20-10-14, 07:25 PM
| #81 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء  
|  الآن : الفصل الحادي عشر وأردت التوجه إلى أي مكان غير هذا المكان عندما سمعت جرس الباب جاء الإنقاذ توجهت نحو باب الشقة وتركته هو وهو ما يزال واقفا يرقبني بينما ابنه وابنتي يهمهمان بأصوات لم أميز حروفها ولا كلماتها بل لن أبالغ لو قلت لم أسمعها لم لم يجلس بعد ؟ لماذا ظل واقفا ؟ لماذا أخذ يلعب دور قائد اللعبة المسيطر حتى بعد رحيلي ومغادرتي المكان ؟ لم يخطر ببالي ولا لجزء من الثانية تحت زحمة هذه الأفكار أن أنظر من ثقب الباب فقد كنت أريد الفرار , وكان هذا هو الفرار فتحت الباب والتقطت عيني دون عقلي وروحي اللذان كانا هناك بالداخل حيث مازال الدكتور يقف وابنه التقطت عيناي منظر رجل يقف بالباب يرتدي بذلة رمادية من قماش التويد القوي و بخطوط ذهبية مقصبة طولية أخذت بعض الوقت حتى استطاع عقلي أن يترجم لي صوته الذي وصلني " مساء الخير أختي ماجدة , " لقد كان أخي الأكبر ماهر و كان هناك شبح آخر يقف عن يمينه لقد كانت زوجته منال كان يقف بالباب وهو يرتدي تلك البذلة التي طالما كان يفخر بها ويرتديها عند سفره للخارج لإجراء صفقاته الغامضة عنا ذوق قديم وفي نظري هو ذوق بشع ذوق أخي ماهر الذي جاء إلى هنا إلى أمريكا وبنفسه و معه زوجته منال كانت يده اليمنى تسقط إلى جواره تتأرجح تأرجحا خفيفا ويمسك بأصابعها بإحكام طرد بني اللون لما قال أخي ماهر " صباح الخير ماجدة "قالها بملامح جامدة ودون أن تنفرج أي خلية في وجهه ولا بمقدار جزء صغير من أجزاء الملم عاد ليقول وعلى وجهه تلك الصرامة الحديدية والتي لم تتبدل مطلقا : ألم أقل لك انتظري مني مفاجأة لك ؟ " لم أعرف ما الذي كان علي أن أشعر به حينها هل علي أن أفرح لرؤية أخي ؟ أم أحاول أن أجمع شتات عقلي وتركيزي مع بذل كل جهد و وأي محاولات لأطرد هذا القلق الذي بدأ يتسرب من داخلي و يوترني أم أن علي أن أبذل تلك الجهود لإيقاظ عقلي من حالة السبات التي ما تزال تلف به ؟ " ألن تجعليني أدخل ؟؟؟ " " ألن تدعيني لدخول بيتك ؟ " " أ هذه هي الشقة التي كنت تكلميني منها طوال الفترة الماضية ؟ " كانت ما زالت همهمات سمية وبلال تصل إلي إلى هنا وأنا اقف عند الباب منخفضة نوعا ما بينما الشقة بكل من فيها خلفي لجزء من برهة من الوقت فقدت قدرتي على التحليل السليم أنا لم أرتكب ذنبا ولا خطيئة لكن وجود رجل في بيتي لا بل رجلان أحدهما شاب في مثل عمر ابنتي والآخر رجل كامل الرجولة يقف هناك يحمل ورقة قرأ منها كلمات مجرد كلمات لكنها كلمات اختصرت كل رحلتي في الحياة كلمات جعلتني أعرف أنني أنثى ما تزال تتوق للحب أنثى لديها جوع عاطفي قاتل إن وجود رجلين في بيتي لهو جريمة أكبر في عرف إخوتي من جريمة القتل مع سبق الاصرار والترصد لن يبقى أخي واقفا هنا هو ومنال زوجته إلى الأبد مستحيل أن يحدث ذلك لكنني بداخلي تمنيت لو يحدث ذلك يا ليت المستحيلات تحدث لماذا لا تحدث المستحيلات ؟ لماذا لا تتحقق ؟ ومستحيلي الذي أطلبه شيء ممكن أن يبقى أخي واقفا بالباب ليسلم علي من هنا ويرحل لن يحدث ذلك ولا بد لأخي أن يدخل لكن مهلا ليس عليه أن يدخل الآن فدخوله يعني أنني ارتكبت جريمة ذنبا لن يغفر لي مطلقا جرما لو استعرت خمسين سنة من عمر أحدهم في محاولة للتكفير عنه عند إخوتي فإني لن أقدر على فعل ذلك ألم أبذل الجهود تلو الجهود حتى استطعت أن أكسب ثقة أخوتي ؟ ألم أعمل جاهدة على ترسيخ صورة الأم المثالية في نظرهم الأم المضحية الأم التي تريد اللحاق بقطار الكبيرات في السن كي يثقوا بي ويعرفوا أنني ما عدت أرغب بشيء من الحياة وأن حياتي هي عبارة عن ألم وأن شفاؤه سمية وسمية وحدها فقط وأن عالمي ما هو إلا عالم يستمد نوره وضياؤه من شمس ابنتي سمية كم أخذت لجعلهم يروا ذلك في ؟ أربع سنوات من بعد موت زوجي عاصم والد سمية ملأتها بجهود حثيثة ركزتها كلها لكسب ثقتهم إخوتي الخمسة التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 22-10-14 الساعة 10:14 PM | ||||||
|  |
|
20-10-14, 07:28 PM
| #82 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| تتمة للفصل الحادي عشر أنا الآن استطيع أن أحصي عدد الذبائح التي ذبحتها من ميراث زوجي لدعواتهم المتكررة هم وزوجاتهم وأولادهم الليالي ذوات العدد كل ذلك ليروا حالي وما أنا عله فيثقوا بي كم من مرة كان علي الاستيقاظ في منتصف الليل من أعمق نوم لي لأفتح باب بيتي أمام زيارة أخي غير المتوقعة ولا المحسوب لها حساب بدعوى أنه خرج من المستوصف هو وزوجته وأحد أولاده وفكر أن يعرج علي ليطمئن على حالي ؟ كم من مرة كتمت بداخلي نزقي وزهقي وتبرمي من طول زيارات واحدة أو اثنتين من زوجات إخوتي ومكوثها عندي إلى قبل انبثاق ضوء الفجر بقليل ؟ ألم تكن سمية تلومني على ذلك ؟ " إلى متى ماما ؟ إلى متى ستظلين صامتة ؟ "" لكنني كسبت قضيتي معهم أخيرا وأعلنت انتصاري لما رفعوا أمام عيني بطاقة الحرية الخضراء كلهم الخمسة أعلنوها في وجهي مدوية " أجل يا ماجدة يمكنك الذهاب مع ابنتك سمية لأمريكا , هي ليست ابنتنا , نعم , لكنها ابنتك وما يمسها سيمسك وسيصلنا " ألم يحدث لي كل ذلك معهم ؟ إخوتي الذكور الخمسة ألم تمتلئ سنواتي الأربع الأخيرة بكل تلك الأحداث التي ملأتها بهم ومعهم ؟ كيف سيذهب كل ذلك الآن ؟ كانت الأفكار مازالت تعصف بي وما زلت أقف بباب الشقة عاجزة حتى على فعل أي شيء اقف هكذا لا لأفعل شيئا فقط لأحجب بجسدي عن نظر أخي كل من في الشقة وكنت في عجزي عاجزة مرة اخرى عجزت حتى عن التفكير شل فكري تماما حتى ولا للتقدم لأخي ماهر والسلام عليه كما يحدث للإخوة والأحباب عندما يلتقوا بعد طول غياب كان كل ذلك يحدث لي وكرهت حالي كرهت حالي لما وقفت أنظر لأخي ماهر الذي كان عليه الدخول لمكان فيه رجلان غريبان عني وكرهت حالي عندما شل عقلي حتى عن التفكير هل كنت انتظر؟ هل كنت على يقين من أن سمية ستأتي لتنقذ الموقف ؟ هل كنت أتوقع منها أن تقدم على هذه الخطوة ؟ يا لتلك الأفكار السوداء التي صارت تطير فوق رأسي الآن كغربان سوداء إنها من ذلك النوع من الأفكار التي يجعلك تخجل من نفسك جدا وتهرب من مواجهتها جدا وكأنك على وشك تغطية رأسك عن كل العالم المحيط بك خجلا مما يدور فيه من أفكار علي أن أمنع أخي من الدخول لشقتي الآن الشقة التي فيها رجلان أحدهما وهو الأصغر سنا يجلس إلى جوار ابنتي يتجاذب معها الكلام والثاني الأكبر سنا تركته هناك تلفه الحيرة وتلفني معه هل مازال واقفا ؟ هل من المفترض على سمية أن تقطع عليه وقفته تلك وتخفيه عن الأنظار ؟ أقسم برب العزة أن محاولة فعل ذلك لهو أكبر من العجز عن فعل ذلك ما ذا علي أن أفعل إذن ؟ هل أقوم أنا بسحب أخي لننزل أنا وإياه من هذه الدرج ؟ ربما لنخرج للحديقة التابعة لهذا المبنى حتى يخرج الدكتور هو وابنه من المكان ؟ هل أفعل ذلك ؟ هل الدكتور يعتبر مكوثه في المكان جريمة ؟ لم تكن سمية ولا في مرة من المرات التي كنت أبذل فيها جهودي لكسب ثقة إخوتي في براضية عما كنت أفعل كثيرا ما كانت تلومني على معظم ما كنت أفعله وكثيرا ما تدخل أعمامها لمنع ظلم إخوتي أن يصل إليها بل كثيرا ما تدخلوا ليخففوا من حدة القسوة التي كان إخوتي الذكور يعاملون بها كل من ليست ذكر لم تكن هي ولا عائلتها ليقبلوا بذلك هل علي أن اعطل أخي وزوجته عن الدخول فتأتي هي وتفعل شيئا ؟ ماذا يمكن لها أن تفعل ؟ وعادت تلك الغربان السوداء من الأفكار تحوم فوق رأسي وأخذت عيني تدور في محجريهما بقوة من أثر تلك الأفكار بينما ظلت كل خلية في جسدي شلاء ميتة لم يقم مصدر التحكم فيها بمحاولة فعل أي شيء وكأنني امرأة مشلولة لكنها مشلولة وقوفا وكأن عيني وهما تدوران في محجريهما عينا إنسان يحتضر أو كأنهما عينا ذلك الرجل الحديدي المصفح الذي نجده في واحد من أركان أشهر المتاحف في الدنيا وقد فرضوا عليه ارتداء الزي الحديدي والذي يجعل العرق يسيل من كل مكان في جسده فيتخدر جسده بينما تظل عيناه هي الشيء الوحيد الذي يخبرك أن فيه حياة هل على سمية أن تقدر حجم ما أعانيه وحدي ؟ ماذا لو أنها جاءت لتنقذني ؟ كيف يمكن لها أن تساعدني الآن ؟ كيف ستمد لي يد العون ؟ ما هي أنواع المساعدات التي يمكن أن تقدم لامرأة في مثل حالي ؟ هل عليها أن تحاول أن تخفي الدكتور وابنه داخل الحجرة الوحيدة الموجودة في البيت حتى ينصرف خالها وزوجته ؟ | ||||||
|
| |
|
20-10-14, 07:32 PM
| #83 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| تتمة ثانية للفصل الحادي عشر هل عليها أن تحاول أن تخفي الدكتور وابنه داخل الحجرة الوحيدة الموجودة في البيت حتى ينصرف خالها وزوجته ؟ لماذا لا تظهر لي في الأفق و أمام عيني سوى فكرة من هذا النوع من الأفكار و على هذه الشاكلة ؟ إخفاء الدكتور وابنه عن أنظار أخي محاولة إقصاء أخي من المكان ألا يمكنني فعل شيء آخر ؟ المواجهة مثلا وأنت روحي الحبيسة بداخل جسدي القديم المتهرئ هل أنا أقوى على المواجهة ؟ وتذكرت أمنياتي المسنة وبدأت آهاتي الحبيسة تروح وتجيء بداخلي كانت على وشك الانفلات مني كانت على وشك الخروج لو خرجت مني فأنها لن تعود لسيطرتي من جديد لأول مرة في عمري البالغ 39 عاما أشعر أني لصة وكأنني أسرق ما لا يحق لي منذ متى وأنا أفكر بهذه الطريقة ؟ كيف تبدلت وكأنني لست أنا ؟ هل الدكتور إسماعيل بدلني ؟ هل تلك الكلمات التي صبها في أذني كان لها قدرة على أن تغيرني كل هذا التغيير فجعلتني في آخر الأمر أشعر أني لصة ؟ هل كان على تلك الروعة التي لفتني قبل قليل أن تنتهي ؟ هل كل ما لفني من سحر وجمال كان دينا وعلي وفائه ؟ هل كان لا بد للحظات الساحرة التي أحاطتني أن تتحول في آخر الأمر إلا قبح ينزع عني كل شي جميل ؟ حتى جذور ماضيي هل سأسمح بحدوث ذلك ؟ أربع سنوات حاربت فيها كل شيء بداخلي اسمه حياة وسحقته تحت أقدامي بلا رحمة لأستحق في نظر إخوتي الذكور أن أبقى في بيتي الذي تركه لي زوجي أربع سنوات جاهدت فيها حتى أنال حريتي من سطوة إخوتي الذكور الخمسة ولا أعود تحت سقف بيوتهم مطلقا حيث الحرمان والظلم وأنت فتاة وعيب ثم عيب ثم عيب ثم عيب وماذا سيقول الناس ولقد سودت وجوهنا ولقد سفهت أحلامنا ولقد شوهت سمعتنا مازالت حقوقهم محفوظة وماتت أنا كل أمنياتي ومازالت أحلامهم رشيدة وسفه حلمي واستخف بعلقي رغم أني على مشارف الأربعين يوم أن مات زوجي تجمهروا في بيتي وأقاموا فيه فسطاطا للمداولات والمشاورات أين ستعيش ؟ لا ينبغي لها أن تعيش هي وابنتها لوحدهما هما امرأتان ماذا سيقول الناس عنا؟ يومها شمرت عن ساعدي ولبست ثوم الأنثى والذكر وصرفت الأموال وراء الأموال وأقدمت على فعل أمور كثيرة لكسب احترامهم وكسب ثقتهم وكسب ثناءهم بعد ذلك ثم نلت جائزتي يوم أعطوني المفتاح الذهبي الذي ظل عندهم عمرا كاملا مفتاح حريتي وخرجت أصحب ابنتي لهذا المكان من جرة بيتي لوسع بلاد الدنيا والله ما كنت أريد ذلك أردت فقط ان أثبت لنفسي على الأقل أني مازلت أحيا وأني لم أمت بعد ما زالت في روح تصرخ بداخلي تريد لنفسها الحياة مازال لي عقل جامح جموح خيل أصيلة تأبى القيود والحبال مازال لي قلب ينبض لكنني لم أكن أعرف كذلك أن أوتاره كانت أرق من الحرير بكلمات بسيطة أن هذا القلب وأعلن عن جوع شره حرمان مخيف نهم كبير لشيء اسمه ا ل ح ب شيء اسمه ا ل ح ن ا ن هل سأفقد كل ذلك الآن ؟ بسبب رجل لم يظهر في حياتي إلا من بضعة أيام فقط ؟ ورفعت عيني أنظر لوجه أخي في نفس الوقت الذي سعل فيها الدكتور إسماعيل كانت كحتان متواليتان ثم أعقبها انقطاع للصوت ثم عاد من جديد ليسعل عدة مرات لم أعد ارغب في معرفة عددها وصل صوت سعاله للخارج حتى وصل إلينا هذه المرة لم ينفع جسدي ليبتلع ذلك الصوت كما جعلته من قبل يبتلع كل الآمي ولم يقدر أن يمنع ذبذبات الصوت القادمة من حنجرة دكتور اسماعيل أن تطير وتنتشر في كل مكان حتى وصلت حزم صوته لأذني أخي ماهر لم ينفع جسدي الذي ظللت به فقط أحاول حجب مرأى الرجلين أن يفعل غير ذلك لم تكن ملامح أخي بحاجة لأن يجلب لها جمود من أي مكمن للشر في نفسه فلقد كانت الصلافة والجمود يأخذان من ملامح وجه أخي شكليهما تحجرت عينيا ماهر جدا وجحظتا بشكل مرعب مخيف ثم قام بعمل تقوم به الأفعى كل مرة عندما تنوي أن تلدغ فريسة وذلك حينما تلتصق بالجدران في نعومة وتحتك بالأبواب في لين لتصل إليك لذعتها بعد ذلك فلقد مد ماهر يده الطويلة للأمام بعد أن مدها أولا لعند زوجته منال فأخذت الطرد من يده وأزاحني بكل رفق عن الباب ثم وبأطراف أصابع يده الممدودة تلك دفع جانب الباب للداخل تمنيت عندها أن حياتي كانت قد انتهت قبل الآن وتمنيت لو أن أبي وأدني وأنا طفلة أو أن أمي قتلتني في بطنها لما رفعت عيني التي أخذت تمسح الأرض من ذل وعار وجدت وجه ماهر وقد ركب فوقه ملامح وجه شيطان ثم لم أشعر بنفسي إلا وقد هوت كف أخي بأصابعها الخمسة والتي هي أقرب لكلاليب منها لأصابع على صفحة خدي لم أعد أرى شيئا دخلت في عالم من الظلمة التامة التي أحاطت بي من كل مكان حتى عقلي دخل في ظلمة حادة حتى أنني فقدت اتصالي بالعالم الخارجي وفقدت اتصالي بداخلي ولم أعد أشعر من هذه الحياة سوى بالظلام يحيط بي من كل اتجاه | ||||||
|
| |
|
21-10-14, 06:10 PM
| #87 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الثاني عشر وبعد مضي سنتان على كل تلك الأحداث جاءتني منال زوجة أخي ماهر تدفع بأطراف أصابع رجليها ذيل جلابية بيتية غالية الثمن وهي تحمل صينية الطعام بنفسها لم أستطع ولا في يوم من الأيام أن أحقد عليها أو أن أحمل لها ضغينة من أي نوع بداخل نفسي هل أحبها ؟ لست أعرف لقد نسيت من زمان طويل ما معنى أن تحب لكنني أعرف مرارة الكراهية وبالنسبة لحب زوجات الإخوان فأنا لم أعد أرغب في تصنيفه ضمن أي خانة في المشاعر " لأجل خاطري أنا يا ماجدة , تناولي هذا الطعام " كان قلبي في هذه اللحظة يكز بالنفور حقيقة لا أحد يستطيع أن يشتري لك حبا ويهبه بعد ذلك صدقة وبالمجان وتذكرت ابنتي سمية حتى سمية حرمت منها لقد كانت تزورني قبل يومين لقد نالت شهادتها أخيرا جاءتني وقبلتني كعادتها ثم عانقتني ذلك العناق الدافئ الذي ينسيني بعض أحزاني " ماما , ألن تباركي لي شهادتي " لقد تعلمت بعد كل ما حدث لي شيئا جديدا أضفته إلى قائمتي الطويلة من عليك أن علي أن لا أظهر لها ولا أي ذرة مهما كانت من عاطفة خاصة عاطفة الضعف والاهتزاز ماذا يعني أني فقدت ابنتي ؟ لا شيء ماذا يعني أنه حكم علي بألا أعيش في بيتي معها ؟ لا شيء أيضا وماذا يعني أنهم فرضوا علي قيودا جديدا؟ سجن من نوع جديد بقضبان جديدة قضبان اسمها الزواج من رجل آخر دفع مهرا قدره مليون ريالا وهزت منال كتفها لأنتبه لهذه الحركة منها لما رفعت عيني أنظر إليها أخذت تمسح بأطراف أصابع يدها على ذقنها هذه الحركة تعني كلي لأجل خاطري قلت لها " ماجدة , أرجوك , لو تناولت لقمة واحدة من هذا الطعام فهذا يعني أنني رضيت " " لكنك غدا ستتزوجين , سواء أكلت أو امتنعت عن الأكل , هاه أخبريني ماجدة أليس كلامي صحيح ؟ " " منال , أقسم لك أنني احترم كل محاولاتك التي تبذلينها , إنها هنا " وأشرت إلى قلبي علامة أن تلك المحاولات علامة الاعتزاز والتقدير واصلت " لن أنسى لك كل ذلك " " لو كنت احتل في قلبك مكان , لو كنت تعزينني كما تقولين فكلي ولو قليلا , مجاملة لي على الأقل " " لا يوجد مجاملات في الطعام منال , أشكرك حقا , لكنني لست جائعة " " لكنك لم تأكلي شيئا تقريبا , ما تأكلينه هو فتات , أنا أراك كل يوم , أنت تذبلين " " إن كنت تخشين علي من الموت فلن أموت , لن أموت حتى أطمئن على سمية " " ماجدة لم تتكلمي كالعجائز ؟ مع أني أنا أكبر منك سنا, لكنك على حافة اليأس " " يا منال لا تدعي ذلك , الفرق بيني وبينك ثلاث سنوات " " فرق كبير بشكل يكفي ليجعلني أشعر أنني مسؤولة عنك , صدقيني أنا أحبك ياماجدة جدا وأقدر كل التضحيات التي قدمتها حتى تعيشي مع سمية " " إذن لماذا رافقت ماهر إلى أمريكا ؟ , إن واحدة من زوجات إخوتي لم تشهد فصول المأساة التي حدثت لي مثلما شهدتها انت , ألم تقدري أن تمانعي ؟ أليس من المفترض حينها أن ترفضي ؟ " عدت لتتكلمي كالأطفال , وما يعلمني أن أخاك رتب لتلك الرحلة ليفعل بك ذلك , اسمعي لقد أعلمني أننا سنغادر أنا وإياه لأمريكا ليسلمك المال الذي طلبته وأخبرني بأنه قلق عليك " لما لمست سكوتي واصلت " أرأيت ماجدة , لن يوافق أعمام سمية على خطبتها حتى توافقي أنت " " ليس علي أن اكررها على مسامعك منال , لن أوافق " " ماجدة , الرجل طيب , وغني , يقولون أنه مليونير , ولقد أخبرتني سوبامي أنه قدم لماهر أخيك مليون ريال مهر " "لقد أخبرتني بذلك قبل الآن يا منال , فكري فيها من وجهة نظري أنا على الأقل , من زاويتي أنا , رجل يتقدم للزواج من أرملة وعندها بنت ويدفع مهر مليون ريال , واحد من أمرين , إما أنه رجل مجنون , او أنه طامع " ثم واصلت " لو يعرف أن كل ما ورثته عن زوجي أبو عمار عاصم سترثه ابنتي وفي حياتي ,هل كان سيتقدم للزواج من أرملة ستهب ابنتها كل مالها ؟ الجواب هو لا , إذن لماذا يصرون على هلاكي , فقط ليوافق أعمام سمية على خطبتها ؟ حسن سيرى الجميع ماذا سوف أفعل بنفسي , لن أكون عالة على أحد " " تقولين أنك ستتخلصين من كل مال زوجك لابنتك ثم تقولين لن أعيش عالة على أحد , هل أنت واعية لنفسك ولما تقولين ؟ أليس في قولك هذا تناقض ؟ وواصلت " ماجدة , صدقيني , أشعر أن هذا الرجل صادق في رغبته الزواج منك " " أنت لا تفهمين منال , أنا امرأة زاهدة في الزواج فعلا , لماذا لا يريد ماهر أو باقي إخوتي أن يفهموا ذلك ؟ أم أن للأمر علاقة بالمليون ريال ؟ " " هذا هو , للأمر علاقة بالمال , ماجدة أنت وأنا نعرف من هو ماهر ومهند وماجد ومؤيد ومروان , أحيانا تلفني الحيرة وأجلس لأفكر وحدي كيف أن والديك اللذين أنجبا مثل إخوتك الخمسة قد أنجبا مثلك أيضا , صدقيني , أجلس كثيرا لأفكر بذلك وحدي " وواصلت " كيف حدث ذلك ؟ " قلت وأنا أرغب منها أن تحمل الصينية التي أحضرتها وتغادر " ربما أنا مثلهم لكن ظروف زواجي وأنا صغيرة وطبيعة الحياة التي عشتها غيرتني " " ليت ماهر يتغير مثلك , المال يا أختي يغير النفوس ويعمي البصائر والرجل جاهز تماما ومتعجل " " لن يستطيع أحد إجباري على الزواج , على إخوتي أن يعرفوا أن فعلهم لهذا الأمر خطأ كبير " ومطت منال شفتيها لقد كانت تعرف وكنت أعرف وكان ماهر يعرف | ||||||
|
| |
|
21-10-14, 06:34 PM
| #88 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| تتمة الفصل الثاني عشر لقد كانت تعرف وكنت أعرف وكان ماهر يعرف وباقي إخوتي كانوا يعرفون لن تتم خطبة سمية حتى أتزوج أنا من الرجل الذي يقولون عنه أنه جاء لصالون اخي ماهر ذات مرة مساءا وتم طرده ثم لما جاء مرة ثانية فرشت له الأرض ورودا وأزهارا وعندما بحث عن السبب عرف أن السبب هي 1000000 ريال تذكرت سمية " حقا سمية , بلال ابن الدكتور اسماعيل هو المتقدم لك " " أجل ماما , وأرخت عينها للأرض " تمنيت تلك اللحظة أن أكون واحدة من الأفكار التي كانت تدور في رأسها وتحاول هي أن تحجبها عن عيني تمنيت أن أكون شيئا ما أثيري أو طيفي أو حتى هلامي ينفذ عبر البشرات والجلد يستطيع اختراق النفوس ومعرفة ما تخبأه من أسرار كنت متأكدة أنها لما أسبلت عينها وهربت بهما بعيدا عني لم يكن ذلك خجلا ولا حياء لقد كانت تهرب من مواجهتي بعد كل ما حدث معي ومعها في أمريكا وبعد كل تلك الأسابيع التي مرت والشهور بعد كل ذلك لم تحاول ولا مرة أن تكلمني حول ما حدث كانت تتقن فنون الهرب من الحديث حول هذا الموضوع كيف سقطت على الأرض ؟ من الذي تفضل علي وجرني لداخل الشقة ؟ كيف خرج الدكتور إسماعيل هو وابنه من المكان ؟ وكيف أفقت لأجد ابنتي تجلس وقد وضعت رأسها الصغير المدور على راحتي يدها وجلست تفكر لم يحدث ولا مرة أن جلست تكلمني حول ذلك كم من مرة تمنيت فيها أن أعرف ما الذي جرى بالتحديد كإنسانة أردت أن أعرف ذلك حتى لو كان كل الذي جرى لجار أو حتى غريب فبحكم بشريتك تريد أن تعرف لأن هناك شيء مركب فيك اسمه الفضول فما بالك لو كانت كل تلك الأحداث قد حدثت لك أنت وأنت تجهلها انت آخر شخص تعرف ما الذي جرى وحتى هذه اللحظة التي أجلس فيها لم أعرف شيئا كل الذي أعرفه أنني أفقت من تلك الإغماءة التي حدثت لي بعد أن صفعني أخي ماهر ليته لم يفعل ليته قال لي بعد ان دفع الباب ورأى الدكتور وابنه :أحزمي أمتعتك لأننا سنعود لأرض الوطن ليته أبقى للمعنى الجميل الذي أسميته أنا لحظات ساحرة لفت بي من أثر لم أعرف أي شيء بعد الذي جرى معي كل الذي أعرفه انني دخلت في ظلمة أفقت منها لأدخل في ظلمة أكبر ثم تلتها ظلمة من نوع آخر وهكذا مازالت ظلمة تتلقفني وظلمة أخرى تتخلص مني لتسلمني لأخرى أكبر منها وكأنني بنت الألم بنت الأحزان في اليوم التالي انتقلنا من الشقة وبسرعة عجيبة كنت كمن يعيش في حلم مزعج لا بل كابوس مخيف لا بل تلبس مرعب لأحداث لم ينبغي لها أن تحدث في حياتي كل ذلك لأجل رجل وجد في شقتي ومعه ابنه وكأن وجود الأبناء مع الآباء في بيتي هو دليل إدانة يضاف إلى سجل جرائمي سكنا في شقة في بناية أخرى تبعد عن البناية الاولى بشارعين لم أمكث بها طويلا إذ أعادني ماهر معه إلى أرض الوطن في نفس الأسبوع الذي جاء فيه سعد عم سمية ليسكن معها لقد خيرني ماهر بين أمرين لا ثالث لهما " لن أتجادل معك طويلا عليك أن تختاري بين الأمرين هاه ما رأيك ؟ تبقين مع سمية عند ذلك تعودان سوية للوطن لن تكمل سمية بعثتها تعودين للوطن معي تبقى سمية هنا مع عمها وتكمل بعثتها ما الذي كنت سأختاره ؟ بقلب الأم بعاطفة الأنثى الضعيفة بخاطر مكسور وبلحظات الألم التي ابتلعتني حتى لم تبق في من رمق لم يبق لي شيء لأخسره لم يتبق لي إلا الأنفاس التي أتنفسها ولعلهم حسبوها علي وعدت وحدي دون ابنتي لأرض الوطن لم أعرف بعدها ما الذي حدث لذلك الرجل أقصد الدكتور اسماعيل لم أحاول أن أعرف أو لعل روحي لم ترغب في أن تعرف فلقد كانت مجروحة كانت تنزف ألما وكانت تائهة وكانت لا ترغب بشيء لقد أمضيت الليالي الطوال بعد ذلك وحدي أناجي اللاشيء بأن ابنتي ستعود وأنه لا بد لي في أن استمر في الحياة وأنه لأجل ذلك علي أن صمد علي أن أستمر بسحب الهواء وإخراجه من جديد علي أن أعيش لأرى نجاح سمية وأفرح بها وهكذا ابتلعتني تلك الظلمة وقلت في نفسي " آخر الألم آخر المشوار آخر الأحزان لما جاء ماهر من جديد ليعلن لي ليس هذا خيارا إنه أمر لن تفري منه لن يكون لك أي حق في القبول أو الرفض أمهلوني ثلاثة أيام لأحزم حقائبي وأختار بين بيت ماهر أو ماجد وتذكرت سلافة زوجة ماجد كم أكرهها أو هكذا خيل لي وقتها من فرط الأحزان التي لفتني لأنني بعد ذلك عقدت هدنة مع نفسي التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 22-10-14 الساعة 10:50 PM | ||||||
|
| |
|
21-10-14, 06:53 PM
| #89 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| تتمة ثانية للفصل الثاني عشر بأنني لن أكره أحد حتى لو كان قلبي يطفح بالكراهية فلن أجعلها تترجمها الأقوال ولا المشاعر ربما تحدث معجزتي الأثيرة وأقدر أن أحول كل حزن يسلبني قوتي إلى رضا وإلى سلام بداخلي فتوقفت عن مناجاة اللاشيء وصرت أسامره اللاشيء تخيلته أبو عمار عاصم تخيلته أمي التي رحلت وتخيلته جدتي التي ما فتأت تقول لي أمامي " يا بنتي ليس عيبا أن نحب " وتخيلته في لحظات ضعف وخيانة لروحي الدكتور اسماعيل لما علمت أن ابنتي سيعيش معها عمها سعد بدأت أتنازل عن كل أحلام وأخيرا قتلت ما تبقى لي من أحلام بداخل نفسي أعرف أن شيخوخة داخلي قدرت أن تخدعهم لما تخفت وراء منظري الشاب الفتي الخداع ليس الشباب شباب الوجه والمنظر إنه شباب الروح وأنا روحي شابت من زمان من تلك الأيام التي كنت فيها أظل وحدي في حجرة نومي مع زوجي أبو عمار أبكي أنوثتي الضائعة أبكي توقي وحنيني أبكي حاجات الأنثى عندي والتي تظل تصرخ وتصرخ من تحت دموع عيني وشهقات صدري هم يقولون أنني ما زلت امرأة شابة ولا يعرفون أن سنوات عمري في داخلي قد تخطت التسعين عام من هو هذا الرجل الشقي الذي يريد أن يتزوج بي ؟ ألا يعرف أنه سيحصل على عجوز هرمة ستدنيه لقبره لأن من جاور الحانوتي وصلته رائحة الموتى وربما انا منهم لكنني انتظر نجاح ابنتي انتظر فرحتي بها وبعدها سأفتح ذراعي للمكان الآخر الذي من زمان أشعر أنني انتمي إليه أكثر من انتمائي لعالمهم إخوتي وكل الظلمة الذين في هذا الكون ألا يعرف إخوتي أنهم يعجلون بهذا الموت الذي يحوم حولي لقد جعلوني في ماضيي أتخلص من نصف أحلامي يوم زوجوني من أبي سمية واليوم هم بأنفسهم أراحوني من عناء التخلص من المتبقي من تلك الترهات التي تسمى أحلام وعلى ضميري ألا يئن فلست أنا من أجهز على باقي أنفاسي إنه ظلم الرجال وقهرهم لضعف الأنثى وجبروتهم على لينها الذي لا يحتاج إلا إلى لمسات حانية ليتحول إلى قوة تدك العالم دكا لتبنيه من جديد الآن ماذا يريدون مني أن أفعل ؟ قتل النفس ليس من الضروري أن تطعن نفسك لتتخلص من الحياة أحيانا تموت وأنت حي وهذا ما هو حاصل لي لقد جاء إخوتي لبيت ماهر حيث أسكن قبل عدة أيام وأدخلوني في ظلمة ثالثة جديدة حين أخبرني مهند أني سأتزوج هكذا فقط سأتزوج لم يكن عرضا لا ولا مشورة لا ولا أخذ رأي لقد كان سجنا جديدا نصبوا قضبانه عليك لتستيقظ فتجد نفسك بداخله فإما أن تقبل أولا تقبل ففي كلتا الحالتين أنت في داخل القفص لتناجي بعد ذلك اللاشيء وتتخيله اللاشيء او أباك الذي علم أخوتك كل هذا الصلف والغرور أو جدتك أو زوجك أو حتى الدكتور إسماعيل وأخبروني في وسط تلك الظلمة أن أجهز نفسي في ظرف أسبوع واحد فقط لأغدو عروس ولما وقفت أحاول أن أصرخ بملأ صوتي تكلم مروان بهدوء ليفهمني أن سعد عم ابنتي وباقي أعمامها لديهم شرط ألم أكن أريد بلهفة أجدت إخفائها أن أفرح بزواج سمية من رجل صالح مناسب لها بعد أن فرحت بنجاحها إذن علي تقديم المزيد التنازل عن المزيد وقبول المزيد أخبروني أن أعمام سمية لهم شرط عجيب غريب ليتم زواج سمية من بلال كانت فرحتي عظيمة لما أخبرتني سمية بنفسها ان بلال جاء لأعمامها وتقدم لخطبتها بشكل رسمي كانت عينها يوم أخبرتني بذلك تفر مني ربما حتى لا أسألها عن الدكتور إسماعيل يا للمسكينة لم تكن تدري اني لا أريد سؤالها فقد كانت روحي تئن لم أفكر كباقي البشر فما تبقى من روحي أقل من أن أضيعه في البحث عن مخارج لو جمعتني الأيام بالدكتور إسماعيل لم يعرف أحد أن كلماته القليلة التي قالها حركت الأموات بداخلي لأن لا أحد يعرف أن هناك أموات كانوا بداخلي أصلا لم يكن أحد يعرف ذلك ربما عرف الدكتور اسماعيل بذلك في لحظات قصيرة لكن لو حاول مرة لو تزوجت ابنتي من ابنه أن يقررني فسأنكر لأنني وببساطة قتلت تلك اللحظات الساحرة التي عشته ومسحت كل أثر لها من كل خلية من كياني | ||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
60Likes.png)
العرض العادي
