479 -مرايا الزمن العائد - بيني جوردان - احلام (كتابة /كاملة )

[Just Faith]

6_لااريد مالك

صوت انفتاح باب غرفة نومها اخرج جودي من حلم معقد ارغمت على مشاهدته.مشى جون الى اخر الممر باتجاه عروسه العتيدة .لكن حين اقترب منها ,لم يكن جون هو الذي يتزوج امراة اخرى بل لورنزو .ومن الغرابة ان جودي شعرت بالحسد البليغ بدلا من ان تشعر بالارتياح.
_صباح الخير.
.
حيتها ماريا بوجه مشرق,فيما وضعت .الصينية االتي تحملها ثم مشت نحو النوافذ لتفتح الستائر السميكة ,,,وعلى الفور انسكبت اشعة الشمس على الغرفة .وتبعها النسيم المنعش الدافئ.
فاحت رائحة القهوة الطازجة وبدا منظر قطع .الخبز شهيا ,ماجعل لعاب جودي يسيل جوعا.

_شكرا ماريا .
شكرت الخادمة المتقدمة في السن بابتسامة .لطيفة ,فيما رفعت ماريا اغطية السرير .ثم استدارت لتغادر الغرفة.
لم تدرك جودي من قبل ان ثمة شرفة في غرفتها.اكتشفت انها تطل على حديقة في ساحة مغلقة ذات طابع شرقي.من الموقع المشرف هذا ,استطاعت جودي ان تنظر الى .قلب الحديقة حيث تقع بركة مليئة بالسمك ,تتوسطها نافورة مزخرفة ترسل .رذاذا من المياه الى الاعلى ,قبل ان تسقط لتحدث غمازات على سطح البركة.
.
.عادت الى غرفة نومها سكبت لنفسها كوبا من القهوة.ثم توجهت مجددا الى الشرفة.
.طرق باب غرفة نومها واعتقدت ان ماريا عادت فنظرت الى الاعلى.وارتسمت على محياها ابتسامة,.,,ما لبثت ان اضمحلت بعد ان اكتشفت ان القادم ليست ماريا بل لورنزو.

_من الجيد انك استيقظت .اتصل الفريدو انه في طريقه الى هنا ,وسيصل في غضون ساعة.اتمنى ان تكوني قد نمت جيدا, ولم تعاودك التشنجات.
_لا ,اعني ....نعم.نمت جيدا ولم تعاودني التشنجات.
على خلافها كان يرتدي كامل ثيابه.ماجعلها تعي قصر قميص نومها .

الا ان لورنزو لم يكن ينظر اليها.ظهر العبوس على وجهه وهو يحدق بشيء ما على لارض بجانب سريرها .قرب حقيبتها التي لم توضبها بسبب شعورها بالارهاق .الشديد في الليلة السابقة.
مشى لورنزو بخطوات كبيرة نحوها.ثم انحنى الى الارض وحمل بيده حمالة الصدر .الضيقة التي نسيت ان تعيدها الى الحقيبة مجددا .
.
.حملها بين ابهامه وسبابته ,ونظر الى جودي .نظرة متسائلة من خلال تجهمه.
_ماهذه؟.
.تحدته جودي بجسارة:.
_ماالذي تبدو عليه؟.
_تبدو مثل شيء ترتديه فتاة استعراضية.
اجابتها بتردد:.
_كانت ....... كانت جزءا من جهاز عرسي.
بالتاكيد هي لاتريده ان يظن انها جلبته معها .لترتديه في ايام العطلة.
.
واضافت :.
-وضعت في حقيبتي .....عن طريق الخطا.
_جهاز عرسك! اتعنين انك كنتسترتدين هذه .كوسيلة لاغراء زوجك كي يقيم علاقة حميمية معك ؟ .اي نوع من الرجال هو؟ اهو مصاب بانحراف ما؟.

.اجابته بنبرة حادة:.
_هذه مجرد حمالة صدر من احد المتاجر,اذا .كنت تريد ان تعطيها تفسيرا بذيئا وسخا ,فهذا شانك.
شعرت انها على حافة الانهمار دموع الغضب والذل.فيما تذكرت الشك الخجول الذي شعرت به وهي تشتري تلك الثياب الداخلية المصنوعة من الدانتيل .والمزودة بقطع من العاج .املة ان تغوي جون ليكون شغوفا اكثر معها.
.
تابعت قائلة:.
_الان اصبحت تعتبر موضة ,بعض النساء .يرتدينها كثياب خارجية.
_نعم رايت بعضهن يعرضن اجسامهن كالمومسات.
مومسات! هل يشير......؟.
_افترض ان الثياب التي تحب ان تراها على امراتك هي ......
.
هذا مابدات جودي تقوله بغضب.قبل ان يقاطعها لورنزو ,ويرمي حمالة الصدر على السرير قائلا:.
_احب ان اراها ترتدي ما يشير بلطافة الى .انوثتها بدلا من استعراضها .ثيابا مصنوعة من اقمشة لطيفة كبشرتها.لاثيابا تجعلها تبدو كطفلة او كمومس.

.طفلة؟ هل يشير الى قميص نومها؟.
اضاف بهدوء.فيما سكب كوبا من القهوة ومشى نحو الشرفة لينضم اليها:.
_كيف حال رجلك هذا الصباح؟.
.فجاة مابدا لها مكانا جميلا صار فضاء ضيقا وحميما للغاية.هل تعمد لورنزو الاشارة الى رجلها الان,لانه ادرك مدى حساسيتها .بشان ضعفها الذي يجعلها امراة اقل جاذبية؟.
.
.قالت له بنبرة دفاعية:.
_انها بحال جيدة يحصل هذا لاشخص وانت تعرف ذلك.
واضافت مؤكدة:.
_حتى لشخص يتمتع برجلين طبيعيتين تماما.
_اوتعتقدين ان رجليك ليستا طبيعيتين ؟.ثمة اماكن في العالم يتعرض .فيها الناس لاسيما الاطفال منهم الى ظلم الحروب .التي لايفهمونها ويحملون آثارها طوال حياتهم.بما في ذلك فقدان اطرافهم ,مايسبب لهم ضعفا لايخجلون به مطلقا.
.
استمعت اليه وهي تشعر بحنق لايصدق.هل يتجرا ويعظها ولاسيما وهو .يعيش حياة مترفة بعيدة عن الواقع ؟.
.سالته بازدراء :.
_ماذاتعرف عن معاناة الاخرين ؟.اراهن ان المعاناة الاقرب التي .تعرفت عليها اتت من خلال خبر ماساوي قراته في .صحيفة او شاهدته على شاشة التلفزيون؟.

.وضعت كوبها بحركة غاضبة وهمت بالسير الى داخل الغرفة مجددا.الا ان لورنزو الذي استغرق في النظر الى الحديقة .
.وضع يده على ذراعها كي يوقفها:.
_كاترينا تراقبنا.
_ماذا في ذلك.
.وضع كوبه على الطاولة واستدار نحوها.
قائلا لها بلطف:.
_هذا.......
.
.ازال لورنزو المسافة بينهما, فلم تجد لها مهربا.احاطت ها ذراعاه ,فاصبحت سجينة دائرتهما .
.انبسطت يداه على ظهرها ,وقربها منه كانها .عجينة عديمة الشكل مطواعة ,يفعل بها مايشاء .
.ابقى احدى يديه على اسفل ظهرها ,لشدها نحوه.
هذا ماادركته جودي مع احساسها بالدوار .فيما ارتفعت اليد الاخرى الى كتفيها ,ثم اختفت اصابعه في كثافة شعرها.
.
.اخذت جودي ترتجف من راسها حتى اخمص قدميها بحنق رهيب.
حدقت الى الاعلى نحوه,حجب وجهه نور .الشمس حين قربها منه وعانقها.
تجمدت جودي بردة فعل دفاعية,غير قادرة على الحراك .

استطاعت ان تشم الرائحة المنعشة لصابون .الاستحمام والكتان النظيف.
.اصرت على عنادها ورفضت ان تبادله العناق .الا ان ارتعاشة خفيفة فضحت احساسها وصدمت جسدها.
.ضمها لورنزو اليه اكثر.ولمعت عيناه الرماديتين المائلتين الى اللون الفضي.
.
وهو مدرك تماما لردة فعلها .ماجعل جسدها باكمله يلتهب .
.سالها بنعومة :.
_الا تعرفين كيف تبادليني العناق .مع انك كنت مخطوبة ؟.
.وجدت جودي نفسها امام خيارين : اما .تصنف كاامراة غير كفوءة وباردة العاطفة لاتعرف كيف تبادل الرجل العناق .واما الاستسلام لطلبه المتعجرف. لذا اختارت الكبرياء الانثوية على الغضب.

.لانت عضلاتها ومفاصلها, الا ان التماع .نظرتها الذهبية ظل يرشح بعدم المبالاة بنظرة لورنزو الفضية الساحرة .التي هي اشبه بمغنطيس يجذبها الى قدر لامفر منه.
.ارتفعت ذراعاها لتطوقا عنقه.واستطاعت جودي ان تشعر بدفء يديه على ظهرها .
.
.فيما استجابت جودي بشرتها لحرارة لمسته. وقفت على اطراف اصابع قدميها,وهي تميل نحوه.وتعانقه بحرارة صدمتها ,شعرت بيده تتحرك لتمسك كتفها .ماجعلها ترتجف كقوس جاهز للانطلاق.
بادلته العناق بقوة كانها تتوق الى عناقه منذ .وقت طويل ,بعد قليل همس لورنزو قائلا:.
_ماالامر ؟ تبدين تواقة الى المعانقة .الم يكن خطيبك يتودد اليك ويعانقك بما يكفي لاشباع توقك؟.

.فيما اكن لورنزو يهمس لها بتلك الكلمات همسا .زاد من حميمية عناقه ,ماجعلها ترتجف من دون قصد منها.لطالما تاقت لان يعانقها جون بمثل هذا الشوق والحميمية.
اعاد جودي الى الواقع صوت وقع قدمين .غاضبتين تسحقان الحصى .تحت الشرفة ,تجمد جسدها في رفض حانق.فيما انتشلت نفسها من بين ذراعي لورنزو.
.
.قالت له بغضب:.
_لايحق لك ان تفعل هذا.
.هز كتفيه بلا مبالاة وقال:.
_لماذا اذا لم توقفيني ؟
لم توقفه لانها بدت ماخوذة بعناقه ! هذا .ماادركته بحس من الذنب ردت جودي .
متجنبة النظر اليه :.
_قلت انه لن تكون هناك من ..... علاقة حميمية بيننا.
.
اعلمها لورنزو:.
_لم تكن هذه علاقة حميمية. لو كان ذلك هدفي لاصطحبتك الى مكان لايرانا فيه احد,.,,كل مافي الامر انني اردت ان ابرهن لكاترينا اننا فعلا على وشك .الزواج ,لكنك تعلقت بي كعذراء متعطشة الى عناق حبيبها.
_لست ...
_الست عذراء؟ .اهذا ماستقولينه لي ؟.
_ليس هذا مااردت قله .اردت ان اقول انني لست متعطشة لعناقك او حتى للزواج منك.
.
_هل انت عذراء؟.
_ماذا لو كنت كذلك ؟اهذه جريمة؟.
_لا .لكن الامر.....
.انقطع حديثهما الصباحي فجاة بفعل صوت .سيارة تصل الى الساحة القريبة.
.قال لها لورنزو بنبرة رجل اعمال :.
_هذا هو الفريدو.
واردف :.
_تعالي الى مكتبي حالما ترتدين ثيابك .سوف يطلعنا الفريدو على الاوراق الضرورية لزواجنا.

راقبته وهو يغادر ارادت بكل قواها ان تقول .له انها غيرت رايها.
ارادت ان تخرق تعجرفه .وان تخز كبرئاءه بالريقة ذاتها التي وخزها بها.كيف امكنها ان تتجاوب معه كما حصل ؟.
.
.من الواضح انه بات يعتقد الان انه يستطيع .ان يستخدم ضعفها ضدها كي يرغمها على فعل مايريده منها.
.كل كلمة قالها لها وكل نظرة رمقها بها .برهنت بصراحة على انه يعتقد انه اصبح يمتلكها .
لكنها ليست ملكه ,ولن تكون كذلك ابدا.

وسوف تجعله يدرك ذلك ايضا.لكن ماذا لولم تستطع ؟الى اي مدى ارادت ان تعزز .كبرياءها وتظهر في زفاف جون ولويس برفقة زوجها الجديد؟ .هل يستحق ذلك الامر المخاطرة؟.
بالطبع يستحق !. هذا ماقالته لنفسها بعزم فيما جمعت. بعض الثياب النظيفة وتوجهت للاستحمام.
.
مهما قال لورنزو او فعل.لاشيء يغير حقيقة انها بكل بساطة لاتريد علاةة عاطفية مع اي رجل قط.
.فقد برهن لها جون انها لاتستطيع ان تثق بالجنس الخشن.ما دامت لم تتمكن من الوثوق بجون حين قال لها انه يحبها وانه يريد الزواج منها .فهي بالطع لن تخاطر وتثق برجل مثل لورنزو!.
.
بعد خمس عشرة دقيقة.وبعد ان انهت الاستحمام وارتداء ملابسها.ربطت شعرها الذي مازال رطبا الى الخلف .وتوجهت مترددة الى مكتب لورنزو ,وكان قد دلها عليه في الليلة السابقة.
بامكانها ان تقسم انها لم تعلن عن وجودها .باقل صوت, او حتى رفعت يدها لتطرق الباب بلطف مع ذلك وبطريقة ما .خمن لورنزو وجودها ,اذ قبل ان تفعل ذلك .فتح الباب ثم جذبها من ذراعها ......
.بالطبع يبدو لاي متفرج انه يحميها ويقربها منه.لاسيما ان نظر الى اصابعه القوية التي تلتف حول رسغها .

[Just Faith]

6_لااريد مالك

صوت انفتاح باب غرفة نومها اخرج جودي من حلم معقد ارغمت على مشاهدته.مشى جون الى اخر الممر باتجاه عروسه العتيدة .لكن حين اقترب منها ,لم يكن جون هو الذي يتزوج امراة اخرى بل لورنزو .ومن الغرابة ان جودي شعرت بالحسد البليغ بدلا من ان تشعر بالارتياح.
_صباح الخير.
.
حيتها ماريا بوجه مشرق,فيما وضعت .الصينية االتي تحملها ثم مشت نحو النوافذ لتفتح الستائر السميكة ,,,وعلى الفور انسكبت اشعة الشمس على الغرفة .وتبعها النسيم المنعش الدافئ.
فاحت رائحة القهوة الطازجة وبدا منظر قطع .الخبز شهيا ,ماجعل لعاب جودي يسيل جوعا.

_شكرا ماريا .
شكرت الخادمة المتقدمة في السن بابتسامة .لطيفة ,فيما رفعت ماريا اغطية السرير .ثم استدارت لتغادر الغرفة.
لم تدرك جودي من قبل ان ثمة شرفة في غرفتها.اكتشفت انها تطل على حديقة في ساحة مغلقة ذات طابع شرقي.من الموقع المشرف هذا ,استطاعت جودي ان تنظر الى .قلب الحديقة حيث تقع بركة مليئة بالسمك ,تتوسطها نافورة مزخرفة ترسل .رذاذا من المياه الى الاعلى ,قبل ان تسقط لتحدث غمازات على سطح البركة.
.
.عادت الى غرفة نومها سكبت لنفسها كوبا من القهوة.ثم توجهت مجددا الى الشرفة.
.طرق باب غرفة نومها واعتقدت ان ماريا عادت فنظرت الى الاعلى.وارتسمت على محياها ابتسامة,.,,ما لبثت ان اضمحلت بعد ان اكتشفت ان القادم ليست ماريا بل لورنزو.

_من الجيد انك استيقظت .اتصل الفريدو انه في طريقه الى هنا ,وسيصل في غضون ساعة.اتمنى ان تكوني قد نمت جيدا, ولم تعاودك التشنجات.
_لا ,اعني ....نعم.نمت جيدا ولم تعاودني التشنجات.
على خلافها كان يرتدي كامل ثيابه.ماجعلها تعي قصر قميص نومها .

الا ان لورنزو لم يكن ينظر اليها.ظهر العبوس على وجهه وهو يحدق بشيء ما على لارض بجانب سريرها .قرب حقيبتها التي لم توضبها بسبب شعورها بالارهاق .الشديد في الليلة السابقة.
مشى لورنزو بخطوات كبيرة نحوها.ثم انحنى الى الارض وحمل بيده حمالة الصدر .الضيقة التي نسيت ان تعيدها الى الحقيبة مجددا .
.
.حملها بين ابهامه وسبابته ,ونظر الى جودي .نظرة متسائلة من خلال تجهمه.
_ماهذه؟.
.تحدته جودي بجسارة:.
_ماالذي تبدو عليه؟.
_تبدو مثل شيء ترتديه فتاة استعراضية.
اجابتها بتردد:.
_كانت ....... كانت جزءا من جهاز عرسي.
بالتاكيد هي لاتريده ان يظن انها جلبته معها .لترتديه في ايام العطلة.
.
واضافت :.
-وضعت في حقيبتي .....عن طريق الخطا.
_جهاز عرسك! اتعنين انك كنتسترتدين هذه .كوسيلة لاغراء زوجك كي يقيم علاقة حميمية معك ؟ .اي نوع من الرجال هو؟ اهو مصاب بانحراف ما؟.

.اجابته بنبرة حادة:.
_هذه مجرد حمالة صدر من احد المتاجر,اذا .كنت تريد ان تعطيها تفسيرا بذيئا وسخا ,فهذا شانك.
شعرت انها على حافة الانهمار دموع الغضب والذل.فيما تذكرت الشك الخجول الذي شعرت به وهي تشتري تلك الثياب الداخلية المصنوعة من الدانتيل .والمزودة بقطع من العاج .املة ان تغوي جون ليكون شغوفا اكثر معها.
.
تابعت قائلة:.
_الان اصبحت تعتبر موضة ,بعض النساء .يرتدينها كثياب خارجية.
_نعم رايت بعضهن يعرضن اجسامهن كالمومسات.
مومسات! هل يشير......؟.
_افترض ان الثياب التي تحب ان تراها على امراتك هي ......
.
هذا مابدات جودي تقوله بغضب.قبل ان يقاطعها لورنزو ,ويرمي حمالة الصدر على السرير قائلا:.
_احب ان اراها ترتدي ما يشير بلطافة الى .انوثتها بدلا من استعراضها .ثيابا مصنوعة من اقمشة لطيفة كبشرتها.لاثيابا تجعلها تبدو كطفلة او كمومس.

.طفلة؟ هل يشير الى قميص نومها؟.
اضاف بهدوء.فيما سكب كوبا من القهوة ومشى نحو الشرفة لينضم اليها:.
_كيف حال رجلك هذا الصباح؟.
.فجاة مابدا لها مكانا جميلا صار فضاء ضيقا وحميما للغاية.هل تعمد لورنزو الاشارة الى رجلها الان,لانه ادرك مدى حساسيتها .بشان ضعفها الذي يجعلها امراة اقل جاذبية؟.
.
.قالت له بنبرة دفاعية:.
_انها بحال جيدة يحصل هذا لاشخص وانت تعرف ذلك.
واضافت مؤكدة:.
_حتى لشخص يتمتع برجلين طبيعيتين تماما.
_اوتعتقدين ان رجليك ليستا طبيعيتين ؟.ثمة اماكن في العالم يتعرض .فيها الناس لاسيما الاطفال منهم الى ظلم الحروب .التي لايفهمونها ويحملون آثارها طوال حياتهم.بما في ذلك فقدان اطرافهم ,مايسبب لهم ضعفا لايخجلون به مطلقا.
.
استمعت اليه وهي تشعر بحنق لايصدق.هل يتجرا ويعظها ولاسيما وهو .يعيش حياة مترفة بعيدة عن الواقع ؟.
.سالته بازدراء :.
_ماذاتعرف عن معاناة الاخرين ؟.اراهن ان المعاناة الاقرب التي .تعرفت عليها اتت من خلال خبر ماساوي قراته في .صحيفة او شاهدته على شاشة التلفزيون؟.

.وضعت كوبها بحركة غاضبة وهمت بالسير الى داخل الغرفة مجددا.الا ان لورنزو الذي استغرق في النظر الى الحديقة .
.وضع يده على ذراعها كي يوقفها:.
_كاترينا تراقبنا.
_ماذا في ذلك.
.وضع كوبه على الطاولة واستدار نحوها.
قائلا لها بلطف:.
_هذا.......
.
.ازال لورنزو المسافة بينهما, فلم تجد لها مهربا.احاطت ها ذراعاه ,فاصبحت سجينة دائرتهما .
.انبسطت يداه على ظهرها ,وقربها منه كانها .عجينة عديمة الشكل مطواعة ,يفعل بها مايشاء .
.ابقى احدى يديه على اسفل ظهرها ,لشدها نحوه.
هذا ماادركته جودي مع احساسها بالدوار .فيما ارتفعت اليد الاخرى الى كتفيها ,ثم اختفت اصابعه في كثافة شعرها.
.
.اخذت جودي ترتجف من راسها حتى اخمص قدميها بحنق رهيب.
حدقت الى الاعلى نحوه,حجب وجهه نور .الشمس حين قربها منه وعانقها.
تجمدت جودي بردة فعل دفاعية,غير قادرة على الحراك .

استطاعت ان تشم الرائحة المنعشة لصابون .الاستحمام والكتان النظيف.
.اصرت على عنادها ورفضت ان تبادله العناق .الا ان ارتعاشة خفيفة فضحت احساسها وصدمت جسدها.
.ضمها لورنزو اليه اكثر.ولمعت عيناه الرماديتين المائلتين الى اللون الفضي.
.
وهو مدرك تماما لردة فعلها .ماجعل جسدها باكمله يلتهب .
.سالها بنعومة :.
_الا تعرفين كيف تبادليني العناق .مع انك كنت مخطوبة ؟.
.وجدت جودي نفسها امام خيارين : اما .تصنف كاامراة غير كفوءة وباردة العاطفة لاتعرف كيف تبادل الرجل العناق .واما الاستسلام لطلبه المتعجرف. لذا اختارت الكبرياء الانثوية على الغضب.

.لانت عضلاتها ومفاصلها, الا ان التماع .نظرتها الذهبية ظل يرشح بعدم المبالاة بنظرة لورنزو الفضية الساحرة .التي هي اشبه بمغنطيس يجذبها الى قدر لامفر منه.
.ارتفعت ذراعاها لتطوقا عنقه.واستطاعت جودي ان تشعر بدفء يديه على ظهرها .
.
.فيما استجابت جودي بشرتها لحرارة لمسته. وقفت على اطراف اصابع قدميها,وهي تميل نحوه.وتعانقه بحرارة صدمتها ,شعرت بيده تتحرك لتمسك كتفها .ماجعلها ترتجف كقوس جاهز للانطلاق.
بادلته العناق بقوة كانها تتوق الى عناقه منذ .وقت طويل ,بعد قليل همس لورنزو قائلا:.
_ماالامر ؟ تبدين تواقة الى المعانقة .الم يكن خطيبك يتودد اليك ويعانقك بما يكفي لاشباع توقك؟.

.فيما اكن لورنزو يهمس لها بتلك الكلمات همسا .زاد من حميمية عناقه ,ماجعلها ترتجف من دون قصد منها.لطالما تاقت لان يعانقها جون بمثل هذا الشوق والحميمية.
اعاد جودي الى الواقع صوت وقع قدمين .غاضبتين تسحقان الحصى .تحت الشرفة ,تجمد جسدها في رفض حانق.فيما انتشلت نفسها من بين ذراعي لورنزو.
.
.قالت له بغضب:.
_لايحق لك ان تفعل هذا.
.هز كتفيه بلا مبالاة وقال:.
_لماذا اذا لم توقفيني ؟
لم توقفه لانها بدت ماخوذة بعناقه ! هذا .ماادركته بحس من الذنب ردت جودي .
متجنبة النظر اليه :.
_قلت انه لن تكون هناك من ..... علاقة حميمية بيننا.
.
اعلمها لورنزو:.
_لم تكن هذه علاقة حميمية. لو كان ذلك هدفي لاصطحبتك الى مكان لايرانا فيه احد,.,,كل مافي الامر انني اردت ان ابرهن لكاترينا اننا فعلا على وشك .الزواج ,لكنك تعلقت بي كعذراء متعطشة الى عناق حبيبها.
_لست ...
_الست عذراء؟ .اهذا ماستقولينه لي ؟.
_ليس هذا مااردت قله .اردت ان اقول انني لست متعطشة لعناقك او حتى للزواج منك.
.
_هل انت عذراء؟.
_ماذا لو كنت كذلك ؟اهذه جريمة؟.
_لا .لكن الامر.....
.انقطع حديثهما الصباحي فجاة بفعل صوت .سيارة تصل الى الساحة القريبة.
.قال لها لورنزو بنبرة رجل اعمال :.
_هذا هو الفريدو.
واردف :.
_تعالي الى مكتبي حالما ترتدين ثيابك .سوف يطلعنا الفريدو على الاوراق الضرورية لزواجنا.

راقبته وهو يغادر ارادت بكل قواها ان تقول .له انها غيرت رايها.
ارادت ان تخرق تعجرفه .وان تخز كبرئاءه بالريقة ذاتها التي وخزها بها.كيف امكنها ان تتجاوب معه كما حصل ؟.
.
.من الواضح انه بات يعتقد الان انه يستطيع .ان يستخدم ضعفها ضدها كي يرغمها على فعل مايريده منها.
.كل كلمة قالها لها وكل نظرة رمقها بها .برهنت بصراحة على انه يعتقد انه اصبح يمتلكها .
لكنها ليست ملكه ,ولن تكون كذلك ابدا.

وسوف تجعله يدرك ذلك ايضا.لكن ماذا لولم تستطع ؟الى اي مدى ارادت ان تعزز .كبرياءها وتظهر في زفاف جون ولويس برفقة زوجها الجديد؟ .هل يستحق ذلك الامر المخاطرة؟.
بالطبع يستحق !. هذا ماقالته لنفسها بعزم فيما جمعت. بعض الثياب النظيفة وتوجهت للاستحمام.
.
مهما قال لورنزو او فعل.لاشيء يغير حقيقة انها بكل بساطة لاتريد علاةة عاطفية مع اي رجل قط.
.فقد برهن لها جون انها لاتستطيع ان تثق بالجنس الخشن.ما دامت لم تتمكن من الوثوق بجون حين قال لها انه يحبها وانه يريد الزواج منها .فهي بالطع لن تخاطر وتثق برجل مثل لورنزو!.
.
بعد خمس عشرة دقيقة.وبعد ان انهت الاستحمام وارتداء ملابسها.ربطت شعرها الذي مازال رطبا الى الخلف .وتوجهت مترددة الى مكتب لورنزو ,وكان قد دلها عليه في الليلة السابقة.
بامكانها ان تقسم انها لم تعلن عن وجودها .باقل صوت, او حتى رفعت يدها لتطرق الباب بلطف مع ذلك وبطريقة ما .خمن لورنزو وجودها ,اذ قبل ان تفعل ذلك .فتح الباب ثم جذبها من ذراعها ......
.بالطبع يبدو لاي متفرج انه يحميها ويقربها منه.لاسيما ان نظر الى اصابعه القوية التي تلتف حول رسغها .

[Just Faith]

.
.بدت قبضته كانها قبضة حبيب يود ان يعلن .للجميع الصفة الحصرية لعلاقتهما.لكن جودي بالتاكيد تعرف الحقيقة.
_بدات اتساءل ماالذي اخرك.
.اعترضت مدافعة:.
_تاخرت ربع ساعة فقط.
_هذا يعد عمرا بالنسبة لنا.
قال لها لورنزو هذا بلطف.وهو ينظر اليها نظرة ملؤها الشغف الواضح, ماجعل .عينيها تتسعان قبل ان تتمكن من ردع نفسها من التجاوب.
.
.شعرت بالخشية من تلك النظرة لتي كشفت .عن رغبة في تملكها بحيث تفحصها بحميمية بالغة من راسها حتى اخمص قدميها .
.كيف يبدو الامر بحق السماء لامراة يحبها هذا الرجل بصدق ؟.انه رجل لايشعر بالخجل او الخوف من التعبير عن مشاعره .الا ان جودي تدرك بالطبع ان لورنزو لايحمل اي مشاعر نحوها.وهي لا تريده ان يفعل ,هذا ماذكرت نفسها به.
_الفريد !تعال .ودعني اعرفك على خطيبتي .
.
.بدا المحامي الفريدو في مثل سن لورنزو تقريبا.لكنه لايشبهه مطلقا بطول قامته ووسامته.
وبابرغم من ذلك ,يتمتع الرجل بعينين .رماديتين متلالئتين جميلتين ,وبابتسامة ناعمة.
.حياها الفريدو بحرارة قائلا:.
_اخبرني لورنزو عنك للتو.ظننته يبالغ كما يفعل المتيمون عادة.لكنني الان ارى انه لم يعطك حقك.
.
.بدا من الواضح ان محامي لورنزو يتصرف بدماثة.ولو ان كلامه بدا مديحا غير منطقي.
.عرفت جودي ذلك للكنها لم تستطع الا ان تبتسم له ابتسامة ضاحكة .وشعرت فورا بالارتياح لحضوره.
اكمل الفريدو:.
_لاعجب انك متشوق جدا لتسرع بها الى المذبح.,لو كنت مكانك.....
_لكنك لست مكاني اليس كذلك.
.لم يبد ان المحامي شعر بالاهانة اذ ضحك وقال:.
_لاداعي للشعور بالغيرة ,فانا استطيع ان .ارى ان جودي مولعة بك وحدك.
.
.وفي الوقت الذي حاولت فيه جودي ان .تستوعب هذه الكذبة . ..
.اردف قائلا:.
_سالت لورنزو اين التقيتما .افترض انكما اتقيتما عندما كان لورنزو خارج البلاد .على اثر الهزة الارضية المريعة.اعلم ان لورنزو كان هناك بصفته مستشارا لمسؤولي الحكومة الذين .يديرون برامج المساعدة التابعة لنا ,هذا يذكرني لورنزو انني بناء لطلبك امنت المال .الكافي لتغطية تكاليف الطبابة للاطفال .الذين سوف يتضمون الى برنامج الاطراف الاصطناعية.

.استدار الفريدو نحو جودي,وتابع قائلا:.
_سوف تعرفين ان زوجك العتيد يتميز بقلب .رقيق وكرم حين يتعلق الامر بمساعدة ذوي الحاجات.هل قابلته خلال احدى حملاته الخيرية؟
شعرت جودي بوجهها يحترق فيما تذكرت .تعليقاتها اللاذعة السابقة لورنزو .
.نظرة واحدة الى وجه لورنزو المتجهم بدت .كافية لتوضح ان ثرثرة الفريدو غير الحذقة لم ترضه على الاطلاق.
.
.اوقفه لورنز قائلا:.
_لاتعمل جودي في اي من برامج المساعدة الفريدو.لقد التقيتها منذ فترة طويلة في انكلترا .خططت لاحضارها الى هنا لتتعرف على جدتي .لكن لسوء الحظ توفيت جدتي قبل وصول جودي.مايعود بنا الى موضوع ارملة ابن عمي المتوفى ,كاترينا.
.طمانه الفريدو على الفور:.
_ليس لها حق المطالة بحصن كاستيلو حين .تفي انت بشروط وصية جدتك وتتزوج.
.
.قال له لورنزو بسخرية :.
_لن تطالب بالكاستيلو ,لكن يبدو انها تشعر .ان من حقها المطلبة بي.
.ظهر العبوس على وجه الفريدو وعلق قائلا:.
_لكن هذا مستحيل.
_فعلا لكن كاترينا.كما نعرف كلانا ميالة الى المبالغة .ومن السخافات التي تفوهت بها ان جدتي تمنت ان اتزوج بها.بعد ان خدعت جينو ودنست اسمه في التراب .يبدو انها ترغب في تكرار الامر نفسه معي.
.
.وافق الفريدو بعدم ارتياح :.
_وقد لاكتها الالسنة بما يكفي حتى الان.
.علق لورنزو بلطافة:.
_حبذا ان الامر لايتكرر بالنسبة لزواجي او .لزوجتي العتيدة ,لذا ارجو منك تنبيه .الاشخاص المعنين كي يتجاهلوا كل ماتقوله كاترينا عن هذاالموضوع.
_فكرة ممتازة.
.
.بدا من الواضح ان لورنزو عدو لدود حين .يتعلق الامر بالحصول على مايريده , وبالرغم من انه يبدو غير مبال ومتعجرف وخطير .فقد تبرع بوقته وثروته لمساعدة .ضحايا الكوارث والحرب لاسيما الصغار منهم.
.هو رجلان مختلفان في جسد واحد بدا لها انه شخص غامض .

_احضرت معي كل المستندات التي .ستحتاجان الى توقيعها تحضيرا لزواجكما.بدا الكاردينال متعاونا جدا, واقترح اقامة المراسم في كنيسة مادونا في فلورنسا .وتعهد بان يقرا اعلان الزواج بداء من يوم الاحد القادم .وبما ان اعلان الزواج يجب ان يقرا في يومي احد متتاليين .قبل اجراء مراسم الزواج وفقا للقانون .فهذا يعني انكما تستطيعان الزواج بعد اسبوعين من اليوم.
.
اعلان زواج .....؟ وفي الكنيسة...؟. يفترض ان يكون زواجهما اجراء مدنيا مؤقتا ,,, ولاداعي ليحتفلا به في الكنيسة .
.اخذت جودي بالتقدم ,لكن لورنزو استطاع ان .يحول بينهما وبين الفرردو .
.شعرت باصابعه تلتف بحزم حول رسغها .كما تمكنت من رؤية التحذير في عينيه .فيما رافع راحة يدها التي كان يمسكها باحكام نحو شفتيه.

.قال لورنزو موافقا من دون ان يشيح نظره عنها :.
_حسنا فعلت ,الفريدو .اليس كذلك حبيبتي؟.
داعبت شفتاه اصابع يدها ,كلا على حدة .فشعرت باصابعها تبتعد عن راحة يدها في تجاوب واضح لتودده.
.
_احضرت ايضا الاوراق للضروية كي .توقعاها ليصبح الاتفاق رسيما بينكما ,ثمة ورقة عليك ان توقيعها جودي,وفيها .تتنازلين عن اقامة اي دعوى مالية في المستقبل ضد لورنزو في حال الطلاق. واخرى فيها اقرار بانه في حال فسخ الزواج بعد اثني عشر شهرا .سوف يدفع لك لورنزو مليون جنيه استرليني.بالاضافة الى مليون جنيه في كل سنة اذا بقيتما متزوجين.
_سوف اوقع الورقة التي تؤكد التنازل عن .اي دعوى قد اقوم بها ضد لورنزو ,لكنني لااريد ماله.
.
خرجت الكلمات من فم جودي قبل ان تستطيع .ردع نفسها ,وعلى الفور ظهرت المفاجاة على وجه الفريدو.يرافقها شيء من الخجل.
_بالطبع !. من غير المستحسن التكلم عن امور كهذه الان قبل ان تتزوجا وان...
كررت جودي:.
_يمكننا ان نناقش هذا في وقت لاحق على انفراد.
قال لورنزو هذا بنبرة تحذيرية.قبل ان يبتسم لالفريدو ويقول له:.
_امامك رحلة طويلة الى روما .كلنا اسرعنا في توقيع الاوراق كلما كان ذلك افضل.
***
_لم علينا ان نجري المراسم في الكنيسة بدلا .من اجراء احتفال مدني بسيط.
مضت ساعة من الوقت على مغادرة الفريدو .لكن معدل الادرينالين في دم جودي بلغ .اوجه حين واجهت لورنزو عبر طاولة المكتب.
.
_تتم مراسم الزفاف في عائلتنا على هذا .النحو وهذا مايتوقعه الجميع منا.
_كان يجدر بك مسبقا ان تخبرني.ظننت اننا سنقيم زواجا مدينا فحسب .الزواج في الكنيسة سيجعل الحدث يبدو حقيقيا.....
ظهر العبوس على وجهه وهو يقول:.
_سوف يكون حقيقيا.هذا هو الهدف منه ,عليه ان يبدو حقيقيا كي استوفي شروط وصية جدتي.سيكون على الاقل كذلك في الطريقة التي يتم بها.لكن ذلك لن يشمل بالطبع اقامة علاقة حميمية.
.
وافقت جودي بنبرة عنيفة:.
_لا !بالطبع لا .بدات اندم على تورطي في هذا الامر.
_فات الاوان بالاضافة الى انني ساعوض .عليك بصورة جيدة.
_قلت لك انني لااريد مالك.كل مااريده منك هو مرافقتي الى زفاف جون ولويس.
_ليس بوسعي ان اذكر هذا في عقد الزواج .من المتوقع ان تكثر الثرثرة والتوقعات بشان علاقتنا .لكن الفريدو الى جانبك ,ومن الواضح انه كان خائفا من جرح .مشاعرك عندما تحدث عنالمسائل المالية المتعلقة بزواجنا.
.
_لايمكن لذلك ان يجرح مشاعري.فانت لست شخصا هاما في حياتي. ساحرص على الااهتم لاي رجل بعد الان.
_هل تنوين ان تموتي عذراء؟.
.من الواضح ان لورنزو يسخر منها,ادركت ذلك.
فقالت:.
__ماذا في ذلك ؟. ثمة الكثير من الاشياء الاكثر اهمية في الحياة من العلاقات الحميمية.

_كيف عرفت ؟.اعترفت بنفسك انك لم تختبري هذه التجربة مطلقا.
لقد فح الكيل!.
_لن استمع الى المزيد من هذا الحوار .
استطاعت جودي ان تشعر بوجهها يحترق .بلون الخجل فيما غطت اذنيها بيديها.
_انا اوضح فكرة انك ترفضين شيئا من دون اختباره.
.
_ماذا عنك ؟. انت ترفض الزواج الحقيقي اليس كذلك؟. وانت لم تتزوج من قبل هل فعلت؟.
-لم اتزوج .لكنني شهدت زواج الكثيين ورايت كم هو زائف وخادع, وكيف يستخدم ليخفي الانانية والطمع .وكليف يولد الاولاد ويتركون ليتعاملوا مع المشاحنات .والمشاكل التي يسببها كذب اهلهم.
.
_هذا لاينطبق على كل الزيجات.صحيح ان بعضها لاينجح الا ان ثمة الكثير من المتزوجين السعداء......... ابن عمي وزوجته يحبان بعضهما كثيرا ,وكذلك والدي كانا سعيدين ......
_احقا ؟اذا كيف يعقل ان تلك الجنية الرائعة .التي مكنتهم من تحقيق النعمة النادرة فاتتك ؟.

-يتعلق الامر بامكانية انتقاء الشريك المناسب .ادركت مه جون انني لااملك تلك القدرة.لهذا لاانوي مطلقا ان اسمح لنفسي بان اقع في الحب مرة ثانية.لكن هذا لايعني انني لااؤمن بنجاح الزواج او ثن .بعض الناس لايمكنهم ان يختاروا الشريك المناسب.
اجابها لورنزو متحديا.وكانه توقع منها ان تعارضه:.
_مجنون هو من يعتقد بان الانجذاب الجسدي يدوم الى الابد.
.
قررت جودي الا تنخرط في المزيد من النقاش.فقد استفاق في داخلها شعور خطير حتى. بالكاد استطاعت التركيز على ماتقوله.
اكمل لورنزو :.
_آه ! بالمناسبة لاتعتقدي انني اقتنعت بتعليقك .البارع بانك لاتريدين المليون جنيه,ماالذي تقصدينه بذلك؟. اتظنين انك اذا رفضت المبلغ الان ,سوف تحظين بمركز .اقوى لتطالبي بالمزيد حين نتطلق ؟.ان كان ذلك ماتفكرين به دعيني احذرك........
.
طفح الكيل مع جودي فاجابته:.
_لا ! اعني انا احذرك ان السبب الوحيد الذي .دعاني للزواج بك هو رغبتي في الاثبات لجون انه ليس الرجل الوحيد على سطح الكرة الارضية.وبان ارفع راسي عاليا في دياري ,فلا ادعم يشفقون علي.كبريائي هي التي حفزتني لا رغبتي في المال .لااريد مالك !وبالطبع لااريد......خبرتك في العلاقات العاطفية ايضا.
_آه ! هذا جيد ,لانني لن اقدمها لك.
.
بعدئذ اردف:.
_يدهشني انه في عالمنا الحضاري هذا. مازال هناك بعض المفاهيم البالية التي تفيد .بان الرجال الناضجين يتوقون خفية الى النساء العذراوات.انا شخصيا لايمكنني ان افكر بشيء اقل اغراء.وربما كان ذلك سبب اختيار خطيبك السابق لامراة غيرك.هل خطر هذا الامر بالك؟.
هل فكرت بذلك ؟.امضت جودي الكثير من الليالي والايام التي لم تفكر فيها الا بذلك .الامر لاسيما في الاسابيع الاخيرة.
.
لطالما استلقت في سريرها وتساءلت كيف .يمكنها ان تتحول الى امراة خبيرة جذابة يمكنها ان تغوي جون وتبعده عن لويس .
كما فعلت لويس وابعدته عنها.لكن ذلك الاتون الثائر وتلك النيران مع دوافعها .الخطيرة المدمرة بردت الان, وهي .بالطبع لن تسمح لها بان تشتعل مجددا من اجل رجل مثل لورنزو.
فجاة اخذ النبض في شرايين جودي يزداد قوة .لم يعد مجرد نبض عادي بل صار وجعا عميقا.

[Just Faith]

7_غيرة ام احتراس ؟

_ثمة شيء اريد ان اخبرك اياه.
وقفت كاترينا امام جودي. معيقة طريق خروجها من الحديقة الجميلة التي غادرت .غرفتها كي تستكشفها .
_لماذا جاء الفريدو الى هنا؟.
_اليس من المفترض ان تطرحي هذا السؤال على لورنزو؟.
.
.حاولت جودي ان تتحرك الى الامام .
_لورنزو لايريد الزواج بك في الحقيقة.هو يريدني انا, لطالما ارادني ,وسوف يفعل دائما .....دائما وابدا.انا حبه الاول ,,ويجب ان اكون الاخير, لكنني اخترت الزواج بابن عمه.يشعر لورنزو ان عليه معاقبتي باظهار عدم اهتمامه بي. لكنه مازال يريدني ,استطيع ان ابرهن ذلك في اي وقت.
ارادت جودي ان ترفض بشدة المعلومات التي .ارغمت على سماعها ,بالاضافة الى .الصور المثيرة للاشمئزاز التي راحت ندور في راسها.
.
انها ليست من اولئك النساء اللواتي يستمتعن .بسرقة رجال النساء الاخريات ,هذا ماقالته جودي لنفسها غاضبة.
.تفاخرت كاترينا بنفسها قائلة:.
_مهما كان ماقاله لك ,فان السبب الوحيد الذي .يدعوه للزواج بك و كبرياؤه العنيدة .التي تجعله يعتقد ان عليه مقاومة مشاعره تجاهي.كي يبرهن مدى قوته ,الحقيقة هي ان لورنزو يخاف من حاجته الي.
.واضافت كاترينا بسخرية :.
_حين يصطحبك الى السرير.سوف يتصورني انا بين ذراعيه. ويتمنى سرا لو انني زوجته لاانت.
نظرت الى جودي نظرة ازدراء مماثلة تماما .لتلك النظرة التي رمقتها بها لويس,فانتفض قلب هذه الاخيرة بنبضة .خوف,واستطاعت ان تشعر بصدى ذكريات المها ورفضها .
.
.بدات جودي الكلام بجراة بالرغم من انزعاجها :.
_ربما كنت ولورنزو عشيقين في احد الايام ........
.اوقفتها كاترينا قائلة:.
_ربما ؟ ليس من ربما في الموضوع ,كنا فعلا عشيقين.
تابعت بوقاحة :.
_كان متيما بي حتى العبادة ,لم يكن يستطيع مقاومتي .

اخذت معدة جودي تضطرب مسببة لها الغثيان.ودخل راسها استطاعت ان تسمع .لويس تقول لها بنبرة ملؤها الانتصار:.
_جون ا يستطيع مقاومتي.
_حصل جدال ما ......سوء تفاهم .كان لورنزو يافعا ومتسرعا, ولم اشا ان ادعه .يعاملني بهذه الطريقة فقررت ان القنه درسا واتركه . ليل.اس
تمكنت جودي من تخيل تصرف لورنزو.لابد لكبريائه ان يفور حنقا ,لكن .اليس الحب الحقيقي اقوى من الكبرياء.؟.

_هو يتزوج بك لانه لايملك اي مشاعر تجاهك.لورنزو خائف من مشاعره نحوي, وكبرياؤه تحفزه للمكافحة ضدها ,.,,لكنه لن يكافح الى الابد ,لايمكنه القيام بذلك فحبه لي قوي جدا.
.اجبرت جودي نفسها على الاعتراض:.
_هذا سخيف !مامن سبب يمنعه من الزواج بك لو اراد ذلك.
.اصرت كاترينا بغضب:.
_يقع اللوم على موقف امه السخيف.فقد عارضت زواجه بي.

اردفت :.
_بسببها يخاف لورنزو من الاعتراف بحبه لي علنا.بسببها يحاول انكار حبه ويبتعد عني.لكن يمكنني ان اجعله يعود الي بسهولة.

اشارت جودي :.
_اليست امه ميتة؟.
_لم يسامح لورنزو امه قط على خيانتها لوالده.وتركه له ولابنها حين هربت مع عشيقها.
.هزت كاترينا كتفيها هزة ازدراء خفيفة .
.
فيما تابعت تقول :.
_اعطى الامر اهمية اكثر مما يستحق.كان طفلا في السابعة من عمره ,وحظي بوالد غني بما يكفي ليوفر له كل مايريده.لكن لم يكن ذلك كافيا بالنسبة الى لورنزو .فقد اراد ان تعود امه ..... حتى انه توسل اليها كي تعود.اخبرني جينو هذا, كان متيما بها وكذلك كان ابوه.كانا يعتبرانها سيدة بكل ماللكلمة من معنى ,,,قلت للورنزو عدة مرات ان من الجنون ان يبكي على اطلال ماحدث في طفولته.اذ سوف يرى دائما نساء ورجالا يتخلون عن اطفالهم.لورنزو نفسه سوف يتخلى عنك يوما ليعود الي.اذا تصرفت ببلاهة واصريت على الزواج به.
.
اردفت كاترينا:.
_سوف اتاكد من الامر.واعدك انني حين افعل, لن يستطيع مقاومتي.
تماما كما لم يستطع جون ان يقاوم لويس! ماسر هؤلاء النساء.اللواتي يضعف الرجال امامهن غير مدركين لانانيتهن ؟.

بالنسبة الى امراة خصها لورنزو بحبه كما .تدعي ,لم يبد على كاترينا انها تتعاطف معه , هذا مااعتقدته جودي,من جهة اخرى, .بالنسبة الى صبي في السابعة من عمره فقد الام التي احبها بهذا القدر كما وصفت كاترينا.من الطبيعي ان يترك ذلك اثرا نفسيا عميقا عليه.
اذا كان قد احب كاترينا فعلا .فلا بد ان زواجها بابن عمه عزز اعتقاده بان النساء .لسن موضع ثقة,كما انهن سطحيات,مخادعات وانانيات.
.
.ياالهي !ماالذي افعله ؟سالت جودي نفسها .باشمئزاز بالطبع لايمكنها ان تتعاطف مع لورنزو.
فيما راقبت جودي كاترينا تغادر,طمانت نفسها .ان من الجيد انها لن تتزوج لورنزو بدافع الحب.
صارت وحيدة في الحديقة.فاستدارت لتنظر الى هيكل الغرانيت المجاور للكاستيلو .لو انها مكان لورنزو لما تورطت في زواج غير مرغوب فيه لتمتلك مكانا كهذا ,لكنها ليست لورنزو.فكرت جودي باستياء ,لابد انالامر يعود الى كبرياء عائلية متاصلة فيه.

.تجمدت في مكانها حين سمعت خطوات على الحصى .
عرفت على الفور انها خطوات لورنزو.راح يزحف ببطء في داخلها احساس بوخز خفيف .
كما ان مزيجا من الخطر والحماس والتحدي .راح ينبض في جسدها كله مع تسارع نبضات قلبها,شعرت ببعض الاطمئنان حين .قارنت احساسها في هذه اللحظة مع احساسها حين التقت جون لاول مرة .

الاحساسين لايشبهان بعضهما في الحالتين .وبالتالي ماتشعر به الان ليس نابعا من انجذابها الى لورنزو.
_رايت كاترينا تتحدث اليك.اخبريني !ماالذي قالته لك؟.
بدا من الواضح ان لورنزو يتوقع الاستجابة .دائما لطلبه ,وكان له الحق في سؤالها والحصول على الاجابة.
.
.اجابته بصراحة :.
_اخبرتني انكما كنتما عشيقين .
.عاد يسالها رافضا ان يتاثر بما قالته :.
_وماذا ايضا؟
_وانك مستعد لان تفعل اي شيء لتمتلك حصن الكاستيلو.لكنني كنت اعلم هذا, اخبرتني ايضا ان امك هجرتك .وجرت والدك حين كنت صغيرا,وهذا مالم اكن اعرفه بالطبع.
على الفور انقبضت تعابير لورنزو .
.
قال :.
_ماحدث في طفولتي يبقى في الماضي.ولن يؤثر ابدا على حاضري ومستقبلي .

[Just Faith]

انه مخطيء بشان ذلك.طفولته حملت الكثير من المشاكل المؤلمة التي لم يتوصل .الى حلها, هذا ماقررته بسرعة.

_كيف حال رجلك؟ .لاحظت انك رحت تحكينها حين كان الفريدو هنا.
ماالذي جعله يتفوه بذلك التعليق ؟ .اهو قلقه عليها ام محاولة مقصودة لتغيير الموضوع ؟.لكن لم يمنعها ذلك من اجابته .
_هذه مجرد عادة .....ولاتعني ...... ان رجلي غير سليمة .
.
بدات جودي تتصرف بارتباك.لابد ان رفض جون لها سحق تقديرها لذاتها ,,,لكنه بالطبع لم يحولها الى حالة تستحق الشفقة ,لتشعر انها ممتنة لرجل يسال .عن صحتها ,الا ان تعليق لورنزو ذكرها بامر عرفت ان عليها القيم به.
الان هو الوقت المناسب على الارجح للقيام به .لان الضوء الباهت لن يسمح للورنزو برؤية احمرار وجهها.
.قالت له على وجه السرعة :.
_انا ....انا ادين لك باعتذار.
.
تابعت بخجل:.
_ادركت مما قاله الفريدو انني كنت مخطئة .بقولي انك لاتعرف شيئا عن اهوال الحرب.
_هل تعتذرين لي عن خطا في الحكم علي؟.
_نعم انا اعتذر.
وتابعت بجراة:.
_لكن لو انك اخبرتني عن عملك في بادئ الامر.لما احتجت الى ذلك!.
.
_عرفت انك ستجدين لنفسك تبريرا ما .لم التق بعد المراة التي تعترف انها هي من يقع عليها اللوم.
.اعترضت جودي على الفور:.
_هذه المبالغة هي اسخف ماسمعته في حياتي ,فهي تشبه القول ......
.قاطعها لورنزو قائلا بلطف :.
_......انك لن تثقي برجل اخر لان احد الرجال خذلك؟.

.ردت جودي عليه بتهور :.
_لا ! هذا قرار شخصي اتخذته بشان مستقبلي.ولايعني ........لم اقل ان الرجال كلهم ليسوا موضع ثقة.ربما يجب ان تبحث عن السبب وراء تفكيرك بهذه الطريقة.بدلا من القاء اتهامات لااساس لها من الصحة ضد الجنس اللطيف!.
قال ساخرا:.
_اكان ذلك اعتذارا ؟.
.
شعرت جودي برغبة شديدة بان تقول له انها .غيرت رايها ,وان عليه ايجاد امراة .اخرى لتساعده في المحافظة على حصنه الرهيب.
الا ان عزمها على انقاذ كبريائها عن طريق .ايجاد زوج يحل محل خطيبها السابق منعها من تغيير رايها .

جودي لاتريد الانتقام او المال .فتلك المطامح عديمة القيمة بالنسبة اليها ,لكنها .ارادت بشدة ان تختبر تجربة تعزيز الانا في داخلها عبر رؤيتها لوجوه الجميع .حين تظهر في الزفاف بصحبة لورنزو.
اذا مارجعت بصحبة زوج وسيم .ثري ,وذي لقب ,لن ينظر الناس اليها نظرة اشفاق .او يحدقون برجلها حين يعتقدون انها غافلة عن نظراتهم.او يتهامسون حولها شارحين هويتها وحكايتها.
.
ربما بدا الامر سطحيا او احمق ........نعم .هناك جزء منها يشعر بالخجل لانها تستسلم لحاجة مماثلة.لكنها مصرة على القيام بذلك ,حتى لو سرقت الاضواء من العروس.
وخزتها رجفة خفيفة من الوعي المفاجئ لقوتها المتزايدة.
قبل شهرين كانت محبطة الى حد انه لم .يخطر ببالها انها قد تشعر بتلك القوة يوما.
.
من يعرف ماذا يمكنها ان تحقق حين تنتهي من هذا الزواج ؟.ربما تبدا حياة جديدة تماما, حياة تفعل فيها ماتود فعله.
.سالها لورنزو بفظاظة :.
_ماذا تاملين ؟.اتعتقدين انه عندما يظهر عند المذبح ويراك سوف يتركه ويعود اليك؟.
.حدقت به وانتفضت قائلة:.
_كيف عرفت انني افكر بجون؟.

_ثمة نظرة خاصة في عيينك حين تفكرين به.
.كذبت جودي قائلة :.
_حسنا ! انت مخطئ.لم اكن افكر به ,كنت افكر بما علي القيام به في المستقبل .لم اكن في حالة صحية جيدة لارتاد الجامعة ,او لاتمرن على القيام باي عمل بعد الحادث.اما الان فلا شيء يردعني.
_رائع جدا.
تعليق لورنزو اوضح لها انه وجد خطهها .بالنسبة للمستقبل ليست ذات قيمة.
.
تابع مقترحا :.
_ان لم نذهب الان ستاتي ماريا وتحذرنا انه حان موعد العشاء.امل ان تكوني ممن يحبون المعكرونة .لان هذا كل ما ستحصلين عليه على الارجح .ماريا تجيد تحضير النواع البسيطة من الاطعمة .لكن طعامها على الاقل يزيدك سمنة.
لعلها نحيلة الى حد ما.لكن لاضرورة لان يذكرها بذلك.علما ان الالم العاطفي يسبب النحول.

.هذا مافكرت به جودي بغضب فيما استدارت لتسير مبتعدة عنه . ..
.حذرها لورنزو قائلا:.
_احذري !.
اردف بسرعة :.
_ثمة درجة هنا.......
لكن كان الوقت قد فات .اطلقت جودي صرخة بسيطة فيما فاتتها الدرجة في وسط .الظلام فتعثرت وهوت الى الامام.

لم تشعر الا بيدين قويتين تلتقطان خصرها .تماما كما فعل في السابق ,التقطها .لورنزو قبل ان تسقط على الارض ورفعها لتقف على رجليها مجددا.
تحولت لمسة يديه على انحناءة خصرها فيما .كان يسندها الى بحث استكشافي لتلك الانحناءات.اهو من جذبها اليه ام هي من اقتربت ؟هل حصل ذلك حقا ؟.تساءلت جود عن ذلك بعد فوات الاوان على رفض تقاربهما الغريزي.
.
كان من المستحيل ان ترى وجهه.او ان تقرر من منهما حفز هذا التقارب الجسدي الذي يتشاركان به .تمنت جودي ان يستحيل عليه قراءة تعابير وجهها.
احنى لورنزو راسه نحوها.وضمهااليه في عناق حميم غير متوقع ملؤه الشغف العارم.الا ان هذا العناق انتهى فور ابتدائه تقريبا.
.
بدون اي كلمة اعتذرا او تفسير.حررها من قبضته, اصبحت الان تحت وطاة خطر الانزلاق اكثر مما كانت عليه من قبل.هذا ماادركته فيما قادتها رجلاها المرتجفتان فجاة نحو اضواء الكاستيلو.
***
كانت جودي على وشك الاستسلام للنومحين .سمعت صوت باب غرفة لورنزو ينفتح ,وتنقشت نفسا عميقا .وتوتر جسدها, فيما كان تركيزها منصبا على باب غرفتها, .لكن صوت القدمين الثابتتين اخذ يضمحل بعد ان اكمل لورنزو مشيه من دون تردد.
.
سوت جلستها ونظرت الى ساعة يدها الى .اين تراه يذهب في مثل هذا الوقت المتاخر؟الى كاترينا ؟. اذا كان الامر كذلك فما من سبب يدعوها الى القلق.
بالطبع ليس هناك سبب كاف يدعوها .للاستلقاء على سريرها وهي مستيقظة تماما.متفحصة ساعتها كل بضع دقائق .واذناها تبذلان اقصى جهدها لاستراق سماع صوت رجوعه ,مثل حبيبة غيورة.

[Just Faith]

8_ عاقبة الفضول

فلورنسا ! لكم احبها حاكمها خلال القرون .الوسطى لورنزو دي مديتشي .....لكم اظهر حبه لها بسخاء.موكلا ابرع الفنانين الموهوبين في عصر النهضة تزيين مجدها وتحسينه.
التقطت جودي انفاسها حين جلست بجانب .لورنزو في الفيراري ,بينما اتجه بها نحو منطقة الازدحام في المدينة .
.
انحرف لورنزو بسيارته عن الطريق .الاساسية المزدحمة المحاذية لنهر آرنو,موجها الفيراري الى طريق تحيط بها .مبان انيقة تعود الى القرن السابع عشر.
.اشار لورنزو الى احد المباني الفخمة ,وقال لجودي بنبرة عادية:.
_تقع شقتي في هذا المبنى .

.ثم اكمل نحو موقف سيارات يقع تحت الارض.
طرفت جودي بعينيها .لتتكيفا مع الظلام النسبي السائد في الموقف بعد اعتيادهما على .نور الشمس الساطع في الخارج .
كان لورنزو قد اعلمها مسبقا انه يعيش في فلونسا.لكنه لم يخبرها حتى هذا الوقت عن مكان استقرارهما حالما يتزوجان .الا ان جودي توقعت ان يمضيا معظم اوقاتهما هنا لا في الكاستيلو.هذا مافكرت به وهما يغادران السيارة.

ارشدها لورنزو عبر باب عريض نحو درج .يؤدي الى قاعة استقبال مهيبة ,تزينها مجموعة من قطع الاسلحة المعروضة فوق .الباب لاساسي ,انها القطع نفسها التي رات صورها منقوشة باتقان فوق الموقد في .قاعة الكاستيلو الضخمة.
امرها :.
-تعالي !المصعد من هنا.
.
وتابع يقول:.
_تقع شقتي في الطابقين العلويين.اخترتهما حين اعدت تصميم القصر ,فهما تطلان على مناظر رائعة .لطالما تذمرت جدتي وتمنت لو انني اخترت الطابق السفلي .فهي لم تكن تحب الاماكن المغلقة او المصاعد.
علقت جودي بانشداه:.
_قصر!.
.واردفت بتردد:.
_اتعني ان المبنى كله.....؟.

_كان ملك عائلتي اصلا؟.نعم بناه الدوق العاشر, الذي يملك الكثير من المصالح التجارية في فلورنسا.عندما وصل الى عهدة جدي كان قد وصل الى حالة غير قابلة للاصلاح ,تماما كحصن كاستيلو.حين ورثته وجدت نفسي امام خيارين اما ان ابيعه واما ان اعيد ترميمه ,.,,واجد وسيلة تعوضني التكاليف الباهظة لهذا العمل .اخيرا رايت ان تحويله الى شقق هو الخيار الافضل. بهذه الطريقة استطيع ان احتفظ بالسيطرة على اي عمل يتم انجازه في المبنى.
.
.سالته ماان خرجا من المصعد:.
_هل سيكون هذا المكان منزلنا بعد ان نتزوج؟.
تبعته عبر قاعة خارجية ذات ارضية انيقة .من الرخام ,تنتهي ببوابة ذات مصراعين.زينتهما نقوشات خشبية معقدة.
_ستمر اوقات نعيش فيها هنا في فلورنسا ,نعم لهذا......

توقف لورنزو عما كان على وشك قوله كي .يفتح البوابة قبل ان يفسح لها الطريق.
الغرفة خلف تلك البوابة هي عبارة عن قاعة اخرى.انه مكان فسيح واسع مستطيل الشكل.مزود بشرفة داخلية على امتداد الطابق العلوي بكامله .
اما سقفه فهو على شكل قبة كبيرة في الوسط .مزينة برسوم مستوحاة من الاساطير .فيما علقت اللوحات الفنية على جدرانه.
.
_كانت عائلتي على الدوام راعية معروفة للفنون.حرص الدوق الحادي عشر على استقبال الزوار الانكليز الذين اتوا الى .فلورنسا خلال ذلك الوقت في قصره كما حرص على توفير التسلية لهم عن طريق .الرفقة الممتعة ,فقد كانت صالونات عشيقاته مشهورة جدا.

_صالونات عشيقاته؟.
_الدوق الحادي عشر كان عاشقا للجمال وللجميلات .كان يبقى في فلورنسا في هذا القصر الملئ بالنساء الفاتنات .فيما يرسل زوجته واولاده الى فيلا تقع خارج المدينة.كان نصير الجمال بكل اشكاله,فكان يستدعي الرسامين لرسم عشيقاته .في وضعيات مختلفة تظهر جمالهن وفتنتهن كما تظهر شغفهن به.

.لم تستطع جودي ان تردع نفسها من النظر الى الجدران .
.فقال لورنزو بكابة :.
_لن تجدي ايا من هذه اللوحات هنا.فقد اختفت منذ وقت طويل. يعتقد انها سلبت بناء لاوامر نابليون.فقد عرف بوجودها ورغب في الحصول عليها.,اذا كانت موجودة في مكان ما.فلا بد انها اليوم ملك لاحد جامعي اللوحات الفنية.
.
وتابع قائلا:.
_الساعة الان الرابعة تقريبا.اتصلت هاتفيا بصالون للازياء يقع في شارع تورنابيوني ,,,وحددت لك موعدا لمشاهدة تشكيلة التصاميم لديه .المديرة هناك سوف تساعدك على انتقاء الفستان الانسب.بما في ذلك فستان الزفاف ,المتجر ليس بعيدا من هنا و.......
_لا !.
..استطاعت جودي ان ترى نظرة التكبر تظلم .عيني لورنزو ,من الواضح انه لايحب .ان تعترض خططه اي عقبات ,فهذا امر صعب جدا .

.قررت جودي انها لن توافق مطلقا على ان .تعامل بهذه الطريقة ,وكانها دمية غير .عاقلة يلبسها تصاميم من ابهظ الاثمان ,كي يرضى ذوقه.
.عبرت عن وجهة نظرها بالحاح:.
_ اوافق على انني بحاجة الى شراء ماارتديه لزفافي.لكنني قادرة تماما على اتخاذ خياري الخاص.ودفع مايتوجب علي دفعه من مالي الخاص ,فكر بمقدار العناية .الطبية التي يمكنك ان تؤمنها لاولئك الاطفال المحتاجين.بدلا من تبذير مالك على ثيابي الباهظة الثمن.
.
.وافق لورنزو قائلا:.
_انت على حق.
.واردف موضحا:.
_الا ان المجتمع الايطالي.على غرار غيره من المجتمعات له قوانينه وموجباته ,اذا .ظهرت زوجتي بلباس مختلف عن لباس الزوجات الاخريات.فهذا سوف يطلق العنان للكثير من الاسئلة التي قد تثير .بدورها الشكوك حول صحة زواجنا, ماقد يؤدي الى تحد قانوني بان شروط جدتي .في وصيتها لم تنفذ,في الواقع لن اعطي كاترينا مرادها على طبق من فضة بهذه الطريقة ,.,,وبما ان الهدف الاساسي من هذا الزواج هو تحقيق الشرط.فمن الضروري ان توافق مع توقعات المجتمع ,لكي اجعلك تشعرين .بالارتياح سوف اتعهد بان اتبرع للمؤسسات الخيرية. بمبلغ مواز لما تنفقينه على شراء ثيابك.
.
_هذه رشوة !.
.اندهشت جودي حين وجدت ان تلك الصالة .تفتح ابوابها على اخرى اكبر واكثر اتساعا.لكن هذه الاخيرة هي عبارة عن طابق واحد.فيه رسومات ومنحوتات معاصرة اكثر.
.راح لورنزو يشرح لها بسخرية قائلا:.
_على غرار اسلافي.انا اعوض عن افتقادي للموهبة الفنية.بالاستمتاع بمقدرة اولئك الموهوبين وابداعهم.

كان انتباهها مشدودا نحو مساحة كبيرة من .الحائط المواجه للشرفة مليئة برسومات صبيانية غير معقدة.
.قال لها لورنزو بهدوء:.
_آه ,هذه الرسومات الاكثر قيمة .
_انها تشبه رسومات الاطفال.
_انها كذلك ,هذه الرسومات هي لاطفال فقدوا .بعضا من اطرافهم وهم ضحايا حروب متعددة.انجزوا هذه الرسومات حين جهزوا باطراف جديدة.كجزء من علاجهم الحالي, الرسومات المميزة في وسط .الحائط مرسومة بتلك الاطراف الجديدة .
.
اكتشفت جودي ان دموع التاثر تسارعت لتملا .عينيها ,ازالتها بطرفة عين.
.ثم قالت للورنزو بصوت خفيض:.
_لاعجب انك تقدرها كثيرا.
.استدار لورنزو الى الجهة الاخرى وقال:.
_علي ان اعرفك باسانتا انها مدبرة المنزل هنا.وهي سوف تعرفك بدورها على اجزاء الشقة المختلفة.فيما انا اقوم ببعض الاتصالات الهاتفية.
بكلمات اخر ضجر لورنزو منها واراد التخلص منها.
.
حسنا ! لم يزعجها هذا.طمانت جودي نفسها بذلك بعد عشر دقائق,,,فيما تلقت الرعاية من امراة لامعة العينين في متوسط .عمرها ,اخضعتها المراة الى تفحص دقيق.
.ثم امالت راسها وقالت بلغة انكليزية ممتازة :.
_تفضلي من هنا ارجوك!.
بعد نصف ساعة كانت جودي قد رات كل غرفة من الشقة.التي احتلت مساحة طابقين بدلا من طابق واحد من المبنى الذي كان مامضى قصرا.وهو يضم اليوم حديقة فخمة على السطح تبهر الابصار.
.
بدا من الواضح ان لورنزو يفضل المفروشات والتصاميم المعاصرة على التحف.لكن كان على جودي الاعتراف بان هناك انسجاما .قويا بين المفروشات والغرف الكبيرةبسقوفها العالية.
تقع غرف نوم جودي بمحاذاة ممر يفصلها .عن غرفة لورنزو ,وهي مزودة بغرفة .لقياس الملابس بالاضافةالى غرفة حمام.
.
شعرت جودي باالارتياح حين وصارت .اساتنا تتصرف بطريقة اقل تكلفيا.
فاخذت تشرح لها انها عاشت لفترة في لندن .وعملت في مطعم يملكه ابن عم ابيها, حيث تعلمت اللغة الانكليزية واتقنتها ,والان .هي ارملة تقدر استقلاليتها ,ثم اضافت ان عملها لصالح لورنزو يلائمها تماما.

.طمانتها بالقول:.
_اطمئني ! لن ارغب في التدخل في طريقة ادارتك للامور.
بالطبع هي لن تفعل !.لن يشكرها لورنزو اذا ماتسببت في تقديم مدبرة المنزل استقالتها.
_تعمل ابنة عمي تيريزا مدبرة لفيلا الدوق .بالقرب من سينا ,انه مكان رائع هناك لتربية الاطفال.بمساحته الواسعة وهوائه المنعش.
.
فكرت جودي.فيما وقفت تحت مرشة الماء في حوض الاستحمام وهي تتذكر حديثهما ! .ليست هي من ستنجب اطفال لورنزو.
متخيلة صورا لاطفال صغار ذوي شعراسود لامعا .......راحت هذه الصورة تجتاح مناطق دفاعها ,وتدوس عليها .
ماكادت تخرج من المغطس وتلف نفسها .بالمنشفة حتى سمعت طرقا قويا على باب الحمام.
.
.ثم سمعت لورنزو يناديها بقوة:.
_حان وقت مغادرتنا .
كذبت قائلة:.
_انا جاهزة تقريبا.
.اطلقت شهقة خفيفة حين فتح لورنزو الباب, ومشى الى الداخل .
تورد خداها حين شبك لورنزو ذراعيه ,ثم .استند على الباب الذي صار مقفلا خلفه.
.سالها ببرودة:.
_اهذه هي الجهوزية؟.

_لن احتاج الىوقت طويل كي اجفف جسدي وارتدي ثيابي.
لم لايرحل ؟ هل يتوقع منها فعلا ان تمر امامه .وتتحرك بحرية تامة فيما عيناه تتفحصانها بنظرة جامدة .وتحدقان برجليها؟.
بحكم العادة ,استدارت جودي الى جانب واحد .محاولة ان تبعد رجلها المصابة عن نظره .كانها مهتمة باخفائها عنه اكثر من اهتمامها بكونها .لاترتدي سوى منشفة حمام على جسمها.
.
.سالته بنبرة غير لبقة :.
_هل تود ان تنظر الى رجلي مطولا بعد؟.
واضافت :.
_اعرف ان الندبات ليست ممتعة للنظر ,لكن .لاتقلق ,يمكنني تغطيتها .
استغرق لورنزو بعض الوقت ليرفع نظرته .من رجليها حتى وجهها ,وحين فعل ذلك .اخيرا,انتفض قلبها بين اضلاعها.

.قال لها بنعومة:.
_فتاة شمالية جميلة مثلك سوداء الشعر ,ذات .قامة رشيقة ورجلين طويلتين .......لا .!لاترمقيني بتلك النظرة العذرية الشغوفة.
وادرف :.
_.....والا فقد تغوينني كي ارضي ذلك .الشغف في عينيك بعناق محموم.
.
.ذكرته جودي قائلة:.
_انت من دخل الى هنا.لست انا من دعوتك.
_كاذبة ! فانت تدعينني في كل مرة تنظرين فيها الي.بتلك النظرات البتولية التي تظهر فضولك لتختبري شعورك وانت بين ذراعي.
.اجابته بحدة ايضا :.
_هذا ليس صحيحا.اذا مااردت عناقا وهذا مالست ارغب بحصوله مطلقا.فستكون انت الرجل الاخير الذي اختاره.
.
يلاس,ادركت جودي فورا انها بالغت فيالكلام كثيرا.وان التعجرف لورنزو لن يدعها تفلت من ذلك النوع من التحدي له.لكن الاوان فات على ادراكها هذا.
اخذ لرنزو يمشي بخطى كبيرة نحوها,متجاهلا صرخة اعتراضهاا المفاجئة .وتاثير جسدها الرطب على ثيابه,فيما سحبها من غرفة الحمام وحملها بين ذراعيه.

.اعترضت جودي قائلة:.
_ضعني على الارض.
يلاس,الا ان لورنزو لم يستمع اليها مشى الى غرفة .النوم حيث وضعها على الاريكة ذات الغطاء الحريري الاخضر الباهت وتركها هناك.
.جلس الى جانبها وسالها بلطف:.
_اذا انت ترغبين بالتحدي ,اليس كذلك؟.
.
قربها منه بلطف وعانقها.مرراصابع يده اليمنى في خصلات شعرها برفق دغدغ حواسها.ماجعلها عاجزة عن مقاومته .فاطبقت عينيها فيما ذابت بحميمية عناقه.
آه ! اذا اعجبك ذلك؟.
انت جودي باعتراض حانق,وهي تفكر ان .ليس لديه الحق في ان يعانقها كما يفعل.
من الواضح ان لورنزو اخطا في تفسير انينها .

.لانه همهم قائلا:.
-اتشعرين بالمزيد من الفضول ؟حسنا !.
يلاس,لم تتخيل جودي يوما ان عناق رجل سيثير .فيها مثل هذه المشاعر ,فمخيلتها لم تصل بها الى ارض الحقيقة هذه يوما .
هذا مااعترفت به مع احساس بالدوار,ارتفعت .يداها لتلتفا حول عنقه, ملامسة شعره الداكن .
.
يلاس,فاضت اشعة الشمس الغاربة على الغرفة في تلك الامسية.فيما خالجها شعور بالانتصار اللطيف لتلك الحميمية وذلك .الشغف اللذين تميز بهما عناق لورنزو لها.
_اما زلت فضولية؟.

داعب لورنزو خصلات شعرها براحة يده .الدافئة متجاهلا رطوبتها ,حبست انفاسها عندما عاود ضمها اليه بقوة اكبر كانه .يرغب بانصهارهما معا.
في تلك اللحظات.احست جودي كان حمى عناقه امتلكتها فجاة ,فسيطرت عليها.وحكمت كل نظام سيطرتها على نفسها.
.
.سمعته يقول على مهل:.
_ولان هل اشبعت فضولك؟.
لكنه لم يحاول ان يوقف عناقه الذي بدا يعمق اكثر.فيما بادلته جودي العناق بلهفة بالغة .فجاة اتبعد عنها لورنزو وافلتها من بين ذراعيه.
جليت بتصلب على الاريكة رافضة ان تنظر اليه.شعرت بالاهانة من جراء ذل ماحصل.حتى كادت تذرف الدموع .
.
لايمكنها ان تخاطر وتتفوه باي كلام ليس .بسبب عناقه لها, بل بسبب الطريقة التي تجاوبت بها مع ذلك العناق ,وبسبب الرجل .الذي تتجاوب معه من دون اي عناء.
.اخيرا تمكنت من القول :.
_ماكان عليك القيام ذلك .
.وافق لورنزو بحدة :.
_لا ! ماكان علي ذلك.
اغمضت جودي عينيها.وتمكنت ان تشعر به ينسحب بهدوء ليقف على مقربة منها.
_سوف اتصل بالصالون لاعلمهم اننا سنتاخر عن الموعد قليلا.

لم سمحت له بمعانقتها ؟.لم لم توقفه على الفور؟.
ارتدت ثيابها باسرع مايمكنها.واعدة نفسها بالاتسمح له بمعانقتها مجددا الا اذا كان .يفعل ذلك للتظاهر امام الاخرين.
لورنزو رجل ايطالي تقوده القوة والجاذبية والاندفاع .وهي صفات يتسم بها الرجال الايطاليون.
.
وبالطبع فان تحديها غير الحذق دفعه كي .يوصل تلك الفكرة اليها وبالرغم من انها تجهل ماالذي يدفعه الى عناقها .لكنها عرفت ان ليس عليه القيام بذلك مجددا.
وقف لورنزو في مكتبه ونظر متاملا من خلال النافذة.انه ليس من ذلك النوع من الرجال الذين ينقادون وراء نزواتهم.فلم سمح لنفسه ان يستسلم لها لان ؟جودي ليست .سوى امراة اخرى فحسب ,هذا كل مافي الامر,حتى انها عذراء عديمة الخبرة كما بدا واضحا .
عديمة الخبرة..... لكنها تجاوبت مع عناقه, ا.غمض عينيه وفجاة تراءت له صورة جودي كما راها قبل بضع دقائق ملتفة بمنشفة .الاستحمام متوهجة الخدين,ومستسلمة لعناقه.
.

[Just Faith]

انه لايفهم نفسه ,لماذا يرغب اصلا بالتقرب .من المراة التي اختارها ليتزوج بها لاسباب عملية محضة؟.
كيف تمكن من ايجاد امراة عديمة الخبرة في .العلاقات العاطفية؟مع ذلك تبدو متلهفة .اليه,تنظر اليه بعينين تطرحان سؤالا قديما قدم بدء التكوين؟.

لكنه لايملك الوقت الكافي ليجد امراة اخرى تحل محلها الان.مازالت كاترينا مصدومة لتبدا بشن الحرب عليه,لكن حالما .تستيقظ من تلك الصدمة سوف تعود الى حيلها الخادعة السامة التي تمتاز بها .باالضافة الى ذلك صارت فلورنسا كها تقريبا تعرف هوية عروسه العتيدة.
***.
تساءلت جودي بكابة ,ماذا يجدر بالمراة ان .ترتدي حين تود شراء ملابس تباع في صالة عرض لاحد المصممين ؟.على الارجح ليس ما ترتديه هي سروال الجينز .وقميص نظيفة ,لكن بما انها احضرت معها فقط حاجياتها الاساسية الى ايطاليا .فليس لديها سوى تلك الثياب الان.

كان لورنزو بانتظارها حين عادت الى قاعة .الاستقبال الاساسية ,ماان دخلت الغرفة .حتى اعلن لورنزو متجهما وهو يتبعها نحو الباب الرئيسي :.
_ماحصل في غرفتك يجب الا يحصل مجددا.

انه ينظر اليها ويتكلم كما لو انه يلقي عليها.محاضرة وكان الامر برمته خطؤها وهذا ماادركته جودي ناقمة فيما استقلا المصعد.
.وافقته بعنف:.
_بالطبع !.
.وتابعت بجراة:.
_لكنني لست انا من حفز الموضوع.
.
_ربما لا, لكنك لم توقفيني هل فعلت؟.
كان المصعد قد وصل الى الطابق الارضي.اخذت جودي حينها تتكلم بنبرة غاضبة :.
_لم يصب الرجال دائما جام غضبهم على .النساء حين يكونون هم من ......؟.
.
_حواء هي من قدمت التفاحة الى آدم.
.علقت جودي بنبرة مضطربة:.
_هذا مايتذرع به الرجال للهروب من المازق.
.واضافت بتنغيمة ساخرة:.
_المراة هي التي اغوتني......

ساله لورنزو فيما ارشدها نحو المخرج .المؤدي الى الشارع:.
_اذا انت تعترفين انك فعلت؟.
ردت جودي غاضبة.وهي تطرف بعينيها بسبب اشعة الشمس القوية:.
-لااعترف بشيء مماثل.
_سنختصر الوقت اذا مشينا الى شارع تورنابيوني.
اخبرها لورنزو ذلك فيما امسك ذراعها, .واوما بالتحية باتجاه احد المارة,متجاهلا حنقها تماما .
.
واضاف :.
__من هنا ,سنمر عبر الزقاق الذي سيؤدي بنا الى ساحة.
نسيت امتعاضها وحبست انفاسها مندهشة مما راته حولها.
تاقت لان تحصل على الوقت الكافي لتتمكن من استيعاب كل ماحولها.الا ان لورنزو رلح يحث الخطى نحو الساحة,ثم باتجاه .طريق ضيقة اخرى تتجه نزولا,حيث تجثم كنيسة قديمة بين مبنيين,وياباها مفتوحان بترحاب.
.
تبين ان شارع تورنابيوني هو شارع واسع .ملئ بالمباني المهيبة الفخمة والمتاجر الاكثر فخامة,الى حد ان جودي وجدت نفسها .تتراجع الى الخلف حين وصلا الى احد المتاجر .
فتح الباب لهما رجل يرتدي بذلة مرتبة ,وتبعه .لورنزو الى الداخل .
على الفور تقريبا توجهت نحوهما امراة يافعة انيقة الملبس نحيفة.هي اشبه بعارضة ازياء اكثر منها موظفة في متجر للالبسة.
.
انصب انتباه المراة على لورنزو اكثر منه على جودي.بالطبع لم تفهم جودي ماقاله لورنزو لها.لكن لم يكن هناك شك في تاثير ذلك الكلام.
تم ارشادهما الى المنطقة الخلفية منالمتجر وهي منطقة مغلقة خاصة.حيث اختفت سيدة الاناقة, لتحل مكانها امراة اكبر سنا.
.

بدت الاخيرة مذهلة ايضا ,وقامت بالتعريف .عن نفسها على انها مديرة المتجر.
.اعلنت بلغة انكليزية راقة:.
_تلقيت رسالتك ونقلتها الى صاحب الصالون.
ثم تابعت :.
_انتقى المصمم بنفسه عدة فساتين لتريها,وقد .تم ارسالها الى هنا من ميلانو.
.
ادركت جودي انهما يعاملان بكل اجلال واحترام.ولكن بدا من الواضح ان المديرة اعجبت بلورنزو كثيرا .
.استدارت المديرة لتنظر بحماس الى .جودي ثم زفرت قليلا:.
_حسما !صحيح ان خطيبتك ليست طويلةالقامة.الا ان نحافتها متناسبة جدا مع ثيابنا هلا اتيت معي؟.
.
.اعتذر لورنزو قائلا:.
_لدي بعض المشاغل العملية التي علي انجازها.لكنني اعرف انني اترك خطيبتي بايد امينة ,ساعود بعد ساعتين .
بدت المديرة خائبة الامل.لكنها استسلمت للواقع, راقبت جودي لورنزو يغادر,فيما .اقنعت نفسها بان من السخف ان تشعر انه تخلى عنها.

اصطحبتها امراة الى غرفة خاصة.حيث جلست على كرسي صغير مذهب ,فيما بدا .مساعدو المديرة بتعريفها باحترام على مجموعة من فساتين الزفاف التي تنتمي الى .مجموعة الاحدث للمصمم.
في الواقع ,جودي ليست معتادة على ارتداء .فساتين لمصممين مشهورين,لكن تلك الفساتين بدت مميزة جدا.
.
يجدر بها الاعتراف انها اعجبت بها كلها.ولكن في نهاية المطاف يجب ان تختار منها واحدا وهذا مافعلته .
انتقت فستانا هو في الواقع عبارة عن .صديرية ضيقة جدا مع تنورة مجعدة باناقة .ناسبتها تماما فبدا كانه فستان كامل وليس قطعتين .
.
ابدت المديرة موافقتها على اختيار جودي.
_نعم لكنت اخترت ذلك الفستان لك.فهو بسيط لكنه انيق في الوقت نفسه, وذ اطلالة ملكية.فهو يبدو كفستان زفاف اميرة . ساعدنا الدوق كثيرا في تحديد مقاسك من خلال وصفه لك ,,,في احيان كثيرة يقول لنا الرجال شيئا ثم نكتشف .....
.هزت راسها هزة استسلام وتابعت كلامها:.
_لكن لحسن الحظ ,اصاب الدوق تماما في وصفه.

.بعد نصف ساعة واجهت جودي انعكاس صورتها على المراة .
نظرت اليها امراة يافعة بدت غريبة عنها .طرفت جودي بعينيها ,وشعرت بهما تمتلئان بدموع التاثر.
لو كان والداها موجودين لراتها امها بهذا .الثوب.....ثوب زفافها .

جعلها الفستان تبدو اطول قامة ,وسلط الضوء .على خصرها النحيف ,اما الصديرية المصنوعة من الدانتيل .وهي ذات كمين .يصلان الى حدود المعصمين .فاظهرن نعومة بشرتها ,لكن ذيل الفستان بدا طويلا .وثقيلا جدا وخشيت جودي الا تستطيع التكيف معه .
.صاحت المديرة بحماس:.
_هو مثالي لك.
واكملت :.
_سوف يسر المصمم كثيرا اما الان فسوف .نهتم بالاشياء الاخرى ,وسوف تحتاجين الى .......
.
قدمت لجودي بذلة ذات خطوط منحنية يمكن .ارتداؤها في المساء او خلال النهار ,بالاضافة الى مجموعة من القمصان تتناسب معها.وسروالين رائعين ,وسترة صيفية مع تنورة ملائمة ,وفساتين حريرية.بالاضافة الى الاحذية وحقائب اليد.وماالي ذلك من الاغراض اليومية, كما سمتها المديرة.
الامر الوحيد الذي مكنها منتلطيف احساسها .بالذنب بفعل استهلاكها الوافر هذا هو اصرارها على ان تجعل لورنزو يفي بوعده .ويتبرع بمبلغ مماثل لثمن ثيابها للاعمال الخيرية.
.
اخيرابدات تشعر بالتعب ,لذا شعرت .بالارتياح حين فتح باب الغرفة الخاصة وظهر لورنزو.
سالها :.
_هل حصلت على كل ماتريدينه؟.
.هزت راسها الى الامام والخلف.
شكر لورنزو المديرة, التي وعدت باهتمام .بالثياب التي تتطلب بعض التعديل و كما تعهدت بان يتم نقلها الى الشقة بعد ظهر اليوم .التالي ,بعدئذ رافق لورنزو جودي الى الشارع الذي صار مظلما.
سالها :.
_هل انت جائعة؟.
كثيرا.

_ثمة مطعم لايبعد من هنا يقدمون فيه طعاما .محليا لذيذا وبسيطا . ..
يقع المطعم على انحدار طريق ضيقة .طاولاته منتشرة على الرصيف, كان على لورنزو وجودي ا يشقا طريقهما نحو احدى الطاولات الشاغرة.
.سالها حالما جلسا وجلب النادل لهما قائمتي الطعام:.
_هل تودين ان اختار لك انا شيئا ما؟.
.التمست جودي قائلة:.
_نعم من فضلك ,لكن ليكن طعاما خفيفاوالا فلن اتمكن من النوم .

حسنا !اذا لن انصحك بيناول افيتاتي ميتشي .هو عبارة عن طعام تقليدي من اللحوم الباردة ,من لافضل ان تتناولي بنزيمونيو .وهو مزيج من الخضار وزيت الزيتون.
_يبدو هذا ممتازا!
_اذا لم تمانعي يجب ان تجربي اللازانيا .المشوية في الفرن,انها ليست ثقيلة على المعدة, وهي من اختصاص اهل فلونسا كما .انها اشهى من اي لازانيا تذوقتها يوما.
.
.ابتسمت جودي واومات براسها ثم سالته:.
_ماذا ستتناول انت؟.
_سوف ابدا باللحوم الباردة ,ثم ساتناول .(كاماري ان زيمينو) اي حيوان الحبار المطهو.
بعد ان شرح لها مكونات ذلك الطعام اشاحت بوجهها باشمئزاز.
.
لاحظت جودي ان زبائن المطعم الاخرين .المنتشرين حولهم يتناولون العشاء وهم .يتكلمون ويضحكون ساورتها مشاعر الغيرة.
فعائلتها في الوطن مؤلفة من ابن عمها دايفيد .وزوجته اندريا فحسب,وبالرغم من التفاهم الذي يسود بينها وبين دايفيد ,الا ان .ثمة فارقا في السن يبلغ التسع سنوات بينهما.حين توفي والداها ,كان دايفيد قد .تزوج وعاد والداه اي عمها وزوجته الى كندا حيث تقطن عمتها.

.قال لها لورنزو:.
_حددت موعدا صباح الغد كي نزور المصرف.
.واكمل موضحا :.
_فتحت حسابا مصرفيا باسمك.ويجدر بنا توقيع الاوراق الضروية ,كما ان خاتم .الخطوبة محفوظ في خزانة في المصرف,بالاضافة الى قطع مجوهرات .اخرى,يجب تنظيف الخاتم وربما تعديل مقاسه.بالرغم من ان اصابع امي كانت نحيلة مثل اصابعك.
.
اثناء هذا الوقت اتى طبقهما لاول.لكن جودي اكتشفت انها فقدت شهيتها.
_ماخطبك؟.
_لست مسرورة لفكرة وضع قطعة ثمينة من .المجوهرات في يدي,لاضيما قطعة .تتوارثها العائلة ,ماذا لو اضعتها؟.
اجابها بصلابة:.
_انا رب العائلة وانت سوف تصبحين زوجتي.وسوف يتوقع الجميع منك ان تضعي خاتم الخطوبة .
.
.اصرت جودي قائلة:.
_الا تستطيع ان تاتي بنسخة منه او اي شيء مشابه؟.
.ظهر التجهم على ملامحه .
وقال :
_اذا كان الامر بسبب لك القلق سافكر بحل ما.الان تناولي طعامك ,ولاسيعتقد كارلو انك لاتحبين طعامه.وهذا يعتبر اهانة عظيمة لشخص من فلورنسا.
***
في صباح اليوم التالي.اعطاها لورنزو المزيد من الوقت لتتمتع بجمال محيطها ,فيما .مشيا عبر المدينة نحو المصرف.
ارتدت جودي بعضا من الثياب الجديدة,التي .اطلقت عليها تسمية العطلة وهي عبارة عن سروال ايطالي من الدانتيل بلون القشدة .بالاضافة الى قميص مريحة من اللون نفسه,اضطرت الى وضع نظارتيها المشسيتن .اتقاء لاشعة الشمس الصباحية الساطعة.
.
انغمست جودي في تامل جمال المناظر .المحيطة بهما ,فلم تنتبه لنظرات الرجال المليئة بالاعجاب.الا ان لورنزو لم يغفل عنها البتة.
خيم ظلام المرارة القديمة على عينيه ,وهو .يفكر ان النساء ضعيفات جدا امام مديح .الرجال الاخرين وامام الانا الذاتية في داخلهن.

حسنا !لم تراه يهتم لعدد الرجال الذين .يظهرون اعجابهم بجود؟لم سيفعل ؟انه لايحمل في قلبه اي مشاعر تجاهها ,وهو .بالطبع لن يسمح لنفسه بان ينشيء ايا منها.
_من هنا.
ذكرها امر لورنزو المختصر بمدى كرهها .لتعجرفه ,فما كان بامكانها الا ان تشعر .بالشفقة تجاه المراة المسكينة التي سوف تصبح زوجته الحقيقية.
.
تمت اجراءات معاملات فتح حساب مصرفي .لجودي بسرعة بعدئذ تم ارشادهما نزولا الى درج رخامي يؤدي الى غرفة .مهيبة ذات اعمدة مذهبة ,بمواكبة مرافقين مسلحين .
هناك اعطيا مفتاحا.ثم تم ارشادهما مجددا الى غرفة صغيرة مفروشة كان عليهما .ان ينتظرا مدير المخزن واحد المرافقين المسلحين الذي عاد مع خزينة وضعها على الطاولة امام لورنزو .
.اخرج الاخير المفتاح عندئذ تركهما المدير وحدهما في الغرفة.
.
.رفع لورنزو غطاء الخزنة فاشاحت جودي .بنظرها سريعا ,راح قلبها يعج بمشاعر متناقضة تتعلق بالمجوهرات القديمة الباهظة الثمن.
فكرت انها تحمل تاريخا اسود ملطخا بالدم .بسبب الاعمال الوحشية التي ارتكبها اولئك .الاشخاص الذين لطالما رغبوا في امتلاكها .
نظر لورنزو الى الاسفل نحو العلبة التي .فتحت اخر مرة بعد وفاة امه .

.اختلج شعور قوي ليقفل الغطاء بعنف ,وياخذ .جودي من يدها ,ويخرج باتجاه دفء اشعة الشمس الساطعة.
.لكنه لايستطيع القيام بذلك ,انه ينتمي الى .عائلة مونتسافرو ,وهو وريث العائلة الوحيد.اطبق اصابعه حول العلبة وقال لجودي بعنف :.
_هاهو.
.
.اضاف ساحرا فميا حدقت جودي بعد م .تصديق الى حجر الزمرد المستطيل الضخم المحاط بماسات بيضاء لماعة :.
_ثمة اسطورة تقول انه حين تكون المراة .طاهرة وتضع هذا الخاتم فان الحجر يلمع بوضوح تام,لطالما زعمت امي ان .الحجر كان ضبابيا في الاصل.
اعترضت :.
_لايمكنني وضع الخاتم .

.وتابعت وهي تهز راسها:.
_اخاف ان افقده ,لا يمكنني ان اشعر بالامان .الا اذا تبعني مرافق مسلح ,لابد انه قيم......
.عبس لورنو وهو يلاحظ ان ماظهر في .صوتها ليس الحماس الرهيب لمجرد .التفكير في قيمة الخاتم,وانما الاشمئزاز والصدمة.
.هل هناك امراة على وجه الارض تشعر .باالاشمئزاز بدلا من الحماس حين تفكر بوضع خاتم ثمين من الذهب؟.
.ذلك النوع من النساء بعيد كل البعد عن .خبرته الخاصة بالنساء فهو لم يتخيل قط ان امراة كهذه خلقت بعد.
.
.اجابها ببرود:.
_دعينا نرى ان كان يلائم قياس اصبعك قبل .المجادلة بشان وضعه ام لا.
استطاعت جودي ان تشعر بارتجاف يدها .حين انتشل لورنزو رسغها ,ثم زحلق الخاتم في اصبعها.اشعرها ثقله الكبير بعدم الارتياح .فعبست ثم سارعت الى نوعه فورا.

_لا....دعه !.
كان لنبرة لورنزو المتعجرفة الحازمة اثر .الجمود على جودي.
تعمق عبوسه .فيما تفحص الخاتم ,وهو يرفع .يدها كي يستطع ان ينعم النظر اليه اكثر .
.سالته جودي مشككة:.
_ماالامر؟.
امرها لورنزو:.
_انظري اليه واخبريني بما ترينه؟.
_لاارى شيئا.
اجابته مترددة .
ولاهو ايضا اعترف لورنزو.اختفى من الخاتم كل الضباب الذي كان يزعج امه كثيرا حسبما يتذكر .
.
اهي ضربة حظ ,ام اختلاف في التفاعلات .الكيمائية بين جلد امراة واخرى؟ .لابد من وجودسبب منطقي للوضوح الذي شهده .في الزمردة حين وضعته جودي.
.انتزعت جودي الخاتم من يدها واعطته اياه مجددا.
.اخبرته باصرار:.
_لقد عنيت ماقلته.
اعلمها لورنزو:.
_سوف نرى, لكن بالطبع عليك وضعه يوم .الاحد ,حين نحضر الى الكنيسة للقراءة الاولى من اعلان زواجنا.

عرفت جودي ان احدا ماسوف يشعر بالغيرة من خاتم خطوبتها.هذا مافكرت به بعد نصف ساعة. وبعد ان غادروا المصرف .
انها لويس!.استطاعت ان تتخيل ردة فعلها .جيدا عندما تظهر في زفاف جون وهي تضع هذا الخاتم !.
.
حاولت ان ترسم صورا مرضية عن لحظة انتصارها.لكنها لم تشعر بذلك الرضى الذي ارادته حسنا !هذا هو السبب الرئيسي .الذي دفعها الى خوض هذه المغامرة المليئة بالخداع والتملق ,معرضة نفسها للتنمر .والتهديد .... وللضعف العاطفي امام لورنزو اليس كذلك.؟.

[Just Faith]

9_رفض جديد

على الارجح انها ستعيش اياما كثيرة وحدها .خلال الاشهر القادمة وافضل ماتقوم به هو اكتشاف المدينة الرائعة .
هذا النهار مخصص لها باكمله,بما ان لورنزو .اعلن انه منشغل ببعض الاعمال ,وانه سوف يتاخر الى مابعد الظهر.
.
رؤية كل ثنائي يتمشى جعلها تتذكر لورنزو .المتعجرف المستبد ,لذا فالامر ليس شخصيا مطلقا .
لم يكون كذلك ؟ فقد عزمت على الا تفقد .السيطرة على مشاعرها مع اي رجل اخر مجددا.
آه لا ربما دفء اشعة الشمس وتاثير فلورنسا .نفسها على مشاعرها هما اللذين يمدانها باحساس الحزن الداخلي .
.
اخذت تحدث نفسها لماذا تستجيب بهذه .الطريقة لحضورة ؟لمااذ ؟اتراها تترقب عناق لورنزو مجددا ؟ .اخذ فكرها ينحرف الى مسارات خطيرة.فحذرت جودي نفسها كي تكف عن هذا التفكير بسرعة.
حاولت ان تركز على الساحة ومنحوتاتها الشهيرة.متوقفة للحظات كي تتفحص كتاب الدليل الذي اشترته منذ وقت قريب.

اثناء تواجدها هنا يمكنها ان تتعلم اللغة الايطالية.كانت المدينة تعج بالسياح حين .وصلت الى افيزي بدات تشعر بالتعب والعطش .
تذكرت انها رات مقهى في الساحة بالقرب من الشقة.ولن يتطلب منها الكثير من الوقت ان تمشي الى هناك عندما وصلت ,كان .المقهى الصغير يعج ايضا بالناس ,فظنت في البدء انها لن تتمكن من ايجاد .طاولة شاغرة لكنها وجدتها وجلست مرتاحة مطلقة تنهيدة ارتياح .
.
وبعد نصف ساعة.فيما كانت تنهي كوب قوتها الثاني.تقدم الى طاوتها شاب ايطالي وسيم .
.اعتذر وهو يبتسم ابتسامة اطراء :.
_المعذرة ,سيدتي .
واكمل :.
_هل يمكنني مشاركتك الطاولة نفسها ؟المقهى يعج بالناس و....

بدا الشاب وسيما جدا ,ومن الواضح انه خبير .بمعرفة السائحات الوحيدات ,هذا مااعتقدته جودي ,فيما نظرت اليه في المقابل .
في الجهة الاخرى للساحة كان لورنزو يراقب .اللوحة امامه,من الشائع ان يقضي الشباب في فلورنسا. اشهرالصيف وهم يغازلون السائحات الساذجات .
.
حتى ان ذلك بات شائعا لاشك ان جودي .تتمنى لوانها تعوض عن سنوات مراهقتها الضائعة,لذا فانها سوف تقع من دون .شك بين ايدي هذا الشاب الفلورنسي كحبة دراق ناضجة .حتى لو لم تكن مستعدة للاعتراف بذلك.
استطاع لورنزو ان يرى مدى تفاعل جودي .مع معجبها وهي تميل براسها الى الوراء كي تنظر اليه مبتسمة له ,.,,كم من المرات راى فيها لورنزو امه تمن بتلك الابتسامة ذاتها على حبيبها ,حين .استخدمت لورنزو وهو صبي صغير لتموه تلك اللقاءات الحميمية ؟كان لورنزو .يبتسم بصدق وهو صبي صغير لذلك الرجل الذي قررت امه خيانة والده بسببه, حسنا ! .لن تخظى جودي بفرصة تمثيل دور امه ,لان زواجهما سيبقى عمليا .وشكليا.اخذ يشق طريقه نحوها......
.
.قالت جودي لشاب المنتظر :.
_نعم ارجو منك الجلوس.
ثم تابعت :.
_انا على وشك المغادرة.
اقترح الشاب :.
_لا !لم لا تبقين ,وتسمحين لي ان اقدم لك كوبا من القهوة؟.
وقفت جودي على الفور, وتراجعت الى .الخلف مبتعدة عنه ,وهي تصافح يده .
.فيما رفضت بلطف قائلة :.
_لا شكرا لك.
استطاعت جودي ان ترى الارتباك وعدم .التصديق في عينيه ,فسيطرت على نفسها لئلا تنفجر ضحكا.
بدا الشاب وسيما جدا وهو دون شك معتاد .على ان تلاقى عروضاته القبول اكثر من الرفض.
.
توقف لورنزو فجاة حين راى الطريقة التي .نهضت فيها جودي عن الطاولة, فقد ساهمت لغة جسدها في تبيان مشاعرها .بوضوح,واستطاع ان يلاحظ من تدلي كتفي الشاب انه ادرك تماما كما فعل لورنزو انه خذل.
اخذت جودي فارتورتها الى صندوق الدفع .وبعد دفع ماترتب عليها من مال ,توجهت الى شقة لورنزا .

اعاد لورنزو التفكير بهذه الحادثة البسيطة في .راسه ,وهو يبدو متجهما كعادته.
حاول ان يتخيل امه او كاترينا تفعلان مافعلته .جودي لتوها ,وادركان ايا منهما ماكانت ستنسحب من الوضع كما فعلت جودي.
.
هل جودي مختلفة عنهما ؟ اهي حقا تلك .المراة النادرة التي لاتقودها اطماعها الذاتية وغرورها والتي لاتحتاج الى اعجاب الرجال؟.
عندما مر بجانب المقهى كان الشاب يحدق الى سائحة اخرى. قدرت مساعية اكثر مما فعلت جودي .بدا ذلك واضحا من خلال الابتسامة التي بادلته اياها.
.
صار من الصعب على جودي ان تدخل الشقة .من دون ان تقف امام لوحات اطفال الشجاعة وكلما فعلت ترى اشياء جديدة من .الاعمال الفنية لم ترها من قبل ,على طاولة منخفضة تحت الرسومات رات البوما .من الصور مصوعا من الجلد الثمين حيث كتب لورنزو تفاصيل عن كل طفل .علقت رسمته في صالة العرض .
.كانت جودي تتفحصها حين دخل لورنزو الى المكان.
_هل تعبت من نزهة اكتشاف المناظر؟.
اعترفت بكابة:.
_تعبت رجلاي ,ففكرت ان اعود واقرا بدلا .من ذلك,اشتريت الكثير من الكتب التي تتحدث عن فلورنسا ,بعضها تتضمن وصفا .لها بلغات مختلفة ,لكنني افكر في تعلم اللغة الايطالية خلال الوقت الذي ساقضية هنا.
.
.علق لورنزو قائلا:.
_بما اننا سنكون دائمي التنقل بين فلورنسا والكاستيلو.ليس من المجدي ان تنخرطي في مدرسة لتعلم اللغات,اذا كان هذا ماتفكرين به .لكن يمكننا ان نستخدم مدرسا خاصا اذا اردت.,هل تناولت العشاء.؟.
_لا قصدت احد المقاهي لاتناول كوبا من .القهوة في قلب الساحة........
.
_الم يعجبك المقهى؟.
_القهوة شهية ,لكنني صادفت احد الرجال .الخبيرين في المغازلة .....افترض ان هذ ه عاقبة التجول وحيدة.
.اطبقت جودي الاليوم ووقفت:.
_لكنني لم افعل.
استطاع لورنزو ان يلاحظ انها عنت ماقالته.
_لم لا اطلب من استنا ان تعد لنا العشاء .وتجلبه الى الشرفة ؟يمكنك ان تقراي لي .دليل السائح الذي بحوزتك باللغة الايطالية اذا شئت.
.
حدقت اليه بدهشة وكان ان يعترف انه اندهش .بالقدر نفسه من اقتراحه هذا.
فقد نوى ان يمضى ساعات بعد الظهر منكبا .على العمل لاان يضطلع بمهمة المدرس الخاص لجودي..
***
ادركت جودي انها فعلا لاتريد القيام بذلك .وقفت مترددة امام مدخل الكنيسة حيث .سيتم اعلان زواجهما للمرة الاولى في ذلك الصباح.. ..
احس لورنزو بترددها فدنا منها وامسك ذراعها.كان عليها ان تختار ماسوف تلبسه ,وقع اختيارها على تنورة سوداء .بسيطة وقميص قصيرة الكمين بلون الشوكولا زينتها بوشاح حريري متعدد الالوان .وجدته مع ثيابها الجديدة,وهو عبارة عن هدية صغيرة من المتجر.

سرت لاختيارها تلك الثياب لاسيما حين رات .لورنزو متانقا ببذلة داكنة,تكلمها قميص بيضاء بالاضافة الى ربطة عنق انيقة.

هي الان تبدو عاجزة عن منع نفسها من .النظر الى لورنزو بقلق ,وهي تسير معه الى عالم غير مالوف لها تماما .ادركت .كم يبدو خطيرا ومتعجرفا.
لمع حجر الزمرد الكبيرة في اصبعها بلونه .الاخضر الساطع تحت اشعة الشمس ,فسمعت شهقة صادرة عن احدهم في ذلك .الحشد الصغير الذي كان يتوافد.
.
على الرغم من عدم تفوه احدهم بكلمة بدا .واضحا من خلال النظرات المتبادلة ان زوار الكنيسة الاخرين يعرفون لورنزو .واستطاعت ان تشعر بثقل توقعاتهم تحط عليها كثقل خاتم الخطوبة.
وصلت جودي ولونزو الى المقعد الخشبي .الاخير اتسعت عينا جودي حين رات شعار العائلة محفورا على الخشب.
.
احنت تتلو الصلاة فصلت لولديها ولدايفيد .ولاندريا ولاصدقائها ولكل المحتاجين باندهاش وجدت نفسها تصلي بخشوع .ليتصالح لورنزو مع ماضيه بطريقة ما
بالرغم من معرفتها لسبب وجودهما شعرت .انها ليست مستعدة لتاثر بسماع اعلان زواجهما او بحدة مشاعرها العاطفية واضطرابها .
اصبحت رؤيتها ضبابية ,فتسارعت الى ذهنها .صور غير مرتبطة ببعضها .
.
تخيلت والديها في نهار مشمس وهما .يضحكان تخيلت كذلك صدمة وفاتهما عليها ثم وجهي عمتها وزوجها الكئبين وهما .يكافحان كي يفسرا لها ما حدث ,ويشرحا لها انها قد تفقد رجلها.
من المفترض ان يكون هذا الاحتفال .الصغيراكثر من مجرد تحقيق لكبرياء لورنزو او لكبريائها واكثر من مجرد كسب ممتلكات مادية .

[Just Faith]

.
راح الكاهن يتقدم نحوهما وهو يبتسم ويبارك .لهما بدف وحرارة زادا من قلة ارتياح جودي .
.قال لجودي بلطافة وبلغة انكليزية :.
_ان كان هناك اي مسالة تودين مناقشتها معي .ياصغيرتي فانا تحت تصرفك.
.اخبره لورنزو ببرودة.:.
_بسبب وصية جدتي اضطررنا الى تغيير .خطة زواجنا في انكلترا ,والاسراع باتمامه.
.
ثم اضاف :.
_نحن ممتنان لك لتعاونك.
احنى الكاهن راسه برزانة فيما وضع لورنزو .يده على ظهر جودي ,ماجعلها تشعر ان هذه الحركة التقليدية تعبر عن امتلاك واضح.
فيما هو يواكبها استطاعت ان تحس بدفء يده فوق قميصها.فكرة عنيدة متصلبة تسللت الى ذهنها كتسلل عبق البخور عبر النور .وهي انهما لو كانا يحبان بعضهما فعلا ,لرفعت نظرها اليه وابتسمت له ,ولقامت يده .بتمسيد ظهرها في وعد صامت ,فيما يقابلها لورنزو بابتسامة مماثلة.

لكنهما ليسا مغرمين فعلا وهي لاتتمنى مطلقا ان يكونا كذلك!.
_ليتنا لانتزوج في الكنيسة!.
.هذا ماقالته جودي بعدم ارتياح للورنزو عندما عادا الى بالازو.
واكملت :.
_اشعرني ذلك بذنب لاسيما حين صلى الاب .لنا ولزواجنا مع العلم انه لن يكون زواجا حقيقيا .
_اتعنين انه لن يتضمن ممارسة العلاقة الزوجية؟.
_لا !.
انكرت جودي على الفور ,لكنها تمكنت ان .ترى من خلال تعبيره انه لم يصدقها .
.
.اصرت قائلة:.
_الزواج الحقيقي هو اكثر من مجرد علاقات جسدية .
-لكن العلاقة الجسدية جوء هام منه وانت كما .نعلم كلانا فضولية الى ابعد الحدود لتختبري شعورا كهذا.
_انت لاتكف عن قول هذا لكنه غير صحيح.
قال لها بلطف :.
_شفتاك تقولان شيئا ,لكن عينيك تقولان شيئا اخر .
قد تكون جودي عذراء ,لكنها تستطيع ان .تدرك التوتر المتزايد بينهما وهذا مااحسته مرتجفة.
.
.اضاف لورنزو فجاة:.
_علي ان ارجع الى حصن كاستيلو لبضعة ايام.
واكمل :.
_من الاسهل ان اتركك في فلورنسا.لكن بما اننا مخطوبان وزواجنا وشيك ,فمن .الافضل ان ترافقيني متى ستجربين فستان الزفاف مرة ثانية؟.
_نهار الخميس.
_جيد سوف نعود قبل ذلك الموعد .
***
نظرت جودي الى خاتم الزمرد الذي ازالته .من اصبعها للتو ,ووضعته في علبته قبل الخلود الى النوم.
.
الشقة مزودة باجراس انذر لحمايتها من .اللصوص ,عرفت ذلك من لورنزو ,لكنها لم ترتح لوجود الخاتم في غرفتها في .تلك الليلة ,بل تمنت لو انه في عهدة لورنزو.
_اجل !.
رده المختصر دعاها الى فتح الباب والتقدم .عدة خطوات في الغرفة.

.وهي تقول شارحة :.
_جلبت لك الخاتم اردت ان .....
تلاشى صوتها شيئا فشيئا ماان انزلقت .نظراتها عاجزة على بشرة صدره الذهبية الناعمة التي ظهرت من خلال قميصه .التي كان يفك ازرارها.
_ماذا تريدين ؟.
.
سالها بلطف, وهو يمر من امامها كي يقفل .الباب قبل ان يخلع قميصه بالكامل ,فيما لمعت ساعة يده الذهبية تحت ضوء المصباح.
جف فم جودي فرطبت شفتيها بطرف لسانها ,غير قادرة على التركي جيدا على الاجابة,اذ بدت حواسها كلها مفتونة به.
كيف لا ولورنزو رجل فاتن جذاب.
ان كان مجرد رؤية كتفيه وصدره المليء .بالعضلات الصلبة مؤثرة على هذا النحو.

فكيف بها لو ......اطلقت جودي نفسا عميقا .مرتجفا احست بصمت بالالم الذي اخذ يبسط اطرافه داخلها.
_الخاتم.

استطاعت ان تقول له ذلك بنبرة مرتجفة وهي .تمد يدها التي تحمل العلبة واكملت:.
_اريد منك ان تاخذه.
_هل تعننين ذلك فعلا ,ام انك تحاوليت رسم .صورة مثالية لذاتك؟ اهي طريقة جديدة في الاغواء ابتكرتها بنفسك؟ اليس هدفك .ارضاء فضولك والحصول على عناق يرضي مشاعرك؟.
.
داعبت حواسها ارتجافة اثارتها كلماته التي .لاتخلو من الحقيقة اتراها كذلك حقا ؟. اهذا هو السبب الخفي الذي دعاها الى التوجه .الى غرفته ؟الانها ارادت .......تمنت ....؟
راقبها لورنزو فيما عكست تعابيرها ماتشعر به فعلا.
.اعترضت جودي متاخرة:.
_لم ات هنا بسبب ذلك لكنني لااريد ان اكون المسؤولة عن الخاتم.
علق بطريقة فظة:.
_لماذا؟ الانك تخشين ان تشعري بالطمع .فتبنين الامال على ماستحصلين عليه لاحقا.؟.
.
.بعد قليل اردف :.
_يسيطر عليك الفضول كغيرك من النساء ,اعترفي بذلك !. تتاكلك رغبتك بالحصول على المزيد من الثروة فتتركك الليل بطوله مستيقظة متسائلة........تواقة.
_لا. لااريد اي شيء .
_الا تريدين عناقا ايضا؟.
.واكمل بالنبرة الساخرة نفسها :.
_انت تريدين كل مايمكنني تقديمه لك .وماحرمك منه الوقت الذي قضيته في المستشفى , تريدين ان تعرفي الشعور الذي .يخالجك حين تكونين بين ذراعي .يمكنك ان تنكري ذلك ,لكن عينيك تقران بشيء مختلف تماما.
.
_لا !
.كررت جودي رفضها لكنها راحت تنظر عاجزة الى عينيه .
ظلت واقفة هناك فيما تقدم نحوها ومرريديه .ببطء على طول ذراعيها ,بداء من رسغها حتى كتفيها الاثنتين ,فاصابتها ارتجافة .هزت كيانها ,وتركت لديها شعورا بالترقب والتوقع للمسته التالية.
قربها لورنزو اليه اكثر الى ان استحوذت .عليها فعلا رائحة عطره الاصلية,القت جودي راسها على كتفه وهي تشعر بالانهاك .فالتظاهر بالسعادة لساعات وحضور مراسم الاعلان االاول للزواج في الكنيسة .استهلكا طاقتها ,حتى انها شعرت بالحاجة الى اسناد راسها على كتف قوية .علها تستمد منها بعض القوة.

تساءل لوررنزو وهو يكافح ليسيطر على .توقه العنيف المفاجئ اليها ذلك التوق المتوحش الذي تملكه كي يحتضنها بين ذراعيه ويعانقها.
لماذا عليه ان يكبح نفسه ؟لماذا عليه ان يدعها .تخرج وتبتعد وهو يشعر انها لاتنفر من عناقه ,بل تتوق اليه حتى لو انكرت ذلك؟.
.
نظر لورنزو اليها,واستطاع ان يرى ملامح .الشوق في عينيها قبل ان تحاول اخفاءها .
اخذها بين ذراعيه وعانقها عناقا محموما .اودعه كل مالديه من شوق وشغف ,ارتفعت يداها من دون ارادتها لتطوقا كتفيه .فيما شدها لورنزو نحوه اكثر ليزداد عناقه عمقا.

تساءلت جودي من ضبابية افكارها لما .يشعرها عناق لورنزو لها بهذه الطريقة بالقوة .وبالانوثة الابدية ويربطها نوعا مابقصة آدم وحواء.؟.
.
منذ بداية الكون المراة هي التي اغوت الرجل. فسيطرت على مشاعره وعواطفه ,وهي التي. جعلت قوته الجبارة تلين لتصبح طوع بنانها.
اغوتها رغبة طفيفة كي اليها ليتابعا عناقهما .الشغوف ,لكن لا ! لن تسمح لنفسها بالوقوع في فخ العواطف الخطيرة.
.
_لا!.
رفضها المفاجئ سبب الصدمة للورنزو ,فيما .ارسل ذبذبات مفاجئة في جسمها صدمتها هي نفسها .
اظلم نظراتها الارتباك فيما نظرت اليه,ان .سمحت لنفسها الان باالستسلام لرغبته .بعناقها فلن تستطيع بعدئذ ان تحافظ على حدود واضحة بينهما.
.
من جهته ادرك لورنزو ان انجذابه اليها يفوق .حدود سلامته الشخصية ,ان سمح لنفسه بلاستمرار في عناقها.فلن يعد قادرا على منع نفسه من القيام بما لاتحمد عقباه.
ومع ذلك سالها :.
_لم لا؟.
_لايمكننا ان نتصرف كاننا خطبين حقيقين .
.وافقها لورنزو بنبرة فظة:
_انت على حق, على اي حال,انا لا اثق .بالنساء اساسا ,ولاانوي مطلقا ان اقع في شرك علاقة تجبرني في مامابعد على .تحمل مسؤولية لاارغب في تحملها .
.
_الم يكن من الفضل لو فكرت بهذا مسبقا؟.
سالته جودي غاضبة ,فيما ابتعدت عنه .متراجعة بسرعة هوجاء ,بالطبع ,وهي لاتريده ان يحس بمدى .خجلها وبالالم العميق الذي اصابها .
يالها من غبية اذا اعتقدت انها تستطيع الوثوق .به بسبب انجذابه اليها ,هذا ماادركته بمرارة,فيما هرعت خارجة من الباب,وهي .تنشد الامان في سكون غرفة نومها.

[Just Faith]

10_كشف المستور

تجمدت جودي حين سمعت الصوت الذي راحت تنتظر سماعه طوال الليل.صارت طقطقة باب غرفة نوم لورنزو مالوفة لديها .وهو يفتحه ببطء ,ثم يقفله مجددا بالسرية ذاتها.
في غضون هذين اليومين.جودي ولورنزو سوف يتزوجان ,لكن جودي .لاحظت خروجه من غرفة نومه في وقت متاخر من الليل لاربع مرات تقريبا.
.
لاحظت انه لايعود اليها قبل ساعة على الاقل.
كانت كاترينا لاتزال تعيش في الكاستيلو في .جناح جدة لورنزو المتوفاة,اذا كانت كاترينا صادقة في تهديدها.وتحاول ان ترجع لورنزو الى سريرها فان لجودي الحق .في معرفة ذلك ,حتى لو كانت مجرد زوجة مؤقتة.
نهضت من السرير.لبست رداء فوق قميص النوم ,وانتعلت حذاء ذا نعلين ناعمين .وعقدت العزم على ان تواجه لورنزو بشكوكها .
.
ان تكون زوجة بموجب صفقة متبادلة يختلف .تماما عن كونها زوجة غير مرغوبة فيها لرجل على علاقة بعشيقته .
فالحالة الاخيرة حالة مهينة وهي لن تدع .لورنزو يورطها فيها.هرعت الى منبسط الدرج رات لورنزو يتحرك بسرعة عبر .الممر في لاسفل ,عزمت على اللحاق به .متسائلة عن سبب عدم اختياره للممر العلوي الذي يؤدي الى جناح كاترينا .
ثمة العديد من الممرات التي تؤدي الى الرواق .الذي يصل الجزء القديم من حصن كاستيلو بالجناح الجديد .
اي طريق سلكه لورنزو ؟.

رات جودي ضوءا يشع على الدرج ,شعرت .بتوتر شديد وهي تنزل خلف لورنزو ذلك الدرج يقع تحت غرفة كاترينا مباشرة ,فلربما ......
.اطلقت صرخة من جراء صدمتها ,حين التفت .يد من خلف الظلال حول معصمها.
_بحق السماء !.ماذا تفعلين هنا ؟.
_لورنزو؟!.
.
.لابد انه ادرك انها تلاحقه ,فانتظرها هناك .اجاتبه بصراحة رافعة ذقنها:.
_اردت ان اعرف الى اين انت ذاهب ؟ .فهذه هي المرة الرابعة التي اسمعك فيها تغادر غرفتك في وقت متاخر من الليل .
_هل تتجسسين علي؟.
نظرة عينيه الضيقتين جعلتها تشعر بعدم .الارتياح المطلق ,لكنها لن تدعة بعرف بذلك.
.
_اذا كنت ساتزوج بك فيحق لي ان اعرف ان .كنت على علاقة مع كاترينا .
_ماذا ؟.
.اخبرته بعنف :.
_لن اتزوج بك ان كنت مستمرا على علاقتك بها.
_اتعنين انك تتجسسين علي لانك تظنين انني .ذاهب الى غرفة نوم كاترينا ؟.
نبرة لورنزو الحانقة اظهرت تصرفها وكانها .نابع من فورة غضبها ,ماذا اذا كان لورنزو مثل جون ينوي ارضاء نزواته مع امراة اخرى. ..

قالت له بعناد:.
_لايمكنك ان تنكر انكما كنتما عشيقين .
وافق لورنزو باختصار :.
_نعم كنا كذلك ,لكن ذلك حصل قبل عشرين .عاما ,حين كنت صبيا يافعا.
كانت اصابعه ملتفة حول معصمها ,فجاة .اطلق لورنزو شتيمة في سره.
قائلا بتجهم:.
_هل تريدين ان تعرفي الى اين اذهب ؟ حسنا ! اتبعيني.

راح يمشي بخطى سريعة جدا عبر الممر .الضيق الاشبه بنفق ,وكان على جودي ان تركض كي تلحق به.
فاحت رائحة الرطوبة في ذلك الممر ثم .اطلقت شهقة ماان وصلا الى باب من السنديان وقال لها لورنزو بنبرة خالية من العاطفة :.
_هذا الممر امامنا عرف باسم الطريق .السرمدي لانه يؤدي الى زنزانات الكاستيلو وغرف التعذيب.
.
_غرف التعذيب ؟.
هز لورنزو كتفيه بعدم اكتراث فيما فك القفل .وفتح باب السنديان الكبير .
ثم قال :.
_كانت هذه الغرف جزاء مهما من النضال .
.قالت جودي :.
_في العصور الوسطى ربما .....لكن .......
.قاطعها لورنزو بنبرة بغيضة دفعتها الى الارتجاف :.
_لا ليس في العصور الوسطى تحديدا.
خلف الباب رات غرفة كبيرة اشبه بالكهف .يعلوها سقف منخفض مقوس,كما رات رفوفا فارغة على جهة الحائط فيما قطرات .الماء المتجمعة تقطر من السقف على الارض.
.
.اخبرها لورنزو بعد ان القى نظرة قلقة باتجاهها:.
_السقف بحالة جيدة بالرغم من الرطوبة ,الا .انها كانت ذات نفع كبير في بعض الاحيان.

_اتعني بغية تعذيب السجناء اكثر؟.
_سجن زوج جدتي االول هنا لفترة من .الزمن. كان مناهضا لمرسوليني ,واتركب خطا في مخالفته له ,فسجن وعذب في منزله. لم تتمكن جدتي من تخطي هذه الماساة,وبالرغم من انها تزوجت ثانية بعد وفاته.الا ان قلبها لم يكن معينا في الحقيقة بذلك الزوج,غالبا مااخبرتني انها لو وضعت امام اختيار حر.لفضلت ان تعيش حياة تامل في دير ما,لكنها كانت قد .وعدت زوجها بان تؤمن لمنزله وريثا,تم تنظيم زواجها بجدي من قبل زوجها الاول,,,فيما كان يحتضر جراء التعذيب الجسدي الذي انزله به سجانوه,قام .هؤلاء بسرقة الكثير من الاعمال الفنية من الكاستيلو.كما افرغوا الاقبية من المؤمن والذخائر.

.اضاف بتجهم :.
_بيت ثروة واحدة لم يتمكنوا من سرقتها ,لا ! تعالي معي .
ارشدها الى باب صغير فتح باتجاه مطلع .درج اخر واضاف : ..
_تؤدي هذه الدرجات الى الصالون الاساسي .الذي كان يعرف بجناح الدرجة الاولى.
_اتعني حيث تنام كاترينا؟.
_انها تنام في الغرفة التي كانت لجدتي.والتي تشكل جزاء من ذلك الجناح .نعم لذلك استخدم هذه الدرجات لاصل الى الصالون بدلا من استخدام درج الممر .

وصلا الى اعلى الدرج ,وطالعها باب اخر.
_خلف هذا الباب في الصالون الاساسي .والذي هو ممره بالقماش الذي وضعه زوج جدتي الاول على الجدران.هناك مجموعة من الرسومات ابدعها تلميذ ليوناردو.
بالرغم من اسطورة العائلة التي تصر بحسب قول جدتي.ان الاستاذ بنفسه كان له دور في انتاجها .