يوميات العبّادي .. * مميزة *

[العبادي]

يأخذُ الانسانَ - حينا بعد حين - حالٌ من الوجدِ ..
أو الشوق ِ ..
أو الطّربِ ..
فيجدُ في أشعار يونس الابن وسعيد عقل والأخوبن رحباني .. وفي أغاني فيروز مايُترجمُ عن هذه الحال فيدندنُ ويتغنّى !
وكأن فيروز وكأني صوتٌ واحدٌ ونغمٌ واحد ..
خلجاتٌ تتّقد ..
وخواطرٌ تتردد ..
ويوم و يومين و جمعة .. وشهر و شهرين
تعبت بعيني الدمعة .. وين غايب وين ؟

شهر و شهرين و بعدك .. بعدك بتقول
تقول محافظ عا وعدك ..و الوعد يطول
و قلبي الناطر عابعدك .. بالو مشغول
مشغول و ليله بعدك .. صاير ليلين

عالعالي طاروا و علوا .. جوز حساسين
حساسين و راحوا غلوا.. بعب الشربين

و يسأل وينن ؟و نقول له: راحوا الحلوين
الحلوين الكانوا يملوا ..من راس العين

العبّادي

[العبادي]

لا يطرد الضّجر من النفس إلا متعتان اثنتان لا ثالث لهما :
متعة الشغل ..
ومتعة المعرفة ..
ومن هنا تأتي قيمة الأساسين الكبيرين في حياة الانسان من بداية الكون إلى نهايته :
العمل والشعر !

فالطبيعةُ ..
والمعرفة ُ ..
والبساطة ..
وصفاءُ النّفس ِ والوجدان من ناحية ..

والجهلُ..
والبطرُ..
والإنعماسُ في الملذات من ناحية أخرى ..

هما طرفان لايلتقيان في حياة الإنسان ..
لأن الانسان والحيوان قد تباعدا من ملايين السنين !

العبّادي

[العبادي]

محارُ البحار ِ الذي يصنعُ اللؤلؤ ..
يصنعُه حين يخدش جسمٌ غريبٌ عالمَ اللؤلؤ الداخلي الرّخو ..
فتبدأ المحارةُ بتغطية هذا الجسم الغريب بتلك المادة اللامعة التي تستخدمها في طلاء الصدفة من الداخل !
أحسبُ بيقين أن المحار الذي يصنع اللؤلؤ من الجراح يُقلّدٌ قلب الإنسان!!
فقلبي كلما أصابه جُرحٌ صنع لؤلؤة ..

العبّادي

[أمة الله]

مساؤكَ إبداع سيّدي ..


جميل ما خطّته أناملك ..
ما بين سخريّة وجديّة أبحرت معكَ .. وقفت كثيرا في لحظات ألم أحسستها صادقة .. وضحكت كثيرا حينما وصفت المرأة بصفات ربّما ضخّمتها قليلا ^_^

ممتعة يومياتكَ ..

في المتابعة ..
ياسمينة لكَ ..

[العبادي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله

مساؤكَ إبداع سيّدي ..


جميل ما خطّته أناملك ..
ما بين سخريّة وجديّة أبحرت معكَ .. وقفت كثيرا في لحظات ألم أحسستها صادقة .. وضحكت كثيرا حينما وصفت المرأة بصفات ربّما ضخّمتها قليلا ^_^

ممتعة يومياتكَ ..

في المتابعة ..
ياسمينة لكَ ..

أسعدَ اللهُ صباحكِ أيتها الفاضلة ..

أشكرُ لكِ متابعتكِ ..

فجزاكِ الله عني خيرا كثيرا .. وأسعدكِ في الدنيا والآخرة

أما كتاباتكِ و أشعاركِ فسأبحث عنهما إذ وجدت وجدت في توقيعكِ أُنموذجا فريدا

سعيد بمروركِ ومتابعتك

[العبادي]

اليوم هو رأس السنة الهجرية ..

ويومُ الهجرة هو اليوم الذي كان فيه النبيُّ عليه الصلاة والسلام مُطاردا .. مَجْهودا.. رصدت فيه قريشٌ مئة ناقة لمن يأتي به حيا او ميتا !

كان يومُ الهجرةِ لثلاثة عشرَ عاما من المحن الشداد التي تظاهرت على الايمان والصبر حتى قال وهو يلوذ بحائطٍ من حوائطِ ثقيف :

"اللهم إني اشكو اليك هواني على الناس .. "

ثم كان يومُ الفتح ِفاتحة ًلأربعة عشرَ قرنا من النصر المؤزر والفتح المبين ..
يوم خَنَسَ الشركُ ..
واستخزت الجهالةُ ..
وذلت قريشُ ..
حتى قال وهو واقفٌ بباب الكعبة :

"لا إله الا الله ..
صَدَقَ وعده ..
ونصر عبده ..
وأعزَّ جُنده ..
وهزم الأحزاب وحده .. "


يوم الهجرة .. ويوم الفتح :
يوم الخائف المجهود ..
ويوم الآمن المشهود ..

يوم الهجرة : عندما حمل النبيُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ رسالةَ الايمان ..
وحملَ ابوجهل رسالةَ الشيطان ..
عندما إستحالت مكة جبلاًَ من السعير .. تمور بالفتن .. وتتسعّر بالعذاب .. وتتفجر عليه سفاهةً .. وأذى .. وهونا !

لقد عذبوه في نفسه ..
وفي قومه ..
وفي اصحابه
ليحملوه على ترك هذا الامر فما لان ولا استكان ..
حتى تدخَّل الشيطان في دار الندوة فقرر الموتَ ..
وتدخّل اللهُ بروحهِ في الغار فقدّر الفوتَ ..
وكأن هؤلاء الناجين بدين الله يوم الهجرة يعودون يوم الفتح فإذا هم عشرة آلاف من جند الله يجرّون الحديد على الخيول والنياق ..
لايظهر منهم وراء الدروع غير حِدق العيون )
وأبو سفيانُ - زعيمُ قريش ٍ- قد اشترى حياتَه بإسلامه ثم وقف مع العبّاس ِ بمضيق الوادي يشهدُ جيشَ الفتح ِوهو زاحفٌ الى مكة َ ويقول :

" هذا والله مالاطاقة لنا به ..
لقد اصبح مُلكُ ابنُ أخيك ياأبا الفضل عظيما ! "

فقالَ العبّاسُ :

"ياأبا سفيان انها النبوّة .. "

ثم نجا ابو سفيان الى مكة ليصيحَ بأعلى صوته :

( يامعشر قريش لقد أتاكم محمدٌ بما لاقِبَلَ لكم به فسلِّموا تسلموا)

مكةُ الطاغية التي لبثت ثلاث عشرة سنة تفورُ بالسفهِ ..
والحقدِ ..
والإفكِ ..
والضغينةِ ..
والبذاءة ِ..
والأذى لمحمدٍ .. ودين محمد .. واصحابِ محمد ..

هاهي تخشع خشوع الجناح المكسور ..
وتسكُنُ سكون القبر ِالمهجور ..
وتبيتُ ليلةً من ليالي الشتاءِ الباردةِ الطويلةِ وقلبُها يرجفُ من هول الغدِ .. وانتقام المنتصر .
ثم تُصبح وإذا أهلها بين قابع ٍفي منزلِه ..
أو عائذٍ ببيتِ الله ..
أو لائذٍ بدار أبي سفيان .
وفرقُ الجيش ِالمسلم ِتنحدرُ من ذي طِوى مكبرة مهللة :

( الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر
لااله الا الله ..
الله اكبر كبيرا ..
والحمد لله كثيرا ..
وسبحان الله بكرة واصيلا ..
لاأله الا الله ..
صدق وعده .. ونصر عبده .. واعز جنده .. وهزم الاحزاب وحده
لا اله الا الله
والله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر )

والرسولُ الكريمُ على ناقتِه وقد طأطأ رأسَه على رَحلِه حتى كاد يمس قادمته ..
وعلى جوانبِ الطرق ِالألسنة ُتذكر ..
ومن وراءِ الحجراتِ العيونُ تنظر ..

وهاهو عليه الصلاة والسلام يخاطبُ اهلَ مكة َ:
ماتظنون أني فاعلٌ بكم ؟

فيقولون : أخٌ كريمٌ وابنُ أخ ٍكريم ٍ..

فيقول اذهبوا فأنتم الطلقاء ) !!

الهجرةُ درسٌ للإنسان المستضعفِ المظلوم ِالمحاصرِ إذ ا بَغى عليه الباطلُ .. وطغىَ عليه الكفرُ .. وتنكّر له القومُ
فيعرف كيف يصبر على الحصار ِ
وكيف يقوى على الكيدِ
حتى يبلغَ دارَ الأمان فيقوى ويعزُّ بإذن الله ..

والفتح درس للانسان المنتصر إذا تمكن عرف كيف ينسى الضغائن ويرتفع عن الانتقام ..

ولكم في رسول الله اسوة حسنة ..


العبّادي

[العبادي]

1436هـ

هاهي الدنيا تستقبلَ العامَ الهجري الجديدَ وهو يبرزُ من حُجبِ الغيبِ بروز الزهرةِ من أكمامِها .. لاتدل معالم وجهه على خيرٍ ولاشر .
نستقبلُ العامَ الجديدَ وهو يبصُ في ظلام الغدِ بصيص الأمل في حواشي اليأس ..
ونشيع هذه السنة الفارطة وهي ترزحُ بالحوادثِ الجِسام ..
وبما اريقَ من الدماءِ الحرام ..
وبين الساعةِ التي نشيِّع فيها العام الفقيد ..
والساعة التي نستقبلُ فيها العام الوليد ..
يرتسمُ الحدٌ الفاصلُ بين الذكرى والأمل ..
بين الماضي والآتي ..
بين مرحلةٍ ومرحلة ..
بين الخريف والربيع ..
وما يوم النّاس إلاّ ذكراهم للأمس .. ورجاؤهم للغد ..
وما حاضرُهم إلاّ التَّحسر على الماضي .. والتخوُّف من المستقبل .

والفُلكُ الدوّار يتحركُ حركة الطاحونة الدائرة ..
والناس بعضهم يزرع الأمان والعمران والخير ..
وبعضُهم يزرع الموتَ والدمار والخراب
وامةُ الاسلام هي هي خيرُ امةٍ اخرجت للناس .. أمرت بالمعروفِ ونهت عن المنكر..
وأعلنت كلمةَ اللهِ ..
وبلّغت رسالة الحق ..
وحملت أمانة العلم ..

هذا تاريخنا تتألق أيّامُه الغرُّ في ظلام الماضي كما تتألق الكواكبُ الزُّهرُ في حَلَكِ الليل ..
أرشدت الضال فاهتدى ..
وحَمَتْ الذليلَ فعز ..
وعلّمتْ الجاهلَ فتعلّم ..
ثم مكّنتْ في أرضها الفسيحةِ ودنياها العريضة لعناصر الجمال والخير ..
هؤلاء الذين هالهم سر الاسلام وراعهم معناه فحاولوا ان يطفئوا نوره ..
ويُخفِتوا صوته ..
قد أخطأوا فهمه .. وجهلوا قواه !

ياقوم ..
نورُ الاسلام من الله وسيسطع ماسطعت الشمس ..
وصوتُ الاسلام من السماءِ وسيرتفع ما ارتفع الحق ..
وسلطان الاسلام من العدل وسيبقى مابقي الكون .

ليعلم هؤلاء الذين حاربوا الاسلام بكل طريق ..
ليعلموا أنَّ الاسلام روح .. فهو حياة
وان الاسلام عقيدة .. فهو قوة ..
وأنه شريعة .. فهو دستور ..
وأنه رحمة .. فهو سلام ..
وأنه عائدٌ الى مصدره :
باهرٌ كما صدر عنه ..
طاهرٌ كما انبثق منه ..

العبّادي

[العبادي]

ها هي نسائمُ الصباح ِ قد أخذت تنفحُ الحقولَ بالطراوةِ المُنعِشة ..
ودارتنا الأنيقة المتواضعة تغرقُ في سكون ٍ حالم ٍ ..
والأشجارُ ترفُّ على جوانبها الأربعةِ بالجمال والعطر فتُذهبُ عن صمتها الانقباض وعن سكونها الوحشة !!
وكلبي المهذب الجميل قد ذهبَ يتهادى بين الأزاهير ثم يعودُ بين الحين والحين ليداعبني على قدر مايفهم من الدعابة ..ثم إنتبذ مكانا قريبا مني ونام ..
فكلُّ شيءٍ هنا - على بساطته - يقع عليه الطّرفُ يُعلنُ عمّا وراءهُ من ذوق فنّان ٍ ونفس ٍ شاعرة ..

[العبادي]

تحتَ شجرةِ التين كنتُ البارحة أقرأ الفصل الثاني من رواية ( الإفك ) للكاتبةِ المُبدِعةِ ( أمةِ الله )
نعم هي مُبدعة في هذا البحر الطّامي وهذه المعمةِ العجيبة التي ضاعت فيها كلُّ المقاييس .. وفقدت الكلماتُ على أقلام الكاتبين وفي أذهان القارئين كل معانيها التي كانت لها قديما عندما نطق بها آدم عليه السلام عن ربّه لأول مرة ..
ما أعظمَ الكلمةَ ..

وما أعمقَ أصُولَها ..

وما أوسعَ آفاقها ..

وما أبعدَ مداها

ولكن في زماننا هذا فقدت الكلمات كلّ معانيها ومدلولاتها .. فتسمع من الشاعر الشويعر المشعور الشعرور كلمات مشدودة من شعرها شدا ..
ومجرورة في الوحل والطين جرّا ..
تصدمُ الإحساسَ والذوقَ بألفِ صجرة وصخرة !

وفي هوشة هذا الانحدار المُريع إلى الادّعاء والغباء .. تشهدُ عيناك اتفاقا - هنا أو هناك - روائية يرتفعُ إليكَ من كلماتها عِطرٌ لايُحبسُ في قتيتة .. ولايُباع في دكان !

ياقوم ..
الأدبُ والحياةُ متلازمان ..
وفي الأدب الحق تبثُّ الحياةُ كُلَّ معانيها وتُنتُ كلَّ دواليها ..

وإذا كان الأدبُ والحياةُ متلازمين .. فلابد أن تكون الكتابةُ في نفس صاحبها حاجةً لا شطارة .. وحقيقةً حيّة حارّة لاتسلية جامدة باردة ..
وينبوعا متدفقا من بطن الأرض بعدما عبرت مياهُه أعماقَ البحار وآفاقَ السّماء ..
وعسلا سائغا من بطن النحلة بعدما جمعت الرحيق من ألف زهرة ثم مجّته في بطنها لتُخرج لنا عسلا فيه شفاء للناس ..

العبّادي

[العبادي]

آَه لَو رَأَيْتَم كلْبيَ المُهذّب مُمَدَّدَا تَحْت قَدَمَيَّ يَنْظُرُ الَيَّ بِعَيْنَيْن صافْيَتَين ..
وَيُحَرِّكُ ذَيْلَه بَيْن الْحِيْن وَالْحِيْن حَرَكَة ضَئِيّلَة مِن غَيْر تَكَلُّفٍ .. عَلَامَة الْإِطْمِئْنَان وَالَسَّعَادَة وَالْهَنَاء !

آه لو رأيْتمُوه يُشَارَكُ الْأَطْفَالَ لَعِبِهم وَمَرَحِهم فَيَجْرِي بَيْنَهُم قَافِزًا ..
فيَتَظَاهَرُ مَرَّةً بِالْهُجُوْم عَلَيْهِم ..
وَيَتَظَاهَرُ مَرَّة بِالْهَرَبِ مِنْهُم ..
فَتَخَالُه أُبُّ بَيْن أَبْنَائِه الْمَرِحِين ..
حَتَّى إِذَا أُخذَ مِنْهُم الْتَّعَبُ مَأْخَذه انْسَلَّ مِن بَيْنِهِم وَرَاح يَتَمَطَّى وَيَتَمَرَّغ ..
ثُم يَعْتَدِل فِي تَمَدُّدِه وَيَتَوَسَّد يَدَيْه وَيُغْمِض عَيْنَيْه وَيَنَام .

العبّادي