آخر 10 مشاركات
عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-14, 04:07 AM   #51

mariema

? العضوٌ??? » 68136
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » mariema is on a distinguished road
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mariema غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-14, 03:46 PM   #52

دروب الوفا

? العضوٌ??? » 269666
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 346
?  نُقآطِيْ » دروب الوفا is on a distinguished road
افتراضي

لكم كل احتررررررررررام وتقدير

دروب الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-14, 07:18 PM   #53

zezeabedanaby

? العضوٌ??? » 130571
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » zezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond reputezezeabedanaby has a reputation beyond repute
افتراضي

ما شاء الله الرواية رائعة

zezeabedanaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-14, 01:46 AM   #54

0mnia

? العضوٌ??? » 303607
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » 0mnia is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miya orasini مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني

المحتوى المخفي لايقتبس
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . :c hirolp_krackr::chi rolp_krackr:


0mnia غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-14, 08:18 AM   #55

دمعة حب٩١

? العضوٌ??? » 322799
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 647
?  نُقآطِيْ » دمعة حب٩١ is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك .......

دمعة حب٩١ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-14, 10:46 AM   #56

سهار
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 92084
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 651
?  نُقآطِيْ » سهار is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miya orasini مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني

المحتوى المخفي لايقتبس
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


سهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-14, 01:17 PM   #57

وديعة

? العضوٌ??? » 304199
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » وديعة is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

وديعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-14, 05:11 PM   #58

زهره سلمان

? العضوٌ??? » 320209
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » زهره سلمان is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زهره سلمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-14, 07:23 PM   #59

دودي زيتون

? العضوٌ??? » 320391
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 775
?  نُقآطِيْ » دودي زيتون is on a distinguished road
افتراضي

الف الف الف شكر

دودي زيتون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-14, 12:01 AM   #60

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي

الفصل الثامن

و مدت سارة يدها تدفعه عنها، و عندما شعر بذلك قال من دون أن يرفع رأسه: "كلا، أرجوك يا سارة."
ارتجفت و هي ترى من نفسها تجاوبا معه.

و فجأة، أخذ يشتم بوحشية و هو يقول و كأنه يهذي: "تبا، لم أعد أعرف ما الذي يجري لي...انك في خبالي ليلا نهارا... هل تعلمين هذا؟ إنني أحلم بك، و أستيقظ و الألم ينتابني لأجلك... متصورا... إنني أريدك... بحاجة إليك... إنني..."
و سكت فجأة و كأنه انتبه إلى ما كان يقول، و رفع رأسه عن جسدها، مشيحا به إلى جانب و هو يقول مشمئزا من نفسه: "حتى في هذا الوقت... و كل شيء يدعوني إلى أن أركز أفكاري كلها على روبي... أجد في نفسي الرغبة نحوك."

قالت ثائرة: "إنها الصدمة. إن لها، أحيانا تأثيرا غريبا على بعض الناس. إنها تجعلهم يقومون بأشياء غير معقولة... إنها..."

و للمرة الأولى، تسقط الحواجز التي بينهما... للمرة الأولى، يتماثل الوضعان و يلقي غراي جانبا بدرع الكراهية لها الذي كان يحتمي خلفه، ليكشف لها حقيقته البشرية الضعيفة إزاءها.

للمرة الأولى، جمع بينهما، بعد ذلك الاختلاف، قلقهما على روبي، و لأن طبيعتها هي أن تقدم الحنان و السلوان لكن من تراه متألما، لم تشأ أن تصد غراي، و لم تفكر في أن تبتعد عنه أو تستنكر ما يقوم به.

و لكن الذي لم يخطر لها ببال، هو أن تشعر هي أيضا، بمثل الحاجة و الرغبة الجارفة التي يشعر هو بهما.

و لكنها لم تنس روبي. انه ما زال هناك، في قلبها ووجدانها، شاعرة نحوه بنوع مختلف من اللهفة و الألم.

و عندما وجدت نفسها بين أحضان غراي، مرة أخرى، و قد ألقاها على سرير روبي و استلقى هو إلى جانبها، أغمضت عينيها وقد الوجود بها.

و الآن، و قد انتهى كل شيء، و عادت إلى الأرض. لتدرك، ما الذي فعلته... أرادت أن تتحرك... أن تزحف إلى مكان ما حيث تتقوقع على نفسها و تموت، و لكنها كانت من التعب و الإرهاق بحيث لم تستطع أن تتحرك.

و شيئا فشيئا، استسلمت سارة إلى الرقاد لم تستطع مقاومته... و عندما تصاعد رنين الهاتف استوت جالية في السرير، و قد انتبهت تماما، إلى أن اسم روبي على شفتيها. و سرعان ما كانت تحسن مظهرها، كيفما اتفق، ثم تهبط السلالم لتطلع على ما جد من أخبار عن روبي و قد ساورها الشعور بالذنب لانشغالها عن ذلك بتقاربها مع غراي، محاولة أن تقنع نفسها بأن بعض الناس يتصرفون، أحيانا، بشكل غريب غير متوقع، و ذلك تحت تأثير ضغوطات نفسية معينة.

و لكن، ربما كان هذا التفسير يناسب سلوك غراي، و لكنها لن تسمح بأن تخدع نفسها بهذا الشكل، فهي تحب غراي... و هي أرادته بكل مشاعرها، و لكنها لم تتصور قط أن من الممكن أن تتصرف بهذا الشكل، خصوصا و هي تعلم أن غراي لا يكن لها أي شعور بالحب. و لكن، لا شد أ،ها رغبة مؤقتة تجاهها.

و فجأة، تجمدت في مكانها و قد انتابها الاشمئزاز من نفسها... هل تراه حقا كان يشعر نحوها بالرغبة، أم أنه كان يلتمس أية امرأة يمكن أن يجد الراحة في وصالها... لا فرق عنده بينها و بين أية امرأة أخرى؟

و انتابها الغثيان. لماذا لم تفكر في ذلك من قبل؟ لماذا انتظرت حتى الآن، بعد أن فات الأوان و تصرفت بمثل تلك الحماقة الشنعاء، متخلية عن مثاليتها و عقيدتها لتتصرف مثل... كثل أولئك الذين يطلقون العنان لعواطفهم بدلا من أن تحتفظ بكل شيء لمن تحبه و تتزوجه باقتناع عقلي و عاطفي؟

حسنا، ما هو الرباط الذي يشدها إلى غراي إذن؟ لا شيء... لا شيء مطلقا.

لا شيء سوى حبهما لوربي، و قلقهما و استماتتهما في أن يعثر عليه، و تمزقهما العاطفي من جراء العذاب و الكرب اللذين يعانيان، و هذا إلى عدم قدرتهما على القيام بشي اتجاه احتفائه هذا... لا شيء سوى هذا يجمع بينهما.

و لكن، ماذا ترها تفعل الآن، أتلتمس لنفسها أعذارا كمن لا عذر له؟ و تنهدت.

إن ما حصل بينهما الآن، مفهوم أن يحصل بين والدين أضاعا ولدهما، فهما يلتمسان التعزية بين ذراعي الواحد منهما الآخر. و لكن، أن يحصل هذا بين شخصين لا يتبادلان الحب، بل الكره واحد منهما الآخر بشكل واضح، بينما يحبه الثاني سرا...

و أعاد أفكراها إلى روبي سماعها صوت سماعة الهاتف تعود إلى مكانها، فتابعت هبوط السلالم إلى الردهة حيث كان غراي جالسا. و نظر إليها، ثم حوا نظراته بعيدا. و تجمد في مكانها و هي تكافح دموعها و رغبتها في الهرب.

و لكنها عادت تذكر نفسها بأن اللوم على ما حدث بينهما، يقع عليه هو أيضا، كما يقع عليها. فرفعت رأسها بكبرياء و هي تسأله إن كان ثمة أي خبر جديد بالنسبة إلى روبي.

هز رأسه و هو مازال محولا نظراته عنها، ثم قال: "كلا، إنها الشرطة. يسألون عما إذا كان قد عاد إلى البيت، و يبدو أنهم فتشوا في كل مكان، كما أن أحدا لم يشاهده، و هذا جعلهم يفكرون في أنه قد يكون اتجه إلى لندن. تبا، عندما أفكر في حداثة سنه، و ضعفه... لو فقط..."

و سكت ليدير وجهه لينظر إليها. و تضرج وجهها و هي ترى نفسها هدفا لنظراته الثاقبة. و قال: "بالنسبة لما حدث... بيننا، إنني... لا أدري ماذا أقول..."

فقاطعته: "انك لست في حاجة لأن تقول أي شيء."

كان اليأس يبدو عليها, فهو سيقول لها إن هذا ما كان يجب أن يحصل... و لم يقصد مطلقا ذلك. و هذا أوضح دليل على أنه لم يكن يريدها فعلا... لم يكن يشعر نحوها بأية عاطفة.

و عادت تقول: "إننا، نحن الاثنين، تصرفنا بشكل ينافي الأخلاق." و ضغطت على الكلمات، رافضة أن تخضع للألم و العذاب اللذين تشعر بهما.

لم تكن تريده أن يظن أن ليس لها كرامتها. لم تكن تريده أن يقف ليقول لنفسه، إن ما حصل بيتهما لا يعني شيئا. انها تريد أن تجعله يظن و لو كذبا، أنها، مثله هو، تستنكر تماما ما حدث.

و تابعت تقول: "إنني... إنني أعتقد أن بعض الناس يتصرفون أحيانا، بطريقة مخالفو للأخلاق تحت ضغوط نفسية معينة. و من الأفضل... من الأفضل لنا، نحن الاثنين أن ننسى كل شيء عما حدث. و على كل حال، عندما يعود روبي... حسنا، لن يعود ثمة حاجة بنا إلى أي اتصال آخر... أليس كذلك؟"

فأجابها غراي بصوت خشن غريب النبرات: "كلا، لا أظن ذلك. طبعا إلا إذا..." و سكت و هو ما زال ينظر إليها و أنه ينتظر منها أن تقول شيئا، و لم تدرك هي بالضبط تقريبا، ما الذي كان يتوقع منها أن تقول، قبل أن تسمعه يضيف باختصار: "إلا إذا حدث ظرف ما... و طبعا يجب أن أعلم. لأتحمل مسؤوليتي الكاملة."

ظرف ما؟ و اتسعت عينا سارة بذهول و هي تدرك ما الذي يعنيه. ذلك أن آخر شيء فكرت فيه هو إمكانية حدوث الحمل عندها. و شعرت، لدى هذا الإدراك المفاجئ، ببرودة أوصالها و غثيان في معدتها و جعلتها الصدمة تتمسك بحاجز السلم لتتخلص من ذلك الشعور بالغثيان دون أن تدري بماذا تجيب.

حامل؟ كلا.. لا يمكن لهذا أن يحدث، ليس بهذه السرعة. ليس بهذا الشكل الخالي من التخطيط و التفكير المسبقين... ما الذي جرى لها؟ هل كانت من الغباء بحيث لم تكن تعلم سهولة أن تصبح حاملا؟ (حدث بالصدفة) أليس هذا هو الوصف الذي أعادت معظم النساء إطلاقه على حمل غير مرغوب فيه؟ و قد يكون حدثا سعيدا بالنسبة لكثيرات، أما بالنسبة إليها هي...

و انعصر قلبها و هي تفكر كم كانت تتمنى طفلا من غراي في ما لو اختلفت الظروف، و كان حبها لغراي متبادلا و كانت رغبته و حاجته إليها هي دائما دوام الحياة كلها، و ليس بصفة مؤقتة.

و حملها الألم الذي اشتد الآن لدرجة غير محتملة، على أن تقول له بقسوة: "حسنا، فلنرجو أن لا يحدث هذا... و على كل حال، فأنت لم تقبل قط بأن يجيء روبي إلى هذا العالم أليس كذلك؟ و ..."

فقاطعا و قد توترت ملامحه: "هذا ليس صحيحا. إنني أعلم أن هذا ما تظنانه، أنت و روبي، و ربما كل إنسان آخر كذلك. و لكن هذا ليس صحيحا." و ضحك بخشونة و هو يتابع: "يا إلاهي، ما كان لروبي أن يولد لو أن القرار كان بيد أمه. لقد أرادت أن تتخلص منه، و كان عليّ أن أمدها بالمال لكي تحتفظ بالجنين. و ليس المال فقط، بل موافقتي أيضا على الطلاق، و لولا هذا لأجهضت روبي. و لكن، عندما ولد روبي، و أدركت أية قوة أصبحت في يدها يمكنها أن تستغلها بالنسبة إلي، رفضت أ، تنفذ ما سبق من اتفاق بيننا في أن تسلمني الطفل. رغم أنها لم تكن تريد قط أن تحمل بطفل مني. و أ،ا لا أصدق أنها يمكن أن تكون قد أحبت روبي. حتى أنها لم تقبل بأن يعيش معها، ذلك أن أمها هي التي ربت روبي."

و ارتجفت سارة للمرارة التي بدت في صوته، و نسيت آلامها و هي ترى الصدق في لهجته و هو يتكلم.
و قالت و قد اقشعر جسمها: "و لكن، يبدو من لهجتك أنك تكرهها." و كانت كلماتها هذه نتيجة ما رأته في عينيه من ألم، ثم تابعت: "ثم لابد أنك كنت تحبها، لابد أنكما تبادلتما الحب يوما."

فلوي شفتيه بمرارة و هو يقولك "هل كان الحب ضروريا ؟ كان ثمة رغبة بالتأكيد، لكن سرعان ما اكتشفنا، نحن الاثنين، أن هذا لا يمكن أن يكون بديلا للحب. و لكن اكتشافنا هذا، بعد فوات الأوان، فقد كان روبي في طريقه إلى الحياة، و هكذا تزوجنا... يا للتعاسة، أين هو الآن؟"

و جعلها العذاب الذي لمسته في صوته، تتقدم مقتربة منه لتسري عنه، لتشاركه كربه. و لكنها توقفت فجأة و قد تذكرت ما الذي حدث بينهما، و حقيقة أنها هي آخر من يريدها أن ترفه عنه.

و تشوقت إلى أن تفعل شيئا، أي شيء عدا عن الجلوس هكذا باستسلام، في انتظار أن يقوم الآخرون بالتفتيش... بالعمل، و إذا كانت هي تشعر بالانتظار ثقيلا إلى هذا الحد، فكيف بالأحرى، غراي الذي هو أبوه، و الذي اعتاد أن تكون في يده مقاليد الأمور كلها؟

و عندما تعالى رنين الهاتف بعد ذلك بنصف ساعة، تجمدا، هما الاثنين، في مكانيهما و هما يحدقان فيه، و بدا أن ليس منهما من أحس بالجرأة على التحرك نحوه. إلى أن قفز غراي فجأة فتناول السماعة قابضا عليها بشدة، و هو ينطق باسمه متوترا.

و أخذ قلب سارة يخفق بعنف و قد شملها التوتر و الخوف، و ذلك أثناء فترة السكون التي كان غراي يستمع فيها إلى محدثه على الجاني الآخر من الخط، و بدا كأن ساعات طويلة مرت قبل أن تسمعه يقول بجمود: "نعم... نعم... لقد فهمت شكرا."

ثم وضع السماعة في مكانها ببطء متعمد، جعلها ترتجف و قد توترت أعصابها خوفا. و عندما استدار نحوها، كان وجهه خاليا من التعبير تماما، بينما كانت عيناه فارغتين جامدتين.

و هبط قلبها، و جفت شفتاها مما جعلها تحاول أن ترطبهما بلسانها قبل أن تستطيع أن تسأله بصوت متهدج: "روبي... هل...؟"

"لقد وجدوه."

و أرسل صوته في أعماقها موجة ألأم... كان في صوته ذاك صدمة، و ذهول...و...

و تجلت على وجهها صدمة و قد شعرت بالدوار. و عندما نظر إلى وجهها، قال فجأة يوضح لها الأمر و هو يتقدم إليها ليمسك بذراعيها و هو يقول بعنف: "سارة، لا بأس. روبي بخير. انه سالم معافى لم يصبه ضرر.لقد وجدوه في كوخ قديم متهالك حيث كان مختبئا. انه فقط... انه فقط أخبر الشرطة بأنه يعود إلى البيت... لقد طلبوا مني أن أحضر إلى المخفر. و أنا كنت تساءل... إنني أعرف أنني أثقل عليك بطلبي هذا بعد ما حدث بيننا مساء أمس... و لكن، هل لك أن تأتي معي؟"

و لم تستطع سارة الكلام. كل ما استطاعت أن تفعله هو أن تومئ برأسها إيجابا و هي مازالت غير مصدقة أن روبي بخير بعد أن طنت العكس.

و في طريقهما إلى المخفر، بدا غراي متمالكا نفسه و مشاعره، و لكن سارة تعلمت أن ترى العمق من الأشياء، و من هذا أدركت أن ألمه لم يكن أقل من ألمها هي.

كيف أمكنها أن تكون من القسوة بحيث كانت تظن أن غراي لم يكن يريد ابنه، بينما هي ترى كم يعني له هذا الصبي الصغير، رغم رفضه أن يظهر ذلك. و ذهلت و هي ترى نفسها تسبب له الألم بهذا الشكل، رغم أن ذلك صدر منها دفاعا عن النفس.

كان ما أخبرها به روبي ببراءة عن والدته، جعل سارة تكون رأيا عن تلك المرأة بأنها كانت تافهة و سطحية، تهتم بنفسها و بإشباع رغباتها أكثر كثيرا مما تهتم بابنها. كما أنها كانت ماكرة كذلك، تستعمل روبي كمخلب ضد أبيه، لتستغل هذا الأخير في ابتزاز المال منه، بينما تشحن نفس الصبي، بكل قسوة، بالخوف من أبيه.

و عندما وصلا إلى المخفر، اقتيدا إلى غرفة صغيرة، حيث وجدا روبي الذي كان في منتهى الخوف و الإرهاق، في أحضان شرطية تسري عنه. و في اللحظة التي رأى فيها سارة، تملص من المرأة الأخرى ليهرع إليها. و انحنت هي دون وعي منها، لتصبح في مستواه، محتضنة إياه، و قد طفرت الدموع من عينيها.

و في الناحية الأخرى من الغرفة، و قف غراي يتحدث المفتش الشرطة الذي سبق وقاد حملة تفتيش عن روبي. و كانا يتحدثان بصوت منخفض، و لكن أذني سارة استطاعتا أن تلتقطا بضع كلمات تتعلق (بشجار) و أن (روبي كان مستاء جدا) و لكن بكاء روبي لم يسمح لها بأن تسمح أكثر من ذلك.

و بعد ذلك بمدة طويلة، عندما كان روبي في فراشه مستغرقا في النوم بسلام، و استطاعت أن تترك غرفته أخيرا، عرفت القصة كاملة من غراي الذي كان في انتظارها في المطبخ.

و قال بعد أن سألته إن كانت الشرطة قد استطاعت معرفة سبب هربه. ذلك أنها هي نفسها، خافت من أن تسال روبي هذا السؤال لحالة الإرهاق و الكرب التي كان يعاني منهما. قال غراي: "يبدو أن روبي سمعنا نتشاجر في تلك الليلة التي عدت أنا فيها متأخرا من العمل. و قد أراد أن يكون معك، كما يظهر... و هكذا، بينما كنت أنا مازلت في الطابق الأسفل، لبس ثيابه ثم خرج. و لكنه أضاع طريقه في الظلام و من ثم استولى عليه الخوف الشديد. و عندما وجد ذلك الكوخ دخل إليه و لابد أنه ستسلم للنوم بعد ذلك. لقد كنت أظنني تقدمت في علاقته معه، و كنت أظنه قد تغلب على كراهيته لي..."

و بدا في لهجته من الكرب ما أحست معه سارة بغصة في حلقها. و تاقت إلى أن تفتح ذراعيها له كما فعلت مع روبي. أن تحتضنه و تواسيه كما فعلت له كما فعلت مع ابنه. لقد رأتهما متشابهين الآن في الضعف كما لم ترهما قط من قبل. و لكنها عادت فأرغمت نفسها على أن الأمان الموجود بين ذراعيها و في حبها، هو آخر شيء يريده غراي.

و سمعته يقول عابسا: "لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو. فقد كنت أعتقد أن روبي قد ابتدأ يستقر، و يتقبلني أبا له. و لكنه الآن... يريدك أنت في حياته أكثر مما يريدني أنا."

و خفق قلب سارة، لأجله، أما و شعورا بالذنب. و قالت: "انه ما زال صغيرا جدا. و لا تنس أنه لم يتعود على عشرة الرجال. فقد نشأ بين النساء، كما أن أمه..."

قاطعها: "لقد علمته أمه منذ ولادته أن يكرهني و يخافني... و أنا لم أعرف كيف أصلح الأمور. كنت خائفا من أن أثقل عليه بمشاعري و مظاهر حبي له، و هكذا تراجعت... راجيا أن يتوجه نحوي في النهاية, و لكن، بدلا من ذلك..."

و حاولت سارة التسرية عنه بقولها: "انه في حاجة إلى وقت ليستطيع التكيف... ليعود عليك أكثر."

و لو غراي شفتيه قائلا: "أحقا؟ أظن أننا، نحن الاثنين، نعلم أن هذا غير صحيح. ليس في إمكاني أن أنزع من ذهنه كل ما لقنته إياه أمه. إن روبي لن..."

و سكت و هو يهز رأسه، تركا سارة تقول بلطف: "انك مخطئ في هذا، أظنه يحبك فعلا، و لكنه مازال صغيرا حدا و مشوش الذهن، و عليك أن تتذكر أنه مازال يعتقد أنك لا تحبه."

فقال غراي بخشونة:" لا أحبه؟ إنني طبعا أحبه. انه ولدي...ابني."

فقالت سارة بحزن: "ليس كل الآباء يحبون أولادهم. إن زوجتك...أمه..."

و أدركت سارة أنه يحب ابنه فعلا، و تألمت عطفا عليه، و لكنه لم يستطع أن يظهر حبه هذا، لم يستطع أن يظهر لروبي كم يعني بالنسبة إليه، و لهذا بقي منعزلا عن الصبي الصغير خائفا من أنه عندما يظهر وربي مبلغ اهتمامه به، سيفلت منه عقال مشاعره ليكتسح الصبي بزخم من الحب لا يريده الصبي.

و قالت تقترح عليه: "ربما من الأفضل أن يرى روبي مقدار حبه له، بدلا من بقائك منعزلا عنه."

و لكن غراي هز رأسه على الفور: "لقد سبق و أخبرتك بأنه لا يريد حبي. أتعلمين ماذا بلغ الشرطة حين عثروا عليه؟ قال لهم انه يكرهني و انه يريد أن يكون معك أنت. انه لا يريد أن يبقى معي لأنني طردتك، قال انه يتمنى لو كنت أنا الذي مات و ليس أمه."

و خنقتها المشاعر مما جعل صوتها يبدو متحشرجا و هي تقول: "انه ولد صغير، و هذا كل شيء. لقد تعلق بي لأنني امرأة، فقد نشأ بين النساء، و النساء يسهل عليهن إبداء عواطفهن و التخلي عن تحفظهن."

فقال و هو يرمقها بنظرة ذات معنى: "هل يفعلن ذلك حقا؟"

و تصاعد الدم إلى وجهها لدى نظرته تلك التي تذكرتها إلى أيّ حد تخلت هي معه عن تحفظها. فهي لم تتصور مطلقا أنها يمكن أن تتصرف بذلك الشكل، و ترتكب مثل ذلك الخطأ. و سرت رجفة في أوصالها. فقد استماتت قي محاولة محو ذكرى ما حدث، من ذاكرتها. أن تنسى أنه حصل فعلا، إذ كانت تعلم أن غراي لابد قد نفى ذكرى تلك الليلة من ذهنه، و أنه قد اعتبر أن ما فعله معها، لم يكن إلا تنفيسا للغضب لعجزه عن المشاركة في التفتيش عن ولده، و أيضا لكي ينسى مخاوفه عليه. و لكي يشغل أفكره باي شيء، عن التفكير في ما يجري.

و قالت: "من الأفضل أن أصعد لأتفقد روبي." و كانت ترتجف و هي تقول هذا، إذ كانت تردك أنها إنما كانت تتخذ تفقد روبي ذريعة لكي تهرب من أمامه، كما أدركت من النظرة التي بدت ي عينيه، أنه أدرك ذلك هو أيضا.


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.