون تلك الفاتنة ابنة ظانع !!!
مسحتُ وجهي بشدة وأنا انفض رأسي إلهي انا بالخمسين من عمري و أفكر بفتاة اصغر من نصف عمري بل أصغر من أبنائي جميعهم
في هذا الوقت تثرثر ساجدة و أنا ألتزم بالصمت و تفكيري مصوب بتركيز على الصفقات القادمة
لم أعتقد لبرهةٍ واحدة أن إمرأة ستشغل تفكيري بيوم ما , لم يسبق لي و أن فكرتُ بأي إمرأة فأنا أراهن إبتلاء من الله
يعثون بالأرض فساداً لو كان بيدي لجمعتُ بنات حواء جميعهن و سحقتهن
نعم فهن عار و ما اهمية المرأة بالحياة ؟! الحياةُ كلها رجل والمرأة متطفلة بما لايعنيها بل وبهذا الزمان أصبحت مزاحمة للرجل بكل مكان
أصبحت ذات أهمية بالنسبة لكل رجل إلا أنا فلا أرى من الأنثى منفعة إلا بالإنجاب غير هذا لا يوجد
فلتتمرغي بالجحيم يا فاتنة فأنتِ لا تستحقي شيئاً من وقتي .
عدتُ إلى الواقع على صوت زوجتي ساجدة وهي تقول : والله إنه حيرني يومه يقذف باللوم بنفسه .
رفعتُ البطانية لأاغطي رأسي و أعطيها ظهري و أنا أقول ببرود ولا مبالاة : غلقي النور اريد انام .
هزتني من كتفي و بإلحاح : عبدالقوي رد الله يسعدك .
بحدة : قلت غلقي النور أريد انام .
أطفأت " الأبجورة " و ألتزمت بالصمت




*


*


زوجي عبدالقوي لايهتم بشأن الأبناء إطلاقاً و أنا بيومي الواحد يحترق جوفي حسرةً لحالهم اللامرضي
كنتُ أظن أن موضوع " عقم ناجي " سيشده و سيسأل ناجي مستفسراً هل بالفعل هو مصاب بالعقم
لكنه لم يهتم أرجو من المولى أن يكون إبني سالماً و العيب بعُزوف
صحيح أن عُزوف كأبنتي فأنا من ربيتها صغيرة لكن بالرغم من هذا يظل من ُخرج من أحشائي أولى بالإهتمام من غيره
ماذا أفعل يا إلهي ؟ أريد توضيحاً من ناجي و غداً إن شاء الله سأستفسر منه .


***


آه يا معن و آهات أتحسر على سنيني التي ضاعت معك , على سهد عيني و أرقها , إن كان ما أفكر به صحيحاً
فياويلتاه يا قلبي المتيم الخاضع الخانع
لستً ممن يتعبون قلوبهم و يمضون بأقوال أحاسيسهم و مشاعرهم إن كانت هذه المشاعر على حساب الذل
و لستُ من الأمهات الحنونات إلى حد الموافقة بالخنوع لأجلهم
و كنتُ مهتمة بأخواتي فلذة روحي اما الآن فهذا لا يعنيني
لكن من الضعيفات اللاتي ليس بإستطاعتهن إثبات براءتهن
لم تكن إدانتك قوية كقوة إدانة علم الطب
و آه يا جدتي لن اقول سوى الله يغفر لكِ
هاهي الذاكرة تعود بي إلى حيث جور قبيلتي ودهاءَ خالي عبدالقوي



***

إنتهى الجحيم

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والجحيم الجاي وقت ما اخلصه بنزله ومن بعده بنحدد موعد نمشي عليه ^^ .
و أدري عيدية متأخرة و طلع طولها عادي بالمراجعة لا حظت هالشي و قلت بطوله أكثر بس قلت
بيتغير تنظيمي و بتأخر زيادة عموماً الجحيم الجاي أقدر أقولكم تقريباً هو أحلى واهم جحيم من أول ما نزلت الرواية
و بيكون بإذن الله طويل و مرضي لجميع الأطراف فعشان كذا قلت لما اخلصه بنزله لأنه ممكن اطول شوي فيه لكن من بعدها بنحدد موعد موحد
و أعتذر أعزائي على التقصير بحق أعتذر
هو وعد واحد إن شاء الله بوفي فيه وهو اني بكمل الرواية للنهاية مهما صار الا اذا أخذني الموت
اما المواعيد فما اقول الا الله يعين ^^
كونوا بخيــر $


الشجية غير متواجد حالياً  
التوقيع

حيزبون الجحيم / بقلمي

شكرًا للجميلة فدا لعيونه بالمنتدى المجاور , سلمت يمينك ِ يا غالية |~
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.