آخر 10 مشاركات
صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          حرمتني النوم يا جمان/بقلمي * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : esra-soso - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-14, 10:16 PM   #21

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي







" السلام عليكم :$ , كيف حالكُم , البَارتْ يصدم ، يحتاج إلى تركيزْ ، وربما الى استيعآبْ ,,
اعلمَ بمدى ركاكتِي ، وهزهزتِي بيَن الحرفِ والآخر ، - البعض احتج على حجم النص ، سأكبره ان كان يرضِي أعينكُم :$ "

البـارت العشـرون ..

كُلُّ ما في بَلْـدَتي
يَمـلأُ قلـبي بالكَمَـدْ .
بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ
غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ
غُربَـةٌ فيها الملاييـنُ
وما فيها أحَـدْ .
غُربَـةٌ مَوْصـولَةٌ
تبـدأُ في المَهْــدِ
ولا عَـوْدَةَ منها .. للأبَـدْ !

**

شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوتي
فَتَسلّحـتُ بِصوتـي :
أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طالَ الأَمَـدْ
أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيُّها الشِّعرُ،
فكُـنْ أنتَ البَلَـدْ .
نَجِّـني من بَلْـدَةٍ لا صوتَ يغشاها
سِـوى صوتِ السّكوتْ !
أهلُها موتى يَخافـونَ المَنايا
والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ
ماتَ حتّى المــوتُ
.. والحاكِـمُ فيها لا يمـوتْ !
ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعرُ، بُر و قـاً
في مفا زاتِ الرّمَـدْ .
صُبَّـهُ رَعْـداً على الصّمتِ
وناراً في شرايينِ البَرَدْ .
ألْقِــهِ أفعـى
إلى أفئِـدَةِ الحُكّامِ تسعى
وافلِـقِ البَحْـرَ
وأطبِقْـهُ على نَحْـرِ الأساطيلِ
وأعنـاقِ المَساطيلِ
وطَهِّـرْ مِن بقاياهُمْ قَذ اراتِ الزَّبَـدْ .
إنَّ فِرعَــونَ طغى، يا أيُّها الشّعـرُ،
فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ .
قُل هوَ اللّهُ أحَـدْ.
قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.
قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.
**

قالَها الشِّعـرُ
وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ نَفَـدْ
وأتـى مِنْ بَعْـدِ بَعـدْ
واهِـنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَـدْ
فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ
يَمُـدّونَ صـدى صوتـي على نحْـريَ
حبـلاً مِن مَسَـدْ
وَيَصيْحــونَ " مَـدَدْ " !

# لِـ المتألق : أحمدْ مطَر

حينمَا أطالْ النظر .. أربـكنِي .. لانّه لم يكنُ ليثًا .. كان السجين المتحرر من الليث.. السجين الذي لطالما اراد قمعه .. وتأديبه .. ارتجفت .. ارتجفت شفتاي .. ابتسم طويلاً .. مشعل لم ينتبه ربما انا الوحيدة التي انتبهت .. تشنجت في مكاني .. وزفرت بقوة حينما رحل.. لم اكن اعلم بـ الشيء الذي كان مفترضًا عليَّ ان افعله ..
الذي وجب علي فعله هو الصمت .. هل تراني سأقول لمشـعل .. بأن ابن عمنا قد تغير .. قد اصبح شبحًا في هيئة انسان .. ربما هي هويته ان يكون شبحًا .. ان يتحول سفاحًا .. ولكن بغير الطريقة التي ينبغي ان تكون .. عمومًا لن تكون القسوة منقذةً له .. بل ستحطمه .. لكني لا الحظ القسوة فيه .. بل الحظ الطيش واللا مبالاة ..
في تلك اللحظات شعرت بنضوجي اكثر من نضوج ليث .. لا اعلم لما ادهشـني تصرفه رغم اني لم اعرف ماللذي فعل رغم نظراته التي كانت من المفترض ان يقبعها عني ويؤدب نفسه وذاته عن هذه النظرات المستفزة .. قاطعني سرحاني صوت سبأ التي تقول : لا اله الا الله يعني اقوم ؟؟

وريف بدون ادرَآك : هـــاه ؟؟

سبأ بدهشة : ويــعاه .. صار لي ساعة معك الوح في وجهك مثل المجنونة ابيك تحسين فيني ماحسيتي ..

وريف باعتذار : سوري سرحت..

سبأ : وين اصرفها سوري ذي.. جيبي لبناني وبعدين نتفاهم ..

وريف تضع يدها على شفتيها وتَشهق : هــئئئئئئئ .. والله لافتن عليك عند وليد .. يامجنونة ياخطافة الرجال يام ضب يام جربوع يام جرادة ..

سبأ تضحك : ههههههههههههههههههههههههه هههههههه .. الله لا يطيح مسلم بلسانك.. استغفري ربك اقول قال ام جرادة .. عدال يام اربع واربعين.. انا اقوى ابعد عن وليد ؟؟

وريف بابتسامة : هههههههه .. تستاهلين .. اآهـ بس لو تدري عن علومك عبير كان ليلك رمادي..

سبأ : ههههههههههههههه عوذ بالله عاد عبير كل شيء ولا حد يقرب منها .. خصوصا بسوالف الزواج .. متعصبة جدا ناحية الزوج ..عندها الزوجة غلطانة دائما والزوج الامر الناهي..

وريف باعتراف : اذا مجتمعنا عنده هالشيء ماتبي بناته يورثوه ؟؟ .. اصلا شيء طبيعي الرجال قوامون على النساء ولو على زند التيس ..

سبأ : زند التيس وينن ارقعها ذي هههههههههههههههههههههه؟؟

وريف " بفَشلة " : الله يطيح وجهك ياحمــارة ماينتفلسف معك.. وه يالبـــى عبورتــي بس خل اشوفها هي اللي تفهمني..

سبأ " بتفتن " : اصبري علي بس اشوفـها اخليها تربيك وتحشي راسك من زين علوومــنا

وريف بقرف : لا حبيبي خخليني شاطرة بذهن نظيف من غير هالاشياء.. يومني اتزوج بتلاقيني اول من يترزز عندكم...

سبأ بخبث : وش يعني خلينا خوات ونحب بعض ؟؟

وريف بصدمة : سبأ يالخبلاء..

سبأ بضحكة : ههههههههههههههههههههههههه هه يالله عساني اشوفك متعرسة ومتوهقة بورعانك البطابيط .. اتخيلك تمشين ووراك ورعانك يتلونك

وريف بعشق : وه بــــــــس يــــــــــالبى ورعــــــــــاني وامهم وابــــــــوهم..

سبأ بخبث : هئئئئئئئئئ .. اصبري اصبري والله لافتن عليك عند خالتي ام رياض اقول لها عن بنتها اللي انحرفت منذو مبطي..

وريف بقهر : وجـــع وجـــع ماينقـــال جنبك شــيء.. انتي ماينجلس معك الا وعبير معنا.. وين عبير عنك تاخذك مني وتكفيني من شرك..


ذهَبت تصب الماء لها ولـ سبأ وهي غاضبة وتتمتم بغضب.. وسبأ المجنونَة تضحك .. انضم وليد الى مشعل وهو يرسل نظرات حب مكللة بأهازيج العشق الى محبـــوبــته الاولى والاخيرة.. طفـــلته التي سكنت قلبه وتغللغلت وسط احشاءه .. حتى ملأت جوفه .. ســبأ ..





،





جَلس يومِين في السجّنْ ، وبقـِي لمدة 72 ساعة .. من اجل التحقيق .. في النهاية لم يكن له دخل بـ هذه العملية الاجرامية . التي وقع ضحيتها بالخطأ .. خرج منه بعدما دفع كفالته والده .. رغم انه من المفترض ان لاتكون هنالك كفالة خروج !! ، خرج من السجن مرهق .. صامت .. بارد .. يفكر كثيرًا .. منذ 3 ايام قد عاد الى منزله..
يجلس اسير غرفته .. يسمع ثورات وصراخ تلك التي ترفضه.. تحلم بكوابيس مخيفة .. يسمعه تصرخ على اخته وتسبه وتشتمه .. وهو لازال معتكفًـا ديــاره .. دون ايما حراك .. امــه .. اخته .. والده وحتى اخيه .. جميعهم افتقدوا ضحكته .. مرحه وخفــة دمه .. لأنه بذاته مصدووومًا من نفسه .. حينما تلطخت ثيابه بدماء انسان ومات بين يديه ..
كان امرًا قد صدمه والجمه .. جلب له الحيرَة والقلق .. ارهقه التفكير كثيرًا .. ان يكون ضحية لـ لا جريمة .. اسند ظهره على نافذة غرفته وهو يطل على ضواحي الرياض .. يستمع لصوت الصفير المرعب الذي تطلقه الهواء بقوة .. تعترف لهم بقسوة الشتاء على ابدانهم.. وتحذرهم من الخروج كي لا يؤلمها صعيقهم .. يالحنـانك .. رياح الشتاء .. تخاف على ابداننا من انفسها..
وبنو البشر لم يعد في قلوبهم رحمة ليخافوا على بعضهم البعض.. ماذاَ لو كنت انسانًا غير الذي اكونه ؟ .. هل سأسعد ؟ .. سأبتسم سأضحك .. كثيرًا مــا اضحك .. لكني عاجز عن الفرح الداخليه المتكامل.. هنالك ماينقصني من الداخل.. ويخرج مني الى الخارج .. ” في البيت أجلس، لا سعيداً ولا حزيناً .. بين بين . ولا أُبالي إن علمتُ بأنني حقاً أنا .. أو لا أحد! “
اعبر بين الاخرين .. اسعدهم .. ومن خلالهم يرسم النور .. وانا اتيه بين ظلامهم .. لان ليس هنالك من يعبرني.. لازلت في حيرة .. حيــرة عظيمة .. لماذا اشعر بتأنيب الضمير ؟؟ رغم انني لم اؤذي اخيها ولم اؤذيها ؟ .. لما اشعر بأني انا المذنب فعلاً .. واستحق لقب القاتل والسفاح .. هل لان الدماء لعنة .. ؟؟ الهذه الدرجة دماء ابن آدم على اخيه ملعونة ..
سمعت طرقات الباب .. بالحقيقة لم استوعب مالذي سمعته .. لم انتبه له رغم سماعي له .. اطلت في السرحان الهادئ.. امي تدخل رغم عدم اجابتي لها .. تتقدم نحوي وتحدثني .. تناديني فلا اسمع .. مذهول جدًا من ذاتي..لماذا قد تغيرت وانا لست مذنب.. لماذا يرافقني هذا الاحساس اللعين رغم انني لم ارتكب اي خطأ من المفترض ان اعاقب عليه هكذا بقسوة ؟؟ لماذا اصبحت شخصًا لا يطيق ولا يطاق ..
امي تهزني منذ فترة وهي تقول : يـــاووووويلي عليك ياسلطان شفيك يوومه بسم الله على قلبك يارووحي وشفيك قول موجوع؟؟ .. راسك يألمك؟؟ .. وش اللي يألمك يوومه قول بس لا تسوي في امك كذا ؟؟

سلطان بتنَهيدة حارة كادت تحرقه من الداخل وتشتعل به من الخارج : قلبي يعورني يووومه ..

امي تقبل صدري وتقول : عساااه حرقة في قلوب عذالك يووومه .. صل على النبي واذكر ربك لا تفجعني فيك مو ناقصتني فجيعة ..

سلطان بألم : احس بتعب وحمل على ظهري يوومه .. ماقدر انام ماقدر اكل ماقدر اجتمع مع اي احد .. اللي شفته بين يديني انسان ينازع ودمه مابعد يبرد من على ثوبي ..

امي تجلس بجواري وتمسح على رأسي : استهدي بالله يوومه قوي ايمانك.. لاتخلي لحظة شيطان تفر لك مخك .. هذي خرابيط واوهام وابليس ملعون لا تطاوعه ..

سلطان بتنهيدَة وهو يسمع صراخها ايضًا : وش فيــها البنت ؟؟ ليه دايم تصرخ .. وش صاير عليها !

امي تجلس امام وبألم : البنت متعذبة حتى في نومها مو مهتنية .. نقول لها انك بريء من دم اخوها لكنها مو مصدقة .. تقول انتم تبرأوونه على حساب اخوي وبيجي يووم وربي ويعذبكم..

سلطان بقهرَ من ذاته يقول : وش رايك باللي يحس نفسه انه غلطان وهو مو مسوي شيء.. ولا ليله ليل ولا نهارهـ يشبه نهار ..

امي تحتضني : اعوووذ بالله يووومة .. اعرفك ياضنا روحي اعرفك ماتسويها .. قلبك رهيف ضعيف مايتحمل يقتل انسان .. العن الظالم يووومه العنه.. بليس لاعب بمخك انت لازم لك حل..

سلطان بـحيــرة : وش اسوي طيب ..

امي : اذكر ربك وانسى هالاوهام .. لا يغافلك بليس بلحظة غفلتك ينهي حيااااتك يووومة والله ينهيها.. لاتخوفني ياسلطان انت مو على ماعهدتك..تخوف كثير يومه من طلعت من السجن وانت تخووووف

احتضنت والدتي وقبلت رأسها وانا اقول واهمس : لا تــخافي يام سلطان بــارجع .. بارجع وبتشوفين




جمانة تدخل المكَان وهي تقول : وووي يووومه عفست البيت ادور لك وف النهاية انتي في حضنه .. والله مافوتها وادخل بينكم ..

جمانة تقدم لهم لكن سلطان بضَحكة : ههههههههههههه وش تسوين يالمدرعة تبين تفغصينا .. اسف حضني مايتحمل الا حشاشة جوووفي..

امي تهمس بضحكة : ههههههههههههه انا ماني حشاشة جوفك .. انت حشاشة جوفي ياحظي..

سلطان بضحَكة : ههههههههه كلها نفس الشيء..

جمانة لازالت في محاولة ان يحتضنها سلطان لكن سلطان نطق : نعم نــعم وش هالاقتحام .. وش هالنزعة الارهابية اللي فيك..

جمانـة تمثل البراءة : آسف اخوي بس احبك واشتقت لك ..

سلطان بضحكة : ههههههههههههههههههههههههه هههههههه .. يعني لازم اغيب عنك وادخل في مصيبة عشان تصيرين قطوة اليفة ؟؟ .. مانتي على ماعهدتك يالثور الهايج ..

جمانة بغضب تنظر لوالدتها : ولدك مايستاهل معروف..

سلطان يبتسم : زعلتي ؟؟

جمانة بـ قهَر : اكيد بزعل اجل بفرح انت وحضنك الخايس..

سلطان بخبث : اشواا كنت افكر انك خليتيها تمر وطنشتيها .. ياليتك كل مرة تزعلين وتفكيني منك ..

جمانة بعصبَية : وجع وجع سليطين .. ماانحسك .. اكرهك..

خرجت من المكَان تمتم بغضب وهو يضحك عليها .. قامت والدته وهي تحذره بأنه ان لم يقم ويتناول وجبة الغداء معهم لن ترضى .. حتى تراه جالسًا امامها ويأكل ..


،

نَزلتْ فِـي مَـنزل والدتـها ، تشعر بأنها غابت عنهُ دهرًا ، حُلوَة هي أيام الطفولَـة .. حينمَا نتذكرها ونعرف زواياها .. حينمَا نقبع عن ذاتنا لـ نرى انفسنا اشخاصًا مراهقُون .. ثم شبابًـا .. ثم زهورًا لـ رجالاً .. لا تعلم لما اختلجتها الدموع وهي تعود .. أهــي دمُوع الفرحة ام ماذا ؟
مبتَسمة دائمًـا .. ممتنة لزوجٍ كان قد تفوق على توقـعاتها .. لقد اعطاها الله رجلاً عنْ ألفِ رجل .. أحبته بشموخ .. بقسوة .. بأنانية .. وهوَ أحبها بأقسى من ذلك .. جميلْ حينمَا يحب الانسان شخصًا اخر بقسوة .. يخشى فقدانه .. ويخاف عليهِ حتّى من ذاته .. كانت واقفة تحاصر المكان كانها افتقدتهُ زمنا طويلاً رغم انها فارقته لـ مجرد 3 ايام ..
ولكن لانها لم تعتد على ذلك قط .. لا تعلم لما الامور تبدلت .. لكن الفرح اللذيذ يرتسي على شفتيها لـ تبتسم حتى ومن بين الدموع .. فتحت لها اختها شوق بعدما ارتدَت شررشَف الصلاة وهِـي تقول : ميــن ؟

أسمَاء بحب : أنا اسماء افتحــي ..

شوق بغير تصديق وبفرحة تفتح الباب وتحتضن اختها : يااااااااااامــــــــي .. اشتئت لك يامئصوفـــة الرئبـــة ..

اسمَاء بضحَكة : ههههههههههههههههههههههههه ههه شدعوة شوق مامداني هجيت عنكم بيوم ليلة تشتاقين ..

شوق : والله ماتعاودت افقد حسك .. البيت بلاك ما ينداس ..

اسماء بغرور :عشــان تعرفي قيمتي ..

شوق : خفي علينا يا الباقة الذهبية .. يا اغلى الاسهم في تداول.. يا حفريات ارامكوا انتي ..

اسماء : ههههههههههههههههههههههههه ههههههه ول .. والله ماقلت شيء ههههههههههههههههههههه

شوق بضحكة : هههههههه هذي مصطلحات ولدي فهد ..

أسماء : هههههههههههههه وانا اقول هذا مو لسانك .. وينه يافديته والله اشتقت له ..

شوق : جالس على البلايستيشن ..

اسماء : وامي ؟

شوق : امي تتحمم .. تخلص وتجيك..

ابتَسمت لها ثم توجَهت الى فهد الذي كان يلعب حينما رأها وقف لها وقبل جبينها وهو يقول : هلا بالعروس ..

اسماء بحب : هلا حبيبي كيفك ؟

فهَد بـخبث : الله يسامحــه زوجك خذاك وغسل مخك .. شلون يقوا ياخذك ثلاثة ايام بلياليــهن ..

اسماء بـ إحراج : نفــسي اعرف من فين جايب هــاللسان ..

فهَد : اييه ..شافت رويكن الورع وعــافتنا .. عفا الله عنك يازمان اول..

اسماء تعززّ له : مانعوفك ابد ياشيخنا ..الله يخليك لنا يالشيخ ولد الشيخه .. ياحارس البيداء وطاوي الصحراء ..

فهد بغرور : غصب عنك وعن خشم زوجك .. وينه زوجك هج ؟

اسماء : عنده شغل مع عيال عمه وبيرجع ..

فهد : مايستغني عنك يوم ؟؟

اسمَاء بدَلع : وه يـــالبى بس..حقوق ملكية ..

فهد فتَح عينَـاه : بنات مابوجيهن سحا .. وجهك ممسوح بـ مرق..


انتبَهت لوالدتها التي اتت لها ثم وقفت لوالدتها لـ تحتضنها بقوة وتطيل اشتمام احضانها .. قبلت جبينها ويديها وهي تقول : كيفك يوووومه اخبارك طمنيني عنك ؟؟

ام ليَث بابتسَامة وفرحة : مبسوووطة يايوومه .. والسبب اني المح سعادة في عيوونك..

اسمَاء : يافديتك مايفرحنا الا فرحتك ..

ام ليث تجلس مع اسماء وتقول : كيفك يوومه .. مرتاحة مع زوجك ؟؟

اسمَاء بخجل : الحــمدلله يوومه .. مرتـاحة بعون الله..

ام ليث : واهل زوجك كيف تعاملهم معكك ؟؟

اسمَاء : خالتي ام راكان مافي مثلها .. والميث على علمك مهبولة بس تهبل ..

ام ليث : ههههههههههههه يافديت هالبنت ..مافي احلى من لسانها.

اسماء : ايه والله .. احاول امسك نفسي ماخرب بريستجي قدام راكان واضحك .. بس قسم بالله افقد انوثتــي وانا اضحك قدامه وهو يضحك علي..

شوق : هههههههههههههههههههههه واخزيااااه .. اااهه بس يالخبلاء.. المفروض تدلعين .. تتشبثين في زوجك مو تطلعين بلاويك قدامه..

ام ليث بدفاع : فديت بنتي من اجمل بنات حواء.. وانا ضد التصنع .. خلي زوجها يعرفـها زينها وشينها ..

شوق : ايه بس ماعلى ضحك بنتك ترج البيت رج لا ضحكت ..

اسماء : ههههههههههههه والله هو يضحك علي اذا ضحكت ..

شوق : من قباحة ضحكش ..

اسماء : الا يتغزل بضحكتي ويهواها ..

ثم انتبهت انها بجوار والدتها ، لتتورد وجناتها بتخجل وتعض على شفتيها .. والدتها تضحك على ردة فعلها .. وفهَد لن يرحمها بالتأكيد .. من تعليقاته الجَهنمية





ينَامُ ليلَهُ ، ويجلسُ صبـاحَه ، بينَ أشخاصْ مشؤومِيـن .. اختَنق بهِم ، كل شَيءِ لهُ ختَام ، الا هُو ! فكيفَ بهِ ان يختتمِ عواقبَ قد دخل فيها بسببْ غلطَة لم يرتَكبِها ، كَبشُ الفدِاء هُو ، يضطر للتمثيل دائمًا ، احيَانًا يجدُ أن الحقّ لا يَستكِين الا بِـ هذهِ الاشيَاءْ ، يختنقُّ الصباحُ بالمسَاءِ لديه ، يعترفُ بأن القَسوة التِي يعانِيها لَيستْ سوى مهلكَة استقلالية ، من اشخَاص خلت قلوبهُم مِن الإيمَان ،
لماذّا سمتهُ أمه آدم ، لماذا لم تسمّيهِ همًا ، حزنًا ، الحَياة محطّات طويلة جدًا تطُول إلِـى مئاتِ الأميَالْ ، يتكللها الحُزن ، وهـاهُوَ الآنْ يعقدُ عنَ حاجبِيه ، كنَاية عن تألمهُ .. لقدْ عاد سعُود العزيز * أبو عمّار * الى بريطَانيَا برفقة ابنه عمار .. وابنَتهُ .. في مكَانٍ واحد وتحت سقفِ منزلٍ واحد ، هزم توقعات سعود العزيز حينمَـا لم يخرج عن امره وكان معهم دون اي مخالفَات همجية كما يصفونهُ بهِا
بئسَ نحن ، لو نختار اقدارنا ، لاخترتُ البعيد ، استغفَر الله ، ليسَ خبيثًا لكي يبتعَدْ عن إرادَة الله ، واللهُ أحكَم الحاكمِين ، خرج من حجرته الى حدِيقَةِ المنزلْ ، يريدِهُ أبو عمار ، هكذا اخبرهُ البوابْ ، توجه ناحيتَه ، كان عمار جالسًا ، وأبووهُ ، وابنته ، جريئة هيَ ابنته ، لم تقم من مكانها حتى حينمَا رأتنِـي ، استنفرت في مكان لم احب التواجد معها ، بقيت واقفًا ، كناية عن عدم رضائي بوجودها ، كانت غير مبالية بوجودي ، غير مبالية بوجود والدها ، ولا حتى بوجود اخيها ،
*سعود العزيز يتكلم : خالفت توقعاتِي ، * ثم رمَى دخان سيجارته التِي لا يتركها ، لينطلق الهواء السام من شفتيه الى كومة الضباب في الجو ، لازال يبحلق بذاك الواقف امامه وهو عاقدًا حاجبيه ، منزعجًا مما يراه ، الفتَاة لا تستحي ، والاب والاخ ليس لهما غيرة
كانت اجابتِي عـادية ومستفهَمة ونظراتِي محتقرة ايضًا : خـالفت توقعاتكْ فِي شنو ؟ ،، ابتسم بسخرية لي ونظر لإبنه ، لاحظت انشغال ابنتهُ فِـي هاتفها المَحمولْ ، ووالدها يتكبد عناء اقناع نفسه بأني أنا هو آدم الذي كان قبل 4 أشهَر ،
عادَ ليجيب : كنت متوقع قلة صبرك .. او خيانتك..
ضحكت بسخرية كثيرًا وأردفتُ له : مع الاسف مـافي دمي الخيانة ، حتى لو كنت مع الشر ! ، بس لازلت مو فاهم سبب سعيك ضد ليث ؟ بإيش ضرك هو ؟ احتاج لمنطقية شوي !
بو عمار : ورا ليث ما يعيشني ويعيش الف من احفادي ، وامثال ليث قاتلين ويستحقون الألم والضيم ، ماعمرها ضحاياي عذبتني لـ 10 سنين حتى اشوفها طول ما كنت اشتغل .. غير ليثكم
ضحكت بسخرية : تهنى في ضحاياك ، !
أجابت ابنته بغضب : كنت تقول لي انك انتهيت من قصة ليث المالك ، بعدما قلت لك ان انسان على حق ماهو على باطل ، حرام عليكم ، كيف قلوبكم تطاوعكم * ثم وجهت حديثها الي وهي تقوم مُستَنفِرة * وانتْ ياللي اسمك آدَم .. مبسوطط انك تشتغل مع اكبر مجرمين وسفاحين في العالم .. ايييه ابوي واخوي سفاحييييييــن .. سفاحييين .. ولو ما تهديداتهم لي كان فضحتك وفضحتهم ..
صرَخ والدِي غاضبًا وهو يحك ذقنه كناية عن غضبه : هـــــــــــــااااااااااا ااااااجر ..
هاجر تَمسح دُموعها بغضب : خافوا الله فيني ، انتم تبون ذنوب ، لاتحملني ذنب انك ابوي وانه اخوي ، خـــافوا الله ياما شفت ضحاياكم وعجـزت عن النوم ، وش بستفيد من الفلوس، كل شيء معي بس ماعندي شيء يسعدني ، كل شيء يهمني يقهرني ويقتلني ..j ، تعجب من والدها وأخيها ، بماذا يهددانها ، لماذا يفعلان بها هكذَا ؟ لماذا يلويانِ ذراعها ؟
ألَيستْ ابنة ، أنثَى تستحقُّ الحيَاة ، تستحقّْ ان تعيش رغَم حضرموتُ هوانِهم وجبروتِ إذلالهِم ، انسَحبت بعَد غياب ، وسمَح لنفسهِ أن يجلسُ باترًا كل حبال الافكَار التِي تدور فِي رأسِ سعود العزيزْ ، المَكينة الضّاربَة ، لا يعلَم مالذِي يدُور فِـي رأسه ، لكن من المُؤكّد ان حديثِ ابنتَه قد أثر فِيه ، بلا شكّ ، سعود يقول : بنتي مثلك ، عقلها ماهو بـ في راسها
سَخرتُ : بالعكس .. الوحيدة اللي عقلها براسها هي ..
سعود بتَعب : راضيك احتجاجها ؟
آدَم : لو ماتعرف ربها ماقالت كلامها !
سعودْ بحَيرة : ضايع من جهلها..
آدَم بسخَرية : غريبة .. كنت متوقعك تقول ضايع من جهلي..!
سعود : وليه ؟
[ آدَم : اخدم روحك باقي عمرك..لك آخَرة تنتظرك..[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
لم يرد ، لازال ينفثُ الدخَان كثيرًا ، والليلُ المتهالكِ لو كانَ انسانًا لسعل ، قامَ مِنهُ وهو يهز رأسه ، أسفًا لقلوبٍ متحجّرة ، لو كانَ ينقشُ في الحجَر لكان الأمرُ اهونَ من اناسٍ لا تعرفُ الله ولا تضعُه بينَ عينيهَا ، لازال يتَسائل عن الكم الهائل من الضحايا العَآلقِة على عاتقه !! ، مخيفْ جدًا ان ينامَ الانسانِ بكوابيس ضحايَاه ، بظلم الناسْ ..لكن آدم وقف منسحبًا معلنًا عن عجزه وحيلتِه الضعيفه ،
وقفَ الى حيث مكانهه ، وهو يرَى من زجاج النافذّة الطويلة تلِك الأنثَى لازالت فِـي معركَة نفسية بينهَا وبينِ اخيها ، .. اكمَل طريقهُ الى جناحه ، وعلى سريرهِ جثَى ، نزَع حذاءه ، ونظر الى ارجَاء وحشتَه ، تكور فِي فراشهَ ، يريدُ ان ينام ، طويلاً ، ولا يجَلسس !



،




تَنظُر لـ الصبَاحْ بهدُوئها ، تعودْ مِن جَامعتهَا بعد حضُور محاضرَة استمرتْ لِـ ساعتينْ ، تأخر مشعَل لهذا حضرتْ بسيَارة أجَرى ، نَزلتْ مِن سيارَة الأجَرى بعدَما دفعت أجرَة السَائقْ ، كَانتْ منشغَلة تمَامًا بوضع الاوراقْ داخل حقِيبة معلّقة على كتفَها الأيمَن ، حقيبَة جلدِية تنم عن ذوقهَا البسِيطْ ، تدخلُ إلى الداخل دون ان تنتبَه لِـ طريقِها ..
فتَجدُه أمَامها بلا مُبررّ ، ومَهما كان عذرْ وجُودَه فهو عذرٌ واهِي تمامًا . تجَاوزته لكنه عاد الى ان يكُونَ امامها مرة أخرى ، رفَعت ابهَامها تحكّ حاجبهَا الايمنْ ، كنَاية عن عدم إعجَابها بتصرفهُ ، تمشِي يمينًا ويطابقَ اتجاههَا فيصعب عليهَا تجاوزه ، عينَاها عاقبتْ عينُه التِي التقت بها ، تفجّرتْ نيرانْ داخلهُ ، مقابل ثورة خوفْ بداخلها ، ارتَجفت بعمقٍ شدِيدْ ..
خافتْ كثيرًا ، مِن وجُودَه ومن موقفه ، ومن تغيّرهُ ! ، سمَحت لنفسهَا بأن تتكّلمْ : ممكن تبعَد ؟ * ثم ازداد ارتجَافَها الذِي وضح من اختلاجَاتِ يديها وعينيهَا *
نَظر لها ولم يتكّلم وأطال السكُوت ، زفرت وحاولت تجاوزه لكنه لم يسمَح ، لولا الايمَان بالله لبكَت كمَا الاطفَال ، عضّت شفتيها بقهَر حينمَا فعل تصرفه وهو يحَاول ارعابها ثم قالت بغضب : مهما كانت ظروفك ماهو مسموح لك تأسـرني * وتقصدّت ان تضربه في الحديث * يـاولد العّم !
ليث ببرود : مشعل ما جا ؟
ورِيف انفجَرت قهرًا : يعني سويت هالحَركة عشان تسأل وين مشعل ؟
لو كُنتِي أنا ياوريف ، لعَرفتِي لمَا ، وانهَى حديثه : وش فيـها لو سألنا ؟ .. انتهكنَا حرمة الاسلام ؟
وريف حاولت ان لا ترد ، مهما كانت صلة العلاقة لن تحبذ ان تطيلَ الحديث معه لكنها اردفَت بقهر : خوفتنِي ، ودين خوفتي محفوظ عندك .. ترده لي بوقت معروفك !
وتجاوزته بغضب . لو بقيت لـ رأت حاجبه المرفوع وحيرتَه ، حتى هو جهَل تصرفه ، ليس له مبرر ان يقف امامها ، يخيفها ويرعَبها ، تمردّ وخيم يسكنُه ، يريد العبث ، لكن لا يعلم بما ، يخَشى على ذاته .. ان يتجاوز ما هو ابعدَ من الحدُود ، لَمح مشعل الذي اتى من بعِيد ، ترَك المكان وذهبَ إلـى داخل شقته ، غيرَ آبهٍ بـ الشخص الذي ينظرُ له من بعَيد ..

،

فِـي بيت بو لَيثْ ، الساعّة الـتاسعَة ، كانت اسمَاء موجودَة مع زوجَها فِـي المَجلسْ ، مع ابو رياضْ الذّي كان يبتِسم فرحًـا ، لأن امانَة اخيه انتقلت لأمانة رجلْ كفؤًا ، ابنًا عظيمَ الشّئنِ والخلقْ ، له طبَائع عذَبة لا تليق الا بـ روحَه الطيبة ، شهَم ، رجلْ بإسمْ رجَل ، غيورْ ، محتَرم ، ولِـبَقْ ..
وَضع يدَه على كتف اسمَاء وهو يبتسم لِـ راكان : كيف وضعك يا راكان ..
راكان بابتسَامة : ماورا وضعنا الا الخير يابو ريـاض ، البنت تربيتك وبيضت الوجه..
بو رياض بـ وصاة : وصيتك قبل تاخذها واوصيك بعد ماخذيتها ، اوعــى تزعلها وماتراضيها .. مهمـا طال الزعل .. انت زوجها وان كنت غلطان راضيها ولا تستبخل قول الاسف لزوجتك ترا كلمة اسف ماتذل رجال بل تعلي شانهم
راكان : ان شاء الله ماضطر اني ازعلها ..
بو رياض : قلبي مرتاح لاني ناسبت راكان المالك .. ناسبته هو في بنتي بنت اخوي ..
راكان : مخاواتك تنشرى يابو رياض.. انت عمي وعمها وتاج روسـنا ..
بو رياض : مرتـاحة اسماء ؟
اسماء بخجَل تنظر لراكان ثم تنطق : فوق ماتتصور ياعمي..
بو رياض : الله يوفقكم ونشوف عيالكم..
راكان : وش اخبـاره مشعل ويش مسوي بدراسته ؟
بو رياض : الحمدلله ماشي حاله..
راكان باستفسار : وش صار على موضوع ليث .. مالقى منهو معه ؟
بو ريااض : لا والله .. كل ما سألتها يقول الله يحلها يايوبه ولا ادري باللي ينبش له ..
راكان : كل من راح من ربعي سألته.. عندي صاحب دكتور قبل 3 سنين راح وخبرته عن الليث..اسمه وليد
بو رياض : الله يفرجها عليه وعليـنا ..
راكان : ياعم لا تظن انك مستوحد ..ترا حنا رجالك وان شفت القبيلة تكاثرت عليك فحنا رجال عن عشرة..
بو رياض : يشهد الله انكم على مانتم تظنون.. بس الواحد مايبي يرد عليهم ..ماله الا ان يسفههم ويصبر .. الهواش والخنايق كلها ماعمرهـا صارت حل. ، ووانا ادري ياببووك يجيك كلام لانك ناسبتنا ولا قطعت رحمنـا
راكان : الكلام اللي يجيني ياعمي ورا ظهري..كلام الناس مايشفع بقايانا ..
اسماء وهي تصب القهوة وتقدمها لعمها وزوجها ثم تقول : والله اشتقت له ياعم .. حيــل فقدته .. الاخ عزوووة والله عزووه
بو رياض : ادري يابوك..مالنا الا الصبر ، لو بيدي فنيت عمري كله لجل اخوك
راكان بتأكيد : انت مو مقصر ، والله لو غيرك على مقابل هالقبيلة ما صبر
بو رياض بقهر : قبح الله افعالهم..اجل في ناس راسها بعقلها تتبرا من ولدها ؟
اسماء بحزن : اللي قهرنِي لما رسلوا صك بيان براءة للأمير من اخوي..والسبب انه قاتل ومجرم..والله مالهم حق..الخبر ماهو اكيد وكلنا واثثقين ان اخوي ماسووا سواته
راكان : انا اعرف ليث مثل نفسي ، كان صاحبي طول ماهو هنا ، يوم انه تغرب ماعاد سمعت له خبر ، ويوم ان جاني انه هربان وقاتل قتيل ماصدقت ، طنشت القبايل ومشيت على الحق ، مابي ابني على الظن ولا على السوء ، ان كان اللي سمعته عنه فو الله اللي بيحاسب ، وان كان خطأ فـ لله الحكم بيـننا
بو رياض : والله لو يرجع ..يبرد قلب هالمسكـينة امه ..
اسماء بدَمعة على رف جفنها : ياحبـيبتي يـا امي ، لازم كل مناسبة تذكره ، كل يوم مايغيب عن بالها
بو رياض : هذا ظناها ، مايغيب عن بالها ، تحاتيه كل يوم وين ارضه من سماه ..اذا انا عمه وقلبي مشفوق على شوفته شلون امـه وهي امـه ؟؟
راكان بدَعوة صادقَة : الله يرجعَه ويقر عيننا بـ شوفته..

الجَميعُ تمتم بـ آمِين ، وختم الكَلام ، وسيد الاقدار يكتُب ، هو الله ، وحَدهُ لا شَريك لهَ .!



،


كسلٌ خفيفُ الوزنِ يطهو قهوتي .. والهالُ يصهلُ في الهواء وفي الجسد .. وكأنني وحدي. أنا هو أو أنا الثاني .. رآني واطمأنّ على نهاري وابتعد.. كل يوم أنظر لتلكِ القهوة المشؤومَه على هيليها ينمُو الهوان ، ويتكَاثر ليتعشّب في داخلي ، ليتني أؤمن بقراءة الفنجال ، ليتني اؤمن ، ربما اجد سعادة وارتاح ، لكني لا اؤمن ، بل اؤمن بـ الله ، وبما يكتب ، والنعمّ بـ الله ، وبما يكتب !
انظر اليها بإهمال واضم ركبتَاي إلى صدري ، احتضنني ، اسبرني ، واتغلل فيّ ، اخـاف ان افقدني ، ان اخسرني ، فأنا آخر نسخَة من عائلة تفككت اجزائها الى جزيئات تحت الارض..تحولت اجسادها الى مادة مهضومة في بطون الدود ، بينمَا انا الوحيدة التِي بقت تتنفس فوق هذهِ الأرض ..أحياناً، وكثيراً أتمنى لو أموت قبل أن أفقد أيّ أحد .. قبل أن أفقد أحداً في الحياة وأراهُ بعيداً عني، لا أستطيع الوصول إليه ولا الحديث معه .. وقبل أن أفقد آخر بموتهِ فلا لقاء إلا في جنةِ الخُلد،
أتعلم ما المؤلم بالأمر؟ أن تشعر أحياناً بفقد من هم لازالوا حولك الآن .. تراهم وتسمعهم وهم موجودين لكنك لا تشعر بهم .. أشعر بهذا الآن .. أشعر بأني فقدتُك .. وكل ما مضى، لن يُستعاد .. وأنت يامن مضيتَ رغم أنك معي، لن تعود. هذا مؤلم، جداً.
الساعة الثانية صباحاً، النومُ يبتعدُ عنّي ويتركني لليلِ وحدي .. أكتُبُ لي، سأعودُ يوماً إليّ .. لازلتُ أنتظرُني .. أُطلّ عليّ من نافذتي وألمحُني قد وقعتُ و نهضت .. وأبتسمُ من أجلي .. لكنّي بالأمس وقعت من جديد ولم أستطع النهوض .. رأيتُني أُخفي بُكائي وألتفتُ بعيداً عنهم علّهم لا يلمحوني مثلي .. لكن أحدهم رآني .. لم يقُل شيئاً وحاول أن يواسيني من بعيد وابتسم لي .. كنتُ أقتربُ منّي لأشعُر بما بعثهُ لي من شعور هادئ ومطمئن جداً، تمنيتُ لو أنّي بادلتهُ الابتسام حتى لا أقلقهُ بشأني .. لكن الألم كان أقوى منّي وقتها .. دعوتُ الله أن يُلهمني الصبر .. أن يجعلني قوية، أن يُعينني على العيش بعد أن فقدتُ قُدرتي على التحمّل .. أعلمُ بأن كلّ هذا سيزول .. الحزنُ لا يبقى طويلاً .. سينتهي و يزورني الفرحُ مجدّداً .. كنتُ – رُغم اليأس الذي بدأ يتسلّل إلى نفسي – آملُ بما قد يمحو هذا الألم و يُبدِلهُ راحةً وطمأنينة ..
في تلك الليلة .. أردتُ أن أبكي كثيراً .. ولم أستطع أن أذرف ولو دمعة واحدة .. كنتُ أريدُ أن أتخفّف من بعضِ ما يتعبني ولا أستطيعُ الإفصاح عنه مهما حاولت .. أعلمُ بأنّ شيئاً ما ليس على ما يُرام ولكنني لا أرغبُ أن أقترب منه .. أشعر أحياناً بأني في حالة هرب دائمة .. أهرب وأهرب دون أن أعرف إلى أين .. كنت أخشى أن أقع في تلك البقعة التي أخافُ أن أصِل إليها ولا أستطيع النهوض بعدها أبداً .. فتغرق قدمي داخلها .. و أعلَق بالمنتصف .. وأتوه في الظُلمة، وأظلّ بعدها أبحثُ عن نورٍ يغمُر عيني و يرفعُني إلى الأعلى. لستُ ممّن يحبُ التفكير بكيف علِقت، بقدرِ ما أرغبُ بكيفيةِ الوصولِ إلى نهايتهِ التي أريدُها، قد أُضحّي بشيءٍ ما مُقابل ذلك .. قد أبذُل فوق ما أستطيع .. لا يهمّ كل هذا التعب .. كل هذا الألم الذي سأعاني منه .. ما دمتُ سأصلُ إلى أمنية وحيدة هي كل ما أحبّهُ في هذهِ الحياةِ .. سأنتظرُ كثيراً وسأصبرُ ما دامت هذهِ الروح تحاولُ العيش، رغم ما يُعيقها من أشياء هي أكبرُ منها بكثير .. لكنني أنتظر .. أنتظر ..
ابتَسمت رغمَ ان الدمع تقف في خدي ، مسحتها وابتَسمت ، ونزلت دمعة رفيقة أخرى ، ابتَسمت ، وخرجَت شهقة من صدري ، تضاربت مع القفص الصدري لتخرج مع الـ آهـ ..بقسوَة ! ، جمانة تدخل وهي تنظر لِـي ابكي بهذه الهستيريا وابتسم ، حينها انتَابتني موجة الـإكتئاب ، موجة الصراخ بلا رحَمة ، فصرخت بقوة : آآآآآهـ ...
جمانة تركض ناحيتي تهدأ من روعي : بسم الله عليك ..بسم الله على روحك ..مايجوز يا اختي والله مايجوز اللي تسوينه في حالك ..حرام الجزع بشرع الله وبشرع الدين حرام .. اتركيه عنك واحتسبي وتصبري..ماورا البكاء الا المصايب ..*شَارفتُ على الإغمَاء ثم صرخت لوالدتها * يووومـــــــــــه .. يووووومــــــه تعـــــالي بسرعة..
اتت ام ناصر الى المكَان وهي تنظر لـ رؤى مغميًا عليها ثم تمسح وجهها بالماء وتقرأ عليها : بسم الله عليك ..بسم الله الشافي المعافي.. نادي سلطان اخوك خلينا نوديها المستشفى بسرعة ..
جمانة تخرج هرعـة إلى الأسفل ، المسافة بين نزولها لم تأخذ ثانيتين من سرعتها وعجَلة الموقف ، لـ تقف امام سلطان بتوتر وسلطان يرتعَش من توترها : ايش بك ؟
جمانة : سلطان بسرعة شغل سيارتك البنت مغمي عليها خل نروح بها للمـستشفى
سلطان بربكَة : اشيلها ؟
جَمانة كانت ستَضحك من ربكَة سلطان ، لكنها تمالكت اعصابها وهي تقول : وش تشيلها رح شغل سيارتك اقوووول
وعَى لذاته وخرج مسرعًا ليجهز سيارته ، انتبهَت لوالدتها التي ارتدأت عبائتها بسرعة وهي تسند رؤى على كتفها ومعـها جُمان تساعدها ، ركَبن السيارة ثم توجوا إلـى المشَفى ..

،



تَخرجُ من دَورة الميَاه وهي ترتدِي روب السبَاحة ، تخرج شعرها الطويل المموج من المنشَفة البيَضاء ، تَتمايل خصلات شعررها على ظهرها بـ غرور ، تجلس امام المرآةِ وهي توزع اللوشنَ على جسدها ، تنتبَه لِـ هاتفها يرن وترفعه : اللو ..
عبير باندفاع : ايا الخاينة يا بايعة العشرة ..تطلعين انتي والتيسة الثانية من وراي ..
وريف بضحكَة : هههههههههههههه ... مو مني من سبأ اسأليها وربي تمنيتك معانا ..
عبير بغرور : اصلاً عادي ، زوجي ابو عيالي جلسني بالبيت وفكشني كم فكشة ، وعطاني كم رفسة وهو نايم ..
وريف : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه
عبير : اضحكي ضحك الظالم عبادة
وريف : ضحك الظالم عبادة ؟ من وين جايبتها .. هذي نوم الظالم عبادة ياحظي
عبيرة بفَشلة : ههههههههههههههههههههههههه هه قلت ابي ارقعها على الموقف
وريف : ههههههههههههههه ماضبطت معك..
عبير : متى اختباراتك ؟
وريف : نهاية هـ الشهر
عبير : الحمدلله ..متفقة اردها لك واطلع مع سبا
وريفَ بشهَقة : هئئئئئئئئئئئ.. ان شاء الله يتزوج عليك زوجك ويطابن عليك..
عبير بقهَر : هئئئئئئئئئئئئ..يالحيوانة الا هالدعوة..
وريف : هههههههههههههههههههههههه ليه خايفة على حقوقك الملكية من الانتهاك ..
عبير بقَهر كبير : صايرة تويسة * تصغير تيسة :$* ماينداس لك على طرف ..بس هين نشوف الجربوع زوجك
وريف بغرور : زوجي يسواك ويسوا زوجك
عبير بخبث : تخيلي اني مسجلة المكالمة وارسلها لخالة ام رياض
وريف : كان ادعي عليك بيوم عرفة ان زوجك ياخذ عليك 3
عبير : وجع وجــع .. مادري من وين هاللسان ..
وريف : متى بترجعين السعودية ؟؟
عبير : على زوجي متى ماخلص زوجي اشغاله هجيت وياهـ
وريف : الله ييسرها لك ولَـه ..


انغَمستا الاثنتين فِـي حديثٍ طائل ، لم ينتهِـي ، لكن في ذات الوقت حدثَت معضلة !


،




وقف امام شَقة يوسِف ، كان يريد ان يحدثه عن آخر حديث دار بينهما ، كان يريد ان يخبره بأن قراره سيعود عليهم بـ المضرة ، انسحابه غير مقبول بعذر غيَر واهِي ، طرق الباب فلم يجد ردًا ، ثم أدا مقبض الباب وهو يسمّـي ، فُتح البَاب ! ، دخل الى المنزل ، ولا يعلم ماللذي حـل به ،
الشهيق اختنق في صدره ، رئتيه تلفظان الهواء .. سعل ، رغم انه لا يعلم مالسبب ، ربما لوجود شيءٍ ما ، بحث عنه في منزله الغريب ، والفوضوي بعض الشيء .. جلس وهو يقرر انتظاره ، وعلى اريكة .. لمح صورة للـيث قبل عشر سنوات .. قرأ الورقة ، ثم سقطت من داخل الورقَـة ورقة أسيرة ، ورقَة قد تغير القدر ،
فتحها وهو يقرأها ، وتتسع عيناه بقوة .. وقرا الاولى والثانية .. لـ يصدَم بمــا لم يتوقعه .. في هذا الوقت دخل يوسف ليفاجئ بوجود مشعل .. الذي همس بصدمة : لــــــــــــــيث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








- اسمَحوا لِـي أوقفْ هنـآ , الكثير من الأحداث بتصيِرْ ، بسبب هذِي النقطَة وبَس ، بدأنا نَكشف اولَى أورراق الروايةْ ، وبدأنا بدايتـنا مِن البـارت العشرونْ ، هذا هو الحدث اللي قلت لكم بأنه راح يعفس مجرى الرواية :$ , .. اتمنى محد يستعجل ويفهم مقصدي من الكــتآبَة ..

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه






اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-14, 10:22 PM   #22

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحَمةُ الله وبركَآتهْ ،
ماتِعرفُوا فرحتِي قدْ ايشْ بتوآجُدكم معِي ودعمُكمْ لِـيْ :$ , اللي انضمّوا لنِا يَ فرحتِي بوجُودكمْ :$ , الله يجازيني وافرحكم مثل مَ فرحتُونِـي ، البَارت يبي له بريكَات ، يعني شوي شويْ وانتم تقرأونْ ، وبالنسّبة اللي يقُول اني صايرَة شريرة هالفترة ، ماعاشْ من يكون شرير عليكم $: ..
بس الاحداث لازم تتماشَى على وتيرَة وضعتها انَا في مخطط الرواية الزمني .. واللي يقُول اني استعَجلتْ بكشف هويّة ليث لـ مشعل .. الرواية مو متوقفة على اكتشاف هويةة ليثْ :$ ، في ألف حدث وحدث راح يصير ومشوارنا بالرواية مطّول.. وراح تكشف لكم الأحداث اليومْ ان مشوآرنا ابتدأ مو انتهَى .. :$ , وقررت اني احط من بعَض التصاميمْ اللي اشتغل عليها فِـي روايتي كمعنَى تعبيري للبَارت :P ..,


البَارت إهدَاء لِـ الجَميعْ ، ولعَزيزَة على قلبِـي ، :$ .



البَارت : الواحِد والعشُرون .

ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ

خلفَ قضبان الحياهْ

وتعربدُ الأحزان في صدري

ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه

وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي

ويظل ما عندي

سجيناً في الشفاه

والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي

فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ

وجدائل الأحلام تزحف

خلف موج الليل

بحاراً تصارعه الجبال

والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي

ويسقط ضوؤها

خلف الظلالْ

عيناك بحر النورِ

يحملني إلى

زمنٍ نقي القلبِ ..

مجنون الخيال

عيناك إبحارٌ

وعودةُ غائبٍ

عيناك توبةُ عابدٍ

وقفتْ تصارعُ وحدها

شبح الضلال

مازال في قلبي سؤالْ ..

كيف انتهتْ أحلامنا ؟

مازلتُ أبحثُ عن عيونك

علَّني ألقاك فيها بالجواب

مازلتُ رغم اليأسِ

أعرفها وتعرفني

ونحمل في جوانحنا عتابْ

لو خانت الدنيا

وخان الناسُ

وابتعد الصحابْ

عيناك أرضٌ لا تخونْ

عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ

عيناك نهر من جنونْ

عيناك أزمانٌ وعمرٌ

ليسَ مثل الناسِ

شيئاً من سرابْ

عيناك آلهةٌ وعشاقٌ

وصبرٌ واغتراب

عيناك بيتي

عندما ضاقت بنا الدنيا

وضاق بنا العذاب

***

لِـ المتألقّ : فارُوق جويدَة .

عينَاي محاجِرٌ خائفَة ، ترتعِدُ مِن الشوقْ والنحِيبْ ، زمنِي خئونْ ، رمـانِي على دهرٍ ثم نسَانِي ، غيّرنِي ، افتَرسنِي ، انتَهكنِي ، صبّ علي جَام غضبُه علِيّ ورحل ، تاركنِي بلا هوية ، بلا حرّية ، بلا اختيَار ، بلا مصِيرْ ، بلا امانٍ وارتِياحْ ، غربنّـي عن الأحبّة ، جعلنِي أسيرَ هواهُ دون رحمَة ، دون عطفٍ على رجل جهنمّي مثلي ، وقوفِـي أمامك يامشعل يقتلنِـي ، ردي مربوط ، معتكف فِي ديارِ هوانـِي ، قتلتَ أحلامِي يا مشعَل ، قتلتَها ، قتلتَنِي دونَ رحمة ، لماذا اكتَشفتنِي ، ليتَك يومًا لم تكُن ، أو ليتنِي لم أكنْ ، او ياليتنَا كنا وما كنّا هُنا ، قلبِي يشيِ بالألمْ ، نبضاتُه طبول قارعَة لم تتوقفْ منذُ فترة عن النّبضْ ، عينَاهُ تهجرانه ، تتفحصانِي دون رحمَة ، يخالنِي الدهر أقوَى من مبالاتِـي وإدراكِـي ، لماذا لم أكمل اهمالي لذاتي ، لماذا ظهر مشعل وظهرت اخته ، وظهر وليد معهُم ، لماذا يموتُ القدَر في اعينُهم وأحيَا أنا في هُجرانِهم ، لماذا أبيتُ الا أن اعترفْ ، قتلتمونِـي ، وزعتمونِـي الى اشلاء ، بعتم جسدي ، وهويتّي العربية ، مسلُوبٌ إبنُكِ يـا أمّيْ ، أينَ عيناكِ يا هزيمَة ، ليتَكِ تشعُرينْ ، تقدّمتُ بغضبْ الى مشععل ، ثورَة عظيمَة عنّفتنِي حتّى تقدمتُ إلِيـهِ ، انتشَلتُ الأوراق مِن يديهِ بغضبْ ، قمت بتقطيعها امام عينَاهِ أربًا اربًا .. تنَاسيتُ شعوره ومن يكون ، دستُ على شوقِـي وثارَ قهرِي وانا اقُول : ليــث انتهى .. ماله تاريخ ينذكر ، وماله تاريخ ينعاد .. ، ليتَك كُنت تعلم يـا مشعل بأني اموت وانا انطق ، بأني انازع وانا اموت في نطق كلماتٍ صعبة تهشمني بقوة ، غريب انا ، لا اعلم لماذا انفجرت فيك ، وانت يرتفع صدرك بقوة ، شهقاتهُ مسموعـه ، مصدوم بقوة اللا مصدقين ، عينَاك ستدمعان ، محمرتّان ، غيرَ واعيتان ، دفعتنـي بغضبك وثورتِك ودموعك الى الجدار وانت تضرب صدري بقوة
وتلومُه غير مهتمًا بـي وتقول : انت لــــــــــــــــييــــــ ـــث لا تقابلـــني بــــــالنكران ..
أنكُر ؟ ، أوهل بـقي مجاال ان انكر ! لا يا مشعَل .. انا لن انكر .. اطمئن ، لكني ابيت العودَة ، أبيتْ ، أبيتُ أن ارجع ، أتعلَم لِـماذا ؟ ، لأني أخافُ ان أرجع ، فأخسر الليث قبل ان القاه فأجبتُ بهم لَك : ياليته مات قبل ماتنطق بإسمه !!
ضربتني بجنون وقهر على صدري وانت تصرخ علي وتبكي غير مصدق ، نزعت الشارب الاصطناعي وبانت ملامحي ، وكأنك لم تعرفني ، لقد صدمت لأنك رأيت ملامحي ، وزدت في الصراخ ، تارةً تختار حضني لتشمه وتحتضنني ، وساعة تضربـني وتصرخ بقسوة وخشونه ، وانا هناك مجرد بابتسامة جانبية عابثة ، صفراء وساخرَة ، ليتنِي كنت أخبث لأبتسم بخباثة ، لكني كنت أتألم ، وانهيارك يفضحني ، ليت الدموع تنهَار ، ليتنِي اذود الآن ، لازلت تعتب وصوت بكائك المسموع كان يشعل نيراني ، تبكي وتبكي دون ان ترحم وتضربني وتصرخ وانت تقول : ليـــــه ؟؟؟ ليه ماتكلمت وقل انه انت .. وامك ؟؟ واهلك ؟؟ خواتك ؟؟ عمك ابوي اللي تعب وشقى سنينه عشــانك ؟؟ قابل اللي ما يتقابل عشانك ،، بنت عمك ..اختي اللي انطعنت في شرفها بذنب انها بنت عمك .. انا اللي ياما شربت العلقم عشانك وسكت وتصبرت .. عشان ماتبي تقووول انه انت ولا تريحنا *ضربتني وصرخت بآه ، تريد ان تسبني ان تضربني اكثر لكنك كنت تبكي ، بكاء غير المصدقين ، بكاء نهارهُ طال لِـ عشر سنوات ، لست مدينًا لأي منكم عدا امي ، فأنا مدينٌ لها بـ عشر سنواتْ مِن عُمرِي *
كم نبدو ضُعفاء جداً حينما نخشى أن نواجه أنفسنا .. أن نهرُب من كل شيء قد يُرغمنا على البوحِ بأشياء لا نريدُ لأحدٍ أن يسمعها أو يقرأها .. أحياناً ولضعفي الشديد .. أعترف بأني أخشى كثيراً أن أكتُب لأني لا أُريدُني أن أقرأ ما كتبت ..مضت الأيام سريعاً .. أسرع مما ظننت .. وأسرعَ جداً مما ينبغي لها .. مضت هكذا دون أن تسمح لي أن أستوقفها بلحظة .. أكتبها .. أصوّرها .. وأخبّئها في جيبِ ذاكرتي، كل شيءٍ حولي كان يجري سريعاً .. إلا أنا .. كنت كالعاجز تماماً عن اللحاقِ بهم .. شيءٌ ما يقفُ بيني وبينهم .. صوتٌ ما يصرُخ برأسي .. يُعيقُني عن سماعِ أصواتهم التي تُناديني من بعيد .. و عُتمةٌ شديدة تمنعني عن ضوئهم الذي يخترقُ عيني و يُبدّدُ ظلاماً يُحيطُ بي حين وحدتي ..هذا ماكُنت أعانِييه ، هذا ماكان يؤلمنِي ويؤرقنِي ، يقتلنِـي ويبدد انسانيتي ويجعلني وحشًا ، ازدادت قسوة مشعل وثورة غضبه ، تقبلتُ ضربه ،، وبرحابة صدر !! ، لكن في النهاية ، وفي ظرف ثانية ، تبدلت الادوار ، لأجعلهُ مكانِـي ، ليكُونَ مستندًا على الجدار وانا امامه ، واكتفُ يديهِ وانظر لعينِيه وانا اصرخ: مشـعــــــل .. خلاص .. اهدأ ..اسمعني خل اتكلم .. * نظر الي وحاول .. لقد حاول ان يتماسك ، ثم همست * اتكلم ؟
هز رأسه وهو يتنفس بقوة ثم قلت بألم شديد ، كان قلبي يريد ان يطير ، لقد اصبح نِصفُ حرًا ، لكني وضعت يدي على يساري صدري لأطمئنه بأن الباقي سيسعده اكثر ، استعَنتُ بالله وكانت عيناي تلمعَان شوقًا وقلت له : حــاولت اقولك ، حاولت المح لك ، افضح نفسي قدامك واقولك يامشعل انا ليث.. معقوولة ماعرفتني ؟؟ لكني سكتت .. وش بيكون موقفي لما انت تعرفني باسم يوسف وفجأة يوسف هذا يكون ليث ؟؟ بأي وجه انا اقدر اقابلك !؟ ، وثاني شيء كنت محتاج لقوة حتى اوصل لأشياء كثييرة كنت ماوصلت لها الحين .. اعترافي لك راح يسبب انهياري..راح انسى الشيء اللي انا اطمح له وهو هويتي..وراح اكتفي بوجودك جنبي ..وارضى بقضائي وقدري.. وانا فعلا ..تعرضت لـ هالشي..قبل كم يوم جيتك وقلت لك ليث مامن وجوده امل ..تحملت ذل وقهر وغربة وبرد ووحدة .. والالم والقهر اللي بصدري ماطفت نيرانه الا يومني شفتك .. بس بعدما شفتك اشتعلت نيران بقلبي اكثر من قبل .. حاولت اتحمل وانسى اللي صاري ، لكني ماقدرت اتحمل غربة اكثر ، لذلك نسيت ، او تناسيت نفسي ، وتجاهلت ذاتي ، وصار ليث وجوده وغيابه معي مايسوى شيء ، عنبوها من غربة يامشعل..فتت قلبي بكل مافيه .صمت وعيدت ولبست واكلت وشربت لوحدي ، من غير اهل واصحاب ، توي قبل كم شهر شفت فهد ، وشفتك وشفت وليد ، لعنت بليس الف مرة ومرة حتى ما انهار..بس الحين طاح حيلي..وشاب راسي ..

ليتك كنت ترد ، كنت صامتًا وعيناك تلمعَان ، احمرار انفك ينم عن كتمك لدموعك التي كانت تبوح وتثرثر ، يرتجف جسدك بين كل فينَة والأخرى ، غير مصدّق ، حزنك كان يناقض سعادتك ، وتذكرت امي لتقول : ياصبر امك ياصبرها !
ابتسمت بسعادة جريحَة ، كطير بلا أجنحَة ، : امي ياحلو صبرها .. وش مصبرني غير اني داري انها باقية تنتظرني ..
أردفتَ بألم : وانت ..كِـيف صبرت ؟
[لِيث : [ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ،
وبعَد جوابِي لكَ استكَان قلبِك لِـ تقول : والنّعمْ بالله وبقدره .. هزمني صبرك قتلني ..ماتخيلت نفسي في مكانك لاني بموت مذبوح او بيضعف ايماني بربي !
ليث : الغربة قوت ايماني ، ماهي فرصة حتى انسى اللي خلق !
مشعل : كيف كنت تنام ؟؟ تاكل تشرب ؟؟ كيف كنت تصلي ورا جماعة ؟؟ تعيد مع مين ؟؟ تتكلم مع مين ؟
خنقتنِي غصّاتِي ، متراكَمة على حُنجرَتِي تريد ان تعبث وتخرج كـ الدّموع ، كبّتها لـ تخرج الأحرف بقسَاوة مِن فاهِي وتشِي بأسرارِي الدفّينة : مع السماء والطيور
مشعل رفعَ عينَـاه : غريب أمرك يا ليث ؟
ليث بألمَ : لا تقول ليث.. صعب اسمع احد يناديني.. انت اول من يناديني .. من بعدها !
مشعَل بِـ دَهشة : من بــعد ميـن ؟
ليث : من بعد كحيلة عينكم ..
مشعَل بلا تصدِيق وبصدَمة : و .. وريـ..ـف ؟
قمت بهزّ رأسي ونهَض بغضب وهو يتكلم : تسوون اللي تبونه وانا آخر من يعلم ..
توقفّتُ ناحيته وقلت : وش بتسويي لها ؟
مشعَل بلا وعِي بذاته : بذبحَهـا ..
اجلستُه بقوة الى الأريكَة وانا اقول : مانت بطالع من المكان الين ماتعقّل !
مشعل بقهر : كيف كانت كاتمة وماتتكلم .. وكأن ماشيء صاير..كلكم تعرفون وانا اخر من يعلم ..
ليث : اختك كانت بتفضحني .. سكتتها عشان المصلحَة العامة ..
مشعَل بسخرية : مصلحة عامة ؟ على ولد عمك اللي قلب العالم عشانك !
ليث بابتسَامة : ماللنسّاء رب يامشعل.. اختك كانت بتوديني لسهـيل ..
أجبتني بألم : ليتها ودتك لسهيل يمكن لقيتك .. حتى سهيل نبشنـا فيه ومالقيناك

يبلعُ غصّتُه ، مرةّ هِي الغصّاتْ ، يعَجزْ فِيـها ان يبُوحْ ، يعَجزُ فِيها عن الثرثَرةْ ، الكلمات مكتظّة فِي حُنجَرته ، تتحشرجُ حنجرتُه غالبًا بكلمَات حادّة تغوص في عُمق ذاتِه ويجُيب بانكسَار : ماكنت ابي اشوفك..خربت علي يامشعل مشوار عشر سنين من عمري..
مشعَل يجيب بقهَر : لاتحط اللوم علي..قل لن يصيبنا الا ماكتب الله ! ، واللي صابك الله كاتبه لك وعليك.. وصدفتي بك المفروض تكون حافز لك مو ضدك..
ليث بقهَر مضاعفْ : مو لأمثـالي ،كنت متمسك بهويتي ..بشخصي وذاتي اللي ضيعتها من سنين .. يومه شاب راسي جيتني يامشعل ؟؟ ..شوفتك كسرت لـي ظهري..
مشعَل بتوتّر حانقْ وغريبْ : وش الحل ؟ .. كيف نقدر نطلعك من اللي انت فيه..
وقفّ يصدْ ، يقابل مشعَل بظهرهْ ، يعصر اصابعه في قبضه يده ، يعضّ على شفتِيه بقهَر ، ضامن جدًا بأنه لن يعض على ابهامه ندمًا ، لأنه اختار قدره ورضَي به : هذا قدر ان زعلنا وان رضيـنا .. ادفنوني وعلى الله يرجع الحـال
مشعل يتوجّه بلا تصديق الى ذاك الذي يتكّلمْ بالكِبَر المزعُومْ ، وبـ الهمِّ المُختنِقْ ، ليتحدّث بشفافية سودَاء لا تليق بطُهرِ ذاتِه ، لفه لِـ ينظر الى عينَاهُـ ، يغوصُ فِيها ظلامُ ليلٍ حالك~ ، ينَاجِي عينَاهُ كثيرًا ، عيناه اللتان تغوصَان فيه وتفضحانِـه من الداخل الى الخارجْ ، احتَضنُه لِـ آخر مرةّ ويقُول : لو تختار قبرك وتموت..ماتركتك حتى للموت وانت بيدي .. احلم على قدك يالليث.. ماهو انا اللي يتركك .. انساها يابو الصقر ..
انسَحبّ عني ويالَيتُه مَانسحَبْ ،، رحل تارك لِـي بقاياْ ألملمهـا ،سجُون الغربة قيدتنـي ، لم اكن اعلم بانه كان يحتضر مِن الم الشوق امامِـي ، يتزلزلُ كيَانُه دون أدَنى عطفٍ او رحمَة ، كيفَ المصِـير يا إله المَصير ؟ دلّنِـي على مخرجْ مِن مخارجّ النور ، وانت النور . كيف لي ان اغوص في سباتٍ في ظلامِ ليلٍ حالكِ ، اله اللغة والضاد ..ارزقني المخارج ..انصرني على من اقتحم اعشاشي ورماني بياسمينات سامّة جدًا ، افتح علي باب رحمتكِ وعطفك ، يـاليتهم حولي ، لزملوني ، ياليتني ميتًا ، لربما ارتحت ، العذاب المتواصل ، يذكرني بسم الافعى المغلول ، أنا امُوت ، اشتَقتُ لِـ الصّحراء ، موطنِي ، الذي مهمّا بلغَ فيهِ من تمّدُن ، لازال رمال الصحَراء تدَاعبُ قبائِله ، قبيلتِي ، كيفَ تمسِي ، وكيف أمسِي ؟ ، الحَيـاةُ مِنهكَة ، الايام طويلة ، الصباحاتُ ثقيلة ، انا اشتقت ، للطيور المهَاجرة ، يالها من خائنَة ، رحلت حينمّا حل علينَا الشتَاء ، هاجرتْ الى بلادِي الدافئة ، لقد عنّفتها موجت الكبرياء الصحراوية ، احتضنتها بين جلابيبها تدفئها برمالها ، وبأشجارها المصفرة ، خريفنَا لقد رحل ، رحل الى بقعة الوطن ، الى قبلَة اللاجئن من الغربَة ، مشعل ، اقسم بأنك أول طعنة ، غرستها في صدري ، ثم لم تنفك يداك عن اخراجها من ظهري ، نظرت اليك وانت تدخل الى مكانك ، فندقك ..محني الظهر وحزين ، شاحب ومقهور ، لانك لم تنقذني مسبقًا ، لانك قتلتني بنفسك ، وصدّقت كلامِي ، ليتني كنت قد صرخت ، وقلت لك ، مشعــــل ..تعال ، انا امزحَ معك ، انها مجرد مزحة غبية ، مزحة ساخرة ومريضة ، تستهزأ بالعَشرِ سنواتِ الاولى ، لكنك رحلت ، دخلت وسددت الابواب في وجهي ، ولم اتكلم ، عيني توجهت على نافذتها ، لم تكن موجودة ، ماذا سيفعل لكِ اخوك ؟ ، ماذا سيفعل لكِ يا سمائِي ؟ ، اهل سيضربك ؟ ، ثم هل ستمطرين ؟ هل ستغضبين وتشمئزِين ، وببرقك المرعب ترعبين ؟ ، امطري ياسمائي ن امطري واشبعي ارضي القاحلة ، انا العطشان مِن مطرك ، اخبريهم بأنّكِ الأولى ، أخبريهم بأنك القسَمُ الاول والاخير ، أخبريهم عن قلبي ، قلبي المتعلق على شبابيك غرفتك ، اخبريهم عن سرعَة نبضي وعشقي ، اخبريهم عن جنوني ونسياني ، لا ابالي ، انني مرضت ، والحب لا دواء له ، فهل من جرعة تطفأ لهيبهُ ، ام ليس هنالك مايدون في صحيفتِي الا جنوني وهذَيْآنِـي ..؟؟؟

وَتمضِي الأيام ، وعَلى قلبِي يستَحيلُ النّسيَانْ ، لكنّ أربعَة أشهُر مِن الحرمَان ، لا تحل شيئًا!! ، قررت أن انهض ، الضعف والهّذيان لن يكُونَ حلا ، أعيشَ مع قاتلِي اخي حيَاة روتِينيَة ، حاولتُ تبرأتَهُم ، فبرأتُهم ، الا هُوَ ، كلمّا لمَحتُ طيفَهُ تذّكرتْ أخِـي ، تشتَعل النيران دون ما ايّة ادراك ، ينتفضُ جسدِي ككلما تذكّرتُ أني وحيدَة ، قلبي يرتَعب وعينَاي تزيغَان ، الدموع تتساقطْ كنهرٍ جارفْ ، يسَتحيل على المّد او الجَزرِ اسكَات جريَانِ أدمُعِـي ، فلذلك قررتُ ان لا أبدو كالضعفاء ، انا قويّة بمَا يكفِي لكي أثبِتْ لهُم أني لستُ بضعِيفة ، وقَفتْ على قدميها وتَسللتْ إلى دولابِـها ، دولاب جديد اشتَراهُ لها عمّها أبو ناصر في الوقت الذي قرر ان تكون لها غرفة كباقي أفراد المنزل ، فتحت الحقيبَة وهـي تضع يدَها على خِصرها المنحُوت ، ويتمَايلُ على أكتفهَا شعرها الرمادِي القصير ، عينَاهَا الرمادِيتّان تريد أن تختار أحد قطع الملابسْ ، التي تكفلت بِشرائها لـها جُمانْ ، رغم كرهها لها في بداية الأمر ، الا انها احبتها بشكل غير معقُول ، اليوم فِـي الفجَر سيكون انطلاقُهم الى المَزرعة ، وسيَباتُون هناك ، انتَبهتْ لوجُود هيفَاء ،، زوجَة ناصر تقف بجوارها وتسَحبْ قطعَة فُستَان كُحلِـي لها وهيَ تقُول : هذا احسه يجننْ عليك .. ، وابتَسمت لِك الحائرة بامتنانْ ، تخرج معه اكسسوار باللون الذهبي ، عقد جميل سيتلائم مع دقة عنقها ، دستهم في الحقيبة وأخرجت باقِي الملابس ،
ثمّ همستْ : جُمـانة ويـن ؟
هيفَاء تبتسم بسخرَية : جالسَـة مع عدّوك !!
رُؤى تظَاهرتْ بعدّم المُبالاة ، لكن التوتر يفضحها خصوصا حينمَا ترتعد عدسة عيناها وَتمُوج يميينًا وشمالًا ، أكملت وضع احتياجَاتُـها من فرشاتها وصابُون استحَمامها ، وبقية ماتحتاجُه ، ربما هذا يجعلها تتشَاغل من هيفَاء ، هيفاء التِي طالمَا رصدَت تصرفات رؤَى وحللتها بنَاءًا على تخصصها ، علِمُ النفّسس ، لازالت هيفَاء تنظر لتلك الهَـاربة ، التي تعبث وتخبي توترها الذي يزداد ، ويظهر على تصرفاتها تدريجيًا ، وتسَارع انفاسها يشتاطُ غضبًا فقط لذكر اسم ذلك الذي تظنُه قاتلاً ، هيفَاء وبكل صراحة : على فكرة ، حنا بنطلع في سيارتين ، سيارة ناصر وسيارة سلطان
رؤَى بابتسَامة مُجاملَة : يشرفني اركب مع ناصر ..
هيفَاء ترفَع اكتافها : ناصر عنده انا وعمي وعمتي ..
رؤَى بقهَر : سلطان ذاك ما يشرفني ،، وان كان هو اللي بيوصلني والله ان ماركب معه..
هيفَاء بقهر : ليه كرهك على سلطان واصل لـ هالحد ،، من تزوجت ناصر ماشفت اطيب من قلب اخوه ،، انسان مرح ماينشك فيه وبطيب اصله ..
رُؤَى : بالعنَة اللي تلعنه .. أنا شكُو فيه ؟ ، مااستظرفه ومستحيل اتقبله .. وماراح اروح ان كان مافيه الا سلطان ..
جُمانَة تدخل على النقاشْ المِحُتَدمْ ، ترَى كلتاهُما تدافع عن طرفْ محايدْ ، تجلس بقهَر امام رؤى على اريكَة مخمليَة وتقول : ما قلّت السواويق ، خلاص انا اروح معك مع سواق وسلطان يمشي لحاله..
هزّت رجلَييها بتوتّر ، لم يعد يهمها شعُور احد ، بقدر مايهمها شعُورها ، بقدر الحريق التي تريد اطفَائها ، هؤلاء قومٌ لا يشعرون ، أشاحت بوجهها كناية عن عدم المُبالاة ، وانشَغلت بحقيبتها ، هيفاء تضرب على فخذها وتقوم وهي تهز رأسها بأسف ، جُمان لازالت تنظر اليها بقوة ، سبحَان الله ، تملك نفَسْ عينيهِ ، وحتى هيأتِه ، مالذي أصابني ؟ ، هي لا تشبهه ، لكنّ حقدي يجسد من كل انسانٌ اراهُ سلطانًا ، عنفّتُ نفسِي كثيرًا وأنا ألومَها ، وعينَاي لا تكادانِ أن ترجِفانْ ، قمت مِن مكانِي وأنا أسحبُ عبائتِي من شمّاعةِ الملابسْ ، جُمانة تقف بقهر وهي تنظر لي من طرفِ عينيها لا تريد أن تكلمني ، ماكَان هذا الاتفاقُ يومًـا ، لقد قهرتها ، وقهرتهُم ، وأنا في اواسطِ منزلهُم ، يجب أن أرحل ، أن أعلمَ نفسِي الرحيل ، أن لا أبالي بهشاشتِي ، ليسَ كل هشًا يمكنْ كسرَه ، فالأوراقُ هشّة ولا تُكسَر ، خرجَت هِيَ من المَكانْ ، وأنَـا خرجتُ خلفها حاملةً معي حقيبتِي ، ارتَديتُ نقابِـي امام مرآة واقفة بجوار باب غرفتي من الخارجْ ، ثم توجهت خلفها ، ولمحتُ وجودُه وانا كارهَة ذلكِ الوجود ، أهديتُه أبشعَ نظراتِ الاحتقَار ، ولم تفتنِي ابتسَامته ، رغم احتقارري له ، لازال يبتسم ، لقد عادَ يضحك بعد انهياره ، ولازلتُ انا الرّهينَـة ، رأيتُ جمَان تركّب السَيارة معي بـالخلف ، وأنا أركبُ معهَـا ثم من غير سابق انذار كان هو يجلس مكان السائّقْ ، احترّقتُ من الداخل واشتعلت .. ماكان ينبغي ان اثق بهم ، عنّفتُ جمان التي تجلس بجواري وقلت بحقد : وبعد كل هالبلاوي تكذبين ..خافي ربك فيني ؟
جُمانة رَفعت رأسها : ليه انا شسويت ؟ ، سواويقنا طالعين اجازة ومضطرة العب عليك حتى تمشي مثل الناس..
رؤَى بغضَب : افتحي الباب ابغى انززل..
جمانَة تخفِي ضحكتها : ترا مو انا اللي اسوق .. اخوي اللي يسوق
رؤَى بغضب تحاول فتح الباب لكنه لا يفتح وتلتفت لجمانة بغضب : قولي لـ الزفت اخوك يفتح الباب ..
جمانة : على هونك على هونك .. وش اللي مأذيك ..اعتبريه مثل السواق عندك ولا تـحرقين قلبك على قلة سنع !
رؤَى : ماتشرف يكون سواقي ..وانا معه بمكان مانجتمع ..

سلطان فهَم الهمسْ ، لأن صوت رؤى يعتلِـي تدريجيًـا ، حتى هو لم يرد ان يكون معها في مكانٍ واحدْ ، لكي لا يؤذِي مشاعرها ، لكنها مضطر في ذلك الوقتْ ، سمع تأففها بين الحِين و الآخر ، تهز برجلها بغضب وهي تلتفت لجمانه بين الحين والآخر ، وجمان تَضحك عليها ، طالَ الطريق الى ساعة ونصفْ ، ثم بعدَ ذلكِ وقفوا امام بناية ضخمة مسورَة بأسوار حديدية ، نزلَ الجمِيع ، وهيَ لازالت تتأملها ، وتبتسم دونَمـا اي شعور ، انتفَض بدنها حينما سمعت صوته يضحك مع اخيه ناصرْ ، كان فضولها يريد ان يعرف مالسبب ، لكن غرورها داس على فضولها ، لتلحق بجمانه وهيفَاء ، وقلبها يشتَعل حقدًا عليهمَـا ،

واقفٌ فِي حديقَة القَصرْ ، فِـي يدِه ملفاتْ كثِـيرةْ ، مسجل فيها آخر المُعاملات التي تعامل بها ليثْ ، وآخرْ مكَان وجدَ فيهْ ، وكان هذا قبل 8 سنوَات تقريبًا ، آهٌ لو يعَررفُون بمَا يعرْف لتقَاتلُوا كلّهم عليهِ حتّى ينطُق ، ولكنّ الذِي يعرِفُ هوّ اللهْ ، يعَلم مافِي سريرَةِ نفسهِ ، يعرفْ كل شاردَة وواردِة فيهْ ، ما تنطقِ بهِ شفتِيه وما يخفِيه صدرهُ وعيَنيهِ ، جلَس على الطاولة ولازال ينظر لآخر صور تم التقاطها لليث قبل 8 سنواتْ ايضًا ، موجود فِي الملف صورة الضّحية ، الدكتور الذي ماتْ ، وصورةَ الممرضة التِي مع الطبيب الذي قُتل ، ومكان الحَدثْ ، وشكل الحقنة ، والأدلة المزورة ، وبعض البصمَات ، وتزاحَمت الافكار في رأسه لغلق الملف وهو يصفع به ، ويراها تقف امامه ، تجلس بلا مبالاة وبفضول تسَحب الملف ، لكن اصابعه تلتقط الملف وبغضب : حقوق ملكيّـة !
ضحكت بسخرَية وهي تقُول : يا حقوقك الملكية .. حبينا نشبع فضولنا وبس..
سَخر آدم بقوة ، نظر اليها باحتقار وهو يقُول : طيب انا حاب اشبع فضولي ياست هَاجر .. انتِي ماتستحي تجلسي مع رجال غريب ؟
هَاجرة بإحراج تقف وتبررّ وقوفها مع عدم وجود مبرراتْ كافِيَة لما تفعل ، وترفع كتفيها : تعودّت من قبل !
آدَم بسخريَة : تعودّتي .. عطيني عدد ! ، لمَ تفهم سؤاله اوو استفهامه ، لكنها كانت تغلّي من الداخلْ ، حرارة معتَنقة في ذاتها ، ترتجف وتهتز من الداخل بسبب نظراته واحتقاره ، لكنها لم تعتد الا على الجرأة الممنوحة بصك ضمان من اخيها وابيها ..سؤاله يترددّ في دماغها " عطيني عدد " مالذي قصده ابنه امه ؟
لتجِيبه : عدد ؟؟
آدَم بقهر : ايه عدد .. مو تقولي تعودتي ..كم عددهم اللي جلستي معهم غيري ؟ ، ماعندك خجل ! ، ولا تجردتي من الدين والادب مثل ابوك واخوك ..
هَاجر بقهر وبغضب : احترم لسانك ، لابسَة حجابي ومحتشَمة بـ نفسي وماني قاعدة اهيت على كل من جا وراح .. المفروض ما تتجرأ تنطق بمثل هالكلام .. تعايرني بخوف ربي .. وكيف تقذف بي .. ولاتقذفوا المحصنات الغافلات !
آدم بسخرية عويصَة حرقت مشاعرها ولو لم تكن انسانا لاشتعَلت دخانًا : في فرق كبير بين اني البس حجم واحترم حالي واتخلى من الجرأة واتحلى بلباس الخجل .. وبين اني ادعي لبس الحجاب والحشمة بينما انا مثلي مثل اللي مَ تلبس حجاب ..
هَاجر بعصبيَة مفرطَـة كونها لمْ تعتَد ان يكُونَ موبخَها بهذهِ القَسوة لتجيب : ودام انه مو عاجبك ياسيد ادم ضف وجهك ولا تتفلسف ..
آدم بـاحتقار : اكيد مو عاجبني ولا يشرفني .. لو انك اختي كان القبر اوسع لك من ديار ربي ..
ولفّ ناظريه ليكمَل طريقه لكنه تفاجأ بوجوده وقال : ان كان مو عاجبك انها مو محرمه عليك..حللها عليك واطلبها بالشرع ..
آدم بصدَمة رفع حاجبيه وتلك تشهق وترتجف شفتيها من قرار والدها ، نطق آدم باحتقار : مَايشرفني خلط الانساب !
بو عمّار بغضب : مَ يشرفك خلط الانساب بس ماتبي توقع بالحرام .. وين الاهون تاخذها على سنة الله ورسوله وتجالسها كـ اخت ..او انك تلاقيها قدامك بالحرام ..يامطوعنا !
آدم بقهر : مافيه شيء بالزواج اسمه كـ اخت .. هذا ايلاء والله مايرضى باللي يولون عن نسائهم اكثر من اربع اشهر وما يكفرون عن القسم..ان كنت تبي زواج بالدين ، فهو زواج الشرع وانا راضي به..وعلى قولك..تكون زوجتي..ولا تكون معرضة لأهل الحرام بشوفتهم لها .. مايعجبني تحرر بنتك ..وان كان في شخص ملوم بـ هالشيء فهو انت
انصَرف من المكَان ، لكن تلكِ تنهَار على والدها بقهر ويلتفت ليسمع حديثها مع والدها وهي تبكي : ماابغااااااااااه ..
بو عمار ينظر للملفات وبنظرات غاضبة : انكتمي ..صدق ولد امه يوم قالها ..
هَاجر بغضب :ما ابغااااه .. م يشرفني .. صح كنت مثل ابوي .. ومو بس مثله .. الا ابوووي..لكن لو اخوك عايش فوق تربته مارضى لك تسوي في بنته كذا
بو عمار بعصبية يقف على قدمِيه : وانا ايش سويت .. من يوم وعيتي على الدنيا وانتي بنتي..مدللة ومعززة ومكرمه .. واللي ادرى بمصلحتك تعايرينه ؟ .. انا طول عمري ماشفت فيك بنت اخوي .. شفتك بنتي .. ام عمار اخذتك وهي اللي رضعتك وحليتي على عمار وكنتي اخته..ماقدرت افرق بينكم انتم اخوان وانا ابوكم..بغض النظر عن امك وابوك الشرعيين..بس ماعمري فكرت اخليك تناديني بعمي..كنت ابوك ولين ماموت انا ابوك.. وانا اللي ادرى بمصلحتك..
هَاجر بقهر: انت ابوي طول عمري من وعيت وانت ابوي..انا ابوي اللي مات ما تقدر لي شوفته ..لكن ربي جمعني بأبو ثاني..تكفى لاتكوون ذباحـي ..ماابغى عميلك..
بو عمّار : ماهو بعمـيلي.. هذا مثل ولدي
هاجر باستنَكار ودموعها تفطر من عينيها : مثل ولدك ؟ .. وقسوتك عليه وسياط همك اللي نزلتها فيه .. وفيني انا .. تبي تجمعنا فـي بعض..يووبه تكفى لاتذبحني ما ابغاه
بو عمار : صدق لما قال اني عطيتك وجه بحريتك .. كوني له بس لاتكوني عليه.. فكري واستخيري..ثوب الحزن لاتخليه جلبابك..الله يوفقك..

دَخل تاركًا ايها تنَهار ، نظرت اليه بقهر بعدما رأى انهيارها لازال جامدًا مصدومـا ، اذا هيَ ليست ابنته الشرعية ، بل ابنة اخيه ، وقد كفلها ، كيف لأمثال سعود العزيز ان يكفلُوا ايتامًا ؟ ، كيف يتسنى لهم ذلك !! كيف يوجد هنالك مكان للطيب في قلبه ، ايعقل ان يشعر ؟ ، لمح فيه جانب انساني بعدما كان يظن انه مجرد خبيث يتلاعب على كل الاطراف.. وقفت تحتقره ودموعها الحارقة على وجنتيها ، وحلقها المحشرج لازال يخرج شهقاتها ، دخلت الى الداخل ، وهو لازال ينظر الى مكانيهما ويكأنهما لازال يتحدثان والحديث يرن في اذنه .. مصدومًـا بلا شك !

- يتــبع




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-14, 10:23 PM   #23

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تـــــابع :




يحدث أن يذبل فجأة في صدرك شيء تفقده بعد شهيّتك للحديث ، تريدُ أن تبوحْ ، لكنّ شهَوة الحدِيثْ أصبحّتْ مرةْ ، بلا طَعم ، تريد أن تتقيأها لترتَاح ، لكنها لازالت فِي معدَة الروّح ، تحلّ معادَلة الألمْ ، شعَر حينَ ذاك بأنّه الوحيدْ الذي افتقده ، رغم رؤيتهِ لهُ أمامه طوالَ الوقتْ ، الآنَ غدَا ليثًا ، ياويحِـي ، لما لم أجرأ على ان أحتضِنه طويلاً وأقول له أنا مُشتَاق ، ربمّا لأني كُنت غاضَبًا ، ولماذا يأبى المَجيء معِـي لماذا طلَب منّي دفنهُ وارسَال رسالة إلى أهلهِ بأنه ماتَ هُناك ، وهو حيّ يرزقْ ، لماذا تعترِيني طاقّة ولأول مرة فِـي حياتِي أن أضربْ أختي ، هَذا الهم لا يرحَم ، يذّبححَ ! ، يراها تجلس امامهه ، وهو لا يبالِـي لجلوسها ، مكسور من الداخل ، مفضوح من الخارج ، تريد ان تحل معادلة صمته ، ولم تعلم بالمعادلة الصعبة التي داخل رأسه ، جالس محني الظهر ، مذبول القَامة ، ينظر للفراغ ، عينَاه فيهما أثر البكَاء ، من الذي أحرقَ قلبك يامشعل ، دلني عليهِ لأحرقه ؟ ، لم يكن لمشعل ان يتكلم سوى ان التنفس ازداد تدريجيًا كناية عن القهر المستزيد في صدره ، مستفز هو القهر ، مستفز جدًا ولا يرحم صاحبه حتى يجثيه ارضًا ، انظري الى عيني أخيك ، ماذا ترين ؟ أتري الانكسار وقل الحيلة ؟ ، اتعلمين بسبب من ؟ ، بسببك ، بسببَ صمتك ، صمتِك الجاثم ، قاهِر الرجّال ، لمَ لم تتكلمي ، لما كنتِ طوال الوقت تمثلين دوَر التي تهتم لقضية غياب الليث ، بينما انتِ بالحقيقَة تعلمين بوجوده ، انك تلعبين مع الشيطان هذهِ المرة ، كنتِ تكذبين معه ، تقولين بأنه ليس هو وانتِ تعلمين بأنه هو الذي قررنا ان نكون مذبحَة لأجل عودتهِ ، وهو الآن لا يبالِـي ان كنا سنرجع ، او سنعود معَه ، غربَاء دون ان يسأل الدهر عنّا ، وفي كل موسِم من انكسَارنا ، يرسل لنا حمامٌ زاجل ، في قدمِه معقودَة رسالة ، مطوية باتقان ، بداخلها كلمَة " لا تقرأ دهرك ، لأنك ستمُوت " ، الطعنات لا تحتمل ، خصوصًا من فتاة تملك عينينِ كعنينكِ يا أختي ، عينَان لا تنمان عنِ الاحتيَال ، لقد كسرتِ حاجزَ مملكتِي ، اقتحَمتِ كيانِي وهدّمتِي اركانَ أخيكِ ، لم ترحميه بكذبتكِ التِي لا تُغتفَر ، كيفَ لي ان استعيد الليث الآن ؟ ، لو أنّك فقط أخبرتنِي منذُ البدَاية ، لكنت أستعدتُه بسهولة ، اما الآن فلا اقدر ، لقد بكيت كثيرًا امامه واحتضنته ، لم يؤثر ذلك فيه وكأنه قد جرد من المشاعر ، انا لا الومه ، ولا الومك ، بل الوم الدهر الذي وضعني في المنتصف بينَكمَا ، محتالَينْ ، لا ترحَمان ، صمتكما قاهِر ، وكذبكمَا لا يغتفَر ، لا يغتفَر .

قاطعَهُ الصمتْ بِاستفسارها وهيَ تقُول : مشعل .. شفيك ساكت ؟ ، ليه المح تعب في عيونك ؟
مشعَل بغضب وقهر : لا تسألي ، امثالك المفروض يستحون السؤال ..
وقَف متوجهًا الى غرفتهِ تاركًا اياها ، وقفت معه ولحقته بصدَمة بعد أول أسلوب قاهر قهرها في حياتها من اخيها لتقول وهي تلفه : مشعل اش فيك ؟؟ ، وش سويت انا عشان استحي ..
مشعَل بعصَبية : لا يهمك اخباري ولاتهمني اخبارك..أنا معك بس أأدي امانة ابوي..تكوني تحت عيني والله يوفقك.. تهمة احتيالك مالها مبرر .. كنت مثل الجاهل بين يديكم..قهرتوني الله يقهركم..
وريف ودُموع تجّمعت فِـي عينيهَا وهي تقف امامه وتضربه بعَتب على صدره وشهَقاتها تؤلم مسامعه وتقول : انا ايش سويت لك قول ؟؟ ..مالك مبرر تتهمني زور من غير ماتعلمني وش اللي سويته .. حرام الظلم يامشعل..الظلم ظلمات يوم القيامة.
عضّ على شفتيه قهرًا ، لا يريد ان يرى دموعها التي تضعف قلبه ، مشَى وهو يقول : ان كان تبي تعرفي وش فيه..سألي الليث يخبرك !

دَخل غرفته تاركًا اياها ، صافعًا الباب امام وجههَا ، مصدومَة هِـيَ ، لاتعلم مالذي جعلها هكذا هشة وطرية كقطعة صلصال يعجنها الاثنينِ دونَ رحمَة ، لماذا مشعل لم يفهم الموضوع جيدًا وحبكته ، لماذا يتعَامل معِي بكل هذه القسوة ؟ ، لقد اصبحت شفافًا ياليث..أنا وأخِي مشعل نعرفك ، صدقتَ حينما قلت لي بانهيار مشعل ، صدقت حينما علمتني بأن مشعل يجب ان لا يعلم .. ابشرك ايها الغائب الحاضر ، لقد عرف ، وانهارَ فيَّ ، ألمني جفاءُه كثيرًا ، لن اسامحكَما ابدًا ، سأشتكِي لوالدِي حينما أرجع ، سأوجه أصابع اللوم عليكما ، لا احد يعلم بأني انا الضحية وليس مشعل ، لا احد يعلم بأن الصمت كان يقتلني ألف مرةٍ ومرَة ، لكني كنت أصمت لأجلكَ ايها الغائب ، لأجلِ رجوعك ، لقد افترستماني..ابي أمنّكما علي ، انتما لستما اهلاً للأمانة ..لقد ضاعت أمانتُكَ يا أبي ..ضاعت مكسورة بين غائب يزجرها ، وحاضر يمحيها ويفتتها ، ضحية .. وسأظل ضحية ، وساذجَة ايضًا !


،

فِي المَزرعَـة ، كانت جَالسة على أرجوحَة طويلة وبجَوارها جُمان وهيفَاء ، يشربُون الشّاي فيمَا بينهم ويتسَامرون ، بينمَا هي تغط في صمتٍ عميقْ ، تفكر في الموقفِ المُحرقِ قبل قليلْ ، حينما جُمانه قامت باستغلالها بِـ هواها المجنُون ، انتبهَت لها وهِيَ تقول لها : على فكرة مو بس حنا اللي بالمزرعة بنكون..حطي بحسابك انك بتشوفي ناس من قبيلة المالك تبعنا..
رؤَى ابتسمت : كويس.. عندهم بنات مخابيل مثلك ؟ ولا انتي آخر نسخة من الطيبين ؟
جُمانَة بقهر : لا عندهم مثلي واخبل مني بعد..
رؤَى مالتَ بشفتيها لتهمس : وليه عصبتي ..بعد عمري كله ماشفت بمثل خبالك !
جُمانة : اعوذ بالله من لسانك ..ماتخلين مسلم بحاله..
رؤَى بضحكَة ، ثم ضربت جمانة بقهر بشكل مفاجئ : انا ماحاسبتك ياحمـااااااااااارة على اللي سويتيه .. ياربي يوريني فيك يووووم وافرجيك مزبوووط ..
جمانة بضحكَة وهيَ تهرب منها : ههههههههههههههههههههههه عجبتني وافرجيك مزبوووط..
رؤَى تلحقها وتمسك بها من اذنها وتشدها اليها وبقهر : بسرعة اعتذري من اسيادك لا ارميك بجزر المالديف..
جمانة بعشَق : واااااااااو .. مالديف مرة وحدة .. ايام نوت سوري..
رؤَى بتقليد : يور نوت سوري اجل هاااااا * وتشد اذنها بقوة * جعلك الجرب انتي واخوك المعفن تحطيني بسيارته ، ثاني مرة بتبرا منكم وبهرب عنكم..
جُمانة التفتت اليهَا وبملامح جادّة : كيف تهربي ..على اي اساس تهربين ؟؟ .. مجنووونة انتي ..وين بتروحي..
رؤَى تبتلع الألم وهيَ تحتضن ذاتها ، سؤال جُمانة بتر الكثير من احلامها ، كل يومَ تخطط للهرب ، لكنها تخاف من العالم ، تخاف من الخارج ، هل سينهشونها ام لا ؟ ، لتجيب بعَدة تنههيدَة وصمت دام طويلاً : ربي بيحرسني بعينه اللي ماتنام..
جُمانة بغضب : والله العظيم ان هربتي لا اذبحك واشرب من دمك.. قسم بالله احشي راس امي وسلطان وازوجك اياه مرة وحدة..خلينا كذا حلوين لا تندمي
رؤَى بقهر ودُموع جامحَة ظهرت من عينيها : فال الله ولا فالك..قال ايش انا اتزوج من اخوك..اربع شهور ما مليتي من مقابل وجهي ؟؟ .. خلاص ماعاد لي قلب اتحمل وجوده معي بنفس البيت والمكان..تبين تربطيني له.. حتى لو ماكان الهرب براسي بسبب افكارك وتخويفك لي افكر اني اهرب..الله لا يسامح قلبي لو غفرت لك زلتك..
انتبهَوا لِهيفاء تدخل ومعها اثنتِين غريبتين ، لم تراهما من قبل ، أخفت دموعها وجمانة اتقنت اخفاء ملامح القهر من وجههَا ، سلّمت عليهما لتقول هيفاء : رؤى ..هذولا اسماء وشوق.. عيال بو ليث المالك..
رؤى بهدوء : تشرفـنا ..
هيفاء تنظر لأسماء وبخبث : وينها حماتك ماجات ؟
أسمَاء بقهر : عارفة انا ليه تبيها..عشان تستلموني..بتجي راكان بيجيبهم ..انا جاية مع اهلي
شوق بضحكة : وليه الميث..تعالي لي انا واستلمها معك مزبووووط..
هيفاء : ههههههههههههههههه.. ياحياتي الأوادم..
جُمانة بنرفزة : بدأت هيفاء.. انا مستغربة كيف اخوي ماهو منجلط منك..زوجته وجهها ممسوح بمرق..ليت امي طاوعتني وخذينا له ذيك المليحححة
هيفاء بشهقة : وجعععععععع وججعععععععع .. الا ياحظه فيني مرتاح مع زوجته ..*ثم التفتت الى اسماء* وانتي يالخفوق عسى ماحملتي؟
أسماء بخجل : لا مايمدي .. طالبة سنة اجازة اثبات اقامه وبعدين نجيب
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه عجبتني اثبات اقامة ..
جُمانة بتغيير لـ الموضوع : شخبارها خالتي ام ليث؟
شوق بابتسَامة : الحمدلله بخير..
جُمانة : الله يفرح قلبها برجعة احبابها ..
لَمحت هدوء خافت ، انطلى على وجهي شوق واسماء ، ثم قاومتا احزانيهما بابتسامة وهن يهمسن : آمين يارب..
هيفاء : وينها وريف ليه ماجت معاكم والله لها وحششة..مانشوفها لا بأعراس ولا بمناسبات..
شوق : ووي هيووف اشبك ؟..مادريتي انها تدرس برا مع اخوها..
هيفاء بنسيَان : ووويه ياحسرتي ..سلكي وانا اختك ماعاد بي عقل اذكر شيء.. اذا جوالي بيدي ونسيت وين حاطته ماتبين انسى علوم الناس..
جمانة بخبث : انا قايلة اخوي مفجوع من حرمته ..كوندليزا رايز السعودية ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه
هيفَاء نظرت لها بغضَبب وخِيمْ ، لمْ ترحَم جُمانة من سيل نظراتها ، وتلك لم ترحمها من تعليقاتها ، رغم جمال العلاقة بينهمَا ، وتلكَ انَسحبت من المكان حينمآ شعرت بضيق مفاجئ.. أصبحت تمشي بالمكان ، بنفس الطريق التي اتين منه . ولم تعلم بأنها ضالّـة عن الطريق !

،


كَانتْ تُجهز وَجبة الغَداء لهمَا ، وهُوَ مِن عادتِه مساعدَتها ، كانُوا يتهامسون فيما بينهم ، اثناء تجهيزهم لـ الغداء ، رتبت الطاولة ووفجأة وصل ححديثهما لموضوع اثار غرابة في نفس فهَد وهي تقُول : للآن ماوصلتم للي ربي يبيكم توصلون له..
فهَد عقد حاجبِيه من سؤالهَا ، لم يفهم سؤالها ربمّا ، رغم وضوَحه ، او انه فهمه ولكن لم يفهَم سبب سؤالَها ، مالذِي ترمي اليهِ لِـيقُول لها : كيف يعني ؟
عبير تجلس على طاولَة المطبخ وتقطع السلطَة : يعني ..مثلاً ..للآن ماقدرتوا تحلوا قضية وصل عمرها لعشر سنوات..صاحبك المفقود بيكمل 11 سنة وحضرة جنابكم ماتحركتوا له.. حرام نومه مايتهنى فيه لان كل يوم يذكر هله..
فهَد بلع غصّته من كلامها الصحيحْ ، جلس امامها وهو ينظر لعينيها الواسعتينِ مباشَرة ليقول : لو بيدي اليوم اطلع اللي المفروض يتطلع..ماقدرت اعرف وين مكانه ..ويمكن لو شفته بعرف منه الدليل ..يمكن يكون معه الدليل بس ماعنده القدرة انه يواجهه.. عشان كذا انا محتاج اشوفه.. انا مع يوسف ومشعل دورنا عليه ..ليل ونهار ننبش في تاريخه..قبل سنين هروبه.. ندور على عنوان الممرضة..نبي نسجل اعترافها بأي طريقة.. بأنها تكون فعلاً سوت هالشيء.. بفعل فاعل.. وان ليث ماله ذنب.. نحتاج نعرف سبب هروبه..لان اكبر شيء ثابت عليه التهمة هو هروبه.. يعني لازم نعرف اشياء كثير.. الشغلة مو سهلة.. اذا على مشكلته صارت مشاكل بين السفارتين ..اكيد راح تواجهني انا كمحامي مشاكل مع قصته..

عبِير تبتسم : والله تمنيت انكم تعجلون وتفرحون قلب امه..سنة ومن تعرفت على يوسف ودرست معه قضية ليث.. مفروض نخلصه يافهد ..
فهد بابتسَامة يردها له ، يلتقط قطعَة من الخيَار بـ شوكته ويمضغها في فمه وهو يقُول : الله بيكون معنا ان كان ليث على الحق.. بس لو اوصل لـ الممرضة كان كل شيء محلول..

عبير : ماحاولت تدور على ليث.. ؟

فهَد لم يفهم سؤالها : كيف يعَني؟؟!
عبير ترفع اكتافها : مو شرط يكون ليث متخبي..يمكن ليث معنا ويشوفنا..من الناس اللي نعرفهم وحولنا..بس حنا مانعرفه.. حط ببالك هالشيء..

عقَد حاجبيه ، والاستفسَارات تتقاذف في رأسه ، القضية أشغلت فتيلة في دماغها ، التقط قطعة خيار بشوكته ومضغها ، وعبير تلومه لانه يشتتها عن اكمال السلطة !


،








نحن لسنا بحاجة لحدوث الأسوأ لندرك أن مانعيشه ليس سيئًا .. كما كنا نعتقد !، كاللذي حدَثْ قبل قلِيل ، لا ينقُصنِي أن يأتِيني أسوأ مِنه ، لقدْ احتججتُ كثيرًا على مشعل ، ضربت بابَه كي يفتَح لي رغم ألمِي منه ومن جفَاءهُ ، طرقت الباب مرارًا ، لم يفتح لِـي جلستُ امام الباب طويلاً ، كنت أحاول رشوتَه ، ان استميله ، لكن اذا فتَح الباب سوف اذبحه ، باحتضاني القاسي له ، وبكائي على صدره ، انه أخي الوحيد ، روحِـي الأخرى ، لا استطيع ان انام ليلاً اذا صدّ عني ، وأصبحَ وجههُ كالمكفهرّينْ ، لا أتحمل هذا العذاب ، سوف أموت ، او تقتلني الافكار التي تحوم حول رأسي ، توجّهت الى غرفتي ، فتحت النافذة واستَندتُ انظر للمكَان وأنا أبكِي ، دموعي كانت غزيرَة ، لم أبكي قط مثل بكائي هذا ، لأني لم أعتد على سوء الظروف التي تشبهه هذهِ الآن ، كان ابي يحميني من كل خبر سيئ ، كان يحافظ على دموعي ، بأن لاتهطل ، لأنه يقدرها ، آه كم اشتقت اليه ، ولأحضانه ، ولرائحَة صدره القابعه فيه ، ولكفهِ الحانية التي ترنو على وجهِي ، ولِـ حضنِ أمي ، وجدّتِي ، وكل من هم حولي هناك ، تمنيتُ الآن وفقط ، اني أطعتُ جدّتِي ، جدّتِي تلك التي منعتني في البداية من السفر ، كانت تخاف علي ..كانت تشعر بأن هنالك خطب ما ، انه ليس خطب فحسب.. هنالك كم هائل مِن " المشاكل " ، تهجم علي ، دموع هاطلة لم تتوقف ، لم اكن مهتمة بالشتاء الذي ينقض على جسدي..كان لباسي خفيفًا ، مجرد قميص ، يسترني ، رغم انتفاض جسدي لم اكن مهتمَّة الا لأخي ، كيف سينام وهو مقهُورٌ مني ، أخاف عليهِ من النوم ، تمنيت ان يكون الليل اقصر ، ويأتي النهار أبكَر ، وأنام وأصحى بسرعة ، وأجدهُ واقفٌ على رأسي ليعتذر مني ويحتضنني ويقول لي ..أنا أعتَذِر ، سمعت تخبيط الباب ، ووجدت ان مشعل خرج من غرفته .. هرعتُ اليه .. ناديته ، ولم يرد ، بكيت وطالت شهقاتي ولم يلتفتت ، كان قاسيًا جدًا ، لم يكُن هو مشعل .. الذي اعرفُه ، ماذنبِي انا حتى اعامل هكذا ؟ ، وحوش انتم حينما تغضبون ..تهلكون النساء من هفواتِكم ، : مشعععل..
مشعل ببرود : انا بطلع هالحين ..قفلي الباب ..
وريف تقف امامه بقهر ودمُوعها سبّية على وجناتها : لا مافيييه.. لاتروووح لا تطلعع.. مابيك تطلع.. ظل معي..ماحبك تزعل كذا ..قلبي يعورني ..ماقدر على زعلك
مشعل رفع حاجبه وتأمل دُموعَ عينيها ، التقط المفتاح وكرر كلامه وكأنها لم تنطق شيئًا : سمعتي شقلت ..؟ انا طالع ..قفلي الباب وراي !!
انسحَب وهي تبكي وتزيد شهقاتها وتجلس بحَسرة على الاريـكَة ، صفع بالباب واهتز جسدَها ، توجهت الى البَـابِ وأقفلته ، ومَوجة بكائها لم تهدأ بعَد !



،




الصدّمة التِي سمعتُ بها اليومْ ، زلزلَت كيانِي ، لم اكن أتوقع أن سعُود العزيز يَحمل قلبًا لِكي يكفل يتيمًا ، كيفَ حملتُه الشفقة الى هذَا الحد ؟ كيفَ ! وهاجَر ، مامصيري بها ، أستكُون زوجَـة ، ماهذهِ الحيَاة المُتخبطّة ، دار في ارجاء ملحَقه ، كان الهم يضيقُ عليه اواصر صدره ، تذكر أمه ، وبدأ يهز رأسهُ بقوةّة ، الصداع الذي يعتريه يعود بين الفينة والأخرى .. كان ينظر الى البروزولام على كومدينته ، حاول هذهِ الفترة جاهدًا ان يقَاومُه ، ينهَار بين الاسابيع ، لعن المشَفى الذي دخل فيه ، حقنوه بكميات هائلة من البروزولام ، والان هو يستخدمه على هيئة عقاقير طبية ولا يستطيع ان يبعد نفسه عنه ، حاول كثيرًا لكنه لم يستطع لم يقدر على ذلك .. فتح ازرار قميصه وهو يقَاوم ، لقد شقى منه ، تنفس بقسوَة وجسدَهُ متعرقٌ جدًا .. لا يعرف ماذا يفعل ، غير انه دار في المكان وحول نفسه ، يشهق بقوة من الالم الداخلي الذي يعانيه بسبب المهدئات التي تساعده على النوم ، لا يعرف عذابها الا ضحاياها ، وهو احد ضحايا المستشفيات التي تريد ان تتخلص من المريض بأي طريقه ، عن طريق السم المهدأ ، البروزولام ، الذي يجعل الانسان مدمنًا عليهِ دُون رحمَة ، يا الهي ، رحَمتك .. مسح جبينه المتعرق ، فتح جميع ازرار قميصه ، ثم توجه الى ثلاجته ، وسكب له الماء في كأس..شربه لمرة .. وسرت برودَته في عروقه ، لكنه لم يطفأ من نيران لهيبه شيء..صب له لمرة ثانية ، وشرب، وثالثة ، وشرب ، ورابعة ، وشرب ، ثم رمى الكأس ليتكسر امامه عينِه ويصرخ بغضب.. من الالم الداخلي الذي يعانيه بسبب الصداع المخيم في رأسه .. سمَع طرق الباب .. توجه بتعب وهو يترنح .. فتحَ الباب وسمعَ همسًا ، ثم سقطْ ..

،


فكّرت مليًا ، حاولت ان ترى الخيار الصحيح ، لكن لاصحيح يوجد بهذا الخيار ، انها ليست له ، لا تريده ، لا تريد ان يكونَ لها او ابًا لأبنائها ، مِن البدَاية لم تحبه ، تعتبره كعميل لأبيها ، رخيص بتصرفه ، من اجل الاموال ، التي سيغنيهِ بها والده نظرت للساعة بتوتر ، كانت تقارب الواحدة والنصفِ ليلاً ، لم تستطع النوم ، كيف يمكنها اقناعها لوالدها بعدم تزويجه لها بـآدَم ، زفرت بهم ، وطالَ بها التفكير ، لم تستطِع الهروب من واقعها ، بأنها تائهَة بين قرارتِ الرجال ، وأخيرًا لمعت في ذهنَها فكرَة ، لمت حجابها عليها ، ارتدَت معطفها ونزلت بسرعَة الى الاسفل ، ان استَطعت ، سأعقد هدنَة ، واتفاقيه مع المجرمين ، حتى احافظ على ذاتي من النهش.. من ان لا يختزلني احد من اجل رغباته ، طرقت البابْ ، ثلاثًا ، لم يفتح ، سمعت صوت حطام الزجَاج ، اعادت طرق الباب اكثر من 10 ، ثم فتح لها الباب.. لم تنظر اليه وبسرعَة تكلمت وهي تقول : آدم .. ابي اعقد معك اتفاق.. ولو تحب الخير لنفسك حبه لاخوك المسلم..لاتفكر بس في حالك.. وانت تعرف وش بيسوي ابوي.. ابيك تقول لابوي انك ماتبيني بمقابل انك ماراح تشوف وجههي امامك ابدًا .. ، رفعت رأسها له برعب وهي تنظر له بخوف ، صُعقت من منظره المرعب ، من شكله ، من جسده المتعرق ، وصدره المكشوف ، وقميصه المبهذل ، وشعره المتموج من التعب ، تراجعت للخلف سقط بقوة مغشيًا عليه .. سقط عليها .. حاولت ان تمسكه .. ومن ثقل جسده.. سقطت هيَ ارضًا معه .. ثم صرخت بألم و بأقوى صوتها : يووووووووووووووبببببببببب بببببببببببببه



،



هممتُ لأبتلعَ الغصّةَ فابتلعتُ صوتِي ، الآن أوقن أنها أنتِ ، حبيبتِي وخطيئتَي ، وقسمي الأول وسمائِي ، لكأني فتقتُ جرحي بيدي ، ماعذرُ من كان يجهلُ مالصواب ؟ ، لا ينبغي ان اطالب بالفعل الصحيح دون خوضِ التجربة ، وعيشُ الأشياءِ ولو لجزءٍ من الوقت ، لأعرف حقيقة إن كنتُ أريد ما أريد ، يسُوؤُنِي ندمي ! ، في اللحظة ارفضُ فيها ان لا يدخل الى قلبكِ ندم ، بالأصحّ ، أن أموت فيكِ وأنا حي ، كيف لإغماضةِ عينٍ أن تجر كما هائلاً من الذّكريات ؟ ، لتوقفكِ بين يديّ ، كما لو أنكِ حقيقة ، لتخلق فيّ سعادة موجعَـة ، أنتِ النسمة التي ما شعرتُ بها الا حين غيابِ بسمتها ، ورؤيتي لدموعها ، وأفتح عيناي التي تودُّ أن تستغفل عقلي وتقرأ عيناكِ ، وأتسائل .. كيف لأعضاءِ الجسد الوآحد ان تختلف ؟ وأتسائل أيضًا .. عن دُموعكِ .. لما تبكِين ؟ ، لما تبكين في الشتَاء ؟ ، الا تعلمين بأني من المتعلقِين بكِ ، لما لا تضعين وشاحًا على جسدك ، كنتِ تنتفضين بردًا بين بكائكِ ، وانا احترق الما على تعذيبك لذاتك .. حرام ! ، ماذنب الجسد ، عذبي اي شيء في الدنيا ، لكن لا تكُونِي قاسية على ذاتك ، لما مشعل يتمرد ويؤلمك .. لما هو قاسٍ ، الى درجَة انه لا يرى عيناكِ ، عيناكِ قاهرتي الرجال ، ليتني كنت معك ، أحلّ عليكِ ، أحتضننكِ وأدفنكِ في صدري ، ليتكِ تعلمين ، بأنّي أقسَى من مشعل الافًا في الحب ، فحبيبتِي ضحية ، لا يرحمها الا انا ، ولا يقهرها سوَاي .. امسحي دُموعك ، سوف ينال مشعل ضريبَة ابكائك ، سوف يندم لأنه ابكاك ولم يرحمك..امسحيها ولا تبكي ، تعالي .. اين ترحلين .. هل ستهرعين اليه بعدما آذاك .. هل ستلحقين به حينما يخرج.. تعالي وقفي هنا وابكي هنا .. لا تبكي امامه.. دعيني ارى دموعك.. لن ارحمَ اخاكِ .. سيندم.. أقسم بأنه سَيندَم .. امسحَي الدموعَ فحسبْ .. سَمع صوتُ الجَرس .. التفتت وايقن ان مشعل من وصل.. والغضب يأكل روحَه ، سيذبح مشعل .. سيضربه .. وحينمَا فتح الباب لمشعل.. ضربه بقسوة وتألم مشعل حينهَا .. ليث بغضب : مشاكل الرجال حلها بيننا .. مو تدخل اختك فيها..
مشعل بألم وبغضب وهو يقُول : وانت اش دراك باللي سويت لاختي..؟
ليث بقهر : مو مهم كيف عرفت.. انا ادري وواثق من طلعت من قدامي وانك بتقلبها بلوى .. والله ان لادفنك لو زعلت اختك..كيف قلبك يطاوعك على قهر النساااء..
مشعَل نظر بشك ثم قال : مو لانك ماشفت من سنين النساء ..قلبك صاير عليهن.. تتستاهل اللي جاها وبكرة يجيها الاعظم..
ليث بغضب : والله يامشعل والله ان عرفت انك مسوي لها شيء لادفنك ..
مشعل بقهر وهو يدفع ليث الى الخلف : وليييييييييييه ياحضرتك ماتبيييييييني اسوي لها شيء.. ليه ماتبيني اعتب عليها واقهرها مثل ماقهرتني..
ليث بجنون يلكم مشعل : كيف يطاوعك قلبك وتلمح دموعها من دون رحمة ..
مشعل بعصَبية : انت كيف دريت انها تبكي .. كيف عرفت ؟؟
ليث يوجه انظاره الى البلكونة ويقول : مو اول مرة تزعلها يامشعل.. ياما شفتها واقفة وتبكي وتزعل.. ماغيري يدري عنها.. حتى هي ماتدري باني كل يوم ادري بدموعها..
توجه مشعل بجنونُ الى البلكونة .. ويكتشف بأن وريف في البلكونة المقابلة لبلكونَـة ليثْ ، جنّ كثيرًا ، وتبادل العملاقان الضرباتِ واللكمّاتْ ، بينمَا هي لازالت تبكِـي قهرًا من عتابِ اخيها الثقيل !


،


،



ككنتُ حائَرة في هدوئِي ، وصمتِي ، كنت اظن بأني ادل الطريق..في البداية لم اعره اهتمامًا ، لقد اتينا من ذات الطريق وانا لم اضع بعَد ، سرت افكر ، كيف يحق لهم ان يضحكون وانا ابكي داخليًا ، لازلت في حالة ترقب وجنون ، للحظَـة الهرب ، كنت ارتعد لحظة ان وعيت على نفسي .. واكتشفت ضياعي .. واني ضللت الطريق .. والادهى والامر .. انني لا اعلم كم مضى لي وانا امشي.. لكن اكتشفت اني مشيت طويلاً حينما اكتشفت غروب الشمس.. ازداد خوفي وصرت التفت على نفسي.. نزلت دمُوعي دون سابق انذار .. بكيت طويلاً .. لم احرك ساكنًا خفت ان اتحرك فأضل اكثر.. جلست في مكاني وبكيت خوفًا من ضياعي.. الآن ادركتُ ان ضائعة ؟؟ .. لماذا اخاف .. فأنا ضعت من قبل.. ضعت من اهلي.. كلهم رحلوا وننسوني..ضعت دُونَهم دونَ رحمة.. ضعت بقهر دون عطف او شفقة .. بكيت وشهقاتي تزداد بخوف.. ارتعدت في مكاني وانا اضع رأسي على يدي وابكي بقوة .. سمعت صوت خطى ولم ارفع رأسي.. كل مافيّ اني خفتْ..خفت كثيرًا وارتعدت .. وقلت انني سأودّع هذهِ الدّنيا .. وقف أمامي مباشرة ورأيت ظلّه الطويل.. خفت وانا ابعد نفسي عنه واقوم .. ووقفت على قدماي لأصدم بوجوده وترتجف شفتاي ودموعي حائرة على خدي.. وبلا شعور نطقت : انــ..ــت ؟؟

_ وخلّصْ البَارت :$ , اتمنَى انه يعَجُبكم ولا حد يقُول القصير ، :p .. حاولت اطول على قد فضاوتِي ..:$ ، .

- امطِرونِي بدَعوة :$ ,





اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 11:31 PM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-12-14, 11:23 PM   #25

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السّلامُ عليكم ورحَمة الله وبَركآته :$ , كيف احوالكم عساكم طيبين ؟ ، وهذا البارت وصل وعلى الموعد :$ ، فيه شوي تعفيسات او مجرى غريب بالبارت ، ولكنه لا يرتبط على مستقبل الرواية .. خصوصا عند ليث ووريف ، ورجاءا لا تقرأوا من نهاية البارت لا اسطركم :p " , من جدي اتكلم المفروض حبة حبة , اقرأوا بالتمهيد وان شاء الله تستوعبون البارت .. قــرآءةَ ممتعَة ;)

البارت : الثـــاني والعشرون ..

أَعطِني النّايَ وَغَنِّ وَانسَ ما قُلتُ وَقُلتا
إِنَّما النّطقُ هَباءٌ فَأَفِدني ما فَعَلتا
هَل تخذتَ الغابَ مِثلي مَنزِلاً دُونَ القُصُور
فَتَتَبَّعتَ السّواقي وَتَسَلّقتَ الصُّخور
هَل تَحَمّمتَ بِعِطرٍ وَتَنشّفتَ بِنُور
وَشَربتَ الفَجرَ خَمراً في كُؤوسٍ مِن أَثِير
هَل جَلَستَ العَصرَ مِثلي بَينَ جَفناتِ العِنَب
وَالعَناقيدُ تَدَلّت كَثرَيَّاتِ الذَّهَب
فَهيَ لِلصّادي عُيُونٌ وَلمن جاعَ الطّعام
وَهيَ شَهدٌ وَهيَ عطرٌ وَلمن شاءَ المدام
هَل فَرَشتَ العُشبَ لَيلاً وَتَلَحّفتَ الفَضا
زاهِداً في ما سَيَأتي ناسياً ما قَد مَضى
وَسُكوتُ اللَّيلِ بَحرٌ مَوجُهُ في مَسمَعك
وَبِصَدرِ اللَّيلِ قَلبٌ خافِقٌ في مَضجعك
أَعطِني النّايَ وَغَنِّ وَاِنسَ داءً وَدَواء
إِنَّما النّاسُ سُطُورٌ كُتِبَت لَكِن بِماء
لَيتَ شِعري أَيّ نَفعٍ في اِجتِماعٍ وَزحام
وَجِدالٍ وَضَجيجٍ وَاِحتِجاجٍ وَخِصام
كُلُّها أَنفاقُ خُلدٍ وَخُيوط العَنكَبوت
فَالَّذي يَحيا بِعَجزٍ فَهوَ في بُطءٍ يَموت


# لِـ جبران خليلِ جُبرآن



التّيه كانَ يُعاقبنِي ، كُنت أتلفت بخوف ورعب حينمَا عشعَش الظّلام على اودَاجِ هذا المكَان ، رغم جَماله الا ان الاشجَار بدت وحوشًا بالنسبّة لِـي ، كانت قصصَ الليلْ تحوم في مخيلتِي ، ويهمس الشيطانَ بوساوِسْ كان جَسدي يرتجّ منها ، الهوَاء اصبح ثقيلاً على جَسدِي ، بارد جدًا ، حاولت ان احافظ على هُدوئِـي ، لكنّ حينما اكتشَفتُ ضياعِي كنت مرعوبة جدًا ، بكيتْ ، وكان رأسي في حجري مسندَةً جبينِي على ركبتاي ، ابكِـي بألم وقهَر من هذا الضياع الذّي اعانيه فِي حيَاتِي ، سمعت أصوات ، خشخَشة ، هناك من يطأ بقدميه الاوراق الذابلة التي تنتشر في المزرعَة ، وكانت الاوراق تتكسَر من أسفل قدَميه ، انتَفضت ، بقوة عظيمَة ، لم أرفع رأسِي لأني سلمت نفِسي لمصير مبني على العَدم والمجهُول ، شعرت بهِ واقفًا لمدّة ، لم يتحرك ، ربمَا كان مصدومًـا ، وربما انا كنت غير متوقعة ردة فعله بوقوفه هذا ، رفعت رأسي لأتلقى صدَمة عُظمى وهَمستُ بشفتان ترتجَفان : أنـــت ؟؟؟ ،
لم يرد علي ، لقد كان التيه يحَكمُ عيناه ، كان يضيع بين ضياعي ، ويفسر كل ارجوزة ترمش بها عينَاي ، وبَين الحقيقَة والعَدم نَطق : مـ ..ـين .. وش جـ..ـابك هـنا؟؟؟ ، عشت بقهَر ، لأنه كان غير واعيًا بأن كلانا لا يحل لِـ الآخَر ، وأنّ الموقفْ ربط لسَان كلينَا وأفقدَنا عقلينَا ، احمّرت وجنَتاي ولم أرد ، التفتت عنه ، قبلت الضيياع على ان اكون معه ، لكنه رمَى شماغه على وجهي بعفوية وهو يقول بغضب : وش مجيبك هنا .. مكان مثل هذي خواتي ماوطوها .. استري نفسك بالشماغ وامشي معي ارجعك لهم.. ، اشتَعلتُ مِن الدّاخل ، وغضَبتُ من تمرده ، صرحت بضيقي وتأففت ، لا أريده ، انا اكره وجوده ، وهو يُبادلنِي الشعور ، ذواتنا لا تتحد ، ابغضه بغض الشامتين لأعدائهم ، واحترق من عيناه المنصهرتان بجَمر الغرور ، اكرهه ، لانه فنَى عمري وذاتِي ، وقتلَ أهلي وذوويّ ، وتركنِي يتيمَة لدَار الهوى ، فكيف اكُون معهُ بذات المرفأ وأحبّه ؟ ، ارتجفت بلا شعور ..
ونطقت بغضب : لا تناظرني بعين طبعك يالحقير ، انا ماني مثلك خاسرة ، مو جاية اهيت بكيفي..مشيت وضعت والله كتب قهري على ايدك.. بمشي لوحدي..
عضّ على اسنانه ، غضُوب ، هكذَا أخبرَ عنه ، رغمَ روحه ، الا انه غضوب جدًا ، وبالوقت ذاته ، يكتم غضبه ، ويحوقل ، ثم يتنفس ويرجع يردّ : امشي يابنت المزرعة فيها عمال..لو جى حد وشالك بتصير في ذمتي..عنادك مو من صالحك..
رؤَى بغضب غير مبالي وهي تراه مديرًا ظهره لها لكي لاينظر لها : شكرًا ماحتاج لمعروفك.. ادل طريقي وربي ييسر..
سلطَان تمَاسك وهو يقول : طيب تفضلي ياست رؤى امشي..
رؤَى باحتجَاج : عذرًا في شيطان قاطع طريقي.. وتعرف مانقدر نسوي شيء مع قطاع الطرق..
سلطَان يكتم ضحَكته يمِشي وهو يقول : عطيتك وجه لانك بنت ناس.. انا ماشي..في كلاب وفي هل تحت..بسم الله وبالله.. والعمال مابتقصر فيك.. يعني ربك ماحرم الانتحار من عبث!!
كانت تحتقره وتنظر له بعناد وهو يمشي وظهره يختفي بين الظلام ، وحينمَا أحسّت بسكون المكَان ذهبت خلفه تركض وهي تلم شماغه على رأسها ، وترتجف بخوف ، لم يلتفت لكي لا يكشفها ،فيكفيه المنظر المرزي قبل قليلْ ، تلمحه من الخلفه ، وتاهت في شعره الذي يظهر ، غضت نظرها عنه بغضب ، لم يقتلها احد الا هو ، لو كان هو قاتلها بدلا من اخيها لربما كانت في رحمَة الله ، .. لو اكتشفت سكينًا معها لطعنته به ، لما رحمته ، دموعها تجمعت كالغيوم الرمادية التي تستوطن جبين السماء وتحجب الشمس لتهطل مطرًا ، سمحت لأمطارها بأن ترضي ارض وجناتها القاحلة ، بكت بصمت ضرير ، عضّت على شفتيها لكي لا تخرج الشهقَات ، انما القدَر ما قادها اليهِ ، انمَا القدر ماسلطها عليه ، وفجأة !! ، خرجت شهقتها ، لم يلتفت لكنه توقف قليلا في خطواته ، وكانت ستصدم في جسده لو لم تنتبه ، التفتت لتجد نفسها بأنها وصلت الى وجهتها .. تركته ، وهو ادار له ظهره ، ورحل ، وكل ماحل حل بصـمت ..!

،


يَعُود السّاعة الثّانِية فجرًا وثلاثُون دقِيقَة إلى منزِله ، وهو يَلعن نُوفمَبر الذّي جمعه بشياطِين نفسه ، كان مبهذلاً و ورمَات خفيفة تنطبع على وجهه أثرًا لِـ الضرب الشديد الذّي تعرّض له ، نظر لـ مكان نافذتها بَقهر ، وغيرتَهُ المَجنُونَـة تدفعهُ الى الجنُون ، سبحان مقلبّ الأحوالْ ، صعَد كالعصفِ المقهُور الى الأعلَـى ، لملمَ شتات روحَـه ، وغيرتُه الشرقية تطير من شرار عينِيه ، الظلام معتم ، لكن عينَاه تقدحـآن بنيران غيرته العربيّة ، وربما في حالة ما قد تكُون شيطانيّـة ، فتح باب شقته بغضب ، رأها تنتظرهُ ، شاحبَـة وأثر الدموع يتوسم في وجهها ، من احمرار عينيها وانفها ، ارتعبت من منظره ، كان يمطرها بنظرات حارقَة جدًا ، صفع الباب وهو يقفله ، ويتقدم ناحيتها ، ويجلس بقهَر وغضب وهو يقُول : لو ما ابوي علمني ان اللي يضرب حرمه ماهو برجال.. ولا كان شيدّت قبرك بيديني..
، دُهشَت الحقيقة منه .. متى كان مشعل بهذه الوحشَية ؟ ، من الذي يحشي دماغه بأفكار ووساوس شيطَانية لا ملجأ لها ، زفرت بقوة واضحَة ، وعادَ لمعان عينيها بالدموع ينبأ عن مسيرة جديدة ، كانت صامته ، لقد تغيّر ، وهذا التغير يرهقني ، ليت السماء اطبقت عليّ ، ولا عُشت ماعشت ، انه الذل ، ان يكُونَ لك أخًا كنت تظن يومًا ما بأنه دنياك بما فيه ، لينقلب الى ذبّاح لا مبالي يمطرنا بسقيم عبَاراته ، ارتَعشتُ حينما نطق بتعب : تكلمـــي .. انطقي.. مو اكلت ضرب عشان سواد عيونك .. وسواد عيونه..
عضّت على شفتيها بقهر ولَم تنطق أيضًا ، حبست دموعَها ، لان الدموع أخذت مجرًا سابقًا ، ليث لا يحل شيئا يامشعل..لاينقذك..بل يقتلك..يدفنك..يسبرك ويفتتك..ثم يحشي دماغك لتهميشي.. لماذا اصبحتُ اكرهه ؟ ، لانّهه غيرك ، وبدلك الى شيطان لم تسلم منه روحي ببئس كلماته ، ارحل ارجوك.. لا اريدك.. ارحل ..وعد حينما تعود انت ..كما كنت.. كما كُنت احبك وأهتدِي لعينيك، سفّاح ، لقد اصبحت سفاحًا تُجيد تهميش ققلبي وتمطرني باتهامات عشوائية دون ان تسمع لمبرراتي ، او حتى ادانتي ، كنت ترمِي كلماتك وحروفك المُؤلمَـة ، ثم تنطلق بعيدًا ، ولم تلحظ بأنك خلفت من ورائك نهرًا منهمرًا من تل جليدي قد تهدّمت اركانه ، واصبح نارًا ، فقلت ايضًا بغضب وفي عيناك شرارُ الشّياطين : اسمـعي .. انا عرفت وش اللي يسويه ولد عمك.. ماعاد يحشم احد والغربة فرت دماغه..غرفتك ماترجعي لها، روحي لغرفتي وانا بغرفتك..وبكرة انقل اغراضك ،
همست بغضب وقد وصلت الحُلقوم : مايــهمني المكان اللي انا فيه.. قبل ما تنطق كلامك وتحط اتهامات..خاف ربك فيني ، ماظلت كلمة ماقهرتني بها.. كل بسبب ولد عمك.. قم نرجع لاهلنا..ولد عمك ضيع روحه وضيعّنا معاه.. وتستاهلون الضرب من بعضكم عسا شقاكم يدووووم..
التفتت بغضب لارحل ولكن مشعل اهداني ضربة المتني وكانت عينَاي مصدُومتـان ، ملجُومتَان بلا تصديق ، من هو الذي يدعي الرجولة قبل قليل ، ويخشى ان تختل رجولته بمجرد ضربه لـي .. هل ارضيت رجولتك الآن ؟ ، حتى هو ، عيناه غير مصدقتان لما حدث ، قلت بغضب ودموعي انبعثت من تحت ستار القوة ليبان ضعفي : حسبي الله على الشيطان يومه يبي يفرق خليل عن خليله.. انت مو مشعل.. شكيتك لربي يامشعل..شكيتك له.. ، ورحلت ، مخلفتًا ورائي رجلٌ غير مصدق لما فعل ، كيف تجرأ بـ الضّرب ؟ ، كيف قادته قدماه لكي يأتي ويضربني ، نفذّت مطلبه وانتقلت الى غرفته ، كنت كارهة لاي شيء بالمكَان ، وكان مكان ثورتِـي دموع مقهورة ، مصدومَـة ، الآن فهمت معنى غياب الليث ، ومدى ضرره ، وان رجوعه صعَب ، ورجوعنا سيكون أصعب ، غربَاء ، مهما خلف الدهر فينا من همُوم ، ضضعت انا على وسادة اخي ، ودموعي اوقفها النعاس ، ولازلت حزينَة . ولم ارضى بما حلّ بي ، وكنت اخاطب ربي واناجيه ، وانقطعت مناجاتي حينما غمرني النوم بين أوجّ ضلعيِه



،



علَى أريكَته كان يجلس وامامه كمادات باردَة قام بصنعها لنفسه ، وضعها على وجههَ ليمحي اثار الضرب ويكمد جراحاته ، ولازال مقهورًا ، وهو يتذّكر ذاك الثوراني الذي ثار فيه وبلا تحكم عقلي رفع يديه وهو الآخر لم يرحم رجولته وغيرته ، وطبعه البدوي ، ليخبره بأنه يغازل فتاته بنظرات من المفترض ان لايغازلها بهِا ، وان يحترم مكانها ، لكن حرمـانه قاده الى شيطان نفسه ، وليس له مبررًا على فعلته ، ولن يسامحه الله حتّى توبته ، عدم تحكمه لـ مشاعره قاده لهذا المصير ، وتصرفاته الغير ناضجة بلا مبالاته قادته الى هذا المصيرْ ، قلبَه يصرخْ فـ لتوعـى ، وعقله يحكمه بأن اهمل ذاتك ولا ترجع ، انت لا تستحق الرجوع ، لا تستحق الحيَاة ، تستحق ان تُوأدَ ، ان تدفنّ حيًا ، بين حُكومَات العرب ، وبين سلطَة الغرب ، وبين قدرك الملجُوم ، صبرت كثيرًا يا إلهي ، صبرت ، ولم ارجع ، الهي لا تجعلني من المعترضين على قضائك وقَدرك ، بل اجعلني ممن يهتدُون الى طريقك ويستقيمون بِه ، وأعيذها بالله مني ومن شياطِين نفسي *يقصد وريف* ، واحميها من غيرِي ومنّـي ، ثُّم وقف على قدميه ، وقف على بلكونته ، متجاهلا بلكُونتها ، ناظرًا الى رحلَة السماء ، وكنزته السوداء كانت تُبرز مدَى ضياعه في حُكوماتِ الأقدار الالهية ، التي قدّرت له ان يضيع ويشَقى ، ربما هذا ابتلاء ، يكُون ناجيًا مِـنه اذا صبر ونجى ، .ضحك ساخرًا من نفسه ، كيف سمح لذاته بأن تنهار هكذا ، لقد فهم شخصه ، انه يحتاج الى ضرب يشبه هذا ، وتأديب مزمن كهذا ، كي يرجع الى ذاتِـه ، ويستَوعب مدى لا مبالاته ، تذكر مافعله ، وقلة ايمانِه ، يريد الرجوع ، لكنه يهابه ، و ماذا بعد .. ماذا ستفعل الناس حينمَـا يرجع ، كيف سيلتقي بأمه ، وما هو اول شيء ستفعله .. ستزوجه بلا شك ، حينما يرجع ستختَارُ له عروسًـا ، أيُعقل أن تكون غيرها عروسَةً له ؟ ، سُبحَان الله ، لماذا لا يستطيع ان يتخيل غيرها له ، صدري مقبرَة وانتِ جُثمانهُ الأول . فكوني لمقبرتِك جثمَانًا ياوريف ، ولا تضيعي فإن العشق عندي مميت ، وانا مجنُون ، ومِن الممكن أن أفعل اي شيئًا لاجل الحب ، ارتسَمت على ملامحه ابتسامة ذابلة ، أغلق ابواب نافذته ، ودخل في ظلم شقته ، وهو ينظر للأوراق التي مزقها امام مشعل ورماها كالكثبان المنفوش ، القى نفسه على اريكته ، يشعر بألم ينخر صدره ، وارتاح في اريكته ، وفي باله الاف الافكار التي لا تخطر على قلبِ بشر ، الا من كان في مكانه او بمثله ، ناجى ربه ، ولم يعلم بأنهما كانا يناجيَان ربًّا واحدًا ..


،

بَين الظّلامِ الدّامسْ ، وبينَ سكُونِ الليلْ ، كان يغط في نومِه ، وما الذَّ النومِ بارتيَـاح ، بعدَ عجزِ السُّبات ، ونوبَات الحِرمآن ، حاول ان يجاهد النعاس لكي يَستوعِب مكانه ، لــكنّه اختار الإرتياح الذي غادرهُ منذ فترَة ، وظلّ نائمًا لِـ فترة طويلَـة تتجاوز نصِف يومْ ، دُونَ أن يشعر بذاته ، لانه ارتاح بطريقة اراحت تفكيره وضميرهِ وعقله ، كَـان بين الواقعِ واللا واقع يجُول عقلهُ كثيرًا ، بينَما هُوَ كذلكْ ، أحسَّ بحركَـة متخبّطة ، رمَش مرات عديدَة ، عينَاهُ لا تستَحملان هذّا الكّمُ مِن الضّوءْ ، استغفَر ربه ثلاثًا ، ثم فتحَ لِـ المرة الرابعة عينَه واستَوعب المَكان ، هَلع وهو يرى منظر مداخل الابر تسرري فِـي جسدَه ، ويرتعش من صوتِ نبضاتِ قلبه ، إلـى أن جاءهُ الطبيب برفقَة عمّار وهو يجلسه ويريحه ويقُول له : وين انا ؟ ..شـصاير !
عمّار يبتسم ويجلس امامه تمامًا : كنت سكران ..
ارتَعش آدم وبقهر : اعوووذ بالله..
عمَار يضّحك بقوة : ههههههههههههههههههههههههه ه.. مايليق المزوح معك..
آدَم بغضب وهو ينزع الغطاء عن جَسده : مافي الحرام مزوح ..
عمّار يبتَسم بخبث : طيب والمسكينة اللي خفستها يوم انك طحت عليها ورضرضت عظامها..؟؟
آدَم بصدَمة وبلا استيعَاب نطق اسمهَا : هــ..ـاجر..؟؟
عمار : ايه هاجر .. وليه في غيرها ؟
آدَم : وش صار عليهـآ؟
عمّار : ههههههههه ماصار لها شيء لاتخاف.. بس كم فكشة عشان تتقي الله..
آدَم ينظر له بنصّ عين : عشان تتقي الله ؟ .. اذا انت مو من اهلها لاتنطقها.. انّ أكرمكم عند الله اتقاكم !!
عمّار : مشكلتي اني اعترف بذنبي حتى امام الملأ ..ماقدر اقابلك بالنكران..
آدم : وتجاهر بمعصية ربك ومبسوط ؟ .. عمار انت مثل اخوي.. والعيب اللي يتعداك يتعداني.. انت صل لربك وتنحل امورك..
هَاجر تدَخل تظن ان آدم لازال نائمًا ، وبينَما كان ادم في عمق الحديث مع عمار ، التَفت اليها ونظر طويلاً ، التفتت الى اخيها تريد ان تسأله ، وبَسبب نظراته ، ضاعت شتّى أسألتها ، وعقلها اللئيم حكم عليها بالنسّيان لتقف في موقف محرج عاجزة عن الحديث ، والخروج ايضًا ، لكنها استدارت واستوقفها حديث آدم : عساك ماتعورتي..
هَاجر تلتفت وبعصبية : الا هشمت ضلوعي جعل تتصاقع ضلوعك..جثة ماهو بآدمي..
ضَحك آدم حينمَا سمع كلامها ثم قال : قبل لاطيح سمعتك تهمسين.. وش كنتي تقولين ؟؟
هَاجر صُعقت الصراحَة ، كيف له ان يتذّكر الآن ما جَرى ، ثم استَنزفت ماكانت تقوله لـ تلعب بعقله قليلاً وتعيد ترتيب هيكلة ذاكرته : انا ؟ ..ماتكلمت ..صدق تتوهم..
آدَم كان يتذّكر الحديث ، لكنه أحب ان يُكمل اللعبة بِصمت ، كَتم ضِحكته وهو يَقُول : بلى بلى قلتي شيء.. كنتي تتكلمين عن شيء من باب الصفقة وكذا..
هاجر شعرت بغضب شدِيد يعتريها ، لكنها ايضًا انكرت : الحمدلله والشكر ..الله يهديك بس..قم عمار وصلني ابىى اروح البيت.. مايلوق لنا نجلس مطولين مع المُجرمين..رغم انك ياخوي منهم بس شأسوي طول عمري أعيش مع سفاحين..
عمار يقف بنصف ابتسَامة على لسان هذهِ الفتاة ويقول : عنبو لسانك سليط ..
هاجر : مشينا لا انجلط !
عمار يضحك : ههههههه لا كل شيء و لا تنجلطي ..
مشَى معها تاركِين آدَم يرتاح ، وسط مشَفى لا يعرف اسمه ، وغاص في سُباته ، وهو يعيش مع آخر اوصافها له ، حينما وصفتُه بالمُجرمِين ، أيعُقل ان يكُونَ مجرمًـا ؟ .. أَيعُقل ؟؟




،



فِـي منَزل بو ليث ، الرابعَة عصرًا ، كَانت جالسَـة أمام جدّتها التي تُطيل الحَديث في الهاتف ، وكانت هِيَ بذاتها تقطع لها الفَاكهَة ، حتى حينَما تنتهي ، تأكلها معَها ، شَردت كثيرًا في أخيِها ليثْ ، وَ بعد المسَافة التي خلفها الغياب بين ارواحيهما ، شعَرت بضيق كبير حينما خطرت لها فكرة انه ميتًا منذُ مدّة في احد المقابر الغير مسلمَه يتعذب ولا يستطيع ان يرقد بسلام في قبره ، اقشعر جسدَها وهي تقُول لو انهه هنا لما اختارت له عروسًا الا وريف ، اتسعت ابتسامتها وهي تتخيّل شكليهَما ، عروسًا وعريسها ، واطفالهم ، من سينافس من ..في مسألة ان الاطفال والشبه بينهم ، ما أجَمل هذهِ التصورات ، لو انها تأتي واقعًـا ، لتثلَج صدر والدتها ، وتبرد من لهيب الشمع في صدرها ، كانت شاردَة الذهن ومنشغلة في تقشير احد الفواكه ، ولم تستمع لنداءات جدتها المُتعدّدة وهيَ تقول : شوووق اعنبوك صار لي ساعة وانا اناديك وين طيرتي ذا المخ يالخبلاء..
شوقَ بخجل : خير يوومه خير اللي شردت به ..كله من الليث وهله .. يالله ان ترده بس..
الجدّة بابتسَامة بعيدَة المدَى : يالله عسى ان يرجعه لديار ابو متعب..سالم غانم..الا ماقلت لك يالقرمـى
شوق : قولي يالمليحة ..
الجدّة بغضب: مليحة بعينتس.. بس مسفر ولد القايد خطب..
شوق : ايه يوومه مبروووك..عسى الله ان يوفقه ويرزقه بالمال والبنين الصالح..بس يوومه منهي زوجته؟؟
الجدّة بابتسامة : وماهو طالب غير مطاك..
رَمشت بلا استَيعاب ، وكانت من تقطيعها للفاكهَة ستقطع اصبعها ، لكنها شعرت بالوخزة وابعَدت يدها لتكتشَف بأن الوخَزات المترتبة في صدرها أشدّ واطغى المًا من تِلك التي في يدها ، بل انها لا تعتبرها وخزَات ، بل طعنَـات ، طعَـنات مُهلكَة جدًا ، جدًا ،، ابتَسمت بكبريَاء : وعزه وجلاله يومه ان ماتعيدين هالموضوع..اللي تسكر ماينفتح يوومه ..
الجدّة برفض : لا اللي تسكر ينفتح يوومه.. انتي بعدك في صباك..والرجال طالبك.. ماينرد والله ماينرد..
شوق بقهر : وشو له يوومه تحلفين..يعني هي بالغصيبة.. انتي الخسرانة يوومه انتي الخسرانه..محد بيحنث في محلووفه غيرك..
الجدّة : اجلسي يالخبلاء اجلسي خليني افهممك
شوق تتكتفّ بقهر : لا يُومه مافي شيء يحتاج نفهمه..كل شيء ساطع مثل نور الشمس..ونور الشمس مايحجبه غربال..
الجدّة بعصبية : يغربلون اباليسك قولي امين..اجلسي يالمهبووولة .. الله يصلحك يابو ليث على هالطليعة..
شوق تجلس ببامتغاض شدِيد وتشيح برأسها لتسمَع كلام جدّتها : مسفر اللي طلبك عارف انه عندك ولد.. والرجال خطبك اكثر من مرة بس كل ماتقدم حنا تعذرنا وقلنا له البنت مفجوعة من طلاقها لزوجها..البنت وضعها مايسمح تصبر عليها لين مالله يرزقك بالفرصة اللي تناسبك..وصبرناه وتصبر..وطال صبره وماعاد يحتمل..يبيك يعني يبيك.. هذا الشنب ماينباع...وبدوي وعلومه ينشدها العرب..
شوق : والنعم والسبعة انعام..الله يرزقه بالزوجة الصالحة..بابنا تسكر منذو مبطي يايوومه..ماعاد ينفتح ..مابغى اتزوج اتركوووني بـاللي يريحني ..عاجبني اظل بـ هالوقت مع ولدي مرتاحة
الجدّة بقهر : آه ياقلبي آه .. يابنتي استخيري ربك والله حرام..انتي بشبابك ..وحرام وردة شبابك تروح هدر..
شوق بنبرة استعطاف:وين راحت هدر يايوومه .. انا معي الفهد رجال عن الف رجال..والله ان ماتروح وردة هالشباب..ولو راحت فداااهـ جعلني مافقده..
الجدّة : فكري زين يالحوباا..ولدك يبي له ابوه يردفه ويسند ظهره عليه.. الرخم ابوه ماينتسمى رجال..
شوق:لا اله الا الله.. يوممه .. تراك تنقشين بالحجر..والحجر مامن منبعه ماي.. صلي ع النبي وبلغي الجماعة بان بنت بو ليث ماهي باغية زواج..
الجدّة بقهر : والله ان مابلغهم ..روحي يالمعمية النعمة توصل لرجوولك وانتي ترفسيها يالغبراء..دواك عندي يالعنييده.. ولا مسفر ماينرد ..وردته تروح ماي وجيهنا..
شوق تقف : ولا لك لوى يايومه ماي وجهنا محفوظ ..بس الدين دين حق ماهو لعب..
الجدّة : دامه دين حق لا تلعبين بعمرك وتضيعين حالكك انتي وولدك..
شوق : زواج مماني متزوجة وانا بنت بو ليث..
الجدّة : روحي .. روحي الله يعقلك من بنت..مابرد على الجماعة لين ما تعقلين..

صرخَة مدُوية تهز أركان المكان ، وبقهر غاضب يصرخ : على جثتي تدخل بيت حد ثاني.. الحرمة اللي تطلع من بيت ابوها..ترجع لبيت ابوها ومالها مكان ثاني..
الجدّة : ابوووكم ياعيال امكم بتجلطووني.. فهيد هذي امك والكلام بيني وبينها..خلك عن علووم الكبار وتعقل..
شوق برعب تتجه لابنها : ماعليك من جدتك يومه جدتك معصبة انا مستحيل اتزوج ..
فهَد يبعد يد والدته عن كتفه وبغضب : انا رجال وعيني سحية ..تتزوجين ماتعرفيني !
الجدّة : تهدد امك يالخبل ؟.. صدق ان ذاك الشبل من ذاك الاسد..
فهد بقهر : يخسي والله ان يخسي.. بس كلمتين وماتنثني..ان راحت لرجال فهي ماهي بأمي..
الجدّة : اعوذ بالله من عيال هالجيل اللي يجلطون.. فيك خير تهايط على امك بدل ماتعقلها.. انت يبالك ابو يسندك ويقوي قاعك..
فهد بـ شموخ : خير ماتشوفين فيني الخير؟ ..والله ان تردووونه وماله على امي من ركاب..
شوق بقهر : وش فيك انت مصدق ججدتك اني بتزوج ماني خبلاء انا اروح واتركك.. وبعدين لايطول لسانك ماني مجنونة انا وبايعة عمري اخليك..
الجدّة : روحي انثبري انتي وولدك.. دواك عندي انا وامك ..خل راكان يجيب امك واختك من المستشفى وانا اوريك..


أخذَت ابنها وانسَحبت ، وهيَ تهدّأ زأير الأسد الذي خرج من صدر ابنها ، ذكررها بغضب خالهَ ، الليث ، حينمَا كان يغضب ، كان الجميع يثور حوله ، كانت كلمَتُه ، حدين لِسيف واحد ، فلا تخالف ، ولا تعَارض . وهي تلمح صدودًا ما ، اعترى ابنها ، وقد خافت كثيرًا من هذا الصدود ..


،





صَباحٌ آخَر ، كانتَ تجلُس فِيه علَى طاولَة المَطبخ التّي تُشّكل نِظآم البُوفِيه المَفتُوح ، وتَقضٍمُ فطيرَة بمضض تمللّ ، سَرحانها قوي ، إلَى درجَةِ صُعوبَة الإجتَيآح ، رَمت بأنظارها الى الفرآغ وصَار صعب قراءة افكارها او الغوص بداخل رأسِها ، أن تتحمل ذنب هذه العثَرة لوحدها ، شيءٍ لن تستطيع نفسها على تحمله ، و غضب اخيها منها ، توقيته خاطئ خصوص هي في هذهِ الغُربة ، وتحتاج إلى مسندٍ ومضجع تلتجأ إليه كلما أحست بطعم الغربة يحشرج حنجرتها ، رحيل مشاعر اخِـي جعلني اشك بأن طعم الحياة كان خلفه ، يتركني انها صباحا ، ثم يعود ليلا ، يحتقرني ، يتجاوزني ، ويعبرني بقسوة ، لاكمال تجاوزه ، بكلمات ممطرة ، تجعلني انزف في المكــان ، وأنــــزف ، وأنـــــــزف ، بقوة لا مثيل لها من الالم ، كان الشحوب واضحًا في عيناي ، مسألة غضب مشعل وربطها بحكاية لليث ثم كرهي لليث رغم ان ذنوبه لم تصلني ورغم انه لم يفعل شيء ، لكن التغيير الجذري في طبيعة مشعل الفسيولوجي ، جعلني امقته ، كثيرًا ، واكره رجوعه ، وبين وحشتي وظلام نفسي ، وحديثي مع عالم ليس فيه سواي انا ، انقطع حبل افكاري وارتعش جسدي وانا استمع الى الباب يطرق ، وقلبي ينبض بلا شعور ، فتحت الباب لأجد عبير مبتسمة ثم تلاشت ابتسامتها كالمصدومة لتدخل وتحضنني ثم تمسح بيدها على خدي وتقول : وريف ياروحي ويش فيك .. ليه وجهك مصفر كذا ؟
ابتسمت بلا مبالاة وقلت لها : مشعل شيب راسي ..
عبير : ليه وش فيه هالنسري .. قولي ووعده عنند عمي بو رياض
وريف : زعلان .. وماظنيت ان زعله كايد
عبير : اتركيه عنك يومين ويرضى
وريف بقهر : زعله يقهر ياعبير .. قاسي والله قاسي
عبير : الرجال لازعلوا من جد كلهم كذاا .. صلِّ ع النبي مافي شيء يستاهل .. راضيه بكم طبخة .. *وتَغمز* الطريق الى قلب الرجل بطنه ..ادهني سيره
وريف بضَحكة : هههههههههههههههههههه والله انك رايقة ..ضحكتيني وانا مابي اضحك
عبير : فديت هالجمال بس ..
وريف بزعل : قطعتوني انتي وسبأ .. وحسيت بوحشة رهيبة ..
عبير : ياحياتي والله انشغلت هالايام مع فهد ..
وريف : ماعليع عذرك معك هالمرة بس المرة الجاية امصع رقبتك ..
عبير : بعدين يامجنونة ليش وجهك مصفر كذا وعيونك شاحبة .. اتركي عنك مشعل انا اخلي فهد يهزبه ويجيك متسنعع..
وريف : لا دخيييلك .. مانبي واسطات.. اللي عندنا روسهم يباس وقلوبهم حديد
عبير : طيب يا الخبلا بتظلين كذا طول ماهو زعلان ؟
وريف : لان ماعمرنا تزاعلنا كذا ، وماخبري بمشعل تقسى قلبه على هالحال.. والله مانام من كلامه اللي يرميه
عبير بعصبية : اتركيه عنك والله لو ترضين اخلي فهد يوريه درووبه
وريف : لا خليه عنك ع قولك نسوي كم طبخة ندهن سيره
عبير بإحراج : انا جايتك بموضوع بس شكلك مايسمح ..
وريف بإصرار : لا قولي كلي اذن صاغية ؟؟
عبير بحب : يشهد الله ان مالي خوات قراب بـ هالغربة الا انتي وسبأ ، وعيني عليك من يوم عرفتك..حبيتك وحبيت اخلاقك وطيب قلبك ..بغيتك في بغية لوجه الله ..اخوي من يومه يدور على بنت نجلا مثلك .. وانا مارخص على اخوي بنتن زينه الطبع والوجه مثلك ...
وريف لم تتوقع ان يكون صياغ الموضووع على هذا النحو ..حتى هي ارتبكت وتوترت من كلام عبير لها ، ابتسمت بخجل ، لكنها قالت : اهل خير انتم مايردكم الا شامت في حاله .. بس يابوك ماهو من طبع العربان تروح لبيوت اصحابها وتطلب منيتها .. مابه من يردكم ..بس انا استخير رربي وافكر ، وابوي ورايه على راسي ، وامي حبيبتي ، ومشعل وهلي لازم يوصلهم العلم ويتعداهم
عبير بابتسامة : لاتخافين الاجراءات تامة على اتم وجه بالسعودية
وريف : ان شاء الله خير .. لاتنسي اني بستخير واحتاج تفكير ..
عبير : الراي رايك ولو رفضتي ماراح يغير بيننا شيء ..اخت وعزيزة
وريف : الله يقويك ويكتب لنا الصلاح .
عبير : آمين يارب ..




،




فِــي مكان لا يبعد الكثير ، بينما فهد مع ليث كعادتيهما القديمة ، يجلسَان في أحدِ المقاهـي ، ولكن الصمت كان مخيمًا ، فهد شعر بتوتر العلاقة بين مشعل وليث ، لأن كل شخص فيهما يتهرب من الآخر ، الغريب يتحدث مع العالم ، وفهد يريد ترجمة لهذا الحديث ، العينان الثاقبتان ، اللتان يملكهما هذا الرجل تضع مصطلحات غريبة لا يمكن قرائتها الا بغربلتها .. نطق فجأة ، ليقول : شفيك فهد .. قول اللي عندك ؟؟
ابتسم فهد على هذَا الصديق الذي يفهمه حتى مع عدم نطقه : ابد ..بس حاس بجفا بين مشعل وبينك
انتفض مقهورًا ، وقطب حاجبيه ، مالك تسأل عن ابن عمي ، عن طعنة في صدري ، وكسرة في ظهري ، عثرة على صبري : اتركه عنك .. مراهق ويبي له يتعقل..ماخذ موضوع ليث بهزل
فهد : ولو .. فيه له علاقة مع ليث المفروض تقدرها يايوسف.. ترا وان كان بمشعل بعض الطيش الا انه مصر اكثر مني ومنك حتى نلقى الليث
ليث يغير مجرى الحديث : شعندك جاي مع حرمتك ؟؟
فهد ابتسم : خير جعله للخير
ليث يشرب قهوته : اللهم اجعله خيراً ..بشر ؟
فهد : اخو حرمتي يبي له مرة على سنةة الله ورسوله..وحرمتي حاطة العين على اخت مشعل..
ربما غصّ في قهوته ، وربما صعق ، وربما شعر بأن قلبه يضيع من صدره .. وربما طائر كان حرا ، قد عاد ليحبس مرة اخرى وَ ........







/ القَادم بـ الرّواية ليسَ سهلاً ، وثقوا بأنها مختَلفة ، وهُوَاةُ النقل ، اردفِوا اسمي تحت السطور ، ! ,
إلِـى المَوعد يومِ الأثنين القَادم الساعة 9 مساءًا ..



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-14, 11:24 PM   #26

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



" السّلام عَليكُم :$ , كيف حالكم بس ؟ ، ادري تأأخرت يومين عليكم هذا من زود هبال النت اللي طلع عيوني بس على مافتح صفحة قول :p " / مارديت على الجميع دون استثنــآء ، لكني فعلاً فرحت بمتابعاتي الجدد هذا شرف لي وسمة خير في حيـآتي ..

الشيء اللي احب اقوله ، شخصيات الرواية ، ماقد اوصفها كشخص انتم متعودين عليه .. او عايش في بيئتكم .. لان طبايع الخلق ماتتشابه ..وعمره الانسان ماكان نظير لغيره .. والركادة والرزانة ماهي بقلة حيل ولا بضعف .. بس انها دليل قاطع علىى قوة الشخصية < اهم شيء قاطع ..فيس المحقق


قراءة ممتعة "

البـــــــارت : الثـــالث والعشرون ..

أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ

وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ

فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا

بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ

لنبكي حَظَّ موتانا

***

أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ

وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ

فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا

لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم

سوى أشْبَاح مَوْتَانا

***

لِـ : # ميخَائِيل نعيمَـه .




كانَ جالسًا امامِي يَصف لـي أخَ زوجَته ، ويَمدح شمائلُه العَربيِة وأصُولَه البدَوية ، ماظّل خيرًا ما ألصقَهُ فِـيه ، ويكأني أنا صاحب شأن ومشورَة وريف ، لم يكن مهتمًا بالنار التي تكاثرت على صدِري ، حّطمتني كحزمَة الحطب المحروقَة ، لتتحّول بقاياَي إلى رمَاد ، أجَل .. بقَايايْ .. ، رحت أجُول وأصُول فِي عينَاها ، أبحثُ عن شيء من الممكن ان تكنّهُ لي ، هل هناك شيئًا ما سيمَنعُها ، ؟ ، أمّ أن رحلةَ سنيني التي وجَدتها في عيناها كانت العُوبَة قدر ؟ لماذا أصبحتُ أرَى الماءَ نارًا تزيد من شعثِ لهيبي ، لو أدركتني الدنيّا وانقّذتنِي لما انتمَى غيرها لي ، اساسًا لما تجَرأ احدًا غيرها عليّ ، اهتزت أوتَارُ جسدِي المقهورة ، وكرهت كلام فهد ، وكرهت فهد ، وزوجته ، وحقَدتُ حِقدًا لا مثيلَ لهُ على أخ زوجَته ، الذي يدرس في اسبَانيَا وسيأتي في ديسمبر ليكمل حفلة الشواء لقلبي المرمّل ، انتَفضتُ من مكَـاني كالمقروص ، أصبحت افكر بهذا الحب الذي لم تصنعهُ الصدّف ، الحب البسيط الذي كان محبوسا لمدّة عشر سنوات وهيجّتهُ هيَ ببراءَة فعلتها ، ببراءَة جُرمها ، رغمَ انه لا جرَم لها ، المجنون والعاقل ..سيتسائلان عن هذا الحب الطفيلي الذي نمى فجأة ومن دون مقابل .. ، سَمحتُ لنفسي بأن أصمت !! ، فهد انصرف لأخذ زوجته ، وانا اراقبه يأخذها وينصرف ، نَهرت نفسي لكي لا أدخل الى المكان ، وأشدّ شعر تلك المسكينة ، وأقول لها ، لكِ آفةَ العُمر ان قبلتِ ، لكي آفتَهُ ، وستَندمِين بمجَرد التفكير برجلٌ غيري ، رغم معرفتي بأنّ لا حق لي كي ابني هذهِ الادعاءات والحُجج ، رغم عدَم معرفتها لعشقي لها ، رغمَ عدم معرفتها بماذا يحصل حولها ، أين عمي من هذا كله ، ربما لو كان هنا ، لكانت هذهِ الفتيلة المحرقَةة قد انطفأت بِـ مجرد كلمَةٍ منه ، يَجب ان أقنع مشعَل ، بأي طريقَةٍ كانت ، لماذا انا غضُوب ، لماذا اصبحت مجنُونًا وغيورًا لشيء ليس ملكًا لي ولا يحق لي ابدًا التحكم في مصيره ، لماذا اصبحتُ انانيًـا الى درجَة فتّاكة ، وصرت أضع العشر سنوات من عمري في غربتي لتكونَ حجّة لي على ما افعل ، .. لماذا انا ساذج الى هذا الحد ، وعاطفي الى درجة العشق السريع هذا ، لماذا هي من اسرتني ولما انا لم أأسرها ؟ ، اسأللتي كانت سيالاناً جارفًا بلا انقطاع ، وقليلاً حتى وجدت مشعل قريب في المكان نظر اليّ بحدّة ورحل الى فندقه ، متوجهًا الى مسكِينتي ليكسرها او ربما ليعيد اصلاح ماهشمه من كسورٌ فيهآ ، غبية لو انها قبلت او رضت ، ساذجة أنا أعرفها ، مذ ان كانت صغيرة .. يسَهل على المرأ جرحها ويَسهل على المرأ مداواة جروحها ، أحبها لأنها بهذهِ السذاجة والجنُون ، لأنّها لا تمتلك غير عواطفها لكي تثبت قوتها ، لكنها ممتلئة بالقوة ، يكفيني من هذا كله ،، عينَيها الجبّارتين ، اللتَان هدّمتا اركان واسوارَ حصُوني بمجرد نظرة واحدَة ، وجعلت شياطيني تعقد عرسًا مع ملائكَة ذهِني ، ياللعَجب ، أيخرجُ من الشّوكِ العنب ؟

" أيخرجُ من الشوكِ العنبْ ؟ "



،



فِـي السّعُودِيّة ، عند بيت ابو رياض ،وصَلتهُ مهاتفَة مع كبِير قبيلة آلَ زايدْ ، سيزورهَ الليلَة لِـ موضوع ضرورِي كما ادّعى فِي ذلكْ ، ابتَسم لِـ أم ريَاضْ بعَدما أنهَى مكالمتَه وهو يقُول : خير جعله الخير..
ابتَسمت هِيَ : وش الطاري يابو رياض فاتح مبسمك جعلني فدوة لـ ذا المبسم ؟
بُو ريَاضْ تتّسع ابتسامته أكثر : واصلينا جماعة من آل زايد .. الظاهر من كلام الوالد انه يلمح للقرب..
ام رياض بانتفاضة : والنعم فيهم والسبعة انعام..بس ليه مارديتهم مالنا بالهموضوع عازة..شفت اخر سالفة مع العِثبر مقرن يومه خطب ابنيتي..مابي السالفة تنعاد وشرف بنتي يكون سيف يشهره علي كل عاذل
بو ريَاض : البنت محد يقدر يتكلم بشرفها دامني ابوها..واللي يرخص بشرف عيال قبيلته فهو باع نفسه..وآل زايد مامنهم خطا يام رياض مامنهم خطا
ام رياض بعَدم راحة : ولو ليث رجع ومالقى بنت عمه من نصيبه..
بو ريَاض : ليث ولد اخوي والبنت بنت عمه..بس البنت مايتوقف مصيرها على شخص غايب..
ام رياض بزعل : يهُون عليك يابو ريـــاض ولد اخوووك وترخصـه..على الاقل امه المسيكينة ..مالها يوم بالهنا الا وهي تطالب راس الوريف براس الليث..
بو رياض باندفاع : شلون يعني ماهو بولد إخيي وما ازعل على حاله ؟..يشهد الله اني متقطع من داخلي على نصيب ذا الولد..بس ابيه يرجع اليوم لا تضيع بنتنا من يده..
ام رياض برجاء:تكفـــى يابو رياض اترك وريف له..اتركها له..
بو رياض بحَسرة : وان طلع ولد إخيي بالتراب..اشلعه من ارض الله والبسه اكفان الزفاف؟؟
ام رياض بدَمعة كسِيرة : معاذ الله يـاعلي وش هالكلام.. حاسني قلبي انا وامه ان راس الليث يشمه الهواء وبيرجع ياعلي ماهو بعيد..
بو رياض : نشوف الجماعة وش تجي..عيب نردها بعد جيّتها..انا خايف يقصمون ظهري بروس القبايل وكباريتها..ساعتها مالي الا ان اعطيهم كلمه ترضي شمايل العرب..
ام رياض: بنتنا ماتعودنا نجبرها.. دام ان امها ما نجبرت على إبيها والله ان ماتنجبر ولا ينكسر خاطرها..
بو رياض : معاذ الله اجبرها .. هونيها يام رياض..ولاتفتحي ذا الموضوع جنب ام ليث..
ام رياض : مصيرها بتدري اذا القبيلة ذي بكبرها بتزورنا بكرة..
بو رياض : وش عليه.. يزورونا ..زيارة الحي للحي..ماهو بغصيبة الزيارة تكون للقرب..وحنا مابعد نتحقق من نواياهم.. وانا ابفرح بذا البنت واشوف عيالها..وعجلي في مشعل لاقي له مرة.. ترا القبر قربت خطاهـ
ام رياض بجزَع : بسم الله عليك..وش ذا الكلام يابو رياض لاتفجعني فيك..صل ع النبي ومايصير خاطرك الا طيب..تريث في الموضوع وخلها لله..

ابتَسم بو رياض ، ولو خيّر بين ليث وبين ابناء قبيلة آل زَايد ، لرجحت كفّة الليث .. لن يخيب امله ، وهو واثق ان تجربة قدُوم آل زايد ، ستعطيه فرصَة لِـشيءٍ ما ، ربمَا لن يكُون زواجًا من ابنتهَ ، ولكَنه ...!


،






اليَوم الثالثْ لهم فِي هذهِ المزرعَة الكئيبة ، وتَشعُر بالضّيقْ ، وكل مابدَاخل صدرها يُهلِكها بسببْ تكهّنها بهذَا الألمْ ، يزفر الشهِيقُ من صدرها ، والشهيق يَنهمر فوق تل الذّكريات ، صوتٌ ما يحَمله هذا الأثير المنبعث من الريح ، يذّكرها بأن الشتاء قارص ، لتَنهض وتلتقط كنز صوفية كحلية ، ترتديها بإهمال ، غير مُدركَة للفتَنة التي تآلفت مع بياضها الشدِيد ، لتحرق كيَان الطبيعَة الخضراء ، وتلفت انتبَاه الجَميع ، عينيها الرماديتان تغوصَان في زهُور الفل المزروعَة بأرض هذهِ المزرعَة بكثرة ، تشتمها بعمق ، وتبتسم لرائحتها التي تدخل الى انفها ، مُندَمجة تمامًا مع الجو ، وضامنة تماما بأن قسم الرجال بعيد عنها بعد تحذيرات قاسية حملها سلطان لها عبر لسان جُمانة التي كانت تضحك على تعابير وجهها ، وبين سرحانِ تفكيرها والحَياة التي حولها ، ارتَجزت برعب حينما صرخت جمانة من خلفها لِـ تخيفها ، رؤىَ بغضب تحذف رأس جمانه ومِن بين اسنانها تقُول : جعل ابليسك الماحي رجيتي مصاريني من الخوف..ماعندك اتيكيت انتي ؟ ، جُمانة تضحك بقوة كبيرة
قوة تعتريها لتفجرها كطاقة بهلوانية امام وجه رؤَى الغضب ، الذي تحول اتوماتيكيًا الى الابتسامة مع ضحَكة جُمانة *المضَحكة* ، رؤَى : الحمدلله والشكر..مهرج ماتنلامين..الله يعين ابو عيالك على قروده اللي بتطلع من مصنعك..
جُمانة بَدلع : وه الا يالبآهـ هو ويا قروده جعلني مانحرم من الغول حقي ..متى يجي بس ..
رَؤى بخجل وغَضب وشِيك : اعوذ بالله من ذا البنات..آخر جيل صدق ماعندهن سحاا
جمانة : لاتطيرين بعيد تراك من جيلي
رؤَى : بس عندي سحا
جُمانة بِمغازلة طريفة : ياويلي على سحااااك انا بس.. الا ماقلتي لي يالفقمة هالحين شلون لقيتي سلطانوووهـ
رؤَى بغرور : قصدك شلون لقاني..لاني ماتشرف ادور عليه..
جمانة بتَنهيدة : اللي يعجبك..!
رؤَى : ابد..من الخوف انهرت وماشفت الا اخوك قدامي مسنتر..منصدم من وجودي..عطاني كم كلمه من جوفه الخايس..وانا عرفت كيف اربيه..
جُمانَة تغيرت ملامحها الى شيءٍ من الغَضب : عارفة لسانك سم وياكل البدن..الله يعينك ياخوي عليها!
رؤَى بانتفاضة : وليه الله يعينه علي؟؟جالسة على قلبه انا!
جُمانة تحركَ حاجبيها بإغاظة : قريب بتجلسين في حضنه مو بس على قلبه..
رؤَى بغضب وصراخ مفاجأ : احترمي نفسك انتي وذا البزر اخوك..وين حنا جالسين بملهَى ..!
جُمانة بصدَمة : ترا ماقلت شيء..
رؤَى يَقشعر جسدها برعب : مابىىى اخووووك..قتل اخوووي وباقي هليي مابيييييييييه..
جمانة تحتضنها لتهدأها : طيب صلّ ع النبي ..كنت امزح معك..
رؤَى بدُموع تطفُو فوقَ جفونها : لاتمزحين معي كذا..والله اموت من القهر والضييم
جمانة : ماعاش من يقهرك ويضيمك..بسك يالخبلاء يالطرماء وش اللي قلبك كذا؟
رؤَى تمَسح دموعها وتستَنشق الهوآء لتهدأ من روعَ ذاتها : طاري اخوك.. تكفين جمانة ابرجع البيت طفشت ممن المكآن
جُمانة : الليلة آخر شيء..بنمشي الليل الساعة 9
رؤَى : طيب..

ودَار الصمتُ حديثًا بينهَما ، فتلك ترتجف من لِسان الأخرى ، وتلك نَادمة لمزحتهَا التي لا تنفك عن إيذَائها .. !



،





فِي قَلب الصّباحْ اليتَيم من الهُدوء والرّاحة ، كانَ لايزال مُستَلقيًا في سريره بعدَ ان تم نَقلهُ الى قصر سعود العَزيز ، هَجرتهُ الذّاكرة من الوهلَة الأولى ، فأصبح يتيم الايام الخالية ،

وهُو يتّذكر الليالي الماضية ، اذ كان صغيرًا يلهُو في حجر امه ، كبر فجأة وهو يرا انعكاس رجولته الصارخة ، عضلات جسدهُ النافرة ، وشاربه الذي زادهُ وسامَـةً وهيبة ..

ماقد قيل في شأنِ الرجال الشرقيين بأنهم أكثرَ وسامة من غيرهم ، فهذهِ حقيقَة بحتَة تنطبقْ عليه ، كره الاستلقاء طويلاً ، لذلك قرر النهوض والخروج الى الحديقة ، ارتدَى ملابسهُ على عجل ، وخرج وهُو يغلق ازرار قميصه ..

لمحَها خلف الستَار من اعلى القصر بعدَما خرج من باب ملحقه ، ثم نفض انظاره الى والدها ، او عمها ، لا يعلــم ، المهم انه جلس على الطاولة ، وهو امام سعود العزيز ، لوحدَيــهمـآ ,, دون اي شريك آخر !!!

طلب لهما القهَوة ، وشرب قهوته ، والصمت العميق يجرح انياب السكون ، وبقهَر همس سعود : طولتها ياولد امك طولتها وهي قصيرة..

آدَم بتساؤل ودَهشة : غريب امرك ياسعود .. وش اللي طال وهو قصير؟؟

سعُود : البنت ..(وبقهَر همس ) ولا انت ماتباها وارخصتها خلاص ؟؟؟!!!

آدم بتَنهيدة حارة خرجت من اواصر صدره وهو يسند كفه الى خدّه : بنتك مجنونة..توها قبل كم يوم جايتني تبا تعقد صفقة باطلة من الاساس..

سعُود باستَنكار : وش اللي تباه الماتستحي ؟؟

آدَم : تباني اخليها..ماتبي تصير حرمي المصون..

سعُود بقَهر :

وليكُون سكتت لها ؟؟ .. لا تطاوعها وهي جاهل..انا اوريـها ..اخذت دلالها واجد..

آدَم : بتجبرها على شخصن ماتباه ؟؟ ..يهون عليك بنت إخيك ؟؟

سعُود يرتَجز : ولانها ماتهون زوجتها من اطياب العرب ومن هل الاشناب..

آدم بغضب : دامني من هل الاشناب ليه سويتني بذا الحالة النحس اللي انا فيها ذا الحين ؟

سُعود بغمُوض : على قولة هل الساعد..محدن يهرب من عرينه..

آدم بقهر : ماهو عرينك اللي يجيب لي الغربال..مصير اطلع من اقفاصك..لولا مخافة الله ولا الخناجر ما رخصتها عن صدوركم...

سعُود بقهر : تبي تغلني تبي تطعني .. ؟؟ في ظهري ياولد امك..

آدم : انا ماطعنت حد انتم اللي طبعكم تطعنون الواحد من قفاه.. (وقَف وهو يلتقط هاتفه) جهز بنتك يابو عمار ..سبق السيف العذل ياسعود..سبق السيف العذل..


وانصَرف من المَكآن ، لاهيًا عن ضيقه ، غير مكترثًـا بالتغير الجذري الي امتصه سعود من شخصية آدم ، والتفت الى هاتفه يتّصل بِـ هَاجر قائلاً : البسي اللي تزينين به حالك..اليللة انتي حلالــــه ..


،




يَفتح الباب فيجُد أنَّ البيتَ ساكن ، لا اثر لفوضتها بالمكَان ، الا جلوسها على اريكَة وهي تضع غطاءًا مخمليًا ممتدًا على جسدها ومتلديًا الى اسفل الاريكَة ..

وفي يدها كتآب تقرأه ، وباليد الاخرى تشرب قهوتها ، لم يلحظ منـها اي ردّة فعل ، استَغرب هدُوئها الظاهري ، توقّعها ان تمُوج في ثوراتها كلما دَخل الى المكآن ، فهي من لقنّته على مباغتَةِ الأنفسُ وهجرانها ،

رَفع حاجبهُ مستنكرًا لتجاهلها له!! ، خصوصا بعد هذه النظرة المحتقرة التي اهدتها له .. ، رفع حاجبه اكثر بتحدي ، وتوجه لها جلس امامها ، نظر لها طويلاً ، يريد منها ردّة فعل ايًّا كانت ، انهَيار ، ضحك ، تهّكم وعتَب وصراخ ..المهم انها لا تجلس في هذا الصمت القاتل

نهَر نفسه بأن لا يقف وينتزع الكتَاب من بينِ يديها ، لكنه فعل اتوماتيكًيا ماكان ينهَى عقلهُ مِنه ، لذلك وقف تجاهها واقترب ناحيتها والتقط الكتاب من يديها اللتان ظلتا معلقتان في الهواء لظرفِ دقائِقْ ..

ثم انزل يديها وانشغلت في قهوتها ، انحنى لها وهمست بسخرية : ليكون بتشيل الكوب من يديني بعد ؟؟؟

مشعَل بنَظرة تحدِي وبحَزم : صمتك يقتلني..وكلما كان صمتك كثير..كلما زادت بلاويك..

وريف بابتسَـامة ساخرة جدًا : ومن متى صار لصمتي اهتمام ..دام ان كلامي ماله اي أهميّة عندك ؟؟

مشعل بغضَب : ومن متى طال لسانك على إخيك !

وريف : اخوي ؟؟ .. وينه اخوي ..اخوي ضاع من يومه رجع من شقة ولد عمه مضروب..ضاع ومالقيته

مشعل يتلفت بقهر عنها : انتي اللي حدّيتيني اسوي فيك كذا ..لو انك قلتي وتكلمتي ماكان صار اللي صـار

وريف بألم : انا عبد مأمور ..اللي قاله ولد عمك سويتـه..

مشعل بغضب يصَرخ : ولد عمك ماهو بأولى من اخوك..

وريف : بس كانت ظروفه اولى من ظروفك.. (صمتت ثم اردفت ) ليتك ترجع ياخوي..ترا صدك ماهو مستاهل هالجفا كله ياولد امي..

مشعل يصمت ، تاركًا اياها تعبر من امامه ، خائبة الأمل ..دون ايما حراك .. او حتى تفسير منطقي يضعه مبررا لأفعاله ..



،



في فندقَـ سَكنه كان يَشتعل من الدَاخل والخارج ، ويظن ان اللهَب الذي يكَويه ، لم يلاقي مثله طيلة ايام حياتهِ الغريبـة ، عشَر سنوات من عمره ، احترق واحترق واحترَق ..لكنه لم يصل الى هذه الحالة..ان يكون ناتج احتراقه رمادًا منفوثًا ..

اصبح يمشي بتوتر في باحَةِ بيته ، يموج يمينًا وشمالاً ، وبَين الفينَة والأخرى يسرق انظار الى البلكونة المقابلة ، رغم معرفته بأن مشعل من يسكن المكآن الآن .. ، لكنه ينتظر اجابة صامتة من المنظر الذي امـامه .. !!

منذُ الصغر ، وهَـي له ، معقُودَة بإسمـه ، كانت امه تعدُه بأن تخطبها له بعدَما تكبر ، اصابه السرطان فأقعده ، ووحلّ ماحلّ .. وابتعَد عن خيالـه بأنها ستكُون احَد همومه يومًا ما ، ربما اي شخص عاقل يصفه بعدم النضج في اختيار الطريق..

لكن الحريق التي اشغلته طيلة عشر سنوات من عمره ، جعلتهُ يتوثّبُ المًـا وهو يهيم الآن في لقاء جواب ،

وفجأة ودون سـابق انذار!!، تخطر في ذهنه فكرة غريبة ، ويظن ان الصمت قاتلهُ ما ان انصاع لأوامر الصمت !!

فاختار يراهـ ، علّه يحل شيءٌ ما من مصيبته .. نَظر الى شقته ، ووضعَها المكركب ، قام بترتيبها بسرعة .. ثم ارتدَى كنزة باللون الكحلي وبنطال جنزي ، فاهتم بأن يرفع هاتفه ، ويقف امام البلكونة وهو ينظر لمشعل ويشير له بيده ..

كنايَة عن انه سوف يتصل ، يتصل ، ويرى مشعل ينظر لهاتفه ثم يضعه على اذنه ويردّ بمضَض يتذكر آخر المواقف بينهَما : السلام !

ليث : وعليكم السلام والرحمة..وش اخبارك يابو علي (اختار ان يناديه بكنيته كي يكسَر القليل من غروره )

مشعَل : الحال من بعضها يالليث..فاقدين ومشتاقين..ومن اللي فقدناهم مقهورين ومجبورين بالصمت..

ليث : الله لا يرد الكيد في نحورنا..لو بغيتك تجيني هالحين..مانت برادني صح ؟

مشعل بحَزم : ماعاش من يردك.. اللي تباه يصير ..جايك بعد ما اتطمن على هل البــيت ( وشّد على آخر كلمَـاته)


ابتَسم ليث براحة وهو يهز رأسه وينظر له مشعل ، ثم يغلقان الخط بصمت دون ترجَمة لصمتيهما .. ثم عاد الى الداخل ، وطلب قهوة من الكوفيه الذي يقبع اسفل الفندق ، دقائق حتى وصل مشعل ووصل معه جرسون المطعم حاملاً القهوة معه ..

ليث يبتسم ويفتح الباب بترحيب لمشعل ، ثم يلتقط القهوة من الجرسون ويدفع اجرتها ، ويدخل الى الداخل .. مع مشعل...

جلس الاثنان متقابلان ، مشعل يبتَسم بتحدّي ، وينظر لليث المشغول بصب القهوة وهو يعلم ان في جعبة هذا الانسان المتغرب حديث طائل ..

ابتَسم لليث وهو يلتقط القهوة التي مدها له وقال : سم ..

مشعل ردّ الابتسامة بخبث : سم الله عدوك..وش ورانا امس انضربنا واليوم تراضينا ..

ليثَ بخبث اكبَر : عيال الامس تعقلوا اليوم..

مشعَل بتحدّي : نشوف الايام وش تسوينا ..(اعتَدلت نبرتُه إلَـى الجدّية ) وش وراك ؟

ليث ابتَسم : ابي كريمتكم ..ماهو برادني عنها ولا شيء..اباها اليوم قبل باكر ..المهم انت تكون لي على سنة الله ورسوله..

مشعل بدَهشة : علومها الناس صارت تبي اختي بوقت واحد..انت وولد آل زايد خاطبينها..وانا شوري عند شور اختي..

ليث : في هالغربة محد ولي امرها الا انت..وابوك مكفلك بها..ابوك من يومه يباني لبنته..وانا اباها ..(بجدية)يعني هي لـي يامشعل ماهـي لغيري..

مشعَل بحَزم : يعني شلون تباني اجبرها ؟ ..وان كانت تبي ولد آل زايد..

ليث : انا مستعد ادفع دم قلبي عشان تكوني لي.. اباها يامشعل ولا يرخصني عنها اي مخلوق..بس من مخافة الله جيتك وطلبتك اياها..ولا الجنون كان يوديني ان اكلم عمي واخطبها منه..

مشعل : كنت فضحت حالك وفضحتنا معك.. مابي اقهرها واجبرها على شيء هي ماتباه..بس لو خيروني بين وبين ولد آل زايد..والله انت الاولى ثم الاولى ثم الاولى..

ليث : انا ولد عمها وانا اولى بها يامشعل..

مشعل : طيب كيف بتعيشها..كيف سامح لنفسك بذا الوضع انك تاخذها ويمكن تضميها اذا انت ماعشمت اخوها يومه جاك مشتاق..

ليث بقهر : كنت مستنزف ومتهكم..اناني وتبغاني ارجع لكم ومن دون مقابل..

مشعل بغضب : حـنّا اهل..مافي لرجعتك مقابل..

ليث : بلى..يومني تغربت صار لرجعتي مصلحة..

مشعل بَغموض : افهم من تفكيرك ان وريف هي المقابل !!

ليث : اخس واقطع..محشوومه ..درّة مااساومها..

مشعل : وش هو المقابل..

ليث بنَظرة للبعيد:ضمَآن..

مشعل : وش هو ضمانك..

ليث : ضَمان الأمان.. انا ماني بـ مأمن يامشعل.. خايف يعثون فيني اهل هالارض..

مشعل : اجل دامك مانت بمأمن ليه تبغى وريف..ماتخاف يجيها شر ؟

ليث : اباها على ذمتي لين مارجع..اضمن على الاقل انها لي ويهدأ حطب نيراني..

مشعل بهدوء : انت ولد عمنا وطول عمرنا نعرف ان عيال العمام اولى من غيرهم بحفظ البنات..بس ان كانوا بناتنا مايبون عيال عممامهم فحنا مافينا خير ان جبرنناهم او ضمناهم

ليث ببرود : ومن قال اني اباك تجبرها..اعرضني عليهآ ولاتشوه الصورة (بقهر) عارف ان بليس هاليومين متربع في راسك..

مشعل : اعوذ بالله.. عن نفسي عطيتك..باقي وريف..وان كان على راي ابوي..ابوي لين اخر مكالمة وهو يتمنى رجوعك عشان يصير راسك براس الوريف..

ليث بابتسامة : عمي مامنه مخوفة..(بخبث) المخوفة بالطليعة اللي جابها (كان يقصد مشعل)

مشعَل يتنرفز : ماهو بأحسن من هالطليعة بين العربان والمراجيل..

ليث يعُززّ له : كفو ..

مشعل بتنهَيدة : بس اصبر علي كم يوم..رباها على يدي البوارة..

ليث : ماهي ببوارة ..اصيلة من يومها وعارفة ربها..ربات علي ماهي خايبة..

مشعل يبتَسم : والنعم فيك وفي مطلبك ..


،

في مجلَس ابو ريَاض السَاعة الثامنة ليلاً ،



دخل مع فهد حفيد اخيه الراحـل ، طلب منه ان يقدم القهوة لِـلرجآل ، وانتظر وصول آل زايد وهو يؤكد على النساء بإكرام الضَيافة ، كانت شوق واسمآء متواجدين تساعدان ام رياض في اعداد الوليمة ،

راكان اتى توا وهو قد اشترى طبقين من الحلويات الفاخرة للتقديم ، حتى حينهـآ دخل عبد الرحمن آل زايد مع ابنـه ملحم ، مع رؤس بعض القبائل الكبيرة ، إكرموا بالضيافَة العربية الكريمة ، ثم تكلم كبيرهم ، عبد الرحمن :

الله يبقيك ياعـلي يشهد الله انك ماقصرت ، وعلومك علوم عربان ، ومن يومك على راس القبايل ، وآل مالك كلهم ضيعوك يوم انهم خاصموك ..

ابتسم بو رياض :الله يقويك ، يسلم طيب حكيك ولسانك ، سمي ياعبد الرحمن ولا فيه من يردك ..

عبد الرحمن يتكلم : جيتك ممع عيال قبيلتي وما ارخـصت جيتي ، وهالحين اباها طلبه منك ولا انت اللي ترد اللي يباك يابو رياض ؟.

بو رياض : إخس وإقطع .. والله ان ماتطلع خالي

عبد الرحمن يتنهد براحـة : هذا هو ولدنا وانت عارف اطباعه ، مانبي نكثر مديح ، ولا نهتدي بالذم ، سايل عنه القبايل وشف وش يقولون ، ربات ايدي ماخابت ، ورباتك ياعلي هي اقرب لقلبي واحب له من ربات غيرك .. الا تعطينا الوريف ؟؟

بو رياض يبتسـم : والله ان ماتطلع خالي ..شوري من شور البنت..ماني جابرها ولا اني براخصها..وان كان حكم النساء في الزواج بيع,,فولدكم خــير من شــاريها !! ..بس الا ياعبد الرحمن مادريت ان بنتنا تحيّرت من سنين لولد عمها ؟

عبد الرحمن : ادري ولو ماكنت ادري ماجيت ..ولد عمها غايب يابو رياض ومحدن ضامن نجاته .. البنت نباها وشارينها بحلو الذهب..

بو رياض بثقـة : بنتي ثمينة ماتقدر لا بالذهب ولا بغيرهـ ..ان كان ردنا على ولدك بـ إيه فيافرحتي به .. وان كان البنت تبغى تعيش على طيف رجوع ولد عمها ..بأمهلها لين رجوعه ..وان مارجع فكلن ياخذ نصيبه .. (ثم ابتسم)

بس يابو ملحم قلت لك كلمة ومابثنيها انت ماتــطلع خايب .. وفي بين يدينك اللي يرضيك.. تزوجنا كريمتكم لولدي مشعل ؟

عبد الرحمن اسَتبشر واستهل وجهه : مشعـل اشتريه بدم قلبـي .. خله ياتي من غربته وبنتنا له بأي وقت .. ومن غير مهر بعد...

بو رياض : لازم وواجب ان يكون لها حق في الصداق (الصداق\المهر) .. انتظر رجوع ابني وبنتكم ماتخيب..اهم شيء ما اردك خايب ياعبدالرحمن.



،



،








السَّاعة الثَانية عَشر ليلاً ، تتحرك بسكُون في المَكآن وهي تقوم بجَمع الصُحونْ مِن الطاولة المُتحركَة التي تضع فيها الطعام يوميًا وتسَحبها معها إلى المَطبخ ،

بعَدما تأكدت بأن أخيها أكل ، وَحمد الله ، وقفت بشرُودَ واقفَة امام المَغسلة تغسِلُ الصّحُون ، تَنسى خُصلاتْ شعرها التي تتوزع على آفاق تلالِ كتفَيها ، وعلى تّلِ الشّفاهِ المَشدُوه ترَنُو اعجُوبَة ابتسَامة ساخرَة جدًا ،

كَم نبدُو ضعفَاء حينمَا نخشَى أن نواجِه أنفسنَا ، أن نكُون عَاجزِين حتّى عن البَوح فِي خارطَة الهُموم المُثقَلة بها أكتافُنـا ، تتَمايلُ الكلمات امام عينَيها ولكن تعرف وباء الفشل الذّي يعُم المكَان ،

خافت من الوِحدَة ، تخافُ ان تمُوتَ وحيدَة دُون أن يستَمع هذا الصنّمُ المنحُوت القاسي إلى تفاصيل حديثَها وهمُومهَا ، بعَدَما كان يُشاطرها بالنِّصف همُومَه وهي تنصف له هُمومها ..

حينما نبدأُ بالانغماسِ في هذه الحياةِ التي نظنّ بأنها ستُنسينا ما نرُيدُ أن ننسى .. ننشغلُ بمادّيّاتها و توافهِها .. ولا نعلم بأن روابط الأخوة هي ذاتها المغَزى الحيَاتي الذي نعيشُ من اجله !

فَكيف بها تتحدّر على هُدوء خدّيها كريسَتالات حزينَة ودامعة ، مجروحَـة وصامته ، صمتها ضدّ اخيها ليسَ عجزًا منها ولا قوّة ، بإمكانها التبرير بمئات المبررات أمامه ..لكنها وجدت انه لا يستحق ان تبرر له اخطاء لم تقترفها ..

لانه اساساً لم يحترم القاعدة المبنية بينهما منذُو الصغر ..رابط الاخوية القوية التي تجَمع بينهَمـا ، بعَدما فارقهما رياض حينمَا كانا صغيرين ..

ولم تنتَبه تماماً لليدَ التي امتدَت بخشونة اليها تضمها الى صدره ، تصلّب جسدها حتى ولم تغير من تعابير وجهها ، عاجزة عن محاوطته وضمه ، وابداله المشاعر ، شعرت بالبرود او الصدممـة ..

واخيهَا لازال يقسو عليها بذراعيه اللتان تحيطان بهاا ، بدأت ترتجف كالملسوعـة ، وتبكي بأنين أشبه بالمَوت ، كانت تعتقد ان السفر عن الوطن هُو الغربة ، لم تعتقد بأن فراق الاهل مع تواجدهُم بذات المكان غربَة مضاعفـة أكثر وأكثر !

حرارة صدره اشعرتها بأنها معه في حضنه ، وهمسه في اذنها : دخيلك سامحيني .. كنت ابي اعاقبك ..بس انا عاقبت نفسي..

وريف بألم : كنت اقسى مخلوق اشوفه بحياتي ..طول عمرك مسالم وماعندك هالوحشية ..فجأة تحولت لشيطان ارعبني..تدري وش اللي حسسني بالغربة ياخوي..صدّك..
ولا تظن اني عاجزة عن الرد من تجريحـاتك..بس كنت مقهورة منك وابلع غصّت كل حرف لاني ظنيتك ماتستاهل مبررات..

مشعل بحنَان يمسَح على خصل الحرير من شعرها الذي التصق بقميصه ، حتى شعرها لم يبخل باحتضانه ، لأنها ارسلت كل طاقتها الجسدية لتهَبها هذا الحضن الدافئ الذي طالما تمنت ان ترتمي فيه لأكثر من اسبوعين على التمام ..

همس في اذنها بحب : يخسا مشعل يومه نزل دموعـك..ومد إيده عليك..كنت اموت لما شفتك سكتي بعدما كنتي تلحين علي تبين ترضييــني ..بس لما ضربتك وشفتك سكتي عرفت اني حطمتك

وريف بألم تمسح دموعها وتنظر لعينيه : ماعاد تعيدها وانا اختك قسم كسرت ظهري بصدّك وتهميشك..ان عدتها والله ماعاد تعرفني والله لاشتكيك لعــلي..(والدها)

قبل يديها بجزع : اعوذ بالله تنقص رقبتي ولا ازعلك..خلاص وانا إخيك..مسحي دموعك..ابي اكلمك بموضوع..

وريف تمسح دموعها : طيب ..

توجّهت معه إلى الأريكَة وهي تضع غطائها من الفرو البني على جسدها وتضمه الى صدرها وهي تقول : سم قول..

مسَح على شعرها بحنَانِ يغمرهُ الدفء والإبَآء : تدرين اني مقدر افارقك؟..ولو فارقتك بيوم حتى وانا زعلان فكنت اموت خوف عليك واضطر اجلس تحت الفندق على جوالي ..احس لو بعدت عنك كثير بموت..بس ياختي البنت مصيرها من يشلعها من بيت ابوها ويزرعها بوسط بيته..
فيه من يبيك تكونين ملكة في بيته..وفي من يبيك خادمة لبيته..بس ان قلنا كوني ملكة فظلمناه..وان قلنا كوني خادمة..فظلمنــاك..بس كوني الإثنين ياإخيتي ..الله يحب العدل والاعتدال.. خدمة الزوج والاهل ماهي بعيب...

وريفَ تحمر وجناتها البيَضاء لتنغمر في تل حرارة وتضطر الى نزع الغطاء من على جسدها وهي تقول : شفيك مشـعل؟؟وش قصدك!

مشعَل ابتسم : يعزّ علي والله اني اتركك تروحين لرجال ثاني..بس هذي سنة الحياة.. تقدم لك اثنين وانا اخوك..اثنين مايرخصون علي ولا على ابوك..

وريف بخَجل وهي تحس بأن موقفها اصبح اصعب : أيهُم ؟

مشعَل تتسّع ابتسَامته : ملحم آل زايد ..والليث ولد العمومه..



ارتَبكت الكلمات على تل شفتيها ، الاثنان كفتيهما ممتلأة ، ولكن كفّة ترجَحُ عن كفَة ، فقررت ان تبتر عباراتها : بيكون خطأ لو جوابي يجيك هالحيـن ..تصبر ياخوي تصبر..

مشعل : كم يعني ..ترا الجماعة مستعجلين..

وريف بخَجل : انت وش تقول..ايهم كفّتــه ترجح ؟

مشعل بثقَة : الاثنين انعم واطيب ..بس ولد العمومه غيــر..وامه وامي يبونكم لراس واحد..وابوي بيموت على ماصير خال عيال الليث..

وريف تتقّطع خجلا وتشعر بأن مفاصل جسدها تيبست تمامًـا عن الحراك ، عاجزة عن اخذ النفس بالصورة الاعتيادَية ، وهي تلحظ ابتسامة مشعل الخبيثَة : خوش صفقة دام وجهك صاير قوطي طماط..

وريف تحذفه بالوسَادة بقهر : ماهو وقتن للشمـاته..

مشعل : بس لاتردين حد عن حد الا وانتي مقتنعة..كلامي في الليث لاتخليه يأثر على منظورك الشخصي..يمكن انا اشوف غير عن اللي تشوفينه..استخيري..يمكن ولد آل زايد مصيرك..ويمكن الليث..بس ترا ولد عمنا من عرف بأنك انخطبتي ماهدت ناره وقال لا والله ان ماتكونين لغيره..

وريف تصمُت وبداخله حديث يتوجس دُون رحمَة

" ما اكُون لغيرهـ ..؟

ليه أنا طول عمري انخلقت حتى اكون لمن ؟

طول عمره امه تتمناني لـ مين..

وكأنها تشوف في عيوني بحر عيونه..

طول عمره انا له ماني لغيره..

بس هذا مو حاجز..مو حاجز..

ولد آل زايد مافيه الا الخير..

ولد إبيّه ماينرد .."

أتمنى البارت يَعجب الجَميع , ، دعوتُكم في جيبِ السَماء لي اجعلوها تنقض من ارواحكم إلى روحِي ، إلى الملتقى يوم الثلاثاء القادم :$ ,



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-15, 02:07 AM   #27

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي







السلامُ عليكمْ ورحَمة الله وبركآته :$ ، كيف حالكم عساكم بخير؟ ، ادري اني طولت بالغيبة هالمرة بس اعذروني كانت عندي مناسبة فلذلك قررت ان اغلقها على ماارتب وضعي وارجع لكم ..حتى مـا أهملها وتتمللوا منها ، ..
عمومًا يشهد الله اني اشتقت لكم "$ ، وكتبت كم بارت لكني راح انزلهم بالترتيب الزمني لنزول بارتات الرواية ..كل ثلاثاء وخميس وجمعة ..راح يكون في بارت..!
بارت اليوم عليه حبتين..فيه حدث مفاجئ جدًا بالنسبة لقرار وريف بآخر بارت ، للي مايتذكرون تحديدًا بهذا المشهد :

"
وريفَ تحمر وجناتها البيَضاء لتنغمر في تل حرارة وتضطر الى نزع الغطاء من على جسدها وهي تقول : شفيك مشـعل؟؟وش قصدك!

مشعَل ابتسم : يعزّ علي والله اني اتركك تروحين لرجال ثاني..بس هذي سنة الحياة.. تقدم لك اثنين وانا اخوك..اثنين مايرخصون علي ولا على ابوك..

وريف بخَجل وهي تحس بأن موقفها اصبح اصعب : أيهُم ؟

مشعَل تتسّع ابتسَامته : ملحم آل زايد ..والليث ولد العمومه.."

عمومًا لازلت انتظر عودة متابعاتِي اللي اغليهم:$ وغيد ابدًا لا تفكر الانسحاب..وانما اخذت وقت ارتب وضعي حتى اتفرغ للرواية .. اتمنى من الجميع يتفهم هالشيء..وانا اتقاضى كل الرسائل المزعجة اللي اتتني للناس اللي كانوا يظنوا انسحابي..واقدر واحترم كل شخص سأل عني وعن سبب انسحابي ورحب بي اثناء عودتي :$


البارت : الرابع والعشرُون .

و سرت يا ليل المدينة

أرقرق الآه الحزينة

أجرّ ساقي المجهده ،

للسيّدة

بلا نقود ، جائع حتّى العياء ،

بلا رفيق

كأنّني طفل رمته خاطئة

فلم يعره العابرون في الطريق ،

حتّى الرثاء !

***

إلى رفاق السيّده

أجرّ ساقي المجهده

و النور حولي في فرح

قوس قزح

و أحرف مكتوبة نم الضياء

" حاتي الجلاء "

و بعض ريح هيّن ، بدء خريف

تزيح عقصة مغيّمة ،

مهمومة

على كتف

من العقيق و الصدف

تهفهف الثوب الشفيف

و فارس شدّ قواما فارغا ، كالمنتصر

ذراعه ، يرتاح في ذراع أنثى ، كالقمر

و في ذراعي سلّة ، فيها ثياب !

****
لِـ : # أحَمدْ حِجازِي .


هناكَ خيوط من لهب تطوق رقبتي ، تجعلني أسيرة لا احملُ حرفًا يمتلك اليقين الكامل للإجابة بـ نعم ..او لا .. من هُو المناسبُ لِي ، من هو الشخص الذي يستحقني بالفعل ، تلك كانت تساؤلات غامضة تحتوي على أسئلة عميقَة .. لم يكن باستطاعتي الاجابة عنها .. المُؤلم انني اخترتُ الصمت لمدة طويلة ، والطرفان لازال ينتظران ، والحريق يشتعل في داري كل يوم وانا احاول اخماد الدخان المشتعل ، لكنني ابيتُ الحراك ، ولا اعلم لماذا ..لقد خيروني بين الجنة والنار..فلماذا لا اختار الا النار؟ لماذا ارتياحي كان ناحية الشقاء الطويل ؟ . لم ؟ ، لماذا القرارات الحياتية تحتم علينَا ان نختار شيئًا لم نكن لنريدهُ يومًا ؟ او ربما نريدهُ بشدة ، لكننا نتأذى منه ... نعم حبيبتي ..حياتي المدللة..انا موافقة..على النيران واللهب.. انا موافقة على الحدس المستميت ..على الموت المنصَرم.. أنا موافقة .. انا لك ايها الغائب..وسأكُون دومًا لك.

تَخرجُ بهدوء من غرفتِها متسللة ، وبذَات الوقت مرتبكَة ، ترتجف شفتيها من قرار سيرسم لوحة حياتها على ضفاف المستقبل . هدأت من روعِ ذاتها واستجَمعت قِواها ، الضعف لن يقودها الا للشيء المستحيل ..وهي تريد الشيء السهل..السهل جدًا ..لكنهُ ممتنع .. تنفست براحة وهي تطلق زفيرًا ينمُ عن ارتياحها وشعورها بالرضى . وتجلس على الاريكة بجوار اخيها ، الذي بادَرها الحديث حينما لمح ارتباكها : شفيك ؟ تبي تقولين شيء؟

الارتباك ، والخجل اللذيذ ، هو مايجعل الفتاة في اجمل حالتها ، خصوصا حينما تتراجع عن البوح وتستنكر انها كانت تستجمع قواها قبل قليل ، ليتطاير من وجنتيها دخان الخجل وتحمر دون بوحٍ قوي ، فتهمس بانسحاب : لا ..بــس..

مشعل بإصرار يبتسم : بلى بلى ..كنتي بتقولين شيء..اللي هو ؟
وريف تحَمر بزيَادة وهي تنغمر وتذوب داخل ردائها ثم تنطق واخيرًا : كنت ابي اقول لك..عن الموضوع اللي كلمتني عنه..
مشعل بابتسامة : ايوا .. ووين وصلتي ؟ ومين اخترتي؟!
وريف يرتَجف صوتها من الخجَل : ولد عمــي..

صَمت ، وطال صمته ، وكان صمته الأليم مستميتًا ، هل تنقذ الموقف وتتراجع وتقول له لا اريده ..هل كان من الخطأ أن تختار؟ ، هل هيَ حقًا لا تمتلك جرأة الخيار ؟ . تنفس مشعل بقوة ثم ابتسم لها وقال : مــتأكدة ؟؟
وريف بحَذر : ليــه يــا اخوي ..انت عايب عليه شيء؟
مشعل : ليث ماينعاب..اللي ينعاب مصيرهـ..ماهو معروف للحين!
وريف : بس كنت تبيني له..ليه غيرت رايك ؟
مشعل : اعوذ بالله وليه اغير رايي..للحين اباك له..بس خايف انك تسرعتي في قرارك وانك مو لامة بموضوع ليث عدل..
وريف : بلى عارفة شصاير عنده ولد عمي ووش اللي ممكن يصير..وعارفة كل شيء حولي..بس قلتها ياخوي..كفته ترجح !
مشعل يقبل رأسها : الله يوفقك ..مـابي اشوفك غير مرتاحة ومبسوطة..
وريف : الراحة بوجودك ياخوي..
مشعل : يالله بروح ابشر الرجال..
وريف تقف بارتباك وتمسك يده بقوة : لااا ..لاتروح الحين..
مشعل ينظر لارتباكها المفاجئ: ليييه والرجال على نار؟
وريف تهز رأسها برفض : لا تقول شيء الحين..مابيه يعرف..خله يكتوي لين مايدري انه خذاني.
مشعل يضحك : ههههههههههههه ان لله من ذا البنت..وراك تحريه كذا؟ ماهو بـ آدمي ومالي عينك ؟!
وريف تصمت بخجل ، ثم تنسحب الى الداخل ، ترتمي على سريرها وهي تشعر بحرارة تنطلق من كل افواج جسدها..وخصوصها وجنتيها وعينيها..حالة من السعادة البسيطة التي شكلت لديها غيمَة من التصورات الجميلة .. رسمتها كحلم ينبثق من شرنقة العالم ..ويصول ويجول فيه الى ان يصل الى قلبها مرة اخرى ..محملًا بالسعادة اللا منقطعة .. انه حلم .. حلم ...!!ومَـا اجمَل الحُلمْ .



،

كَانت تضم شفتيها بتعب وبتفكير منهَك ، كانت لا تريده ، ولازالت لا تُريده ، فكيف يجبرها والدها الآن .. ويقول لها بأنها ستكُون له ومعَه .. والليلة ؟! ، هربت الى بلكونة القصر تنظر لسواد السماء ولمعانِ النجُوم ، ولا تعلم بأنها تراقب المدى البعيد والأفق المختفي بين النجوم التي كانت تغازل القمر ، ليلة بائسة .. لقد نزفت من الاعماق ، حتى وصلت عنان السماء ، تسائلت فجأة ..لماذا البشر يحزنون ؟ ولماذا يختارون السماء او البحر حينما يصيبهم المًا ..لماذا نختار الاشياء التي تتغير باستمرار .. وربما تخدعنا بجمالها ..لكننا لا نعلم في الحقيقة مالذي بجوفها ؟ ..وذلك الرجل العوسجي..الا يشبه البحَر؟ او السماء؟ .. لانعلم مالذي يدور بداخـله .. ؟ ، تنفست طويلاً وهي تراقب المكان ، لقد تمت مراسم العقد بيسر وسهولة على الجميع .بينما هي لازالت تشعر بأنها تذوب خوفًا من مصيرٍ مجهول .

لَو كان باستطاعتِي ان اغوص فِي جبين السمَاء ، أن أنامَ على نجمةِ ناعمة ، ان لا ارتعش كارتعاش القبور ، انا انطوي الى مساحة النور ، ان انغمس بين ضوءِ القمر ..وأختفــي..وأختـــفي.. وأختـــــــــــفي..! "لو" .

التفتت الى المرآة الطويلة ، تنظر الى فُستانها الاسود المخملي الذي يتناغم مع براعة جسدها ورشاقته ، وبين فتنة نحرها يرتمي سلسالًا يتلألأ بلمعانه .. وبروز مفاتنها هي الوسيلة التي لا تريد اغوائه بها . رتبت خصلات شعرها المموجة ، جلست على اريكة الغرفة التي قاموا بتجهيزها لهما خلال يومٍ وليلة !!، انتظرته برعب..بارتجاف بين الفينة والاخرى ، وطال وقت مجيئــه ، وباغتها النعاس ، بل فوبيَا الخوف ، فحينما يخاف المرء من شيءٍ ..ينَام ، لذلك كان نومَها على الاريكة دون ان تشعر ، ومرة ساعتَان ، حتى دَخل من تخافه !.
بمَجرد ان رآها نائمة ، اقترب بهدوء الى مكانها ، ونظر اليها متفحصًا ، من تكون تلك الشرسة من هذه الانثى البالغة في الانوثة ..
اختار ان يتركها ، فهو لا يحب ان يشن حربًا ضروسًا اليوم ..ان يستلقي وينام ، هو أكثر شيءٍ يريده ، حينما استلقى على السرير لم ينتبه لها بأنها بدأت تستيقظ ، او شبه مستيقظة ، وصار يتذكر والدِته ، وتأتي صورًا لها في راسه ، صورًا تمتزج من ذرات الحنين ، وتستفيق في عقله لتدور كفلمٍ سينمائي ، مع اصوات متقطعة كأجراسٍ غير مرئية ، ترن في دماغه دون رحمة .. انتبه لها تقوم بارتباك وتستر صدرها الذي فُضح جزء كبير منه اثناء نومها الفوضوي . وقالت بتهكم : انت وبعدين معك ؟ ماتعرف شيء اسمه ذرابة ؟ ..طيب يا باش ادم لما دخلت ليه ماجلستني ؟ ع الاقل كنت اكثر اتيكيت وقلت لي قومي نامي على السرير عشان انام ع الاريكة ؟

آدم يضع يديه خلف ظهره باستمتاع ويهمس بابتسامة جانبية : نعم ؟ أيــه انا ماعندي اتيكيت ! ، وبعدين ليه اقوم انا وانام ع الاريكة؟ تعالي هذا السرير واسع .. واظنه نفرين !!

هاجَر بقهر : وعع وعع انا مانام جنب هالاشكال لعلك الجرب قم خلني انام انكسر ظهري من ذا الاريكة الحيوانة ..
آدم يعقد حاجبيه : وبعدين معك على لسانك الوسخ ؟ متى بتنظفيه ؟ تبين تنامين حياك ..تبين تتخانقين رجاءا اجليها لوقت ثاني لاني مالي خلق لدوشة راس..
هاجر تضع يدها على خصرها بغضب وهي تنظر له باشمئزاز وكأنها لا تتخيل ان تنام بجواره ، انسحبت بغضب وتوجهت الى خزانة الملابس لتأخذ بيجامة حريرية باللون الابيض وتدخل الى غرفة التبديل لتستبدل ملابسها .. بعد ذلك اخذت وسادات من الاريكة ووضعتها كحاجز بينها وبين آدم كناية عن رفضها المستميت لقربه ، كان يراقب تصرفاتها وعلى شفتيه ابتسامة جانبية .. وتنام بغضب وهي توليه ظهرها .. اغلق النور ثم انتفضت بغضب : آدم شغل النور.. من يومي مانام الا بنور..
آدم برفض : وانا من يومي مانام الا بظلمة..
هاجر بغضب من بينَ اسنانها : جعل ليلك ونهارك ظلام ..شغل النور ابنام..
آدم يقترب فجأة وهو يكسر الحواجز وهو يميل بجسده اليه ويضرب بيده المكان الذي بجووار رأسها ويقول من بين انفاسها المرتجفة : قسمًا عظمًا ..ان مانمتي هالحين والله ان ماياتي الصبح وانتي سليمة ..

ارتَعبت بخوف وهي تصمت ، ثم تهز رأسها بطاعة وتبتعد عنه ، ولم تنم الا حينما سمعت انتظام انفاسه كنـآية عن نومه ..فنامت ..!!

،

كانت عودتهم من المزرعة شاقة ، انهارت على سريرها في غرفتها من التعب ..يكفيها الطريق الطويل الذي ارهقها بالفعل ، او الضغط النفس الذي تلاقيه من بين تعليقات جمانة وهيفاء ..او حتى رؤيته .. القهر هنا يتعاظم عليها ..وتشعر بأن بقائها في هذا المكان ليسَ لهُ مبرر شرعي ، ربما قد يكون هذا المكان هو اخطر من المكان الخارجي..او الغطاء المكشوف .. بينما هي تنظر الى سماء الغرفة .. وتتأمل كل تفاصيل المكان ..تدقق بكل شيء..بالجيبس الذي في الجدار..بالثريات الانيقة التي تنسدل من اعلى السقف..بكرستالاتها اللماعة والبراقة ..بأناقة الغرفة التي لم تكن لتحلم بها يومًا ، سمعت صوت الاذان ...اذان المغرب..قررت ان تصلِّي صلاتها ..فذهبت الى دورة المياه واستبدلت ملابسها ..بملابس مريحة ..ثم خرجت بعد وضوئها ..لتصلي فرضها وتريح قلبها بالقُرب من المَلكوتِ الأعلى .. إلى خالقِ الكون في ستَةِ ايام .. الى من له قلبها يخفق .. الى ربها..الى عنان السمَاء .
بعدما انتهت من صلاتها ..جلست على اريكتها بجوار السرير بتملل..
احست بدخول هيفاء التي كانت تحمل طبق من الدونات مع القهوة لتجلس بجوارها وهي تقول : شحالك اليوم ؟
ابتسمَت بهدوء : تمام..بس احس بتعب من الطريق..
هيفاء : معليش بس بالله مااستانستي؟
رؤى تبتسم بمرح : بلى والله انبسطت كثير.. خصوصا لما تعرفنا على بنات ام ليث..
هيفاء : ان شاء الله مو اخر طلعة لنا..راح تنبسطين بالمستقبل..
بس رؤى حبيبتي ابي اكلمك بموضوع ضروري..لازم تتفهمينه وماتعصبين..يعني عطيـني فرصة حتى تفهمين الموضوع وتتقبلينه .

رؤى بحيرَة : طيب..وش بك ؟ قولي!
هيفاء : ياحبيبتي يارؤى..اللي صار لك ادري انه مو شوية ..واعرف إن مو أي بنت تمتلك الشجـاعة وتتحمل اللي تحملتيه ..بس هم انتي بنت عاقلة وتفهمين ..ان اللي صار مو من سلطان ..لان مافي شيء يثبت ان سلطان سوى شيء لأخوك..سلطان والله مايطلع منه..حتى لو طلعت منه ماصدق.. مادافع عنه صدقيني..بس انا اتكلم بصدق..هذا الانسان صافي من الداخل والخارج.. يعني مافي مجال ينشك فيه.. اللي صار بيوم الحادث انه كان داخل السوبر ماركت..طلع وانتبه لاخوك طايح بدمه..قرر انه يروح جنبه حتى يشوف شحالته..بس الظاهر انه كان يودع..ولما سمعتي صوت الاسعاف ونزلتي وشفتي اخوك مطروح على ثياب سلطان كنتي تظني انه هو الفاعل..بس ابدا ماكان هو.. واللي يثبت هالشيء ان سيارته ماصابها أي شيء ولا حتى تلطخت بدم اخيك.. اساسا ماتحركت من مكانها حتى يكون في مجال للشك فيه..حنا عرفنا ان ردت فعلك كانت عنيفة مو لانك شفتي سلطان سوى شيء لاخوك..بس انتي ماكنتي متقبلة فكرة موت اخوك..فرميتي التهمة على سلطان..لعل وعسى يبرد شيء من همك..

رؤى تتنهد بألم وترنُو دموع متلألأة من جفنها ..ترمش طويلاً حتى لا تسمح لهذه الدموع بالانهيار لكنها تنهار بألم وتحاول التماسك ، لكن هيفاء تحتضنها وهي تستمع لنحيب رؤى ، تنفست بقوة لكن هيفاء رفعت وجهها لتمسح دموعها وتقول : مابيك تبكين ياقلبي..اعرف انك اقوى من هالكلام وهالظروف اللي انتي واجهتيها .. ابي منك شيء واحد ..تفهمينه وتفكرين فيه زين.. وجودك بيننا هذا شرف لكل واحد فينا.. بس انتي معيوبة وحنا معيوبين لا ظليتي كذا..عشان كذا نبيك لسلطان..لان مستحيل نفكر نبعدك من ذا المكان.. واوعدك ان سلطان رجال خير وولد حلال..بس فكري فيه زين.. واستخيري ربك..لاتجاوبين بالرفض لان مابي اسمع لكلامك..غير هالسلبيات عنك..وعسى أن ياتي الخير بعد هذا كله..وتستريحين.

رؤى صمتت ، وهي تنظر لهيفاء مغادرة ، زفرت بضيق شديد ، ربما الضغط الذي بداخله هي من صنعته ، تشعر بأنَ هيفآءْ محقّة بذَلكْ ، وأن الذي تفعلهُ بذآتُها ماهُوْ الا إأنهآك نفسِي دونَ اعطاء نفسها راحَة ، .



،



هل تتَصورين كيف سَيلمعُ اسمِي إذَا ارتبَط بإسْمك ؟ ، هل تدركين بأن السمع والبصَر سيكُون ملكًا لك ! كيف ستمتلئ فراغاتي النَاقصة بحياتِك المتكآملة ؟ هل رأيتِ يومًا مخآضْ السماءِ بولادَة الشمس ؟ ورقصة النجُومِ حولَ القمر ؟ام سمعتِ عن شعورِ طفلٍ أدرك للمرّة الأولَى كف أمه ؟ هل تدريكين مساحة الغابات التي ستُخلق داخلي إذا ظلت امطَارك منهمَرة طوال العمر؟ هل سمعتِي بهتانِ المطر حينما يخلقُ الريحَان وعبقَ الزهور ؟ ويحملُ أثيرها الى مساحاتٍ شاسعة ! إن حبكٍ كافٍ لإعادة ترميمي للحياة ، فامنحيني ضوءكِ ايتها الشمسُ المستَديرة ، امنحيني الهواء والماء .. والسعادة والخير ..والنمُو والحب .. أيتها الوريثَةُ الوحيدَة لعرش الانوثة وسلطآنها . ! لقد سئمتُ ان أحشرج حنجرتي بكلماتِ الحُزن ، والبغتان ، والفقدَ ، أعيديني ..رمميني..أرسميني رجلاً كنت أريدهُ ، رجلاً صار يبحثُ عن فتاتِ خبزِ العرب ، ليبرهن للعرب انهُ منهم ، لأنه قد تجرد من الهوية .

لازُلت انتظر ، وانتظر خبر قبُولك ، واخاف من رفضك واحذرُ منه، لا اعلم كم هي موجة الحزن التي بداخلي.. لكنني خيرتُك .. وكما قال نزار..اني خيرتُكِ فاختارِي..مابين الجنّة والنارِ ، فأنا النارُ المُحرَقة ، فهل ستختارينَني؟

نزل إلى أسفلِ الفُندق وهو محتار من الضجيج الذي يتراقصُ طبولاً في داخلِه ، كيفما كان الحُب صعبًا سيحب ، بقدر صعوبته ، جلس في كرسي الحديقة المجاورة يراقبُ الاطفال ، هل سيحرم ان يكُونَ لهُ طفل؟
كهؤلاء الاطفال ، كيف سيطوق حياته بجملة صريحة من البراءة والسعادة ؟ هل له أحقية هذا ! ، وبينَ الشرود والتفكير بما سيصنع ، وقع ما سيحدثُ ، فهد ، لقد كان بجواره عدة دقائق ولم ينتبه له ثم قال :
وش اللي مأخرك تروح عند الممرضة ؟

ابتسم ابتسامة جانبية : ظروف.
استنكَر فهد وقال : ظروف الانسان الغايب اولى منك..ماندري عن ارضه من سماه..حل الموضوع دامه جـى لك..
ليث بسخرية : ومن قال انك اني مو محترق على ماالقى عنوان الزفت الممرضة ؟ بس ماجى في بالك انه ممكن يكون فخ لنا بدل مايكون مكان نقدر نوصل له ؟ .. انا لازلت مو واثق بالشخص اللي جى وعطاني العنوان..لأني لازلت مااعرفـه ..ولا اعرف هيأته ..
فهد نظر للبعِيد ، ثم فجر قُنبلة قوية : طيب ليه ما تسأل عمال المراقبة والحراسة بالمستشفى عن السيديهات اللي بعام تواجدك بالمستشفى ..اكيد كاميرات المراقبة صورت اللي صار..حتى كلنا نتأكد من براءة ليث!
ليث كان غافلاً عن موضوع السيديهات لكنه خيبة الامل وصفت صفعَة على خده ليقول : وكيف نقدر نوصل لـ هالشيء وحنا ممرضة ماوصلنا لها..النظام الاوربي صعب كثير .. ومعقد في الحراسة..وممكن بأي دقيقة يجون الاف بي أي ونروح فيها..
فهد : طيب بتظل طول عمرك تنتظر ليما تتحقق من سلامة نية ذاك الانسان؟؟
ليث بغموض : لا ..اكيد راح اروح ..لان امشي خطوة لقدام افظل من اني ابقى على المجهول..بالنهاية ماراح اخسر شيء..

صمَت فهد ، وليث شاركهُ الصمت ، الى ان جاء مشعل وانضم لكليهما .



،



لقدَ مللتُ أن تكُون الحياةُ ملحمية إلـى هذا الحد ، وحينما باغتنا الليل واصبح القمر ينُجب النجوم ، واضم انا اصابع القدر الى صدري واتنهد تنهيدة طويلة واحتار من صمت مشعل الضاري ، ليغادر فهد بعد دقائق واستمرُ في الحيرة ، كنتُ على وشك ان افعلها ولاول مرة..ان اشعل السيجارة واجعلها تنعجن بين همومي واحزاني ، ثم انفث غبارها وهوائها الى خارج جسدي ، لكنني تراجعت فلربما الاجابةُ هِي " نعم" ، انا اعتبر هذا الحب قديسًا ، لانه لا يشبُه أي شيءٍ آخر ، لان شغفي بأن أكُون معَها ، هو الشغف الذي لم ينكفئ يومًا ، أريدها واريدها ، بقدر ما اريد ان اقبل عينيها ، بقدر ما اريد ان اعاتبها وادللها ، التفتت عليه بعد تملل من الانتظار وانا افرك جبيني واقول له : شقـالت ؟
مشعل يتصنع بأنه لا يفهم مايقصده : من هي ؟
ليث بنرفزة : ماهو وقتك ..قول شقالت !
مشعل يبتسم : انت توقع وش قالت !
ليث : مابي اتوقع قول لي لا افقع وجهك..
مشعل : ههههه اختي مو راضية اقول لك تبيني احرك لين تعرف انك خذيتها ..
ليث بفرحة : يعني وافقت ؟ ..
مشعل يهز رأسه وهو يضحك ..ليث يبتسم بسعادة طائلة : وشف بنت اللذين تباك تسكت وماتقولي..هين هين انا اربيك واربيها..ياعيال عمي يالبواريـــن..
مشعل : ههههههههههههههه يعتني هذي بدايتهآ ؟ خلاص تراجعنا مانجمع بين اعداء البر بالزوجة ..
ليث بابتسامة جذابة رسمها على جانب شفتيه : اقول تعوذ بالله..بس بلغها ان الشيخ بيملك علينا هالاسبوع .
مشعل عقد حاجبيه : وتعرف شيخ كفو ؟
ليث يهز رأسه وبثقة : كفو وعن الف كفو بعد..
مشعل : من هو ؟
ليث بعينَينِ تشردت منهما خيوط الحزن بشكل مفاجئ : عم صاحبي يوسف اللي توفـى ..
مشعل بفهم : الله يرحمـه ..ويوسع عليه فسيح جناته..
خلاص وقت ماتشوف انك فضيت هات الشيخ والبنت لك..*وبمزَح* واخوها بعد
ليث ينظر له بحدة : بـالمشمش ..
مشعل ينفجَر ضاحكًا : هههههههههههههههه هذا اللي خذا المشمش صار يعوف الناس به..
ليث : محشومة ...هذذي درة..صحيح كيف بتبلغ عمي؟
مشعل : ماراح ابلغه ..ماقدر اسرب له أي معلومات عنك..بس ابوي موافق لين اليوم عليك ان تكون لبنته..ومنيته انك ترجع..ان شاء الله لا خذيت اجازتي بيوصله كل شيء..
ليث : يالله..انا بصعد بالفندق..بكرة الصبح اشوفك..ضروري
مشعل يبتسم : حاضر..يلا فمان الله..


انصَرف الاثنينْ ، .



/


أتَمنى أن يعُجبْ الجَميعْ ، لا تنسونِي مِن تلك الدَعواتِ التي تتهافت الى السمَاء ، اجعلوني بينها ، واذكرونِي بواحَدة . :$


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-15, 02:17 AM   #28

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

- السلامُ عليكم ورحمة الله وبركَآتهْ ، لا أخفِي عليكم حجَمْ سعَآدتِي بحُضورِكم * المتألقْ * ! .. التعَليقاتْ والتجَارب ناحيَة قراءة روايتِي ، والأمنيَات في ان يزَدآد عداد شهُرتها كانتْ محضُ تعليقات أسعدتني بحَقْ ، بالنسبة لي أعانِي من ضيقْ الوقت..والله يشهدُ أنني أحاول ان أنجز كل مالدِي لأكتبْ لكم هذه السطُور المنهكَة من فرطِ الغُربة والبعْدْ .. الليثْ أنهكني بحقْ حتى انا لا استطِيع النومْ ـ، وأنا أتخيلُ لقاءه بأمه ؟ ، فكيفْ بكم أنتِم أحبتّي :$ .؟ أقرأوني بقلُوبكم..فالأعين لاتغنِي عن الحرف شيئًا .. , قرآءة ممُتعة !

البَارت : الخامس والعشُرون .

نلوبُ بزعانفنا في طياتِ الماء
الهواءُ يختنقُ بنا
والجالسون أمامَ زجاجِ حوضِنا الأنيقِ
ينظرون بلذةٍ لشهقاتِنا الملونةِ وهي تخبطُ السديمَ
بحثاً عن بقايا الهواء
نحن الأسماك المحاصرة في حوضِ الوطن


# لِـ المتألق / عدنْآن الصائِغْ !


في معمعة الغيَاب ، كان طيفُ إمرأة هُو ما يفجر رعونتَي ، وأرَى عقلي يهرشُ بعنفُ ، بصيحَاتٍ طويلة ، صداها يُحمل على السحب ويختبأ خلف الشمس المُستديرة ، لقد غفى الحلُم الجميل ، ولم أستيقظ انا من السبات ، انتهت كل تصوراتي التي تقول بأن الحُب لا يعاش مرتين ، وانا اقول ..الحب مرة بالعمر..والعمرُ مرةً بالعُمر ..هناك في رصيف ذاكرتي يقبع بيتُ ريفي وسط الافِ الزهور الملونة ، اخالها الخُزامى من شدة محيادتها للاخضرار..واقول لكِ كل يوم بأنكِ الخُزامى الوحيدة المدللة التي اعشقها ..تعشقين الغزل وتغادرين خجلة..لاتنظرين لوجنتيك ، فأحتار انا من ان اهيم فيهما ، فهما كالزهرتان الناعمتان..او وطنٌ تغمدتهُ الحمرة اثناء استعمار الغزل ، او حربٌ ضروس تفاقمت مع كلماتنا اثناء الحديث! ، لقد كبرتُ على ان اظل هكذا ،غريبًا وحيدًا ، لقد اخترت ان اعبر الطريق الذي اردته ، الطريق الوحيد الذي كنت اريد العبُور فيها وبشدة..الطريقُ هو انت ..فهل سيتسنى لي يومًا عبُورِك ؟ ام انك لا تستقبلين المُشاة الحفاة ؟ امثالي مثلا ؟ حفاةً بلا هوية ..لقد استقمتُ فيك ..بعدما كدت ان اطغى واكون من الخاسرين..لا اريد ان اكون شاذًا عن قاعدة الرجال..فكم تمنيتُك في الصغر..وزاد جنوني بكِ الآن ، من الجَميل ان ارتبط اسمِي باسمك اليوم ، حينمَا أتيتُ مع الشيخ لكي نربط الاسمينَ ونتوجهما بعقدِ الحُب ، بل اتوجك انا وتكوني اميرة..لمملكة ستعيشين في اقفاصها..واخالك لا تندمين على المجازفات الخطيرة..كنت اطيل السرحان في نافذتك لعلي المحك او المح طيفك ، عيناك الان اصبحت لاتشبعانني..اريد كل شيء.. المزيد ..المزيد ايضًا لا يكفيني.. هل استطيع ان اقبع المكبوت في داخلي؟ لا .. انه حلم آخر.. ان اقبعه.. اتفقنا على ان يكون لقائنا الليلة.. الليلة تحت ضوءِ القمر..نتسامر مع النجُوم ونلمح المذنبات التي تقطع السماء كمارد الامنيات ، ثم يعود الى فضاء الكونِ دون ان نشعر به ، ما اجملك ، حتى قبل ان اراك، استطيع وصفك بالجمال ، لأنني رأيتُكِ هكذا ، كاملة..كما احب , .
وبينَما انا تائهٌ في تفاصيلي رن هاتفي باتصال يقاطع افكاري ، رقم غريب ! ، لأرد : السلام عليكم .
لِـ يجيب : ماهقيت انك ماترد الجميل؟ عطيتك العنوان بيدي تبادلني بالنكران وماتروح ؟
ليث بسخرية : أصيل من يومك..وكيف تبيني اوثق فيك؟ وانا مااعرفك! وبعدين وش يضمني انك مانت من اهل الغدر ويومي اروح للعنوان اطيح طيحة مالها قومة !
أجابه بصوت حاد : وليه ماسألت نفسك الشخص اللي يعرف منهو انت مــاهو قادر بظرف دقيقة انه يبلغ عنك ؟ ..بس ليه مابلغ!,
ليث بسخرية اكبر : الله اعلم .. ابي اعرف منهو انت ..ووش عرفك فيني..
كان صوتُه مختنقًا لدقائق ثم انقض صوته الى مسامع ليث ليقول : شيء مالك مصلحة فيه!
ليث بصراحة جازمة : انت تشتغل لصالح من؟
بانكسار يجيبهُ الطرف المقابل : لصــالح نفسي..
ليث : اذا مانت من اهل الثقة..
ألح عليهِ وبرجاء : رح ولا تخرب مشوار قطعته عشانك..انت ماتدري وش اللي عانيته على ماجيتك ولقيتك..
ليث: عطني اسمك وعنوان اقدر اشوفك فيه بالاول ونتفاهم..
فأجاب : ماقدر..
ليث : اذا لا تنتظر مني رد الجميل.. احتفظ بعنوانك..
كَان سيغلق الخط لكنه الطرف الآخر رد بسرعة : لله ان تروح العنوان اوعدك ان مايلحقك ضر ..بس لا تروح عليك شقى 10 سنين تقدر تحله اليوم قبل بكرة..
ليث : ومن قال اني ناوي اروح شقى العشر السنين ؟ بس انا من حقي اعرف من انت ومن تكون ..ومن طرف من جآي؟,,

صمَت طويلاً ولم يرد ، وقال : هذي ماهي بغية ليث..الله يعين قلب امك على غيابك..
اغلق ليث الخط بغضب ، لا يعلم لماذا القدر يكدر طريقَ سعادتـه ، دائمًا مايتعمد وضع الثغورِ بين السعادة ، هو لا يتحمل ان يتكلم احد عن امـه ، لانه كل مرة يعيد سيناريو تخيل اللقاء من جديد ، وينفطر قلبه على امه ، الذي يعلم انها كل يوم لا تنام الا وفي عينيها دمعة تهديها وتمجدها للغياب ، لو استطاعت الرياح ان تحمل رائحة من نحب ، نشتمهم في حنينا ، ربما تهدأ العواصف التي في صدورنا ، ربما تهدأ !! ..
يلتفت الى بدلته ، وينظر الى الساعة ، لم يتبقى الا القليل ، القليل فحسب للقاء ، دخل الى دورة المياه ليستحم ، متناسيًا كل الحزن ،بادئًا باسم الله..صفحة جديدة اخرى ..

تهز رجلها بتوتر غريب جدًا وهي تنظر لعبير وسبأ يتفقان على شكلها كيف سيكون وماذا يناسبها ، وهي لازالت متوترة وفي حالة هستيرية من التوتر ، تأتي اليها عبير بلوم : شفيك تهزين رجلك كذا؟ على ايش؟ ..لاتقولي متوترة..
وريف لازالت على وضعها وتزفر بضيق : أيـه متوترة قد شعر راسي متوترة.. ولاتلوموني..
سبأ : وليه مانلومك ..ياحبيبتي العروس المفروض تصير ريلاكس..مايلزمها هالشكليات تخرب عليها احلى ايامها..
وريف باصرار : انتم مو فـاهميني ولا بتفهموني..
سبأ : بتزعليني منك..ياخوفي يوسف يشرد من يشوفك بذا الوجه العفوسي..
وريف : ان لله..وش عفوسي مع براطمك..قومي قومي وريني الفستان ..
سبأ تشير الى عبير وعبير تريها اياه ووريف تضع يدها على شفتيها بشهقة : هئ... انا البس كذا يالماصلات يالناشفات يالمعجزات؟؟؟؟ لا بالله رحنا فيها..
عبير بضحكة : هههههههههههه ياغبية وين بتلبسينه؟ بتلبسيه لزوجك ياحظي..
وريف بخجل شديد وهي لا تتخيل ان تلبسه : عنبوك شوفي ماظل شيء مابيطلع منه من جسمي..
عبير : عادي وش حليل جسمك وترتيبه ..ان كان ذاك مايتخرفن عليك..
وريف ترمي الوسادة على وجهها : صدق حريم مابوجهها سحا.. انقلعوا فارقوا انا برتب روحي..
سبأ : والله ماترتبين روحي..تبين تصيرين مهلقا؟؟..لا حبيبتي لازمك الحين خبرة ..ايادي متمرنة ومتمرسة *وتَغمز لها*
وريف : الا ايادي متفسخة من الحيا ماتعرف الذوق
عبير تمسك وريف وتجعلها تقف معها وهي تقيس الفستان : كويس..يلا روحي البسي عشان نفك شعرك ونحط لك الميك اب..
وريف تسحب الفستَان بغضب وتدخل الى غرفة التبديل لتلبسه ..بعدَ دقائق قليلة تخرج وهي مُحرجة من الفستان الذي يفضح صدرها قليلاً ويفضح ايضًا جزء من ساقها حينما تتحرك ، كان فستانها باللون البنفسجي المائل للأسود ، قطعة مخملية تنساب من جسدها باحترافية تتلائمَ مع طولها ورشاقتها ، اعطاها طابعًا بالانوثة الجارحـة ، انوثة صاخبة جدًا ، ربما لانها لم تعتد ان تلبس هكـذا .. تتقدم لها سبأ وهي تقبلها وهي تقول : ياستايلك كيف اني.. يلا تعالي خل نسوي لك ميك آب ونعدل شعرك وتصيرين بيرفكت..
وريف بإحراج : الفستان حلو بس فاضح ..ياخوك لو شافني بيقول ذي ماصدقت على الله تتفسخ قدامي..مابيه..والله مو مريحني..
عبير تبتسم : ماعليه حبيبتي كل المتزوجات يمرون بذا الوضع..بس ياحلوة هذا زوجك البسي له اللي تبين..والله اني لبست الاعظم حق فهد وصار متشقق..
وريف تضربها : وجع ماعندك بريكات..
سبأ تمسك فرشاة المكياج وتحركها بالبودرة : يلا ياعروس..كلوس يور آيس بيكوس ام قونا تو بوت ميك اب ان يور فيس.. * بحط لك مكياج بوجهك*
وريف : يطعني العنقليزي..حطي وانتي صامته يااخت العرب العصلا..
تبتسم سبأ وهي تحرك فرشاتها على وجه وريف ، ثم تبدأ معها عبير بوضع المكياج البسيط جدًا والانيق مع براعة فستانها وجمال شعرها البندقي..

كانت الشَمسُ هي مَن تسللتْ إلى وجهكِ للمرة الأولَى ، تخشَى على ملامحُك الرقيقة فترسل أشعة دقيقَة جدًا لتتلامس مع وجنتيكِ الضاريتين ، كنتُ أنا اتأملك أيضًا كالشمس للمرة الأولى ، وللمرة الأولَى أراك هادئة كالقمر بين النجُوم ، نظرتُ لكِ كـ نظرةٌ رجل حينما ينُظر لـ إمرأة لأول مرة ويشعر بأنها له ، ابتسَمتُ في وجهك حينما كنت تعبسين وانتِ نائمة ، حتى وانتِ نائمة تعبسين ، متمردة وتضمحلين في حضَرة وجودي ، سامحتكِ هذه المرة ، لن أقبلك ، رقم اشتهائي لأن اسرق قبلة حارقة لشفتيك ، لكنني سامحتُك ، هي هواجس اتت لي ، ما ان افعلها حتى تضجين ولربما تبكين ، وانا اكرهُ دموعَ النساء ، فلماذا افعلها بكِ ؟ ، لكني اذهبي..لقد عفيتُ عنكِ ، فلماذا لا استطيع ان ابعد عيني عن شفتيك ؟ ، كل مرة اراكِ فيها اشعر بأنك انثى مختلفة ، لكن اليوم ، رأيتُ جانب مختفي جدًا من انوثتك ، وهي تلك الانثى التي لدى كل انثى اخرى .. أكان والدك يستقصد تجريحي حينما ربطنِي بحمامة بيضاء مثلك؟ هل السماء تُشبهك ؟ ام كنغمة بيانو فرطت من شدة دقة النوتة ؟ وحادت عن ديانة الجسدِ والانوثة ؟ هل اقبلك ؟ ..لقد ترددتُ ان اسامحك الآن .. ! سأخسر كل هيبتي واهديك قبلة وانتِ نائمة ، سأذنب واخيرًا وانا انحني عليك الآن لأطبعها على شفتيك .. الشفة العُليا البارزة ، لكنني ابتعدت بسرعة حينما شعرت بأنك ستستيقظين ، وأدرت جسدي عنك ثم انتصبت جالسًا على السرير مديرًا ظهري لك ، لأني لا أريد ان اراك ، فلما استيقظتي جلستي بكسل وانتي تقولين : الســاعة كم؟؟
قلتها بصعوبة بعدما ان هدأتُ ذاتي : 7 الصباح ..
لم تراعي استمراري بمقاومتكِ ، قاومتك فعاندتني دون ان تدركين وانتِي تقفين امامي ، تبحثين عن شيء تلبسينه ، بينما انا كُنت أراقب أنثى .. جاهزة .. أمامي .. غير ما يثيريني .. أن الحلال هو ما يوطد العلاقة بيننا .. فكيفَ أقاوم ؟ وهل هناك مبرر لأقاوم ؟ أشحت بوجهِي عنكِ وانا اتشاغل عنك ، وتعاندين وتسألين مرة أخرى : فطرت ؟
صمتت ثم همست : لا ..
هاجَر : ببدل ملابسي وانزل تحت اجهز لكم فطور مع ماريانا *خادمة في قصر ابو عمار *..
ذهبت أمامه كغيمة متلاشية ، إلى دورةِ المياه ، تاركةً وحل الرجولة ينقرض مع ذاته في انين داخلي مشبع بالتوهج والحرارة ، أطرق رأسه وهمس لذاته ، صبرًا خيرًا من أن أؤذيها .. ! ، خرج ونزل إلى الاسفل ، رأى سعود العزيز – ابو عمار – يقرأ بعض الاستبيانات .. ، سلم بهدوء وجلس على الكرسي ونظر مباشرة الى ما في يدي سعود ، ثم ادار وجهه ، سعود حينما رأى نظرة آدم أعطاه الاستبيان ورماه ناحيته وهو يقول : شوفه ..
آدم عقد حاجبيه : ماني حاب اشوفه .. *بسخرية* في صباحية زواجي !
ابتسم سعود لدقائق ثم اقترب ونظر بحدة الى عيني آدم : شيء يبشر !
آدم بحذر : وش اهمية بالنسبة لي ؟
سعود رفع حاجبيه وابتسم ابتسامة عريضة : وتبيني اشرح وش اهميته ؟ ماهو انت اللي المفروض تفزع وتشوف وتقدر اهميته على حسب اللي تشوفه عيونك ..
آدم يتراجع : ماني حاب اشوف شيء..
سعود يُفجر القنبلة : قدرنا نكتشف مكان ليث قبل سنتين .. ممكن هالمكان يدلنا على مكانه الحالي ..
آدم بقهر : وش مستفيده ؟
سعود : خير لـ الليث ماهو شر له !
آدم يتفاجئ من رد سعود المثير للشك ثم يقول : ماوراك شر تراني مافهم بالالغاز ..ان كان عندك شيء تقوله قوله ولا تفر براسي يمين وشمال ..
سعود ينظر لآدم لمدة لا تتجاوز الثواني ، يقاطع حديثهما وجود عمار الذي سلم على الاثنين وابتسم : السلام عليكم..
ردوا السلام ، وجه نظراته لآدم خصيصًا ونَطق : وكيف معرسنآ ؟
آدم : بخير ..والفال لك
عمار يرفع حاجبيه : تتمسخر ؟
آدم بدهشة : من يقوله ؟
عمار : شيء بداخلي ..
آدم : دخيلك لا تخلي الشيء اللي داخلك يبربر عليك .. وليه ماتزوج ؟
عمار : ربك يقول الطيبون للطيبات .. وانا مو من ذا الفئة !
آدم يبتسم بدهشة اكبر : وتعترف ؟
عمار : الاعتراف بالحق فضيلة ..
آدم : بس ربي كمل الآية وقال والخبيثون للخبيثات .. خذ لك وحدة من نفس المعدن ! تنفع !
صمت عمار في توجس من رد آدم الذي اخترق معدنَه ، فهزه .. وهز بدنه ، ظل صامتًا ينظر بسرحان الى الشيء الموجود امامه ، ملف ازرق ، وأوراق ، وبعض الاستبيانات ، لماذا لم يطلعه والده عليها ؟ أليس هذا مايفعله دائمًا ، مدّ يدهُ إليه وقال : وش ذا ؟
سعود يسحب الملف من يدي عمّار وينظر له بنظرة حادَة ومباشرة : حاجة في نفس يعقوب !
عقد حاجبيه وكتف يديه واسند ظهره الى كرسيه ، وبكل وقاحة رفع رجليه على الطاولة وقال بغضب ساخر : حلو والله .. ومن متى سعود العزيز يخبي على ولده ؟
سعود يرفع كتفيه : مابه شيء يتخبى .. بس هالشيء خاص وماله دخل بشغلنا ..
عمار بعدم اقتناع يبتسم بخباثة : غريب .. كنت اظنك تحارب على هالكم مليون اللي بتطلع لك .. طلعت طماع ودخلت في قطاع خاص ثاني..
سعود : انا وانت مانشتغل بالجانب الامني نهائيًا ، احنا نشتغل بقطاعات خاصة مع السفارة البريطانية ..
آدم يرفع حاجبه : وبالله كم تعطيكم ؟
سعود ينظر لآدم ، يصمتُ قليلاً .. ثم ينطق : فوق ماتتوقع ..
آدم بعدم اهتمام يرفع كتفيه : مابي اتوقع .. لان مايهمني ..
عمار بغضب ينحني لجهة ادم ويصفع الطاولة ناحيته ويقول : اذا ليه مانت جاي توصل لمكانه ؟ مو المفروض انك تسهل الامر بدل ماتعقده .. !
آدم بقهر شديد : قلنا لك .. ان صعب علي اوصل له بالسهولة .. لازم لي اقل شيء 6 شهور حتى ما اقدر اوصل خبر عنه .. ليث مختفي من الانظار حوالي 10 سنوات ..تتوقع بيوم وليلة اني القاه ؟
عمار بقهر يرفع سبابته بتهديد : مو شغلي.. خلال 4 شهور تعطيني عنوانه .. هذا عقد متفق عليه من السابق ..
آدم بغضب : انتم ماعطيتوني مهلة معينة .. انتم عطيتوني المجال مفتوح .. وانا باشتغل بطريقتي الخاصة ..
تأتي هاجر تقاطع حديثهم وهي تضع صينية الفطور وتنظر لكلاهما وتبعد عمار عن آدم وتقول : اتركوا سوالف شغلكم وسمو بالله خير واكلوا .. مايصير كل ما اغيب وارجع اشوفكم على ذا الوضع ..
صمت آدم الذي تشتت نظره وهو يراها ترتدي فستان زهري ناعم تتألق فيه بكامل انوثتها ، تنحني لتصب الشاي في الأكواب ، ويبدؤن بالأكل بينما هي تعقد حاجبيها بصمت متوجس ، انتبه لصمتها آدم ، رفع حاجبه واشار الى الاكل آمرًا اياها ان تأكل ، أكلت بطاعة ، ثم انسحبت ، انسحب ايضًا هو من خارج القصر ، يشعر بأنه حتمًا سيختنق ..

بعد خُروج سبأ وعبير ، لم يتبقى في هذه المساحة المحدودة من هذه الشقة الا هي .. وسيأتي الغائب عن دياره ليقف امامها وقفةُ حلال ، يالله .. كَمْ هذه الدُّنيَا شحيحَة ، تبخَلُ علينا حتى ان تُهدينا السعَادة كاملَة ، ماذا لو وقفنَا وكانت أمُه تنظر اليه ولِي ، وأبي يحتضنني ويوصيه علي ، كيف سيصاغ الكلام ؟ حينما أراه سأرتبك ، سينظر للمرة الأولى لامرأةٍ حلال ، تكون له بعد انقطاعٍ كاد أنْ يقتُله ، ارتباك مخيف يصيب جسدها ، وبرودة خفيفة تسري من كتفها العاري ، تمرر يدها بهدوء لتحافظ على دفئها وهدوئها ، كان الجَو غائمًا والسماء تكاد تبتلعُ القمر ، حتى القمر اختبأ .. فهل ستختبأ السعادة معه ، هل تبتسم ؟ ام تبكي ؟ ام تضحك ؟ سؤال تردد في نفسها ، وصار يحرقها من الداخل ..
سمعت صوت الباب يُفتح ، والمقبض يدار ، وقفت دون ايما ادراك ، وهي تنظر فقط للأسفل ، للأرض التي تتمنى ان تبتلعها كبذرة منسية من الغيث ، تحاول ان تشعر باقترابه لكن الخوف اعمى قلبها وصار قلبها ينبض بشكل مريب ، شعرت بالحرارة تشتعل في حنجرتها وعينيها ، رأسها ينبض كمن يطرق فيه دئبًا .. شعرت بيد تقدمها قليلا الى الامام ، هيَ يد مشعل ، لكن لماذا يقدمها للأمام .. سمعت مشعل يتمتم له ، لكنها لم تميز التمتمة ، جل ماتميزه هو لون حذاءه الاسود اللامع الذي ينتصب على الارضية الخشبية العاتمة ، الصمت فقط هو ما يجبلها على صياغة الاحرف ، .
لقد غُلق الباب ، رفعت رأسها بخوف فجأة وهي ترى مشعل يغادر ، ثم دارت بعينيها ناحيته ، ينظر اليها بحَسرة ، وبسعادة ايضًا ، هي تنظر للذي غاب عشر سنين ؟ هي تنظر للذي تبكيه امه كل ليلة ، هي تنظر لمن بكته جدتها وامها وخواته ايضًا .. فهل يستحيل عليها ان تفرح وتبتسم ؟ ، تقدم بخطواته اليها ، الصمت هو مايميز المكان ، لكن صوت خطواته شق السكون ، وقف امامها زفر براحة ، ثم رفع رأسها الى حيث يستطيع ان ينظر .. وكل مانظر اليه .. هو عينيها ، هويته !
أأضيفها الى هوياتِي الأربع ؟ أم أكتفِي بها هوية ؟ هل حينما يقال من هو الليثُ أشير الى عيناك ؟ هل استقطبت يومًا عذاب عشر السنين ، ولملمته في ليلة مغيمة وجمعته في عيناك ، هل سمعتِي عن شقائي ؟ اني أرى فيهما لهيبي وعذابي ، وسعادتي وشقائي ، لا اظنك تدركين ما ادركه ،
وتمر الدقائق وهو ينظر الى عينيها فقط ، وهي ترتجف اكثر واكثر ، وكل مافعله .. انحنى الى مابين عينيها وقبله ، استنشق انفاسها ثم وضع كفه على جبينها قائلاً :
اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه ..

ثم همس بآمين خاتمًا اياها ، التفتت الى النوافذ التي تهتز بالمطر لقد نزل الغيث ، وبلل قلبه وقال لها هامسًا : حتى المطر مابخل علينا .. بارك لنا بطريقته ..
ابتسمت بارتباك من تعبيره واحمر وجهها ثم قال : محفوظة بالعين ..لا تخافي مني وحقك تخافين..طيف انسان اختفى عشر سنين وتكونين حلاله .. يامصعبها ..بس تحمليها..
رفعت عينيها اليه ودموع قفزت الى محاجرها وقالت : ماهي صعبة .. بس احس بحسرة
ابتسم ومسح اول دمعتين نزلتها منها وقبلهما ثم قال : لا تبكين ..مابي شيء يخرب ليلتنا ممنوع البكا سامعة ؟
وريف تهز رأسها بطاعة ، يجلس معها ثم يقول : ماخبري بك كبرتي..وحلويتي هالقد !
احمرت ، وحكت جبينها باحراج وهي تقول : مبروك علينا !
ليث رفع حاجبه : كمليها ..
عقدت حاجبيها بدون فهم ! ، ابتسم وقال : كلمتك مبتورة .. قولي مبروك علينا بعضنا ..
ابتسمت بخجل ، قبل يدها وهو يشمها بعمق ويحتار اهي رائحة الوطن ام رائحة امه التصقت فيها فهيجت حنينه ، قال وكأن الدموع من عينيه تعلن انهزامه ، لكنه لم يكن لسمح بها ، فقط لمعانها هو ما نبأها بأن الليث يتوجع ، سحبت كفها بقلق وقالت : لا تشمها ..اذا هي بتهيج احزانك..
هز رأسه : حقك تطلبين..بس محروم ..وريحتها تذكرني بريحة امي..
هُنا هي لم تتحمل كلامه فانفرطت في بكاء شديد وهي لا تنسى شريط المعاناة ، بعد كل هذه السنين ، يريد امه بقوة ، وامه تريده .. ما اكثر العقُوبة ، واكثر الحُرمان .. ، حينما احتضنها ابتسم وهو يقول لها : ليه تبكين ؟
وريف تمسح دموعها ، لم تكن لتخشى على المكياج ، عبير تعرف بأن وريف ستبكي لذا وضعت عليه مثبت ، كرر سؤاله وقال : علميني .. ليه تبكين ؟
وريف تنظر لعينيه بأسى : كل ماذكرت امك ينكسر قلبي عليك وعليها ..
ليث يبتسم : مابقى شيء..
احمرت بخجل من نظراته ، ثم قال لها : مابيك تبكين ..
وريف تبرر موقفها بابتسامة خجولة : غصبًا عني
ليث يمسك يدها ويضعها على صدره وهو يقول : قد قرارك ؟
وريف تبتسم له بحياء وتهز رأسها ،
ليث يتجرأ ويضع يده على شعرها المموج ويغلغل اصابعه بين خصلاته الناعمة : تدرين اني قبل كنت اقول لامك اني ابيك ؟
وريف تعقد حاجبها : ماكنت ادري الا بأن امك وابوي يبونا لبعض..
ليث يبتسم : كنت احرك شعرك بذات الطريقة واقول لامك..لاكبرت لاتقصين شعرها..ابي شعرها يطول..
وريف بخجل تبتسم : عرفت الحجة اللي كل ما اقول لامي بقص شعري تمنعني
ليث تتسع ابتسامته : زين سوت فيك
يفرك يديها بين كفيه ويقول لها : لو في يوم شفتيني بارد وجامد.. وماكنت اعرف اعبر عن مشاعري ..فاعذريني..سنين وسنين ماتعاملت مع انثى بهذي الطريقة ..وكل شيء حولي كان اقسى من اني اكون لين..
وريف تهز رأسها : مقدرة وضعك..
يحتضنها فجأة ليكون رأسها على صدره ويقول : لا تتحركين.. داخلي جحيم..قربك يطفيها
وريف بقلق تضع يدها على صدره : يارب ينور لك صدرك..عسى ان تطفى نيرانك
ابتسم ، وهذا مافعله، صوت البرق وتطاير الستائر هو اجمل منظر كان يتستمعان برؤيته سهروا طويلاً بين احاديث كثيرة لم تكن لتنقطع .. احاديث محبوسة في اقفاص العشر سنين .. كان قد سمح لمشعل ان يأخذ شقته ريثما ينتهي من هذا اللقاء ..
بعد انقضاء ساعات طويلة وكان الليل قد انتصف ، قبل رأسها وقال : يلا ..ريحي راسك وبعدين اشوفك..لازم امشي الحين..مشعل بشقتي وعيب في حقه اخليه طول الليل لوحده..
ابتسمت وهزت رأسها ، قبلها في عينيها وقال : الله يحفظ هالعينين يشهد الله انهن يسرون الصدر..
ابتعدت بخجل انثوي ثم وصته على نفسه قائلة : انتبه لنفسك..
ليث يودعها بنظراته بعدما هز رأسه بطاعة ، وانسحَب عن المكان ..
هي ايضًا دخلت حجرتها بانهاك ، لكن السعادة هي ماتميز شعورها..فتحت دولابها لتخرج لها بيجامة قطنية وترتديها بعدما ان مسحت المكياج ، شعرت بمشعل يدخل ، خجلت من مقابلته ، قررت ترك المقابلة للصباح ، من الواضح انها منهكة جدًا .. هل هي من السعادة المفرطة ؟ او من صدمة اللقاء !

نَامتْ ، وَحسبْ !
لماذا الليل يُنهكها طويلاً ؟ ودَمعُ الأم لا يهطل قليلا .. كلما تذكرت طفولته ..مراهقته ، وشبابِهْ ، ثم مرضه ، سقوط شعر رأسه بسبب العلاج الكيماوي ، ثم انتقالهم الى مستشفيات بريطانيا لعلاجه هناك ، موت والده ، وحسرته على والده ، وضياعها هي بين أحزانها وخوف فقدان عزيزها الثاني ، تذكر ايام وليالي طويلة كانت تأتي في المستشفى وتجلس بجوار رأسه ، يكون في حالة بنج كاملة بسبب الالم الذي يعانيه ، واحياانا يشعر بشلل في بعض اجزاء جسمه ، تهدأ من روعه وتتلُو على رأسه حُلو الكلامِ وأعذبه ، لترى طيف دموعهِ المنهمرة على تل خده ، تمسك يده وهي تطمأنه بأنها ستبقى معه مهما كان الدهر طويلاً ، وأن أمل شفائه ليس منقطعًا ، بعد ذلك يأتي موعد رجوعها الى الوطن لكي توفق مابين ابنها المريض وبيتها المتهالك من اغصان الابوة .. في كل ليلة تتصل تستمع الى انفاسه حتى لو لم يصدر صوتًا ، حتى قبل ان يختفي بخل الدهر عليها بصوته ، ثم رحل .. رحل ..هذا ماقد جائها ، أن ابنها اختفى ، قاتلا دكتور عام ، معتديًا على ممرضة ، والفحوص الطبية الأخير تظهر برائته ، صدمة عنيفة قد استنشقتها بزفير هذا الهواء المترب ، ماقصم ظهرها هو صك البراءة الذي اتى من كبار ابناء قبيلتها حينما اعترفوا به امام امير المنطقة ، الا عمه ، هو الوحيد الذي اعترف به وقرر ان يبحث عنه ولو بشق الانفس..فها هو يرسل رجالا بين الفينة والأخرى ..ولم يبخل بذلك مع ابنه..ليرى ابن عمه .. اليوم وحسب ..تشعر بأن ابنها يتنفس ، بـأنه حقيقة ، ليس حلمًا ولا طيف ، تشعر بالامل الكبير الذي يشدها الى لقاءه ..
خرجت الى صالة المنزل بانهاك ، صدرها ينبض ، وروحانية تسري في عروقها وهي تسمع صوت القرآن ينطلق من القارئ في احد القنوات التلفزيونية ، تبتسم بدموع ، علها تجد ذاك الظنى يبتسم جوارها مقبلا اياها ..وحيدة دون زوجها ودون الليث الذي خلفتهُ منه.. اليوم وحسب يكمل 36 عامًا .. لقد كبر ابنها وضاع شبابه ، هذا ماتتخيله ..لكنها لازالت تحلمُ بالأمل الذي يفتقدهُ من حولها ، وتبثه فيهم وكأنها هي من تصنعهُ دائمًا ..
شوق تضع وشاح صوفي وتبتسم لوالدتها لتجلس بجوارها وتضع يدها على كتفي والدتها وتقبل رأسها : مساك الله بالخير ياحلوتنا..ليه مانمتي؟
ام ليث : قلبي قابضني على اخيك..احسه موجود اكثر من اول..
شوق تبتسم : يصدق احساسك يايمه..عساه بشرة خير..
ام ليث : الله يطمن قلبي برجوعه..ليتني انام مرتاحة
شوق تعقد حاجبيها : يمه ماحبك تبكين..ليث بيرجع وبتشوفين..بس اذكري الله
ام ليث : لا اله الا الله..
شوق بابتسامة : ايه..عساني فداك بس..جدتي بتجي بكرة ويا عمي بو رياض وعمتي..
ام ليث: بيروحون العمرة صح ؟
شوق : الله يبلغنا ويبلغهم..عمي للحين مابعد يرتب لها..يبي ياخذنا وياه.
ام ليث: كلمتي بنت عمك وريف؟
شوق : كلمتها اول امس..باين عليها مرتاحة ومبسوطة الله يكمل سعادتها..وتسلم عليك
ام ليث:الله يسلمك ويسلمها ..ومشعل شخباره ؟
شوق :الحمدلله..تقول وريف انه موج اي يتأقلم مع اكلهم..مايرتاح الا على الكبسة والمندي والمفطح..
ام ليث تضحك : ههههههه من يومه اصيل ولد ابيه..
شوق تبتسم : يالله انا بروح اشوف ورعي اذا نام ولالا ..بعد قلبي امس يتوعك من بطنه..
ام ليث تعقد حاجبه بقلق: كان عطيتيه مرّة تطيب بطنه..
شوق : ماهو راضي يتنرفز من طعمها..
ام ليث : خلاص كلمي عمك الصبح يوديه المستشفى..خوفي عنده نزلة معوية زي ولد الميث
شوق : بسم الله عليه..ان شاء الله مافيه الا الخير ..خلاص باكر الصبح اكلم عمي يودينا..وماله داعي يداوم بالمدرسة..
ام ليث : انتبهي له..الحين روحي سوي له مرة خليه يشربها غصب عنه..اذا مافاد كلمي عمك..
شوق تقف باتجاه المطبخ : حاضر..

تنسحَب شوق الى المطبخ ، ولازالت ام ليث ..في مسيرة الحُلم باللقيا ، كيعقوب ، اذ كان يشم ريحَ يُوسف ، فلقاه بعدَ همٍ ووزرٍ ..
فِي الصباح ، تستيقظ بكل هُدوء ، تبتسم بسعَادة ، ثم تمشي الى دُولابها وتسحب منهُ ملابس لها ، تستحم ، ثم تخرج ، وتتجه الى صالة المنزل ، تجلس بجوار مشعل بهدوء وخجل اتضح من معالم وجهها حينما رأت ابتسامته ، قبل رأسها اخيها وهمس : مبروك..
وريف بهدوء : يبارك فيك..
مشعل : كيف لقيتي الليث؟
رفعت رأسها لتعبر بتأثر : الله يطمن قلبه بشوفة امه..
مشعل : آمين .. بس سألتك عنه ماسألتك عن حاله !
وريف بخجل : الحمدلله..وضعه يسر الخاطر
مشعل : الله يوفقك ويوفقه..
وريف : بتطلع اليوم ؟
مشعل : ايه عندي شغل مع ليث.. مابطول..
وريف تهز رأسها بطاعة ثم قال مشعل : جهزي العشاء لانه بيتعشى معنا ..
وريف تبتسم بخجل ثم تنصرف .. هذه المرة وقفت على البلكونة بثقة ، دون خوفٍ أو حرج ، وهي تنظر للمارة بهدوء ، ثم تراه يخرج الى بلكونته حاملا كوب قهوته ، ابتسامته كانت عريضة جدًا .. أربكتها قليلا لكنها ابتسمت بخجل ، ثم انزلت رأسها لترى الاطفال يمرون بهدوء الصباح يلعبون في الاسفل .. هو ينظر لها طويلاً ، ثم ينظر الى ذات النقطة التي تنظر لها .. ويبتسم اطول مما نظر .. تذكر بأن سيغادر الى مدينة مجاورة لكي يذهب الى عنوان الممرضة .. اتفق ان يبقى في السيارة على بعد كيلومترين عن عنوان الممرضة ، ويراقب مشعل من بعيد ..حتى لا يكون في المصيدة .. وحينما يكون الوضع آمنًا .. سيحل كل شيء.. وذات الرقم الغريب يتصل : الو
ليث : وعليكم السلام !
: ماصرت اوثق باللي حولي..اكتشفوا لك تحركات قبل كم سنة..لازم تختفي او انك تروح لعنوان الممرضة تلاقي برهانك واثباتك ..
ليث بحيرة : وش اللي جابرك تعطي العون من دون ماتقول من انت ؟ ماتبي ينرد لك جميل بيوم؟
: مابي الا عطية رب العالمين..
ليث : من تكون ؟
: صعب اقول
ليث : وش الصعب فيه ؟
: ممكن اروح فيها لو قلت
ليث : طيب تعال نتقابل ..
: بتروح للممرضة ؟
ليث : ان ربي يسر !
يصمت الطرف المقابل ، ثم يبادر له ويقول : عطني موعد.. أنا بتكفل اني أأمن لك حماية..
ليث : من تكون ؟
: عبد ربي..
ليث : كلنا عبيد الله.. خايف توقع بي !
: انا اعرف عنوانك اللي ساكن فيه..وش اللي يضرني ماابلغ عنك الحين؟ غير اني ابي اساعد وبس..
ليث بقلق : انت من طرف يوسف الهزاع؟
: الله يرحمه..لكني ماني من طرفه
ليث : متى اقدر اقابلك..
: ليث..انسب وقت تروحه بعد صلاة المغرب ..لان دوام الممرضة آخر ليل
ليث : فمان الله..

اغلق الخط ، وقرر الذهاب ، هل في المجهول يبقى ؟ ام ان يتقدم خطوة عن المجهُول ؟ سلم قلبهُ الى ربه ، وتوجه الى الاسفل ، وهو يرى مشعل يخرجُ توا من فندقه ، مشعل يلوح لليث الذي توجه له وبادره السلام ..
مشعل : شفيك ؟ مانت على بعضك !
لا املك الكلام ، لَقدْ فرطت مِني الأحرُف النَكراءْ ، لقد عُشت وهم الليثِ وكنتُ سأفقدُ الأملْ ، لولَا ان السماء امَطرت وأخبرتْني بأن هُنالكِ خالقٌ لا ينَسىْ ، لكُنتْ جننتْ ..والله جُننتِ ..بعثرت الاحرف المُتزَاحمة على حلقِيَ الجافْ وهمَستُ في "توجسْ " ، بأن الذي في صدرِي هو مكبَح خيرْ ، تذكرت بأن لي حبيبة أعُود اليها ، وهذا أمل ، تذكرت بأنّ لي والدة تفتقدنِي وهذا املٌ " ثانٍ " ، تذكرت بأن لي أخوة وعم ، وعِزوة ، وقبيلة " وهذا املْ ثالث "! ، تذكرت بأن لي الله وهذا كل ما املكُه من *الأمل* . سؤالْ مشعل يتراود في نفس طويلاً على سيوف الامل تقطعه ريبته ، أردفت بحيرة : لازال يتصل ويقول انه يبي يساعد..كلامه منطقي ومو منطقي..
مشعل : خلنا على خطتنا..مابيك تعرض نفسك لاي خطر..باذن الله ماوراه الا الخير..
قطع كل افكاره سؤاله المفاجئ : وريف شـ حالها ؟
ابتسم مشعل : الحمدلله..بأفضل مايكون..تأمرنا عليها شوي
ليث بابتسامة : مانسمح!
مشعل : لله ؟
ليث يرفعَ حاجبه : املاكنا بعد شتبي ؟
مشعل يضحك :هههههههههه ، قلنا لها تسوي لنا عشا ..الوكاد انك بتجي ولا ننسحب ؟
ليث : الوكاد اني بروح وبقلعك..
مشعل يبتسم : لله ان تقول الصدق لله ؟
ليث : شبلاك يارجال ابلشتنا..خلاص بتجي هالحين ولا اتيسر؟
مشعل يضحك على اضطراب ليث : هههههههههه لا جيتك..
دخل الى سيارته ، وليث معه ، وتوجها الى العنوان كما هُوَ مكتوب في الورقة ، لم ينسيا اخذ جهاز التسجيل لديهم ..حيلة سيضطرون لفعلها ..من اجل نجاتهم ..
انصرفُوا الى حيثِ الوجهة ، ونبضات ليث ، تتصاعد بمعدل غير طبيعي !

على بعد 40 كيلو متر عن مدينة كامبريدجْ .
تَصل سيارتَه السودَاء ، وتقف تحت الاشجار على بعد كيلُو مترين عن عنوانِ المُمرضَة ، خلفيهمَا سيارة باللون الأبيضْ لم ينتبها لها ، ولمْ يُعيرانها اهتمامًا ، كانتْ المَدينة اكثر مما يُقال عنها بأنها هادئَة ، فقط صوت نسيم الريحْ هو ما يداعب كور القش ويدحرجها على قارعَة الطريقْ ، كانَ صامتًا لا يعرفُ مايقُول ، قلبهْ يهتز بمُجرد صيحة تطلقها نسمة الهواء الباردة ، يخاف ان تطُول رحلة العشر سنينٍ إلى أضعافها ، فهل تكفهر عنُه سبل النجاة ويكُون من البائسين ؟ ليثْ " ليث " .. "ليث" .. صوتُ اسمه يريد أن يسمعُه من شفتي والدتهِ ، وعلى خده ترنُو ترنيمة كفها لتمسح ما يحبسهُ من دمع .. فهل سيبكِي عندَ لُقياها ؟ أم سيبقى من الصامدِين ؟ بُعدًا لذلك ، فهل يصمُد المجنُون عن حضنُ امه ؟ يشعر بأن جبينه المتعرق سيذُوب من حرارة رأسه ، عيونه المباشرة قررت ان ترتجف لحظة ما ، كل شيءٍ هنا يذكرهُ بالأمل ، وبالخوف ايضًا ، هل المجَهُول ينفع ؟ ..من تذكر في هذهِ اللحظة ؟ * يُوسفْ * هو من يتذكره .. يتذكرهُ ويتمنَى ان يكُون معه في هذا الموقفْ الصعب جدًا .. التفت اليه مشعل بعد لحظات وقال : سم بالله ومالنا إلا الخير.. انزل ولا ابقى يابو السيف؟
ابتسم ليث بألم ، ثم همس بصوتٍ بالكادِ يُسمع : انزل .. بس تركد
مشعل يهز رأسه وكان سيفتح الباب لولا يدْ ليث التي امتدت اليه ثم قال : انتبه حولك وبمجرد ان تحس بأي حركة ارجع .. وان كان الوضع امان فأنا بنتظر تلفونك !
مشعل يهز رأسه ويغادر ، يلتفت يمنة وشمالًا ، يراقب الوضع من حوله ، وكل ما حوله هادئ جدًا ولا يوحي بالخطرْ .. في الورقة التي بيده ينظر اليها ثم يعيد النظر الى رقم العنوان ، ويتأكد مرارًا بأنهُ هو العنوانُ المنشُود .. يطرقُ البابَ مرارًا!! ، هل سيفتح؟ ، ويُحلّ الموضوع برمّته ؟!! ، دقائق معدودَة ، تخرجُ فتاة شقراء بملامح آسيوية ، يتوقع أنها لأب امريكي وام صينية ، تعقد حاجبه بغير معرفة قائلة : من انت ؟ هل استطيع خدمتك ؟
مشعل بتمثيل يحك رأسه : أجل سيدتي ، لقد تعطلت سيارتي للتو ..وهاتفي المحمول قد انتهت بطاريته ..هل استطيع الاتصال بصديقي ؟
الفتاة تبتسم : بالتأكيد سيدي تفضل..
يدخل مشعل الى الداخل وهو ينظر للمكان المُرتب بتماثيل للمسيح وصور لأبناء عائلتها ، ركز في احدى الصور التي لفتت انتباهه كثيرًا .. صورة ادهشته بالفعل ولم يعلم مامناسبتها ، يُريد ان يصرخ فيها لكنُه لا يستطيع ان يُهدم ماقد تم تشييدهُ ، الممرضة انتبهت لسرحانه وقالت له عن مناسبة الصورة : هذه الصورة مع مريض عربي مصاب بالسرطان ..كانت مناسبته نجاح عمليته..
تقدم مشعل بجراءة الى حيثُ تقبع الصورة ونظر اليها طويلاً ثم قال : ومن هذا الطبيب ؟
الممرضة بحزن : انه الطبيب العام الذي اعمل معه..لقد مات بسبب مريضه الذي انقذه..أرأيت كيف يرد العرب الجميل ؟
لو كان بركانًا لانفجر ، يالوقاحَتهم ..كيفَ يستطيعُون تظليل الناس بهذه التهم الواهية والغير صحيحة ، طلبت منهُ الجلوس لتحضر الهاتف له..جلس بغضب مشمئزًا من المكان مقهورًا منه..هل هذه الممرضة حقًا تعمل في تهريب الاعضاء البشرية ؟ هل لازالت تعمل في هذا المجال المقرف ؟ لا جواب يأتيه ، سوى انها طلت بالهاتف تمده له..
يتصل بليث وبلكَنة عربية : تعال هالحين..ولاتنسى جهاز التسجيل..
أغلق الهاتف وابتسم ابتسامة مصطنعة : من حسن الحظ انه قريب من المنطقة ..سيأتي قريبًا..
ابتسمت له ثم قالت : هل تشرب الشاي سيدي ؟
مشعل يهز رأسه : لا .. شكرًا لك ..
دقائق طويلة ..لأكثر من عشر دقائق..وهو لازال ينتظر قدُوم الليث ! فهل سيصل ؟

شعر بتوتر شديدْ ، وفقًا للتمثيلية ، لابد ان يبقى لمدة لاتتجاوز العشر دقائق ، ثم نزل من سيارتِه متقدمًا بجهاز التسجيل .. ، واضعًا اياهُ في جيبه ..وهو يتقدَم الى مصيره وكل ماتقدم خطوة زادت نبضاتُ قلبه ، رفع رأسهُ الى السماء ، اطلقت شفتيه دعوة قصيرة : اللهم فرج عن عبدك همه..!
تقدم الى الباب وطرقَهُ عدّة مرات ، لتفتَح لهُ الممرضة التي عرفها بمجرد ان نظر اليها، لكنها لم تعرفه!!!

وعلَى بعد 8 متر ، وصل حاملاً سلاحه ، لاحقًا بالليثْ ، لأنه متوقعًا ماسيحل من احداث، فقرر الانتظار ، قليلاً .. حتى يدخلُ الى المكَان ومن هذه النُقطة يستطيع حماية ظُهورهِم دُونَ ان يعلموا به .!
داخل المنِزل .
ليث الذي يكاد ان يخنقها بألم وقهر ، تجَاوزْ كل ما يملكه من شعُورٍ يقتلهُ ، ثم قالْ : مرحبًا سيدتي.. السيد ميشيل بالداخل ؟
ابتسمت : اجل ..تفضل..
تقدم للداخل ونظر لمشعل نظرة متفحصة ، أومأ مشعل بعينيه ، ثم جلس على الاريكة ..والى مانظر مشعل نَظر ، وجَدْ صُورته ، مع الممرضة والطبيب الذي كاد ان يقتلهُ ، وشعر بحرقة كبيرة تملأ روحه من هذا المكان .. حتى لما قدّمت له الماء شعر به يغلي في روحه ، ليشرق به بمرار ويسعل.. ثم بعد ذلك يعود لوضعه الطبيعي..
مشعل يهمس بتلاعب : ماهو عملك سيدتي ؟
الممرضة : تمريض!
مشعل : هل تعملين عملًا جزئي آخر ؟!*بنبرة مقصودة* أعني..هل يمكن ان تجمعين كل هذه الثروة من مبلغ التمريض ؟
الممُرضة بتوتر : ماذا تعني ايها الرجل؟
ليث بذكاء : انهُ يسئل ان كنتي تشغلين مجالين من العمل ..
*انحَنى ووضع يده على ركبتيه وشبكهما مع بعضيهما البعض وقال * : تستطيعين اخبارنا عن ذلك..
الممرضة بقلق : مالذي تقولانه ..هل انتم من الاستخبارات المركزية ؟
ليث يبتسم لمشعل : بالطبع لا .. لقد ابلغنا السيد وينستر عن عملكما الجزئي *المستشار الذي يعمل في تهريب الاعضاء* .
الممرضة : اللعنة..هل فعلها حقًا ؟
ليث يبتسم براحة وخصوصا ان جهاز التسجيل يعمل دون علم الممرضة : هل تعملين حقًا في تهريب الاعضاء البشرية وتزوير الوصية ؟
الممرضة بارتباك واضح على ملامحها : لماذا تسئلان مالذي تريدانه ؟
ليث بوضوح : نحن نعلم طبيعة عملك ..لذلك نريد معرفة كل شيء ..
الممرضة بكذب: انا لا اعلم مالذي تقولانه ..انه مجرد ترهات
ليث ينظر لمشعل : يشهد الله ان كلامها مانزل الله به من سلطان.. *ثم يعود الى اللغة الانجليزية ويتحدث بطلاقته * بالتأكيد تعلمين ذلك..لقد رأينا مقاطع كثيرة لك مع السيد وينستر..في معمل التشريح تهربان بعض الاعضاء للاستفادة من المبلغ..
الممرضة تضيق عينيها : ولماذا تسئلان عن ذلك..مالذي تستفيدانه..
مشعل يبتسم بسخرية : نريد ان نعرف بداياتك..*أشار الى الصورة التي تقبع على مكتبه*وخصوصا مع هذا المريض..
الممرضة تقف بارتباك وبغضب : ان لم تخرجا سأطلب الشرطة..
مشعل : سنضطر اذا الى استخدام السلاح معك..وهذه ليست من طرق تعاملنا مع امرأة !
الممرضة بغضب : مالذي تقصدانه من حديثكما ؟ هل انتما من العرب؟
ليث يشعر بأنه يموت تدريجيا ، مع كل كلمة تنطقها ومع الحديث المحتدم ثم همس بغضب : امامك دقيقتان فقط..والا ستكبلين الى السجن..لدينا تهمة ضدك وهي تهمة تهريب الاعضاء..نريد اعترافا كاملا عن الذي فعلته مع المريض..

رُبط لسانها ولم تعرف ماتفعله..الذي فعلته بأنها سحبت المزهريات وبدأت ترميها على مشعل وليث بشكل جنوني تثير منها الفوضى ..بعض المزهريات كسرت النافذة الزجاجية التي تطل على حديقة المنزل.. مما اقلق الرجل الذي يحمله سلاحه بالخارج..
يدخل بصدمة فجأة وهو يوجه ناحيته السلاح الذي بالحقيقة هو سلاح فارغ لكنه يستخدمه كحيلة للايقاع بهذه الممرضة العنيدة ..حينما رأت السلاح موجه لها صمتت بخوف شديد وهي تجلس برعب.. ، مشعل ..ليث..هما طرفان مصدومان بالفعل..من الرجل الذي يقف امامهما يحمل سلاحًا ..يتقدم رافعًا حاجبيه ويقول : جاسيكا ويسبر..ممرضة في احد المستشفيات البريطانية..تعمل في مجال التشريح وتهريب الاعضاء البشرية..للحصول على مليارات تافهة..استخدمت احد حيلها الخبيثة للايقاع بأحد المريضين العرب في الازمة البريطانية..للحصول على بعض البليارات..وكان المريض ليث المالك هو احد الضحايا..اليس كذلك ؟
ترتجف بصمت ، ليث ينظر للرجل الذي يلتفت اليه ولازال السلاح موجهًا على تلك المرأة ثم همس : صدمتك..بس ماني من اللي يغلوك بطعون خلف ظهرك..
ليث بفخر : عز الله انك من زين الرجال..
آدم بابتسامة : الله يقويك..
ليث يتوجه اليها ويكمل كلامه : مالذي فعلته ؟
الممرضة بحزن : لقد قام السيد وينستر برشوتي حينها للعمل مع الطبيب العام في تخدير بعض المرضى ..منهم العرب والسود اثناء العنصرية ..ووقع الاختيار على هذا المريض العربي..فوجئنا حينما تشافى من السرطان..قررنا باليوم الذي بعده حقنه ببعض المواد الكيميائية السامة ينتج عنها شلل في عضلة القلب ومنها يصاب بحالة الوفاة..لكننا فوجئنا به قد سمع مادار بيننا انا والطبيب العام وقام بالدفاع عن نفسه.. وبدل ان يحقن الطبيب العام ليث..قام بحقن نفسه عن طريق الخطأ وهو يحاول الامساك بليث..

هل الألم هُو مايختزله ؟ هل وصل .. هل انتهَى ماعانى منه ..والذي حصل قد حصَل ؟ انه مُجرد حلم ، ستنقضي هذه السويعات وسيستيقظ ، هذا كثير يا الله ..هل تُعطِي عبدك ما أرادُه ، ؟ هل ترزقنِي باللذي كنت انشدك فيه.. *الحُرية * ؟
والجوَاب كان ...

- انتهَى البارتْ , أذكرونِي بينَ دُعائكمْ * .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-15, 02:27 AM   #29

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





- السلامُ عليكم ورحمة الله وبركَآتهْ ، لا أخفِي عليكم حجَمْ سعَآدتِي بحُضورِكم * المتألقْ * ! .. التعَليقاتْ والتجَارب ناحيَة قراءة روايتِي ، والأمنيَات في ان يزَدآد عداد شهُرتها كانتْ محضُ تعليقات أسعدتني بحَقْ ، بالنسبة لي أعانِي من ضيقْ الوقت..والله يشهدُ أنني أحاول ان أنجز كل مالدِي لأكتبْ لكم هذه السطُور المنهكَة من فرطِ الغُربة والبعْدْ .. الليثْ أنهكني بحقْ حتى انا لا استطِيع النومْ ـ، وأنا أتخيلُ لقاءه بأمه ؟ ، فكيفْ بكم أنتِم أحبتّي :$ .؟ أقرأوني بقلُوبكم..فالأعين لاتغنِي عن الحرف شيئًا .. , قرآءة ممُتعة !

البَارت : الخامس والعشُرون .

نلوبُ بزعانفنا في طياتِ الماء
الهواءُ يختنقُ بنا
والجالسون أمامَ زجاجِ حوضِنا الأنيقِ
ينظرون بلذةٍ لشهقاتِنا الملونةِ وهي تخبطُ السديمَ
بحثاً عن بقايا الهواء
نحن الأسماك المحاصرة في حوضِ الوطن


# لِـ المتألق / عدنْآن الصائِغْ !

في معمعة الغيَاب ، كان طيفُ إمرأة هُو ما يفجر رعونتَي ، وأرَى عقلي يهرشُ بعنفُ ، بصيحَاتٍ طويلة ، صداها يُحمل على السحب ويختبأ خلف الشمس المُستديرة ، لقد غفى الحلُم الجميل ، ولم أستيقظ انا من السبات ، انتهت كل تصوراتي التي تقول بأن الحُب لا يعاش مرتين ، وانا اقول ..الحب مرة بالعمر..والعمرُ مرةً بالعُمر ..هناك في رصيف ذاكرتي يقبع بيتُ ريفي وسط الافِ الزهور الملونة ، اخالها الخُزامى من شدة محيادتها للاخضرار..واقول لكِ كل يوم بأنكِ الخُزامى الوحيدة المدللة التي اعشقها ..تعشقين الغزل وتغادرين خجلة..لاتنظرين لوجنتيك ، فأحتار انا من ان اهيم فيهما ، فهما كالزهرتان الناعمتان..او وطنٌ تغمدتهُ الحمرة اثناء استعمار الغزل ، او حربٌ ضروس تفاقمت مع كلماتنا اثناء الحديث! ، لقد كبرتُ على ان اظل هكذا ،غريبًا وحيدًا ، لقد اخترت ان اعبر الطريق الذي اردته ، الطريق الوحيد الذي كنت اريد العبُور فيها وبشدة..الطريقُ هو انت ..فهل سيتسنى لي يومًا عبُورِك ؟ ام انك لا تستقبلين المُشاة الحفاة ؟ امثالي مثلا ؟ حفاةً بلا هوية ..لقد استقمتُ فيك ..بعدما كدت ان اطغى واكون من الخاسرين..لا اريد ان اكون شاذًا عن قاعدة الرجال..فكم تمنيتُك في الصغر..وزاد جنوني بكِ الآن ، من الجَميل ان ارتبط اسمِي باسمك اليوم ، حينمَا أتيتُ مع الشيخ لكي نربط الاسمينَ ونتوجهما بعقدِ الحُب ، بل اتوجك انا وتكوني اميرة..لمملكة ستعيشين في اقفاصها..واخالك لا تندمين على المجازفات الخطيرة..كنت اطيل السرحان في نافذتك لعلي المحك او المح طيفك ، عيناك الان اصبحت لاتشبعانني..اريد كل شيء.. المزيد ..المزيد ايضًا لا يكفيني.. هل استطيع ان اقبع المكبوت في داخلي؟ لا .. انه حلم آخر.. ان اقبعه.. اتفقنا على ان يكون لقائنا الليلة.. الليلة تحت ضوءِ القمر..نتسامر مع النجُوم ونلمح المذنبات التي تقطع السماء كمارد الامنيات ، ثم يعود الى فضاء الكونِ دون ان نشعر به ، ما اجملك ، حتى قبل ان اراك، استطيع وصفك بالجمال ، لأنني رأيتُكِ هكذا ، كاملة..كما احب , .

وبينَما انا تائهٌ في تفاصيلي رن هاتفي باتصال يقاطع افكاري ، رقم غريب ! ، لأرد : السلام عليكم .
لِـ يجيب : ماهقيت انك ماترد الجميل؟ عطيتك العنوان بيدي تبادلني بالنكران وماتروح ؟
ليث بسخرية : أصيل من يومك..وكيف تبيني اوثق فيك؟ وانا مااعرفك! وبعدين وش يضمني انك مانت من اهل الغدر ويومي اروح للعنوان اطيح طيحة مالها قومة !
أجابه بصوت حاد : وليه ماسألت نفسك الشخص اللي يعرف منهو انت مــاهو قادر بظرف دقيقة انه يبلغ عنك ؟ ..بس ليه مابلغ!,
ليث بسخرية اكبر : الله اعلم .. ابي اعرف منهو انت ..ووش عرفك فيني..
كان صوتُه مختنقًا لدقائق ثم انقض صوته الى مسامع ليث ليقول : شيء مالك مصلحة فيه!
ليث بصراحة جازمة : انت تشتغل لصالح من؟
بانكسار يجيبهُ الطرف المقابل : لصــالح نفسي..
ليث : اذا مانت من اهل الثقة..
ألح عليهِ وبرجاء : رح ولا تخرب مشوار قطعته عشانك..انت ماتدري وش اللي عانيته على ماجيتك ولقيتك..
ليث: عطني اسمك وعنوان اقدر اشوفك فيه بالاول ونتفاهم..
فأجاب : ماقدر..
ليث : اذا لا تنتظر مني رد الجميل.. احتفظ بعنوانك..
كَان سيغلق الخط لكنه الطرف الآخر رد بسرعة : لله ان تروح العنوان اوعدك ان مايلحقك ضر ..بس لا تروح عليك شقى 10 سنين تقدر تحله اليوم قبل بكرة..
ليث : ومن قال اني ناوي اروح شقى العشر السنين ؟ بس انا من حقي اعرف من انت ومن تكون ..ومن طرف من جآي؟,,

صمَت طويلاً ولم يرد ، وقال : هذي ماهي بغية ليث..الله يعين قلب امك على غيابك..
اغلق ليث الخط بغضب ، لا يعلم لماذا القدر يكدر طريقَ سعادتـه ، دائمًا مايتعمد وضع الثغورِ بين السعادة ، هو لا يتحمل ان يتكلم احد عن امـه ، لانه كل مرة يعيد سيناريو تخيل اللقاء من جديد ، وينفطر قلبه على امه ، الذي يعلم انها كل يوم لا تنام الا وفي عينيها دمعة تهديها وتمجدها للغياب ، لو استطاعت الرياح ان تحمل رائحة من نحب ، نشتمهم في حنينا ، ربما تهدأ العواصف التي في صدورنا ، ربما تهدأ !! ..
يلتفت الى بدلته ، وينظر الى الساعة ، لم يتبقى الا القليل ، القليل فحسب للقاء ، دخل الى دورة المياه ليستحم ، متناسيًا كل الحزن ،بادئًا باسم الله..صفحة جديدة اخرى ..


،



تهز رجلها بتوتر غريب جدًا وهي تنظر لعبير وسبأ يتفقان على شكلها كيف سيكون وماذا يناسبها ، وهي لازالت متوترة وفي حالة هستيرية من التوتر ، تأتي اليها عبير بلوم : شفيك تهزين رجلك كذا؟ على ايش؟ ..لاتقولي متوترة..
وريف لازالت على وضعها وتزفر بضيق : أيـه متوترة قد شعر راسي متوترة.. ولاتلوموني..
سبأ : وليه مانلومك ..ياحبيبتي العروس المفروض تصير ريلاكس..مايلزمها هالشكليات تخرب عليها احلى ايامها..
وريف باصرار : انتم مو فـاهميني ولا بتفهموني..
سبأ : بتزعليني منك..ياخوفي يوسف يشرد من يشوفك بذا الوجه العفوسي..
وريف : ان لله..وش عفوسي مع براطمك..قومي قومي وريني الفستان ..
سبأ تشير الى عبير وعبير تريها اياه ووريف تضع يدها على شفتيها بشهقة : هئ... انا البس كذا يالماصلات يالناشفات يالمعجزات؟؟؟؟ لا بالله رحنا فيها..
عبير بضحكة : هههههههههههه ياغبية وين بتلبسينه؟ بتلبسيه لزوجك ياحظي..
وريف بخجل شديد وهي لا تتخيل ان تلبسه : عنبوك شوفي ماظل شيء مابيطلع منه من جسمي..
عبير : عادي وش حليل جسمك وترتيبه ..ان كان ذاك مايتخرفن عليك..
وريف ترمي الوسادة على وجهها : صدق حريم مابوجهها سحا.. انقلعوا فارقوا انا برتب روحي..
سبأ : والله ماترتبين روحي..تبين تصيرين مهلقا؟؟..لا حبيبتي لازمك الحين خبرة ..ايادي متمرنة ومتمرسة *وتَغمز لها*
وريف : الا ايادي متفسخة من الحيا ماتعرف الذوق
عبير تمسك وريف وتجعلها تقف معها وهي تقيس الفستان : كويس..يلا روحي البسي عشان نفك شعرك ونحط لك الميك اب..
وريف تسحب الفستَان بغضب وتدخل الى غرفة التبديل لتلبسه ..بعدَ دقائق قليلة تخرج وهي مُحرجة من الفستان الذي يفضح صدرها قليلاً ويفضح ايضًا جزء من ساقها حينما تتحرك ، كان فستانها باللون البنفسجي المائل للأسود ، قطعة مخملية تنساب من جسدها باحترافية تتلائمَ مع طولها ورشاقتها ، اعطاها طابعًا بالانوثة الجارحـة ، انوثة صاخبة جدًا ، ربما لانها لم تعتد ان تلبس هكـذا .. تتقدم لها سبأ وهي تقبلها وهي تقول : ياستايلك كيف اني.. يلا تعالي خل نسوي لك ميك آب ونعدل شعرك وتصيرين بيرفكت..
وريف بإحراج : الفستان حلو بس فاضح ..ياخوك لو شافني بيقول ذي ماصدقت على الله تتفسخ قدامي..مابيه..والله مو مريحني..
عبير تبتسم : ماعليه حبيبتي كل المتزوجات يمرون بذا الوضع..بس ياحلوة هذا زوجك البسي له اللي تبين..والله اني لبست الاعظم حق فهد وصار متشقق..
وريف تضربها : وجع ماعندك بريكات..
سبأ تمسك فرشاة المكياج وتحركها بالبودرة : يلا ياعروس..كلوس يور آيس بيكوس ام قونا تو بوت ميك اب ان يور فيس.. * بحط لك مكياج بوجهك*
وريف : يطعني العنقليزي..حطي وانتي صامته يااخت العرب العصلا..
تبتسم سبأ وهي تحرك فرشاتها على وجه وريف ، ثم تبدأ معها عبير بوضع المكياج البسيط جدًا والانيق مع براعة فستانها وجمال شعرها البندقي..

،




كَانت الشَمسُ هي مَن تسللتْ إلى وجهكِ للمرة الأولَى ، تخشَى على ملامحُك الرقيقة فترسل أشعة دقيقَة جدًا لتتلامس مع وجنتيكِ الضاريتين ، كنتُ أنا اتأملك أيضًا كالشمس ..للمرة الأولى ، وللمرة الأولَى أراك هادئة كالقمر بين النجُوم ، نظرتُ لكِ كـ نظرةٌ رجل حينما ينُظر لـ إمرأة لأول مرة ويشعر بأنها له ، ابتسَمتُ في وجهك حينما كنت تعبسين وانتِ نائمة ، حتى وانتِ نائمة تعبسين ، متمردة وتضمحلين في حضَرة وجودي ، سامحتكِ هذه المرة ، لن أقبلك ، رقم اشتهائي لأن اسرق قبلة حارقة لشفتيك ، لكنني سامحتُك ، هي هواجس اتت لي ، ما ان افعلها حتى تضجين ولربما تبكين ، وانا اكرهُ دموعَ النساء ، فلماذا افعلها بكِ ؟ ، لكني اذهبي..لقد عفيتُ عنكِ ، فلماذا لا استطيع ان ابعد عيني عن شفتيك ؟ ، كل مرة اراكِ فيها اشعر بأنك انثى مختلفة ، لكن اليوم ، رأيتُ جانب مختفي جدًا من انوثتك ، وهي تلك الانثى التي لدى كل انثى اخرى .. أكان والدك يستقصد تجريحي حينما ربطنِي بحمامة بيضاء مثلك؟ هل السماء تُشبهك ؟ ام كنغمة بيانو فرطت من شدة دقة النوتة ؟ وحادت عن ديانة الجسدِ والانوثة ؟ هل اقبلك ؟ ..لقد ترددتُ ان اسامحك الآن .. ! سأخسر كل هيبتي واهديك قبلة وانتِ نائمة ، سأذنب واخيرًا وانا انحني عليك الآن لأطبعها على شفتيك .. الشفة العُليا البارزة ، لكنني ابتعدت بسرعة حينما شعرت بأنك ستستيقظين ، وأدرت جسدي عنك ثم انتصبت جالسًا على السرير مديرًا ظهري لك ، لأني لا أريد ان اراك ، فلما استيقظتي جلستي بكسل وانتي تقولين : الســاعة كم؟؟
قلتها بصعوبة بعدما ان هدأتُ ذاتي : 7 الصباح ..
لم تراعي استمراري بمقاومتكِ ، قاومتك فعاندتني دون ان تدركين وانتِي تقفين امامي ، تبحثين عن شيء تلبسينه ، بينما انا كُنت أراقب أنثى .. جاهزة .. أمامي .. غير ما يثيريني .. أن الحلال هو ما يوطد العلاقة بيننا .. فكيفَ أقاوم ؟ وهل هناك مبرر لأقاوم ؟ أشحت بوجهِي عنكِ وانا اتشاغل عنك ، وتعاندين وتسألين مرة أخرى : فطرت ؟
صمتت ثم همست : لا ..
هاجَر : ببدل ملابسي وانزل تحت اجهز لكم فطور مع ماريانا *خادمة في قصر ابو عمار *..
ذهبت أمامه كغيمة متلاشية ، إلى دورةِ المياه ، تاركةً وحل الرجولة ينقرض مع ذاته في انين داخلي مشبع بالتوهج والحرارة ، أطرق رأسه وهمس لذاته ، صبرًا خيرًا من أن أؤذيها .. ! ، خرج ونزل إلى الاسفل ، رأى سعود العزيز – ابو عمار – يقرأ بعض الاستبيانات .. ، سلم بهدوء وجلس على الكرسي ونظر مباشرة الى ما في يدي سعود ، ثم ادار وجهه ، سعود حينما رأى نظرة آدم أعطاه الاستبيان ورماه ناحيته وهو يقول : شوفه ..
آدم عقد حاجبيه : ماني حاب اشوفه .. *بسخرية* في صباحية زواجي !
ابتسم سعود لدقائق ثم اقترب ونظر بحدة الى عيني آدم : شيء يبشر !
آدم بحذر : وش اهمية بالنسبة لي ؟
سعود رفع حاجبيه وابتسم ابتسامة عريضة : وتبيني اشرح وش اهميته ؟ ماهو انت اللي المفروض تفزع وتشوف وتقدر اهميته على حسب اللي تشوفه عيونك ..
آدم يتراجع : ماني حاب اشوف شيء..
سعود يُفجر القنبلة : قدرنا نكتشف مكان ليث قبل سنتين .. ممكن هالمكان يدلنا على مكانه الحالي ..
آدم بقهر : وش مستفيده ؟
سعود : خير لـ الليث ماهو شر له !
آدم يتفاجئ من رد سعود المثير للشك ثم يقول : ماوراك شر تراني مافهم بالالغاز ..ان كان عندك شيء تقوله قوله ولا تفر براسي يمين وشمال ..
سعود ينظر لآدم لمدة لا تتجاوز الثواني ، يقاطع حديثهما وجود عمار الذي سلم على الاثنين وابتسم : السلام عليكم..
ردوا السلام ، وجه نظراته لآدم خصيصًا ونَطق : وكيف معرسنآ ؟
آدم : بخير ..والفال لك
عمار يرفع حاجبيه : تتمسخر ؟
آدم بدهشة : من يقوله ؟
عمار : شيء بداخلي ..
آدم : دخيلك لا تخلي الشيء اللي داخلك يبربر عليك .. وليه ماتزوج ؟
عمار : ربك يقول الطيبون للطيبات .. وانا مو من ذا الفئة !
آدم يبتسم بدهشة اكبر : وتعترف ؟
عمار : الاعتراف بالحق فضيلة ..
آدم : بس ربي كمل الآية وقال والخبيثون للخبيثات .. خذ لك وحدة من نفس المعدن ! تنفع !
صمت عمار في توجس من رد آدم الذي اخترق معدنَه ، فهزه .. وهز بدنه ، ظل صامتًا ينظر بسرحان الى الشيء الموجود امامه ، ملف ازرق ، وأوراق ، وبعض الاستبيانات ، لماذا لم يطلعه والده عليها ؟ أليس هذا مايفعله دائمًا ، مدّ يدهُ إليه وقال : وش ذا ؟
سعود يسحب الملف من يدي عمّار وينظر له بنظرة حادَة ومباشرة : حاجة في نفس يعقوب !
عقد حاجبيه وكتف يديه واسند ظهره الى كرسيه ، وبكل وقاحة رفع رجليه على الطاولة وقال بغضب ساخر : حلو والله .. ومن متى سعود العزيز يخبي على ولده ؟
سعود يرفع كتفيه : مابه شيء يتخبى .. بس هالشيء خاص وماله دخل بشغلنا ..
عمار بعدم اقتناع يبتسم بخباثة : غريب .. كنت اظنك تحارب على هالكم مليون اللي بتطلع لك .. طلعت طماع ودخلت في قطاع خاص ثاني..
سعود : انا وانت مانشتغل بالجانب الامني نهائيًا ، احنا نشتغل بقطاعات خاصة مع السفارة البريطانية ..
آدم يرفع حاجبه : وبالله كم تعطيكم ؟
سعود ينظر لآدم ، يصمتُ قليلاً .. ثم ينطق : فوق ماتتوقع ..
آدم بعدم اهتمام يرفع كتفيه : مابي اتوقع .. لان مايهمني ..
عمار بغضب ينحني لجهة ادم ويصفع الطاولة ناحيته ويقول : اذا ليه مانت جاي توصل لمكانه ؟ مو المفروض انك تسهل الامر بدل ماتعقده .. !
آدم بقهر شديد : قلنا لك .. ان صعب علي اوصل له بالسهولة .. لازم لي اقل شيء 6 شهور حتى ما اقدر اوصل خبر عنه .. ليث مختفي من الانظار حوالي 10 سنوات ..تتوقع بيوم وليلة اني القاه ؟
عمار بقهر يرفع سبابته بتهديد : مو شغلي.. خلال 4 شهور تعطيني عنوانه .. هذا عقد متفق عليه من السابق ..
آدم بغضب : انتم ماعطيتوني مهلة معينة .. انتم عطيتوني المجال مفتوح .. وانا باشتغل بطريقتي الخاصة ..
تأتي هاجر تقاطع حديثهم وهي تضع صينية الفطور وتنظر لكلاهما وتبعد عمار عن آدم وتقول : اتركوا سوالف شغلكم وسمو بالله خير واكلوا .. مايصير كل ما اغيب وارجع اشوفكم على ذا الوضع ..
صمت آدم الذي تشتت نظره وهو يراها ترتدي فستان زهري ناعم تتألق فيه بكامل انوثتها ، تنحني لتصب الشاي في الأكواب ، ويبدؤن بالأكل بينما هي تعقد حاجبيها بصمت متوجس ، انتبه لصمتها آدم ، رفع حاجبه واشار الى الاكل آمرًا اياها ان تأكل ، أكلت بطاعة ، ثم انسحبت ، انسحب ايضًا هو من خارج القصر ، يشعر بأنه حتمًا سيختنق ..





،



بعد خُروج سبأ وعبير ، لم يتبقى في هذه المساحة المحدودة من هذه الشقة الا هي .. وسيأتي الغائب عن دياره ليقف امامها وقفةُ حلال ، يالله .. كَمْ هذه الدُّنيَا شحيحَة ، تبخَلُ علينا حتى ان تُهدينا السعَادة كاملَة ، ماذا لو وقفنَا وكانت أمُه تنظر اليه ولِي ، وأبي يحتضنني ويوصيه علي ، كيف سيصاغ الكلام ؟ حينما أراه سأرتبك ، سينظر للمرة الأولى لامرأةٍ حلال ، تكون له بعد انقطاعٍ كاد أنْ يقتُله ، ارتباك مخيف يصيب جسدها ، وبرودة خفيفة تسري من كتفها العاري ، تمرر يدها بهدوء لتحافظ على دفئها وهدوئها ، كان الجَو غائمًا والسماء تكاد تبتلعُ القمر ، حتى القمر اختبأ .. فهل ستختبأ السعادة معه ، هل تبتسم ؟ ام تبكي ؟ ام تضحك ؟ سؤال تردد في نفسها ، وصار يحرقها من الداخل ..
سمعت صوت الباب يُفتح ، والمقبض يدار ، وقفت دون ايما ادراك ، وهي تنظر فقط للأسفل ، للأرض التي تتمنى ان تبتلعها كبذرة منسية من الغيث ، تحاول ان تشعر باقترابه لكن الخوف اعمى قلبها وصار قلبها ينبض بشكل مريب ، شعرت بالحرارة تشتعل في حنجرتها وعينيها ، رأسها ينبض كمن يطرق فيه دئبًا .. شعرت بيد تقدمها قليلا الى الامام ، هيَ يد مشعل ، لكن لماذا يقدمها للأمام .. سمعت مشعل يتمتم له ، لكنها لم تميز التمتمة ، جل ماتميزه هو لون حذاءه الاسود اللامع الذي ينتصب على الارضية الخشبية العاتمة ، الصمت فقط هو ما يجبلها على صياغة الاحرف ، .
لقد غُلق الباب ، رفعت رأسها بخوف فجأة وهي ترى مشعل يغادر ، ثم دارت بعينيها ناحيته ، ينظر اليها بحَسرة ، وبسعادة ايضًا ، هي تنظر للذي غاب عشر سنين ؟ هي تنظر للذي تبكيه امه كل ليلة ، هي تنظر لمن بكته جدتها وامها وخواته ايضًا .. فهل يستحيل عليها ان تفرح وتبتسم ؟ ، تقدم بخطواته اليها ، الصمت هو مايميز المكان ، لكن صوت خطواته شق السكون ، وقف امامها زفر براحة ، ثم رفع رأسها الى حيث يستطيع ان ينظر .. وكل مانظر اليه .. هو عينيها ، هويته !
أأضيفها الى هوياتِي الأربع ؟ أم أكتفِي بها هوية ؟ هل حينما يقال من هو الليثُ أشير الى عيناك ؟ هل استقطبت يومًا عذاب عشر السنين ، ولملمته في ليلة مغيمة وجمعته في عيناك ، هل سمعتِي عن شقائي ؟ اني أرى فيهما لهيبي وعذابي ، وسعادتي وشقائي ، لا اظنك تدركين ما ادركه ،
وتمر الدقائق وهو ينظر الى عينيها فقط ، وهي ترتجف اكثر واكثر ، وكل مافعله .. انحنى الى مابين عينيها وقبله ، استنشق انفاسها ثم وضع كفه على جبينها قائلاً :
اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه ..

ثم همس بآمين خاتمًا اياها ، التفتت الى النوافذ التي تهتز بالمطر لقد نزل الغيث ، وبلل قلبه وقال لها هامسًا : حتى المطر مابخل علينا .. بارك لنا بطريقته ..
ابتسمت بارتباك من تعبيره واحمر وجهها ثم قال : محفوظة بالعين ..لا تخافي مني وحقك تخافين..طيف انسان اختفى عشر سنين وتكونين حلاله .. يامصعبها ..بس تحمليها..
رفعت عينيها اليه ودموع قفزت الى محاجرها وقالت : ماهي صعبة .. بس احس بحسرة ..
ابتسم ومسح اول دمعتين نزلتها منها وقبلهما ثم قال : لا تبكين ..مابي شيء يخرب ليلتنا ..ممنوع البكا سامعة ؟
وريف تهز رأسها بطاعة ، يجلس معها ثم يقول : ماخبري بك كبرتي..وحلويتي هالقد !
احمرت ، وحكت جبينها باحراج وهي تقول : مبروك علينا !
ليث رفع حاجبه : كمليها ..
عقدت حاجبيها بدون فهم ! ، ابتسم وقال : كلمتك مبتورة .. قولي مبروك علينا بعضنا ..
ابتسمت بخجل ، قبل يدها وهو يشمها بعمق ويحتار اهي رائحة الوطن ام رائحة امه التصقت فيها فهيجت حنينه ، قال وكأن الدموع من عينيه تعلن انهزامه ، لكنه لم يكن لسمح بها ، فقط لمعانها هو ما نبأها بأن الليث يتوجع ، سحبت كفها بقلق وقالت : لا تشمها ..اذا هي بتهيج احزانك..
هز رأسه : حقك تطلبين..بس محروم ..وريحتها تذكرني بريحة امي..
هُنا هي لم تتحمل كلامه فانفرطت في بكاء شديد وهي لا تنسى شريط المعاناة ، بعد كل هذه السنين ، يريد امه بقوة ، وامه تريده .. ما اكثر العقُوبة ، واكثر الحُرمان .. ، حينما احتضنها ابتسم وهو يقول لها : ليه تبكين ؟
وريف تمسح دموعها ، لم تكن لتخشى على المكياج ، عبير تعرف بأن وريف ستبكي لذا وضعت عليه مثبت ، كرر سؤاله وقال : علميني .. ليه تبكين ؟
وريف تنظر لعينيه بأسى : كل ماذكرت امك ينكسر قلبي عليك وعليها ..
ليث يبتسم : مابقى شيء..
احمرت بخجل من نظراته ، ثم قال لها : مابيك تبكين ..
وريف تبرر موقفها بابتسامة خجولة : غصبًا عني
ليث يمسك يدها ويضعها على صدره وهو يقول : قد قرارك ؟
وريف تبتسم له بحياء وتهز رأسها ،
ليث يتجرأ ويضع يده على شعرها المموج ويغلغل اصابعه بين خصلاته الناعمة : تدرين اني قبل كنت اقول لامك اني ابيك ؟
وريف تعقد حاجبها : ماكنت ادري الا بأن امك وابوي يبونا لبعض..
ليث يبتسم : كنت احرك شعرك بذات الطريقة واقول لامك..لاكبرت لاتقصين شعرها..ابي شعرها يطول..
وريف بخجل تبتسم : عرفت الحجة اللي كل ما اقول لامي بقص شعري تمنعني
ليث تتسع ابتسامته : زين سوت فيك
يفرك يديها بين كفيه ويقول لها : لو في يوم شفتيني بارد وجامد.. وماكنت اعرف اعبر عن مشاعري ..فاعذريني..سنين وسنين ماتعاملت مع انثى بهذي الطريقة ..وكل شيء حولي كان اقسى من اني اكون لين..
وريف تهز رأسها : مقدرة وضعك..
يحتضنها فجأة ليكون رأسها على صدره ويقول : لا تتحركين.. داخلي جحيم..قربك يطفيها
وريف بقلق تضع يدها على صدره : يارب ينور لك صدرك..عسى ان تطفى نيرانك
ابتسم ، وهذا مافعله، صوت البرق وتطاير الستائر هو اجمل منظر كان يتستمعان برؤيته ، سهروا طويلاً بين احاديث كثيرة لم تكن لتنقطع .. احاديث محبوسة في اقفاص العشر سنين .. كان قد سمح لمشعل ان يأخذ شقته ريثما ينتهي من هذا اللقاء ..
بعد انقضاء ساعات طويلة وكان الليل قد انتصف ، قبل رأسها وقال : يلا ..ريحي راسك وبعدين اشوفك..لازم امشي الحين..مشعل بشقتي وعيب في حقه اخليه طول الليل لوحده..
ابتسمت وهزت رأسها ، قبلها في عينيها وقال : الله يحفظ هالعينين يشهد الله انهن يسرون الصدر..
ابتعدت بخجل انثوي ثم وصته على نفسه قائلة : انتبه لنفسك..
ليث يودعها بنظراته بعدما هز رأسه بطاعة ، وانسحَب عن المكان ..
هي ايضًا دخلت حجرتها بانهاك ، لكن السعادة هي ماتميز شعورها..فتحت دولابها لتخرج لها بيجامة قطنية وترتديها بعدما ان مسحت المكياج ، شعرت بمشعل يدخل ، خجلت من مقابلته ، قررت ترك المقابلة للصباح ، من الواضح انها منهكة جدًا .. هل هي من السعادة المفرطة ؟ او من صدمة اللقاء !

نَامتْ ، وَحسبْ !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-15, 02:33 AM   #30

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





لماذا الليل يُنهكها طويلاً ؟ ودَمعُ الأم لا يهطل قليلا .. كلما تذكرت طفولته ..مراهقته ، وشبابِهْ ، ثم مرضه ، سقوط شعر رأسه بسبب العلاج الكيماوي ، ثم انتقالهم الى مستشفيات بريطانيا لعلاجه هناك ، موت والده ، وحسرته على والده ، وضياعها هي بين أحزانها وخوف فقدان عزيزها الثاني ، تذكر ايام وليالي طويلة كانت تأتي في المستشفى وتجلس بجوار رأسه ، يكون في حالة بنج كاملة بسبب الالم الذي يعانيه ، واحياانا يشعر بشلل في بعض اجزاء جسمه ، تهدأ من روعه وتتلُو على رأسه حُلو الكلامِ وأعذبه ، لترى طيف دموعهِ المنهمرة على تل خده ، تمسك يده وهي تطمأنه بأنها ستبقى معه مهما كان الدهر طويلاً ، وأن أمل شفائه ليس منقطعًا ، بعد ذلك يأتي موعد رجوعها الى الوطن لكي توفق مابين ابنها المريض وبيتها المتهالك من اغصان الابوة .. في كل ليلة تتصل تستمع الى انفاسه حتى لو لم يصدر صوتًا ، حتى قبل ان يختفي بخل الدهر عليها بصوته ، ثم رحل .. رحل ..هذا ماقد جائها ، أن ابنها اختفى ، قاتلا دكتور عام ، معتديًا على ممرضة ، والفحوص الطبية الأخير تظهر برائته ، صدمة عنيفة قد استنشقتها بزفير هذا الهواء المترب ، ماقصم ظهرها هو صك البراءة الذي اتى من كبار ابناء قبيلتها حينما اعترفوا به امام امير المنطقة ، الا عمه ، هو الوحيد الذي اعترف به وقرر ان يبحث عنه ولو بشق الانفس..فها هو يرسل رجالا بين الفينة والأخرى ..ولم يبخل بذلك مع ابنه..ليرى ابن عمه .. اليوم وحسب ..تشعر بأن ابنها يتنفس ، بـأنه حقيقة ، ليس حلمًا ولا طيف ، تشعر بالامل الكبير الذي يشدها الى لقاءه ..
خرجت الى صالة المنزل بانهاك ، صدرها ينبض ، وروحانية تسري في عروقها وهي تسمع صوت القرآن ينطلق من القارئ في احد القنوات التلفزيونية ، تبتسم بدموع ، علها تجد ذاك الظنى يبتسم جوارها مقبلا اياها ..وحيدة دون زوجها ودون الليث الذي خلفتهُ منه.. اليوم وحسب يكمل 36 عامًا .. لقد كبر ابنها وضاع شبابه ، هذا ماتتخيله ..لكنها لازالت تحلمُ بالأمل الذي يفتقدهُ من حولها ، وتبثه فيهم وكأنها هي من تصنعهُ دائمًا ..
شوق تضع وشاح صوفي وتبتسم لوالدتها لتجلس بجوارها وتضع يدها على كتفي والدتها وتقبل رأسها : مساك الله بالخير ياحلوتنا..ليه مانمتي؟
ام ليث : قلبي قابضني على اخيك..احسه موجود اكثر من اول..
شوق تبتسم : يصدق احساسك يايمه..عساه بشرة خير..
ام ليث : الله يطمن قلبي برجوعه..ليتني انام مرتاحة
شوق تعقد حاجبيها : يمه ماحبك تبكين..ليث بيرجع وبتشوفين..بس اذكري الله
ام ليث : لا اله الا الله..
شوق بابتسامة : ايه..عساني فداك بس..جدتي بتجي بكرة ويا عمي بو رياض وعمتي..
ام ليث: بيروحون العمرة صح ؟
شوق : الله يبلغنا ويبلغهم..عمي للحين مابعد يرتب لها..يبي ياخذنا وياه.
ام ليث: كلمتي بنت عمك وريف؟
شوق : كلمتها اول امس..باين عليها مرتاحة ومبسوطة الله يكمل سعادتها..وتسلم عليك
ام ليث:الله يسلمك ويسلمها ..ومشعل شخباره ؟
شوق :الحمدلله..تقول وريف انه موج اي يتأقلم مع اكلهم..مايرتاح الا على الكبسة والمندي والمفطح..
ام ليث تضحك : ههههههه من يومه اصيل ولد ابيه..
شوق تبتسم : يالله انا بروح اشوف ورعي اذا نام ولالا ..بعد قلبي امس يتوعك من بطنه..
ام ليث تعقد حاجبه بقلق: كان عطيتيه مرّة تطيب بطنه..
شوق : ماهو راضي يتنرفز من طعمها..
ام ليث : خلاص كلمي عمك الصبح يوديه المستشفى..خوفي عنده نزلة معوية زي ولد الميث
شوق : بسم الله عليه..ان شاء الله مافيه الا الخير ..خلاص باكر الصبح اكلم عمي يودينا..وماله داعي يداوم بالمدرسة..
ام ليث : انتبهي له..الحين روحي سوي له مرة خليه يشربها غصب عنه..اذا مافاد كلمي عمك..
شوق تقف باتجاه المطبخ : حاضر..

تنسحَب شوق الى المطبخ ، ولازالت ام ليث ..في مسيرة الحُلم باللقيا ، كيعقوب ، اذ كان يشم ريحَ يُوسف ، فلقاه بعدَ همٍ ووزرٍ ..


،


فِي الصباح ، تستيقظ بكل هُدوء ، تبتسم بسعَادة ، ثم تمشي الى دُولابها وتسحب منهُ ملابس لها ، تستحم ، ثم تخرج ، وتتجه الى صالة المنزل ، تجلس بجوار مشعل بهدوء وخجل اتضح من معالم وجهها حينما رأت ابتسامته ، قبل رأسها اخيها وهمس : مبروك..
وريف بهدوء : يبارك فيك..
مشعل : كيف لقيتي الليث؟
رفعت رأسها لتعبر بتأثر : الله يطمن قلبه بشوفة امه..
مشعل : آمين .. بس سألتك عنه ماسألتك عن حاله !
وريف بخجل : الحمدلله..وضعه يسر الخاطر
مشعل : الله يوفقك ويوفقه..
وريف : بتطلع اليوم ؟
مشعل : ايه عندي شغل مع ليث.. مابطول..
وريف تهز رأسها بطاعة ثم قال مشعل : جهزي العشاء لانه بيتعشى معنا ..
وريف تبتسم بخجل ثم تنصرف .. هذه المرة وقفت على البلكونة بثقة ، دون خوفٍ أو حرج ، وهي تنظر للمارة بهدوء ، ثم تراه يخرج الى بلكونته حاملا كوب قهوته ، ابتسامته كانت عريضة جدًا .. أربكتها قليلا لكنها ابتسمت بخجل ، ثم انزلت رأسها لترى الاطفال يمرون بهدوء الصباح يلعبون في الاسفل .. هو ينظر لها طويلاً ، ثم ينظر الى ذات النقطة التي تنظر لها .. ويبتسم اطول مما نظر .. تذكر بأن سيغادر الى مدينة مجاورة لكي يذهب الى عنوان الممرضة .. اتفق ان يبقى في السيارة على بعد كيلومترين عن عنوان الممرضة ، ويراقب مشعل من بعيد ..حتى لا يكون في المصيدة .. وحينما يكون الوضع آمنًا .. سيحل كل شيء.. وذات الرقم الغريب يتصل : الو
ليث : وعليكم السلام !
: ماصرت اوثق باللي حولي..اكتشفوا لك تحركات قبل كم سنة..لازم تختفي او انك تروح لعنوان الممرضة تلاقي برهانك واثباتك ..
ليث بحيرة : وش اللي جابرك تعطي العون من دون ماتقول من انت ؟ ماتبي ينرد لك جميل بيوم؟
: مابي الا عطية رب العالمين..
ليث : من تكون ؟
: صعب اقول
ليث : وش الصعب فيه ؟
: ممكن اروح فيها لو قلت
ليث : طيب تعال نتقابل ..
: بتروح للممرضة ؟
ليث : ان ربي يسر !
يصمت الطرف المقابل ، ثم يبادر له ويقول : عطني موعد.. أنا بتكفل اني أأمن لك حماية..
ليث : من تكون ؟
: عبد ربي..
ليث : كلنا عبيد الله.. خايف توقع بي !
: انا اعرف عنوانك اللي ساكن فيه..وش اللي يضرني ماابلغ عنك الحين؟ غير اني ابي اساعد وبس..
ليث بقلق : انت من طرف يوسف الهزاع؟
: الله يرحمه..لكني ماني من طرفه
ليث : متى اقدر اقابلك..
: ليث..انسب وقت تروحه بعد صلاة المغرب ..لان دوام الممرضة آخر ليل
ليث : فمان الله..

اغلق الخط ، وقرر الذهاب ، هل في المجهول يبقى ؟ ام ان يتقدم خطوة عن المجهُول ؟ سلم قلبهُ الى ربه ، وتوجه الى الاسفل ، وهو يرى مشعل يخرجُ توا من فندقه ، مشعل يلوح لليث الذي توجه له وبادره السلام ..
مشعل : شفيك ؟ مانت على بعضك !
لا املك الكلام ، لَقدْ فرطت مِني الأحرُف النَكراءْ ، لقد عُشت وهم الليثِ وكنتُ سأفقدُ الأملْ ، لولَا ان السماء امَطرت وأخبرتْني بأن هُنالكِ خالقٌ لا ينَسىْ ، لكُنتْ جننتْ ..والله جُننتِ ..بعثرت الاحرف المُتزَاحمة على حلقِيَ الجافْ وهمَستُ في "توجسْ " ، بأن الذي في صدرِي هو مكبَح خيرْ ، تذكرت بأن لي حبيبة أعُود اليها ، وهذا أمل ، تذكرت بأنّ لي والدة تفتقدنِي وهذا املٌ " ثانٍ " ، تذكرت بأن لي أخوة وعم ، وعِزوة ، وقبيلة " وهذا املْ ثالث "! ، تذكرت بأن لي الله وهذا كل ما املكُه من *الأمل* . سؤالْ مشعل يتراود في نفس طويلاً على سيوف الامل تقطعه ريبته ، أردفت بحيرة : لازال يتصل ويقول انه يبي يساعد..كلامه منطقي ومو منطقي..
مشعل : خلنا على خطتنا..مابيك تعرض نفسك لاي خطر..باذن الله ماوراه الا الخير..
قطع كل افكاره سؤاله المفاجئ : وريف شـ حالها ؟
ابتسم مشعل : الحمدلله..بأفضل مايكون..تأمرنا عليها شوي
ليث بابتسامة : مانسمح!
مشعل : لله ؟
ليث يرفعَ حاجبه : املاكنا بعد شتبي ؟
مشعل يضحك :هههههههههه ، قلنا لها تسوي لنا عشا ..الوكاد انك بتجي ولا ننسحب ؟
ليث : الوكاد اني بروح وبقلعك..
مشعل يبتسم : لله ان تقول الصدق لله ؟
ليث : شبلاك يارجال ابلشتنا..خلاص بتجي هالحين ولا اتيسر؟
مشعل يضحك على اضطراب ليث : هههههههههه لا جيتك..
دخل الى سيارته ، وليث معه ، وتوجها الى العنوان كما هُوَ مكتوب في الورقة ، لم ينسيا اخذ جهاز التسجيل لديهم ..حيلة سيضطرون لفعلها ..من اجل نجاتهم ..
انصرفُوا الى حيثِ الوجهة ، ونبضات ليث ، تتصاعد بمعدل غير طبيعي !


،

على بعد 40 كيلو متر عن مدينة كامبريدجْ .

تَصل سيارتَه السودَاء ، وتقف تحت الاشجار على بعد كيلُو مترين عن عنوانِ المُمرضَة ، خلفيهمَا سيارة باللون الأبيضْ لم ينتبها لها ، ولمْ يُعيرانها اهتمامًا ، كانتْ المَدينة اكثر مما يُقال عنها بأنها هادئَة ، فقط صوت نسيم الريحْ هو ما يداعب كور القش ويدحرجها على قارعَة الطريقْ ، كانَ صامتًا لا يعرفُ مايقُول ، قلبهْ يهتز بمُجرد صيحة تطلقها نسمة الهواء الباردة ، يخاف ان تطُول رحلة العشر سنينٍ إلى أضعافها ، فهل تكفهر عنُه سبل النجاة ويكُون من البائسين ؟ ليثْ " ليث " .. "ليث" .. صوتُ اسمه يريد أن يسمعُه من شفتي والدتهِ ، وعلى خده ترنُو ترنيمة كفها لتمسح ما يحبسهُ من دمع .. فهل سيبكِي عندَ لُقياها ؟ أم سيبقى من الصامدِين ؟ بُعدًا لذلك ، فهل يصمُد المجنُون عن حضنُ امه ؟ يشعر بأن جبينه المتعرق سيذُوب من حرارة رأسه ، عيونه المباشرة قررت ان ترتجف لحظة ما ، كل شيءٍ هنا يذكرهُ بالأمل ، وبالخوف ايضًا ، هل المجَهُول ينفع ؟ ..من تذكر في هذهِ اللحظة ؟ * يُوسفْ * هو من يتذكره .. يتذكرهُ ويتمنَى ان يكُون معه في هذا الموقفْ الصعب جدًا .. التفت اليه مشعل بعد لحظات وقال : سم بالله ومالنا إلا الخير.. انزل ولا ابقى يابو السيف؟
ابتسم ليث بألم ، ثم همس بصوتٍ بالكادِ يُسمع : انزل .. بس تركد
مشعل يهز رأسه وكان سيفتح الباب لولا يدْ ليث التي امتدت اليه ثم قال : انتبه حولك وبمجرد ان تحس بأي حركة ارجع .. وان كان الوضع امان فأنا بنتظر تلفونك !
مشعل يهز رأسه ويغادر ، يلتفت يمنة وشمالًا ، يراقب الوضع من حوله ، وكل ما حوله هادئ جدًا ولا يوحي بالخطرْ .. في الورقة التي بيده ينظر اليها ثم يعيد النظر الى رقم العنوان ، ويتأكد مرارًا بأنهُ هو العنوانُ المنشُود .. يطرقُ البابَ مرارًا!! ، هل سيفتح؟ ، ويُحلّ الموضوع برمّته ؟!! ، دقائق معدودَة ، تخرجُ فتاة شقراء بملامح آسيوية ، يتوقع أنها لأب امريكي وام صينية ، تعقد حاجبه بغير معرفة قائلة : من انت ؟ هل استطيع خدمتك ؟
مشعل بتمثيل يحك رأسه : أجل سيدتي ، لقد تعطلت سيارتي للتو ..وهاتفي المحمول قد انتهت بطاريته ..هل استطيع الاتصال بصديقي ؟
الفتاة تبتسم : بالتأكيد سيدي تفضل..
يدخل مشعل الى الداخل وهو ينظر للمكان المُرتب بتماثيل للمسيح وصور لأبناء عائلتها ، ركز في احدى الصور التي لفتت انتباهه كثيرًا .. صورة ادهشته بالفعل ولم يعلم مامناسبتها ، يُريد ان يصرخ فيها لكنُه لا يستطيع ان يُهدم ماقد تم تشييدهُ ، الممرضة انتبهت لسرحانه وقالت له عن مناسبة الصورة : هذه الصورة مع مريض عربي مصاب بالسرطان ..كانت مناسبته نجاح عمليته..
تقدم مشعل بجراءة الى حيثُ تقبع الصورة ونظر اليها طويلاً ثم قال : ومن هذا الطبيب ؟
الممرضة بحزن : انه الطبيب العام الذي اعمل معه..لقد مات بسبب مريضه الذي انقذه..أرأيت كيف يرد العرب الجميل ؟
لو كان بركانًا لانفجر ، يالوقاحَتهم ..كيفَ يستطيعُون تظليل الناس بهذه التهم الواهية والغير صحيحة ، طلبت منهُ الجلوس لتحضر الهاتف له..جلس بغضب مشمئزًا من المكان مقهورًا منه..هل هذه الممرضة حقًا تعمل في تهريب الاعضاء البشرية ؟ هل لازالت تعمل في هذا المجال المقرف ؟ لا جواب يأتيه ، سوى انها طلت بالهاتف تمده له..
يتصل بليث وبلكَنة عربية : تعال هالحين..ولاتنسى جهاز التسجيل..
أغلق الهاتف وابتسم ابتسامة مصطنعة : من حسن الحظ انه قريب من المنطقة ..سيأتي قريبًا..
ابتسمت له ثم قالت : هل تشرب الشاي سيدي ؟
مشعل يهز رأسه : لا .. شكرًا لك ..
دقائق طويلة ..لأكثر من عشر دقائق..وهو لازال ينتظر قدُوم الليث ! فهل سيصل ؟


،


شعر بتوتر شديدْ ، وفقًا للتمثيلية ، لابد ان يبقى لمدة لاتتجاوز العشر دقائق ، ثم نزل من سيارتِه متقدمًا بجهاز التسجيل .. ، واضعًا اياهُ في جيبه ..وهو يتقدَم الى مصيره وكل ماتقدم خطوة زادت نبضاتُ قلبه ، رفع رأسهُ الى السماء ، اطلقت شفتيه دعوة قصيرة : اللهم فرج عن عبدك همه..!
تقدم الى الباب وطرقَهُ عدّة مرات ، لتفتَح لهُ الممرضة التي عرفها بمجرد ان نظر اليها، لكنها لم تعرفه!!!


وعلَى بعد 8 متر ، وصل حاملاً سلاحه ، لاحقًا بالليثْ ، لأنه متوقعًا ماسيحل من احداث، فقرر الانتظار ، قليلاً .. حتى يدخلُ الى المكَان ومن هذه النُقطة يستطيع حماية ظُهورهِم دُونَ ان يعلموا به .!



داخل المنِزل .
ليث الذي يكاد ان يخنقها بألم وقهر ، تجَاوزْ كل ما يملكه من شعُورٍ يقتلهُ ، ثم قالْ : مرحبًا سيدتي.. السيد ميشيل بالداخل ؟
ابتسمت : اجل ..تفضل..
تقدم للداخل ونظر لمشعل نظرة متفحصة ، أومأ مشعل بعينيه ، ثم جلس على الاريكة ..والى مانظر مشعل نَظر ، وجَدْ صُورته ، مع الممرضة والطبيب الذي كاد ان يقتلهُ ، وشعر بحرقة كبيرة تملأ روحه من هذا المكان .. حتى لما قدّمت له الماء شعر به يغلي في روحه ، ليشرق به بمرار ويسعل.. ثم بعد ذلك يعود لوضعه الطبيعي..
مشعل يهمس بتلاعب : ماهو عملك سيدتي ؟
الممرضة : تمريض!
مشعل : هل تعملين عملًا جزئي آخر ؟!*بنبرة مقصودة* أعني..هل يمكن ان تجمعين كل هذه الثروة من مبلغ التمريض ؟
الممُرضة بتوتر : ماذا تعني ايها الرجل؟
ليث بذكاء : انهُ يسئل ان كنتي تشغلين مجالين من العمل ..
*انحَنى ووضع يده على ركبتيه وشبكهما مع بعضيهما البعض وقال * : تستطيعين اخبارنا عن ذلك..
الممرضة بقلق : مالذي تقولانه ..هل انتم من الاستخبارات المركزية ؟
ليث يبتسم لمشعل : بالطبع لا .. لقد ابلغنا السيد وينستر عن عملكما الجزئي *المستشار الذي يعمل في تهريب الاعضاء* .
الممرضة : اللعنة..هل فعلها حقًا ؟
ليث يبتسم براحة وخصوصا ان جهاز التسجيل يعمل دون علم الممرضة : هل تعملين حقًا في تهريب الاعضاء البشرية وتزوير الوصية ؟
الممرضة بارتباك واضح على ملامحها : لماذا تسئلان مالذي تريدانه ؟
ليث بوضوح : نحن نعلم طبيعة عملك ..لذلك نريد معرفة كل شيء ..
الممرضة بكذب: انا لا اعلم مالذي تقولانه ..انه مجرد ترهات
ليث ينظر لمشعل : يشهد الله ان كلامها مانزل الله به من سلطان.. *ثم يعود الى اللغة الانجليزية ويتحدث بطلاقته * بالتأكيد تعلمين ذلك..لقد رأينا مقاطع كثيرة لك مع السيد وينستر..في معمل التشريح تهربان بعض الاعضاء للاستفادة من المبلغ..
الممرضة تضيق عينيها : ولماذا تسئلان عن ذلك..مالذي تستفيدانه..
مشعل يبتسم بسخرية : نريد ان نعرف بداياتك..*أشار الى الصورة التي تقبع على مكتبه*وخصوصا مع هذا المريض..
الممرضة تقف بارتباك وبغضب : ان لم تخرجا سأطلب الشرطة..
مشعل : سنضطر اذا الى استخدام السلاح معك..وهذه ليست من طرق تعاملنا مع امرأة !
الممرضة بغضب : مالذي تقصدانه من حديثكما ؟ هل انتما من العرب؟
ليث يشعر بأنه يموت تدريجيا ، مع كل كلمة تنطقها ومع الحديث المحتدم ثم همس بغضب : امامك دقيقتان فقط..والا ستكبلين الى السجن..لدينا تهمة ضدك وهي تهمة تهريب الاعضاء..نريد اعترافا كاملا عن الذي فعلته مع المريض..

رُبط لسانها ولم تعرف ماتفعله..الذي فعلته بأنها سحبت المزهريات وبدأت ترميها على مشعل وليث بشكل جنوني تثير منها الفوضى ..بعض المزهريات كسرت النافذة الزجاجية التي تطل على حديقة المنزل.. مما اقلق الرجل الذي يحمله سلاحه بالخارج..
يدخل بصدمة فجأة وهو يوجه ناحيته السلاح الذي بالحقيقة هو سلاح فارغ لكنه يستخدمه كحيلة للايقاع بهذه الممرضة العنيدة ..حينما رأت السلاح موجه لها صمتت بخوف شديد وهي تجلس برعب.. ، مشعل ..ليث..هما طرفان مصدومان بالفعل..من الرجل الذي يقف امامهما يحمل سلاحًا ..يتقدم رافعًا حاجبيه ويقول : جاسيكا ويسبر..ممرضة في احد المستشفيات البريطانية..تعمل في مجال التشريح وتهريب الاعضاء البشرية..للحصول على مليارات تافهة..استخدمت احد حيلها الخبيثة للايقاع بأحد المريضين العرب في الازمة البريطانية..للحصول على بعض البليارات..وكان المريض ليث المالك هو احد الضحايا..اليس كذلك ؟
ترتجف بصمت ، ليث ينظر للرجل الذي يلتفت اليه ولازال السلاح موجهًا على تلك المرأة ثم همس : صدمتك..بس ماني من اللي يغلوك بطعون خلف ظهرك..
ليث بفخر : عز الله انك من زين الرجال..
آدم بابتسامة : الله يقويك..
ليث يتوجه اليها ويكمل كلامه : مالذي فعلته ؟
الممرضة بحزن : لقد قام السيد وينستر برشوتي حينها للعمل مع الطبيب العام في تخدير بعض المرضى ..منهم العرب والسود اثناء العنصرية ..ووقع الاختيار على هذا المريض العربي..فوجئنا حينما تشافى من السرطان..قررنا باليوم الذي بعده حقنه ببعض المواد الكيميائية السامة ينتج عنها شلل في عضلة القلب ومنها يصاب بحالة الوفاة..لكننا فوجئنا به قد سمع مادار بيننا انا والطبيب العام وقام بالدفاع عن نفسه.. وبدل ان يحقن الطبيب العام ليث..قام بحقن نفسه عن طريق الخطأ وهو يحاول الامساك بليث..

هل الألم هُو مايختزله ؟ هل وصل .. هل انتهَى ماعانى منه ..والذي حصل قد حصَل ؟ انه مُجرد حلم ، ستنقضي هذه السويعات وسيستيقظ ، هذا كثير يا الله ..هل تُعطِي عبدك ما أرادُه ، ؟ هل ترزقنِي باللذي كنت انشدك فيه.. *الحُرية * ؟

والجوَاب كان ...

- انتهَى البارتْ , أذكرونِي بينَ دُعائكمْ * .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.