آخر 10 مشاركات
لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          341 - خيانة حب - كاي هوجز - م.د** (الكاتـب : عنووود - )           »          316 - الشك القاتل - ليندا بيوتشستر - م.د** (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          لن..أغفر لك! (48) للكاتبة heba45 ×كــــاملهـ× مميزة (الكاتـب : heba45 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-14, 08:24 PM   #51

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




~ سوبارو ~

كنت متربعاً على الأرض وأمامي منضدة صغيرة خشبية ، موضوعة عليها الورقة التي أعطاني إيها السيد كازوما ..
مهما حاولت قراءتها فأنا لازلت عاجزاً عن فهم ما يقصده بكلامه ..

ربما يعود السبب إلى أنني أبالغ فقط ، والمدير لم يكن يقصد شيئاً من هذه الورقة سوى شيء تافه على ما أظن ..

قذفت بالورقة بعيداً واستلقيت على الأرض واضعاً يدي خلف رأسي ، وأتأمل السقف المنخفض بشرود ..
أنا غبي ، لقد ضيعت وقتاً في محاولة فهم كلمات سخيفة كهذه ، لماذا قد أظن أنه يعرف بموضوع رسائل الخاطف ؟؟


بقيت على حالي لدقائق معدودة ، لكن شيء في داخلي يُلح علي بإلقاء نظرة على الورقة مجدداً ..
قاومت نفسي وتجاهلت رغبتي الداخلية ، محاولاً إقناع نفسي أن الورقة غير مهمة ، ولا فائدة من إلقاء نظرة عليها مئات المرات ..


ولأطرد هذه الأفكار من رأسي أخذت أبحث في عقلي عن شيء أفكر فيه غير هذه الورقة ، فأنا أكاد أجن بسببها ..

قفز إلى ذهني فجأة كلمات ياماتو المحرجة والغبية ، لأضرب رأسي بقبضتي قائلاً بضجر : ألم أجد سوى ما قاله ياماتو هذا اليوم ؟؟ اخرج من رأسي حالاً أيها المعتوه ..

الغبي لقد حلل كلماتي بطريقة غبية جداً ، واستنتج استنتاجاً أخرقاً دل على مدى غباءه فعلاً وسذاجته ..
أيظن أنني أغار منه بسبب ثراءه ؟؟ آه كم أغاظني بكلامه ، لكم رغبت في تسديد لكمة على وجهه الجميل وأكسر جمجمته الخاوية ، لكن روز كانت هناك ، لذا لم أستطع فعل شيء سوى تجاهله ..


روز تعاني كثيراً في منزلها بسبب أخوها اللعين ووالدتها الحقيرة ، لذا لا أرغب في أن نكون سبباً لحزنها خارج المنزل ، يجب أن تكون سعيدة معنا لنعوضها عن التعاسة التي تتجرعها وحيدة في منزلها الكئيب وسط عائلتها ..


قطع هذا الصمت المطبق صوت رنين هاتفي المحمول ، ألقيت نظرة على المتصل فإذا به ياماتو المزعج ..
بكل نذالة ضغطت على زر الرد وألقيت الهاتف بعيداً عني ، فليتحدث كما يشاء لوحده ، أنا لن أنصت لكلمة مما يقوله ..

أنا أعطيته رقمي سابقاً لنكون على تواصل فيما بيننا ونتناقش عن الأمور التي تحصل في المدرسة ، لكنني الآن نادم على تلك اللحظة التي أعطيته فيها رقمي ..

بقيت مستلقياً كما أنا وبصري مثبت على ساعة الحائط ، أخذت xxxxب الثواني تدور ببطء شديد ، ومن شدة الملل أصبحت أعد حركتها ، وبقيت على هذا الحال لخمس دقائق ..
بعد أن مرت تلك الدقائق الخمس نهضت بكسل متوجهاً نحو هاتفي المحمول ، وأنا واثق من أنه ملل من التحدث وحيداً وأغلق الخط ..


لكن ما رأيته كان عكس ما ظننته ، كان ياماتو لا يزال على الخط ، قطبت حاجباي بإستغراب ، وقررت سماع ما يقوله ..
وضعت الهاتف على أذني فإذا بي أسمع صوته وهو يقول : ولهذا يجب أن نكون صديقين ، وأنا لن أتوقف عن الثرثرة أبداً يا سوبارو وسأظل أتحدث دون توقف حتى أسمع صوتك .....

أبعدت الهاتف عن أذني وألقيته مجدداً ، فلأدعه يتحدث حتى يمل ، وسأرى إلى متى سيتحمل ..


عدت أنظر إلى xxxxب الساعة مجدداً ، لكنني شعرت أن هذه حماقة مني ، ويجب أن أستغل وقتي في شيء أفضل ، بدلاً من مراقبة حركة xxxxب الساعة ، فلن يحصل شيء إذا بقيت أراقبها ..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، ماذا يمكنني أن أفعل لأقتل الفراغ ؟؟

وقع عيني لا إرادياً على الورقة الملقاة على الأرض ، والتي كان السيد كازوما قد أعطاها لنا ..
حركت رأسي بقوة محاولاً طرد ذكرى هذه الورقة من ذهني ، يجب أن أتناسى أمره نهائياً ، يجب ذلك ..



على الرغم من أنني أقول ذلك إلا أنني في كل ثانية وأخرى أعود لأنظر إليها ، ورغبتي في إلقاء نظرة عليها تراودني وتأبى الخروج من رأسي ..
في النهاية استسلمت لرغبتي ، وعدت أنظر إلى الورقة محاولاً فهم ما هو مكتوب ..


أمسكت الورقة بقوة وأخذت أقرأ مافيها بصوت عالي علِّي أفهم :
يا عباقرة مدرستي ، ماذا سأصنع غداً في حياتي ؟؟ توافقوا مع أفكاري وابقوا معي ، غير أني أخاف عليكم مستقبلاً ، مرافقكم إلى الأبد دائماً ، قبل أن تندموا وتبكوا دماً ،مديركم الذي يعرفكم جيداً : كازوما ، لا أرى أي شيء مريب ، سوى أنها كلمات غبية لا معنى لها ، لماذا أتعب نفسي ؟؟ حتى أن التاريخ الذي كتبه خاطئ ، مدير أحمق مغفل ..

فجأة تذكرت أن ياماتو لازال على خط الهاتف ، وربما لم يُقفل بعد ولذا سمع ما تفوهت به ..
ولأتأكد من هذا ، أمسكت بهاتفي ووضعتها على أذني لأسمع ياماتو يقول : ماهذا الذي تقرأه يا سوبارو ؟؟ لم أفهم ما قرأته ، أهي كلمات المدير كازوما ؟؟

قلت بهدوء : ألا زلت تثرثر حتى الآن ؟؟ ظننت أنك أقفلت .
سمعت صوت ياماتو الذي بدى متفاجئاً وهو يقول : ماذا !! أتعني أنك لم تكن تنصت إلى ماكنت أقوله ؟؟ وكنت طوال هذا الوقت أثرثر إلى نفسي ؟؟



ابتسمت بمكر فقد أفلحت في إغاظته وقلت : نعم للأسف لم أنصت إلى أي كلمة مما قلته ..
قال وقد بدى على صوته الإنزعاج : سوبارو أنت لئيم حقاً ، لقد جف حلقي من كثرة الثرثرة ، وفي النهاية ضاع كل ما قلته سدى ..
قلت ببرود : هذا لتعلم أنني لا أرغب حقاً في سماع صوتك ، وأرجو منك حذف رقمي من هاتفك ، فلو اتصلت بي مجدداً فسأقوم بما فعلته الآن ..


قال ياماتو بصوت محبط : سوبارو ألا زلت تكرهني حتى الآن ؟؟ على الرغم من أنني وضحت لك أن .......
قاطعته بحدة : أنا لم أكرهك لأنك ثري أيها الغبي ، ثم أنني لست فقيراً كما تظن ، هل نسيت تلك السيارة الفاخرة التي رأيتني أصعد عليها ، أتظن أن شخصاً فقيراً قد يمتلك سيارة كتلك ؟؟


صمت ياماتو لثواني ، ولم أسمع سوى صوت أنفاسه المنتظمة ، يبدو أنه قد أدرك أن تحليله لم يكن في مكانه ..
تحدث أخيراً ياماتو : إذاً فأنت تمتلك أصدقاء أثرياء غيري أليس كذلك ؟؟

ضغطت على الهاتف بقبضتي غاضباً ، هذا الياماتو غبي جداً ، ألا يستطيع أن يفهم الأمر بسهولة ؟؟
قلت وأنا أصر على أسناني : أأنت غبي أم تتغابى ؟؟

أتاني صوته الهادئ وهو يقول : أنا أتغابى..
رفعت أحد حاجباي بإستغراب ، بينما أكمل هو بنبرة شعرت بأن بها حزناً عميقاً : أنا أتعمد فعل ذلك لأخدع نفسي ، فأنا لا أتحمل فكرة أن تكرهني بدون أي سبب ، لذا أحاول إقناع نفسي أنك تكرهني بسبب مكانتنا الإجتماعية ، ولست تكرهني لذاتي ..




قلت بحدة وقسوة : لكنني أكرهك لأنك ياماتو ، أي أكرهك أنت لذاتك ، لذا لا تحاول خداع نفسك فمشاعري نحوك لن تتغير ..
صاح حينها غاضباً : إذا كنت حقاً صادقاً فيما قلته إذا لماذا طلبت مني أن أكون صديقاً لك ؟؟ تكلم يا سوبارو ..

أجبت وأنا أنظر إلى سقف الغرفة : فعلت هذا لأختبرك فقط ، لذا لا تفهم الأمر بشكل خاطئ ، أنا منذ البداية لم أرغب في مصادقتك ..

قال ياماتو بهدوء غريب : لا أعلم لماذا أنت تتصرف معي هكذا ، هل تقابلنا قبلاً أم ماذا ؟؟ هل تعلم !! شيء في داخلي يقول لي أنني أعرفك منذ زمن ..
قلت ساخراً : تعرفني منذ زمن ؟؟؟ لا تضحكني أيها الأحمق ، لم نتقابل قبلاً ولا يسعدني مقابلتك أصلاً ..

أجاب ياماتو : أشك أنك تكذب في كلامك ، لذا إن كنت صادقاً حقاً فأثبت لي ..
- وكيف سأثبت لك أيها الذكي ؟؟
- سآتي إلى منزلك الآن ، ولتدعني أرى وجهك من دون هذه الضمادات ، وأنا سأعرف حينها إن كنت قد قابلتك قبلاً أم لا ، وإن لك ترغب في نزع هذه الضمادات فأنا لن أجبرك وسأكتفي بصورة لك ..


قلت بسرعة : ماذا ؟؟ ستأتي الآن ؟؟ انتظر ......
بترت عبارتي حين أدركت أن ياماتو أقفل الخط في وجهي ، ويبدو أنه جاد بالقدوم إلى منزلي ..

حسناً فليأتي إلى المنزل إن شاء ، لكنه سيبقى خارجاً ..
ضغطت على أزرار هاتفي واتصلت على السيد روكاوا ، وحين رد علي قلت بسرعة : أين أنت الآن ؟؟
قال متفاجئاً : سوبارو يتصل علي ؟؟ هذا غريب فعلاً ، في العادة أنا من أتصل بك وأنت تتجاهل إتصالاتي ولا ترد إلا بشق الأنفس ..
قلت بقليل من العصبية : هذا ليس وقتاً للثرثرة ، لقد سألتك سؤالاً وأنا أنتظر الإجابة الآن ..

تمتم السيد روكاوا بتذمر : آخ منك يا سوبارو الوقح ، ألا تستطيع التحدث معي بإحترام ولو قليلاً ؟؟
قلت متململاً : أسأنتظر طويلاً حتى أسمع الإجابة ..
قال وهو مغتاظ : ولماذا تسأل ؟؟ أتريد شيئاً مني ؟؟
أجبت بهدوء : أريدك أن توصلني إلى المنزل ..

سمعت صوت السيد روكاوا الساخر وهو يقول : إذاً مللت البقاء في مكب النفايات ذاك ، وقررت العودة إلى المكان الذي يُسمى بالمنزل أخيراً ..
قلت بتأفف : أنت كثير الكلام حقاً ، لا أريد مساعدتك في شيء بعد الآن ، أغرب عن وجهي ..


أقفلت الخط في وجهه وأنا أشعر بقليل من الغضب ، أكره الأشخاص الذي يماطلون كثيراً ويثرثرون بأمور لا شأن لهم بها ، والسيد روكاوا واحد منهم ..
وضعت هاتفي في جيب بنطالي ، والتقطت معطفاً بنياً وغادرت المنزل ..


===============================================




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-14, 08:27 PM   #52

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




~ ياماتو ~

خرجت من غرفتي بسرعة بعد أن غيرت ملابسي ، ونزلت من على السلالم بتهور ، وكدت أن أسقط في آخر عتبة ، إلا أنني استطعت استعادة توازني في آخر لحظة ..

أتاني صوت بارد من الخلف يقول : إلى أين تظن أنك ذاهب في هذا الوقت ؟؟
قلت بملل دون أن ألتفت إليه : إلى منزل صديقي ، هل لديك مشكلة ؟؟

أجابني وأنا أسمع صوت خطواته تقترب مني : لن أسمح لك بالذهاب يا سيدي الصغير ، فوالدك لن يسمح لك بذلك ..
إلتفت إليه وقلت بسخط : هو لن يعلم إذا لم تخبره ، لذا أخفي الأمر عنه ..

رفع آلبرت حاجبه الأيمن وقال متعجباً : أتحرضني على خيانة والدك والكذب عليه ؟؟
قلت وأنا أفقد أعصابي شيئاً فشيئاً : لم أقصد تحريضك على هذا ، لكن هناك أمور لا يجب على والدي معرفتها ..

قال وهو يحضن ساعديه على صدره : أنت تعلم يا سيدي الصغير أنني أنفذ الأوامر بحذافيرها ، والسيد قد أمرني بمراقبتك ومنعك من مقابلة أصدقائك ، وأنا سأنفذ كل ما يقوله ، لذا لن تذهب حتى لو لم يعلم والدك بتحركاتك ..



آلبرت المزعج يغيظني جداً بتصرفاته ، فهو شخص لا يخالف القانون مهما كانت الظروف ، وإلتزامه هذا يغضبني ..

قلت بهدوء : حسناً سأعود إلى غرفتي ، تستطيع المغادرة يا آلبرت ..
نطق آلبرت بهدوء وهو يرمقني بنظرة باردة : لن أتحرك من مكاني إلا وأنت معي ، لذا لن تستطيع خداعي ..



شددت على قبضتي بقهر ، وتمتمت بحذر : أنت يا آلبرت تجبرني على أن أتصرف معك بطريقة لن تعجبك ..
تحدث بسخرية واضحة : لا تقلق يا سيدي الصغير ، أي شيء تقوم به يعجبني وأي شيء يأتي منك تروقني ..

إقتربت منه بخطواتي سريعة وطويلة حتى وصلت إليه ، وأمسكته من ياقة ملابسه وأنا أقول بتعالي : يبدو أنك لا تعرف مكانتك جيداً ، ليس لأنني أتصرف معك بلطف يعني أن تفرض علي سيطرتك ، لا يا عزيزي أنا السيد هنا وأنت لست إلا خادم مجبر على إطاعتي هل تفهم ؟؟


أكره فعلاً أن أتصرف بهذا الشكل ، لكن آلبرت يجبرني على هذا ، فعناده هو من أرغمني على التصرف هكذا ..


انفلتت من آلبرت ضحكة قصيرة ساخرة ، جعلتني أستشيط غضباً منه ..
وما أغضبني أكثر هو حين قال : لا تضحكني أرجوك ، أنت لست سوى ابن سيدي ، لذا لا سلطة لك علي ..

لم أعد أستطع تمالك نفسي أكثر ، ألا يكفي أنني أشعر بغضب شديد تجاه سوبارو الأحمق ، وأشعر بالتوتر على جوليا ، وأبي يضغط علي من جميع النواحي ، وها هو ذا آلبرت يستفزني كذلك ، لم أستطع أن أكبت مشاعري أكثر من هذا ، لقد طفح الكيل ..


دفعت آلبرت إلى الوراء بكل ما أوتيت من قوة ، لأراه يتمايل إلى الوراء ونظراته المتفاجئة لم تخفى علي ، وما هي إلا لحظات حتى رأيته مستلقياً على الأرض بعد أن ضربت رأسه عتبة الدرجة الأخيرة ، ويتوسع حينها بقعة الدماء الحمراء التي خرجت من مؤخرة رأسه ليكون بركة من الدماء ..


تسمرت في مكاني مشدوهاً لثواني ، وبقيت أرمش بغباء غير مدرك لما فعلت ..
أفاقني من شرودي صوت إحدى الخادمات وهي تصرخ بفزع ، إلتفت إليها وعدت أنظر إلى آلبرت الملقى على الأرض ، وحينها استوعبت ما يحصل أخيراً ، لقد دفعت آلبرت وتسببت في سقوطه ، وها هو الآن فاقد للوعي ..

أدركت حجم المصيبة التي قمت بها ، وأخذت أتصبب عرقاً ، إلتفت إلى الخادمة التي هرعت طالبة النجدة من الخادمات الأخريات ..
نظرت إليهن بتوتر وارتباك ، وتمتمت بصوت متقطع : ماذا علينا أن نفعل الآن ؟؟ هل مات آلبرت ؟؟

تقدمت إحدى الخادمات من آلبرت وجثت على ركبتيها وأخذت تتلمس نبض آلبرت ، وأنا أشعر بأن الأوكسجين قد نفذ من المكان ، فالتنفس صار صعباً للغاية ..

- لازال آلبرت يتنفس ، استدعوا الخدم لحمله إلى السيارة قبل أن يفقد المزيد من دمائه ..

كان هذا ما قالته الخادمة التي فحصت نبضه ، وكلماتها أعادني إلى طبيعتي أخيراً ..
تنفست الصعداء ، وهرعت بسرعة طالباً الإستغاثة من الخدم ، ليأتوا مسرعين ويحملوا آلبرت إلى السيارة ..


صعدت معهم إلى السيارة ، وجلست في الخلف مع آلبرت الممد على المقعد ، لم أكن أستطيع أن أبقى هادئاً ، وآمر السائق بالإسراع كل ثانية ، حتى أنه انزعج مني وطلب مني السكوت ، قبل أن يفقد تركيزه ويتسبب في حادثة تودي بحياتنا ..


وصلنا أخيراً إلى المشفى ، وعلى الرغم من أن المسافة لم تكن سوى ربع ساعة إلا أنني أحسستها طويلة جداً ..
حمل الأطباء آلبرت إلى غرفة الطوارء ، وطلبوا منا الإنتظار خارجاً ..

كنت أتحرك أمام الغرفة التي فيها آلبرت الآن ذهاباً وإياباً ، لم أستطع أن أبقى ساكناً في مكاني ، وأنا تسببت في أذيته ..

- إجلس أرجوك أيها السيد الصغير ، آلبرت بخير ولا داعي لكل هذه العجلة ..
هذا ما تفوه به السائق الجالس على الكرسي المقابل للغرفة ، قلت وأنا ألتفت إليه بإنفعال : لا يمكنني ذلك ، لن أسامح نفسي إن حصل له أي مكروه فأنا السبب في إصابته ..


ثم صمت لثواني وطأطأت رأسي مكملاً كلامي وأنا أشر على قبضتي بقهر : المسكين لم يكن سوى ينفذ أوامر أبي ، لكنني ولأنني كنت أشعر بالضغط الشديد من كل صوب لم أجد إلا هو لأنفجر في وجهه ، وأصب جام غضبي عليه ، أنا فعلاً شخص حقير .. حقير ..


أحسست بيد السائق توضع على كتفي مواساة لي ، وقال بصوت هادئ : سيدي الصغير لا تلم نفسك كثيراً ، ثم أنني أعرف آلبرت وأعرف كلماته المستفزة ، أنا متيقن من أنه من تسبب بهذا لنفسه ..


ابتسمت بغيظ لنفسي ، حتى لو أنه استفزني بكلامه ، ماكان يجب علي دفعه ..

ثم أن آلبرت ليس الوحيد الذي تسببت بأذيته ، فهناك جوليا التي كنت سبباً في جعلها تذوق أقرف أنواع التعذيب ، ربما يكون سوبارو محقاً في كرهه لي ، أنا شخص لا يمكن لأحد أن يحبني ..

لمحت باب غرفة العملية تُفتح ، وخرج منها الطبيب ، حين رأيته هرعت إليه مسرعاً ، وأنا أقول بلهفة : كيف حال آلبرت الآن ؟؟
أجاب الطبيب وهو يُزيل كمامته عن وجهه : لقد قمنا بخياطة مؤخرة رأسه بسبعة غرز ، وهو الآن تحت تأثير المخدر ، بعد أن يستيقظ سنقوم بتحليل آخر لدماغه لنرى إن كان هناك أي أضرار أخرى ..

مسحت العرق الذي في جبيني وأنا أقول بتوتر : أتقصد أن هناك إحتمالية لإصابة دماغه ؟؟
أومأ برأسه مجيباً : نعم ، لكن هذا ليس مؤكداً ، فالأصابة كانت في المنطقة التي بها النخاع المستطيل ، وهذا قد يتسبب في فقدانه لذاكرته أو لفقدانه لأحد حواسه والخيار الأسوء أنه قد يتسبب في شلله ، ولكن لا يمكن إثبات كل هذا إلا بعد أن يفيق المريض ..


كلماته جمدت الدم في عروقي ، هل هذا ما يمكن أن يحصل بسبب أنني دفعته خطئاً ؟؟ ماذا سأفعل يا إلهي ؟؟

كنت في دوامة تفكير عميقة ، ولم أنتبه لما حولي ، فقد شعرت وكأنني الوحيد في هذا المكان ، وكل من حولي قد تلاشوا من أمامي ، حتى الطبيب الذي كنت أحادثه قبل ثواني قد اختفى من أمامي، وبقيت وحيداً في هذا العالم المظلم ولازالت الإحتمالات السيئة تتردد إلى مسامعي دون توقف ..


================================================== =


~ جودي ~

على مائدة العشاء ، كنت أنا وأمي وأبي نتناول الطعام معاً ، لقد خرجت أمي من المشفى بعد أن وعدتنا بالإلتزام بالوجبات الرئيسية حتى لا تضطر إلى العودة إلى المشفى واستعمال المغذي ..

ثم أن أبي أرغمنا جميعاً على التواجد جميعاً حول المائدة في الثلاث الوجبات ، حتى لو لم أكن أشتهي تناول شيء ..


كان السكوت هو المسيطر على المكان ، إلا من صوت احتكاك الملاعق بالصحون ، هذا هو حالنا منذ أن اختطفت جوليا ، ولا أعلم إلى متى سنظل هكذا ..

أنا قلقة على أمي كثيراً ، فهي يوماً بعد يوم تذبل أمامي ، وأنا لا يسعني فعل شيء ..
لا أظن أن حالنا سيكون بهذا السوء إذا ماتت جوليا ، لكن ما يزعجنا حقاً هو أننا نجهل عن حالتها الآن ..

أهي حية أم ميتة ؟؟
أتأكل جيداً أم لا ؟؟
أتنام في مكان دافئ وريح ، أم في الأرض القاسية والصلبة ؟؟
ألديها مأوى تأوي إليه ، أم أنها تعيش بلا مأوى ؟؟
أهناك من معها ويعتني بها ، أم أن هناك من يعذبها ؟؟
أهي سعيدة أم تعيسة ؟؟
أتبكي الآن أم تضحك ؟؟
أهناك من يواسيها في وحشتها أم أنها وحيدة تماماً ؟؟


فعلاً هذه الأسئلة هي ما تحيرنا ، وتجعلنا في هذا الوضع المزري ، الذي يحزن لحاله الصديق والعدو ..
رؤيتها جثة هامدة أمامنا أرحم من فقدانها والجهل بحالها ، فعلاً نحن في وضع لا نُحسد عليه ..


أفزعنا جميعاً صوت الباب الذي طُرق بقوة بشكل متواصل ، نظرت إلى أبي بإستغراب متسائلة : من ذا الذي يطرق الباب بهذا الشكل ؟؟ ألا يرى جرس الباب ؟؟
هز أبي كتفيه قائلاً وهو يهم بالوقوف : لا أعلم حقاً ، سأذهب لأرى من الطارق ..

توجه أبي نحو الباب وفتحها لتقتحم جدتي الشمطاء المنزل ، ووجهها المحتقن بالإحمرار لا يُبشر بالخير ..
قلت بغيظ : ألا تستطيعين المجيء في وقت آخر إلا وقت تناولنا للعشاء ؟؟ أنت مزعجة حقاً ..
إلتفتت إلي بحدة ورمقتني بنظرة حادة جعلتني أبلع لساني مباشرة وألتزم الصمت ..

ثم إلتفتت إلى أبي من جديد ، وأخذت ترسل له نظرات حارقة ، ولو كانت النظرات تقتل لقتلت أبي بنظراتها ..
فتح أبي شفتيه قليلا ًلينطق بكلمة ، لكنها صرخت بصوت مرعب : أغلق فمك أيها الإبن الغبي ، لا أريد سماع كلمة منك ..

نظرت إليها متعجبة ، مابها العجوز غاضبة هكذا ؟؟ أهناك شيء لا نعلمه ؟؟

أردفت جدتي وهي ترفع عصاها الخشبي التي تستند عليها بيدها المليء بالتجاعيد مشيرة إلى أبي وبنبرة عالية : أنت فعلاً شخص حقير للغاية يا روك ، كيف لك أن تخفي شيئاً مهماً كهذا عني ؟؟ أنت فعلاً تستحق أن تعاقب أيها العاق ..

قال أبي بهدوء محاولاً إمتصاص غضبها : أمي إهدئي قليلاً ، واشرحي لي ما يحصل ..
قالت وهي تشد على العصا بقوة وبنبرة كلها غضب وعصبية : لماذا لم تخبرني بما حصل معكم عند سفركم في السنتين السابقة ؟؟

اتسعت حدقتا عيني أبي بصدمة ، في حين أكملت جدتي : إذا لم أبحث عن ماضي جوليا ماكنت لأعرف ، لماذا أخفيت هذا عني ؟؟ شيء مهم كهذا حصل لحفيدتي وأنا لا أعرف عنه ، إتريدني أن أغدوا غبية أمامكم ؟؟ لماذا أخفيت هذا عني يا روك ؟؟ لماذا ؟؟

توقفت عن الكلام وجسدها الضعيف يرتعش بشدة ، اقترب منها الرجل الذي يرافقها دائماً ، وقال بهدوء وهو يقترب من جدتي : سيدتي انتبهي حتى لا تنهار صحتك ..
دفعته جدتي بيدها الضعيفتين ، بينما سأل والدي : ما الذي دفعك إلى البحث عن ماضي جوليا ؟؟

لم ترد جدتي عليه ، فقد كانت منشغلة بسحب الهواء لملئ رئتيها ، وتنفثها بهدوء وكأنها تحاول السيطرة على نفسها بهذه الطريقة ..
بقيت تفعل هذا لمرات عدة ونحن ننظر إليها بترقب ..

نطقت جدتي بهدوء أخيراً : أنا لم آتي إلى هنا لمعاتبتك فحسب ، فهناك ما اكتشفته أيضاً ..

- وما هو ؟؟
كان هذا ما هتفنا به ثلاثتنا أنا وأبي وأمي ..
قالت جدتي : لن أقول لكم ..
استدارت بعد أن فاجأتنا بجوابها لتغادر المنزل ، هرع أبي إليها وأمسكها قائلاً بترجي : أمي أخبريني أرجوك ما لديك ..

قالت جدتي بنبرة باردة : ولماذا أخبرك بشيء اكتشفته في حين أنك أخفيت عني أمور عدة ..
سارت أمي بصعف نحوها وقالت بوهن : جوليا ابنتنا لذا يجب أن نعرف كل ما يتعلق بها ، لذا أخبرينا أرجوك ..

صرخت جدتي وقد عاودها الغضب مجدداً : وهي حفيدتي أيضاً ، لذا ماكان يجب أن تُخفوا عني ما حصل لها في أثناء سفرها .

طأطأ أبي رأسه بإنكسار وقال : أعلم ذلك يا أمي ، وأنا آسف لأني أخفيت الأمر عنك ، لكن كما تعلمين علاقتنا لم تكن جيدة لذا .....
قاطعته جدتي بصرامة : هذا ليس عذراً يا روك ، لماذا لم تخبرني جوليا وهي تزورني أسبوعياً؟؟ ألهذه الدرجة لست مهمة عندكم ؟؟

قالت جدتي الجملة الأخيرة بنبرة مرتعشة ، وكأنها تُنذر ببكائها ، أمسك أبي يدها الهزيل وأخذ يقبل يدها قائلاً : لا يا أمي أنت مهمة ونحن لا نستغني عنك ، لكننا لم نكن نريد إقلاقك يا أمي ..
جذبت جدتي كفها من بين يدي أبي وقالت وهي تشيح بوجهها بعيداً : أنت كاذب يا روك ، جميعكم لا تطيقونني ، وإن كنتم صادقين فيما تقولونه كان عليكم زيارتي عندما كنت في المشفى ، لكني لم أرى أي منكم سوى جوليا ..

عاد أبي يُطأطئ رأسه بخجل ، وأنا لم أحبذ فكرة رؤية والدي بهذا الشكل المُذل ، لذا قلت مدافعة عن أبي : أنت من منعنا من رؤيتك يا جدتي ، أم أنك نسيتي ماذا كنت تفعلين بنا عندما كنا نزورك ؟؟ أتتذكرين كلماتك القاسية التي كنت تقذفيننا بها ؟؟
ثم أكملت ساخرة : حسناً لن ألومك إذا نسيتِ ما كنت تقولينه لنا ، ففي النهاية أنت عجوز كثيرة النسيان ..


أنهيت كلمتي الأخيرة لأتفاجأ بصفعة قوية طُبعت على خدي الأيمن ، جعل رأسي يلتف إلى الجهة الأخرى ..
أخذت أرمش بعدم إستيعاب ، هل صُفعت للتو أم ماذا ؟؟
إلتفت إلى الأمام ببطء لأرى وجه أمي الشاحب تحدق فيني بعصبية ..

قلت وأنا أتلمس مكان الصفعة : ماذا فعلت لتصفعيني يا أمي ؟؟
أجابت أمي وهي تضيق فتحة عينيها : أربيتك على هذا يا جودي ؟؟ تسخرين من جدتك وتسألينني لماذا صفعتك ؟؟ يبدو أنني لم أحسن تربيتك جيداً ..


أنكست رأسي بندم ، ماكان يجب أن قول ما قلته ، وأنا أستحق الصفعة حقاً ..
سمعت جدتي تقول بنبرة ساخرة : من الجيد أنك أقريت بسوء تربيتك ..
تحدث أبي : أرجو أن تعذرينا على سوء أدبنا ووقاحتنا معك أمي ، لكن أرجوكِ أخبريني بما عندك ..


زفرت جدتي وقالت : سأخبرك لكن بشرط ؟؟
قال ابي بلهفة : وما هو شرطك ؟؟ أنا موافق أياً كانت شروطك ..
قالت جدتي بهدوء : إذا عادت جوليا إلينا سليمة فأنا سآخذها لتسكن في منزلي ، فهناك ستتلقى الكثير من الإهتمام والراحة ، وتعيش بأمان دون خوف ..

نظرت إليها مندهشة ، ما هذا الشرط الغريب ؟؟ لماذا تريد جوليا أن تسكن في منزلها ؟؟
نظرت إلى أبي لأنظر ماسيقوله ، ولم يكن أقل دهشة مني ..

قال أبي بإستنكار : هل أنت جادة ؟؟
أجابت جدتي بجمود : كل الجدية ..
نطقت أمي بصوت هزيل : سنفعل ذلك ، لكن المهم أن تعود جوليا ، لذا أرجوكِ شاركينا بما تملكينه من معلومات ..

لم أصدق ما سمعته أذناي ، هل من المعقول أن يصدر مثل هذا الكلام من أمي ؟؟ هذا غير معقول أبداً ..


قالت جدتي : حيناً لكن لا يمكنكالتراجع عن موافقتك ، لقد علمت أن عائلة شيبا قد انتقلوا إلى هنا قبل أسبوع أي في الأسبوع الذي اختطفت فيه جوليا ..

صرخنا جميعاً بتفاجؤ : عائلة شيبا !!!
قالت جدتي بجدية : نعم عائلة شيبا ، وأنا أشتبه بأنهم هم من اختطفوها ، انتقاماً لموت ابنهم ، لذا سأطلب منك يا روك مراقبة تحركاتهم ، لا تتهور وتذهب لإستجوابهم مباشرة ، فأنا أخشى أن يدركوا بأننا شككنا بأمرهم ويتخلصوا من جوليا ، لذا حاول مراقبتهم أولا وبعدها ألقي القبض عليهم إذا ما كنت متأكداً من تورطهم في القضية ..


قال أبي متسائلاً : وكيف علمت بكل هذه المعلومات ؟؟
أجابت جدتي ببرود : لدي مصادري الخاصة التي تُعلمنا بصغائر الأمور ..

نهاية الجزء


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-14, 07:33 PM   #53

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



٢٩

في صباح يوم جديد

~ آلبرت ~

أجلس على سريري الأبيض ، وأشد على غطاء السرير بقبضتي ، ليس هناك كلمة يمكن إن تصف مشاعري الآن ..
لازلت أتذكر حين صعقني الطبيب بكلامه بعد إستيقاظي ، نظرت إلى ياماتو الذي ينحني بكل أسف ، هذا اللعين أيظن أنني سأسامحه بمجرد أن ينحني لي ؟؟

قلت بهدوء محاولاً كبت المشاعر الحقيقية في داخلي : ارفع رأسك يا سيدي الصغير ، فالإنحناء لا يليق بمقامتك إطلاقاً ..
رفع ياماتو رأسه قليلاً وقال بتوتر : أفهم من هذا أنك سامحتني صحيح ؟؟

قلت ببرود ظاهري يخفي الكثير من الغضب والبغض : لا لم أسامحك ، ولن أسامحك ، ولا أفكر بمسامحتك ، لكن شخص بمكانتك لايجوز له الإنحناء لخادم مثلي مهما كانت الظروف ..

اقترب ياماتو من سريري أكثر ، وجثى على ركبتيه ومد يده ممسكاً كف يدي وقال برجاء : آلبرت أرجوك إذا كنت غاضباً مني فلتظهر ذلك ، لا تكن هادئاً هكذا ، أضربني إن شئت أو افعل بي ما تشاء ، لكن أرجوك لا تكن هادئاً فأنت بتصرفك هذا تقتلني حقاً ..
ثم صمت محاولاً كبت عبراته ، والدموع قد تغرغرت في عينه ، ويده تشد على قبضتي بقوة ..
بقي على هذا الحال لفترة ، ويبدو أن لا نية له في التحدث ..
قلت بملل : سيدي الصغير أليس من المفترض أن تكون في مدرستك الآن ؟؟ سيغضب والدك كثيراً إذا ما علم أنك تغيبت عن المدرسة وكنت معي ..

قال بقوة : لا يهمني إن غضب ، لا يهمني إن طردني من المنزل ، لا يهمني إن حرمني من الميراث أو ضربني ، كل ما يهمني ....
صمت لثواني وأردف بصوت لين : هو أن تسامحني يا آلبرت ..

جذبت يدي من بين يديه قائلاً : إنسى الفكرة فهذا مستحيل ..
قال وهو يهزني بعنف وانفعال : إذاً لماذا تتحدث معي بهذه الطريقة الهادئة ؟؟ تصرف بشكل طبيعي ، أصرخ في وجهي أطردني بعيداً عنك ، لكن لا تتصرف معي وكأن شيئاً لم يكن ، ألست سبباً في شللك وعدم قدرتك على السير ؟؟
جملته الأخيرة ذكرتني بحالي الذي كنت أحاول تناسيه عمداً ، وها هو ذا يُعاود تذكيري ، أي غبي هذا الياماتو ؟؟

لكن إن كان صراخي في وجهه سيريحه إذا سأفعل العكس ، ياماتو حساس جداً ، والتعذيب النفسي يُفيد معه أكثر من الجسدي، وإذا ما استمريت على التصرف معه ببرود فأنا متأكد من أن الندم سيأكله ، وضميره لن يدعه وشأنه وسيظل يعاتبه ، ليتعذب نفسياً هذا اللعين ، فهو السبب في ما أنا عليه الآن ..


إلتزمت الصمت وأنا متيقن من أن هذا سيزيد من عذابه ، وبالفعل كنت مصيباً فيما قلته ، فدموعه التي كان يحاول كبتها قد سالت عى وجنتيه بإنكسار ..

لتبكي .. نعم لتبكي ، فأنت الملام الوحيد على ما يحصل لي ، أنت المذنب في حرماني من السير ، يجب أن تدفع الثمن يا ياماتو ، سأجعلك تُحرم من السعادة طوال حياتك بعدم إلقاء اللوم عليك ، تستحق هذا وأكثر ..


ظل يتحدث معي ودموعه النادمة أغرقت وجهه كالفتيات ، لكنني لم أكن أعره إنتباهاً ، والشيء الأكثر متعة هو رؤيته يتوسل إلي أمام فتاة مستلقية على السرير المجاور لي ..

كانت الفتاة تنظر إلينا متعجبة ، وياماتو يتوسل إلي كما لو أننا كنا كنا وحدنا في الغرفة ، بمعنى آخر أنه يرمي بكرامته من أجل أن أسامحه ، لكن هذا لن يحصل بتاتاً ..

قطع هذه اللحظة صوت الباب الذي فُتح بقوة ، ليظهر منها سيدي كودو والد ياماتو ، ووجهه لا يُبشر بالخير ، فقد بدى غاضباً حقاً ..
اقترب من ياماتو بخطوات سريعة ، وفور أن اقترب منه جذبه من ساعديه ليوقفه على قدميه بعد أن كان جاثياً على ركبتيه ..

رفع يده عالياً عازماً على صفع ياماتو ، لكن حين وقعت عينه على الفتاة التي في السرير المجاور أنزل يده ، واكتفى بسحب إبنه خارجاً ..
غادر ياماتو وهو يصيح عالياً : سأعود يا آلبرت أعدك ..
لن أخفي عليكم رغبتي في رؤية ياماتو يُصفع من قبل والده أمام هذه الفتاة ، لكن للأسف الشديد استطاع والد ياماتو تمالك نفسه هذه المرة ..


بقيت أنظر إلى سقف الغرفة بشرود ، أحقاً لن أستطيع الوقوف على قدماي مجدداً ؟؟ أحقاً أصبت بشلل نصفي ؟؟ أتمنى أن يمزح الطبيب معي ..
أزحت الغطاء عن قدماي الممدتان بعد أن جلست ، وحاولت تحريكهما عبثاً ..

ضربت قدمي بقبضتي وأنا أقول بغيظ : تحركي أيتها القدم الغبية تحركي ..
لم يتحرك هذا القدم ولو ح ركة بسيطة، وأنا الذي ظننت أنه سيتحرك لو صرخت عليه قليلاً ..


أتاني صوت ناعم يقول : ماذا حصل معك ؟؟
إلتفت إلى الفتاة الجالسة على سريرها تنظر إلي عينين مليئتين بالفضول ..
قلت ببرود : وما شأنك ؟؟

قالت وهي تشير بيديها : لقد كنت أسمع كل ماكان يدور بينك وبين الشاب الذي كان هنا للتو ، وبحسب ما فهمته أنت تعمل خادم لديه ، وهو من تسبب في إصابة قدمك ، لكن كيف حصل ذلك ؟؟

نظرت إليها بطرف عيني ، ثم قلت بهدوء : أليس من الوقاحة أن تتنصتي إلينا وتتدخلي في أمور لا تعنيك ؟؟
قالت وهي تهز رأسها نافية : أنا لم أتعمد التنصت لكما ، لكنكما كنتما تتحدثان أمامي بصوت عالي ، لذا الكلمات تدخل إلى أذني من تلقاء نفسها ..

قلت وأنا أعيد تغطية قدمي وأضع رأسي على الوسائدة : تصرفي وكأنك لم تسمعي وتري شيئاً ..

أغمضت عيناي محاولاً تناسي وضعي ، لكن صوت الفتاة وصل إلى مسامعي وهي تقول : هل تعلم أشعر أن الشاب الذي كان هنا يبدو أنه طيب ، أعني أنه قد انحنى أمامك وأنت خادمه ليطلب العفو ، يبدو أنه متواضع جداً ، أما أنت فقد عاملته بقسوة وهو ل يستحق ذلك ..

لم أرد عليها وبقيت صامتاً مغمضاً عيناي ، لأسمعها تُكمل ثرثرتها : على الرغم من أن الشاب قد أذنب وتسبب في شلل قدمك إلا أن الأمر كان مجرد حادثة غير مقصودة على ما أظن ، فقد بدى نادماً جداً ، وأنت كان عليك مسامحته لا تجاهله ، المسكين لقد ذرف دموعه الغالية بسببك ، أنت فعلاً ...........

لم أستطع تجاهل هذه الثرثارة أكثر من هذا ، فتحت عيني والتفت إليها لأصرخ في وجهها غاضباً : لا تتدخلي فيما لا يعنيك أيتها اللعينة ، إصابتي بالشلل ليس بالأمر السهل ، أنت لن تشعري بما أشعر به ، لذا لا أطبقي شفتيك ..

ظننت بأنها ستخافني حين أصرخ في وجهها ، لكنني تفاجأت بأن ملامحها قد احتدت كثيراً ، وقالت بنبرة قوية : ولماذا تصرخ في وجهي يا هذا ؟؟ لن أسمح لخادم مثلك بأن يرفع صوته علي هل تفهم ؟؟

في البداية كنت أنظر إليها متفاجئة ، لكن سرعان ما تحولت نظراتي إلى سخرية وقلت بإستهزاء : حتى لو كنت خادماً لدى أحدٍ ما فأنا لا أسمح لك بمناداتي بالخادم هل فهمت ؟؟

ردت الفتاة وهي تُصدر ضحكة قصيرة ساخرة : ولماذا لا تريدنني أن أناديك بالخادم ؟؟ أتخجل من ذلك ؟؟ لكن هذه هي الحقيقة مهما حاولت إنكارها ..


لا جدوى من الجدال معها ، فهي ثرثارة كثيراً ولا أظن أنها ستصمت ، وإذا ما قلت كلمة ردت علي بعشرة ، لذا فضلت الصمت والتظاهر بالنوم ، فالجدال معها سيُرهقني فقط ..

عاودت الإستلقاء على السرير ، بينهما هي ظلت تصرخ علي محاولة استفزازي ، لكني كنت أتجاهلها فقط ، وكأنها غير موجودة ، وقضية قدمي المشلولة تشغل تفكيري كثيراً ..

============================================




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-14, 07:34 PM   #54

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



~ سوبارو ~


كنت وروز جالسين نتحدث مع بعضنا ، وبمعنى أدق كانت روز من تثرثر لوحدها ، وأنت أكتفي بالإنصات لثرثرتها ..


حسناً أنا سعيد لأنها تضحك بإستمرار ، ولا يبدو عليها الهم والحزن ، يبدو أنها سعيدة لأننا لم نعد نرى رسائل الخاطف ، وقد انقطع عنا لمدة ثلاثة أيام ، لكن قلبي غير مطمئن البتة ..



رن الجرس أخيراً معلناً إبتداء الحصة الأولى ، ليدخل المعلم وبجانبه طالب جديد صاحب شعر إسود طويل ، وعينان ناعستان، ووجه عادي بملامح عادية ..
قال المعلم لنا : رحبواً جميعاً بالطالب الجديد لوريوس الذي إنتقل إلى مدينتنا حديثاً ..


انحنى المدعو لوريوس وهو يقول بهدوء غريب : أنا لوريوس واتاني ، أتيت إلى هذه المدرسة لأقابل شخصاً معيناً ، أرجو أن تعتنوا بي ..


أشار المعلم له بالجلوس خلف روز أي في المكان الذي كان يجلس فيه ياماتو سابقاً ..
بدأ المعلم الدرس ، وأنا لم أكن أنصت إلى ما يقوله ، جل تفكيري في الرسالة التي توصلت إليها من خلال الأبيات الشعرية الغبية التي كتبها المدير كازوما ..


حصل هذا ليلة البارحة حين عدت إلى منزلي بينما كنت أتأمل ورقته وأنظر إليها فكرت في أن أستفيد من الأرقام المكتوبة في الأسفل والتي تساوي عدد الجمل المكتوبة ، وأقوم بإختيار الحروف حسب الأرقام ، لتظهر لي الجملة التي فاجأتني كثيراً (( ياماتو غير مراقب ))


جملته حيرتني كثيراً ، وجعلني أتسائل عن العديد من الأمور ، كيف له أن يعلم بأننا مراقبين ؟؟ وعلى أي دليل استند عليه ليقول أن ياماتو غير مراقب ؟؟ ولماذا لم يخبرني بهذا مباشرة ؟؟


أمن المعقول أنه يتعرض للتهديد أيضاً كما الحال معي أنا وروز ؟؟ هذا ليس بالأمر المستحيل ..
لا وقت لدي لإستنتاج الأمور ، ويجب أن أثق فيما يقوله المدير كازوما ، فلو كان الأمر مجرد فخ لما أتعب السيد كازوما في التفكير في طريقة يخبرني فيها بتلك المعلومة المهمة ..
وعندما ينتهي كل هذا يجب أن أعرف كيف تورط المدير في القضية ..




انتهت الحصة الأولى وبدأت الحصة الثانية والتي كانت حصة الكيمياء ، دخلت المعلمة راي وأول حركة قامت به عند دخولها إلى الصف هو أن وضعت عينها في عيني وابتسمت إبتسامة غامضة ، جعلني أشعر بالريبة ، ماذا تعني بتلك الإبتسامة ؟؟


قالت وهي تجلس على الكرسي المخصص للمعلمين : اسمعوني جميعاً اليوم لن نأخذ درساً ..
تعالت أصوات الهتافات السعيدة ، بينما سمعت روز تتمتم مع نفسها بصوت عالي قليلاً : هذا جيد فلا مزاج لدي لرؤيتها تتغنج أمامي ..


ابتسمت رغماً عني على روز ، حينها خالجني شعور بأن هناك من ينظر إلي ، حين رفعت بصري تقابلت نظراتي بالممعلمة راي لتُعاود الإبتسامة بغموض ..


أنقبض قلبي فجأة من دون سبب ، وشعور غريب ممزوج بالخوف قد انتابني ، ماذا يحصل بحق السماء ؟؟
حركت رأسي قليلاً محاولاً طرد هذه المشاعر الغريبة ، لتسألني روز بإستغراب : مابك يا سوبارو ؟


قلت متصنعاً الإبتسامة لكي لا أقلقها : لا شيء أبداً ، لا تُشغلي تفكيرك كثيراً ..


نظرت إلي نظرة مطولة وقالت : منذ الصباح وأنت لا تبدو على طبيعتك ، لكن لا تقلق لدي علاج سيُعيدك إلى ما كنت عليه في السابق ، لكن بعد أن تغادر المعلمة راي أولاً ..


انتابني الفضول لمعرفة العلاج الذي تتكلم روز عنه ، ورفع ببصري إلى المعلمة لأجدها تقف مغادرة الصف ، بعد أن غادرت إلتفت إلى روز بسرعة وأنا أقول : هيا أريني علاجك فقد غادرت المعلمة راي ..


ضحكت روز قائلة : تبدو متحمساً ، حسناً سأريك العلاج الآن ..


أخرجت روز من مخبئها سماعات بيضاء متصل بجهاز مشغل الأغاني ، وقالت مبتسمة : لتضعها في أذنك ..
قلت بشك ممزوج بخوف : لا تخبريني أنها مجموعة من الشعوذات واللعنات المختلفة ..


ردت بسرعة وهي تحرك يديها : لا لا أبداً صدقني ، أنت فقط ضعها في أذنيك ..
وضعت السماعات في أذني بتردد ليصدح صوت مغني أعرفه حق المعرفة فروز لم تكف عن الثرثرة عنه ، نظرت إلى روز التي ابتسمت في وجهي إبتسامة عريضة وهي تقول : ما رأيك بصوته ؟؟
قلت ببرود : لا بأس به ..


توسعت حدقتا عينيها وقالت بصوت عالي : ماذا تقصد بأنه لا بأس به ؟؟ أأنت أحمق أم ماذا ؟؟ أهذا شيء تقوله عن ورابوس !! أنت حقاً بلا ذوق ..
ثم أكملت وهي تشبك أصابها ببعضها وبحالمية : إنه مغني رائع جداً ، أنا أعشقه كثيراً وأعشق صوته جداً ، عندما أكون غاضبة وأستمع إلى أغانيه تتبخر كل هذه العصبية ..


ثم سحبت السماعات مني وقالت وهي تزم شفتيها بغيظ : من لا يحب صوته فهو ليس بشري أبداً ..




ضحكت بخفة عليها ، ألهذه الدرجة تحب هذا المغني ؟؟ إنها معجبة مخلصة فعلاً ..


قاطعنا صوت غليظ آتي من الخلف يقول : هل يمكنني أن أسمع إلى الأغنية ؟؟
إلتفتت روز إليه وقالت بفظاظتها المعتادة : ولماذا أعطيك إيها ؟؟ ستتلوث الأغنية لو استمعت إليها ..


غطيت وجهي بكفي يائساً ، لازالت روز الفظة كما هي ، صحيح أنها تغيرت في تصرفاتها معي أنا وياماتو ، لكنها لا تزال كما هي مع البقية ..


قال الفتى المدعو لوريوس بغيظ : يالك من مغرورة ، أنا المخطئ الذي بدأت الحديث معك ..
روز بوقاحة : نعم ماكان يجب أن تتحدث معي يا صاحب العيون النائمة ..
صرخ لوريوس بحدة : إنها أعين ناعسة وليست نائمة أيتها الفتاة الغبية ..


لم أكن لأدعهما يكملان شجارهما طويلاً ، لذا قمت بالإمساك بوجه روز وأدرتها نحو الأمام وقلت بهدوء : كفاك إفتعالاً للمشاكل يا روز ..
والتفت إلى لوريوس وقلت مبتسماً بإعتذار :آسف على ماقالته هذه الفتاة الغبية ..


قالت روز غاضبة : أنت تتصرف الآن كما لو أنك جوليا ..
كنت لأرد عليها لكن صوت لوريوس قاطعنا وهو يقول بلهفة غريبة : أقلت للتو جوليا أيتها الفتاة ؟؟ أكنت تقصدين جوليا روك ؟؟
نظرت إليه بإستغراب وقلت بهدوء : ولماذا تسأل ؟؟
قال لوريوس : أتعرفان جوليا ؟؟ أين هي الآن ؟؟ أرجوكما أخبراني ، هل أنتما صديقيها ؟؟




تبادلنا أنا وروز النظرات المستفسرة ، وقالت روز : ولماذا تسأل عنها ؟؟
قال لوريوس ببطء وصوت خافت : سمعت إشاعة تقول أنها هاربة من المنزل والشرطة تظن أنها مختطفة ..
تفاجأت كثيراً مما قاله ، هل انتشرت الإشاعة بهذا الشكل الواسع ، حتى أن الطالب الذي أتى من مدينة أخرى يعرفها ؟؟ أي مصيبة هذه ؟؟


نظرت إلى روز التي شدت على قبضتها ، وأنكست رأسها إلى الأسفل ، أدركت من حركتها هذه أنها توشك على البكاء ..
أمسكت بيدها وهمست بهدوء : لا تبكي يا روز ، هذا ليس المكان المناسب لتبكي ..


يبدو أن كلماتي قد أدى مفعوله ، فقد توقف إرتعاش يدها ، وكأنها استطاعت السيطرة على نفسها ، وكبت دموعها التي كادت أن تهطل ..


بينما قال لوريوس بإنزعاج : لم تجيبا على سؤالي حتى الآن ، أخبراني هل تعرفانها ؟؟
قلت بكذب : لا ، لانعرفها مطلقاً ..


يبدو أن لوريوس لم يصدق كلامي ،وهذا كان وضاحاً من ملامحه الذي قطبها غير راضياً بإجابتي .
قال ببطء : لكن أيها الفتى لقد سمعت أن جوليا روك تدرس في هذه المدرسة ، وفي هذا الصف تحديداً ..




سمعت صوت فتاة في الصف تقول : جوليا حقاً عار على صفنا وعلى المدرسة ككل وعلى اليابان عامة ، حتى لوريوس الذي أتى من مدينة أخرى يعلم بفضيحتها تباً لها ..
إلتفت إلى الفتاة التي تحدثت ورمقتها بنظرة حادة ، في حين قال لوريوس ويبدو عليه الشرود : كما توقعت إنها جوليا نفسها ..


نظرت إليه بشك ، لماذا يسأل عن جوليا يا ترى ؟؟ أمن المعقول أنه يعرفها ؟؟
لم أفكر بشأن هذا كثيراً ، فأنا يجب أن أوقف الحرب الذي ينشأ الآن بين روز وطلاب الصف ..


أمسكت بروز الواقفة في مكانها وتتجادل معهم قائلاً : اجلسي يا روز وابقي هادئة ..
قالت روز معترضة : وكيف تريدني أن إكون كذلك وهم يتحدثون عن جوليا بسوء ؟؟ لن أسامحهم ..


زفرت بضيق واقتربت منها هامساً في أذنها : كوني عاقلة يا روز ربما ماتفعلينه الآن سيتسبب في أذية جوليا ..
تغيرت ملاامح روز ، وأصبح أقل حدة ، ثم عاودت الجلوس في مكانها بهدوء ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-14, 07:36 PM   #55

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




انتهت هذه الحصة وبدأت الحصة الثالثة ولم يحصل فيها أي شيء يُذكر ، وفي استراحة الغداء ، تم إعلامنا أن المدير يرغب برؤيتي أنا والطالب الذي ذهبنا إليه في الأمس معاً ..


لم أستطع أن أغادر تاركاً روز لوحدها ، فلاشك أن طلبة الصف لازالوا مغتاظين منها بسبب ما قالته لهم ، لذا اقترحت عليها أن تأتي معي وهي لم تعارض ..




دخلنا إلى غرفة المدير لأجد الطلاب التسع الأذكياء متواجدون ، نظر الجميع إلى روز بإستغراب ، وكأنهم يتسائلون عن سبب تواجدها بينهم ..
قالت روز بحدة موجهة خطابها لأولئك الذين يحدقون فيها : مابكم تنظرون إلي هكذا ؟؟ لا أظن أن فيني شيء غريب ..


تحدث أحدهم ويبدو أنه يعرفها : إن هذا التجمع للأذكياء العشرة فقط ، لماذا أنت هنا أيضاً ؟؟ لا أظن أنك أصبحت ذكية فجأة ..
ردت روز بقوة : وهل تراني أقف على رأسك الآن لتتضايق من وجودي ؟؟

تنهدت بيأس وفتحت الباب قائلاً : لتنتظريني يا روز خارجاً ، فأنت ستسببين المشاكل إذا بقيت هنا ..
قال شخص ما بنبرة ساخرة : لابد أن هذه هي حبيبة سوبارو ، أنهما ثنائيان مثيران للشفقة ..
وقال آخر متابعاً : يبدو أن روز حين يإست من فكرة إمتلاكها لصديق جيد لم يكن أمامها سوى هذا المشوه ..


قبل أن تنطق روز بكلمة قمت بدفعها خارجاً وإغلاق الباب في وجهها ، والتفت إلى المدير قائلاً بهدوء : لماذا جمعتنا هنا حضرة المدير ؟؟
قال وهو يقف من على مقعده : ظننت أنكم نسيتم وجودي ، حتى أنكم أصبحت تتشاجرون وكأنني غير موجود ..
ثم أردف وقد احتدت نبرته : إياكم ومعاودة مافعلتموه للتو ، وإلا كان حسابكم عسيراً ..




انحنى أحد الطلبة من الصف الثالث معتذراً وقال : نحن آسفون أيها المدير ، لن نعاود الكرة ..
رد المدير : أرجو ذلك فأنا لن أتهاون في معاقبتكم المرة القادمة ، أما بالنسبة لجمعي لكم هو أنني أريد أن أذكركم فقط بالإمتحان الذي سأقيمه غداً ، لذا كونوا مستعدين ، أما الورقة التي أعطيتكم هي فأتمنى أن تكونوا قد فهمتموها فأنتم لن تدخلو الإختبار إلا بها ..


أدركت وكأنه يحاول أن يستفسر ما إذا فهمت الرسالة جيداً أم لا لكن بطريقة غير مباشرة ، لذا أجبت بثقة : لا تقلق الورقة محفوظة جيداً ، ومعانيها رسخت في أذهاننا ، ولو أردت مني إعادة ما كتبته في الجملة المطلوبة لفعلتها ..
علت الإبتسامة وجهه ، ويبدو أنه فهم مقصدي ، لذا قال : لا لاداعي لأن تعيد ما كتبته فأنا أدرى بذلك ، كما أنني لا أريدهم أن ينصتوا إلى إلقائك الجميل للأبيات المبدعة ..
علمت هنا أنه يلمح لي بأنه مراقب من قبل الخاطفين ، لذا إلتزمت الصمت ، بينما المدير كازوما أخذ يلقي بعض النصائح حول الإختبار القادم ..


قال المدير كازوما : الأسئلة لن تكون بسهولة فهم هذه الأبيات ، أرقام السؤال مهمة ويجب أن تلقوا نظرة عليها فهي تشير إلى الكلمات المطلوبة ..
سأل أحدهم : ماذا تعني يا سيدي ؟؟


أجاب المدير وهو يحرك نظارته : أعني أن تتأكدوا من السؤال حتى لا تتجاوزوا سؤالاً ما ، والآن أرجوا أن تكونوا قد فهمتم مقصدي ..


أكتفتيت بأن أومأ رأسي دلالة فهمي ، وأنا بالفعل قد فهمت مقصده ، يبدو أن الإمتحان سيحتوي الكثير من الرسالات المهمة ، وربما سيخبرني فيها عن الخاطف ، أتمنى أن يأتي الغد بسرعة ..




خرجنا من مكتب المدير وعدنا إلى الصف ، وأنا أنظر إلى ساعتي كل دقيقة ، أتلهف لرؤية ياماتو لأخبره بأنه ليس مراقباً ، ويستطيع التحرك بحرية ..


لحظة !!!
لقد نسيت شيئاً ، كيف يمكنني إخباره وأنا مراقب ؟؟ يا إلهي يالغبائي ، لماذا لم أفكر في هذا ؟؟


أخذت أضغط على رأسي علّ وعسى أن تأتيني فكرة ، لكن للأسف لم أتوصل إلى شيء ..
زفرت بقوة ويأس ، لماذا لم أفكر في هذا مسبقاً ؟؟ لا لا يجب أن أيأس الآن ، لابد وأن يكون هناك حل ..

صحيح لماذا لا أستخدم الورقة التي أعطاني إياها االمدير وأعطيها لياماتو ، ولكن قبل ذلك سأظلل الأحرف المطلوبة لفهم الرسالة ..
أخرجت الورقة من الحقيبة ووضعت خطاً تحت الأحرف المطلوبة لتصير الرسالة هكذا ..


(( يا عباقرة مدرستي
ماذا سأصنع غداً في حياتي ؟؟
توافقوا مع أفكاري وابقوا معي


غير أني أخاف عليكم مستقبلاً


مرافقكم إلى الأبد دائماً
قبل أن تندموا وتبكوا دماً


مديركم الذي يعرفكم جيداً :
كازوما
٢/٢/٢٣٣٢))


ابتسمت برضى ، هكذا سيفهم الرسالة ، وأنا واثق من هذا ..
لكنني غاضب قليلاً من المدير الغبي الذي لم يجد طرييقة أسهل لإخباري بمثل هذا الأمر المهم ، كان من الافضل لو ابتكر طريقة اكثر بساطة


عندما انتهى الدوام المدرسي خرجت من المدرسة بسرعة ، حتى أنني لم أساعد روز في التنظيف وتركتها وحدها ، بقيت أنتظر أمام بوابة المدرسة حضور ياماتو ، وطال إنتظاري طويلاً ، حتى أن روز انهت التنظيف وحدها وخرجت من المدرسة لتتفاجأ من وجودي واقفاً ..


- ماذا تفعل هنا يا سوبارو ؟؟ ظننت أنك قد عدت إلى منزلك ..
هذا ماقالته روز متسائلة ، لأجيب عليها وعينان مثبتتان على الطريق : أنا أنتظر قدوم ياماتو ..


وقفت روز بجواري لتنتظره معي ، وبقينا معاً حتى أن المدرسة قد خلى من الطلبة ، وياماتو الأحمق لم يصل بعد ..
أمسكت بهاتفي بغضب ، أين يمكن أن يكون ذلك الأحمق عندما أحتاجه ؟؟
اتصلت عليه لأتفاجأ بأنه أغلق الخط في وجهي ، عاودت الإتصال لكن النتيجة واحدة ، قطبت حاجباي بإنزعاج ، أمن المعقول أنه غاضب مني ولذلك لا يريد أن يرد علي ؟؟

لكنني لم أكن لأتصل عليه لو كان الأمر غير ضروري ، ياماتو الأحمق كم أرغب في ضرب وجهه وتهشيم جمجمته ..


=============================================


~ ياماتو ~


لا تسألوني عن حالي ، أنا الآن أشبه بالجسد الخالي من الروح ، أرغمني أبي على الذهاب إلى المدرسة بعد أن تلقيت صفعة قوية منه ..


بعد المدرسة عدت إلى منزلي لأتلقى توبيخاً من أبي ، وها أنا الآن ذاهب معه إلى شركة ساي لبدأ العمل ..
في السيارة كان أبي يلقي علي المحاضرات الطويلة ، ليقاطعه صوت رنين هاتفي ، نظرت إلى المتصل لأتفاجأ بأن سوبارو هو من اتصل ، كنت لأرد عليه متحمساً ، لكن حين تذمرت ما فعلته بآلبرت أغلقت الخط في وجهه ، ولكنه عاود الإتصال وأنا أغلق الخط ..




- من هذا المزعج الذي يتصل بك بإستمرار ؟؟
هذا ماصاح به أبي غاضباً ، لأجيب بهدوء : إنه طالب في مدرستي ، يريد التقرب مني ..
بدى عليه الفضول وهو يقول لي : إلى أي عائلة ينتمي إليه هذا الطالب ؟؟
لم أتفاجأ من سؤال أبي ، فأنا أعلم إلى ماذا يطمح ، نطقت بكذب : إنه من عائلة سايرين ..


ظهرت علامات الإحباط على وجهه ، وقال بملل : تجاهله فحسب فعائلته ليست بتلك الشهرة والثراء ..
نعم هذا ما ظننته سيقول ، فلو كان من عائلة ذات صيع لأرغمني على مصاحبته ، أما لو كان من عائلة عادية لقال لي ما قاله ..


قلت بتردد : أبي ماذا سيحصل لآلبرت ؟؟
قال أبي ببرود : لا تحمل همه ، الطبيب قال أنه يمكن معالجته في أمريكا ، ولهذا سأقوم بتسفيره إلى هناك لمعالجته ، لذا لا يجب عليك أن تشعر بالذنب لأجله ..


صرخت غاضباً : كيف لا أشعر بالذنب وأنا تسببت بشلله ؟؟ أنا السبب فيما حصل له ، لذا .....
صمت ولم أكمل ليقول أبي وهو يحثني على الإكمال : لذا ماذا ؟؟ تحدث ..
رفعت ببصري إلى أبي وسرعان ما أبعدت بصري عنه وأنا أقول بحذر : أريد أن أسافر معه للعلاج ..




مجموعة من البراكين تفجرت داخل أبي حين قلت ما قلته ، واحتقن وجهه احمراراً وعيناه احمرتا حتى كادت أن تخرج من مكانها ، وصرخ عالياً وعرق رقبته مشدود كثيرا : أأنت مجنون ؟؟ أستترك التدريب في شركة ساي لترافق خادم ؟؟


قلت بهدوء محاولاً امتصاص غضبه : لكن يا أبي أنا من تسببت في إصابته ، لذا وجب علي ....
قاطعني بحزم : نحن سنتكلف بتكاليف المعالجة وهذا يكفي ، ولا أريد سماع كلمة أخرى عن هذا الموضوع ..


صمت وأنا أشعر بالغيظ الشديد ، لكن التحدث مع أبي الآن لن يزيده إلا عناداً ، لذا سألتزم الصمت الآن و سأناقشه بشأن هذا الموضوع في وقت لاحق ..




وصلنا إلى شركة ساي ، وكان هناك موظف في استقبالنا ، طلب منا مرافقته إلى حيث مكتب ساي المدير ..
سرت وراءه أنا وأبي وعند وصولنا إلى باب المكتب تفاجأت من وجود المعلمة راي واقفة بإنتظارنا ..


ما إن رأتنا حتى هرولت إلينا مسرعة وعيناها تشعان سعادة ، قالت بإبتسامة عريضة : مرحباً بك عزيزي ، لم أظن أنك سترافق ابنك إلى الشركة ..
رد أبي : لقد أردت التأكد من وصوله فقط حتى لا يغيب عن الحضور كما حصل في الأمس ، وسأغادر الآن بعد أن أوصي ساي بعدة أمور ..


قالت راي : ساي غادر الشركة منذ قليل ليجلب أوراقاً مهمة من المنزل ، لذا أخبرني بما تريده وأنا سأوصل له الرسالة ..


أخبرها أبي ببعض التوصيات المتعلقة بي وبالعمل ، وما إن انتهى حتى استأذن وغادر الشركة ، بينما أنا كنت جالساً في مكتب ساي على أريكة سوداء منتظراً عودة ساي، وراي لم تزح ناظريها عني أبداً ..


شعرت بالضيق الشديد من نظراتها وقلت وأنا مقطب الجبين : مابك تنظرين إلي بهذه النظرات الغريبة ؟؟
تقدمت راي بخطوات متزنة بإتجاهي ، وصوت كعبها العالي يضرب الأرض ليصدح صوته في أرجاء الغرفة الباردة ..


ما إن وصلت عندي حتى انحنت أمامي قائلة بإبتسامة : وهل هذا يضايقك يا عزيزي ياماتو ؟؟
تأففت أمامها بصوت عالي وأنا أقول : ابتعدي عني قليلاً فوجهك قريب مني كثيراً .


نظرت إلي بمكر وهي تقول : وماذا إذا لم أفعل ؟؟
شعرت بالتوتر من هذه الأجواء ، لذا وقفت مبتعداً عنها ، لتنظر إلي ولاتزال تلك الإبتسامة الماكرة على شفتيها المطليتين باللون الأحمر ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-14, 07:37 PM   #56

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


أخذت أتراجع إلى الوراء بينما هي تتقدم نحوي ، قلت لها بتردد : ما رأيك أن تريني الشركة ريثما يعود أخوك ساي ..
هزت رأسها نافية ليتحرك معها شعرها القصير وقالت : لا لن تخرج من الغرفة ، وساي سيقدم لكن ليس الآن ربما بعد ساعة ..
ثم أردفت بخبث : ما رأيك أن نستمتع ريثما يأتي أخي ؟؟


هرعت إلى الباب بسرعة وقلبي ينبض بسرعة ، لكنني تفاجأت حين رأيت الباب مقفلاً ، هذه اللعينة أقفلت الباب علينا ..
سمعت صوت ضحكتها الرقيقة وقالت بغنج : أنت خجول جداً يا ياماتو ، وهذا ما أحبه فيك ..


ركضت نحو المكتب وبقيت خلفها وأنا أقول بصوت مرتعش : أيتها المجنونة إلى ماذا تخططين ؟؟ إنت زوجة أبي أم أنك نسيتي ذلك ؟؟
- لا لم أنسى وأتمنى لو لم أكن كذلك ، فوالدك شخص ممل ، وأنا لم أوافق على الزواج منه إلا للتقرب منك ..


تفاجأت من جوابها كثيراً ، هذه المرأة اللعينة كيف تجرؤ على قول هذا أمامي ؟؟ ألا تخجل من نفسها ؟؟ ألا تخشى من أن أخبر أبي عنها ؟؟


لم أنتبه إلا وهي قد اقتربت مني كثيراً ، وحاصرتني بين ذراعيها ، بلعت ريقي بقلق ، أستطيع ضربها لأبتعد عنها ، لكن أنا لم أعتد على ضرب الإناث بعد ..
أشعر بتوتر شديد ، لأول مرة أكون في موقف كهذا ، هذا مربك كثيراً ..


أسعفني صوت رنين هاتف صادر من هاتف راي ، ظهر الإنزعاج على وجهها في حين أنني ابتسمت بسعادة ..
ابتعدت عني راي وراحت تنظر إلى المتصل وبعدها ردت على الهاتف لتصيح مباشرة بغضب : ساي أيها اللعين لماذا تتصل في هذا الوقت ؟؟ لقد قاطعت ما بدأته ..


صمتت راي ولكن محلامها انقلبت فجأة حين سمعت ماقاله المتصل ، تحولت ملامحها إلى الخوف المشوب بالقلق ، وقالت بعدها بسرعة : حادث ؟؟ حسناً سآتي الآن وداعاً ..


أقفلت راي الخط وراحت تركض نحو الباب خارجة من المكتب ويبدو أنها على عجلة من أمرها ..


تنفست الصعداء ، لقد كنت متوتراً كثيراً ، والحمد لله أنني نجوت من تلك اللعينة راي ..
قررت حينها مغادرة الشركة والذهاب إلى آلبرت في المشفى ، فأنا أعلم أن ساي لن يأتي إلى هنا ، فقد استنتجت من الإتصال أن أخاها ساي قد أصابه حادث وربما لن يستطيع القدوم ..


============================================


~ روز ~


فتحت عيني ببطء وأنا أشعر بصداع قوي ، ووجدت نفسي فجأة مستلقية على الأرض وفي غرفة الجلوس ، نهضت من الأرض بصعوبة وأنا لا أتذكر جيداً ما حصل لي ..


آخر شيء أتذكره هو أنني عدت إلى المنزل وتوجهت إلى المطبخ ، فوجدت مشروباً غازياً على الطاولة ، فحملته لأرتشف منه ، وبعدها لم أعد أتذكر شيئاً ..




وقع بصري على المسدس الملقى بجانبي ، لأقطب حاجباي بإستغراب ، ما الذي أتى بالمسدس هنا ؟؟ أنا واثقة من أنني احتفظت به أسفل السرير ..
أخذت المسدس بسرعه وخبأته ، خرجت من المجلس لأعود إلى غرفتي وأعيد المسدس ، لكن المنظر الذي رأيته جعلني أتجمد في مكاني من هول المصيبة التي أمامي وألجم لساني تماماً ..




نهاية الجزء



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم جميعاً ؟؟
أنتم تعلمون أنني لم أعتد على وضع بارتين في الأسبوع ، لكن هذه المرة حالة إستثنائية ، وظاهرة فوق طبيعية
في الواقع هذا البارت جائزة بسيطة للأخ Alućard على تمكنه من حل السؤال قبل سوبارو نفسه
سأقطع لسان كل شخص يقول أن البارت قصير أو يطمع ببارت أطول
وهناك جائزة صغيرة مرفقة بالبارت وهو عبارة عن تلميح صغير مني لكم حول عمل سوبارو
فأنا واثقة من أنكم تتلهفون لمعرفة طبيعة عمل سوبارو الغامض
في الواقع لقد ذُكر عمل سوبارو عدة مرات في الرواية في عدة فصول ، حاولوا تشغيل عقولكم لمعرفتها
لن أقول أكثر من هذا فأنا لا أريد حرق الأحداث عليكم أكثر

قراءة ممتعة للجميع






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-14, 08:43 PM   #57

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



.. ٣٠ ..

~ روز ~

فتحت عيني ببطء وأنا أشعر بصداع قوي ، ووجدت نفسي فجأة مستلقية على الأرض وفي غرفة الجلوس ، نهضت من الأرض بصعوبة وأنا لا أتذكر جيداً ما حصل لي ..

آخر شيء أتذكره هو أنني عدت إلى المنزل وتوجهت إلى المطبخ ، فوجدت مشروباً غازياً على الطاولة ، فحملته لأرتشف منه ، وبعدها لم أعد أتذكر شيئاً ..


وقع بصري على المسدس الملقى بجانبي ، لأقطب حاجباي بإستغراب ، ما الذي أتى بالمسدس هنا ؟؟ أنا واثقة من أنني احتفظت به أسفل السرير ..
أخذت المسدس بسرعه وخبأته ، وخرجت من المجلس لأعود إلى غرفتي وأعيد المسدس ، لكن المنظر الذي رأيته جعلني أتجمد في مكاني من هول المصيبة التي أمامي وألجم لساني تماماً ..

هل ما أراه حقيقياً ؟؟ أمي وأخي ممددان على الأرض ، وسط بركة من الدماء ، أخذ جسدي يرجف في مكانه من شدة الخوف ، لم أعلم كيف سأتصرف ، دموعي أخذت تشق طريقها على وجنتي ، كطوق لؤلؤ قطع خيطه وأخذ بالتساقط بشكل متتالي ..

تجاوزتهما وأنا أركض بلا هدف ووعي ، شيء واحد فقط يتردد في ذهني ألا وهو كلمة (( أهربي )) ..
فتحت باب المنزل لأركض مبتعدة ، هاربة من الواقع فإذا بي أصطدم بأحدهم ، وكدت أن أسقط على الأرض لولا اليد التي امتدت وأمسكتني ..

حاولت معرفة صاحب هذه اليدين ، وحين رفعت رأسي وجدت السيد كيداي ينظر إلي بإستغراب وقال متسائلاً : مابك يا روز ؟؟

حينها لم أستطع أن أكبت شهقاتي أكثر ، وأجهشت في البكاء والنحيب ، والسيد كيداي يحاول فهم ما بي ..
لا أعلم كم بقيت أبكي وهو يحاول تهدئتي دون جدوى ، ولكن بعد فترة استطعت تمالك نفسي ، وأشرت إلى داخل المنزل بيد مرتعشة ..


قال السيد كيداي وهو لم يفهم اشارتي : روز تحدثي وأخبريني مابك ؟؟ أقامت والدتك بضربك ؟؟ أم أن أخاك أزعجك ؟؟

تمنيت أن يكون هذا ما حصل ، لكن الأمر أكبر من هذا ، هززت رأسي نافية وأنا أقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء : أمي وماركو مقتولان ..
قطب السيد كيداي حاجبيه قائلاً بإستنكار : ما الذي تقولينه يا روز ؟؟

قلت وأنا أوشكت على البكاء مجدداً : أقسم يا سيد كيداي ، إنهما جثة الآن ..
قال بجدية : إذاً أريني أين هما ..
هززت رأسي نافية ، لا أريد العودة إلى ذلك المكان المرعب ، لا أجرؤ على رؤيتهما مجدداً مقتولان ..
حينها قال السيد كيداي وهو ينفث الهواء : حسناً أبقي هنا وأنا سأذهب لأتكد من ماقلته ..

ذهب السيد كيداي ، وأنا أشعر بالرعب الشديد ، ماذا يعني وجود المسدس بجواري ؟؟ وكيف وصل إلى هناك ؟؟ ولماذا لا أتذكر ما حصل لي بالضبط ؟؟
أمسكت رأسي وأنا أضغط عليها متمتمة برعب : ماذا يحصل يا ترى ؟؟

سمعت صوت خطوات السيد كيداي تقترب مني ، ويبدو أنه كان يركض ، وبعدها سمعته يقول بقلق : روز ما الذي حصل بالضبط ؟؟ أقام أحد بإقتحام المنزل ؟؟
قلت وأنا أحتضن جسدي : لا أعلم حقاً ، لا أتذكر شيئاً ، كل ما هنالك أنني حين استيقظت وجدت المسدس بجواري وحين أردت إعادته إلى غرفتي وجدتهما مقتولان ، وحينما قررت الهرب اصطدمت بك ..

نظر إلي السيد كيداي متفاجئاً ، وجلس على الأرض كما أفعل وقال ببطء : أقلت للتو أنك وجدت المسدس بجوارك ؟؟
أخرجت المسدس الذي كنت أخبأه وقلت بصوت مرتعش : أنا لم أخرج المسدس من غرفتي ، لكن لا أعلم ما الذي أتى به إلى المجلس ..


صار السيد كيداي ينظر إلي بخوف ، حتى أنني ارتعبت من نظرته ، قلت بصراخ : لماذا تحدق فيني هكذا ؟؟

نطق السيد كيداي بغموض وحذر : هل تعلمين كيف قُتلا ؟؟
- لا لا أعلم فأنا لم إقترب منهما ..
- لقد قُتلا بطلق ناري أصابهما في مناطق عدة من جسديهما ..

كلماته كانت كالصاعقة التي قسمتني إلى نصفين ، ماذا يعني هذا ؟؟ المسدس كان بجواري وأخي وأمي قُتلا بطلق ناري ، أهذا يعني أنني ....

انتشلني صوت السيد كيداي من أفكاري وهو يقول : روز إروي لي كل ما حصل لك دون أن تهملي إي جزء ..

أخذت أسرد له ماحصل لي منذ عودتي حتى هذه اللحظة ، ولم أهمل أدق التفاصيل ، وحين انتهيت لم ينطق السيد كيداي بكلمة ، ويبدو عليه أنه غارق في أفكاره ..

لكن وبعد صمت قال برزانة : تعالي وأريني ماشربته ..
وقفت معه متوجهين للمطبخ ، وأنا لا أعلم لماذا سألني هذا السؤال ، دخلنا معاً فإذا بي أبحث في سلة المهملات عن علبة المشروب الغازي الذي شربته ، لكنني لم أجدها ، كل ما وجدته هو علبة نبيذ ..

سأل السيد كيداي : روز أين المشروب الذي شربته ؟؟
قلت وأنا أمسك رأسي : لا أعلم حقاً ، أنا متأكدة من أنني أنهيت الشراب وألقيته في القمامة ، لكني لا أجد العلبة ..
قال حينها السيد كيداي : روز ربما لم يكن مشروباً غازياً ، ربما كان نبيذاً ..

إلتفت إليه بصدمة وأنا أقول : نبيذ !! مستحيل أنا لازلت تحت السن القانوني ..

رد علي وهو يقترب مني : ربما اختلط اللأمر عليك ، وشربت الكحول وأصبحت ثملة لا تعي ما تفعلينه ، وبعدها .......
صمت السيد كيداي دون أن يكمل ، لكنني فهمت ماكان يهدف إلى قوله ، فأنا الأخرى أشك في هذا ..

أمسكت رأسي بين ذراعاي وأخذت أتمتم : إذاً أنا التي قتلتهما بيدي ، ماذا سأفعل الآن ؟؟ سأوضع في السجن ..
لم تعد قدماي تقويان على حملي ، لذا انهرت على الأرض بضعف ، ودموعي أخذت بالجريان مجدداً ..

اقترب مني السيد كيداي ووضع يديه على كتفاي قائلاً : اسمعيني يا روز أنا لن ادع الشرطة تقبض عليك سأحاول أن أجد طريقة لتنجي ..
قلت بيأس ودموعي تنهمر بغزارة : وماذا ستفعل ؟؟ ليس هناك حل أبداً ، أنا قتلتهما بلا شك ، والشرطة ستكتشف ذلك ..

قال السيد كيداي بصرامة : روز امسحي دموعك فلا جدوى من البكاء ، يجب أن نفكر في حل لا أن نبكي خوفاً ..
ثم صمت قليلاً وهو يفكر في حل ما ليقول حينها بسرعة : وجدتها ، لتهربي يا روز وتختبئي في مكان لا تصل الشرطة إليه ، هيا تحركي لا تبقي ساكنة في مكانك ..

قلت وشفتاي ترتعشان : أهرب !! هل أنت جاد ؟؟
- لا حل آخر يا روز ، لا تقلقي فأنا لن أتركك بعد هروبك سأكون معك دائماً ..
قلت بإنفعال : وإلى أين يمكن أن أهرب ؟؟ ليس هناك مكان يمكن أن أختبئ فيه ..
قال السيد كيداي : أليس لديك أصدقاء تختبئين في منازلهم ؟؟

قفز حينها إلى ذهني صورة سوبارو ، لأصيح بسرعة : سوبارو نعم أستطيع الإختباء في منزل سوبارو ..
السيد كيداي : جيد إذاً إذهبي إليه حالاً ، لأُعلم الشرطة بشأن الجثتين ، وسأتظاهر بأني لم أرك إتفقنا ؟؟
- نعم اتفقنا ..

طلب مني السيد كيداي جمع أغراضي المهمة في حقيبة كبيرة ، فربما لن يمكنني العودة إلى المنزل مجدداً ، أخذت معي بعض الملابس والمستلزمات المهمة ، وطلب مني أخذ المسدس معي بما أن فيها بصمات أصابعي ، وبعدها خرجت من المنزل مسرعة متوجهة إلى منزل سوبارو ..

وصلت إلى منزله وأخذت أطرق الباب بقوة وأنا أتنفس بصعوبة ، فتح سوبارو لي الباب لأدخل بسرعة وأقفل الباب خلفي ..
أخذت ألتقط أنفاسي في حين سمعت سوبارو يقول لي بقلق : روز ما بك ؟؟
لم أرد عليه وأنا لازلت ألهث بتعب ، وقلبي لم يتوقف عن الخفقان بقوة بسبب ما حصل ..

جلست على الأرض بتعب ، في حين أعاد سوبارو سؤاله ، وبعد أن رأى حقيبتي الكبيرة قال بشك : روز هل هربت من منزلك أم ماذا ؟؟ أقام أخوك القزم بفعل شيء لك ؟؟

قلت بصوت مرتعش : لقد قتلت أمي وأخي ..
قال سوبارو بإستغراب : ماذا ؟؟
قلت بإنفعال وقد عدت إلى البكاء وأنا أحرك يدي بعشوائية : أنا في مصيبة كبيرة ، لقد قتلت أمي وأخي ، لا أعلم كيف لكنني من قتلتهما بالمسدس الذي بحوزتي ، سيلقون القبض علي إذا وجدوني ، يجب أن تخبأني يا سوبارو ، حياتي شبابي مستقبلي كل هذا سيضيع إذا وجدوني ، أرجوك لا تدع رجال الشرطة يلقون القبض علي ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-14, 08:59 PM   #58

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




أمسك سوبارو بيدي التي تتحرك في الهواء ، وقال بهدوء : تعالي معي أولاً ..
أخذني إلى الداخل وقدم لي كأس ماء ، وظل صامتاً حتى هدأت ، وتحدث بعدها أخيراً : والآن إحكي لي ما حصل معك ، ولماذا أتيت إلي في هذا الوقت المتأخر ؟؟

أخذت أروي له كل ما حدث وكيف أن السيد كيداي قام بمساعدتي ، وهو من أشار علي بالهرب وحين انتهيت قال سوبارو : قلتي أنك حملت المسدس معك ، أين هو الآن ؟؟
- إنه في حقيبتي ..

أمسك سوبارو بالحقيبة ليبحث فيها ، لكنني سحبت الحقيبة منه وقلت بإحراج : أيها الأحمق لا تفتش حقائب الفتيات ..
حك سوبارو شعره الأشقر وهو يقول : أوه آسف ..

للتو انتبهت إلى أنه لا يرتدي قبعة على رأسه ، ولأول مرة ألاحظ شعره الأشقر ، قلت مندهشة : سوبارو إنها المرة الأولى التي أرى فيها شعرك ..
وضع سوبارو يده على رأسه ، ويبدو أنه أدرك هو الآخر أنه لا يرتدي قبعة على رأسه ، قام بسحب قبعة ملقاة على الأرض وارتداها ..

ثم قال وهو يسعل : أحم لازلت أنتظر المسدس يا روز ..
بحثت في حقيبتي وعندما وجدتها أخرجتها له ، وقلت : هذا هو ..
امسك سوبارو المسدس بقطعة قماش ، وأخذ يتأملها ليقول بعد ثواني : إنه حقيقي ..
قلت بغيظ : نعم هو كذلك ، ثم إذا لم يكن حقيقياً ماكنت لأقتل أمي وماركو به ..

حدق سوبارو في وجهي وهو يقول : من أين أتيت به ؟؟
- إنها قصة طويلة ، كنت ذات يوم .......
سردت قصة المسدس كاملاً لكنني لم أُفصح عن سبب بقائي في تلك الزقاقة في وقت متأخر ..

سألني سوبارو : هل أنت واثقة من أن ماشربته كان مشروباً كحولياً ؟؟
قلت بهدوء : في الواقع أنا لا أتذكر أنه كان نبيذاً ، أنا واثقة من أنه كان مشروباً غازياً ، لكن عندما بحثت مع السيد كيداي لم أجد سوى علبة نبيذ ..
-لماذا لا تتذكرين ما حصل لك بعد شربك للمشروب ؟؟
- لا أعلم حقاً ، لكن ربما يكون تفسير السيد كيداي صحيحاً ..
- وبماذا فسر نسيانك ؟؟
لقد قال أن سبب نسياني هو أنني لم أعد بوعيي ، لذا قمت بما قمت به ..

ثم أردفت بإنفعال : أقسم أنني لم أتعمد شرب النبيذ ، ولم تكن لدي نية في قتل أمي وأخي حتى لو كانا سبب تعاستي ، لكنني لم أكن لأقدم على عمل إجرامي كهذا صدقني يا سوبارو ..

قال سوبارو : أنا أصدقك يا روز لذا إهدئي ..
قلت بحزن : أنت صدقتني لأنني صديقتك ، أما الشرطة فلن تصدق ..
- سأعمل جاهداً لإثبات براءتك لكن عليك ألا تفكري بالأمر كثيراً ..
- هذا ماقاله السيد كيداي كذلك ، لكن كيف ستفعلان ذلك ؟؟

أجاب سوبارو : دعي التفكير لي ، أما الآن فأخبريني عن رأيك بالسيد كيداي ؟؟
قلت وأنا أفكر فيه : في البداية لم أشعر بالراحة لوجوده ، ولم يعجبني فكرة زواجه من أمي ، لكن في النهاية اتضح لي أنه شخص طيب جداً ، وهو صديق مقرب لوالدي ، ثم أنه ساعدني كثيراً اليوم ..
- هكذا إذاً ..

لم أفهم لماذا سألني عن السيد كيداي ، و أرغب في سؤاله حقاً، لكنني واثقة من أنه سيتجاهلني ، لذا وحفظاً لكرامتي سأبقى صامتة ..
قال سوبارو : إسمعيني لا يجب أن نبقى هنا فأنا متأكد من أن الشرطة ستبحث عنك إذا ما علموا بموت عائلتك ، وربما سيبحثون عنك في منزلي بما أن الجميع يعلم أننا صديقين مقربان ..

قلت وقد تسلل الخوف إلى قلبي من جديد : وماذا أفعل الآن ؟؟ إلى أين أذهب ؟؟
وقف سوبارو وقال : احملي أغراضك سنغادر الآن ، فالشرطة لن ينتظروا بزوغ الفجر للبحث عنك ، ربما سيبدؤون البحث مباشرة بعد اكتشاف الجثتين ..
- وماذا تقترح علي عمله ؟؟
وقف من مكانه قائلاً : تعالي معي سأصطحبك إلى مكان آمن ..

وقفت من مكاني وأنا أحمل حقيبتي الثقيلة ، وخرجنا من المنزل بعد أن ارتدى سوبارو معطفه الطويل ، أخذنا نسير في الشوارع المظلمة ، ويبدو أن سوبارو يتعمد السير في الزقاقات والأماكن التي يندر فيها وجود الناس ..


نظرت إلى الساعة الملتفة حول معصمي ، إنها تشير إلى العاشرة والنصف ، يا إلهي لقد تعبت كثيراً على الرغم من أنني لم أسر سوى ربع ساعة ..
قلت وأنا أتوقف في مكاني : سوبارو لنسترح قليلاً أرجوك ، لقد تعبت ..
قال سوبارو وهو يعود أدراجه بإتجاهي : بقي القليل فقط وسنستقل بعدها سيارة ، تحملي قليلاً ..

قلت بغيظ : أنت لا تشعر بما أشعر به لذا تطلب مني هذا ، لا تنسى أنني أتيت إلى منزلك ركضاً ، وها أنا الآن أعاود السير لقد تعبت حقاً ..

رد سوبارو ساخراً : أنت لا تمتلكين لياقة بدنية أبداً ..
قلت وأنا أمد الحقيبة إليه : بدلاً من السخرية احمل هذه الحقيبة عني يا عديم النفع ..


أمسك بالحقيبة وقال : سأحمله عنك لكن يجب أن نتابع يا روز ..
تأففت بضيق قائلة : حسناً حسناً ..

================================================== =======

~ آلبرت ~

هاقد عاود المزعج بالقدوم ، ما الذي أتى به ثانية ؟؟ ألا يفهم أنني لا أريد رؤيته أمامي ؟؟ ومهما حاول أو فعل فأنا لن أسامحه مطلقاً ؟؟

قال ياماتو الجالس في الكرسي المجاور لي : هيا يا آلبرت قل شيئاً ، لا تبقى صامتاً وأخبرني عن رأيك في مرافقتي لك لرحلة العلاج ..

صوته بدأ يصيبني بالصداع ، لم يتوقف عن الثرثرة مذ أن أتى إلى هنا ، أيظن أنني سأسامحه بمجرد أن يتكفل والده بتكاليف العلاج ؟؟ أيمزح معي أم ماذا ؟؟

نطقت أخيراً بعد صمت طويل : أنا لن أغادر اليابان أبداً ..
قطب حاجبيه بإستغراب قائلاً : ماذا تعني ؟؟
- أعني أنني لن أسافر لرحلة العلاج تلك ..

نظر إلي ياماتو متفاجئاً ، وردة فعله كانت متوقعة جداً ، في النهاية ياماتو كتاب مفتوح ، تستطيع فهمه من دون أن يتفوه بكلمة ..

قاطعنا صوت تلك الفتاة المزعجة شريكتي في الغرفة : أأنت أحمق أم ماذا أيها الشاب ؟؟ ألست غاضباً من سيدك لأنه تسبب في شللك ؟؟ والآن والده يرتب لسفرك إلى أمريكا لتتلقى العلاج وأنت ترفض ذلك بكل بساطة ؟؟

إلتفت إليها وأنا إنظر إليها بإستحقار ، بينما أردفت مخاطبة ياماتو : أنت هناك ما اسمك ؟؟

قال ياماتو بإرتباك : ياماتو ..
قالت وهي تشير إليه : ياماتو عليك أن تتجاهل هذا الأحمق ، فأمثاله لا يجدي معهم إلا هذا الأسلوب ..

قلت ياماتو وهو يحك رأسه بحيرة : حسناً لكن من أنت ؟؟
قالت وهي تعدل من وضعية جلوسها : آسفة نسيت أن أعرفك بنفسي ، أنا شينا يوشي ، أبلغ من العمر ٢٠ سنة ، عزباء ولست مرتبطة ..

قلت ساخراً : لا نريد سماع تفاصيل مملة عنك ، إلتزمي الصمت وابقي نائمة على سريرك ..
ردت وهي تمد طرف لسانها إلى الخارج : لم أتحدث معك يا صاحب القلب الجليدي ، أنا أتحدث مع سيدك ..

قال ياماتو بتواضع مستفز : أنا لست سيده ، أنا وهو صديقان ..
قالت بلا مبالاة : لا يهم إن كانت العلاقة بينهكما علاقة سيد وخادم ، أو صداقة المهم هو أنك يا ياماتو يجب ألا تبالغ في الأمر ، ولا تُحمل نفسك ذنب إصابته ، في النهاية هو يستحق ما حصل له ..
قلت وأنا أرفع حاجبي بإستغراب : وعلى أي أساس حكمتي علي بإستحقاق الشلل ؟؟ من يراك يظن أنك تعرفينني ..


قالت وهي تضم ساعديها إلى صدرها قائلة : صحيح أننا لم نتقابل إلا هذا اليوم ، لكن رؤية ياماتو يعتذر منك وينحني لطلب العفو يدل على نبالة أخلاقه ، ورفضك مسامحته يدل على مدى سواد قلبك ..

تدخل ياماتو قائلاً باندفاع : آلبرت ليس كما تقولين يا آنسة ، هو لطيف وطيب القلب حتى لو أظهر عكس ذلك ، لذا لا تحكمي عليه ظلماً ..

ضحكت الفتاة ضحكة قصيرة ساخرة وقالت : أنت هو اللطيف هنا لا هو ، ولذا تراه بهذه الصفات الحسنة ، لكن الواقع شيء آخر تماماً ..
قلت ببرود : ألا تظنين أنك تثرثرين كثيراً مقارنة بفتاة مريضة ؟؟

قالت بسخط : وما شأنك أنت ؟؟ أأنت من سيتعب من كثرة الثرثة أم ماذا ؟؟
-لست أنا من سيتعب لكن أذناي سترهقان من سماع صوتك الحاد ، يبدو أنني سأطلب من الممرضة أن تغير غرفتي ..
-أنت بهذا ستكون قد أسديت لي خدمة ، فرؤية وجهك تصيبني بالغثيان ..

سمعت صوت ضحكة مكتومة صدرت من ياماتو ، إلتفت إليه قائلاً بحدة : لماذا تضحك ؟؟
قال وهو يضحك بخفة : يبدو أنك انسجمت مع هذه الآنسة يا آلبرت ، فقد بدأت بالأخذ والعطاء معها بسهولة ..

رمقته بنظرة غاضبة وقلت محاولاً السيطرة على نبرتي الهادئة : ألا زلت تستطيع الضحك بعد كل ما فعلته بي ؟؟ يبدو أن ندمك وأسفك لم يكن سوى كذبة ..
مُحيت تلك الإبتسامة عن شفتيه ، وقال وقد انقلب وجهه : ليس الأمر وكأنني نسيت أنا .......

رفعت يدي إلى وجهه قائلاً : كفى أعذاراً واهية ، غادر المكان لو سمحت ..
اقترب مني ياماتو وأمسك بيدي الموضوعة أمامه ، وقبل أن يتفوه بكلمة جذبت يدي نحوي وقلت بنبرة عالية : قلت كُفّ عن الإعتذار وغادر حالاً ، لا أطيق سماع صوتك يا ياماتو ..

ظهرت على ملامحه الوسيمة علامات الضيق والشحوب ، وأخذ ينظر إلي بإنكسار في حين أنني أبادله النظرات الحارقة ..

بقينا نتبادل هذه النظرات لفترة ، وقلبي لم يعطف عليه ولو قليلاً ، ما فعله بي ليس بالأمر القليل ، ونظراته المنكسرة لن تكون سبباً في عفوي له ..

أشاح هو بنظره بعد أن وصلته رسالتي ، وقال بإبتسامة صفراء : سأغادر الآن يا آلبرت لكنني سأعود في وقت لاحق ، إلى اللقاء ..

غادر ياماتو الغرفة يجر وراءه أذيال الخيبة والحزن ، بينما أرحت أنا رأسي على الوسادة ، وأغمضت جفوني لإراحة عيني، لكن صوت حاد اخترق أذني عن قرب : أنت شخص قاسي حقاً ، كيف تركته يذهب وهو حزين هكذا ، ياماتو المسكين لا يستحق حقاً ما فعلته به ..

فتحت عيني الأيمن بينما الأخرى مغلقة ، وكما ظننت كانت شينا المزعجة واقفة بجوار سريري ووجهها مقابل لوجهي ، لذا كان صوتها قريب مني جداً ..
قلت بملل : أبعدي وجهك القبيح عني أرجوك ، رائحة أنفاسك كريهة جداً ..

صدقت شينا ما قلته ، وتراجعت إلى الوراء بسرعة واضعة يدها على فمها بإحراج ، لم أستطع منع نفسي من الإبتسامة ، فقد كانت ردة فعلها مضحكة للغاية ..

نظرت إلي بحنق حين أدركت أني كنت أتلاعب بها ، بعدها رفعت قبضتها عالياً لتوجه لي لكمة ، لكنني استطعت الإمساك بقبضتها قبل أن تصلني وقلت بإبتسامة مستفزة : هذه الأيادي الهزيلة مهمتها تنظيف المواعين وتكنيس الأرض ، وليس لتوجيه لكمة للرجال ..


حاولت الإفلات مني لكني بقيت أمسك بها بقوة ، وهي تسعى جاهدة للتحرر مني لكن دون جدوى ، وحين شعرت أن محاولاتها تبوء بالفشل اتخذت طريقة أخرى للإفلات مني ، وبدأت تقوم بخمش يدي بتلك اليد الحرة ..
نظرت إليها وقلت ضاحكاً : أأنت قطة أم ماذا ؟؟
قالت بتجهم : دعني أيها الغبي ، أترك يدي أنت تؤلمني ..
-أنت من أتيتِ إلي بقدميك وحاولت مد يدك الهزيل هذا علي ، لذا يجب أن تتحلمي غبائك ..

رمقتني بنظرة ثاقبة وبعدها انحنت قليلاً لأشعر بلحمي يكاد أن ينتزع من مكانه ، ضربت رأسها بقوة لتبتعد عني وهي تبتسم بإنتصار ..

مسحت فمها بذراعها قائلة بإبتسامة ماكرة : تستحق ذلك ، أنت من جلبت هذا لنفسك ..
نظرت إلى يدي التي طُبعت فيه آثر أسنانها وازرق لونه لأنطق بغيظ : أيته المتوحشة انظري ماذا فعلتي بيدي ، لن يزول آثاره بسهولة ..

قالت وهي تخطو نحو سريرها : هذا لتعلم أنني لست بعادية ، ولا تجرؤ على مواجهتي ثانيةً ..

كلما قلت لها كلمة ردت علي بعشرة ، فعلاً كم هي نزقة ومزعجة ، لابد من أن أتجاهلها ..
هذا ما أخذت أردده في نفسي ، ومهما وصل بي الغضب لابد من أن أظل هادئاً ..


لكن المزعجة لم تدعني وشأني وظلت تحاول إستفزازي ، وبقيت تسخر مني دون توقف ، تصرفاتها كالأطفال تماماً ، ولا يبدو كتصرفات البالغين أبداً ، لابد أن هناك خللاً في دماغها ..
وبما أنني العاقل هنا لن أبالي بما تقوله ، وسأعتبرها مجرد مريضة نفسية ، وهذه هي الطريقة المُثلى للتعامل معها ..

الشيء الذي يرهق تفكيري ليست قدمي المشلولة ، ولكن أمي المسكينة وفيفي الصغيرة ، هما أكثر من أحمل همها ..
حتى الآن أمي لا تعلم بما حصل لي ، فأنا لا أذهب إليها إلا في يوم الأحد والذي هو يوم عطلتي ، ولا أعلم حقاً كيف سيكون ردة فعلها حين تراني هكذا ..
شللي سيؤثر على عملي ،ولا أظن أن السيد كودو سيسمح لي بالعمل وأنا بهذه الحالة المزرية ، إذاً لابد وأنه سيطردني ..
وليس من السهل العثور على عمل يُسهل التعامل معها بهذين القدمين العاجزتين ..


تذكرت الحوار الذي دار بيني وبين والد ياماتو عصر هذا اليوم ..

(( أنهيت التحاليل وأعادني الطبيب إلى السرير ، وبينما كنت مستلقياً في مكاني سمعت صوت طرقات باب الغرفة قليلاً ، ومن ثم فُتح الباب ليظهر من ورائها والد ياماتو ..

لأكون صريحاً لقد تفاجأت من وجوده جداً ، فأنا لم أظنه سيأتي لزيارتي في المشفى ..
لم يكن بإمكاني الوقوف إحتراماً له ، كل ما استطعت قيامه هو الإعتدال في جلوسي ..

قلت بهدوء : أعذرني يا سيدي فأنا لا يمكنني الوقوف على قدماي لأرحب بك كما تعلم ..
جلس السيد كودو على الكرسي المجاور لسريري وقال : لا بأس يا آلبرت ، أتيت فقط للإطمئنان عليك لا غير ..
قلت ببرود : إنه للطف منك يا سيدي زيارتي ..

شبك السيد كودو أصابعه ببعضها ، ووضع ذقنه عليها وقال وهو يامقني بنظرة ثاقبة : هناك خادمة شهدت على كل ما دار بينكما ، وأطلعتني على أدق التفاصيل ، وأخبرتني أن إبني ياماتو هو من دفعك لتسقط أرضاً ، هل هذا صحيح ؟؟
اكتفيت بأن أومئ برأسي بإيجابية ليكمل السيد كودو : لكن وقبل أن يدفعك دار بينكما جدال بسيط فهو يريد منك أن تدعه وشأنه ليغادر المنزل ، لكنك رفضت ذلك لأنني أمرتك بمراقبة ياماتو وملازمته ، لكنك قلت له بعض الكلمات التي استفزته والتي كانت السبب الرئيسي لما أنت عليه الآن ، ما رأيك ؟؟

قلت بإحترام مرغماً : لن أنكر حرفاً مما قلته ، وأنا أقر بخطإي أمامك ، لذا أرجو المعذرة ..

- أنا لم آتي إلى هنا لمحاسبتك فحسب ، وبما أن إبني السبب فيما أنت فيه الآن فأنا سأتكفل بعلاجك ..
قلت بإستغراب : وهل هناك علاج لحالتي ؟؟
رد السيد كودو : سأكون صريحاً معك ، لقد تحدثت مع الطبيب حول إمكانية علاجك ، وأخبرني أن هناك أمل في أن تعود إلى ما كنت عليه سابقاً ، وأن هناك طبيب بارع في الجراحة يستطيع الإشراف على عمليتك ..
-وأين ستكون العملية ؟؟
-لن يكون العلاج هنا في اليابان وإنما في أمريكا ..

صمت أفكر في الموضوع قليلاً ، لأسمعه يكمل بنبرة غريبة : لكن يا آلبرت لن أخفي عليك شيئاً فهناك شيء مهم يجب أن تعلمه ..
تسلل الخوف إلى قلبي ، وانكمش وجهي ليقول السيد كودو بحذر وبطئ وهو يراقب تعاليم وجهي : نسبة نجاح العملية لا تتعدى الأربعين بالمئة ..


٤٠٪ !!!
هذا جنون حقاً ، كلامه هذا يعني أنه لا أمل لي بالسير ثانيةً ، شددت على غطاء السرير وأنا أتمتم بهدوء مصطنع محاولاً إخفاء البراكين التي في داخلي: ألم تقل أن من سيجري لي العملية جراح ماهر ؟؟ كيف تكون هذه النسبة الضئيلة هي نسبة نجاح العملية ؟؟


نطق السيد كازوما : لو أجرى لك جراح آخر العملية لكانت نسبة النجاح لا تتعدى الواحد بالمئة ، لذا كن متفائلاً قليلاً ..
أملت زاوية فمي قليلاً ، النسبة لم تصل إلى النصف بعد ، من الغباء أن أكون متفائلاً وهذه نسبة ضئيلة جداً .. ))

الشيء المغضب أكثر أن ياماتو المغفل يبدو متحمساً جداً لرحلة العلاج هذه ، وأنا واثق أنه لم يعلم أن نسبة نجاح العملية منخفضة كثيراً ، لو كان يعلم لم يكن بهذا الحماس ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-14, 09:00 PM   #59

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




==============================================

~ راي ~

صخرة عملاقة وقعت على رأسي ، هذا ما أشعر به الآن ، لم يستطع قدماي التحمل أكثر لذا هويت على الأرض ليلتقطني يد الطبيب الذي قال بقلق : يا آنسة هل أنت بخير ؟؟

ماهذا السؤال الغبي ؟؟ كيف أكون بخير وأخي في غيبوبة لا أحد يعلم متى سيفيق منها ، والأدهى من ذلك أنه ترك أمر الرهينتين بين يدي ، وألقى بالإنتقام على كاهلي ..


أنا لست بارعة في التخطيط والقيادة ، ولا أبرع في مثل هذه الأمور ، فماذا يمكنني أن أفعل بعد ساي ؟؟
أي مصيبة هذه ؟؟ أي كارثة أمر بها الآن ؟؟ أأُكمل الطريق الذي سار عليه ساي وأستمر في رحلة الإنتقام هذه ؟؟ أم أكتفي بقتل الرهينتين فقط ؟؟


- سيدتي.. أسف على ما حصل مع السيد ساي ..
هذا الصوت ذو النبرة المترددة انتشلتني من دوامة الحيرة ، وحين وقع بصري على المتحدث لم أستطع تمالك نفسي ..

صرخت في وجهه المغطى بالجروح وبعض الكدمات : يا عديم النفع لماذا لم تصب بأذىً بالغ بينما أخي في غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت ؟؟ أنا متأكدة من أنك تسببت في الحادث متعمداً ..

قال السائق البالغ من العمر الأربعين ، وهويتراجع إلى الوراء بخوف : لا يا سيدتي أنا لم أتعمد فعلها صدقيني ..


لم أكن لأصدق ما يقوله ، لذا اقتربت منه والغضب قد أعماني ، بسببه أنا في ورطة كبيرة ، ففقدان ساي العقل المدبر يعني هلاكي ..
قلت وأنا لازلت أخطو بخطواتي الطويلة نحوه : أنت كاذب ، لن أدعك حياً ، سأحجز لك سريراً بجوار أخي أيها الخائن ..

أوقفتني يدين ضخمتين وأتبعه صوت غليظ يقول : ما قاله السائق صحيح ، فالحادثة ليست متعمدة ، والخطأ لم يكن منه ، بل من سائق الشاحنة الأخرى ..
إلتفت إلى الرجل الذي يرتدي بدلة عسكرية وقلت بغضب : وأين هو الآن ؟؟ لن أسامحه على ما فعله بأخي أبداً ، كيف يقود بتهور هكذا دون الحفاظ على أرواح الآخرين ؟؟ حياة الإنسان مهمة ، وهو كاد أن يزهق روح أخي بسبب إهماله ..


قال الشرطي محاولاً تهدأتي : أيتها الآنسة سائق الشاحنة لم يكن متعمداً ولا مهملاً ، كل ما هنالك أنه قد أُصيب بالألم في رأسه فجأة وفقد السيطرة على الشاحنة وحصل بعدها ما حصل ، وبعد التحاليل اكتشفنا أن السائق مصاب بورم في رأسه وهذا ما سبب الألم ..

قلت وأنا أدفع يده الممسكة بي : هذا ليس عذراً أبداً ، لماذا ساي الوحيد الذي أصيب إصابة بالغة بينما سائقنا وسائق الشاحنة قد خرجا من الحادث بإصابات طفيفة ؟؟ لا بد أنهما متآمران عليه ..


اقترب السائق مني قائلاً : الأمر ليس كذلك يا سيدتي ، لا تشكي فيّ أرجوك أنا عملت لديكم عدة سنوات ولم أفكر يوماً في التآمر عليكما ..
قلت بحدة : ولماذا لم تصب بأذى ؟؟
-الشاحنة قد اصطدمت بنا في الجهة التي كان السيد ساي جالساً فيها ..


قلت بسخرية مريرة : إذاً أنت تلقي باللوم على الحظ السيء ؟؟ أنت تحاول أن تنجو بنفسك أنا واثقة من هذا ..
أفزعني صوت الشرطي الذي قال بنبرة صارمة : كفي عن توجيه الإتهامات الباطلة إلى رجل بريء ، أقدر أنك حزينة على أخاك ، لكن إلقاء اللوم على الآخرين أمر سيء يا آنسة راي ..

في هذه اللحظة أتاني صوت كودو الذي أتى لتوه وقال : هل أنت بخير يا راي ؟؟
نظرت إليه بحزن قائلة : أخي في غيبوبة ولا أعلم متى يستفيق كيف تريدني أن أكون بخير ؟؟
قال كودو وهو يوجه خطابه للطبيب : أليس هناك أي طريقة لعلاجه ؟؟
قال الطبيب بإحترام : لا يا سيد كودو ، لقد بذلنا جهدنا لمساعدة المريض وهذا آخر ما يمكننا فعله ..

طأطأت رأسي بحيرة ، ماذا أفعل الآن ؟؟ يجب أن أحل مكان أخي وأمسك بزمام الأمور ، ويجب أن أبدأ من الآن حالاً ، ويجب أن أرى ما إذا سارت الخطة التي رسمناها قد سارت جيداً ، يجب أن أجمع الأعضاء حالاً وبسرعة ..

نظرت إلى كودو وقلت : عزيزي أنا مغادرة الآن إلى منزل أخي ، لدي شيء مهم يجب أن أقوم به ، ربما سأتأخر في العودة لا تنتظرني ..
-أأرافقك يا راي ؟؟
أجبت بسرعة : لا لاأريدك أن ترافقني ..
وحين أحسست أنني كنت فظة قليلاً ، تداركت الأمر قائلة بنبرة تصنعت الحزن فيها : أحتاج أن أكون لوحدي لفترة ..
أومأ كودو رأسه بتفهم قائلاً : حسناً كما تريدين ، انتبهي إلى نفسك يا راي ..


استدرت مغادرة المشفى ، وأخذت أمشي في ممرات المشفى للوصول إلى المخرج ، لكنني لاحظت أن السائق يلاحقني ، إلتفت إليه متسائلة : ماذا تريد مني لتلاحقني ؟؟
أخذ ينظر يميناً وشمالاً بتوتر ، وبعد أن تأكد من أن لا أحد حولنا قال هامساً : هناك شيء مهم أخبركِ به يا سيدة راي ..
-وما هو ؟؟
-لقد كان السيد ساي غاضب جداً وهو لم يكف عن التفوه بكلمة خائن طوال الوقت ..

قطبت حاجباي بإنزعاج قائلة : ومن كان يقصد بالخائن ؟؟
أجاب السائق : لا أعلم حقاً من يقصد بكلامه ، لكنه كان يقول بأن الخائن قد يتسبب في إلقاء القبض عليه ، وأنه يعلم بجرائمه كلها وشيء من هذا القبيل ، لكنه لم يتفوه بإسمه بشكل صريح ..


ها هو ذا مصيبة أخرى تثقل كاهلي ، أمن المعقول أن شخصاً من الذين يعملون مع ساي يخطط لخيانتنا ؟؟ ماذا سأفعل الآن ؟؟ أنا واثقة من أن الخائن سيستغل غياب أخي ويلقي القبض علينا ، لابد أن أتصرف بسرعة ..

خرجت بسرعة من المشفى وتوجهت نحو سيارتي الحمراء ، وأرسلت إلى أتباع أخي رسالة جماعية طلبت فيها منهم القدوم إلى منزل ساي لنقاش أمر هام ، والغائب سيُعامل معاملة الخائن ..


================================================



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-14, 09:06 PM   #60

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





~ كازوما ~

بينما أقوم بمراجعة الأسئلة على حاسوبي المحمول ، لتكون غداً جاهزة ومكتملة ، لمحت هاتفي الموضوع على المنضدة يهتز معلناً عن وصول رسالة إلى الهاتف ..

أمسكت بالهاتف لينتابني شعور بالدهشة والإستغراب ، فقد كانت راي هي المرسلة ، إنها المرة الأولى التي ترسل فيها رسالة إلي ..
فتحت الرسالة وعيوني تلتهم أحرفها بفضول ، وعند انتهائي وقفت بسرعة تاركا كل شيء ورائي وغادرت المنزل بسرعة ، متوجهاً نحو منزل ساي ..


كنت أقود السيارة بسرعة جنونية ، ربما سيتسنى لي رؤيتهما ، فقد اشتقت إليهما كثيراً ، ولو كان هناك تعبير أقوى من الإشتياق لكان هذا هو التعبير الأصح لما أشعر به الآن ..

وصلت إلى المنزل لأجد عدة سيارات أخرى مرصوصة في المواقف ، غادرت السيارة متوجهاً نحو فيلا ساي ، وحين فتحت الباب وجدت الجميع واقفين بملل في الصالة الرئيسية الكبيرة ..


لم أبالي بأحد وعيوني تبحث عن شخص ما ، الشخص الذي يجب أن يكون هو من يرافق أبنائي ، وحين وقع عيني على الرجل ذو الشعر البني رحت إليه مسرعاً ، وأنا أقول بلهفة واضحة : أين هما الآن يا يوما ؟؟
قال بإستغراب : أتقصد ساي وراي ؟؟ لا أعلم حقاً ..

قلت بغضب : لا أيها الأحمق أعني كيم وكين ..
تكلم بملل : إنهما في المنزل الآن يغطان في نوم عميق ، لا تنسى أن موعد نومهما كان قبل ثلاث ساعات ..

رفعت معصمي لأرى الساعة السوداء التي أرتديها قد أشارت xxxxبها نحو الساعة الثانية عشرة تماماً ، شعرت بالإحباط كثيراً لهذا ، ماكان يجب أن أشعر بالحماسة هكذا أبداً ..

أخذت عيناي تجوبان أرجاء المنزل بملل ، إنه منزل كبير حقاً ، والقطع الفاخرة واللوحات الثمينة تزين المكان كله بطريقة راقية ، والثريا الضخمة التي أعلانا وبأضوائها الخافتة تزيد من جمال المكان ..

ساي اللعين ماكان ليصل إلى مثل هذا الثراء الفاحش إلا بعد أن بدأ سلسلته الإجرامية التي يسميها عدالة ..
لم أعد إطيق البقاء مع ساي ولا أخته المزعجة بعد الآن ، أريد أن أتخلص منهما تماماً ، وأعيش بسلام كما كنت في السابق ..

قلبي يتقطع على جوليا بعدد شعرات رأسي ، لكن ليس بيدي أي حيلة ..
فُتح الباب الرئيسي ليدير الجميع رؤوسهم نحوه ينظرون إلى راي التي دخلت المنزل للتو ، وملامح وجهها لا يبدو كما العادة ..

تقدمت نحونا وهي تقول : قد تتسائلون عن سبب تجميعي لكم في هذا الوقت المتأخر صحيح ؟؟
أومأ الجميع برؤوسهم لتقول هي : لنذهب أولاً إلى غرفة الإجتماع ..


سرنا جميعاً نحو الغرفة الموجودة في الطابق الأول ، والتي كانت خاوية تماماً إلا من طاولة طويلة وكراسي موزعة على طرفيها ..


اختار كل منا مكانه وجلس عليها ، في حين وقفت راي تترأس الطاولة وهي تقول : أولاً أريدكم أن تكتبوا اسم أذكى شخص هنا ويمنع عليكم ترشيح نفسكم كأذكى شخص هنا ..

قال أحدهم بطريقة مستفزة : وماذا إذا كنت أظن أنني الأذكى هنا ، أأنا مجبر على كتابة اسم آخر ؟؟
أجابت راي بحدة : كفاك تحامقاً وقم بالتصويت الآن ..


ألقيت نظرة خاطفة إلى الجميع ، لم أتعرف عليهم جيداً بعد ، لذا لن أستطيع الحكم على نسبة ذكائهم ..
لكن من خلال إحتكاكي السطحي بهم أدركت من هو الأقل دهاءً ولم أتردد ثانية في كتابة اسمه ..
لا أعلم في ماذا تفكر به راي ، وما مقصدها من هذا كله ؟؟ ولماذا لم يظهر أخوها ساي بعد ، هناك شيء مريب يحصل !!


انتهينا جميعاً ومررنا الاوراق لتصل إليها وتنظر إلى كل ورقة وما كُتب فيها ، وبعد دقائق نطقت : سيد يوما قف أرجوك ..
وقف يوما لتكمل راي : تم ترشيحك كبديل لساي ، وستكون أنت المسؤول عن كل ما يحصل من الآن فصاعداً ..

علت الدهشة معالم الجميع ، فلماذا يتم تنصيب بديل لساي ؟؟ أمن المعقول أن هناك شيء حصل له ؟؟
تحدثت راي بعد أن لاحظت على وجوهنا الإستغراب : قد تتسائلون أين ساي ، وأنا لن أكذب عليكم فأنتم ستعلمون مابه عاجلاً أو آجلاً ، هو الآن في غرفة العناية المركزة ولا نعلم حتى الآن متى سيفيق منها ..

ما تفوهت به للتو لم يبعد عنا الدهشة ، وإنما زادتنا حيرة على حيرتنا ، وأخذنا نمطرها بأسئلة متنوعة ..


ضربت بقبضتها الناعمتين الطاولة ليتوقف الإنهمار ويعم السكوت لثواني وما لبث أن انكسر حين هتفت راي بحدة : لا شأن لكم بالتفاصيل الغير ضرورية ، وإن كنتم فضوليين جداً ، فانتظروا حتى الغد فما حصل لأخي سسيكتب في الجرائد حتماً بلا شك ..

كانت محقة فيما قالته وهذا ما أسكت الجميع ، كان قلبي يرفرف سعادة عند سماعي لهذا الخبر ..
ساي في غرفة العناية المركزة !! هذا أروع خبر يمكن أن أسمعه ، سيخف الضغط علي قليلاً ، وأستطيع التخطيط دون قلق من أن يكتشف ساي شيئاً ، كم هذا مريح فعلاً ..

قالت راي : قبل أن تنصرفوا أخبروني هل نجحت الخطة التي رسمها أخي ؟؟
ابتسم أحدهم بمكر وهو يقول : نعم ، لقد تم تنفيذ الخطة بحذافيرها ، والأمور تسير كما خططنا له ..


قطبت حاجباي متسائلاً : عن أي خطة تتحدثون عنها ؟؟
إلتفت إلي الرجل وقال بإستغراب : ألم تعلم بما حصل هذا اليوم ؟؟
تحدث يوما : ساي لم يُرد لكازوما أن يعلم بالخطة إلا بعد أن يتم تنفيذها ، ولهذا هو لا يعلم شيئاً عن الأمر ..

شددت على قبضتي بتوتر ، أي مصيبة أقبلوا عليها هؤلاء المجرمين ؟ ولماذا لم يطلعوني على تفاصيلها ؟؟
قلت بتجهم : الأمر لا يعجبني البتة ، لماذا أنا الوحيد الذي لا يعلم شيئاً ؟؟ ألا زالتم تشكون في إخلاصي ؟؟ سئمت من طريقة معاملتكم لي ككلب في المجموعة ..
وضع الرجل القابع بجواري يده على كتفي وقال مواسياً لي : لا تبتئس فهكذا يُعامل الجدد دائماً ، وكلنا مررنا بتجربتك ذاتها ، لكن مع مرور الوقت ستزداد ثقتنا بك إذا قمت بإنجاز عظيم ..

إلتفت إليه لأرى وجهه فإذا بي أراه ملفوفاً بالضمادات ، وأدركت أنه هو ذاته الذي حُرق وجهه بالزيت الحار ..
أبعدت يده عن كتفي وقلت وأنا أشير بيدي بإشمئزاز : أبتعد عني لا أريد شخصاً مثلك أن يشفق علي ..

احتدت نظراته كثيراً ، ويبدو أن حركتي تلك جعلت الدماء تغلي في عروقه ، وصدق حدسي حين وقف رافعاً بقبضته في الهواء في حين أنه يصرخ بحنق : أنت تريد مني أن أقتلك أليس كذلك ؟؟

لم أرتعب من نظراته إطلاقاً ، ولم ألقي بالاً لنبرته العالية ، حتى أن حركته لم تحرك فيني شعرة واحدة ..
هذا كله كذب !!!

أشعر أن قدماي لا تقويان على حملي ، ولو كنت واقفاً لسقطت على الأرض كورقة شجر جافة من على الشجرة في فصل الخريف ، وقبضته التي في الهواء جعلت كل شعرة من جسدي تقف ..


أسعفني صوت يوما الذي قال بصرامة : أنزل قبضتك ، هذا ليس وقتاً للشجار ..
شعرت بأريحية حين عاود الأصلع الجلوس في مكانه وهو يتأفف عالياً ..


انتهى الإجتماع الممل وانصرفنا جميعاً ، وكل منا عاد إلى منزله ، فتحت باب المنزل بالمفتاح وحين دخلت ألقيت نظرة في المكان ، لقد أصبح المنزل خاوياً تماماً في الآونة الأخيرة ، أصوات ضحكاتهم وبكائهم وهمساتهم وكلماتهم كلها افتقدتها ..
الوحدة التي أشعر به الآن أشد من الوحدة التي شعرت بها يوم وفاة زوجتي ، إنهرت على الأرض بضعف من ذكرى زوجتي ..


لقد وقعت في مصيبة كبيرة ، وتورطت مع مجموعة من الأشرار والمجرمين الذين تجردوا من معاني الإنسانية والرحمة ، وكان على طفلاي دفع الثمن ..

على الرغم من أنني وعدت زوجتي من حماية أبنائي والإهتمام بهما إلا أنني خنت هذا الوعد ، فها أنا الآن لا أعلم عنهما شيئاً ، ولا عن مكانهما أبداً ، ما يثبت لي أنهما أحياء حتى الآن هو وعود ساي التي لا أعلم ما إذا كانت صادقة أو لا ..
ما هذه الحياة البئيسة التي أعيشها الآن ؟؟


=================================================

في صباح اليوم التالي

~ ياماتو ~

على مائدة الفطور ، كنت أتناول طعامي وكل ثانية تتوجه أنظاري نحو راي لا شعورياً ، وعدت أنظر لطبقي مجدداً ..
يا إلهي أشعر بتوتر شديد ، ما يغضبني أنها هادئة تماماً كما لو أنها لم تفعل شيئاً ..

أنا قلق من أن يعرف أبي بما حصل ، وحينها لا أظن أنه سيتركني حياً ، والأمر الآخر هو أنني أخشى أن تكرر فعلتها مجدداً ، حينها لا أعلم ماذا قد أفعل بها ..

انتهينا جميعاً من تناول الطعام ، وحين نهضت تحدث أبي : قبل أن تذهب إلى مدرستك تعال إلى مكتبي فهناك ما أريد أن أريه إياك ..

نظرت إلى راي مباشرةً ، لتبتسم لي بغموض ، أومأت برأسي ولحقته إلى مكتبه وأنا أتصبب عرقاً ، أتراه قد علم بما فعلته تلك اللعينة راي ؟؟ وإن كان الأمر كذلك لماذا يستدعيني أنا فقط ؟؟
أو ربما تكون راي قد غيرت الأحداث حيث تظهر في الحكاية كالمظلومة ، وأنا الظالم والمعتدي ، نعم هذا هو ما حصل بالتأكيد ، وإبتسامتها هو الدليل على هذا ..


دخلت المكتب بعد أبي وقلبي لم يكف عن الخفقان بخوف ، وحين وصل إلى مكتبه والتفت إلي شعرت بأن قلبي يكاد أن يخرج من مكانه ..
فتحت فمي لأتحدث لكن أبي كان الأسبق : انظر إلى هذا يا ياماتو ..
نظرت إلى يده المدودة نحوي وفيها جريدة هذا اليوم ، أمسكت بالجريدة وقلت : وماذا تريدني أن أفعل بها ؟؟
- ألقي نظرة عليها ..

لا أعلم ما يجول في خاطر أبي ، لكنني نفذت ما أمر به ، وأخذت عيناي تجولان على مواضيع هذه الصفحة ، ليلفت نظري صورة لفتاة أعرفها موضوعة بجوار خبر كان عنوانه { فتاة تقتل والدتها وأخوها وتلوذ بالفرار }
لم أصدق عيناي أبداً ، لابد أنها ليست هي وإنما شبيهتها فقط ، بدأت بقراءة المقال بسرعة وحين وقع عيني على الإسم تأكدت شكوكي ، وظهرت الدهشة على ملامحي ..

أتاني صوت أبي الذي قال : يبدو أنك قد وصلت إلى ما أريد قوله ..
رفعت رأسي إليه وأنا أقول بنبرة مرتعشة : هذا كذب ، روز لا يمكن أن تكون قد فعلتها ..
- الأخبار لا تكذب ، والدليل بين يديك ، وإن أردت التأكد أكثر فاذهب إلى منزلها لتجد الشرطة تحقق في قضية الجثتين ..
ثم أردف بسخرية : أنظر إلى الفتاة التي كنت تصاحبها أيها الأحمق ماذا فعلت ..
تمتمت مكذباً : لابد أن هناك لبساً في القضية ، روز لا يمكن أن تقتل أحداً ،كما أنه ليس هناك دافع لتقتلهما ..

قال أبي : يبدو أنك لم التقرأ الخبر كاملاً ، لقد كانت والدتها وأخاها يعاملانها بقسوة ووحشية ، وهذا ما أكده زوج والدتها ، وهي قتلتهما بعد أن ملت من الجحيم التي هي فيه ، وبعدها ولت هاربة ، ولو كانت بريئة كما تقول لما اختفت بعد الجريمة ..
ألقيت بالجريدة أرضاً ، و صحت بإنفعال : لن أصدق ما سمعته حتى تقر روز بنفسها ، وأنا سأذهب لسؤالها وأرى ما إذا كان هذا صحيحاً أو لا ..

أصدر أبي ضحكة قصيرة ساخرة وقال : لقد اختفت أيها الأحمق ولا أحد يعرف مكانها ، حتى أنهم سألوا صديقك الآخر وأجاب بأنه لا يعلم مكانها ، وحينما أرادوا التحقيق معك أخبرتهم بأنك لا شأن لك فيها ، وأنك قد قطعت علاقتك معها منذ زمن ..

فهمت ماكان يقصده بالآخر ، والذي هو سوبارو ، لكن هذا غريب حقاً ، أين يمكن أن تكون قد ذهبت روز ؟؟ لابد أن أجدها مهما كلف الثمن ..
لكن كيف يا ترى ؟؟
وحتى لو وجدتها كيف سأخلصها من الورطة ؟؟

الشيء الذي يضايقني كثيراً هو أنني وعلى الرغم من أنني أُعتبر كصديق لها إلا أنني لم ألاحظ أنها تعاني من أسرتها ، لم تقل يوما أن عائلتها تعاملها بقسوة ، هل كانت لا تثق بي ولهذا لم تخبرني بأمر كهذا ؟؟
آآه يا روز لماذا أخفيت أمر كهذا عني ؟؟


.. نهاية الجزء ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟؟
كيف حالكم ؟؟ أتمنى أن تكونوا بألف خير
البارت ليس بقصير كما ترون ، واحتوت الكثير من المفاجئات
كما أن هناك شخصية جديدة ظهرت اليوم والتي هي شينا
هي لن تكون فتاة عادية وسيكون لها دورها ، ولهذا تم ذكرها سابقاً في إحدى الفصول
مهمتكم لهذا الأسبوعهو أن تعرفوا من هي ومتى ذكرناها ، وماذا سيكون دورها >> إذا علمتم متى تم ذكرها ستعلمون دورها جيداً
قراءة ممتعة للجميع
في أمان الله





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.