آخر 10 مشاركات
285 - أنين الذكريات - هيلين بروكس (الكاتـب : عنووود - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree28Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-14, 03:21 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




لجــين


بعد مرور عدة أيام

كانت تجلس في جناحها وتتحدث عبر هاتفها الجوال

لجين : هههه يقول نتفاوض لابد وأنه جن ولكنني سألقنه درسا بهذا الطلب سأذهب لمقابلته

راشد : لجين لا تتمادي في الأمر قد تضري نفسك

لجين : وماذا يعني أن أموت ... لا يهم


راشد : لقد حذرتك وما عليا إلا حمايتك قدر المستطاع

لجين : أخبرتك سابقا إن حدث لي شيء فلا تبحثوا عني قبل الأربعة والعشرين ساعة التي حددتها

المخابرات ... خالي لا تفسد مخططاتي متأكدة أنه سيحاول الإمساك بي وهي ستكون فرصتي

راشد : ليس أمامي إلا أن أقول حسننا

أغلقت لجين الخط من خالها واتصلت برائد

رائد : هل أنتي مستعدة للقائه

لجين : كل الاستعداد

رائد : هل من أوامر

لجين : في حال اختفائي في أي ظرف وأي وقت أكمل المهمة خلال الأربع وعشرين ساعة قبل

أن يتم تحريري اتفقنا

رائد : اتفقنا

أغلقت لجين الهاتف وقامت متجهة لخزانتها ارتدت بنطال من الجينز الأزرق المزركش بالأبيض عند

الحزام والجيوب والأطراف وقميص ابيض يصل لحافة الحزام و جاكتة بيضاء تصل للحافة السفلية من

الجيوب بأزرار زرقاء و تركت شعرها منسدل على ظهرها وكتفيها بإهمال راعت أن تكون أقرب للغربيات

في مظهرها مع بعض التكلف وبدون أي إكسسوارات أو ماكياج واتصلت بمدير أعمال غافر



في مكتب غافر

نادر وهو يدخل المكتب : سيد غافر إنها قادمة لمقابلتك

غافر : وأخيرا تصدقت علينا برؤيتها فلننظر ماذا تريد

نادر : أجل .... لننهي الأمر

بعد نصف ساعة

السكرتير طرق الباب ودخل : فتاة تطلب مقابلتك في الخارج بلا موعد تقول أنها ستغادر

حالا ... ولكن عليك مقابلة السيد .....

قاطعه غافر : أدخلها فورا

السكرتير : حاضر سيدي

بعد ثواني أنفتح الباب دون طرق ودخلت لجين بحضور أنثوي قوي وخطوات ثابتة يتبعها حارسين

أذهلها للحظة ما رأت ... كان رجل يجلس على كرسي المكتب يرتدي عمامة على رأسه تغطي أطراف

وجهه الجانبية ويرمي أحد أطرافها بإهمال على كتفه الأخر لتغطي ذقنه ورقبته وباقي وجهه ملفوف كله

بالشاش ما عدا فتحة للأنف والفم وعين واحدة تكاد لا تُرى ويرتدي في يديه قفازات طبية مخصصة للحروق

بعد قليل تحولت نظرة لجين من الدهشة لابتسامة سخرية

غافر(في حضور هذه الفتاة المميز شيء لا يمد للغربيين بصلة ... لولا الاسم والبشرة ناصعة البياض

ولون العينين والشعر الغريب لقلت أنها عربية )

قال ببرود : هل أعتبر هذا شفقة منك أم سخرية

لجين ولازالت على ذات الابتسامة : يبدوا أن القدر بدأ يصفي حسابه معك يا غافر

غافر : وهل تظني أنك من سيكمل ما بدأه

لجين : مهما فعل بك فلن يصفي حسابي اتجاهك

غافر : حتى إن سحقني قبلك

لجين بحزم ونبرة حادة : لن يكون ذلك إلا على يدي ... وسأسحقك حتما ... أم تظن أن " نفق غاري "

و " جيسيكا " سينقدانك كما في ذلك اليوم ... قالتها وهي أشارت برأسها للوراء وعينيها على وجهه


غافر ( كيف علمت بما حدث ذلك اليوم .... هل هي من العصابة ... يبدوا أنها كانت هناك .... يستحيل

أن تعلم بكل هذا .... مستحيل ففارق العمر بينها وبين الحدث )

ضحك غافر بسخرية وقال : يبدوا أننا كنا زملاء عمل أم أنك تقصيتي عني أكثر من اللازم

لجين : لن أجيب عن سؤالك لأني أعرف مغزاه .... أعلم عنك كل شيء حتى الـ .....

غافر بصدمة ( يستحيل أن تعلم كل هذا ... هذه الكلمة سرية للغاية )

قال ببرود لكي لا تلاحظ توتره : لا تلعبي بالنار لكي لا تؤذيك

ضحكت لجين ضحكة رقيقة : النار لم توقفك عند حدك .... هذا يعني أنها لا تخيف

غافر : والمطلوب

لجين مررت أصبعها الإبهام على عنقها وباقي أصابعها مقبوضة ونظرت له نظرة انتقام

وقالت : رقبتك

ثم أشرت له بأصبعها السبابة وقالت : لكن قبلها تدميرك نهائيا

غافر بسخرية : هه وبأي صفة .... لن تخيفيني بهاذان الوحشان اللذان أحظرتهما معك

لجين : غيرهم في الخارج كثير... ولست آبه إن لم يأتوا معي ..... لا أحتاج إليهم

إن اختفيت فبعد أربع وعشرين ساعة ستكون في السجن ولكن قبلها سيتم تدميرك ... وحتى

موتي على يديك لا يعنيني فافعل ذلك أرجوك

ثم خرجت دون استئذان كما دخلت وتركت الجميع في دهشة

نادر : ما هذه برب الكون


غافر بغيظ : سحقا ... يبدوا أنها أخطر من الخطر الذي توقعناه

نادر : ماذا سنفعل الآن

غافر : عليا أن أعلم سبب كرهها وانتقامها أولا

نادر : ليس وقت معرفة الأسباب رأيت بنفسك من تكون


غافر بهمس : بلى .... عليا أن أعلم



وصلت لجين للقصر ركضت باتجاه غرفتها ارتمت على السرير وبدأت بالبكاء : أكرهك ....أكرهك

يا غافر ... لقد حرمتني من كل شيء ... من أبي ... من أمي ... من حياتي

حتى من أسمي وهويتي .... لن يهدأ لي بال حتى أراك تتعذب ... أقسم

ثم نهضت توضأت وصلت وجلست تستغفر الله كثيرا وتدعوا

ثم عادت وارتمت على السرير وقالت بحزن : كم اشتقت للين وأنين ترى هل هما بخير لين كم

أنا قلقة بشأنك .... لقد رأيت حلما سيئا يخصك ... لو أني فقط أستطيع الاطمئنان عليك وعلى آنين لو

كنتما معي الآن لوضعت لين خطة الاقتحام بدراسة دقيقة و جلبت أنين الملف في ساعة واحدة .... تلك


المشاكسة مدمنة الركض والتسلل



بعد مرور عدة أيام

نادر : سيدي لقد تم اختراق حساب أحدى الشركات من جديد إن لم نتدارك الأمر فسيتكرر

ثمة خبير في الاختراقات يفعل ذلك بالتأكيد

غافر : تبا ... لقد خسرنا مشروعين باليومين الماضيين وها هي المشاكل تانهال علينا من كل جانب

نادر : علينا أن نتصرف ... هي لم تضع شروطا حتى للتفاوض معها

غافر : بلى وضعت وها هي تقوم بتنفيذها بموافقتنا أو دونها " ابنة العصابات " تلك

نادر : هل سنتركها تفعل ذلك

غافر : هي تريد اللعب مع العصابة فلها ذلك إذا

نادر : ما الذي تنوي فعله

غافر أمسك هاتفه وطلب رقما معيننا

: .......

غافر: لقد وجدت المطلوب

: ........

غافر : بلى هذه المرة الأمر مختلف جدا

: .......

: هذه الصفقة ناجحة بالتأكيد ستصلكم التفاصيل و ستشكرونني

: .......

غافر : سنتفاهم على كل شيء

: .......

غافر : وداعا

نادر : هلـ ....

غافر : عليها أن تلعب مع أمثالها .... أما نحن فسنضرب عصفورين بحجر واحد




في قصر راشد

لجين : هههههه هل حقا فعلت ذلك يبدوا أنها فتاة شقية ... كم أتمنى التعرف أليهم

راشد : ستتعرفين عليها قريبا وعليهم جميعا فقط حافظي على حياتك لتتمكني من ذلك
لجين : لا أعدك .... ولكنني سأحاول

راشد : إن بقيتي على هذا الطريق فستضعينه على شفير الإفلاس

لجين : عليه أن يترجاني لأنقده كما فعل والدي ويترجاني أن أرحمه كما فعلت والدتي ولن

آبه له كما فعل هوا بهما

راشد : وما الخطوة القادمة

لجين : سنستمر في بعض المناوشات حتى أجد طريقة أحصل بها على الملف والقرص

راشد : لجين لا تقحمي نفسك في شراك العصابات

لجين : ذلك الملف سيكون نهاية غافر بالتأكيد وسنخلص البلاد من أحدى العصابات

أي أنه عصفورين بحجر

في اليوم التالي

كانت لجين جالسة في الطابق السفلي لمنزلها ترتدي بجامة حريرية خضراء اللون تعكس

جمال عينيها الخضراء الناعسة , تشرب قهوة الصباح وأمامها جهازها المحمول

دخل أحد الحراس : سيدتي رجل أسمه غافر في الخارج يصر على رؤيتك ويرفض المغادرة

لجين ( ماذا يريد هل وصلت به الجرأة للمجيء هنا ) : من معه

الحارس : لا أحد


لجين : رجل أعماله الحراس لا أحد منهم

الحارس : لا .... لا أحد منهم

نظرت لجين لثيابها ( لا يهم إن كنت بهذه الثياب لا يهمني مظهري أمامه ) : أدخله

دخل غافر ووقفت لجين تبتسم بخبث : ما سبب هذه الزيارة المفاجئة

غافر نظر لها من أعلى لأسفل ( لو وجدتك بغير ثياب النوم في المنزل لشككت في كونك أجنبية )

قال بصوته البارد ذاته : لم تزورينا من مدة ففكرت في الاطمئنان عليك

لجين : هههههه لو أنك شخص آخر لصدقتك .... ماذا تريد

غافر : أهكذا تستقبلين الضيوف

لجين : من الآخر ... ماذا تريد

غافر : لماذا تفعلي كل هذا الذي تفعلينه بي .... السبب فقط

لجين : وهل لك وجه تسأل كهذا السؤال .... آه حقا ضحاياك كثر بالتأكيد ستنسى بسهولة

غافر : لا تجعلي نفسك أسوأهم

لجين ببرود ممزوج بالثقة : لم يتبقى لك إلا قتلي وأخبرتك لست آبه

غافر : أتوقع الكثير من فتاة العصابات


لجين : هههههه و أنت أبنهم المدلل أم نسيت
غافر : ماذا تريدين مني

لجين : القرص والملف

غافر: هااااه هكذا إذا ... ولمصلحة من تعملين

لجين : لمصلحة نفسي ... وأنا لا أطلبه منك أنا أخبرك فقط ... وبعدها سأخبرك لمصلحة

من أعمل وماذا أريد

غافر : لن تحصلي عليه


لجين : إذا سأستمر في إرسال الهداية الجميلة لك حتى أخده
غافر ( بالتأكيد ليست الفتاة ضالتي التي أبحث عنها ولكن لا مانع .. إنها تعجبني ) : سأعطيه لك بشرط

لجين بصدمة حاولت إخفاءها : والشرط


غافر : تتزوجينني
لجين : هههه ولليلة واحدة كالسابقات

غافر : لم أكن أعلم أنك تحبينني بهذا الشكل لتجمعي كل هذه المعلومات عني


لجين : أقسم أني سأقتل قلبي لو فكر في حب أمثالك

غافر ( لو لم تكوني من حثالة العصابات أمثالي لكان عرضي مختلف ) : حسننا سنرى إذا

لجين : ماذا ... هل ستقتلني ... هل ستقوم باختطافي ... أفعل ما يحلوا لك أنا لا أهتم لمصيري ليكن

ذلك واضحا لديك وكل شيء سيستمر حتى بموتي أو اختفائي

غافر : للمرة الأخيرة .... لا تلعبي معي كي لا تندمي

لجين : الند بالند وأرني أفضل ما لديك

خرج غافر وغادر المنزل متجها لقصره




دخل القصر ومدير أعماله يتبعه

نادر : ماذا حدث هل توصلت لنتيجة

رمى غافر بالعمامة على الكرسي وقال بغضب : أتصل لي بأمجد وليحظر فورا


نادر : حالا ... يبدوا أنه ليس من جديد

غافر : أسوء شيء أن تتعامل مع شخص لا يأبه بمصيره ولا يخشى الموت

نادر : إنها تقول ذلك لأضعافنا فقط

غافر : لا ... ذلك ليس تمثيل ... عيناها تقول مرحبا بالموت في أي لحظة

جلس وأجرى مكالمة


: .....


غافر : سأرسل لكم الصورة وأريد الجواز جاهزا في أقرب وقت
: .......


غافر : جيد شكرا ... ستكون الصورة لديكم في الحال

نادر : ماذا هناك

دخل أمجد ... رفع غافر رأسه باتجاه الباب الداخل منه وقال : ستعلم حالا

أمجد : مرحبا ... هل من خطب أنت لا تطلبني إلا في المشكلات


غافر: لأنه لا تأتي بك إلا المشكلات

أمجد : ماذا هناك

غافر : سأسافر قريبا وسأخد نادر معي .... سأترك لك كل أمور الشركات حتى أعود

أمجد : هل ستترك لي عدوتك اللدود وتذهب .... لا أعذرني

غافر : لا تقلق عدوتي لن تكون هنا ... سأعتمد عليك

أمجد : وأين ستكون هل ستأخذها في شهر عسل هههههه

غافر : لا تتحفني بسخافاتك ... كم مرة سأخبرك بذلك

أمجد : إلى أين ... وكم ستبقى

غافر : إلى إفريقيا ولكن عبر دولة أخرى من أجل العلاج و الإجراءات ثم إلى إفريقيا

أمجد : إفريقيا من جديد

غافر : هي لم تصبح في القديم يوما لتكون جديد ... سنبقى على اتصال أخبرني بكل شيء


أمجد : حسننا كما تريد ... كم ستبقى

غافر : لا أعلم .... سأخبرك في وقته





في منزل لجين وعلى الهاتف

لجين : لقد زارني اليوم


رائد : أقسمي بذلك .... لا أصدق

لجين : ولما سأكذب بهذا الشأن

رائد : وماذا يريد .... هل من جديد

لجين : يهدد ويتوعد ... رائد لا تنسى الاتفاق مهما حصل يا رائد


رائد : الذي تطلبيه مني صعب ... صعب جدا ولكنني وعدتك وسأفعل كل ما باستطاعتي

لجين : أخبرتك أن مصيري لايهمني المهم أن غافر يتحول لحطام .... مجرد حطام ... حتى إن


لم أرى ذلك بعيني

رائد : ماذا عن الخطوة القادمة هل ننفذ أم ننتظر قليلا


لجين : بل ننفذ لا تنتظر أي شيء نفذ على الدوام


رائد : لقد قدمنا التقارير وسيخسرون المشروع الثالث عما قريب

لجين : إذا سنبدأ في الخطوة التالية .... لن يكون انهيار عرشه سهلا

رائد : ولن يكون مستحيلا علينا أيضا

بعد مرور أسبوعين

نادر : سيدي إننا نتراجع بشكل كبير لقد أنقدنا أنفسنا مرات عدة ولكن الحرب معها قوية أخشى أن نخسر

كل شيء

غافر : لقد حانت ساعة الصفر أمهلني بعض الوقت فقط .... هل رتبت كل شيء

نادر : كل شيء جاهز ولكن أخبرني ما المخطط

غافر : ستعلم قريبا






رن هاتف لجين نظرت للمتصل فوجدت اسم " الوغد "


لجين : جيد لم نسمع صوتك منذ مدة


رفعت السماعة لأذنها


لجين : هل أردت الاطمئنان هذه المرة أيضا

غافر : بل أردت أتمام الاتفاق

لجين : عن أي اتفاق تتحدث

غافر : الزواج مقابل الملف


لجين ( أحمق يعتقدني أصدق أنه سيعطيني الملف ولكني سأحصل عليه ) : أعطني فرصة أفكر


غافر : وأفعالك بشركاتي ألن تتوقف

لجين : لا هي خارج الاتفاق


غافر : ومتى الرد

لجين : هههههه لا تستعجل

وأغلقت الخط في وجهه



نادر : هل تفكر في الزواج منها حقا

غافر : أجل عليا إنهاء المهمة بنجاح .... لن أتمكن من الوصول إليها إلا بهذه الطريقة .... سترى ما سأفعله

نادر : وهل صدقت أنك ستعطيها الملف

غافر : بالتأكيد لا ... ولكنها تدبر لأمر لتحصل عليه ... ولا تتوقع مفاجئتي التي أخبئها لها

نادر : ماذا بشأن السفر

غافر : في وقته كي لا يشك أحد

نادر : لقد وصلت الجوازات التي طلبتها أرسلوها للتو وفيها جواز لفتاة باسم لجين عامر

غافر وهوا يأخذ الجواز منه ويفتحه : أجل كل أوراقها التبوتية كانت معي وجواز سفرها ... لقد استبدلنا

صورة الصغيرة المنزوعة منذ سنوات بصورة ابنة العصابات تلك ... فلتعذرينا يا صغيرة سنستعير هويتك

قليلا

نادر : وهل ستعلم الفتاة أن هذا أصبح جواز سفرها

غافر : لا ... ما إن نصل هناك سنتخلص منه




في قصر راشد
راشد بغضب وهوا يتحدث عبر الهاتف : هل جننتي ... أم تصدقين أن غافر سيعطيك الملف

لجين : أعلم أنه لن يعطيني إياه ولكنها الطريقة الوحيدة لدخول عرين الأسد

راشد بغضب : لا تلعبي مع العصابات يا لجين ... أنا أستغرب أن غافر لم يقحمهم في الأمر حتى

الآن قد لا نستطيع أنقادك منهم الدولة تخطط للقبض عليهم بمساعدة دول أفريقية والمخابرات هنا لن

تساعدك بعد الآن

لجين : لا يهمني أمر العصابة .... لن يتم تدمير غافر إلا بهذه الطريقة .. الملف أهم عنده من حياته وسأجد

فيه بالتأكيد دليل ما فعله بوالدي وكيف قتله

راشد : لقد حذرتك وافعلي ما تريدين ولكن لا تلومي إلا نفسك

لجين : لما لا تفهموا أن سلامتي آخر ما أهتم لأمره .... وداعا خالي ولا تغضب مني .... أحبك

وأغلقت لجين الخط ( أعلم أنني ألعب بالنار و لكن لا سبيل آخر .. والموت لا يخيفني لأني سبق وعشته )

راشد : هذه الفتاة أعماها حقدها ولكن فلتعش ما اختارته لنفسها ... كله بسببك يا " غافر " أنت

من حطمها منذ طفولتها .. أنت من سرق منها كل شيْ حتى هويتها ... أنت من خلق بداخلها وحش

أسمه الانتقام .... لجين لن ترتاح إلا إذا فعلت ذلك ... فلتفعله إذا ... إما أن تموت وترتاح .... أو تنتقم

وتعود لحياتها الطبيعية )





في مكان آخر

لجين : هل فهمت جيدا ما طلبته منك يا رائد

رائد : أجل ... هل أنتي متأكدة أن السيد راشد موافق

لجين : نعم .... ولا دخل لك بشيء إلا ما كلفتك به

رائد : سأفعل ... ولكنك تعلمي أن غافر لن يتزوجك فقط لتكوني زوجته ... لابد وأنه يخطط لشيء

لجين : أعلم



بعد يومين .... في قصر غافر

رن هاتفه المحمول نظر لشاشته كان أسم المتصل " القطة الجميلة " أبتسم غافر ورفع الهاتف لأذنه

غافر : جيد لم تتأخري كثيرا

لجين : أوافق بشروط

غافر : موافق

لجين : ألن تعلم ما هي

غافر : أخبريني إن أردتي ولكنني موافق دون علم

لجين : لن تتزوجني لليلة واحدة فقط ولن تقترب يداك القذرة من جسدي

غافر : موافق


لجين : ستكون هذه الشروط في عقد الزواج
غافر : موافق

لجين ( لو أعلم لما تخطط ولكني لك يا غافر حتى لو كنت وحدي ) : حسننا

غافر : والآن شروطي

لجين : هل لك شروط أيضا

غافر : ليس أنتي فقط تضعين الشروط ... أنتي مستفيدة أيضا

لجين : وما هي

غافر : تعالي لوحدك لن أتزوجك أنتي وكومة حراسك وأحضري أوراقك وجواز سفرك أمامنا شهر

عسل ولا أعتقد أنكي تخافي مني لأن جدك سيلحقك في أي مكان

لجين : حسننا والمكان

غافر : نحن لا نسلم بضائع .... تعالي هنا لقصري بالتأكيد





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:15 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الرابع


آنـــــين




خرجت آنين من عند جدها بعد ا ن قرأت له بعضا من الكتاب وهي تضحك على بعض الكلمات محاولة فهم

شيء مما فيه وتوجهت للخارج وجدت شاكر وياسر هناك

شاكر : هيا يا أنين سنذهب لساحة الرماية ... عليك أن تتعلمي كيفية استخدام الأسلحة والرماية بها

آنين : هل سنذهب ثلاثتنا جميعا

ياسر :هل تمانعي

آنين : لا .... ولكنني أخشى أن تسرقنا وتسافر بنا هههههه

ياسر : هههههه

شاكر وهوا يضحك : هيا لنذهب

ركبت أنين في سيارة شاكر وركب ياسر سيارته و اتجهوا لساحة الرماية الموجودة بالقصر بعد ما

حملوا الأسلحة معهم

وصلوا و نزلت أنين : واااااااو المكان كبير من الخارج

شاكر : هيا تعالي لنراه من الداخل

آنين : لو أحظرنا زياد معنا لجعلناه هدفا هههه

شاكر : هههههه لن نجمعك أنتي وزياد في هذا المكان سنخرج بأحدكما ميت بالتأكيد

دخلوا المبنى وكان مكون من منصة للرماية ومجموعة كبيرة من الاهدااف على أرض ترابية واسعة

موزعة عليها بعشوائية

أنين بتفكير : وكأنني رأيت هذا المكان ... يبدوا لي في الأفلام

حمل شاكر السلاح وقال : أمسكي أنتي بالأخر جميع الأسلحة تفتح بنفس الطريقة ونفس الرمز

سأعلمك كيف تفتحينه أرتدي أولا سماعات الأذن من أجل الصوت كان ياسر يمسك مسدسه ويرمي الأهداف


في صمت كعادته

أمسكت آنين بالسلاح وأمعنت النظر فيه مطولا ثم قامت بسحبه وفتح الرمز بسرعة خاطفة ودون أن

يخبرها شاكر عن ذلك

نظرت آنين باتجاههم بدهشة ثم قالت : كيف فعلت ذلك

نظروا لها كليهما في صمت ودهشة

..... : يبدوا أن خالي كان يملك سلاحا مثله فهوا مخصص لكل العائلة لابد وأنه قد دربك عليه

التفت الجميع لمصدر الصوت

زياد : لماذا لم تخبروني أنكم قادمون إلى هنا هل كنتم تفكرون بالهرب مني

شاكر : لن نتمكن من التركيز في شيء و أنت موجود معنا .... إنك تشتت الانتباه

زياد : لا لا لا لم أحب هذا منك يا ابن الخال .... هيا أرينا ما لديك يا أنين

شاكر : صوبي باتجاه تلك الدمية وركزي على الساق سيكون الأمر صعبا في البداية ولكن حاولي

آنين : ولماذا الساق

زياد : هههههه لكي لا تقتلينا في الظلام ظنا منك أننا أحد اللصوص

آنين ( بل لكي أصيب ذاك الشاب أعلم ذلك )

زياد : تخيلي هدفك الشخص المكون في رأسك عن الهدف وأضربي ... هيا

شاكر : ألم أخبرك أنك تشتت الانتباه دعنا نعمل في صمت .... آنين حركي الزناد هكذا وصوبي عليها

وانظري من هنا ويدك هذه ضعيها فوق الأخرى

آنين كانت ترى الشاب صاحب الملابس السوداء يتجسد أمامها في الدمية

فقالت بحزن: لا أستطيع

شاكر : هيا الأمر سهل جربي

آنين وهي تلوح بالسلاح في يدها : لا أستطيع ... لا أستطيع ... قلت لك لا أستطيع


شاكر بحزم : آنين عليكي أن تفعلي ذلك الآن .... كيف لا تستطيعي

هزت أنين رأسها بالنفي وهي تنزله للأسفل دون كلام

شاكر بغضب : آنين جربي هيا

رفعت رأسها وعيناها مليئتان بالدموع ورفعت السلاح باتجاه الهدف وأفرغت كامل المخزن فيه ثم رمت

السلاح وخرجت راكضة للخارج

زياد بدهشة وعينيه مفتوحتان على اتساعهما باتجاه دمية الهدف : أنظروا كلها في الدمية وفي الصدر جميعها

ياسر اكتفى بابتسامة سخرية وجهها لشاكر

زياد : سأذهب لرؤيتها قد تتهور وتحاول العودة

ياسر نظر لشاكر الذي كان ينظر باتجاه سلاح أنين في صمت

ياسر بسخرية : لن تستطيعوا الكذب عليها دائما ستكتشف كل شيء ... أنت تعلم جيدا من علمها الرمي

بهذا السلاح لسنوات .... من كان لا يفارقها لحظة ولا يرفض لها طلبا .... من كان لا يسمح لأحد بلمس

شعرة منها ... بل من رباها على يديه... ستتذكر يا شاكر ستتذكر .... ولن تستطيعوا أبعاده عن ذاكرتها

كما استطعتم أبعاده عنها

شاكر بحزن وعيناه لازالت على السلاح : إخبارها بالحقيقة لن يجدي نفعا ... الماضي لن يعود ولن تجني منه

سوى المرض

ياسر: إنها ليست جبانة مثلكم ... فأستعد لذلك ... لأنك أكثر شخص ستحاسبه آنين

نظر ياسر للأهداف وعاد للرماية بغضب بينما غادر شاكر حاملا معه الأسلحة وجد آنين واقفة في الخارج

متكئة على سيارته ورأسها للأسفل

شاكر : هل أنتي غاضبة

آنين ولازال رأسها للأسفل : لا ... هيا لنعود ... زياد الأحمق رفض اصطحابي معه

شاكر : ليس قبل أن تقولي أنك لست غاضبة

رفعت آنين رأسها ومسحت الدموع من عينيها ولم تتكلم توجهت لباب السيارة ووقفت أمامه

شاكر : ما رأيك أن نذهب للخيول هناك مفاجأة لك

آنين نظرت له بابتسامة حزينة وقالت : حقا

شاكر : هههه الم تعودي غاضبة

آنين : بما أنه في الأمر خيول ومفاجئة فسأفكر في الأمر

شاكر : هههه يالك من مذللة

آنين : آآآآآآآآآآه لو أعلم فقط المذنب في تدليلي فالكل يتهمني بذلك

شاكر ( ترى هل تغفري لي يا آنين إن علمتي به ) : حسننا لنذهب هناك .... ستعجبك

المفاجأة بالتأكيد ( أعلم أنه علقك بالخيول أيضا )

وصلا لساحة ترويض الخيول وتدريبها

آنين وهي تقف على أولى أخشاب السياج : ياااااااااااااه ما أكثرها إنها رائعة ... هل تركبونها

شاكر: نعم ... هل تجربي

آنين : نعم ...

أركب شاكر آنين على أحدى الخيول وسارت بها مسافة ثم عادت نزلت منها وقالت

: لقد كان زوج خالتي يصطحبني دائما لركوب الخيل قال أنني مهووسة بذلك منذ الصغر فكرت

مرارا أن أطلب منك زيارة الخيول ولكنني خفت أن ترفض

شاكر : سأصطحبك لها متى احببتي

آنين : حقا شكرا لك ... ما اسم هذه الفرس

شاكر : أسمها البلقاء

آنين : اسمها غريب

شاكر : إنه اسم فرس سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

آنين : حقا ..... وما أسم تلك

شاكر :اليحموم

آنين : وهل هذا الاسم لفرس مشهورة أيضا

شاكر : نعم الكثير ... منهم الحسن أبن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

آنين بدهشة : لم أكن أعلم ذلك وماذا عن الأخريات

شاكر: ذلك هناك اسمه ( البَرْق ) اسم فَرس كرز بن ربيعة وقد كان سَبب حرب قريش وبني عامر

بن صَعْصَعَة والذي بجانبه (لاحق) اسم فرس معاوية بن أبي سفيان

آنين : وذاك الأسود إنه جميل ... ما اسمه

شاكر : ذاك ( الأَبْلَق ) أسم فرس للنبيّ صلى الله عليه وسلم

آنين بهمس (صلى الله عليه وسلم) ثم قالت : عجيب لم أسع عن أسماء خيول النبي سابقا

شاكر : هناك ( الأَدْهَم ) و ( البحر ) و ( المِقدام ) و ( النجيب ) كلها أسماء لأفراس الرسول عليه الصلاة والسلام

آنين : لأول مرة اسمع بها

شاكر : يبدوا أنكِ نسيتي المفاجئة

آنين : لا بالطبع أذكرها ... ما هي

شاكر : تعالي معي كي تريها

أصطحبها شاكر للإسطبلات دخلوا للداخل


شاكر : هذه هي المفاجئة ... إنها لك

آنين بدهشة ممزوجة بالفرح : هل هي لي ... هل مولود هذه الفرس لي ... إنه رائع

وبدأت بالمسح على رأسه ووجهه

شاكر : نعم هوا لك لقد ولد بالأمس

آنين : شكرا لك يا شاكر ... لا أعلم كيف أشكرك .... هذه أجمل هدية تلقيتها من قبل ...سأقوم بتصويره

بكمرة هاتفي لأريه لجدي ....يا آآآآه كم أنا سعيدة به

شاكر : هيا اختاري له أسما

آنين : سأسميه الأدهم لقد أعجبني هذا الاسم الذي ذكرت منذ قليل

شاكر : حسننا إذا هوا الأدهم

عادت أنين بصحبة شاكر للقصر وقد أرت صورة فرسها الصغير للجميع ثم اتجهت صاعدة لغرفتها

وقفت في منتصف السلالم ونظرت للممر المظلم ( لما لم أدخل هناك ...غريب أن آنين محبة المغامرات

والتسلل لم تحملني لهذا المكان ولكن قد أضيع بداخله ويغضب مني الجميع ... وقد تكون تلك كذبة من

الأكاذيب ... ما السر يا ترى ... الممر و الأرجوحة والزهرة والسلاح والرماية وحتى الخيول ... من

سيخبرني الحقيقة فكلهم كاذبون ...)

ثم صعدت لجناحها استحمت و غيرت ثيابها صلت الظهر وجلست تشاهد التلفاز

بعد مرور أيام وانين لا تتوقف عن طرح الأسئلة على الجميع ولا تجد الإجابات إما تهرب أو كذب

أو ( اسألي غيري ) جملة ياسر المشهورة

كانت جالسة في الأرجوحة حزينة وتشعر بالغربة عن كل العالم شعرت بالأرجوحة تندفع بها بقوة

رفعت رأسها للأعلى فوجدته يحرك بها الأرجوحة

عادت آنين بنظرها للأسفل وقالت : هذا أنت

..... : لما أنتي حزينة

آنين : لأنهم جميعهم كاذبون كلهم يكذبون علي

....: فيما يكذبون

آنين : في كل شيء يخصني .... أنا أشعر بالوحدة بالغربة وبأن شيء ما ضائع مني

وقفت أنين وتوجهت لجدع الشجرة اتكأت عليه بظهرها وهي واقفة وأسندت رأسها للخلف متكئه على الجدع

تنظر للسماء وقالت بحزن

: ليثهم يفهموا فقط أنهم يعذبونني ... و أني أشعر بالضياع وكأني لا أعرف من أكون

توجه الشاب ناحيتها وقف أمامها مباشرة واتكأ بكف يده بجانب رأسها على الشجرة كان وجهه مقابل

لوجهها قال بهمس


.... : لا تحزني يا آنين ستجدين نفسك يوما أنا متأكد

أرجعت آنين رأسها للأمام وأصبحت عينيها في عينيه ولا يفصل بينهم سوى سنتيمترات قليلة

شعرت بقلبها يخفق بقوة وكأنه سيخرج من صدرها قالت بحزن : متى

...... : عندما يصبح عقلك جاهزا

آنين : أنا لم أعد أرغب بمعرفة من تكون أنت ... أخبرني فقط أنا من أكون

..... : أنتي آنين

آنين هزت رأسها بالنفي وقالت : ليس هذا ....إنما آنين الطفلة من تكون أخبرني أرجوك

.... ( لا تقولي أرجوك يا آنين .. لا تعلمي ما تفعله بي هذه الكلمة ) .. : ستعلمي كل شيء أؤكد لك ذلك

دفعته آنين من صدره بقوة وأبعدته من أمامها وركضت باتجاه القصر وهي تقول بصوت

باكي : أنت مثلهم أيضا كلكم كاذبون

نظر إليها وهي تغادر وقال بهمس : وما عساي أن أفعل ... أخبريني يا حبيبتي

دخلت آنين للقصر وتوجهت لغرفة جدها ارتمت في حضنه وهي تبكي بحرقة

آنين : لماذا يخفون الحقيقة عني لماذا يفعل الجميع ذلك بي كم أتمنى أن تشفى يا جدي ولكن لا أتمنى أن

تتحدث بالأكاذيب مثلهم ليتك تشفى وليتك لا تتحدث أبدا ... بل ليثني أنا أموت

شعرت آنين بيد جدها تقع بقوة على رأسها وهي بحضنه

جلست بصدمة وأمسكتها بين يديها وقبلتها وهي تبكي : جدي لقد حركت يدك ... سامحني لم أكن أرد إقلاقك

ولكنك الوحيد الذي تستمع إلي دون أن تكذب علي

ثم خرجت راكضة وجدت عمتها حضنتها وهي تبكي وقالت : عمتي لقد حرك جدي يده

ثم أشارت بيدها لرأسها وقالت من بين شهقاتها : لقد وضعها على رأسي ثم سقطت أقسم أنه حركها

اتجهت راكضة لمكتب شاكر فتحته ولم تجده هناك اتجهت لهاتفها و اتصلت به

آنين : شاكر جدي ... جدي... لقد حرك يده لقد حركها

: .....

آنين : لا لمرة واحدة فقط

: .....

آنين : حسننا .... وداعا

العمة : ماذا قال شاكر

آنين : قال أنه سيخبر الطبيب ويأتي به في الغد إلى هنا


ثم اتجهت لغرفتها ارتمت على سريرها واستمرت في البكاء لوقت طويل

رفعت رأسها بتعب توجهت لداخل الجناح شغلت التلفاز وجلست حزينة ومهمومة

في المساء دخلت أنين لغرفتها وأغلقت الباب نظرت باتجاه الشرفة وجدته يتكأ على باب الشرفة وهي

مفتوحة ويكتف يديه لصدره وينضر باتجاهها

....: لماذا كنتي تبكي

آنين : .....

..... : ألن تتحدثي معي

آنين : ....

..... : هل أنتي غاضبة مني

لم تجبه آنين فتحت خزانتها أخذت ملابس النوم أغلقت الخزانة وتوجهت للحمام استحمت ولبست ثيابها

وغسلت أسنانها وخرجت فوجدته لازال واقفا هناك

دخلت إلى سريرها وتغطت باللحاف ثم غطت رأسها وقالت بغضب : أغلق الشرفة عندما تغادر

..... : لن أغادر حتى تتحدثي إلي

آنين : .....

..... : لا تغضبي مني يا أنين ... أنا لا حيلة لدي

آنين : ......

..... : حسننا وإن أخبرتك

رفعت آنين اللحاف من على وجهها وقالت : حقا ...

ثم جلست وقالت : ألن تكذب علي

قال ضاحكا : ألستِ غاضبة مني

قفزت أنين من السرير وركضت باتجاهه وقالت : لن أغضب منك إن أخبرتني

.... : في المرة القادمة سأخبرك ... أعدك بذلك

توجهت أنين لسريرها دخلت تحت اللحاف وقالت بحزن : أرحل هيا

سمعت باب الشرفة يوصد.... بكت قليلا ثم استسلمت للنوم

بعد يومين دخلت آنين لغرفة جدها الذي طمأنهم الطبيب أن حالته في تحسن كبير واستجابة أطرافه

للاختبار أثبتت نتائج جيدة

وقفت عند الباب وقد ألجمتها الصدمة ... كان الشاب بغرفة جدها يتراجع بخطواته للوراء باتجاه الشرفة

المفتوحة وهوا ينظر إليها والجد ينظر باتجاهه

قال الجد بصوت متقطع هامس مخنوق لم يسمعه أحد وهوا ينظر للشاب : إياااااد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:19 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


لـــين





بعد مرور عدة أيام

لين : روز أريد قلما وورقة هلا أعطيتني

روز بنظرة ماكرة : ماذا هناك ... هل سترسلين رسالة غرامية لأحد العمال

لين : يالك من غبية أي رسالة و أي غرام الذي تتحدثين عنه

روز : أخبريني هيا لا تخفي عني شيئا

لين بضيق : إن لم تصمتي فسأقتلك

روز : هههه أنتي ستقتلين الجميع لو نفذتِ تهديداتك

لين : لأنك تستحقين القتل .... هيا أعطني الورقة والقلم سأتأخر عن العم رشدي لابد وأنه ينتظرني

روز : حسننا سأجلبها حالا ولكن لا تسببي لي مشكلة مع السيد

لين : هيا ولا تقلقي لن يكون هناك أي مشاكل

خرجت لين ووجدت رشدي بانتظارها

رشدي : تأخرتِ عني اليوم سأخصم من راتبك

لين : هههه بل خده كله ... روز الغبية أخرتني بسخافاتها

رشدي : وماذا ستصنعين بهذه الورقة والقلم

لين : هل تساعدني

رشدي : هل سترسلين رسالة لأحدهم

لين : هيا ... لا تتفوه بالحماقات أنت أيضا ... يكفيني روز

رشدي : وفيما سأساعدك

لين : ثمة سرقة تحدث في المزرعة

رشدي بصدمة : سرقة ... مستحيل من سيفعل ذلك ... و كيف علمتي

لين : شككت في الأمر من عدد الإنتاج والمستهلك والخارج من القصر

رشدي : الكل يعلم أن السيد لا تفوته فائتة هنا من سيتجرأ ... قد تكوني مخطئة

لين : أنا متأكدة وسأتحقق من ذلك ... لذلك جلبت الورقة والقلم فهل ستساعدني

رشدي : بالتأكيد ولكن ما عليا فعله

لين : ستكتب لي عدد الأشياء التي ستخرج في الشاحنات أنا لا أستطيع التسلل هناك لوحدي أنت

تعلم .... و سائقي الشاحنات من أندل من رأيت

رشدي : حسننا ... ولكن ماذا فعلوا لك

لين : لقد اقتربت مرة من الشاحنة لأتأكد من محتواها فكانوا أثنين منهم هناك بدئوا يوشوشون في أذان

بعض وينظرون إلي ويبتسمون فكانت تلك المرة الأولى والأخيرة التي أقترب فيها يالهم من مقززين

رشدي : هههههه إن بقيتي كذلك يا بنيتي وبهذا التفكير فلن تحبي ولن تتزوجي أبدا

لين : وما أريد بالرجال أنا لم أرى منهم خيرا كل حياتي

رشدي : احكي لي قصتك يا لين

لين : لا شيء.... كان لدي والد فمات ولا أذكره ... وكانت لي أم فرحلت منذ شهور وتركتني ... وكان لي

شبه منزل فطردت منه ... وكان لي عمل فصرفوني منه أيضا .... وكان لي صديقتان منذ سنين وسافرتا

لذلك أنا هنا

رشدي : وها قد أصبح لديك أصدقاء وعائلة هنا ... أم أننا لا نعجبك

لين : بالطبع ... انتم عائلتي

رشدي : إذا اتفقنا ... سأكتب لك كل شيء

لين : حاذر أن ينتبهوا لك

رشدي : لا تخافي علي ... أنا أحمل البضائع مع العمال دائما وسأخفي الورقة والقلم جيدا

لين : رائع وأنا سأقوم بعد الإنتاج

عملت لين لعدة أيام عملها اليومي وكانت تدون كل شيء بمساعدة رشدي ... في نهاية الأسبوع جلست

بغرفتها تجمع البيانات وتطرح النواتج

لين : لقد انتهيت .... أيها اللصوص ثمة سرقة كما توقعت

في صباح اليوم التالي وخلال سيرها للحظائر

رشدي : هل تأكدتِ جيدا

لين : نعم .... لقد طرحت المستهلك في مطبخ العمال ومطبخ القصر من المنتج اليومي من جميع

الأصناف والفرق كبير ثمة سرقة ممنهجة كل يوم

( كل يوم السرقة من حظيرة مختلفة وبذلك أصبح معلوم لدي أن اليوم ستكون السرقة من حظيرة الأبقار

سيكون الحليب ناقصا أثناء التحميل وسأعرف المجموعة السارقة لن أخبر العم رشدي لكي لا يدخل في أي

مشكلة ويطرد بسببها أما أنا فلن يطردني السيد مهما حصل )

رشدي : ومن يفعل ذلك يا ترى

لين : بل أين يذهبون بالمسروقات

رشدي : بالفعل .... هل يتفقون مع سائقي الشاحنات يا ترى

لين : لا أعتقد فالنقص مدون في أرقام الشاحنات ولن يستطيعوا أخراجها داخل الشاحنة من الأمام ... ولكن

كيف غفل السيد عن هذا

رشدي : وما العمل

لين : أترك هذا لي ... دون لي البضائع لليوم

وصلا للحظائر مرت لين بجانب حظيرة الأبقار فدخلتها

تآمر : ماذا .... هل ستنتقلين للعمل معنا

لين : أنا لا أعمل مع أمثالك ... لقد سقط مني شيء بالأمس وجئت لأبحث عنه

تآمر : حسننا ولما أنتي متضايقة نحن نتحدث فقط ... كرشدي وعماد

لين : أخرس أو أقطع لسانك السيئ هذا

تآمر : حقا ... وكم لسان قطعتي

لين : أبتعد عني وإلا تشاجرت معك الآن وستطرد

صمت تآمر وخرجت لين

لين : جبناء عرفت نقطة ضعفكم

في الداخل ...

عارف : أبتعد عن الفتاة يا تامر لا تعرض نفسك للمشاكل

ثامر : ولما يضعها هنا إن كانت غالية على قلبه هكذا

عارف : لا تتمادى في الكلام كي لا تلقى مصير الثلاثة الآخرين

أخذت لين الورقة من رشدي ورجعت للقصر بصحبة عماد

بعد الغداء دخلت لغرفتها وأخرجت الورقة وأجرت الحسابات

لين : كما توقعت إنها مجموعة الوغد تامر ... لكن أين يذهبون بتلك الأشياء

في اليوم التالي راقبت مجموعتهم عن بعد ورأت تامر وأليكس وحيان لا يفترقون و يتهامسون طوال

الوقت وعند الظهيرة هم قاموا بنقل المنتجات

لين ( إذا أنتم اللصوص )

سارت لين باتجاههم ووقفت أمامهم وقد كانوا يقفون بعيدا عن العمال بعض الشيء

لين : أيها اللصوص ألا تخجلون من أنفسكم السيد يوفر لكم الطعام والمسكن وحتى الملابس والدراسة

و مجانا .... وأنتم تكافئونه بسرقته .... لقد آواكم من الشارع والسجون يا حثالة

صدموا لكلامها وصمتوا بعض الوقت دون كلام

ثامر : هيه أنتي تعلمي كيف تتكلمي مع من هم أكبر منك ولا تتهمينا بأفعالك

لين : كل شيء مدون عندي في الأوراق والسرقة كل يوم من حظيرتكم والنقص كبير في المنتجات

أنا أحذركم من تكرار ذلك أو سأخبر السيد

حيان : ولما لم تخبريه إن كنت صادقة

لين : لأني لا أريد أن تعودوا للشارع قد يكون الشيطان غرر بكم ولعلكم تتوبوا

ثامر : هههههه أنظروا من يتحدث أسمعي يا صغيرة أبتعدي عن طريقنا وإلا ندمتِ

لين : إن سرقتم في الأيام القادمة فسأخبر السيد سأراقب كل شيء وكل يوم

تأمر : ومن كلفك كمسؤل عنا هنا

لين وهي تغادر : لقد حذرتكم وأنتم أحرار

حيان : الخبيثة كيف علمت

تأمر : لن يصدقها أحد

الكيس : ماذا هناك ماذا يجري ... لا تتحدثوا بالعربية لم أفهم منكم شيئا

تامر : لا شيء

في اليوم التالي

تامر أقترب من لين : أسمعي لما لا نتفق وستكونني الرابحة

لين ( الوغد لقد توقعت ذلك ) : وإن رفضت

تامر : سنورطك وستطردين ... هذا إن لم تعاقبي قبل الطرد

لين ( الأحمق لا يعلم أنه لن يتم طردي مهما حدث )

لين : لا أرجوك كل شيء إلا الطرد

تامر : إذا تسكتي

لين : بشرط

تامر : ما هوا

لين : تخبرني أين تأخذون الأغراض

تامر : نتخلص منها

لين : كاذب

تامر : ليس من شأنك

لين : إذا سأقول كل شيء

تامر : لقد حذرتك

لين : جرب وسأجرب واعلم أنك الخاسر ... ألست على علاقة بالسيد ... أليس هذا

ما تضنونه بي ... إذا فأنا الرابحة

تامر : وماذا إن أخللتي بوعدك و أوشيتِ بنا

لين : أنت خاسر في الحالتين فتكلم أفضل لك

تامر : ولما أخبرك إن كنت الخاسر في الحالتين

لين : إن أخبرتني فسأتستر عن ماضيكم وتوقفون السرقة أو سأخبر السيد

تامر : نبيعها ... ولن أخبرك المزيد و إن اعترضت طريقنا فسنتسبب في طردك

ذهبت لين وتركته ( لم أستفد شيئا كيف يبيعونها وكيف يخرجونها من هنا .... سأطلب من عماد

مراقبتهم ... ولكن قد أعرضه للخطر .... إذا أنتقل لمجموعتهم ... وهذه أيضا فكرة سيئة )



كان السيد يستمع لكل شيء دار بينهم حرك كرسيه للخلف ووقف ( تبا ... لقد وتقت بهم لأني أعلم عدد

ما يخرج بدقة وجواسيسي يسمعون كل الكلام ....لكن لم يخطر ببالي حساب المنتج بهذه الطريقة

لأن باب القصر واحد ولا يفتح إلا بعلمي وتحت مراقبتي ... يالك من فتاة ... لم أعتقد أنك بهذه القوة

والحكمة ... لم تتهور ولم تتراجع ... لنرى ماذا ستفعل بعد )

ذهبت لين لعملها وهي عازمة على فعل شيء لتعلم كيف يخرجون البضائع

عماد : ماذا كان يريد منك تامر

لين : يريد أ ن يطرد من العمل وطلب مني مساعدته

عماد : هههههه فهمت ... لابد وأنه يضايقك

لين : بل يضايق نفسه وسيجني عليها ... أخبرني يا عماد هل لهذا القصر باب آخر

عماد : لا

لين : أو حتى فتحة في الجدار

عماد : هل تفكرين في الهرب ... أطلبي من السيد تسريحك وغادري

لين بجدية : تأكد لي من الأمر يا عماد

عماد : ماذا هناك يا لين

لين : لا تسألني لأني لن أجيب أفعلها من أجلي يا عماد وكن حذرا

عماد : سأفعل

أنهت لين عملها وعادت للقصر برفقة عماد كالعادة

لين : عماد تسلل خلسة للبحت عما طلبت لا تذهب عند الليل ولا عند الظهيرة أو بعد العصر

تلك الأوقات من المتوقع التحرك فيها بل قبل وقت الغروب هو الوقت الأنسب ... جدار القصر مساحته

شاسعة لدى أختر الجهات الأكثر نموا للأعشاب والحشائش لأنها الجهات التي لا يتردد عليها أحد في

أغلب الوقت وإن كان ثمة فتحة فستكون فيها ... أسلكها حتى إن كانت جهة مقطوعة وخد أحد كتبك

عند ذهابك ...." تامر واليكس وحيان " لا تجعلهم يلاحظون دائما غيابك خد كل هذا الأسبوع ولا تخبر

أحدا ولا حتى العم رشدي ... أنا اتق بك

عماد : مع أنني لا أفهم شيئا ولكن سأفعل ما تطلبين



في منزل العمال

حيان بهمس : تامر ماذا بشأن الفتاة

تامر بذات الهمس وهما يلعبان ولا يتمكن أحد من ملاحظة طريقتهما في الهمس

كالعادة : سنتوقف ليومين وسنرى ... لن يصدقها أحد

حيان : وبعد ذلك

تامر : سيعود كل شيء كما كان

في نهاية الأسبوع

لين تجلس في غرفتها وتحسب ما في الأوراق

لين : سحقا ... كما توقعت لقد عادوا للسرقة من جديد وعماد لم يجد شيئا للآن ... لم يبقى

إلا الشاحنات سأقترب منهم بنفسي

في اليوم التالي بقت لين حتى تم شحن البضائع اقتربت من أحد السائقين اللذان يبتسمان لها دائما

لين : أسمع عندي غرض وأريد منك إخراجه من القصر لقريبة لي ودون علم السيد

السائق : والمقابل

لين ( يا لك من وضيع ) : ليس لدي أي مال

السائق : لديك أشياء أثمن

لين : ولا مجوهرات

السائق : هههههه يبدوا أن جميع الجميلات غبيات

لين : حسننا أوافق .... كيف سأعطيك الغرض العمال سيرونني

السائق : أعطه لتامر وأخبريه أنه لي وسيوصله

لين ( لقد وقعت في المصيدة ) : بعد وقوفي معك لن يجدي الأمر نفعا سيراني العمال أعطيه له هل

يعطيه لسائق آخر

السائق : حسننا سأخبره لمن يعطيه منهم

لين ( أوغاد إذا أنتم مجموعة ) : بل اليوم ... إنه معي عليا أن أخبره لمن يعطيه


السائق : أخبريه أن يعطه لكارلوس هوا يعرف كيف سيوصله له

لين ( يبدوا أن هذا السائق غبي سأستدرجه في الحديث ) : هل تخرجون أغراضا للعمال دائما

السائق : لا ... لكن لك يا جميلة لا بأس

لين : أنا لا أصدقك قد تخدعني وترمي الغرض في أرض القصر ... كيف ستخرجه والشاحنات

مراقبة ويتم التأكد من محتواها الموضوع بها قبل أن تخرج

السائق : لي طريقتي الخاصة

لين : إذا إنسي الأمر أنا لا أتق بصدقك

السائق : نحن ننقل الأغراض تحت الشاحنات ونخفيها بسرية ولا يمكن لأحد ملا حضتها مهما حاول

ما لم يكن يعلم مسبقا .... لذلك كوني مطمئنة ودعينا نكمل الاتفاق

لين ( الخبثاء ) : رائع يا لكم من أذكياء لو كنت مكانكم لسرقت وأخرجت البضاعة

السائق : هههههه يالك من لصة

لين ( بل أنت اللص ) : كلكم تفعلون ذلك

السائق : لا ولا تفكري في عرض الاتفاق على غيري

لين : لا لن أفعل بالتأكيد ... أسمع إن سألك تامر عن حديثنا فأخبره أنني سألتك عن عدد البضائع في

الشاحنة اتفقنا .... أو إنس الأمر كله وسأبحث عن غيرك

السائق : بالتأكيد ... ولكن ألن تعطي الغرض له

لين : لا ... فأنا لا أتق به لقد تشاجرت معه سابقا .... أنا لا أحبه

السائق : إن ضايقك فأخبريني

لين ( لم يبقى إلا أنت لتدافع عني ) : بالتأكيد ... وسأجد طريقة لإيصال الغرض لك في الأيام القادمة ... وداعا

السائق : وداعا يا حلوه

لين : آه حقا ما اسمك أيها الوسيم

السائق بسرور : بلانشارد

في الطابق العلوي من القصر هناك من يعنيه كل ما حدث

السيد ( حقا يا لها من ذكية أظهرت غبائها ليتق بها ذلك الغبي ولا ينتبه للاستجواب في أسئلتها واستدرجته

بذكاء لتحصل على ما تريد ولم ينتبه حتى للتغير في كلامها وقراراتها .... ولكن الأدهى اختيارها له من

بين الجميع )

: لقد أبهرتني فعلا .... وهنا انتهى دورك يا ذكية لأني لن أعرضك للخطر أكثر

رجعت لين للقصر و دخلت المطبخ

روز : لقد تأخرتِ ولم نعد الغداء بعد لقد أعددت كل شيء تعالي لتطهيه

لين : أووووووه روز أنتي لا يعتمد عليك في شيء

روز : لم أستطع التعلم منك ماذا عساي أفعل

لين : هههه لا عليك سآتي حالا

روز : لا بل الآن إن دخلتي لتستحمي فلن تخرجي

لين : أريد رؤية السيد سأتحدث معه في أمر

روز : سأخبره

لين : لا بل سأذهب أنا

روز : قد يعاقبني ويعاقبك

لين : والحل

روز : سأخبره انك تريدين رؤيته

لين : حسننا

بعد الغداء في غرفة مكتب السيد

لين : ثلاثة من العمال يسرقون من المزرعة و بعض السائقين ينقلون البضائع المسروقة في أسفل الشاحنات

حيان وتآمر واليكس هم العمال والسائقين كارلوس وبلانشارد ولا أعلم من البقية ولن أستطيع الذهاب

للحظائر حتى ينتهي الأمر لأنهم سينتقمون مني بالتأكيد

السيد ببرود : أعلم بذلك

لين بصدمة : تعلم ... ولما لا توقفهم


السيد : لما لم تأتي لإخباري من بداية اكتشافك للأمر

لين : لأنك لن تصدقني إنهم يعملون بدهاء ولم يكن ليكتشفهم أحد

السيد : ولما لم تخبري أحد العمال ليتولى الأمر

لين : لم أشأ أن اعرض أي منهم للمشاكل ويطرد بسببي ... أما أنا فلن اطرد على أية حال

السيد بغضب : وهل تعرضي نفسك للخطر من أجل بعض الحليب والجبن

لين بغيض : لم يكن مجرد حليب وجبن إنه الكثير إنك تخسر الكثير إذا ما حسبتها شهريا فماذا سيكون

خلال سنة

السيد بصوت غاضب مرتفع : وما ستربحينه أنتي إن خسرتي نفسك

لين بصدمة ( لو لم أكن أعلم مقدار كرهه لي لقلت أنه خائف على سلامتي ) : لماذا أنت غاضب مني ... فيما

أنا أخطأت

السيد بصوت هادئ : لا تعودي للحظائر حتى آذن لك

لين بذات الهدوء : حسننا

ثم غادرت لين الجناح وهي تتمتم : خيرا تعمل شرا تلقى .... ولكن لا بأس المهم أنهم لن يسرقوه بعد اليوم

أولئك الخونة ناكري الجميل

روز : لين ... ماذا حدث .... ماذا قلتي للسيد

لين : لا تكتري الأسئلة هههه

روز : يالك من محتالة أنتي تنتقمين مني إذا

لين : أجل هذا جوابك دائما فجربيه

روز : كيف كنتي تريدين مني إجابتك عن أشياء لا أعلمها

لين : هيا سنبدأ التنظيف

روز : ماذا .... أنتي متعبة وعليك النوم

لين : وأنتي نشيطة وتلقين الأسئلة ومستعدة لسماع الجواب

روز : حسننا لا أريد أن أعلم

لين : يالك من كسولة هههه .... سأذهب للنوم

اليوم التالي في الصباح خرجت لين لتقول لرشدي أنها لن تذهب لأيام لكي لا ينتظرها

رشدي : هل من مكروه

لين : لا ... السيد طلب ذلك حتى يأذن لي من جديد

رشدي : لابد أنك أخبرته عن السرقة ولم يصدقك

لين : أبتعد عن عد المنتج وأنسى الأمر حاليا وكن دائما بقرب عماد ولا تفارقه لحظة عدني بذلك يا عم

رشدي : ماذا هناك يا لين

لين : ستعلم في الأيام القادمة فقط عدني أن تفعل ما طلبت منك

رشدي : أعدك

دخلت لين المطبخ

روز : ما بك لما لم تذهبي

لين : لن أذهب بعد اليوم وسنعود للتنظيف المكثف أيضا

روز : ولماذا لن تعملي في الحظائر

لين : لا تكتري الأسئلة ولنبدأ العمل

روز ( أأخ لقد أنقلب السحر على الساحر ) : إذا لن تخبريني

لين : لا .... حتى أقرر

روز : يالك من محتالة

لين : هههههه سأعد لك اليوم طبقا لم تذوقيه من قبل إن عملتي جيدا

روز : تعجبني أطباقك القديمة

لين : هههههه ... يبدوا أنه على السيد تحويلك للمزرعة ليسقط الصدأ عن عظامك

روز بنظرة ماكرة : آه لقد علمت ... أرسلتي رسالة لأحدهم وأكتشف السيد الأمر فطرده وذهبتي

لتتحدثي مع السيد فمنعك من الذهاب إلى هناك

لين : هههههه يا لها من فكرة غبية لاستدراجي للكلام

روز : إن لم تخبريني فسأقتلك

لين : وكيف ستقتلينني

روز : هل تضني أنه وحدك بإمكانك التوعد بالقتل

حكت لين لروز كل ما حدث بعد أن أتعبتها في التنظيف معها شريطة أن تحكي لها

روز : يا إلهي هل يحدث كل هذا

لين : أجل الحثالة ناكري الجميل مكانهم الشارع ... هوا يليق بهم

روز : كيف يفعلون ذلك ... ألا يكفيهم ما يحصلون عليه

لين : بعض البشر يحسدون أنفسهم على ما هم فيه .... والطماعون لا يكفيهم شيء

روز : لما لم تخبري السيد منذ أكتشفتي العمال ماذا لو فعل لك تامر شيء

لين : كان سيطردهم والسائقين سيتعاملون مع غيرهم ولن يستفيد شيء كان عليا اكتشاف

كيفية أخراج المسروقات

روز : وذلك السائق لازال ينتظر موعدا غراميا معك هههه

لين : هههههه وسيراه قريبا ولكن برومانسية أكبر

ضحكتا معا ثم سكتت روز وقالت : لين لما تخبري السيد عن كل هذا وهوا عاملك بهذه القسوة

لين : ليس ذلك فقط فعندما أخبرته قال أنه يعلم ووبخني أيضا فأنا في نظره مجرد مخطئة ..... ما كنت

لأسكت عما فعلوا حتى لو كان السيد يجلدني بالسياط ... هذه سرقة والسيد لم يقصر معهم في شيء ليكافؤه بهذا

روز : ولكنك كنتي تستطيعين التأمر معهم لإخراجك كما يفعلوا بالبضائع

لين : وهل تعتقدي أن السيد لن يعرف مكاني ويعيدني من جديد .... ثم إلى أين سأذهب وأنا لا أملك حتى

المال والوحوش في الخارج أكثر من الداخل ... وما كنت لأهرب وأتركهم يسرقوا من مد لهم يد الخير



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:21 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بعد مرور أيام

روز : لين السيد يطلبك

لين صعدت لجناح السيد دون كلام

وجدت الباب مفتوح دخلت وأنغلق الباب خلفها وجدت باب المكتب مفتوح فدخلت ووجدته هناك

السيد : ستعودين في الغد للمزرعة

لين : هل اختفوا جميعهم لن أكون هناك معهم ولو قطعتني قطع

السيد : ليسوا هناك ولا تفعلي شيء دون أعلامي به

تنهدت لين وقالت : ألن ترحمني

السيد : من ماذا

لين بابتسامة سخرية : أجل فهمومي منك كثيرة ..... من سجني طبعا

السيد : أنتي لم تري السجن بعد فهل تسمي هذا سجن

لين : إذا قم بسجني ... فهوا أرحم لي من العمال

السيد: لا أنصحك بعصيان أوامري لأنك لم تعرفيني جيدا بعد

غادرت لين غاضبة وقفت أمام باب مكتبه المغلق وضربت بقدمها على المستطيل الرمادي تحت الباب

وكأنها تجبره عل الفتح

أنفتح الباب بضغطة زر من السيد طبعا وخرجت لين مسرعة

السيد : هههههه تتشاجرين حتى مع الأبواب .....

ثم تنهد وقال : لقد أصبحت تضحك كثيرا في الآونة الأخيرة وأنت من لا يستحق إلا البكاء فقط



في اليوم التالي

خرجت لين من باب المطبخ

لين بسرور : عم رشدي مرحبا بك لقد اشتقت لك كثيرا

رشدي بابتسامة حنونة : و أنا أيضا بنيتي

لين : لم أتوقع أن أراك هنا لقد كنت خائفة أن يكون أحد سيئي النظرات من جلب البضائع اليوم

رشدي : لقد جاءتنا أوامر بالأمس أن آتي أنا اليوم لم أكن أعلم أنكي ستعودين للعمل.... لقد أخذوا بعض

العمال والسائقين للسجن بتهمة السرقة... علمت الآن لما لم يسمح لك السيد بالعمل في الأيام الماضية

لين : يستحقون ذلك فالسجن أفضل مكان لهم.... أخبرني ما هي أخبار الفريق وعماد

تابعا السير ورشدي يحكي لها قصصهم

وصلوا الحظائر ولاحظت لين في عيني أحد العمال نظرات حقد وغل ولكنها لم تكثرت له

دخلوا حظيرة المعز

عماد وهوا يركض باتجاههم : ليييين أيتها الشقية لقد اشتقت لك

لين : و أنا أيضا أيها الرجل الشهم

عماد : لما لم تخبرينا من البداية عما كنتي تفعلي لنساعدك ونحميك ... ماذا إن مسوك بأذى

لين : ما كنت لأتسبب في طردكم مهما حدث وخصوصا أنت يا عماد لأني أعلم مدى احتياجك لهذا المكان

عماد : لقد أصبح جميع العمال يرونك جاسوسة للسيد

لين : فليظنوا ما شاءوا ... لقد كنت عشيقة له في نظرهم سابقا هذه الإشاعة البسيطة لن تؤذيني أبدا

وما كنت سأسمح لهم بسرقة من آواهم

عماد : معك حق لو كنت مكانك لفعلت ذات الشيء ولكنهم سوف يكونوا عبرة لغيرهم بالتأكيد



وبعد مرور أيام ولين متوجهة للحظائر برفقة العم رشدي

لين : أخبرني قصتك يا عم ... أليس لديك أبناء وعائلة

رشدي تنهد بضيق وقال : ماذا تفعلي بالهموم يا بنيتي

لين : حسننا إن لم ترد الكلام فلأبأس ... ولكني أردت حقا أن أعلم

رشدي : لقد تورطت في قضية سياسية في بلدي وقام أحدهم بتهريبي بجواز سفر مزور في آخر لحظة .

سافرت لهذه البلاد وتم القبض علي هنا بعدها بسنتين وسجنت كثيرا ودقت كل أنواع العذاب ثم أخلوا

سبيلي ... ومن الجيد أنهم لم يسلموني لدولتي

بقيت هنا مشرد من عمل سيء لأسوء منه حتى جئت لهذا المكان

لين : يا إلهي قصصكم تعلمني أني لم أرى من الأسى شيء .... ولما لم يسلموك وأنت مطلوب في دولتك

رشدي : أحد المخبرين ساعدني في ذلك لأني أدليت لهم باسم المجموعة وبعض المعلومات عنها

لين : ولما عذبوك مادمت اعترفت بالحقيقة

رشدي : لأنهم ظنوا أنني جئت هنا في مهمة

لين : إنها حقا مأساة

رشدي : ألم أقل لك أن لا ترهقي نفسك بسماع الهموم

لين صمتت لوقت ثم قالت : انتم تعملون في الحقول عند المساء أليس كذلك

رشدي : نعم

لين : خدني إلى هناك

رشدي : لا أستطيع سيعاقبني السيد بالتأكيد

لين : إذا سأذهب وحدي





في وقت الظهيرة

عامر : هيا يا لين سأقوم بإيصالك للقصر

لين : لا سأذهب قليلا للحقول سأراها من قرب فقط

عامر: سيعاقبك السيد يا لين

لين : ولما يعاقبني أنا سأذهب هناك قليلا وأعود

عماد : تحملي العواقب إذا ... ولست المسئول عن أي خطر قد يواجهك هناك

لين : لا تقلق فالعمال جميعهم يتوجهون لمنزلهم

سارت لين باتجاه الحقول ( أكاد أختنق من هذا السجن من حقي أن أخرج قليلا و أرى شيئا جديدا حتى

الحديقة لا نخرج إليها .... لن أبتعد كثيرا )

سارت لين بين الأشجار والكروم وهي منبهرة من جمال ما ترى ثم سمعت صوت خطوات تتبعها التفتت

للخلف بسرعة وكان .....










لجــين

بعد مرور يومين عند الصباح ارتدت لجين تنوره طويلة باللون البني وقميص أسود مذهب أمسكت

شعرها للخلف بمشبك كريستالي ارتدت خاتم وأسواره من الألماس

( هه عروس يا لجين ولمن لغافر يا لا السخرية .... ولكن لا يهم عليا أن أحصل على الملف ولو دخلت القصر

لليلة واحدة فقط .... ما يخطط له غافر يا ترى .... سجني اختطافي .... سيجدونني بالتأكيد وحتى إن لم يجدوني

فلا يهم سأتصرف لوحدي ... ولكن كيف سأخرج من هناك .... آآآآه ليس عليك التفكير بهذا يا لجين لكي لا

تترددي وتغيري رأيك ودعي الغد للغد كما تقول لين ... آآآآه يا لين يا صديقتي أدعوا لي أرجوك )

حملت حقيبة يدها وحقيبة ملابسها وخرجت

في قصر غافر

غافر : ستأتي حالا ما بك

.... : ورائي أعمال أنا لست ملزم بتضييع يومي هنا

غافر : سأدفع لك ما تريد المهم أنجز العمل ولا تدعها تنتبه للأمر

دخل أحد الحراس : سيدي لقد وصلت

غافر : من بصحبتها

الحارس : غادرت بيتها وجاءت إلى هنا لوحدها ولكنهم كثر بالخارج

غافر ( كنت أعلم أنهم لن يتركوها ولكني لهم ) : أدخلها حالا ماذا تنتظر

بعد لحظات دخلت لجين

غافر ( يا لها من تقه ... قوة في فتنه في تقه تمشي على وجه الأرض ) : لما كل هذا التأخير يا عروس

لجين ( يالك من مقزز ) : هل كل شيء جاهز دعني أرى أولا

غافر : بالتأكيد

أعطاها الملف تصفحته لجين بدهشة سحبه منها غافر و أغلقه

غافر : لم ننهي الاتفاق بعد

لجين : حسننا

.... : وقعي هنا لو سمحتي

لجين : دعني أرى الشروط أولا وبطتقتك أيضا

.... : حسننا ذلك من حقك

وقعت لجين على العقد حمل دفاتره وخرج

غافر : مبروك يا عروس

لجين : في أحلامك تلك الورقة لا تعني لي شيء

أخذت الملف وحقيبتها وصعدت للأعلى وقفت أمام الأبواب في حيرة

غافر : غرفتك من هنا

دخلت لجين الغرفة أخد غافر جهازها الجوال والمحمول وقف عند الباب وقال

: لن تحتاجي لهم بعد الآن و ستتصلين بمن تريدي من هاتف القصر

خرج من الغرفة وجلست لجين على السرير تقلب أوراق الملف

لجين : أحمق أتظنني غبية مثلك

أخرجت آلة تصوير رقمية صغيرة جدا وبدأت بتصوير الأوراق

لجين : سحقا لن أتمكن من رؤية القرص ولكن لا بأس

تجولت في الغرفة نظرت من النافدة فكان الحراس في كل مكان

لجين : لابد و أن أجد طريقة للخروج

اقتربت من الباب لتفتحه فوجدت غافر أمامها

غافر : إلى أين

لجين : لا شأن لك لن أهرب بالتأكيد وقصرك يعج بالحراس

دخل غافر أخد الملف وضعه في خزانة الغرفة أغلقها بالمفتاح ووضعه في جيبه

لجين : ماذا تفعل

غافر : لم أفعل شيء هوا لا زال في غرفتك .... من أجل الاحتياط فقط

دفعته لجين من أمامها وخرجت ... تجولت في كل القصر

لجين ( هذا القصر محصن جدا )

في مكتب غافر

غافر : هل حصلت على تقارير طبية باسمها

نادر : نعم لقد طلب الكثير لذلك بحثنا عن غيره والتقارير جاهزة

غافر : الرحلة ستكون مساء الغد لا تبلغهم عن الرحلة قبل ساعة فالطيارة طبية وخاصة

ولن نحتاج للحجز

نادر : بالتأكيد كما تريد .... وماذا عن الحجز في الفندق

غافر : بالطبع من أجلي وأجلك أما هي فسنضعها في الشقة كي لا تثير المشاكل إنها شرسة

عادت لجين لغرفتها حاولت جاهدة فتح الخزانة ولكن دون جدوى أمسكت هاتف غرفتها وأجرت

اتصالا بأحد حراسها

لجين : أنا بخير ولا تقلقوا و ابتعدوا من هنا أعلم أنكم ستحيطون بالمكان

الحارس : حسننا ولكن عليك مها تفتنا يوميا لكي لا ننفذ الأوامر

لجين : حسننا



في غرفة المكتب

غافر : هههههه يبدوا أن هذه الفتاة أقوى من كل التوقعات ... هل غادر حراسها المكان

نادر : لا ليس بعد

غافر : إذا لم يستمعوا لأوامرها ... لا بأس فليبقوا كما شاءوا



في صباح اليوم التالي

كانت لجين في غرفتها ترتدي بجامه حمراء اللون ببنطال قصير لأول الساق وبدون أكمام وشعرها

منسدل على ظهرها وكتفيها بلفاته المدهشة والغريبة وتضع أحمر شفاه دمي اللون

سمعت مفتاح يدور في باب الغرفة وقفت مصدومة

لجين : يا إلهي كيف نسيت ... لابد و أنه يملك مفتاح آخر للغرفة

أنفتح الباب ودخل غافر وقف مبهورا أمامها ينظر لكل جسمها ووجهها وشعرها بعينه الواحدة

لجين ( سحقا ما كان علي أن أرتدي مثل هذه الثياب ) قالت بحدة : إلى ما تنظر أيها الوغد

غافر أقترب منها أمسكها بقوة من ذراعها وقال بنفس الحدة : لا تنسي أني زوجك ويحق لي النظر كيف أشاء

ثم قرب وجهها من وجهه و تفحص ملامحها مطولا ثم أدخل يده في ثيابها وأخرج

آلة التصوير وقال : وهذه ... ليس لك بها حاجة أيضا

ثم رمى بلجين على السرير وخرج

عند المساء

نادر : نحن جاهزون والفتاة منومة تماما منذ شربت العصير عند الظهر ولم نتركها تستيقظ

غافر : هل تكلمت مع حراسها

نادر : نعم

غافر: إذا حان وقت المغادرة

صعد غافر لغرفة لجين حملها بين ذراعيه نظر لوجهها مطولا ثم خرج ونزل السلالم

غافر : هيا اتبعني يا نادر وباقي الحراس لا يتحرك منكم أحد من القصر وستأتيكم الأوامر في وقتها

غادر بصحبة نادر حاملا لجين بين يديه سلكا نفقا من القبو أخرجهم لمنطقة تبعد عدة أمتار عن القصر

نادر : هل تعبت يا سيدي يمكنني حملها عنك

غافر : مغفل ... هل تظنني سأتركك تحملها

نادر : لم اقصد ولكني ظننتك تعبت و...

غافر بغضب : أخرس

ركبوا السيارة وغادروا تتبعهم سيارتين سوداوين وسيارة إسعاف وضعت فيها لجين

نادر : ألن يكتشفوا الأمر

غافر : لا ... فكل الجوازات بأسماء مزورة ... لقد رتبت لكل شيء لن يجدوها ولوا حفروا الأرض

ولن يخطر ببالهم أننا سافرنا خارج البلاد

نادر : وما الخطوة التالية

غافر: لم يتغير شيء ... علينا إنهاء الأمر نحن على اتصال بهم وكل شيء حسب الاتفاق

نادر : هل ستسلم الفتاة للعصابة

غافر : أليست من أراد اللعب معهم سنجعلها الهدف فهمت الهدف

نادر : وبعد ذلك هل ستسلمها لهم حقا

غافر : لا أعلم سنرى وقتها

نادر بابتسامة : يبدوا أنك لن تفرط فيها

غافر : هي أبنتهم فلتذهب للجحيم

وصلوا المطار وغادروا البلاد بطائرة طبية ووصلوا لوجهتهم

في شقة غافر في اليوم التالي أستيقضت لجين وهي تشعر بخدر في كامل جسدها وبألأم في مفاصلها

لجين وهي تمسك رأسها : آآخ ما هذا الألم كم من الوقت نمت أشعر أنني كنت ميتة فتحت عينيها على أتساعهما

من الصدمة

لجين : هذه ليست غرفتي في قصر غافر هل تم نقلي منها ولكن كيف لم أشعر

نظرت جهة النافذة وقالت : ما هذه الغيوم الكثيفة لم يكن الجو غائما هكذا عند الظهيرة آآه رأسي يكاد ينفجر

فتحت باب الغرفة وكانت الصدمة الأشد

لجين : مستحيل هذه شقة وليس القصر ركضت باتجاه جميع الغرف وتفقدتها ولم تجد أحد أبواب الشرفات

موصدة بشكل جيد نظرت من النافدة للمباني وإشكال الناس

لجين أمسكت رأسها بيدها وبدأت تصرخ : غااااافر يا حثالة لقد أخرجتني من البلاد ولكنك لن تهرب بفعلتك

بقت لجين طوال اليوم تتجول في الشقة لا تتوقف عن الدوران مثل لبوه مسجونة

لجين ( لست أعلم كم مضى من الوقت هنا ولا حتى كم فأتني من فرض للصلاة كنت أصلي في القصر

وغرفتي مظلمة تماما كي لا يشك بي لو كان يراقبني أما هنا فلا أعلم حتى مواقيت الصلاة لقد غابت الشمس

منذ قليل وصليت كل الفروض عليا أن أقدر لأوقاتها تقديرا .... جدي وخالي لما لم يبحثا عني حتى الآن سيجدان

أسمي وأسم ذاك الوغد ضمن المسافرين ... أين ذهب ذاك الغافر أين ذهب وتركني كل هذا الوقت لقد

خطر ببالي أن يختطفني ولكن ليس لخارج البلاد وبعد أن تزوجني )



قصر راشد

راشد بغضب : ماذا تعني بأختفوا

الحارس : لقد أخلى الحراس القصر اليوم ولا وجود لهما

راشد: الوغد أين سيذهب بها ومن يظن نفسه

أجرى راشد مكالمة هاتفية ثم رمى بهاتفه على الطاولة وقال بغيض : سحقا ... لم يسافر بها خارج البلاد

أين ذهب بها وكيف أخرجها من القصر.... لقد حذرتك يا لجين حذرتك كثيرا... وها قد أوصلك عنادك

إلى ما أنتي فيه

ثم أتصل برائد و أخبره عن اختفائها وسأله إن كان لديه أي معلومات

رائد : لا ... لا معلومات لدي ولم نتحدث أنا وهي منذ أيام

: .....

رائد : حسننا سأرى ما يمكن فعله وداعا

رائد ( كما توقعني يا لجين ... اختفاءها أمر لابد منه عليا أن أكمل الاتفاق ... أتمنى أن تكون بخير ولا تتأذى )



في شقة غافر

انفتح الباب فركضت لجين للصالة ... دخل غافر وأغلق الباب

لجين : وغد

غافر : شكرا على الإطراء ... لم أستغرب أن تسميني في هاتفك بهذا الاسم

لجين : أين نحن

غافر : في شهر عسل ... يكفي أنني لم أقِم لك حفلة عرس

لجين : أعدني من حيث جئت بي لا أريد منك شيء

غافر : أنتي زوجتي و آخذك متى شئت وحيتما شئت

لجين : سحقا لك أنت وورقة زواجك تلك ... سيعلمون بغيابي ولن يتركوك وشأنك

غافر: هههههه يبدوا أنك لم تعرفيني بعد ... إنسي أن يجدوك يا جميلة

لجين: ماذا تعني

جلس غافر على الكرسي ووضع ساق على الأخرى وقال بمكر

: أعني لن يجدوك أبدا

لجين : لا يهمني سأدمرك على كل حال

غافر : هههههه حتى وأنتي مسجونة هنا

لجين ( رائد قم بكل شيء ولا تتوقف أرجوك ) قالت بعناد : سترى

غافر ( من أي كوكب جاءت هذه لم أرى مثل عنادها وقوتها ) : تعالي وأجلسي بجانبي لنتحدث فأنا أشعر بالملل

لجين بضحكة سخرية : ألم يخبرك أحد من قبل أنك سخيف

غافر : ها قد علمت منكِ أنتي يا زوجتي العزيزة

لجين بغيض : لا تقل زوجتي مرة أخرى ... أكرهك

غافر : أعلم أنك تكرهينني ولكنك زوجتي شئتي أم أبيتي

دخلت لجين غرفة النوم وأغلقتها بالمفتاح جلست تضرب بقدمها على الأرض بغيض

( ماذا يعني بلن يجدوني ... ماذا فعل لابد وأنه .... آه أجل كوب العصير ذاك بعده لا أذكر أي شيء

كيف أخرجني من البلاد دون علمهم ... ولكن لا يهمني حتى إن لم يجدوني وكنت وحيدة ومسجونة لديه

فلست خائفة منه ولم يعد لدي شيء أخسره ... عليا أن لا أدعه يقترب مني لكي لا يعلم من أكون )

فتح باب غرفة النوم على أتساعه وهوا يقف أمامه

وقفت لجين وقالت : لا تقترب مني أيها المشوه المقزز

غافر : هههههه لم أحظر لأجل هذا فلا تستفزيني كي لا أفعلها

لجين : هههههه وليكن في علمك أنا مصابة بالإيدز

غافر : هههههه فكرة غبية لأبعادي

لجين ( كيف خطرت ببالي هذه الفكرة الغبية .. لا يهم ها قد جربت )

نظر لها لبرهة ثم قال بسخرية: فتاة عصابات ........ و***** أيضا

لجين وهي تقبض على يدها بغيض ( بل أشرف و أنزه منك أيها الإمعة ) : بعض مما لديك

غافر : لا تخافي لن أخل بشروط العقد ليس لأجلك بل لسبب آخر

لجين ( يبدوا أن النار لم ترحمك ) : هههههه يبدوا أنك أنت المصاب ولست أنا .... والملف من شروط العقد أيضا

غافر : الملف عندك هنا في الشقة كليه أو مزقيه أو أفعلي به ما شئتي

ثم تقدم من السرير وجلس عليه ممددا ساقيه

لجين : ماذا تعني بوجودك هنا

غافر : قلت لك لن أقترب منك

لجين : هههههه صدقتك .... هل أكلت النار أطرافك

غافر : وكأنك تتعمدي استفزازي

نظرت له لجين بتقزز وخرجت

غافر بصوت ساخر مرتفع : تعالي لا تخجلي فنحن متزوجان هههههه

لجين صرخت بغضب من خارج الغرفة : سحقا لك ولي ولليوم الذي وافقتك فيه على عرضك السخيف

غافر : هل ندمتي بعد أن قصصت جناحيك

عادت لجين ووقفت أمام باب الغرفة وقالت : لا تضن أنك أبعدت أذاي عنك .... سترى ما سأفعل

قفز غافر من السرير راكضا باتجاهها وهوا يقول بضحك ....: تعالى لأخبرك أمرا

فركضت لجين للغرفة الأخرى وأغلقت الباب وغافر واقف أمام الباب ويضحك

لجين : قدر

غافر من خلف الباب : أعلم

ثم غادر غافر الشقة بعد أن أغلقها

خرجت لجين بعد ساعات وهي تشعر بجوع فضيع فهي لم تأكل منذ أيام دخلت المطبخ ووجدت أكياس

طعام هناك ... جلست على الطاولة و أكلت من الكيس مباشرة دون وضعها في صحون

ثم ابتسمت وقالت : لو رآني جدي لوبخني على طريقة أكلي .... آه يا جدي تعالى بسرعة أرجوك

فالملف لدي ولا ينقصني سوى الهرب من هذا المسخ قبل أن يكتشف أمري

مر يومين على لجين لم يزرها فيهما غافر ولم يحظر لها شيء فكانت تأكل من المعلبات و النواشف الموجودة

في الشقة

لجين : ماذا إن مات هذا المشوه أو سجنوه سأموت هنا بالتأكيد حتى أني طرقت باب الشقة عشرات المرات

ولم يغثني أحد هل هذه العمارة فارغة يا ترى ... أنا لم أسمع أي أصوات في الخارج



في قصر راشد

راشد بغضب : أين اختفى كيف لم تجدوه .... سحقا لك يا غافر لن تضيع من يدي ( ليس أمامي سوى

جدها السيد ريتشارد)

أتصل به فأجاب على الفور

راشد : مرحبا سيد ريتشارد

الجد : مرحبا سيد راشد هل أنت بخير وهل جولي بخير لم تكلمني منذ أيام

راشد : أنا لست بخير وجولي مختفية مند أيام ولم نجدها

الجد بغضب : كيف مختفية وكيف لم تجدها

راشد : تزوجت ثم اختفت

الجد : ماذا .... ما الذي حدث يا راشد أعيدوا لي حفيدتي أو مسحتكم عن وجه الأرض

راشد : أنت تعلم كل شيء من البداية ولكن ما حدث منذ أيام غير الكثير من مجريات الأمور


الجد صرخ بغضب : لقد كذبتم علي وقلتم أنها ستكون محمية وها أنتم لم تحافظوا عليها حتى لشهور لن

أغفر لكم ذلك

راشد : لقد كانت محمية بالفعل لكنها هي من أفسد كل شيء بزواجها من غافر

الجد بدهشة : كيف ..... ماذا ... هل زوجت حفيدتي بذلك الوغد المجرم

راشد : أنا لم أزوجها هي من زوجت نفسها .... لقد أعماها الانتقام ولم تعد تزن الأمور

الجد: أين أخدها ... هل سافر بها

راشد : لا يبدوا ذلك لا وجود لهم على الرحلات يبدوا أنه يخفيها في مكان ما

الجد : تجارته القدرة تلك في أفريقيا أليس كذلك

راشد : نعم

الجد : لقد اعتمدت عليك يا راشد وعلى رجالي والمخابرات لديكم لكنكم لم تكونوا أمناء عليها لن أنسى لكم ذلك

ثم أغلق الجد الهاتف من راشد بغيض وطلب رقما معيننا

الجد : مرحبا جوزيف

: ....

الجد: أريد أسماء الركاب النازلين في رحلات جنوب أفريقيا جميعهم وكل يوم منذ الأسبوع الماضي وحتى

أطلب منك أن تتوقف

: ......

الجد : حسننا أنا أعتمد عليك ... وداعا

( لن يغيب ذلك الحقير عن ذلك المكان .. وكره المعتاد لابد أن يذهب إليه ... لن ائتمنك عليها مجددا يا راشد


ولن أعتمد عليك في إيجادها )







غافر : جيد سنبدأ منذ الغد

نادر : هل أنت واتق مما تقوم به

غافر : أجل

نادر : حسننا كما تريد .... ومتى سيكون السفر

غافر : ليس بعد ... أمامي بعض المشاوير المهمة وعليا زيارة تلك القطة لقد تركتها دون طعام منذ يومين

رن هاتف غافر فأجاب بسرعة

غافر : نعم ماذا لديك يا أمجد هل الأمور بخير

أمجد : أي خير ... هل كذبت علي بشأن عدوتك إنها لازالت تحاربك وبشدة

غافر بغيض ودهشة : ماذا تعني بأنها لازالت تحارب إنها هنا معي ومفصولة عن العالم الخارجي

أمجد : إذا ثمة من يساعدها

غافر : تبا .... هل هي مستغنية عن حياتها لهذه الدرجة ... لهذا لازالت تهدد

أمجد : والعمل

غافر : سأرى ما بإمكاني فعله .... وداعا الآن

أمجد : وداعا



نادر : ماذا هناك

غافر : الحقيرة لازالت تشن حربها علي

نادر : يعني أنه ثمة من يساعدها

غافر : بالتأكيد ولكن من يكون فلم يكن يزرها أحد ولا تذهب لأحد

نادر : لا تنسى نفوذ جدها

غافر : لن يضحي بها جدها بالتأكيد ..... أنا استبعد أن يكون هوا

نادر : هاتفها ... لابد أن تجد فيه رقما له

غافر : لا يوجد ... يبدوا أنها حسبت حساب كل شيء .... تصرف أنت في الموضوع وأدفع لذلك الجشع

الذي كشفها لنا سابقا ليعرف من وراء الأمر

نادر : حسننا سأفعل



في الشقة

كانت لجين جالسة على الأريكة وسط الشقة وترتدي فستان أسود اللون يصل لحد الركبة وبأكمام تصل

لحد الكوعين بنقوش زهرية اللون وشريطه زهرية أيضا مربوطة حول الخصر وشعرها مرفوع لأعلى

بشريط من ذات اللون

انفتح باب الشقة ودخل غافر

لجين : من الجيد أنك تذكرت أن ثمة مخلوق حي يوجد هنا

أقترب منها أمسكها من ذراعها ورفعها إليه وقال بغيض : أوقفي هجومك علي وإلا ندمتي

لجين بصمود : وماذا ستفعل ستقتلني .... قلت لك سابقا لا آبه و أفعل ذلك متى شئت

غافر بصراخ : أعقلي يا جولي ولا تجعليني أفقد أعصابي و أضربك

لجين : لا يهمني أضرب كيفما تشاء

رماها غافر على الأريكة وخرج ثم عاد بعد دقائق رمى بأكياس الطعام وغادر

أخذت لجين الأكياس وأكلت بسعادة وهي تشعر بلدة الانتصار ( رائع يا رائد لا تتراجع مهما حدث )








الكاتبة برد المشاعر


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:25 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الخامس
آنـــــين

بعد مرور عدة أيام وأنين في شرفة غرفتها تشاهد الحديقة وهي في عالم آخر تماما

( لقد خدعني ذاك المخادع يبدوا أنه قد غادر ولن يعود .... لقد هرب من قول الحقيقة لي ألم يقل سأخبرك
في المرة القادمة .... تبا له ... سأريه )

سارت في الشرفة الطويلة يميننا لمسافة بعيدة ثم عادت ... ثم سارت باتجاه اليسار وعادت
دخلت لغرفتها وجدت زهرة على سريرها حملتها في يدها ثم رمتها على السرير وقالت :هذا فقط ما تستطيع
عليه .... مخادع

نزلت للأسفل ووجدت زياد وعمتها جالسان

زياد : آنين تعالي أجلسي أريدك في أمر

آنين وهي تتجه ناحيتهم : ماذا .... هل تريد الزواج وسنبحث لك عن عروس

زياد : هههههه .... لا عروسي جاهزة فاشلة مثلي ..... آنين دراستك موعدها أصبح يقترب أنتي لا
تتحدثي بخصوصها مطلقا

آنين : آآآآه ..... لماذا جميعكم تفكرون بدراستي كم اكره هذه الدراسة
زياد : هههههه ظننت أني الفاشل الوحيد في العائلة ألم أقل لك لقد تحصلت على عروس

نظرت له أنين بنظرة جانبية حادة وقالت : أنا لا أحب الدراسة ولكني لست فاشلة فيها ... أتفهم

زياد : وماذا قررتِ بشأنها يا متفوقة

آنين : شاكر قال أنني سأدرس في القصر و أتقدم للامتحانات فقط

زياد : وأي التخصصات ترغبين

آنين : لا أعلم .... أخبرني عن أسهل تخصص في الجامعة

زياد : هههههه .... بواب

آنين بضيق : قلت تخصص وليس وظيفة يا أبله .... تلك تركتها لك أنت

زياد : لما لا تدخلي أحد التخصصات الأدبية أنت تحبين القراءة والأدب

آنين : شهادتي علمية كيف سأدخل التخصصات الأدبية

زياد : إذا عليك أن تقرري سريعا

وقفت أنين خارجة من القصر وقالت : لا رغبة لي في شيء

اتجهت للأرجوحة مكانها المعتاد والمحبب لديها .... كانت جالسة تفكر في كلام زياد ثم نهضت منها
وبدأت تتمشى في الأنحاء بفستانها الأحمر الفاتح وحدائها الأبيض وشرائط بيضاء تزين الفستان والشعر
الحريري وكأنها أميرة من أميرات الحكايات


.... : ألم أقل لك سابقا ألا تبتعدي

رفعت آنين رأسها ونظرت للواقف أمامها وقالت بحزن : أهذا أنت ظننتك مت .... لو كنت أعلم أن ألابتعاد
سيخرجك لكنت ابتعدت من أيام .... أيها المحتال

إياد : ولما تنعتيني بالمحتال أنا لم أخدعك في شيء

آنين بغضب : بلى محتال ألم تعدني أنك ستخبرني الحقيقة لماذا كذبت علي

إياد : أنا لم أكذب عليك ولازلت عند وعدي

آنين : هيا أخبرني إذا

إياد : عند العصر أخرجي من القصر وتوجهي محاذية لجدرانه يسارا سأقابلك هناك اتفقنا

آنين بحزن : ألن تخلف وعدك

مد إياد أصابعه لوجهها أزال خصلات الشعر القصيرة عن عينها وهوا ينظر لهما

وقال بهمس : لن أخلف وعدي .... هل ستأتي

آنين وقلبها يكاد ينفجر من قوة دقاته : بالتأكيد

وضع إياد يديه في جيوبه وقال : إذا سنلتقي هناك عند الخامسة .... والآن وداعا

آنين وهي تراقبه وهوا يغادر : وداعا

أبتعد عنها حتى اختفى بين الأشجار وعادت أنين أدراجها للقصر مضى الوقت على أنين وكأنه دهور
لم تصعد لغرفتها كي لا تستسلم للنوم وكل تفكيرها أنها ستعرف شيئا عن ماضيها المظلم

عند الخامسة خرجت أنين وتوجهت حيث أخبرها وكلها خوف أن لا تجده ويكذب عليها .. سارت كثيرا
حتى شعرت بالخوف

آنين : أليس لهذا القصر نهاية لو كان ملعبا لأنهيته من مدة

.... : ولو كان قلبي لما انتهى أبدا

ألتفتت أنين خلفها و ابتسمت له وقالت : كم أتمنى أن أعرف حجم قلبك هذا الذي يحوي كل شيء

إياد : بل يتسع لفتاتي فقط

قالت آنين بخجل : كنت سأعود لقد ظننتك لن تحظر

إياد : وأنا ما كنت لأذهب حتى تأتي

ثم مد يده لها وقال : هيا تعالي

نظرت آنين لعينيه ثم ليده ثم لعينيه وضمت يدها لصدرها وقالت : أين

إياد : ألستِ تريدي معرفة الحقيقة .... هيا امسكي بيدي

آنين : هل سنذهب لبيتك

إياد وهوا يمد يده ويمسك يدها : أجل .... ولا تخافي مني يا أنين أنا أحميك حتى من نسيم الهواء

قبض على يدها بقوة وعينيه في عينيها ثم قال : أغمضي عينيك ولا تفتحيها أبدا حتى نصل وسنبدأ الآن
بالركض ... عديني ألا تفتحي عينيك

آنين : أعدك

إياد : إن فتحتها فلن أخبرك بشيء

آنين : لن أخلف وعدي

إياد : هناك شيء آخر .... عديني أن لا تجبري عقلك على تذكر أي شيء .... عديني يا آنين

آنين : أعدك بذلك أيضا

أغمضت أنين عينيها ثم شعرت به يسحبها ويركض بسرعة ... ركضا لمسافة ثم حملها بين
ذراعيه وقال : لا تفتحي عينيك .... أو أعدتك جهة باب قصر

تمسكت آنين به بقوة وقالت : لن أفتحها أقسم لك بذلك

ركض بها كثيرا ثم أنزلها وأمرها ألا تفتح عينيا وأمسك يدها وتابعا الركض ولكن هذه المرة داخل

ممرات كثيرة متفرعة ثم توقف وقال : أفتحي عينيك الآن

فتحت آنين عينيها فشهقت من الدهشة كانت في حديقة كبيرة بجدران تكاد تصل للسماء من ارتفاعها مليئة
بزهرة فراشة النور..... كل الأزهار من نفس نوع الزهرة بتنسيق مبهر ومنظر خلاب ألتفتت يميننا ويسارا
ولم تجده بجانبها

نظرت في كل الاتجاهات ..... المكان واسع والأبواب كثر

آنين ( من أين ذهب .... لست أعلم من أي باب دخلنا إلى هنا لأخرج منه .... لما تركني وحدي .... الأبواب
كلها مظلمة )

بعد ثواني قليلة بدأت أوراق الأزهار تتساقط عليها من الأعلى وكأن السماء تمطر بورق الأزهار صرخت
أنين من الدهشة والسرور ورفعت يديها والأوراق تتساقط في كفوفا وعلى رأسها وكتفيها ثم بدأت تسمع
صوت أطفال يلعبون ويضحكون ويصرخون وكأنهم يركضون في كل مكان حولها ... ثم سكتوا فجأة ... ألتفتت
أنين خلفها فوجدته يقف أمامها مد يده لها وقال : هيا تعالي

مدت آنين يدها له مستسلمة ولم تسأل عن شيء

دخل بها أحد الأبواب وبدأ الركض وهوا يمسك يدها بقوة خلال الممرات الشديدة الظلام وكأنه يسير في النور
يحفظ كل شبر و يعبر خلالها بكل يسر وسهولة .... ثم دخلا لغرفة تحوي مهدا لطفلة وألعاب وغرفة نوم
فخمة ومرتبة ركضت أنين باتجاه الخزانة فتحتها كانت مليئة بالملابس أخرجت فستانا قرمزي اللون من
الحرير حضنته أنين بقوة وغمرت وجهها فيه وهي تبكي : أمي .... أمي ... إنه لك ... إنها رائحتك الحبيبة
ثم أظلمت الغرفة فجأة حتى أنها لم تعد ترى شيء

آنين وهي تدور حول نفسها : أين أنت ... لماذا أظلمت الغرفة ... بعدها بقليل ظهرت على الجدار صورة
لجهاز عرض ضوئي وكأنها سينما تعرض فيلما وظهر عليها أرقام تعد تنازليا 1 2 3 4 5 نظرت أنين لليمين
فوجدته يقف بجانبها أمسك ذقنها بأصابعه ووجه وجهها جهة الجدار بدأ الفلم يعمل وظهرت صورة سيدة
جميلة تمسك طفلة رضيعة بين ذراعيها وتغني لها وتبتسم

آنين بصوت هامس مخنوق وباكي وهي تنظر للجدار: أمي ... إنها أمي

اقتربت ومدت يدها وكأنها تريد لمس أمها ولكنها لمست برودة الجدار قلبت يدها و نظرت إليها من
الداخل ووجدت الصورة منعكسة عليها

شعرت به يمسكها من كتفيها ويسحبها للخلف وعاد ليقف بها حيث كانا

نظرت إليه وقالت : تلك أمي ... إنها هي

لم يتكلم بشيء عاد وأمسك ذقنها من جديد ووجه وجهها جهة الجدار

تغير الفلم وظهرت صورة أطفال يركضوا ويلعبوا في الحديقة ذاتها التي كانت فيها منذ قليل

كان من بينهم فتى في قرابة سن الرابعة عشرة يحمل طفلة فوق كتفه ويركض بها

عرفتها أنين بسرعة لأنها كانت تشبهها بل إنها هي نفسها .... كانت ترتدي فستانا قصيرا أخضر اللون وشعرها
الحريري ينساب على ظهرها وكتفيها وتمسك برأسه من جهة عينيه وتصرخ وتضحك
وهوا يضحك ويصرخ قائلا : أتركي عينيا يا أنين .... أنا لا أرى شيئا .... سوف نقع

وكان أطفال آخرين يركضون في الحديقة خلف بعضهم وواحد يقف مستندا على الجدار ولا يلعب معهم
وكأن الوضع لا يعجبه ... ما شد انتباه أنين أنه كان نسخة مصورة عن الذي كان يحملها على كتفه
لم تكن تتبين ملامحهم جيدا ولكن الشبه ملحوظ حتى في هيئتهم

ثم عادت وانتبهت للذي كان يحملها ويركض بها ... ثم سمعت صوت رجل يبدوا أنه من كان يصورهم
وهوا يقول : لا تتحركي هكذا يا أنين سوف تسقطي

ثم نضرت للفتى وكان يمسكها من يديها ويدور بها وهي تضحك ثم أعادها فوق كثفه

أشارت أنين الواقفة الآن بأصبعها للفتي الذي يحملها في الفلم وقالت : إيـااااد .... إنه إياد

ثم أمسكت رأسها و انحنت للأسفل وبدأت تصرخ بقوة

أمسكها إياد وهوا يصرخ قائلا : آنين ... لا تحاولي التذكر ... لا تحاولي ..... لقد وعدتني يا أنين لا تتذكري شيئا

صرخت آنين بألم : لا أستطيع .... رأسي رأسي

ثم غابت تماما عن الوعي .... حركها إياد كثيرا هزها ولم تجدي محاولاته نفعا

حملها بين ذراعيه وهوا يقول : سحقا لك يا إياد ... لن أسامحك أبدا إن حدث لها مكروه

ثم خرج بها وأعادها ووضعها بجانب أقرب شجرة في حديقة القصر ليجدها البستاني بسرعة ...مسح على وجهها

وقال : لا تتركيني يا آنين .... لا تفعلي هذا بي مجددا

ثم تركها وأبتعد

بعد ذلك ببعض الوقت كان شاكر عائدا من الخارج أوقف سيارته ونزل منها التفت للخلف عندما سمع صراخ
رجل لا يفهم منه شيئا ... وجد البستاني الأخرس يركض باتجاهه

صرخ شاكر : ما بك .... ماذا هناك

كان البستاني يحاول أفهامة الأمر بالإشارات وهوا يقفز ويصرخ ولكن شاكر لم يفهم شيئا شده البستاني
من يده وشاكر ركض خلفه مسرعا أخده لشجرة في الحديقة كانت آنين متكئة على جدعها وغائبة عن الوعي
تماما ... هزها شاكر بقوة وهوا ينادي : آنين... آنين .... هيا استيقظي ... ما بك يا آنين

ثم وضع يده على جبينها وقال بفزع : يا إلهي حرارتها مرتفعة تكاد تحترق

حملها بين ذراعيه وركض بها باتجاه القصر دخل راكضا باتجاه السلالم وهوا يصرخ بزياد الذي وجده نازلا
: أتصل بالطبيب بسرعة يا زياد

زياد : ما بها .... ماذا حدث

شاكر : اتصل بالطبيب يا زياد ليس وقت الأسئلة

حظر الطبيب بسرعة طلب منهم الخروج و انتظروا جميعهم في الخارج حتى خرج

ياسر : ما بها أيها الطبيب هل هي بخير

الطبيب : انخفضت الحرارة نسبيا وبصعوبة وسوف تنخفض بالتدريج

شاكر : هل استيقظت

الطبيب : ليس بعد ... هل هي تعاني من أي مرض

شرح شاكر للطبيب حالة أنين وما مرت به في السابق

الطبيب : خلال الست ساعات القادمة إن لم تستيقظ فاستشيروا طبيبها المختص بحالتها

شاكر : هل ستدخل في غيبوبة مرة أخرى

الطبيب : هذا ليس اختصاصي ولكن حسب ما فهمت فالأمر راجع لاستقبال عقلها للوضع هل
حدث معها شيء ذكرها بالماضي

زياد : لا نعلم ما حدث ... لقد كانت في الحديقة لوحدها ومن عادة آنين الذهاب دائما إلى هناك ثم جاءنا
البستاني وأخبرنا أنه وجدها مغمى عليها هناك

الطبيب : إن لم تنخفض حرارتها للمعدل الاعتيادي فاتصلوا بي ... وإن لم تستيقظ بعد ست ساعات
فأنصحكم بنقلها للمستشفى

أوصل شاكر الطبيب للباب ثم جلس ثلاثتهم في الأسفل ينتظرون

والعمة بقيت عند آنين تضع لها الكمدات ولا تفارقها لحظة

بعد مرور ساعتين نزلت العمة راكضة من السلالم نظرت لهم وصرخت : لقد استفاقت .... آنين استعادت وعيها
قفز ثلاثتهم راكضين للأعلى

كانت أنين تفتح عينيها بصعوبة وتمسك رأسها وتتوجع

شاكر : آنين هل أنتي بخير .... هل تشعرين بشيء

آنين بصوت متعب : رأسي إنه يؤلمني

زياد : ماذا حدث لك يا آنين

آنين : كيف وصلت إلى هنا

شاكر : البستاني وجدك مغمى عليك في الحديقة

استلقت أنين وقالت : لقد شعرت برأسي يتألم بشدة ولم أعد أعي شيئا بعدها

العمة : هيا أتركوها ترتاح لقد اطمأننتم عليها .... هيا

ياسر : هل انخفضت حرارتها

العمة : نعم وعادت لمعدلها الطبيعي

خرجوا جميعهم وبقت آنين لوحدها ( لابد أنه هوا من حملني إلى هنا ..... رأسي السيئ هذا .... كنت سأعلم
منه عن المزيد ..... " إياد " من يكون ..... هل هوا الشاب صاحب الملابس السوداء أم شخص يعرفه
و توأمه ذاك من يكون هل هما من هذه العائلة هنا .... آه صحيح الحلم ... ذاك الحلم الذي كنت أراه .... اليدان
المتشابهتان ... لكن ماذا عن ذلك المرتفع وسقوط أحدهم .... لو أني أتذكر فقط )

ومرت الأيام على آنين تحاول ألا تسأل احد عن شيء مما رأت لكي لا يشكوا بالأمر

وفي ذات مساء كانت نائمة وشعرت بالهواء البارد يلفح وجهها جلست بسرعة ووجدته واقف عند باب
الشرفة بعدما فتحه ..... وقفت آنين وسارت باتجاهه

آنين : أين اختفيت

إياد : لم أختفي كنت بقربك دائما

آنين : أريد الذهاب إلى هناك مجددا

إياد وهوا يهز رأسه بالنفي : لا .... لن آخذك إلى هناك مرة أخرى

آنين : لن أحاول تذكر أي شيء أعدك بذلك ... أقسم أنني لن أفعل

إياد : لن أعرضك للخطر يا آنين أفهمي ذلك .... لقد وعدتني في المرة الماضية ولم تفي بوعدك

آنين : سأوقف أفكاري منذ البداية وسأترك عقلي هوا من يجلب الذكريات أعدك

إياد : سأفكر.... ولكني لا أعدك بذلك

آنين بترجي وهي تقبض يديها معا لصدرها : أرجوك أفعل هذا من أجلي أرجوك

إياد بحدة : قلت لك سأفكر يا أنين فلا تترجيني

آنين : حسننا أخبرني من هوا إياد ومن توءمه ذاك هل أنت أحدهما هل أنت إياد

إياد : لم أحضر لأجيب على أسئلتك بخصوص ما حدث

وضعت آنين يديها في وسط جسدها وقالت بضيق : ولما جئت إذا

إياد بهدوء : جئت لكي أراك

آنين : .......

إياد : لما الصمت .... قولي شيء يا أنين

آنين بنضرة حيرة : من أنت

إياد : ستتذكرين يوما وستعلمين من أنا

آنين وهي تنظر لعينيه بحيرة : متى ستأتي مجددا

إياد : عندما أشتاق إليك

آنين : ......

إياد : هل عدتي للصمت مجددا

آنين : إذا أنت لا تشتاق لي أبدا

إياد : بل في كل حين

أنزلت آنين عينيها للأسفل وقالت بهمس : من أنت .... أخبرني

إياد وهوا يبتعد عن باب الشرفة : ستعلمين يا أنين ... ستعلمين قريبا

ثم أختفي خلف الظلام أغلقت آنين باب الشرفة ثم عادت لسريرها بكت كثيرا ثم استسلمت للنوم


في صباح اليوم التالي خرجت أنين للشرفة نظرت للأسفل فكان البستاني الأخرس في الأسفل أبتسم لها
وحياها كعادته كل صباح ابتسمت آنين وردت له التحية ثم عاد لعمله

نزلت للأسفل شربت كوب قهوتها الصباحي وتوجهت لجدها تحدثت معه كثيرا ثم قبلت رأسه وغادرت

خرجت للحديقة تقدم البستاني ناحيتها وأعطاها زهرة من زهور الحديقة ابتسمت له آنين و أشارت له
ببعض الإشارات بمعنى أنت فتى رائع ... سعد الفتى كثيرا وأصبح يؤشر لها بإشارات كثيرة

آنين بيأس : آه أنا لا أفهمك حقا .... أعذرني فتلك بعض الإشارات التي علمونا إياها في المدرسة عندما
أخذونا لحضور حفل يقيمه الصم والبكم

ثم ابتسمت له وأشرت برأسها بمعنى شكرا وكانت ستغادر عندما رأت إياد ينظر إليهما من بعيد بنظرة
لم تفهمها أنين ولم تراها في عينيه من قبل .... وبعدها سار واختفى خلف الأشجار

عادت آنين من فورها للقصر قابلت عند الباب ياسر خارج من القصر يحمل حقيبة سفره

آنين : آه ياسر بربك أخبرني أين تذهب أنا أشك أنك تسافر

ياسر بابتسامة : أين أذهب إذا

آنين : آمممممم لابد أنك متزوج في السر

ياسر : هههه ولما في السر

آنين : لا أعلم قد تكون من محبي الغموض هههههه

ياسر : هههه سأعود قريبا ... أرك بخير

آنين : وداعا يا بساط الريح هههههه

دخلت آنين وهي تضحك وغادر ياسر ضاحكا أيضا

مرت عدة أيام لاحظت خلالها آنين أن البستاني غير موجود لم تعد تراه عند الصباح ولا في الحديقة

نزلت أنين للأسفل وبحثت عنه فوجدت العم صابر

آنين : أين هوا البستاني الأخرس الذي كان هنا

صابر : لقد غادر ولا أعلم كيف ولا أين

عادت آنين للقصر متضايقة وتوجهت لمكتب شاكر

طرقت الباب ودخلت وجدته يفتش في بعض الأوراق

آنين بضيق : أين البستاني الأخرس لماذا صرفته من عمله

شاكر : أنا لم أصرفه من عمله هوا من غادر فجأة ودون أن يعلم أحد

آنين : إنه فتى مسكين قد لا يجد وضيفة أخرى كنتم سألتموه ونقلتموه لعمل آخر حتى خارج القصر على
تركه يذهب هكذا لابد أن أحدهم أجبره على الذهاب ... أبحث عنه يا شاكر ووفر له أي عمل خارج القصر

شاكر : و أين سنجده

آنين وهي تغادر راكضة باتجاه الباب : أنا سأجده و أعيده

خرجت آنين تركض بجانب القصر وتنادي : إياد ..... إيااااااااااد

بعد وقت من الركض والنداء خرج لها من بين الأشجار

إياد : ماذا تفعلي هنا يا آنين .... ولما تناديني بهذا الاسم

آنين : لأنك إياد

إياد : ومن أخبرك أنني إياد

آنين : أنا أشعر بذلك .... فأخبرني من أنت إن لم تكن إياد

إياد : هل جننتي ماذا إن إبتعدتي كثيرا وضعتي من سيجدك

آنين : كنت أعلم أنك ستجدني

إياد بضيق : وماذا إن لم أجدك

آنين بضيق أكبر : أين الفتى البستاني ما الذي قلته له لكي يغادر

إياد : أخرجته من القصر

آنين بغضب : ولماذا

إياد : ما كان عليه أن يقترب منك

آنين : أعده للقصر

إياد : لن أفعل

آنين : أعده أو لن أتحدث معك أبدا وسأغضب منك أيضا

إياد : لن أسمح لأحد بالاقتراب منك

آنين : لن يقترب مني سأطلب من شاكر أن يجد له عملا آخر

إياد : إذا سأخبره أن يعود لكن إن أقترب منك فسأقتله ...... هيا عودي للقصر ولا تأتي هنا مجددا

آنين : متى ستأخذني لذلك المكان

إياد : في المرة القادمة أعدك بذلك ....هيا عودي و سأسير خلفك

عادت آنين أدراجها للقصر وهي تسير ببطء تحملها أفكارها التي لا تنتهي توجهت لمكتب شاكر
طرقت الباب ودخلت

شاكر بابتسامة : ماذا .... هل وجدته

آنين :لا تسخر مني .... نعم و سيعود في الغد وفر له وظيفة خارج القصر ... أفعل ذلك من أجلي يا شاكر

شاكر : ما كان عليه أن يترك وظيفته دون أعلامي ... ولكن سأوفر له وظيفة لأنه وجدك وأخبرنا عندما
أغمى عليك في الحديقة

آنين : المهم أن تتوفر له وظيفة

شاكر : كيف علمتي بمكانه

آنين : الذي أخرجه هوا من سيعيده ولكن لا تعده هنا

شاكر : لا أفهم شيئا ولكن كما تريدين .... ماذا عن الدراسة يا آنين لقد أقترب موعدها

آنين : حسننا سأفكر فيما أريد

وخرجت أنين من عند شاكر وتوجهت لغرفتها




لـــين



سارت لين بين الأشجار والكروم وهي منبهرة من جمال ما ترى ثم سمعت صوت خطوات تتبعها التفتت
للخلف بسرعة وكان ....

لين : سـ سـ سيدي

السيد : ماذا تفعلي هنا

لين تنظر للواقف أمامها بمعطفه المنسدل على وجهه والحارسان الضخمان خلفه في صدمة وخوف

لين : لـ لـ لقد

أتجه نحوها وأمسكها من يدها بقوة وقال محدثا الحارسان بغضب : توجها للقصر
سار الحارسان والسيد خلفهما يمسك لين من يدها ويجرها خلفه بخطوات سريعة
وصلوا للقصر صعد بها للأعلى و روز تتبعه وتصرخ : سيدي ماذا حدث إلى أين تأخذها

السيد بغضب : أخرسي يا روز ولا تتدخلي ولا تتبعيني أو عاقبتك معها

لين ( يا إلهي يبدوا أنني سأضرب أو سأجلد ) : أتركني أنا لم أرتكب أي ذنب لتضربني
ولكنه لم يجب عليها وأستمر في سحبها خلفه حتى صعد الطابق الثالث فتح غرفة خالية تماما ولا تحوي
أي قطعة أثاث أو فرش و بها حمام فقط رماها في نهاية الغرفة

وقال بغضب : أبقي هنا حتى تتأدبي وتتعلمي تنفيذ الأوامر ... ألم أخبرك أن تعملي في الحظائر ولا تتعديها
وخرج وأغلق الباب خلفه ولم يعطها أي فرصة للكلام

بكت لين كثيرا وهي مرمية على الأرض ... بكت وحدتها في هذه الحياة بكت ما تعيشه الآن بكت كل ما مر بها
في هذا القصر وبكت حتى فقدها لوالدتها ووالدها

كانت برودة الأرض تتسلل إلى عظامها ولا تجد حلا سوى التقلب يميننا ويسارا والوقوف تارة والجلوس
تارة أخرى

لين ( على الأقل هوا لم يضربني كما توقعت .... آه لو أنه ضربني لكان أفضل على الأقل كان سيسخن جسدي
وسأتحمل برودة الرخام ... هل جننتي يا لين كيف ستستحملين شدة الضرب )

كانت روز تتنقل من مكان لمكان ذهابا و إيابا لا تستطيع الصعود للين ولا سؤال السيد عنها تنتظر
أن تسمع صراخ لين وهي تتعرض للضرب

روز : لين أيتها المشاغبة .... لما تغضبي السيد دائما ... لم أره يخرج من القصر من قبل ... وطوال سنين
عملي هنا ... حتى عندما أحترق مخزن الشعير

كانت تمشي هنا وهناك وتفرك يديها عندما رأت السيد في منتصف السلالم

روز : سيدي لا تغضب منها ... أرجوك لا تضربها ... إنها ....

قاطعها السيد بغضب : لن أضربها ولكن ليس لأجلك ولا لأجلها أما هي فتستحق الضرب .... لا تصعدي
للأعلى إلا بأوامري وها قد حذرتك يا روز

روز : حاضر سيدي

ثم عاد للصعود مجددا

روز : لين لقد فعلتي ما لم يفعله أحد قبلك حتى هذا الطابق لم يكن ينزل إليه السيد .... يا رب إحفضها
وخفف غضب السيد عليها

مر باقي اليوم على لين وهي تتنقل في الغرفة الخالية إما تصلي وإما تفكر أو تبكي

في صباح اليوم التالي خرجت روز لتقابل العم رشدي

رشدي : أين هي لين هل أصابها مكروه

روز نزلت دموعها وبدأت تمسحها : السيد عاقبها بالسجن ولكن لا تخبر أحد كي لا يعاقبني ... اخبرني هل
فعلت شيئا في المزرعة أغضبه

رشدي : لابد أنه علم عن ذهابها للحقول لقد حاولنا منعها و حذرناها ولكنها لم تستمع

روز : إذا من أجل ذلك

رشدي : ولما يغضب منها لهذا الحد بسبب ذهابها هناك

روز : لا اعلم قد يكون أصابها مكروه وهوا أنقدها أو ما شابه

رشدي : حسننا عليا المغادرة طمئنيني عنها دائما

روز : حسننا

مرت تلك الليلة سيئة على لين نامت فيها على الأرض دون فراش أو غطاء تشعر بالألم في كل جسمها
وكذلك مرت التي تليها ولم يزرها فيها أحد في صباح اليوم الثالث لم يعد السيد يسمع بكائها ولا قراءتها
للقرآن ولا حتى دعائها عليه ... أمر روز أن تصعد لها لتنزلها

حملت روز معها الماء والطعام وصعدت للين وجدت الباب مفتوحا ولين مرمية على الأرض

روز: يبدوا أن السيد كان هنا

تقدمت منها بخطوات سريعة أو قضتها برش وجهها بالماء قدمت لها الطعام ثم حضنتها لين بقوة وهي تبكي

لين : أكرهه يا روز أكرهه .... لما يفعل بي كل هذا

روز : ما كان عليك مخالفة الأوامر والذهاب للحقول ... ماذا لو تأديتي

لين ببكاء شديد وهي لازالت تحتضنها : لماذا علي أن أسجن بهذا الشكل ماذا في الأمر لو ذهبت للتنزه قليلا
ما كنت سأكل أي ثمرة من الثمار كنت سأتنزه فيها فقط ألست بشر ومن حقي أن أعيش كما أريد

روز : يكفي يا لين يكفيك بكاء هيا قومي لننزل لغرفتك

أوقفتها روز وساعدتها على السير ونزلا للأسفل

أما في الطابق الثاني فثمة شخص قد عاش أحداث أخرى مختلفة منذ قليل

منسدح على السرير ويدور في رأسه كل ما حدث

قبل نصف ساعة من الآن .... لم يعد يسمع أي صوت لها منذ ساعتين انتظر بعض الوقت و لم يشعر بنفسه
إلا وهوا يقف ويصعد الطابق الثالث ويفتح باب الغرفة وقف ولم تتحدث ناداها مرارا ودون جدوى أقترب
منها وضع يده على كتفها وهزها ولم تجب وقف لكي يغادر وينادي روز ولكن شيئا ما منعه كان صوت هذيانها

لين : أرجوك يا عمي لا تضربني لا تضربني

عاد بخطواته اتجاهها وفكرة مجنونة تقوده .... وصل إليها نزل على ركبته وعندها رفع يده و أزال غطاء
الرأس في معطفه عن رأسه ونظر لوجهها في صمت طويل وكأنه يجمع صورة في رأسه عن الصوت
والضحكات التي كان يسمعهم من قبل وهذه الفتاة المرمية أمامه بجمالها الباهر وشعرها الحريري المقصوص
والمتناثر في كل جانب

ثم مد أصابعه ولمس خدها بأطرافهم ثم وقف مسرعا وغادر الغرفة وطلب من روز الصعود إليها

عاد من أفكاره ... أغمض عينيه بقوة وفتحهما وكأنه يحاول طرد صورتها من رأسه جلس على السرير
تنهد بقوة أغمض عينيه بأصابعه السبابة و الإبهام

وقال بألم : لماذا رأيتها .... لما طاوعت فضولك لرؤيتها لماذا

مرت بضعة أيام على لين عادت فيها للعمل في القصر ولم تعد تعمل في المزرعة فقد حكم عليا السيد
بالسجن في القصر

بالنسبة للين هوا أفضل من العمل مع العمال وكانت ممنوعة حتى من الخروج عند الباب لرؤية رشدي
أو عماد وكانت روز تنقل لها سلامهم وأخبارهم

في صباح أحد الأيام توجهت لين للمطبخ أعدت الإفطار للسيد واستغربت تأخر روز في النوم ذهبت
باتجاه غرفتها أنفتح الباب وهي تناديها

لين : روز أنهضي أيتها الكسول لتأخذي طعام السيد للأعلـ .....

ولكن لم تجد أحد

صعدت لين لجناح السيد ركضا وهي مذعورة طرقت الباب بقوة ففتح لها وجدته في مكتبه

دخلت وقالت بخوف : روز ... إنها ليست في غرفتها قد يكون مكروها أصابها

السيد : أعلم

لين : وأين هي إذا .... هي ليست في كل القصر

السيد : لقد غادرت

لين بصدمة : غــا ـا ـادرت .... ولكن متى

السيد : عند الصباح الباكر

لين : ولكنها لم تخبرني ولم تودعني أيضا

تم بدأ صوتها ينشج بالبكاء قائلة : كيف ترحل وتتركني .... كيف

السيد : لا علاقة لي ولا لك بالأمر هذا شيء راجع لها ... أحضري لي طعام الإفطار بسرعة

خرجت لين راكضة ونزلت للأسفل اتجهت لغرفتها واستمرت بالبكاء

لين : كيف ترحل وتتركني هنا وحيدة ... روز أخبرتني أنه لا مكان لها سوى هذا المكان كيف لم تخبرني
أو تودعني .... أقسم أنه وراء ذلك فهوا لا يريد إلا حزني و ألمي

بكت لين كثيرا ولوقت طويل ثم سمعت صوت جرس يرن في غرفتها نظرت لكل الاتجاهات
ثم تذكرت ( لابد أن ذلك البائس يريد إفطاره لن أخد له شيا فليمت جوعا أو يطعم نفسه بنفسه ما كان عليه
أن يصرف روز خادمته المطيعة .... آه يا روز مع من سأتحدث و أتسلى ..... سامحيني يا صديقتي )

بعد ساعة كانت لين تجلس على السرير وتضم ساقيها لحظنها تحتضنهم بيديها ورأسها على ركبتيها
عندها انفتح باب الغرفة رفعت رأسها وكأنها تأمل أن تكون روز قد عادت

السيد : ألم أخبرك أن تحضري الطعام

لين : لن أحضر شيئا .... لماذا طردت روز هي ليس لها مكان غير هذا القصر

السيد : أنا لم أطردها .... وأنا أعلم بظروف روز منك

لين بألم : لم تترك لي شيء ولا أي شيء ... ألا يكفيك كل ما فعلته

السيد : ستقومين بخدمتي من اليوم فصاعدا و أعتقد أنك لا تحبين سماع أخبار سيئة عن صديقتيك

ثم غادر تاركا لين تعيش مع دموعها و ألمها .... بعد ساعة نهضت لين وخرجت من غرفتها سارت

للمطبخ أعدت طعام الغداء وهي جثة تتحرك .... إنسانة ميتة تتنفس وترى ... ليس بجوارها إلا الصمت

حملت الطعام للأعلى كان يجلس في الردهة وضعت الطعام دون أي حرف وهمت بالخروج عندما وصلت
للباب انغلق في وجهها

السيد : من الغد ستتولين تنظيف جناحي وطعامي والباقي لك الحرية فيه

لين : .......

السيد : كما تعلمين الفطور عند التاسعة والغداء عند الثالثة والعشاء عند العاشرة والتنظيف عند الخامسة مساء

لين : ........

السيد : إن خرجتي من القصر فلا تلومي إلا نفسك

ثم انفتح الباب وخرجت لين ونزلت للأسفل متوجهة لغرفتها

مرت عدة أيام على لين تعد الطعام وتنظف الجناح والقصر كما اعتادت ولم تقابل السيد خلالها كانت تضع
الطعام وهوا في أحد الغرف وتنظف وهوا في غرفته لأنها لا تنظفها ... تغسل ثيابه وتغير أدوات الحلاقة
الخاصة به وفرشاة الأسنان والمعجون وأدوات الاستحمام وحتى شراشف السرير تضع النظيفة وتأخذ المتسخة
كانت لين واقفة في ردهة جناحه بعدما أكملت التنظيف

لين : و كأنني متزوجة من رجل معاق وغير موجود في ذات الوقت

ثم نظرت باتجاه غرفة مقفلة على الدوام ومظلمة : ترى ما يوجد في تلك الغرفة هذه غرفة نومه وتلك
المكتب وذاك الحمام فما هذه يا ترى

انتبهت لباب غرفته يفتح وخرج منه

السيد : هل أنهيتي التنظيف

لين : .....

السيد : لما لا تجيبي عن السؤال

لين : ......

السيد : هل أصبتي بالصمم

لين : لم يكن ضمن أوامرك أن نتسلى معا بالأحاديث

ثم خرجت من جناحه ونزلت للأسفل

عند المساء كانت تجلس بغرفتها عندما بدأت تسمع صوت الصراخ من جديد أغلقت أذنيها وبدأت
بالبكاء ( يا الهي ما الذي يجري هناك لابد وأنه يعذب أحدهم )

في الصباح حملت طعام الإفطار فوجدته في الردهة على غير عادته وكان واقفا باتجاه النافذة

السيد : أجلسي يا لين

لين : لا أريد

السيد : قلت أجلسي ... هيا أجلسي الآن

توجهت لين للكرسي وجلست

السيد : هل جربت يوما أن قاسيتي وعانيتي بسبب أحدهم

لين : قبلك أنت لا

السيد : هل تنقمين علي

لين : ......

السيد : ماذا لو تسببت أنا بموت أحدهم على يديك ..... شخص يعني لك الكثير

لين : ......

السيد : وجاءتك الفرصة للانتقام مني فماذا ستفعلي

فكرت لين لو أنها بسببه قتلت والدتها أو أحدى صديقتيها أو روز أو عامر أو ....

صرخت بألم : كنت سأجعلك تتعذب و أتعذب معك

السيد : إذا لا تلوميني على شيء

لين : ولكني لم أفعل لك شيء ... أخبرني هل أعرفك سابقا .... أنا لا أعرف حتى أسمك ولا شكلك
أرحمني أرجوك وأخبرني ما ذنبي .... من الذي تسببت أنا بموته على يديك

السيد : لا تلوميني .... فقط لا تلوميني

لين : كيف لا ألومك وأنت تسجنني هنا ... لقد رأيت في هذا القصر ما لم أره في حياتي

السيد : ولا حتى ضرب عمك لك

لين بصدمة ( كيف علم عن هذا ) : ذلك شيء وهذا شيء

السيد : ولكنه منغرس في قلبك أكثر من كل شيء

لين ( هل يتجسس حتى على قلبي ) : لأنني كنت طفلة وما يقاسيه الإنسان في الطفولة لا يضاهيه أي شيء
آخر يراه في حياته

السيد : ألا تفكري في الانتقام منه

لين : الله وحده من يحاسب البشر على ذنوبهم وأنا لا أريد أن أكون وهوا عند الله سواء

السيد : ألا تعلمي لما كان يفعل ذلك

لين : لا ولا أريد أن أعرف

السيد : لماذا

لين اكتفت بالصمت والبكاء

التفت ناحيتها وقال : لما تبكي

لين : كان يقول لي ذوقي العذاب لأنك أبنته .... دوقي دوقي ....ولم أكن أفهم شيئا

السيد بلهجة غريبة : وعندما كبرتي ماذا كان يفعل

لين : لم يعد يضربني كان يخاف من والدتي ولم أعلم لما بالرغم من أنه لم يكن يخشاها في صغري .

أقترب منها السيد ومد لها منديلا ورقيا نظرت له لين بدهشة

السيد : ألن تأخذيه ... أتكرهينني لهذا الحد

مدت لين يدها وأخذته منه وقالت بهمس : شكرا

السيد : أتكرهينني يا لين

لين : لا أعلم .... عندما أرى معاملتك لي دون ذنب وتهديدك لي بصديقاتي أكرهك وبشدة ..... ولكن عندما
أرى ما تفعله من أجل العمال ... حتى أنك لا تعاقبهم سوى بالطرد فإنني أراك رجلا نبيلا تحب فعل
الخير ..... أنا حقا لا أفهمك

السيد : كلنا نحمل لونين في قلوبنا يا لين

لين : من الذي يصرخ ليلا ... هل هوا من الجزء الذي أنا فيه من قلبك .... هل تعذب شخصا

السيد : لا ... لا أعذبه بل هوا من يعذب نفسه وهوا يستحق التعذيب

لين وهي تقف مغادرة : لا يمكن لشخص أن يحمل لونين في قلبه بل واحد منهما فقط تأكد من ذلك
فمهما حاول الإنسان الجيد أن يكون سيء مع أحدهم فلن يستطيع ... قد يخدع نفسه في البداية ولكنه
لن يستطيع ... أقسم لك.... كما أن الشخص السيئ لا يمكن أن يكون جيدا مع أحدهم إلا إن كان
خائفا منه أو مصلحته لديه ....هكذا هم البشر قسمان فقط

ثم غادرت الجناح .... جلس على الكرسي

وقال بهمس : محقة يا لين والدليل أنني لم أستطع سجنك في القسم الأسود من قلبي دائما ... لم أستطع
... أما نفسي فلن تخرج من هناك إلا ميتة

نزلت لين للأسفل وتوجهت لغرفتها وهي تفكر في كل ما قاله لها

( ماذا يعني بموت أحدهم على يديه وبسببي .... لكن لو كان بسببي ما قال لي لا تلوميني .... بسبب من إذا
هل بسبب شخص يقرب لي ولكن من .... كيف يكون هناك شخص يعذب نفسه هنا ...لابد أنه هوا
فلا يوجد غيره ... كيف يفعل ذلك بنفسه ... يسجن نفسه طوال هذه السنين حتى انه لا يجعل أحدا يراه ويصرخ
بألم من العذاب أنا لا أفهم شيئا )

في وقت الغداء وعندما صعدت لين لحمل الطعام وجدت أنه لم يأكل من فطوره شيء وقفت مستغربة
ثم حملت الطعام ونزلت به ( ترى هل يكون مريضا .... وما دخلي به .... لماذا أصبحتي تهتمي لأمره
فجأة .... أنا حقا أرأف لحاله لما يضيع عمره هكذا ..... لو كنت أنا قتلت شخصا أحبه لكنت ساجن
بالتأكيد .... ياله من مسكين ..... لين يا غبية هل نسيتي ما فعله بك .... أوووووف يكفي )

ثم توجهت للمطبخ لتنهي أعمالها

عند المساء حضرت العشاء وحملته له .... وفوجئت بالغداء كما هوا لم يأكل منه شيئا
( لما لم يخبرني لكي لا أتعب نفسي بالطهي ) ثم نظرت باتجاه غرفته ( ترى أيكون مريضا أو غادر
القصر ..... لا مستحيل فهوا يفتح لي الباب )

اقتربت لين من باب غرفته وضعت أذنها على الباب ولم تسمع شيئا طرقت الباب طرقات خفيفة فجاءها
صوته من الداخل

السيد : نعم يا لين هل من مشكلة

لين ( إذا هوا بخير كما يبدوا ... آه وكيف علمتي وصوته المخنوق ذاك لا يوحي بشيء )

قالت بهدوء : أعذرني سيدي ولكنك لم تأكل اليوم شيئا ظننت أن مكروها أصابك

السيد : لا تقلقي أنا بخير لم أرغب في الطعام فقط

لين : إن لم يعجبك أعددت غيره

السيد : لا هوا يعجبني بالتأكيد

لين : حسننا تناول العشاء إذا .... فلن أنزل حتى تعدني

السيد : حسننا أعدك أن أتناوله (كم أنتي طيبة يا لين .... ولكنني لست الشخص المناسب لتكوني طيبة معه
.... أين كنتي في الماضي .... لما لم تظهري في حياتي قبل أن أتحول لمجرم )

وفي منتصف الليل أستيقضت لين على صوت الصراخ من جديد أمسكت رأسها وبدأت
بالبكاء : لا تفعل هذا بنفسك أرجوك ... لا تفعل .... فما من شيء قد يعيد الماضي أو يغيره

في اليوم التالي صعدت لين بالفطور فوجدته قد أكل وجبة العشاء

( جيد على الأقل لم ينم جائعا ... لين يا غبية كم أنتي طيبة ويمكن الضحك عليك بسهولة )

خرج من غرفته فارتبكت لين وقالت بخجل : أنا آسفة فقد كنت أريد حمل الإطباق فتأخرت قليلا

السيد : لا بأس ..... هلا أعددتِ لي طبقا من الأرز بالسمك اليوم على الغداء

لين : بالتأكيد ... هل لديك طريقة معينة تحب أن أتبعها

السيد : لا فطرقك تعجبني

لين : حسننا .... المهم أن تأكل ليس كما في الأمس

ثم خرجت وتوجهت للمطبخ ومن ثم لتنظيف القصر كانت طوال الوقت تفكر في تعامله الطيب معها
وكلامه الذي قاله ... كانت تطرد الأفكار ثارة وتتغلب عليها أفكارها ثارة أخرى

لين : آآآآخ ... يبدوا أن الوحدة ستصيبني بالجنون أنا أخاف على لساني أن يصدأ ... ولكن لسان السيد لم
يصدأ حتى الآن فلن يصدأ لساني بالتأكيد ... ترى ما تفعله لجين و آنين الآن كم أتمنى أن تكونا بخير

مرت عدة أيام على لين في القصر كالسابق تنظف وتعد الطعام ولم ترى السيد

في ليلة من الليالي وفي وقت متأخر أستيقضت لين وتوجهت للمطبخ لشرب الماء وهي في المطبخ

سمعت صوت خطوات تمشي خارج القصر وبالقرب من باب القصر ثم أنفتح الباب شعرت لين
بالخوف الشديد وهي تسمع الخطوات تدخل القصر

لين ( ترى من يكون هل هوا لص ولكن اللص لا يملك مفتاحا .... قد يكون أحد العمال لاااااا هذه كارثة
ولكن السيد موجود وسيحميني وماذا إن قتلوه ... لا لا لا عليا أن لا أتوهم أمور لن تحدث)

سمعت الخطوات تقترب من المطبخ وما هي إلا لحظات ودخل المطبخ شاب طويل ذو قدر من الوسامة
وبعينين رماديتين اللون جميلتين وغريبتي الشكل

لين : من أنت وماذا تريد

.... : أنتي من عليه الإجابة عن هذا السؤال

لين : أخرج من هنا هيا ألا تراني بدون حجاب

خرج الشاب من المطبخ وخرجت لين وتوجهت لغرفتها لبست حجابها وخرجت

لين : ماذا تريد وكيف دخلت هنا

......: لابد أنك الخادمة

لين : أنا لست خادمة أحترم ألفاظك

عندها سمعوا صوت الصراخ يأتي من الأعلى

صرخ الشاب وهوا يركض باتجاه السلالم مسرعا : تبا لك يا " روح " هل تعذب نفسك ما الذي
تود الوصول إليه

توجه للأعلى ولين تتبعه ... وقف أمام باب جناحه وفعل شيئا للباب ففتحه على الفور ... توقف الصراخ
ودخل يركض للغرفة المغلقة طوال الوقت

وقفت لين مذهولة مما ترى كان السيد ساقطا على الأرض وساقه ترتجف بقوة ويمسك وجهه بيديه والغرفة
شبه مظلمة فلم تتمكن من رؤيته

أقترب منه الشاب وأمسكه من كتفه وهوا يهزه بقوة ويصرخ : بالكهرباء يا روح هل تصعق نفسك بالكهرباء
وضعت لين يدها على فمها وهي تشهق بقوة ودموعها تتقاطر على الأرض



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:26 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



لجــين


مر على لجين يومين آخرين لم ترى فيهما غافر

لجين : إلى متى سيتمر في سجني وما الذي يخطط له يا ترى ... أين جدي وخالي عن كل هذا كيف أخفاني
عنهم .... جدي لن يقف مكتوف اليدين أعرفه جيدا ولكن ما سيحل بي إلى وقتها .... حسننا لا يهم فالموت
أشرف لي من أن أترك غافر يعيش حياته وأنا أتعذب طوال الوقت سأجد طريقة للهرب فلست مستعجلة
على شيء فأنا لا أعيش إلا من أجل الانتقام منه


في الفندق

نادر : كل شيء جاهز والرحلة ستكون بعد يومين

غافر : جيد .... ماذا بشأن مهندس الكمبيوتر ذاك

نادر : لديه عائلة... فمن السهل جدا تهديده وإيقافه

غافر : إن لم نقطع الرأس فلا جدوى من الأمر فقد يكون لديها حلفاء آخرون لا تنسى حفيدة من هي
فأترك الأمر لي أعطني عنوان بريده الإلكتروني وأتصل لي بأمجد سنرى ما حدث معه

نادر : في الحال

غافر : مرحبا .... كيف الأمور لديك

أمجد : فيما ورطتني يا رجل مع من تلعب أنت

غافر : سنحل الأمر قريبا

أمجد : ستخسر كل شيء إن بقيت على هذا الحال

غافر : لا لن يستمر الوضع .... ماذا عن المعتوه " روح " هل من جديد

أمجد : لا جديد لدي عليك أن تيأس منه هذا اختياره فليعش كما يحب

غافر : أحمق ... هل علينا أن نستسلم بسرعة هكذا ... يكفي ما أضاعه من عمره

أمجد : وما الحل في نظرك

غافر : " يزيد " هوا الوحيد الذي قد يؤثر في روح لا حل غيره هوا شقيقه والأقرب إليه

أمجد : شكرا ضعها هنا ..... نعم ..... أنت تعرف ما فيه يزيد الآن فهل سينجح الأمر

غافر :لا مانع من المحاولة..... أخبرني بكل جديد حسننا

أمجد : بالتأكيد ..... وداعا

غافر : وداعا


في اليوم التالي في شقة غافر

سمعت لجين باب الشقة يفتح ( لابد وأنه قادم للنيل مني ولكني له )

دخل غافر وأتجه ناحيتها أمسكها من ذراعها وقال : رائد الساري هوا من تركته لمحاربتي إن لم يتوقف
الأمر فسنؤديه وعائلته

لجين ( سحقا كيف علم به هذا ما لم نحسب حسابه ولكني أتق برائد سيفكر في حل آخر)

غافر : تكلمي

لجين : لا تؤديه فهوا لا علاقة له بما بيننا وإيقافه لا يعني توقف كل شيء

غافر : ستتحدثين معه عبر البريد و ستطلبين منه التوقف أو سيدفع شريكك ذاك الثمن

وخرج ثم وقف عند الباب وقال : لا تكتري السهر يا جميلة فأمامك رحلة طويلة
وتركها وخرج

لجين : ماذا يعني بما يقول .... سحقا لك أيها الحشرة ... على رائد أن يوقف ما يفعل لن أكون سببا في أديته
وعائلته .... تبا ... لقد بدأت أخسر أوراقي الرابحة ولكن لا يهم فلن أيأس أبدا ..... لابد أن أجد طريقة ما فليذهب
بي للجحيم إن أراد


في صباح اليوم التالي

دخل غافر الشقة يحمل معه أكياس الطعام والعصائر وبيده جهاز لجين المحمول

كانت لجين تقف في الصالة ترتدي فستانا قصيرا لبداية الساق أزرق اللون ومموج باللون الأبيض
به إكسسوارات فضية عند الخصر والرقبة وهذه عادة لجين أنيقة حتى لو كانت لوحدها تمسك شعرها
من الأمام بمشبك كريستالي بفصوص زرقاء وتقف حافية الأرجل

وقف غافر ينظر إليها مطولا وبتمعن

لجين : إلى ما تنظر أيها المشوه

غافر : أخبرتك سابقا ... زوجتي ويحق لي رؤيتك كما أشاء

لجين : قدر

غافر : هههههه قديمة ..... وهل من العقل أن تكوني بكل هذه الأناقة وحافية من دون حداء

لجين : هذا الأمر لا يخصك

وضع غافر جهازها المحمول على الطاولة

غافر : سترسلين له رسالة مختصرة ليوقف كل شيء وسنغلق البريد بسرعة فهمتي

لجين : فهمت ... هل من أوامر أخرى

غافر : لا .... حتى الآن

قامت لجين بإرسال رسالة له فيها : أوقف كل شيء يا رائد لأن عائلتك في خطر

لأن لجين أرادت أن يتوقف بالفعل فالخطر لا يحدق بها وحدها الآن فقد أفهمته سابقا أن لا يكترث لسلامتها

لجين ( سيعرف مكاني بالتأكيد أعرف رائد جيدا )

غافر وهوا يغلق الجهاز : جيد ها أنتي رائعة ومطيعة

لجين نظرت للجانب الآخر ولم تعره اهتمام

دخل غافر لغرفتها وجلس على الطرف الآخر للسرير وظهره للباب بعد قليل لحقت به ووقفت عند الباب

لجين : أخرج من غرفتي ... هناك غيرها الكثير

غافر : شقتي وأختار ما أريد

لجين : إذا أنا من سيحمل أغراضه ويخرج

كان غافر مطأطئا برأسه للأسفل وبلا عمامة فوقف والتفت إليها فشهقت لجين عندما رأته بلا شاش على
وجهه ولا عمامة تغطي رأسه ... كان ثمة بقع حمراء كبيرة في وجهه ومنطقة العين اليسرى مشوهة
تماما حتى نصف الخد وأعلى الجبهة

غافر : بالتأكيد يسرك ما ترين

لجين ابتسمت بسخرية : لا .... لأني لست أنا من فعل بك هذا ... وثمة من سبقني إليك

غافر : وهل كنتي تريدي حرقي

لجين : أجل و لكن من الداخل أولا

غافر : لما تحقدين علي هكذا

لجين بغيض : أتعلم أنني أكرهك بشدة وكلما سألتني هذا السؤال كرهتك أكثر

توجه غافر ناحيتها ووقف أمامها وقال : كما تعلمي أعدائي كثر ذكريني فقط

لجين : ولما أذكرك ... سأسحقك على أية حال ... علمت أم لم تعلم

أمسكها غافر من خصرها وقربها إليه ودفن رأسه في شعرها وهوا يتمتم بكلمات لم تفهمها لجين
قامت بدفعه عنها بكل قوتها ولم تستطع أبعاده

غافر بهمس في أذنها : لا تقاومي يا جميلة أخبرتك أني لن أقربك

لجين وهي تحاول دفعه : وما الذي تفعله الآن يا مقزز ابتعد قلت لك أبتعد

غافر : أتذوق فقط هل ستحرمينني من هذا أيضا

لجين : أبتعد يا غافر هيا

أفلتها من يده فخرجت من الغرفة ودخلت غرفة أخرى وأغلقت الباب خلفها

بعد مرور ساعة سمعت باب الشقة يغلق ... خرجت وتوجهت لأكياس الطعام وجلست تأكل

لجين : سحقا له كاد يكتشف أمري ذلك المسخ القدر

بعد لحظات بدأت لجين تشعر بالدوار

لجين : ما كاااااان علي أأأأن أتق بك يااااغافـــ ...... وسقطت على الأرض

بعد ساعة دخل غافر جمع أغراضها في حقيبتها أنزل الحقيبة ثم حمل لجين بين يديه نظر لها
مطولا ثم قال : لم يمنعني عنك اليوم إلا شيء واحد فقط .... وإلا ما كنت سأقاوم

ثم خرج من الشقة ونزل بها للأسفل حيث سيارة إسعاف بانتظارهم



عند المساء في قصر راشد

راشد : حقا هل أنت متأكد

رائد : أجل متأكد وكل التأكيد لن يصعب هذا الأمر على شخص مثلي

أمسك راشد الهاتف وأتصل بجد لجين

راشد : مرحبا سيد ريتشارد .... لدي أخبار طيبة

الجد : أي طيب سيأتيني منك بعد الخبر السيئ الذي نقلته

راشد : علمت أين سافر بها وحتى عنوان الشقة

الجد : تأخرت كثيرا لأنه دخل إفريقيا من نصف ساعة

راشد : ماذا .... غادر

الجد نعم : فتاة دخلت أفريقيا باسم لجين عامر ولكني لم أجد أسم ذلك المجرم يبدوا أنه زور الجوازات
وقد فاتك هذا في المرة الأولى يا راشد

راشد : تبا لذاك الجبان هل علم من تكون يا ترى .....كيف فعل ذلك بأوراق لجين

الجد : هل نسيت أنه سرق كل شيء من سنوات

راشد : سأرسل رجالي إلى هناك

الجد : لا تتعب نفسك فلن أعتمد عليك بعد اليوم سأسافر لجلبها بنفسي

بعد مرور ساعات بدأت لجين تستفيق وتشعر بجسمها يهتز بقوة فتحت عينيها فوجدت نفسها في سيارة
تسير عل طريق ترابي وعر ..... ألتفتت للجهة الأخرى ووجدت غافر يجلس بجانبها ويبدوا أنه نائم وفي
الأمام كان نادر ورجل أفريقي يبدوا أنه دليلهم

نظرت للخلف كان هناك سيارتان بزجاج مظلم وبسببه وسبب الظلام لم تتبين من فيهما

ضربت لجين غافر بقبضة يدها على كتفه وقالت : أستيقظ أيها الوغد إلى أين تأخذني

غافر دون أن يتحرك ويبدوا أنه لم يكن نائما : اهدئي يا جولي لا نفع مما تفعليه الآن

لجين بغضب : إلى أين تأخذني

غافر : لرحلة في براري أفريقيا وسنصل قريبا

لجين بصدمة : أفريقيا

غافر : ألست مشتاقة لرؤية العصابة واللعب معها عن قرب .... ها أنا سأحقق لك أمنيتك

لجين : لن تنجوا بفعلتك يا غافر أقسم بذلك

غافر : نامي هيا أمامك رحلة طويلة

صمتت لجين وبدأت تفكر محاولة إيجاد مخرج لها

لجين : أريد الحمام

غافر : خطة فاشلة

لجين : وماذا إن لم تكن خطة

غافر : سنصل أحدى القرى بعد قليل وستنزلين لحمام المحطة

لجين : أريد النزول الآن

غافر : لا أنصحك بما تفكري فيه الآن فلن تجدي مكانا آمننا إن هربتِ ... أنا أعرف المكان جيدا

لجين : وهل تراني أجد الأمان معك وأنت تفكر في تسليمي للعصابة

غافر : ستلعبين معهم قليلا فقط كما أردت فلما تتعبي نفسك باقتناء ذلك الملف عيشي الحدث بالصوت والصورة

لجين : هل تسلم زوجتك للعصابات .... ولكن لا أستغرب ذلك منك

غافر : هل تعترفي الآن أنك زوجتي

لجين : أخرس وتابع نومك

غافر : هههههه .... لم أكن أعلم أن هذا الأمر سيجعلك ترحميني من ثرثرتك لكنت قلتها
من البداية ..... والآن تصبحي على خير يا زوجتي العزيزة

لجين : مقزز

بعد ساعتين وصلوا لأحدى القرى

غافر : هيا أنزلي ألستِ تريدي النزول للحمام

لجين : لا أريد

غافر : انزلي يا جولي فلن نمر بأخرى قبل الصباح

نزلت لجين برفقة غافر دخلت الحمام جالت بنظرها فيه كان ضيقا جدا ولا يحوي فتحة في الأعلى
والنافدة محمية تماما

لجين : سحقا .... هذا سجن وليس حماما

خرجت وتوجهت للسيارة .... ركبتها وأغلقت الباب بكل قوتها

لجين : أريد طعاما أنا جائعة

نادر : ثمة مطعم صغير هنا هل نشتري الطعام يا سيدي

غافر: إن كنت أنت جائع فأحظر لك ولها وإن لم تكن لديك رغبة في الطعام فلنغادر

نادر : بلى أريد طعاما فلم نأكل من ساعات

لجين : أنا لم أعد أريد

بعد أن سارت السيارة لساعات كثيرة .... ضربت لجين غافر المتكأ على زجاج السيارة بقبضة يدها دون كلام

غافر : ماذا هناك

لجين : ما كل هذا الطريق الطويل هل ستتجول في كل أفريقيا

غافر : لا شأن لك

لجين ( أريد أن أصلي الفجر لقد شارفت الشمس على الشروق يكفي ما فأتني من صلوات لقد أستيقضت
بعد وقت صلاة العشاء ولم أصلي اليوم سوى الفجر والصبح ما هذه الورطة )

لجين : متى سنصل

غافر : قريبا

صمتت لجين وبدأت تتأمل الضوء يتسلل إلى السماء

بعد ساعة وصلوا لقرية تبدوا كبيرة بعض الشيء ويبدوا أنها أحدى المدن نزلوا إلى فندق أخد غافر
للجين وهوا غرفة مشتركة

لجين بحدة : ما الذي تفعله .... لن أنام معك بنفس الغرفة هل تفهم

غافر بغضب: أصمتي ولا تتكلمي معي بهذه الطريقة أمام الناس ... مفهوم

لجين بسخرية : حقا ..... من حسن حظك أنني لا أعرف لغتهم وإلا كنت حدثك بها

أمسكها غافر من يدها وتوجه بها للغرفة بعد أن حمل الحراس حقائبهم سارت لجين بهدوء لأنها
لاحظت نظرات الجميع عليهم

لجين ( كله بسبب الشاش الذي يضعه لقد أصبحنا فرجة للجميع وهذه الثياب التي أرتدي لم يعطني
الأحمق فرصة لأرتدي غيرها )

دخل بها لغرفة بسريرين منفصلين

غافر وهوا يأخذ ثيابا له من حقيبته : لن نمكث هنا طويلا سنغادر في الغد أو بعد الغد

لجين : أخرج من الغرفة أريد تبديل ملابسي والاستحمام

غافر : وما بها ملابسك إنها تعجبني

لجين : ولكنها لا تعجبني أنا .... ألم ترى نظرات الرجال لي وحراسك من ضمنهم

وقف غافر بغضب : هل ضايقك أحد الحراس

لجين : وهل سأنتظر حتى يفعلوا ذلك .... نظراتهم تكفي

غافر وهوا يغادر الغرفة غاضبا : سحقا لهم جميعا

قفزت لجين للحمام توضأت وخرجت للصلاة في أسرع وقت لأنها ستصلي قصرا ثم أخذت ثيابا من
حقيبتها ودخلت الحمام حاولت فتح النافذة ولكنها لم تستطع

لجين : حمقى .... ياله من فندق بالي متهتك .... حتى النوافذ لا تصلح

غافر صرخ عليها من الخارج : إن تأخرتي أكثر فسأكسر الباب

خرجت لجين كانت ترتدي بنطلون من الجينز الأبيض وقميص مغلق من الأمام وليس به أزرار

أسود اللون بزخارف بيضاء عند الرقبة ويصل طوله لنصف الفخذ

وتمسك شعرها كله للأعلى وينزل على طهرها

غافر : إن ضايقك أحدهم فأخبريني

لجين بسخرية : لم أتوقع أن يهمك أمري لهذا الحد

غافر : أنتي زوجتي وعليهم أن يحترموني

لجين : أجل هذا كل ما يهمك في الأمر .... سترمي بي حتى للعصابة فكيف سأستغرب ذلك منك

غافر : لأنك على شاكلتهم

لجين : هههههه أنظروا من يتحدث

أمسكها غافر من شعرها بقوة وقال : لقد سكت عن حماقاتك كثيرا فأمسكي لسانك وأشتري سلامتك مني

لجين بثقة وقوة وهوا لازال يمسك شعرها ووجهها في وجهه : لا يهمني ..... لن تفعل أكثر مما ستفعله الآن
وأخبرتك مرارا أمري لا يهمني

رماها غافر بعيدا عنه ( أي تقه وقوة هذه ما الذي يجعلها تحقد عليا حد الموت )

غادر غافر الغرفة وأغلقها خلفه حاولت لجين مرارا فتح نافذة الحمام ولكن دون جدوى

خرجت وتناولت الطعام في الغرفة ولم ترى غافر حتى المساء


نادر : سيدي لقد حددوا الموعد .... هل أنت واتق من نجاح الأمر

غافر : نعم فكل شيء يسير على ما يرام

نادر : علينا أن لا نتق بهم

غافر : أجل ومن يتق برجال العصابات

نادر : متى سنغادر

غافر : بعد الغد


عند المساء فتح غافر باب الغرفة فوجد لجين نائمة على أحد السريرين بعدما قامت بسحبه لآخر الغرفة
ضحك غافر وهز برأسه ثم توجه للحمام استحم وغير ثيابه ونام ..... نام كليهما نوما عميقا من شدة التعب

استيقظت لجين و ارتدت ثيابها التي كانت ترتدي بالأمس لأنها كانت تتأمل الهرب في أي لحظة وهذه
الثياب ستساعدها في الركض

استيقظ غافر واستحم وغير ثيابه

غافر : سنخرج لنتناول الغداء في أحد المطاعم

لجين : لا أريد

غافر : ليس الأمر بـــــ

ولم يكمل غافر جملته حتى سمعوا صوت انفجار هائل في الخارج والأبواب تتهتز والصراخ في كل مكان
سقطا على الأرض من قوة الضربة ثم نهض غافر مسرعا فتح الباب فوجد أحد الحراس أمامه

الحارس : سيدي لنخرج بسرعة

غافر : ماذا هناك

الحارس : هجوم انتحاري وعصابات السرقة ستملأ المكان حالا والنار في كل مكان

سحب غافر لجين من يدها وسمعوا انفجارا آخر والسنة اللهب تكتر في الفندق

الحارس : يوجد باب من هناك هيا

خرج غافر ولجين ركضا من باب الفندق الخلفي وقد تفرقا عن الحراس

لجين : ثيابنا وأغراضنا وحتى الملف بالداخل

غافر : إلى الجحيم جميعها هل تريدينا أن نموت بالداخل من أجل ثياب

سمعوا أصوات الرصاص يتقاذف في كل مكان

سحب غافر لجين من يدها وعبر الأشجار الكثيفة ركضا على الأقدام

غافر : علينا أن نبتعد قليلا حتى يهدأ الأمر ستصل الشرطة قريبا بالتأكيد .... عندها سنعود إلى هناك

لجين : المصائب تتقاذف علي منذ أن دخلت حياتي لتحولها إلى جحيم

غافر وهوا يسحبها مبتعدا : أنا من يفترض به قول ذلك فمنذ رأيتك لم أرى خيرا قط

لجين : الوغد يبقى وغدا حتى وهوا يهرب من الموت

غافر : أي نوع من النساء أنتي حتى البكاء لم تبكي حتى الآن

لجين بغيض : لم تترك لي دموعا لأبكيها يا غافر

توقف غافر فجأة ونظر إليها وقال : ما الذي فعلته لك حتى كرهتني لهذا الحد كيف كنت سأصل لحفيدة رئيس
مخابرات أحدى كبرى الدول .... أي ذنب من ذنوبي أنتي .... ماذا تريدي يا جولي

لجين بضحكة عالية : ذنب .... هل تسمي جرائمك التي تفخر بفعلها دائما ذنب .... مثلك لا يعرف الذنوب

غافر بحدة : كلها جرائم .... إلا أنتي..... ذنب لحقني بنحسه إلى هنا

لجين : ولعلمك فهوا ذنب لن تجد له الغفران يا غافر

سمعا صوت خطوات وأصوات لرجال غير مفهومة اللهجة

غافر بهمس : أشششششششششش أخرسي وابتلعي لسانك يا سليطة اللسان لقد علم أحدهم بوجودنا

لجين بذات الهمس : أنت السبب .... هل كان علينا أن نبتعد عن المكان الذي ستأتيه الشرطة

خرج من خلف الأغصان الكثيفة خمسة رجال أفارقة مسلحين تكلموا بلغة لم يفهمها كليهما
حاول غافر التحدث معهم ببعض الكلمات الأفريقية و الإنجليزية ولكن لم يفهموا شيئا
أمر أحدهم أثنين منهم فتقدموا وأمسكوا بهم و أخذوهم معهم تحت تهديد السلاح

لجين : أرئيت ما صرنا فيه بسببك يا غافر ..... هيه يدي يا أحمق إنك تؤلمني

غافر : بل بسبب صراخك الأرعن فتحملي النتائج

وصلوا بهم لكوخ صغير من الخشب توجهوا بهم ناحيته ودخلوه

فتشوا جيوب غافر وثيابه وأخرجوا نقودا من محفظته وجوازات السفر

أقترب أحدهم من لجين ليفتشها فصرخت به قائلة : أبتعد عني

سحبها غافر ناحيته رفع قميصها قليلا وأخرج جيوب بنطالها ليريهم أنها فارغة

أعطى الرجل لسيدهم الذي يتلقون الأوامر منه محفظة غافر وجوازات سفرهم فتح جواز سفر غافر
وأقترب منه ... أزال جزء من الشاش للأسفل ناحية العين بدت على وجه الرجل الصدمة ثم التقزز
فتح جواز لجين ونظر إليها مطولا

غافر ( من الجيد أن جوازها ليس باسم جولي لكانوا سيقايضون بها وينكشف الأمر أما لجين فلا أحد لها
وهاتفي بقى في الفندق أي أنهم لن يجنوا من اختطافنا شيء وهم لا يفهمون حتى الإنجليزية )

تحدثوا مطولا بين بعضهم البعض ثم خرجوا للخارج وأغلقوا الباب على غافر ولجين

لجين : ماذا سيحصل لنا

غافر : لا أعلم ... لابد وأنهم يفكرون في تركنا كرهائن

لجين : هل سيطلبون الفدية

غافر : هذا ما يفكرون فيه ولكنه لن ينجح

لجين : ولما لن ينجح ولديهم جواز سفري

غافر : الجوازات مزورة

لجين : لهذا كنت تهرب بي من مكان لمكان مطمئن البال أيها الفاشل المزور

غافر بغضب : لو كان جوازك معنا الآن لصرنا في مشكلة

لجين : السنا فيها الآن ... ثم أنه لو كان جوازي معي لخلصني جدي منهم لأنهم سيطالبونه بالفدية ولبقيت
أنت هنا لديهم كتذكار

غافر : هههههه ولكننا في النحس معا دائما ألم تلاحظي ذلك

لجين : لأنك منحوس وأنا تزوجتك بنحسك لتنحسني

ثم توجهت لجين لفتحة بين خشب جدار الكوخ لتنظر منه للخارج

لجين : ثلاثة منهم يغادرون يعني أنهم تركوا أثنين للحراسة

غافر : فيما قد يفكرون

ثم بدأ بتفتيش الزوايا و أخشاب الجدران يتفقد ويتلمس كل شيء

غافر : تعالى و أنظري

لجين : ماذا هناك

غافر : ثمة قطعة خشب غير ثابتة هنا

تقدمت لجين و اقتربت منه قائلة : أجل ... ولكن ما الفائدة من هذا

غافر : سنزيلها لنخرج

لجين : لا يمكننا تحريكها سنحتاج لفكها من الأخرى

غافر : أتركي الأمر لي أشغلي أنتي الحراس

توجهت لجين للباب وبدأت بطرقه بقوة والصراخ التفتت لغافر وغمزت له وقالت : أبدأ العمل

أبتسم لها غافر وبدأ في فك الخشبتين عن بعض ولجين تصرخ وتركل الباب بيديها وقدميها والحارسان
في الخارج يصرخان عليها

غافر : رائع لقد نجحت

لجين : هل انتهيت

غافر : أجل و سنثبته مكانه حتى نستطيع الخروج

لجين : وماذا إن نقلونا من هنا

غافر : إذا لنخرج الآن أتمنى أن لا ينتبهوا لأصوات خروجنا

خرجت لجين من الفتحة بسهولة وخرج غافر بصعوبة بالغة بسبب الفارق في الحجم

لجين : كدت أن تعلق هنا .... هذا كله بسبب أكلك لأموال الناس حتى تضخم جسمك

غافر بغضب : أخرسي يا فتاة العصابات وإلا حطمت رأسك

لجين : هيا هيا .... لم يمسكونا ونحن نهرب يمسكونا ونحن نتشاجر ... وركضا باتجاه الأشجار


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:28 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


~~~***~~~

الجزء السادس

آنـــــين

في غرفة الجد

آنين : جدي حاول أولا هز رأسك لي بالإيجاب أو النفي قبل أن تجيب بقبض يدك حسننا حاول فقط
في المرة القادمة

قبض الجد على يدها بمعنى حسننا

آنين : هل تحبني يا جدي

حاول الجد تحريك رأسه فتحرك حركة بطيئة بسيطة جدا

آنين : رائع جدي كنت واتقه أنك ستفعلها هههههه خشيت أن تجيب بلا

جدي لدي أخبار سارة لك .... لقد قال الطبيب أنه بإمكاننا أخراجك من الغرفة في كرسي متحرك إذا
ما تحسنت حالتك قليلا بعد ... لتجلس عليه دون أن يتعبك لذلك عليك أن تتحسن سريعا

أبتسم الجد ابتسامة رضا وقبض على يدها بقوة

قبلت أنين رأس جدها وخرجت

زياد : آنين أين أمي

آنين : لم أرها .... هل من خطب ما

زياد : لا ..... لاشيء

آنين ( يبدوا أن هناك أمرا يخفيه )

كان زياد والعمة يتحدثان في غرفة الجلوس دخلت آنين فسكت كليهما

آنين : ماذا هناك

العمة : لا شيء نفكر في مفاجئة لك

آنين : مفاجأة .... وما هي

العمة : كيف ستكون مفاجئة إن علمتي بها

سمعوا صوت عدة أطلاقات نارية في الخارج

آنين وهي تخرج راكضة ( إياد .... سيقتلونه ) ثم قالت بهمس : سحقا لكم جميعا ... يا لكم من خدم مطيعين

تخطاها زياد مسرعا لكي لا تمسك به

وقفت أنين في الخارج كعادتها تنتظر وطال بها الانتظار

ثم قررت الدخول كي لا يشك زياد بأمرها ولم تسأل طوال اليوم عما حدث وهي تكاد تحترق من الدخل لكي تعلم

آنين وهي جالسة مع عمتها وزياد وشاكر ( ترى هل قتلوه أم أمسكوا به ... لو أنهم فقط يتحدثوا عن
الأمر ويريحوني .... لابد أنهم أمسكوا به )

زياد : هيه آنين يبدوا أنك لستي معنا

آنين : من أطلق النار اليوم لا تخيفوني أريد أن أذهب للأرجوحة دائما

زياد : لا شيء أطمائني

آنين ( كنت أعلم أنكم لن تخبروني بشيء )

وقفت آنين وصعدت لغرفتها

العمة : حال آنين لا يعجبني لقد أصبحت تسرح كثيرا بدهنها وتسأل عن كل شيء بطرق غير مباشرة كما
أني رأيتها تمسك رأسها ألما عدة مرات

شاكر : سأتحدث مع طبيبها ونرى الأمر

زياد : يبدوا أن عقل أنين يعيد ذكرياتها ..... منذ يومين سألتني عن الجرح القديم في يدي فأخبرتها أنني
سقطت من الدراجة عندما كنت طفلا فقالت فجأة عندما دفعك شاكر بالخطأ ثم سكتت وأمسكت رأسها قليلا
سألتها ما بها فقالت أنها أصبحت بخير ثم غادرت

العمة : يبدوا أنها أصبحت تتذكر بعض الأمور ثم تجبر عقلها على تذكر الباقي لذلك يؤلمها
بالأمس سألتني عن زوجي رحمه الله وقالت لي هل مات غريقا .... نحن لم نخبرها سابقا ولم أسألها كيف
علمت لكي لا تحاول التذكر

زياد : يبدوا أنها منذ ذلك الحادث في الحديقة عندما أغمى عليها وهي تتذكر

شاكرا : إذا لا يسألها أحد عن أي شيء تتذكره أمامه وليتصرف الجميع بشكل طبيعي حتى نرى ما يقوله الطبيب

العمة : خالة آنين ستأتي لزيارتنا قريبا هي وعائلتها قالت أن أمرا مهما ستخبرنا به

شاكر: هل علمت آنين بالأمر

العمة : لا .... لقد تركناها لها مفاجأة

زياد : هل ستأخذها معها

العمة : لا أعلم يبدوا أن ألأمر يخصها فقد سألتني إن كانت التحقت بالدراسة ولمحت للدراسة هناك ... قد تقنعها

زياد : نحن أهلها ونحن من يقرر

شاكر : من المبكر قول ذلك فلنعلم ما يريدون أولا

مرت عدة أيام لم ترى فيها آنين إياد خرجت للخارج عدة مرات تبحث عنه ولم تجده

آنين ( يبدوا أن مكروها أصابه .... لابد أنهم أمسكوا به أو قتلوه ..... لا .. لا ليسوا من هذا النوع أبدا لا يمكن أن
يقتلوا شخصا أبدا) ثم قررت آنين أن تكتب له رسالة وتتركها في الخارج

آنين : لا حل أمامي سأتركها له في لحاء الشجرة وإن كان بخير فسيجدها

نزلت آنين للحديقة بعدما كتبت الرسالة وطوتها وخبأتها في ثيابها وضعتها في شق شجرة وغادرت مسرعة

أمسكت يد بقفاز أسود بالورقة فور مغادرة آنين فتحها فكان مكتوب فيها

إياد

أخبرني إن كنت بخير أرجوك

أنا منشغلة كثيرا بأمرك منذ سمعت أطلاق النار

أخبرني أنك بخير فقط .. لا تأتي ولا تخبرني بشيء عن الماضي

فقط أخبرني إن كنت بخير

طمئني عنك يا أمير الظلام


طوى إياد الورقة وغادر المكان ركضا وهوا يقول بلهفة : تذكرينني يا آنين ... لا زلتي تذكرين أمير الظلام
لازلت تذكرينني ... و اختفى خلف الأشجار

في صباح اليوم التالي خرجت آنين مسرعة للشجرة دارت حولها لم تجد الورقة بل وجدت زهرة فراشة النور
في المكان الذي تركت فيه الورقة أمسكتها بسرور واحتضنتها

أنين ( حمدا لله إذا هوا بخير لم يصبه مكروه )

...... : هل قلقتي بشأني

التفتت أنين بسرعة للخلف وركضت باتجاهه

آنين : أين كنت ..... لقد شغلتني عليك ظننت أنهم أمسكوا بك أو قتلوك

إياد : لن يستطيعوا أمساكي لا تخافي

آنين : ولكنهم يملكون الأسلحة ويبحثوا عنك

إياد : لا يهم ذلك

آنين : ألم تقل أنك تأتي لأجلي

إياد : نعم

آنين : لا أريد أن يصيبك مكروه بسببي

إياد : هل تخافي علي يا آنين

آنين ودموعها تملأ عينيها : بالطبع أيها الأحمق ماذا لو قتلوك

إياد : لا تبكي يا أنين لا تجعليني أتهور

مسحت آنين دموعها وقالت : حسننا لن أبكي ولكن عدني أن تعتني بنفسك

إياد : لماذا دعوتني بأمير الظلام من أخبرك عنه

آنين : لا أعلم وحدي تذكرته ..... متى ستأخذني هناك

إياد : اليوم في نفس الموعد السابق .... هل أنتي راضية

آنين بسرور : بالطبع راضية سأكون هناك عند الخامسة

وغادرت مسرعة وإياد يراقبها حتى اختفت

عند الخامسة خرجت آنين لحيت قابلته في المرة السابقة وما إن وصلت حتى وجدته يقف هناك

إياد : هل نذهب

آنين : نعم

إياد : عديني أولا أن تتوقفي عن إجبار عقلك على التذكر

آنين باندفاع : أعدك وأقسم لك لن يحدث ما حدث في المرة السابقة

إياد : إن حدث وتألمتي كالسابق فلن أحكي لك شيئا عن الماضي

آنين : إن تكرر الأمر فلا تتحدث معي أبدا

إياد وهوا يمسك يدها ويسير للأمام : هل تعتقدي أنني أستطيع أن أفعل ذلك .... هيا أغمضي عينيك
وسنبدأ هوايتك المجنونة وهي الركض .... أخبريني أين تريدي الذهاب

آنين : للحديقة أولا

إياد : هيا إذا

وصلا للحديقة ركضت فيها آنين في اتجاهات مختلفة وكأنها تبحث عن شيء

إياد بصوت مرتفع : آنين ما بك ... عن ماذا تبحثي

آنين بهمس : لا ليس هنا .... شيء ما ولكن ليس هنا

ثم ركضت باتجاه جهة موضوع فيها صندوق خشبي كبير

إياد لحق بها وقال : آنين ماذا تفعلي

آنين : أريد إزاحة هذا الصندوق إنه ثقيل

إياد : ولماذا تريدي إزاحته

آنين وهي تحاول رفع الصندوق : لا أعلم شيء ما يوجد تحته هيا ساعدني

سحب إياد الصندوق ولم يكن موجودا تحته شيء إلا التراب

إياد : لا شيء

آنين وهي تهز رأسها نفيا : مستحيل شيء ما هنا

ثم ألتفتت يمينا ويسارا رأت معولا فأخذته وبدأت تحفر في المكان

إياد : ناوليني إياه أنا سأحفر

حفر إياد قليلا ثم ضرب طرف المعول في شيء

صرخت آنين : ها هوا يوجد شيء هنا

جلسا على الأرض وحفرا بأيديهم وأخرجا صندوقا خشبيا صغيرا فتحته آنين وأخرجت منه دمية صغيرة
ترتدي فستانا أحمر اللون ودراجة نارية صغيرة يركبها دراج بلباس أحمر وقبعة حمراء

آنين : من وضعها هنا ...... ثم بدأ عقلها يجلب الأفكار

في الماضي

طفلة في الخامسة ترتدي فستانا زهري اللون وتمسك شعرها بشرائط زهرية اللون وتركض باتجاه
فتى في السادسة عشرة يفتح ذراعيه لها

آنين : إياد تعالى معي هناك سنفعل أمرا

إياد : ماذا هناك يا آنين

آنين : سنخفي أشياء تخصنا لنجدها في المستقبل

إياد : حسننا وماذا سنخفي

آنين : شيء تحبه كثيرا لنخفيه في صندوق تحت الأرض

إياد : أنت هههههه

آنين وهي تمد شفتيها للأمام مستاءة : هل تريد دفني تحت التراب

حضنها إياد وقال : بل أنتي أكثر شيء أحبه .... هيا تعالي سنحضر أشياء لندفنها

أخرج إياد لعبته المفضلة وهي الدراجة النارية التي أشترتها له آنين في عيد ميلاده وأخرجت آنين دمية
أشتراها لها إياد عندما غضبت منه لأنه نام خارج المنزل وتركها وحدها.... وضعاها في الصندوق ودفناها
من أجل المستقبل

الحاضر

حضنت آنين الدمى إلى صدرها بقوة وبكت وقالت بصوت متألم : آنين الماضي .... ماضيا .... آجل هذا
هوا ماضيا الذي بحثت عنه لسنوات الذي كنت أشعر أنني من غيره جوفاء وبلا حاضر

بكت كثيرا وهي تحتضنهم بكت بألم ومرارة

إياد وهوا يضع يديه على كتفيها : لا تبكي يا أنين لا تبكي يا حبيبتي

آنين : لماذا تركتني وحدي لماذا

إياد : لا تلوميني يا آنين أنا مثلك سرقوا مني ماضيا .... كدت أجن ولا أعلم إلى أين أخذوك

وقفت آنين وهي تحتضن اللعبتين بيد وتمسح دموعها باليد الأخرى وقالت : هيا

إياد : إلى أين

آنين : للداخل

دخلا لداخل الممرات المظلمة

آنين : لما هي مظلمة هكذا

إياد : لأنهم أرادوا دفنها مع ما دفنوه

آنين : لماذا

إياد : عليك أن تكوني جاهزة أولا لمعرفة كل شيء يا أنين أنتي وعدتني و أنا أؤذي نفسي ولا أؤذيك
لذلك لا أستطيع إطلاعك على كل شيء

دخلا غرفة بها مكتبة صغيرة وكرسي وطاولة وسرير وكتب متناثرة فوق الطاولة كما هي لم تلمس منذ زمن بعيد

اقتربت آنين من الطاولة وقالت : هذه الغرفة ..... وعادت للماضي

طرقات خفيفة ومتقطعة على باب الغرفة

إياد : أدخلي يا آنين

تفتح الباب طفلة في عمر السبع سنوات تحمل بيدها كتابا وعيناها حمراء من كثرة البكاء

إياد : ماذا بك يا آنين

آنين فتحت كتابها وأرته صفحة مليئة بالخطوط والألوان : أنظر ماذا فعل زياد بكتابي

إياد : سأريه .... لقد حذرته كثيرا أن لا يزعجك

خرج إياد غاضبا يبحث عن زياد

دخل غرفة فوجد فيها زياد طفل في التاسعة يقف فوق الطاولة هربا منه ودخلت خلفه آنين

إياد بغضب : ما الذي فعلته يا زياد ألم أحذرك

زياد : لم أضربها أقسم لك إنها كاذبة لم ألمسها أبدا

إياد : أنا لا أتحدث عن الضرب .... لو أنك ضربتها ما كنت واقفا الآن أتحدث معك لكنت دققت عنقك منذ
دخلت ..... أنا أتحدث عن الذي فعلته بكتابها

زياد : هي بدأت أولا وخربشت لي الصورة التي رسمتها

إياد بغضب : رسمه وليست كتابا .... ثم إنها فتاة وصغيرة ليس عليك مجاراتها في كل شيء..... هيا تعالي
يا أنين سنزيل كل هذه الخطوط أما أنت فعقابك فيما بعد وتعرف ما أعني جيدا

خرج إياد ومدت آنين لسانها لزياد وخرجت تركض خلف إياد

إياد : آنين ما كان عليك أن تفعلي هذا بورقته لقد أخطاتي

آنين : هوا من قال أنني قبيحة ولا يريد رسمي ... هل أنا قبيحة يا إياد

إياد أمسكها من كتفيها وهوا جالس على ركبتيه عند مستواها ثم احتضنها وقال : بل أجمل فتاة في الوجود


الحاضر

ضحكت آنين من بين دموعها وقالت : عرفت الآن من السبب وراء تدليلي

ثم توجهت للخزانة وهي لا تزال تحتضن اللعبتين فتحت بابها وكانت كلها ملابس رجالية لأعمار مختلفة
أخرجت قميصا أبيض اللون وقالت : في يوم العيد سكبت كوب العصير على هذا القميص الجديد وإياد
مرتديه ... فلبس القديم ولم يوبخني

ثم أعادته و أخرجت قميص كرة قدم عليه صورة للاعب مشهور وممزق من المنتصف عند الصورة

ابتسمت بحزن وقالت : هذا كان قميص إياد المفضل لقد قصصته لكي أصنع به ثيابا لدميتي فغضب
مني ولم يكلمني يوما كاملا وبكيت طوال اليوم ولم آكل ... وفي اليوم التالي أشترى لي هدية ليرضيني

أمسكت أنين برأسها فأمسكها إياد من كتفها وقال : آنين

آنين وهي تبعد يدها عن رأسها : لا تقلق أنا بخير لن أجبر عقلي على التذكر

ثم جلست على السرير ونظرت إليه وقالت : كم من السنوات عشت هنا

إياد : عشر سنين

آنين : ومتى توفي والدي ... هل صحيح عندما كنت في الرابعة

إياد : نعم

آنين : هل كنت أعيش هنا مع والداي

إياد : نعم

آنين : ما السبب الذي جعلني أمرض

إياد : هذا ما يجب على عقلك أن يجلبه لوحده لأنه أخطر أمر قد تتذكريه

آنين : هل لما حدث علاقة بمرض جدي

إياد : نعم ... فما حدث غير الكثير من الأشياء ... والحق الضرر بالكثيرين أنا و أنتي والجد

آنين : متى سأعرف ما حدث

إياد : لا أعلم

آنين : وماذا عنك ... ما الذي حدث لك بعد ذلك

إياد : لا تسألي عني .... لن أستطيع قول شيء

وقفت آنين ومدت يدها له وقالت : خذني لغرفة والداي

أمسكها من يدها وعبر بها الممرات حتى وصلا للغرفة ودخلاها

تجولت آنين في كل مكان تلمس كل شيء بيدها السرير الكنب الكراسي الوسائد وحتى الستائر

فتحت الخزانة وبدأت تحتضن ثيابهم وتبكي : لماذا تركتماني وحيدة ... لماذا حرمت من كل ماضيا

أمسكها إياد من كتفها وقال : هيا يا آنين لنخرج

آنين : أريد أن آخذهم معي

إياد : لا يمكن ذلك الآن ... ولكنك ستأخذينهم يوما ... كوني أكيدة يا آنين

خرجا معا ووصلا للمكان الذي اجتمعا فيه

إياد : هل ستأخذين الدمى معك

آنين وهي تحتضن اللعبتين : نعم ولن أغادر من دونهما ولن أسمح لك بمنعي

إياد بصوت ضاحك : حسننا .... ولكن لما لا تتركي لي دراجتي وتأخذي دميتك

آنين بابتسامة وعيناها تمتلئ بالدموع : إذا كما توقعت أنت إياد

إياد : ألا يكفيك دموع لليوم يا آنين ..... ارأفي بحالي إن كان حالك لا يهمك

مسحت آنين دموعها وقالت : حسننا ... لن أبكي

مد يده لها وقال : هيا أعطني الدراجة إنها هديتك لي ومن حقي أن أحتفظ بها

نظرت آنين للعبتين ثم لإياد وقالت : حسننا خدها .... مع أني أريدهما لي

ضحك إياد قائلا : لطالما قالوا أنني أفسدتك بتدليلي لك

ابتسمت آنين وقالت : لو تراك صديقتي لين فستضربك بالتأكيد فهي أكثر شخص يشتكي
مني وتبحث عن السبب

ثم غادرت آنين عائدة للقصر خبئت الدمية وحملتها للأعلى وخبأتها في خزانتها


بعد مرور عدة أيام ..... كانت آنين جلسة مع عمتها

العمة : لدينا زوار في الغد

آنين : زوار غريب لم يزنا أحد سابقا سوى ..... آه عمتي أتمنى أن لا يكونوا كزوارك السابقين

العمة : هههه لا بالتأكيد فلم يعد لدينا شباب مرتبطين

آنين : لن أقابلهم لا أريد لما حدث أن يتكرر يبدوا أن هذه العائلة لا تحبني

العمة : كنت أود تركها مفاجأة لكن أمري لله ... خالتك ستكون هنا في الغد هي وعائلتها

قفزت آنين من الفرحة في حضن عمتها وقالت بسرور : حقا سيأتون جميعا كم أنا سعيدة برؤيتهم فأنا لم
أرهم منذ شهور وكنت أفكر في زيارتهم ... ولكن غريب لما تأتي خالتي لقد طلبت مني أنا أن أزورها

العمة : قالت أن لديها أمرا مهما

آنين في حيرة : ما هوا يا ترى

في اليوم التالي آنين تحتضن خالتها بحب وتبكي : خالتي اشتقت لك كثيرا

الخالة : هل تشتاقي لي وتقاطعيني كل هذه المدة أي حب هذا

آنين : كنت أود زيارتك ولكن شاكر مشغول وياسر مسافر دائما وزياد يدرس

الخالة وهي تجلس وتمسك يدا أنين بيديها: لا بأس يا حبيبتي ها قد جئت لزيارتك بنفسي


وفي مكان آخر من القصر

"إبراهيم " اسم زوج الخالة بعد تغييره : يا سيد شاكر اليوم جئتك بولدي الاثنين راغبا في خطبة آنين
التي أعتبرها أبنتي " محمد " هوا ابني الأكبر إن لم ترضى آنين فأبني الآخر موجود أبني يريدها ونحن
تعودنا على وجودها بيننا لقد تركت فراغا كبيرا في حياتنا تلك المشاكسة الصغيرة
خذوا وقتكم و أسألوا عنا وخذوا رأي الفتاة ونحن تحت أمركم

لم يجب شاكر بأي كلمة حتى من باب المجاملة فقد فاجأه الخال بما قاله وزياد كان بنفس الحالة

بقت الخالة في ضيافتهم يومين لم تفارقها خلالها آنين ولم تفتح معها موضوع الخطبة بتاتا

بعد مغادرة الخالة لاحظت آنين الجميع يتحدثون ويتهامسون وبعض الأشخاص بمزاج سيء ولم تفهم
شيئا حتى ياسر الذي عاد من سفره اليوم يشاركهم الأحداث

عند المساء كانت آنين تجلس بغرفتها تدرس في بعض المواد تحضيرا للدراسة التي ستبدأ بعد أيام
و سيباشر المدرسون تدريسها مع بداية العام الدراسي .... حينها طرق الباب

آنين : من

...... : شاكر

آنين ( غريب ما الذي أتى بشاكر لغرفتي ) وقفت وتوجهت للباب وفتحته

آنين : مرحبا

شاكر : لو كنتي أذنتِ لي بالدخول فدخلت وحدي لما أتعبتي نفسك

آنين : هذا لأنها المرة الأولى في المرات القادمة ستفتحه بنفسك هههه

شاكر : هههه يالك من محتالة .... هيا تعالي أجلسي أريدك في موضوع

آنين : هههه شاكر أنت كالآباء في المسلسلات عندما يتحدثون مع بناتهم عن مواضيع الخطبة

شاكر : وهذا بالفعل ما جئت من أجله

آنين أحمرت وجنتاها خجلا وشعرت بالارتباك والإحراج

شاكر : اعذريني يا آنين أعلم أنه كان علي ترك عمتي تخبرك بالأمر ولكن الموضوع مهم

آنين وهي تجلس : ما المهم

شاكر : زوج خالتك قام بخطبتك لأبنيه وقال أنه يريدك في عائلته وفي بيته

آنين : أنا .... ولأبنيه ..... كيف

شاكر : طلبك لأبنه الأكبر وقال إن لم ترغبي به فالأصغر أيضا موافق

آنين : ولكني تربيت معهم ولم أراهم أكثر من أخوة ولم أتوقع أن يكون هذا تفكيرهم بي

شاكر : إذا أنتي لا توافقي

آنين : كيف لي أن أرد خالتي التي ربتني وزوجها ومن دون سبب وجيه يالها من ورطة كيف
أرفض أبنيهما الاثنين وليس حتى واحداً

شاكر : قولي لهم أنك لا تريدي ترك جدك

آنين وهي تهز رأسها نفيا : هذا ليس عذرا ... ماذا سأفعل .... يا الهي

شاكر : آنين نحن أبناء عمك والأولى بك ولم نتربى معك أيضا فاقبليني زوجا لك لتبقي بجوار جدي
وتدرسي وأنا سأتكفل بالكلام معهم في الأمر

آنين : وهل تتزوجني فقط لتحل المشكلة يا شاكر

شاكر : لا بل أريدك زوجة لي يا أنين

وضعت آنين يدها على رأسها ( لقد كبرت الورطة وتفاقمت خلال دقائق )

شاكر : فكري في الأمر يا أنين والخيار راجع لك

خرج وتركها مع أفكارها لا تعرف لها برا ترسى عليه

آنين ( كنت أفكر في خالتي وأبنيها وصارت المشكلة في شاكر .... إن قلت عن أبناء خالتي لا أريدهم لأنهم
ليسوا عرب فشاكر عربي ... وإن قلت لم يبنوا مستقبلهم بعد فشاكر كون مستقبله ومستقبل العائلة
كلها ...... وإن تحججت بجدي الذي أصبح لا يتناول الطعام إن لم أكن موجودة فشاكر يعيش معه .... يا لها
من ورطة يا آنين )

مر يومين و آنين لم تخرج من غرفتها إلا لإطعام جدها ولم تقابل شاكر وهي تدور في دوامة أفكارها
ولم تتوصل لحل

آنين : عليا رؤية إياد .... أجل

خرجت آنين لخارج القصر اتجهت يسارا وبدأت بالركض والمناداة

خرج إياد من بين الأشجار : ما بك يا آنين لما كل هذا الركض .... ألم أخبرك ألا تبتعدي

آنين وهي تلهت من التعب : إياد ساعدني أنا في ورطة

إياد : ماذا هناك

حكت آنين لإياد كل ما حدث ولاحظت صمت إياد والهدوء الغريب في عينيه

آنين : ماذا أفعل

إياد : ارفضيهم

آنين : وبأي حجة سأرفض شاكر .... لما لا تظهر وتحل الأمر

إياد : لا أستطيع

آنين : ماذا تعني بلا أستطيع

إياد : يعني لا أستطيع تصرفي يا آنين

غادرت آنين باكية وتركته واقفا مكانه وهي تشعر بالجرح والإهانة من كلامه ( لما لا يستطيع .... لماذا
يجرح كرامتي وأنا من جئت إليه أطلبه بنفسي لماذا ...لماذا جرحتني وأهنتني يا إياد )

إياد كان يراقبها بحزن وهي تغادر : سامحيني يا أنين ليثني أملك شيئا أفعله ... الموت أهون علي من
أن تكوني لغيري

وصلت آنين القصر فوجدت عمتها

العمة : آنين أين كنتي وما بك

آنين : عمتي هلا أوصلتي لشاكر رسالتي

العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا

آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه

~~~***~~~



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:30 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لـــين
أقترب منه الشاب وأمسكه من كتفه وهوا يهزه بقوة ويصرخ : بالكهرباء يا روح هل تصعق نفسك بالكهرباء

وضعت لين يدها على فمها وهي تشهق بقوة ودموعها تتقاطر على الأرض

ثم نزلت مسرعة قبل أن يلحظها أيا منهما ... دخلت غرفتها ارتمت على السرير وبدأت بالبكاء ... بكت و كأنها
لأول مرة تبكي في حياتها

خرجت عند الصباح من غرفتها ووجدت الشاب في المطبخ

لين : من أنت

...... : أنا يزيد شقيق روح الأكبر

لين : وأين أنت عنه من سنوات

يزيد : ومن أنتي

لين : الخادمة ألم تقلها عند وصولك

يزيد : وجدت القصر نظيفا على غير العادة ففكرت أنك الخادمة ... ومن تكوني إذا

لين : خادمة .... مجرد خادمة

يزيد :هل يعذب روح نفسه دائما

لين : عما تتحدث ... أنا لا أفهمك

يزيد : الصراخ .... هل تسمعينه دائما

لين : بعض الأوقات

...... : لين عودي لغرفتك

علمت لين من صاحب الصوت دون أن تلتفت إليه من نبرته المخنوقة

توجهت لغرفتها وأغلقت الباب

روح : ماذا تريد من الفتاة

يزيد : لا أريد منها شيئا

روح : لا تتحدث معها ولا تسألها عن شيء

يزيد : من هذه الفتاة يا روح

روح : لا دخل لك بالفتاة .. أنت لم تأتي لتسألني عنها أليس كذلك

يزيد : بل جئت لأرى ما آلت إليه حالتك من الضياع

روح : هذا الأمر لا يعنيك ولا تقترب من لين ولا تتحدث معها وها قد حذرتك

يزيد وهوا يقترب من روح ويمسكه من رقبة قميصه : لين ..... هل هذه لين .... لما هي هنا يا روح هل
تسجنها لديك لتخدمك

روح وهوا يرمي بيد يزيد بعيدا : لا دخل لك بما يجري هنا ... لين ليست خادمة لين سيدة هذا القصر
ولكن على ذلك الوغد أن ينال العقاب

يزيد : وهل تعاقبه بشخص لا ذنب له .... أترك الفتاة وشأنها يا روح

روح : عليه أن يشعر بالمرارة التي أشعر بها أنا

يزيد : وما ذنب الفتاة

روح : أخبرتك مرارا بأن الأمر لا يعنيك أخرج من هنا وأرحل بسرعة ....هيا

يزيد بغضب : ما تفعله بنفسك تستحق العيش فيه لأنك أنت اخترته .... ولكن أن ترمي بغيرك في ظلامك
الدامس فهذا أمر لن أسمح لك به

روح : إن تحدثت معها بكلمة واحدة عن الموضوع فانسي أن لك شقيق أسمه روح ولن تجدني ما حييت

يزيد : وهل يوجد لدي شقيق بهذا الاسم ..... لقد مات من عشر سنين ..... لقد قتلته ودفنته بيديك يا روح

روح وهوا يغادر : لأنه لا يستحق الحياة

يزيد وهوا يتبعه : ولما تدفنها معك ..... إن كنت لا تريد الحياة فهي تريدها

صعد روح السلالم وهوا يقول : ها قد حذرتك من الاقتراب منها ... وغادر القصر حالا

كانت لين تسمع أصوات صراخهم ولكنها لم تكن تفهم شيئا

لين ( يا الهي ما الذي يحدث هنا كيف دخل شقيقه دون علمه ... " روح " ياله من أسم غريب .... لما
يفعل ذلك بنفسه ... " كهرباء " يا الهي أشعر بالرجفة بجسمي كلما تذكرت هذه الكلمة
ومنظره البارحة وهوا ينتفض بقوة )

... وضعت لين يداها على وجهها وبدأت بالبكاء من جديد

في وقت الغداء خرجت لين لتعد الطعام فهي لم تعد له طعام الإفطار ولم يتناول اليوم شيئا

خرجت ووجدت يزيد جالس على الأريكة وكأنه ينتظرها

يزيد : عليك أن تخرجي من هنا و أنا سأخرجك .... لا حق له بسجنك معه

لين : لا .... لا أريد

يزيد بحدة : وهل تريدي البقاء هنا طوال عمرك

لين وهي ترمي بيدها أمام وجهه : وهل تريد مني أن أتركه كما تتركونه جميعكم

يزيد وهوا يقف مستقيما : نحن لم نتركه هوا من أراد البقاء على هذا الحال

لين بغيض : هذا ليس عذرا أيها السيد .... ليس عذرا يشفع لكم تركه هكذا ... ماذا لو أتفق عليه العمال أو
الحراس وقتلوه من أجل المال وهم متأكدين أنه وحيد لا أحد يعيش معه ولا أحد يزوره ...... ماذا لو مرض
ولم يجد من ينقده حتى يموت ..... كيف لكم قلوبا ترضى بأن تتخلوا عنه كيف .... أنتم حقا لا تمدون
للبشرية بصلة .... هل كنتم ستتركونه يعذب نفسه حتى يموت ...هل تريد مني تركه ليموت جوعا ... لن
أكون مثلكم فأعذرني

يزيد : نحن لم نتركه ولم نتخلى عنه لقد حاولت معه مرارا

لين ودموعها تنزل وشهقاتها ترتفع : وما النتيجة التي وصلت إليها .... تركته هنا ورحلت

يزيد بغضب : ولما ترأفين لحاله وهوا يسجنك هنا

لين : أعلم أنه يسجنني ويعاقبني لذنب ليس لي به دخل ولكنني لن أتركه حتى يقرر هوا ذلك .... ليس
علينا أن نعيش حياتنا وهوا يموت كل يوم ... الذنب ذنبنا جميعا معه

يزيد : ليس ذنبنا ولا ذنبك يا لين فلا تورطي نفسك بأفعاله

لين : بلى ذنبنا جميعا .... ذنبكم أنكم استسلمتم ليأسكم وتركتموه .... وذنبي لأنني عشت كل سنين حياتي
الماضية وشخص يموت لذنب أنا جزء فيه وإن كنت لم أرتكبه

يزيد وهوا يقف مغادرا : ما دام هذا اختيارك فعليك تحمل نتائجه

ثم وضع لها كرتا على الطاولة وقال : هذه أرقام هواتفي إذا قررتي المغادرة

حملت لين الكرت ورمته عليه وقالت : خذه معك .... لا أريده ولن أكون مثلك تأكد من ذلك ... سأبقى هنا
ليعاقبني كما شاء إن كان هذا سيريحه من عذابه ولو قليلا ... فخد ورقتك البالية معك وأنت ذاهب

رفع يزيد الورقة وقال : لن تجني شيء سوى ضياع سنين عمرك هنا

لين وهي تصرخ به : تلك عبارة المهزومين الذين يبحثون عن عذر ليهربوا من فشلهم ومسئولياتهم

خرج يزيد وأغلق الباب خلفه

يزيد : قد تكوني محقة يا لين ..... عليا أن أعود للبقاء معه كان عليا أن أستمع لرأي عمي غافر منذ
البداية ... إن كانت هي المسجونة لديه تحركت مشاعرها الإنسانية ناحيته .... فأنا شقيقه المحبب لديه في
الماضي أولى بهذه المشاعر... أتمنى أن تفعل هذه الفتاة ما عجزت عن فعله لسنوات


وفي الأعلى

روح وهوا يمسك رأسه بيديه : لما لم ترحلي معه يا لين لما تفعلي هذا بي ... أنا لا أستحق التضحية منك ..
أنا ميت .. ميت يا لين

لين كانت تقف في الأسفل وعيناها للأعلى ( لن أرحل حتى تشفي غليلك مني أو من السبب في عذابك ... لن
أرحل ولو ضاعت سنين عمري هنا ..... شخص يفعل كل هذا الخير بالآخرين لن يقوم بتعذيبي دون سبب )

ثم توجهت للمطبخ وبدأت بتحضير الغداء .... حملته للأعلى ووجدت روح يجلس في الردهة فشعرت بالارتباك

لين : هل ترغب بشيء معين على العشاء بإمكانك طلب ما تريد أو تركه لي في ورقة على الطاولة لأعده لك

روح : شكرا لك يا لين يعجبني ما تختاريه لي وعندما أشتهي شيئا سأخبرك

لين : سيــــ

قاطعها روح بحدة : لا تقولي سيدي يا لين اسمي روح نادني باسمي ولا تقولي سيدي مرة أخري

لين : لا أستطيع .... كيف أناديك باسمك فقط .... أنت السيد هنا

روح بصراخ غاضب : قلت لك لا تناديني بالسيد يا لين أنتي لستِ خادمة هنا فهمتي

لين : حسننا كما تريد فلا تغضب

ثم خرجت لين وعادت للمطبخ لتنهي أعمالها

وفي آخر الليل ومن نوم لين العميق قفزت جالسة وهي تسمع الصراخ من جديد أمسكت رأسها وهي تبكي
بألم ثم انطلقت بلا شعور راكضة للأعلى وصلت باب الجناح وبدأت بطرقه بكل قوتها وصوت الصراخ
لازال مستمرا بصوت منخفض و متقطع

لين بصراخ باكي وهي تطرق الباب بكل قوها : لا تفعل هذا بنفسك يا روح توقف أرجوك ...
أسجني و أضربني .... أعدني للحظائر سأعمل طوال اليوم .... ولكن توقف عن تعذيب نفسك أرجوك

ثم نزلت على الباب وهي تبكي

روح بصوت متألم ومتقطع بهمس : اتركيني يا لين ... لا تعذبيني أكثر من عذابي

بعد مرور أيام .... كانت لين تنظف جناح السيد عندما أسقطت الجائزة الزجاجية التي كانت تنظفها وهي
عبارة عن رجل يحمل في يده مضرب يرفعه للأعلى ... شهقت لين ووضعت يدها على فمها وهي تنظر
للجائزة محطمة على الأرض ثم أمسكت قطعة منها في يدها وهي مصدومة

خرج روح مسرعا : ماذا هناك يا لين

لين بكلمات متقطعة وهي تضغط بيدها على القطعة دون شعور : الـ الجائزة لقد كسرتها

روح : لا بأس لا تهتمي للأمر هي مجرد قطعة زجاج

لين : ولكنها ثمينة هي جائزة

روح : لا عليك هي جزء من الماضي ولم يعد لها نفع

لين : هل كنت تلعب كرة المضرب

روح : نعم

لين : والآن هل لازلت تلعبها

روح : لا .... فالماضي مات وانتهى

لين : ولكنك لم تمت

روح : أنا ميت على كل حال .... لين هل تريدي الدراسة ... لقد بدأت الدراسة الجامعية منذ فترة

لين : لا ..... لا أريد

روح : ولماذا لا تريدي

لين : لأنني لا أريد .... إن خرجت أنت سأخرج أنا

روح : ولكنني لن أخرج

لين : إذا أنا أيضا لن أخرج

روح : أذهبي لتمتحني ثم عودي

لين : لا .... لن أذهب .... ولن أدرس ... ولن أخرج

أقترب منها وأمسك يدها وقال : هل جرحك الزجاج .... هل حاولتي جمعه بيدك

نظرت لين للأسفل فوجدت بقع من الدم على الأرض

ثم انتبهت ليده تمسك يدها وشعرت بقلبها يخفق بقوة شديدة

لين ( ما الذي يحدث لك يا غبية ما كل هذا الشعور ) : نـ ــ نــ ـعم

روح وهوا يسحبها: ما هوا حجم الجرح يبدوا عميقا .... تعالي وعالجيه

سحبت لين يدها لأنها لم تعد تقدر على مقاومة ما يجري لها ولا فهم مشاعرها

ثم خرجت من الجناح تركض بسرعة وهي تضغط على يدها المجروحة

نزلت للمطبخ فتحت صنبور المياه ووضعت يدها تحته

لين ( تبا لك يا لين .... ما الذي يحصل معك .... هل جننتي )


بعد مرور عدة أيام كانت لين تجلس على طاولة المطبخ تقطع الخضار عندما شعرت بشخص
يحتضنها من كتفيها بقوة ... قفزت لين وهي تصرخ : روز ... أيتها الكسولة الهاربة أين ذهبتي وتركتني
وبدأت بالبكاء

حضنتها روز وهي تبكي معها

روز : لقد اشتقت لك أيتها المشاكسة الصغيرة مرت أشهر ولم أرك

دفعتها لين بعيدا وقالت بعتب : كيف ترحلي وتتركيني ولم تودعيني حتى ... يالك من محتالة

روز : اعذريني يا صديقتي تلك كانت أوامر السيد

لين : كنت أعلم أنه من فعل ذلك

روز وهي تجلس وتجلس لين معها : أخبريني عنك

لين : ما سأخبرك عني .... أخبريني أنتي أين كنتي وأين ذهبتي

روز : سافرت للتنزه وعدت

لين وهي تضيق عينيها : يالك من كاذبة ... قولي أنكي كنتي في السجن هههههه

روز بصدمه : السجن

لين : نعم لا مكان لك غير هذا المكان إلا السجن

ضربتها روز على كتفها وقالت بغيض : وهل تريني لصة ليدخلني السيد السجن يبدوا أن بقائك
لوحدك كل هذه المدة لم يؤدبك

لين وهي تمسك رقبتها بيدها : بل شعرت برقبتي تصدأ من كثرة الصمت حتى أن الصدئ خرج للخارج

روز : هههههه كم اشتقت لكي يا أجمل شقية رأيتها ..... لقد أحظرت لك معي هدية

لين : إذاً لم تكوني فالسجن .... أتمنى أن لا تكون قبيحة كقلادتك التي أهديتني

روز : هههه وهل لازلت تحتفظين بالقلادة

لين : بالتأكيد إنها الشيء الوحيد الذي بقى لي منك كيف ارميها

روز : ماذا تفعلي

لين : آه يوجد لدينا عزيمة كبيرة اليوم سيحضرها رئيس الدولة سنحتفل بعيد ميلاده هنا

روز : هههههه كاذبة

لين : ماذا تريدين أن أخبرك إذا .... أحظر الغداء بالتأكيد ... ياله من سؤال سخيف

روز : آآآآه كم اشتقت لطعامك الطيب يا لين

لين : ألم يعجبك الطعام الذي كنتي تتناوليه في رحلة تنزهك الكاذبة تلك ... أين كنتي يا مخادعة

روز : لا تكثري الأسئلة هههههه

لين : حمقاء ... سأريك

روز : هههههه وماذا ستفعلي

لين بمكر : لقد زارنا أحدهم في القصر وأنتي غائبة

روز : كاذبة

لين : أقسم بذلك

روز بدهشة وفضول : من

لين : لا تكثري الأسئلة هههه

روز : آه هيا لين أخبريني لأخبرك

لين : لن أخبرك ولا بعد مئة سنة يا محتالة

روز : سترين

لين : هههه هيا علينا أن نبدأ بالتنظيف

روز : ألا تتعبي من التنظيف يا لين كل شيء يلمع في الخارج

لين : هل تريديني أن أتكاسل مثلك و أعيش بين الأتربة والغبار

أمضت لين و روز يومهما في التحدث والضحك والشجار وكأنهما غابتا عن بعضيهما لسنوات

عند المساء

لين : آه لقد بكيت كثرا وقاسيت كثيرا و أنتي هناك

روز : ماذا حدث هل عاقبك السيد مجددا

لين : لا لم يعد السيد يعاقبني لقد عقدنا هدنة

روز : هل أصبحتما أصدقاء هههههه

لين بضيق : لا بل عشاق وتزوجنا أيضا

روز : هههههه وهل أنجبتم أطفالا أيضا

لين : هيا هيا قومي لتنامي لقد أصابك الخرف من كثرة السهر

خرجت لين باتجاه غرفتها و روز تتبعها وتضحك : هههههه لين ماذا تفعلي هنا ألن تنامي عند زوجك هههه

لم تهتم لين لكلامها ودخلت غرفتها ونامت


في الأعلى

أزال روح سماعات الأذن من أذنيه بقوة ورماها على الأرض استلقى على السرير وغاب في ذكريات الماضي

رمزي : هيه روح ألن تذهب معنا

روح : لا .... فطلعاتكم لم تعد تعجبني

رمزي : هيا أيها الوسيم ولا تكترث لكريم إنه مجرد معتوه ثم هوا قد عاش حياته في الخارج كما تعلم

روح : بل شاد وعليكم الابتعاد عنه

رمزي : هيا يا رجل لا تعقد الأمور هوا يفعل ذلك معك فقط إنه ليس بشاد

روح : أنسوا أن لكم صديق أسمه روح

رمزي : لن تصادق أحدا على هذه الحال

روح : لن أصادق أمثاله وأمثالكم ولن أصادق أحدا إن كان الجميع هكذا لقد جركم لطريقه

رمزي وهوا يضع يده على كتف روح : لقد كنا نتسلى فقط أعتبرها مزحة يا رجل

روح وهوا يرمي بيد رمزي عن كتفه : أخبرتك أنني سأنهي علاقتي بكم فلا تسأل عني مجددا ولا تأتي
لزيارتي تفهم


أغمض روح عينيه بقوة ثم فتحهما وذكريات الماضي لا تريد تركه


الماضي قبل أربعة عشرة سنة

رجل في الثانية والخمسين من العمر يرفع طفلة صغيرة عمرها ثلاث سنوات للأعلى بيديه وهما يضحكان

الرجل : قولي أحبك يا أبي هيا قولي يا لين

الطفلة : أحبك يا أبي

الرجل يحتضن الطفلة بقوة ويلف بها وهما في منتصف الشارع

روح " شاب في العشرين من العمر " : مرحبا يا عم هل تلف بالطفلة في الشارع وأنت بهذا السن

الوالد : أنها ابنتي الوحيدة التي حصلت عليها على كبر ومستعد للف العالم كله بها

روح : والدي يطلبك .... لدينا عشاء الليلة ويريد الجيران معه

العم : حاضر يا بني سأكون هناك

أبتعد روح ثم أنتبه لشخص يقترب من الرجل والد الفتاة كان ذلك كريم سلم عليه الرجل بحرارة ودخلوا
جميعهم للمنزل


وتغيرت الصورة لماضي مؤلم آخر

روح يتحدث في الهاتف بغضب : ماذا تريد

كريم : تعلم ما أريد

روح : أنت إنسان مريض

كريم : سأدمرك إن لم تأتي .... تسمع

أغلق روح الهاتف في وجهه وصرخ : أتضنني جننت مثلك يا مقزز


هز روح رأسه وكأنه يريد طرد الماضي منه ثم جلس وبعدها غادر الغرفة


مرت الأيام على لين وهي تستمتع بصحبة روز والتحدث معها دائما ... وفي أحدى الليالي شعرت لين بألم
في رأسها منعها من النوم فخرجت قاصدة غرفة روز لتسألها إن كان لديها مسكننا

خرجت وذهبت لغرفة روز : طرقت الباب عدة مرات خرجت روز ويبدوا عليها التعب

لين : ما بك يا روز هل أنتي مريضة

روز بصوت متعب : نعم أنا لست بخير

لين أمسكتها وساعدتها على دخول الغرفة ووضعتها على السرير

لين : بماذا تشعرين يا روز

روز : لا أعلم يبدوا أنها حمى أنا أشعر بدوووووااار

ثم غابت عن الوعي تماما .... خرجت لين راكضة وتوجهت دون وعي منها لجناح السيد لأنه المكان الوحيد
الذي يمكنها الذهاب إليه طرقت الباب بقوة عدة مرات ولا من مجيب

لين : هل هذا وقت نومك الآن

نزلت لين عند روز وجدتها تقاوم لتفتح عينيها

لين : لقد صعدت لغرفة السيد طرقت الباب ولم يجب ماذا أفعل يا روز أخبريني ما الذي يؤلمك كيف
يمكنني الوصول للطبيب

روز بصوت متعب : لا يا ليييين سيعاقبك السيد

لين : لا يهم أين الطبيب .... كيف أصل إليه

روز : المزرعة بيييت العماااااااال أسرعي

خرجت لين راكضة بأسرع قوتها لجهة الحظيرة لأنها المكان الوحيد الذي تعرف من خلاله طريق منزل العمال
كانت تركض بلا توقف مع شدة تعبها ... سمعت خطوات تركض نحوها التفتت للخلف ورأت طيف أسود
لرجل لم تتبينه من شدة الظلام

صرخت لين وركضت مسرعة ولكنه أمسك بها وبدأ يجرها من يدها ويقول بغضب : لن أسامحك على
سجنك لشقيقي .... لقد وقعتي بين يدي ولن أرحمك أبدا

لين كانت تصرخ وتبكي بمرارة محاولة الإفلات منه وهوا يضربها ويحاول تمزيق ثيابها


في القصر

نزل روح راكضا من الأعلى بثياب نومه ودون معطفه وتوجه لغرفة روز وبدأ يهزها من كتفيها
وهي غائبة عن الوعي

روح : روز استفيقي هيا .... أين لين أين هي إني أسمع صراخها أين ذهبت

روز : آآآآه إإإإإممممم

روح : تكلمي يا روز وإلا قتلتك أين ذهبت

روز وهي مغمضة العينين : الطبيب ..... ذهبت لأحظر الطبيب لقد طرقت بابك ولم تجب .... طلبت
منها إحضار الطبيب .... لم أعد أحتمل

رماها روح على السرير وخرج راكضا كالمجنون وهوا يسمع صراخها وكلام الرجل وهوا يسبها

كان يركض ويصرخ : سأريك .... سأريك أيها الوغد الحقير

لين كانت تضربه بقدميها بقوة وهوا يبصق عليها ويضربها ويسبها في ذات الوقت

...... : لن ينقدك أحد مني لن يسمعك أحد .... سأربيك على فعلتك تلك .... سأبكيك دما

شعرت لين أنه أبتعد عنها فجئه فتحت عينيها ورأته معلقا في الهواء بيد شخص لا تتبين ملامحه بسبب
الظلام والدموع والدم النازف من وجهها على عينيها ثم غابت عن الوعي

الحارس وصل للمكان ركضا : سيدي ما ذا هناك

رمى له روح بالعامل وقال : أسجنوه حتى الصباح وسيرى عقابه

حمل روح لين بين ذراعيه للقصر وضعها على سريرها وغطاها باللحاف وبدأ بمسح وجهها من الدماء بمنديله
فتحت لين عينيها بصعوبة ورأت أمامها شابا بوسامة لم تعهد لها مثيل عند الرجال الذين رأت بعينين رماديتين
اللون كلون عيني يزيد ولكن ثمة فارق شاسع بين جمال هاتين العينين وتلك رغم جمال عيني يزيد ... وبشرة
شديدة البياض والصفاء يشقها شارب ولحية خفيفة بنية اللون وملامح أقل ما يقال عنها أنه كل معاني الجمال
في الرجال متجسدة في هذا الوجه ..... وأثر لجرح عميق في رقبته

لين بألم وصوت متقطع : سـ سيـ

روح : اسكتي يا لين ولا تقولي سيدي ..... لا تخافي لم يصبك ذاك الحقير بأذى

لين بكلمات متقطعة وعينين شبه مفتوحة : الطبيب ... روز ... الطبيب

روح ( يالك من فتاة تفكري في غيرك حتى وأنتي بهذه الحالة ) : لا تقلقي يا لين الطبيب عند روز
وسيأتي لرؤيتك أيضا

مدت يدها فأمسك بها ثم غابت لين عن الوعي من جديد



~~~***~~~


لجــين
لجين : هيا هيا .... لم يمسكونا ونحن نهرب يمسكونا ونحن نتشاجر ... وركضا باتجاه الأشجار

ركضا مسرعين باتجاه الغابة وبعد مسافة قليلة وقفت لجين

لجين : لما تركض بكل هذه السرعة ستقتلني

غافر : لا تصلحين لشيء إلا في طول اللسان

لجين وهي تضع يداها في وسط جسدها : لما لا تعلمني أنت كيف أتحدث

غافر وهوا يسحبها من يدها ويمشي : ما تزوجتك إلا لأربيك من جديد

لجين : خسئت ... أنت آخر من يتحدث عن التربية أيها الوغد المشوه

سمعا صوت خشخشة في الأشجار

لجين بهمس : وجدونا

خرج من خلف الشجر ما لم يتوقعه كليهما ...... نمر يقترب منهم ببطء

لجين بصدمة : نـ نـمـ يا الهي

غافر سحب لجين خلف ظهره وقال : أهربي يا جولي

لجين بذعر وصدمة من كلماته : وأنت

غافر بصراخ : أهربي قلت لك هيا

لجين : لا أستطيع

التفت غافر للخلف ودفعها بقوة وقال : أهربي ياغبية سيقتك أنت أيضا

ثم نظر باتجاه النمر الذي كان يقفز باتجاهه ثم سقط النمر على الأرض في الوقت الذي سمعوا فيه صوت
أطلاقة نارية شقت أذانهم .... كانا الرجلين الذين هربا منهما للتو

لجين كانت تقف مصدومة وغافر يسحب ذراعه من وجهه التي رافعها عليه لحظة قفز النمر باتجاهه

تقدمت لجين ووقفت بجانب غافر ... تكلم الرجل الأفريقي بغضب ورفع مسدسه نحوهما

صرخت لجين به : معتوه

ضغط الرجل على الزناد فتحرك غافر أمامها وتلقى الرصاصة وسقط أرضا

لجين كانت تقف في صدمة ... غافر ينقدها من الموت مرتين ويقع طريحا أمامها .... خرج من خلف
الشجيرات باقي الرجال أحدهم دفع الذي ضرب النار وبدأ بشتمه وكادا يتشاجران لولا أن أحدهم فك
بينهما .... حمل أحدهم غافر وساعده على الوقوف لأن الرصاصة أصابت ذراعه من الأعلى بالقرب من
عظمة الكتف وسارا بهم وأعادوهم للكوخ الخشبي وضعا غافر بالداخل وأدخلا لجين معه ثم خرجوا جميعهم
بعد أن تبتوا قطعة الخشب جيدا في مكانها وتركوا غافر ينزف بالداخل وقد جلبوا معهم طعام وماء يبدوا
أنهم أحضروه عند مجيئهم لأنهم وجدوه عند دخولهم

اقتربت لجين من غافر وأمسكت يده التي تنزف وقالت : انزع قميصك

غافر : أبتعدي عني لما تساعديني

لجين وهي تفتح أزرار القميص : هذا ليس وقت الشجار إنك تنزف هيا علينا ربط الجرح

نزعت لجين القميص من اليد السليمة ثم دارت من خلف ظهره وهي تمسك القميص لتنزعه من
الأخرى وقفت بصدمة وعيناها مثبتتان على كتف غافر الذي به اليد المصابة و عيناها مفتوحتان على
أتساعهما من الصدمة ونفسها يكاد يتوقف

لجين بصدمة ودهشة ( ليـ ليـ س غافر .... هذا الرجل ليس غافر )

ثم استفاقت من صدمتها ونزعت القميص من يده برفق وهوا يتألم ... نزعته ثم مزقت الكمين وربطت
ذراعه بقوة ليخف النزيف ثم ألبسته القميص بدون أكمام

ابتعدت وجلست بعيدا عنه وقالت : الرصاصة لم تخترق ذراعك لقد جرحتها فقط ولكن الجرح بليغ

لم يجب غافر كانت لجين تنظر له باستفهام والحيرة والأفكار تأكل رأسها ( من هذا ... إنه ليس غافر أنا متأكدة )


ثم عادت بها الذكرى للوراء

لجين الطفلة تركض باتجاه غافر الذي لم يكن يعلم بوجودها

لجين : عمي غافر ما هذا في كتفك

غافر : هذا نسر ... من أين خرجتي أنتي

لجين : هل أنت من فعل هذا

غافر : نعم أنا فعلته

لجين : أصنع لي واحدا

غافر : هههههه حسننا عندما تكبرين قليلا سأصنع لك نسرا مثلي في كتفك

لجين : لا .... لا أريده في كتفي

غافر : وأين تريدينه إذا

لجين وهي تشير بأصبعها السبابة لخدها : هنا أريده هنا

غافر :هههههه ولما تريدينه هناك

لجين :لكي يراه الجميع

غافر : هههههه .... لا تخبري أحدا بما رايتي وسأصنع لك واحدا

لجين : هل هوا سر

غافر : نعم سر ولا تخبري به أحدا

لجين : أمي أخبرتني أن من يفشي الأسرار فالله لن يحبه

غافر: أجل ... لذلك لا تخبري أحدا


أخرج لجين من أفكارها صوت غافر : لما تنظري إلي ... لابد وأنك تشمتي في حالي

نظرت لجين للجانب الآخر ولم ترد على كلامه ثم عادت للنظر ناحيته وهي تفكر

( ليس هوا ... من يكون إذا وأين يخفي غافر الحقيقي .... مستحيل ... كيف يكون هذا .... من الذي أمامك
يا لجين و أنتي زوجته الآن ويريد تسليمك للعصابة .... غبية ... كان عليك أن تعلمي منذ البداية .... ما كان
غافر سيتزوجك وما كان ليبتعد عنك طوال هذا الوقت دون أن يلمسك ما كان سيخرجك من الفندق المشتعل
وما كان ليعاملك بغير الضرب ... غبية .... غبية .... غبية ... كيف لم تفكري بهذه الأمور )

غافر : لو لم أكن أعلم مقدار كرهك لي وأنني لست سوى مشوه كما تناديني لقلت أنك معجبة بي

لجين : أخرس أيها الوغد

غافر : هههههه ألن ترقيني لمرتبة أعلى منها

توجهت لجين للباب وبدأت تطرقه بشدة .... لجين : أفتحوا أيها الحثالة

فتحوا الباب ودخلوا وهم يشتمونها بلهجتهم

اقتربت لجين من غافر وأشرت لهم على الجرح وهي تقول : أنظروا أنه ينزف سيموت إن أستمر النزيف
ولكنهم لم يتحركوا وكانوا ينظرون لها بجمود تقدمت منهم رفعت كمها وخلعت السوار الماسي الذي كانت
ترتدي وكان مختفيا تحت كمها الطويل

لجين وهي تمد يدها لهم بالسوار : " الماس " مؤكد أنكم تعلمون معنى هذه الكلمة بالانجليزية يا لصوص

فتحوا أعينهم من الدهشة ثم أخد زعيمهم السوار وتكلم لأحدهم فغادر مسرعا

رجعت لجين لعند غافر وأزالت القماش عن الجرح

غافر : مجنونة سيعلمون الآن أنك ثرية ولن يتركونا

لجين : أخرس ( وهل كنت تريد مني أن أتركك تموت وأنت أنقدت حياتي مرتين و أنت لست الوغد غافـ
.... سحقا أين يكون إذا )

بعد قليل رجع الرجل يحمل معه حقيبة إسعافات أولية صغيرة وقديمة

أخذتها لجين منه وقالت : يالكم من عصابة مفلسة ... مجموعة مشردين

ثم فتحت الحقيبة وعقمت الجرح ولفته بالشاش

لجين : سيلتهب الجرح إن لم نذهب للمستشفى لخياطته

غافر : المشوه لن يضره أن يكون مقطوع اليد أيضا

لجين : هل تعرف كلاما آخر غير السخافات

غافر : أجل أعرف كلمات غرامية تعالي لأقولها لك

لجين : حقا ... لم أكن أعلم أن المجرمين يعرفون الغراميات

غافر بابتسامة ماكرة : هل تجربي

لجين : تافه .... وكأنك لست مصابا وستموت

غافر : ألست تريدي موتي

لجين : بلى ولكن ليس الآن ( ليس قبل أن تدلني على مكان غافر)

ابتعدت لجين ووقفت عند الشق في خشب الجدار وضعت أذنها وقالت : لازالوا هنا ... سحقا لما لم يعلمونا
اللغة الأفريقية في المدارس

غافر : هههههه أنت من كان عليك أن تأخذي دورات فيها

لجين وهي تضع يديها في وسطها : لم أكن أعلم أنني سأتزوج رجلا سيأخذني في شهر عسل لأفريقيا
ويضيعني فيها لكنت تعلمتها هي فقط

غافر : يالك من زوجة ... يبدوا أن أمي كانت تكرهني ودعت عليا بزوجة سليطة لسان

لجين : بل يبدوا أني أنا من دعا لي الجميع بزوج شهم وطيب وحنون ولكن دعواتهم لم تتخطى أنوفهم

غافر : هههههه أقسم أنهم دعوها لك من قلب

لجين : آآآآه ما كل هذه الثقة .... ولكن ليس هذا غريبا عن المجرمين

غافر : لو لم أكن مصابا للقنتك درسا رائعا في الحياة الزوجية

لجين : وغد ... ليس غريبا عليك

غافر : هههه أتعلمي أنني أصبحت أحب هذه الكلمة

لجين : أخرس .... سأنتظر حتى يذهبوا وسأتصرف علينا أن نخرج من هنا سريعا

غافر : وماذا ستفعلين

لجين : لا شأن لك ... لماذا أنقدت حياتي

غافر : لأسلمك للعصابة

لجين : هكذا إذا ( أتظنني غبية كيف تنقدني لتسلمني لهم وأنت رميت بنفسك للموت أمامي ... لماذا تنقدني وأنا
فعلت كل ذلك بك .... لماذا )

مرت ساعات ولجين جالسة بعيدا في صمت وتفكير مستمرين تغير الضمادات لغافر وتعقم الجرح كلما
كثر النزيف وبدأ الليل بالحلول

غافر : لما لا تأتي وتجلسي لنتحدث قليلا

لجين : لما لا تتركني وشأني

غافر : أردت أن أزيل عنك الملل قليلا

لجين : شكرا .... يعجبني الملل

غافر : أنتي متى تبتسمي دائما غاضبة

لجين : عندما أكون بعيده عنك

غافر : حسننا لما لا تقتربي قليلا

لجين بغضب : هل جننت أنت

غافر : هههه هيا قليلا فقط

لجين : إن لم تصمت حطمت رأسك

غافر : أخبرتك ألا تخجلي مني فنحن متزوجان

لجين : عش مع خيالاتك سوف تطلقني قريبا

غافر : بل عيشي أنتي مع خيالاتك فلن أطلقك أبدا

لجين : أكرهك

غافر: أعلم

سكتت قليلا ثم اقتربت منه ووضعت يدها على جبينه

غافر وهوا يحاول إمساك يدها ولكنها أسرعت بأبعادها : هل غيرتي رأيك في الأمر

لجين : واهم ومغفل أيضا .... كيف لم ترتفع درجة حرارتك للآن توقعتك ستصاب بالحمى

غافر : وهل كنتي تتمني ذلك

لجين وهي تتركه وتتوجه للشق وتنظر من خلاله : يبدوا أنهم رحلوا وتركوا واحدا فقط ستبدأ الخطة

غافر : ماذا ستفعلين

لجين : نم أنت الآن على الأرض وكأنه مغمى عليك وعندما تسمع صوت أطلاق النار في الخارج
أخرج ولا تلحق بي قبلها فهمت

غافر : لا لن أسمح لك بأن تعرضي نفسك للخطر لأجلي

لجين بحدة : وهل تريد أن تموت هنا يا أبله .... سأفعل ذلك ولا أنتظر موافقتك فلا تفسد الأمر ... أنا أيضا
لا أريد البقاء هنا .... أهرب بعد مغادرتي .... إن كنت حية هربنا سويا وإن كنت ميتة فأهرب أنت هيا نفد
ما قلت ولا تتراجع ولا تفسد عليا ما سأفعل

غافر : لست مقتنع

لجين : آآآآآآخ هل ستصيبني بالجنون يا هذا ليس من حل أمامنا ( لو كنت غافر لتركتك تتعفن هنا أنت
وجرحك وما أكثرت لأمرك )

وقفت لجين بجانب الباب غمزت لغافر وقالت : سنبدأ الخطة هيا نم

أبتسم وهز رأسه وقال : لا فائدة منك ... تفعلين ما في رأسك

لجين : هيا إن كنت تريد الهروب أو هربت لوحدي وتركتك .... ولا تنسى الحقيبة الطبية أجلبها معك

طرقت لجين على الباب طرقات خفيفة ثم ألقت بخاتمها الماسي الذي كانت خبأته في ملابسها بعد خروجهم
من الفندق وكلام غافر عن عصابات السرقة

استلقى غافر على الأرض وأغمض عينيه

فتح الرجل الباب ونظر لها بابتسامة ثم مد بيده وكأنه يطلب المزيد لإخراجها

لجين بابتسامة مصطنعة : وقح عرفتك ستطلب المزيد

مدت لجين بيدها وأمسكت بيده وابتسمت له ابتسامة خاصة ليفهم منها أنها ستعطي بشكل آخر وليس
لديها الماس بعد ... أبتسم لها الرجل بخبث ودناءة وسحبها للخارج وترك الباب مفتوحا لأن غافر كان
مرميا على الأرض ومغمض العينين فلم يجد من داعي لغلق الباب

سحبت لجين الرجل لجهة الأشجار

في الداخل ... فتح غافر عينيه ما إن سحبها الرجل للخارج وقفز واقفا

غافر بهمس : إلى أين تأخذها يا حقير ... لن أسمح لك

وصل عند الباب ثم تذكر كلامها وأنه سيفسد كل شيء

غافر : لن أسلم من لسانها إن أفسدت الأمر... إنها جنية وستخرج من المأزق بكل تأكيد

سمع غافر صوت أطلاق النار فخرج مسرعا ركض في جميع الأنحاء

غافر بهمس : هل عليا أن أهرب .... هل قتلها يا ترى ... قد تكون مصابة فقط.... لن أذهب حتى أبحث
عنها فليمسكوني إن أرادوا .... ما كان عليا تركها تفعل ذلك

..... : غافر أيها المغفل هيا تعالى من هنا إلى ما تنظر

نظر غافر باتجاهها أبتسم بسرور وذهب ناحيتها راكضا وتسللا بين الأشجار

لجين : إلى ما كنت تنظر .... كان سيمسكك لو أنه قتلني

غافر : كنت سأبحث عنك حتى أجدك

لجين : غبي ألم أخبرك أن تهرب

غافر : هل تضنيني سأتركك تهربي مني

لجين : أعلم أن نحسك لن يفارقني حتى أموت

غافر وهما يركضان : هههه أليس نحسي جميلا

لجين : بالفعل والدليل ما نحن فيه الآن

غافر: ماذا فعلتي بالرجل

لجين : تبادلنا القبل و ....

سحبها غافر ناحيته بقوة وقال : ماذا قلتي

لجين وهي تخلص نفسها منه : أتركني هل كنت تظن أنني سأسلم نفسي لذاك الوسخ

غافر بحدة : ماذا حدث هناك

لجين : هل ستحاسبني .... بأي حق

غافر : زوجك أم نسيتي

لجين : و أي زوج منهم أنت .... الذي دمرني ودمر حياتي ... أم الذي خطفني وهرب بي ... أم الذي
سيسلمني للعصابة .... أيهم أنت الذي يتحدث بصفة الزوج

غافر : وأي زوجة هذه التي سأتق بها ...التي تدمرني ... أم التي تنعتني بكل الألفاظ البذيئة ... أم التي يبدوا أنها
معتادة على النوم في أحظان الرجال

دفعته لجين ناحية الشجرة وبدأت تضربه على صدره بقوة : بل أشرف منك يا حثالة ومن أمثالك ...أخرس
..... أخرس يا مجرم

وقف غافر يشاهدها تضربه دون أن يمسكها ( كيف لأجنبية أن تتحدث عن الشرف مؤكد ليست تلك الفتاة
فمن تكون إذا)

أمسكها غافر من يديها وقال : يكفي يا جولي يكفي .... انتهينا من هذا الأمر علينا أن نبتعد سريعا

لجين بحزن وهدوء وهي تنظر للأرض : لم أفعل معه شيء ولا مع أي رجل غيره أقسم لم أفعل لقد رباني
جدي جيدا كما ربوني والدي أكثر .... ولم أقتله لقد أصبته في ساقه فقط

غافر وهوا يمسكها من كتفيها : يكفي يا جولي .... أنا آسف لم أقصد ذلك.... هيا لنغادر

ركضا طويلا حتى ابتعدا وقفت لجين : لا أستطيع لا يمكنني الركض أكثر لقد تعبت

غافر : حسننا سنقضي الليلة هنا ونواصل السير عند الصباح

اتكأ كليهما على جذوع الشجر غفت لجين بسرعة أما غافر فلم ينم أغمض عينيه قليلا فشعر بيدها تلمس جبينه
فتح عينيه وأمسك بيدها

لجين بارتباك : كنت أريد التأكد من حرارتك لقد بدأت ترتفع ... هناك حقنة في الحقيبة سأحقنك بها

حقنت لجين غافر بالحقنة وجلست بعيدا( ماذا عن الحرق في وجه هل هوا مزيف أيضا ... لماذا يأخذ دور
غافر ... كيف لم انتبه للأسماء في عقد الزواج لقد لعبها بذكاء .... لقد كان يصلي عندما كنت نائمة كان يضن
أني لن أنتبه كيف لمجرم عصابات أن يصلي ما حقيقته يا ترى .... هل أقوم بأخباره أنني عرفت من يكون
ليخبرني عن مكان غافر .... لا .. عليا أن أهرب وهوا من هنا أولا .... العصابة ما علاقته بها .... آآآآه أكاد
أجن أين أنتي يا لين كم أحتاج لتحليلاتك الآن )

غافر بهدوء : لما تنقمين علي يا جولي ألن تخبريني

لجين : أخبرتك عن مفعول هذا السؤال في داخلي فلا تسأله أرجوك ( لو كنت غافر ما سألتني هذا السؤال لولا
غبائي وحقدي لكنت لاحظت ذلك ... يكفي يا لجين فلم يعد يجدي ذلك نفعا )

عادت لجين للنوم وغافر مستمر في حراسة المكان بعدما أصبح بحوزتهم مسدس

غافر ( الألم في ذراعي يزداد ولا أعلم متى سأتمكن من الوصول للمستشفى لولا هذه الفتاة لتعفن
الجرح .... آه ولولاها ما أصبت بتاتا ... ترى ما الذي فعلته بها يا غافر أي الذنوب ارتكبت بحقها يبدوا
أنه قد تضرر منك الكثيرين ..... ما علاقتها بالعصابة يا ترى هل كانت تعمل معهم أم أنها الآن تعمل
لصالح أحداها .... على الأقل لن يؤنبني ضميري لأنني سأجعلها طعما لهم .... هه هل تضحك على نفسك
هل أنت حقا تريد تسليمها لهم بشكل نهائي .... لا تعبث مع قلبك فلن تقدر عليه )

عند الصباح واصلا السير وكان باديا على ملامح غافر التعب

لجين : هل أنت بخير

غافر : أجل تابعي السير

بعد قليل صرخت لجين : هل تسمع هذا هل تسمع

غافر الذي أعياه السير والجرح : لا ماذا هناك

لجين : مروحية ... صوت مروحية هنا قريبة

غافر : علينا إيجاد إشارة لهم

لجين : فلنشعل نارا

غافر : ليس لدينا كبريت

لجين : لدي قداحة لقد أخدتها من جيب ذلك الأفريقي

غافر : جيد سنجمع الحشائش اليابسة

بعد قليل أرتفع الدخان في الجو ونزلت المروحية جهتهم اقتربت لجين منهم وشعرها يتطاير من شدة الهواء
بسبب المروحة خرج منها رجل وقال : آنسة جولي

ركضت لجين مسرعة ناحيتهم : نعم من أنت

الرجل : لقد أرسلنا جدك وعلمنا أنك نزلتي في فندق المدينة هنا وبحثنا عنك هنا في الغابة بعد احتراق الفندق

عادت لجين جهة غافر وقالت . هيا تعال سنغادر .... علينا أخدك للمستشفى

غافر : ولما تساعديني

لجين : ألم تنقد حياتي في السابق واحدة بواحدة

غافر : ألهذا الحد تكرهينني حتى أنك لا تريدي حمل جميل أنقادي لك

لجين : هيا بسرعة ( أقسم لو كنت غافر ما كنت لآخذك معي شبرا واحدا وما كنت ستنقدني لأفكر في جميلك )

غادرت بهم المروحية لطريق معبد استقبلتهم هناك سيارة جيب ركبوها وانطلقوا

لجين : للمستشفى حالا

السائق : ولكن سيدتي الأوامر تــ . . .

لجين بصراخ غاضب : عن أي أوامر تتحدث للمستشفى قلت لك

السائق : حسننا

وصلوا لمستشفي المدينة التي كانوا فيها وغافر في أسوء حالاته

خرج الطبيب من عنده وقال : حمى بسيطة بسبب الجرح وسيستيقظ خلال ساعات لقد قمنا بخياطة
الجرح ... من الجيد أنك كنتي تعقمينه ولم تتأخروا عن الحضور

اتصلت لجين بجدها من أحد الحراس و طمأنته عنها وأخبرته أنها تريد بعض النقود نزلت لسوق المدينة
أشترت أفضل فستان وجدته من بين الأزياء الغريبة و استحمت وغيرت ثيابها و أشترت حقيبة وحداء مريح
ثم اتصلت بخالها

راشد : لجين يا بنيتي العصابة تبحث عن غافر فابتعدي عنه و أرجعي

لجين : لا

راشد : ألم تتعلمي من ما مررتِ به

لجين : ماذا تريد العصابة منه

راشد : المخابرات تجهز لكمين لهم ويبدوا أن غافر معهم والعصابة قد تكون اكتشفت أمره ... إنهم يبحثون
عنه في كل مكان

أغلقت لجين الخط من خالها وسارت ركضا في الممرات رأت رجال أجانب غريبي الشكل يسألون
في الاستعلامات عن غافر عادت مسرعة لحجرته فوجدته مستيقظ

لجين وهي تجمع بعض الشاش والمطهرات في حقيبتها : بسرعة سنغادر المكان

غافر : لماذا .... ما الذي حدث

لجين : لا تكثر الأسئلة بسرعة سأخبرك بكل شيء لاحقا

خرجت لجين برفقة غافر وفي الخارج طلبت من أحد رجال جدها أن يعطيها مفتاح السيارة وهاتفه المحمول

.... : يا آنسة لا تعرضيني للعقاب أرجوك

لجين : لست آنسة ألا ترى كل هذه الجثة هنا .. إنه زوجي .... ولا تقلق لن يعاقبك السيد سأتحدث معه
ثم ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:45 AM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


هذا الجزء إهداء لكل قراء الرواية ولكل من شجعوني



~~~***~~~

الجزء السابع

آنـــــين

العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا

آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه

ركضت آنين باتجاه غرفتها أغلقت الباب وجلست خلفه تبكي بألم من كرامتها المجروحة

آنين : لما ظهرت في حياتي إن كنت ستتخلى عني وتفعل بي هكذا .... لقد خذلتني يا إياد

ارتمت على السرير واستمرت في البكاء لوقت طويل ثم غلبها النعاس ونامت ... استيقظت بعد ساعات
ووجدت زهرة أمام عينيها مباشرة أمسكتها آنين بغضب وقطعتها بين يديها ورمت بقطعها في كل مكان
وهي تقول بصراخ وأسى : جبان ... مخادع ... هل ستبقى تهديني أزهارك إلى أن أتزوج وأنجب أطفالا
هذا ما أحصل عليه منك ...الكلام الواهم والأزهار البالية ....حتى أنك لم تكلف نفسك بقول شيء
لي ... أكرهك يا إياد أكرهك .... ثم بدأت بالبكاء من جديد

بعد ساعات نزلت آنين للأسفل وكانت ترتدي فستانا بلون السماء بخيوط ملفوفة حول الخصر ومن عند
الكتف حتى الكتف الآخر باللون الأزرق الغامق وبكمين طويلين ... وجدت العمة وياسر وزياد في الأسفل

العمة بابتسامة سرور : هيا تعالي يا عروسنا الجميلة

ابتسمت آنين ابتسامة باهتة حاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية ومعبرة

زياد بابتسامة : مخادعة لقد خدعتني وستتزوجين غيري

آنين : أنا لم أعدك بشيء يا هذا

زياد : بلى فاشل وفاشلة من المفترض أن نكون زوجان

آنين : لنكون آسرة فاشلة وأبناء فاشلين ونقدم برنامج تلفزيوني عن الفشل ونأخذ جائزة الفاشل الأكبر

زياد : هههههه ستكونين فخورة بي .... لقد خسرتني وستندمين في المستقبل

مد يده لها وقال : مبارك يا ابنة خالي العزيزة

آنين : شكرا لك

زياد : لا أحسدك على الزوج ألنكدي الغاضب ..... متى ستتزوجان

آنين : ولن أحسد زوجتك على الحياة الزوجية الفاشلة

ياسر بابتسامة : دع لنا مجالا لنبارك لها أمسكت شاكر ساعة والآن آنين .... مبارك يا آنين أتمنى لك السعادة

آنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك يا ياسر أتمنى أن أبارك لك قريبا

ثم وجهت كلامها لزياد : يعرف كيف يبارك ليس كمن يجعلك تكره الزواج

زياد : الحق علي لأني كنت أحذرك مما ورطتي نفسك فيه

..... : أرى الجميع مجتمعين هنا

العمة : تعالى وانقد عروسك من هذا الوحش

شاكر وهوا يقترب من أنين : ما الذي يفعله المتوحش بعروسي .... أحذرك يا زياد من مضايقتها ها أنا
لديك فافعل ما شئت

زياد : كنت أقنعها بالحياة السعيدة معك وأن لا تتراجع عن قرارها

ضحك الجميع إلا شخص واحد وهوا ياسر كانت نظرات الاستياء الموجهة منه لشاكر وحدها الشيء
الصادر عنه

العمة : هل سنقيم حفل خطوبة أم ماذا قررتما بهذا الشأن

شاكر : لم نتحدث بالأمر بعد

ثم نظر لأنين : آنين هل لي أن أتحدث معك قليلا

آنين : بالتأكيد

غادرا باتجاه مكتب شاكر وزياد يصرخ بهما : هيه لما لا تتحدثان هنا أمامنا

شاكر : عمتي أسكتي ابنك أو قطعت لسانه

العمة : أسكت أنت لا شأن لك بهما

زياد : غبية كيف تركت زرق العينين شقر الشعر أولئك ووافقت على شاكر

العمة وهي تضربه على كتفه : وما به شاكر ألا يعجبك .... إنه أجمل منك حتى

جلست آنين على الكرسي وجلس شاكر بجانبها

شاكر : لقد تحدثت مع زوج خالتك

آنين : بهذه السرعة

شاكر : لماذا هل غيرتي رأيك بالأمر

آنين وهي تهز رأسها نفيا : لا لم أقصد ذلك .... ماذا قلت لهما

شاكر : أخبرتهم أني أبن عمك وأولى شخص بك هم أجانب ولا يفهمون في هذه الأمور ولكنهم يعلمون
أهميتها عندنا نحن العرب وأخبرتهم أنه عليك أن تكوني قريبة من جدي وأن تعيشي هنا مع أهلك سألني
إن كنا قد أجبرناك فأكدت له أنك موافقة ولكنه أصر على سماع رأيك

آنين : هل عليا قول ذلك لهما .... لا أستطيع

شاكر : إنه متقبل جدا رفض أبنيه ولكنه خائف عليكي ويظن أننا نجبرك على الزواج بي

تنهدت آنين بضيق وقالت : حسننا سأتكلم معهما

شاكر : ماذا بشأن الحفل .. كل ما تريدينه سأقوم به

آنين : لا داعي لكل هذه الشكليات

شاكر : أنا أرى أن نعقد قراننا مباشرة والزواج تقررينه أنتي متى شئتي

آنين بصدمة : قران ...... نتزوج الآن

شاكر : سنعقد قراننا فقط إن كان لديك مانع نؤجل الأمر أيضا

سكتت آنين قليلا ثم قالت : حسننا كما تشاء

شاكر بابتسامة : إذا الخميس القادم نعقد القران ما رأيك

آنين وهي تقف مغادرة : كما تريد ... أعذرني أشعر بألم في رأسي سأصعد لغرفتي لأرتاح

شاكر وهوا يقف معها : حسننا لكن لنخرج معا لننقل لهم الخبر

خرجا لخارج المكتب ووجدا الجميع موجودين

شاكر : جيد أنكم جميعا هنا لدينا خبر لكم

زياد : ههههه لابد أن الخطوبة حديثة الولادة قد ماتت

شاكر : أنت لا تعرف شيئا أسمه تفاؤل بالخير ..... سنعقد قراننا الخميس القادم

صدمة كانت تعلوا وجوه الجميع وكانت العمة أول من تكلم وهي تحتطن آنين : حقا مبارك يا صغيرتي

شاكر : ما هذه العنصرية من المفترض أن تباركي لي أولا

العمة وهي تحتضنه : الآنسات الرقيقات أولا ... مبارك لك يا بني

ياسر بضيق واضح : فليعقدوا القران أولا ثم باركوا لهم .... وخرج متوجها ناحية باب القصر

زياد : مآبه مستاء هكذا .... لقد كان يبارك لأنين منذ قليلا وهوا مبسوط

العمة : هل سنقيم حفلا للعقد .... علينا أن نرتب للأمر

آنين : ما من داعي لذلك عمتي حالة جدي أصبحت تتحسن لا نريد العودة للوراء

العمة : ماذا عنك يا شاكر ما رأيك

شاكر : كما تريد آنين .... فالحفل من أجلها إن لم ترغب به فلا داعي له

العمة : أيعقل أن نعقد قران أبنينا هكذا ... دعونا ندخل الفرح لهذا المكان الذي عاش الكآبة لسنوات

شاكر : سنحتفل بزفافنا وافعلي فيه ما شئتي

آنين : عن إذنكم سأرى جدي وأصعد لغرفتي

غادرت آنين باتجاه الممر الذي يحوي غرفة جدها وهم يراقبونها

العمة : ما بها آنين هل هي متعبة

شاكر : قالت أنها تعاني من الصداع وهي قلقة أيضا بشأن خالتها وزوجها


آنين وهي تحتطن جدها : جدي لدي خبر قد يسعدك

ثم استوت جالسة وقالت : أنا وشاكر سنتزوج ..... جدي ما بك الست سعيدا لما لا تبتسم

ثم احتضنته وبدأت بالبكاء : جدي قل أنك سعيد قل شيئا أرجوك ساعدني لأكون قوية

همس الجد بصوت غير مفهوم : إياااااد ... إياااااد

آنين : جدي هل قلت شيئا ..... هل تحاول قول شيء

مسحت آنين دمعة تسقط من عين جدها وقالت بحب : يبدوا أن ثمة شخص أخر غيري غير سعيد بذلك

ثم احتضنته من جديد وقالت : كلهم سعداء إلا أنا وأنت يا جدي شكرا لأنك بقربي وتشعر بي

ثم غادرت غرفة جدها وصعدت لغرفتها وواصلت مسيرة بكائها التي لا تتوقف

عند المساء كانت آنين تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتغمر رأسها في ركبتيها عندما
شعرت بهواء الشرفة يتسلل للغرفة .... رفعت رأسها ونظرت للواقف عند الشرفة بحزن وأعادت
رأسها عند ركبتيها

إياد : لما تبكي يا أنيني

آنين : لا شأن لك

إياد : لما وافقتي إن كنت لا تريدينه

آنين : ......

إياد : آنين أجيبي على سؤالي

آنين وهي تقف بغيض : هل ستخبرني عنك ... هل ستجعلني أرى وجهك ... هل ستظهر للجميع لتخبرهم
أنني لك و ملكك ولن أكون لغيرك كما كنت تقول .... هل ستفعل كل هذا يا إياد والآن

إياد : ليس الآن يا آنين لا أستطيع

آنين ببكاء وألم : إذا لا تلمني على ما سأفعل يا إياد لقد عرضت نفسي عليك مرتين وجرحت كرامتي

إياد ( أنتي لا تعرضي نفسك يا آنين أنتي أنبل من ذلك تأكدي ) : ......

آنين بعد أن رأت صمته توجهت للخزانة وأخرجت الدمية منها ورمتها على صدره لتقع أرضا

آنين : خدها .... هذا آخر ما تبقى لك لدي .... لا أريد رؤيتك مجددا أتفهم ذلك

وخرجت من الغرفة متوجهة لردهة الجناح ... ولأول مرة تدخلها في الليل ... ارتمت على الأريكة واستمرت
في البكاء

في يوم الخميس يوم عقد القران ....

كانت آنين ترتدي فستانا سكري اللون يلتف حول خصرها وينزل بانسيابية حريرية للأسفل ملامسا للأرض
مليء بالزخارف ومطرز بالأحجار الكريمة والخرز والعقيق في منظر خلاب .... شعرها مرفوع للأعلى
ومجموع من الأمام بواسطة تاج كريستالي ولأول مرة .... وماكياج مبهر زاد من جمالها وروعتها
نزلت للأسفل حيث كان أفراد العائلة يقيمون حفلا عائليا بسيطا

العمة : ما شاء الله .... ما شاء الله .... ما كل هذا الجمال يا صغيرتي

آنين بابتسامة وعيون الكل عليها : ألم أكن جميلة في السابق

العمة : بالطبع ولكنك الآن أجمل أنتي كالأميرات

زياد وهوا يكز شاكر بمرفقه : هيه أنت ستلتهمها بعينيك ألن تلبسها ما جلبت لها

تقدم شاكر منها ألبسها العقد والسوار الماسيين ثم الخاتم الماسي .... أمسك رأسها وقبل جبينها ثم همس
في أذنها : مبارك يا آنين ..... ثم قبل خدها وأحتضنها بقوة

آنين بهمس : شاكر إنك تخنقني

ضحك الكل وحك شاكر مؤخرة رأسه بيده بإحراج

زياد : ههههه كنت ستقتلها يا رجل ألا تستحي منا أو من عمتك على الأقل

شاكر : سنراك عندما تتزوج وتكون مكاني

زياد : ههههه لو كنت مكانك لحملتها بين ذراعي وركضت بها للأعلى

العمة وهي تضربه على رأسه : استحي قليلا أيها الفاشل

آنين كانت تكاد تبكي من الإحراج .... جلس الجميع وكانت آنين تجلس بجوار شاكر الذي كان ملتصقا
بها ويمسكها من كتفها تارة ومن خصرها تارة أخرى ... وهي تحاول تبادل الأحاديث معه ومع الجميع
والابتسامة قدر الإمكان لتكون طبيعية أمامهم

انتهت سهرتهم المتعبة لأنين وغادرت لغرفتها لتنفرد بألمها وحزنها

مرت الأيام الطويلة على آنين وهي منهمكة في دراستها التي جعلتها شغلها الشاغل ولم تكن تغادر غرفتها
إلا نادرا وحتى شاكر لم يكن يجلس معها إلا فيما نذر .... كانت تراجع دروسها عندما سمعت أحدهم يطرق
باب غرفتها بخفة

آنين : من

..... : هذا أنا شاكر.... هل أستطيع الدخول

آنين : أجل تفضل

دخل شاكر مبتسما وجلس بجوارها : ماذا تفعلي

آنين : أدرس .... الامتحانات أصبحت قريبة جدا

شاكر : لا تنهكي نفسك كثيرا لكي لا تزداد ألام رأسك

آنين : لم يؤلمني من مدة طويلة .... سأكون بخير

شاكر : آنين أود التحدث معك في أمر

آنين بقلق : هل هناك خطب ما

شاكر وهوا ينظر لهاتفه المحمول بين يديه : آنين لما أنتي لستِ سعيدة ... أراك حزينة دائما وصامتة
وشاردة الدهن طوال وقت جلوسك النادر مع العائلة وحتى معي وكأننا لسنا متزوجان .... آنين أخبريني بالحقيقة

آنين : أنا أحتاج بعض الوقت فقط .... تحملني يا شاكر أرجوك

شاكر : أنا سأستحملك لآخر العمر ولكن هل ستستحملين أنتي نفسك وهل ستستحملينني كزوج ..... آنين
تكلمي معي بصراحة إن كنتي لا تريدينني فسننفصل حالا ولن يتغير شيء اقسم لك ... ستبقي ابنة عمي التي
أحترم ولن تتزوجي أبناء خالتك ولا غيرهم حتى تنهي دراستك وتقرري بنفسك بمن سترتبطين ...بأي رجل
كان وأنا سأقف معك للنهاية

أنزلت آنين رأسها للأسفل ( لن أكسرك يا شاكر كما كسرني إياد .... لن أكون مثله .... لن أتركك في منتصف
الطريق كسير القلب والخاطر مثلما فعل بي ) ثم قالت بهدوء : لا شيء يا شاكر أريد بعض الوقت فقط

شاكر وهوا يقف ويضع يده على كتفها : آنين سأنتظر أن تحكي لي ما بك تعالي للحديث معي متى شئتي
وأنا لا زلت عند وعدي

أمسك بذقنها ورفع رأسها للأعلى طبع قبلة خفيفة على خدها وشفتيها ثم خرج

نزلت دموع آنين تنحدر من عينيها ( كيف لي أن أكسرك يا شاكر أنت شاب رائع في كل شيء ...تبا لقلبي
الغبي هذا )

بعد مرور عدة أيم و آنين جالسة في غرفتها لم تدرس خلالهما حرفا واحدا تعيش حزنها وحيرتها تحاول
أمساك نفسها عن الدموع كما كانت تفعل طيلة الشهور الماضية

آنين : عليا أن أتحدث مع شاكر عن كل شيء وأعلم حقيقة إياد ... لن أذهب لذلك الشاب ولن أهين نفسي أكثر
سأفعل ذلك لكي أرتاح و لأريح شاكر... لن أكون السبب في تعاسته معي طوال العمر

خرجت من غرفتها ونزلت راكضة بسرعة للأسفل

زياد : هيه مهلك قليلا ... لقد تزوجتي وسيصبح لديك أطفال ولازلتي تركضين على السلالم

آنين : أين هوا شاكر هل خرج

زياد : آآآآه قولي أن كل هذا الركض شوقا لرؤية زوجك ..... لقد رأيته يدخل الحديقة منذ قليل

آنين : سأذهب لرؤية جدي وأراه عندما يعود

توجهت للممر وغادر زياد متوجها للأعلى

وقفت آنين فجئه .... ( سأذهب للتحدث معه هناك سيكون الأمر أسهل)

خرجت آنين بحثا عن شاكر سمعت أصوات وكأنها شجار اقتربت فرأت ياسر وشاكر يتناقشان بحدة
والصوت أصبح واضحا لها

ياسر : ما الذي تفعله يا شاكر .... ما كل هذا الجنون

شاكر : إنها حياتي ووحدي أقرر... آنين زوجتي وانتهى

ياسر : هي ليست حياتك لوحدك يا شاكر هي حياة آنين أيضا ..... آنين من المفترض أن تكون زوجة
إياد وليس شاكر

شاكر : إياد مات لقد قتله الجميع منذ سنين يا ياسر فبأي حق ستقول أنها له الآن ... لقد سرقتم ماضيه
وحاضره ... لقد قتلتموه ليعيش شاكر خسر كل شيء بل أتمن شيء وهي آنين فليأخذها شاكر هي أيضا
دعوا إياد وشأنه دعوه يعش سعيدا ولو لأيام

ياسر : وهل سيكون سعيدا هكذا ... سوف تكونوا تعساء جميعكم جميعكم يا ... يا إياد

شاكر بابتسامة سخرية : أنا شاكر يا ياسر.... شاكر وليس إياد أم نسيت

ياسر : لم أنسى ولن أنسى ... ولم أتحدث معك الآن إلا لأنني ما نسيت ذلك يوما

شاكر : وما الذي فعلته يا ياسر غير أنك توقفت عن الكلام هل ترى هذا حلا

ياسر : قررت الصمت حينها على التفوه بالأكاذيب كيف كانوا يريدون مني أن أعلم أنك إياد و أعيش
معك على أنك شاكر ما كان من حل أمامي .... أخبرني ما الذي فعلته أنت لقد كنت تعلم انك غير فاقد
للذاكرة كما يتخيلون وعشت الدور الذي رسموه لك

شاكر : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني تستيقظ من غيبوبتك لتجد الكل يناديك بشاكر وهم يعلموا جيدا
أنه لست أنت .... ماذا كنت ستفعل وأنت تراهم يقتلوك ليحيوا غيرك ويسرقوا منك كل شيء حتى آنين سرقوها
مني لتموت مع ماضي إياد بل لتموت مع إياد الماضي .... لقد قتلوني يا ياسر أتعي ما أقول ... قتلوا إياد وأنين
وجدي ليحيوا شاكر ... شاكر تؤمه الذي لا يشبهه إلا في الشكل ... سيء الخلق الصعلوك الفاشل الذي يكرهه
الجميع ليصبح رجل الأعمال الذي يمسك كل أموال العائلة وكل شؤونها ثم ليحظى بأثمن شيء وهوا آنين

ياسر : أنت تحكم عليها وعلى نفسك بالتعاسة طوال العمر.... إنها لا تريدك هي تريد إياد كما تعلم جيدا

شاكر : و هل كنت تريد مني أن أتركها تتزوج من أبن خالتها وتذهب مني مجددا و أنا أتفرج ....زواجها
من شاكر هذا لنحيا حياة تعيسة لكلينا أهون علي ألف مرة من أن تكون لغيري .... من أن تنام بحضن
رجلٍ غيري .... ولو عشت في تعاسة معها طوال العمر كان يكفيني أن تكون لي ... لي لوحدي

كانت آنين تغلق فمها بيدها ودموعها تنهال بغزارة وهي تستمع لما يقولانه

آنين ( شاكر وإياد ..... لا مستحيل ما الذي يجري هنا..... شاكر هوا نفسه إياد .....أنا زوجة إياد وإياد
هوا زوجي زوجي أنا..... سأجــــنـنننـ .....آه راسي ) أمسكت رأسها وغادرت باتجاه القصر صعدت السلالم
وزياد نازل للأسفل .... بعد قليل دخل شاكر

زياد : آنين كانت عند جدي وصادفتها الآن تصعد للأعلى ممسكة برأسها وملامحها لا تندر بخير أذهب
لرؤيتها يا شاكر

صعد شاكر لغرفة آنين طرق الباب ودخل مباشرة وجدها تجلس على الأرض مستندة بالسرير وتبكي

نزل عندها وقال وهوا يضع يده على رأسها : ما بك يا آنين أخبريني ...سننفصل إن أردتي ذلك ولكن
لا تبكي أرجوك

حضنت آنين شاكر ولأول مرة .. وهي تبكي بمرارة .... بكت كل دموع الشهور الماضية التي أمسكت
فيها نفسها دون جدوى عن البكاء .... بكت آنين و إياد الماضي ..... و بكت آنين وشاكر الحاضر
وهوا يمسح على رأسها ويقبله بين الحين والأخر

شاكر : لا تقلقي يا آنين سأفعل كل ما تريدي ليس بإمكاني استحمال دموعك الغالية .... لن أغضب ولن
أتغير معك لانفصالنا ولن ألقي باللوم عليك أقسم لك بذلك

آنين دفنت نفسها في حضنه أكثر وقالت بصوت باكي : لا .... لا تتحدث عن الانفصال مرة أخرى ... لن
ننفصل أبدا

شاكر : إذا ما بك .... أخبريني هيا

آنين : لا شيء .... أنا أريد فقط البكاء في حضنك .... ألا يحق لي ذلك

شاكر وهوا يزيد من أحتظانها : بلى يحق لك .... وحدك من يحق لها هذا .... و أقسم لن يكون حقا
لغيرك يا آنين حتى الموت

آنين : لا تتحدث عن الموت ... يكفي ما فقدته بسبب الموت .... لا تتركني ... لا تتركني أرجوك

شاكر : هيا توقفي عن البكاء

ابتعدت آنين عن حضنه ومسحت دموعها أمسك شاكر بوجهها وهوا يمسح دمعة من عينها بإبهامه
وقال بابتسامة : إذا أريني ابتسامتك الجميلة التي غابت كثيرا

ابتسمت أنين ونزلت دمعتان من عينيها احتضنها وقال : قلت ابتسمي وليس ابكي من جديد يا مشاغبة


مرت أيام على آنين سجينة الغرفة تأكل الأفكار رأسها ولا تجد تفسيرا واضحا لما يجري

آنين ( لو أني أتذكر الماضي فقط ... لا أستطيع أجبار رأسي السيئ هذا لأنني سأتألم بشدة ..... لما قتلوا
حقيقة إياد ليكون شاكر لماذا .... إن كانوا لا يحبونه فلماذا فعلوا بإياد ما فعلوه ما الذي حدث في ذلك اليوم ..
مات شاكر ودخل إياد في غيبوبة ومرضت أنا وجدي أيضا لأصبح في بلاد آخر وقد نسيت كل شيء ويصبح
إياد شاكر ... يشبه اللغز المحير..... كيف لي أن أصدق هذا .. إياد كان أمامي طوال الوقت وأنا .... آآآخ منك
يا إياد كيف كنت تخدعني وتلعب علي الدورين ... لهذا تركتني أتزوج شاكر أنت من طرد البستاني لأنه
أعطاني زهرة وهددت بقتله إن أقترب مني ما كنت لتسمح لأحد أن يأخذني منك ..... ولكن كيف سأعيش
معه و أنا أعلم من يكون أناديه شاكر كما يناديه الجميع اسمي في عقد الزواج مرتبط بشاكر ..... يجب
أن يتغير كل هذا لكني لا أستطيع التحدث معه عما سمعت ... عليا أن أتذكر )

سمعت آنين صوت طرقات على الباب ثم دخلت عمتها بعدما استأذنت

العمة : ما بها صغيرتي الحبيبة لم نعد نراها

آنين قامت و احتضنت عمتها بحب وقالت : بخير عمتي لا تقلقي ( ذاك المغفل إياد حرمني حتى من
فرحتي بالارتباط به .... سأريه )

العمة : هيا أنزلي معي للأسفل لأتأكد أنك بخير

آنين : حسننا سأفعل ذلك لتتأكدي

نزلت آنين وعمتها للأسفل فكان شاكر وزياد هناك

جلست آنين بجانب عمتها بعيدا عنه ونظرت إليه وهي تحدث نفسها ( أنت إياد ليناده الجميع إياد ...إياد فقط )

زياد : ههههه لما أنتي هاربة أجلسي بجانب زوجك ... أم أنكما قد تشاجرتما

آنين : لو كنت أعلم أنك هنا ما نزلت

زياد : ههههه ولا حتى من أجل شاكر

آنين سكتت محرجة ولا تدري ما تقول

إياد بحدة : لما لا تتركها وشأنها ما إن تراها حتى تانهال عليها

زياد : لا لا لا مهلك علي لا تقتلني ..... لا تخف لن تتأذى مشاعر زوجتك

إياد : لما لا تتزوج أنت وترحمنا من شرك

زياد : من زوجة كئيبة كهذه لم تبتسم منذ شهور بالتأكيد لن أستحملها مثلك يا رجل

إياد بغيض : زيااااد

زياد : سأقوم لترتاحوا مني

آنين ( معه حق كيف استحملني كل ذلك ... بل كان مستعدا للعيش معي بتعاستي على أن يتركني لأبن
خالتي .... ولكنه المخطئ لما لم يخبرني بالحقيقة .... آآآآه هوا يعلم أنني لن أرضى بذلك وبالفعل لن أرضى
أن أكون زوجة شاكر وهوا إياد )

ثم نضرت له بتمعن ( إياد كان أمامي دائما وأنا أتمنى رؤية وجهه ولو دقيقة هذه العينان السوداء الجميلة
والملامح الوسيمة والبشرة السمراء الجذابة كلها لإياد وأنا لا أعلم )

نظر لها إياد وأبتسم .. ابتسمت أنين في خجل لأنه أمسكها تنظر إليه ثم أشار لها برأسه لتلحق به لمكتبه
دخل المكتب ودخلت خلفه وقف مقابلا لها أمسك وجهها بيديه وقال : هل صرتي بخير... لم تعجبيني ذاك
اليوم لقد بكيتي كثيرا

ثم ابتسم قائلا : حتى أنني قمت بتبديل قميصي لأنه غرق بدموعك

ابتسمت أنين بخجل وهي تنزل عينيها للأسفل ثم احتضنته وقالت : نعم أصبحت بخير أنا آسفة على كل
الأيام الماضية

إياد وهوا يحتضنها بقوة : ما كل هذا التطور .... إذا سنبدأ من جديد

آنين : أعدك أن أحاول

ابتعدت عن حضنه رفع رأسها للأعلى بأصابعه ثم وضع انفه على أنفها وجبينه يلامس جبينها وقال وعينيه
في عينيها : هل ستكونين لي .... لي وحدي

آنين : أجل ...

ثم شعرت بشفتيه تلامس شفتيها ويداه تحيط بخصرها بقوة فخلصت نفسها منه وركضت
مسرعة باتجاه الباب

إياد : انتظري يا آنين أنا آسف فلنتحدث فقط ( أحمق ما كان عليك أن تتهور )

ثم جلس على الكرسي واتكأ برأسه على يده وقال : سامحني يا إياد فلم يتركوا لك شيء ولا مكان .... ولكن
هل سترضى أن يسرقها منك شاكر أن تحبه وتنسى وجود إياد ماذا لو تذكرت كل شيء لن تسامحك حينها
لن تحبك ولن تحب إياد

صعدت آنين السلالم راكضة ( ماذا فعلتي يا غبية كله بسببك ما كان عليك احتضانه ألا تستطيعي التحكم
في نفسك قليلا )

ثم دخلت غرفتها وارتمت عل السرير ( كنت مشتاقة إليه أردت أن احضنه فقط ... أحبك يا إياد ولكن كيف
تريدني أن أحب شاكر وأنساك .. كيف تريد مني هذا .. كيف تجرم في حقي كل هذا الجرم ... لما تفعل بي
هكذا .... كيف سأناديك طوال الوقت بشاكر وأنت إياد ... كيف أحبك على أنك إياد وأنت تعتبره حبا لشاكر
كيف أحتضنك على انك إياد و أنت تحسبني أرتمي لحضن شاكر ...... كيف .. كيف يا إياد )

في اليوم التالي خرجت من غرفتها ونزلت لغرفة جدها أخرجته بالكرسي المتحرك بعدما أصبح بإمكانه
الجلوس عليه وسارت به خارجا للحديقة

آنين : أنظر يا جدي لقد أصبحت الحديقة أجمل وأنت فيها

..... : مرحبا بصغيرتي وجدها الحبيب

آنين : مرحبا بالعم صابر.... كيف حالك

تنهد صابر بأسى وقال : جيد بعض الشيء

آنين : ألم تقرر بعد أن تحكي لي ما يؤلمك

صابر : وما تفعلي بالمآسي

آنين : وماذا إن قلت لك أني أريدها

صابر : أبنتي يا سيدة آنين

آنين : ما بها أبنتك وهل لديك ابنة لم أكن أعلم

صابر : نعم لدي وليس لدي في نفس الوقت

آنين : لم أفهم

صابر : لدي أبنه ضاعت مني منذ سنوات ولم أعلم بوجودها على قيد الحياة
إلا من أشهر ولا استطيع الوصول إليها

آنين : كيف ذلك ..... كيف تعلم عنها أين تكون ولا تستطيع الوصول إليها

صابر : تلك قصة طويلة إنها الآن عند رجل يسجنها ويجعلها تخدمه وتعمل في حظائر الحيوانات لديه

آنين : يا الهي كيف يفعل كل هذا بها

صابر : يريد الانتقام مني

آنين : وما ذنب أبنتك

صابر : ليس لها ذنب سوى أنها أبنتي

آنين : لما لا تخلصها منه

صابر : لا أعرف أين تكون إنه يتصل بي ويسمعني صوتها يعذبني ليرتاح من عذابه

آنين : لماذا ... ما الذي فعلته له

صابر : إنها قضية قتل وسجن وحكاية طويلة لا يريد أن يسمع شيء مني

آنين : إنها حقا حكاية محزنة كم أتمنى أن تجدها وتعودا لبعضكما لما لا تطلب
من شاكر ( آه كم أصبحت أكره مناداته بهذا الاسم ) ليقوم بمساعدتك

صابر : هوا يحاول مساعدتي كثيرا ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن

آنين : ستجدها يوما مادامت على قيد الحياة الأموات وحدهم من لا يعودون

صابر : أتمنى ذلك ..... اتركيني أساعدك في تحريك كرسي السيد

آنين : لا شكرا يا عم أنا أحب فعل ذلك بنفسي


مرت أيام على آنين تحاول فيها ترجمة مشاعرها وتوجيهها للشيء السليم ودون جدوى

آنين ( كيف لي أن أفعل ذلك كيف سأرضى بهذا الشيء إنه صعب صعب جدا لقد أصبحت أتجنب مقابلته
بحجة الدراسة التي لم تعد تنتهي والأساتذة داخلون خارجون وهوا يتجنبني مراعيا لي ... ولكنني لم أصل
لنتيجة كيف سنعيش بهذا الوضع مستحيل ... لدي فكرة مجنونة ولكن سأطبقها يجب أن أعلم مشاعره
اتجاهي يوجهها بأياد أم شاكر قد أدفعه للاعتراف بحقيقته لي )

نزلت أنين من السرير ارتدت فستانا زهري اللون يصل نصف ساقيها مقلم الأطراف ومقلم الأكمام
الواسعة التي تصل للكوعين مشطت شعرها وخرجت لخارج القصر

سارت بعيدا مبتعدة قدر الإمكان حتى رأته يخرج من بين الأشجار

آنين ( لو أعلم فقط كيف يعرف أني ابتعدت ) : ماذا تريد

إياد : لا تبتعدي ألم أقل لك ذلك أعرف أنك تفعلين هذا لتريني

آنين : ولما كل هذه الثقة أنا لم أحظر لأراك

إياد : لما تغضبي مني وأنتي التي تزوجتي أنا من عليه أن يغضب

آنين ( ممثل ) : بل أنت الملام أنت رددتني خائبة و أنا أكاد أترجاك أن ..... وبدأت بالبكاء

أقترب منها وضمها بين ذراعيه وقال : أقسم أنني أحبك يا غبية أقسم بذلك

آنين وهي تشد من احتضانه : كاذب

أبعدها عنه وقال : لست كاذبا يا أنين وأنتي من تزوج

آنين ببكاء : ماذا كنت تريد مني أن أفعل ... أنت لم تعطيني حلا لقد تهربت من الأمر كله ... لماذا خرجت
في حياتي مادمت ستتركني وحيدة.. لماذا جعلتني أحبك من جديد فوق حب الطفولة و أنت لا تملك سوى
كلمة " لا أستطيع "... لقد أحببتك يا إياد ولكنك خذلتني ... لم أستطع نسيانك أو نسيان جرحك لي لما
تركتني ... لماذا

أمسك وجهها بيده وقال : أنيني

ضربت آنين يده لتبعدها قائلة : لا تقل أنيني ... لا تقلها ... أنا لم أعد ملكك أتفهم

إياد : ما كان بيدي شيء أنتي لم تعرفي ظروفي لكنتي عذرتني

آنين : كنت قلت أي شيء ... أي شيء يا إياد لأرفضهم جميعا ولكنك لم تفعل ... لو أنك طلبت مني الهرب
معك لفعلت ولكنك أحمق وجبان وستخسرني للأبد

إياد : هل صرتي تحبينه

آنين : لا .... لأنني غبية وحمقاء .... ولكن سيحدث ذلك يوما ولن تجدني بعدها .... ستموت آنين مع
ذكرياتك التي تخليت عنها .... ستموت كما مات الماضي

ثم ارتمت في حضنه وبكائها يزداد شدة : علمني كيف أنساك مثلما علمتني كيف أحبك مرتين ... علمني
كيف أقتل حبا عاش بداخلي منذ الطفولة

مسح على شعرها وقال : كيف لي أن أعلم نفسي أولا لأعلمك ... أنا ضائع ... ضائع يا آنين ولا أعلم ما سأفعل

ثم أبعدها من حضنه وقال : أنتي متزوجة ... هل ترضي لزوجك أن يحتضن أخرى

دفعته آنين بقوة وقالت : أحمق ولن تتوقف عن إهانتي ماذا تظنني خائنة ولكن الحق معك ماذا أفعل هنا
مع معتوه مثلك

ثم غادرت آنين وتركته يتبعها بعينين محبة ومشتاقة وتائهة حزينة : كم أحبك .... كم أحبك يا فراشتي الجميلة


سجنت آنين نفسها في غرفتها لأيام ولم تستقبل حتى أساتذتها للدراسة ولاحظ الجميع التغير على شاكر أيضا
أصرت عمتها على الدخول لها حتى فعلت

العمة : آنين ما بكما أنتي وشاكر

آنين : وما به شاكر

العمة : غاضب طوال الوقت وحزين ومستاء حتى أني أخبرته أنك لا تخرجي من غرفتك فلم يرد علي
ماذا حدث بينكما

آنين : لا شيء يا عمتي لا شيء

العمة : هل أكذب عيني وأصدقك .... عليكما التحدث معا والوصول لحل للخلافات لن يجدي ما تفعلانه
نفعا ..... آنين مزاج شاكر في أسوء حالاته ما الذي حصل قد أساعدكما

آنين بحزن : لن تستطيعي مساعدتنا ولن يستطيع أحد فعل ذلك

العمة : ألن تخرجي من هذا السجن على الأقل

آنين : حسننا سأفعل ( مؤكد أنه غاضب مني ... هوا يعتقد أنني أخونه .... أبكي في حضن رجل غيره وأخبره
أنني لازلت أحبه مؤكد سيغضب مني .... ولكن ما عساي أفعل )

بدأت أنين تخرج من عزلتها ولكن إياد كان يتجنب البقاء معهم في وجودها ولا يتحدث معها
كان يجلس في مكتبه والأفكار تدور حوله كالهواء ( كيف لي أن أعيش معها وهي تراني شخصا آخر وتحب
غيري وتبكي بحضنه ... كيف سأتنازل لشاكر عنها أيضا ... كل شيء قد أتنازل له عنه إلا أنين إلا هي ...
هي تعرف أنه شخص أخر غيري أنا وتخبره أنها لا تستطيع نسيانه ... لماذا خرجت لها لما لم يلحقها شاكر
لإرجاعها لتعلم أن إياد رحل للأبد .... لا وبدأت أتفوه بالحماقات أمامها و أخبرها بمشاعري التي لم تمت
بعد اتجاهها ... ما العمل ..... ما العمل ..... ولكن لن يرجع إياد لأنه لم يرده أحد ... لن يعود لهم بعدما
تخلصوا منه ودفنوه مكان شاكر ....ولكني أريد آنين أريدها لإياد وليس شاكر أن تكون أمام الجميع لي
... لي وحدي لإياد فقط )

طرق الباب وعلم من الطارق فقد سمعه قلبه قبل أذنيه

إياد : أدخلي يا آنين

دخلت أنين قائلة : هل لي أن أتحدث معك

إياد : أنا مشغول الآن في وقت آخر

آنين : لا تتهرب مني يا شاكر سنتحدث الآن يعني الآن

إياد : حسننا تعالي أجلسي

جلست آنين مقابلة له وكل واحد منهما يجهز نفسه لقول ما عنده وقد قرر قرارا لنفسه

آنين ( عليا أن أوضح له ولوا توضيحا بعيدا ليعلم أنني لا أخونه كشاكر و أني لست سيئة فلو لم أكن
أعلم أنه هوا نفسه ما كنت لأذهب إليه أردته أن يعترف ولكني أفسدت كل شيء )

إياد ( عليا أن أنهي هذي المأساة التي أعيشها وأضعها معي فيها ... سننفصل وتعود آنين لإياد ترجع لي
حتى نجد حلا للأمر )

إياد :ماذا كنتي ستقولين

آنين : أ أ نــــ

إياد : أنا سأختصر عليك الطريق يا آنين سأبدأ منذ الغد بإجراءات الانفصال

آنين بصدمة : ولكن ليــــ ....

إياد يقاطعها ببرود : نحن لا يمكن أن نكون لبعض فلا داعي للكذب على أنفسنا أنا سأحررك مني
وعيشي حياتك كما تريدين

آنين ودموعها تتساقط ( لا ليس هذا ما أريده يا إياد كيف وأنا صرت لك ) : لا لن يكون هذا ... كل هذا
لأنك تضن بي الظنون أنا لست خائنة ولم أخنك معه ولم أكن لأبكي بحضنه و أخبره بمشاعري لو لم
أكن أعلم أنه أنت ولكنك لا تجد حلولا لمشاكلنا إلا بتعقيدها يا إياد أنا لست خائنة لتتخلص مني

الصدمة ألجمت إياد عن الكلام ولم يستوعب ما تقول

تابعت آنين : أجل علمت أنك إياد وسمعت حديثك و ياسر كنت أتمنى أن يتغير شيء بذهابي لك منذ أيام
ولكنك جبان ولا تريد إلا الاختباء خلف قناعك ... وضننت أنني أخون من أنا زوجتا له مع غيره وقلتها
لي في وجهي هل ترضي أن يحضن زوجك أخرى ... ولم تجد حلا سوى الانفصال ... ليكن إذا فأنا أيضا
لا أريد أن أكون زوجة لشاكر

ثم خرجت ودموعها تنهال على خديها وركضت لغرفتها وأغلقتها على نفسها

أمسك برأسه وقال : ما هذا الذي ألت إليه يا إياد كانت تعلم .... وأنت تفسد الأمر ضننا منك أنك ستصلحه
لماذا يحدث كل هذا لي


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:48 AM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بعد مرور يومين

إياد: عمتي أين هي آنين

العمة : الست تعلم

إياد : أعلم بماذا

العمة ( يا الهي ضننتهما متفقان على الأمر)

إياد بحدة : أعلم بماذا يا عمتي .... ما بها آنين

العمة : جاءت خالتها وأخذتها ظننتك تعـــــ ....

إياد بغضب : ماذا ..... أخدتها أين ..... وكيف تذهب دون أذني

العمة بفزع : كانت تبكي ومرضت كثيرا بالأمس ويبدوا أنها اتصلت بخالتها لتأتي

إياد : مرضت ... ولما لا أعلم أنا بكل هذا الست زوجها

العمة : أنت كنت خارج المنزل طيلة اليومين الماضيين وهي رفضت أن أتصل بك كانت تصرخ من
رأسها ولم تنم طوال الليل ورفضت حتى الطبيب

إياد وهوا يغادر مسرعا : كيف تذهب دون علمي كيف تذهب وتتركني هكذا بين السماء والأرض

العمة ركضت خلفه وأمسكته : أين ستذهب يا شاكر

إياد : سألحق بها ... أين سأذهب لغير هناك

العمة : لا يمكن حل الأمور بهذه الطريقة يا شاكر .... أنت غاضب ولن تتوصلا لحل أهدأ قليلا وأعطها
فرصة لتبتعد وتفكر

إياد بأسى : أتركها .... كيف أتركها هناك مع أبناء خالتها هل تريديني أن أجن تماما هنا

العمة : أفعل ذلك من أجلي يا بني لقد أخبرتني أنكما قررتما الانفصال وأنه عليها أن تبتعد قليلا عدني
أن لا تلحق بها حتى تفكرا جيدا وتصلحا الأمور

إياد : أعدك .... اتركيني الآن

العمة : أين ستذهب

إياد : للجحيم.... فلم يعد يعنيني أين



ومرت الأيام والأسابيع على آنين وإياد ويفصل بينهما كل شيء حتى الهواء

إياد : هل تكلمتي معها

العمة : لا .... لقد رفضت كالعادة ... قالت خالتها أنها لم تخرج من عزلتها حتى الآن إنها تسجن نفسها
وترفض الحديث مع الجميع

إياد : تغلق هاتفها كي لا ترد على مكالماتي ذهبت إلى هناك مرتين ولم تنزل لرؤيتي رفضت حتى طلب
زوج خالتها منها النزول

العمة : لقد أضاعت حتى دراستها وتعبها وفاتتها الاختبارات مند زمن

إياد ( إلى الجحيم جميعها لقد ضيعت مني عقلي ) : إذاً لم تتوصلي لأي نتيجة

العمة : قالت خالتها أنهم عندما أخبروها أن زوجها يريد رؤيتها قالت لهم أنا لست زوجته هوا يريد
الانفصال عني ... هل ستنفصلان هل أخبرتها ذلك حقا يا شاكر

إياد : لم أجن لأفعلها لن ننفصل إلا على جثماني ...هي لا تعطيني فرصة للحديث معها

العمة : آنين ستقابل صديقاتها قريبا هي تحبهم كثيرا وهم مرتبطين ببعظهم بشدة لقد طلبت من خالتها
أن تتحدث معهم ليقنعوها ولنتأمل خيرا



~~~***~~~


لـــين


في الصباح أستيقضت لين فتحت عينيها رأت روز فوقها

لين : ضننت أنني قد مت ودخلت الجنة لكن عندما رأيتك عرفت أنني يستحيل أن أكون فيها

روز : ماذا تعني .... أنني لن أدخل لها أبدا

لين : هههه كيف حالك يا روزي

روز : بخير أنتي من يجب السؤال عن حالها

لين : بخير .... من غير لي ثيابي أنتي

روز : هههه ومن ظننتي زوجك النائم فوق

لين : وقحة .... كيف تقولي هذا الكلام

روز : أنا لم أقله أنتي قلتي أنكم عشاق وتزوجتم أيضا

لين وهي تقف : جيد أنك لا تعملي مع العمال وإلا كنتي أفضل مروج للشائعات

روز : أين ستقومين ... الجروح والخدوش في جسمك كثيرة عودي للسرير هيا قبل أن يعاقبني السيد

لين : وما علاقة السيد بالأمر

روز : هوا طلب أن لا تعملي أو تغادري السرير حتى تشفي تماما وقال أنه سيعاقبني إن لم تفعلي

جلست لين على السرير وقالت : لابد وأنه غاضب مني بسبب البارحة

روز : لقد خرج اليوم صباحا من القصر برفقة الحراس يبدوا أنه توجه للحظائر أو منزل العمال لم
يخرج السيد لهم سابقا أبدا

لين : وهل عاد

روز : نعم منذ وقت .... ماذا حدث لك البارحة يا لين من ضربك هكذا ومزق ثيابك يبدوا أن السيد
أحضرك إلى هنا

لين ( آه ذاك الوسيم لم أتخيله بهذا الشكل ) : لا أعلم احدهم امسكني وكان يشتم ويتكلم عن تسببي بسجن
أخيه ولا أذكر الكثير ... آآآآه

روز : ما بك هل أنتي متألمة من شيء

لين : لا ... قليلا فقط



قبل ساعات في بيت العمال

الجميع يتناول إفطاره في نشاط لبداية يوم جديد

سيف ( أحد العمال ) : هيه أين هوا سامح لم أره اليوم

سامر : لا أعلم لقد خرج البارحة ... ألم يعد

اشتغلت المكبرات بصوت رجل قائل : ليخرج الجميع للخارج وفورا

تفاجئوا جميعهم بما قيل وخرجوا رأوا سامح مرمي عل الأرض وقد تعرض لكل أنواع الضرب ورجل

بمعطف يغطي حتى وجهه وحراس ضخام مخيفين معه ... يقفون جميعا فوق العامل المرمي أرضا

روح : هذا هوا عقاب كل من يقترب من الفتاة و أشد من هذا أيضا .. تساهلت في الكثير من الأمور فلن
أتساهل في أمرها مطلقا وليكن ذلك معلوم للجميع إن لمس أحدكم شعرة منها فسيقتل على يدي

ثم غادر والحراس حملوا سامح وغادروا أمامه

نظر العمال لبعضهم ثم انصرفوا لأعمالهم دون كلمة لأنهم أصبحوا يخافوا حتى من الحديث عن لين

عماد : عم رشدي ترى ما فعل هذا الرجل بلين يبدوا أنه قد أذاها

رشدي : لا أعلم و أتمنى أن تكون بخير .... طوال الفترة الماضية لم أرها كنا نضع الأغراض عند
الباب ونغادر حسب الأوامر ولكني في الغد سأسأل عنها روز لأنها عادت منذ أيام وتستلم الحاجيات منا



في اليوم التالي

روز : هيا كلي هذا الحساء يا لين إنه مفيد

لين : لا أريد .... أععع ... أنا أكره جميع أنواع الحساء وحسائك خصيصا كيف كان يتناول السيد طعامك
طوال هذه السنوات

روز بغضب : كان يأكل ولا يتذمر مثلك ولم يقل لي يوما أن طعامي سيء

لين : آه مسكين لابد أن معدته تعاني من جميع الأمراض بسبب طعامك هذا

روز : لقد سأل عنك أحد العمال الذي أسمه رشدي يبدوا أنهم يعلمون بالأمر وقد ألح علي لأكلم السيد
ليراك هوا والصبي عماد ويطمئنوا عليكي ولكن بعد ما قلتي فلن أتحدث معه مطلقا

لين : لا روز لم أعرفك سيئة هكذا أنتي طيبة كثيرا

روز : يا لك من محتالة .... لقد تحدث مع السيد وقد سمح لهم برؤيتك

لين بسرور : حقا وكيف وافق

روز : لكي تعرفي قدراتي

ثم نظرت روز للقلادة التي أعطتها للين على الطاولة بعد أن انقطعت ليلة الحادث وضعتها في الدرج كي
لا يسمعها السيد وجلست بجانب لين وقالت بهمس : السيد سألني عنك خمس مرات كلما صعدت إليه بالطعام
أربعة بالأمس وواحدة اليوم حتى أنه بالأمس أتاني للمطبخ ليسأل عنك ... ما الذي حصل بينكما في غيابي
ها ... اعترفي هيا

لين : أبتعدي عني لم يحصل شيء ما الذي تعنيه بما قلتي

روز : حتى أنه وافق فورا على أن يزورك العاملان .... الأمر لم يعد طبيعيا

لين : إن لم تصمتي قطعت لسانك الصدئ هذا .... السيد يتعامل مع الجميع بطيبة لما الأمر معي أنا
سيكون غريبا

روز ( يبدوا أن ثمة أمور بينهم وعلي المساعدة ) : أسمعي يا لين الروماتزم يتعبني كثيرا والطبيب منعني
من صعود السلالم ما إن تشفي ستتولين أنتي المهام فوق ... سمعتي

لين : ولما ... تلك وضيفتك أنتي هذا كله بسبب كثرة النوم والكسل في الماضي حتى صدئت عضامك

روز : قولي ما شئتي لن أصعد السلالم فلن يفيدني شيء إن صرت مقعدة وسأتحدث مع السيد في الأمر

لين : على السيد أن يصرفك من العمل لأنك لم تعودي مفيدة لشيء أنتي هنا لتخدميه وها أنتي لن تعدي
له الطعام ولن تصعدي للأعلى ما نفعك إذا

روز : أفسد عليكي يومك ههههه

لين : بائسة ولا أبأس منك إلا أنا


في صباح اليوم التالي دخل رشدي وعماد إلى القصر لأول مرة في عملهما هنا وفي عمل جميع العمال

رشدي : كيف حالك يا صغيرة لقد قلقنا عليك كثيرا يبدوا أن مشاكلك لا تنتهي

لين : سامحك الله يا عم هل جئت لتقول لي هذا

رشدي : بل لأطمأن عليك

عماد: حمدا لله على سلامتك يا لين ... كيف حالك

لين : شكرا لك يا عماد أنا بخير والحمد لله مجرد حادث بسيط

عماد : ولكنه لن يكون بسيطا على سامح الوغد ذاك لقد ضربه السيد حتى الموت وأراه للجميع
وهددهم من الاقتراب منك ... لم أرى السيد يعذب أحدا قط ... يبدوا القصر رائعا هل تقيمين حقا في
هذه الغرفة

رشدي : لما لا تصمت قليلا لم تترك شيئا لم تقله ... لين ماذا حدث لما ضرب حراس السيد العامل سامح

لين : يبدوا أنه شقيق أحد المتهمين بالسرقة الذين تم سجنهم لقد مرضت روز وذهبت لجلب الطبيب فلحق بي.

عماد : لابد أن السيد عاقبك على ذلك

لين : لا حتى الآن ولكن بالتأكيد ثمة عقاب ينتظرني وأنا أستحقه

عماد : هل سيعيدك للحظائر سيكون عقابا رائعا لكي تعودي إلينا

لين : لا تكن أنانيا يا عماد أنا أتمنى الموت عل العودة للحظائر

رشدي : هيا بنا لنغادر لقد ثرثرت بما فيه الكفاية

ودعا لين وغادرا


عند المساء جلست روز بجوار لين على السرير وهمست لها : لقد سأل عنك السيد اليوم أيضا ألن
تفهميني الحكاية

لين بجدية : إن عدتي إلى هذا الموضوع مجددا فسأغضب منك ولن أكلمك أبدا أقسم على ذلك يا روز

روز : حسننا حسننا لا تغضبي ولكن السيد يريد رؤيتك في الغد

لين ( ها قد حان وقت عقابي ) : حسننا هيا انصرفي أريد أن أنام

روز : كنت أود أن أسهر برفقتك ولكنك لا تستحقين .... تصبحين على خير


في اليوم التالي صعدت لين للأعلى لتتلقى عقابها الذي وضعت له عشرات الاحتمالات
دخلت لين جناح السيد وجدت باب المكتب مفتوحا فدخلته وجدته يقف جهة النافذة يعطيها ظهره ولكنه لم
يكن يغطي رأسه

لين (لماذا لم يخفي وجهه ... لابد أنه يريد قتلي بوسامته .... ما أقساه من عقاب لم أتوقعه ..... هيه لين
هل جننتي )

روح : ما رأيك فيما فعلتي منذ يومين يا لين

لين : مخطئة ومستعدة للعقاب

روح : ما كان عليك المغادرة ... ماذا لو لم ألحق بك ... ماذا كان سيحدث لك

لين : روز كانـــ

قاطعها بحدة وصوت مخنوق : لا روز ولا غيرها يستحق أن تعرضي نفسك للخطر لأجله يا لين
لِما سلامتك آخر ما يهمك دائما ... كم مرة عرضتِ نفسك للخطر من أجل الآخرين ولن تسلم الأمور دائما

لين : أنا آسفة لن يتكرر الأمر

روح : أنا لا أريد توبيخك يا لين ولا معاقبتك أردتك أن تعلمي خطورة ما تقدمي عليه دائما دون تفكير

لين : حقا ... و لن تعيدني للحظائر أبدا

روح وهوا يتجه ناحية كرسيه : لا لن تدخليها مطلقا

لين : أي عقاب غيره أنا أقبل به

روح وهوا ينظر لعينيها مباشرة ولين تكاد تنصهر : لن أعاقبك بعد اليوم ولكن لا تعرضي نفسك للخطر
من أجل أيا كان يا لين

لين ( آه لا تنظر إليا هكذا أرجوك أشعر بحرارتي ترتفع ) : أعدك أن أحاول

روح : بل عديني أن لا تفعلي

لين وهي تهز رأسها نفيا : لا ... لا استطيع ..... ثمة أشخاص في الحياة قد تدفع عمرك ثمنا لإنقاذهم

روح : من هم

لين ( ياله من سؤال محرج ... إنها ورطة حقيقية )

روح : مثل من يا لين

لين : صديقاتي و روز و عماد ورشدي أيضا و ..... أنت

قبض روح على طرف الطاولة بقوة وقال : أنا

لين بعد صمت طويل وخديها قد زادا توهجا : أجل لما تستغرب ... لقد أنقدت حياتي و ...

روح : وماذا يا لين

لين ( ماذا يريد مني هذا بالضبط يكاد يقتلني بوسامته و أسئلته المحرجة ... من قال أنني جميلة ليأتي
ويرى أنه يتوهم )

روح : هل تحتاجي لساعة لتجيبي عن كل سؤال

لين : لما تسألني عن كل هذه الأمور أنا لا أفهمك

روح : لأني ظننتك تكرهينني

لين وهي تهز رأسها بالنفي : لا .... لا أحمل لك أي مشاعر كره

روح : إذا أي مشاعر تحملينها لي

لين ( ماذا به هذا يبدوا أنه يشعر بالملل ويريد التسلي بأعصابي ) : يبدوا أنك درست علم النفس سابقا
وتقوم بمراجعته الآن علي .... أسئلتك تحرجني جدا لا أريدك أن تفهم إجاباتي خطأ

روح بابتسامة : لا لم أدرس علم النفس ... وكيف سأفهم أجابتك خطأ لم أفهم

لين : علمت الآن ما هوا عقابي

روح : ما هوا

لين وهي تشير له بأصبعها السبابة : هذا ما تقوله الآن

روح : هههه حسننا هوا لم يكن عقابا هي مجرد أسئلة ولكنك تستحي كثيرا من الإجابة .... ولم أفهمك
خطأ يا لين اطمئني ... لقد أردت أن أعلم فقط

لين : ما معنى ما تقول

قام من كرسيه وتحرك باتجاهها اقترب منها شيئا فشيئا وعينيه في عينيها حتى وقف أمامها ورفع يده
لوجهها قربها حتى كاد يحضنه بكفه و أصابعه وكلاهما تجتاحه مشاعر متدفقة من الداخل ثم أنزل يده
قبل أن تصل إليها وأعطاها بظهره وقال : لو لم أكن شخصا ميتا لا محالة ولا أستحق الحياة ولو لم
تكوني قطعتا منه لكان حديثنا اليوم مختلفا.... يمكنك المغادرة يا لين و أعتني بنفسك جيدا

خرجت لين تهف على وجهها بيدها من شدة الحرارة التي تشعر بها وقلبها يكاد يتوقف ( كاد يحرقني
يبتسم ثم يضحك ثم يقترب مني .... أقسم أنني تلقيت أقسى عقاب منه اليوم )

نزلت للأسفل ووجدت روز تنتظرها

روز : ما بهما خداك مشتعلتان كالموقد

لين : إن لم تبتعدي من أمامي فسيحرقانك

روز ( أقسم أن بينهما شيئا ) : ما هوا العقاب الذي أختاره السيد لك

لين : من المفترض أن تتلقي أنتي العقاب وليس أنا

روز : هل عاقبك

لين وهي تتوجه لغرفتها : لا ..... ولا تسألي أكثر لأني لن أجيب

روز ( أقسم أن ظنوني في محلها .... إن لم تحرك هذه الفاتنة مشاعر السيد فلن يحركها شيء آخر )

دخلت لين غرفتها ووقفت مستندة بالحائط ويدها على قلبها ( لين يا حمقاء ماذا يحدث لك ..... إن كنتي قبل
أن تري وجهه بدأت أشياء غبية تتحرك بداخلك بقوة فكيف سيكون حالك الآن )

ثم ارتمت على السرير ...... ( ولكن ما قاله ... والدي ... هل لوالدي علاقة بالأمر ولكن كيف يعاقبني بذنب
شخص ميت كيف ..... أمي حدثني كثيرا عن أبي ولم تقل لي سوءا عنه لقد كانت تحبه كثيرا ولم تكن أمي
إلا امرأة فاضلة جدا فلن تحبه إن كان سيئا .... عليه أن يفهمني ما حدث .. وحده فقط من يعلم )

مر باقي اليوم على لين وهي تفكر طوال الوقت ولم تتحدث بكلمة

روز : لين ما بك

لين : لا شيء

روز : أنتي لم تتحدثي طوال اليوم

لين : أخبريني يا روز هل كان أحدهم يزور السيد في السابق

روز : لا ....

لين : هذا لأنك نائمة كالجثة طوال الليل

روز : من زار السيد

لين : شقيقه

روز : له شقيق

لين : نعم

روز : يبدوا أن أحداثا كثيرة حدثت في غيابي .... وماذا أيضا

لين وهي تغسل الأطباق ونظرها موجها ليديها وكانت تشعر برغبة في الحديث من كثرة التفكير

قالت بهدوء: علمت اسم السيد منه

روز : وماذا علمتي عنه أيضا

لين : رأيت وجهه

روز بدهشة : حقا .... أقسمي بذلك

لين : ولما سأكذب

روز : وكيف هوا شكله هل هوا شاب أم كبير

لين : إنه شاب

روز ( ها قد نطق الحجر ) : آآآآه وكيف يبدوا

لين وهي تضع الصحن من يديها وعينيها مثبتتين للأسفل وبهمس : حارق ... إنه حارق .... تشعرين أنك
ستحترقين إن نظرتي إليه فكيف إن أقترب منك

روز ( يبدوا أن التشويق بدأ ) : لين ما بك حبيبتي لا تبدين بخير ماذا حدث بينكما

صمتت لين طويلا ثم قالت : روز ألم أحذرك من طرح هذا السؤال علي .... قلت لك لا شيء ... لا شيء

وغادرت المطبخ متوجهة لحجرتها

مرت عدة أيام ولين تقوم بعملها كالسابق في جناح السيد بعد أن رفضت روز الصعود و بشدة ... كانت
تتحرك وشيء ما يشدها دائما للحجرة التي يسجن نفسه فيها عندما تكون هي هناك وحال من بالداخل لم
يكن أفضل منها

وفي يوم قررت لين أن تتحدث معه لتفهم ما حدث وضعت الطعام ولم تغادر

خرج روح من غرفته

روح : ما بك يا لين هل هناك شيء

لين : نعم أود التحدث معك في أمر

روح : إن كانت الدراسة فلم يعد هناك وقت

لين : لا ليست الدراسة أنا لازلت عند قراري لن أخرج

روح : إلى أن أخرج أنا ..... ولكنني لن أخرج من هنا

لين : إذا سأبقى هنا أيضا ولن أخرج ...عقابي سينتهي بنهاية عقابك أنت لنفسك

أقترب منها كان يتقدم للأمام وهي تتراجع للخلف وعيناها في الأرض

روح ( سحر وجاذبية ... عينان كاللؤلؤ ووجه كالبدر... لم أرى لهذا مثيل أبدا كيف جمعت سحر
الشرق والغرب )

التصقت لين بالجدار أقترب منها مد يده وأمسك يدها طبع قبلة عميقة في باطن كفها

وقال : حبيــ ...ثم سكت

لين ورأسها في الأرض : لما تفعل بي هذا

روح : بل أنظري ما فعلته أنتي بي

لين : أرحمني أرجوك

روح وهوا يرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجهه : مما من السجن

لين : بل من عذابي

روح : ومن سيرحمني أنا

لين : أنت من عليه أن يرحمنا جميعا

روح : أنا ميت يا لين .... من تريه أمامك مجرد جثة بلا روح

أعادت لين رأسها للأسفل ودموعها تسقط من عينيها مباشرة على الأرض : أنت لست ميت .... لست ميت

مد يده تحت عينيها لتسقط الدموع بداخلها وقال : لما تبكي يا لين لما

لين : ما الذي فعله بك والدي أخبرني

أفلت يدها وتوجه ناحية النافدة معطيا إياها ظهره وقال : وما ستفعلينه بمعرفة الحقيقة

لين : أريد أن أعرف لما أتعاقب بذنب شخص ميت

روح : ليس ميت أنه حي ويتعذب كما أتعذب

لين بصدمة وعيناها قد فتحت على أتساعها : مـــااااذاااا ... حي ... والدي حي ..... مستحيل

روح : بلى وقد كان في السجن وقد قتل رجلا أيضا ..... هوا لا يستحق أن يكون والدك ....لماذا أنتي
أبنته يا لين .... لماذا

لين ولازالت تعيش الصدمة : هل من قتله يقربك

روح : لا بل حفيد العجوز الذي كنتي تعيشي معه

لين ( لهذا كان يضربني ويقول لأنك أبنته ) : وما علاقتك أنت بالأمر ما الذي فعله لك

بدأ روح بسرد ماضيه الأليم على مسامع لين


قبل أربعة عشر عاما

صبا : روح ألم تعدني أن تأخذني لحضور العرض الختامي

روح : أجل وفي الحال كم شقيقة لدي

احتضنته صبا وهي تشكره بكل العبارات ثم غادرت

يزيد : روح أنت تدللها كثيرا صبا لم تعد طفلة إنها في السابعة عشرة الآن علينا أن نشد في تربيتها

روح : شد أنت أنا لن أعاملها بقسوة هي شقيقتنا الوحيدة ولا تنسى وصية والدتي قبل أن تموت

يزيد وهوا يغادر : أنت فقط الملام عن أي تصرف خاطئ قد يصدر منها

كان هاتف روح لا يتوقف عن الرنين ( ماذا يريد مني هذا الشاذ القدر ) أغلق هاتفه ورماه على
الطاولة وخرج

بعد مرور عدة أيام عند الساعة الثالثة فجرا وصلت لهاتف روح رسالة فتحها فكانت من كريم وفيها

" أذهب لتفقد شقيقتك أين تكون أيها الشريف النزيه "

قفز روح متوجها لغرفة صبا فتحها ووجدها فارغة ركض في كل القصر بحثا عنها وهوا يصرخ باسمها
ولم يجد ردا وصلت رسالة أخرى فيها

" أنظر من الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي لتعلم أي شقيقة لديك "

ركض روح للشرفة وجد شقيقته تخرج من بيت الجار صابر بعد أن احتضنته أمام الباب وهوا يمسح
على رأسها ثم ركضت وهي تلتفت إليه وهوا واقف أمام باب بيته

ما إن وصلت للبيت حتى كان شعرها في قبضة روح كانت تصرخ وهوا يجرها ورمى بها في أحدى
الغرف خرج وعاد يحمل صوتا في يده وبدأ ينهال عليها بالضرب

روح : سافلة هذا ما تكافئينا به يا سافلة ... مع جارنا ... مع رجل في سن والدك

صبا وهي تصرخ وتبكي بألم : لا ليس صحيحا ليس .... آه أرجوك يا روح أرجوك

وبعد وقت طويل من الضرب المبرح حتى تعبت يداه من تبادل الصوت فيهما رفعها من شعرها

لوجهه وقال : ستموتين على يدي ... أنتي عار على العائلة وعليك أن تموتي

رماها فسقطت ورأسها على الطاولة غريقة في دمها



الحاضر

لين وهي تمسك فمها بيدها وتبكي : مستحيل

روح : بلى هذا ما حدث ولكن المأساة ليست هنا

لين : وماذا غير كل هذا

روح : وجدوا كريم ميتا بسبب نزيف من طعنة وجهت لكليته ووالدك الجاني بعدها هرب بفعلته عامين
كاملين ثم أمسكوا به و أعترف أنه أستدرج شقيقتي بالحيلة لبيته بمشاركة كريم لاختطافها وطلب الفدية
ويبدوا أنهم أجلوا الأمر .... ثم قتله في اليوم التالي وهما يتشاجران

ضرب روح بقبضة يده على النافدة وقال بصراخ غاضب : لقد قتلت شقيقتي بيدي بسبب والدك
خرجت من السجن بعد أربعة أعوام لأجد الحقيقة المرة بانتظاري ... قتلتها عذبتها حتى الموت وهي
بريئة .... لم أستمع لرجاءاتها ... لم أكن عند ظن والدتي بي وهي توصيني بها لأنني الأقرب لصبا
والدك السبب يا لين والدك ... والأشد من ذلك أنه خرج من السجن بعد ثمانية أعوام فقط .. ليكون حرا
طليقا ...... لذلك سجنتك هنا و أعلمته بأنك خادمة لدي لأني أعرف حبه لك وأنه يبحث عنك من سنوات
كان عليه أن يعاني كما أعاني .... لقد كرهت شكلي الذي بسببه ألت لما ألت إليه من حال وأخفيته عن
الجميع .... وكرهت نفسي التي عذبت شقيقتي البريئة بغير ذنب وسلبت منها الحياة .... حاولت قتل نفسي
ولكن الموت يرفض أن يأخذني من هذا العذاب فلم أجني سوى هذا الجرح في عنقي والصوت المخنوق
بسبب تأذي حنجرتي .... فسجنت نفسي وعذبتها بالكهرباء لكي تقاسي وستموت هنا معذبه كما اقترفت في
الماضي .... جلبتك ليموت والدك احتراقا عليك ولكنني اكتشفت أنني جلبت لنفسي عذابا جديدا هي تستحقه
.... أنتي محرمة علي يا لين محرمة على هذه النفس التي تتوق إليك بجنون وفي كل لحظة .... محرمة
عليها لكي تعيش العذاب الأقسى من كل العذاب الذي عاشته .... محرمة عليها حتى الموت


خرجت لين تبكي راكضة ونزلت وتوجهت لغرفتها مباشرة روز خرجت من المطبخ على صوت بكائها
و لحقت بها مسرعة ... طرقت الباب بقوة وهي تنادي : لين أفتحي الباب ... ما كل هذا البكاء ماذا حدث
هناك في الأعلى لين أفتحي الباب أرجوك

لكنها لم تفتح ولم تتكلم بكلمة سوى صوت النحيب المرتفع والشهقات المتواصلة

صعدت روز لجناح السيد وجدته مفتوحا دخلت مكتبه فوجدته جالسا على الكرسي ويظم رأسه بين يديه
موجها إياه للأسفل

روز : آسفة سيدي على دخولي

روح وهوا على حاله : ماذا هناك

روز : لين إنها ....

وانقطعت الحروف عن حنجرتها عندما رفع رأسه لها ( يا الهي ... لم تعطه حقه في الوصف يا لين )

روح بتوتر : ما بها لين .... ماذا حدث لها

روز : إنـ إنـ ـ

روح بغضب : تحدثي ما بها

روز : تغلق غرفتها وتبكي بنحيب مخيف ماذا حدث

روح بعد هدوء مفاجئ: لا شيء ... دعيها وحدها وكوني قريبة منها ... هيا انصرفي

مر يومين على لين سجينة الغرفة ولا شيء سوى البكاء فتح روح باب غرفتها لتدخل روز إليها

روز وهي تحتضن لين بقوة : ما بك يا حبيبتي ما بك يا لين هل تشاجرتما .. لا بأس فهذا يحدث بين كل حبيبين

حضنتها لين بقوة وهي تبكي بمرارة : لسنا حبيبين يا روز ... هوا لا يحب شيء إلا الموت

روز وهي تهمس في أذنها : بلى حبيبين وليس أي حبيبين .... لما لم تخبريني أنه بكل هذه الوسامة كيف
سيكون أطفالكما ... ها أخبريني

لين وهي تبتعد عن حطنها : يالك من صانعة للتخاريف والأوهام .... كيف دخلتي إلى هنا

روز : وهل كنتي تريدي منا تركك هنا حتى تموتي عطشاً وجوعاً وبكاءً أيضا

لين : هل السيد من فتح لك الباب

روز : نعم .... وهوا قلق عليك كثيرا اصعدي للتحدث معه ... وحلا الخلاف هيا

لين : لن أصعد إلى هناك وليس لما بيننا حل .... روز اتركيني لوحدي أرجوك

روز : ليس قبل أن تتناولي الطعام

لين : حسننا فقط أريحيني من إزعاجك

روز : سأحظره لك هنا

تناولت لين الطعام بلا رغبة تحت ضغط من روز
ثم اتكأت على السرير وقالت : هل سيبقى هذا الباب مفتوحا

روز : أجل لكي لا تفعليها ثانيتا

خرجت روز وعادت لين لحزنها وأفكارها ( كيف يكونان متفقان على اختطافها وتغادر منزله وهي تحتضنه
وكأنها تشكره على شيء ..... لا أصدق أن السبب أنهما قد غيرا رأيهما في الاتفاق ... و اتصال كريم
بروح في ذاك الوقت ما معناه إن كانا متفقان ..... هناك حقائق مخفية ولا يعلمها أحد سوى أبي .... آه أبي
على قيد الحياة لا أصدق ومجرم أيضا أمي لم تخبرني بذلك وكيف لم يجدني هل أخفوني عنه ... لما كان
العجوز الذي أسكن لديه خائفا من أمي بعدما كبرت .... هناك أمور عالقة وحلقة مفقودة في الموضوع )


مرت الأيام على لين وهي في حزن وشرود تعمل ولا تتكلم ورفضت الصعود للأعلى بعدما فهمت من
كلام روز الأخير أنها تتعمد عدم الصعود ولم تكن تعاني أي مرض في ساقيها

روز تخاطب لين وهما تعملان في المطبخ : لين ألن تفكي عقدة لسانك هذه ... ما سبب كل هذا الصمت
والحزن أنتي لا تجيبي على أسئلتي أبدا والسيد لا يقول شيء سوى " كوني قريبة منها و أعتني بها جيدا "
ألن يرحمني أحدكما

...... : روز غادري لغرفتك

روز بصدمة : حاضر سيدي

روح : ما بك يا لين

لين : .......

روح : غاضبة مني إذا

لين وهي تعطيه ظهرها تغسل الأواني : بل من نفسي

توجه ناحيتها وقف بجانبها وهوا ينظر إليها : ولما تغضبي من نفسك

لين وعيناها على الماء المنهمر من الصنبور : أين هوا والدي

روح : هل تريدي الذهاب إليه

لين وهي تلتفت ناحيته : ليست تلك كل الحقيقة

روح : بلى هي الحقيقة هوا من أعترف بها كيف لا تكون حقيقة

لين : لا .... شيء ما مفقود

روح : هذا فقط لأنه والدك

لين وهي تهز رأسها نفيا ودموعها قد بدأت بالنزول : لا .... ليس صحيحا

مسح روح دمعة على خدها بأطراف أصابعه وقال : لا تبكي يا لين يكفيك بكاء

لين وهي تبعد يده عن وجهها : ألست محرمة عليك ... لما تقترب مني إذاً .. لما لا ترحمني

روح : أنتي عذابي يا لين .... عذابي أتفهمي

لين بغضب : وأنا لما أتعذب .... لما تعذبني هكذا بقربك البعيد ... أتركني وشأني يا روح ..... عاقب
والدي بي أنا راضية .... ولكن أرحمني و أبتعد عني

غادرت لين راكضة لغرفتها و ارتمت على السرير في بكاء مر وطويل ( عليا أن أعلم الحقيقة عليا
أن أقابل والدي وأعلم منه )

عند منتصف الليل خرجت لين من غرفتها فوجدت باب القصر مفتوحا ( غريب باب القصر يقفل أليا كيف
للسيد أن يتركه مفتوحا لم أره يفتح سابقا ... ترى هل الباب الخارجي مفتوح أيضا هل السيد من فعل ذلك
متعمدا ... عليا التأكد إن كان مفتوحا فسأغادر لمعرفة الحقيقة )

عادت لين لغرفتها جمعت البعض من ثيابها وخرجت .... ركضت كثيرا ناحية باب القصر الخارجي

أحد الحراس : أنظر أليست تلك هي الفتاة .... إنها تغادر القصر

الحارس الآخر : أتركها السيد أمر أن لا يمنعها أحد ... كل الحراس رأوها وهي تخرج

وفي نافدة من نوافذ القصر خيال لرجل يشاهد كل ما يجري في الخارج

روح : وداعا يا لين ... وداعا يا حبيبتي .... فلن أمنع نفسي عن قولها مجددا " حبيبتي " ... وداعا يا أجمل
وأشرف فتاة رأيتها في حياتي .... وداعا للأبد

خرجت لين من القصر وبدأت بالسير المتقطع تسير تارة وتجلس تارة أخرى من التعب ولم تصل القرية
إلا مع بزوغ الفجر ... توجهت فورا لمنزل العجوز مايكل طرقت الباب فخرج لها بسرعة

مايكل : من ... أهذه أنتي

لين : ألازلت تذكرني

مايكل : وكيف أنسى هذا الوجه ... تبدين متعبة أدخلي هيا

دخلت لين وقدم لها مايكل الماء والطعام

مايكل : هيا كلي يا صغيرة لا تخجلي مني

لين : شكرا لك يا عم ولكنني لا أحب تناول الطعام عند الصباح

مايكل : ما بك ... ماذا حدث لك

لين : لقد غادرت القصر سيرا على الأقدام منذ منتصف الليل

مايكل : يا إلهي هل قطعتي كل تلك المسافة ولكن لماذا

لين : عليا الخروج لمعرفة بعض الأشياء ثم العودة ..... لقد هربت من هناك

جلس مايكل وقال : أحكي لي كل شيء يا لين .... و أعدك أن أساعدك

شعرت لين بالسرور من عرضه للمساعدة وحكت له مختصرة الأحداث قدر الإمكان

مايكل : ما هذا الذي أسمعه .... هل كنتي سجينة القصر طوال تلك الشهور ... ولكن كيف تمكنتي من
الخروج من هناك

لين : يبدوا أن السيد هوا من أرادني أن أجد طريق الخروج ( لا يريد سوى تعذيب نفسه وبكل الطرق )

مايكل : وما تنوين فعله الآن

لين : عليا مقابلة والدي لأعرف منه ما حدث ولكن قبل ذلك عليا مقابلة صديقتاي بعد شهرين من الآن ... هما
من سيساعدانني في إيجاده ... وعليا زيارة ذلك العجوز الذي كنت أعيش معه فهوا من يملك مفاتيح الوصول
لوالدي بالتأكيد

مايكل : حسننا وبما يمكنني المساعدة أنا جاهز لفعل ما تريدين

لين : أنا لا أملك مكانا أقيم فيه ولا حتى مالا ... أريد العيش هنا في مخزنك الصغير بالخارج سأقوم بكل
الأعمال سأنظف و أطهوا وأفعل لك كل شيء في المنزل أثناء عملك ولن تراني فيه بقية اليوم ... فقط حتى
تعود صديقتاي .... وسأبحث عن عمل هنا أيضا لأكسب المال ثمن طعامي ورحلة القطار

مايكل : لك كل ما تريدين سنفرغ المخزن فهوا شبه فارغ ونحوله لغرفة لك ولو أحببتي البقاء في المنزل فلا
أمانع .... ولكن لن أسمح لك بالعمل في القرية قد يجدك ذاك السيد ويعيدك ثم قد تتعرضي للمضايقات فالأغلب
هنا ليسوا مسلمين وأعرف تفكيرهم جيدا



وفي مكان آخر

روز وهي تصعد راكضة : سيدي ... سيدي

روح : ما بك يا روز لما كل هذا الركض

روز : لين يا سيدي ليست هنا

روح : أعلم لقد غادرت البارحة

روز : أجل لكن .... أين ولماذا

روح : انتهى يا روز .... إنسي أن هناك فتاة اسمها لين

روز : مستحيل أن أنسى لقد تركت لي رسالة وقالت أنها ستعود وتركت لك واحدة أيضا

روح : رسالة لي

روز : أجل لقد وجدت ورقة مطوية على طاولة المطبخ وقد كانت رسالة منها لي وبداخلها أخرى كتبت لي
أن أعطيك إياها

روح : أتركي الورقتين وغادري

روز : حسنا

أمسك روح بورقة روز وقرأها

روز ... اعذريني لأني لم أودعك ... لا تنسينني أبدا ولن أنساك دائما

أعتني بنفسك وبالسيد جيدا

حاولي أن تطبخي له الطعام كما علمتك سابقا

وغيري سكاكين الحلاقة في آلته كل يوم يا كسولة لكي لا يمرض بسببك

أحبك يا روزي وسأشتاق لكي كثيرا

وأعدك بأنني سأعود قريبا

لين



وضع الورقة جانبا وفتح الأخرى


أعذرني يا روح

أعلم أنك من سمح لي بالمغادرة و أعلم السبب جيدا

أنا مازلت عند كلمتي لك و وعدي لنفسي لن أخرج من القصر حتى تخرج أنت

ولن ينتهي عقابك لي إلا بانتهاء عقابك لنفسك

ولكن عليا أن أفهم الحقيقة كاملة أنا لا أراها من منظورك أنت ولا من منظور ابنة لوالدها

سأعود قريبا فلا تغلق باب قصرك حتى أعود

وحتى إن أغلقته فسأدخل لأنني سأفجره

لذلك لن أقول وداعا

لين



قبض على الورقة بيده بقوة وقال : اذهبي يا لين .... أذهبي وعيشي حياتك يا غبية ... لما تعيشي الحياة
دائما من أجل الآخرين ... أرحلي بعيدا و اتركيني في عذابي فما أنا فيه الآن حتى الصعق بالكهرباء أهون
منه .... أنتي عذابي ولن تكوني إلا عذابي أما أنا فميت قبل موعد موتي


في الأسفل كانت روز تفتح ورقة أخرى لم يرها السيد .... روز : سأفعل ما طلبتي يا لين أعدك بذلك

وكان مكتوبا في الورقة " روز هذا رقم هاتفي لقد تركته لدى خالة صديقتي إن حصل مكروه فخدي هاتف
السيد و أتصلي بي أفعلي ذلك من أجلي "



ومرت الأيام على لين في بيت العجوز مايكل تعمل في بيته عند غيابه الطويل خلال النهار وتغادر المنزل
عند اقتراب موعد وصوله ولا يراها إلا لو طلب الحديث معها في أمر ... ولا أخبار لديها عن ذلك القصر
الذي تقف كل صباح تتأمله من منزل مايكل

مايكل : إذا ستغادرين يا لين

لين : نعم ... شكرا لك يا عم لن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت ... وعندما أصبح مليونيرة سأجعلك
مديرا لأعمالي ههههه

مايكل : هههههه وما تفعلينه بعجوز لا يعرف شيئا إلا الخضار

لين وهي تمسح دموعها : لا أعرف كيف أشكرك .... أتمنى لك السعادة دائما

مايكل : لا تنسيني يا لين .... وعودي لزيارتي دائما

لين : بالتأكيد


غادرت لين راكبة قطار العودة بعد عام كامل من الغياب حمل في طياته أحداث لن تنساها مدى الحياة





~~~***~~~


لجــين



ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة

غافر : ما ذا هناك و إلى أين نحن ذاهبان

لجين : العصابة تبحث عنك في كل مكان لقد كانوا في المستشفى كادوا يجدوك

غافر : بيننا موعد محدد فلما يبحثوا عني

لجين : اسأل أعوانك الفاشلين عن هذا السؤال

غافر : ماذا تقصدين

لفت لجين وعبرت طريق فرعي ومؤدي لأحدى القرى ثم نزلت من السيارة إلى أرض فارغة ليس فيها
إلا الطريق ونزل خلفها غافر

غافر : ما الذي حدث

لجين : أين غافر

غافر : ......

لجين : أين غافر قلت لك ألا تسمع

غافر : أنا غافر هل أصابتك الحمى

لجين :لا .. لست غافر .... فأين هوا غافر يا هذا

غافر : ومن أخبرك أني لست هوا

لجين : أنا علمت بنفسي .... النسر الأسود الذي كان في كتف غافر كان عليك أن تسرقه هوا أيضا

نظر لها نظرة احتقار ( هكذا إذا فتاة العصابات إحدى عشيقات غافر)

لجين : لا تنظر إليا بهذه النظرة أيها السافل فحتى عشيقات ذاك المسخ لا يعرفون عن النسر شيئا وتوقف
عن النظر لي بهذه الطريقة أو أفقدتك عينك السليمة

غافر : عشيقاته لا يعلمون وأنتي تعلمي

لجين : نعم .... ولا يهمني إن صدقتني أم لا فأنا النائمة في أحضان الرجال في نظرك على أي حال ..... فأين
غافر أجب الآن

غافر : مات

لجين : كاذب .... أين هوا

غافر : أخبرتك أنه مات غافر ميت

لجين : من أنت

غافر : أبن شقيقه " يزيد عادل "

لجين : وأنت والمخابرات تعدون كمينا للعصابة ... وأنا الطعم

يزيد : نعم أنتي والملف

لجين : فاشلون ... لا يمكنهم الإمساك بحشرة ويفسدون الأمر دائما ... أين غافر أين تخفونه

سمعوا صوت سيارات تقترب

لجين : أركب بسرعة

ركبوا السيارة .... لجين : أربط الحزام لقد وجدونا

سارت بسرعة جنونية ونزلت لطريق ترابي وتابعت السير بدأت السرعة لأن السيارة كانت معدة لهذا الأمر

يزيد : لم يعودوا خلفنا لقد نجونا هيا توقفي ستخرجين بنا من الخريطة

توقفت لجين وتنفست بارتياح

لجين : كادوا يمسكوا بنا

يزيد : كيف يمسكوا بنا مع هذه السرعة الجنونية .... كل يوم أكتشف فيك شيئا جديد

لجين : لم أترك شيئا لم أتعلمه لأنتقم من غافر وفي النهاية كان كل شيء وهم .... ولكنني سأجده ولن
تخفوه عني سمعت

نزلت لجين من السيارة بعدما ضربت بابها بقوة وابتعدت وجلست بعيدا .... كان يزيد ما يزال جالسا داخلها
( إذا هي اكتشفت أمري ... ولكن كيف علمت بذلك إن كنت أنا أبن شقيقه لا أعلم ولا عشيقاته كما تقول إذا من
تكون لتعلم بكل هذا ليست زوجته بالتأكيد ... تعمل لصالح العصابات وتعلم أشياء عن عمي لا يعلمها أحد
وتحقد عليه كل هذا الحقد .... من تكون )

نزل يزيد متوجها ناحيتها وعند اقترابه منها جاءه صوتها الحزين

لجين : دعني وشأني

يزيد : عليا أن أفهم

لجين : لا يحق لك ... الأمر لم يعد بيني وبينك فأبتعد عني

يزيد : ما الذي بينك وبين غافر

وقفت لجين قائلة : سيحل الظلام قريبا علينا أن نغادر

يزيد وهوا يمسكها من يدها : لا .... أنا أعرف هذه البلاد جيدا الخطر أكبر عند الليل أنوار السيارة ستكشفنا

توجهت لجين للسيارة فتحت حقيبة يدها أخرجت الهاتف ثم رمته في السيارة بغضب

لجين : سحقا لقد خرجنا من منطقة الإرسال

ثم توجهت عند أطار السيارة وجلست مستندة عليه وقف يزيد أمامها مباشرة

لجين : أبتعد عني يا يزيد أرجوك

جلس بجانبها وقال : لن أتكلم عن شيء ... حسننا

مر وقت طويل وهما يجلسان هناك ثم وقفت لجين أخدت حقيبتها و ابتعدت صرخ بها قائلا : جولي

لجين : قريبه ... قليلا وسأعود

ابتعدت عن نظره أخرجت العباءة و غطاء الرأس وصلت ما فاتها اليوم ثم عادت و ذهب كليها في نوم
عميق جلوسا خارج السيارة ... شعرت لجين بشيء صلب يلمس رأسها فتحت عيناها فكانت فوهة مسدس
ومجموعة من الرجال الأجانب ويزيد يمسكه أحدهم وكان ضوء الشمس قد بدء يتسلل خلال الظلام
وقفت لجين

.... : إذا هذه هي حفيدة ريتشارد الحبيبة

لجين وهي تأشر بأصبعها ليزيد : وهذا شريككم الذي خطفني ليسلمني لكم

أتجه ليزيد وقال : مرحبا بغافر ضننا أنك انتهيت أين الملف لنكمل الصفقة

يزيد : أحترق في الفندق

...... : حسننا أحضرت الفتاة على الأقل ...ولكن القرص والملف جزء من الصفقة وعليك تسليمها

ثم أقترب أحدهم من لجين سحبها من يدها وهي تسبه وتصرخ

أمسكها رئيسهم من شعرها ثم مرر لسانه على خدها وهوا يضحك ... يزيد كان يكاد يمزق يديه من
الشد عليهما من الغيظ ولم يكن ينوي التصرف في الأمر وهوا يصبر نفسه ( يكفي يا يزيد هي فتاة
عصابات وقد أرادت اللعب معهم فدعها تجرب )

رمى زعيمهم بلجين أرضا وقال لمن معه وكانوا ثلاثة : هي لكم حتى نقايض بها

تقدم أحدهم منها وهي تزحف للخلف وتدعوا بهمس " اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم "

يزيد كان يشاهد شيئا لم يروه جميعا وفستانها يرتفع لأكثر من نصف فخدها والنسر في عيني يزيد كأنه
أمامه مباشرة .... صرخ بهم قائلا : توقفوااااا

نظروا باتجاهه جميعهم سكت مطولا وهوا يتبادل النظرات معهم ثم قال : إنها مصابة بالإيدز هي حامل
للفيروس لقد رأيت التقارير بعيني ... أفعلوا ما يحلوا لكم ولكن لا تعاقبوني على ما سيجري فيما بعد ولا
تحملوني العواقب فقد حذرتكم .

نظروا لبعضهم مطولا ثم ابتعدوا عنها وكأنها وباء ينتشر في الهواء .... أشار لهم زعيمهم أن يركبوها
السيارة وأركبوا يزيد بجانبها وركبوا سيارتهم وقاد احدهم سيارة لجين والآخر جلس بجانب يزيد الذي
كان يجلس بجانبها

لجين ( لقد أنقدني للمرة الثالثة ما الذي يريده مني هذا الرجل كان بإمكانه الانتقام مني الآن أمام عينيه على
كل ما فعلت فأنا في نظره ابنة العصابات عشيقة غافر وغيرها الكثير ... لقد انقدني منهم بأعجوبة على الرغم
من أنه رماني بالإيدز ... ألم يجد حلا أفضل )

نظر لها يزيد بتمعن وهي تتكئ على زجاج السيارة وكأنه يرسم ملامحها بعينيه ( لجين ... هي لجين زوجتي
التي كتبت اسمها في عقد زواجنا هي زوجتي التي ظننت أنها فتاة أخرى غير موجودة ... هي التي أمامي الآن
ليست عشيقة عمي غافر وليست فتاة عصابات وليست أجنبية مسيحية )

لجين وهي تنظر لخارج السيارة : لو لم أكن فتاة عصابات ولو لم أكن عشيقة عمك ولو لم أكن ... وأكن ...
... لكنت قلت أنك معجب بي

تحدث يزيد معها بالعربية فأفراد العصابة لن يفهموها : يكفي يا لجين

نظرت لجين له بدهشة بعد أن رفعت رأسها عن الزجاج المتكئة عليه

يزيد: أنتي لجين أليس كذلك

لجين : ....

يزيد : النسر الأسود نسيتي أنتي أيضا أن تخفيه

لجين ( لقد رأى النسر إذاً ... ولكن ما عرفه بارتباطه باسم لجين ... وهوا ليس غافر )

قالت مبادلة له الحديث بالعربية : نعم لجين

يزيد : لما لم تخبريهم أنني لست غافر

لجين : ولما أنقدت أنت حياتي ثلاث مرات

يزيد : إن أخبرتك ستخبرينني

لجين : لا

يزيد : إذا لن أقول

رجعت لجين مستندة برأسها على النافدة ثم قالت بهدوء وحزن : أين غافر يا يزيد

يزيد : مات

لجين : لن أصدقك أبداً

وبعد السير طويلا وصلوا لمكان كبير و كأنه مجمع مستودعات فتحوا بوابة كبيرة وأدخلوا السيارات فيها

لجين : يبدوا أنه وكرهم

يزيد : نعم يبدوا ذلك

تم أنزلوهم من السيارة وقادوهم لزعيمهم الحقيقي

تهامس هوا ومن أمسكهم كثيرا ثم قال : سنتركهم الليلة هنا وغدا نتم الصفقة

.... : والسيارة إنها تعجبني

الزعيم : خذها

ثم أمر رجاله فأخذوا لجين ويزيد وسجنوهما في مكان يبدوا أنه مستودع لتصليح السيارات وخرجوا
وأقفلوا عليهم الباب

لجين : سحقا .... كم مرة سيتم اختطافي هنا

يزيد : هههه بل كم مرة سوف يسجنونا معا

لجين : لا يبدوا الأمر مضحكا

يزيد : بلى فنحن لا نعرف مصيرنا .... علينا أن نضحك قليلا فقد نموت في الغد

لجين : ألن تخبرني عن مكان غافر

يزيد : ميت .... ميت يا لجين لما لا تريدي أن تصدقي ... لقد مات من حينها وليس له وجود

وقفت لجين وقالت بصراخ : كذب ... كاذب

وقف يزيد وأتجه لها وقال : بلى ... أنا لست كاذبا ... عليك أن تصدقي ذلك .... أنسي يا لجين أنسي كل
شيء وعيشي حياتك الباقية

أدارت لجين له بظهرها وقالت : أنسى .... أنسى ماذا يا يزيد .... أنسى عذاب السنين أنسى الحرمان
أنسى بكائي و ألمي كلما رأيت النسر ... وكم تتوقع مرة أراه في اليوم ... لقد حرمت على نفسي السوائل
وعشت بالمغذيات لكي لا أطر لرؤيته كل حين .... كيف تريد مني النسيان ... كيف

ثم قالت بصوت باكي ودموع لأول مرة تنزل أمامه : كيف تنسى شخصا قتل والدك بعد ما سلبه ماله و
أغتصب والدتك أمام عينيك ليقتلها ويقتل جنينها وتوعدك أنه سيسحقك أنت أيضا في المستقبل ... كيف
تنسى شخصا حرمك ويتمك وجردك من كل شيء حتى هويتك

أمسكها يزيد من كتفيها ووجهها لوجهه ثم أحتضنها بقوة وقال : أعلم ... أعلم كل ما تقولين وأشعر به

لجين : لا.... لا تشعر به لأنك لم تعشه ... وحدي أنا من يشعر بذلك

يزيد وهوا يزيد من أحتظانها أكثر : أنتي تشعري وهذا يكفي ليجعلني أشعر به يا لجين

شدت لجين يديها عليه بقوة وقالت : قل لي أنه كذب يا يزيد ... قل لي أنك تكذب ... أعطني أملا ولو كاذبا

يزيد وهوا يمسح على رأسها : لقد نال عقابه يا لجين .... لقد أحترق وعانا من ألم الحروق لأيام ..... لقد تكلم
معي بنفسه وأوصاني بالبحث عنك وإعطائك كل ما يملك عسى ذلك أن يكفر ذنوبه ..... لقد تعاون مع
المخابرات للإمساك بالعصابة لأنه قرر أن يغير حياته .... هذه هي الحقيقة يا لجين وهذا هوا الواقع فصدقي

ابتعدت عن خضنه وقالت بأسى : لن يموت حقدي عليه لن يموت أبدا

يزيد : ها أنا أمامك هنا فافعلي بي ما شئتي أطفئي نار حقدك في .... اقتليني حتى إن أردتي

لجين وهي تهز برأسها نفيا وهي منزلة إياه للأرض : كيف .... كيف وأنت لست غافر وأنت من أنقد
حياتي عدة مرات .... وزوجي أيضا ... كيف .... كيف ذلك

أقترب منها و أمسك وجهها بكلتا يديه ولامس أنفها بأنفه الملفوف بالشاش يحركه عليه يميننا ويسارا وعينه
في عينها وقال مبتسما : أعترفتي أنك زوجتي مرتين .... هذا يعني لا طلاق على الإطلاق

ابتعدت عنه وجلست بعيدا وقالت : لنخرج أحياء أولا ثم لنتحدث عن الطلاق ولا تنسى أنني سأعيد أسمي
السابق أنا لازلت لجين فورقتك منتهية المفعول قريبا

يزيد وهوا يجلس بعيدا : ولكن الطريف في الأمر.... والذي لا تعلمينه أنني تزوجتك باسم لجين وسافرتي
باسم لجين أيضا

لجين بصدمة : كيف

يزيد : أوراقك التي كانت عند عمي غافر وحتى جواز سفرك استخدمتها لإخراجك من البلاد ولعقد الزواج أيضا

لجين : أنت حقا نحس لا يمكنني التخلص منه .... لا تقل أنك تزوجتني باسم يزيد

يزيد : نعم لحسن الحظ

لجين : هل تراه حسن حظ .... ولكنني فتاة عصـــ

قاطعها يزيد بحدة : أسكتي يا لجين لا تكملي ... أنسي كل ما قيل أنا لم أكن أعلم من تكوني ثم أنك أيضا لم
تتركي مسبة لم تسبيني بها حتى بعد أن علمتي أنني لست غافر

وقفت لجين وبدأت بالتفتيش في الأغراض الموجودة في المستودع

يزيد : ماذا ... هل ستعيدين خطتك السابقة

لجين : لا بالتأكيد فأنت قد شوهت سمعتي فمن سيقترب مني

يزيد : ههههه لقد فعلت خيرا لأنني سأمزق من سيقترب منك وليقتلوني أولا قبل أن يلمسوك

لجين وجدت أدوات حادة فخبأتها في ثيابها

يزيد : مجنونة سيكتشفونك

لجين : يبدوا أنك نسيت أنني مصابة بالإيدز ولن يقترب مني أحد حتى عن بعد

يزيد : لما تخططين

لجين : لا شيء محدد ولكن قد نحتاجها

عادت للجلوس بعيدا مختبئة عنه خلف عمود من أعمدة المستودع مربع الشكل وكبير اتكأت عليه وبدأت
كل ذكريات الماضي تعرض أمامها وفكرة أن غافر ليس موجود ولن تنتقم منه تمزق قلبها تمزيقا لقد كان
صوت بكائها الذي تحاول كتمه و إخفائه يطرق مسامع يزيد بوضوح ... وقف وتوجه ناحيتها سمعت لجين
خطواته تقترب منها فقالت : اتركني وحدي .... أرجوك يا يزيد .... وحدي من يعرف معنى هذا العذاب

يزيد وهوا يجلس بجانبها ويشدها لحظنه : لن ابتعد ولن أتركك يا لجين أعلم أنه لا مكان لي في قلبك الذي ليس
فيه إلا الحقد على غافر .... ولكنك لامستي قلبي قبل أن أعرف حقيقتك أما الآن فأنتي تسكنيه وتملئينه ولا
مجال لغيرك ليسكنه فلعلي أجد ولو حيزا بسيطا لي في قلبك يوما ما ... دعيني أكون بجانبك ولو لهذه الليلة
فقط يا لجين لا تحرميني منك ... قد لا تريني أبدا من جديد

لجين ( ومن قال أنك لم تحرك بي أشياء لم تتحرك سابقا في قلبي الميت كيف و أنت من عرض نفسه للموت
لأجلي ) واكتفت بالنوم في حضنه في صمت وهوا يمسح على رأسها وشعرها ووجهها دون كلام

وبعد وقت على هذا الحال تكلم يزيد

يزيد : لجين ألا تريدي رؤية وجهي

لجين : منذ علمت أنك لست غافر انتابني الفضول لأراك ... هل الحروق غير حقيقية

أبعدها يزيد عنه ثم بدأ بإزالة الشاش عن وجهه ثم أزال اللاصقات التجميلية التي كان يضعها ليظهر
وجهه الحقيقي بالعينين الرمادية الواسعة والبشرة البيضاء وأنف مدبب محدد الأطراف نظرت له لجين
بتمعن لوقت طويل ثم عادت للنوم على صدره وقالت : مخادع جعلتني أتصورك بملامح غافر طوال الوقت
رفع وجهها بأصابعه وهوا يقول : أنظري لعيني أود أن أخبرك أمرا

نظرت لوجهه اقترب منها وقبلها قبلة عميقة على شفتيها ابتعدت عنه بصعوبة وقالت وهي تضربه بقبضة
يدها على صدره: محتال لقد خدعتني

حضنها لصدره بقوة وقال : ههههه ما كنت لأحصل منك على شيء لولا الحيلة

صمت طويلا ثم قال : لجين هل لي أن أجد مكانا في قلبك يوما

لجين : قد يكون ذلك يوما .... إن خرجنا أحياء

عند الصباح فتح عليهم احد الرجال الباب أمسك بيزيد من ذراعه وأمر لجين أن تتبعهم نظر يزيد للجين
بابتسامة وقال : رايتي ... لقد خلصتك منهم للأبد

لجين وهي تضربه بقبضة يدها في خصره : بل أنقدتني منهم

أركبوهم في السيارة وخرجوا من وكرهم وساروا لمسافة طويلة نام خلالها يزيد الذي لم ينم طوال الليل
وصلوا لغابة بالقرب من قرية ... كانوا عشرة رجال والزعيم طبعا لم يكن منهم
قابلوا هناك مجموعة مكونة من سبعة رجال معهم أسلحة وذخائر بعدد كبير محملة في سيارات
تقدم أثنين منهم وتحدثوا معهم مطولا

لجين : يبدوا أنهم يقايضوا بنا

يزيد : يبدوا ذلك....

لجين : لم أكن أتوقع يوما أن أكون بهذا السعر .... ولكن ما الذي سيفعلونه بك أنت فقد فقدت حتى الملف

يزيد : سيجعلونني وسيلة للحصول عليه بالتأكيد

لجين : ماذا لو علموا أنني لست حفيدة ريتشارد ولست أنت غافر ولسنا سوى صعلوكان متزوجان هههههه

يزيد : أنتي أثمن لدي من كل ذلك

لجين : اسكت لا أريد أن نموت و أنت آخر من يتحدث

يزيد : لماذا

لجين : هههه لكي لا أخسر لقب سليطة اللسان التي أعطيتني

ارتفعت أصوات أفراد العصابة وكأنه شجار يدور بينهم ثم هجم عليهم أفراد منهم كانوا مختبئين يبدوا
أنهم حفروا لهم كميننا

صرخ يزيد بلجين عندما بدأ أطلاق الرصاص : انبطحي أرضا يا لجين

ولكن لجين شدته من يده وسحبته وهي تقول : إن انبطحنا أرضا فلن نهرب ... تعال بسرعة إما أن نخرج
من هنا أو نموت ... أقترب أحد أفراد العصابة الأخرى من لجين أمسك يدها وقال : لن تهربي لأي مكان
فأخرجت الأداة الحادة التي كانت تخبأهت وطعنته بغتة وركضا بعيدا والرصاص يتطاير في الأجواء
هربا بعيدا ودخلا المدينة وركضا فيها طويلا

أوقفت لجين أحد المارة أخرجت له من جيبها باقي النقود التي تحصلت عليها و أشرت له بيدها بمعنى
أريد هاتفا أعطاها هاتفه و أخد كل النقود اتصلت لجين بجدها وأعطت الهاتف ليزيد الذي ابتعد عنها وتحدث
فورا مع نادر

نادر : أين أنتما لقد بحثنا عنكم طويلا حتى ظننا أنكم قد متم

يزيد : نحن بخير حتى الآن إننا في "....... " تكلم مع المخابرات و لنكمل المهمة

نادر : قد تعرض نفسك للخطر فقد شكوا بأمرك

يزيد : تعالى لأخذي وسنتفاهم معهم لاحقا لقد أصبحت قريبا من هنا ... لقد ابتعدنا قليلا جهة الغابة لأن
المروحية ستنزل هنا أنا أنتظرك

نادر : حسننا سأكون هناك بعد قليل

يزيد : ماذا عن أمجد هل تكلمت معه

نادر : لقد أنتقل لقصر روح ... الأمور لا تسير على ما يرام هناك

يزيد : ماذا حصل

نادر : سنتحدث ما إن نتقابل

يزيد : حسننا وداعا

عاد للجين التي أمسكته من ذراعه وقالت : ماذا هناك ... لما ابتعدت عند اتصالك

يزيد : لقد اتصلت بفتاة و أخبرتها أنني أحبها وسأتزوجها عليك هههه

لجين وهي تضربه : أحمق ... أفعل ما شئت

يزيد بحزن مصطنع : ألن تتصدقي عليا ببعض المشاعر أبدا

نزلت عندها مروحية الجد ونزل منها فركضت لجين ناحيته و احتضنته وهي تبكي

لجين : جدي لقد اشتقت إليك ... ظننت أنني لن أراك مجددا

الجد : أيتها المشاغبة المحتالة وهل تضنيني سأغفل عنك لحظة ... هيا سنرحل

لجين : لن أرحل دون زوجي سنأخذه معنا

الجد : من ... المجرم غافر مستحيل

لجين : لا هوا ليس غافر إنها قصة طويلة سأخبرك بها

عادت لجين ليزيد وقالت وهي تسحبه من يده : هيا ... علينا الرحيل من هنا

يزيد أوقفها وأمسكها من وجهها بيديه قبل جبينها وعينيها وقال : اذهبي أنتي ثمة مهمة علي أكمالها
وسألحق بك

هزت لجين رأسها نفيا ودموعها تنزل : لا ... لن أتركك هنا .. مستحيل .. سوف يمسكوا بك وسيقتلونك

يزيد : لا تخافي علي يا لجين سأكمل المهمة وأعود

احتضنته لجين بقوة وقالت من بين دموعها : لا تفعل هذا بي يا يزيد .... عدني أنك ستعود لا تتركني في
الحياة لوحدي

أبعدها يزيد عن حضنه وأمسك بوجهها وقال بابتسامة : هل تحصلت على المكان يا لجين هل أصبح لي جزء
في قلبك الحقود

أشارت له برأسها بنعم احتضنها وقال : و أخيرا تصدقتي عليا بزاوية صغيرة من قلبك

لجين وهي تشد من احتضانه : بل كل الحيز يا يزيد كله يا منقذي وبطلي

ابتعدت لجين وركبت المروحية التي بدأت بالصعود وهي تنظر ليزيد الذي كان يلوح لها بيده ويصرخ
قائلا : أحبك يا جولي ... أعتني بنفسك يا حبيبتي

لوحت له لجين قائلة بذات الصراخ : لجين أيها الأحمق لجين .... عد قريبا ... عد من أجلي يا يزيد

ثم همست قائلة : أحبك أكثر من أي شيء



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.