19-10-14, 07:28 AM | #1 | ||||||||||||
مشرف المنتدي السياحي وكاتب متألق في القسم الادبي ونجم منتدى الفن وقلم مميز بخاطرة من وحي الكلمة
| الذئبُ بين العنب والطين ! ارسل الذئب ُ طرفَه في الفضاء فرأي علي البعدِ كرماً تهدَّلت أغصانه .. وتدلت عناقيده فهفا قلبُه الي العنب .. وتاقت نفسُه إلي بلوغ الكرم .. ونفسُ الشهوان كنفس الظمآن ..هذا يشتهي العنب ..وذاك يتحرَّق الي الماء ولكن بين الذئبِ وبين الكرم مستنقع لابد من خوضه .. بقي الذئب حائرا مترددا .. فتارة تدفعه طراءةُ الكرم ..وتغريه برودة العنب وتارة تقعد بهِ نتانة الوحل ووخامة الطين . فلما إشتد به العطش سوّلت اليه نفسُه أن المستنقع قريب الغور سهل المعبر .. لايلوث غير قدميه وذلك أذي الي جانب اللذة قليل ! فما الذي يمنعه أن يجرّب مايفعله الآخرون . مدَّ الذئبُ قدميه الي المستنقع فغاص فيه حتي ركبتيه .. فوقف مترددا مرتابا يداور الامر في نفسه : لعل الرجوع أخف مئونة واحمد مغبةً ..ولكن الريق جف من الظمأ ! لا .. أما وقد بلغتُ مابلغت فليس من الرأي أن أرجع فيذهب ذلك العناء باطلاً .. لا ..لاينبغي أن أكترث لما ألقي من الوحل - قل او كثر - فمتي إغتسلت في النهر عدتُ نقي الجسم طاهر الثوبِ . أمضي الذئبُ علي هذه الفكرة عزمَه وتقدم حتي بلغ الطينُ صدرَه ..ثم عُنقه .. حتي طمّ فوق رأسه وكاد يصرعه الخناق .. جاز المستنقع بعد عناء واكل من العنب الذي اشتهاه حتي إمتلأ .. وعندما نظر الي نفسه أجفَلَه مارأي : منظر بشع .. ورائحة خبيثه .. وبعد أن حاول ان يغتسل من الوحل بالماء أدرك الحقيقة .. ادرك انه لابد للجرح من أثر .. ولابد للنتن من ذفر . العبَّادي | ||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|