23-05-14, 01:01 PM | #1 | |||||
نجمة روايتي
| بين حاضرٍ وحاضر**متميزه** [rainbow]بين حاضرٍ وحاضر [/rainbow] تلملم دفاتره بحرصٍ شديد،ترصّها بترتيبٍ وأناقة فوق كتبه النظيفة ؛فهو شديد الحرص على ممتلكاته العلمية . تسقط قصاصةُ ورقٍ من بين دفاتره فتنحني لتلتقطها بأناملٍ ترتجف لهفةً .تتناول حقيبته النصف مهترئة تقلبها متفحصةً زواياها التي اشتكت من كثرة أحمالها اليومية. تضع الكتب والدفاتر في أماكنها المخصصة داخل الحقيبة .تهمس متنهدةً وهي تتفقد قلمَيْ الرصاص _لتتأكد أنهما مبريان جيداً _ -سامحني يا حبيبي ؛لأن نقود بابا لم تكف لشراء حقيبةٍ جديدةٍ لك هذا العام . تجلس على حافة سريره ،تمد يدها تلامس شعره البني ،تمسده بحنان وتعاود همسها -تصبح على خير يا صغيري . نم مرتاح البال ماما جهزت لكَ كل ما يلزمك ليومك الجديد غداً . ببطء تسحب يدها من خصلات شعره وكأنها تسحبها من النعيم ،ثم تمد يدها إلى قميصه وبنطاله الأزرقين ،لقد غسلتهما وكوتهما وعطرتهما حتى باتا ينافسان ملابس أبيه أناقةً ونظافة. لم تقاوم رغبتها في احتضان ثيابه . تقربهما من صدرها وتضمهما إليها بقوة ،تشمهما وتضغطهما إلى قلبها أكثر ، تتمنى أن يكون هو مكانهما ، ولكنها لا تريد إزعاجه ؛ فهو يحتاج للنوم باكراً ليستيقظ في الصباح مفعماً بالنشاط من أجل دوامه المدرسي . تزين شفتيها ابتسامةٌ وهي تتذكر اليوم إلحاحه عليها بضرورة مساعدته في حل واجباته . قال لها : -أمي. معلمة اللغة العربية طلبت منا أن نكتب قصةً عن طالبٍ مجتهد يحب مساعدة الآخرين . تذوب ابتسامتها في كل ملامحها وهي تسترجع اللحظات القريبة بكاملها . قالت له : -حسناً سأساعدك ولكن عليك أن تخبرني أولاً .هل لديك أفكارٌ ما عمّا تنوي التعبير عنه ؟ ترقبه بعيني حاضرها وهو يلوّح بيديه متحركاً في غرفة المعيشة بحيويته الدافقة .يحرك رأسه ،ويعبر بملامحه وصوته الأبح قليلاً : سأجعله طالباً في مثل عمري .يصمت برهةً ويرفع رأسه إلى الأعلى وهو يضيق عينيه قليلاً بشيءٍ من التفكير ، ثم يعود للحديث: - اسمه ثائر وهو قويٌ وذكي ويحب مساعدة الآخرين . ولكن كيف ؟ يسائل نفسه مستجدياً عقله بإجابةٍ مقنعة .وما خذله عقله الفتي عندما سارع يقول : - آه . سيساعد المصابين ، قد أجعله يسعف طالباً في مدرسته وقد اختنق برائحة الغاز المسيّل للدموع . تضحك وهي تقاطعه : - على رسلك يا فتى ستجعل من بطلك فدائياً ، وليس مجرد محبٍ للمساعدة . ليعاجلها هاتفاً بلهفة : - بل سأجعله شهيداً . ما رأيك أمي ؟ ستصيبه رصاصة يهوديٍ لعين أثناء إسعافه لزميله . تخفت ضحكتها وهي تقول : و لكن يا علي أنا لا أحب النهايات الحزينة . فيردد بحماسٍ : -بل ستكون قصةً مميزة عن باقي كل القصص . فقط ساعديني أمي في ترتيب الأحداث . ستفعلين أمي أليس كذلك ؟ - بلى حبيبي . بلى . تجلس و إياه ترتب أحداث القصة المميزة . رتبا القصة معاً . هل رتباها حقاً ؟ أم تراه القدر هو الذي فعل . تمد يدها إلى الحقيبة تفتحها وتخرج منها أحد الدفاتر تفتحه مجدداً وتمر بعينيها على قصة صغيرها وقد صححتها معلمته ومنحته درجةً مميزة . تنتقل عيناها إلى الصفحة البيضاء المقابلة .تنظر إلى التاريخ الذي كتبه عليٌ تجهيزاً لليوم المدرسي التالي . تقرأ بشفاهٍ مرتجفة :الأربعاء الموافق السادس عشر من شهر مارس لعام ألفٍ وتسعمائة وثمانيةٍ وثمانين . تشق صدرها شهقةٌ تمزق ضلوعها ، وتخرج مجروحةً نائحة حين تقع عيناها على التاريخ في الرزنامة المعلقة في ردهة المنزل و كأنه يتحداها بالسنة التي صارت خانة ألوفها إثنين . قرأت عيناها برفض_ ألفان وأربعة عشر _. -دلال . هذا صوت زوجها المتكسر ألماً . يردف بخفوتٍ موجوع – اليوم هو ذكرى استش... تصرخ فاجعٌ بالحقيقة وتكتم صرختها في صدر زوجها وهي تمد يدها نحو فمه تمنعه إكمال عبارته ومن بين شهقاتها يخرج صوتها مقهوراً تخنقه صدمة الإدراك : لاااااااا علي لم ير....ح..ل. .نقطة التعديل الأخير تم بواسطة انثى الهوى ; 13-12-14 الساعة 12:17 PM | |||||
26-05-14, 12:46 PM | #3 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| قصة امهات ثكالى تتكرر كل يوم هل هناك ام تستطيع قتل ألم فقدان فلذة كبدها بفخر استشهاده ؟ لااعرف .. وربما لا اجد القوة لأسأل .... قصة مميزة عزيزتي | ||||||||
26-05-14, 01:17 PM | #4 | ||||||
نجمة روايتي
| اقتباس:
بين مرارة الألم وشموخ المجد المتفاخر تنام قلوب الأمهات ....هي رحمة الرحمن تتكفل بهذه القلوب التي تجزع من ألم الفراق ليواسيها فخر الشهادة واعداً إياها بلقاءٍ قريب .أما الألم فهو لا يموت وأما اليقين بالشهادة فهو كمفعول المسكن يهدهد دون أن يمحو . تحياتي | ||||||
26-05-14, 01:20 PM | #5 | |||||||||||||
نجم روايتي و شاعرة متالقة في المنتدى الادبي و الفائزة في مسابقة من القائل؟؟و الفائزة المركز الثالث في فزورة ومعلومة وحكواتي روايتي وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية ومركز ثان
| صباح الخير اولاً لفت انتباهي الاسم ( بين حاضرٍ و حاضر ) ! وعندما بدأت بقراءة القصة شعرت بالحب البريء والحنان العفوي من الطفل والام .. ولكن عندما قرأتُ التواريخ ضربتني صدمة حقّاً ..! وكأن تلك القصة انقلبت الى حقيقة ! وما كتبه الصغير اصبح قدره ! الم الام ومعاناتها رغم استشهاد ابنها و انكارها للأمر جعل عيوني تغيمان بالدمع ، لأن هذا واقع تتعايشه الامهات كل يوم الله يجنّب امهاتنا من هذا الالم ، ولا يحرم أمّاً من قرة عينيها قصة جميلة بمضمون اجمل .. أبدعتي | |||||||||||||
28-10-14, 03:11 PM | #6 | |||||||||||
مشرفة المنتدى العام
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصة رائعة اهم مابها التكثيف تستحق اعادة القراءة وان شاء الله اعلق عليها بما يليق بس الاقي وقت بس ممكن سؤال(اعذريني قد أكون طالعتها بسرعة او لأني لسة بتعلم) لكن هذه العبارة اقتباس:
انا اعتقد ذلك لأن لحظة التنوير التي في النهاية اوضحت ان القصة من بدايتها كانت تداعي لذكريات الام وهنا أجد العنوان مناسب جداااااا(بين حاضر وحاضر) ماشاء الله عليك قصة ذكية وجميلة ومعبرة وايضا كما قال الابن قصة مميزة قد أتهم بقسوة القلب..أو إنني لاأعرف قيمة الضنى وقديش هو غالي لكني وجدت الحزن فيها من نوع خاص للأسف لااعرف كيف اصفه,لكنه لايدعو الى الكآبة احسنت بإختيارك لموضوعك..الذي احسه اكثر من موضوع على فكرة هناك قصة مميزة ذكرتني بها قصتك اسمها (الحرب) للإيطالي لويجي بيراندللو https://www.gulfup.com/X2cgph9mtlzpck ولكن ادراك هذه الام غير ادراك ذاك الاب..فذاك الاب كان فخورا من بداية القصة بولده وفي النهاية ادرك انه (مات حقاً) اما هذه الام فصرخت بها..وانا صدقتها..إنه لم يرحل فرغم قهرها وفجيعتها بفقده لكنها مؤمنة انه من الاحياء عند ربهم يُرزقون هل انا على خطأ؟ الله يعطيك العافية...ورجااااءا لاتحرمينا من ابداعك وزوروني كل شهر مرة...بس عشان تجلي الصدأ عن عقولنا التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة راضي ; 28-10-14 الساعة 03:45 PM | |||||||||||
13-12-14, 08:58 PM | #10 | |||||
نجمة روايتي
| أووووووه ....زاد قلبي دقة .... مصحوباً ب (حالة من (التبليم ) ..يعني بلّمت لما قرأت الخبر .....بجد تفاجأت مفاجأة جدا جدا حلوة ....لا أدري كيف مثلكم يُشكرون ....أنثى الهوى يا عزيزتي ...تصميمك أسر قلبي ...السيدة بدمعتها وخطوط الزمن على وجهها تختصر ليس فقط قصةً قصيرة وإنما وجع وطن امتد جرحاً عزيزياً على جسد الأمة جمعاء ...والأم تحضن صغيرها ؛ وهمٌ تلحفته دلال حلماً أدفأ لياليها من بعد فقدانها علي ....من القلب شكر لكل من أوْلى سطوري اهتماماً ... | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|