آخر 10 مشاركات
خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          9- قصر الصنوبر -سارة كريفن -احلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-14, 08:25 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



5- قلبها الخائن

كان امامها وقت طويل للتفكير , من بداية التاريخ لم يكن هناك يوم أطول من هذا, وحاول المراسلون اكثر من مرة إقناعها بالتحدث اليهم , والوقوف امام آلات التصوير , ولكنهم في النهاية ذهبوا , وأسفت لوسي تقريبا لذهابهم فوجودهم على الأقل كان يمنحها سببا للتوتر.
ونظر اليها جيرمان متفحصاً عندما عادت من المكتبة وقالت له " إنه خارج مكتبه "
وخرج جيرمان فيما بعد , ليزور بعض المسؤولين المحليين, ورفضت ان ترافقه .
وجلست وحيدة, محاولة ان تتكيف مع ماحدث , مع انها تكاد لا تصدقه , هل يمكن ان يحدث هذا... هل يمكن ان تتغير كل حياتها في بضع ساعات؟ كانت تتوقع دائماً ان تتعلم كيف تحب , وان تشعر به ينمو رغم إرادتها في برهة معينة من الزمن, ولكن لم يحذرها احد انه يمكن ان يزهر بداخلها بهذه السرعة , وبشعور غامر, ومع ذلك, فمن اللحظة الأولى , كانت تحس بالصدمة , وبانجذاب لا إرادي نحو مارك وهذا ما ازعجها , ودفعها الى التصرف على غير عادتها عشرات المرات واكثر. لقد كانت تقاوم منذ البداية, ولكن خصمها كان نفسها , وتأوهت بصوت مرتفع , كم هي في ورطة كبيرة , إنها تحب الرجل الذي يكرهها علنا, وكأنما القدر قد انقلب عليها فجأة بأسنانه الحادة وبراثنه ليمزقها.
واتصل بها جيرمان ليقول لها إنه التقى صديقاً قديماً , وانه سيذهب ليلعب معه السكواش , فارتدت معطفاً وخرجت تتنزه بين الحقول , البيت الذي كان دوماً ملاذاً لها بدا كعلبة , جدارنه تطبق عليها , إنها الآن في الهواء الطلق تستطيع التنفس بحرية أكثر, ولكن الضباب الخفيف الذي كان ينتشر لم يرح اعصابها.
لو ان ماثيو عاش , سيكون هناك ضغط متزايد من جهته لإتمام ذلك الزواج بينها وبين مارك ومع انه قد يجد في النهاية وسيلة لخلاص كليهما, إلا ان الأمر سيكون صعباً ومحرجاً.
وإذا مات ماثيو , وهذا أمر عليها ان تواجهه, فسوف تحل مشكلة الخطوبة على الفور .. ولكن مهما حدث , ستواجه كثيراً من الألم.
كان عليها ان تدرك ان مارك وسارة سيكونان معاً, وإذا كنت سارة ستسافر الى اميريكا قريباً , فمن الواضح ان مارك سيغتنم أية فرصة ليكون معها, وتساءلت إذا كانت سارة تعرف حقيقة الخطوبة المزعومة , وتذكرت التعبير الذي ظهر في عينيها عندما التقيا ذلك اليوم في المطعم , كذلك المقابلة الصحفية التي ذكرها جيرمان .
كيف كان يمكن ان تشعر لو انها استسلمت له تلك الليلة , ثم راقبته يعود الى عشيقته في اليوم التالي؟ ان تراه يتخلى عنها بعد ذلك, أمر لا يحتمل.
ووقفت جامدة في منتصف الحقل, ونظرت الى السماء المكفهرة , التي تعتم بالتدريج وصرخت بوحشية:
-
ايها الجحيم !

وركضت الى اقرب بوابة للحقل وخرجت نحو الطريق , لقد آن لها لن تعود الى المنزل , فجيرمان لابد انه يتساءل الآن عن مكان وجودها , ولماذا تأخرت عن موعد زيارة المستشفى وماثيو سوف يقلق.
وسمعت صوت محرك سيارة يقترب , فتنحت عن الطريق لتمشي فوق طريق ترابية , دون ان ترفع رأسها الى ان لاحظت ان السيارة مألوفة لها, وانها كانت تخفف من سيرها , ثم تتوقف , وخرج مارك من السيارة ليقف ويخلع قفازات القيادة منتظراً وصولها إليه, ثم سألها :
-
هل أنت عائدة الى المنزل؟
-
افضل ان أسير.
وتجهم وجهه فوراً:
-
وأنا أفضل ان تعودي معي... اركبي.
وفتح لها باب السيارة , صعدت اليها متوترة الاعصاب فقال لها :
-
ألم تلاحظي ان السماء بدأت تمطر ؟
-
المطر لا يزعجني كثيراً.
ومد يده داخل السيارة واعطاها معطفاً من الفرو :
-
خذي هذا, ولفي نفسك به.
-
أنا مرتاحة هكذا...
-
خذيه .. أم انك تخافين من ان تتلوثي؟
ووضعت المعطف حول كتفيها, وجلست تنظر امامها , فقال:
-
تبدين مندهشة لرؤيتي.
-
بالفعل .. لقد طلبت منك ان لا تعود.
-
انت لم تطلبي شيئاً يا جميلتي, لقد قلتي لي وهذا أمر مختلف تماماً, لقد عدت اساساً لأعرف ماذا تريدين.
-
ماذا اريد ؟
-
اجل ... لقد قالت لي سكرتيرتي إنك اتصلتي بي , واعتقد ان الاتصال الغامض بشقتي كان منك ايضاً, كان عليك الانتظار , لقد كنت استحم.
وعضت على شفتها كارهة الصورة الحميمة التي رسمتها كلماته .
-
لم يكن هناك داع لهذه الرحلة الخاصة حقاً, اردت فقط ان اسألك ... لماذا نشرت إعلان الخطوبة , دون ان تستشيرني .
-
لقد فعلت هذا لأن ماثيو أصر , اظن انه يشك في اننا متفقان , اما بالنسبة لاستشارتك , فلم يكن هناك من داع لأنني اعرف رأيك , واعتقدت انني على صواب , هل كنت تتصلين بي لتهنئتي على هذه المبادرة؟
-
لا؟؟؟ هل تعلم ان العديد من الصحافيين كانوا متجمعين عند باب المنزل هذا الصباح؟
-
كنت اتوقع هذا, وماذا قلتي لهم؟
-
لم أقل شيئاً.
فضحك وقال:
-
انت تتعلمين بسرعة يا جمليتي.
-
ليس باختياري.
-
اعصابك ثائرة قليلاً يا عزيزتي , عليّ ان افكر بشيء تشعرين بأنك عروس حقيقة.
وادارت وجهها عنه , حتى لا يكتشف , في إحدى نظراته السريعة لها , أي تعبير في وجهها تفضل ان يبقى مختفيا, وقالت:
-
انت بالتأكيد لم تأتي كل هذه المسافة لتقول هذا فقط.
-
لا.. هذا صحيح.
وخفف من سرعة السيارة ليوقفها الى جانب الطريق , واجفلت لوسي .. فتنهد وقال:
-
هناك نظرة رعب على وجهك آنسة بانهارد .. استرخي قليلاً... لقد توقفت عن المغازلة في السيارة منذ زمن بعيد.
-
أنا لست مهتمة بعاداتك ... قل ما أتيت لأجله , ثم عد الى لندن.
وصدر عنه صوت ينم عن الغضب وقلة الصبر وقال :
-
حسنا جداً, يا لوسي سنلعب على طريقتك , اعطيني يدك.
فنظرت اليه , وشفتاها مفتوحتان بذهول , وبعد لحظة مد يده وجذب يدها اليه .. ولمعت الماسة الكبيرة في الخاتم كشعلة محاطة بالجليد , وهو يضعه في إصبعها , فصرخت بسرعة محاولة تخليص يدها منه:
-
لا...
-
بلى ... ماثيو يتوقع ان يراه في يدك.
-
طبعاً, كما توقع رؤية الاعلان في الصحف , ولكن ماذا عني؟ ألا يفترض ان يكون لي أي رأي؟
وكاد صوتها يختنق بالبكاء , ولكنها أضافت بوحشية:
-
سوف تتذكر ان تتصل بماثيو لتهئنته , والأفضل قبل شهر العسل.
-
لقد فهمنا انك لا تحبين الماس , ولكن ماذا بشأن شهر العسل؟
-
نظرياً لا شيء, انا متأكدة ان مامن زواج يخلو من شهر العسل, ولكنني اعتقد انني لن اتحمل حتى ذلك الوقت.
ونظرت اليه وعيناها الخضراوان تتسعان , وقالت:
-
ارجوك... لا تغصبني على وضع هذا الخاتم في اصبعي!
-
وهل تفضلين الزمرد ؟ لقد فكرت بهذا.
-
لا... لا اريد أي نوع من الخواتم!
فهز كتفيه وقال :
-
ولكن هذا مجرد تقليد سائد, ولم أكن اعرف انه سيسيء الى مبادئك المتحررة.
كان يتعمد ان يسيء فهمها ... وتنفست عميقا:
-
إنه تقليد يقوم به اثنان مخطوبان لبعضهما جدياً, ولكننا لسنا كذلك , نحن نتظاهر بالخطوبة لتفي ببعض واجباتك التي تدين بها لجدي, واظن ان هذا الخاتم يدفع بهذا التظاهر الى درجة بعيدة.
ونظر اليها بسخرية:
-
هذه كلمات جميلة , هل كنت تحفظينها عن ظهر قلب!
-
ما إذ كنت احفظها أم لا , فأنا أعني كل كلمة بما قلت , وهذا هو المهم.
-
ليس تماماً, فهناك ماثيو , اعجبك هذا أم لا, لقد بدأنا هذه القصة لأجله , وسوف نستمر فيها.
-
إلى متى سنستمر ؟
-
الى ان تفي بالغرض , ساخذك الى المستشفى هذا المساء , وعندما يرى الخاتم سيصدق بأنني بدأت أهواك , وسيكون راضياً, ويمكنك تمثيل دور من تطير فرحاً.
ونظرت لوسي الى الخاتم اللامع البارد في يدها :
-
بالطبع .. ولا عجب انني انزلقت فوق الجليد.
-
لقد فهمت الفكرة ياجميلتي.
وأدار المحرك السيارة ثانية واكمل الطريق , كان جيرمان يهبط درجات السلم بينما كانت لوسي تدخل الردهة , ومارك خلفها تماماً , فتوقفت عندما رأته , وتوقف مارك ايضاً , وابتسم جيرمان:
-
مرحباً ايها العشاق...
ونظر الى الخاتم في اصبعها , وارتفع حاجباه :
-
ياإلهي .. لم اكن اعرف انهم باعوا جواهر التاج !

فابتسمت له لوسي وقالت :
-
احضر لمارك بعض الشراب , وسأخبر السيدة برونسون ان لدينا ضيفاً على العشاء.
ونفذت ماقالته , ثم صعدت الى غرفتها ووقفت للحظة طويلة امام المرآة تتفحص نفسها , ثم دخلت الحمام , فاستحمت وأراحها الماء الساخن مبعداً البرد اطرافها, وكان لديها فستان مفضل, اسود قاتم من قماش صوفي ناعم بأكمام طويلة , وبالمقارنة مع سواده بدت بشرتها كاللؤلؤ ووضعت القرط الماسي الجميل الذي اهداه لها ماثيو في عيد ميلادها الواحد والعشرين .
كان التوتر في الجو أثقل من الخصام الجسدي عندما دخلت غرفة الجلوس , مع ان كل شيء كان هادئاً , وقال لها جيرمان وهو يبتسم :
-
كوب من الليموناضة يا عزيزتي؟
فابتسمت شاكرة , وجلست على مقعد مرتفع الظهر , ووضعت ساقاً فوق ساق بكل أناقة , ولم يفتها ملاحظة التعبير المتوتر على وجه مارك وهو ينظر اليها, والبرق الساخن في عينيه , وسألت بخفة وهي تأخذ الكوب من جيرمان :
-
عما كنتما تتحدثان ؟
فضحك جيرمان واجاب :
-
عن هارولد ودوري في سقوطها , لابد ان هذا يومي الخاص لسماع الحقائق .. عجيب ان قراءة برجي لم يخبرني بهذا عند الصباح .
ولاحظت ان مارك ينظر اليه بنفاذ صبر , وتنهدت في داخلها , جيرمان عادة بختار أسوأ اللحظات ليكون غريب الأطوار , فقالت بسرعة :
-
كيف كانت لعبة السكواش؟
-
لقد فاز عليّ صديقي بسهولة ... لقد أصبح بارعاً ومستعداً من منذ آخر مرة لعبنا فيها معاً وعليّ ان اقول لك , بالمناسبة إنك حطمتي قلبه.

فردت عليه بقلق:
-
لقد ظننت انه سيتغلب على هذا الأمر بسرعة.
-
كذلك وصلتك مخابرة هاتفية , من ايربي غولمان , وهو ليس سعيداً ايضا, ولكن ربما هذا بسبب انه كان يتحدث معي.
ونظرت اليه لوسي نظرة جافة:
-
ربما.. هل ترك لي رسالة, هل طلب ان اعاود الاتصال به؟
-
لا... كما قلت لك ابدا منزعجا , اراد ان يعرف إذا كان إعلان اليوم عن الخطبة ليس إلا خدعة فقط, ثم اقفل الخط , لقد شعرت بالأسف عليه.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-14, 08:26 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

- اوه يا عزيزي.
ونظرت خلسة الى مارك, كان فمه مشدوداً بحزن, وعيناه ضيقتان ثم قالت :
-
الأفضل ان اتصل به...
-
لا اعتقد ان عليك الاتصال به.
وجاءها صوت مارك هادئاً, ولكن لهجته حذرتها من ان تتحداه , وبأنها قد اصابت منه مايكفي من أذى , وشعرت بالزهو .
ونقل جيرمان نظره من وجه مارك المتجهم الى التعبير المتمرد على وجهها , ووميض شرير من السعادة يتراقص في عينيه , وقال بصوت خفيض :
-
حسناً.... حسناً, هل بدأ الخلاف؟
ونظر الى لوسي نظرة متآمرة :
-
آسف يا حلوتي .. ربما كان يجب ان انتظر الى ان نصبح لوحدنا .
وفكرت في نفسها : جيرمان , لصالحنا معاً, إذا لم يكن لصالحي فقط, هذا ليس وقتاً مثالياً لتكون خبيثاً...
إنه يحاول بذر الشقاق, وهي تعرف هذا, سيضر بايربي غولمان والآخرين . وتمنت لو تدخل السيدة برونسون الآن لتدعوهم الى العشاء, وحمدت الله عند سماع وقع خطواتها في الردهة وكأن الله استجاب لدعواتها الصامتة .
وكانت على وشك مغادرة الغرفة عقب خروج جيرمان عندما أمسك مارك بذراعها , فاجفلت لضغط اصابعه القوية عليها وقالت :
-
وما الأمر الآن ؟
ورد عليها ووجهه يبدو عليه الشر:
-
لقد عنيت ماقلته لك, اتركي غولمان وشأنه ايتها السافلة! فالأمور في الشركة ستكون سيئة بما فيه الكفاية دون إغواء نائبي في الادارة بأنني سرقت الفتاة التي يحبها.
-
ولكنه لا يحبني ...
-
ولكن لن يمر الأمر دون محاولة منك, إذا كان ما شاهدته في المطعم مثال على ماستفعلينه .
وحاولت جذب ذراعها منه ولكنها فشلت , فتطلعت اليه وصدرها يعلو ويهبط بسرعة :
-
وماذا تريدني ان اقول له .. إنني لا اريده حتى ولو قدم نفسه لي هدية؟
-
ليس عليك ان تقولي له شيئا, سأتعامل معه بنفسي.
-
يا إلهي .. أي إنسان قد يظن بأنك تغار يا سيد ايفانز!
-
وسيكون مخطئاً آنسة بانهارد , بكل بساطة انا لا أثق بك, هذا كل شيء.
وسارت امامه ورأسها مرفوع , نحو غرفة الطعام , إنها تعرف بأنها هي التي اثارته ليقول هذا , ومع ذلك فقد آلمها كلامه .
عند انتهاء العشاء , اعتذر جيرمان عن الذهاب معهما الى المستشفى. وذهبا بالسيارة الى المستشفى بصمت, وعندما اوقف السيارة في الموقف مدت يدها لتفتح الباب فقال لها :
-
لحظة من فضلك , قبل ان ندخل المستشفى , اخبريني ما الأمر ؟
-
لست أفهمك؟
-
ألم تفهمي ؟ خلال مدة تعارفنا القصيرة , راقبتك وانت تتحولين من فتاة لعوب الى فتاة مدرسة , ثم عدت ثانية لتلاعبك ... لماذا؟
-
انت اردتني ان أتلاعب , ولن تستطيع التذمر اذا اخترت ان افعل هذا على طريقتي.
-
لم اكن افكر بالتذمر , لذا فلندخل الى قلب الموضوع بصراحة ... وجذبها بين ذراعيه بحيث لم تستطع الحراك... في البداية قاومته, تضربه بيديها بقوة على صدره وكتفيه, ثم غمرتها مشاعر داخلية حلوة, فتلاشت مقاومتها , ولكنه دفعته عنها بفجائية صارمة, واصبحت حرة , فقال بخشونة :
-
هذا قد يضيف شيئاً من الإقناع لتمثيلك.
ونزلا من السيارة , وسارا وهو ممسك بذراعها , وكان عليها ان تركض تقريباً لتوازي سرعة خطواته ... فقالت له:
-
مارك... انتظر!... لا استطيع الدخول وأنا في هذا المنظر .
-
وهل تظنين ان ماثيو سيصدم ؟ لن يحدث هذا, سوف يكون مسروراً وهذا سيثبت له كم نحن لائقان لبعضنا.
وردت عليه بخشونة :
-
وهل تظن ان ماثيو سيشكرك على إهانتي؟
-
وهل كان الأمر هاكذا؟ قولي له إنني اجبرتك إذا كان هذا يريحك يا جميلتي , واظهري له الخدوش والكدمات التي سببتها لك وانت تدافعين عن نفسك.
-
ايها السافل!
في الوقت الذي وصلا فيه الى جناح ماثيو , كانت قد استعادت بعضاً من سيطرتها على نفسها , وكان ينظر الى الباب متلهفاً, وظهرت ابتسامة عريضة على وجهه عندما شاهدهما , فانحنت لوسي وقبلته :
-
تبدو رائعاً!
-
وانت ايضاً.
وامسك بيدها و رفعها اليه, وعيناه مليئتان بالدفء والرضى, وتأمل بالخاتم , ثم قال اخيراً:
-
انه اختيار موفق , الماسة لفتاتي الماسية.
وتسلل اللون الوردي الى وجنتي لوسي, ولم تجرؤ على النظر الى مارك لترى ردة فعله على قول جدها, وسألها ماثيو :
-
واين حفيدي الفاسد الآن؟
-
في المنزل.. لقد اكتفى من التآمر ليوم واحد.
-
كان عليّ ان افعل هذا منذ سنوات , فلربما كان اصطلح امره , ولكن ربما لم يفت الوقت بعد ... هل حددتم موعد الزفاف؟
فرد عليه مارك.
-
إننا في انتظارك.. فمن الطبيعي ان ترغب لوسي في وجودك , كي تقدمها لي, لقد خططنا لاحتفال هادئ عن قصد لنستطيع تنظيمه حال ان تقول كلمتك.
لعدة اسباب , كان هذا هو الرد المناسب , ولكن كلماته جعلت دمها يتجمد , لأنها ادركت ان ماثيو قد لا تتحسن صحته , وان مارك يعرف هذا , وبقيت صامتة لما تبقى من وقت الزيارة التي قضاها الرجلان وهما يتحدثان عن اجتماع الأسبوع المقبل.
وفي طريقهما الى المصعد , نظر اليها مارك متعجباً:
-
لما كل هذا الصمت؟ هل اغضبك كلامي مجدداً؟
-
لا... لقد كان افضل شيء يقال , وأعلم لماذا قلت هذا, ولكن من الصعب تقبل الأمر.
-
اصدقك...
وبينما كان المصعد يهبط بهما قالت وكأنها تكلم نفسها:
-
ولكنه يبدو أفضل بكثير.
-
هذا لا يعني دائماً الشيء الكثير , ظننت انك تعرفين هذا.
-
اجل ... اعتقد انني اعرف .
ولاحظته يتحرك , وادركت انه سيعانقها فاجفلت وقالت بسرعة :
-
لا تلمسني .
وكانت يداه قد اصبحتا على كتفيها , فأغمضت عينيها وقالت بضعف:
-
قلت لك دعني وشأني...لن يتأثر هو الآن لو انك جعلتني ابدو محرجة , على الأقل أنا.
وساد صمت ثقيل بينهما وهما عائدان الى المنزل , كان قد قال خلال العشاء إنه سيعود الى لندن الليلة , وتوقعت ان يذهب فوراً الى شقته حيث تنتظره ساره.
ولكنه كان وراءها تماماً عندما دخلت المنزل , وحيتهما السيدة برونسون واخبرتهما ان جيرمان قد خرج , وعرضت عليهما بعض المرطبات , فقال مارك:
-
بعض القهوة لو سمحتي... والأفضل ان تأتي بها الى غرفة الجلوس.
وردت لوسي:
-
أنا لا اريد القهوة , سأذهب فوراً الى غرفتي .. اشعر بصداع.
-
انت لا تحسنين التصرف يا عزيزتي ... النساء عادة يوفرن هذه الحجة لما بعد الزفاف , بإمكانك مراقبتي وأنا اشرب قهوتي , إذا كنت حقاً لا ترغبين بها, نستطيع ان نتحدث , اظن الوقت قد حان لتوضيح بعض الامور.
-
لقد سمعت منك كل ماتريد قوله, ولاحاجة لنا لنعيد نفس الكلام مراراً.
-
حسناً .. ولكنك لم تسمعي هذا بعد, اظن انه حان الوقت ليأخذ مشروعنا اتجاهاً جديداً يا لوسي.
-
ماذا تعني؟
-
اعني ان علينا ان نتخلى عن التظاهر وان نفعل مايريده ماثيو بالضبط , وان نتزوج.
واحست بجفاف فمها فأجابت :
-
انت مجنون!
-
إنه وضع مجنون , قد لا نكون نحب الوضع الذي وجدنا انفسنا فيه, ولكن قد يكون لماثيو وجهة نظر, وانا تعبت من العيش لوحدي , ومن إقناع زوجات المديرين الآخرين في الشركة بلعب دور المضيفات لي, لقد حان لي ان اتزوج , وان يكون لي مكان ادعوه منزلي, وانت معتادة على هذا النمط من الحياة , ويمكنك النجاح فيه.
-
صحيح ... ولكن النساء عادة لا يتزوجن لمجرد انهن ناجحات في استقبال الضيوف.
-
وماذا تريدين ؟ تأمين مالي لك؟ درجة معينة من الكفاية العاطفية؟ اظن ان بإمكاني ان اعدك بهذا.
-
يبدو الأمر متعمداً.
- إنه نوع من الاتفاق, ماثيو قد لا تتحسن صحته, وقد لا تنجح في النهاية معاً.
-
انت لا تصدق هذا؟
-
لنقل إنني مستعد للمخاطرة .. وماهو رأيك؟
-
لا استطيع .. أنا آسفة .
وحدق بها مارك طويلاً, ثم قال :
-
لندع المسألة مفتوحة , ايمكننا ذلك؟ سأعطيك وقتاً للتفكير ... لدي عمل أقوم به , في نهاية هذا الاسبوع , لذا لن اجيء الى هنا... واعتقد انك ستأتين الى المكتب يوم الاثنين.
-
اجل ... بالطبع.
فرد عليها بحزم:
-
في الماضي لم يكن هناك بالطبع , ربما أنت تقترحين ان تصبحي شخصية جديدة إضافة الى أخيك.
واشاحت بنظرها عنه وهي تقول :
-
قهوتك وصلت , ربما ستعذرني الآن.
صداعها كان حقيقياً هذه المرة , وكأنه رباط حديدي حول رأسها , وهز مارك كتفيه:
-
إذا كان هذا ماتريدينه .
وتقدم نحوها بعد ان وقفت , ووضع يده تحت ذقنها , ورفع وجهها اليه, عيناه الرماديتان باردتان وتتفحصانها , واحست بأنفاسها تكاد تتوقف, وارتعدت لمعرفتها بأنه سيعانقها ثانية, لأنه لو فعل , ستضيع بين ذراعيه, وتكون مستعدة لأن تعده بأي شيء... حتى ترتيبات زواج لا حب فيه .
ولكن السيدة برونسون كانت قد وصلت تحمل صينية القهوة, وهبطت يد مارك عنها , مما مكنها من الخروج , ووجدت بعض اقراص الاسبرين في خزانة الحمام فابتلعت قرصين , وجلست منتظرة ان تفعل الأقراص مفعولها , وهي تتوق الى النوم الذي سيريحها .
لقد قال إنه سيعطيها وقتاً للتفكير ... وهي تعرف ماذا يعني هذا ... دقائق ستبدو لها ساعات , وساعات ستبدو لها ايام, وهي تعذب نفسها لتقرر.
ولن يحبها , ولكنه اعترف بأنها ستكون مفيدة لحياته , إنه يرغب بها , كل مرة يلمسها كانت تشعر بحساسية فائقة تتعالى في داخلها وهي تتجاوب مع هذه اللمسة .
سيكون الأمر سهلاً, من السهل الانجراف مع التيار , وان تقبل بالشروط التي عرضها عليها .
وارتجف فمها فجأة , ورمت بنفسها الى الوراء فوق الفراش , وهي تتأوه.
الأمر سهل جداً... وفي نفس الوقت ... إنه كارثة.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 03:34 AM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 03:34 AM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 03:51 AM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


7-
حب بدون أمل

كانت قد حزمت حقائبها عندما سمعت صوت مفتاح جولي يدور في قفل الباب , فخرجت الى الردهة لتستقبلها :
-
مفاجأة!
-
اهلا بك في البيت..تبدين تعبة قليلاً , ولكن الأمر ليس غريباً في ظل الظروف التي تمرين بها.
وتنشقت رائحة الهواء مضيفة :
-
طعام .. ايتها الملاك !
-
نوع واحد...بدا لي هذا أقل ما استطيع فعله ... واتمنى ان تظلي معتقدة انني ملاك عندما اخبرك بالأخبار.
وفتحت باب غرفة نومها كي تشاهد جولي حقائبها , وارتفع حاجبا جولي.
-
يا إلهي ! تبدو سرعة الضوء ضئيلة بالنسبة لسرعة مارك ايفانز! متى كان الزفاف ؟ بالأمس؟
-
لا...
-
ولماذا لا؟ ليس هناك مايدفعك للانتظار , وخاصة بعد ان ذاب الجليد من حولك .. واشكر الله ان الأمر تم لصالح مارك بدلاً من احد اصدقاء جيرمان المزعومين , شقيقك على اتفاق مع كل القذرين في لندن ... وليس كلهم من الرجال.
وتناولتا اللحم والخضار المطبوخة التي حضرتها لوسي, في المطبخ , ثم وبينما كانت جولي تنظف الصحون وترتب المكان , تابعت لوسي توضيب ثيابها ... سوف تشتاق لجولي كثيراً, كانت تود ان تخبرها ببعض اسرارها , ولكن شيئاً ما منعها , ربما شعور بأن مامن نصيحة مهما كانت جيدة سوف تساعدها في وضعها هذا, اضافة الى ان جولي لديها مشاكلها الخاصة , وتساءلت بمرارة لماذا كانت عمياء عن هذا الواقع.
وقالت جولي وهما جالستان تشربان القهوة :
-
ربما بعض التغيير من حولنا سيكون مفيداً لنا, والأمر سهل عندما يستطيع الانسان ان يكون مرتاحاً في مكان محدد, ولكنني لن استطيع تحمل مصاريف الشقة لوحدي , سوف ابدأ بالتفتيش عن مكان آخر... ربما سأحاول مع زميلتي في المكتب , فرفيقتها في السكن ستتزوج ايضاً, ولكننا سنبقى على اتصال.
-
بالطبع ... فأنت اشبينة العروس الرئيسية .

وتابعت عملها بسرعة , ولكنها لم تكن قد انتهت عندما رن جرس الباب فصاحت لجولي ( سأفتح الباب بنفسي ) ووجدت مارك يقف عند العتبة , والتقت عيناه الباردتان بعينيها فقال:
-
هل انت جاهزة؟
-
ليس تماما بعد .. يبدو ان لديّ اغراض اكثر مما كنت اتصور , هل يجب ان أذهب هذا المساء بالتحديد ؟... لو ان امامي يوم آخر...
-
هذا المساء ... فأنا ايضاً لا احب الأشباح .
واستدارت لوسي مبتعدة , فما فائدة النكران إذا كان لن يصدقها ؟ ربما عندما تصبح زوجته , ويصبح لديه البرهان القاطع انها لا زالت عذراء , فسوف يعيد النظر بأفكاره ثانية , وقالت له :
-
إذاً ... ربما لن تمانع في الانتظار ... أنا متأكدة ان جولي ستقدم لك بعض القهوة .
فهز رأسه واتجه نحو المطبخ , واسرعت لوسي ترمي آخر اغراضها في الحقائب , كانت توضب ثيابها فقط, ولكن كان هناك اشياء لم يكن معها مكان تضعها فيه , او الوقت لتوضبها, بعض الحلى, والكتب , وشرائط التسجيل , ولوحات اشترتها اكثرها غير ثمين , سوف تعود لتأخذها فيما بعد.
ووقفت جولي عند باب المطبخ تراقب مارك وهو يخرج الحقائب من غرفة نوم لوسي , وقالت وهي تنتهد:
-
كم أحب الرجل السيد.
فابتسم لها :
-
نحن سلالة تنقرض.
فتأوهت :
-
أيعني هذا ان لا أخ لك؟
-
ولا حتى ابن عم.
ودعت لوسي جولي, واعدة إياها بالاتصال بها عندما تقرر نهائياً ماذا ستفعل , وتبعت مارك الى سيارته .
وما ان جلس في مقعده حتى نظر الى لوحة العدادات امامه مفكرا للحظة , فوضعت لوسي يدها على ذراعه وقالت :
-
خذني الى محطة القطار ... استطيع الذهاب لوحدي , لقد واجهت يوماً مزعجاً , ولا يمكن ان تكون مرتاحا في القيادة لهذا المسافة الطويلة.
-
ربما لا... ولكنني سأذهب على كل الاحوال , وتخلى عن هذا الدلال يا لوسي , فأنا لا اريد هذا منك إطلاقاً.
- وماذا تريد يا مارك؟
-
لقد ظننت انني اوضحت لك الأمر, اريد منك نشاطك الاجتماعي ... ومعاشرتك , هذا كل شيء , فهل ترغبين في معرفة المزيد؟
-
لا ... اعتقد ان هذا يعطي كل المعلومات التي اريدها.
وانزلقت في مقعدها , وكأنها تتحضر للنوم , ولكن خلف عينيها المغمضتين ووجهها الهادئ , كان تفكيرها يركض في دوائر , مثل حيوان صغير في قفص , ينظر من حوله دون جدوى عن سبيل للخلاص.
عندما وصلا المنزل , راقبته وهو ينزل حقائبها من السيارة , متسائلة عما إذا كان سيعود الى لندن, ولكن جاءها الرد على تساؤلها عندما خرجت السيدة برونسون و أعلمتهما انها ستحضر لهما بعض السندويشات وصينيه قهوة الى غرفة الجلوس , واضافت:
-
لقد قلت إنه هذا كل ماتريده, ولكن إذا كنت تفضل , لن يستغرق تحضير الطعام أي وقت .
فابتسم لها مارك , وبدأت خطوط التعب على وجهه ترتخي .
-
السندويشات كافية ... هل تحضرينها بعد عشر دقائق.
-
كما تريد يا سيدي... ولقد حضرت لك السرير في الغرفة التي كنت فيها من قبل, وارجو ان يرضيك هذا.
وعندما اصبحا لوحدهما قالت لوسي:
-
لم اكن اعلم انك خططت لقضاء الليلة هنا .
-
وهل من اعتراض؟
-
لا اعتقد.

-
حديثك مهذب ... ماذا حدث للاهتمام الانثوي الزائد الذي كنت تتصرفين به في لندن ؟ لقد ظننت عندها انها ستنقلب الى رغبة جامحة في التخلص مني بأي ثمن.
فهزت كتفيها دون اكتراث.
-
إذا كنت تفضل ان تفكر هكذا.
-
معظم الوقت اكون ملعوناً لو انني اعرف بماذا افكر.
-
لقد تناولت عشائي في لندن, فإذا كنت لا تمانع اريد ان اصعد الى غرفتي , الوقت أصبح متأخراً واريد ان افرغ حقائبي...
-
واذا كنت أمانع ؟ ستصبحين زوجتي , وربما اريد منك ان تساعديني لأرتاح, أليس هذا مايفترض بالزوجة الطيبة ان تفعل؟
ونظرت اليه عبر الغرفة برجاء صامت , فقال لها بنفاذ صبر :
-
هيا اذهبي ... يبدو وكأنك على وشك الانهيار.
وبدت لها غرفتها غريبة وهي تتجول فيها على مهل , وتعلق ثيابها في الخزانة , فكرة إنها قضت معظم طفولتها وشبابها بين هذه الجدران الأربعة بدت غريبة, لأنها لا تعني لها شيئا الآن, ربما تلك الطفلة , تلك الفتاة , لم تكن موجودة ابداً.
الفتاة التي حلمت احلامها في هذه الغرفة ذهبت الى الأبد, وعلمت لو ان الزمن عاد الى الوراء , وانمحى الاسبوع الماضي من الوجود , لما كان هذا اختبارها , ولكن حتى حسب شروطه , إنها تريده للأفضل او للأسوأ ... وهي تريده .
ولم تكن الدقة على باب غرفتها مرتفعة الصوت , ولكنها في الصمت بدت مدوية , والسيدة برونسون لا تقرع الباب هكذا, وتكررت الدقة على الباب, ثم فتح ودخل مارك , وقال لها ساخراً:
-
هل اصبحت صماء خرساء؟
-
لا.. ولكنني لم أكن ارغب في ان يزعجني احد... اريد أن أنام.
- لقد سمعت حركتك وانت تعقلين ثيابك , وعلمت انك مستيقظة .
-
ولكن هذا لا يعني بالضرورة انني أرغب في رفقة احد؟
-
أوه .. هذا أمر سخيف , اذا كنت تظنين ان سياسة الصدّ هذه قد تملأني رغبة , فأنت مخطئة , لقد مرّ عليّ يوم سيء , ولست في مزاج جيد للألاعيب , وافضل ان انتظر ان يصبح لي حق شرعي لأفرض عليك مطالبي , واتمنى ان يريحك هذا .
-
هذا رائع ... اشعر كالشخص الذي قيل له إنهم لن يعدموه الآن ؟
-
اريد ان تعرفي بأنني اتصلت بالمستشفى , وان ماثيو قضى يوماً جيداً , واعتذرت عن تقصيرنا في زيارته , واننا سنزوره غداً.
-
اجل... بالطبع , شكراً لك على اتصالك به... كان يجب ان افعل هذا بنفسي .
-
لاتفكري بشكري , فأنا احب ماثيو فعلاً , وانت تعلمين هذا, وليس الأمر مجرد عرفان بالجميل لأنه ساعدني مرة.
ودفعها شيطان ما لأن تقول:
-
ولا الخدمات التي قدمها لك منذ ذلك الحين ؟
-
وماذا تعنين بهذا القول الآن؟ إذا كنت تعنين هارولد بانهارد , فأنا لا انظر الى إخراج الشركة من الدمار الذي لحق بها وكأنه جميل يقدم لي , أن أنك كنت تفكرين بأفكار شخصية يا جميلتي؟
-
لا تناديني بهذا الاسم.
-
ولما لا؟ إنه ليس إلا حقيقة , إنك جميلة فعلاً.
-
يبدو ان رجلاً في مثل وضعك المالي ليس محتاجاً الى التودد لامرأة بهذه الطريقة , أليس كذلك؟
-
ليس دائماً , وليس في نيتي ان ابدأ الآن , لذا احذرك يا جميلتي ... انا آخذ ما اريد دائماً.
-
وتدفع الثمن؟
-
قدر مايساوي, واحذري ان لا ترفعي سعرك اكثر من اللزوم يا لوسي.
-
إذا فعلت , ماذا بعد ؟ هل ستلغي ... العقد بيننا؟
-
ليس هناك مجال لإلغائه يا جميلتي , ولكنني سأعيد وضع الشروط بطريقة لن تعجبك ابداً...
-
بنفس الطريقة التي تعيد بها وضع شروط العمل في هارولد بانهارد؟
فابتسم , ولكن نظرته اصبحت حادة أكثر .
-
ليس تماماً , انت إذن لا توافقيني على طريقتي في العمل ؟
-
لم يعد الأمر يهمني , فلم اعد اعمل هناك ... اتذكر ؟.
-
ولكن هذا لن يمنع جيرمان من البكاء فوق كتفك , وعندما يفعل تذكري انه هو من جلب المشاكل لنفسه.
-
اذاً... تخفيض مركزه هو عقاب إضافي له.
-
تخفيض مركزه؟ لا استطيع ان اقول هذا, فسوف يتعلم كيف يتعامل مع الوظيفة بشكل ملائم , بدلاً من التلاعب على هواه في قسم المبيعات , فماهي العقوبة في هذا ؟
-
اوه ... انت تجعل الأمر يبدو معقولاً, ولكنك تعرف كما اعرف إنك تصفعه على قفاه...
-
ربما على شخص ما ان يفعل هذا هل تفضلين ان يكون هذا الشخص زوج كارين فوكسهول , لأن هذا متوقع ايضاً.
وارتفع رأسها , ونظرت اليه متحدية:
-
وماذا تعني؟
- وهل عليّ ان أشرح لك الأمر ؟ لايمكن له ان يمضي في علاقته مع سيدة معروفة مثل كارين دون ان يعلم احد بالأمر , وعادة عندما يتوقف الناس عن المراقبة , يبدوأون بالكلام , والكلام سرعان ما ينتشر , وعلى عكس مايقال , الزوج ليس آخر من يعلم.
وعضت لوسي على شفتيها بخوف.
-
ماذا تعتقد انه سيحدث؟
-
انا لست زوج كارين .. كان عليه ان يتأكد من ان باب اسطبل زوجته محكم الإغلاق منذ اليوم الأول لزواجهما , بدل الوقوع في فخ الاتهامات بعد فوات الأوان , وأنا اعرف بعض معارفه وهم يعتقدون انه مليء بالغضب , وعندما يفقد صبره يصبح شريراً.
وبللت لوسي شفتيها بطرف لسانها.
-
إنه حقاً يحبها .. اقصد جيرمان ... كان سيطلب منها ترك زوجها والبقاء معه.
فسألها مارك ساخراً:
-
وهل يستطيع تحمل مصاريفها ؟ مهما كانت حساباته إنها امرأة غالية الثمن عليه.
-
بالطبع لن يستطيع بعد الآن .

-
اذا كنت ستتهميني بأنني وضعت العصي في دواليب حب حقيقي , فانسي الأمر , السيدة فوكيهول تحب نفسها بالدرجة الأولى, واموال زوجها بدرجة متساوية , ولا أظن ان جيرمان يناسبها بعد الآن , إلا مصادقة.
ولم تستطع اتهامه بعدم الانصاف, لأن تحليله للوضع يناسب تماماً تحليلها , وسألته :
-
وهل انت تتكلم عن ... تجربة ؟
-
لنقل إنني اعرف هذا النوع من النساء , كما كنت ذكية لتشيري الى هذه النقطة , فإن مدخولي قد سمح لي بهذه المعرفة على كل , ماكنت ستوافقين على الزواج مني لو كنت فقيراً.
تغيير الحديث هكذا اصابها كلسان السوط, فأجفلت , وبدأت كلمات الإنكار الغاضب تتجمع بين شفتيها قبل ان تدرك , في الوقت المناسب , ان مايحدث بينهما ينطبق على مايقول.
لقد قال لها منذ فترة قليلة (اريد منك نشاطك الاجتماعي.. ومعاشرتك) الحب ليس الكلمة المستعد ان يشملها في علاقتهما , لهذا لا تستطيع ان تكون هي البادئة بتقديمها, ففي افضل الاحتمالات... سوف يحرجها هذا, , وفي اسوأ الاحتمالات قد يسخر منها , ولن تخاطر بمواجهة اي من الاحتمالين, وقال لها:
-
لما انت صامتة؟ اتفكرين بطريقة كي تقذفي بخبر ما في وجهي ؟
-
ولماذا أفعل هذا ؟ انت تعلم جيداً انني لن أتزوج أي إنسان قد يكون فقيراً... والآن ارجوك اسمح لي بأن اكون لوحدي في غرفتي , أنا تعبة.
-
لسوء الحظ , يبدو ان حديثنا قد انعشني تماماً , وربما لم أعد راغباً في تركك باقي هذه الأمسية .
واخذ التوتر يغزو اعصابها , وأصبح صوتها جامدا:
-
سوف أكون سعيدة إذا خرجت من هنا.
-
أنا اكيد من هذا, وفي الواقع ستكونين سعيدة أكثر لو استطعتي ان تجعليني اختفي تماماً بإشارة من إصبعك, ولكنني لن اختفي يا لوسي , ليس الآن ولا فيما بعد.
وتقدم خطوة منها , فتراجعت , وداست على طرف روبها , فوقعت على ركبتيها فوق كومة الملابس على الارض, وضحك مارك , وقال ساخراً:
-
من هو المتوسل الآن؟
- اتركني وشأني !
وتقدم منها ليساعدها على الوقوف فصرخت به:
-
لا تضع إصبعك عليّ.
فقال لها من بين اسنانه :
-
سأضع اكثر من إصبعي عليك!
فارتجفت وزحفت مبتعدة عنه:
-
مارك ... ارجوك! لقد قلت .. إنك ستنتظر ... الى ان نتزوج, انت قلت هذا.
-
إذاً خذي درساً جديداً لهذا المساء , ليست النساء وحدهن من يسمح لهن بتغيير آرائهن.
وأمسك بذراعها ورفعها , فضربت بيدها على صدره:
-
لا! .. سوف اكرهك إذا فعلت.
-
قولي شيئاً جديداً.
وضمها الى صدره بقوة وتابع :
-
بطر يقة او اخرى يا لوسي , سوف اجعلك تعترفين بأنك ترغبين بي بقدر ما أنا راغب بك.
هذا صحيح... صحيح, كيف يمكن ان تنكره بينما كل جسدها يضج بحبه؟ ولكن هذا الاعتراف , لو صدر عنها , قد يجر اعترافات اخرى , ويسبب المزيد من الضرر لها .
واجبرت نفسها ان تقف جامدة بين ذراعيه , تنظر الى وجهه , وهي تحاول تجميع بعض الشجاعة من داخلها , ورسمت ابتسامة مغتصبة على شفتيها:
-
اتريد هذا ... اجل ... ولكني لا أرغب بك... ليس بشكل خاص , لسوء الحظ, أليس كذلك؟
وتجمد فجأة , وامتزج الغضب فيه بالقلق , فقال بهدوء:
-
هذا من سوء حظك أنت , وبالطبع , إذا كنت تظنين ان الأمر سيشكل أي فرق عندي او بالنسبة لاتفاقنا فأنت مخطئة.
-
أتعني انك لن تهتم؟
-
لو انني لست مخدوعاً بك , ربما يا جميلتي , ولكن كما هو واقع ...
واستدار عنها قائلاً:
-
نامي جيداً يا عروسة المستقبل.
وظلت مستلقية على الفراش لمدة طويلة بالباب المغلق و الألم يمزق قلبها, واستفاقت متأخرة في الصباح التالي, وكان قد غادر المنزل منذ فترة طويلة قبل ان تستيقظ , وشهقت السيدة برونسون عندما لاحظت شحوب وجهها واقترحت عليها يوماً من الراحة, ولكن لوسي لم تكن تتصور شيئاً اسوأ من قضاء ساعات طويلة صامتة في غرفة نومها , تتأمل في السقف , تحاول ان تجد طريقة للهروب من الورطة العاطفية التي علقت بها.
ونزلت لتعمل في الحديقة بضع ساعات , كان يوماً مليئاً بالرطوبة والسماء تنذر بالمطر والريح باردة , ولكن الهواء المنعش والتمرين , ساعداها على الانتعاش.
وبعد الغداء ذهبت لزيارة ماثيو وكانت تتوقع ان يسألها عن سبب قرارها بترك العمل في الشركة , ولكنه نظر الى الأمر على انه طبيعي بسبب خطوبتها , وقالت له :
-
عليك الآن ان ترتاح !
فابتسم لها برضى :
-
ساحصل على راحتي من الآن وصاعداً, لقد انهيت التعامل مع كل المشاكل العالقة , وكل ما احتاجه الآن ان ان استعيد قوتي لحضور الزفاف.


وتفرس في وجهها:
-
ربما عليك ان تفعلي مثلي, تبدين كالشبح , وأريد ان أراك بكامل عافيتك.
-
لو استخدمت كل عافيتي الآن , لن يكون لديّ مايكفي للزواج, لقد قال مارك ان والدته قادمة الى انكلترا في وقت قريب, وفكرت ان أدعوها لتسكن معي في بريوري.
-
هذا رائع , ستكون افضل رفيقة لك.
ومرت الايام متثاقلة ولوسي متأرجحة مابين الضجر والوحدة , وتلقت بعض الاتصالات الهاتفية من جيرمان , أكدت لها ان ان الشركة انقلبت رأساً على عقب , من الأسفل حتى الأعلى , وبدا لها جيرمان منزعجاً, وحتى عدائياً , وهكذا امتنعت عن الضغط عليه لمزيد من التفاصيل ...ولم تذكر له كارين فوكسهول , املاَ في ان تكون هذه العلاقة قد اصبحت من الماضي.
واتصل بها ايربي غولمان ايضاً, ولكن لوسي كانت في الخارج تتمشى, وقررت ان لا ترد على مكالمته , فقد بدا لها ذلك افضل من عدة نواحي.
ولكن لم تكن شركة هارولد بانهارد الوحيدة التي انقلبت رأساً على عقب...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 03:56 AM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


7-
حب بدون أمل

كانت قد حزمت حقائبها عندما سمعت صوت مفتاح جولي يدور في قفل الباب , فخرجت الى الردهة لتستقبلها :
-
مفاجأة!
-
اهلا بك في البيت..تبدين تعبة قليلاً , ولكن الأمر ليس غريباً في ظل الظروف التي تمرين بها.
وتنشقت رائحة الهواء مضيفة :
-
طعام .. ايتها الملاك !
-
نوع واحد...بدا لي هذا أقل ما استطيع فعله ... واتمنى ان تظلي معتقدة انني ملاك عندما اخبرك بالأخبار.
وفتحت باب غرفة نومها كي تشاهد جولي حقائبها , وارتفع حاجبا جولي.
-
يا إلهي ! تبدو سرعة الضوء ضئيلة بالنسبة لسرعة مارك ايفانز! متى كان الزفاف ؟ بالأمس؟
-
لا...
-
ولماذا لا؟ ليس هناك مايدفعك للانتظار , وخاصة بعد ان ذاب الجليد من حولك .. واشكر الله ان الأمر تم لصالح مارك بدلاً من احد اصدقاء جيرمان المزعومين , شقيقك على اتفاق مع كل القذرين في لندن ... وليس كلهم من الرجال.
وتناولتا اللحم والخضار المطبوخة التي حضرتها لوسي, في المطبخ , ثم وبينما كانت جولي تنظف الصحون وترتب المكان , تابعت لوسي توضيب ثيابها ... سوف تشتاق لجولي كثيراً, كانت تود ان تخبرها ببعض اسرارها , ولكن شيئاً ما منعها , ربما شعور بأن مامن نصيحة مهما كانت جيدة سوف تساعدها في وضعها هذا, اضافة الى ان جولي لديها مشاكلها الخاصة , وتساءلت بمرارة لماذا كانت عمياء عن هذا الواقع.
وقالت جولي وهما جالستان تشربان القهوة :
-
ربما بعض التغيير من حولنا سيكون مفيداً لنا, والأمر سهل عندما يستطيع الانسان ان يكون مرتاحاً في مكان محدد, ولكنني لن استطيع تحمل مصاريف الشقة لوحدي , سوف ابدأ بالتفتيش عن مكان آخر... ربما سأحاول مع زميلتي في المكتب , فرفيقتها في السكن ستتزوج ايضاً, ولكننا سنبقى على اتصال.
-
بالطبع ... فأنت اشبينة العروس الرئيسية .

وتابعت عملها بسرعة , ولكنها لم تكن قد انتهت عندما رن جرس الباب فصاحت لجولي ( سأفتح الباب بنفسي ) ووجدت مارك يقف عند العتبة , والتقت عيناه الباردتان بعينيها فقال:
-
هل انت جاهزة؟
-
ليس تماما بعد .. يبدو ان لديّ اغراض اكثر مما كنت اتصور , هل يجب ان أذهب هذا المساء بالتحديد ؟... لو ان امامي يوم آخر...
-
هذا المساء ... فأنا ايضاً لا احب الأشباح .
واستدارت لوسي مبتعدة , فما فائدة النكران إذا كان لن يصدقها ؟ ربما عندما تصبح زوجته , ويصبح لديه البرهان القاطع انها لا زالت عذراء , فسوف يعيد النظر بأفكاره ثانية , وقالت له :
-
إذاً ... ربما لن تمانع في الانتظار ... أنا متأكدة ان جولي ستقدم لك بعض القهوة .
فهز رأسه واتجه نحو المطبخ , واسرعت لوسي ترمي آخر اغراضها في الحقائب , كانت توضب ثيابها فقط, ولكن كان هناك اشياء لم يكن معها مكان تضعها فيه , او الوقت لتوضبها, بعض الحلى, والكتب , وشرائط التسجيل , ولوحات اشترتها اكثرها غير ثمين , سوف تعود لتأخذها فيما بعد.
ووقفت جولي عند باب المطبخ تراقب مارك وهو يخرج الحقائب من غرفة نوم لوسي , وقالت وهي تنتهد:
-
كم أحب الرجل السيد.
فابتسم لها :
-
نحن سلالة تنقرض.
فتأوهت :
-
أيعني هذا ان لا أخ لك؟
-
ولا حتى ابن عم.
ودعت لوسي جولي, واعدة إياها بالاتصال بها عندما تقرر نهائياً ماذا ستفعل , وتبعت مارك الى سيارته .
وما ان جلس في مقعده حتى نظر الى لوحة العدادات امامه مفكرا للحظة , فوضعت لوسي يدها على ذراعه وقالت :
-
خذني الى محطة القطار ... استطيع الذهاب لوحدي , لقد واجهت يوماً مزعجاً , ولا يمكن ان تكون مرتاحا في القيادة لهذا المسافة الطويلة.
-
ربما لا... ولكنني سأذهب على كل الاحوال , وتخلى عن هذا الدلال يا لوسي , فأنا لا اريد هذا منك إطلاقاً.
- وماذا تريد يا مارك؟
-
لقد ظننت انني اوضحت لك الأمر, اريد منك نشاطك الاجتماعي ... ومعاشرتك , هذا كل شيء , فهل ترغبين في معرفة المزيد؟
-
لا ... اعتقد ان هذا يعطي كل المعلومات التي اريدها.
وانزلقت في مقعدها , وكأنها تتحضر للنوم , ولكن خلف عينيها المغمضتين ووجهها الهادئ , كان تفكيرها يركض في دوائر , مثل حيوان صغير في قفص , ينظر من حوله دون جدوى عن سبيل للخلاص.
عندما وصلا المنزل , راقبته وهو ينزل حقائبها من السيارة , متسائلة عما إذا كان سيعود الى لندن, ولكن جاءها الرد على تساؤلها عندما خرجت السيدة برونسون و أعلمتهما انها ستحضر لهما بعض السندويشات وصينيه قهوة الى غرفة الجلوس , واضافت:
-
لقد قلت إنه هذا كل ماتريده, ولكن إذا كنت تفضل , لن يستغرق تحضير الطعام أي وقت .
فابتسم لها مارك , وبدأت خطوط التعب على وجهه ترتخي .
-
السندويشات كافية ... هل تحضرينها بعد عشر دقائق.
-
كما تريد يا سيدي... ولقد حضرت لك السرير في الغرفة التي كنت فيها من قبل, وارجو ان يرضيك هذا.
وعندما اصبحا لوحدهما قالت لوسي:
-
لم اكن اعلم انك خططت لقضاء الليلة هنا .
-
وهل من اعتراض؟
-
لا اعتقد.

-
حديثك مهذب ... ماذا حدث للاهتمام الانثوي الزائد الذي كنت تتصرفين به في لندن ؟ لقد ظننت عندها انها ستنقلب الى رغبة جامحة في التخلص مني بأي ثمن.
فهزت كتفيها دون اكتراث.
-
إذا كنت تفضل ان تفكر هكذا.
-
معظم الوقت اكون ملعوناً لو انني اعرف بماذا افكر.
-
لقد تناولت عشائي في لندن, فإذا كنت لا تمانع اريد ان اصعد الى غرفتي , الوقت أصبح متأخراً واريد ان افرغ حقائبي...
-
واذا كنت أمانع ؟ ستصبحين زوجتي , وربما اريد منك ان تساعديني لأرتاح, أليس هذا مايفترض بالزوجة الطيبة ان تفعل؟
ونظرت اليه عبر الغرفة برجاء صامت , فقال لها بنفاذ صبر :
-
هيا اذهبي ... يبدو وكأنك على وشك الانهيار.
وبدت لها غرفتها غريبة وهي تتجول فيها على مهل , وتعلق ثيابها في الخزانة , فكرة إنها قضت معظم طفولتها وشبابها بين هذه الجدران الأربعة بدت غريبة, لأنها لا تعني لها شيئا الآن, ربما تلك الطفلة , تلك الفتاة , لم تكن موجودة ابداً.
الفتاة التي حلمت احلامها في هذه الغرفة ذهبت الى الأبد, وعلمت لو ان الزمن عاد الى الوراء , وانمحى الاسبوع الماضي من الوجود , لما كان هذا اختبارها , ولكن حتى حسب شروطه , إنها تريده للأفضل او للأسوأ ... وهي تريده .
ولم تكن الدقة على باب غرفتها مرتفعة الصوت , ولكنها في الصمت بدت مدوية , والسيدة برونسون لا تقرع الباب هكذا, وتكررت الدقة على الباب, ثم فتح ودخل مارك , وقال لها ساخراً:
-
هل اصبحت صماء خرساء؟
-
لا.. ولكنني لم أكن ارغب في ان يزعجني احد... اريد أن أنام.
- لقد سمعت حركتك وانت تعقلين ثيابك , وعلمت انك مستيقظة .
-
ولكن هذا لا يعني بالضرورة انني أرغب في رفقة احد؟
-
أوه .. هذا أمر سخيف , اذا كنت تظنين ان سياسة الصدّ هذه قد تملأني رغبة , فأنت مخطئة , لقد مرّ عليّ يوم سيء , ولست في مزاج جيد للألاعيب , وافضل ان انتظر ان يصبح لي حق شرعي لأفرض عليك مطالبي , واتمنى ان يريحك هذا .
-
هذا رائع ... اشعر كالشخص الذي قيل له إنهم لن يعدموه الآن ؟
-
اريد ان تعرفي بأنني اتصلت بالمستشفى , وان ماثيو قضى يوماً جيداً , واعتذرت عن تقصيرنا في زيارته , واننا سنزوره غداً.
-
اجل... بالطبع , شكراً لك على اتصالك به... كان يجب ان افعل هذا بنفسي .
-
لاتفكري بشكري , فأنا احب ماثيو فعلاً , وانت تعلمين هذا, وليس الأمر مجرد عرفان بالجميل لأنه ساعدني مرة.
ودفعها شيطان ما لأن تقول:
-
ولا الخدمات التي قدمها لك منذ ذلك الحين ؟
-
وماذا تعنين بهذا القول الآن؟ إذا كنت تعنين هارولد بانهارد , فأنا لا انظر الى إخراج الشركة من الدمار الذي لحق بها وكأنه جميل يقدم لي , أن أنك كنت تفكرين بأفكار شخصية يا جميلتي؟
-
لا تناديني بهذا الاسم.
-
ولما لا؟ إنه ليس إلا حقيقة , إنك جميلة فعلاً.
-
يبدو ان رجلاً في مثل وضعك المالي ليس محتاجاً الى التودد لامرأة بهذه الطريقة , أليس كذلك؟
-
ليس دائماً , وليس في نيتي ان ابدأ الآن , لذا احذرك يا جميلتي ... انا آخذ ما اريد دائماً.
-
وتدفع الثمن؟
-
قدر مايساوي, واحذري ان لا ترفعي سعرك اكثر من اللزوم يا لوسي.
-
إذا فعلت , ماذا بعد ؟ هل ستلغي ... العقد بيننا؟
-
ليس هناك مجال لإلغائه يا جميلتي , ولكنني سأعيد وضع الشروط بطريقة لن تعجبك ابداً...
-
بنفس الطريقة التي تعيد بها وضع شروط العمل في هارولد بانهارد؟
فابتسم , ولكن نظرته اصبحت حادة أكثر .
-
ليس تماماً , انت إذن لا توافقيني على طريقتي في العمل ؟
-
لم يعد الأمر يهمني , فلم اعد اعمل هناك ... اتذكر ؟.
-
ولكن هذا لن يمنع جيرمان من البكاء فوق كتفك , وعندما يفعل تذكري انه هو من جلب المشاكل لنفسه.
-
اذاً... تخفيض مركزه هو عقاب إضافي له.
-
تخفيض مركزه؟ لا استطيع ان اقول هذا, فسوف يتعلم كيف يتعامل مع الوظيفة بشكل ملائم , بدلاً من التلاعب على هواه في قسم المبيعات , فماهي العقوبة في هذا ؟
-
اوه ... انت تجعل الأمر يبدو معقولاً, ولكنك تعرف كما اعرف إنك تصفعه على قفاه...
-
ربما على شخص ما ان يفعل هذا هل تفضلين ان يكون هذا الشخص زوج كارين فوكسهول , لأن هذا متوقع ايضاً.
وارتفع رأسها , ونظرت اليه متحدية:
-
وماذا تعني؟
- وهل عليّ ان أشرح لك الأمر ؟ لايمكن له ان يمضي في علاقته مع سيدة معروفة مثل كارين دون ان يعلم احد بالأمر , وعادة عندما يتوقف الناس عن المراقبة , يبدوأون بالكلام , والكلام سرعان ما ينتشر , وعلى عكس مايقال , الزوج ليس آخر من يعلم.
وعضت لوسي على شفتيها بخوف.
-
ماذا تعتقد انه سيحدث؟
-
انا لست زوج كارين .. كان عليه ان يتأكد من ان باب اسطبل زوجته محكم الإغلاق منذ اليوم الأول لزواجهما , بدل الوقوع في فخ الاتهامات بعد فوات الأوان , وأنا اعرف بعض معارفه وهم يعتقدون انه مليء بالغضب , وعندما يفقد صبره يصبح شريراً.
وبللت لوسي شفتيها بطرف لسانها.
-
إنه حقاً يحبها .. اقصد جيرمان ... كان سيطلب منها ترك زوجها والبقاء معه.
فسألها مارك ساخراً:
-
وهل يستطيع تحمل مصاريفها ؟ مهما كانت حساباته إنها امرأة غالية الثمن عليه.
-
بالطبع لن يستطيع بعد الآن .

-
اذا كنت ستتهميني بأنني وضعت العصي في دواليب حب حقيقي , فانسي الأمر , السيدة فوكيهول تحب نفسها بالدرجة الأولى, واموال زوجها بدرجة متساوية , ولا أظن ان جيرمان يناسبها بعد الآن , إلا مصادقة.
ولم تستطع اتهامه بعدم الانصاف, لأن تحليله للوضع يناسب تماماً تحليلها , وسألته :
-
وهل انت تتكلم عن ... تجربة ؟
-
لنقل إنني اعرف هذا النوع من النساء , كما كنت ذكية لتشيري الى هذه النقطة , فإن مدخولي قد سمح لي بهذه المعرفة على كل , ماكنت ستوافقين على الزواج مني لو كنت فقيراً.
تغيير الحديث هكذا اصابها كلسان السوط, فأجفلت , وبدأت كلمات الإنكار الغاضب تتجمع بين شفتيها قبل ان تدرك , في الوقت المناسب , ان مايحدث بينهما ينطبق على مايقول.
لقد قال لها منذ فترة قليلة (اريد منك نشاطك الاجتماعي.. ومعاشرتك) الحب ليس الكلمة المستعد ان يشملها في علاقتهما , لهذا لا تستطيع ان تكون هي البادئة بتقديمها, ففي افضل الاحتمالات... سوف يحرجها هذا, , وفي اسوأ الاحتمالات قد يسخر منها , ولن تخاطر بمواجهة اي من الاحتمالين, وقال لها:
-
لما انت صامتة؟ اتفكرين بطريقة كي تقذفي بخبر ما في وجهي ؟
-
ولماذا أفعل هذا ؟ انت تعلم جيداً انني لن أتزوج أي إنسان قد يكون فقيراً... والآن ارجوك اسمح لي بأن اكون لوحدي في غرفتي , أنا تعبة.
-
لسوء الحظ , يبدو ان حديثنا قد انعشني تماماً , وربما لم أعد راغباً في تركك باقي هذه الأمسية .
واخذ التوتر يغزو اعصابها , وأصبح صوتها جامدا:
-
سوف أكون سعيدة إذا خرجت من هنا.
-
أنا اكيد من هذا, وفي الواقع ستكونين سعيدة أكثر لو استطعتي ان تجعليني اختفي تماماً بإشارة من إصبعك, ولكنني لن اختفي يا لوسي , ليس الآن ولا فيما بعد.
وتقدم خطوة منها , فتراجعت , وداست على طرف روبها , فوقعت على ركبتيها فوق كومة الملابس على الارض, وضحك مارك , وقال ساخراً:
-
من هو المتوسل الآن؟
- اتركني وشأني !
وتقدم منها ليساعدها على الوقوف فصرخت به:
-
لا تضع إصبعك عليّ.
فقال لها من بين اسنانه :
-
سأضع اكثر من إصبعي عليك!
فارتجفت وزحفت مبتعدة عنه:
-
مارك ... ارجوك! لقد قلت .. إنك ستنتظر ... الى ان نتزوج, انت قلت هذا.
-
إذاً خذي درساً جديداً لهذا المساء , ليست النساء وحدهن من يسمح لهن بتغيير آرائهن.
وأمسك بذراعها ورفعها , فضربت بيدها على صدره:
-
لا! .. سوف اكرهك إذا فعلت.
-
قولي شيئاً جديداً.
وضمها الى صدره بقوة وتابع :
-
بطر يقة او اخرى يا لوسي , سوف اجعلك تعترفين بأنك ترغبين بي بقدر ما أنا راغب بك.
هذا صحيح... صحيح, كيف يمكن ان تنكره بينما كل جسدها يضج بحبه؟ ولكن هذا الاعتراف , لو صدر عنها , قد يجر اعترافات اخرى , ويسبب المزيد من الضرر لها .
واجبرت نفسها ان تقف جامدة بين ذراعيه , تنظر الى وجهه , وهي تحاول تجميع بعض الشجاعة من داخلها , ورسمت ابتسامة مغتصبة على شفتيها:
-
اتريد هذا ... اجل ... ولكني لا أرغب بك... ليس بشكل خاص , لسوء الحظ, أليس كذلك؟
وتجمد فجأة , وامتزج الغضب فيه بالقلق , فقال بهدوء:
-
هذا من سوء حظك أنت , وبالطبع , إذا كنت تظنين ان الأمر سيشكل أي فرق عندي او بالنسبة لاتفاقنا فأنت مخطئة.
-
أتعني انك لن تهتم؟
-
لو انني لست مخدوعاً بك , ربما يا جميلتي , ولكن كما هو واقع ...
واستدار عنها قائلاً:
-
نامي جيداً يا عروسة المستقبل.
وظلت مستلقية على الفراش لمدة طويلة بالباب المغلق و الألم يمزق قلبها, واستفاقت متأخرة في الصباح التالي, وكان قد غادر المنزل منذ فترة طويلة قبل ان تستيقظ , وشهقت السيدة برونسون عندما لاحظت شحوب وجهها واقترحت عليها يوماً من الراحة, ولكن لوسي لم تكن تتصور شيئاً اسوأ من قضاء ساعات طويلة صامتة في غرفة نومها , تتأمل في السقف , تحاول ان تجد طريقة للهروب من الورطة العاطفية التي علقت بها.
ونزلت لتعمل في الحديقة بضع ساعات , كان يوماً مليئاً بالرطوبة والسماء تنذر بالمطر والريح باردة , ولكن الهواء المنعش والتمرين , ساعداها على الانتعاش.
وبعد الغداء ذهبت لزيارة ماثيو وكانت تتوقع ان يسألها عن سبب قرارها بترك العمل في الشركة , ولكنه نظر الى الأمر على انه طبيعي بسبب خطوبتها , وقالت له :
-
عليك الآن ان ترتاح !
فابتسم لها برضى :
-
ساحصل على راحتي من الآن وصاعداً, لقد انهيت التعامل مع كل المشاكل العالقة , وكل ما احتاجه الآن ان ان استعيد قوتي لحضور الزفاف.


وتفرس في وجهها:
-
ربما عليك ان تفعلي مثلي, تبدين كالشبح , وأريد ان أراك بكامل عافيتك.
-
لو استخدمت كل عافيتي الآن , لن يكون لديّ مايكفي للزواج, لقد قال مارك ان والدته قادمة الى انكلترا في وقت قريب, وفكرت ان أدعوها لتسكن معي في بريوري.
-
هذا رائع , ستكون افضل رفيقة لك.
ومرت الايام متثاقلة ولوسي متأرجحة مابين الضجر والوحدة , وتلقت بعض الاتصالات الهاتفية من جيرمان , أكدت لها ان ان الشركة انقلبت رأساً على عقب , من الأسفل حتى الأعلى , وبدا لها جيرمان منزعجاً, وحتى عدائياً , وهكذا امتنعت عن الضغط عليه لمزيد من التفاصيل ...ولم تذكر له كارين فوكسهول , املاَ في ان تكون هذه العلاقة قد اصبحت من الماضي.
واتصل بها ايربي غولمان ايضاً, ولكن لوسي كانت في الخارج تتمشى, وقررت ان لا ترد على مكالمته , فقد بدا لها ذلك افضل من عدة نواحي.
ولكن لم تكن شركة هارولد بانهارد الوحيدة التي انقلبت رأساً على عقب...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 03:58 AM   #17

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كل يوم كانت تنتظر ان يتصل بها مارك .. وعندما لا يحدث هذا, كانت تبقى متوترة ومنتظرة الى المساء , متوقعة ظهور سيارته , ولكن هذا لا يحدث ايضاً, على الاقل كان يجد الوقت الكافي ليتصل بالمستشفى يومياً, كما اكتشفت , وعندما يعود الى المنزل , لن يكون هناك أي سبب في الدنيا يمنع إتمام الزواج , وخفق قلبها بمزيج من الفرح والرعب , هذا بالطبع إذا كان هذا الزواج سيتم , ربما هذا الصمت الطويل منه يعني انه يفكر ثانية باتفاقهما , وانه يتردد في إعلان قراره امام ماثيو الذي يتماثل تماماً للشفاء.

كانت تعمل في تشذيب الورود في الحديقة عندما أبلغتها السيدة برونسون ان مكتب السيد ايفانز يريد التحدث معها على الهاتف.
وأسرعت راكضة الى المنزل وصدمها سماع صوت السيدة بروس الودود يحييها :
-
كيف حالك آنسة بانهارد ! اضطر السيد ايفانز للسفر الى اميركا , ولكنه اراد ان يبلغك ان والدته ستصل يوم الثلاثاء , وانها ستقيم حفلة عشاء صغيرة في الفندق حيث ستقيم , ويأمل ان لا تكوني مشغولة في هذه الأمسية.
-
لا.. لابأس بهذا الموعد , في أي فندق ستنزل ؟
وأعطتها السيدة بروس المعلومات اللازمة , ولكن لوسي لاحظت بعض التعجب في صوتها , فربما اعتقدت ان عليها معرفة اين ستنزل حماتها المستقبلية .
واتصلت لوسي بجولي فيما بعد ورتبت معها أمر استضافتها في الشقة لأمسية الثلاثاء .
-
يمكنك الهرب الى عندي إذا شئتي.. كيف هي والدته ؟ أهي رائعة؟
-
لست أدري ... اعتقد ان الزمن وحده سيظهر هذا.
-
بالطبع ... أنا أنسى دائماً ان ما جرى ليس خطبة تقليدية , ففي ظل ظروف عادية ستتعرفين على كل عائلته و اصدقائه , ولابد انه مشغول كثيراً, فقد قال لي رئيسي اليوم إن اسعار اسهم هارولد بانهارد , قد ارتفعت بشكل لا بأس به في الواقع , انت ستتزوجين رجلاً ناجحاً يا حبيبتي , الست سعيدة ؟
- أظن ان أفضل وصف لمشاعري الآن انها مختلطة .
بحلول مساء الثلاثاء , كانت المشاعر المختلطة قد اصبحت متوترة . وسافرت الى لندن بعد الظهر , واستقلبتها جولي بفرح وترحاب , كم هذا غريب ... ان تعيش مع جولي طوال أشهر , وعلاقتهما تبقى سطحية... والآن فقط , بعد ان فترقتا تكتشفان مدى حبهما لبعضهما , واستحمت ولفت نفسها بروب جولي, واخذت وقتها لتضع المساحيق على وجهها , وما كادت تنتهي حتى سمعت جرس باب الشقة يرن , ففتحته منتظرة ان ترى مارك.
-
جيرمان ؟ يا إلهي... ماذا حدث؟ هل هناك أي حادث؟
كان وجه جيرمان وكأنه قناع من الدم , وعلى قميصه بقع كبيرة من الدم وسترته الملطخة بالوحل , وكان ايربي غولمان يسنده كي يقف, وقال ايربي:
-
مامن حادث , إنه بحال جيدة , ولكنه تعرض للضرب , لقد كنت في المقهى الى جانب المكتب وعندما خرجت منه سمعته يتأوه , ووجدته ممدداً في زقاق مهجور.
-
كان يجب ان تأخذه الى المستشفى .
وهز ايربي رأسه :
-
لقد رفض, وأصرّ على ان يأتي الى هنا, مع انني ذكرته أنك في الريف.
وقالت جولي من خلف لوسي:
-
الأفضل ان تدخله , ضعيه على الصوفا يا لوسي, ويجب ان نستدعي طبيبه.
وقال جيرمان فجأة :
-
لا... ليس طبيبي ... لا اريده ان يراني على هذه الحال .

وقاده ايربي الى غرفة الجلوس , حيث انهار على الصوفا وهو يتأوه , وعضت جولي على شفتها وقالت :
-
ساتصل بطوني , فشقيقي يعمل في مستشفى لندن التعليمي , وإذا لم يكن في عمله فأنا أعرف انه سيأتي .
والتفتت الى جيرمان سائلة :
-
هل هذا جيد؟ نستطيع ان ننظف هذا الجروح ولكن يجب ان نتأكد ان جروحك ليست بليغة.
ورد عليها بصعوبة :
-
اجل.
وركعت لوسي على الأرض الى جانبه وامسكت بيده .
-
يا حبيبي المسكين .. كم هذا فظيع! هل شاهدتهم ؟ وهل تتمكن من معرفتهم ثانية؟
وضحك جيرمان وهو يرد عليها :
-
إنه فوكسهول ... كان ينتظرني ... وبدا لي غير خطر في البداية , ثم هجم عليّ, فوقعت .. وأخذ يركلني .
وظهرت على وجه ايربي نظرة خوف , فنظر الى ساعته , وقال :
-
إذا لم يكن هناك ما استطيع ان افعله يا لوسي , اظن ان عليّ الذهاب , فلدي ارتباط لهذه الليلة ... وسوف أتأخر ...
وقفزت لوسي واقفة له :
-
اجل ... بالطبع ... لا يمكنني شكرك بما يكفي .. لقد كنت لطيفاً جداً.
ورد عليها وهي تفتح الباب له :
-
لا تقلقي , صحيح انني وجيرمان لسنا اصدقاء كثيرا, ولكن بإمكانك الاعتماد على كتماني للسر, لأجلك إذا لم يكن لأجله , لا لزوم لأن تبدو عليك الصدمة يا عزيزتي , كان محتماً ان يقبض عليه زوج غاضب ويوسعه ضرباً , ربما هذا سيعلمه درساً وهو بحاجة له .
وتنهدت لوسي , وابتسمت له:
-
ربما ... شكراً لك ثانية.
وقال لها بصوت منخفض :
-
سأفعل أي شيء من اجلك يا لوسي , وانت تعرفين هذا.
وأمسك بيدها ومرر اصابعه على جلدها:
-
هل انت مصممة على المضي الى النهاية بهذا ... الزواج؟ هل هناك شيء استطيع قوله او فعله لإقناعك ؟
وحررت يدها منه بلطف , ولكنها قالت بحزم:
-
لا شيء يا ايربي , انا آسفة , لا لزوم لأن تذكرني بتصرفي السيء معك...
-
أنا لم أقصد هذا , أنا اقول لك فقط يا عزيزتي , إنك إذا احتجت الى وسيلة خلاص , فأنا مستعد لتوفيرها لك.
وصمتت قليلاً ثم قالت بقلق:
-
ليس هناك من خلاص .. ولايمكن ان يكون .
-
انت تحبينه ؟ يا إلهي !
-
وهل هذا أمر لا يصدق ؟
-
اوه ... أنه نذل وسيم .. ولا أظن ان احداً يشك في هذا , ولكن يا إلهي .. إنه دون رحمة ! لم التقي بمن هو مثله , العشرة أيام الماضية كانت ثورة في الشركة !
وأحنت لوسي رأسها وتمتمت :
-
لا حاجة لأن تقول لي هذا.
-
عمت مساء يا عزيزتي.
وعادت الى غرفة الجلوس , وكانت جولي تمسح الدم عن وجه جيرمان بقطع من القطن المغموس بالماء الساخن والمطهر, ونظرت جولي اليها قائلة:
-
يبدو هذا رهيباً ... ولكنني اظن إن السبب نزيف في الأنف, ويبدو ان احد أسنانه مكسور , ولكن شقيقي في طريقه الى هنا, وسنعرف عندها أكثر, ولقد طلبت منه إحضار ثياب معه فهما من نفس القياس.
-
جولي ... دعيني أفعل هذا عنك .
-
لا بأس , استطيع القيام بهذا الى ان يصل طوني , إضافة الى أنك يجب ان تتحضري للذهاب , مارك سيصل في أية لحظة , ويتوقع ان يجدك جاهزة.
وتلوى جيرمان في مقعده , وقال و أنفه ينزف , وشفته مشقوقة :
-
ايفانز قادم الى هنا؟ يا إلهي .. هذا كل ما أنا بحاجة إليه ؟ لا اريده ان يراني ولا يجب ان يعرف بهذا الأمر , هل تسمعين؟
وقالت له لوسي متوترة:
-
اجل.. سمعتك , مع انني اؤكد لك إنها لن تكون مفاجأة له, سأذهب لأحضر نفسي على الفور حتى لا يكون له عذر للدخول عندما يصل.
كانت ترش على نفسها بعض العطر عندما سمعت جرس الباب واسرعت الى الباب تفتحه وقالت لمارك :
-
أنا جاهزة .
-
لاحظت هذا, انت فاتنة يا جميلتي , ولكنك على غير طبيعتك , من تحاولين ان تخدعي؟
-
ليس انت بالطبع , بل والدتك, فقد يكون في رأسها بعض الأوهام.
-
ليس كثيراً, ألن تقدمي لي القهوة , ولا أي مشروب؟
-
لا اظن ان لدينا الوقت الكافي, ألا يجب ان نذهب؟
- كما تريدين .
وكانا عند المنعطف عندما مرت بهما سيارة طوني القديمة , فشاهدها ولوح لها بيده ... فقال لها مارك:
-
هل هو صديق آخر لك؟
-
إنه شقيق جولي , إنه طبيب.
-
وهل يقوم بزيارات منزلية في مثل هذه الساعة؟
-
إنه يزور شقيقته دائماً , اعتقد انك تتساءل كيف عدت الى الشقة ...
-
لا... اكتشفت انه افضل ان لا أتساءل عن اسباب كل تصرفاتك.
-
إذاً فلن احاول ان أشرح لك.
-
أشك في انك تستطيعين , ولكننا لم نناقش هذا الآن, فوالدتي تتوقع وصولنا قبل الوقت المحدد, ولا اريد ان اخيب أملها.
وأحست بالارتجاف, لم تكن تتوقع غزلاً ولا كلمات حنونة منه , ولكن ليس هذا الكلام البارد القاسي.
يا إلهي ! أي شيء يرتجي من مثل هذه العلاقة التي تجمع الحب من جانب واحد مع عدم الثقة من الجانب الآخر؟
وعلمت , بشيء من الرعب , ان لا أمل إطلاقاً ...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 04:10 AM   #18

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




8 - الحياة بدونه

خلال الوقت الذي استغرقه وصولهما الى جناح السيدة ايفانز في الفندق كانت لوسي تحس بتجمد في تفكيرها , فهي لم تتبادل كلمة مع مارك , خلال رحلتهما, الأمسية لم تبدأ بعد وهاهي قد اصبحت كابوساً لها, وماحدث لجيرمان جعلها غير واثقة من قدرتها على إكمال سهرتها على مايرام,
والدة مارك كانت امرأة طويلة سمراء جداً كابنها , شعرها يتموج بالشيب بشكل جذاب , وحول عينيها خطوط ضاحكة عميقة , وكانت الدفء المفترض ان يكون بينهما كان غائباً , وشعرت لوسي بهذا.
وفي ظل هذه الظروف ارتاحت لوسي لأن السهرة لن تكون ثلاثية فقط , فقد كان هناك آخرون لتتعرف اليهم... ابنة عم للسيدة افانز , سمينة ومرحة مع زوجها, عرابا مارك وكلاهما محاضران في الجامعات , ورجل طويل ضخم تبين لها انه المدير الأميريكي لمؤسسة ايفانز العالمية في الولايات المتحدة , رافق مارك الى بريطانيا في رحلته الأخيرة .


كان اسمه كليف براندز , ووجدته لوسي مسلياً وسهل الحديث , ولكن الحديث معه اصبح محرجاً قليلاً بعد ان اخذ يحدثها عن معلومات حول مجريات العمل في ايفانز العالمية و هارولد بانهارد وهي معلومات لم تكن تعرفها.
وقدمت المرطبات, وتحدثت السيدة ايفانز مرحبة بلوسي الزوجة المستقبلية لمارك , ثم بدأ تبادل الحديث بين الجميع وتعالت الضحكات , شارك فيها مارك وهو يقف و ذراعه تحيط بكتفي لوسي , وأحست كم ان لمسته غير حميمة , وكأنه غريب, واضطرت الى الابتسام بدورها وهي تدعو الله ان لا ينظر الى عينيها.
بعد ذلك نزل الجميع الى المطعم , وبعد العشاء توجهوا الى النادي اليلي للرقص , ووجدت هناك الكثير ممن تعرفهم , وأقبل الكثير منهم نحو طاولتهم لتهنئتها بخطوبتها.
وشعرت بالسعادة عندما قاربت الحفلة على النهاية في ساعة مبكرة , فقد كانت تحس برأسها يكاد ينشق , من محاولاتها للظهور بمظهر متألق , بينما هي في الواقع تتمزق.
وخلال الانتظار القصير لقدوم السيارات تقدمت لوسي من السيدة ايفانز وقالت لها :
-
سيدة ايفانز , كنت اتساءل إذا كنت ترغبين في الاقامة معي في بريوري ليوم او يومين , الريف كئيب بارد في مثل هذه الايام , ولكنه جميل ... او هكذا اعتقد.
-
اجل ... بالطبع تعتقدين هذا.

والتقت عيناها السوداوين بعيني لوسي بنفس برودة عيني ابنها:
-
هذا لطف منك بالطبع ... ولكنني لم اتخذ بعد القرار النهائي بخصوص إقامتي هنا.
أي ... بكلمات اخرى لا ... لقد قامت بواجبها ولا تعرف ما يمكن ان تفعل غير هذا , وتحركت نحو مارك ولمست ذراعه , فالتفت اليها فوراً وقال :
-
أنا آسف لإبقائك منتظرة... هذا آخر ضيوفنا في طريقه للمغادرة , وكليف يقيم في نفس الفندق مع والدتي, وهكذا نستطيع ان نتشارك التاكسي التالي.
-
هل استطيع العودة رأساً الى الشقة ... أنا تعبة .
-
في مثل هذه الساعة ؟ كنت أظن انك فتاة ترقص حتى ساعات الصباح سبع ليال في الأسبوع.
وهزت رأسها محاولة الابتسام , حتى سخريته منها أفضل من هذا البرود الرهيب.
-
لا يجب ان تصدق كل مايكتب في الجرائد.
-
أنا لا أفعل هذا , أصدق ماراه و أسمعه بنفسي , ولا بأس إذاً, سأعتذر من والدتي وكليف وأعيدك رأساً الى شقتك.
-
لا حاجة بك لاصطحابي, المكان لا يبعد كثيراً من هنا و ....
-
اعرف تماماً مكان الشقة , وأعرف كذلك انك لا تريدني ان أذهب الى هناك ... لماذا يا لوسي ؟ ماذا تخبئين؟
-
لا شيء.
لابد ان طوني قد نصح جيرمان بالبقاء حيث هو للراحة , وإذا وجده مارك هناك, ستحصل بينهما مواجهة , وجيرمان متعب , وخاسر وبالتأكيد تستطيع حمايته من تهجمات مارك عليه , وسمعته يقول:
-
إذا ليس من مانع يمنعني من الذهاب معك.
-
أتعبت هذه الأمسية اعصابي و لا... ماعدا إنني فعلاً تعبة , لقد

- وبالطبع هذا هو السبب الوحيد لعصبيتك ... مابك يا لوسي ؟ هل انت خائفة ان أفرض عليك متطباتي غير المرغوب فيها؟
واجبرت نفسها على هز كتفيها وكأنها لا تكترث.
-
ربما ... فأنت لم تحافظ على وعدك في السابق.
-
إذاً نحن زوج فريد من نوعه , ايتها المخادعة الصغيرة .
واستدار مبتعداً عنها, وتحركت بدورها لتودع كليف براندز, ولمحت السيدة ايفانز تراقبها بفضول, فعلا الدم الى وجنتيها , والدة مارك لم تحبها , ولابد انها لاحظت انصراف مارك الفجائي , وقد استنتجت منه امورا كثيرة, ولم تشعر بالارتياح حتى وصل التاكسي , واصعدها مارك فيه, ومالت الى الأمام , وقدمت خدها له ليقبلها قبلة المساء كما هو متعارف عليه.
وقالت له بلهجة متوسلة مارك؟ فتراجع عنها وكأنها انشبت أظافرها فيه, ورد عليها بسرعة :
-
لا اظن انني سآتي معك.
وتراجعت لوسي في مقعدها , متمنية ان لا تبكي بينما كان يدفع الأجرة للسائق , ويعطيه العنوان , ثم يبتعد دون ان ينظر اليها.
كانت جولي مستيقظة عندما عادت الى الشقة , ودقت لوسي باب غرفة نومها ودخلت , فوضعت جولي الكتاب الذي كانت تقرأه من يدها وسألتها :
-
كيف كانت السهرة؟
-
لا تسألي , ماذا قال طوني عن جيرمان؟
-
لن يكون منظره جميلاً يوم او يومين , ويحتاج لزيارة طبيب اسنانه, ولكن ماعدا ذلك لم يتأذى كثيراً, لم نقل لطوني ماحدث , فقط ان جيرمان وقع , واخذه طوني معه الى شقته ليراقبه .
-
جولي أنا آسفة , لست ادري ماالذي دفع جيرمان للمجيء الى هنا, إنه يعرف تماماً انني لم أعد اسكن هنا, ولم يكن يعرف ابداً انني سأكون هنا هذه الليلة .
-
لا تعتذري ... اعرف كل هذا , ومع ذلك فهو يجيء الى هنا , إنه يأتي إليّ يا لوسي , أنا أميل إليه, ولو جعلني هذا أبدو كالبلهاء... أنا لا اقول لك شيئاً لم تكتشفيه بعد.
-
لا ... ولكن ... جولي ...
-
لا أعلم تماماً كيف حدث هذا لي ... كنت أعلم عن علاقته بكارين فوكسهول , وعن كل السيدات الاخيرات , ولكنني لم أهتم , واتمنى لو انني اهتممت , إنه محظوظ بأن السيد فوكسهول لم يقتله , واظن انه يعرف هذا , مع انني لست واثقة ان هذا سيؤثر على طريقة حياته ... إنه ممنون لي الآن , وخجل قليلا من نفسه , ولكن هذا قد لا يدوم .
شقيقها رجل لا مبال , وعلى الارجح سيبقى هكذا , وجولي تستحق افضل منه , وقالت لها جولي :
-
بالمناسبة , عليّ ان احذرك بأنه ولأسباب خاصة يعرفها جيداً, يلوم مارك على ماحدث له الليلة , من الواضح ان كارين تخلصت منه بعد ان علمت بما حدث في الشركة , ثم اعترفت لزوجها كي تنقذ نفسها , ويشعر جيرمان بأنه لو بقى مدير المبيعات في الشركة لما حدث له كل هذا.
-
إذاً إنه يخدع نفسه... في الواقع لقد حذرني مارك منذ فترة ان السيد فوكسهول يشك فيه , وكنت سأبلغه التحذير , ولكنني فضلت ان لا اقول شيئا , ولست واثقة من صواب مافعلت.
-
اظن انك كنت على حق , من سوء حظ جيرمان ان الرجل الذي استلم الشركة يمتلك السلطة و الجاذبية , وهذه تركيبة يحسده عليها , ولكن عليه ان يتكيف مع هذا الواقع , وان مارك ايفانز يساويه مرتين حتى ولو وصل الى الدرجة التي يطمح اليها.




- أتظنينن هذه ؟ إذا ... فلماذا ....؟
-
لماذا احببته ؟ لقد سألت نفسي هذا في عدة مناسبات , ولكن انت من بين كل الناس التي يجب ان تفهمي يا لوسي , فنحن لا نستطيع التحضير لمثل هذا ... إنه يحدث فجأة.
-
اجل ...إنه يحدث فجأة .
ومالت لوسي الى الامام فقبلت صديقتها , ثم ذهبت الى غرفتها وامضت وقتاً طويلاً مريراً قبل ان تنام .
والقى وقتاً ماثيو اسئلة متلهفة عندما زارته في الصباح التالي , فقد كان يريد ان يعرف كل شيء عن حفلة العشاء , وعن رأيها بوالدة مارك .
-
إنها رائعة ... وجذابة جداً.
فابتسم برضى وقال:
-
كنت اتمنى ان تعجبا ببعضكما , لقد مضى عليك زمن طويل دون رعاية أم , ياحبيبتي وسيكون رائعاً ان تملأ السيدة ايفانز هذا الفراغ في حياتك , المشكلة انها تعيش في جنوبي فرنسا , ولكن ربما بعد ان يبدأ الاحفاد بالوصول , ستعود الى هنا.
-
انت لا تطاق ! يجب ان تتوقف عن التلاعب بمصير الناس.
-
لقد نجحت في هذا العمل حتى الآن , وعليك ان تكوني اول من يعترف بهذا.
هل يجب عليها ان تعترف ؟ اوه ... يا ماثيو ... لو أنك تعلم.

وحولت مجرى الحديث الى مناقشة أمر عودته الى المنزل , متجنبة أي ذكر لعلاقتها مع مارك او الزوج.
عندما اوقفت لوسي الميني امام المنزل لاحظت ان سيارة اخرى كانت متوقفة هناك, ودهشت لرؤية سائق بلباس رسمي ينزل منها , ويفتح الباب الخلفي ويساعد السيدة ايفانز على النزول , وابتسمت للوسي:
-
مرحباً , اعتقدت انني يجب ان ألزمك بدعوتك , ولكن إذا لم يكن الأمر مناسباً فلا تترددي بالقول لي.
-
بالعكس إنه أمر مناسب جداً , ولكنني لم اتوقع ...
-
ان تريني ثانية؟ قد يكون معك حق , وأنا اعترف بهذا.
-
تفضلي بالدخول ... ساطلب من مدبرة المنزل ان تحضر الشاي .
ونظرت السيدة ايفانز من حولها وقالت :
-
لا داعي للعجلة , احب ان تريني الأراضي حول القصر اولاً؟ أنت محقة بما قلتيه عن الريف.
وشعرت لوسي وكأنها في حلم ترافق السيدة العجوز , وبينما كانت السيدة ايفانز تسألها عن تنسيق الحدائق والنباتات المختلفة المزروعة لإعطاء اللون و الحياة لهذا الوقت من السنة الذي عادة مايكون دون حياة , كان توتر لوسي يتلاشى.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 04:10 AM   #19

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وبدا واضحاً ان السيدة العجوز تحب الحدائق , وتحدثت بحماس عن مختلف انواع الزهور وعن تأثير المناظر الطبيعية عليها , واضافت :
-
ولكن بالطبع ستشاهدين كل ذلك بنفسك عندما يأتي بك مارك لزيارتي كما آمل ان يفعل , افكر بأن اسافر الى مكان آخر و اترك لكما الفيلا لقضاء شهر العسل , لو استطعت ان اقنع مارك بتأخير الزواج الى الربيع, ولكنه مصمم على ان يتم الزواج بأسرع وقت ممكن.
وقالت لوسي بقليل من السخرية :
-
هل هو مصمم حقاً؟
فابتسمت السيدة يافانز :
-
ربما حان الوقت لأشرح لك سبب قدومي الى هنا, وهناك عدة اسباب , لقد قررت قبل ليلة انك غير مناسبة لولدي, وأتيت الى انكلترا بصراحة كي اوقف الزواج , ولكن ... ليلة .. رأيتك تنظرين اليه وأنت تظنين ان لا احد يراك, وبدا لي انك تحبينه وانني قد اسأت الحكم عليك, هل أنا على حق؟

- لا اعتقد ان من حقك ان تسأليني.
-
ليس من حقي؟ انا والدة مارك وأنا احبه ايضاً.
-
مامن احد يشك في هذا, ولكنني اؤكد لك ان مشاعري لا تهم , فأنا لا أنوي الزواج منه.
-
فهمت ... ولكن هذا ليس مافهمته منه, واعتقد ان ليس عندك الخيار في هذه المسألة .
-
هناك دائماً خيار, وجدي تتحسن صحته , وسوف يكون بصحة جيدة عن قريب مماسيمكنني من قول الحقيقة له , بأنني لا استطيع إجبار نفسي على إتمام الزواج.
-
ولكن هل تستطيعين فعل هذا حقاً ؟ مما قاله لي مارك ... اعتقدت...
-
لا يهم ماذا قال , ليس بيننا اية التزامات ... ابداً ربما كنت اعيش في حلم مزعج مجنون , وانني استيقظت منه الآن , لقد انتهى .
-
تبدين وكأنك تحاولين إقناع نفسك, ولكن هل انت واثقة بأنه بالامكان التصرف كما تخططين ؟
-
أتعنين ان مارك قد لا يكون مسروراً من رفضي له؟ ليس من الضروري ان يكون الأمر هكذا يمكنه ان يرفضني , اذا كان كبرياء رجولته يتطلب هذا, ولكنني لا اظنه قد يهتم .. مادام سيتخلص مني.
-
إذاً انت مهتمة به.
وكان هذا تقرير أمر واقع , وليس سؤالاً , وادارت لوسي رأسها :
-
لم يعد الأمر يهم . سيدة ايفانز , لطف منك ان تأتي الى هنا اليوم , ولكنني لا اظن ان زيارتك قد حققت شيئاً , إلا إذا كان يهمك ان تعرفي بأنني لا أنوي الزواج من ابنك لقد قلتي إن لديك اسباباً تجعلك لا تريدين هذا الزواج و أنا موافقة انها اسباب مهمة.
-
كانت تبدو مهمة , عندما اعلنت خطوتكما بدأت اتلقى اتصالات من كل أصناف الناس , وكلهم يبلغوني بأخبار سيئة , وكنت قد علمت من مارك انك حفيدة ماثيو بانهارد , وان زواجه منك جزء من اتفاقية توصل اليها معه, وهذا ما أرعبني , وتوسلت اليه ان يعيد النظر , ولكنه قال إن الوقت قد فات, ثم بدأت المكالمات, بعض منهامن اصدقاء قلقون حقاً, قالوا إنك ... سيئة السمعة , وإن شقيقك زير نساء مغامر , ولم يكن هناك أي سبب لكي لا اصدق , وقالوا إنكما تعيشان عيشة اسراف لم تستطع الشركة تحمل اعبائها , وإن هارولد بانهارد قد افلست تقريبا بسببكما , وإنك كي تنقذي نفسك من الفقر اقنعت جدك بأن يشتري لك زوجاً ثرياً بما بقى عنده ... الشركة , وقالوا بأنك مرتزقة دون قلب.
وهمست لوسي:
-
يا إلهي ! لا عجب ان تصرفتي معي هكذا ليلة أمس!
-
كنت مستعدة لتبرئتك من كل هذا , فلم أكن لأتصور ان مارك قد يبيع نفسه لأي شخص بهذه المواصفات , ولكن عندما وصلت الى هنا, رأيت بنفسي كم هو تعيس , وكم قلبه معذب .
وتنهدت السيدة ايفانز وتابعت :
-
لم اشاهده هكذا من قبل, وصدمت .. واقتنعت بأن كل ماسمعته هو حقيقي, وكان سهلا ان اكرهك مع انك كنت بعيدة جداً عما كنت أتوقع , ظاهرياً على الأقل , انت شابة أكثر , ولست محنكة كما تصورتك , وهكذا بدأت اتساءل , ثم رأيتك تنظرين اليه وادركت انني مخطئة , ارجوك لا تدعيني اؤمن بأنني اخطأت ثانية.

وعضت لوسي شفتها , وقالت بصوت منخفض:
-
أنا أحبه ... ولكنني لن اتزوجه .. كان جنوناً مني ان أفكر بهذا وسأقنع جدي بطريقة ما.
ونظرت اليها السيدة ايفانز نظرة مباشرة وحادة:
-
وماذا عن مارك؟ كيف ستقنعينه؟
واحمر وجه لوسي :
-
لست أرى أية مشكلة , فهو ليس مسروراً لقبوله بهذا الزواج وأنا آخر امرأة في الدنيا قد يختارها لنفسه.
وتنهدت السيدة ايفانز:
-
لابد انه عاملك بشكل سيء.
-
لقد كان ... هذا .. خطأ منذ البداية ... لم يكن هناك اية فرصة للنجاح.
-
ولست مستعدة لإعطائه هذه الفرصة ؟
-
الأمر ليس بيدي لوحدي.
وتطلعت نحو السماء وقالت:
-
اظن انها ستمطر , هل نعود الى المنزل لتناول الشاي؟
-
اجل سيكون هذا لطيفاً جداً.

وبدت السعادة على وجه السيدة ايفانز , والابتسامة التي اعطتها للوسي كانت رائعة, وفي طريق عودتهما , حرصت لوسي على ان يستمر الحديث في مواضيع مختلفة , فقد اذهلتها صراحة السيدة ايفانز لأنها لم تكن تتوقعها ابداً, وربما لن تلتقيا ثانية , وهذا سيكون مؤسفاً لها , لأنه بدا لها الآن انهما كانا من الممكن , وفي ظروف اخرى , ان تصبحا صديقتين .
وعندما وصلتا الى زواية المنزل قابلتهما , السيدة برونسون ووجهها السمين تغطيه الدموع وشاحب.
-
آنسة لوسي ... اوه .. آنسة لوسي ! الهاتف ... من المستشفى ! .. اوه يا آنسة لوسي ... يا عزيزتي....
وركضت لوسي الى الباب قفزاً, وقد جف فمها وقلبها يقفز بين ضلوعها , واسرعت متعثرة الى المكتبة لتلتقط سماعة الهاتف , الصوت على الطرف الآخر كان لطيفاً , ولكن متحفظاً , وقال لها إن ماثيو قد اصيب بنوبة مفاجئة شديدة , ومع ان كل التقنيات الحديثة قد استخدمت , إلا ان المحاولات لإنعاشه لم تنجح , وهذا أمر مؤسف.
وحدقت ببلاهة في سطح الطاولة , وأصابعها تمسك بالغطاء الذي فوقها , وبدا لها مهماً ان تفعل هذا, لتتماسك وتحاول إعادة كل شيء في رأسها الى بدايته , وإلا ستحدث كارثة ... كارثة , وحاولت وضع السماعة مكانها وهي ترتجف , فأخذتها منها السيدة ايفانز وسارعت لوضع ذراعها حولها, دافئة ومشجعة وقالت لها بحنان:
-
يافتاتي المسكينة ... تعالي واجلسي... ستجلب لك مدبرة المنزل الشاي.
واحست لوسي وكأنها ستتجمد من البرد , فقالت :
-
يبدو انني لن استطيع التوقف عن الارتجاف.
ولم تعي إلا وهي ممددة على الكنبة في غرفة الجلوس , مدقة بنار المدفأة , وادخلت السيدة برونسون الشاي وهي تبكي بصمت , بينما بدت السيدة ايفانز تعبة .
وقالت لوسي وكأنها تكلم نفسها.
-
ولكنه كان قد تحسن ... كان يتحسن , كان سيعود الى المنزل قريباً.
ونظرت اليها السيدة ايفانز نظرة عطف :
-
هذه الأمور تحدث فجأة احياناً يا عزيزتي .. وأنا واثقة انهم فعلوا ما باستطاعتهم .

- اجل ...يجب ان اكون سعيدة من اجله بطريقة ما , كان يكره تلك الآلات وكان يرغب في أن ...
-
لا ... أنا واثقة انه لم يكن يرغب في الموت ... هل هناك شيء استطيع فعله لك؟ يجب إبلاغ شقيقك بالطبع ...
-
اجل , ولكن الأفضل ان ابلغه بنفسي, والأفضل الآن.
واكملت السيدة ايفانز:
-
ثم سأتصل بمارك يجب ان يعرف , اليس كذلك؟
-
نعم... نعم .. بالطبع ... سأكون شاكرة لك.
وعادت الى المكتبة واغلقت الباب وراءها , محاولة تجميع افكارها , من غير المجدي ان تحاول إيجادجيرمان في الشركة , فلن يقترب من هناك حتى يشفى وجهه المتورم , وإذا لم يكن ع طبيب الأسنان فهو لا شك في شقته .
ورن الهاتف مرات ومرات دون جواب , وتمنت لو يكون جيرمان معها الآن , فهي بحاجة للحديث معه, وان تشاركه مخاوفها واول مشاعر مشاعر الحزن, فهو سيفهمها , فهو يحب جدها حتى ولو لم يكن بالقدر الذي تحبه هي.
وارتجف فمها , وتمسكت بطرف الطاولة ... إنها تخدع نفسها , فكل شفقة جيرمان ستكون موجهة لنفسه فقط , كما كان يفكر بنتائج وفاة ماثيو على الشركة حتى قبل ان يموت , وبالتالي نفسه.
مارك هو من تحتاج له , مارك وحده من تريده , ولكنها فقدته الآن الى الأبد , فموت ماثيو اراحهما معاً من كل الالتزامات نحو بعضهما.
وانتزعها من افكارها صوت سيارة تقف عند الباب , وظنت القادم جيرمان , أتى ليضمد جراحه بسلام و أمان في بريوري , وحضرت نفسها لملاقاته وهي تخرج الى الردهة ... أن تعلم يموت ماثيو أمر , وان تبلغ شقيقها بهذا الموت , أمر آخر , ووقفت في الردهة تنظر الى الباب , وهي تستجمع قوتها وشجاعتها.
وفتح الباب ودخل مارك وهوي ينفض قطرات المطر عنه , وشاهدها على الفور , وعقد حاجبيه بتقطيبة متسائلة , وقد لاحظ وجهها الشاحب وعينيها الزائغتين , فقال بخشونة :
-
ماذا حدث بحق الجحيم؟ هل ازعجك أحد؟ اظن ان هذه سيارة والدتي في الخارج ... لقد تركت لي رسالة أنها قادمة الى هنا, وغادرت قبل ان استطيع منعها...
فهمست لوسي :
-
إنه ماثيو !...
وتراجع رأسه بحدة , وحدق بها قليلاً وهو يخرج نفسه من صدره بتنهيدة عميقة , وقال هامساً وبقلق:
-
لقد كنت اخشى هذا منذ وقت طويل ... الأفضل ان تجلسي قبل ان تنهاري , أنا هنا الآن . وسأتدبر كل شيء , وليس عليك ان تقلقي.
وكادت لوسي ان تضحك لهذا الكلام , وعضت على شفتها .
-
شكراً لك... انت لطيف .. لطيف جداً , وكذلك والدتك , كانت على وشك ان تتصل بك .. لتطلب منك ان تأتي الى هنا.
-
أنا واثق من هذا, ومن المؤكد انك كنت ستفعلين الشيء نفسه يا لوسي , أليس كذلك؟
ونظرت اليه , وعيناها الخضراوان مصدومتان فقال بأسف :
-
أنا آسف ... هذا ليس وقتاً مناسباً لبحث مشاكلنا الخاصة ...
ووجهت لوسي نظرها الى الأرض :
-
بالعكس .. بطريقة ما , هذه افضل فرصة لي كي .. اؤكد لك ان هذه.. الخطبة لم يعد هناك حاجة لأن تستمر .. في الواقع أرغب في ان تتوقف الآن , وهنا.


وصمت مارك , وضاقت عيناه الرماديتان وهو يتفحصها ... ثم قال :
-
انت تدركين ماذا تقولين.
-
اوه ... ولكنني ادرك , لقد عقدنا اتفاقاً لأجل ماثيو ... وله فقط و .. ورحيله ينهي كل شيء.
وامسكت الخاتم الماسي الكبير , وخلعته من اصبعها ومدت يدها اليه, ولم يتحرك ليأخذه , بل قال بهدوء:
-
لا اعتقد ان هذا وقت مناسب للقرارات المتسرعة , فأنت مشوشة الفكر وبحاجة لوقت للتفكير , ولم يكن هناك شيء آخر افعله منذ ان التقينا .
وشعرت برغبة جامحة في ان تركع على الأرض وتبكي, ولكنها لم تجرؤ على إظهار اي إشارة تنم عن ضعف , يجب عليها ان تجعله يصدقها:
-
لا يمكنك الادعاء بأنك تريد لهذه ... الصفقة التي عقدناها ان تستمر , بعد ان زال السبب الذي دفعنا لعقدها .
وظنت انه فوجئ , ولكن عندما تكلم كان صوته متماسكاً:
-
لا ... لن ادعي هذا يا لوسي, ولكن هل خطر لك ان الوفاء برغبات ماثيو لا يمكن تجنبه , لقد كان مصمماً اكثر مما تظنين.
-
ولكنني مصممة اكثر.
ووضعت الخاتم على الطاولة قرب باب الجلوس , وقالت :
-
والدتك في الداخل , وسأطلب من السيدة برونسون ان تجلب المزيد من الشاي, ثم سأذهب الى غرفتي لفترة , فأنا أريد ان اكون لوحدي.
وقال لها بهدوء بارد:
-
كما تريدين...
كما اريد ... اريدك ان تحبني , وأريد أتمكن من البقاء على صدرك وبين ذراعيك , أتمنى ان تكون حبيبي لأستيقظ صباحاً, وأجدك بقربي , وأعلم انني لن أكون وحيدة مرة اخرى.
مرت بالردهة في طريق عودتها من المطبخ , كانت فارغة, ولكنها سمعت اصواتاً من غرفة الجلوس المقفلة.
خاتمها كان قد اختفى عن الطاولة , وهي تصعد الى غرفتها شعرت كم تبدو يدها عارية من دونه.
عارية ... فار غة كما هي الأيام... الأسابيع ... الشهور التي تنتظرها الآن .. دون مارك.



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-14, 04:24 AM   #20

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 - لا شيء يهم

انتهت مراسيم الدفن ... المنزل كان مليئاً بالناس الراغبين في تقديم تعازيهم , ولكنهم الآن يغادرون , واحست لوسي بالراحة لقرب نهاية هذه المحنة .
كان اليوم بارداً جداً, ونصحها جيرمان ان اتبقى قرب النار وهو يودع المعزين.
خجلت من نفسها لأنها لم تعرف كم من الدموع التي ذرفتها كانت لأجل ماثيو , وكم منها كان على نفسها , على وحدتها , وقلقها , حتى في حزنها على جدها الذي احبته لم تستطع التخلي عن أنانيتها.
ولم يقل مارك اية كلمة حول موضوع فسخ خطبتهما , وكان يجب ان تكون مسرورة لهذا, ولكن إذا كانت صادقة مع نفسها , هو لم يقل شيئا تقريبا له طابع شخصي, بل كان لطيفا ومتفهما مهتما ... ولكن بقي متحفظا.
والدته لاحظت اختفاء الخاتم من يدها على الفور , ولكنها لم تقل شيئا. مع ان وجهها بدا عليه القلق , وكانت قد أمضت ليلتها في بريوري ولاحظت لوسي , بدهشة ان وجودها قد خفف التوتر ما بينها وبين مارك , وما إن غادرت أمه المكان , حتى عاد يختبئ خلف قناع البرودة المتغطرسة التي اصبحت معتادة عليها .
والتفتت الى المدفأة , كانت النار قد اوشكت ان تخبو , فركعت على الأرض لتضع الحطب , وفتح باب غرفة الجلوس ودخل جيرمان وقد بدا عليه التعب.

-
هذا آخر شخص قد تركنا .. شكراً لله ... ظننت ايربي غولمان لن يذهب ابداً, دون شك كان يرغب في مقابلتك وجهاً لوجه.
-
اتظن هذا؟ ولكن كان لديّ انطباع انه كان يتجنبني .
-
ليس انت يا حلوتي .. بل خطيبك السابق , وهناك شائعة في المكتب انه سيستقيل عما قريب.
-
سيكون أمامه الكثير من العروض من مؤسسات اخرى , جدي كان يقدره كثيراً....
-
اجل... ولكنه لن يحصل على نفس التقدير من ايفانز, أكانت الخطبة ملغية أم لا , مسكين ايربي ... كنت اتمنى لو انك لم تخربي عليه مستقبله بالأمل فيك.
-
هكذا إذاً .. والآن دعنا نجد المحامي وننتهي من مسألة الوصية , هل تعرف اين هو ؟
-
إنه ينتظرنا في المكتبة... لأسباب خاصة, ربما يعتقد ان تلك الغرفة مقدسة لقراءة شيء جليل كالوصية.
وتنهدت لوسي:
-
هل يجب علينا حقاً ان نقرأها , وما الفائدة ؟ نحن نعرف مافيها.
-
اعتقد أننا نعرف.
-
بالطبع لقد اخبرنا بنفسه منذ سنوات , لايمكن ان تكون نسيت.
-
لم أنس ما قاله يومها, ولكن الكثير حدث منذ ذلك الوقت يا لوسي , ألم يخطر ببالك ان هناك بعض التغييرات قد تكون حدثت ؟ أم أنك لم تعلمي ان المحامي العجوز حضر الى المستشفى عدة مرات بناء على طلب مستعجل من ماثيو ؟
- لا ... لم اعرف ... ربما كان يريد ان يوصي بشيء لمارك , فقد كان يحبه.
-
اجل هذا صحيح .. اين ايفانز الآن ؟
-
لا أعلم , ربما في غرفته , يوضب ثيابه للرجيل , فوالدته ستعود الى فرنسا , وسيرغب في قضاء بعض الوقت معها قبل ان تسافر , إضافة الى انه لم يعد لديه مايبقى لأجله.
-
لست أوافق معك على هذا, يا حلوتي ... إنه مهتم بالوصية ... من خلالك.
-
لم يعد له شيء هنا .. ألم تلاحظ هذا؟
-
طبعاً لاحظت اختفاء الماسة من يدك , واعتقدت ان الأمر له علاقة بحزنك على جدك.
ونظر اليها نظرة مخيفة :
-
بحق الله يا لوسي! انت لم تتصرفي بطريقة مأساوية .. اليس كذلك؟
-
إذا اخترت ان تصف الأمر هكذا .. اجل لقد فعلت.
وقال لها شقيقها بصوت حاد:
-
إذاً أنت غبية يا عزيزتي , من بعض التلميحات التي قالها لي المحامي العجوز , فهذا أمر قد تندمين عليه, و الآن لندخل المكتبة ونسمع ما سيقول.
كان مارك في المكتبة عندما دخلاها , وبدأ المحامي يقرأ الوصية , وكان فيها بعض التنازلات الصغيرة , بما فيها مبلغ سخي من المال لآل برونسون , قبل ان يصل الى الجزء المهم فيها . وذكر مايختص بجيرمان اولاً , وكان كما شرحه لهما ماثيو بنفسه , وسمعت اسمها , ونظرت الى المحامي , بعد ان لاحظت تردده , وتنحنح المحامي قليلاً وقال :
-
لست واثقاً يا آنسة بانهارد , اذا كان جدك اخبرك بمخططاته بالنسبة لحصتك من الوصية , وكما تعلمين كان في نيته ترك هذا المنزل لك وما يكفي من مال يوفر لك مدخولاً ثابتاً, إضافة الى بعض الأغراض الشخصية , ولكن , على ضوء زواجك المرتقب , قرر ان يركز أكثر على المستقبل, ولذلك , فهذا المنزل والمدخول الذي ذكرته قد أوصى به كوقف لأولادك من السيد مارك ايفانز , وكل هذه الوصية مشروطة بزواجك من السيد ايفانز في غضون شهر واحد.
واحست بضجيج في أذنيها , وبدا وجه المحامي وكأنه يبتعد عنها مسافات طويلة , وقالت بصوت خفيض كطفل مهذب:
-
أنا آسفة .. لم أفهم تماماً ما قلته.
-
وهل كان تفسيري لك غامضاً هكذا , إذا الأفضل ان أقرأ لك الشروط كما هي مدونة هنا.
الكلمات القانونية الجافة لم تكن أسهل كي تفهمها , ولكنها اعطتها فرصة للتنفس , وأقنعهتها بأنها حقيقة فظيعة مرعبة , عندما انهى المحامي قراءة الوصية قالت :
-
إذا لم نحقق أنا والسيد ايفانز هذه الشروط , ماذا يحدث؟
ونظر المحامي الى الأوراق وبدأ محرجاً:
-
سوف تستفيد عدة مؤسسات خيرية من ربع بيع المنزل ومن الأموال التي كانت ستعود اليك.
-
بكلمات اخرى ... أنا لن أحصل على شيء.
- بالعكس آنسة بانهارد , لست ادري اين المشكلة فأنت والسيد ايفانز مخطوبان , وفهمت من المرحوم ان زواجكما سيتم قريباً, وكل ماحدث ان ارثك وضع تحت الحراسة لأطفالك , وكما تعلمين آنسة بانهارد زواجك كان أعز أمنية على قلب جدك, وأفترض ان الأمور ستكون مرضية للجميع.
ومن ناحية الأخرى من الغرفة وكأنما من الناحية الأخرى للعالم سمعت مارك يقول:
-
لا سبب ابداً . شكرا يا سيدي لشرحك لنا رغبات السيد بانهارد بهذا الوضوح , هل نستطيع إقناعك بأن تبقى معنا للغداء؟
-
أنا شاكر لك كثيراً, ولكن يجب ان أعود الى مكتبي فلديّ مواعيد مهمة.
وبطريقة ما وجدت لوسي نفسها تصافح المحامي, بينما رافقه جيرمان ومارك الى الخارج, وعادت لتغرق في كرسيها وتحدق امامها في الفراغ وعاد جيرمان اولاً.
-
إذا ... يا حلوتي.. لقد عدتي عروساً من جديد.
ونظرت اليه لوسي بذهول:
-
كنت تعلم!
-
ليس بالتفصيل , ولكنني توقعت ان يجد طريقة ما ليحشرك في الزواية , ماثيو لم يكن ابداً يثق بأحد , ولابد انه عرف ان خطوبتكما لن تعيش أطول مما سيعيش هو.
وردت عليه بوحشية :
-
كيف استطاع فعل هذا ؟ كيف استطاع ؟
-
ليتأكد من حصول مايريده , كالعادة , كان رجلاً عنيداً , ولن يترك شيئاً تافهاً كالموت يتدخل في إفساد مشاريعه للجنس البشري , أو على الأقل ما يتعلق به منها.

وضحك ضحكة قصيرة :
-
مشكلتك الآن هي إقناع هذا العنيد السيد ايفانز ان هناك تغيير رومانسي في قلبك نحوه , دون ان يكون هناك اسباب مادية , واتمنى لك التوفيق.
ووقفت واتجهت الى النافذة وقالت بصوت مرتجف:
-
استطيع ان اطعن بصحة الوصية .
-
على أي اساس ؟ على اساس ان ماثيو كان غير مالك لقواه العقلية ؟ هذا لن يفيدك ياعزيزتي , لقد بقي واعيا حتى النهاية , وانت تعرفين هذا , وكذلك يعرفه كل من كان على اتصال به , لا ... يا شقيقتي العزيزة , ان عليك الاستسلام للمحتوم , وهو في حالتك مارك ايفانز , استخدمي قوة إقناعك , وستعود تلك الوصية الى مابين اصابعك قبل ان تشعري بها عائدة.
-
لا استطيع ... افضل الموت !
-
كلمات شجاعة , ولكنك لا تستطيعين خداع احد يا لوسي , فالمسدس في رأسك وهو محشو هذه المرة , وعليك ان تكوني عملية .
وتدخل صوت مارك عن الباب قائلاً:
-
اجل .. على المرء ان يكون هكذا بالفعل .
وبقيت لوسي واقفة كما هي , ظهرها اليه , وقلبها يخفق بقوة حتى انها شعرت بالمرض , وانتظرت ان يقول مارك شيئاً آخراً, ولكن الصمت في الغرفة طال , وبدأت تشعر بالتوتر , واحست بالحاجة للصراخ.
ثم قال لها بنعومة:
-
ماذا تنتظرين يا جميلتي ؟ ان أعلن عن مشاعري , وأنا راكع؟
-
هذا صعب عليك .
-
إذاً لنتبع نصيحة شقيقك ونلتزم بالواقع , فإذا لم نلتزم بما يطلبه جدك , ستجدين نفسك دون منزل , ودون قرش واحد, هل توافقين على وصفي للموقف؟

- استطيع الحصول على وظيفة ... أنا لست يائسة .
-
لا ... ولكنك بدون خبرة , ولن يعرض عليك احد أية وظيفة بنصف الأجر الذي كنت تقبضينه من هارولد بانهارد هذا إذا استطعت ان تجدي وظيفة.
-
أنا مدركة تماماً انني معرضة للبيع .
-
بالفعل ... ولن تحصلي على عرض أفضل من عرضي يا لوسي , على الأسس الاقتصادية فقط .
-
وماهي الاسس الأخرى التي يمكن ان تكون موجودة ؟
-
لا شيء آخر , ماثيو وضعنا في مأزق حرج يا جميلتي , ولم يترك أمامنا أي خيار , ومع ان كلينا لا يرغب في هذا الزواج , فعلينا ان نتممه , ولكن لا يجب ان يكون كالحكم المؤبد , فلم يفرض ماثيو اي شرط لبقائنا متزوجان.
و تملكها الغضب, ولكنها تمكنت من السيطرة على نفسها وقالت :
-
تجعل الأمر يبدو سهلاً , ولكنه ليس كذلك , فهناك شروط اخرى يبدو انك نسيتها.
-
أتعنين إيمان ماثيو القاطع بقدرتنا على إنجاب الأولاد ؟ لست أرى لماذا لا ننجب اطفالا.
-
لا .. ماعدا انني لا اريد .
-
وماهو الذي لا تريدينه؟.
-
ان انجب طفلاً لايمكن ان يكون حقيقياً , وبيننا لا يمكن ان يكون , ليس اذا كان تدبيراً مؤقتاً بمتطلبات قانونية.
فصمت قليلاً واجاب .
-
هذه مسألة عائلية , هل يطمئنك لو انني وعدت ان أي زواج بيننا سيكون فقط مجرد متطلبات قانونية؟
-
انا لست ادري , لا استطيع التفكير بوضوح , يجب ان تعطيني وقتاً.
-
لقد سمعت منك هذا من قبل, حسن جداً يا لوسي , خذي قدر ما أنت بحاجة له وقت, حتى نهاية الشهر , بالطبع , وهكذا لن يتساءل احد إذا أتممنا الزواج ببساطة وهدوء.
-
انت واثق جداً من نفسك , ومقتنع انني سأوافق.
-
أحب ان اصدق ان لديك بديل, ولكنك تحبين هذا البيت , وتمتعت دائما بمستوى معين من المعيشة ولا اتصور انك قد ترمين كل هذا....
-
من اجل المبدأ ؟ لا... هذا ليس طرازي .. اليس كذلك؟ سأعلمك متى توصلت الى قرار ولا شك انك تود العودة الى لندن الآن , لقد كنت لطيفا معي.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.