29-05-14, 03:33 PM | #1 | ||||
| مطاردة! مطاردة! وزعت أنظاري بين ثلاث أباريق للشاي.. أبريق كحلي وآخر أبيض ذو نقوش فضية وثالث أحتوى على نقشه من الطراز الأثري القديم.. في أي أبريق اشرب مشروبي المفضل؟! الشجرة المتسلقة للجدار بدت وكأنها تتنهد مع نسمات ربيعية جميلة ناثرة أوراق زهرية بلون الورد بدا منظرها بديع خلاب.. ياله من يوم رائع.. أعدت القوارير الثلاث إلى مكانها ..تخمرت في رأسي فكرة جميلة ..سأحتسيه مع أختي التي لم أرها منذ أسبوعين ..أنه يوم مناسب للسير على الأقدام بجولة ستستغرق مني خمسة عشر دقيقة .. فاليوم غابت تلك الزائرة الشهيرة المتعالية .. الشمس.. كرة من النار تقذف حماما .. نافذة من الجحيم فتحت علينا .. في حظرتها تسير مطأطأ الرأس متجهم الوجه, مقطب الحاجبين وهي تلهب ظهرك بسياطها الحارقة وعرقك يسيل.. وتشاركك النباتات في الطأطأة وتغلق الأزهار بتلاتها وتختفي الفراشات والعصافير.. وتغلق أنت شباكك متململا من سجن الجدران ألقسري ..يائسا من أي نسمة منعشة .. أنها مضجرة حقا.. فهي تحد من أوقات خروجك ونزهاتك.. لحظات و بدأ حذائي الرياضي يطبع خطواتي الرشيقة على الرصيف.. وأذيال عباءتي تتراقص مع نسمات الهواء الرقيقة .. بهامة مرفوعة وعينان تلمعان بدأت أتأمل الشوارع البيوت .. وكأني أعقد صداقة مع مدينتي بعد طول هجر.. فصفاء الجو وجماله انعكس على مزاجي . فكنت منتشية احلق في فضاء من السعادة .. سعيدة أني سأخسر عدة كيلو مترات ! ولكن.. فجأة لمحت شخصا يسير خلفي !! وكان من عادتي أن أحسن الظن بالناس .. فلم أعره اهتماما.. فانعطفت يمينا مغيرة الشارع.... استرقت نظرة جانبية لأصدق ظني .. تجمدت تقاسيم وجهي.. عدلت وجهي بسرعة على الأمام وقد أنخطف لونه ..أنه خلفي على بعد عدة خطوات و يحملق فيني..وكأنه يريد أن يحدثني أنا!! جف حلقي واضطربت انفاسي.. وأسرعت بالتزامن خطواتي ودقات قلبي معا! وبذلت ساقاي جهدا مضاعفا لتغالب توترها وإلا تخذلني في نفس الوقت . وانعطفت يسارا متخذتا أقصر الطرق للوصول إلى منزل أختي .. وجدت هذا المعتوه يسرع أيضا!! بدا سلوكه غريبا وشذا .. من أين خرج هذا الشيطان ؟! فالجميع هنا معروفين بحسن أخلاقهم وسيرتهم .. أحث الخطى والأرض بدأت تتهاوى من تحت قدمي, لم أعد أرى شيئا أمامي إلا ذلك الصياد .. في الواقع لم أكن أسير بل كنت أعدوا كفريسة ترتعد فرائصها هربا ! أدوس على أوراق الأشجار الصفراء المرمية بقسوة وخشونة فأتركها هشيما لا تذروه الرياح ,فالهواء راكد والشارع يخلو من المارة تماما.. وأنا سابحة مع أفكاري ألاطم الموج وحيدة.. أي وقاحة وقلة ذوق تملكها يا هذا؟ فقد عكرت مزاجي وأفسدت نزهتي البسيطة.. ليت عقلك كان أنيقا بقدر أناقة ملابسك.. تلحقني إلى باب المنازل! لم يبقى إلا أن تتفضل وتشرب معنا كوب شاي ! ولم أصدق أني وصلت إلا حين رأيت هيكل المنزل .. ابتسمت!! بغض النظر عن ما كابدته من أهوال المهم اني وصلت.. وتمنيت من كل قلبي أن أجد الباب مفتوحا لأنه لو كان مغلقا لتوقفت لأقرع الجرس.. والتوقف لدقيقة أو دقيقتان في هذا الموقف كارثة ..مصيبة.. وقفت أما الباب وأنا ألهث .. كعداء مارتون وصل إلى شريط الفوز .. دفعته بقوة.. رحماك يا ألهي .. الباب مغلقا.. صعقت صعقة شديدة..وسرت في أوصالي رعدة زلزلتني ..هزت كياني ..لتخرج من بعدها عن أنسانة أخرى لست أنا..فهذا المخلوق سيفجر الشائعات حولي! ألتفت بقوة ..امتزجت مشاعر متناقضة من القوة والخوف معا.. غالبت ارتعاش صوتي ..وخرج صوتي غاضبا.. -"اشتبي؟" لم ينبس بحرف فقط رفع لي محفظتي -سقطت منك! أنتهت | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|