آخر 10 مشاركات
صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          2 - الإعصار - روايات دار الامين** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          308 - بداية حب - روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          307-نداء القلب -جيسيكا جوردان -روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          305-علاقات خطرة - روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          303- العاشقة - روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          301-لعبة الحب -روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-14, 10:11 PM   #11

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..

ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$






البــارت : العاشر .




ما أرقَّ اللقاءَ بعد الفراقِ

رعشَةٌ في الجِنانِ والأحْـداقِِ
أهو الخوفُ أم شَغوفُ التلاقِ


فاضطربنا أَنوسِعُ الكونَ خَفقاً
أم نَفُـضُّ احتدامنا بالعنـــــاقِِ


أم نُريقُ الشموسَ في منتهانا
فيمــــوجُ اللقـاءُ بالإحتـــــراقِ


يعترينـا من الفيوضِ اختلاجٌ
طاعنُ الشوقِ مُتْرعُ الآفــاقِ


يا حبيبـي وُلـدتُ حينَ التقينا
ما أرَقَّ اللقـاءَ بعدَ الفــــراقِ


نحـن إلفـانِ ضمّنــا عبقـريٌّ
من شروقٍ يعِـجُّ بالإشـراقِ


نحن وِرْدانِ رتّلتنـا شُفُــوقٌ
فانسربنـا في شرفة الأفـلاقِ


وفتحنا في اللانهـائيِّ بابـــاً
وانْعتقنا في جـذوة الإنعتاقِ


وعقدنـا مع الزمـان اتفاقـاً
نتوارى في سُورة العُشّـاقِ


قد سَمَوْنا بالروح حين عشقنا
يالَــهُ الحـبُّ مِنْ شعــورٍ راقِ


يـا حبيبي إذا افترقنــا قليلا ً
سيضِجُّ اللقـاءُ بعد الفـراقِِ

* مقتَبس :$ , *




أين أنـــا من حنيني بينكم أيها الفاقد ؟!
ألا تنظر للراحلين فأسمع منك جوابًا !
مشعل .. أعتذر عن عشر سنوات مضت من عمري.. أنا مدين لك بها ..
انظر الي .. ألا تعرفنِي ؟!
أم أنّ ملامح الغُربةَ قد دفنتني ..
لما الدموع اللعينة تتحجر فلا تهطل..؟!
حتى وان قُحِّلت السحب.. فإنها يومًا ما ستهطل..
أما هذهِ العيون البائسة .. فإنها تشكو لوعَة اللا هطُول !! ,

لَوى شفتيه بألم .. حينمَا كان مشعل ينظر اليه فلم يعرفه ..
حينها شعر انه يضع يديه على لهيب نار .. ,
لقد شيعوا جثّتِي على ضفَاف الحنين..
آآهـ يا الله .. آآهـ ..
من لي غيرك رغم ان هذه السنِين تدُور ..
يعُود الي فلا يعرفنِي..
لا لوم عليك يامشعل..
لومٌ على ذاك المقبور في مقبرة الخلاص ..
آآآهـ وألف آآهـ ..

هذهِ الكلمَات كانت تدور في رأسه في العقل اللاواعي.. وفي العقل الواعي لم يعلم ان الاكسجين قد ضاق من صدره واصابته غشَاوة عظيمة على عينَاه .. فتح جميع ازرة قميصه لكي يتنفس.. شعر بأنه ينازع..
عشر سنين.. وهذا طيف من الاطياف..يكون واقعًا !!
عشر سنين ؟؟!
كيف لا يعرفه.. فالفاقدين.. يفهمون تماما ملامح الحنين.. ويعرفونها حتى لو بعد مئات السنين !!

همس بإسمه وهو يلوي شفتيه بألم.. ,
شك بأن الجميع قد سمعه.. ولكن ثقل الكلمة ارتست بين شفتيه فقط..ليسمعها هو في ذاته وتتردد في نفسه مئآت وآلاف المرّات .. ,
حاول فهد ان يحمله..صب على وجهه الماء وهو يهمس : لا الا الله .. يووووسف وش بلاك !!

تقدم مشعل وهو يهمس ويمسح على رأسه : سلامات ماوراه الشر شفيه !!

ازداد الضيق الذي تعامر في نفس ليث..خصُوصًا حينمَا اقترب مشعل..
دُهش مشعل حينما لف الشخص المتعب اامام رأسه عنه..وكأنه لا يريده..
لكنه كان لا يعلم ان الشخص الذي امامه..لو نظر الى عيني مشعل سيفتضح امره..
لكن صوت الشهيق المصاحب بالنحيب..تعالى حتى احسّ ليث بطعم الدم في فمه..
وبدأ يسعل بقوة.. حتى استعاد عافيته ولكن رجفة عظيمة سرت في جسده..

آآه من ذاك الحنين .. !
سيفضح الراحلين بلا شك ,

جثى مشعل على ركبتيه يلف وجه الشخص المتعب وهو يقرأ عليه ويصب الماء حتى تنفس جيدًا وهمس له مشعل برأفة : سلامات يالطيب وش بلاك , ؟!!

التفت الى عيني مشعل.. ونظر الى عينَاه طويلاً ..
انـــظر الى عيني ..
علك تجد قسوة هذا العالم المتِين ضدّي ..!
انظر والتفت الى مخارج الآلام من عيني ..
انظر الى تلك الدموع المتحجرة في محافل جفُوني..
الست ترى القَسوة ..
الم تعرفني .!؟؟
الم يعرّفك الحنين بِي بعد , !!!


ارتجف مشعل وهو يرى عيني هذا الشخص..
صّوبته كطلقة مسدس !!
هناك الف حديث وحَديثْ مكتّظ في عينَاه .. وآهٌ من عينَاه .. ,
لكن ليث همس ينقذ الموقف : الحمدلله..بـخـيـ ..انا بخير..!
مشعل يبتسم له ويساعده على النهوض ..
اعتذر فهد وهو يهمس : السموحة منك ياخوي اعذرنا .. بس يوسف كان تعبَان شوي..
ابتسم مشعل ثم همس فهد وهو يمد يده : معك فهد ..وهذا يوسف..
ابتسم مشعل يصافح فهد ..ثم التفت الى ليث المدعو بيوسف ليصافحه ومسك يديه وهو يهمس : أنا مشعل .. مشعل المالك !!

ماذا عساها ان تكُون ردّة فعله .. !
ضغط بخشونَة على كف مشعل..
وحينمَا اراد مشعل ان يفُلت يده ..
ضغط بقوة كبيرة .. لم يشعر بنفسه..
لأن الحنين أسره بقوة..
يشم فيه رائحة الوطن ..
يشم فيه بقايا الراحلين وشتاتهم..
الم تعلم بعد انني الراحل بلا عودة !! ,؟


ابتسم مشعل يحاول ان ينقذ الموقف وهو يهمس : شكل يدي عاجبتك ! هههههه..

وبعد لحظات كان من المفترض ان يترك بها يد مشعل.. الا انه سهَى في مشعل ..
ثم انتبه لابتسامة مشعل الذي شعر بالاحراج..
افلت يد مشعل.. وشعر بأن مشعل يتألم من ضغطه له ..
ولكن الحنين هنا يلعب دوره بقوة ولا يرحم ..


فهد يتحدث : جزاك الله الف خير.. الا انت توك جاي بريطانيا ؟!

ابتسم مشعل ابتسامة واسعة : ايه جاي مع الاهل.. ساكن بالفندق اللي وراكم..في الدور الرابع

التفتت ليث وفهد الى الفندق.. واكتشف ليث بأنه نافذته من المُؤكد انها امام مكان سكنهم .. !

فهد : مابعدت كثير ..يعني جيران !
مشعل بابتسامة : دام انه كذا فغداكم اليوم علي ياعرب يامسلمين..
فهد يضحك : هههههههه لا لاتكلف على عمرك..
مشعل : لا والله ان تجون..
ليث برفض : السموحة يا اخ مشعل.. لجيتك صعبة ..!عدنا ظروف..!
مشعل يبتسم بقوة لغريب الاطوار هذا : ولا لك لوى يايوسف..انا حلفت وابي اتمم محلوفي.. تجون اليوم عازمكم على كبسة دامكم بدو من اهل الديار ..!

ليث كان سيرد ولكن فهد ابتسم وقبل الدّعوة..
انصرف مشعل بعد سلام غريب .. ووداع اغرب..
لكن ليث عيناه تلاحقان ابن عمّه ..
اخيه الصغير..الذذي رباه بيده ..
الذي كان ينيمه بجواره حينما كان في الوطن..
الذي يتقاسم مع الاكل والشرب فقط ليكون معه ..
اخيه الصغير ..
!!

التفت يريد الذهاب لا يريد الفطور..لكن فهد استوقفه : وراك يايوسف كاره الرجال ودعوته من يوم جا وانت قافيه !!

ليث يبلع الغصة ويكمل طريقه هامسًا : لو ما انت رديت بالقبول ولا كان مارحت..مالي خلق طلعات والحالة لله.. وداعة الله يافهد..!!

غَادرْ المَكان .. بروح موجوعة .. وبسعادة غريبة ..
المهم انها مشاعر متناقضَة .. ,
ترى من اصطحب معه مشعل.. عمّي..امه..جدّتي..امي..؟! اخته ..؟ ام زوجته !!!!!!






،



في بيت بو ليثْ ,
كان قد أتى بو رياض زيَارة للمنَزل ..
حتى يتطّمن على بنات اخيهِ اليتَامى .. فمن سيرعَى حقُوقهمْ ان كان ليس لهم مسنَدٌ ولا عمَد , !؟
دَخل الى المنزل مع الجَدة وهو يدخلها بعدما فتحت لهم اسماء البَاب وهمست : والله اشتقت لكم يافديتكم ..

بو رياض ابتسم قَبل ان يدخل : شوفي امك خليها تتغطى عشان بدخل مع الوالدة ..

اسماء بابتسامة : ادخل حياك امي خذت غطاها ..

دَخل وهو يتَحمْحَم .. احتيَاطًا فلا يعلم كيفْ يذرُوه الشيَطان فيغدر به ..
دخل وابتسم وهو يسلم سلامًا مُحترمًا على زوجة اخيه الذي يعتبرها في منزلة اخته ويهمس : عساك ع القوة يام ليث كيف حالك وكيف حال البنات واوضاعهن..!؟

ام ليث بابتسَامة تبتلع غصات الالم : حياك الله يابو رياض..كلنا بخير بس مثل مانت شايف نايمين وغازيين على طروا الليث..!

تنهَد بتنهِيدَة ألم يطمئنها : ليثك يا امه بيرجع ان ربي كتب له..الحزن بالقلب اتركيه وعلى الله يوسع الحال..

الجدة : صدق يام الليث ترا ولدك الله كاتب له الرجعة بيوم من الايام..

ام ليث بدَمعَة أسيرة اهلكتها فنطقت : مدري ليه محد يطمني ويخبرني نجاته من هلاكه !

بو رياض : استهدي بالله..ماتركت مخلوق يروح لبرا الا وسألته عن ليث..ووصيت ولدي مشعل يدور عنه !!

ام ليث تهز رأسها : ماتقصر يابو رياض..جزيتك عند ربي عظيمة !!

بو رياض : عليك الدعاء وبس.. الا بنات الاخو وش علومهن عساهن مايحتتاجن شيء !

اسماء بابتسامة تحتضن عمّها : ياعم والله ما نبيه الا شروة رضاكم..

الجدّة بتساؤل : وين الشوق..مالها اثر..اشتقت لها اسم على مسمى !

شوق تبتسم وهي تدخل وتحمل صحن الحَلى والقهوة مع الماء : هذاني جيت يايوومه معاك..

وَضعت الصحن وتوجهت لجدتها تسلم عليها,ثم القت السلام على عمها وجلست تحتضنه من الجهَة الأخرى ..
هذا العم.. الأب الآخر..الذي كما لا يقصر عن ابنته وريف.. ايضًا لا يرخص ان يبذل لبنات اخيه أي شيء..
فلو طلبن منه عينَاه..لهمس بـ * رخيصة لكن * ..
شهَامة منطِقه..وحُسن خلقه.. وعطفه على اليتيم..كتآب ابيض سُجّل في صحيفته ..
حتّى حينمَا قاطعته القبيلة بعدَ دفاعه عن ليث امام الجُموع .. ذهب هُو بذاته ليصل الرحم..
ورغم السكاكين التي تُغرس من وراء ظهره..الا انه يبتسم وينتشلها من صدره..فيكمل طريقه ويسَامح الطّاعن..وكأن شيئًا لم يكن..
أسمَاء وشوق.. يعتبران هذا العم..هو الأب بحد ذاته..
فمهما حدث .. امتنانهُما له.. لن يفيهمَا حقه! ,


ابتسم بو رياض بحنَان لابنة اخيه شوق: ها يابوك شخبارك وشخبار فهد .!؟؟

ابتسمت شوق : الحمدلله انا بخير والفهد يسلم عليك ويبوس راسك..!

الجدّه : وينه فيه ماشوفه..!

شوق بابتسامة : هالوقت يطلع مع عيال حارتنا يتمشى معاهم ويرجع ..

الجدّة بتحذير : انتبهي له من ابوه ماتدرين الوكاد والله ان يغدر بك ويشيله من مكانه وانتي مانتي بدارية !

شوق بفجعة وقفت وهي تلطَم خدّها : ياوووويلي..

بو رياض همس : صلِّي ع النبي يالشوق *ضرب على صدره* لك مني ان لمس شعره من فهد لا ادفنه في يووومه !

شوق بخوف : عمي خايففة علييه..مدري شحاله هالحين صدقت جدتي يوم قالت ان ابوه غدار..

بو رياض : لاتخافين .. قلت لك ولدك موصي عليه كل من حوالينا..ولو ماني عارف اطباع ابوه ماكلمت هله..

التفت الى اسماء وهمس : اسماء ..ترا راكان يبي يملك عليك في عيد الاضحى..وش قلتي!

اسمَاء همست بخجل : شورك وهداية الله ياعم..مازيد على كلمتك حرف..الا وجعل لساني الخرس..

ضحك وهو يحتضن رأسها ويقبله : الله يحفظك ويبلغني فيك..انتي ووريف ..

شوق ابتسمت بفرح : آمين يارب.. الا وريف شخبارها !

بو رياض : ماكلمتكم ؟!

شوق : بلى كلمتنا سكايب و خلتنا نشوف سكنها والجامعة.. بس صار لها يومين الحين مادخلت واتس..

بو رياض: انا كلمتها اليوم الصبح كود الوقت عندهم ليل.. وسألتها عن وضعها هي ومشعل وقالت انهم مرتاحين..

ام ليث : يالله عسا ان تلاقي راحتها بكل مكان.. * وبأسف* والله لو ما فارقني ليث..ماكنت بشوف له عروس احسن من بنتك يابو رياض..

بو رياض ابتسم بحسَرة : وانا مابلقى رجال احسن من ولدك يام الليث..لاتخافين..ربي يجبر بخاطرك بكرة برجعته..قوي ايمانك بربك وبتلقينه قدامك ..الله يمهل ولا يهمل يام ليث..

ام ليث بابتسامة أمل : الله يسمع منك..

بو رياض: يلا انا رايح ..امي قالت تبي تجي عندكم اليوم وتبات .. جبتها لهنا وانا جبت لكم مبلغ حطيت بحساب شوق..

شوق بابتسامة : الله يجزاك الف خير ياعمي..

ام ليث:دام ان كذا يابو رياض والله ان صعبة ان تطلع من غير ماتاكل عشاك معنا!

ابتسم وهو يهز راسه : لو مارحت شنو يقويني على ام رياض وقتها..

ضحكت اسماء وهمست : هههههههههه لا كل ولا فراق الحبايب..

خرج بو رياض بعد توديع..
والتفت اسماء لامها الباكية بعد كلمتها .. * فرآق الحبايب* .. ,

يالجهَلك يا اسماء.. مهما كان مقدار الحنين المترع ناميًا في دواخلك..
فهو لم ولن يكون كما الحنين الذي في قلب الام..
على ابنها الوحيد..الذي غادر تاركًا الشتات في القلوب الحائرة..
قلوب تستميت لوعَة الالم.. والفراق..
لكنها صبرت..فما هو مقدارها امام صبر يعقُوب ؟
الذي صبر لفراق يوسف..عشرات اضعاف ماصبرته !
الحمدلله على كل حال..
اختتمت انينها بدعوة

*يارادّ يوسف الى يعقُوب..رد لي ليث يارب !!*

,




،




امام مرآته .. كان يبتسم وينظر للمرآة بسعادة..
رغم الحزن المجنون الذي اصابه قبل ساعات حينما رأى مشعل..
هو الآن تغمره السعادة من حيث لا يعلم..!
يشعر وكأنه امتلك الدنيا في بكرة خيط ضائعة..
اصبحت السعادة خاتمًا في اصبعه..
هذا القليل..لديه يسوى الكثير..
يذكر انه حينما دخل الى شقته اليوم خرّ ساجدًا لله..
لكن حزن قليلاً ..
لان مشعل من عائلة المالك..وهو ابن العم الخليص لليث..
ومن عاقلته وعصبته..
وربما قد يعرضه ويدخله الى تحقيقَات لا نهاية لها.. ,
وهو بالعَادة مستعد ان يضحي بحيَاته لمشعل ألفْ مرّة .. ولا أن يصاب احدْ من افراد عائلته بالخطر ..
كم هو متشـــوق بــــــأن يســـمع كلمــة تطمأنه عن نبع الحنـــان..
عن امـــه الصدر الحنـــون... عن من يعلم انه خيب املها بلا شك.. ,
تنهد تنهيدة عميقَة .. وهَمس : الخبر يامشعل من فمك عن من فقدتهم يسوى مليون واكثر ..!! * ثم اطلق آآهـ عميقه وهمس * آآآآه ياشقى هالقلب !! ,

ربط ربطَة العُنق .. ورفع اكمام قميصه الى منتصف ذراعه واغلق الازرار..
حلة انيقه تناسبه.. ملامحه الشرقية الاصلية.. أجمل بعشرآت المرات من هذه الملامح الغربية البغيضة .. , !

ليس من عادتي ان يكُون ابطالي جميلين واوصف المبالغة في جمالهم.. لكن ليث بالحقيقة.. عيناه تأسر كلْ من رآهْ .. ,


اتسعت ابتسامته وهو ينظر لسكسوكته.. ثم خبأها بشارب اصطناعي مع شعر وضعه على رأسه..

ابتسم وهو يرتدي المعطف .. الذي يرى ليث الآن لن يتخيل ان هو ذاته ليث الذي وقف امام مشعل في الكوفِيه قبل ساعات..
شتّان مابين الليثَان ..!
ربما هوية السعادة..ستكون هوية رابعة مصاحبة لهوياته الثلاث..!
ربمــــا , !!


فتح باب شقته وهو يخرج..
ثم توجه الى حيث يكون مشعل..
ومن الواضح ان فهد قد سبقه الحضُور..
لأنه رأى زوجي نعله متواجدَان على الباب..مع زوجي نعلين لرجل ولفتَاة ..!
ربما قد تزوج مشعل.. مشعل الذي يصغرني تزوج !
آآهـ كم كبرت !! ,

ابتسم وهو يرن الجَرس.. ويدخل يديه في جيبه ..وينظر لأزواج الأحذية ..
لكن فجأة ..فتح الباب وارتسمت امام وجهه ملامح مشعل..
القى مشعل عليه السلام..كان من المفترض ان يرد..لكنه سهى في تفاصيل الواقع الذي كان يظنه حلمًا الى الآن ..
لكنه هز رأسه باعتذار وهمس : وعليكم السلام..!
مشعل ينظر لغريب الاطوار هذا ويهمس:تفضل..!

كان لآخر لحظة يريد الهروب..ولكن يالبشاعة موقفه ..امام رجل يحمل هوية عربية في مجتمع شرقي..!
دخل بعدما وضع زوجي احذيته في الخارج..
ثم دخل المكان ..
وجلس على اريكة مريحة ووجد فهد امامه..القى عليه التحية وابتسم..

ثم جلس مشعل معهما..
مشعل يبتسم بابتسامة واسعة : حي الله من جانا !
ليث وفهد بأصوات متفاوتة : الله يحيك..
مشعل : عاد تصدقون لي دهر ماسفرت..واخر مرة جيت بريطانيا يوم كنت بالثانوية..جيت لولد عمي كان مريض ومن بعدها ماجيت..توقعت اني بالموت اشوف العربان بس من اول يوم طلعتوا بوجهي ههههههههه

فهد يضحك : ههههههههه ناشبين لك تصد....* ثم همس وهو يلتفت لليث* لحظة ..! انت من المالك صح !

مشعل التفت بدهشة..
لكن ليث ابتسم..لان فهد وصل الى الحقيقة !! ,
مشعل همس : ايه من المالك!
فهد بتساؤل : ولد عمك هذا من كم سنة كان مريض !
مشعل : من شيء عشر سنوات تقريبًا ..
التفت الى يوسف..او بالاحرى ليث..
كان فهد ينطق بهذه الكلمات..وغشاوة الدموع تحجب عن عيناه الروؤيا..لكن عزة نفسه لن تزلزلها هزيمة الرجَال..
فهو يعلم انه المنتصر مادام الله معه..
ابتسم لفهد وهز رأسه وهمس : وش اسمه يامشعل !
مشعل بعدم استيعاب : وش تبون منه انتم تعرفونه !!
فهد برجاء : عليك الله ان تنطق اسمه تراك بتفك ازمة مسلمين !!
مشعل يهمس بتساؤل : ليش ليث وش فيه تعرفووووونه ! تعرفوووون مكاااااااانه !!

فهد يبتسم بسعادة وكأن البشارة نزلت من السماء : اسمه ليييييث..*التفت الى يوسف* معناها هذا ولد عم صاحبك..

مشعل التفت بعدم فههم واستعيَاب : لحظة..بالعدال انت وهو ..ليث وينه ! تعرفونه !

فهد ينظر الى ليث: يوسف كان صاحبه !

مشعل التفت بلا شعور الى ليث وهو يهزه : تعرف وين مكانه ..؟! تعرف وييييييين ارضه ! لله ان تنطق لله .. ترى قلوب اهله وناسه مشغوله عليه..

كان من المفترض ان يتكلم ليث..
لكن الغصات الخئونة ..
تجامعَت عليه في حنجرته..واصبح يبلع الغصة تليها الغصة..فلم يستجمع قواه ليتفوه بحرف واحد ..حديث مشعل وصوته..لقد اعماه عن ماهو فيه..ولولا الايمان بالله لكان قد فضح نفسه..

مشعل بجزع : حرام عليك يارجال ارحم بقلب امه..

أمـــــــي !!
أغمض عيناه حينمَا نطق بذاك الاسم.. ,
وماهو عذاب الشوق غير شوقي لأمي يامشعل ؟!
انك تنبش بالجرح كثيرًا .. تنبش وتغوص فيه دون ان تشعر..
يالقسوة هذا العالم..
سحقًا للمشاعر...التي اسرتني فعلاً ..!

همس يقتل آمال مشعل : قبل فترة شفته..علمني باللي صار له ..وبعدها اختفى !!

مشعل يزدردد ريقه ثم يجلس بجواره ليستمع اليه : وش صار..وش قال لك..تراني ولد عمه معاه ماني بضده لو على الموت..

ابتسم ليث ..ومن لا يثق في مثلك يامشعل .!؟؟؟
همس : علمني انه كان هربان..لان الاستشاري اللي بالمستشفى مع الممرضة والدكتور اللي مات..كانوا يبون يبيعون اعضاءه.. ويقتلونه لحظتها..لذلك دافع عن نفسه لكن بالغلط الحقنة اللي كانوا بيحطوها فيه حطها بالدكتور ومات..وماكان عنده تهمة غير الهرب..وشهادة الممرضة وهروبه اثبت التهمة عليه..فصار ملاحق وللحين..

مشعل همس بقهر: ياويلهم من الله..ماتركوا المسلمين من كل مكان !! حتى المريض تجرأو له.. طيب دام كذا خل نروح نرفع قضية على الاستشاري والممرضة وبكذا تثبت براءة ليث ويطلع ويرجع !!

ليث بسخرية : لا يامشعل اللي في ليث ماهو بشغل العاب..على كذا كل واحد متهم مثل ليث يرفعون على اللي متهمينه قضية وتنحل مشكلته ! صعبة يامشعل صعبة ..!

مشعل : وش اللي صعبة فيه!!وشلون نقدر نثبت انه بريء!!

ليث: لو تبون ليث لازم تثبت براءته ..والدليل في المستشفى اللي فيه ليث!

مشعل : وليه مانروح للمستشفى اللي فيه ليث على كذا !

ليث يبتلع غصة عميقة : من يوم ماهرب ليث منعوا دخول العرب..يفكرونهم ارهابيين..وقامت مشاكل بين السفارتين..اتهموا السفارة السعودية بتهريب ليث يوم انهم مالقوه..

مشعل : لا اله الا الله..ياصبر قلبك ياليث..الله يرجعك لنا سالم !!


آآآهـ لو كنت تعلم يامشعل..
ان الذي امامك هو ذاته ليث..لو انك تعلم ان الذي ينظر لك بعينيه ويستمع لك بأذنيه ويتنفس ذات الهواء الذي تتنفسه..هو ليث..
ما اقبح الفقد..يعمي القلوب حقًا.. !!

لكن!!
نظرات مشعل لليث لم تكن تريحه..
والجَميع الآن..
يستفسر..لما لا يعترف ليث بهويته امام مشعل!!!
الجَواب هُو ...!!!




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-14, 10:14 PM   #12

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم..كيفكم وكيف حالكم ؟
ليلة قدر مباركة للجميع ان شاء الله.. اذكروني بدعوة..وادعوا ان نكمل الرواية على خير وصلاح..فيما يرضي الله سبحانه وتعالى وفي ما يرضينا اجميعن ..

لاتنسوا ان تذكروني بدعوة بين قنوت كفوفكم..وارسلُوها الى السمّاء .. بنية صادقة وخالصة .. :$,



أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..

ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$



البـارت : الحادي عشر




تختنق الغيابات
في صدري
تلوح غصات عبرات الوجع
على حدود المآقي
أحارب بألم
انهيار سدود صبري
رباه صبرا و معونه
فعشر عجاف
أثقلت كاهلي
و تكاد تجزع روحي
لكني بك استعين
و بسجود يقوي
إيمانا بقضائك و قدرك

و ما أنا إلا عبد
أحببته فإبتليته ،،
أما قال حبيبك المصطفى ( ان الله اذا احب عبدا ابتلاه)

* للمبدَعة وردَة شقَى :$ , *




أكلَ طَعامْ شهِي جدًا .. هيجّ حنينه ..
انها تشابه الكَبسة تمَامًا التي تصنعَها والدِته .. ,
لذلك قد هاجَ الحنينْ لدِيه ..
وأصبحْ يتوهّم بأن والدته هِيَ من قام بصنعهْا ..!كيف ينسى طعمها وقد كانت هي آخر وجبة سعودية قامت بصنعها والدته لها قبل ان يهرب.. يشعر ويكأنها اكلها البَارحة .. فعلاً هنا كان الحنِين يلعبْ دوره ببرآعة مُتقنَة .. , !
تنفسّ الصعدَاء بعد انتهَاءه .. وقد سبقه فهَد بالرحِيل..لكن مشعل أصر على بقاء يوسف ليستفسر معه عن بعضِ الأسئلة التي كان يريد مشعل السؤال عنها..حذّره ليث مرار وتكرارا على ان لا يتكلم عن ليث وآخر اخباره في التليفون او في الانترنت لأن الخطوط البريطانية شديدة الملاحظَة جدًا خصُوصًا لمَن لهم العلاقة به او بمن مثله ..! ,
أيضًا أخبره أنه لن يسلم من بعض التحقيقات والمكالمات في الدوائر الحكومية عن ليث المالك..لذلك خبره بأن الصبر هو مفتَاح الفرج..
فهذهِ الرحلة العويصَة ..تحتَاج لمن يصبِر فيها لا لمن يتخاذل فيها..فلم يصبر ليث طوال عشر سنوات لكي ينسحب في السنوات الآخيرة..ولولا الايمان بالله ..لفضح نفسه..او انتحَر..لكنه فظل الامل..واختار الطريق الصحيح كي يحيَى حيَاة كريمهَ ..

انسَحب ليث وهو يودع مشعل : يلا انا بمشي هالحين..ولاتنسى اللي وصيتك عليه..

مشعل يقُوم له : لا تخاف بالحفظ والصون..

ليث يبتسم : عليك الله ان ماتقوم خلاص انا اروح لوحدي..

اصر مشعل ان يقوم ولكن اصرار ليث ..هزمَه ..لذلك خرج من المكان..
لكن هَمسآت ما استوقفته وهو يرَاها تذهب لأخيها سائلة : مشعل خرجوا ؟!

مشعل يبتسم : ايه..خرجوا ..

وريف تنظر للباب وتتوجه اليه وهي تهمس : طب ليه ماسكرت البـ....................!!!

انقطَعت الأحرفْ .. حينمَا رات ذاك المدعو بيوسف يسقط منه شيء وهو على الباب..
لقد سقط منه الشّاربْ الإصطنَاعِي...
فكانت عينَاها مصدُومتّين وبقوة..
متسعتّان بلا تصديق.. أو هل يستغل اخي مشعل ؟!
ترى من هذا اللذي يختبأ تحت ثياب الإستغلال !!! ,

تراجعت إلى الورَآء .. حينمَا لمحته يرمقها بقوة..
يرمقها بنظرة قوية جدًا وربما غاضبة ..او ربما مقهورة..او ربما خائفة..لاتعلم الحقيقة..
الا ان اطرافها بدأت ترجف..
لم تستطع ان تحرك ساكنًا لتغلق الباب.. وذلك بسبب نظرآته..
تلمست رأسها وهي تكتشف انها بلا حجَاب..
شهقت بقوة وهي تغلق البَاب..
كانت في حالة صدمَة عظيمة..لم تتوقع وجوده..
ولكن ايضًا هي لم تتوقع ان يكون تحت ثياب تخفي هويته لربمّا ..!
لا تعلم.. هل تقول لمشعل.. ام تصمت..!
لا تعلم ماللذي تفعله..
لكن الضمير وصوت من بعِيد يهمس لها بأن لا تتسرع.. ,
فربما هذا الشخص مريض..
او انه يُحرج من ان لا يكون له شواربَ في وجهه..
ربمّا انها تعرضه الى مواقف محرجة..
لذلك .. فضلت الصمت..ولكن لن تسكت هكذَا..دون ان تتحقق من نية هذا الشخص..
لكن ياترى ..ماسر نظراته العميقة التي جعلت اطرافها ترتجف..
من اعلاها حتى اخمص قدميَهآ , ؟!!
الذي تعلمه انه تحت سيطرة الخوف والصدمة ..لذلك يجب ان تتحرك ..او ان تفعل شيء..

إنتَبهت لمشعل يهمس : شفيك !!؟؟ من مساعة صافنة بمكآنك يالمربوشَة ..!

ضحكت بعد استيعاب ضرير وهي تهمس:هههههه لا بس سرحت فجأة..!

مشعل يبتسم : اها يعني عقلك تيرن اوف الحين ولا ع الاون لاين؟!

ابتسمت له : ههههههههه يعني بديت تلقط عنقليزي!!

مشعل بثقة : من زمآن وانا ع العنقليزي..بس البريطاني والايطالي والفرنسي ماعرفه..

وريف : الله يصبر عقولكم ياعرب يامسلمين..
*بتسَاؤل * مشعل..مين اللي عازمهم !

مشعل : جماعة من السعودية !

سرحت كثيرًا في الموقف الذي قبل قليل واحتضنت نفسها بخوف وهي تهمس : و تعرفهم !

مشعل : لا توي اليوم تعرفت عليهم..

وضعت يدها على كتفه وهي تنظر لعينيه وتهمس : مشعل .. خاف الله وانتبه لنفسك..ماتدري وش يجيك من وراهم !

مشعل يهمس لها : ماورا الجماعة الا الخير..لاتحاتين..!

وريف : اكيييييد؟!

مشعل يهز رأسه بابتسامة : أكييييد مية بالمية..

وريف بابتسامة : طيب.. انا بدخل اتروش وانام..

هز رأسه لها..
دخلت الى داخل حجرتها ..
تحتضن نفسها.. وقشعريرة باردة سرت في اناملها.. , لاتعلم ماسر الذي اجتاحها الى هذا الحد..ولكن من المؤكد انها ستكشف سره اماام مشعل..فمن المؤكد بأن هذا المدعو بيوسف يستغل اخي استغلالاً كبيرًا !!



،





فِي المملكَة .. والوقت قدْ عشَى ليلاً .. ,
كان بو رياض يجلس في المَجلسْ .. ينتظر تواجد ذاك الشخص الذي قاطعه منذُ اربع سنوآت حينمَا تبرأ براءة امام القبيلة بكاملها عن ليث .. وقرر ان يقاطع عائلة بو ليث وبو ريآض ..
اليوم يأتي من جدِيد باتصال كي يقوم بمهاتفه بو ليث في موضوع مهم وضروري جدًا كما يقُول.. ,
بو رياض يفتح قلبه وبيته لكل من اراد الصلح..اما من اراد الطّالح ولم يختر الصالح.. فلن يسعه بيته بلا محالة ..!!
وشوارع الرياض ستضمه بلا محالة..
ترى ماذا سيكون هذا الضيف في الحالتين ..!
امن ستسعه عين بو رياض وبيته وقلبه..
ام الرياض ستضمه بكل اريحية !! ,





،




الساعة الثامنة والنصفْ رنّ الجَرسْ ..
وتوجهَ بو ريآض لفتحْ البَاب.. ليجَد الضيف يلقي السلام : السلام عليكم يابو رياض !

بو رياض بابتسامة : وعليكم السلام..حياك الله يامقرن..!

مقرن يبتسم : الله يحيك..

دَخل مع بو رياض الى مجلسه.. وجلس امامه بو رياض بعدما قام بتضييفه وهو يهمس : كيفك يابو رياض وكيف مشعل والعيال !

بو رياض : والله على ماعهدناك يامقرن.. تشوف الوضع وتدري عنه.. ولا ظنتي انك بجاهل ان مشعل تيسر مع اخته للخارج !

مقرن : عشان كذا انا جاييك..!

بو رياض : سم ياولد العم!

مقرن : يابو رياض حنا مقاطعينكم من قبل 4 سنوات..والموية ياترجع لمجاريها ولا حنا ميتين ميتة الجاهلية.. وابونا آدم ماعمره حرض عياله على الشر..فنستر على خزايا بعض لا يفضحنا الله يوم يفضحون !!

بو رياض : ماجيت متأخر يامقرن..طول عمري انا اوصلكم وانتم تقطعون..لكن ماهو مكان لرفع العتب..لو بعاتبك وانتب تعاتبني..عمرها ماخلصت المشكله ولا تصالحنا..خل نصافي القلوب بلا مانفتح صفايح بعضنا وكل واحد يشتم الثاني بقول الزور..ونتنابز بالالفاظ !

مقرن : صح كلامك يابو رياض ولانزيد على كلامك الا حبة المسك !

بو رياض :سم يامقرن وشو مطلبك!

مقرن : جاي بمطلبي ولا اباك تردني !

بو رياض : يخسأ من يردك..ان كان فيما يرضي الله فما حد يردك!!

مقرن بارتبَاك واضح همس : وريف..!

بو رياض بدهشة : وش فيها بنتي !!

مقرن : أباها على سنة الله ورسوله..!

بو رياض بصدمة : تبيــها ؟؟! عنبوك عندك ولد كبر مشعل وتبا بنتي..وزوجتك اللي على ذمتك .. اتقي الله يارجال وش تبا في بنتي !!

مقرن بقهر : وشو يـابو رياض يعني انا انعاب ولا ماني ساد اللزوم !

بو رياض بغضب : لا مانت بساد اللزوم..لو فيك خير رحت اخلصت لحرمتك وعيالك..عنبوك بعد هالعمر قلت بتخطب وريف بنتي لولدك ماهو بلك ..!

مقرن بغضب يرفع صوته : وش فيني انا .. مايضرني شيء..وبعدين انا طلبتها من الباب ماجيتها من الشباك !! وانا مانعاب يابو رياض..وان كان تبيني اطلق المرة عشان بنتك ارخصها واطلقها !!

بو رياض هز رأسه بأسف على هذا الرجل المريض بغضب : رح لا بارك الله في الساعة اللي جيت لي بها..يارجال رح لزوجتك وتيسر لها وصالحها..والله لو يقبروني ثم احيا ثم اموت ماعطيتك بنتي لو على جثتي..!

مقرن بسخرية يغيض بها بـو رياض : ماوراك شر يابو رياض..ولا محد يعوف مقرن..اكيد ان البنت معيوبة..

سمع صرخة انثوية هزيلة وهي تهمس : ثمن كلامك ياحفــــــي الرجلين...

التفت مقرن وهو يهمس : خالتي !!

الجدّة بغضب : رح انقلع عن وجهي ولا شوفك تدخل هنا..عنبوك شجانا منكم غير المرض..اخوك مهدد بنت بو ليث كل ساعة يبي ياخذ ولدها..وانت بقواة عين بعد هالعمر كله تجي تطلب وريف..رح والله ان ماعطيك اياها لو بطلعت الروح ..!

مقرن بغضب:طالع ياخالتي ..مو لجل اللي جنبك..لجلك انتي ولجل سنك.. وانا ماقول مايطلع من الصالح الا الطالح !!!

خَرج مِن المَكان وكان بو رياض سيلحقه ليدفنه في أرضه..ولكن والدته همست له وهي تقول : ياويلك ياعلي ان لحقته.. هذولة مايخافون الله.. اتركهم عنك..ووريف ماياخذها لو على شيب راسي..

بو رياض يقبل رأسها : الله يديمك ياتاج هالراس.. انا انصدمت منه بعد هالعمر قلت جاي يطلبها لولده..وبكل وقاحة يقول انه مستعد يطلق زوجته عشان بنتي.. انا شأطلع قدام الرياجيل يايومه لاخدمته بمطلووبه..عساه جهنم اللي تاكل بدنه..قال يبي ياخذ بنتي قال..ابيع عمري ولا اسلمها له !!

الجدّه تحتضنه: ماعليك منهم يووومه..هم قاطعونا وماهم ناووين فينا خير..اتركهم عنك يايووومه ربي بيورينا فيهم يووم هو ويا اخوه البثر..

بو رياض بتعب:شيبوا راسي يايوومه وكسروا لي ظهري..محد مثلي تسوي فيه قبيلته كذا..

الجدّة تحتضنه:ابووك ياعلي لاتفجعني يوومه اسم الله عليك من شيب قلبك وكسر ظهرك..قوي قلبك يايوومه ..قوووي قلبك..

بو رياض بتنهيدة همس : لا اله الا الله..

الجدّة : ادخل لام رياض قلبها انشغل من صراخكم..ادخل لها وطمنها بالخير..

بو رياض يهز رأسه بالموافقة ويدخل لأم رياض..
بينما الجدّة تهز رأسه بأسف..لقد تجرأت جدًا عليهم قبيلة المالك.. تجرأت وكثيرا ..
فكيف لهذين البيتين ..بيت بو ليث وبيت بو رياض..ان يواجهوا قبيلة كاملة تقف ضدهم في وجههم..
لقد كان بو رياض يتحدث بنية طيبة عن الصلح..
بينمَا ذاك الضيف اللعين يضع شبَكًا ليلوي بو ريآض من ذراعه..في وريف..
خسأت..وخسأ أمثالك يامقرن..!!!





،




فِي بريطآنيَا .., والليلْ بينَما الليلُ ينتصِفْ ,
والهَوآء القويّة تَهبّ مِنها رياحُ العَتب .. كانتْ تلفّ الوشَاح على كتفيهَا .. وتضم شفتيها بتفكِيرٍ مُنهَمك ..جَلستْ على أحدْ المقاعد بعدَما قامت بفتح البلكُونة ..بدأت تنظُر للمدِينة ولهذَا السوادُ الدّاكن.. ياااه..ما اعتَم البُعدْ عن الدّيار ..ماحالُك يابنْ العّم غائبٌ عشرْ سنوآت لمْ يطرأ عليكَ حنينٌ ..ام ان الصّبر ملّ وانت لم تمُل ..
الطُيور المهاجرة تُخبأ القمر تارة ثم تنصرف عنه ليعُود كما سابقِ عهدِه بدرًا .. , نَظرتْ إلى حيثُ تتراصصُ النجُّوم في السمَاء..
السّماء.. انها أجمَلُ شيءٍ في هذهِ الحَياة ..
إنها أجمُل شيءٍ في هذهِ الغُربة .. التي انقضَى منها إلى الآنْ ..شهرآن .. وهي لا تعلمْ كم ستطُول رحلَة عنائها..
مَتى سترجِع إلى بلادها ..بين أحضانٍ كريمَة .. بلادُ الغربة مذ ان اتت اليها لمْ ترتح.. رغم اصرارها على دراسة المنهَج المُبتغَى ..
الا انها الآن تأخذ ضريبة الغربة .. حتى وان كُنت أسعد انسانًا في العالمْ ..فإن الغُربّة مُوحشَة وصَعبة ..!

تقدمت الى سيَاج البلكونة ..وضعت يديها عليه ونظرت للأسفلْ ..
الى المّارة .. الى الشوارع التي يختبأ فيها الناس في هذا الوقت..
يخافُون من قلّة الأمن والأمَان..
إرتجَف جسدها ..ونظرت للسمّاء..وهس تهمس في داخلها..
مـــــا أجَملْ السمّاء ..!!!

لاَتعلم بذاك الذي ينظر لها من امام فندقه..كان يقرأ أفكارها وهي تهِيم في السمّاء.. وحينما رفعت رأسها الى السمّاء..
رفع رأسه الى السمّاء أيضًا ..
وأصبح الإثنَان..ينظرُون الى السمَاء ذاتها..
ويخاطبُون خالقًا واحدًا ..!!!





،



في المملكَة ..الساعة 7 ليلاً .. ,
كانت تجلس وهي تشكي لأم ليث.. بينما ام ليث تفهم ان ابو رياض ينال ضريبة مافعله ابنها..
أبناء القبيلة لا تستحي ولا تحشمُ العرب..
لا تعرف سوى ان ترغم الناس على ذلّ هوانها..
لقد تشابكت الروؤس في بعضها..حتى يحين موعد خلاص ليثْ وتثبت براءته..او ادانته.. ,
اهتز جسدها حينما سمعت ام رياض تهمس بحَسرة : يابووك بعد هالعمر كله ..يرجع لابو رياض يبي البنت له..

ام ليث بغضب : يخسأ ..وتهبا من فمه..والله ان ماياخذ الوريف لو على جثتي..هدّي يام رياض البنت بنتي مثل ماهي بنتك..وطول عمرها مع بناتي..والتيس اللي جاكم يبي بنتك والله ان مايمس شعره منها...آآآآخ بس لو ولدي حولي..كان ماظليت عمري كله انتظر وريف تكون له !!

ام رياض بابتسامة : يافديتك ياختي..والله انك مثل البلسم على هالجراح.. القبايل شمّتت فينا العدو..من صار اللي صار وهم قطوعهم علينا بتوصل للسنين..!

ام ليث : هدي يام رياض..*وبأسَفْ تليها الحَسرةْ* أدري ان بو رياض ساكتن للقبايل بس عشان رجعت الليث..بس يوم ان يرجع الليث كل القبايل بتاكل التراب..وبتشوفين..مايملي بطووونهم الا التراب يام رياض..

ام رياض بتنهِيدة اجتَاحت السمّاء : الله يفك اسر ولدك ويرجع لاحضانك يام ليث..ترا الليث ولدي اللي ماجابه بطني..طول عمره مع ولدي مشعل..ياحسافة الله يرده لنا ..

ام ليث بألم ودموع متحجّرة : كل يوم اظن انه بيدخل علي في صالة البيت..بس عييا هالحلم يصير ..عياا ومنه هالقلب شقى ..

ام رياض : مالشقى الا لهل القبايل يام ليث خليه..بكرة يرجع ولدهم ويرفعون الراس فيه..

ام ليث بغضب: هذا ماهو ولدهم..هذا ولدنا يام رياض..هم تبرأوا منه ومابغووه..يقولون انه وطى روسهم..ذلوووني يام رياض من عشر سنوات حتى اخواني قاطعيني..كل من الهوشات والخنايق اللي زلزلوها بدل مايوقفون مع ولد اختههم ويعرفون شفيه..

ام رياض : الا حسبي الله ونعم الوكيل..خلاص يام الليث هدي وربي يهدي حنينك برجعة الليث وتقر عينك بشوفته..

دخل فهد وهو يبتسم : وزارة الداخليه ماخلصت كلامها..

شوق : بدل ماتسلم عليهم وتحب روسهم جاي تطنز يالبثر..

ام رياض تضحك : ههههههههه تعال يوومه خلني احضنك اشتقت لريحتك تعال..

جاء لها فهد قبل رأسها وجلس بجوارها وهمست له : ياماشاء الله عليك.. والله انك رجال ..يابوك ليه هونت ماتجي بيتنا..يعني لازم يكون مشعل اللي يسحبك لبيتنا ولا ماتجي..بعد خلاص وانا امك مشعل راح وسافر..ولا عمك وزوجته مالهم حق عليك..

فهد يبتسم : أفأ ومن يرخص جيته لبيتكم يام رياض..*بغرور* تعرفين هالايام الاسهم ضاربة بالسوق ورجال الاعمال وراهم شغل يكدح منه الحمير..

ضحكت اسماء : ههههههههههههههههههههههههه ههه تطعني رجال الاعمال..يافديت الهياط بس..

فهد : تكلمت حرم راكان الورع..

أسماء تضرب على رجليها : لا اله الا الله ..

الجدّة بغضب:فهيد خل عنك خالتك ولاتقول عن راكان الورع..ماهو الورع الا انت..

فهد : انا قلت الورع ..!

الجدّة بعصبية : منهو اللي يقوله ..؟!

فهد : باطل ..منهو اللي يقوله !!! ماهو بأنا !!

الجدّة : فهيييد ان ماسكت لاسدحك هالحين..

فهد : الله يالدنيا من يومي بزر وانتي تسدحيني ..جات على الحين..

اسماء تضحك :هههههههههههههههه..جاهز للرد دايركت كومنتس..

فهد : اقول اسكتي يالعنقليزية..خليتي علوم العربان وجيتي تهايطين على امي وجدتي القديرة اللي مايفهمون العنقليزي..

الجدّة بغضب : والله ان لاقوم وادفنك يافهيد..

فهد يضحك ويهرب: هههههههههههههه لا والله علي الحلال ان لشرد الحين..فمان الله ياجدتي القديرة..


التفت الجدة وهي تبتسم لشوق : هههههههه عنبوك مابثر هالولد وش كنتي متنسية عليه يوم كنتي حامل به..!

شوق بخجل : هههههههه يوووه يوومه شذكرك بالنسا والولادة..بعد مثل كل الحريم كل ماطرا ع البال تنسيت به..

الجدّة : ماهو بصاحي ..ولد ابوه ماينلام..

شوق : يخسي يصير مثل ابوه يايوومه..فهد رجال وولد امه..

الجدّة : يافديت امه انا تعالي يالدرة احضنك..

شوق تحتضن جدتها :فديت ريحتك يايووومه..

الجدّة تلتفت لام رياض:مشعل ووريف ماتصلوا اليوم!

ام رياض:لا يومه على مانتي بخابرة..للحين ماتصلوا من اتصالهم اول البارح للحين ماتصلوا..

الجدّة : دقيي عليهم مقطووع قلبي على الوريف وعلى مشعل..كل يوم تحت ظلي وقلبي حااان عليهم ..

ام رياض:ان شاء الله يومة ..


هنــاك من يفتـــقد.. , ويستطيع ان يرى من فقدهم او يسمع اخبارهم...
رغم كل ذلك...لم يفقد الالم ..لمن تنعكس لديهم الآية ,
تبـــسمت نبـــع الحنـان..ومسحَت دمعة مريرة ..وكانت هذه ام ليث..





اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-14, 10:27 PM   #13

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البـارت : الثـاني عشر

كان ما قد كان. مات.
كان في عينيك حلم.
خانني وسط الطريق
حين صار الموج وحشا
لم يعد يرحم أنات الغريق
كان في عينيك حلم
يعزف الألحان في عمري. وعمرك
أغنيات للطيور.
كان سرا من خبايا الصبح حين يجيء
في ليل جسور.
بحر عينيك توارى
جف ماء البحر في صمت
وصار الآن أسماكا
تساقط جلدها بين الصخور
كيف صار اللؤلؤ المسحور
أحجارا على الطرقات حائرة
وفي هلع. تدور؟
كيف صار الموج في عينيك شيئا. كالرفات؟
كيف مات الطهر فينا
كيف صرنا كالأماني الساقطات؟
آه من عينيك آه
لست ادري في رباها غير عنوان
أراه الآن ينكرني
قلت يوما. إن في عينيك شيئا لا يخون
يومها صدقت نفسي.
لم أكن اعرف شيئا
في سراديب العيون

* فَاروق جويدَة :$ , *


فــي صباحات بريطانيا..
بينما المنازل تغوص في الثلوج..والشتاء هيّجْ الحَنينْ ..
لناس افتقدناهم فلم نعلم اينما تكُون أراضيهم ..
لكل شتـاء في حياتنا قصة ..لكن شتاء هذا العام سيكون مختلف..مختلف تمامًا عن أيِّ شتاءٍ آخر...
مختلف عن كل شتائات هذهِ الحياة ..التي اعتدنا عليه تحت دفءٍ وأهلٍ وديآرْ...
هذا الشّتاء..سيمجّد في تاريخه..بأنه الشتّاء العاشر في حيآته..الذي افتقد فيه دفءَ من حوله..فأصبح يكرس كل اهتماماته ..في تفاصيل هذهِ الحياةِ الميّتة ..بلا أهل..بلا أمل..بلا دفء..مع ناس تفتقدُ الضمّير ..
هزمته غربة ..أراد ان تهطل من عينيه دمعة يتيمة..لكنها لم تهطل وعادت الى حيث مكانها..
فتح بلكونته فاجتاحته برودة الهواء وهي تنقض وتهجم على جسده..
كان يرتدِي كنزة صوفية سوداء..ويشتم صعيق هذا الهوآء البارد..ليدخل الى رئتيه..علهُّ بهذا التصرف يطفأ نار الحنــين الذي هاج ..
لكن لا وألف لا ..فنيران حنينه أقوى من برد هذا الشتاء...
الشمس..لازالت كسوله..لم تنهض للتوسط جبين السمّاء..
لكنها على وشك النهوض..فهي تمدّد خيوط أشعتها لتعطينا بصيص الأمل..
ابتسم للطيور وقصّته مع السمّاء..
أهلي في هذه الغربة هم..سمَآء ، طيور ، شمس ، ليل نهار وقمر ..مع هويآت مختلفة ، وشعبة ممتلئة بالحنين..موسومة لليث المالك..الذي يعيش وبكل سخرية حياة كريمة !!!!!!!

نظر الى حيث نافذتها.. هي النافذة المقابلة لنافذته..
وتأملها كثيرا .. اذا انتي هي ابنة عمي الصغيرة .. التي حينما فارقت دياري كنتي مجرد طفلة تائهة .. تبحث عن لعبتها ببراءة ..
كبرتي.. كم كبرتي حقًا ياوريف ..!! كبرتي بكل قساوة !!!

شعر بقلبه ينبض بقوة .. وهو يتذكر ذاك اليوم الاسود..حينما خرج من شقة مشعل ليجَد ابنة عمه ..تنظر له وتكتشف الجزء الكبير من سرّه المدفُون .. مـَاذا سيفعل حينها .. أ وهل يصمتْ ! ؟

جُرعات الحنينْ القاتلة هاجَت حينما نظر الى مشعل وهو يفتح شرفة وريف .. لكنه لا يجد وريفْ هناك ..!






،






نظر الى ساعته..انها السادسة صباحًا ..ابتسم وهو يضرب البابْ ثلاثًا .. لكن دون ردّ .. دَخل الى المكآن لم يجدْ وريف على سريرها..
همس بإسمها : وريفْ !
جاءه الندّاء انها في دورة الميَاه .. ابتسم لأدواتها الأنثويَة ..التي لاتكل ولا تمل منها..
توجهّ إلى النافذة .. فتحها .. ونظر الى الشتَاء.. والثلوج العامرة التي تغطي مدينَة كامبريدجْ على سعتهَا ..!
ياللصبّاحات الجَميله.. ونسمَات الشتّاء الدافئة .. من منّا لا يحب الشتَاء وذكرياته .. ؟
كان شاردًا في حنينه .. شهرآن .. مذ اتى ..وحرَاكه فِي مسألة ليث أصبح كجمُود هذا الشتّاء.. يداه ..مربوطتَان تحت حتُوفاتْ هذا المكآن الضّال !
صبره قد ضـآق .. لا يعلم كيف سيلتقي به..
كيف ستأتي الفرصة لِـيراه مجدًدا على سابقْ عهدِه ليثًا !؟
الذِي يعرفهْ ، أنّه قد ضاقت بهِ متاهات هذهِ الدنيا ..
وشوقه لن يخرسه صوت صهِيل المعاتبة ..
لن يخرسه صوت اندفاع جرعآت الألم ..
لن يخرسه سواه .. ليث .. لا أحَد غيره !!! ،

نظر الى وريف تخرج من دورة المِياه وهي تمسك بمنشَفة بيضاه تعبث بها بين اناملها ..وترسم ابتسامة دافئة وهي تهمس بينما جسدها يرتجف : سكر النافذة بمووت من البرد..

مشعَل يرد لها الابتسامة وهو يغلق النافذة : كيفه شتاهم معك ؟

وريف تهز رأسه : مو أحلى من شتانا .. لبى شتانا بس..

مشعل يضحك : ههههههههه والثلوج الماطرات..ماهي بعاجبتك ؟!

وريف : ماهي احلى من صعيقنا ..وصحرتنا الباردة..يافديت ديارنا بس..

مشعل يبتسم : وطنّيـة زيادة عن اللزوم..

وريف بانتمَاء : أكثر مما تتوقع !

ردّ لها ابتسامة ، وعينَاه شاردتان في متاهات الشَتاء ..هل يُبرد الثلج نيران الحَنين ؟

وريف بهمسَة ضائعة عبثت في خصلات شعرها وهي تضم شفتيها وتهمس : ولد عمنا ماله أثر !

مشعل يطلق تنهيدة : آآآه من ولد عمنا وألف آآآه ..!!

وريف تذهب إليه وتمسح على كتفه : شفيه .. وليه تتآوه يافديتك ..بسم على طولك من الآه..

مشعل : مدري متى بيخلص شقانا ياوريف .. مدري الليث وين اراضيه !

وريف بتفكير : ربي بيساندكم ان كان الليث على حق..

مشعل : اليوم انا بطلع مع فهد ويوسف .. تبي شيء !

وريف : ودي اطلع السوق بس اخاف اطلع بلحالي !!

مشعل : حلوة ذي .. تطلعين لحالك .. احش رجولك حش..

وريف تضحك : هههههههه..أكيد اجل تباني اهيت عند هالغرايب..

مشعل : خلاص بالليل اطلعك السوق واعشيك..

ابتسمت له بالموآفقة..اما هو فانصرف الى خارج الفندق..
قاصدا الذهاب الى فهد .. حيث سيلتقي بيوسف هناك ..
ركب سيارته المركونَة في المواقف..وقد غطّى زجاجتها الثلج..شغل الماسحَات ..فتناثر الثلج من امامه وجهه لتبين له ملامح الطريق..لكنه لم يلحظ على انعكاس الزجَاجة ..ان هناك سيارة خلفه تراقبه..!

ولم يعلم ايضًا ..ان الذي بالأعلى يراقبه..شعر بأن مشعل ملاحق..خصوصا حينما يعلم كل من حوله انه من قبيلة المالك..التي ينتمي اليها ليث..
حينما تحركت سيارة مشعل الى منزل فهد ..وتحركت السيارة الأخرى خلفه..
تحرك ليث بسرعة الى شماعته وانتزع بالطوا ثقيل يحميه عن البرد..وهو يلبس زيه المعتاد ..
ثم التقط هاتفه وهو يتصل على مشعل عدّة مرات..
ولكن مشعل لا يرد..كرر الإتصالات عدّة مرات وهو يهمس بأن يرعاه الله ..
واخيرًا جاءه صوت مشعل : السلام عليكم..

ليث باندفاع : مشعل غير طريقك..

مشعل بتساؤل وعدم فهم : ليه تبيني اغير طريقي!

ليث : بسرعة يامشعل غير طريقك ورح لأي مكان بس لاتروح لبيت فهد..رح لأقرب شارع عام يكون في ناس وجماعات ولاتدخل بأماكن ضيقة وخالية من الناس..

مشعل بتساؤل : طب ليه !!

ليث : بعدين..سو اللي قلت لك عليه..


اغلق الهاتف وهو ينزل بسرعة جنونية من على درج الفندق ..حينما اكتشف ان المصعد مشغول بأحد السكان..
خرج الى الخارج وركب سيارته .. فتح درج سيارته ..أخرج سلاحه يحشيه بالرصَاص ..
ربمَا يتكاتفون لقتل مشعل..ربما يتكاتفون للإضرار به..او لأن يستدخموه كطعم لقتلي..لذلك لا يسامحني الله ان قصرت في ذلك..
وضع سلاحه في خاصرته..حرك فرامل سيارته..
انطلق الى حيث وجهته ..
وهو يسوق فوق السرعة القانونية..ويعلم ان لها ضريبة سوف يحاسب عليها..
فتح هاتفه واتصل بمشعل ثم جاءه صوته : هلا يوسف..

ليث باندفاع:وينك فيه يامشعل

مشعل يلتفت للمكان : أنا جنب جامعة كامبريدج..

ليث بأمر : لاتتحرك الا ليما اجيك ..

مشعل بغضب : وش تفصل وتلبس من وراي يارجال..وش فيه تكلمني مثل الاهبل..وش صاير!!

ليث يمسح على وجهه بتعب وهو يهمس بتنهيدة : جاي لك وبقول لك وش اللي فيه!!

أغلق الخَط وأصبح يبحث عن اقرب شارع للجامعَة .. كانت هنالك طرق مغلقة بسبب الثلوج ..التي تنزلق منها بعض السيارات..لذلك غير مساره واضطر ان يدخل بين البنايات والردهَات..حتى وجَد الجامعة..ووجد مشعل ينتظره في سيارته..أوقف سيارته وخرج منها ثم استدار الى حيث سيارة مشعل..ضرب النافذة ففتحها مشعل..

ليث يحاول تغطية شفتيه وانفه بإيشارب صوفي فالبرد أثلجه ثم همس : شايف اللي وراك كنت بتعدمنا..!

مشعل يلتفت الى الخلف ويهمس : يعني هذولة اللي معطلينك الحين !!

ليث بغضب : ساعتها بيكون موتك في ذمتي..

مشعل بسخرية : لا كل شيء ولا ذمتك..

ليث ابتسم لمشعل الذي لا تغيره طبيعته وهمس : هذولة يامشعل ناس وسخة ..لاتوسخ ايدينك معاهم..كلمتك عشان ماتروح لبيت فهد لان حتى فهد مشكوك في امره..وهالايام مقلل زيارات لفهد وصاير هو يجيني بدل ما انا اجيه..

مشعل نزل من سيارته وهو يلف ايشارب صوفي حول رقبته ويهمس بينما كومة ضباب تخرج من فمه حينما يتكلم من شدة البرد هامسًا : شفيها الجماعة ..!

ليث : ان قلت لك ان هالجماعة سعودية شبتسوي !!

مشعل : يمين بالله !

ليث بسخرية : هذا من رجال عمار العزيز..ان كنت تعرفه..

مشعل بقهر : عنبوه ماهو هذا اللي محرض عيال القبايل على ولد عمي..!

صُدم لبرهة ..لقد بان مدَى خطرْ هذا الشخص..وبان معدنه الرخِيص..ورائحة هذيآنه النتنة .. شعر بأن العالم مجرد كومَة صغيرة ..يهِيمُ فيها حيثْ تهوي بهِ الأمنيآت..
فيعصف فيه الشوق..ليأتي أمثال عمّار..فيبتروا منه يمينًا ويلوون ذراعه..!
لقد فهم لعبتهم..انّهم يريدون مشعل ..ليستلونه الى شباكهم ..فيكون الطّعم لقتلي..
يالخباثتهم..فإن سيطرت عليهم اليوم..غدًا سيفعلونها بلا شك..يجب ان يكون مشعل تحت النظر وفهد ايضًا ..
وكل من ينتمي لليث المالك..وحتى ليث المالك بذاته..يجب ان يكون تحت النظر ..فرك جبينه بتعب..ابتلع الغصات ..هذا الكلب الآدمي ..حرضّ أبناء قبيلتي ضدي..ليكتبوا صكّ بيانٍ بالبراءة منِي ومن امثالي..يعتبرونني بلا دين وبلا اخلاق..ما أقبح الظلم حينما يكون من القريب..فهو اصعب واشد نقمة من البعيد..
علم فقط في هذا الوقت ..وهذه الثواني السريعة..
بأن مواجهة القبائل..بعدَما يراهم..ستكون أصعب بكثير من هؤلاء..

سمع صوت مشعل يهمس : وفهد !!

ليث : شفيه فهد!

مشعل : ماتخاف يلحقونه لبيته..يعني هم هذي يبي لها تنحط بالعقل..
ليث بتنهيدة : أنا ماقول فهد ماوراه خطأ..فهد ماراح يستفيدون منه كثر مايستفيدون منك..

مشعل يشير الى ذاته هامسًا : ليه انا شدخلني !
ليث:ماهو انت ولد عمه وخليصه من عصبته وعاقلته..يعني اكيد راح تكون الطعم المناسب حتى يورطون ليث ويطلعونه حتى لو كان بسابع ارض..
مشعل بألم يبتلع الغصة : ليه مانت بحاط ببالك بأن ليث ممكن يكون ميت يايوسف..

لف رأسه بانهزام..يبتلع غصة اسيرة..يبتلع عبرة كسيرة..وتتحجر كالعادة دموعه في محافل جفونه..لكنه يخنقها بتنهيدة..تنهيدة حارة جدًا تدخل الى جوفه فتحرقه..يحاول ان يستشق الهواء البارد وعليله..ربما يطفأ من لهيب وجمار الغضب..
ايعقل ان اكون ميتًا في نظركم؟
أيعقل ان لاتشعرون بأنني بينكم ..!!!
همس بعذاب : لأني..لأني قبل فترة شفته..وتأكدت انه بخير..وواثق اذا ماخاب ظني انه بخير..

مشعل بقلة صبر:ويــنه هو بس وينه !!

معَك..معك يامشعل..يتحدث معك وينظر اليك..ويأكل ذات الاكل الذي تأكله..ليس بعيد..وليس قريب..انه في الجوار..لكنه ابعد مما تتصور..انه معنا..لكنه يهرب الى حيث لا نجده..

همس ليث بغموض:ماهو بعيد..

مشى ليث ومشعل يلحقه ويهمس : وين هالحين ..! الزفت عمار مشى!

ليث : انت اهم شيء وقفت بمكان عام..الحين هم راحوا لان حركتهم راح تكون مكشوفة امام الناس لو كانوا يلحقونا..
مشعل براحة : يعني نتيسر لعند فهد..
ليث:لا ..خل فهد يجي لعندنا..
مشعل : وين..
ليث يركب سيارته:بالكوفيه اللي جنب الفندق..
ابتسم مشعل وهاتف فهد..
بينما ليث في سيارته ينتظر حراك مشعل..
تحرك مشعل وليث خلفه..وهو يتأمل في تفاصيله..في تفاصيل الحنين..الذي مزق فؤاده بقوة..
فلم يرحمه ..ولن يرحمه..حتى يلاقي حتفه..او يرجع الى حيث مراده..
ترى..كيف سيكون اللقاء بعد غياب ؟؟
كيف ستكون الراحة بعد المعاناة والالم والسهر..!!!
كيف سيرجع ليث..بعدما ان ضيعوا منه هويته !!!





،





في المملكة..بينَ الظلاّم الدامس..
وعتمَات الليل..ونفحَات الهواء الباردة..كان ينام..ويغط في نومٍ عميق..
وإذا بالكوابيس اللعينَة ..تشغله كالعادة..فيكون ضحية لها ..ويعاني من ألام معنوية..
كل من حوله يعتقدون ان مجنون..أو مصاب بمرض الهلوسة..او ع الاأقل ..مصاب بانفصام الشخصية..
لكن ..هذهِ الأشياء ضحية لما ؟!
مالشيء الذي جعله لا ينام الا بالمهدئات..والمسكنات..!!
كل ليلة يجلس وهو يتعرق بألم ..بدموع مريرة..
من قال فقط ان الفتيات هنَّ ضحايا لزوج الأم ؟!
وأنا !! أنا ..ألست ضحية لزوجّ أمي..
الذي كان يضربها ويضربنِي ..حتّى دفنتها بيدي..! هاتان!!

رفع يداه..نظر اليهما .. وهو يتذكر التراب الذي مرره على قبر والدته وهو يشكو في الظلام لوحده...
لا يذكر بعدها الا انه استيقظ ليجد نفسه في المشفى..
ماتت نبع الحنان..وتركتني اعاني ..

سعَل كثيراً ..حتى أحس بطعم الدّم في فمه..
أخذ منديل أبيض وقربه ناء شفتيه وهو يخرج الدماء..على مرات متعدده ..
تنهّد بألم .. وهو يرى زوج أمه يدخل ويهمس : عقلت ولا مانت بعاقل !!
آدم بقهر وسخرية : وعليكم السلام يامسلمين !!
جلس زوج امه أبو عمّار وهو يضع رجل عَلى رجل ويستقبله : تصدق لو ما الحق الشرعي اللي يأمرني اني اهتم فيك ماحطيتك بالمستشفى !

آدم بسخرية : مافرقت معي..المستشفى اهون من سجونك..امي من يوم عرفت وساخة اللي انت تسويه مابغتك..

ابو عمّار : انتم عيال المالك كلكم نفس الطينة .. !! مايتغير من عرق عينكم شيء..لو نظل سنين وبنين نعيد معاكم بنفس الكلام ماتغيرتوا!!
آدم بحدّة : ولا راح نتغير..والوجه من الوجه ابيض ياولد العزيز !
ابو عمّار : لو اشتغلت مع عمار ولدي..كان كنت بمكان احسن من هذا..
آدم بغضب يشيح عن وجهه : أنا ماحرض الناس على ولد قبيلتي..ولا اطعن في ولد بلدي..وان كان بتتخاوه على قبيلة المالك..فهم سيوفهم مابعد تبرد..
أبو عمار بسخرية : تطور ..وصرنا نهدد ياحبيب امك!
آدم يبلع غصّته : ليتك ماتجيب اسمها على لسانك..انسانة اشرف من الوساخة اللي انت فيها!
ابو عمار : وكذا تكلم زوج امك اللي بحسبة ابوك!
آدم بغضب : تهبا من عينك تصير ابوي !
أبو عمار : مهما كان اللي تسويه من عناد..تراك اليوم او بكرة بتكون معي وتحت امرتي..
آدم بابتسَامة يغيض فيها ابو عمار : قاعد تنقش بحجر..مانت بناقش على الرمال..
أبو عمار بسخرية كبيرة قهرت نرجسيّة آدم : بكرة ننقش عليك مثل المووية !
آدم بحسرة : لو ما الذل والمهانة اللي انا فيها الحين..مارضخت لك بيوم..حكم القوي على الضعيف !!
أبو عمار :عنبوك عمرك عشرين سنة هالحين قلت انك رجال وواعي وفاهم..!
آدم بألم : الله لا يسامحني يوم اني قابلتك وشفت خشتك..ليتني ظليت بروحي ساكن ببيت ابوي..حرمتني من الجامعة وطلعتني منها كل على حساب تشغلني معك ومع ولدك ..طمعان في الغنايم .. مانت خايف من عذاب ربي ..

وكأنّ الذي يتحدّث معه مجردّ صنمْ منحُوت .. يتحلّى بقسوة قهرية .. تستميت منها كلّ خطايا البشر..ليتعفّن ابن العزيز هذا بخطاياه وبخطَايا ابنه الذي بعثه الى الخارج..يدّعي انه تورط بخطايا كثيرة مع ابو ليث المالك..وحان وقت انتقامه من ابنه..لكن الحقيقة الطمع اثكل كاهله ..لينَال غريمَة فعلته..ويكون ابن زوجته..ضحية لشاكلته..يلوي ذراعه بتهديداته لكي لا يفتضحه..ويسكت كالمجبور على الصمت..ماذا سيفعل..
أهل سيؤول به القبُول ام لا !!
لسن الفتَايات فحسب ضحايا لزوج الأم..هذا رجلْ في العشرين..من قبيلة المالك..ارتبطت والدته بسعود العزيز..الذي قبل ان يتزوجها انجب ولدا من زوجته السابقة ..
فكان آدم من ضلعها..وكان عمار من ضلع سعود..
فشتان بين الصنيعَان..
وخسأ أمثال أبناء العزيز !!



،





شعَرت بالمللْ ..وهي تدور في انحاء الشقة بوحدَة .. اليوم عطلة نهاية الاسبوع..لايسعها سوى ان تكون شاغرة بالاشياء الجذابة..لكنها الآن ممتلئة بالملل..
لو كنت في وطني ..لو كنت اشعر بالملل..لخرجت لوالدتي ولجدّتي ..ولوالدي..اعطيهم القهوة واقدمها لهم..ونجلس نتحدث فيما يسعدنا..ثم يجتاحنا مشعل وهو يحضر فهد ابن شوق معه..
ليملأ الجو الضحكَات والسعادة والدفء..
لكن طموحي الذي قطعت المسافات عليه..لا يجب ان اتخلى عنه في هذه الاوقات..!!
احتضنت نفسها من برودة هذه الاجواء..ذهبت الى غرفتها ..جلست امام الطاولة ..وهي تفتح جهاز اللابتوبْ ..وتدخل برنامج *سكايبي* لترى شوق على قيد اتصال..
ابتسمت بحمَاس مكتظ وهي تبتسم ..
ونقرت على زر اتصال..
ضمت الوشَاح بقوة ..حتّى جائها صوت شوق..
شوق بابتسامة : ياهلا ومسهلا ..ياهلا بالقاطعين النحيسين اللي من راحوا مايكلمون احد..

أردفت ضحكت خجوله : ههههه الله لا يطيح مسلم بلسانك ..كيفك طمنيني عنكم وربي واحشيني يافديتكم..السوم شخبارها وشخبارها مع الزواج تجهز حالها ولا لساتها !
شوق : الحمدلله والله كلنا بخير..حتى اسماء فرحانة بزواجها *بضحكَة* ههههههه بس تعرفين ولدي فهد وهبالته مطير عيونها مزبووووط..
وريف :ههههههههه يافديت الفهد..وعلومه فهوودي والله واحشني..
شوق بتنهيدة : الحمدلله كلنا بخير
وريف : خالتي ام ليث شخبارها !
شوق بقلق : الله يطعني لو قلت انها بخير..
وريف ازداد انزيم التوتر لديها لتهمس :شصاير ..!؟؟
شوق : تعرفين سالفة اخوي ليث ..من جد أقلقتها..وسالفة مقرن يوم ان جااء خلااها تموت منن القهر..
وريف بتساؤل : ليش ..شفيه شوق شدخل مقرن بسالفة ولد عمي !
شوق : طول عمرها امي تتمناك لاخوي ليث..
وريف بصدمة وحيرة : ماكنت ادري انها تباني لليث ..اصلا ياشوق اخوك انا ماعرفه حتى ممكن اتقبله..يعني للآن ماسمعت عنه الا كل خير بس مدري عنه..*بدهشة* ومقرن شدخله بسالفة ليث !
شوق تعض شفتيها بندَم : بعدين اقــ....
وريف تقاطعها باندفاع: لا هالحين تكملين..انتي بديتي كلامك خلصيه للنهاية ..
في هذا الوقت كان من المفترض ان ترد شوق ..لكنها لازالت في صمت ضرير لا تعرف كيف تبدأ الحديث..
لكن اندفاع وريف التي تستحثها على الحديث : كملي انا اسمعك ..!!!
شوق بتنهيدة عميقة : والله مدري كيف ابتدي معك..بس مقرن المالك جى وتقدم لك..
وريف عقدت حاجبيها : من جدك انتي !! هذا مثل ابوي وش يتقدم لي...وبعدين ابوي وش سوا ..جدتي امي خالتي ام ليث!!
شوق : كلهم وقفوا بوجهه..بس توعد لهم..
وريف : ابوي شخباره من بعد ماجى له ..
شوق بألم : عمي مكسور ظهره من عيال القبيلة وطعونها..كلامها خنجر ياوريف خنجر..
وريف : مقرن..ماستغربتها منه لانه انسان ماعمره اخلص حياته لزوجته..بس تهبا من عينه اقبل به..ماضيعت عشرين سنة من عمري عشان اقضيه مع واحد مايعشم الله في خلقه !
شوق بألم : الاعظم انه يقول عنك معيوبه ..والناس تاكل في شرفنا..
وريف بعقلانية : اتركيه عنك..هو قاعد يقذف في انسانة محصنه..وانا مايوم كنت معيوبه وابوي ادرى الناس بشرفي..واذا على الناس تاكل بشرفنا..الناس طول عمرها تاكل في شرف بعضها وتنتظر الغلطة بس ! عشان تفضح بعضها..شوق وصيتك على ابوي ..لاتعب هوني عليه..لاهاجت احزانه ذكري الله وسمي عليه..مابي ارجع والشيب طاغي براسه ..

شوق بحب : أفأ عليك هذا ابوي ياالوريف..طول عمري تحت رباه ..
وريف بابتسامة : طيب وش جهزتي حق عرس اسماء..
شوق : شوفة عينك للحين ماجهزت شيء ..متعطلين على جهاز العروس..
وريف ضحكت : هههههههه يافديتها والله وسبقتنا وصارت عروس..
شوق : شفتي شلون..
وريف : بوسي لي تيته وخالتي ام ليث وفهودي ان كانوا جنبك..
شوق : ان شاء الله يوصل..
وريف:سلمي عليهم سلام كثير..وطمني قلب خالتي ام ليث..قولي لها مشعل ماراح ينسا ولد عمه لو كان مدفون بسابع ارض..
شوق تبتلع غصتها وتجتاحها بابتسامة : يافديتك ..انتبهي لنفسك وتحصني قبل تطلعين..ماتدري وش اللي يقابلك وقتها..
وريف بابتسامة وهي تسمع صوت انفتاح الباب: يلا شوق عن اذنك مشعل شكله وصل ..فمان الله حبيبتي..
شوق : وداعة الله..

أغلقت من شوق ونهضت الى حيث من المتوقع ان مشعل قد وصل وانه هو من فتح الباب..
خرجت الى صالة المنزل وهي تتفقد مشعل..ثم تتوجه الى الباب فتراه مفتوحًا بفعل فاعل..!
قلقت كثيرًا ..ربما مشعل نسى ان يفتحه..
لكن من فتح الباب..
فتشت جميع ارجاء المنزل..فلم تجد غبارًا لمخلوق..
اغلقت الباب جيدًا وهي ترتعد من الخوف..
اطرافها بدات ترجف بلا محالة..
رفعت الهاتف للتصل على مشعل ويأتيها صوته : هلا وريف..
وريف بنبرة خوف واضحَة : مشـ...عل..تعآل ..الباب في احد فتحه علي وطلع...تعال تكفـ..ـى..
مشعل استعت عيناه من الصدمة وهمس : قفلي الباب كويس واذا قدرتي تحطي على الباب طاولة او أي شيء لما اجيك..سكري النوافذ وطفي الانوار..وكأن ماحد موجود بالبيت..
وريف برعب : مشعل وش صــاير وانا اختك فيه شيء ..شاك باحد !!

من حقها ان تسأل هذه الأسأله لأن الوضع غير طبيعي..
ومشعل يعطيها تعليمات وكأنه يعلم انه هناك احد ما يريد اقتحام المنزل..
غير مسار طريقه ..
متوجهًا الى حيث وريف ..مسرعًا غير مدركًا بأن من الممكن ان احدهم يقوم بإيذائها..
فقط لأنها من ابناء قبيلة ليث..
آآآووه ..ليث ليث ليث...
انه الذنب الذي نقترفه حاليًا وننال ضريبته..

ورده اتصال من يوسف رفع الهاتف ليسمع صوته : مشعل ليش غيرت طريقك.....!
مشعل بسرعة لايكاد فيها ان يتنفس : في احد فاتح الباب على وريف..خايف يكون واحد من الفندق او واحد يتحرش..او من جماعة الزفت عمار..

ضغط على فرامل سيارته هو الآخر : طيب جاي الحين وراك..
أغلق مشعل الهاتف..
ليث لم يلقى ردًا من مشعل لأنه اغلق الهاتف من شدة هلعه في ان يصيب اخته مكروه..
ليس شرطًا ان يكون من فعل هذا من الجماعة التي تلاحق ليث..
لقد وضع احتمال بأن هناك ابناء حرام كثر في هذه البلاد..
رجالا يريدون التحرش بالنساء العربيات..
او من مستضيفي الفندق..
او حتى من ضيوف الفندق..
وفي الاحتمال الاخير ان يكون من جماعة ابن العزيز..
هذا ماوتّره..
فلم تمضي اكثر من عشر دقائق حتى وجد نفسه يضرب الباب لوريف..
ويهمس : وريف افتحي الباب انا مشعل..
كان خلفه ليث وهو يهمس : دخلت عليها !!
مشعل يهز رأسه : لا ..
جاءه صوتها من خلف الباب لتهمس وتتأكد من في الخارج وهي تضع حجابًا على رأسها وتشد اللثام : مين ؟!
مشعل يهمس ليطمأنها : افتحي الباب انا مشعل..
فتحت الباب..
دخل مشعل..
احتضنته وهي تشكو اليه..
وتخبره عن خوفها..وقلقها..
تلومه لما تركها وحيدة في بلادا يعثوها الفساد..
رفعت رأسها لتشهق برعب..
منذ تلك الليلة لم تره..
لتجده الآن يقف خلف اخيها وهو ينصت للأحرف التي تشكو بها لأخيها مشعل..
وتهمس له بلوم وبقلق..
وبخوف غزير اجتاحها..
تمنى ..!
تمنى امنيه واحدة فقط..
ان تكون اخته موجودة هنا..يحضنها بعد اشتياق..تلومه ..تخاف فتحتضنه..





أو تتكسر
الأحلام فجأة على
درب لحظة صدمه ،،

تتقاذفني حيرة
من أمر أخاف من
ظاهره ولا علم لي بباطنه ،،

تتردد قراراتي
فلا أدرك أيهم أختار
أأكشف السر المقلق؟
أم أنزوي على روحي
بدعوة أبثها بظلام
الليل لخالقي
أن احفظني و أخي
يا إلهي ،،

هناك
قلوب وجله
تقتات على أمل و إيمان
وسع السماء
أن الصبر مفتاح الفرج
و أن ما صبر عبد
إلا وهبه الرحمن
أجرا دون حساب
و أن مابعد العسر
إلا يسرا ،،

و ما
خاب من أودع
الباري
غاية دعواته ،،

*للمبدعة وردةشقى*






ماذا سيفعل الآن..
اينسحب..
ام يبقى..في كلا الحالتين..وجود يقاطع خطاب الاخوة..
مالمحه هو بريق عينيها الدامعتين..
الذي صوب قلبه بسهام غزيره..

غريب الاطوار هذا...انسحب..
والى حيث لا يعلم ..!!
توجّه !





اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-14, 10:30 PM   #14

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...:$ أعتذر عن التأخير..وهذا راجع لأن تنسيق البارت والتدقيق فيه اخذ وقت كبير لأن بارت اليوم طويل..خصوصا ان بدينا نغوص بالأحداث والاحداث بدأت تطول..:$ , وصرنا في لب الرواية تقريبًا ..:$ , !

* أذكرُوا الله , ولا تنسوني بين قنوت كفوفكم :$ , *



أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..

ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$







البـارت : الثالث عشر



أفكر : أينا أسعد ؟
أنا .. أم قطنا الأسود ؟
أنا ؟
أم ذلك الممدود .. سلطاناً على المقعد ؟
سعيداً تحت فروته ..
كربٍ ، مطلقٍ ، مفرد ..
أفكر : أينا حرٌ
ومن منا طليق اليد
أنا أم ذلك الحيوان
يلحس فروه الأجعد ؟
أمامي كائنٌ حرٌ ..
يكاد ، للطفه ، يعبد
لهذا القط .. عالمه
له طررٌ .. له مسند
له في السطح مملكةٌ
وراياتٌ له تعقد ..
له حريةٌ .. وأنا
أعيش يقمقمٍ موصد ..

* نزّآر قبّاني :$ , *







في المملكَة،

كان ينظر الى المكان من حوله كيف اصبح مجرد سواد وعتمه تعتريه..فقدان الام والعيش بين جدران الظلم والجور..انه منظر مؤثر جدًا يصعب علينا تخيله..فالامراض التي يعيانيها نتيجة للأضرار النفسية التي يواجهها،والكوابيس التي تعتريه ليليًا ..نتيجة للضرب القاسي..وللجور الذي يعانيه..يريد ان يتخلص من هذه الذّكريآتْ بأي طريقَة ، لكن دُون جدَوى ..فهي موسومة على حياته الأزلية..زوج امه انسان ظالم جًدا ..كان يضربه كثيرا في الصغر..لم يكن لديه أي مأوى..مات والده ..فتزوجت والدته من هذا المتخلف..لقد غُشّت فيه..فذهب معه الى منزلها ظنًا بأنه سيعيش حياة كريمة مع زوج والدته ..سوف يحتضنه..يأويه..ويكون له الصدر الحنون والاب الطيب الذي يمسح على رأسه بعد يتمه..لكنّه هو ايضًا مغشوش في هذا الصنم المنحوت..الذي لا يتحلى سوى بغزارة شرّه وظلمه وطمعه..آدم أصبح ضحية مظلومة..صحيح انه رجل يستطيع الدفاع عن نفسه على أية حال ..لكنه ايضًا لا يستطيع ان يتحرك من بعد تهديدات هذا الرجل ..الذي يعلم بأنه لا يهتم في دنياه ولا حتى في آخرته..تحكمه شهوته ..وشهوته ناحية الاموال غريزة عظيمة نمت فيه..حتى تجلّت في نفسه وزرعها في ابنه عمار..حاول زرعها فيّ لكن التربية الحميدة والعظيمة التي ربّيت عليها لم تسمح له ان بأن يتماشى مع شاكلته..

قبل ايام عرض عليه سعود العزيز عرض بأن يخلصه من هذه الحالة ويعطيه أي شيء يريده بشرط ان يتعاون مع عمار العزيز..خصوصا بعدما ان علم ان اصحاب ليث عرفوا معدن عمار ولن يستطيعوا ان يثقوا فيه ابدًا..في النهاية آدم ..هو ابن قبيلته وربما يستطيع بذلك ان يكسب ثقة ليث المالك واصحابه الذين حوله..فيسهل عليهم الحصول على المبلغ المالي المعروض من بعض الدوائر الحكومية للقبض على المجرمين.. وقد وضعوا ليث تحت القائمة ..وخطوا على اسمه دائرة حمرآء ..ليبينوا مدى حماقتهم وطغيآنهم وطغيآن الخيَانة التي تغلغلت في بعض ابناء الوطن لينقلبوا على ابناء اوطانهم متجاهلين قول الله تعالى عن عدم رغبته في نصرتهم اذ قال : أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا

تنفس الصعداء حينما دخل عليه زوج امه هامسًا : صباح النور..
آدم اشاح عنه رأسه بغضب وعدم رغبة في محادثته ولم يرد حتى عليه رد..فقد تحامل عليه غضبه وحقده على هذا الرجل اللعين..
بو عمّار كتف يديه ونظَر الى ابن زوجته المتوفيّة : شردك !
آدم بلع غصّته : الله اعلم بأن مالي حيلة لكن لو تبي قص الرقاب ماوقفت معاك..وقلت لك انك قاعد تنقش على الحجر..
بو عمار : يعني مانت براضخ باللين وراسك يابس علينا..تبا الجد وتبا اللي يخليك ترضخ غصبن عن خشمك..
آدم بقهر : مافي شيء يرغم انف ابن آدم بالتراب اللي خلقه..فلا تتعب نفسك..
بو عمّار بغضب : متى بتعقل وبتكون اذكى من اللي حولك..لاتتذاكى علي كثير..انا قلت لك ان انت انسب واحد حتى تجيب لنا راس ليث..
آدم بعصبية : لا لمست سهيل..! وشيء ثاني ماهو من طينة خلقتي انقلب على ولد قبيلتي..!
بو عمار بسخرية : قبيلتك كلها تبرات من ليث وانت جاي ماتبي تنقلب ضدّه !
آدم : خل ينقلبون وهذا معدنهم..انا مانقلب عليه لو بقص هالرقاب..
بو عمار يُشعل سيجَارته وينفثها في وجه آدم الذي بدأ يسعل بقوة ويمرر المناديل ناء شفتيه ليخرج الدم من فمه بلوعة ..وينظر له بغضب : رح دخن هالسم برا ..ماتشوف حالتي..كافي اني مريض والحال نشكيه لله!
بو عمار يمسَك آدم من ياقته ورائحة الدّخان البشعة تتطاير من فمه وهو ينفث الدخان على وجه آدم الذي لف وجهه وضيّق عيناه من الإرهاق : وش تبغى ابعد عني يارجال مالي خلقك قسم بالله ماني قادر استحملك..
بو عمار بغضب : مايوجعك اللي اسويه فيك وف امك !! مابعد تبرد تربت امك حتى ترفض انك ترضخ لي..مو كفاية روحت امك بيدينك يومك وقفت بوجهي..
آدم يشيح برأسه بغضب : لا مايوجعني..مايوجعني لأن رب العالمين كاتب لها الموت في كتابه..انا ماتوجعني سواتك..انا يوجعني فراق امي ..انت ظالم وجاير..وبيجيك يوم تتوجع من حالك ..!
بو عمار يمسك طفّاية السجَائر ويرميها على آدم الذي نزف جبينه وانسابت الدماء على عينه وهمس آدم بغضب وهو يضع يديه على موضع الالم والجرح : اقسم بالله لو مانا مريض كان قمت ودفنتك ..
بو عمّار : انت وش يفيد وياك !!
آدم : يابونا قلنا لك قاعد تنقش ع الحجر..رح شف طريقك واستريح..عيال المالك ماخلصوا حتى تجيني انا !
بو عمّار بسخرية يفضح منها حاله : ليش انا عندي احد الوي ذراعه غيرك !
آدم بحسرة : ياليتني مت قبل امي ولا شفت سواتك..معدنك رخيص وخاين وش نبا منك..
بو عمّار يجلس امامه وهو يهمس : لك يومين يا ولد امك..تقرر فيه..او ماله داعي تقرر..ابي ردك بالقبول..وان ماجاوبت عليك العوض من الله..يومين ولا عليهم زيادة !!

خَرج من المكان بغضب من هذا الرجل الذي فعلا ينقش فيه كالحجر دون ان يرضخ..فلا هو يريح نفسه ولا نحن نستريح ! لكن هل من الممكن ان يقبل آدم في وسط هذه الظروف الخانقة ..في وسط هذه الإنهماكات المؤلمة .. انها حكاية اقل مايقال عنها بأنها عويصة..فعلاً ..لا احد يستطيع ان يتخيل مجزرة زوج الام وابن الزوجة الواقعة بين ادم وسعود العزيز..
دائمًا العزيز يقفون في وجه المالك..هنا في الوطن..وهناك في اوطان الغربة ..!!!



,



في بريطانيا ..

في منزله ..قد ضاقت به الدنيا بعد خطاب الاخوة بينه وبين وريف الذي حصل..مالذي حدث له حتى يختنق الى هذه الدرجة..ربما رغبة خانقة تعتريه لكي يجد اختيه حوله يحتضنهما ..يشكوان لهما من كل ظلم وجور قد قابل طريقهما..لكن كل هذا اصبح كالهباء المنثور في الغبار..ويرى احلامه تتطاير كالاوراق المتناثرة في الهواء..خرج الى السماء..حيث يهيم فيهاوتتحجر في عينيه اثار الالم الخانق..وهو يهمس في ذاته..*من حقي ان اعيش سعيدا* ..من حقه..لا احد يقف في وجهه..انه يبحث عن اتفه اسباب السعادة ليسعد بها..لكنها بوحدة..تصبح شائبة ورمَادية..يعشر بأنه يعيش في المريخ ..بسبب الوحدة التي يعيشها طيلة هذه السنوات..لكن لن يجعل حياته الروتينية تصبح مليئة بالحزن..هو في ذاته يبتسم..لأنه محظوظ جدًا..لقد امتحنه الله لأنه يحبه..أو ينسى قوله صلى الله عليه وسلم حينما قال (ان الله اذا احب عبدًا ابتلاه ) ..هذا بحد ذاته سعادة ازليه..رغم الالم الذي يحتاجه..يكفيه قربه من الله..طيله هذه السنوات كان سيجن..سينتحر..سيجزع..لو الايمان بالله طبعًا..لكن هذه الظروف جعلته يتعرف على الله اكثر فأكثر..ويبتعد عن كل شيء حوله سوى الله..الله ..انيس النفوس..في اواسط الدجى..وهذا مايجب علينا جميعا اذا اعترتنا مصيبة او الام..لنتوجه له بنفوس سليمة..*يوم لا ينفع اموال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم* !

فجأة..قاطع حنينه ووحشته ليتفاجئ بأنه امام بيت مشعل..لايعلم كيف قادته قدماه..ربما جسده مل وكل من الحنين ..فزحف يطفأ لهيب الحنين ليقف امام الباب وينظر اليه بتأمل..نظر الى ساعته..انها التاسعة صباحًا..اسينسحب..او ماذا يفعل ..! الذي يعلمه ان لا قرار يقوده الى الحنين وذاته ..هما اثنين لا يتقابلان..متى تنتهي قصتك ياليث..!حتى مشعل اصبح يلازم منزله ولا يتحرك الا مع اخته وريف..خشية وخوفًا عليها..قصتك ياليث ينال ضريبتها غيرك..بينما انت تبحث عن هويتك الحقيقية فلا تجدها..والناس من حولك..يروا الخوف والظلم والعذاب..اطلق تنهيدة عظيمة..ولكن عيناه اتسعتان بصدمة حينما فتح مشعل الباب ونظر الى ليث عدّة مرات ..
مشعل نظراته كانت متسائلة عما يفعله يوسف امام باب الشقة..حكّ ليث جبينه وهو يهمس : أنـ..أعتذر ..جايك بوقت متأخر..بس!
مشعل يبتسم : لا حياك تفضل.. بس ليه ماضربت الباب..واضح ان لك ساعة متردد بالدخول!
ليث:خلاص وقت ثاني..لانـ....
مشعل : وتردني ..فطورك علي ادخل انت بس..

يعلم ان تصرفه يجب ان ينتقده في ذاته..كونه عربي نسى ان لا يجب ان يقف امام بيوت الناس هكذا..هو لم ينساها الحقيقة..هو نسى ذاته ..نسى كل من حوله..وانقاد الى حيث يقوده الحنين..دخل الى الداخل..وجلس على اريكة مريحة يحك فيها جبينه ويعقد حاجبيه بإحراج..انه في ذاته ينتقد تصرفه..بين لا يعلم مدى سعادة مشعل بوجوده وحضوره..ولان مشعل فتح الباب لانه اراد ان يذهب الى يوسف..
لكن من حسن حظه وجده على الباب..*حماته بتحبّه :$*

نَظر الى مشعل يأتي بصينية الفطور ويضعها على طاولة خشبية انيقة ..تقاسم معه الخبز واكل معه ..ثم همس مشعل بألم : يوسف..*وبتردد وبنبرات متقاطعة* ..وش تسمي اللي صار على اختي!!

علقَت اللقمة في فمه..لا يعرف كيف يبتلعها..او يخرجها..الذي يعرفه ان مشعل قلق جدًا من ان يصيب اخته أي مكروه..ومن المحتمل ان ينسى قصة ليث ولا ان يصيب اخته مكروه..وهذا من حقه..لكن ليث موقفه هو انه حاول بلع اللقمة ..ثم شرب كأس ماء وهمس : ليه ؟!
مشعل بنبرة متعذبة : اختي عليها شر او خطر !
ليث بتفكير : مشعل..اختك لو يبونها كان شالوها من ذاك اليوم..يعني مو المفروض انها فرصتهم انهم ياخذون اختك ويشردون بها ؟ بس ماتوقع ان اختك يبونها..لان لو تدري السفارة السعودية ان الحكومة البريطانية تسببت بخطف بنت سعودية راح تقوم الدنيا وتصير مشاكل بين السفارتين وخساير..يعني يبي لها تكتيك..انا اتوقع ان اللي صار انهم دخلوا يبونك مالقوك ونزلوا تحت ينتظرونك ..طلعت ولحقوك..هذاك اليوم..

معشل يعلم ان يوسف الذي امامه رجل خبير بهذه الامور..لكن مالذي سيطمأنه بأن اخته لن يصيبها مكروه فأردف : طب وش يضمن لي ان اختي ماراح يصيبها شيء!
ليث : تأكد لو راح يصيبها شيء ان القيامة بتقوم..لاحظ يامشعل انها بنت ووراها اهل وناس وسفارة ودولة واحكام..وغير القضايا والخساير اللي راح تواجهها الحكومات لما تقاطعهم السفارة..لاتظن ان السفارة السعودية راح تسكت لما تعرف بعملية جرم اختطاف..يعني باختصار ماصارت في اللي قبلك ماراح تصير فيك..دخلها من باب الواقع واستوعبها !
مشعل بتنهيدة : يعني اللي افهمه من كلامك ان المقصود باللي صار انا مو وريف!
ليث : انا متأكد ان ورا هالسالفة عمار العزيز..
مشعل : كلب ماهو بانسان!
ليث يضحك : هههههه يابونا بتطير اجر الفطور اللي ضيفتني به على حساب هالزفت..
مشعل بابتسامة واسعة : الحين انت كم سنة من جيت بريطانيا !؟
سؤال مشعل لليث صدمه كثيرًا ..ماذا اجيب..أأكذب..ام اخرس..لكن الصدق دائما هو مفتاح الازمات فاطلق تنهيدة عميقَة ليردفْ بها بابتسامة ألم:10 سنوات..
مشعل : يعني مثل ليث !
ليث يبتسم ، وفي دواخله يبتلع غصات أسيرة حرمَان هذهِ الدّنيا ..فهمس يبتسم : مثل شوفة عينك..
مشعل : خل نتصل على فهد ..يجينا اليوم ماقال ان لازم يشوف الممرضة ..للحين مارحنا وعرفنا عنوانها..
ليث : كنا بنروح نشوفها قبل..بس صارت احداث ومشاكل واجلناها..
مشعل:طيب خل نتيسر..
ليث يقفُ معَه :طيب..


تَوجه مشعل الى وريف التي تجلس في حُجرتها تستذكر دروسهَا هامسًا : وريف..انا بطلع مع يوسف مشوار وبرجع مابتأخر..
وريف بتساؤل:وبتخليني.!
مشعل : ماعليك خوف ان شاءالله ياوريف ماراح اطول مضطر اروح المشوار هذا مو بيدي..
وريف بقهر : روح..بس ماتوقعتك تتركني بعد اللي صار..
رُبط لسان مشعل...لوكنتي تعلمين ياوريف بأني المقصود لا انتي لزاد جنونك ومنعتيني من الخُروج لكنه أردف: المشوار ضروري..راح اقفل عليك الباب واوصي مستضيفين الفندق وماوراك الشر..
وريف بقهر : مابىىى..
مشعل بتساؤل : ليش؟!
وريف تكتّفتْ : اخاف..
مشعل يضحَك : ههههههههههههه أفأ وانا اقول معي ذيبه ماتخاف..
وريف تَرفع حاجبها لتهمس : ان كان موتي على طلعتك فهو بذمتك..
مشعل : لاتأنبي ضميري تكفين قايل لك بوصي عليك لاتخافين..وانا ماكنت بخليك الا بعدما تطمنت عليك..عنبوك اسبوع ناشب لك بالبيت ماقوت بعينك!
وريف تتذّكر الموقفْ هامسَة : مانت اللي عايش الخوف فما راح تحس..

لَم تكن تعلم بأن هناك من يسمع همساتها..اتصل على فهد ليستمع نداءه : حي الله يوسف..واخيرا تصدقت علينا بصوتك..
ابتسم لاشعوريًا لصديقه الوفي:حياك الله..ها وش اخبارك؟
فهد يبتسم : الحمدلله..مشعل شخباره ..ماقررتوا تطلعوا!
ليث:مشعل بخير..الحين طالعين بس اطلبك طلبة لاتردني..
فهد : وشو ؟!
ليث : اخته قامطة العافية من اللي صار ذاك اليوم ..جيب معاك زوجتك ونزلها عند وريف..
فهد بابتسامة : خلاص صار..اصلا الحين انكشفت الاوراق فما عليها خوف ان شاء الله..انت بس انتبه لمشعل وخله يتصل بك كل مرة لا جى يطلع..لاتخليه يطلع لحاله..ترا عمار العزيز هالايام ناشب له يوم مريت امس لك شفت جماعة واقفين هناك..
ليث بتنهيدة : الله يستر بس ويمشيها على خير..
فهد : يلا انا بروح اقول لمدامتي مع السلامة
ليث يضحك : هههههههههههههههههه ياليل الشردة بس..
فهد : ههههههه شفت شلون..
ليث:يلا وداعة الله..

أغلقَ خطّ الهاتف ونظر الى مشعل الذي اتى امامه همس لمشعل يطمأنه : زوجة فهد بتجي تجلس مع اختك..
مشعل بابتسامة : الله لايضرك اصلحت بين راسين بالحلال..كانت بتشوتني..
ليث يضحك :هههههههههه..الخوف ماهو عليها ..الخوف عليك..بس عيال كلب يوم فتحوا الباب..كشفوا حريمه وشردوا..
مشعل بقهر:ماهو هذا اللي ماهو مخليني انام الليل..خايف لايكونوا كشفوها..
ليث : يلا خل نمشي مافي وقت..
ابتسم لمشعل الذي خرج معه..وطلب من وريف ان تأتي لتغلق الباب..لمحها بحجابها تضع اللثام وشعرت بتردد تنتظر منه النزول..ربما تخاف مني خصوصا بعد تلك الليلة اذ امطرتها بنظرات القهر حينما اكتشفتني..ونظرات الغضب حينما لمحتها دون حجاب..



,




في جوانب أخرى في بريطانيَا ...
حيث تعيش معه هذه الأنثى الطفُولية..كلتة من براءة الانغام والامنيات الصغيرة..التي نمت دواخلها..خلصها من ابيها القاتل..وخلصها من اليتم والوحشة لتعيش معه كزوجة..لكن هناك ماقد واجهها وكان عنيفًا..لتستيقظ كل يوم على كوابيس..وتصدر منها تصرفات غريبة جدًا..كل يوم تخبره بأفكار ترعبه..تجعله لا ينام حتى تنام..لايأكل حتى هي تأكل..لايخرج حتى تكون تحت مراقبة وحراسة مشددة..لقد اصبح شخص شبه مهووس بسبب الافكار الغريبة التي تنمو دواخلها..لاتتوانى عن قضم اضافرها كل يوم..لاتتوانى قطع خصلات من شعرها..لاتتوانى عن عض كفها واجزاء من جسدها بقوة حتى يخرج منها الدم..انها تعيش تحت تأثير متوحش جدا نمى في دواخلها..هربها من الواقع ليعود بها الى وطن اخر ..الى بريطانيا..كانت تعيش في بداية الامر بتحسن..ثم انقلبت الى تصرفاتها الى تصرفات ترعبه وتخيفه جدًا ..! كل ليلة تُرعبه افكار فقدها اذ تخبره بأنها تريد الانتحار..تريد ان تهرب..تريد ان تنام في المقبرة كجثة مرمية..رغم ذلك يتحامل على الامه ليعيش معها حياة كريمة..

دخل الى منزله وهو يتنفس بقوة ليراها كالعادة تقوم بقضم اظافرها بشكل غريب وسواد غريب تحت عينيها موسوم..تقدم لها بألم وهو يحتضنها ويبعد أصابعها عن شفتيها بلوم : ليه تعذبيني وتعذبيني معاك..كافي يا سبأ كافي..

سبأ بارتجاف غريب وجنون أغرب : أخوووي..مات...جيبه لي..ليش وديتني عنه..ليه غربتني ...!!

ارتعد جسده من ذكريات كانت تغوص فيها ليهمس لها وهو يطمأنه : سبأ .. اذكري الله وترحمي على اخوك..مايصير الجزع اللي انتي فيه..تكفين ارجعي مثل اول..

سبأ بارتجاف تحيط يديها برقبة زوجها هامسة : وليد..انتقم لي من ابوي..هو اللي ذبح اخووووي..هو اللي سوى فينا كذا..هووو

ضمها الى صدره وهو يهمس بانكسار : سبأ خلاص انكتمي مابي اسمع صوتك..خلاص ...

شعر بارتجافها وهو يقرأ افكارها..تتذكر تلك الحادثة..حينما عاد والدها بلا ضمير..وهو يحمل جثة ابنه..توأمها وتوأم روحها..كانت بلا ام..بلا مسند تستند اليه..فما حدث لها هو انها هربت من والدها..ابتعدت الى حيث لاتعلم..ليلقاها هو..في مستشفى المرض النفسي...كان طبيبها..فاختار علاجها كزوجها..لا ان تعيش بهذه الحيرة والالم ..والخوف والرعب..وهي تتخيل بأن والدها كل يوم سيطل ليحمل سكينًا ويغرزها في جيدها ..لكنها لم تعلم بأن والدها لقى حتفه وجزاءه..وان الحق الشرعي في قتله قد تم تنفيذه..لكنها لازالت ضحية لأب متحجر وغادر جدًا ..
كان يقرأ الافكار من عينيها ويشعر بارتجافها..لم تتخطى هذه الازمة..لانها ايضا بغض النظر عن موضوع قتل توأمها فهِيَ لازالت تتذكر ذكريات الضرب والخوف..الاب العصبي المنهمك..المتزمت في الديون والغارق فيها..الذي نسى الله في نفسه..كان ضحية لكؤوس الخمر..التي تعفنت في جوفه..فضرب ابنه على رأسه اذ مات.. ولم يعلم بعاقبة مافعله الا حينما وعى على موج الدماء الذي اغرق اريكة المنزل الناعمة..

رفعت رأسها لتنظر إلى وليد بعينين دامعتين وخوف كسير : أبي أنااااام..
اهتّز كيانه من همستها الضائعة ليردف لها هامسًا في اذنها : نامي..نامي انا معك..
لا يعلم انها تتلفت في خوف ..تنتظر كل يوم والدها ليقتلها بذنب * اللا ذنب* !!!!!!!!
اعادت حركتها وهي تقوم بتقريب اصابعها ناء شفتيها لكنها مسك كفيها مانعًا اياها من هذه الحركة وهو يضع كفه وهمس : عضي على كفي..تركي يدينك..مابقى فيك جلد من كثر مانتفتيه..

بقى يتأملها..يتأمل مشوار هذه الدنيا ليكون الدكتور وليد طبيبها النفسي الذي يعاني معها ايام الضجر، وكل يوم ينصدم بأحداث كانت ترويها له..تخويفات جهنمية..هذا الاب لو كان على قيد الحياة الى الآن ..لاشتكى عليه عند هيئة حقوق الانسان اذ لم يعطي اولادهم حقهم..ونسى انهم ايتام ..ولم يكفل حتى ايتامه فاقدي الام..وفاقدي الاب حتى وان كان يعيش بينهم..الا انهم بمثابة المجرم الذي ارعب ابناءه..

حملها الى حجرته..وضعها على سريره..غطاها بغطاء ناعم..جلس بجوارها..نظر اليها نظرات عميقه وهو يبعد الخصلات المسدولة على عينيها على ان لاتزعجها في نوومها المستكين..مسكينة سبأ..محرومة من الراحة..ضحية أسيرة لأب متهكم..رفع قميصها ليرى ان بطنها ممتلئ بأثار العذاب والضرب..مسح عليه وكأنه يحاول ازاله كل هذه الشوائب عن جسدها لتعيش براحة..لكنه لا يجد سوى هذه الاثار تكون اقوى من لمساته الهادئة التي لاتستكين بها سبأ .. احتضنها..قبل رأسها..لامست كفه الخشنة ملامح وجناتها الناعمة..نام بجوارها هامسًا لله..بأن يجعل القرآن ربيع قلبها ويطمأنها..





,







في المملكة..
كان جالسًا بجوار زوجته بابتسامة واسعة يهمس : الله يطعني ان كنتي نص ظفرها..

جمانه بقهر : اصلا عادي.. مقروودة الحظ يوم ان رضت بك قزومك..

ناصر يضحك : ههههههههههههه..وليه حارقة قلبك..باكر يجيك النصيب وهايطي على قلة سننع..

جمانة بخجل اردفت : لا تدخل بأشياء ماتخصك!
ناصر ينظر لزوجته هيفاء ويهمس : دام انها وصلتها لشخصنه معناها البنت راحت فيها..

هيفاء تبتسم بخبث : هههههه يافديتها بس متى الله يبلغني فيك ونفتك منك وتصفين الجو لي وزوجي

جمانة بعصبية نظرت الى امها : يوووومه شوفي لك حل مع ولدك وزوجته لا اطيرهم..

أم ناصر تبتسم : وانتي وراتس حارة قليبتس..صفي عليهم الجو ..روحي مع سلطان اخوك..

جمانة بابتسامة حب : يافديت سلطوني والله ان طول وش فيه تأخر..

أم ناصر تصب القهوة تعطيها لابنها : رايح مع ابوك في شغل وراجع..

جمانة التفت الى ناصر : ونويصر اجازة..
ناصر يسعل ويرمي عليها علبَة ماء حذفتَها في جبينها لتهمس بألم : يحححح...!

ناصر : لاعاد اسمعك تقولي نويصر ..لا اهفك انتي وبراطمك..
هيفاء تضَحك على جدآل الأخوّة الذي لا ينتهي..
ابتسمت جمانة : والله انتس ماعرفتي الا الضحك..الله يطعني يوم اني خذيتس مرة لاخوي..
ناصر يحتضن هيفاء ويبتسم لها يغيض جُمانه..التي ابتسمت بغيض وهي تقول : ماناقص الا ان تبوسها قدامنا..
ناصر يضحك لجمانه : دام انك طلبتيها فو الله ان ماردك *نظر لزوجته* قربي يامرره..
هيفاء بخجل : لا والله ان ماتسويها تفشلني قدام اهلك خلاص ..
ناصر يَضحك : هههههههههههه هيفاء تنازلت عن الحق الشرعي ولا كان ماخليتها بخاطرك..
جمانة تبتسم : الله يثبتك وانا اختك..
ناصر بابتسَامة جانبيّة : أجمعين !
وصَل سلطان ووالده..انسَحبت هيفاء إلى الأعلى ..بينما جلس سلطان بجوار اخيه ناصر وهو يضع اوراق كثيرة امامه وهو يهمس : خذها..
ناصر بغيض : ليكون الاجازة من جيب ابوك!
سلطان يضحك : ههههههههههههههه ماهي من جيب ابوك حتى انت..
التفت سلطان ينظر لوالده الذي ينظر له بحَاجب مرفوع ليهمس : ماهو بأنا اللي اقوله..ناصر ولد ضرغام اللي قالها..هههههه
بو ناصر يبتسم : الاا نويصر عليه الشور بعدين..انت وراك مطعس امس يوم ان خذيت الاجازة!
سلطان يحك راسه : يابوي طفشت من عيالنا وقلت اروح اشوفن بنات الصحراء..
بو ناصر يرفع حاجبه : بالله !
سلطان : ايه وقلت برقمهن..
بو ناصر بغضب : تخسي من عينك ياسليطين وقدام ابوك يالثور..
سلطان يضحك : هههههههههه شفيك يايوووبه بلاك ماعرفت بنات الصحراء..أبرقم النوق يايووووبه..طيبة اللبن..
ام ناصر باستنكار : هاااو وياتناكتك ياسلطان..وانا امك ماتقول عني الحكي الزين وتروح للنوق اللي ماضقت منها شيء..
سلطان يفزّ ويقبل رأس والدته : أفأ ومن ينساها حلوة اللبن..
جمانة بخجل : عنبوك ماعندك بريكات..
سلطان : بسم الله شجابك انتي ..من وين طلعتي لي ..!
جمانة تشير الى ذاتها : يعنني اني روعتك!
سلطان : منهو اللي يقوله !
جمانه : انت اللي تقوله !
سلطان : يخس واعقب مايروع سلطان الا روس المطانيخ وروس القبايل..
ابو ناصر ينظر الى سلطان ويهمس : روقنا !!
ناصر يضحك : ههههههههه طفشت الوالد من طفاقتك..
بو ناصر : مانتم برايحين عرس راكان المالك..
سلطان : بلى يووبه ..عزمنا ولزوم نوجب الرجال..
ناصر بقهر : نص قبيلة المالك ماهي برايحة بس لانه ماخذ بنت بو ليث..
بو ناصر : الله يصلحهم.. ويكبر عقولهم..ماحد مسوي فيهم معروف الا علي المالك..هو اللي تصدى لولد اخوه وكبر بعيون الناس..
ناصر : الناس قامت تاكل في بعضها بسبب عيال المالك..
ام ناصر : الله يصبر امه..محد شاقي شقاه كثر امه..انا لو واحد منكم ويغيب عني سنة كاملة اموت من القلق..
سلطان يقبل رأس والدته : بعد عمر طويل يايوومه..ادعي لله ان يحرر قيد ولد المالك ويقر عيون امه برجعته..
بو ناصر : انا واثق منه..هذا رجال اجوودي..قبل لا يروح اعرفه واعرف ابوه..طول عمره رجال فاهم الخطا من الصح ..
سلطان : الله يفك قيده..حرام ضاع نص شبابه لاحد يعرف عنه ارضه من سماه..
بوناصر:الله يفك قيده..

تَمتَم الكلّ بـ *آمّين* ..والجَهل طغى قلُوبهم عَن حال ذاك الشقّي ..الذِي كلمّا أراد ان يفتضح نفسه امام الناس..منعهُ إيمَانُه بالله..لذلك..كانت اولى خطواته بأن يدنو من ربّه ليحميه ..في وسط دجى الليل يكون قد انغمس بدعاء ضرير وقلبٍ خاضع لله..لكي يفك أسره ويرجعه الى بلاد الاسلام والمسلمين..كان ذلك ليث..والجَميعْ..لايعلم عنه شيء..الا شقاء نفسه هي من تعلم الكثير عنه !



,





جَانبْ آخر من المملكة..
فتحت الشبّاك لتوقظ ابنها فهد..الذي جلس بتملل..دخل الى دورة المياه ثم خرج بعد 10 دقائق وهو يضع المنشفة على كتفه بعدما مسح فيها وجهه..رأى والدته تكوي ثوبه وتهمس : يوومه..عمي بو رياض وصاني اصحيك عشان بيمر عليك وبياخذك المسجد معه تصلي الظهر..
فهد ابتسم : حاضر..ام فهوود..شرايك تجربي خبراتي في كواية الملابس!
شوق بضحَكة : ههههههههه لا دخيلك اتركني اكوي ثوبك ..اعرفك بتشوه ثووبك مزبوط..
ابتسم فهد : السوم وينها..
شوق : نايمة..
فهد : جلسيها خلها تصلي..
شوق بخجل : عنبوك عمرك 10 سنوات وعليك هاللسان..اترك خالتك صلت ماصلت مالك دخل فيها..
فهد يضرب على صدره:موصينا عليه الورع..
شوق : ان سمعتك خالتك لتدفنك..
فهد يبتسم : جدتي راحت بيت عمي بو رياض؟
شوق : بيجون اليوم يتغدون معنا ..
فهد : حياهم ..

لكن فجأة ..اهتز جسد شوق وفهد ايضًا وهما يسمعان صراخ وضجيج في الشارع وشخص ينادي بـ: طلعوا الولد..
نظرت الى فهد بصدمة تعتليها..تلك المرة كان عمي متواجدًا مع مشعل..الآن لا احد..ماذا ستفعل شوق..ماذا ستفعل حقًا..ليس هناك أي رجل هنا تستعين به..اللذي فعلته هو انها اتصلت على عمها وهاتفه واخبرته بأن ذاك الرجل قد اتى الى حيث باب المنزل وهو يصرخ امام الناس وقبيلة المالك كلها تلتم لتسمع ماذا سيحدث..

بعد دقائق معدودة سمعت الضرب يزداد على الباب..نزلت الى الاسفل ومن وراء الباب همست بخوف : مين..!
بو فهد بغضب : طلعي الولد لا اقبرك هالحين انتي وياه..
شوق ابتلعت غصّتها وهي تهمس : مالك شيء عندنا..ياخي حرام عليك حارمني منه 6 شهور ماشفته..ويوم جبته هنا لي كل اسبوعين مقوم مشكله ومطير علوم العربان علينا..خلاص ياخوي رووح عني وخل ارتاح مع ولدي..
بو فهد بغضب:شوفي ياشينة الثوب ام مافتحتي الباب وطلعتي الولد اقسم ان لاادوبس ببطنك..
سمعت صوت ام ليث التي ارتدت عبائتها لتفتح الباب وتهمس : جاي تهايط على نساء ماعندهن رجال..روح حسبي الله عليك وعلى امثالك..حسبي الله على كل الناس اللي تخلوا عنا من جروة لسان..وان كانت بنتي شينة الثوب ياللي تدور الشرف..اسكت ولاتندس ثياب الشرف ورح اسأل من صانه وزانه..رح الله لا يرضى عليك ويحرق قلبك مثل ماحرقت قلبي بنتي..

أغلقت الباب في وجهه..وصل ابو رياض وتناوش الاثنان الكلام..تركه ابو رياض ولم يتجادل معه..فقد اعتلى صوت الاذان ووجب عليه الذهاب للصلاة..لكن بو فهد لازال مصرًا على ان يخرج الولد..وقد اصبح يتكلم عن اخيه مقرن حينما خطب ابنته وريف وعاب ثوب وريف وطهارتها..
بو رياض يهز رأسه ويستغفر الله : ماراح ارد عليك..انت تدري وش عقاب القاذف ياللي تقذف ببنتي !! ..هذا شرفي وعرضي يارجال..ان كنت تطعن فيه فربي ماراح يخليك..كرامة لله وللآذان تاركك الحين ورايح صلاة ربي..لكن اقسم بالله ان الليلة ان شفتك تهايط عند الناس والقبيلة لاادفنك وامحيك من الارض..عنبوك انقلع من قدام باب البيت ..حسبي الله عليك انت واخوك..

ضرب الباب ليسمع انين شوق وهمس لها من خلف الباب: بنتي شوق طلعي فهد..رايح معاه المسجد نصلي صلاة ربي ..*نظر الى خالد يضربه بالحديث* بدل مانجلس نطعن بشرف الناس وعرضها..

شوق تسمح دموعها : حاضر عمي..

خرج فهد ومسك به عمه..كان والده سيأتي لينتشله لكن بو رياض رفع يده في وجهه مانعا اياه : اقسمت بالله قسم وحق هالاذان..ان لمست الولد انت اليوم مدفون..انت ابوه وحقك علينا واجب وعلى راسنا..بس ماتجيب الولد لنا الا وهو مضروب وموسم في جسمه..لا والله ان مانرضى نسلمك اياه..وفوقها حارم الولد من امه وكل يومين مرعبها ..ماكون رجال وفي وجهي شنب ان سلمت فهد لك ..

نظر الى ابنه الذي رفض ان ينظر اليه وتعتلي ملامحه الغضب وهو يرفض حتى ان ينظر اليه..
ركب مع عمه سيارته وانطلق الى مسجد الله..الى بيوت الله ..التي تطيب النفوس ..وتطهرها..نزل الاثنان الى المسجد..وبين صفوف المسلمين..وقفوا يصلون..يكبرون..ولله يسجدون ويركعون..يطهروا قلوبهم من الدنوس السوداء التي تغطي بياض قلوبهم..فلا ترحمها..لذلك فإن الصلاة بين صفوف المسلمين..سلامة وسكينة وطمأنينة ..لايعرفها الا الخاشعون..







,





في بريطَانيَا ..بين طريقهم الي حيث اولى أدلة برائته..وذهاب ادانته..في طريق حيث ستكشف اولى ابوابه..ويثبت للجميع بأنه ماخلق ليقتل..ولكن نكأة بنكأة..ورأس برأس..حتى وقع في ظل الشيطان الذي عمى على قلوب الناس..حتى ابناء قبيلته..كانت هذه الافكار تدور في رأسه..بينما دموع حمقاء تجتاحه..لكنها تنخرس تماما..وتتحجر لتعود وكأنها شيءُ لم يكن..ينظر الى مشعل وفهد...وكأنه الآن سينطق ويقول..أنا ليث..أنا من تبحثون عنه وعن دليل برائته..انا بينكم..أهل تسمعونني..ام ان السمع محجوب بين الغائبون..والذي اشغلهم الحنين عشرات السنين !!!!, همّ لأن ينظر جيدًا الى الطريق..لكن الله كتب ان لا يكمل طريقه..حيث تحاصرهم جماعة ..وينزل منها رجال..وعلى رأسهم عمار العزيز !





اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-14, 10:43 PM   #15

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..

ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$



البارت : الرابع عشر .

الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب

أتأمل وجهي كالأغراب

يتلون وجهي لا أدري

هل ألمح وجهي أم هذا.. وجه كذاب

مدفأتي تنكر ماضينا

والدفء سراب

تيار النور يحاورني

يهرب من عيني أحيانا

ويعود يدغدغ أعصابي

والخوف عذاب

أشعر ببرودة أيامي

مرآتي تعكس ألوانا

لون يتعثر في ألوان

والليل طويل والأحزان

وقفت تتثاءب في ملل

وتدور وتضحك في وجهي

وتقهقه تعلو ضحكاتها بين الجدران

* * *

الصمت العاصف يحملني خلف الأبواب

فأرى الأيام بلا معنى

وأرى الأشياء.. بلا أسباب

خوف وضياع في الطرقات

ما أسوأ أن تبقى حيا..

والأرض بقايا أموات

الليل يحاصر أيامي..

ويعود ويعبث في الحجرات..

فالليلة ما زلت وحيدا

أتسكع في صمتي حينا

تحملني الذكرى للنسيان

أنتشل الحاضر في ملل

أتذكر وجه الأرض.. ولون الناس

هموم الوحدة.. والسجان

* * *

سأموت وحيدا

قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا

قد أشعل يوما مدفأتي

فتثور النار.. وتحرقني

قد أفتح شباكي خوفا

فيجيء ظلام يغرقني

قد أفتح بابي مهموما

كي يدخل لصا يخنقني

أو يدخل حارس قريتنا

يحمل أحكاما وقضايا

يخطئ في فهم الأحكام

يطلق في صدري النيران

فيعود يلملم أشلائي

ويظل يصيح على قبري

أخطأت وربي في العنوان

* * *

* فَاروقْ جويدَة :$ , *

مُذ ان قاطعهم ذاك المدعو عمار وهو لازال مشرداً في مشاعره لا يعرف ماذا ينطق سوى ان هناك شيءُ ما على كاهله ثقيل هذا ما كان يشغل باله..كان ينظر لفهد ولمشعل ويشعر بأن التوتر قد ازداد في محاجرهم...أراد ان يتصرفْ اراد ان يهرب الى حيثُ البعيد والبعيدْ لكن دُون جَدوى لاشيء بعد سوى ان التوتر قد خنقه كثيرًا خنقه بلا مواربة شعر بحرارة جسده ترتفع..صوت قلبه لا بد وانه مسموع..شيءٌ ما قد قتله وهو وقوف عمار امام نافذة سيارته يطرق النافذة عدة مرات لكن ضميره الذي يفكر بمشعل وفهد..كان يلهيه عن الطرقات المتعددة على زجاج سيارته..لذلك لم يكن بوسعه سوى ان يغمض عيناه ..ويضع يده على خاصرته..ربما سلاحه من ينقذه هذه المرة في حال غدر بهم من يسمى بـ عمار العزيز ..يالخباثتك يابن العزيز ..يالطينتك الملوثة ..تبيع ابناء بلادك..لما قد يحرضونك عليه..تذكر انه هو الشخص الذي كان السبب في ان تتبرأ منه عائلته وقبيلته..ليصبح وحيدًا ..من دون حراك احدهم ..اختنق بين ثيابه وهو يفتح النافذة بغضب وقهر ملجوم ..ليستمع لكلمات عمار يبثها في اذنه كفحيح افعى قائلاً : بدري..لكان فتحتها !
ليث بغضب : وش تبا ؟
عمار يبتسم بخبث وهو يكتّف يديه و بمراوغة : م انتم رايحين عشان ليث؟
ليث بقهر : وش تبي من كلامك هذا كله ! ..خلصنا !!
عمار بخبث : أفأ عزّام ماهقيتها !

أشتاطَ غضبًا ..لو انه اسدًا لكشّر عن انيابه..لو انه افعى لأفرغ سمه في جسد عمار..لو انه اي مخلوق قاتل..لقتله..لكنه ليث..النكأة بالنكأة ..الليث بـ يوسف.. اضطر ان يصمت حينما استوعب ان هذه المرة مشعل متواجد معه..التفت الى تفاصيل وجوههم..انها مليئة بالصدمة ..والقهر من عمار..والغضب من شاكلته..ارتعاد جسده ليس خوفًا من عمار..بل خوفًا على مشوار قضاه لوحده طيلة 10 سنوات فقط ليرى هويته الحقيقية اين تكمن..ليأتي أمثاله الآن ويقاطعون طريقه..يقفون في وجهه..ويخرجون امامه ليعثروا عليه الطريق فيقع في حافة الهاوية..
زمَجر كأسدٍ غاضب : عزّام عزّام ..يابونا اقلقتنا به..مدري متى بتفهم اني يوسف ماهو بعزام !
عمّار ابتسم بسخرية..ربما انه الوحيد الذي يفهم ان يوسف هو ذاته عزام..لكنه يستغل الوضع بذكاء خصوصا بعدما عقد اتفاقية مع ليث..يعطيه مكان ابن المالك..فيستر عليه ولا يتحدث ..لكن ليث قبل فقط من مدخل المرواغة .. لكن هذا مايقال عنه من شاكلة الكلاب الآدمية..التي تبيع نفسها من اجل اموال زائلة ..وطمع يغشي عيناه فلا يشعر بمن حوله سوى بغريزته البشرية ونهمه الوحشي ناء شهوته المالية ..
همس عمار بجدّية وهو يعقد حاجبيه ومن بين اسنانه يهمس : كيف اقدر اوصل لليث المالك !
ليث باستنكار : ليه حنا شدخلنا !
عمّار بسخرية : لاتتذاكى علي ..كل الناس تعرف انكم اصحاب ليث المالك * نَظر الى مشعل * وعندكم واحد من هله !
ليث بغضب : لو كنا نعرف وين اراضي ليث كان ماشفتنا هنا ..كان حنا هاجين وياه لبلاد الله.. وش تبغى من ليث !
عمّار : عندي مصلحَة ..ليه تسأل !
ليث بسخرية : وانا عندي مصلحتين من سؤالي ..
عمّار : أقدر اعرف وش المصحلتين الليي من سؤالك !
ليث : الأولى اعرف فيها طينتك.. والثانية .............................اح تفظ فيها لنفسي..
عمّار : علمن يوصلكم ويتعداكم..اقسم بالله لو كنتم تدرون وين اراضي ليث لاتذوقون كاس العلقم اكثر مما ذاقه هو ..

بلع غصّته بقهر وهمس بغضب : وعلم يوصلك ويتعدّاك اقسم باللي خلق فسوى ان فكّرت تلمس شعره من هل ليث والله ان لادفنك وماترجع لابوك الا محمل !

ارتَعد عمّار ذو القوة الظاهرية..ماهو الا هر خائف يبحث عن رهينته وبالحقيقة ليس له بالقوة اي صله..ليس له الا ان يرتعد تحت تهديدات من لهم بالاسلام صلة ولله القوة ! .. ابتعد عن حصار الليث بعد ما اشار لرجاله بالانسحاب..سخر ليث بقوة في دواخله ..وهو يهمس * عنبوا هالبشر يتوازعوني* ..صحيح ! الجميع من حوله يريدون ليث..وهو الوحيد الذي يريد هويته الحقيقية..يريد العودة الى موطنه..العودة الى الوطن الحقيقي الذي يضم التراب الحانية والدافئة .. بينما هذه الارض..لاتضم سوى الظّالمين..الذين تكابروا على العرب..الكثييييييير..والكثي ر من امثاله..عرب ..فلسطينين..مغربيين ..سوريين..خليجيين..وهو احد المتورطين ..الذي نجى من شاكلة الظلمة ..بعدما قرروا المتاجرة بأعضاءه..مسلم وحيد ومريض..مالفائدة منه .. هذا ماكان منهجهم..غيّر طريقه الى حيث الفندق وفهد يردف قائلا : ليه غيّرت طريقك ؟؟
صمت ليث بعدما اشتاط مشعل غضبًا لفهد : ماتشوف الزفت يلاحقنا..يعني ماهو من صالحنا ولا هو من صالح ليث..يابوي اللعبة مشكووفة.. الناس بتعرف تحركاتنا دام امثال الحيوان هذا موجود..
ليث : مشعل .. ماتطلع الا بعدما تتصل علينا انا ولا فهد..عمار ماهو ناويها على خير..
مشعل بتوتر وهو يفرك جبينه ويردف بتنهيدة صاخبه وحّارة جدًا : كيف بنوصل لليث طيب ؟
ليث بتفكير : مو المفروض نخلص من عمّار ؟؟
فهد اتسعت عيناه : لا يايوسف..ماهو من شيمنا نقتل الناس..حنا مسلمين وعرب ومالنا لقتل ومقاتل..حدنا تهديد والسلام عليكم !
ليث يبتسم بسخرية : حد قال اني بقتل !
فهد : ايه فكرت قلت بتسفطنا حنا ويا الليث ويصير حظنا من حظه ..
ليث : حنا اللي غلطنا..اجل في احد يتحرك بوجود ناس مثل كذا !!
فهد : طب وش الحل !

صَمت الليثْ .. وكان تفكيره ..هو كيف يحل مشكلته..دون ان يأذي اصصحابه..او يعرض نفسه للخطر..لديه خبرة في حماية نفسه..فلقد كان يعيش عشر سنوات من عمره يفكر كيف يحظى في حماية نفسه دون اناس تسرب عنها شاردَة وواردَة .. من المفترض ان يرد على سؤال الفهد ..لكن تفكيره يأتي بهِ عن اليمين وعن الشمال..بينما يلمح ثلّة حافية من الحنين ..تستفيق مع كل هذه المشاكل..ويكأنه سأم فعلاً الصمت والتمثيل.. حياته السينمائية كان يظنها معروضة في الافلام الوثائقية فقط..او في نشرات الاخبار والصحف..وانها بعيدة عنه..لكن للحظة لم يستوعب انها حدثت فيه..لا يعلم لم الحنين رماه الى حضن امه ليتذكرها..امه التي انتظرته هو ووالده..لكن الاثنان خيبوا لها الظن..فوالده مات ..وهو تحت السبِي والاسر والسجن المحتم في اخفاء هويته..من مثله في يومنا الحالي يبحث عن هويته ؟ ليثبت برائته ؟؟!!!

استفاق برعشة بعدما سمع نداء فهد يعلى تدريجيا مع قوة استيعابه : نـعم ؟؟
فهد : يابونا ساعة وحنا نناديك..عطنا الحل !
ليث بتنهيدة وهو يضع سبابته وابهامه على جبهته ويضغط عليها : والله مدري..بس المكان اللي مانقدر نروح له ..نجيبه!
مشعل : كيف تصير هذي ؟!
ليث : حنا روحتنا كلها متوقفة على هالممرضة..الله سبحانه وتعالى ماهو كاتب روحتنا لها هالايام يمكن لانه افظل لنا..لاحظوا كل مرة نقرر نروح يصير بوجهنا شيء ولا نقدر نروح..
مشعل : بس الله سبحانه وتعالى ماحط اسباب الا وله حكمة وفتح بدال الباب الف باب..يوسف .. الكل طفش من هالقصة..كلنا نبي ليث..ونبي رجوعه ..وان ماكان رجوعه مكتوب..ع الاقل نعرف خبر عنه..صعب صعب يعيش الانسان بنكران ..لو انت مكان الليث ماتهاونت..!!

ابتلع غصّته وهو يشيح برأسه الى النافذة ..وتتحجر الدموع القاهرة في عينيه..وآه وألف آه من عينيه..تريد تلك الدموع الهطول..الا ان عزّة الرجال..لاتقهرها الا هوانها من الله ..فلم يكتب الله له ان يبكي امامهم ..ابتلع الغصة وهو يدوس بقوة على فرامل سيارته..كأنه يخبأ أنياب الغضب التي تغرس في جسده وتلتهم لحمه..بهذه الطريقة..يرى جميع من عثوا في حياته الفساد امام عينيه..يدهسهم بعذابه..ليكون هو الحضية لا هم ! .. يا الله.. كيف لرجل في العالم كله..ان يحمل صبر ماحمل.. وللمرة الألف نقول..لولا الايمان بالله تعالى .. لما عاش إلى الآن .. ربما كان ميتًا منتحرًا ..او مسجونًا تتناقله العدالة..او اصيب بالجنون والهلوسة.. تعب كثيرًا خصوصا بعد ظهور مشعل.. لأن لا صبر يحمله كي يعود الى الايام الخوالي..سهراته مع مشعل وراكان في ديوانية عمه..اتفاقه هو وراكان على ان يرثان مشعل بعد ما يموت..غضب مشعل بعد ذلك..والضحك المتردد بعدها.. يا الله..لاتعاقبني بما ليس لي ذنب فيه..رحماك يارب.. هكذا ترددت في صداء نفسه..وقف في شارع الفندق وهو ينزل مع ليث ومشعل وفهد .. ويتوجهون الى الحديقة التي بجوار شارع الفندق...
جلسوا فيها بينما الجميع يتناوب النظرات ..مشعل مع فهد هناك تربطهم نظرات متبادلة والاثنان يفكران بنفس الموضوع..بينما ليث..او يوسف..يجلس ضاما كفيه الى ذقنه مغمضًا عيناه لأن الالم تكاثر..للحظة قرر الآن ان يعترف..ولكن ماهو رد كل من مشعل وفهد..سوى ان ليث سيكون خادعًا بنظرهما وربما يتخليان عنه !! هذهِ هي المشكلة .. تنفس كثيرا وهو ينظر لكليهما : شوراكم تطالعوني كذا ؟
مشعل ضم شفتيه وهو ينظر الى ليث بتمعن هامسًا : ليه يناديك عزام ؟
فهد بتساؤل : ماهي اول مرة يسويها يايوسف ؟؟ من حقنا نعرف شصاير معك ومعه !
ابتسم بسخرية : يعني هالحين مصدقينه ؟؟ ..الرجال مخربط وواضح عليه..
فهد باستنكار : بس ماهي اول مرة .. يعني شيءء يحط العقل بالكف !
ليث تنهدّ تنهيدة حارة : من اول مرة صرفته..بس الرجال معند..شكله مشبه علي بواحد اسمه عزام..وانتم الاثنين تعرفون ان انا اسمي يوسف ماهو بعزام..
تنَاوشوا الحديث..عن حلِ لمشكلتهم مع عمار..وكيف يستطيعون التصرف اذا هو يقيدهم بهذه الطريقة..وربما يكون ضررا كبيرا لهم ..الثلاثة..لذلك اكتفوا ..بأن الحل سيدرس..سيدرس جيدًا ..في حال تخلصوا من عمار...ستظهر هوية ليث بلا محالة..لكن الله لم يكتب ذلك بعد ...!.!..!

,

داخل الفندقْ ,
لقَد وجدت ان زوجة فهد انسانة مريحة جدًا ..تذكرها نوعًا ما بشخصية شوق..بعقلها المتزن وتصرفاتها وحتى انتقائها لكلماتها..كانت تطمأنها بأن الله اذا كتب لها الخير فلن يتوانى عن ما كتبه..وان الذي حصل اشارة لمشعل وليس لها..والمقصد واضح بأن المقصود باللذي حصل هو مشعل لا هي..فان كان لهم مصلحة مع وريف لما توانوا عن تركها في هذا الفندق.....!

وريف بابتسامة وهي تقوم : وش تشربي؟
عبير بخجل : لا تتعبي حالك حبيبتي..ماله داعي..
وريف تتسع ابتسامتها : ولو ! .. آمري تدللي ..وش تشربي؟
عبير : شاي اخضر !
ابتسمت وريف تقلب في دواليب المطبخ الجانبي..لترى اكياس صغيرة بالشاي الاخضر..وضعتها في اكواب انيقة..تقدمها لضيفتها كعلامة لامتنان لحضورها وطمأنتها من حالة الخوف التي تحيطها من كل مكان ..أحرقتها سخونة الماء حينما شردت في ذاك المدعو يوسف..اهل من المعقول ان يكون هو من فعل هذا ؟؟! اهتزز جسدها ..ربما هو من فعل هذا..يجب ان اخبر مشعل بالخبر..آجلاً ام عاجلاً ...اشعر ويكأنه يستغل اخي مشعل استغلالا كبيرا وخصوصا بعدما افتضحته..يا الهي...!!! هكذا كانت همساتها في نفسها تردد .. انتفضت من سخونة الماء..اسرعت لتأخذ منشفة وتبللها بالماء البارد وتضغط بها على سبابتها التي تضررت..وكأن الالم الآن تصاعد الى قلبها ولكن لا تعلم ماهو السبب..
حملت صينية الشاي الاخضر مع قطعة كعكة شوكولاته ..ووضعتها وهي ترسم على ثغرها ابتسامة ناعمة وتمد كوب الشاي لعبير:تفضلي..
بادلتها الابتسامة وهي تلتقط كوب الشاي : يزيد فضلك حبيبتي ..تعبناك معنا..
وريف : ليه هالكلام الحين..عليك بالعافية ياروحي..
عبير : الحين انتي كم صار لك من جيتي ؟
وريف : شهرين تقريبًا ..
عبير : متى نازلة السعودية ؟
وريف تعدّ الأشهر في دواخلها لتهمس : باقي 6 شهور..
عبير باستيعاب:اها ..يعني ماخذ دبلوم في المعهد ؟
وريف بخجل : لا انا معي لغة انجليزية..بس داخلة الجامعة على طول..
عبير : انا لما دخلت عطول للمعهد وكنت مبعتثة بحساب ابوي..شهررين وعلى طول حولت على حساب الدولة..
وريف : وش تخصصك ؟
عبير : طب ..بس طلعت الحين وظليت مع زوجي ..
وريف:الله يهنيك وياه..
عبير بتردد : السموحة يالوريف بس ولد عمك.
توقفت الكلمات من محفل شفتي عبير ..لم تستطع اكمالها بعدما ارتباك عيني وريف وتحرك عدستها بسبب التوتر الذي اجتاحها ..لكن وريف قاطعتها : تقصدين ليث ؟
عبير هزت رأسها : ايه..شصار عليه ؟
وريف : مدري..للآن محد يدري عنه..
عبير وضعت يدها على قلبها : الله يطمن قلوبكم عنه صعب فراق الاهل ..
وريف بابتسامة : واثقة ان شاء الله ان ربي بيكتب له يرجع ويرفع راس هله..
عبير تبتسم لوريف وآمالها لتردف قائلة : الحين ماضبطتي لك من بنات بريطانيا ..
عقدت حاجبيها باشمئزاز وتقزز : عوذ منهن ماصلات ناشفات معجزات ..
عبير تضحك : ههههههههههههه...ولا وحدة يعني ماتمشين معهم لازم تشوفين لك صديقة ماهو عيب ولا هو حرام..
وريف : ماشفت منهن بنات سنعات..
عبير ترتشف رشفة من الشاي الاخضر ثم تردف : اي والله..بس انا عندي صديقة كانت تدرس معي والحين صارت دكتورة مرافقتني وين ماروح حتى زوجي طفش منها ..
وريف : ههههههههههه يعني ناشبه لك..
عبير : لا بالعكس بس لافهد مايطيق يشوفها ولا هي تطيق فهد..
وريف تبتسم : ههههه احسن لك وانا اختك شنو يبي فيها وانتي زوجته..
عبير : من جد ..بس مدري شنو سر هالعداوة عندهم..
وريف : اهم شيء الحب كله لك..
عبير بخجل : اكيد ..هههههههه
شردت في سعادة عبير وزوجها ..وتسائلت في دواخلها..هل سأنال سعادة عظيمة تجتاحني مثلما تجتاحها..هل سأكون انسانة سعيدة..كما تكون هي..من هو صاحب الحظ ..الذي سيرتبط اسمي بإسمه.. وسأكون تحت امرته ورهن اشارته..هل سأكون سعيدة ؟! .. كما اجد عبير الآن ..هل ستحمّر وجناتِي بخجلْ ..كلما ذكر اسمه..هل سيخفقْ قلبِي بشدّة ..حينما استمع الى همساته..هل سألوذ الى احضانه..وانجب منه الاطفال..ويكون ابًا لأبنائي..؟
تجاهلت شرُودها..واكملت حديثها مع عبير..حاولت الانسجام..فهي تشعر بقشعريرة قريبة تنتابها..قلب الانسان..دليله..فهل ستتحقق المقولة في ذواتها ؟ ام ستكون هذه الرعشة مجرد اوهام ووساوس شيطانية..؟؟؟؟؟

,

استيقظ من نومه على صوت انينها..كانت تأن..من الواضح انها تلقى الكوابيس..وتنادي بكلمات غير مفهومة ومموهة..تتكوم على نفسها وهي تحتضن ذاتها بعمق..تقوم ببعثرة شعرها بطريقة غريبة..تخبأ عينيها الدامعتين اللتان يعشقهما..ويعشق بريق الدموع من بينهما..اهتز كيانه حينما نادت بإسمه..فزّ قلبه ..وهرع اليها يشدها الى احضانه..وهو يهدأ من روعها ..استيقظت وهي تبكي ..وتتكوم في احضانه..تشكو له..وهو يقوم بتقريبها الى حيث يكون صدره..وموطن اوجاعها..هاجت الامها لتبكي دموعها الباكية..وما فعله انه مد ابهاميه الى اسفل جفونها ليمسح الدموع الساقطة..همس لها في اذنها : شنو شفتي ياقلبي وابكاك؟
اهتز جسدها بقهر : ابوي يطعني..من ظهري ..يغدر بي في لحظة غفوتي..يستغل فقداني..ويشوهني
عقَد حاجبيه ..مد يده يغلغلها بين خصلات شعرها : انا كم مرة قايل لك لو بتتكلمين بهذا الكابوس تنكتمي احسن لك..
سبأ بألم وعَبرةْ أسيرة تتبعها غصّات حارة استوطنت حنجرتها : يخوووفني ..ماقدر اكتم كلامي ..مضطرة اتكلم لو ماتكلم اموت..
وليد بابتسامة : بسم الله عليك..تموتين انا بعدين شيصير فيني..
من بين دموعها سرت بين عروقها طاقة ايجابية لتبتسم ابتسامة باهتة وربما خجولة بعض الشيء..
اضطر لتقبيلها..فُقدَانًا لسيطرته..تَاهت في تصرفاته..لكنها ابتعدت عنه ..حينما قام بتقبيلها متحججة بأنها تكره هذهِ التصرفَاتْ في حال انهيارها..ضّمت شفتيها بقَهر حينمَا تردد صدى ضحكَاته..على خجلها المندفع بعد بكاء مندفع اكثر..توجه الى دورة المياه..وهو يراقب تصرفاتها..حينما يراها الشخص العادي يقول انها مجنونة..وليد يعيش حياته معها ويشعر بأنه هو المجنون..رغم انهيارتها ..تصرفاتها الغير طبيعية..الا انها كطبيب نفسي لا يلومها ابد ولا يلقي اللوم عليها..يعلم ان ردة الفعل هذي ربما تستغرق العمر كله..لكنه فداءًا لعينيها الدامعتين المغرم بهما...سيكون معها متى ماحتاجته..
قليل من مثله..من يساند زوجته ان احتاجته..في زمن يريد الرجال ان يستعملوا النساء كسلاح لاخماد نيران الشهوة المكبوته..
خرج من دورة المياه ينظر لها تضع وشاح صوفي ابيض وتتقدم الى النافذة الطويلة وهي ترى سعة مدينة لندن ..لم تشعر به..كانت تخاطب نفسها ..وهو يقرأ أفكارها..احتضنها وقبل جيدَها *الرقبة* ثم همس في اذنها : ما طفشتك جدران البيت ؟
التفتت اليه : تبينا نطلع ؟؟ وانا في حالة عمري اطلع..مابىى الناس مابىى اشوفهم..صرت اكرههم ..بسبب انهم يعتقدوني مجنوني..
احتضنها وهمس بجنون : مو مجنونة..وماعليك من الناس..عنبوها من ناس تزعل خاطرك..
اهتز كيانها وهي تبتعد عنها..الدموع الكثيررة لاتنطفأ..لذلك احيانا تتصرف بغرابة كبيرة..جلست تعبث في شعرها بمشط الشعر وتسرحه..بينما هو جلس يشعل سيجارته ويتوجه الى النافذة وينفثها في الهواء..يخرج الدخان الاسود من رئته ويكأنه يرتاح بهذا التصرف..رمى سيجارته ..
ثم نظر اليها لازالت تنظر الى نفسها بالمرآة بطريقة غريبة..هو كطبيب نفسي يجهل ماهي سبأ..لذلك ..سيظّل وليدها طالما بقت سبأ ..

,

في المملكة ..
بين الاسواق كانت تتلفت لتنتقي مايعجبها..موعد زواجها بات قريبًا جدآ فمن الطبيعي انها تدخل في حالة توتر..شوق كانت متعبة جدًا من اسماء لانها من النسآء المترددات في السلعة ..تتحجج بكون الفستان الفلاني قصير..ضيق..او ان والدتها لن تقبل ان تلبس مثل هذه الفساتين..في البداية شوق اضطرت ان تصبر على تحججات اسماء..لكن في النهاية لم تستجب لها وبدأت تأخذ وتنتقي مايعجبها وتضعه في سلة التسوق دون استشارة اسماء التي ضمت شفتيها بغضب : شوووق..وش قاعدة تسوين..ياوووويلك من امي لو شااافت الفساتين بتذبحني وبتذبحك..
شوق بعصبية : عنبوك بتتزوجين وتسوقينها علي..هذولا الفساتين حق زوجك*بابتسَامة خبيثة* عنبوك ماتبين تخرفنينه ؟
انتفض جسد اسماء من الخجل : ولو ياشوق ولو ..بس مو بالملابس الفاضحة..الرسول لعن النساء الكاسيات العاريات..
شوق بقهر وهي تشد الضّغط على اسنانها من الغَيظ : الله يطعني يوم طلعت معك .. شوفي يااسماء عندك حلين..ياتشترين اللي خذيتهم ياتشترين اللي خذيتهم !!
اسماء بضحكة : ههههههههههههههههه يعني في النهاية مصرة اني اشتري اللي خذيتهم..
شوق بقهر : ان ماتسنعتي يامرة اقسم ان اجيب زوجك الحين وادق عليه واخليه هو اللي يفرفر ويختار لك وساعتها اعرفي السناعة عدل..
اسماء تعظ شفتيها : لا دخيييييلك ماناقصني لوشة رجال ..تبين تفضحيني انتي..

: حي الله بنات ام لييث..
التفتت اسماء وشوق ناحية الصوت ليجدون الميث اخت راكان تقف بجوارهم وفي يدها فستان زهري ناعم واليد الاخرى تمّدها للسلام : كيف حالكم ..
شوق تصافحها واسماء كذلك : الحمدلله..
الميث بابتسامة لأسماء : كيفك ياعرووس ..؟ جهزتي ولا مابعد..
شوق بتنهيدة قوية : لي ساعة ادهن في سيرها ابيها تشتري شيء مثل الناس ماهي راضية..عنبوها ماهي دارية ان اللي بتلبسه لزوجها ماهو لنا..
الميث : ههههههههههههههههه ..خليها علي المفروض من بدري كلمتيني..اجيب لها راكان الحين اخليه يستلمها عدل..
اسماء بخجل تعض على شفتيها : لا دخيلك خلاص والله ان لاشتري كل شيء تبونه حتى لو جلد تيس..
شوق:ههههههههههههههههههههه� �ههه يافضيحتنا ..بتقردنين الرجال من اول يوم..
الميث : المفروض ياشوق تستلميها وتعطيها قائمة طويلة عريضة في المشتريات اللي بتشتريها..
شوق بتنهيدة : عطيتها بس التناكة وماتسوي..
الميث تبتسم لاسماء:ماقول االا ركزي ع اللون البنفسج يخرفن اخوي ..ويطير علووومه..

عضّت شفتيها بخجل وبغضب من ضحكات شوق على موقف اسماء التي تهربت لتنشغل بين الملابس..لم تستوعب ان راكان هو من اتى بالميث الى المجمع..وهو يقف ورائها تماما يراقب تصرفاتها..بينما شوق والميث انسحبوا من الاجواء الرومنسية رغم علمهن بالعواقب التي سترافقهن بسبب غضب اسماء واحتجاجاتها التي لاتنتهي..
أثّرت في عقل اسماء كلمات الميث ناء اللون البنفسجي..فصارت تتلفت الى اي شيء باللون البنفجسي..احمرت وجناتها من كلمات الميث وشوق التي ترددت في مسامعها..رأت احد العملاء يرتدي اللون الاسود يقابلها بظهره لتهمس له : لو سمحت في منه سمول ؟
سمعت همسته : لبييييييه قال مقاسهم سمول..
حينما التفت رأت انها وضعت نفسها في موقفين محرجين..حينما تحدثت مع راكان تحسبه عاملاً في المحل..والموقف الاخر..لما بين يديها..تشنّجت كل عضلة في جسدها اصبحت غير قادرة على النطق تتلفت الى الميث وشوق ربما ينقذها موقف وجوديهما..لكن راكان ابتسم واخذ الفستان من يديها واصبح يقلبه مابين عينيه..ثم عاد الى المكان الذي اخذت منه الفستان..واخرج لون بنفسجي منه ثم همس لها بابتسامة جانبية : هذا احسن..
شعرت بتوتر وهي تحك رأسها .. عقدت حاجبيها وهي تأخذه بقوة وبخجل ارادت التوجه الى المحاسب لكن راكان سبقها وهو يأخذ الفستان : يعنني اانك بتدفعينه ..خلاص يابنت ندفعه عنك !
اسماء بخجل : شكرًا بس معي فلوس..
راكان يغمض عينيه ثم يفتحهما : هو بيني وبينك فلوس ..*رسم على شفتيه ابتسامة* خلاص قلنا لك بندفعه ترا كله كم من فلس ..
حاسب لها الفستان..ودفع مصاريف اخرى لاشياء انتقاها هو لها بنفسه بينما هي تمشي كالمخدّرة خلفه..لاتعرف كيف تتصرف او كيف تهرب منه بينما لاتجد شوق ولا الميث..انتهوا من رحلة تسووق محملة بعناء شاق ثم همست : راكان ..
أردف : لبيه عيديه !
تجاهلت سؤاله بخجل لتهمس : اذا تسمح لي بروح عند اختي بمشي خلاص لان.........ز
راكان يشير الى نفسه : وش اسمي انا ؟
عضّت شفتيها بخجل لتنطق اسمه هذه المرة وترى اتساع ابتسامة جذابة على شفتيه..قام بمهاتفه الميث لتخبره انهم في احد المحلات ..توجهوا لهم واسماء توجهت بغضب اليهن هامسة لهن : اقسم بالله انها مردودة لكن ..جعلكم الجرب ..ياسوااااد وجهي قدام راكان
الميث تعض شفتيها من غضب اسماء : ههههههه والله ان اخوي اللي طلب نورطك..
شوق تبعد نفسها من الموضوع : اتفاق اخوة يعني انا طلعيني منها..
اسماء تضع يدها على خصرها بغضَب : ياسلام..هين..ماكون انا بنت ابوي ان ماطلعتها من عيونكن..

خرجوا من المجمع ، كل منهم متوجه الى وجهته..رغم ان هناك قلوب جديدة تنبض في الحب..تسرب اليها اليوم شدة في الارتباط ..وسعي في نسيان الماضي او تهذيب مشاعر الماضي للعيش بحياة اكثر استتباباً ..وحبا .. !

،

فِي جآنب آخر في المملكة..بين الخيارات الصعبة..والعذاب الملتوي على قلبه..اختار ان يقرر قرارا صعب..لكنه اسهل من الخوض في الحرام..اللعب بالحبلين..اصعب بكثير من الخداع..لذلك ..قرر ان يكون لصالح الحق..لكن بتعاون مع الشر..الذي يعلمه..انه سيكون تحت اسم بو عمار العزيز..لكنه سيعمل لصالح ليث..ولاثبات برائته وادانته..ولن يسمح لاي كان بتشويه انسانيته..كهذه الكلاب التي تنبح يوميًا على رأسه في اختيار القرار..لذلك ..سيكون الله في عونه ان اكتشفه عمار العزيز..او والده..لكنه في النهاية..هذا سيكون من صالحه بلا شك..عند الله تعالى وامام نفسه وضميره ..واخلاقياته ومبادئه التي تربى عليها تحت كنف امه..لن يكون الابن الضال..الذي سيبقى مشردًا تحت عقوبه مهنية وضعها له سعود العزيز..

تنفس بقهر حينما رآه..تحامل على نفسه وهو يمثل الابتسامة..لم تفته نظرات زوج المصدومة من ابتسامته..سمع صوت زوج امه : يالله عساه خير ...وش طاري لك الابتسامة ؟

آدم بتمثيلية الندم البارعة تنفس بتنهيدة حارة يتكلم فيها بعكس شخصيته : ابتسمنا للوجوه الطيبة ..
سعود العزيزَ ..لم يصدق ماطرأ لآدم من تغيير نوعي : أيوا ..!! ...ووش قررت على اللي قلت لك !
آدم تشتت عدسة عيناه بتوتر ملحوظ نطق الاحرف بصعوبة مضطرًا : الله يسلمك....أنا قررت اكون معك..
سعود العزيز براحة وابتسامة خبيثة : يعني واخيراً شريت راحتك !
آدم يهز رأسه وينطق : بس لي شروطي..
سعود : وش هي ؟
آدم : ماحد يدري اني اتحرك التحركات ضد ليث غيرك..وان عرفت ان في غيرك انت ولا عمار يدرون اقسم بالله ان لافضح !
سعود بتفكير : طيب..ماشي..
أصبح ينظر لآدم بتمعن عن سر هذا التغيير المفاجئ..آدم توتر من نظرات سعود له وشعر بأنه سيكشفه..أدار عيناه الى جهة اخرى حتى تبعد مسافة اكتشافه..لكنه انتفض حينما رأى سعود العزيز يمسكه من ياقته ويهمس من بين اسنانه : عليك العوض ياولد المالك ان سمعت انك تلعب بالحبلين..
انتفض جسده وهمس : انا قررت قراري..معك ماهو مع غيرك..
سعود ابتعد عنه وشعر براحة لانه لا يعرف الطينة الطيبة التي نشأ عليها آدم وهو يفعل كل ذلك..ليكسب راحته ويبحث بذاته عن ليث..فهو في كلا الحالتين لن يخسر الا في حال اكتشفه سعود..
أردف له سعود وهو يفتح نافذة غرفته ويتسلل عليه الضوء : اليوم تجهز حالك..راح تطلع وتختلط بالناس وتشوف اهلك وناسك..بعدها راح تسافر ويلقاك عمار بمطار لندن وتروحون لمدينة كامبريدج اللي فيها مشعل المالك واهله..

هزّ رأسه وفي دواخله..يريد لو ان يمسك رأس سعود العزيز هذا ويفصله عن جسده..الطامع نحو الغنيمة..الخاضع نحو شهوته ..وغرائزه الانسانية..بل غرائزه الحيوانية ! ...
خرج سعود العزيز ليردف آدم بقهر : كلب ولد كلب !

- * اذكرونِي بدعَوة ,, :$ *




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-14, 10:48 PM   #16

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$

البارت : الخامس عشر

الى متى اعتكف ؟
عنها و لا أعترف
اضلل الناس
ولوني باهت منخطف
وجبهتي مثلوجة
ومفصلي مرتجف
ايجحد الصدر الذي بنبع منه الصدف
وهذه الغمازة الصغرى
وهذا الترف
تقول لي قل لي
فارتد ولا أعترف
وارسم الكلمة في الظن
فيابى الصلف
واذبح الحرف على ثغري
فلا ينحرف
يا سرها ماذا يهم الناس
لو هم عرفوا
لا لن اروي كلمة عنها
فحبي شرف
لو تمنعون النور عن عيني
لا أعترف

* نِزَآر قبّانِي :$ , *




في بريطَانيا وصبَاحته..
كانت تَلمُ أغراضها الصباحيّة بعجل في حقيبتها ليُوصلها مشعل الى الجَامعة ..وهي تعض شفتيها بنسَيان لبعضِ اغراضها الخاصة التي تحُملها..وأهمها هُو ربيع قلبها..قرآن الله ..تضعه في حقيبته..يحفظها بعون الله من كل شر وشياطين الانسِ والجنِّ..بينما تلتهي في ترتيب اغراضها في حقيبتها مشعل يلبس جاكِيتُه الأسود بعجل هامسًا : وريف انا نازل..تأخرت..فهد ويوسف عاطيهم موعد وتأخرت عليهم..
رفَعت عينيها بتوتر حينمَا نطق بإسم يُوسف : ....مـ ..مشعَل ..يعني انت وآثـق باللي اسمـه يوس.....

مشعل لَم يَنتبهْ لأنه قاطعهَا : نازل وكملي كلامك لي بالسيارة..قفلي الباب وتعالي..تعطلنا..
وريف تعض شفتيها بقَلق..بينمَا ينزل مشعل من الفندقْ..وهي تخرج لتقفل الباب..تلتهي في ترتيب البالطُو الذي ترتديه وتلمح سيارة مشعل وهي تقرر فِي دواخلها بأنها ستُخبِرهُ مهمَا كان السّببْ..تجلس باهمال وتوتر ..تفتح النافذة لتشّم الهواء وهي تهمس وتفرك جبينها بتردد : مشعل..من زمان خاطري أقولك بشيء..بس خايفة اكون غلطانة او ظالمة الانسان..بس مافي شيء يوقف بصفه الا اغلاطه..واتوقع انه يستغلك وماهو واقف معك..هذا الانسان يوقف ضد ليث ماهو معه ..ويبي يستغلنا لان حنا هل قبيلته ووينكب بنا وبولد عمنا..انا هذا اللي جى في باله..صاحبك يوسف يامشعل شفته مرة وانا بسكر الباب يطيح منه شعر مركبه في وجهه..هذا اكيد يستغلنا..وحرام اني اسكت واشوفك واثق فيه وكأنه اخوك بينما انت توك قبل كم يوم شايفه..اسمع مني وانا اختك هذا انسان ماينوثق فيه..الا انت الحين ليه ماتمشي..

مِن المفترض ان يرد مشعل ولكن الصوت الذي جائها أرعب كيانها : نمشي عشان خاطرك بس لي كلمتين علي الحلال ان مانزلك الا وناا قايلهم ولا انتي فاضحتني..

مشى يحرك سيارته ويقفل الابواب مضطرًا حتى لا يخرب مشروع هويته الصغير فتَاة بعدَ كل هذهِ الايام تأتي فتاة لتكون كعطل غير ارادي يتحرك في مسيرته ..
وريف بخوف : عليك الله ان تنزلني وش تبا انت ..علييييييك اللعنة نززززلي يامال الطرررررررم..
لم يرد على تساؤلاتها لانه كان صامتًا ويمشي بينما هي ترد عليه : لله ان تتركني وش بتسوي فيني..تبي تخطفني..؟؟؟ ترا والله ماهو من صالحك من يوووومي دارية وعارفة انك تبي تستغل اخوي مشعل
بكت بدموع اسيرة وهي تردد : ياحسرتي..ياويل حالي على نفسي بعد عمري هذا كله يخطفني انسان مثلك نزززززززززززلني الله لايوفقك نززززززلني..ليه ماترد...رد علي يامال الطرم ..

لم تلقى ردا سوى انه وقف خلف بناية الفندق لانه فقط استدَار وله حكَمة من استدارته : انكتمي..ماني مسوي لك شيء..قايل لك كلمتين ونزلي..عنبوك 10 سنوات من عمري ساتر على نفسي وبالنهاية بنت تفضحني..

ارتعدت بخوف وهي تقرأ آيات الله ثم تردف : وش بتقول ..
لم يرد عليها لكنها حذفته بعلبة صغيرة على وجهه ليرد ..اصابت وجهه ..من خوفها لاتعلم ماهي التصرفات التي تصدر منها..جلّ ماتفكر به بأنها ستموت بعد هذا العمر كله على يد هذا االانسان الذي من البداية كان يخطط لخطفها..

تنفس ليث بغضب : شوفي يابنت ان ماانكتمتي لله ان لذبحك لله !!
وريف تمسح دُموعها بخوف وهي تحتضن حقيبتها : طيب يابونا غلطنا يوم ركبنا سيارتك ومن السماح كنت افكرها سيارة اخوي ..افتح السيارة ياخوي حرام اختلي فيك بمكان واحد..

ابتسم ليث بسخرية : بدري ..ماظلت دعوة مادعيتيها علي..تبين اتكلم معاك وانتي تدعين علي بمال الطرم..

شعرت بأنها شيء صغير حقير من تصرفها لانها لم تكن في عقلها وهي تنتقد هذه التصرفات فكيف ترضى بأن تكون هذه التصرفات صادرة من فتاة ذات ترببية واخلاق..سمعته يكمل كلامه وهو ينظرر للخلف لكي يقوم بتعديل موقف السيارة : وريف..اسمك وريف !!

التفتت بعينين خائفتِين ودَامعتِينْ ترتجف شفتيها وهو يقرأ أفكارها ويضحك : مابسوي لك شيء وربي ..بس بقول لك شيء وابي اضمن انك ماتذيعينه لان لي حكمة..وانتي بنت ناس وانا اعرف من ربوك !

ابتلع غصته وهو يذكر عمه ابو رياض ثم اردف ويصرف عيناه الى النافذة فعيناها تشتتان كلماته : هم كلمتين..مثل ماكنتي تفكرين اني استغل اخوك وسمعتك..الحين ابيك تسمعيني وتفهميني..

لازالت الى الان لاتضع له مبرر لتصرفه فمهما حدث لا يحق له أن ينتشلها من بين طريقها ويأخذها بهذهِ الطريقة الصبيانية..ماذا يريد ان يقول..لامبرر لأقواله ولا حتى لافعاله..لكنه لمحته ينزل الشنب..وشعر بعدما تأكدت بأن السيارة مظللة تمامًا ..
وقبل ان تتعرف على من يكون ولم تنظر الا للجانب الايمن لوجهه ..بمعنى أحرى انها لم تتعرف عليهِ جيدًا ..رأته يبتلع غصّات واضحه ويتحدث بنبرة غريبة : انتي حكمتي علي من غير ماتعرفي اسبابي..واطلبك طلب امام الله ان تستري ع اللي بقول لك..لان مهما حدث فعلا مالي مبرر اني اخذك بهذي الطريقة واتكلم معك بس انا مضطر لاني ماقدرت اوصلك بأي طريقة وانبهك..وانتي جيتي وجابك الله لمكانك ..انتي يوم شفتيني هذاك اليوم وناظرتك كان قلبي مقهور انه بعد عشر سنوات من عمري ممكن تكون بنت هي اللي توديني بداهية والسجن وماعاد ارجع لهلي..

وريف بشك وبدموع ماطِرَة وكأنها عَرفتْ او لمَست خيطَ الحدِيث وهي تدعو الله ان تكُون الشكُوكَ بمحّلها لتهمس وهي تضَع شدها على شفتيها وبشهَقة مكتُومة : ميـ...ـن انت ؟؟؟

ليثَ بغصّة : انا الميّت المدُفون... ولأول مرة من ضاعت من عمري عشر سنين..انطق باسمي لاحد واعرف بنفسي..انا ليث !! ولد عمك..

سمع بكائها وهي تضع يدَيها على وجهها وتبكِي بغزَارة وشهقات متكررة..ابتلع الغصّات المرِيرة يشعر بأنه جرحَها بهذا الاعتراف..اهتز جسَدها لاتعلم ماذا تفعل..لو انه فقط يعلم ماذا ابكاها..لعذرها..لقد تذكرت الوريف سنِين الهَجر على عيني عمتها ام ليث..لفقدها وحيدها..وهاهيَ الآن تجلس معه بعدَما امطرته بدعوآت ..يالحقَارة موقفها منه..لم ترفع رأسها لمدّة طويله..ومع صوت شهقاتها وبعد عبء السنين..كانت غصاته ستخرج بدموع فيّاضه لكنه تحامل على المه..وصوت عبراته يجرح قلبه كسكاكِينْ غزيرة..الصغيرة وريف..الذي حينما رحل عنها الآن فتاة راشدة وبالغة..تبكي امامه..
رفعت رأسها فجأة وهي تَمسحُ دموعها بكمّ البالطُو : ليه ماخبرتنا..ليه ماقلت لــ...لأخوي مشعل ..ليه............
قَاطعها قائلا : تظنين لو بيدي قصّرت !..وريف انتي كنتي بتفضحيني..احمد الله واشكره انك ركبتي بالغلط سيارتي ماهو سيارة مشعل..انتي بنت عمي ..واظن اني مثل اخوك..مسند ظهرك ..ومثل مانا مسند ظهرك لاتكسرين لي ظهري وتطعنيني..انا مابيك تقولين لاخوك مشعل اني ليث..الحمدلله اني لقطتك بالوقت المناسب حتى اخبرك وانبهك انك كنتي بتضييعين مسلم بتصرفك..

وريف أخفضت رأسها وبعينين دامعتِين وبخَجل وتصغير لذاتها : العذر منك ياولد العمومة..بس ليه ماتبي تقول لمشعل !

ليث تنهدّة بتنهيدة حارة والتفت الى النافذة المغلقة : من اول ماجى ماقلت له..والمشكلة شهرين وانا معه..لو قلت له بكون بموقف المخادع والكاذب في عينه..لازم تكون حجة صمتي حجة قوية مدعومة بدليل..لاتخافي انا اثق في مشعل واعرف انه ماراح يطعني من ظهري..بس ياهوينة تعبي في عشر سنين اضيعها بيوسف عشان الليث..ومشعل اكيد بتكون ردة فعله قوية وعنيفة ..بيظل يسألني ليه خدعتني وليه وليه..وهذا راح يلوي ذراعي..وانا ابي مشعل يكون معي مو ضدي..ابيه يساعدني بأني اطلع دليل برائتي من غير ما تكون عنده نظره مشوهة تجاهي..ومحد يدري طول عشر سنين اني انا الليث..*وبقهَر* وكل هالبشر من حولك يتوازعوني..

وريف بغصّة : لك اللي تباه وعَهدن علي ياولد العم اني ما طلع عنك خبر واعشم عشر سنين من عمرك ماخبر فيها حد وبتظل سري المكنون..

ابتسم برَاحة يبتلع غصّته هو الآخر ثم همس بعذَاب : طمنيني عن امي..اهلي..شوق..اسماء..

وريف بدموع وعبَرة : امك..عشر سنين تظل تندبك ودموعها ماتجف..تدعي باللي رد يوسف ليعقوب انه يردك لها..ماظلت ليله مابكت فيها ولامادعت فيها..كل سنة تعايد عيد مشؤوم..تفرح فرح ناقص..حتى من اكلها تحس بلقمة ناقصة..هذا كله صوب..وكلام الناس اللي يطعنوها به صوب ثاني..

أخرج آه عمِيقة..آه حارّة ومخنوقة..حكّ أنفه وكأنه بهذهِ الطريقة سيمنع نزل دموعه..فكان يقينه في محله..مجرد عينينِ غائرتان بالمياه التي لاتهطل..وتنهيدات حارة متشابكة..وآهات متعثرة ..ليردف لها : مديون لها..وبظل اقولها ليوم يبعثون..مديون لامي وتراب رجولها بعشر سنين من عمري..الله يفرج عني ويردني لاحضانها..

بعَد فترة غير قليلة أردف : وشوق ..وأسماء ؟؟

ابتسَمت تمسح دُموعها التي لاتجف من غير تصدِيق:اسماء..كبرت وصارت عروس..تزوجت صاحبك راكان ..

ابتسم بفرح يتخلخله الألم والغصات : والله وسواها راكان !! ..والشوق!

وريف تعضّ شفتيها : طلقها زوجها..ويحاربها بالفهد..هذي آخبار الشوق..

غضب كثيرا ..لكن ماموقفه امام ابنة عمه ليفرغ غضبه..وخصوصا بعد بحيرة الدموع التي ذرفتها ..؟؟!ماكان بوسعه سوى الصمت..وهو يخاطب نفسه..لقد فُضحت..وكُشفت اولى اوراقي امام عينيك..هل سيشفع لي هذا امام الجميع يابنَة العمّ ..ام سينقلب كسيف ذو حدّين ضدِي؟ هل أنا من سيربح .. أو من سيخسر..أهدرت عشرَ سنوات من عمري..في هذهِ الكلمات ياوريف..لكنّ الهَم يذّبحْ ..
ولا يرحم الا بقتلٍ او بهزيمَة ..أو بانتصار..فأنا لا أريدُ الا الثَالثة..فهل سيصُبو المنال يومًا الى تحقيق المُراد..وفتك عيون العدَاء ..بعد سهامٍ ممطرة اخترقت هواجسِي..لأجلس وانام تحت كوابيس عقيمة..لاتخلو من الترهات والاقدار المريضة..هل سأرجع الى احضان الوالدة..نبع الحنان..الالم المرير..الصمت الضرير..القهر المتمزق في جوفي..فقدان والدتي..أشبه باختيار كفنِي للموت..

أطلق تنهيدة..ثم حرك سيارته متوجهًا الى الفندق : اعذريني..ماتقولين لاي مخلوق انك شفتيني ولا دريتي عني..وكأنك ماشفتيني ولا كلمتيني..

ركّب شعره وشنبه في مرآة سيارته..بشكل سريع..ثم وقف بها امام باب الفندق..بعد حفلة الدموع وقبل ان تنزل بتردد همست باعتذار واحمرت وجناتها خجلاً : لـ..ليثْ...

ليث يقاطعها بابتسامة : ليث انسيه..وقولي يوسف..ومعذورة مع انك ماخليتي دعوة ما ذكرتيها..بس انا واثق ان ربي ماراح يستجيب لك وانتي على جهل.. وداعة الله..

ابتسمت بامتنان بعد خجل مستمر وانصرفت من سيارته..وانتبهت لليث يغادر من المكان بين دموعها بلا تصديق تهطل..احتضنت نفسها وهي ترى مشعل يأتي بسيارته ويهمس بورطة : اعتذر وريف بس في واحد وقف قدام سيارتي وعطلني وياالله على ماقدرت اطلع..

وريف تركب سيارته تبتلع بكائها وغصّاتها : ليه تركتني ساعة على ماطلعت قدامي وانا افكرك مستعجل !
مشعل ابتسم : خلاص مشيها لنا ياوريف بعد مالنا غيرك ..الا الحين وش مبكيك..وليه اشوف بعيونك دموع..

وريف تمسح دموعها وبتّهرب: اشتقت لاهلي..فجأة طروا على بالي..

مشعل يبتسم ويمسح على رأسها بمُداعبة : مابقى الا القليل كلها 6 شهور تنقضي مثل القضاء..وتشوفينا عند الاهل..
وريف بهمس : ان شاء الله..


رحل مِن المكان ..الى حيث جامعتها..بينما هي تغوص..في بحر واسع..لم يقع فيه الى الآن .. الا هي ..سواها هي فحسب..







في المملكة..

كانت تعرض مشترواتها على والدتها وعمتها ام رياض وجدتها..وشوق كانت تجلس معها وتضحك بقوة على تفاصيل اسماء وهي تعرضها لهم بخجل..بينما شوق تستمر في الضحك..

الجّدة تقُوم بنَدس شوق بعصايتها : شفيك يالخبلاء من جلسنا وانتي تضحكين..عنبوك اختك عروس ومستحية ولا مانتي بشايفة حد مابوجهه سحا مثلك ومثل ولدك..

شوق بضحكَة : ههههههههههههههههههه ياويلي ياجدة انا ماضحك الا ع الحيا اللي مدري منين نازل عليها ..شكله نازل من السماء..طول عمرها قوية عين وباس ويوم جى لها رويكن عرف كيف يسنعها..

أسماء بقهر : محد باط كبدي غيرك وغير فصغونك..
شوق *تَرفسها برجَلها* : حامض على بوزتس ..ولدي رجال ..
أسماء بألم : أأأأخخخ..طيب خلاص يسلم راسك انتي وقردونك..
شوق تنظر لجدّتها : شوفي لك حل لاتوطى ببطنها..
ام ليث بضَحكة تنظر لام رياض : ههههههه شايفة يام رياض..يعني وحدة معيلة*بمعنَى لديها ولد* والثانية على وشك زواج والبزارين اهون منهن..
أم رياض بحب : ياجعلك ماتفقدينهم..وش حلاة حكاوي البنات..والله اني فقدت سواليف وريف يوم راحت عني..
ابتسمت لها ام ليث : ياحلاة لسانها بنتك...*وبحَسرة* طيب نصيب منهو كانت من حظه..ياليت الليث ماراح كان خذيتها له..
الجدّة بألم : لاتقولين هالكلام..ليث ماراح..ليث راجع يايوومه..ليث بيرجع لنا..وتهبأ من عيون من قال انه ماهو براجع..ان كنتي مانتي واثقة برجوعه فانتس تصفين مع القبايل وتوقفين بوجهنا..
ام ليث بفجَعة : لا يايووومه اعوذ بالله..هذا ضناي..ومافي ام تشقى وماتحط ببالها رجوع ظناها ..يوم انا يعقوبة زماني يوم ان فقدت يوسف اللي الله رزقني به بليث...
الجدّة : الله يرده لنا يام ليث..كلنا فاقدينه..الله بيكرمنا وبتشوفين..انا متأكدة يام الليث مثل ماتشوفك عيوني هالحين..

اسمَاء بتطليف للجو بعدَما لمحت دموع اثكلتهن جميعًا وهي ترفع فستانًا اختاره لها راكان : يوومه هذا حلو ؟
ام ليث : ايه يومه حلو وانتي بتحليه..لبس العافية يافديتك..
اسماء بتردد : احسه قصير و.......
الجدّة بعصبية : عنبوك متى بتفهمين ان ذا اللباس لزوجتس..والله لو انه ماهو لزوجتس كان ذبحتس لو شريتيه..صيري بنتن قرمى * قرمَى بمعنى فتاة عاقلة *
اسماء بقهر : يووومه شفيكم علي..والله اني بنتن قرمى بس الحياء يووومه ذابحني شلون بلبس قدام رجال هاللبس ذا وانا طول عمري مالبست ذا اللبس..
ام ليث : عنبوك صار لنا ساعة نفهمك ماتفهمين..شفيك ع التناكة
ابتسم لها شوق وهي تهمس في اذنها ببعض الكلمات لكن اسماء صَرخت بغضب وبخجل وشوق تضحك بخبث بينمَا الجّدة تغضب على اسماء بسبب صراخها ..





,




كَان مُستلقيًا على اريكَة في صالة المنزل..واضعًا يده على عينيه ويغط في غفوَة مابعد العمل..انتبه لجمانة الجالسة امامه ويهمس بصوت منخفض : ارمي النشاف علي..
رَمت عليهِ علبة الكلينكس وابتسم بخبث وهو يطوي الكلنكس..ثم أدَخل الكلينكس في أنف ناصر وهو يكتم ضحكَته على يد ناصر التي تتحرك في الهواء يحسبْ الكلينكس ذبابة تائهَة في الهواء..
بينمَا سلطان يكَاد ينفجر من الضحك ..جمانة كانت تلتهي بهاتفها ..رفعت عينيها واعادتهما الى هاتفها..ثم اعادت رفعهما الى سسلطان وهي تنظر اليه وتعض شفتيها..
سلطان يكمل مابدأ وهو يضحك وصوت ضحكه يرتفع تدريجيًا..لم يكمل مشواره لان صوت ضحكه افتضحه وهو يضحك : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه

استيقظ ناصر بغضب وقهر : انا قايل ان مايكون ورا هالبزرنة الا انت..
لم يرد عليه سلطان سوى بهاتفه الذي رفعه وهو يرى مقطع الفيديو الذي صوره سلطان وهو يفعل مافعل ..
ناصر بقهر : جيبه الموبايل..
سلطان : ههههههههههههههه شأجي......هههههههههههههههههه هه....
ناصر : جيب الموبايل !!!
سلطان يَشرد : ههههههههههه اقسم بالله ان ماجيبه..
ناصر وقف : قمت..
سلطان : علي الحلال ان ماتقوم كل شيء ولا انك تقوم ..تقعد الارض وما توقف سماء..
ناصر بسخرية : يعني ماطلعت مهاراتك واحترافيتك الا هالحين..اخلص علينا وجيب الجوال لا اكسر جوالي براسك..
سلطان يضحك : اهم شيء جوالي مايتكسر..
ناصر : تراك تبتزني يامال الطرم..
سلطان يضحك وهو يَجلس على كرسي امامه ويري ناصر مقطع الفِيديو..ناصر ايضًا لم يستطع كتم ضحكته وانفجاره بسبب ضحكاته..وتصرفاته في الفيديو..حذف الفيديو ..
ورما الهاتف على سلطان هامسًا : الساعة كم ؟
سلطان يحك راسه وبخبث : الساعة 10 ..
شعر ناصر بالفزع وهو يخرج هاتفه وينظر للساعة ويتطمأن ثم يهمس : كنت داري انك بو خرطي..فتحت الجوال عشان اشوف الهياط وصدقت ظنوني..
سلطان : وين رايح ؟
ناصر : لازم اروح لهيفاء..بجيبها من بيت اهلها وطالع معها واعدها نتعشى..
سلطان : بطريقك وصي على الوجبه الي تشبه وجهك ماك تيشيكن..
ناصر : انت شايف وجهك كانه تشيز فرايز
جمانة بضحكة : ههههههههههههههههههههههههه هههههه الله يقطعك ياسليطين ماتخلي حد ف حاله..
ناصر ابتسم : يلا فمان الله..
انسَحب من المكان بعدما اعتذر من والدته بأنه لن يحضر وجبة العشَاء..
سلطان ابتسم بعمق بعيد..وهو يفكر بتفكير بعيد جدًا..يفكر بالماضي..وذكريات كثيرة..بينه وبين مشعل المالك..وليث المالك ايضًا..وراكان المالك..وبعد اسبوع تمامًا..سيكون زواج راكان ..شعر بالايام تمضي ببسرعة من امام عينيه..فتنهدّ بتنهيدة عميقه..وهو يدعو الله ..ان يكون ليث المالك على الحق..ليكسر انوف قبيلته..الذين وقفوا ضده..
ابناء قبيلته ليسوا رجالًا بالفعل..لأنهم تخلوا عن ابن بيلته !!





,


في قارعة الطرِيق..حيث يضع حقيبة رجالية على كتفه..وينتظر إتيَان عمّار لهُ مِن المَطار لكي يأخذه الى مدِينة كامبريدجْ ..وهو يزَدردْ ريقهْ ..بعد تحذيرات وتنبيهات متوعدة من سعود العزيز ..التي امطرها به..
كان شارد الذهن ينظر للمارة..امام ابواب المطار..ينتظر رنين وجوده ..برائحه شرفه النتنه..واستعباده للأموال..يتلفتت يمينًا وشمالاً بضياع..يعرف منها مدى صعُوبة هذهِ الرحلة وصعوبة التأقلم فيها..وصعوبة النتيجة والتضحية التي اضطر ان يمر بها..
تنفس بعمق..وهو يسمع صوت رنين سيارة عمار..
التفت الى صوت الرنين..توجه الى السيارة وركب وهو يلقي السلام شادًا على اعصابه كاتمًا انفاسه بغضب وقهر مهزوم ..
عمّار وهو يبتسم ويدير محرك سيارته : توقعت عدم قبولك..
آدم ينظر الى نافذة السيارة الامامية ويبتسم : خالفت توقعاتك !
عمار : بصراحة ايه..وشاك ان ..........
آدم : لاتخاف..الوالد لوى ذراعي !! ماعطاني الفرصة حتى للتفكير بأني اعمل ضدكم مو لصالحكم..
عمار : انت عارف ان حنا نبي ليث..وعندنا احتمالية كبيرة لكشف مكانه..
آدم : كيف؟؟
عمّار : شفنا اقرب الناس له..نكسر ظهره بهم..
آدم يتقزز من دنائة تفكير عمار : عمّار..مايجوز النا نسوي لاهله شيء..
عمّار : ماراح نسوي لهم شيء..تهديد وحي الله..لكن اذا اضطرينا ..!! ماراح يكون عندنا الا هالحل..

ارتعَد جسده من تفكير عمار..وضع سبابته وابهامه على جبينه وضغط عليه وهو يعقد حاجبيه بقوة..التفت الى النافذة التي بجواره وهو يسند خده الى يده وينظر الى بريطانيا..ويعرف انها بلاد المذَابحْ !!!






,



فِي شَوارعْ بريطَانيَا ..
بينمَا الليلْ يغطّي خطَايا ويمحُوها بين دماسِ ظُلماتِه .. بين أناسْ افتقدُوا الهوية الحقيقية .. يهِيم في الشّوارعْ ..بلا سببْ..ربما هذَا يجعل حنِينُه المكُبوتْ يرتَاح ، يَجعل ضمِيرهُ المُؤنّب أن يرتَاح..يجَعل قلبهُ المَحرومْ أن يرتَاح ..فمَا توانى عن المَشي بينما الناسُ نيَام ..أغلقْ هاتفه ..وابتعد عن كل شيء يخاطب نفسه..بـ ..

أيّتها الدُنيَا ذرينِي..فلا هَويةْ لمَن أدَانتُه الدُنيَا بجِرُم لمْ يرتكِبهُ سوَى أن الحنِين أترعهُ في قارعَة الطّريقْ .. أتركيني أبحثُ عن أنصَافِي ذريني أشتّم هوَآء يريحني ولو لمرة !! .. أطفئي نيران شوقي ومُهجَتي .. مدِينٌ لكِ ياوالدتِي..مدِينٌ لكِ يانبع الحنانْ ..بعشر سنوات من عمري..قضيتُها بعيدًا عن عينآكِ الباكيتَان..امّاه.. أتذكرِينْ يُوسفْ ويعقُوب..هذهِ اللعنَة تُعِيد نفسها لأكُون أنا *اليوُسف* الذي يضيع بين متَاهاتِ دُنيَآيْ ..لأرِثَ الهمّ..أكهلتنِي الدنيا وشَابْت مشاعرِي كعجُوزٍ هَرم ..أينْ لِي من هذا كله أن أجدَ هويتي .. أينَ لِي من هذهِ الدّنيا أنْ أرتَاح .. يا الله ..هل اقترَب الأجل ؟ هل ابتعَدْ الأمل .. والأمل عن دُنيَايَ رحل ؟ هل ما حدَث بي مُجرد لعبَة هزَل ؟ هلَ ما أصابنِي مُجرَد قتيل انقتَل ؟ هَربتُ مِن هويتِي..ليحصل بي ماحَصل !! الهِي..ماذا حصلل !!!

دَار حَول نفسِه والدنيا من حولهِ تدُور..خطَابُ النفس ربما يريحه..جلس على أرصفةِ الحنينْ .. واضعًا يديه على ركبتيه ومسندًا كفيه الى رأسه..عاقدًا حاجبِيه ..عاضًّا على شفتِيه.. أشَقاهُ الألمْ ..فحَدث ما حدَثْ .. كيفَ يُحبّ .. أو يعشق..غير رجوع هويته..وموطنه ؟ ..كل مرة يرى فيها عينَي مشعل ..يريد ان يعترف له..فلم يعد الصبر يطيقه..كلما رأى أحدًا يقترب منه ومن قلبهِ أكثَر فأكثَر..لايعَلمْ لما الانهيار هزَمه..خصوصًا بعد مجِيء مشعل..هزَمهُ وقتله..ويشعر أن فضيحَته ستذاع .. رغم ان لا ذنب له من هذا كله..ربمّا يحتاج الى جرعات قاسية..يقوِي فيها طاقته التي انهارت منذُ صاوبته عينِينْ *مجهُولتِين* ...
ربمَا عيناها..ربما عيني مشعل..ربما عيني ....لايعلمْ ..هو الآن في حالة غريبة جدًا..حالة لا يُحسَد عليهَا المَرء..اهتز كِيانه حينما رأى شُرطَة تحاوط المَكان..اتسعت عينَاه بتوتر..وهو يدير عيناه يمينا وشمالا دون ان يحرك وجهه..ينظر للمكَان بحذر وارتجَاف خصوصا بعدما حاوطت الشرطة به....
يا الهِي ..هل أوقع عمّار بي ...هل كشفنِي..الهي..بحق اسمائك الحُسنَى..بحقّ اياتِك العُظمَى وكلمَاتكِ التي تتجلى بها عظمتك ورأفتك ورحمتك ومغفرتك..جِد لي مخرجًا..
أغمَض عينَاه بلا شعُور وهو يردد : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ

تبعَثر كيانه مع تحركَات الشرطة وهو يخاطب الله تعالى ...وينظر الى السماء ويردد الآية وهو ثابت في مكانه..ثابت في وقوفه..انها لحظَة ان لا يعيش..لحَظة ان يمُوت..او يُسجَن..ولا يرى حُضن امه..ولا يعترف لمشعلل..ولا يعترف لفهد..خاطب صديقه يوسف بأسف وخذلان..يخبره بأنه فشل بما كان يوصيه يوسف عليه...لان الشرطة حاوطت المكان وكان المقصود مِن المكان هُو ..بلا شك ..
كيانه لم يتوانى عن أيّ دعاء يحفظه..يذكر انه حينما كان في وطنه..لم يكن قربه من الله تعالى كما هو الآن..في وحدته اشتّد تعلقه بالله سبحانه وتعالى وحده دُون سوَاه ..فلفظ لسانه آخر دعَاء لينكشف بعد دعاءه الغطَاء والمقَصد : الهي انك أنت العزيز الجبار الذي لااله الا أنت الهنا واله كل شيء الها واحدا، أسألك بحرمة الكلمات التامات كلها الأمن والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، والأهل والجسد والمال والولد والمسلمين أجمعين يارب العالمين انك على كل شيء قدير، وارحمني برحمتك ياأرحم الراحمين، واكشف عني مانزل بي من ضر وشر كل ماأردت من الأمور، وخلصني خلاصا جميلا يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وَ !!!!

























- * اذكرونِي بدعَوة ,, :$ *




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-14, 10:51 PM   #17

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صَباح الوَرد .. كيِف حالكم ؟ كل عام وانتم بخير :$ , اعذروني لتأخيري..وماهي من عادتي اتأخر عليكم ولكن الظروف احيانا تجبر الشخص انه ياخذ فترة حتى يرتب وضعه وافكاره ويرجع لكم .. راح نحدد مواعد البارت..بس ابي افظل يومين لكم.. ابي يومين تتفقون عليهم حتى يكون مناسب للجميع .. انا افظل يوم السبت والاثنين !













توقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$

البـارت : السادس عشر

لن تسمعوا صوتي‏.‏ ولا صرخاتي
ما عاد يجدي النصح في الأموات
من أنتظر في الحرب‏.‏ سيف عاجز
أم أمة ركعت لقهر غزاة
من أنتظر في الأسر‏.‏ ليل حالك
أم أمة سكرت علي مأساتي
من أنتظر في الموت‏.‏ عهد خائن
أم موكب للشجب والصيحات
من أنتظر والعار يسكن أمة
كفنتها في القلب من سنوات
من انتظر والدم بين عروقنا
يغلي بنار الحقد واللعنات
إني سئمت النصح من كهانها
ما بين عهد كاذب‏.‏وعظات
كانت هنا يوما بلاد هاجرت
لمواكب الطغيان والظلمات
هي أمة سكبت رحيق شبابها
وتشردت شيعا بكل شتات

* فَاروق جويدَة :$ ’ *


















إلهِي ..هلْ سيكُون الخلاَصْ بهذهِ السرعَة ؟ هيهَات .. ما هكذا الظنّ بكِ ولا المعروفُ فِي جُودكْ وكرمك .. أعلم أنّك تخبأ لِي مستقبلاً واعدًا بعدْ صَبر..وأنتْ خيرُ الواهبِينْ .. لكنْ ..أهلْ حانَ وقتُ الغيَاب الحقِيقِي..أهل حان فكّ الربَاط ..الحَداد ؟ هل أجسد من نفسي شخصًا يحضُر عزَاء نفسِه ..ليقيم الحَداد وطقُوسه..هذا ماستجسده عيني ..بعَد كلّ هذهِ الأيَام..أ وَهل يخضَعُ الليثْ بعَد عشر سنواتٍ عُجَاف ؟ ... آآآه يا الله .. لَم يخذلنِي الله .. ولكن كل التعاسة التي من حولِي كانت بسببي..بسبب هُروبي المشؤوم ..أأنظُر الي يدَاي وأراها مُكبّلتَان ؟ أمْ سينقذنِي الله حينمَا يصبّ عليهِم طيرًا مِن أبابيلْ ..تَرميهم بحجَارةٍ من سجّيل ! ..فيجعلهمُ كعصفٍ مأكُول ؟؟؟ .. يالرَحمتك..وسعة جُودِك وكَرمِك..هَبنِي من رحَمتكِ مخرجًا..يُخرجنِي مِن ما آلَ بِه بنُو البَشر فِي فعله بِي .. إلهِي..اني اشكوك..فإن القَوم كادُوا ان يقتلونِ .. يتهزهز كيَانِي مع كلّ تحَركّاتهم..تخافُ عيونِي من وسَاوسِ شياطِينهمْ..او بالاحرى..هم الشيَاطِين..تَدكدكُ الأرضُ تحت أخامصِ أقدَامهم..بينَما ثباتِي بِعظَمتِك وثباتِ رحَمتك وقُدرتِك..هيهَات..مَاخاببَ من سمّانِي الليثْ..انها إراَدة السّماء..بأنْ يكُون الليثُ اعصَارًا مهزومًا لينتصَر..!






كَان الخَطابُ مع النّفسِ طويلْ..وإغمَاضُه عينَاهُ كان أطَول..بعَدما ان تمتمَ بما يجُول بخاطِره لله..اهتزّ كيَانه وهو يَرى الشّرطِي قادمْ باتجّاهه..لم يتحرك وجهه..لكن عدَسة عينَاه تلوذ بالفرار ..وتبحَثُ عن مكَان يُساعدها على النّفور مِن هذهِ الأوجُه .. اختنق كثيرًا حينما شعر بأن السّر مفضوحح..وأنهُ خيّب الأمل ! ..مع كل خطوة يخطُوها الشرطِي أمامه..وجبينه يتّعرقْ لأنه المَكان مُحاطٍ ولا يستطِيع ان يلوذَ بالفرار ..تقدّم الشرطِي اكثر..وأكَثر..ونبَضات الليث تعتلِي أكثر..وَأكثر..ثمّ ......................






ثُمّ تجَاوزهُ الشّرطِي ..زَفر زفرة راحة بعدَما التفت الى الخلف يَرى مُجرمين ..يتم القبض عليهَما..لايعَلم مالسعَادة العويصَة التي اجتاحته..لايعَلم مالرحَمة التي نزلت عليه..للحظَة ما ..شك بأنهُ هو المقصُود.. ابتسم للمجُرمِين..ابتسَامة امتنان عظيمة..امتنان لأن جريمَتهما ..أنقَذت ليث..انقذتُه من ان يُغتَال ويكون تحَت رهنِ الاعتقَال الأبدِي..حَمدالله..حمدًا كثيرًا وواسعًا .. تم القاء القبض على المجرمين..بينما هو همس للشرطي بانجليزية قويمة: سيدي ..هل هما متورطَان بعملية سرقة ؟
الشرطِي : كالعادة ..سارققي المصارف لم ينتهوا من عمليَات السرقة ..
ليث:هل استطيع الانصراف؟
الشرطي يوقع بعض الاوراق التي في يديِه ويبتسمِ لليث:بالتأكيد ..

أنصرف مِن المَكان بسرعة..كما الليث!إرَادة الله ورحَمته..هَزمة ظنُونه..غادرَ ويشعر بأنه وُلِد من جدِيد..غادَر وهُو يشعر بأن الله أكرمَهُ بشيءٍ جديدْ ..بعُمر يعيشه وفرصة لكي لا يتنازل فيها عن ايّة مشَاريعْ يقوم بها ناء كشفِ هويته وكشف حقيقَة برائته ..دَخل الى الفندق الذي يعيش فيه..توجه الى شقته وهو يبتسم ابتسامة واسعة ينشرح منها صدره..أدار مفتَاح شقّته بعدما وقف امامها لبرهَة..ثم فتح الباب ..وأغلقه بعد دخُوله..دخل الى صالة المَكان..وسَجد لله سَجدة طويله..سجَدة خاضَعة وشاكرة ..وقليل هُم الشاكرون ..!!






,





في الممَلكة..
بينمَا يَجلُس راكان مع عمّته ام ليث واسمَاء تمتنع من الدّخول..كان يبتسم لتوصيَات ام ليث العظيمة..وتخبره..بأن زوجته الراحلة..لا يجب ان تنساها بسبب اسماء..ولكن يجب ان تحترمْ حياتك الزوجية الحَالية..لأنك اقدَمت على قرار..ولن ارضى ان تُكون اسماء الضّحية..
ابتسمت له وهي تصّبُ له القهوة : كيفك ياراكان..وكيف امك واختك الميث؟
راكان بابتسَامة : الحَمدلله ..طيبين ونسأل عنك !؟
ام لِيث تردّ الإبتسَامة : نحمدلله..ها وش سويت لزواجك انت واسماء!
راكان : كل شيء جاهز..الحمدلله ماراح يكون عليها قصور..
ام ليث:لك العشيمة ياراكان بس انا امها ولي حق اوصيك عليها مثل ماوصيتها عليك..
راكان التفت اليها وعقَد حاجبيه ثم ابتسم : وصي..لك اللي تبينه..
ام ليثْ بتنهيدة : ياراكان انت من يومك هالطول*وأشارت الى طول معين* وانا اعتبرك مثل ولدي ليث..راح ومعزته لازالت في قلبي..ومعزتك مثله يايوومه..انت من ريحته وانا اعتبرك درة ومابي افرط فيها.. بس بنتي هذي عرق عيني ياراكان..وانت قبلها كان وراك مرة وبنت وماتوا برحمة الله..مابي علاقتكم الزوجية تتأثر بالماضي ..زوجتك يايوومه الله يرحمها لاتنساها واحزن عليها..لكن ماتخلي حزنك يفضحك ..ترا المرأة انسان غيوور..ويفجعها حزن زوجها على غيرها..اسماء بنتي بتقدرك..لكن صدقني..الشيء لازاد عن حده مثل مايقولون يقلب ضده .. ابيك تحط اسماء بين عيونك..وانا وصيتي لها انها تصير بنتن قرمى تفهمك وتقوم بواجباتها لك..ولو قصرت معك بشيء ياراكان جيبها هنا وانا اربيها ..بعد البنت مايسنعها الا رباة بيتها..

ابتسم راكان لها : على راسي ياخالتي..اسماء في عيوني..مكانها محفوظ ولا حد يزلزل مكانها..وصيتك من عيني اليمين لليسار..وانا واثق بتربيتك*أطَلق تنهيدة* مشيت مع ولدك وهو من رباك..عرفت طينه ومنبعه..شهامته وطيب قلبه..ومن يومها الناس لاشافته تقول ان هذا الشبل من ذاك الاسد.. الله يرده لك..واسماء اخته..وانتي امها فتربيتك ماتبير يام الليث ماتبير ومايتزلزل غطاها..
ابتسمت له بامتنان : ترا بنتي مالها لا بالمال ولا بالزقرته..طيّب قلبك عليها وحنن روحك عليها..الرجال يومه من يومه صلبه خشن واقل حساسية من البنت..واسماء بنتي وانا اعترف لك صحيح تمزح تضحك لكنها حساسة وتخبي همها بقلبها..مابيها تخبيه ليما تزوجت.ابيك تشاركها بهمومها وبأدق تفاصيلها..
راكان بحب : اسماء في عيوني..انا لها من اليوم لين ماموت..


دَخل فهد عليهم بفجعَة : اخخ الورع هنا وانا مالي خبر..
ابتسم راكان : حياك الله ..
فهد يَلهث:لا السموحة ببغاتي ماتت ..حسبي الله ونعم الوكيل..
راكان :لاحول ولا قوة الا بالله .. افأ وش مموتها..
فهد : مدري دخلت وشفتها ميتة..*بخبث* ماغيرها زوجتك مفطرة قلوب الرجال..تبي تهم قلبي بعدما عرفت اني احب مجنونتي الببغاء..

خرج من المَكان ليذهب الى اسماء وهو يقول : السوووووووووووويم..
اسماء بقهر وهيَ تبردُ اظافرها بمَبرد الأظافر: وش تبغى انت !
فهَد : لك ساعة وانتي تبردين بالهظفر حتى لو انه جدار انهد..
اسماء بتنهيدة وبقّلة صبر: وش تبغى ..
فهَد : انتي من قتلتي الببغاء!
اسماء بفجَعة : ليش ماتت ؟؟؟
فهَد بخبث وممازَحة : لا سوقيها علي وقولي انك ماقتلتيها..حسبي الله عليك تدرين ان عقوبتك القصاص..وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ

شوق بضحكة : هههههههههههههههههههههه ..عنبوك يالبزر تهايط على خالتك..الببغاء ماتت وبأمانة الله ..نجيب لك غيرها..
فهد بزعل : يومه هذي من وانا صغير قدامي ..ولادخلت سمعتها تزاعق باسمي..يعني حتى لوكان حيوان بنظركم فهو شيء مهم عندي..
شوق تحتضنه : خلاص راحت لله ..والله سبحانه وتعالى خير الكافلين..
فهد يحك راسه وبابتسامة : متى زواج الورعع من الورعة ؟
اسماء نَظرت له : قول يوم كلمة تطيب خاطر مسلمين..
فهد : اشهد ان لا اله الا الله .. هاه طاب خاطرك..
اسماء بابتسامة : بذكر الله..اكيييييييييد !!









،





بيَن طيّاتِ الحَياة ، وفِي قّاراتْ بعيدَة تبتعِد عن المَوطن الحقيقي لكِي نعيش بسلامْ ..هُناكَ بين واحاتِ الظّلام ، بينّ حُجراتٍ محبُوسَة عن الاضواء..بينَ ما الدّنيا الكثير لوحدَها فِي جهَة ..وهي بعيدة عن الدّنيا في الزاوية الأخرى..بينَما تتحركّ بطريقة لا ارادية..تلهث في الليل..وتتكّبد عناءء اقنَاع نفسها بأنّ هناك معبر وطريق يخلصها ويريحها من الهّم والذّنب..تنزُل من حُجرتها الى حيث يكُون المَطبخ..وبينما تعبث عن الادراج بلا شعُور..بلا ادراك ولا المام..تبحث عن السّكِين .. وهي تمتم بغضب يخبأها عنها..لكنها بالكاد انها ليست بوعيها حاليًا..فهِي تتصرف بغرابة..إلى ان ازداد غضبها وهي تصبّ جام الغَضب الكريه على الادارج فتصفع بها وتتضارب الملاعق المعدنية في بعضها بسبب موجة الغضب التي صفعتها ..سَحبت كرسي الطاولة الى احد الدواليب العاليّة ..وهذا ايضًا كان بلا ادراك..وقفت على الكرسي وهي تعض على شفتيها تحبس بعض الدّموع ..أخرجت سكينًا لامعًا .. وضعت سبابتها على حافة السكين وممرتها على الجانب الحاد..حتى رأت قطرات الدماء تنساب الى الاسفل كصنبور ماء لم يغلق جيدًا ..عضّت على شفتيها اكثر حينما علمت بمدى الالم..كييف ولا وهي تظنه وتدًا تغرسه في صدرها..شهقت وهي تلمح وليد يقف عابسًا حاجبيه..تقدم بسرعة ناحيتها ..كانت ستنزل ولكن الزّلة تقع في هذه الاوقات ..كانت ستسقط ..اغمضت عينيها مع صوت صرخة خفيفة..ليحتضنها هو الاخر وهي تصرخ بأقوى..وأقوى ..وأقوى ....!!!!! وأقــــــــــــــــوى !!
الى ان نزع السكين من المكان وهو يصرخ بغضب : سبأ يامجنووووووونة اتركي السكين شوفي يدينك ..!
هدأت وهي تستعيد الوعي والعقل المدبر ..فقد كانت في حالة العقل اللاواعي..حالة نفسية عويصة ..همس لها بعذاب : تبين تذبحين نفسك ؟ يابنت خافي الله في نفسك !! سكين تبين تغرسينها بجسمك..؟؟ وش ذنبه اللي ظل شهور يعالجك عشان تتحسنين ..الحين تبي تذبحي نفسك !! ليييييييه !!

تركت السكين ولازالت موجة البكاء العارمة تعتريها..اختنقت في احضانه يشدها اليه ويغرسها بعمق يغلغلها بين هفوات صدرهِ ..وهو يتباعد عن ترهات نفسه..كان سيحبسها..هو من اخطأ حينما تراجع عن هذا القرار..انها مريضة..مالحل ..مالحل حتى يستطيع ان يقنعها بأن حياتها لها قيمة..لكنها غير مقتنعة..يجب ان يقوي ايمانها بالله ! لان الفعل الذي قامت بفعله لا يفعله الا صعيف الايمان..لكنه استغفر الله في انّاتِ نفسه..واكتشف ان المرض النفسي الذي يؤثر على عقلها الباطن..هو جزء كبير من حالتها النفسية..ربما الطريقة الوحيدة كي يضمن عدم انتحارها او حتى تفكيرها بالانتحار هو الحَبس..او اختلاطها مع الناس وتكوين صداقات وعلاقات ..تبين لها مدى قيمة هذه الحياة الانسانية..تذكيرها بأن الله سبحانه وتعالى لن يقبل منها اي عمل حسن مالم ترجع عن التفكير بهذه السوداوية..همس لها بغضب وهو يحفرر ابهاميه في اسفل خدها بجوار منطقة منطقة الذقن يعض على اسنانه وعيناه تطلق شرار لامعًا ويهمس لها : ياووويلك لو شفتك توطين المطبخ حشيت رجوولك..خافي الله يا سبأ حرام الانتحار..ومايسويها الا ضعيف الايمان..
ارتجفت في احضانه بلوم تضربه على صدره بغضب هزها بعمق وهو يقول : تفرطين بحياتك على سن ورمح ! ...خيييييير..!! وانا موجود..تهبين يا سبأ تهبين وتهبا من عينك اخليك تسويها..يابنت استهدي بالله ماخلقنا الله ومانفخ فينا هالروح عشان تضيعيها..
سبأ بألم أسندت جبينها على صدره تعض شفتيها بقهر وألم : مااحس بروحي لما اجي هنا واخذ السكين..احس الشيطان يمسكني ويمشيني..احس اني شيطان ماني انسان..
مد ذراعيه ولفهما حولها بقوة استعاذ بالله من الشيطان وهو يعيذها من شرار الشياطين ويمسح على وجهها بكفه الخَشنة لتذبل دموعها وتتساقط على كفيه وتتداخل بين اصابعه ..ابتسم لها وهو يهمس لها : ماعمري قسيت عليك ..*مَسح على ذقنها وهو يتذكر اصابعه التي يحفرها في ذقنها ويضغط عليه بقوة قبل قليل اقتربت شفتاه الى اذنها اليمنى هامسًا* عورتك..
هزت رأسها وهي تَمسح الدّموع بأكمام قميصها وتُصدر ضَحكة خفيفة تعبث فيها الدموع : هههه..شوي..
ابتسم يقرب أنفه الى انفها ويمد ابهاميه الى اسفل جفونها : قلت لك الف مرة ..دموعك تصاوبني من كل صوب..
سبأ تحتضن نفسها : والله وليييد ماحس بنفسي..فجأة ماوعيت الا على صرختك يوم تمنعني واشوف السكين في يدي..
رفع ابهامها الى عينيه وقبله : جرحتي نفسك..وانا مابيك تسوينها ..استعيذي بالله من الشيطان دائمًا..اليوم لازم تطلعي تحتكي بالناس..
سبأ بخوف : ماعرف احد..مافي احد غيرك اللي اعرفه..
وليد يعبث في خصلات شعرها:تعرفي على مبتعثين مثلنا..في عرب كثير..في ولايات متعددة ببريطانيا..
سبأ تهز رأسها : اللي يريحك..
وليد :لا ..اللي يريحك انتي .. قومي..قومي نطهر لك الجرح وتنامي..وياويلك تخطين المطبخ ياويلك..الحين انا بقفله عنك..
هزّت رأسها وهي تستغفر الله..وهو على علم تام بحالتها..العقل اللاواعي..حيث تصدر تصرفات بروسلتوجية للانسان..لايدرك ان كانت حقيقية او لا..لايشعر بنفسه..بسبب الضغوط التي تعتريه ..كذلك كانت سبأ..تعيش في حالة من العقل اللاواعي..لأنها اساسا مريضة ببعض الامراض النفسية التي يحاول وليد ان تتخطاها..في البداية هاجر بها عن الناس لتكون لوحدها معه في عزلة ربما تفرغ كل طاقتها السلبية لترجع تعيش حياتها كإنسان طبيعي..بالحقيقة ما اقدم عليه وليد كان خطأ شاسعًا .. فربما الناس والعلاقات هي ماتجعلها تضع لحياتها قيمة وتنسيها امراضها..

لتِنَم ..فلا الزّمانُ زمَان..ولا المَكانُ مكَان..سوَى عينيها الدّامعتِين..وشفتيها المُرتجفتِين..تحت اظلال النّور..تحاربْ نفسها ..في جبين القتَال..تحت رايات اللاشعُور..فلا السماءُ سمَاءٌ في بُعدِك..ولا الارضُ تحميني اذا ما فَقدتُك..خذِيني ..فمن المَجنُون بينَنا حالاً ..أنا أمْ أنتِ يا من صاغتْ من كأسِ ارتجافها حكَاية..حبكَتها لتروينِي..لتسردنِي..كسطر من القصيدة..لن تهمنّا ركَاكة البيت او الشطر..بقدر ما تهمنَا ان تكُون القصيدَة في افواهنَا..لنسرد أفعال انصافنَا..سبأ..أهيّ القصة بذاتها ؟ ام هيَ ساردُها !!!!










,





لَم أستيقظ ..لقد تم قذفِي في اليقَظة .. المرآة من امَامِي والرعُب فِي مسَامِي ..منَ أنا ؟ لا اسطِيع الا افكر ..يجب ان أطفأ هذهِ الآلة المجنُونة التي يسمّونها الدّماغ..أقفز مِن السرير وأصابعِي ترتعش..أفتح حقائبِي..أصابعِي مجنُونة مثلي..هزيلة ومتعرقَة ومجروحَة مثلِي تمامًا ..أفتح الحقائِب واحدَة تلو الأخرَى ..انكُش باطنهَا ، أرمِي الأشياء بعيدًا ..وأنا اواصل النبش !! ..والنكش..والنهش..أدسّ أصابعِي عميقًا ..عميقًا في الجيُوب والثقوب وزوايا الحقائب..باحثًا عن خلاصِي من هذهِ الهَواجس المُفرطَة..مِن الكوابِيس التِي تُلاحقنِي منذُ اليومْ الأول من وفَاة والدتِي..انا لا أجدّه ..تتسع عينَاي..ترتجف يداي..ويتضارب معصماي..وخفقات قلبي ..تزدَاد..المجنُون عقلي يصرخ : أريد ان انام!!..وانا لازلت ابحث عن خلاصِي..اين هُو من بين الجُعب التي اضعها..عينَاي تتسعانِ اكثر..عقلي يكركر أكثر..أنا مُجهد أكثر..المَكان مزدحم اكثر..اولى ايام بريطانيا الكريهَة..اولَى ايام التّعب والمشّقات ..اولى ايام الردّهاتِ والمتاهاتْ..اين هُو ..أتلتفت في المكان..أدس اصابعي في جيوب بنطالي الجنزي..علني أجده ..اجد الحقيقة كسقفٍ من الكفاية تعطيني راحتي بعد جبهات الحرب في رأسي..وقفت منحنيًا واضعا كفاي على ركبتاي..حالتي اشبه بالركوع..لكني ارفع رأسي والهث..ابحث عنه لكي يريحني من خلاصي..
رأيته واقفًا على الباب يحمله وأردف : تدور عن هذا ؟؟
كان ابتلاع الريق كابتلاع الحَجر آنذاك..تقدّمت الى عمّار محاولا سحبه لكنه كان اذكى مني ..استغل تعبي وابعدُه عن وجهي : ماينومك الا البرازولام ؟
آدم بتَعب مثُكول وجسده يتعرق : من يومي مانام الا به جات على الحين *مدّ يده الى الهواء بتعب لكي يلتقطه وهو بالكاد يلتقط انفاسه * هاته ..!
عمّار : من متى وانت تدمن على المنومات ؟!!
آدم بقهر : من يوم ماطلع ابوك بوجهي..
عمّار يجلس على اريكه ويلتقط كأس زجَاج ويصب فيه الماء..ويقذف علبة البرازولام على الطاولة : خذه..بس راح يتعبك كثير..ويضر على صحتك..!
آدم توجه الى خلاصه ..التقط علبة خلاصه..فرغ حبة في فمه..وابحرها بالماء..حتى تدحرجت الى داخل جسده..وشعر بالراحة ثم نطق بسخرية : اللي يقول انك مهتم لصحتي لله..مانت مهتم بصحتي الا لجل الشغل..
عمّار يبتسم ابتسامة خبث جانبية : نأمن عليكم ..!
آدم يقف : قصدك تاخذون المصلحة ثم ترمونا مثل الدوود..
عمّار : أفأ من يقوله !
آدم : منبعك يقوله !!
عمّار : لا كذا تشككنا فيك اكثر..
آدم وهو يشعر بثورة نعاس عويصة قفز الى سرير وهو يشير الى الباب : سكره وراك !
فَهم عمار مقصد آدم وابتسم ابتسامة جانبيه..التقط الكاس الذي شرب منه آدم وشرب المتبقى كله..ثم ضرب الكأس في الجدار وهو يلحظ ارتجاف جسد آدم بسبب الصفعة الغير متوقعة..اغلق الباب بقوة بعد ما أرسل تحياته..عقد آدم حاجبيه وانخرط في سائغٍ نومٍ عميق ...!







,








حيث أبحر في متاهات بريطانيا..وتتسلل عيناي بالنظر الى نافذته..اضم الوشاح اكثر الى يداي..اغوص فيه واتنفس..ارى غيمة ضباب تخرج من فمي بعدما اتنفس..افرك كفاي من البرودة..اتقدم الى السياج..انحني قليلاً لأرى المارة..الاطفال يبدون كالبطاريق بسبب هذه الثياب الثقيلة..الشتاء قاسي..لايرحم صغيرنَا ولا كبيرنَا..يهتز جسدي اكثر ..واشعر برعشة قوية..أراه يخرج..من نافذته ايضًا..يضع يداه بخشونة على السياج..يضع وشاح طوويل ملفوف بشكل غريب على كتفيه..ينظر بعينين غريبتين..يتفحص المكان حوله..لا يعلم بوجودي..لكني اعلم بوجوده..اتراجع الى الخلف واتعثر بعلبة صغير..اسقط بعدما رأيته يلتفت الي..ثم يبتسم حينما لمحني اسقط..اغلقت النافذة الزجاجية..ودخلت وانا ارى العلبة..انها علبة صغيرة..قديمة وفيها ذكريات سابقة..انها مألوفة..سأفتح مابداخلها لأراها..ربما هذه هي لعبة الامنيات..فتحتها ورأيت مابداخلها..مجرد قصاصات اوراق وخطوط طفولية..وكلمات مبعثرة..الآن تذكرتها..لابد وانها من اسماء..او شوق..هما من يمتلكانها..لكني وقفت على قدماي لمحت ابتسامته..نظرت الى اسفل العلبة..صندوق الامنيات..انها حيلة كنا نتلاعب بها انا وشوق ضد اسماء..اتذكر شقاوتي حينما مسكت القلم وانا ارى اسماء امامي..واكتب اتمنى ان ترزق اسماء بعشرة اطفال يتبعونها كالكتاكيت الضائعة..يبكون طوال الوقت ..بلا توقف..
ضحكت بقوة..وانا ارى المكتوب اسفل العلبة..لقد وصلت فيديكس من اسماء..هدية زواجها ..لقد ارسلتها قبل زواجها..لكن ...من وضعها هنا !! من رماها وقذفها الى نافذتي..!!!لا اتوقع انه الليث..انه لا يجرأ من الاقتراب الى الغرف النسائية..حريّ بهذا ان أسأل مشعل..

: ليه واقفة بالبرد !!
شهقت برعب ثم ابتسمت وانا اضع يدي على قلبي براحة : بسم الله..خرعتني..
مشعل تتسع ابتسامته : عجبتك الهدية ..!؟؟
وريف بحب : يافديتها اسماء..قايلة لي امس ع السكايب بترسل لي شيء غالي على قلبها..وفعلا سوتها قبل زواجها..ياليتني اقدر احضر..
مشعل : الله يوفقها هي مع راكان..الا ماتملين من وقوفك قدام البلكونة..بتموتين برد..
وريف بضحكة : هههههههههه اختك غاوية شقاء !!
مشعل يجلس على حافة سريري ثم يبتسم : زوجة فهد بتجي اليوم..لان بطلع مع فهد والشباب..
ابتسمت بهدوء وبتردد : شصار على موضوع ولد عمي ؟
مشعل : ليه فيه شيء !!
وريف بابتسامة : لازم يكون فيه شيء..سؤال وخطر على بالي..
مشعل : اليوم رايحين ندبر موعد للقاءه مع الممرضة..
وريف عقدت حاجبها : ممرضة !! ليه شدخلها !
مشعل : مو الممرضة هي ام السالفة..*ارتعَد جسدهُ فجأة* يالله ان شاء الله مايكون فيها الزفت عمار..
وريف تحتضن نفسها بقوة : منو عمار هذا !!
مشعل يلتفت اليها بشك : علامها اسألتك زايده..خلك بشغل النساء وحنا بشغل الرجال..
وريف : ربي مافصل حواء عن آدم في هالاشياء..قول ياخووي ..قول يمكن يطلع بيدي حيله ..
مشعل وقف يقبل جبينها ثم اردف لها : ايه..تقدري تساعدينا..خلك بالدعاء ..وتضرعي له ان الله يفك اسره..*وكان يُشير في حديثه لليث..*

انسَحب مشعل من المَكان...بينمَا هي تفكر ببعمق..اهل هذا حادث درامي..هل هناك اعداء حقًا ..والاعدَاء هل ينتجُ منهم الخَونَة..والخونَة هل يأتي منهم المُخربّين..هل هناك من يعثو في الارد فسادًا..لم يخطأ لُقمان لأبنه..ولا سليمان لحاشيته..ولاداوود لصبره..ولا ادريس لحكمته..ولا اسماعيل لفدائه..ولا ابراهيم لولاءه..ولا محمد لصدقه وامانته..ولا مسلم مظلوم لربه ..كلنا لاجئون..فهل سيفك الله اسر أسيررنا..ويعود الى بلاده..!!!





,




بَين ما هُو يَلوذ فِي التمّعنْ..وبينمَا الصباح القاصر يصبحً وفجأة كرجل راشد..وتتغلغل الشمس جبين السمَاء..وتتطاير العصافير..تختار لها اغصانَ اشجار تناسبها..وعيناه تدُور ..وتدُور..وتدُور هنا وهناك..انها قصة عشق ..سماوية اللون..نرجسية المَعنى..هنا لا يربطه شيء بالمتعة سوى المشاهدة..مشاهدة السماء..والانخراط تحت النور..عل بقعة ضوء مًا ترشده الى مكان ما..الى حيث يريد..وبينَ شُروده..وغفَوة نفسهِ..وشردانِ ذهنِه..لمح صندوق كبير يرمى الى بلكونته..اهتز جسده ..توجه بسرعة ناحيته..ترددت يداه من فتح الصندوق..ارتجفت عيناه.ارتعدَ قلبه..انهمكت روحه..تقاتلت الافكار في رأسه..تضاربت المشاكل في جمجمة رأسه..وصوت النبض في عروق جسده..يزداد كأزيز نحلٍ أو غيره..مدّ يده..وعلى اسم الله فتحه..صندوق صغير..باللون الاسود..حينما فتحه..كان فارغًا ..فاررغًا تماما ..الا من ورقة بيضاء صغيرة..فتح عيناه بلا فهم وخوف بنفس الوقت..بسبب الرموز والطلاسم المكتوب فيها...كتب عليها..
ج1
ط3
تق22
س9


* أمطُرونِي بدَعوة :$ , * !



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-14, 10:56 PM   #18

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت السابع عشر

يا وَطَـني
ضِقْتَ على ملامحـي
فَصِـرتَ في قلـبي.
وكُنتَ لي عُقـوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
لَعَنْـتني ..
واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغـةِ السّـبِّ!
ضَـربتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربـي ..وموضِعَ الضّـربِ!
طَردْتَـني
فكُنتَ أنتَ خطوَتي وَكُنتَ لي دَرْبـي ! وعنـدما صَلَبتَني
أصبَحـتُ في حُـبّي
مُعْجِــزَةً
حينَ هَـوى قلْـبي .. فِـدى قلبي!
يا قاتلـي
سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي.
يا قاتلـي
كفاكَ أنْ تقتُلَـني
مِنْ شِـدَّةِ الحُـبِّ !


# لِـ المتألق : أحَمد مطر. !

فُتاتُ الحيَاة يلتفُ حولَ عُنقِي ، ومِن فرطِ الكتابة ..تفرق من ابهامي عرقين .. يشبهان التقاء دجلة بالفرات ..وانا اصيح بصمت..للخليج..واصرخ..ياخليــ ـــــــــــــــج ..ياواهب المححار والردى ...لاجواب ؟ الخليج لا يرد.. انه فتاتُ مسامعي..
حبيبتي السماء..لكم تحملتني كثيرًا ..تحملت نرجسيتي..رأيتها تغازلني بعصافيرها وغيومها..تراقصني بأمطارها..واانا بذاتي ارمي عليها بقايا سجائري..لقد مللتُ الانتظار..مللت البقاء بعيدًا عن الخليج..لو كانت المقاهي مكانًا للدول العربية..
والطاولات والكراسي جواسيس لها..لكان المضاد الحيوي ضد مناعة الخيانة هو الاكثير تداولا فِـــي الدول العربية .. آآهـ ..مشاعري.. لا استطيع وصف مشاعري..الغربة سرطانٌ آخر انتشَل جسدي..ورمه يتداخل الى جمجمتي..الى رأسي الى عقلي الى مخي..
اموت من الضجر حينما لا ابارح مكانا نمت فيه عشر سنوات..واريد الرجوع الى منفى الحيَاة .. لقد انتهَى ابريل..غير وجه حياتِي ورحل .. خربش على لوحِ أقدار ثم امتطى صهوة الزمن ..وخلَّف غبار الحقيقة الصاخبة .وعندما انقشع وجدتُ الواقع امامي
مغموسٌ في دمي كزهرةِ توليبَ سوداء .. تذكرتُ الامس..حينما ارتعشت يداي بورقة تحمل رموز غير مفهومَـة ..غيرت مسار حياتي الى حيث " لا اعرف " ..لقد كنت مريضَ الهذيان آنذاك..لم يسعفني تفكيري ولا عقلي ولا حتى اوردتي او نبضات قلبي...
عشت في فضاء..لايحتوي فضاء ..ولا نجوم..ولاكواكب..ولا مجرات..يحتوي على شخص آخر..غريــــب..وسيـــــظل غريب.. انه انا ..ليثُ الغربة ..قرأت الرموز .. ج1 ط3 تق22 س 9
هذا يعني الكثير.. فسرتها بمفهومي الخاص.. ج1 تعني جادة واحد .. ط3 ..تعني الطريق الثالث..تق 22..تعني التقاطع الثاني والعشرون..س9 ..بالتأكيد ستعني الساعة التاسعة صباحًا .. هزمت الكلام والتفكير..انتقلت الى التجريب..لم يتبقى امامي سوى ساعة حتى اذهب الى هذا المكان..
حذرت كثيرا..ربما أأكون طعمًا لعمار العزيز..لكني تجاهلت البقاء..توكلتُ على الله..لن اكون فأر تجارب..انا اذكى من ان اقع في شبابيك تصطاده الافاعي وتلتهمها الثعالب.. وضعت الشارب الاصطناعي.. لبست معطفي وحذائي الجلدي..غيرت ماغيرت من هوتيي..
نزلت الى الاسفل..انقض علي جحيم البرودة ..يكويني ببرودَة هذا الشتاء القارص .. توجهت الى المكان المطلوب..قطعت الجادة..وجدت الطريق..قطعت التقاطع..ووصلت في الوقت المطلوب..لم اجد في هذا المكان سوى مقهى صغير ..وحديقة مجاورة..
وزعت انظاري الى المكان..اتلمس وجود شيء غريب..لكن الله مدني بالثقة..لتخطي قدماي ناحية المكان المنشود...دخلت المقهى ..وزعت نظراتي.. عجوز يقرأ الصحيفة.. سيدة اعمال تشرب القهوة..رجل اعمال يتحدث بالهاتف ويدير بعض الكلمات بالقلم الازرق..
النادل يقاطع افكاري ويتحدث : نعم سيدي ماذا تريد؟؟

حينما طال صمتي وطال وقوفي..لوح العامل امام وجهي عدة مرات .. ابتسمت باعتذار ودون ان انبس ببنت شفة جلست على الطاولة .. سأوفر الكلام للمواجهة الغير معلومة .. جلست ونظرت الى يساري.. تقبع نافذة زجاجية طويلة تطل على الحديقة المجاورة ..
المكان مملوء بالثلوج .. الاطفال يشبهون البطاريق حينما يتحركون بهذه الثياب الثقيلة .. , تحدثت انا والعالم .. تحدثنا كثيرا .. وشتمنا بعضـــنا كثيرًا .. كثيرًا .. الى ان جاء شخص وبلا سابق انذار.. وضع امامي ورقة ..لم اميز ملامحه كان ملثما ..
قال لي بسرعة وهو يلهث : اجل روحتك للمستشفى لبعدين..وان كان تبغى النصيحة لوجه الله المستشفى ماينوطى فيه وخصوصا انت واللي معاك..ولد العزيز ماهو تارككم .. هذي اسماء رجال يشتغلونن معه موجودين بالورقة..

صُدمت من كلماته ، شخص خطير جدًا .. جــــــــــــــــــدا .. ليس مجهوول ، وليس معلوم ..لم افهم من يكُون..ارتجفت شفتاي تستحيل النطق .. نطقت بصدمة : مــــــــين انت ؟؟؟

لم المح ابتسامة..ولا طيف تكشيرة..ولا ابتسامة خباثة ..لم المح شيئًا .. فقط تركني ورحل .. تمنيت ان اقوم والحقَـه ..قدماي لم تتحمل الوقوف .. فتحت ازرار المعطف ، والقميص .. تعرق جسدي ..شربت كاس الماء كله دفعة واحدة ..وتنفست بقوة ..
رفعــــــــــت هــــاتــــفي اجريت اتصال هاتفي مع فهد وانا اقول بتعب : الو هلا فهد ؟؟

فهد يرد بعجل ولكنة غاضَبة قليلاً استشعرتها من حدة صوته : وينك يارجال لنا ساعة انا ومشعل ننتظرك نبا نحرك .. !

ليث بتعب : فهد ..رجيتك بالله مالنا روحه لذا المستشفى ماينداس ..

فهد بدهشَة واستغراب : كيف مانروح .. مانت لك فترة تحن علينا نروح ويومها تيسرت قلت لا ..شفيه يوسف صاير شيء؟؟

ليث بتنهيدَة حارة : ايه .. صاير .. في جماعة نبهتني مانروحه .. شف عنوان الممرضة وبيتها وهذا انسب حل..

فهد : طب وش يضمنا ان الزفت الممرضة بيتها يكون مناسب للقائنا بها ؟؟؟

ليث : حاول تجيب عنوانها ويحلها الف حلال ..

فهد : طيب ..انا ماشي ماراح اشوفك الا بكرة عندي شغل ويا المدام ..

ليث : طيب..فمان الله..

أغلقَ الخط .. خرج من المكَان ، لقد غاص الحنينُ في صدره ..شعر بملل .. نظر الى منفاه .. السماء.. نقائها يذكره بقلب امه .. الطيور تذكره بحريته.. كل شيء في هذه الدنيا يذكره بان فاقد الامل هو الميت حياتيًا ..
استقل سيارة تاكسي.. ثم عاد الى مكانه .. الى حيث شقته .. ، توجه الى سرير.. بعدما انتزع معطفه ..وقميصه..ونام بلا شيء يستر صدره .. لانه لو لم يكن انسانًا لانفجر في المكان..لشعر بالدخان يتصاعد من صدره..لرأى حريقًا تخرج من قلبه..

،

حينمَا تبُوح للظلام .. يصرخ ظلها بقوة .. تخاف فترجع الى صدره ، وتشتكي له من الظلام .. من ظله .. ومن ظلها .. يحتضنها .. فيختفي الظلان في بعضيهما .. سبأ المجنُونَـــة .. تبتسم ..تحاول ان تعيش حياة طبيعية .. خصوصا حينما انتقل بها الى حي كـامبريدج .. نوع من انواع التغيير الاستقراري ..
بعد مزيد ومزيـــد من التشخيصَات الطبية ، بعد كشاكيل كثير من تقارير مموهة ومذكرات غريبة ، عرف بأن هذا النبع يفيضُ من داخله .. الى خارجه .. الى العالم .. الى سبأ .. في الايام الاخيرة كان ينظر لها ..ينظر الى تصرفاتها .. نادر الخُروج .. كان يأخذ كلماتها .. كلمة كلمة .. ويجردها ..
كان يفسر نظراتها .. نظرة نظرة .. ويجردها ايضًا .. وتصرفاتها كذلك.. كان يجعل احاسيسها شفافة وعارية .. ويتيمه مثلها ..ثم يدشن منها عالمًا .. كانت لغة الصمت هي خُبزَه وماءه .. ملمس كف امه والصدر الشاسع لأبيه .. .. الصمت كل شيء.. ولهذا " الكل شيء " .. بقى مع سبأ ..
لأنه وجود فيه قوة عدم قاهرة .. ثقب ابيض .. يمتصه بلا شعور .. يعيش داخله ويتنامى فيه..كغيمةٍ حائرة .. كطير اغتال السماء .. ابتسم وهو يراها تأكل بهدوء .. تنظر الى الفراغ بسرحَــان .. تخاطب الملعقة والشوكة والسكين .. ترمي السكين بعيد عنها غالبًا ..تخاف من فكرة الانتحار.. هذا تحسن واضح !
وضع كفه على كفها بهدوء .. وجد يدها تنتفض من كــومَة رعب هائلة .. ضغط على يدها .. يخبرها بأنه معها .. استفاقت من حالة السرحان .. نظرت الى عينيه .. ابتَسمت ابتسامة مدللة .. أسرت قلبه ..ليبتسم معها .. الخجل يذيب قلبه .. يصعب عليه كل طرق المقاومة .. يحاول ان يقاومها في فترات
انهيارها ..لكي لايشكل على تفكيرها اي خطر .. لكن النوع الخجول من النساء هذا .. يصعب عليه كثيرًا مسألة مقاومته .. يكبت ثوراته وانفجاراته .. لانها تستحق ان يكون كل شيء نابع عن ثورة هدوء..لا ثورة فوضى ..ابتسَمت حينما اطال النظر اليها لتنطق بعفوية : مـــا أحب أحد يطالع فيني كذا

!رسم على شفتيه ابتسامة جانبية أبرزت ملامحَه الجذابة : وإذا طالعت فيك كذا .. وش بتسوين ؟

ابتَسمت وهي تمسك الشوكَة .. تغرسها في قطعة حلوى وتحشرها في فمه .. ضحك كثيرا على تصرفها الطفولي .. العفوي بلا ادراك .. مسح فمه ثم نطق : هههههههههههههههههه وماقوا راسك ياسبأ الا ع الأكل.. تدرين اني بظرف دقيقة اشيلك الحين ومحد يخلصك مني
..
سبأ تخبأ الخجل ، تعض على شفتيها بلا ادراك .. بينما ذاك الذي امامها مرة اخرى يحاول كبت ثوراته ..اتسعت ابتسامته لتبان منه اسنانه : ياليـــل .. وش يصبرني عليك ؟ الله يلعن الشيطان .. ورانا صلاة بعد كم دقيقة ..

سبا كادت تنفجر ..ثورة خجل ضد ثورة هذيآن .. تركت مابيدها .. ابتعدت عنه .. تحسست صدرها الذي يرتفع ارتفاعًـا ..وينخفض بقوة لا تقل عن الارتفاع ... وجهها .. رأته في المرآة .. محمرًا كما يحبه وليد ..كما يعشقه وليد.. جلست على أريكَــة مُريحَــــة .. ، كانت تشعر بالحرارة في سائر بدنها .. رغم برودَة هذه الاجواء..فتحت كافة النوافذ.. كانت تنظر للغروب بهدوء ..
ابتسمت حينما شعرت به خلفها .. يريدني ان أريح رقبتي على ذراعه .. أن يرتاح احدنا للآخر .. تصلب جسدي ويكأني قطعة خشب.. قطعة خشب تتفرج على فيلم الغروب ، ويده التي بدأت تبحث عن اصابعي .. تضغطها معًا .. تمسح على جلدي برفق .. تملؤني بالأسئلة : لماذا لم أجد مثل هذا الانسان يومًا ؟
فكيف به وهو معِــي حالًا ، ارتخَى جسدي .. صغيرة جدًا انا بين اضلعه وبين هيكلة جسده الضخمة .. قبل رأسي وهو يمسح على خدي ويهمس : اخاف اقرب اكثر ويخربها بليس علي ..
قبل جبيني قبلة .. وانا اشعر بالخجل .. وليد احيانا يتلذذ في رؤيتي اعتصر من الخجل امامه .. يحب هذا المنظر..يرتاح فيه.. ابتعد عني .. دخل الى دورة المياه وانا اسمع استعاذته من الشيطان .. الى هذه الدرجة ؟ ..ضحكت في داخلي بخجل ..
إذا حل عشقًا بـ الفتى .. مالذي يحدث ؟؟ ! ، يجب ان يجاوب وليد.. هل يعشقني.. التفاصيل التي يقووم بها .. هل هي اشياء مفترضة يقوم بها اي رجل اعتيادي..هل هذا نابع من فكر ورقي وحب .. ام انه نابع من الظلام.. الذي اخاف منه ..؟؟؟؟؟

،

أنَــا أعشقُ الصَباحات اليتيمة ، المكبلة بالسعَادة ، .. انَـا أميرةُ هذا اليوم ، سأكُون له .. في غضون ساعاتٍ فحسب.. توجهت الى المرآة بعَدما خرجت من دورةِ المياه .. نظرتُ اليها مباشرة .. كنت الم شتاتي .. وابتسم بسعادة .. سعــــادة عميقة ..ابتســــامة لم تنفك عن مضايقتي..
لانها حرمتني من اكمال شعور سعــــادتي.. تذكرتــــه .. لقد هاجر في صغري ولم يعد بعد .. كانت ابتسامتِـي محرومة.. يتيمة .. لمحت الليث بين شتاتِ ملامحِـي .. ابتسمت وانا اهزم احيـــاني .. سيكون سعيدًا حينما يعلم اني سعيدة .. سيبتسم وسيلوح للسماء .. الطيور سترسل لي تحيته ..
سأعيش في كنف انتظاره .. سيحتضنني في هذا اليوم صديــــقَــه .. سأشم رائحَة الليث العالقة فيه..سيهيج حنيني ..سأضحك سأبتسم ..سأسخر من القدر .. سأمشي واودع كل تفاصيل حياتي حينما كنت فتاة صغيرة .. الآن انا سأنتقل الى مملكة المرأة وعصَمَةُ الرجَل .. ابتسمتُ وانا ارى انعكاس
صورة جدتي مع اختي شوق وامي في المرآة يدخلون .. تقدمت الي امي وهي تقبلني بفرح وتصلي صلاة النبي عدة مرات .. نَطقت بحنَان وهي تسمح على كتفي :يــــافرحتي اللي بك .. طول عمري انتظر هالفرحة .. طول عمري اتمنى اشوفك عروس .. وربي عطاني مناي..

اتسعت ابتسامة خجُولَــة على خدّي وانا اقبل كفها الحانِـية بحب : يافديتك يايووومه .. عسى ربي مايحرمك فرحتك ..

لمحت طيف دَمعة ، وقفت كمن لسعتني النَحلة .. تقدمت الى والدتي لأحتضنها وهي تبتسم بين دموعها مسحت دموعها بإبهامَي .. وهمست لها : ليـــه المح دموعك يووومه .. مسحيها اذا عندي لك خاطر مسححيها دخيل الله ماتحمل اشوفها..

مسحت امي الدموع لكنها تتساقط اضعافا ومن غير ارادة تبكي .. احتضنَتها وانا ابكي معها وكان ذلك من غير شعور .. سمعَتُ نحيب امي .. شهَقات حرقة .. رأيتها تنازع تريد ان تبتسم.. لكن يعز عليها ان تبتسم وهي تعلم ان ابنها في جحيم .. احتضنتها بأقوى ما أوتيت وانا اردد :
يوووومه لو ماتبين العرس مانسوووويه.. واقلب لك فرحي نحيب.. اهم شيء يبرد قلبك وماتزعلين.. والله والله ماحب اشوف دموعك تحرق قلبي ..

امي مسَحت دموعها وهي تقول : لا يووومة لا .. بالعكس انا من فرحتي لك ابكي.. بس تذكرت اخوك .. كنت اتمنى هو اللي يزفك لزوجك .. ويوصيه عليك .. لاتزعلين يومة ولاتقلبين العرس نحيب..بالعكس انا من زمان محتاجة هالفرحة..

اتسعَت ابتسامتي اضعافًا .. تقدمت الي جدتي ووابتسمت لــي بعدما مسَحت دموعها ضحكت في وجهها بعدما تذكرت اشياء كثيرَة كانت تَجمعنِي بها . سمعت وصيتها : الله يوفقك يايومة لزوجك ورضاه .. ويعطيك خيره ويكفيك شره .. ويرزقكم بالذرية الصالحة .. يووومه انتي داخلة عند رجال مو اول
مرة تدخل عليه مره .. يعني سبق وان زوجك كان متزوج وترمل.. وهالحين من واجبك انك تكونين معه وتوقفين وياه.. حتى لو قفاك بيوم ارجعي له لا تقطعي.. اذا زعل راضيه..اذا خطأ عاتبيه بس لاتثقلي عتاب عليه ترا الرجال بطبعه ملول.. وويلك وسواد ليلك تطلعين من غرفة النوم..
حتى لو زعلك ماتطلعين من هالمكان..حلو مشاكلكم بغرفة النوم.. وصيري بنتن قرمى وبيضي وجيهنا ..

كان وجهِي ساخنًا جدًا ، شعرت باحمراره حينما اتسعت ابتسامة جدَتي... اختي شوق احتضنتي وانا اسمع تبريكاتها لي .. : الله يوفقك يالسووم وربي ان لك مكانة بـ هالقلب محدن خذاها .. يلا انا بروح تحت اجلس فهود واسوي له فطور.. على ماخلص كوني جاهزة حتى نروح للكوافيرة..

كانت ستذهب لكنني احتضنتها مرة اخرى وانا اهمس لها : وربي بفقد تشمقك انتي وولدك علي.. اححبكم والله احبكم ..

شوق ببتسامة : وي اختي اشبك .. ماصار شيء راكوووناه مابيهاجر بك.. ههههههههههههه

ضربتها بخجل .. سمعت صوت صدى ضحكتــها .. تقدمت لي والدتي وهي من طلب بذاتها ان تقوم بتسريح شعري المبلول.. سرحته لي بيديها الحانيتين.. وهي تنظر لي بعينيها الشاغرتين..عيني امي مملووئتين بالفراغ والحنان.. والحزن .. ..والفرح ايضًا .. حينما انتهت ابتسمت لها ووقفت اقبل يديها..
نزلت الى الاسفل بعبائتي وجميع احتياجاتي .. ابتَسمت حينما رأيت تفاصيل وجه فهد وملامحه المضحكة..الناعسة والمملوءة بالنوم .. سمعته يشتكي وهو يقول : وانتي مابغيتي تعرسين الا اليوم.. ماتشوفيني ماشبعت نوم..اجليها ياخي يوم يومين مابيطير رويكن..
ضحكت بقوة وانا اعزز له : هههههههه بعد ياشيخنا انا عندي غيرك ؟ .. منو غيرك بيزفني على زوجي ..
ابتسم فهد وهو يقول : اكيد انا .. ومبروك ياعروس..
قمت برد الابتسامة .. وجاء في قلبي ذكر وريف.. وتصادفت الذكرى مع ليث.. لماذا .. لان الله وحدَه يعلم !

،

المكــــــان واسع جدا .. الفراغ يشغله .. الأرائك المخملية الكحلية ممدة على الارض.. تستند امامها طاولة خشبية رمادية.. فوقها إسطوانة زجاجية واقفة تحتوي على ورود الأقحوان الابيض..ومجموعة كتب مصفوفة بإهمـــال..
أرضية خشبية باللون الابيض.. امام الأرائك تستقر شاشــــة بلازما 220 بوصَــة على الجدار .. مكتبة جدارية تحتوي على صور العائلة ومجموعة من التحف الثمينة .. الَـــجميع يجللسون على هذه الأرائك .. نزلت بفوضوية مبعثرة الى الاسفل وهي تحمل فُستانين .. كلاهما باللون الأسود..
وقفت امام امها هامسَة : ماما .. ايهم اخذ ؟
أم ناصر : مـــادري عنك انا وش مدريني بشغلات البنات..

جُمانة بحيرة : وووي امي اشبك حيرتـــــني .. " التفَتت الى سلطان " سلطان وش احلاهم ؟
سلطان : عـــادي اي واحد.. اهم شيء ان ارقوووز بيلبســه .. ماغيره ..
جمانة بغَضب زمّت شفتيها وهي تصرخ : سليــــــــــــــــــــــ طيـــــــــــــــــــــــ ـــــــــن !!
سلطان يضَع يدَه على اذنه ويتكلم بغضب : عنبوك عدمتي اذني قصري هالصوت..وش بلالاك .. قلنا لك خذي اي واحد ؟
جمانة : ماشي.. الحق علي انا اللي اخذ رايك..
توجَهت امام ناصر وهي تعرض الاثنين وتقول : لاتقول اي واحد..هو واحد من الاثنين ياهذا ياهذا أيهم احلى ؟
نــاصر بابتسامة جانبية : الثاني احلى عليك..
ابتسَمت بفرحة وهي تحتضنه بقوة : يافدييييييييييت خشتك بس..
سلطان بضَحكة : ههههههههههههه والله ان بتتوهق يانويصر وامك ماجابتك..الله يعينك على هبالها..
جمانة بغـرور : الا يـــاحظه بوجودي..
ناصر : ليه وش عندك اليوم ؟
ام ناصر : هاااو يومة شفيها هقوتك..نســـيت اليوم عرس عيال المالك.. شفيك ؟
ناصر بنسَـــيان : اوووهـ .. زين ذكرتيني قسم راح عن بالي.. الله يوفقهم ياربي..
جمــانة تجلس بجوار ناصر : نونـــو
ناصر بتَكشِـــيرة : إيش؟ .. مين هذي نونو .. !
جمـــانة بضحكة : ههههههههههههههههههههههههه ه .. يافديتك متى بتجيب لي الطويرات .. ماتت ببغاني وانا اخاف من الوحشة..
سلطان يلتَفت إلى والدته : عنبو بنتك يايومه حتى العصافير تسميهن طويرات.. البنت تخابصت..
جمانة : وش مدريك بلهجة البدو انت ؟
سلطان : الا لهجة الشواذي والشياطين..
جمانة بقَهر : الله يعين بنت الحلال .. سليط اللسان..
سلطان : خلك في حالك يـــآ أرقوز الصحراء..
ناصر : هههههههههههههههههههههه ان لله البنت بيجيها شلل عصبي .. وش بلاك وياها ؟
سلطان يرفع حاجبيه بغيض : تعرف وش مسوية لي هي..
جمانة بدهشَة تشير الى ذاتها باستفهــام كبير : أنـــــــــا ؟ .. بالله ايش مسوية لك ؟؟
سلطان : إيــــه الحين انكري يالفقمة ..
ام ناصر تلتفت الى ابنتها : وش مسوية لاخوك ؟؟
جمانة بــاعتراف : مـــاسويت شيء.. بس وانا اصحيه كنت اشرب موية وطاحت قطرات منها على فيسه..
سلطان : الا يالنصب.. ياللكذوووب اعترفي..
جمانة بصدق : طيب طيب..كنت قبلها بيوم طالبة منه يطلعني مارضى ..وعاد الا ان اردها له..والاخ كان نايم وشخيره واصل لقندهار..صبيت الموية على وجهة وارتعد وقام يصفق بفراشه..

صمتت قليلاً .. لـــكنها لم تستطع كبت ضحكتها حينما تذكرت شكله .. لتمسك بطنها وتضحك بأقصى مــــــــــالديها ..
نـــــاصر يضحك ايضًا على تعبيرات وجهها وهي تضحك وهو يتخيل الشكل .. حيـــنما انتفض سلطان من سريره.. امهم قالت لــ جمانة بغضب : وش قواة هالعين يابنت .. وش له تروعين اخوك بنومته ماتخافين ربك انتي ؟
جمانة بــتأنيب ضمير : والله يايوووومه ان سليطين ماهو اللي انتي خابرته.. قدامك مسوي حاله البريء ومن وراك الداشر القاصي..
سلطان بضَحكة قوية : ههههههههههههههههههههههههه هه .. داشر قاصي؟ .. از يو درينك ويسكي ؟؟؟
جمانة كانت تعابير وجهها مائلة لـ " الحزن " مع تعبيرات سلطان الانجليزية ضحكت وهي تقول : ههههههههه مخلينه لاصحابه..
ناصر يلتفت لوالدته : يوومه وش ترجين من مخابيل.. تهقين عيـــالك بيعقلون ؟
جمانة : نشوف عيالك بعدين !
ناصر : عيالي عمامك..
جمانة : يهبون.. الا كل واحد بشوته من حفاظته بس يجي البيت.. ورعان ويهايطون على عمامهم بعد ..هذا اللي ناقص..
سلطان : ههههههههههههه اتخيل عياله.. برطم نملة ..خرطوم فيل..
ام ناصر بثقة : وش زين ناصر .. كلكم زيون وعيالكم عليكم..ماله داعـي هالكلام.. " التفتت الى جمانة " وانتي يابنت قومي اجهزي مابقى شيء ع الاذان ..
ناصر وقف : يلا انا رايح اجيب هيفاء.. عشان مرة وحدة نوصلكم..
ام ناصر : فمان الله يايومه انتبه لحالكك ولطريقك..

خرج ناصــر ، وانسحَببت جمانة .. بقي سلطان الذي كان جالسًا بجوار والدته وهو يقول : الا ام سلطووون.. ما لقيتي لي حرمة ؟
نظرت اليه والدته وهي تضَحك .. وكان هذا ختـــــــــــــام الحديث

فـــي بريطانيَا .

على أريكَة واسعة كانت تجلس.. وفي يدها كُوبَ قهوتهَـا ، تحتضن ذاتها بوشَــاح صوفي .. وتبتسم بعفوية الى الفرآغ .. لا أحَد يعلم مالذي بداخلها .. لقد انهت اليوم " سمستَر " في جامعــتها .. وذات اليوم يصادف .. زواج اسمَــاء .. تمنت ان تكُونَ هناك..اشتاقت للاشياء التقليدية ..
للاشيــاء الموطنية .. الغربة طعمها سيكون اكثر مرورة من كوب القوة الذي في يدها .. لا تحب الذهاب الى بلكونَـة غرفتها .. لا تحب ان ترى الليث يقف كل يوم في بلكونة مقابلة لها وينظر للسماء.. اصبحت تكره هذا المنظر الذي يجعلها تنظر اليه بنظرة شفـــقة .. فتحت صفحَة جديدة من كتيب مذكراتها الصغير..
اختارت ان يكون الورق غير مسطر.. تحب البعثرة.. ان تتناول الكلمة والمفردة وتجردها من كل اسلوب لغوي فيها..ان تكتب قصائد لا ترتسي على قافية معينة..تراقصها وتبعثرها في صرح الابجدية .. تفرغ عن مافي ذاتها .. امسكت بــ القلم ..وكتبت بلا شعور

" اننا أضعــفُ المخلُوقـــــاتْ فِـــي هذَا الكَونْ ؛ ألسنَا المخلوقَات الوحيدَة التِـــي تبكي ؟ ، لكنها فطرة الحيـــاة .. لَا أدرِي لمَـــا يرفُضهَا البعَضُ رغَم إعتدَالِـها !! ، أن نعيش حزانى .. فلماذا التشاؤم ؟ لقد كفانا خالقنا هذه الفلسفَة .. ((لقد خلقنَا الإنسَان فِي كبَد ))
إنّـه قدر إلـهي إذن .. ماذا نمل نحن البَشر امامَ أقدارنا الإلهية .. الحزن هو طعامنَا الأول على الأرض .. الحزن هو حليب امهاتنا .. فطمنا منه بعد عامين.. لكنه عاد لينتقل بين اوردَتنا وشراييننا .. انه فطــرة .. فطــــرة !! "


أغلقت الدفتر .. وأطلقت تنهيدَة عميقة..خشنَة على فتاة صغيرة مثلها .. رأت مشعَل يدخل إلى المنزل .. ابتسَم لها وردّت الإبتسَــامة .. وعادت تنظر للفراغ ..
مشعل : شفيك ؟
ورِيف بابتسَامة ولازالت تنظر للفراغ : ياحبيبتي يا اسماء.. اليوم زواجها.. مبسوووطة ياليتني اقدر اروح ..
مشعل بابتسامة واسعَة ردها لي وكانت طاقة السعادة التي فيه انتقلت منه الي : الله يوفقها يارب .. ،، مابقى الا القليل ونرجع .. ندرس السمستر اللي بعده وننزل اجازة 3 شهور ..
وريف : ودي ادرس صيفي عشان مرة وحدة تطول معي الاجازة..
مشعل : وعلومك كرهتي الغربة ؟
وريف بضحكة : هههههههههههههههههه ..ماتوقعتها كذا .. جدًا كئيبة..
مشعل بمَزح : ليكون من مقابل وجهي بس جتك الكئآبة ؟
وريف بابتسامة : الا يازين وجهك .. انا وش مصبرني غير فيسك ؟؟
مشعل : يافديتك بس..

صمتت ، بعد ابتسامة .. وكنت افكر.. لماذا ليث لا يتكلم ..لايفصح..لماذا لم يمل ؟ لماذا لا يشعر بالشعور ذاته حينما نغترب عن ديارنا واهليـــنا .. ؛ ايعقل ان يكون قد اعتادَ وضعه ؟ .. ام الغربة لديه هي غريزة وشهوة جديدة .. لو قدر له ان يغير خريطة حزنه الآن .. هل سيرجع ..
هل سيتردد ؟ لو كانت احزانه الجديدة اقل وقعًا والما على النفس.. هل سيرجع .. هل سيتردد ؟؟؟
نطقت وانا اشعر بأن الحرارة وجدت لها مكانًا في صدري : مشعل..
مشعل يرد : هلا ؟
وريف : انا مابي اكثر أسأله .. وادخل نفسي في قصص انا في غنى عنها.. بس اعتقد انك جيت تدرس وجيت تدور عن ولد عمك.. " تغيرت ملامح مشعل ، عقد حاجبيه ، وزفر " ماقصدي اتطفل بس معقولة راح نكمل شهرين ووللآن مالمست خيط عنه!
مشعل بقهر : ياليتني اقدر اليوم قبل بكرة اشوفه ولا اسمع عنه خبر..انا يوم ان دريت ان فهد ويوسف ربعه .. انبسطت قد عشر سنوات من عمري.. قاعدين نشتغل على موضوعه..
وريف : الحين فهد محامي ؟
مشعل : ايه.. محامي وعنده صلاحيات ..عشان كذا حنا معه وهو معنا ..
وريف : طب ليه ماتحركتوا واقريتوا للمحكمة ورفعتوا دعوة ..وفهد معكم؟
مشعل : وريف ليث متهم بعملية قتل..واي محكمة في العالم اكيد بتطلب دليل براءته .. عشان نوصل لدليل برائته لازم ننازع ..
وريف : وليه ماوصلتوا للحين؟؟؟
مشعل : صعب.. في عوائق كثيرة !!
وريف : اللي هي؟
مشعل : وش له تعورين قلبك!
وريف : مشعل قووول..يمكن يطلع بإيدي شيء اسويه !
مشعل : في جماعة من السفارة السعودية تشتغل لصالح الحكومة البريطانية.. وشكل ان فيه مكافأة مالية عارضتها الحكومة لللي يوصل لليث..
وريف : طيب؟؟
مشعل : هذي هي اكبر عائق لازم نتخلص منه..لانهم حاطين العين علينا..
وريف : ليكون نفسها الجماعة اللي اغتالت المنزل هذاك اليوم وصرعتني؟؟
مشعل : عليك نووور..
وريف : اعوذ بالله ايش كل هذا ..
مشعل : شفتي شلون..
وريف : مايقدر طيب فهد يشوف حل منا ولا منا..
مشعل : بلى في حل بس لازم نشوف دليل براءة ليث وقتها المسألة محلـــولة..
وريف : يــــارب يفرجها عليكم وعليه..
مشعل : اللي مخوفني ان بعد كل هذا ممكن يطلع ليث ميت..

شعرت بقشعريرة خوف تسري في جميع اوردة جسدها .. نفت فكرة موته لأنها الوحيدة التي تعلم انه لازال على قيد الحياة .. لـــذلك نطقت : لا ياخوي قوي املك بالله.. وبعدين حتى لو كان الرجال ميت لاسمح الله.. بتكون اسديت له معروف.. انك على الاقل عرفت عنه خبر..وثاني شيء برأته امام خلق الله كلهم..
مشعل : ان شاء الله نلقى حل .. قسم قلبي موجعني على زوجة عمي..
وريف : إيـــه والله.. الله يفرح قلبها ..
مشعل : آمـــين..

وبين خطاب ذاتها ، بعدَ الصمت .. كانت متــأكدة ان نهاية المقصَد ستكُون سعيدة .. لأن الله لا يخذل عبدَه .. وقد آمنت بالله.. وهي الى الآن لا تعلم مدى صبر هذا الليث الذي صبر .. ، واطال صبرًا !
،

5 : 30 .. مساءًا
مِـن بين الأحاديث الذي نطقها مشعل.. ان زواج اخت الليث يصادف هذا اليوم.. لقد كواه مشعل بحريق ناجَمة .. واهداه كرت السعادة الحزين.. مشاعره وان كانت سعيدة ..فهي حزينَــة .. من المفترض ان يكون هناك.. ان يزفها الى زوجها.. ان يوصيه بها ..كان فرحًا وبذات الوقت ..
تمنى ولو نصف امنيه .. ان يكون هناك.. مع اخته.. كان شيئًا رهيبًا .. ان اخته الصغرى تزف دونه .. يعلم ان عمه لن يقصر.. لـــــن يقـــــصر أبدًا .. , كان يطلق تنهيدَات ساخنة جدًا .. حارة .. تنفس بعمق .. لقد وعـــى على حقيقته .. انه رجل نـــاري.. ملتهب.. لكنه صبور جدًا ..
لأنه يعلم بأن الله يحررسه .. ودليلًا قاطعًا على ذلك.. أنّهُ حمَى سره المكنُون طيلَة عشر سنَوات .. لقد أخَــمد الحرب في داخله .. لأنه يعلم بـ النهاية .. انه الله سيلهمه النصر.. لن يظل مهزومــًا طوال عمره .. سينهض .. المهم ان يتخلص من الحُكومَــة البريطانية التي اتهمته من قبل جهات معنية ..
مقابل ان يبيعوا اعضاءه .. ويحصلون على اموال طائـــلة , لن يفكر فيه هذا الموضوع .. كلما فكر فيـــه .. شعر بأن مشوار الصبر سينقضي وسيخسر النتيجَة .. توجَـه الى المرآة .. وقف امامهــا .. صــارحها كثيرًا .. رأى نظيره .. رأى شخصًا كان قد هجره قبل اعوام طويلة ..
تذكر في عقله أحدًا ما .. أسدَى اليه معروف العمر ، وربمَـــا لولاه .. لما كان حيًا يرزق .. انه صديقه .. يوسف .. الذي مات قبل ان يرجع الى وطنـــه .. مات في حادث مروري ..حينما فقده في البداية فقد الامل.. لكنه توكل على الله .. وإســــتعان به ..

قرر ان يخرج .. امام حديقة الفندق .. يستَنشقُ الهَواء ، الضيق الملازم له يريد ان يمحيه .. يريد ان يفرح .. فأختهُ اليومَ عروسًا .. !
لا داعِـي للكئابة ياليث.. الدنيا ستكُون جميلَة .. سأعيش بسعَادة .. وبرضى تام .. سأكُون بخير .. لطالمَا كنت بخير.. لأن الله جانبي... جلستُ على مقعدَ .. وضعت يداي بداخل جيوبي.. نظرت الى المارة .. وَجدت بالمقعد المجاور رجلاً وزوجَته .. انهم عرب.. مسلمون..
زوجته متحجبة .. يجلسون بسعَــادة .. على الاقل ظاهرية .. لا اعلم مافي بواطنهم .. أطلتُ الجلوس.. نظرت للغروب .. رائعَ جدًا ان يرى الانسان الشمس تغوص في نهاية العالم .. فِــي منفى بعيد .. في الشفق الأعلى ..
أطلتُ السرحَان ، قتلت الفوضى داخلي .. كنت اتحدث مع الهدوء .. انا وهو سيَان .. لم اشعر بالراحة قط مثل هذا اليوم .. ربما لأني علمت بأن أسماء من نصيب صديقي راكان .. ، وبينَ سرحانِي .. قاطعني الرجل وهو يصافحني.. : السلام عليكم

ابتسمت وانا اقف له واصافحه : وعليكم السلام .. كيف حالك ؟
ابتسَم لي الرجل وبحرارة : الحَمدلله انت كيف حالك ؟ ..
أجبتُه : بخير ..
أجابنِي الرجل حينما رأى الحيرة في عينَـاي : انت ساكن بـ هذا الفندق ؟
ابتَسمت وانا اهز رأسي ليجبني : اجل حنا جيران ..
أردفت له : شرف لي ..
أجابني : الله يسلمك .. " عرف عن نفسه " معاك وليد القايد
ابتسمت له وانا اهز رأسي : يوسف ..
جلس بجواري بعدما اشرت له بالجلوس وهو يقول : مبتعث ؟
قمت بهز رأسِـي : لا ..
أكمل أسألته : موظف ؟
أنَا أجبتُه : لا ..
وألحّ في السؤوال : تحيير.. وش مصيرك .. مغترب ؟؟
ضحَكتُ حينما وصل الى اخر جملة وقمت بهز رأسي : شيء زي كذا ..
وليد : كلنا بالهَوا سوا .. لكن انا دكتور ..
ابتسمت وانا اجيب : والنعم ..

صمتت قليلاً لألتفت عليه بسرعة واقول باندفاع : دكتور ؟؟؟؟
ولِيد دُهشَ من ردة فعلي : بسم الله.. ايه دكتور ياخوي وش فيك !!
حَـاولت ان أخبأ مابجَوفي .. اجابتي ايًا كانت لن تكون مقنعة .. رفعت رأسي وقاطعني وجود فهد وهو يقول : حياهم الرجال..
وقف وليد ووقفت انا وصافحنا بعضَنا البعض ..
كان وليد قد تعرف على فهد امامي الآن .. وحينما تحدث عن وظيفته الطبية..كنت انظر لعيني فهد .. وفهد يفهم مقصد عينيَّ تمامــًا .. سبحَان الله.. الله يرسل لي مفاتيح الخلاص .. لكي أكون انا .. اثبت بأني انا .. هو الشخص المقصود ..


أكملنَا حديثنَا .. ثم انصرفنا جميعًا .. لأداء الصلاة ..

،

فُستَان ثلجِي هادئ بتصميم فيكتُورِي ، بسيط ولا يمتلأ بأشياء ثقيلة .. هادئ يعكس مزاج صاحبته ..
محمر شفاه باللون الأحمر القانِــــي .. تسريحَة بسيطة ومبعثر .. مكيَاج بسيط وبذات الوقَت يعبر عن فخامَة الذوق ..
زفت على موســـيقى هادئَة تمامًا .. تحــمل في طياتِها مشاعر متناقضة .. هدوء ..فرح ..فوضى.. وحزن..وغضب.. وسعـــادة .. وبعثــــــــــرة .. وشتـــــــــــــــــــات .. و !!! , وقفت على المسرح .. ترسم ابتسَـامة على شفتيهَا .. مع غمازة يتيمة نمت على خدها الايسَر .. لمحت دموع احبَائها ..
ليلة مختلفَة جدًا جدًا .. غير اعتيادية بالنسبة لها كفتاة دخيلة على منزل اخر غير الذي ربت فيه.. ستكون مسؤولة عن المكان الذي ستنتقل اليه .. ستكون الملكَة فيه .. بذات الوقت.. كانت رجفة ورعشـــة غير اعتيادية متنامية بين جسدها .. الجَميع في المكان يحسدها لأنها عروس..
ولكن بذات الوقت الجميع متناقضون ويتمنون لها التوفيق ايضًا ، .. لا تريد ان تلمح الدموع لأنها في أي لحظة ستبكي وتنهار.. بــــ التأكيد تريد أخيها .. وبشدة .. سيفرح كثيرًا لو أخبرته الطيور بأني عروس.. ستزول نصف همومـــه .. الافكار كلها اتت في رأسها .. تذكرت كل شيء.. تذكرت اخر
ليلة باتت فيها في سريرها .. وماذا كانت ترتدي.. بيجامتها الوردية .. تذكرت تسريحة شعرها انذاك.. لقد تذكرت انها وضعت ساعتها الكريستالية على كومدينَتها .. كل التفاصيل التافهة والسخيفة تذكرتها .. ولن تنساها ايضًا ، يــــــــــــا الله .. سعـــــــــــادتها بحجم السمـــاء ..
ستكــــــــــون حرم راكان المالك .. سيكون لها في هذا اليوم .. شعور الفرحة لايوصف.. ان تينع كزهرة جميلة .. ويقطفها الانسان الذي قدر لها ان تكون مَعـــه ..
حينما اقترب موعد دخول راكان لها .. ارتعد جسدها كليًا .. دخلت الى الغرفة التي سيلتقِــــي بهـــا راكان .. ولازال جسدها يهتز بقشعريرة ورعشة غير اعتيادية ..
شوق وهي تضع النقاب على عينيها وتتقدم لأختها : وي اختي اشبك ترجفين ..
الميث بضحَكة : ترا اخوي مايعض .. بس ياكل ..
رفعت أسماء رأسها بخوف وتوتر والميَث تضَحك بقوة : هههههههههههههههههههههه ياويلي ع الشكل .. خلاص يابنت اقسم بالله خوفك هذا ماله داعي..
أسمَاء بقهر : انا في حالة عمري وانتي وياها تتريقين .. من جد ماني ناقصتكم ..
الميث : هههههههههه من بدايتها تحلطم زوجة خيي..

سمَعت زغاريد النسَاء ، وعلمت ان راكان هو من دخل .. تخدر كل شيء في جسدها .. حتى عينيها اصبحت لاتنظر الى الارض ..حاولت ان ترفع عينيها وان تنظر اليه .. لكنها لم تستطع .. وقف راكان امامها مباشرة .. لايفصل بينهم الا بضع سينتميترات صغيرة جدًا ..
اقترب اكثر.. قبلها في جبينها .. ولم يتوانى عن احتضانها .. احتضنَـــــــــها بقوة .. وكانت صغيرة جدًا بين اضلعه..ترتجف رجفة غير اعتيادية .. شعر رااكان بها.. ابتسم وهو ينظر لعينيه ويقول : ليه هالخوف .. وش بسوي لك انا .. ميــن محرضك علي؟
لم تستطع ان ترد لكنه التفت الى الميث التي تضحك وهمس من بين اسنانه بصوت غير مسموع : الله يطعني ان ماكانت هي راس الحرباء..
سمعته اسماء فقط .. شعرت بأنها ستضحك ..لكن الاعياء الذي اصابه وموجة الخوف الغريبة ربطت لسانها تماما .. بالتأكيد المصورة زادت من توتر اسماء بـالحركات الغير اعتيادية والجريئة .. طوال الوقت كانت تطيل صبر متطلبات هذه المصورة .. وحينما لم تنتهي زفرت بغضب ..
ضحك راكان : ههههههههههههههه عصبتك ؟
أسماء بخجل : مسختها مع الحركات الزايدة..
راكان اتسعت ابتسامته : تونا ماسوينا شيء..
أسمَاء هُنا لم تنظر اليه..لكن تفاصيل وجهها كانت تشير الى ثورة خجل طاغية ..ثورة دموية في وجنتيها.. رغم ذلك .. راكان كان يبتسم بسعادة عظيــمة .. لم تلمحه والدتها فيه قط .. وهي ممتنة لأسماء لانها اهدت ابنها ابتسامة سعادة حملت راحة لوالدته واخته..

وقف راكان وهو يبتسم ويمد يده لها لكي تقوم .. وضعت يدها على يده .. مشى معها الى القاعة الخارجية .. حَـــملها وقبل وجنتها وهو يقول : مبروك ياعروووس ..
الخَجل ربط لسانها .. وهمست : يبارك فيك ..

وتوجَه الإثنَان .. إلى بيت راكان .. إلى أجمل ليلة في تاريخيهما ..!!

- أمطُرونِي بدَعوَة :$ ,


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-14, 09:34 PM   #19

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البــــارت : الثـــــامن عشـــر

ما قبل البدايـة :
كُنتُ في ( الرّحـْمِ ( حزينـاً
دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !
لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي
لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي
لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !
آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري
كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )
كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي
خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي
خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ
خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري
ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ –
عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !
الختـان :
ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً
يَومَ الخِتانْ .
ثُمّ كانْ
بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !
شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي،
وفي بِضْـعِ ثَوانْ
ذَبَحـوا سِـرّي
وسـالَ الدّمُ في حِجْـري
فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ
أَلفَ مَبروكٍ
.. وعُقبى لِلّسـانْ !

# لـِ المتألّق : أحَمد مطر

من أين لي أن أقترب من الوطن وهو يملك وجوهاً عديدة.. كلما اقتربتُ من أحدها أشاح بنظره بعيدا .. هكذَا إبتدَأت الحرب بيــني وبــينَ شتــآت العَــالم .. ربما كــان الحزن الآن لدي شـيء اعتيادي..والفرح اصبحَ ممللاً .. لانه نادِر الإتيَان .. ..لكني أؤمن بأن لامحل للصدفة في أقدارنــا ..
لأن كل شــيءٍ مكتُوب.. وكل شيء كان مكتوبًا هو شيئًا لم يأتِــي بالحُسبان قط ! ، اليَوم فقط .. حينمَـا التقيتُ بالدكتور ولِـيد.. آمنت تمَـامًا بأن الله زّج في دنيَاي أناسًا لكِـي أستعين بهِم .. لِـ الوصول الى غايتي ، شعرت بالراحة.. بالرضَـا .. وكـالعادة كنت اقلب اوراق كثيرة لِـي..
عن هوياتِــي المختلفة .. لم اجد ذاتي بعد .. لم اجد هويـتي.. لأنه من الصعب على الانسان تصديق ذلك.. ان يعيش بلا هــوية .. رفعت هاتفي ورأيتُ اتصــالات متعددة من مشعل.. اصر علينا يوم امس ان نكون في منزله.. شعرت بالضيق.. كنت انوي ان لا ارد عليه.. لكن من يُسكت اصرار مشعل ؟؟
حــاليًا لا اريد اي صدفة تجمـعني بـه .. ولا بــأخته.. أردت ان ابتعد عن اي شيء كنت اريده قريــبًا .. لأني سأفضح نفسي يومًـــا مـــا .. اعترف بمدَى تناقضي.. لاني لم ارضي يومًا ذاتي .. زفرت بضيق وانا اجيب على الهاتف : هلا مشعل..
مشعل : هلا فـيك.. هالحين بسرعة تجي للشقة ..
ليث ابتسم : ماقصرت بازعاجي..كان اتصلت بين الثواني اللي نسيتها بعد !
مشعل يَضحك : ههههههههههههه ماينفع معاك الا كذا..
ليث : محد معلمك هالحيلة الا فهد .. ان مارديت تقلقون راسي من الاتصالات..
مشعل بخبث : ههههههههههههههههههه شنسوي نحبك !
ليث صمتت قليلاً يستوعب كلماته.. لايعرف كيف يفسرها لكنه رد : لله ؟
مشعل بمَزح : والله عاجبني فيسك وقلت اشبكك .. اكيد لله ما يتخاصم فيها اثنين ذي
ليث بضحَكة لم تتوقف : ههههههههههههههههههههههههه ههههه خلاص خلاص جايك الحين..
مشعل : بسرعة..لك دقيقتين ان ماوصلت جايك لباب بيتك..
ابتَسمت ، واغلقت الهاتف.. لبست حذائي ، ومعطفي.. وكل مايستَلزم لِـ الخروج .. وخرجت.. نزلت الى الاسفل.. استَدرت الى الفندق المقابل.. لا اعلم متى ينتهي الشتَاء حقًا .. وبين مخاطبتي للشتاء.. لمحتها واقفة على نافذتها تقرأ كتابًا .. أنزلت عيناي حينما انتبهت لي ودخلت تغلق نافذتها..
ابتسمت .. ومضيت الى حيث مقصدي.. ووقفت امام باب شقتهم .. ضربتُ البَـاب .. فتحَهُ لِـي مشعل ..لم يقصر فــيّ .. عاتبنِي كثيرًا .. لكني ابتَسمتُ لمعاتباته .. وجلستُ على اريكة مريحَة استوطنت صالـة الشقة البسيطة .. أتى مشعل بالماء
والقهوة ومـا إلى ضالك من أساليب الضيافة .. جلس بجواري وهو يقــول بعد ما رأيته يرتشف قهوته وينظر لـ الفراغ : لــــيه ؟؟
عقدتُ حاجبَـاي بدَهشة .. ثم قلت : ليه شنو ؟؟
مشعل : ليه ماتركتنا نروح لـ المستشفى هذاك اليوم ؟؟ .. ليه تخليت عن فرصــتنا الوحيدة اللي ممكن نعالج بها مشكلة ليث.؟؟؟
تَنهدت بقوة وانا اضع فنجاني على الطاولة والتفتت اليه واقول : مشعل انت مو فـــاهم التعقيد بــالسالفة .. احنا مادرسنا الموضوع كويس.. هذا حل هجومي وممكن يكون لنا نقمة بدل النعمة..
مشعل تغيرت ملامحه الا ملامح استفاهمية : كــيف يعني ؟؟


فجـــأة .. سقطت احد التحف الارضـــية من المكان .. التفتنا انا ومشعل لــ نجد ان وريف كانت تقف خلف الجدار والتحفة امامه.. وكانت تستمع لحديثنا .. لا اعــلم لما كنت سأنفجر ضحكـًا على تمرد هذه الفتاة التي تصر تماما على معرفة كل شيء عن حديثنا هذا خصوصًـا
تعابير وجه مشعل كانت مضحكة اكثر.. استأذن مني وانصرف الى اخته .. اطلت النظر في الفراغ .. سمعت همسها المبرر وغضبه ولومه لأخته على تصرفها " المتطـــفل " .. ارتسمت على شفتــاي ابتسامة جانبية .. ربما لاني لم استمع الى نقاش اخوي كهذا من قبل..
رغم ان صوتيهما غيرَ واضحًا .. لكن الهمس يفضح التعبير.. دخلت الى حجرتها وسمعتها تغلق الباب.. عاد مشعل الي ورأيت ملامح الاحراج في وجهه .. اعتذر مني وانا لم احسسه حتى ان الموقف يستحق الاحراج حتى لايكون محرجًا فعلا..

ثم عاد الى حديثه وقال : كمل.. عطني سبب وجيه يمنعك تروح للمستشفى ..

أجَبتُه : اولا .. انت تعرف ان في ناس بوجهنا يعني روحتنا هناك شبه انتحار.. ثاني شيء فيه من حذرني ان نروح..

مشعَل بدَهشة : الله .. ومــين المتطوع ذا اللي حذرك ؟؟؟

رفعَتُ كتفاي وانا افكر ايضًا : ما دري ما عرفته.. بس طحنا انا وفهد على صيده يقال انها فال خير..

مشعل : سم ؟

اجبت : فيه دكتور ساكن معي بنفس الفندق.. هو دكتور وله صلاحية .. اتوقع انه يقدر يوصلنا لعنوان الممرضة.. ويوصل للمستشفى
مشعل : ايه بس هو عربــي
اجبته بحمــاس : معه الجنسيتين..
مشعل بفرحة عميقة : وربــــــــــــــــك ؟؟؟
ابتسمت له : حد قال اني اكذب؟
مشعل : هههههههههههههه لا كله ولا لاشيخنا يوسف ..طب ليه ماتكلموه الحين
أجبت : فهد قاعد يتــأكد من انه رجال اجودي ولالا .. يشوف تاريخه !
مشعل : وان ماجاب راسه..
أجبتُ انا بغموض حيرني قبل ان يحير مشعل : ســاعتها لــي تصرف ثـــاني !!
مشعل : طيب ..

فـــي غرفة مــظلمة .. كان جالســـًا على كرسي ولا يلمح الا ضوء خفيف جدًا .. يتنفس بقوة .. نفسه مسموع الا درجة قوية ..كل من في الغرفة معــه كان يستمعون صوت انفاسه .. يتسمتعون بتعذيبه خصوصًا انهم يعرفون مرض آدم الإدمـــاني الذي لا يعيش الا على علب كبيرة من البروزلام ..
قبل هذا لم يكن معتادًا على هذا السم.. لكن المستشفى اضطرت ان تعطيه المهدئات والبروزلام حتى يستطيع اقلها النوم ولا يمُوت من الكآبَــة او الارهاق.. كانت الساعة الـ 2:30 فجرًا .. عمار يجلس بكرسي امامه وينظر لشكل آدم المرهق.. الذي يتنفس بقوة .. ويشعرر بكمية صداع قاتلة جدًا في قمــة رأسه ..
ضيق عمار عيناه .. ابتسم ابتسامة جانبية.. يستمتع بـ تعذيب كل من ينتمي لـ المالك.. يشعر انه يعذب ليث بلا شك .. عمار يهمس : وش صار .. وش سويت يومني ارسلتك لـ عنوان الممرضة ؟؟

آدم بغضب : يلعننننننن .. * ثم استغفر * يارجال ترا مايفرق على الاذان الا نص ساعة او ساعة .. لا تخرب اخلاقــي .. قلت لك من صباح الله .. ان العنوان مو صحــــيح ..

تقدم عمار بقهـر وهو يلكم آدم بقوة ويصرخ بــأعلى مـاعنده وكانت ملامحه مرعبــة جدًا : تــــــــــــــــــــــــ ـكلم لا أنفــــــــــــــــــيك ..

آدم بقهر : كان ارسلت رجالك وراي دام انك شاك بخذلاني لــكم .. ولا كان من الاساس ماشغلتوني عندكم.. *بسخرية استغل الوضع حينما رأى تغيرات في وجه عمار * يعني ماتدري يمكن انا اكون مع ليث ماكون معكم.. خل ذكائك يخدمك ولو شوي !!

عمار ضيق عينـاه : اححنا عطيناك مقدار من الثقة .. واظنك قدها لانك شاري راحتك * وبتنبيه * ولا نسيت وش حذرك منه الوالد ؟؟؟

آدم همس فـي ذاته ساخرًا من غبائهم الدنيء جدًا .. ليردف : عنوان الممرضة مو صحيح .. وان كنت حاب تتأكد تفضل وروح للعنوان .. ليه تعرضني انــا لهشيء.. ولا انا فار تجارب بالنسبة لك ؟؟ انت تدري لو يدرون عيال الماللك اني اشتغل معك بيدفنوني..

عمـار : ولما رحت للعنوان شفت احد هناك .. يعني مثلا احد له علاقة بليث؟؟

آدم : شفت ابليسك .. وش اشوف كل اللي شفته قلته لك .. يارجال ترا وربي حرام تعذيب المسلم وانت عارف حالتي..

عمار يرمي علبة البروزلام بهدوء على آدم ويرمي عليه علبة ماء.. آدم اخذ جرعته .. وانتفض واقفًا .. لان الاعياء قد اصابه وقف على قدميه بإرهاق ..توجه الى الخارج لكن يد عمار دفعته مرة أخرى الى الكرسي آدم صرخ فاقدًا صبره : ما وراك رب تصلي صلاته ؟؟ .ان كنت ما تصلي اتركني اصلي لربي
كان سيرد ، لكن ما اغبى رده .. لا يتحجم امام صرخة آدم .. أ سيدعي الاسلام ؟ . مـــا أقبح ان يعيش المرأ بلا صلاة .. بلا ارتباط الهي وروحي .. يشعره بأنه مخلوق حي فعلاً .. الذي لا يصلي.. سيعيش كثيرًا في حالة رعب عظيمة.. يخاف دائما ان يأتي عزرائيل وينتشل روحه وهو لم يذكر الله بعد ..
سيظل يترقب كل يوم هذه الساعة .. ان يموت.. ان يذهب للجحيــم .. للظلام .. الى حيث لا يرجعون .. رغم خوفه .. هو لاينهر شياطينه.. لا يؤدبها.. لا يربطها ولا يحزمها في زاوية الغرفة.. لا يقهر شيطان نفسه ليفرش سجادة الصلاة ويركع ويســجد .. يخاف ان يبقى لوحده .. يشعر بأن ملك الموت ينتظر الاذن من الله لـــ ينتزع روحه..
يتخيل دائمًا نزعة روحه وينتفض.. يتخيل الجحيم من بعده .. يتخيل الموت والوحدَة والوحشـة والأرهاق والكوابيس.. وتراه تسوء افعاله.. يختل توازن اخلاقه.. تختل الانسانية لديه.. يختلف.. يصبح شيطاناً بذاته.. حتى ان الشياطين تخاف مــنه ومن عربجَية تفكيره الشيطانية .. فتور في علاقته الالهية التي لا يريد تقويتها..
يذكر اسم الله بسهولة وبسلاسـة .. يتلاعب به.. يحلف على الكتاب ..يطفأ زر انسانيته.. يسهل عليه فعل الفواحش دون تأنيب الضمير.. وهذا راجع فقط لتركه لصـــلاتهز.. غير الذي يخر ساجدًا راكعًا ساجدًا .. يرتـــــــاح من كل شيء.. قلبه صافيًا .. حتى انه يستطيع التنفس كالبشر ..نقي من الداخل والخارج..
نور بين محاجر وجهه .. اله يكتب له الجنـآن .. جعلنَا وإياكم من ســاكنيـــها :$ ....

خرج آدم ، صفَع بالباب لكي يهزه .. لكـي يشعر بمــدى تقصيره تجاه ربه.. ارتعد مكانه.. خاف من ظلام الغُرفة .. خرج .. ونزل الى الدار السفلي.. ونام متجاهلاً الأذان..
بين ابن المالك في السجَدة الثانية سيتخُم صلاته !

أحببتكِ أكثر ، وشعرتُ أنكِ أحببتنِي أكثر ، أحببتُ الرجل الذي فيّ .. الذي سكنني حينما احبك .. صَارت عيناكِ تضمّانني باحتواء الدنيا .. ووَجهكِ أقرب ، وجسمكِ أشهَــى ، وعشقِك أكثر جنُونًا وظمأً .. شيء في مَلكُوتِ أنوثتِك يرفض الإنحبَاس الحياتِي مع رجلٍ غيري .. أنوثتك لا تتسع لاكثر من رجل.. تتسع لي وحدِي ..
ومــا اريده فقط .. هو ان ابقى انا وحدي .. رجلك.. لان الاندفاع الاعمى في وجه الرجولَــة امام امرأة .. أمرًا يشجع على بقائي .. في ظل ظروف جميلة جدًا .. وحب يمشي جمـيلاً منذُ بدايته .. لأنه يجمع بين نصف رجل ، ونصفِ إمرأة .. لأنهُ حب القلب البكر عندي.. لو جاء الحب كما نريد تماما ..
لغير شــكل الأرض .. لا بد من ان نتنازل احيانًا من اجل اكـــتــماله .. ، فما دمت لا أستطيع ان أغير شكله ، فعلي أن أعشقكِ ملء البصَر والسمعِ الفُؤاد .. وأترك تقدير أمور حبكِ لضميركِ أنتِ ، فأنا أعشق ضميركِ أيضًا في جُملتكِ .. صدقيني .. اندهشتُ من نفسي كثيرًا كنت أستسلم برضا واتقاد إليك ،، هه ! بسكينة المؤمنين !!
كأن الحب تمثل لي تلك اللحظة .. كانت لحظة حميمية تجمعـني بكِ .. لم أتخيل ان قلبي العجُوزَ الهرم .. المغطى بغبار الزمن .. قد غسلتهِ ورويته من جديد .. ليعود شبًابا لكِ .. كل شيء داخلي تغير.. لحظة ان جمعتنا الليلة السابقة معًا .. آه ، وألفُ آه .. من غَــنجِ النساء .. وخجلهنّ ..

خرجت من دورة المياه ، كانت ترتدِي فستَانًا باللون الأحمر القانـي .. شعرها الرطب المموج والطويل .. موزع بسوداويته القاتمة على جميع اجزاء ظهرها .. جلست على كرسي التسريحَـة .. ارتفع الفستان قليلاً .. شعّ بياضها . جنّ جنوني .. وأجلت سكرتِي هذهِ الى مابعد .. وضعت احمر شـفاه فـاتن جدًا ..
اتقدت نيراني من رائحَة عطرها الانثوية .. كل مفاتن الانوثة اتقدت فيها هذهِ اللحظة .. الأنثى جميلة جدًا .. جميلة في عيني حينما ارى جمالها الداخلي ينعكس الى الخارج .. لا ان اراها مجرد تحفة فنية .. فهذا لن يكف نظري عن 1000 امرأة غيــرها .. وهذا مالتمستُه من اسماء في فترة الخطوبة ..
كانت نقية من الداخل.. مرحة .. روحها رياضية .. ابتسامتها نقية وصافية .. عذبة جدًا هذه الفتاة .. تؤرقـــني كثيرًا .. واضطر لكبت الانفجار لبعد حين .. توجهت انا بعدما ان اغلقتُ " كبَكآت " ثوبي الابيض.وقمت بهندسة شماغي الابيض
وتقَدمتُ إلى التسريحَة .. نظرتُ للمرآة .. وكنت اأغلق ازرار ثوبي.. لمحتُ الخجل فيها .. اذاب قلبي.. كبتُ رغبتي .. وقفت هِــي بلا شعُور .. كانت امامي مباشرة .. اتسعت ابتسامتي .. وتشتت انظارها .. كيف لرجلٍ مثلي ان يتحمل انوثتكِ يا أسمــاء ؟
أتعرفين ماهو اصعب شعور يعانيه الرجل ؟؟ .. ان يٌقاوم انثاه ، .. فلترحَمنِي عيناكِ .. فلتحرمنِي شفتاكِ .. فليرحمني الله.. تنفست بقوة وابتسمت وبنبرة دافئة همست في اذنها : صــباحية مباركة ياعروس..
ارتجفت قليلاً .. شعرت بحرارة جسدها.. خجلها.. صدرها الذي يرتفع نزولا وصعوداً .. من الخوف.. والخجل.. والربكة.. وشعور جميل ايضًا لتردف بعجل : يبارك فيك..
التفتُ لها بلوم وانا اتفحصها جيدًا : ليه تلبسين الأحمر.. نـــاوية نخرب صباحيتك؟؟
عضّت على شفتيها بخجل، وانتفضت بخوف وهي تقول : لاااا راكـــــــان ..
ضَحكتُ بقوة من ردة فعلها اللذيذة .. كان صوت ضحكتي عاليًـا .. همست في اذنها : جبــــانة ..

لم ترد علي ، ابتسمت فقط.. تقدمت انا لافتح لها الباب وتخرج .. خرجت معي.. استقبلتنا امي واختي الميث.. امي احتضنتي واحتضنت اسمــاء وهي تقول بفرحة تعتريها : الحمدلله ياربي الحمدلله.. ربي جمع سعيد بسعيده.. ياربي يهنيكم ويبلغني فيكم وبعيالكم ..

ابتَسمتُ لها وكانت اسماء سعيدَة جدًا الى حدٍ غير متوقع .. البستها امي سوار من الذهب بفرح وهي تقول : عافية عليك حبيبتي..
اسماء قبلت رأس والدتِي لتردف : يعافيك خالتي ماقصرتي..
الميث دخلت بيننا وهي تفتح يديها لتحتضني : وانا مالي فررري حضن ؟؟
ضربتُ أختي بخفة وبإحراج : الله يخزيك فشلتينا انتي وعنقليزيتك المتعوب عليها ..
الميث تضحك : ههههههههههههههههههههه وي اخوي اشبك ماتدري عن زوجتك انها حافظة طبيعاتي..
وضعت يدي على جبيني وباحراج : الله يخزيك يابليس.. وينه زوجك ليه ماهج بك.. لزوم تنكدين صباحيتي ههههههههههه؟؟؟
الميث بغرور : وي لو ما احضر صباحيتك تخترب كل ابوها..
توجهت الى اسماء واحتضنت واطالت في تقبيلها ، سحبتها من بين احضان اسماء وانا اقول : بسك خفستيها من البوس الله يقطعك ..
الميث بخبث : من بعدك طبعًـا ..
عضت اسماء شفتيها بخجل وهي تهمس للميث : انطمي ياحمارة فشلتيني..
الميث : هههههههههههههههههههههه والله لو يدري رويكن عن عمايلتس بس.. اصبري علي بس اوريك شغل الحماوات عدل..
ابتسمت ، جلست مع اسماء على الطاولة.. امي كانت امامي.. الميث امام اسماء.. وبالطبع اسماء بجواري !


دخل الى المــنزل وفي يده اكياس متعددّة .. اكياس كثيرة ربما .. حملها الى الداخل .. لم ينتظر وجودها في المكان.. ادخل الاكياس ثم قام بمناداتها .. اتت اليه وهي تنظر للأكياس وباستفهــام : وليــد ايش كل هذا ؟؟
ابتسم لي وتقدم ناحيتي وهو يمسح على شعري..ويقول : ابي اذوق طبخك.. توحشته من اخر مرة طبختي لنا الكبسة ماعدتي طبختي.. وانا عازم جماعة معاهم حريمهم .. جايين اليوم عندنا..
ابتسمت له وهي تقول: تكرم عينك.. بس مين هالناس ؟
وليد وهو يخرج الخضار من الاكياس ويقوم بغسلها : ناس عرب .. سعوديين.. استحيت اني اشوفهم وماعزمهم..
سبأ بابتسامة : بالعكس.. حلو انك عزمتهم .. حـــاسة بوحدة فضيعة .. وحابة اغير من روتيني..
وليد : انا ابيك تغيري من روتينك.. انا اشوفك تحسنتي كثير عن قبل من انتقلنا.. انتي ماتحب تعيشي بـ المدن البعيدة.. طبيعتك يبقالها ضواحي وقرى ومدن متحركة مثل كامبريدجج..
سبأ تقوم بتقطيع بعض الخضار الذي غسلها وليد : يمكن .. حتى الكوابيس اللي تواجهني.. ماتجيني على طول..
وليد استعت ابتسامته وأردف : عـــارف..
تركت الخضار من يديها لتلتفت اليه : وكـــيف عرفت يا أستاذنا..
تقدم ناحيتها وهو يحيط خصرها بذراعه .. ويقبل خدها ليهمس : أعرف.. لأني ماشوفك تبكين.. ماشوفك تصحين فجأة وتصرخين.. لأني ماشوفك تهمسين ..او تهلوسين.. وفي اليوم اللي تسوين كذا اعرف انك شايفة كابوس.. اصلا يبان عليك..

التفتت اليه وبحيرة : وش أقول ؟

وليد بخبث : وش ماتقولييييين !!

التفت وليد يخرج بقية الاشياء من الاكياس .. تقدمت اليه سبأ وبإصرار وهي تعيد السؤوال : وش اقول ؟؟؟؟؟

ابتسم ابتسامة جاذبـة : شوية خوف..شوية هلوسة .. واحيان شوية كلام يجنني فيك..

عضّت على شفتيها بخجل ثم قالت : حرفيًا ؟

وليد تقدم امامها تماما وسرق قبلة خاطفة ليردف : صدقيني بتتمنين ماتسمعينه..هههههههه ماتصيرين جريئة الا في نومك ..!!

احمرار وجناتها فضحها استدارت بسرعة الى الخضار لتكمل تقطيعها.. كان وليد معها في كل صغيرة وكبيرة.. اصبحتت تحسن استخدام السكاكين والادوات الحادة.. في السابق وليد كان يمنعها منعا باتًا من استخدام هذه الادوات ويضطر الى تقطيع كل شيء هو بنفسه..

الآن عرف انها تحتاج الى الثقة.. ان يقوي ثقتها بذاتها .. ان تتحمل مسؤولية اخطائها .. ان تفهم وتعقل.. ان لا تجعل المناعة البشرية تكون لديها منخفضة .. ان تفكر بحكــمة .. اكملت معه الطبخ .. رتبت كل شيء..الطاولات.. وكان وليد معهَا ايضًا ..

الاثنان يتناوبان على عمل كل شيء.. الى ان انتها ..استلقت بتعب معه على اريكة مريحة وهي تقول : تعبت ..
التفت اليها وداعب انفها ليقول : يعطيك العافية .. راتب عن شهر..
ضحكت بقوة وهي تضربه بلوم : وليــــــــــــــد بتنذبح ..
قبلها بقوة وهو يقول : والله أحبـــــــــك ..
ابتعدت عنه وهي تقول : وانا احبك.. قوم يلا خل نجهز .. انا بروح اتحمم .. جهزت لك ملابسك ..
ابتسم وتركها تمشي خطوتين.. قام بلحقها وهو يحملها.. الى داخل دورة المياه :$

فــِي بيت بو ليث .. بينما جَميع أطراف العائلة الصغيرة مُجتَمعة هُناك .. كان بو ريــاض قد عمل وليمة بمناسبــة زواج ابنة أخيــه اسمه على راكان المالك ..
بــداخل المطبخ كانت شوق تساعد امها وخالتها ام ليث في تجهيز المائدة .. وهي تـبتسم بين الآونــة والأخرى .. لأنها لمحت السعادة وروح حيوية تشع من امها التي كانت قبل هذهِ الفرحة يائسة من كل شــيءٍ اسمـــهُ ســـعادة .. شعور جميل انطلى على ملامحِ هذهِ الأم .. الجميع يســعد .. حينمــا تسعد ..
الأم هيَ الطاقة الحيوية التي تبثها فِـي جميع أبناء المَنزل .. هِـيَ طعمُ الحياة .. ابتسامتها العذبة تكيفِـيك لتنسيك كل همومك .. لتبعثر اوهامك بعيدًا .. بعيدًا وجدًا عنك ..كنت أطيل النظر في ابتسامتها .. واسترقُّ السمَع لـشجَنِ ضحكتها العذبة .. كل شيء حولي كان كئيبًا قد تبدل. كل شيءٍ كان أسودًا يومَا ما
قد اصبح الآن ملونًا .. استطيع التنفس بسهولة ..دون غيمة ضبابية تدوس على صدري.. استطيع ان اشعر بالهواء يتسرب الى مسامي .. استطيع ان اشعر ببرودة الاشياء وهي تتسرب الى جسدي.. فقط لأني سعيدة .. لأنّ أمي سعيدة ! .. ووهذا يعني بأن الدنيا بأكملها سعيدة ..
لم نكذب حينما قلنا ان الحب والسعادة يغيران شكل الارض..سعادة اامي تغيران من كل الحالات الفسيولوجية التي حولي.. توجهت اليها بحب واحتضنتها بقوة وانا اقول : فديت الابتسااااااااااامة يانااااااااااااااس ربي لا يحرمني منها ..


ابني فهد فتح عيناه بدهشة وهو يقول : اممممي ؟ اشبك .. طول عمري اعرفك عاقلة ماطلعت حركات الا على تيتة .. فغصتيها حرام عليك..

شوق بضحكة وهي تَزيد باحتضآن والدتهآ : ههههههههههههههههههههههههه ولدي انفجع مسكين.. مالك شغل بيني وبين امي..

ضحك فهَد بقوة : هههههههههههه علاقة امهات .. عوذ بالله !!

ام ليث تحتضن ابنتها وتقبلها : فديتك يايومه الله لا يحرمني من ضحكتم ياحبايب قلبي..

شوق : فديتها ام ليوووث وه لبى الابتسامة ترد الروح..

ام رياض بحب : ايه والله خاطري من زمان اشوف ابتسامتها مثل كذا .. لو حنا ندري كان زوجناك يااسماء من بدري..

ام ليث بابتسامة : بخلي الحزن بالقلب والباقي على الله..بس مو معناها مااضحك.. انا مالي بـ هالدنيا غيركم افرح به من عقب ولدي ليث..

شوق : فديتك يايووومه عقبال ماتفرحي بولدي فهود وتبلغي فيه وتزفيه معرس..

ام ليث بحب : الا عقبال مانبلغ في امه قبل..

تغيرت ملامح وجه شوق وهي تحتضن نفسها وتنظر لخالتها ام رياض.. لكن امها تقول : طالعيني انا .. ايه وش قلت انا ؟ وش فيها لا فرحنا فيك لا هو عيب ولا هو حرام .. الا الحرام ان تضيعي شبابك على الفاضيي..

شوق بعد اقتناع : لا يووومه .. انا ربي عطاني فرصة اجرب وماتمت.. مستــــــــــــــحيل اعيـــــدها .. وبعدين لا تزوجت فهد بيروح لابوه..

ام رياض ببعقلانية : لا مايروح لابوه.. ابوه مسجل بتاريخه انه يشرب من هالخمور واذا رفعتي قضية عليه ولدك يرجع معك وتحت رباك.. وبس يصير عمر ولدك 18 سنة هو بذاته راح يختارك انتي ويحيد عن ابوه..

شوق برفض : لا والف لا.. امووت ولا اعيد تجربة احتمال تنجح واحتمال تفشل.. مابي اعيش على احتمالات.. راح اعاني اكثر من زواجي الاول..

ام ليث تأتي بجوارها وتمسح على كتفها : ليه الانفعال يوومه .؟؟ حد قال انه بيجبرك ؟؟ محــد قال.. بس هم حرام ماتفرحين بعمرك وشبابك..

شوق باندفاع : لااااااااا يوووومة لالااااا .. الله يخليك لا تفتحين هالسيرة علي.. انا راضيي بمصيري ومقتنعة فيه.. وبعدين بنت مثلي عندها ولد كبر فهد ابو عشر سنين اكيد صعب عليها تتقبل الزواج.. وراح اعاني كثير من فهد احتمال مايتقبل زوج امـه .. ماراح اعرض نفسي لتجاارب توديني للخسران..
يومه انا تأدبت وهذي توبه .. انا مــاصلح لزواج..

ام ليث بلوم : يابنت تأدبي وش ذا الكلام .؟؟ وش ماتصلحين لــزواج مازواج.. كل بنت ربي خلقها عطاها مثلها مثل غيرها حتى تتزوج.. وانا اشوفك راعية بيت وواجب وان جاك اجودي وتقدم لك لا ترديه..

شوق بقهر : يووومه تراك تعاقبيني بـ هذا الكلام.. انا خلاص اخذت فرصتي وماعيدها.. وبعدين ليــه تفتحون معي هالسيرة وانا مبسوطة .. لازم يعني يتعكر مزاجـــي؟؟؟ .. ليه تفتحون هالكلام .. هو في احد جا ؟؟

ام رياض : لا يابنتي.. لكن لو كان موجود حطي ببالك انك ماتحطين الرفض اولى خياراتك..استخيري بالرحمن وفكري زين وطمني بالك ماله داعي هالاندفاع ا كلـــه ..

شوق تمسح دُموع نزلت لا إراديــًا : لا .. يحــرم عليـــ..

ام ليث تضع يدها على فم ابنتها وبغضب : اغضب عليك لين ماالقى ربي فيك لحظتها لو تكملينها.. حرام يــابنت ربك بيسائلك يوم القيامة.. يسئل المرأ عن عمره فيما افناه !!

شوق احتضنت والدته وهي تمسح دموعها : لا يـــومه لاتغضبي كله الا غضبك.. بس من حرقت قلبي.. تطلقت من وانا صغيرة والحين مابي اعيد فجعتي الاولى خايفة يوومه يشهروون على بنتك سيف الطلاق..

ام ليث : لاتخافين يابنتي .. صلي ع النبي.. روحي يومه غسلي وجهك واشربي موية .. انا وخالتك نكمل عنك..

خرجَت من المكان .. انطلقت الى حيث تريد ان تكون.. الى حجرتها.. رمت نفسها على سريرها لتفرغ كل شحناتها الغاضبة فيه.. لو لم تكن بشرًا مؤمنا بالله..لقتلت ذاك الذي يعاقبها بـ الهجران وبـ أخذه بين الآونة والاخرى لأبنها.. تذكرت ليث.. عزوتها.. لو كان موجودًا فحسب.. لرفع الاذى عنهاا..
لمنع كل مخلوق من ان يقترب نــــاحيتها.. لو أنت هنا ياليث.. لما ضاع مكــــاني.. لبقيت انا .. مثلما انت.. لقد طلقت.. حينما علموا انك هربت.. وقتلت.. وانت لم تقتـل.. حبــيبي انتَ ياليث ! .. سأصلي لله... لــكي ترجع .. !

فـــِي وسَـط شــوارع الريــاض .. بجوار سوبر ماركت بعد ما اشترى بعض الاغراض لـ المنزل .. وكان سيعود .. داخل سيارته..كان سيضع المفتاح في المحرك.. لكنه سقط.. صار يبحث عنه.. حتى لقــآه ..كانت أخته معــه في السيارة
رفع رأســهُ على ضجة قوية .. ضجــة غير معقُولة .. أشبه بـ صوت " التفحيط" .. حينما رأى المنظر أمامه .. والدماء تتطاير على سيارته .. فتح عيـناه كالمصدوم .. الغير مصدق لما قد حدث.. وصرخت اخته كانت فاجعة ايضًا ..خرج بسرعة من سيارته لكي يرى ذاك الذي مات .. على سيارته.. نزل من سيارته..
استدار الى مقدمة سيارته ليرى رجل قد تطايرت الكثير من اعضاءه في المكان والدماء تسربت بقوة .. ولا أمل من نـــجاته.. من الموقف الذي امامه قد عرف الذي حدث.. عرف كيف مــات .. والذي قام صدمه ..هرب.. لكن الدماء على سيارته.. استغفر ربه وهو يشعر بــ فاجعة عويصة.. الناس بدأت بالتجمهر..
وهو الوحيــد هنَـا الذي لا يعرف كيف يتصرف.. مسك الميت ووضع اذنه على قلبه.. كـآنت آخر نبضاته.. حتى توقفت نهائيًا .. حوقل : لا حول ولا قوة الا بالله..

رفع رأسه ليرى فتاة .. تأتي بسرعة وبلا تصديق باللذي حدث وهــي تصرخ بخوف : عزااااااااااااام .. ياووووووويلي..

وقف على رجليه حتى اتت الاسعاف.. الجميع عرف ان الموجود ميتًا .. يــجب ان يتصرف .. او ان يحسن التصرف.. أخت هذا الموجود كانت تبكي بجوار جثته لا تريد ان تتحرك.. كانت تتحسب وتبكي بقوة.. وحينما نظرت اليه تحسبت عليه.. لم يسمعه الجميع الا هو حينما سمعها تردد : حسبي الله عليك ونعم الوكيل..

ربما كانت تظنه هو من قتله.. خصوصًا حينمـا رأت الدمــاء على سيارته.. نــادى اخته .. لعلها تقوم بحل هذه المشكلة العويصَـة معه.. نزلت اخته لتمسك بـالفتاة وهي تقول : ان لله وان اليه راجعون.. قومي ياختي معي مايصير تبقين كذا الرجال لازم يروح للمستشفى تعالي معي ندق على اهلك ونشوف اللي صار..

صرخت بغضب ودموعها لا تنفك عن مضايقتها : ابعددددددددي عنيييييي..مو كافي زووووووجك داعس اخوي وروحــه علي؟؟؟ وعلى مين ادق ياحســــــــرة .. !!

جُمانة بصبر وهي تقول : لا الا الله .. يابنت ترا والله اخوي ماله شغل.. اللي صار ان الرجال كان طالع وجى واحد مفحط وطير اخوك واخوك جثته كلها على سيارتنا..

الأخرى بغير تصديق وبـنبرة حقد : كل اللي يبي ينفي التهمة يقول هالكلام.. حتى لو صدقوكم خافوا من عذاب الله..

جمانَة بصدمة من تفكير هذه الفتاة : والله ياختي ان سيارتنا ماتحركت.. المفحط جى .. وانتظري التحقيق وبيثبت لك.. قومي يابنت معي ندق على اهلك يجونك وتخبريهم ..خلي الجماعة تمر عشان تاخذ الرجال..

صمتت جمانة تنتظر استجابتها وهيَ تنظر لأخيها سلطان الذي ينظر بحيرة قوية .. لأن الفتاة ليست وحدها من تظن انه هو من قام بصدم الرجل..الجميع هنا الا من شهد الحادث.. حتى اتت الشرطة..
جمانة حـاولت مرار في الفتاة ان تذهب معها لككنــها كانت تشتمها بكره لـها.. اضطر سلطان ان يذهب للتحقيق.. جمانة ركبت في التاكسي بعد حفلة اقناع كاملة لأن تأتي معهم الفتاة.. التي كانت تبكي بنحيب.. وتردد : ضـــاعوا اهليييييييييي ..

حَزنت كثيرًا على هذهِ الفتاة.. حتى لو ان الشخص لا يمت لها بصــلة .. بالنهاية هي ستَححزن.. لأن الفُقدَان هو أسوأ مايعرض له المرأ .. مرض وخيم ..سرطان روحي.. لن تهدأ هذه الفتــاة .. حتى تموت..او تنسى .. وكلما تحدثت معها جُمانة كانت تصررخ .. لكنها تشعر بالضياع .. ضياع لا متناهي ..
لقد رأت أخيها قبل قليل ممددا وميتًا ، أعضاءه منتشلة من قوة الحادث.. مصدومَة وبذات القوة تريد ان تجمع شتاتها.. تشعر بالضياع .. بالضياع فَحسب.. الى ان وقفت السيارة امام منزل واسع.. كانت تنظر للمكان وهي تقول : وين ماخذتني انتي؟؟

جُمانة تمسح على كتفها : تعالي معي والله ييسرها عليك..تعالي واذكري الله ارتاحـي لين ماتوعي..

الفتاة بقهر وبدموع ونَحيب : مابــــــــــــــي انزل معك أبــي أهلي .. آآآه ياربـــــي..

جمانة تمسح دموعها التي نَزلت تعاطفًا مع هذه الفتاة التي تبكي بلا وعي : قلتي لي من اهلك حتى اوديك لهم ؟؟ ماقلتي !!

الفتَاة بألم وشهَقاتُهَــا الحارقة كانت تكوي قلبها بالفعل : كلــهم راحـ..ــــــوا لربك..

مـن داخل المنزل سَـمع الجميع صرخة جمانة وصوت نحيب..الجميع تصلب في مكانه.. توجه ناصر الى جمانة لكنه التفت حينما رأى فتاة.. ورحل.. امه وهيــفاء هم من تقدموا ناحية جمانة التي تمسك بالفتاة التي اغمَــي عليها .. الجَميع في ربكة ..لامجال للحديث..حملوها الى غرفة الضيوف..
الكل في حالة صدَمة وبلا تصديق.. صعب ان يفتقد الانسان احدًا كان يوما ما معه كأبيه .كأمه..كأخيه..ككل الناس في عينه.. من المؤلم ان يرىَ الناسُ ضعَفك .. ان تكُونَ بلا ملجأ تختلِـي فيه وحدَك .. وبنو البَشر يتقاذفُونَك فيمَـا بينَهم .. حتى تحصل على حل وسط .. يعجبهم ولا يُعجَبك..
العائلة ركن صغير وملجأ دافئ نختلي في كنفه حينـما نشعر بالإعياء من هذه الدنيا الغزيرَة .. العائلة مقرٌّ حلُو لـ الذكريات الجَميلة ، عندما نكتب نتقاسم مع الناس بعض أوهامنا وهزائمنا الصغيرة .. لكن حينَـما نكُونَ مع العائلة .. نتقاسم كل شيء صغير ليصبح كبيرًا في نظر والديك .. واخوتك..
اللمّة الدافئة في الشتَاء بقرب المدفأة .. الغداء اليومي الذي نلتم جميعَـنا حول سفرةً واحدة .. ان ننام جميعنا تحت سقفِ بيتٍ واحد .. ما أجَمل العائلة .. وما أقبح فقدانها .. جُمانة كانت تمسح على شعرها بقوة.. رغم جـميع الشتائم التي وجهت لها من قبل هذه الفتاة غير انها تحملتها لانها تعلم مدى
طغيان الفقد على عقلِ الإنسان ومَدى ارساله لـ موجات الشتات في انفسنا الضعيفة .. تسائلت ..اليوم وسط هذه العزلة وهذا الانكسار، هل انتهت تلك السعادات الصغيرة التي كانت طابعنا اليومي؟ هل نسيت أننا كنا نصنع الفرحة حتى في أكثر اللحظات قسوة.؟؟ .. فمــا بالنا بهذه الفتاة ..
المجهُولـة .. الفاقدة .. ام ناصر تأتي بهدوء لتجلس على الاريكة بجوار جمانة لتهمس : شفيها يايوومة شصــاير؟؟
جَمانة بألم : شأقول وش أخلي يايووومة .. خليها على الله بس .. الا سلطان مـاجى ؟
ام ناصر : ابوك واخوك راحوا له .. وراحوا يسألوا عن اهل البنت ..
جمانة تنظر للفتاة وبَرحمَة : مسـكينة والله قطعت قلبي .. الله يكون في عونها ويصبرها..
ام ناصر : الله يقوي قلبها .. لو واحد بدالها كان قتل نفسه من الفجعة..اهلها كلهم راحوا واخر اخوانها يموت قدام عيونهـا ..
جمانة : الله يستر بس..
ام ناصر : تعالي برا خليها تنام.. قومي غير ملابسك خلنا نشوف وش بيصير على اخوك..
جمانة : هيفاء مشت؟
ام ناصر : لا هيفاء تحت
جمانة : طيب..

نَزلت الى الاسفل.. ولا زال قلبها مشغولًا بما حدث.. هَـي تعرف انها لن تنام.. لن تسعفها عينيها لـ الإغماض.. ستتدعي النوم.. ستجربه.. او ستحاول ان تنام .. فـ الذي قد رأته ليس بهينًا ..
لو تغادرُ الذكرى الفؤاد، لو تغادرُ الرّوحُ الجسد، لو يبقى الأمسُ أمساً لا يعودُ ولا يُعدّ .. لو أن الوجع القديم ينامُ لحظةً، وتسألُ الحياةُ الحياة هل من أمرٍ جديدٍ جدّ واستجدّ؟ فتأبى الجِراحُ الرّحيل، ويُفارقُ النومُ جفني العليل، ويصرُخ صوتي البعيد: لا جديد، فالقلبُ أصبح وأمسى لا يعرفُ ما يُريد .. فما مضى ماضٍ يمضي يمضي لا يعودُ ولا يجيء .. والغدُ يا غَدي كم طال انتظارُك وأنتَ لا تسمعُ فتبعُدُ وتُطيل كم تُطيل .. قُل لي هل من وطنٍ لمنفيِّ غدى كالشّريد؟ هل بقيَ الأحبابُ أحباباً والأصحابُ أصحاباً على طول الطريق؟ هل عاد الحُبّ يسكن الحارات فيُضيئها كليلةِ عيد؟ هل يا تُرى ترى في الأمرِ غير الصبرِ و دُعاء الكريم .. أنا ما عُدتُ أرى غير ذلك، أغفو وأصحو وعيني ترقُبُ الفجرَ البعيد.


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-14, 09:21 PM   #20

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البـَارت التــــاسعَ عشر ..

وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،
قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،
أني أعيش كالبشر ،
وأن من حولي بشر ،
وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،
وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،
فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،
لقد هزئت بالقدر ،
يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،
واهتز رأسي وانفجر

# لِــ المتألق : أحمدْ مِطرَ

كَانتْ مصادفَة جميلـة .. أصدقاء جدد وأرواح نتعارف عليها نشعر بأننا نعرفها منذُ زَمن بعِـيدْ , حينمَا يكُون الروتين ممل فجأة ثم يختفِـي المَلل وتحل محله الفرَحة ، تنتشَلنا السعادَة الى محطّاتِ كثييرة فِـي حيَاتنَا .. كانت أجَمل مصادفَة في الغربَـة ..أجَمل بكثير من اي شيء آخر قامت بهِ ..
ابتَسمت لسبأ حينمَا قامت بوضع القهوة والفناجِين وقطَع حلوى محلية قامت بصنعها ثم ابتسمت : حياكم ربي .. من جد فرحت بوجودكم..
عبير بفرحَـة : الله يسلمك حبيبتي .. في هالغربة الواحد محتاج يبني صداقات يغير من روتينه .. محتاج يلقى الناس ويجلس معاهم .. الغربة وحشــة ع القلب
وريف بطَيف ابتسَامة وهي تلتقط فنجان قهوتها : من جـد .. كنت مستهينـة بشيء اسمه غربه هالحين انا عرفت وش معناها !
سبأ بدَهشة : توك جــاية ع بريطانيا ؟؟
وريف : صار لي تقريبــًا 5 شهور من جيت ..
سبأ بابتَسامة تحمل ذكريـات كثِيـرةَ لتقول : حظك .. انا صار لِـي سنين هنا مع زوجي.. اكثر من 3 سنين .. كانت فترة مشؤومــة في حياتي ..
عبير باستفسار : غريبة .. احس الايام اللي تقضيها مع زوجك بالغربـَة تكون من اجمل الايام .. لانها اكثر فترة تعرفين فيها زوجك عدل.. انا ماعرفت فهد الا لما جينا هنا .. من جد محد مسليني بـ هالغربة غيره
سبأ بألم : العيب مو فـي زوجي .. العيب فيني .. ســالفتي طويلة الله يسلمك..
وريف بحب : تكلمي حنا هنا مثل هلك وخواتك .. ؟
سبأ بألم : ماعرف وش اتكلم بــه .. لان مـافي لـكلامي لا بداية ولا نهاية .. معاناة عشتها مع اهلي ونال ضريبتها زوجــي .. لو لا صبره وتحمله ولا كان انا رجعت لمكان ماكنت انوي اني ارجع له ابدًا .. كلامي غامض ومو مفهوم ادري.. لكن بنت مثلي كانت تعاني من ابوها من صغرها..
طبيعي راح تعيش هالتجربة الصعبة .. كان كل ليـلة يرجع ونسمعه صراخه ونشوف ضربه لأمي .. ماكان عندهم الا انا وتوأمي اخوي اللي مات الله يرحمه .. ومامات موتَتة ربــه .. لكن ابوي لانه ماوعى لربه الا وهو سافك دم مسلم .. دم ولده .. انا لما فقدت امي واخوي ماعاد عندي صبر
ابقى دقيقة معه..كل كره العالم صار بقلبي.. حتى اني فكرت اقتله اتخلص منه كذنب..لكني استعذت بربي وهربت منه.. صرت امشي يومين مثل الضايعة .. ولا اعرف وين اروح.. ماوعيت يوم ثاني الا وانا بمستشفى .. وهالمستشفى قربني من وليد ..

وريف بتأثَر كبير كانت دمعتها قد سقطت بلا وعي مع دموع سبأ التي أكملت حديثها مسترسلة : زوجي حاول يلقى لي أكثر من حل .. كنت من اصعب الحالات عنده.. اكتشف وقتها ان المسافة الطبية اللي تفصل بيني وبينه كانت ماراح تـــحل ولا صفر بالمية من حالتي.. طلبني ووافقت .. كنت محتاجة لاي مكان ينجيني من ابوي..
حتى لو كان اي رجال بيعرض علي الزواج وقتها كنت راح اوافق بس احمد ربي انه حطني عند وليـــد .. سافر بي وسكنني ببيت واسع وفيه حديقة خضراء حلوة حتى انسى كل شيء.. حاول معي .. عزلني عن العالم بطلب مني .. كنت اجن فجأة واصرخ مثل المجنوووونة .. كنت احاول الانتحار من كثر ما استوعبت صدمة فقدان اهلي بسبب شخص منهم ..
كرهت حالي ووكان هو الملجأ الوحيد اللي معي.. ماهدى بالي الا يومــني جيت هنا .. انتقلنا لحي مدني وريفي مثل كامبريدج .. اكثر شيء حبيته نظام البلكونات اللي يخليك تتأمل العالم كله .. بعينك ! .. شوي شوي لحد ماتحسنت نفسيتي ..

عبير أيضًا لم تنفك عن البكَاء .. او الدموع مع حديث تلك التي وضَحت معاناتها بحروف تعبيرِية قاتلة .. صريحــة ومجازيَة .. همست بسعَادة : الحمدلله يارب ان ربـي عطاك رجال اجودي مثل وليــد .. الله يهنيك ونشوف اطفالكم يمشون وراكم..

سبأ بابتسامة وهَي تمسح دموعها : آمــــين .. ونبلغ ياربي بـ وريـف ..

وريف نَظرت اليهم بخَجل : أنا ؟؟

عبير بضحَكة : هههههههههههه ايه انتي اجل انا ؟؟ مو احسن انك تطقينها وتتزوجين معانا .. لاحظي كلنا متزوجات الا انتي العزباء.. يعني ماناخذ راحتنا بالكلام الى اذا ثلثنا " ثلثنا بـ معنى تزَوجنا ثلاثتنا "

وريف بقهَر : يعني قصدك اقوم عنكم .. صدق ماعندكم حياااء..

سبأ بضحَكة : ههههههههههههههههههههه ياويلي على اللي يستحوون .. يارب نشوووفك عروس قولي امين..

وريف بابتسَامة : تو الناس ماني متفرغة حق زواج هالحين..

سبأ تَنظر لعبير : اجل تعالي عبير مالنا شغل بالعذارى ..

وريف بنرفَزة : عوذ بالله انا ربي مايطيح حذي الا عندي شين الملايح .. ويومن اجلس جنبهن مايطيحون الا بسوالف الزواج ..

عبير وسبأ ترددَت ضحكَتيهما بالمكَان على تعبيرات وريف : ههههههههههههههههههههههههه هههههههه

وريف ترتَشف قهوتها وهي ترَى سبأ وعبَير قد دخلتَا فِـي سوالف خاصّة ، وبدَاخلها نيران مشتَعلة تريد الاستَماع .. فضلت ان تسرح بعيدًا عنيهَما .. رغم ان عبير وسبأ على علم بمَدى فضول وريف الجَهنمّي ! .

الآن، ماذا لو قررت أن أبتعد عن كل شيء؟ أن أعيش العُزلة وحدي .. لا أحد يصِلُني ولا أصِلُ أحداً. وماذا لو تركُتني وسط الجميع وحدي؟ أعيش عزلة بينهم؟ لا أُبالي إن كنتُ على ما يُرام أم لا .. ماذا لو أكملتُ المسير في هذه الحياة بقلبٍ مكسور، بروح مُهشّمة و ذاكرة تترنّحُ تعباً؟ لازلتُ أعيش كما يبدو، أليس كذلك؟ فلأطمئنّ إذاً. رُغم ذلك كلّه، لازال لديّ إيمانٌ كبير بأن ثمّة عوضٌ قد يصادفني أثناء مسيري، وأعلمُ بأن ربّي سيجبُر كسري ويُرمّم انكساري .. ويوماً ما .. يوماً ما سيكون كل شيء على ما يُرام.
يومًا ما سأعيد ترميم ذاتِي المفتَتة ، وأقف بوجُوه الجَميع .. كفتَـاة قوية ليست متضائلة ، مالذّي زجنَي في حجرة قاتلِـي أخي ؟ ، انهـم وحوشْ يحاَولون رَشوتِـي وإرضَـاء مصيرِي .. لا لستُ كذلكَ بتًاتا ، لو كان السواد ليس مجردَ لون .. لو كانت الدموع ليست مجرد تعبير مجازي عن الحزن .. لو كانت الذكريات ليست مجرد سكاكين تَهرشُ قلوبنا .. وتتخبط في صدورنا .. لو كانت الابتسامة ليست مذبحَة استقلالـية .. لو كانت الفرحَة ليستَ كـ فتحًا اسلاميًا .. لكنت على مايرام .. لابتَسمت في وجَه العالم وقلت له انا بخير .. فلتَرتحَ !
لكن مصيري ليس مذهبًا بـ الذهب ، ليسَ مزينًا بورود الفل والياسمِين .. مصيري قبرًا يزورهُ ناسًا أجهلهم .. يعزوني بفقدَان العائلة .. لقد رحلوا .. بقيت انا .. انا وحدي .. مع العَالم .. هل سأصبر ؟ هل سأموت .. ؟ هل سأتزوج وانجب اطفالا واعيش حياة روتينية مملة دون احساسي بوجود أم وأب معي .. وماذا سيحدث حينما أتزوج ؟ هل سأزف نفسي الى عريسي.. وحنيمَا أكُونَ حبلى .. هل سأعاني لوحَدي دون امي .. لن يعلمني احدًا ماذا افعل .. لا أحـــد .. لم يبقى أحدًا هنا الا انا وصدَى صوتِي .. ومن ثمّ .. أشحَتُ برأسي حينما رأيتُ تلكَ التي تدعَى " جمان " تدخل الى المكان وهي تحمل صينية اسطوانية الشكل .. معدنية يقف عليها فطوري مع كأس تستوطنه ورده توليب بيضَاء ..
انها وردة التعزية .. وردَة اللامبَالاة ، ضَحكت ساخرة وأشحت بناظريّ الى الجَدار .. تقدمت الي وهي تقول : صباح الورد ..

لم أرد ، كان الرد هو الصمت ، وهي فهمتَ مايقصدهُ صمتي .. ثم ألحّت بمرح على ردي وهي تقول : مافي صباح الخير لنا ؟؟ .. طيب مو لازم ياحلوة تصبحين علينا اهـم شييء انا صبحت على وجهك الحلو .. الا وش رايك تذوقين طبـخي .. اي اعترف ماهو طبخ شوية لقافة بالمطبخ .. سويت لك ساندويتش وشغلات البنات اللي انتي تعرفيها مو ؟ .. ليــه بالله مـــا تذ ....

قاطعتها بغضَب وانا اقول مقتضَبة : والله يا أختــي تراك تتعبين نفسك .. شيلي الصينية وكليها انتي وعليك بالعافية .. السؤال اللي يطرح نفسه .. ليه جايبتني هنا ؟؟ مو انا عندي بيت لازم ارووحــه ..

جمانَة بأسلوبَها المرح : واذا ؟ .. ليه ماتجلسين معنا ولا حنا مانتقابل..

بنبرَة غاضبَة : ابدًا .. قاتلين اخوي مايتقابلون مع ناس اشرف واطهر منهم..

جمانة بقهَر : ومن قال حنا قاتلين اخوك ؟؟ .. قبل ماتتهمين الناس كان تأكدتي .. يابنتي من الصباح وانا افهمك ان هذي ارادة رب العالمين.. والتحقيق لازال جاري على المفحط وراح تتأكدين بنفسك ان حنا مو قاتلينه ..

أجابتَ بغضب كبير وصوتها قد على تدريجيًا : اذا بعـــــــــــيونــــي شفته بتنكريـــن ؟؟؟ .. مين اللي دم اخوي على ثوووبه ؟؟ ميــــــن .. مو اخوووووك ! ..وبشريني .. مسكته الشرطة ولا باقي ؟؟ .. اووه الحمدلله خله يبقى ينقع هناك يناسب الناس المعفنين امثاله ..

جمَانة بقلة صبر وهي تستغفر : استغفر الله اسمـــعي يـــــــــا ....

ابتَسمت بانتصار حينما شعرت بأن اسلوبها القاسي جرح مشاعر جمانة وهي تنطق : يا رؤَى !

جمانَة بقهر : ايًا يكن .. لازم تحترمين انك موجودة بمكان محترم وان اهل البيت عمرهم ماتلطخت يديهم بالحرام .. ودم اخوك ماهو برقبتنا ..

رؤَى بألم ودموعَها في عينيها : لا تنكرين شيء شفته بعيوونــي .. يابنت خافي ربك .. انتي تخافي على اخوك انه يدخل السجن.. على حساب اخوي اللي مات بسببه..

جمانة تعاطفت معها ولكنها استغفرت : استغفر الله العلي العظيم .. ماراح اكلمك الا لما تهدي وتراجعي كلامك .. مهما يكن لو اخوي قاتل يستحق القتل .. ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب ..

خَرجت من المكان امام دموع اروى وشهقــاتها المحروقَة ، نَظرت الى المكان بألم وهي تشعر بوحشَة عظيمة كل مافِي حياتِي قدَ طفَى فوقْ عصارةِ ألامِي ، لا الزمَانُ زمانِـي ، ولا المَكانُ مكانِـي .. الدنيا المسكينَة تلفظنِي ، تلفظ التائهين امثالي.. المترقبين لفجَر الخلاص. العاكفين على البكاءِ المشدُوه .. الحائرِين من دَهشةِ الليلِ الحالكِ ، لا احد يريدَ ان يبقَى معي ، لقدَ رحل الجَميع ، لقد اصبحتُ ارملَة السعَادة ، انجبت مني طفلَة بكاءّة وماتت هي وطفلتِي ، يجب ان اخرج من هذا الضباب الأبيض ، يجب ان امسك غيومُ الدخان وارميها بعيدًا .. يجب ان اكون انا .. كاملة كاملة .. لِـي لـوحدي .. دون ان ينهشنِي احد .. وهل انا الا حمامَة طائشَة .. تنتظر موسمَ هجرتها لتركلها الاحلامُ بعيدًا الى الوطن .. انا لم اجد الوطن .. لم اجد الاهل .. ولم اجدني بعد .. رحماكَ ربِـي .. كنَ معي ..

فِـي بيت بو ريَاضْ , السَاعة 10 ليلاً ، كانت تجلس مع زوجها لكن هنالك ما يشغل ذَهن الإثنينْ .. كلاهما يفكران بِـ رجل وأخته ، مشعل ووريفَ . كانت ليلة شتوية غريبة .. ملتمين هو وزوجته ووالدته على الشَاي في الحديقة الخارجيَـة البسيطَـة . وكـآن
كلَّا منهمُ يفكَر فِـي همّه .. العيون تَسترسل فِيما بينَها ، تفهم لبعضَها البعض ، لكنها لا تحتجُّ على الصمت الوخِيم ، وكأنها تنهشُ الصمت ، تشربهُ فِي جرعَة واحدَة ولا يرويها .. وتطلب المزيد .. الصمتُ كان قاتلاً بـ الفعل .. انـها ليلَة شتوية غريـبَة .. محملَة بأشياء غير مفهومَة ومبهمة ..
اشياء لا نستطيع نحن البَشر للوصول الى تحقيقهـا .. كان هذَا صعب جدًا .. ان يجلسون حول الصمت ويتوازعونه .. دون ان يبنس اي منهم ببنت شفَة .. صوت " الراديوا" مفـتوح على صورةَ البقرة .. تشغل يوميا في هذا المكان .. تطرد الشيياطين وتكون سوارًا بفضل الله على اهل المنزل ..
القرآن ربَيع مخضّر ، لا صيف له .. لا شتاء له.. انه مجرد موسم واحد فقط .. كله ربِـيع .. منذ ألفُه حتى ياءهُ .. فهذهِ العائلة الصغيرَة لا تقوَى بتاتًا على هَجرِ قرآنهَـا .. قَطع الصمت رنَة هاتف قطعت ضجيج " الصمت " .. واخرجت الجميع من دَهشة الحيَارَى ..!
لِـ يرد ابو رياض : هلا والله ..

سَمع صوت مرح ويتخلله الفرح : ابووووووي.. يافديتك والله وحشتني يابو ريــــــــــــــاض وحشتـــني..

بو رياض بابتسامَة : ههههههه كيفك يابوي وش مسوية بدراستك ..؟؟

وريف بحب : عنبوها يوبه اهم شيء انتم اش اخباركم ..

بو رياض : كلنا بخير نسأل عنك .. خليك مهتمة بدراستك يابوي انا ماطلعتك انتي وشمعل للـخارج الا عشان الشهادة ..

وريف ببتسامة : لاتخاف يووبه قلت لك اني قدها .. ومشعل بعد ..

بو رياض : تبين شيء محتاجة شيء ارسله لك فيدكس ؟

وريف بـحب كبير : ايــه .. اذا تقدر ترسل جدتي وامي وترسلل حالك معاهم فيدكس مابقول لا ..

بو رياض : ههههههههههههههههههههههههه هههههه .. لا يوووبه مايصير نترك عيال عمك وانا الوصي عليهم..

وريف : الله يحفظك ..

بو رياض : وين فيه مشعل .. خليه يجي يكلمني..

أبعَدت سماعَة التلفون عن اذنها وهي تنادي لِـ مشعل : مشـــــــــــــــعل .. مشعـــــــل..

تقَدم مشعل وهو يقول : ايش فيه ؟؟

وريف تمد له سماعة التلفون : البابا يبيك ..

التقط السماعة وبشوق وهو يقول : هلا يوووبه ..

بو رياض : هلا فيك يوبه شخبارك ؟؟

مشعل بحب : الحمدلله يالغالي ..كيفك وكيف امي وجدتي عساكم طيبين ؟

بو رياض : كلنا بخير.. ها يووبه وش مسوي في دراستك ؟؟

مشعل : الحمدلله يووبه الحمدلله .. نحمد ربي ونشكره

بو رياض :
لاتقهرني فيك ولاتضيع سبيلك..حط ربي بين عيونك..
وارجعلنا بخير وسلامة..

مشعل ابتَسم بشوق لوالده : ان شاء الله يوبه راجع لكم بخير وسلامه .. وان شاء منت مقهور يابو رياض..

بو رياض بحَسرة : كنك لقيت ولد عمك ليث هاته معك ..

مشعل بألم : امرك يوووبه ..

بو رياض : انتبه لاختك ..ياويلك لو تغفل عنها يامشعل ماراح اسامحك .. انتبه لها وانتبه لحالك..

مشعل : امرك يوووبه لاتخاف..

بو رياض : خذ امك كلمها وكلم جدتك ..

كّلم والدته ، وجدته .. كان صوتيهما كافيَان لازالة همومـه .. لم تمتد مدة المكالمة لأكثر من ربع ساعة .. حتى اغلق الخط .. واستلقى على اريكَة الصالة وهو ينظر للتلفاز بسرحَان .. جميعهم يوصونه على لقيـاه.. ان يرى ليث.. بينما هو الوحيد الذي يوصي نفسه بأن لن يضيعه ..
لأنه وجده .. دون ان يعرف مكانه.. يحتاج الى اثبات براءته .. او ستنكشف رؤيا ادانته.. انتبه من سرحانه وهو ينظر لعربة الاكل تأتي بها اخته وتقول : يلا مشعل قوم تــعشى ..

ابتسم لها وجلس يأكل معها .. سارحين كليهما بذهن الرجوع .. مع من يريد الجميع رجــوعـــه ..

وأحنّ لاهتمام الأصدقاء، لسؤالهم عنّي حين أغيب وفرحتهم التي تغمرني وتبدّد كل ما بي حين أعود. أشتاق لأحاديثهم والليالي التي كانت لا تنقضي والساعات التي تمرّ بسرعة عجيبة دون أن نشعر. هذا المكان مليء بالكثير من الذكريات، الحلوة والمرّة، يخنقني أحياناً لأنه لم يتغيّر فيه شيء أبداً، نحنُ الذين تغيّرنا. هل نهرب من الأمكنة التي تصيبنا بالألم لأنها فقط تذكّرنا بلحظات لا تعود ولا تتكرّر؟ أم نعود إليها ونسترجع فيها كل أيام الانتظار والأشياء الجميلة التي مضت، الرسائل الطويلة، الحب الذي كان ينتشر هنا كما لو أن العالم فجأة أصبح وردياً حالماً سعيداً، أشتاق جداً لذاك العالم، يوم أن كنّا أصغر، يوم أن كنا لا نعرف كيف نُخفي شيئاً، يوم أن كنا أكثر براءة وأكثر تعبيراً عن مشاعرنا!
زمنٌ طويلٌ مضى، والروح بداخلي تتقلب بين حزنِ وألم، ضعفت كثيراً واستسلمت لضعفها، توقفها الكثير من الإشارات التي تعبر بها لكنها تصدّ عنها غير آبهة، غير مكترثة لما يحصل .. كانت تضحّي بكل شيء من أجل لحظة حالية لا تتسع وتنتهي فور ما تنتهي متعتها .. كانت تظن بأنها ستسعدها لفترة أطول قليلاً، وكم أخطأت، كم أخطأت.
روحِـي المَسكينَة ، لم تنفك عن مضايقة حواسي .. انها فوضوية جدًا وعابثة ، عابثَة ومتمردَة على رجلٌ ملتهَب مثلِـي .. فقطَ سينتهَي الحنِينُ حينمَا أبددُّ كل مشَاعري المبلدَة ناحيَة السراب ، سأبتَسم .. لا ضير في الابتَسامة ، هل يشنق الانسانُ حيًا حينمَا يبتسم ؟ لا ! اذا سأبتسم .. سأكُون منطقيًا .. ان كنت قد جعلت الحزن هو احد اربابي فأنا كافرٌ بالله .. كافر بايمانِي .. سأفرح .. سأكون لـ نفسي ما اردتُ أن اكون .. أردتُ ان اكونَ مهندسًا معماريًـا .. شهَادتِي .. اتذكر اين وضعتها .. في درجَ كومدَينة خشبَية بجانب سريري.. لابد وان الغبـار قد غطاها .. لابد وان كل شيء قد تسرب اليها.. اعلم انها تسعل.. متضايقة من خذلاني لها.. منن وضعي لها في درج من المفترض ان لا تكون فيه ..!
ماذا لو قررت ان أتــزوج ؟ فمن سأتزوج ! ، من تلك تعيسَة الحظ التي ستكون ملكِي تحت اعشاشَ رحمتِي ، من تلك تعيسَة الحظ التي ستكونَ بمثابة قبرًا يحتضنني .. أرمي عليها كل يومٍ من ياسميناتِي .. وارش عليها بماء رحمتي.. من تلك .. من هي تعَيسة الحظ .. ومن انا ؟ هل أصلح ان اكون زوجًـا .. وابًا .. وجدًا .. وشخصًا ميتا لم يكن بالحسبانِ انه قد خلق ؟ .. استغفر الله... ربما امثالي لا يصح لهم ان يعيشوا حيَـاة مثالية كتلك التِي في الروايات .. ربما يجب علي ان اقيس المعاناة واضعها مع السعادة في كفة ميزانٍ واحدة .. ولننظر اي كفَة في النهاية سترجح ؟ .. اتحدى سعادتي .. لست مجنونًا .. انا انسان يتحدى سعادته لكي يسعد .. لستُ مجنونًا بالفعل .. ماذا لو قمت بتغيير روتيني اليومي.. ؟
لو قمت بتغيير هذه العزلة الغبية التي انخرط فيها .. يجب ان اعيش كإنسان طبيعي متكامل .. ان لا اناقض ذاتي بـ ذاتي.. سأنظر حولي .. لقد اعطاني الله اشياء لا احصيها.. فلمَ اتركها؟ .. خطرت في بالــي فكرة .. فكرة غريبة .. بالطبع ليست غريبة على الناس العاديين .. لكنها غريبة على شخص " غير مثالي " .. مثلي تماما ..هناك صالة كبيرة بجوار الفندق.. صالة رياضة.. ومسبح .. واشياء متعددة حولي.. ربما تزيل السلبية الوخيمة التي سكنت عقلي .. هل يحتاج الانسان ان يطفأ زر الانسانية كي يعيش .. هل ياترى سأكون شخصًا غير مبالي بـ رجوعي او عودتي .. هل سأكون ضحية هذه الدوامة .. ربمـــا .. لأعيش كإنسان منطقي ..هذهِ الأيام التي نعوّلُ عليها كثيراً .. كفيلةٌ بأن تغيّرنا .. تُبدّلنا إلى أشخاص آخرين ، لم نكن لنتعرّف عليهم قبلاً .. قد نعيشُ فيها لحظات فرحٍ مؤقتة وزائلة .. قد تُخفّف علينا بعض الوجع والحُزن .. قد تُبدّد ألم البُعد .. و ندّعي فيها بأننا تجاوزنا الماضي ..

قمت من مكاني .. توجهت الى حقيبة ظهر خفيفة وضعت فيها ملابس سباحة .. نَـزلتُ الى الاسفل .. والى صالة المسبح نزلت .. صادفتُ الدكتور وليد كان ايضًا متوجَه الى نفس وجهتي وهو يقول : حي الله يوسف ..
ابتَسمتُ له وأنا أرد وأصافحه : حياك ربي .. وين ع المـسبح ؟
هز رأسه وهو يقول : ايه .. صار لـي مدة ماسبحت بـ مسبح كبير مثل كذا ..
ليث يهز رأسه وابتسامة جانبية تداعب شفتيه : نفس الحال .. قدها ولا اشيلك بالماااء ؟
ضَحك وليد : ههههههههههههههه لا كل شيء ولا شوطك يالذيب..
ليث : لله تعرف تطب انت ؟
وليد بثقة : اكيـــد ..



وضعَ الاثنان حقيبة الملابس على كرسي خشبي باللون الابيض ممدد امام المسبح .. كانت الصالة خاليَة من الجَميع عداه هو ووليـــد .. ابتعَدا الاثنان مسافة عن المَسبح .. ثم قفزا بقوة الى الماء .. كان الماء يداعب روحَ كليهَما .. يفرغ عن طاقَةٍ جامَة كانت تسكنهما .. ليث يشعر بأن كل الهم طفى معه على سطح الماء .. والسعادة كانــت تختلجه بطريقة غير متوقعة .. ووهو يسبح ..
وليد بين الماء وهو يتكلم : وش شعورك يومك نزلت بالموية ؟
ليث : شعور ماينوصف.. لان لي فترة ماسبحت بـ مسبح كبير مثل هذا ..
وليد بدهشَة : غريــبة مع انه تحتك !
ليث : مدري صاير اتردد بالنزول .. محد معي يشجعني..
وليد : ههههههههههههه قصدك تخاف لوحدك ؟
ليث بثقة : ماخاف الا من اللي خلقني.. مايخوف المااي
وليد :حتى عندنا حنا بعلم النفس ان السباحة تغير من نفسية الشخص اللي يسبح اكثر من مية وثمانين درجة.. الله خلق الموية مو بس للشرب.. الموية تبرد القلب وتصفي عقلك ..
ليث اتسعت ابتسامة جانبية ارتست على شفتيه وهو يستند عند حـافة المسبح ووليد معه : انت طبيب شررعي ؟
وليد : لا انا استشاري.. دارس تخصصين طب نفسي وطب اشعـة .. لكن الطب النفسي هو حياتي..
ليث : وش المعنى ؟
وليد : الطب النفسي مو بس خدممة انسانية مثل كل اقسام الطب.. الطب النفسي خدمة روحية .. معنوية بشكل ماتتصور وثاني شيء جمعني بأشخاص ماقدر استغني عنهم بحياتي..
ليث : الله يوفقك ..
وليد : كم صار لك من جيت هنا؟
ليث لف وجهه ثم ابتسم بسخرية وعاد ينظر الى وليد : فترة طويـــلة ..
وليد : وماعندك احد ؟
ليث : بلى عندي ارض وسماء وطيور..
وليد بضحَكة : ههههههههه غريب ..! انا اقصد من اهلك..
ليث وهو لا يريد ان يتذكر اي شيء سوى طعم السعادة : عنبو بليس انت من متى متعلم الحن .. فهد كل من قابلت احد قدامه حرضه علي
وليد : ههههههههههههههههههههههههه هههه .. حليله فهد فهمنا طبيعة كل شخص فيكم..
ليث يمرر يده على شعره : الله لا يطيح مسلم عليه ..
وليد : انت ليه ماتزوجت ؟
لـيث صمتت طويلاً .. كان من المفترض ان يرد حينما طال صمته لكنه اردف قائلاً : افكــر اني اتزوج عن قريب..
وليد : لاتقول بريطانية تراها ما تنعشم .. خلك اجودي واختار سعودية..وان كنت تبي اخطب لك انا اخطب لك..
ليث ضحك مِن تفكِير وليد : ههههههههههههههههههههههههه هههه وش لي ببنات الحرباء .. اترك بناتنا واروح عند هالبزارين ؟ .. لا اختياري واقع على سعودية..
وليد : الله يوفقك.. مثل ماقلت لك متى ماحتجتني انا عندك..
ليث يبتسم له : ماتقصر..

خَرج من المسبح وهو يلف منشفة على خصر ويضع منشفة صغيرة اخرى على كتفه ، ووليد بنفس الطريقة .. تناولا حديثًا مطولاً .. بالفعل كان حديثًا شيقًـا .. ولو كان وليد يعرف ليث سابقًا .. لانتبه لصفة اللامبالاة .. اصبح مهملاً لشيء ما ... وهو ان يرى نفسه من جديد ويعود.. او غير مكترثًـا .. فقط يريد ان يسعد .. وكيف له ان يسعد ؟ دون ان يجد نفسه .. اوهل من المعقول ان يقع فـي خطأ فادح جدًا مثل هذا ؟؟
ارتدَى ملابسه وصعد الى الفندق.. وتوجه الى بلكونــته .. وضع يده على خده وهو يسندها على سياج البلكونَـة .. ارتست على شفتيه ابتســامة واسعة .. وهو ينظر الى بلكونتــها .. لا يعلم تمــامًا بأنه شخص غير طبيعي بـ هذا اليوم.. شخص لم يكن يومًا ليثًا .. ولا يوسف.. ولا عزام ... ولا احدً ..

أن تجلس هكذا بصُحبة الفراغ، ليسَ أمراً رائعاً على كل حال، قد يكونُ كذلك أحياناً .. لكنهُ ليس كما يبدو عليه .. أن تشعُر بهِ وهو يُنصت لكل ما تهذي بهِ في عُزلتك التي تصنعُها بنفسك .. ثم تُديرُ رأسك وتلتفتُ هناك، لتجدهم جميعاً – وفجأةً – حولك .. ولكنهم لا ينظرون إليك .. بل ينظرون خلالك .. يعبُرونك .. يتجاوزونك .. وتعلقَ رائحتهم .. صورهم .. أشكالهم .. كلماتهم وابتساماتهم .. وكل شيء، في ذاك الجزء من الذاكرة .. في وسطها تماماً .. ومهما حاولت أن تُهمّشها .. تعودُ إلى حيثُ كانت. يؤلِمك كيف لا تتشبّث بك أياديهم .. و لا تلتقي أعينهم بعينك التي تُتابعهم أينما كانوا .. ولا يسكنُ قلبهم ما يستوطنُ قلبك بكل شيءٍ يتعلّق بهم ..
هيَ هذهِ الحيَاة حينمَا تكُون مـغتربًا ، لا مَع نفسك ، ولا مَع اهلِك ، انكَ مع مستَقبلك .. تجلسُ وحيدًا وتخاطبه .. تتذمر منه بعنف .. تريدُه ان يسرع .. ان تخلص هذهِ المسيرةَ الطويلة .. فتَاة متذمرة مثلي ومتمردة .. وغيرَ صبورة " وأعترف " لن تجدي معي هذه المسافة الطائلة .. كنت اجلس على طاولة امام بلكونتي وانا استحضر دروسـي .. لدي اختبار نهائي في مادة من موادِي الصيفية التي ادرسهاا .. كنت منهَمكة تماما لما بينَ يدي .. ومع كل صوتِ سيارة او صوت طفل او صوتِ حافلة ، اطل برأسي الى الاسفل واجد ان الناس تعلق معي ذكرياتهم وتدخل خخلالي وتتجاوزني دون رحمَة ، وانا ابتسم والغربة تكشر عن انيابها .. وابتسم وتظل تكشر عن انيابها.. واعاندها وتعاندني .. ولا نعرف من سيهزم الآخر ..
أحسستُ برعشَة في جسدي .. رعشَة غريبة جدًا .. ربما لأن الشتَاء طال .. ومع طول مدّته تزداد قسوته على ابداننا .. كانت قهوتي قد تجمدَت .. كرهت اكمالها .. رحت ارسم اشكالا في فضاء صفحتِي البيضاء التي امامي .. ارسم خطوطًا وملامـح .. لم افهمها .. ولم تفهمني.. تجسدت بصورة ظل انسان .. ربما رسمت نفسي..وذاتي.. ربما افرغت فيها عن طاقتي.. الملل الوخيم يجردني من كل شيء.. حتى من عقلي.. الرعشَة تتكرر .. وانا استائل .. مالسر في ذلِــك .. واقوم .. وتتكرر .. تقدمت الى سياج البلكون .. لمحت سبأ تلوح من نافذتها لي وهي تقوم بنشر الغسيل .. ابتسمت لها ولوحت لهـا انا كذلك.. هناك من يراقبني .. لكني لم اركز جيدًا .. لكن الرعشة لازالت تحملني.. رفعت انظاري اليه..
في النافذة العلوية .. فوق نافذة سبأ .. كان يقف.. يداعب كوب قهوة في يده ويبتسم لي .. لقد خفت .. خفت كثيرًا .. ابتسامته غريبة .. ارتعش جسدي جدًا .. انه ليس ليثًا .. ارتجف جسدي ولكني لمحت سبأ وهي تشير الى اذنها بمعنى انا انتظر اتصالك.. رفعت هاتفِـي واتصلت بها وانا اراها تتحدث من بلكونتها : هلا والله ..
ابتسمت لها رغم خوفي وتوتري الذي ازداد من نظرته لي : هلا فيك ..
سبأ بابتسامة : شعندك .. واضح انك تذاكرين
وريف تغلق بلكونتها فقد شعرت بالضيق من نظراته وهي تجلس على الكرسي والطاولة وتغلق الملزمَـة بتذمر : ايه خلصتها .. وطلعت روحي معاها ..
سبأ : هههههههههههه.. طيب شرايك نفرفر شوي .. قسم بموووت من الطفش..
وريف بخبث : غريبة وليد وينه عنك ؟؟
سبأ بخجل : طالع من الصباح قال بينزل المسبح تحت وبعدين بيروح كم مشوار وبيرجع..
وريف : ايــه كويس .. وين تبينا نفرفر ؟
سبأ : بعد وين مافيه الا هالحديقة الناشفة والكوفيهات اللي قبالنا ..
وريف : بستأذن من مشعل واجيك..
سبأ : لاتطولين انتظرك..
وريف : طيب..

توجَهت الى مشعل الذي لم ينتهي من مذاكرة ملزمَته الطويلة وهو يقول : مشـعل .. طلبتك قول تم..
مشعل : سمي وش بغيتي ؟
وريف : ابي اطلع مع زوجة وليد شوي ..قسم طفشت من هالمكان..
مشعل : لحالكم ؟؟
وريف " توهقت" : بس الحديقة الجانبية ..
مشعل : لا انا بنزل معكم.. جلسوا انتم بالحديقة وانا بجلس بعيد عنكم .. طلعة لحالكم كذا ماينفع ..
وريف بابتسامة : طيب قوووم يلا بسرعــة
مشعل : الحين ؟؟
وريف : ايه الحين الحين ..في هالدقيقة وفي هالثانية..
مشعل : هههههههههه ياليل ياقلق البنات..
وريف : يلا قوم..
مشعل وقف وهي اخذت حقيبة الظهَر معها ونَزلت مع مشعل.. اتصلت على سبأ التي قالت : هلا وريف وينك ..
وريف : هذا انا تعالي مشعل بيجي معنا بيجلس بعيد عنا بس لا تتأخري..
سبأ : كاني انزل من الدرج الحين..

نَزلت من الدرج لتلمح من بعيد مشعل واخته .. تقدمت ناحيتهما وقامت بالسلام.. رد الاثنين التحية ثم توجهت مع وريف .. جلسوا في زاوية معينة ومشعل على كرسي بعيد عنهم .. انخرطت الاثنتين في حديث مسبر.. طويل جدًا .. العلاقة بين الاثنتين قد تطورت .. الى مراحل وطدتها الغربة في انفسيهما .. الحل الوحَيد لبعثَرة الملل.. هي الصداقة .. الروتين المختلف.. وويَحِـي من عينٍ تراقبها تريد ان تحرقها بالنظر .. نظرة مختلفة لم تنتبه لها .. لم ينتبه لها الجميع .. عدَاه ..
لماذا العشق يحمل في عينيه دائماً تلك النظرة التي يملؤها الألم والضنى؟ بينما تجد السعادة طريقها نحو قلوب الأصدقاء والمحبّين؟ ألا سبيل للعشّاق أن يُسعدوا؟ أن تضلّ السعادة يوماً ما طريقها وتجدهم؟ هل علينا أن نربّي أرواحنا على عدم التعلّق؟ كان علينا أن نُربّيها ونحميها جيداً، أن تكون ثقيلة لا تعلق بأيّ شيء، وتكون خفيفة كالهواء تمضي، تمضي دائماً دون أن تلتفت، كان علينا أن نعلّمها كيف لا تتمسّك بمن يعذّبها، كان عليها أن تعرف أنها يجب أن تعود لمن لم يُفلت يوماً يدها .. هو الأحقّ بها، هي له
فِـي الأسفل .. لقد وجدتني بالاسفل .. على مقربة 3 امتار منها .. لقد تمردت .. لكني تقدمت .. مشعل هو احتجاجي للبقاء .. لا ضير في ذلك .. لمحتها تنظر الي بصدمة .. لم استطع ان اخبأ ابتسامتي او اتظاهر بذلك ..كنت قد جلست على كرسي مع مشعل .. حتى مشعل مصدوم من ابتسامتي ..ماذا ؟ الدنيا لم تستوعب سعادتي ؟
حينما نبدأُ بالانغماسِ في هذه الحياةِ التي نظنّ بأنها ستُنسينا ما نرُيدُ أن ننسى .. ننشغلُ بمادّيّاتها و توافهِها .. و نغرقُ بأشياء ظاهرة ، قد لا تحتلّ أيّ حيّز في داخلنا .. نغفلُ حينها عن شيءٍ .. عن شعورٍ هو كل شيء .. وهو ما يعني لنا الكثير في هذهِ الحياة. كم نحتاجُ أن نجلس طويلاً معنا .. و ننسى ما يُحيط بنا لبعضِ الوقت .. نرتّبُنا .. نسمعُنا .. وندخُل في صمتِ الهدوء .. ونسكُنُ وسطَ السكون. كنتُ أتخيّل نفسي دائماً .. أجلس في كرسي صغير .. وطاولة صغيرة أمامي .. يشغُلها كوبُ قهوةٍ كبير .. ودفتر ضخم .. أُحدّقُ بصفحتهِ الأولى الخالية من السطور التي سأكتبها لاحقاً .. ربما الآن .. وسط هذه الفوضى التي تحيط بي .. وسط كل هذا الضجيج الذي يعلو ويعلو ولا يدعُني أن أخطّ حرفاً واحداً في دفتري هذا .. أجلسُ هناك .. في زمنٍ توقّفتُ فيهِ أنا .. بينما كان الجميعُ يركضُ حولي دون أن ينظر أحدهُم لتلك التي تجلسُ وحيدة .. يستضيفُها الفراغ و يحتضِنُها .. يُشاطِرُها قطعة الكعكِ التي لم تقضِم إلّا طرفها .. وأبعدتها عنها .. يستمعُ لثرثرتها مع كوبِ القهوةِ الذي بين كفّيها .. ويحثّها على كتابةِ كل ما يشغُلُ عقلها الذي لم يهدأ منذُ أيام ..
لقد كشفت نظراتي حقيقتها .. لقد استوعبت روحي انها مجوفة من الداخل .. انها هي الوحيدة التي استطعت ان ادخل من تجويفها .. اسبرهاا واغلغل كل تركيزي فيهــا .. مسكينة .. ضحيتي .. مشعل كان يتكلم معي .. اجاباتي مقتضبة .. لو بيدي دفترا لكتبت .. لكتبت تقديسًا للذاكرة .. لكتبت عن فنجان القهوة وقطعة الكعك التي تخيلتها بيدها .. لكتبت عن الطاولة والمكان والاالوان وكل شيء .. لكتبت اني استوعبت في النها بأننا في حدديقة الفندق .. لكتبت كل مابذهني فحسب .. هي كانت ترتعش .. لانها شعرت بنظراتي الغريبة .. التي اسرقها بين الفينة والاخرى .. مشعل يهمس :
وش صار على دكتور وليد ..

انا بدهشة : على شنو ؟؟
مشعل : على سالفة ليث ..
اجبته بلا اهتمام قاطعًا الامل : وما تعبت ؟ ..مستحيل بنلقاه . كل الطرق مسكرة بوجيهنا * كنت ارغب بان اشغله عن ليث * خلاص اتركه عنك وربك يحلها ..
مشعل بقهر : كيف يعني اتركه .. كلامك مو منطقي ومو مقبول .. ماهو بخبري انك يوسف اللي قبل كم يوم
تنهدت بقوة : بلى .. لكن لو فيه حل كان حلينا المشكلة .. انتظر فهد .. يمكن يلقى لك حل .. اما انا لا تدخلوني بـ الموضوع نهائيا .. سويت اللي علي وفوقه حبة مسك ..
مشعل نظر له بقهر ’ بغضب ،، لـ لحظة كان سيشعر بتأنيب الضمير .. لكنه اختار ان يرحل .. لقد شقى شقاء عمره عشر سنين .. اثقل كاهله .. يريد ان ينسى الموضوع برمته .. حتى يرتاح .. ويععود من جديد .. لكن الارهاق على الارهاق ماهو الا مذبحة مصيرية يرمي بنفسه اليهــا ... لقد كان هذا في فكره .. هذا في ممخيلته ...
غير مكترثا للذي يحترق امامــه .. مشعل ..
وقف من الكرسي الذي يجلس عليه مشعل .. ومـشى خطوتين .. ووريف لم تهدأ طبول قلبها .. وشعرت بأن قلبها توقف عن النبض حينما التفت اليها ..و !!


_ أمطِرونِي بدَعوةْ , :$ !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.