24-07-14, 05:30 PM | #1 | |||||||||||
نجمة خمن الرواية والكاتبة
| سنة أولى جامعة!! سنة أولى جامعة قصة بقلم:حسن فتحي خليل و مازالت يدها بين يديه.. و مازال صوته ينساب الى أذنيها ((تعالي يا أحسان.. تعالي..)) ولكن..نفسها ثائرة .. و اضطرابها يزداد.. و قلبها يدق في عنف.. و مشاعرها جياشة. كان أكبر ما يشغل بال الأم هو إقامة ابنتها بالإسكندرية, و ذلك بعد وصول خطاب مكتب التنسيق بقبولها بكلية الأداب فيها ..فهم يقيمون في بلدة بالريف قريبة من طنطا , و ليس لهم بالاسكندرية أقارب أو أصدقاء .. البنت فرحة لأنها ستلتحق بالجامعة , حلمها الدائم . و الأم موافقة . و لكن ماذا تفعل فتاة بمفردها في هذه السن , في بلدة غريبة كبيرة كالاسكندرية؟ وحل ((بيت الطالبات )) المشكلة . فالبنت مستوفية لشروط الإقامة به ,فلم تكد تتقدم بطلبها حتى قبل , واطمأن بال الأم نوعا ما . و ظلت توصيها قبل سفرها , و تؤكد لها أنها تثق فيها ثقة عمياء ,فيجب أن تلتفت الى دروسها , و أن تبتعد عن مزالق الشر كل الابتعاد. و هي و إن كانت ما تزال تشعر بنوع من الخوف الا أنها كانت تثق فيها حقيقة . فمنذ نعومة أظافرها و إحسان لا تخفي عنها شيئا مما يقع لها أو تتناوله أحاديتها مع زميلاتها , أو ما يجيش به صدرها و تحدثها به نفسها و خيالاتها. و لكن قلب الأم دائم القلق... و ودعتها .. و هي تدعو الله ان يحفظها دائما. و لما وصلت إحسان الى الاسكندرية , بهرتها المدينة بنظافتها و بشاطئ البحر الممتد طويلا, و العمارات الكبيرة, و الحركة الدائبة ..كما بهرتها الكلية بمبانيها الضخمة و الإعدادات الكبيرة من الطلبة و الطالبات.. و لمست الحياة الجامعية بما فيها من اختلاط بين الجنسين .. و لقد ساورها الخوف في مبدأ الأمر , فهي لم تكن معتادة على هذا الاختلاط الجماعي الكبير.. و لكنها بدأت تعتاده شيئا فشيئا في المدرجات و الممرات و في حجرات الاساتذة و الموظفين ..و تأكدت أن الحياة الدراسية و الاجتماعية بالكلية تتطلب حتما مزيدا من هذا الاختلاط.. و رأت أنها يجب أن تساير الواقع و لا تنطوي على نفسها , و لو رواسب من القلق و الرهبة كانت ما تزال تملأ فؤادها.... | |||||||||||
20-09-14, 08:03 PM | #4 | |||||||||||
نجمة خمن الرواية والكاتبة
| سنة أولى جامعة و احست به ...انه أحد زملائها بالسنة الاولى .. يحوم حولها دائما .. يلاحظ قلقها .. و هو يكاد برتج عليها احيانا ، أو هي تبدو و كأنها تائهة تبحث عن شيء حتى تقدم اليها يوما في رفق و رقة و قال : أنا تحت أمرك قالت و قد اصطبغ وجهها بالدم : اشكرك قال : لا شكر على واجب .. انت مازلت جديدة، و لكني أعلم يدقائق الكلية .. تأكدي بأنني أتمنى أية خدمة .. في المحاضرات أو لدى التسجيل أو أي شيء تريدينه و عرفت منه أن هذه ليست سنته الاولى مثلها ، فقد خانه الحظ في العام الماضي و رسب ، و لكنه أكد لها أن رسوبه يرجع الى ظروف خاصة ، و أنه على استعداد لأن يعاونها لما لمسه من طيبة أخلاقها و اختلافها عن الأخريات سألته: و بماذا أختلف عنهن ؟ قال : بخجلك ، و عدم جرأتك و انتهزت الفرصة و قالت : كان الاستاذ يحاضر بسرعة في الأمس فلم أتمكن من متابعتها ، و لم اكتب المحاضرة جيدا فأخد كراسة محاضراتها و تأملها ثم قال : اتركيها لي قالت : و لكن .. قال مبتسماً : لا اعتراض .. و في اليوم التالي سلمها الكراسة و قد أعاد كتابة المحاضرة كاملة بخك جميل نظيف منسق فقالت و هي خجلة:لا أعرف كيف اشكرك !! قال : لا شكر على واجب ... نحن زملاء. قالت :و لكن يبدو أنك سهرت فيها حتى أتممتها هكذا ... قال : السهر من أجلك سعادة لي فاحمر و جهها.. و لم تعرف كيف تجيبه و عاد يقول : اعتبريني دائما في خدمتك فسألته:هل الجامعة هكذا دائما ؟ فأجابها : طبعا.. تعاون صادق بين الزملاء و لقد كان عند كلمته ، لقد و فر عليها الكثير من ىالمتاعب التي يقابلها الطالب الغريب الجديد بالكلية، اطلعها على كل شيء ، و أفهمها ما كانت تحتاجه عن الاساتذة و الطلبة و الطالبات كان معها دائماً، ما أن يشعر أنها تريد شيئا حتى يقدمه لها ، ما أن يحس أنها لا تفهم درساً حتى يقضي وقت الفراغ في الكلية جالسا بجانبها يشرح لها في اسهاب و وجدت نفسها تأنس اليه .. كان لطيفا و متعاوننا كما كان حسن المظهر . و وجدت انها تبادله هذا الاهتمام و أنها تعودت رؤيته يوميا . و لعله كان يعتمد التغلب يوما ليعرف شعورها نحوه ، فكانت تحش في غيابه كأن شيئا ينقصها. | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|