آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-14, 04:48 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السابع

كانت ساريا منهمكة في وضع اللمسات الاخيرة في غرفتها عندما اتاها صوت مها من الاسفل وهي تعلن وصولهم .. ارتسمت ابتسامة صفراء على اطراف شفتيها .. القت نظرة اخيرة فاحصة على الغرفة ثم خرجت لاستقبالهم ..وبينما كانت تنزل درجات السلم الرخامي الضخم تبدلت ملامحها بشكل مذهل وارتسمت عليها سمات الطيبة والبشاشة فبدت كأنها شخص آخر .. وعندما وصلت الى الطابق الارضي وجدت اماني تتبع مها كالجرو الصغير التائه وقد عكست عيناها مدى انبهارها بما تراه من فخامة وثراء .. غمزت لها مها بعينها مع ابتسامة ماكرة وهي تمسك اماني من كتفيها " اماني تعالي سلّمي على ساريا " والتفتت اماني بخجل من ضبط متلبساً ليتلاشى حرجها عند رؤية ملامح ساريا البشوشة ونظراتها الودودة وابتسامتها العريضة ويدها الممدودة وهي تصافحها " اهلا يا اماني نورتينا .. في الحقيقة مها كلمتني عنك كتير لغاية ما اتشوقت اشوفك واصريت عليها تجيبك معاها الليلة .. وردت اماني بكلمات متلعثمة " البيت منور باصحابه وانا كمان سمعت عنك كتير وكان نفسي اتعرف عليك " واشارت ساريا الى طقم الجلوس الفخم بالوانه القرمزية الداكنة " اتفضلوا ... اتفضلوا اقعدوا وجلست الفتيات وهن يتبادلن النظرات لتضغط ساريا جرس صغير مثبت في الطاولة قربها فاتت الخادمة مهرولة " اعملي لينا عصير كوكتيل وبعد كدة جهزي شاي ومعاه كيك ، ولا عاوزين ايسكريم بسلطة الفواكه يا بنات ؟؟ انتظرت الخادمة بصبر حتى حددت ساريا كل ما تريد ثم اختفت وراء باب كبير في طرف الصالة ... تجاذبوا اطراف الحديث وفجاة نهضت ساريا ووجهت الى مها نظرة متواطئة " مها قومي فرجي اماني على البيت انا عاوزة اتصل بابوي في التلفون وارجع ليكم ... خلي الطابق الفوق بعدين هسة فرجيها تحت بس

  • اتجهت ساريا الى المطبخ ووجدت العصير جاهزا بينما انهمكت الخادمة في تجهيز اواني الشاي فاخرجت زجاجة صغيرة من صدرها وصبت منها كمية قليلة في احد الكوؤس وقامت بتحريكه ثم وضعته بطريقة معينة وحملت الصينية وخرجت الى الصالة ، ومن بعيد تناهت الى اذنيها تعابير الاعجاب الصادرة من اماني رشفت من كاسها جرعة كبيرة وامسكت الآخر بيها ثم نادت بصوت عذب " يلا يا بنات تعالوا العصير ما يسخن .. اتفضلي يا اماني .. مها شيلي كبايتك من الصينية ... اشربوا سريع عشان نطلع فوق وتتفرجي على باقي البيت " ومن لهفتها ارتشفت اماني محتويات الكاس بسرعة فائقة اخجلتها ووضعته في الطاولة وهو خال تماماً .. فنهضت ساريا ومدت يدها لاماني " اتفضلي يا اماني وبخطى متأنية تسلقوا الدرجات الى الطابق الثاني وفي الدرجة الاخيرة تعثرت اماني وفقدت توازنها فامسكت بها ايادي ساريا ومها " وتبادلتا نظرة سريعة وقالت مها وهي تتصنع الاهتمام " بسم الله مالك " ردت اماني بحرج " ما عارفة حسيت زي الراسي لفّ لكن هسة كويسة "
    قادتها يد ساريا تجاه غرفة في بداية الصالة الواسعة وكانت قد بدات تترنح واتاها شعور يراودها عادة عندما تكون بين النوم واليقظة .. " تعالي اول شئ افرجك على اوضتي وبعدين باقي البيت " اتاها الصوت متضخماً وبعيدا .. وبدت الوجوه امامها وكانها تسبح في غلالة من الضوء وتاخد اشكال مضحكة وما ان وطات قدماها باب الغرفة حتى انهارت وسقطت على الارض وبدت وكانها في حالة نوم حالم او صحو مثقل بالنوم .
    افاقت اماني بصعوبة .. كانت الرؤية امامها مغلفة بالضباب ... في البدء لم تحس بشئ وتدريجيا ايقظتها لمسة الحرير الباردة على جسدها العاري فمدت يدها تتحسس ملابسها كانت تفكر ربما ارتفعت اثناء نومها ... ولكن اين هي ؟؟ ما هذا المكان ؟؟ انه ليس بيتهم في القرية .. ولا بيت صديقتها فضيلة ... هل هو السكن الداخلي ؟؟ ظلت الاسئلة الحائرة تدور في عقلها المشوش " اين قميصها ؟؟ لماذا لا ينزل ويغطيها فهي تشعر بالبرد ؟؟ وفجاة احست بالصدمة عندما بدات يد غريبة تتسلل الى منطقة حساسة من جسدها وتستكشف مفاتنها بالحاح وحرارة ... انتابتها مشاعر لم تستطع تفسيرها وصدرت عنها آهة طويلة " ما هذا الذي يحدث لها ؟؟ " كانت تاتيها جمل مبتورة وكلمات عجز عقلها المغيّب ان يستوعب معناها ...
    " يلا صوريها كدة دي حتكون صورة رهيبة بس خليها كاملة ... لازم وشها يكون ظاهر "
    كانت مها تحس بنشوة غريبة وهي تستكشف جسد اماني المسجى امامها بلا حول ولا قوة تسارعت انفاسها وصمّت ضربات قلبها اذنيها ... حركاتها المحمومة اعطت ساريا اكثر مما تحتاج اليه ... كانت تتحرك بحرفية واضحة لتصور كل الزوايا وفي لحظات معينة كانت تضع كاميرا الفيديو على الحامل لتلتقط بعض الصور الفوتغرافية ... وعندما انتهت من التصوير امرت مها بصرامة
    " يلا رشي في وشها شوية موية خليها تفوق وتشوف نفسها كدة " تثاقلت مها عن النهوض ونظرت الى ساريا باستعطاف " خليني شوية بس يا ساريا " صاحت فيها ساريا بحدة " قومي انا ما فاضية لامورك دي هسة فوقيّها سريع قبل ما يرجعوا ناس سهي من برة وتصرخ وتعمل لينا فضيحة فنهضت مها بغيظ واحضرت كوب ماء بارد وصبته بعنف على وجه اماني المحتقن مما جعلها تشرق وهي تفتح عينيها بوهن ... تجولت نظراتها ما بين ساريا التي تحمل الكاميرا وبين جسدها العاري .. ومها المتحفزة بهيئتها الغريبة شبه العارية ... طرفت برموشها لتنفض الماء الذي اغرق وجهها .. سعلت بشدة .. ثم نهضت ببطء ... نظرت الى ساقيها المتباعدتين وبهلع ضمتهما وبدات تبحث عن شئ يغطيها واستماتت وهي ترفع طرف الملاءة لتستر به نفسها .. طفرت دموعها حارة وهي تستمتع الى صوت مها اللاهث " تغطي شنو ؟؟ احنا الدايرين نشوفه شفناه ... وصورناه كمان ... خلاص الموضوع انتهى "
    عندما ادركت ما حدث لها بدات تبكي بحرقة شديدة وانعقد لسانها وهي تتذوق دموعها المالحة وهي تترك طعماً مريراً في روحها.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 01:44 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن
خرجت فضيلة من المحاضرة على عجل وهي تسرع الخطى تجاه الشارع الرئيسي بالجامعة حيث تجلس اماني مع اصدقائها الجدد ... كانت قد عقدت العزم منذ يوم امس على مواجهة اماني خصوصا بعد ان صار تغيبها عن المحاضرات والعودة المتاخرة للسكن مثار تعليق بين زميلاتهم ولابد من ان تضع حدا لهذا العبث سوف تهددها بابلاغ اسرتها في القرية وابلاغ عبد الرحمن في السعودية .. ثم تذكرت بالم ان صديقتها لم تعد تذكر شقيقها خصوصا بعد توطد علاقتها بمها ... لكنها سوف تحاول ان تذكرها بحبها الذي كان امل حياتها في يوم من الايام ... لن تستسلم ولن تدع صديقتها تسقط بين براثن هذه الشلة الفاسدة فقد سالت عنهم وتطوع الكثيرون باخبارها عن الشائعات التي تحيط بهم ومع كل معلومة تصلها يزداد خوفها ويتضاعف قلقها .
كانت تسير بخطوات حازمة غير آبهة لنظرات الاعجاب التي تلاحقها ولا بكلمات الغزل المكشوفة التي تعترضها ... من بعيد رات الشلة في مكانها المعهود تتعالى ضحكاتهم و سمعت صوت اماني وهو يعلو بلا حياء واتسعت عيناها دهشة وهي تراها تضرب كفها بالفة مع احد الشابين الجالسين باسترخاء في الكنبة المقابلة ... كان عبد الفتاح اول من راي تقدم فضيلة نحوهم وتضارب احساسه ما بين الفرح والقلق ... لقد اصبحت فضيلة حلما يراود صحوه ومنامه ... وعجزه عن الوصول الي قلبها اصابه بحزن كبير ... لقد اعتمد على مساعدة ساريا التي تبين له انها تسعى بكل قواها للايقاع بها في احضان امجد .. كان ينظر الى قامتها الفارعة وهي تقترب منهم وتمنى لو باستطاعته ان يخفي جميع من حوله ليبقى هو وهي فقط ... ربما يستطيع حينها ان يتخلى عن سلبيته وخوفه من مواجهة احتمال رفضها له.. ربما يستطيع ان يقنعها بحبه العميق لها .. ربما يستطيع ان يحذرها من حقد ساريا ونوايا امجد ...لفتت ملامح وجهه السارح المضطرب انتباه ساريا فلاحقت نظراته لتصطدم مباشرة بوجه فضيلة الفتّان ومع نظراتها التفت الجميع دفعة واحدة وهبت اماني بخوف لتجلسها قبضة مها العنيفة وهي تخاطبها بسخرية " شنو مالك زي الضربك سلك كهرباء ؟؟ خليك قاعدة مكانك هي العاوزاك يبقى تجيك لغاية عندك " جلست اماني بخضوع وذلة وهي تتجنب النظر الى عيني صديقتها .. ورفعت ساريا راسها بتحدي ووضعت ساق فوق الاخرى وهي تراقب عبد الفتاح عن قرب وضاقت عيناها وهي ترى التعبير الهائم الرقيق في وجهه .. بينما ارتسمت نظرة غريبة غامضة في عيني امجد .
" السلام عليكم " قالتها فضيلة بحزم ودون ان تنتظر الاجابة مدت يدها وسحبت اماني من مجلسها " اماني تعالي انا عاوزاك ضروري "
  • لحظتها فقط شعرت اماني بالندم وتمنت ان تعيد xxxxب الساعة الى الوراء ... تمنت لو استمعت الى نصائح فضيلة وتدافعت الدموع من عينيها وهي تهمس باستعطاف " لا يا ساريا .. عليك الله فضيلة لا .. دي بت مسكينة وما عملت ليكم حاجة ... لو مضايقاك انا باخليها ترجع البلد ... وانفجرت في نوبة بكاء هستيري ..فضيلة دي زي اختي .. عليك الله خليها في حالها " كانت نبرات صوتها مليئة بالانكسار والرجاء
    ردت عليها مها بغيظ " اختك ولا امك ما بيهمنا يعني هي احسن منك في شنو ؟؟ وبعدين يا عويرة هي هسة عاملة ليك رعب ولمن تشوفيها كانوا ملك موتك جاك عارفة ليه ؟؟ لانها لسة نضيفة لكن لو جريتيها معاكي بتبقوا زي بعض مش انتي طول عمرك عاوزة تبقي زيها ؟؟ خليها هي المرة دي زيك .. وبعدين انتي لمتين حتفضلي هبلة وماشة وراها زي ظلها ؟؟ اسمعيني يا اماني لو ما نفذتي الكلام البنقوله ليك حتكون فضيلة اول زول يشوف صورك وبس خلاص ما في نقاش في الموضوع دة .. ويكون في علمك من هنا وجاي ما تمشي معاها نهائي وتقعدي معانا طول الوقت عشان تتعود تجيك عندنا فهمتي ولا لسة محتاجة شرح ؟؟".
    ونفذت الاوامر برغم صعوبتها فهي قد اعتادت على صحبة فضيلة منذ طفولتهما حتى اصبح تواجدهم سوياً كتواجد الروح والجسد ... لكن لم يكن بيدها حيلة وبات تجنب فضيلة هو هاجسها الاكبر .. لكن يبدو ان سياسة التهرّب لن تجديها اليوم وعليها ان تواجه الموقف بذكاء حتى لا يفتضح امرها .
    كانوا قد وصلوا الى الجزء المنعزل من الجامعة واختارت فضيلة ركنا مظللا بشجرة كبيرة واتجهت اليه وهي ما زالت تمسك بيد اماني باحكام وحالما جلست واجلستها في مواجهتها ثبتت عينيها في وجه صديقتها وسالتها :" اماني انتي عارفة بتعملي في شنو ؟؟ انتي عارفة ليك كم ما دخلتي محاضرة ولا فتحتي كتاب ؟؟ انتي جنيتي ولا شنو ؟؟ وبعدين الناس الانتي ماشة معاهم ديل سمعتهم ما كويسة ... معروفين لا بيدخلوا محاضرات ولا عندهم كبير غرض في القراية السنة بتلاتة سنين وما بيهمهم سواء اتخرجوا ولا لا .. عارفة ليه ؟؟ لانهم ماخدين الجامعة ونسة ومكان لعرض الازياء والعربات " وشاب الحزن صوت فضيلة وشارفت على البكاء وهي تندفع في الكلام :" يا اماني احنا هنا لهدف معين اهلنا لمن وثقوا فينا ورسلونا برانا كانوا عارفين هم ربونا كيف .. اتخيلي لو ابوك عرف بالانتي بتسوي فيه دة حيكون موقفك شنو ؟؟ كانت كلمات فضيلة كطعنات خنجر تقطع جسدها واصابها الفزع ما التلميح الاخير وقفزت من الحجر وهي تلهث : " انتي بتهدديني انك تكلمي ابوي ؟؟ اياكي يا فضيلة خليك في حالك وما تتدخلي في شئوني ومن هسة باقول ليك لو فتحتي خشمك وقلتي أي شئ لابوي انا كمان حاقول الفيك والما فيك "
    ردت فضيلة بذهول : " اماني انتي بالجد جنيتي .. شنو اهددك وشنو اقول وتقولي ؟؟ يا بت فوقي انتي الناس ديل عملوا ليك شنو ؟؟ غسلوا مخك ؟؟ عموا عيونك ؟؟ اماني انا خايفة عليك منهم وعاوزة مصلحتك "
    ردت اماني بعنف حتى تخفي ضعفها عن عيون فضيلة :" مصلحتي انا عارفاها كويس وقبل كدة قلت ليك ما تعملي وصّي علي ..وبترت كلامها عندما تعالى رنين هاتف وتلفتت فضيلة بدهشة تبحث عن مصدر الصوت فلم يكن في المكان غيرهما لتفاجا باماني وهي تدس يدها في حقيبتها وتخرج منها هاتف نقال صغير وانيق : " موبايل يا أماني ؟؟ دة جبتيه من وين ومتين ؟؟
    لم ترد عليها فرؤية اسم ساريا على الشاشة ملاها خوفا وردت بسرعة واضطراب :" الو .. ايوة يا ساريا انا لسة مع فضيلة لكن خلاص خلصنا كلام وراجعة ... لا ما حاتاخر بس مسافة السكة .. اوكيه يلا باي " كان واضحاً انها ترد على تساؤلات ساريا عن اسباب تاخرها
    ونظرت الى فضيلة بحرج وهي تقول : " دة جابته لي ساريا هدية "
    كانت فضيلة ترتعش من الغضب والالم :" بمناسبة شنو تجيب ليك هدية زي دي ؟؟ وانتي اصلاً محتاجة ليه في شنو ؟؟
    ردت اماني بلامبالاة : " بدون مناسبة يلا انا ماشة اتاخرت على الشلة واحنا ماشيين نتغدى برة ... ايه رايك تجي معانا ؟؟ تعالي اتعرفي عليهم الناس ديل ظريفين وانتي ماخدة عنهم فكرة غلط "
    بدات اماني بالمسير عندما اتاها صوت فضيلة المتعب من كثرة الجدال : " اماني نسيتي عبد الرحمن ؟؟ وقع عليها السؤال كضربة برق احرقت روحها ولم تلتفت حتى لا ترى فضيلة لمعة الدموع في عينيها وردت بصوت مبحوح :" خلاص يا فضيلة عبد الرحمن لا بقى ينفعني ولا انا بانفعه " واسرعت تغادر المكان قبل ان تخونها خطواتها ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 02:05 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل التاسع
      كان الظلام والهدؤ يلف مبنى الداخلية الا من اضواء خافتة متباعدة واصوات هامسة متفرقة لا يمكن تمييزها ، وفي الغرفة التي تضم فضيلة وزميلاتها كان احد الاسرة الاربعة خاليا كما هو شانه دائماً فصاحبته لم تكن تتواجد كثيرا في الداخلية تاتي لحظات قليلة لتاخذ اغراض ثم تختفي فاعتاد الجميع عدم وجودها ولم يجرؤ احد على سؤالها اين تذهب ولما تكثر التغيب خارج السكن .. فقد تعمدت منذ البدء على وضع حواجز بينها وبين الاخريات حتى باتت كالشبح بالنسبة لهن .. في السرير الاخر تكورت كتلة غير واضحة المعالم تحت الغطاء ولا يظهر منها غير اصابع قدم تمردت على الاختباء ... على الطاولة المتهالكة جلست فضيلة وهي منهمكة في قراءة كتاب ضخم امامها .. كانت تشعر بالسعادة لان اماني ولاول مرة منذ فترة طويلة اتت الى السكن في وقت مبكر وحيتها بطريقة ذكرتها بصديقتها القديمة لكنها سرعان ما تباعدت عنها وغابت في عالمها الخاص التزمت سريرها وتظاهرت بالنوم .. لم يهمها تباعدها .. المهم انها موجودة ولن تموت قلقاً عليها عندما تتاخر... انقطع استغراقها في القراءة والتفكير عندما سمعت صوت المغنية المشهورة يصدح بدلال ممزقا سكون الغرفة .. تململت الكتلة الساكنة تحت الغطاء وقفزت اماني وهي تلعن سهوها عن اغلاق هاتفها الجوال قبل ان تدخل السكن كما تفعل دائماً وتطلعت الى الشاشة لتنتابها الدهشة وهي ترى اسم عبد الفتاح .. توقعت اتصال مها او ساريا او حتى امجد .. لكن عبد الفتاح ؟؟ ضغطت زر الاستقبال وردت بصوت هامس : " الو .. اهلاً فتاح خير في شنو ؟؟ " تنهد عبد الفتاح براحة شديدة فقد كان يحاول الاتصال باماني يوميا في وقت متاخر حتى يضمن وجودها بمفردها لياتيه صوت الكمبيوتر بان هذا الرقم لا يمكن الوصول اليه ... كانت لهفته تملا صوته وهو يرد : " اماني ؟؟ الحمد لله اني اخيرا لميت فيك ... معليش انا عارف انو الوقت متاخر لكن كنت عاوزك ضروري في موضوع مهم وما عاوز باقي الجماعة يعرفوه لكن الكلام عنه ما حينفع في التلفون ... بكرة برنامجك شنو ؟؟ ردت اماني باضطراب وهي تفكر فيما يمكن ان يطلبه منها فتاح وتضاربت الهواجس في راسها : " البرنامج المعتاد ما في شئ مختلف "
      " طيب يا اماني بكرة باي طريقة لازم تلاقيني برة الجامعة في أي مكان تحدديه بس على شرط ما في أي زول من الشلة يعرف انتي ماشة وين .. قولي ليهم داخلة محاضرات مهمة ما بتقدري تفوتيها لانو فيها تسجيل حضور وغياب وانا اوعدك اني ما حأخرك كتير اوكيه ؟؟ "
      ترددت اماني في الموافقة على طلبه ... كان عبد الفتاح بالنسبة اليها اكثر افراد الشلة انسانية فهو الوحيد الذي يسالها عن احوالها وعن اهلها .. وكثيرا ما يدس لها النقود خلسة في حقيبتها عندما يتاكد من عدم انتباه البقية ويهمس في اذنها " كل ما اشتغل شغلانة مع الحاج و يجيني منها رزق ليكي فيه نصيب يا اماني .. عشان ما تحتاجي حاجة من زول ... ولو عاوزة زيادة كلميني ما تشيلي من مها وساريا واياكي تغلطي وتطلبي من امجد " جعلها تصرفه الشهم الحنون تحترمه وتميزه عن الباقيين .. اذن ماذا يريد الان ؟؟ هل يعقل ان يطالب بمقابل لما اعطاها .. وهزت راسها لا شعوريا في محاولة لنفض الفكرة المؤلمة ...
      " طيب بس اديني طرف الموضوع يا فتاح " احس فتاح بالقلق والخوف في صوتها فاجابها مطمئنا " ما تخافي يا اماني انشاء الله خير ... حاستناك بكرة الساعة عشرة في موقف المواصلات جوة السوق اديني رنة لمن توصلي وانا حاشوفك وين ومن هناك نحدد نمشي أي مكان .. يلا ما تتاخري علي ومعليش على الاتصال المتاخر ... تصبحي على خير " اغلقت اماني التلفون والتفتت لترى تعابير فضيلة المصدومة .. فاعطتها ظهرها واندست في سريرها بايماءة متحدية .. والتزمت فضيلة الصمت لانها لا تريد الدخول في جدال مع اماني الان .. ربما غدا ستكلمها ...
      • هبطت اماني من الحافلة وهي تجول بنظراتها في ارجاء المحطة المكتظة بالبشر والسيارات .. وعلى البعد لمحت سيارة عبد الفتاح المميزة بلونها الفضي اللامع الذي يعكس التظليل الداكن في الشبابيك والخلفية .. وبخطوات سريعة اتجهت اليها وفتحت الباب لترى نظرة التحذير في عيون عبد الفتاح وهو يومئ باشارة تامرها بالصمت بينما يواصل حديثه في الهاتف :" ايوة يا ساريا لا ما حاتاخر قلت ليك شغلانة صغيرة لابوي اقضيها وارجع اوكيه ؟؟ يلا باي نتلاقى بعدين " انهى المكالمة والتفت الى اماني التي بدت مذعورة من مجرد سماع اسم ساريا حتى انها لم تسمع اعتذار عبد الفتاح الا بعد ان كرره مرة اخرى " معليش تعبتك يا شيخة " فردت بخفوت " اهلا يا فتاح لا ما في تعب ولا حاجة خير في شنو ؟؟" ابتسم فتاح لقلقها الواضح " يا بت الناس ما تخافي والله عاوزك لخير بس خلينا نقعد عشان نعرف نتكلم "
        اختار عبد الفتاح كافتيريا صغيرة منعزلة حتى يأمن ان لا يراه احد من معارفه او اصدقاؤه وجلس في مواجهة وجه اماني الخائف ودخل في صلب الموضوع مباشرة
        " اسمعي يا اماني انا عارف انو حيكون عندك راي فيني بحكم اصحابي الانا ماشي معاهم وما باقدر الومك مهما كان رايك " حاولت اماني الكلام فقاطعها بحزم " اسمعيني للنهاية بدون ما تقاطعيني وعلقي بعدين .. اهم شئ عاوزك تعرفيه انو عمري ما اذيت لي بت ناس .. ايوة باعترف اني عرفت بنات بعدد شعر راسي لكن كلهم جوني بارادتهم وبدون أي اكراه .. وبالعكس في منهم الكانوا بيجروا وراي .. عمري ما اجبرت واحدة على شئ هي ما عاوزاه ولا ظلمت واحدة في تقدير مقابل الشئ الادتني ليه " انفرجت اسارير اماني قليلا وهي تفكر " الحمد لله معنى كلامه انو ما عاوز مني شئ من الخطر في بالي .. اراحها هذا الاحساس وبدات تسترخي وهي تستمع اليه ...
        " اماني ما تفتكري اني ما عارف البيحصل حواليني شنو .. أنا عارف انو امجد بيخطط مع ساريا ومها عشان يوصولوا لفضيلة وللاسف عاوزينك انتي تكوني الكوبري الحيوصلهم ليها .. وللاسف برضه انتي مجارياهم في خططهم وانجرفتي معاهم تماما ونسيتي فضيلة كانت شنو بالنسبة ليك "
        كان لكلماته وقع مؤلم وطعم مرير .. لكنها تعكس الواقع بلا تزيين ... امتلات عيناها بالدموع ولم تستطع الرد فواصل فتاح حديته " معليش عارف كلامي بيالمك لكن دي الحقيقة الانتي متعمدة تغمضي عيونك عنها .. انا عارف انو ساريا عندها طرقها البتخليها تقنع الحجر يسوي ليها أي شئ هي عاوزاه .. عارف اساليبها كلها لاني اتربيت معاها ... اماني انا عاوزك تعتبريني اخوك وبيطلب مساعدتك ... وتغيرت لهجته وامتلات حنانا " انا بالجد حبيت فضيلة يا اماني ومن اول مرة شفتها فيها .. صحي بالاول عجبني شكلها جمالها وجسمها .. لكن بعد كدة لمن شفت ادبها واخلاقها وطريقتها في التعامل مع الناس حسيت انو هي دي المخلوقة الطول عمري بافتش عليها وحاعمل المستحيل عشان ارتبط بيها .. لكن فعلا محتاج مساعدتك لاني بدونك ما حاقدر اعمل أي شئ"
        اطرقت اماني وهي تنظر الى مفرش الطاولة بانكسار " وانا باقدر اعمل ليك شنو يا فتاح ؟؟ خلاص ساريا ختت فضيلة في راسها وما ناويه تخليها .. انا كنت مستغربة هي ليه بتكرهها للدرجة دي ويادوبك عرفت السبب .. دة كله عشانك انت يا فتاح ... لانها بتحبك حست بحبك لفضيلة عشان كدة عاوزة تنتهي منها " رد عبد الفتاح بصوت حاد كصرير الاظافر على سطح زجاجي :" ساريا بتحبني انا ؟؟ منو القال ليك الكلام الفارغ دة ؟؟ ساريا دي ما بتعرف تحب .. على الاقل أي زول تاني غير نفسها .. وانا عمري ما اديتها ايحاء باني ممكن احبها او ادخل معاها في علاقة من النوع دة .. أي نعم احنا اصحاب شديد لكن حب ؟؟ لا مستحيل افكر فيها " ضحكت اماني بسخرية " يا فتاح حتى العميان بيشوف حب ساريا ليك وغيرتها المجنونة عليك .. الغيرة الخلتها عاوزة تدمر فضيلة باي طريقة .. ودمرتني انا كمان بسببها "
        • رفع فتاح راسه ونظر الي عيني اماني برعب " لا يا اماني اوعي تقول ي لي انو ساريا خلاص جرتك لعالمها .. انا كنت عارف انها عاوزة توصل لفضيلة عن طريقك بس ما اتخيلت انك حتجاريها في الشئ دة "" همست اماني بضعف وخجل " فتاح انت قلت لي اعتبرك اخوي عشان كدة انا حاقول ليك الحصل كله ويمكن نقدر نساعد بعض " وباختصار حكت له احداث ذلك اليوم المشئوم ...كان فتاح يستمع بذهول وعندما انتهت اماني من الكلام بدت ملامحه وكانها صخرة صماء لا توحي بشئ ... وظلا صامتين فترة طويلة ثم بدا فتاح الكلام بصوت جامد :" ما كنت متخيل ساريا ممكن توصل للدرجة دي من الحقد والغيرة والرغبة في تدمير انسان تاني ... ما حاكذب عليك وادعي اني ما عارف ساريا بتعمل في شنو ... ويمكن انا كمان كنت جزء من عالمها القبيح دة لفترة طويلة .. بس زي ما قلت ليك ما اذيت انسان ابداً ... يمكن تستغربي انا ليه هسة اتغيرت .. حاقول ليك عشان فضيلة ... حبي لفضيلة فوقني من الغيبوبة الكنت عايش فيها ... نقاء فضيلة حسسني قدر شنو انا انسان وسخان من جوة ... استقامتها وضحت لي قدر شنو انا انسان معووج ... بقيت عاوز اتعدل وانضف عشان اكون جدير بيها لاني متاكد بطريقتي دي مستحيل تفكر فيني حتى لو باملك مال قارون ... انا عرفت من البداية انها نوع مختلف من البنات ما بتغريها المظاهر ولا بتهمها القروش ... وعشان اوصل لمستواها لازم اتغير عرفتي السبب يا اماني ؟؟
          كانت اماني تستمع الى كلماته الحارة بحسرة اختفت منها غيرتها المعهودة من صديقتها ... وطفرت دموعها غزيرة لتصنع خطوط بمختلف الوان مستحضرات التجميل التي وضعتها على وجهها ذلك الصباح فاصبحت ملامحها لوحة مشوهة وكانها تعكس اعماقها في تلك اللحظة ... وعندما لاحظت النظرات الفضولية التي توجهت اليها بدات تمسح دموعها بيديها فاخرج فتاح منديل من جيبه واعطاه لها لتنظف الفوضى التي احدثتها ... وعندما رفعت راسها كانت نظراتها خليط من الحزن والتصميم
          " خلاص يا فتاح انا حاساعدك بس على شرط .. لو قدرت تخلصني من تهديد ساريا لي ... لو قدرت تجيب لي الصور والنيجاتيف والشريط ما حاخلي أي زول منهم يوصل لفضيلة ... تعرف يا فتاح لو جبتهم لي انا بالم عزالي وارجع البلد ... القراية الجابت لي المصايب دي زاتها ما دايراها " بدا تردد عبد الفتاح واضحا في صوته المهتز " اوكيه انا حاعمل المستحيل عشان اجيب ليك الحاجات دي .. ما عارف كيف لكن ما باغلب .. وانتي كمان لازم تخليني جوة الصورة واول باول اعرف خططهم شنو عشان اقدر اتصرف ... اليومين دي خليكي لاصقة فيهم اكسبي ثقتهم للاخر .. وريهم انك معاهم عشان يقولوا ليك كل حاجة وتعرفي هم ناويين على شنو ... بس يا اماني برضه باحذرك اعملي حسابك منهم وحافظي على نفسك كويس ما تخلي ساريا تضغط عليك عشان تعملي حاجة انتي ما عاوزاها ... انا عارف انك بت كويسة .. يمكن تكوني شوية اتغيرتي لمن جيتي الجامعة لكن معدنك نضيف وانتي لسة على البر وما غرقتي يعني ممكن تطلعي من الجو الفاسد دة وترجعي زي اول ويمكن احسن لانو التجربة دي اكيد علمتك كتير "
          احست اماني وكان عبئا ثقيلا انزاح عن صدرها بعد ان وجدت من تشركه سرها المخزي ... وعد عبد الفتاح لها بمساعدتها اشعرها بانها كائن حي بعد ان احست بالموت لفترة طويلة ارتسمت ابتسامة حقيقية على شفتيها بعد ان خاصمتها لاسابيع مضت ... كانت تسير بخطوات خفيفة فقد قررت ان تمشي حتى الجامعة ورفضت عرض فتاح لتوصيلها كانت تحتاج ان تبقى مع نفسها لبعض الوقت لتراجع حساباتها و تجد الكيفية للخروج من عالم ساريا المخيف الذي دخلته برغبتها واصبحت سجينة فيه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 02:14 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل العاشر


      جلس عبد الفتاح بملل علي الكرسي الوثير امام جهاز التلفزيون في غرفته وهو ينظر بذهن شارد الى القناة التي تعرض اغاني غربية هي اقرب للافلام الاباحية منها الى الغناء والرقص حيث يتمايل المغني بحركات هستيرية على خشبة المسرح وحوله مجموعة من الفتيات الجميلات شبه العاريات يرقصن بحركات مثيرة وموحية ... رفع فتاح راسه وتامل السقف .. منذ فترة قصير كانت هذه القنوات ادمانه المفضل عندما يكون بالمنزل وقد دفع في بطاقة فك التشفير مبلغا طائلا ... واعتاد الجلوس لساعات مسمرا عينيه حتى لا تفوته حركة او مقطع من الاغنية .. اما الان فلم تعد تثير اهتمامه .. هناك ما هو اهم ... كان يسترجع احداث اللقاء الذي تم بينه وبين اماني صباح هذا اليوم واعتراه الندم على وعده لها باسترجاع الصور وشريط الفيديو من ساريا لانه ادرك منذ لحظتها صعوبة تنفيذ هذا الوعد فهو لا يتخيل طريقه يمكنه بها اقناع ساريا ان تسلمه لها .. لكن لا بد ان يفعل ... لابد ان يجد طريقة فاماني هي سبيله الوحيد للحفاظ على فضيلة هي امله في الوصول اليها واقناعها بمدى حبه لها ... وهي لن تساعده الا اذا اخرجها من مازق الفضيحة الذي يهددها.
      ظل جالسا لفترة طويلة وكانه تمثال حجري فقط صوت انفاسه المضطربة يدل على وجود الحياة فيه قطع تفكيره صوت الهاتف فاخرجه من جيبه ورفعه بشرود الى اذنه ليسمع صوت ساريا الملئ بالتساؤل " فتاح ؟؟ انت وين من امبارح لا حس ولا خبر ؟؟ قلت ماشي مشوار صغير لابوك وما جيت تاني ... شنو يا زول اوعى تكون عملت ليك دروب من ورانا ؟؟ رد فتاح بسام لم يحاول اخفاؤه " اهلا سروية ... كيفك وكيف الشلة كلها ؟؟ المشوار اخد مني وقت اكتر مما كنت متوقع ولمن لقيت نفسي اتاخرت قلت خلاص ما في داعي ارجع الجامعة وجيت البيت طوالي وبعدين انا اليومين دي زهجان شديد عشان كدة قلت اقعد براي وما في داعي ازهجكم معاي " ردت ساريا بدلال مصطنع " زهجان وساريا موجودة ؟؟ لا يا فتاح دي كتيرة منك ؟؟ قول لي المزهجك شنو ؟؟ عاوز شنو ؟؟ طلباتك يا سيد الناس ؟؟ كلمني وانا اوفرها ليك في لمح البصر واخليك مبسوط شديد " فهم فتاح المعنى المبطن لكلماتها واحس بالاشمئزاز .. أي حب مريض تحمله له ساريا ؟؟ كيف تتطوع باحضار الفتيات اليه وهى تدعي حبه ؟؟ هذا ليس حبا انه شئ آخر قبيح لا يستطيع فهمه او التعامل معه ... لقد اصبح الآن يعرف معنى الحب ... الحب هو ما يحسه تجاه فضيلة ... نهر من المشاعر يسري في عروقه ويملاها نقاء وصفاء ... احساس غامض بالبهجة يهزه بعنف ويشيع الدفء في اوصاله .. يغمره بالحنان والامان والثقة... كانت ساريا تلح " قول لي طلبك شنو ولو داير هسة اجيبه ليك وفي المكان البيريحك ... هو انا عندي كم فتاح ؟؟ كان يستمع الى كلماتها وعقله يعمل بسرعة كبيرة وفجاة لمعت الفكرة في راسه وكان رده مفاجاة لهما معاً " أماني "
      • وساد الصمت بين الطرفين وهما يحاولان استيعاب الاسم الذي انطلق كالقذيفة من فم فتاح " اماني منو ؟؟ المعانا في الشلة ؟؟" كان سؤال ساريا محملا بكل الدهشة التي ساورتها .. فاجاب فتاح بنغمة بذل اقصى جهده لتخرج لامبالية وعادية " ايوة ياها .. يعني احنا بنعرف كم اماني ؟؟ .. ردت ساريا بلهجة مليئة بالشك " دي صاحبة فضيلة يا فتاح " .. " عارف يا ساريا وانا خلاص موضوع فضيلة دة صرفت عنه نظر لاني زهجت وما عندي طولة بال اقعد استنى لمن تتكرم علي بنظرة .. وبعدين انا فكرت في الموضوع من زاوية تانية ... يا اخي امجد دة زول صاحبي وقلت ما في داعي اخسره عشان واحدة ممكن الاقي زيها بالكوم ... انا عارف امجد عاوزها .. ويا ستي رحم الله امرء عرف قدر نفسه .. انا ما باقدر انافسه .. خلاص خليها ليه ..وبعدين اماني ما بطالة بالذات المرة دي الزهجة قوية وعشان تفك عاوزة ليها كرت جديد ما اتحرق قبل كدة .. السكند هاند ما حينفع .. اها قلتي شنو مش هي كرت جديد برضه ولا خلاص موضوعها انتهى ؟؟
        كانت لهجة ساريا تتارحج بين الشك واليقين وهي ترد عليه " لا لسة وكالة ما دخلت مجال المستعمل لكن .. قاطعها فتاح بنفس اللهجة اللامبالية " انا غايتو فكرت فيها لكن ما عارف شايف لبسها كله واسع كدة والواحد ما قادر يحدد تحته شنو .. يبدو لي جسمها ما حلو ولا فيه حاجة غلط بتغطيها باللبس الفضفاض "
        زال الشك من صوت ساريا الملهوف وهي ترد عليه " لا من الناحية دي ما تخاف .. جسمها حلو وما فيه حاجة غلط انا متاكدة من الشئ دة " وتمالك نفسه كي يجاريها " يا زولة هي متاكدة شنو ؟؟ زهجتي دي عشان تفك عاوزة ليها حاجة كدة ما أي كلام " كان صوت ساريا يعبر عن فرحة حاولت كبتها ولم تستطع " قلت ليك متاكدة لاني شفت بعيني " وتصنع فتاح الدهشة "شفتي بعينك ؟؟ انتي يا ساريا بتغشي علي ولا شنو ؟؟مش هسة قلتي البت كرت جديد وما اتحرق يبقى شفتي كيف ؟؟
        " انت بس اصبر شوية وخلي التسرع بتاعك دة ... البت فعلا لسة جديدة وانت حتكون الاول .. لكن انا بطريقتي الخاصة عملت ليها صور وشريط وما تسالني كيف وليه المهم في الموضوع انو دة طلبك زاتو قلت شنو؟؟ لو عاوز هسة باركب عربيتي وانت استناني تحت بيتكم اديك ليهم عشان تتاكد بنفسك "
        وحتى لا يثير شكوكها بموافقته السريعة تمنّع عبد الفتاح قائلاً " لا يا ساريا الدنيا ما حتطير من هنا لبكرة ... جيبيهم معاك الجامعة ولما ارجع البيت واشوفهم حاوريك لو دخلت راسي باخليك تدبري الباقي وبرضه حقك محفوظ " احس بامعاؤه وقد وصلت الى حلقه وهو يقول الكلمات التي كانت عادية في يوم من الايام ولكنها الان اصبحت مقرفة وكريهة المذاق ...
        " لا يا فتاح دي حتكون هدية مني ليك وما عاوزة منك أي شئ ..اوكيه يا عسل .. واقول ليك كلام اديني فرصة بس لغاية حفلة امجد ما تخلص وشوف بعد كدة لو ما جبت ليك فضيلة زاتها لغاية عندك ما ابقى انا سروية " قفز قلب عبد الفتاح قفزات متتالية لمجرد سماعه اسم فضيلة من فم ساريا وبصعوبة اخفى لهفته وخوفه واصطنع الغضب " حفلة ؟؟؟ حفلة شنو ؟؟ والله انتو بقيتوا اصحاب أي كلام ... امجد عامل حفلة وما كلمني ؟؟ طيب شوفوا البيحضرها منو
        وسارعت ساريا بالرد " دقيقة بس قبل ما تحرّد .. والله الموضوع دة اتطرح امبارح لمن كنت في مشوار ابوك ... قلنا كلنا زهجانين وعاوزين نفرفش شوية ... امجد اقترح نعمل حفلة صغيرة في مزرعة ابوه نهاية الشهر لكن والله ما ناقشنا أي تفاصيل وخليناها لمن انت تجي "
        " طيب اشمعنى يعني تجيبي لي فضيلة بعد الحفلة ؟؟ هسة ما بنفع ؟؟ حتى عشان تفكي زهجة صاحبك ؟؟ كان يحاول بياس ان يعرف ما يدور براسها ...
        " لا يا فتاح هسة ما بنفع.. الحقوق محفوظة وانت عارفني في الشغل ما بجامل ... امجد دفع دم قلبه في البت دي وانا وعدته اجيبها ليه يوم الحفلة باي طريقة ... وامتلا صوتها بالصقيع وهي تواصل " حتى لو جنازة "
        ظلت كلمات ساريا ترن في اذن عبد الفتاح لفترة طويلة بعد انهاء المكالمة ... احس ببرد الخوف يعتصر قلبه ويتسلل الى عظامه ... خوفه على فضيلة احال عقله الى بركان يوشك على الانفجار ورغبته في حمايتها ملاته تصميما على خوض الحرب ضد اصدقاءه .. وظل يفكر ويسترجع في راسه اساليب ساريا للايقاع بضحاياها ... أي وسيلة سوف تستخدم للوصول الى فضيلة ؟؟ كيف يتصرف ؟؟ هل يحذرها ؟؟ لن تصدقه فهي تراه معهم وتعتبره مثلهم ... وتحتقره مثل ما تحتقر الباقيين ... فقط لو تدري مدى حبه لها وخوفه عليها ... هذا الحب الذي خلق منه انساناً آخر وطهّر روحه وكانه ولد من جديد ... نظر الى ساعة يده ووجدها تخطت الثالثة صباحاً ببضع دقائق فنهض الى سريره وارتمى عليه بكامل ملابسه وحاول ان يريح جسده المتعب.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 02:29 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل الحادي عشر

      كانت ترتيبات الحفل تجري على قدم وساق .. وقد اثارت حماسة ساريا دهشة الجميع لانها عادة لا تهتم سوى بالحضور في آخر وقت حتى تضمن لفت انتباه الجميع .. لقد تطوعت باحضار متعهدي الطعام والاتصال بالفنانين .. اوصت بالزينة والاضاءة ... وجهزت الكاميرات الخاصة بها فهناك الكثير مما يستحق التصوير ويصنع مادة دسمة لافلامها ... هي الوحيدة التي كانت تعرف سر حماسها الزائد ... هذه الحفلة سوف تكون نقطة نهاية وبداية لصفحة مهمة من حياتها ... سوف ينتهي كابوس فضيلة الذي جثم على صدرها منذ شهور .. وقد وصلت الى قرار بان تصارح عبد الفتاح بما تكنه له بعد ان تقدم له اماني كآخر قربان في علاقتهما كاصدقاء ..لقد رأي الصور والشريط وابدى اعجابه الشديد بها وطلب منها الاحتفاظ بهم فلم تمانع خصوصا انه لم يلح في السؤال عن السبب أو الكيفية التي تم بها التصوير ... وزال شكها في انه ما زال يكّن أي احساس تجاه فضيلة لان انبهاره الواضح بجسد اماني ورغبته المفرطة فيها اقنعتها بانه قد تخطى التفكير فيها كزوجة محتملة .. اضافة الى تقبله لفكرة حصول امجد عليها وعدم اعتراضه لخططها التي اصبحت تناقشها معه بحذر وبدون تفاصيل وكل هذا لهدف واحد وهو ان تجعله يرى فضيلة في وضع يكون من المستحيل عليه بعده ان يفكر فيها الا كما يفكر في الاخريات ... اما وعدها بتقديمها له بعد الحفل فلن تفي به .. لانها لا تضمن عدم وقوعه في حبائلها مرة اخرى
      كان فتاح يجاريها في كل ما تقول وتفعل حتى يستعيد ثقتها وتخبره بافكارها ... واتفق معها على عدم مفاتحة اماني برغبته حتى يوم الحفل .. ومن جانبه وكخطوة لاثبات حسن نيته لاماني سلمها الصور والفلم في نفس المكان الذي شهد لقاؤهما الاول ... كانت اماني منكسرة وذليلة وهي تاخد من فتاح الصور لظنها بانه قد راي ما فيها .. لم تستطع مواجهة نظراته وكانت تكلمه وهي منكسة الراس
      " اماني ما تخجلي مني .. احلف ليك اني لا فتحت الصور ولا اتفرجت على الشريط ... انا بس قلت لساريا اني شفتهم عشان تقتنع بكلامي ... المهم هي ما قالت ليك خطتها شنو بخصوص فضيلة ؟؟ الحفلة باقي ليها اقل من اسبوع ولازم اعرف التفاصيل عشان اقدر اتصرف .. انا بتقول لي قشور كلام وما عاوزة تديني تفاصيل"
      لم تكن كلمات فتاح كافية كي تشعرها بالراحة .. يكفي انه يعلم محتوى الشريط لتحس بالخزي امامه
      " هي اتصلت بي امبارح بالليل وطلبت مني اجي بيتهم الليلة المسا مع مها عشان توريني مفروض اعمل شنو ... اول ما ارجع الداخلية وقبل ما اخش الاوضة حاسوي ليك مسكول وانت اتصل بي عشان احكي ليك الكلام الدار بينا .. وبعد كدة يا فتاح طلعني برة الموضوع دة خالص والباقي عليك براك ... ما تنسى انو نيجاتيف الصور لسة عند ساريا ولو حست انو لي يد في أي شئ انت عارف حيحصل شنو .. هي وعدتني بعد الحفلة تديني ليه .. انا صحي عاوزة انقذ فضيلة .. لكن كمان عاوزة انقذ نفسي عشان كدة ما عاوزة حاجة تربطني بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد لازم ساريا تقتنع اني ساعدتها وجبت ليها فضيلة عشان ترضى تديني الحاجات العندها وبعد كدة وشي ما حتشوفوه "
      " ما تخافي يا اماني ساريا مستحيل تربط بينك وبين الشئ الحيحصل .. انتي بس امشي واسمعي كويس وخلي بالك من كل التفاصيل حانتظر رنتك قبل ما تصلي الداخلية ما تتاخرى علي يا اماني انتي عارفة الموضوع دة بيعني شنو بالنسبة لي "


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:27 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


  • الفصل الثاني عشر

    تقع مزرعة البصيري في منطقة سوبا المتاخمة للبحر .. لها طريق خاص ومنعزل لا تعرفه الا القلة القليلة من خاصة حسن البصيري او اصدقاء ابنه امجد ... في وسط المزرعة المحاطة بسور عال بنيت فيلا على احدث طراز مكونة من طابقين طليت باللون الابيض الذي تضارب مع القرميد الاحمر في السقوف المنحنية على الطراز الانجليزي القديم ... صنع الاثاث خصيصاً في اسبانيا مما جعلها تحفة تسر النظر من الداخل والخارج ... امام الفيلا مباشرة بني حوض السباحة الكبير على شكل دوائر متصلة ببعضها البعض ويصب فيها الماء من شلال ينحدر من اعلى جبل صناعي تم بناءوه بدقة ليبدو كالحقيقي .. انتشرت في الجو رائحة الازهار والفواكه الناضجة فقد توزعت اشجار المانجو والبرتقال والجوافة بنظام هندسي بديع على تلال الحشيش الاخضر ... الاضاءة المبتكرة احالت الليل الى نهار ... صوت الموسيقى الناعمة يتردد مختلطا باصوات الضحكات المتعالية .. في بوابة المزرعة التي تفتح آلياً جلس رجل الامن في غرفة زجاجية صغيرة يراقب رتل السيارات الفخمة القادمة في الطريق الضيق كان عليه ان يدقق مع قائد كل سيارة حتى يتاكد من وجود بطاقة الدعوة الصغيرة منعا لتسلل المتطفلين
    كان شابا قوي البنية شديد السمار تشع عيناه ذكاء تخرج من الجامعة وجلس فترة طويلة وهو يبحث عن وظيفة ملائمة لتخصصه .. وعندما اعيته الحيلة والحاجة الى المال وافق على عرض قدمه له احد اصدقاء والده بالعمل كحارس في بوابة مزرعة حسن البصيري .. وبرغم رفضه لنوع الوظيفة الا انه اضطر لقبولها بعد ان تيقّن من استحالة الحصول على عمل آخر و بعد ان عرف مميزاتها .. كان الراتب مجزياً واكثر بكثير راتب أي وظيفة حكومية سعى لها .. تم اعطاؤه هاتف نقال وسيارة وكثيراً ما اتته الاوامر بالبقاء في الفيلا التي تجعله يشعر بانه انتقل الى عالم آخر لا يمت لواقعه بصلة .. وعند توقيع العقد وجد انهم قد وضعوا شروطاً غريبة جعلته يتخوف من قبول العمل ... كان فحواها ان يغمض عينيه ويصم اذنيه عن كل ما يسمع ويرى داخل المزرعة وان يكون مستعدا للعمل لفترات طويلة قد تمتد الى يومين متواصلين في حال وجود ضيوف .. الشرط الاغرب كان تعهده بعدم ابلاغ أي كان عن مكان وطبيعة عمله ... في النهاية وتحت وطأة الحاجة الى الوظيفة قبل العمل واقنع نفسه بان منصب صاحب المزرعة الحكومي الرفيع ربما يتطلب تطبيق اجراءات استثنائية لموظفيه ... والتزم بالشروط حرفياً فاعتاد على الحفلات التي تقام حتى الصباح واحيانا لمدة ايام متتالية وتعلم كيفية ان يغمض عينيه عن كل ما يجري امامه من اشياء لو تجرا وحكى عنها لوصف بالجنون .. عزل نفسه في القفص الزجاجي قرب البوابة وتظاهر بالجهل والغباء فكسب ثقة صاحب المزرعة وارتفع راتبه الضعف في فترة قصيرة ..

    • كان يتامل المدعوات اللاتي تتراوح اعمارهن ما بين السادسة عشرة ومنتصف العشرين وكن يحمن كالفراشات في ممرات المزرعة وحول حوض السباحة .. ويبدو المنظر وكانه عرض فخم للازياء الراقية والغالية الثمن وتجلت المنافسة فيمن تكشف اكبر مساحة من جسدها او ترتدي اقصر فستان ...رائحة العطور الفرنسية تتمازج بتناغم ناعم وتملا الجو بعبير غامض ...
      خلف الحوض بنيت تعريشة طويلة باعواد الخيزران المنسوج باتقان وتسلقت عليها اشجار العنب واللبلاب ...من بين الفتحات تدلت العناقيد الناضجة وهي تعكس ضوء المصابيح الصغيرة التي اندست وسط الفروع ... على طول التعريشة وضعت طاولات مفروشة بالحرير الابيض وصفت عليها الاواني المغطاة وهي ترتكز على قاعدة مفتوحة اوقدت تحتها نار هادئة لتسخين الطعام ... كان هناك بار صغير في آخر الممر ملئ بالمشروبات الروحية المستوردة وكؤوس الكريستال الصغيرة التي ينعكس عليها الضؤ بالاف الالوان ..
      داخل احدى غرف الفيلا جلست ساريا وبين يديها مجموعة من الكاميرات تديرها بحرص وهي تتفقد الافلام وتعمل على ضبط العدسات ... ومن لحظة لاخرى كانت ترفع عينيها وتنظر الى مها الجالسة في طرف السرير العريض ويبدو عليها الضيق والضجر ... نظرت بحسد الى الفستان الذي ترتديه وعليه توقيع مصمم عالمي مشهور ... كان من الحرير الناعم بلون العاج يلتصق بجسدها الممشوق ويظهر ثنياته كانه جلد آخر .. مطرز في الاعلى بفصوص من الكريستال اللامع على شكل سيور رقيقة على الكتفين ... شعرها المرفوع الى الاعلى اضفى عليها مسحة من الارستقراطية .. كانت تبدو في غاية الجمال ...
      سالتها بصوت ناعم " مالك يا مها ؟؟ شكلك كدة ما مبسوطة الليلة ؟؟ مع انك كنتي متحمسة للحفلة دي لكن هسة قاعدة كانك مجبورة ..في شنو ؟؟
      رفعت مها راسها ونظرت الى ساريا بغموض " ما عارفة يا ساريا فجاة جاتني زهجة غريبة من كل شئ وحاسة قلبي مقبوض وما عندي مزاج احضر الحفلة دي "
      ردت ساريا بسخرية " غريبة ؟؟!! مع انو الليلة دي بالذات مفروض تكوني مبسوطة ... واضافت بلهجة ذات مغزى .. ناسك كلهم جايين وعندك من هنا للصباح تعملي العاوزاه "
      جالت مها بنظراتها في الغرفة الفخمة ثم ركزت نظرتها على ساريا " تفتكري يا ساريا البنسوي فيه دة صح ولا غلط ؟؟

      • فؤجئت ساريا بالسؤال وصممت برهة وكانها تفكر في رد مناسب ثم ردت بصوت ينذر بالخطر
        " دي شنو دي ؟؟ صحوة ضمير مفاجاة ولا شنو ؟؟ يا حلوة خلاص فات الاوان على اننا نسال السؤال دة .. بدا صوتها يعلو بعصبية ... وبعدين اسالك سؤال منو البيحدد الصح والغلط ؟؟ احنا ؟؟ احنا مبسوطين كدة واي شئ بيبسطنا يبقى صح .. تاني منو ؟؟ أهلنا ؟؟ ابوي الما عنده شغلة غير الجري ورا النسوان وصرف قروشه عليهم ولا امي الخلتنا من احنا اطفال ومشت عرست ليها راجل تاني وولدت ونستنا خالص ؟؟ ابوكي الما جايب خبرك ولا امك العايشة في عالمها الخاص ؟؟
        كانت لهجتها تزداد حدة بمرور الوقت " قولي لي تاني منو ؟؟ المجتمع والناس الحوالينا ؟؟ المجتمع عارف وشايف وساكت ما تساليني ساكت ليه لاني ما عارفة .. اهو ساكت وخلاص .. الناس الحوالينا ؟؟ ياتو ناس ؟؟ الاحنا منهم ولا الباقيين ؟؟ الاحنا منهم ما بيقدروا يقولوا علينا غلط عشان ما يشوفوا نفسهم غلط بالعكس هم محتاجين لينا اكتر مما احنا محتاجين ليهم والفرق بينا وبينهم انه هم متدسيين ورا اوهام الطهر والنقاء وهم اوسخ خلق الله .. لكن احنا معترفين وعارفين روحنا شنو ... باقي الناس ؟؟؟ ديل احنا بالنسبة ليهم صور باهتة وعالم غريب ما عاوزين يعرفوه ولا يصدقوا انو موجود .. وحتى العارفين والمصدقين بينكروا ويقولوا لا .. احنا ما عندنا كلام زي دة ... احنا مجتمع محافظ ... نضيف .. دي كلها اشاعات مغرضة ..ضحكت بمرارة ..ههة.. بيدسوا راسهم في الرمل زي النعام عشان ما يشوفونا .. وبما انهم ناكرين وجودنا احنا كمان ما بيهمنا رايهم ولا تفكيرهم .
        كان صوتها قد اصبح مبحوحاً من شدة الانفعال .. وفي عينيها بدت لمعة غريبة كانها دمعة حبيسة وصمتت فجاة بعد ان استنفذت طاقتها في الكلام ثم تمتمت
        " الله يلعنك يا مها انا كنت مبسوطة لغاية ما رميتي كلامك الزي السم دة وعكرتي مزاجي .. يا ريتك لو ما جيتي انتي لمن حاسة كدة الجابك شنو ما كنتي تقعدي في بيتكم ؟؟
        هزت مها كتفيها وواجهت نظرات ساريا بتحدي
        " انا بس شايفة انو الحتعملوه في فضيلة دة كتير شديد يا ساريا وحرام ...
        قاطعتها ساريا بغضب جارف " تحرم عيشتك .. انتي يا مها جاية توريني الحلال والحرام ؟؟ انتي نسيتي دورك كان شنو في الموضوع دة ؟؟ هسة عاوزة تعملي لي فيها واعظ ؟؟ هوي يا مها .. فوقي وشوفي انتي بتتكلمي مع منو .. الحركات دي تعمليها على الناس التانيين الما عارفينك انتي شنو .. ما تعمليها على انا .. وبعدين تعالي شنو ماسكاني فضيلة فضيلة ؟؟ هي دي اول مرة نسويها ؟؟ ما جرّينا غيرها كتار .. اشمعنى دي يعني البقت ليك حارة ؟؟ شنو السر الفيها ؟؟
        ولدهشة ساريا الشديدة اجابت مها بصوت باك ودموعها تسيل على خديها
        " يمكن لاني كنت باتمنى اكون زيها .. بنفس اخلاقها ومبادئها .. نفس نضافتها وطهرها .. بافكر انا هسة شنو وكيف وليه بقيت كدة ؟؟
        انعقد لسان ساريا من وقع الكلمات الحارة ثم انفجرت بصوت كالرعد
        " غوري من وشي يا مها قبل ما ارتكب فيك جريمة .. اطلعي برة ... ما عاوزة اشوفك قدامي"
        وهبت واقفة حتى خيل لمها انها قد تضربها فهرولت خارجة من الغرفة واغلقت الباب وراءها واستندت عليه بضعف وهي تجيل النظر فيما يدور حولها وازداد احساسها بالضياع مما تراه .. فتيات في عمر الزهور بملابس تكشف اكثر مما تغطي في اوضاع مخجلة .. شباب يحملون كؤوس الخمر وقد لعبت برؤوسهم فيتكلمون ويتصرفون بلا وعي .. مخدرات توزع بسخاء ... ابواب الغرف تفتح وتغلق في حركة دائبة .. ضحكات خليعة وهمسات مريبة .. احست براسها يدور وانفاسها تنحبس داخل حلقها وكان مرضا ألّم بها .. غمرها الخوف فتحاملت على نفسها وبخطوات متثاقلة جرت قدميها وخرجت وهي تجاهد لالتقاط انفاسها .. اتجهت الى سيارتها وبهدؤ قادتها الى خارج المزرعة .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:29 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل الثالث عشر

      كانت الساعة قد شارفت الحادية عشرة مساء ومبنى الداخلية ينعم بالجو المعتاد في هذا الوقت ... خطوات اماني القلقة تزرع ارضية الحمام الضيقة جيئة وذهاباً وهي تحمل بيدها زجاجة مليئة بسائل يميل لونه الى الاخضر ... كانت ترفعها وتنظر اليها ثم تواصل حركاتها الرتيبة فقد كان عقلها يستعيد تعليمات ساريا في آخر لقاء بينهما .
      " الطريقة الوحيدة عشان تقنعي فضيلة انها تطلع معاك في وقت متاخر انك تكوني عيانة بالجد مش تمثيل ومافي مفر من انك تمشي المستشفى ... صاحبتك بتاعت المبادئ دي ما حيهون عليها تخليكي براكي في وقت وظرف زي دة .. انا حاديك شراب تشيليه معاكي ولمن تجي الساعة حداشر بالضبط اشربيه حيعمل ليك مغص شديد ما تخافي واصرخي على قدر ما تقدري خليها تحس انك فعلا بتتالمي واكيد هي الحتعرض عليك تمشوا المستشفى .. مفعول الشراب بيظهر بعد نص ساعة او اقل .. يعني لغاية 11:30 تقريباً وبما انو الوقت متاخر حيكون صعب تلاقوا تاكسي .. اقنعيها انك حتتصلي بواحدة من البنات البتعرفيهم عندها عربية عشان تجي وتوديكم وهي لمن تقولي ليها بت اكيد ما حترفض ... انا حارسل ليكم عربية والزولة السايقاها عارفة تتصرف كيف .. انتي بس خليها تركب وهي مقتنعة انها ماشة معاكي المستشفى والباقي ما ليكي دعوة بيه "
      كانت اماني متخوفة من عدم امكانية تطبيق الخطة حسب ما تريد ساريا فيقع اللوم عليها " طيب يا ساريا لو انتبهت انو الطريق مختلف ؟؟ انتو قلتوا المزرعة بعيدة وهي اكيد حتحس اننا ما ماشيين لدكتور اذا الطريق طال شديد .. يمكن تصرخ وحتى تفتح الباب وتنط ... انتي ما بتعرفي فضيلة هي زكية وحتفهم الحاصل شنو ويمكن تفضل الموت على انها تجي مكان ما عاوزاه "
      ردت ساريا باستهزاء " ما تخافي احنا عاملين حسابنا على كل حاجة ... العربية احدث موديل ومظللة شديد يعني ما أي شئ بيظهر من برة .. القفل بتاعها مركزي ولو كسرت رقبتها لا تقدر تفتح القزاز ولا الباب ولو ملت الدنيا صراخ ما في زول بيجيب خبرها .. المهم انتي اشغليها بيك وبحالتك لغاية ما تطلعوا برة شوية وبعد كدة في الخلا داك خليها تسوى البتقدر عليه "
      " يا ساريا حتى لو وصلنا المزرعة ممكن تصرخ وتجري وما تقدروا تمسكوهها "
      كانت ساريا قد بدات تشعر بالسام من مجادلة اماني فردت عليها بحدة " اماني بطلي النقة الكتيرة ... المزرعة دي عالمنا احنا وزي ما بيقولوا الداخل فيها مفقود والطالع منها مولود .. هي لو وصلت هنا خلاص ما عندها مفر ... مهما جرت حتمشي وين ؟؟ الا اذا كانت عاوزة تبقى وليمة لكل من هب ودب في المزرعة ... صدقيني هي لمن تشوف الوضع براها حتمشي مع امجد بدل ما اخلي كل الكلاب الهنا تنهشها .
      واضافت ساريا بحنق " بس لو ما امجد رفض فكرة اننا نخدرها لغاية ما توصل هنا كنا ارتحنا من مشاكل وتعقيدات كتيرة .. قال شنو .. عاوزها واعية وفايقة عاوز يحس بكل حركاتها وما بيهمه لو صرخت لانو عارف ما في زول بيتجرا ويدخل الاوضة .. وهو زاتو الوقت داك منو الفاضي ولا واعي عشان يسمعها " وصمتت اماني وهي لا تجروء على مجرد التفكير فيما يمكن ان يحدث لو لم يلتزم عبد الفتاح بوعده في اخراجهم من هذه الورطة قبل وصولهم الى المزرعة .. وما ان خرجت من بيت ساريا واستقلت سيارة الاجرة حتى اتصلت به واخبرته بكل التفاصيل ... لقد شلّ الخوف تفكيرها من قتامة الصورة التي رسمتها ساريا لفضيلة .. استمع لها فتاح بكل انتباه ثم اخبرها ان تتبع خطة ساريا بحذافيرها ولكن عليها ان تتصل به قبل ان تشرب الشراب فاجابته بخوف حقيقي
      " فتاح انت عارف لو ركبنا العربية دي معناها شنو ؟؟ معناها خلاص ما في أي شئ تاني ممكن يخلصنا .. انت متاكد انك بتقدر تتصرف قبل ما نوصل المزرعة ؟؟
      كانت لهجة فتاح حازمة " اماني انتي لسة ما عرفتيني كويس ... ويمكن ما قادرة تتخيلي انا ممكن اعمل شنو عشان احافظ على فضيلة مستحيل اخلي أي انسان يلمس شعرة من راسها عشان كدة امشي في الموضوع وتاكدي انو ما في شئ حيحصل ليكم " لحظتها احست بالحزن لانه لم يخفي دافعه فهو يفعل كل هذا من اجل فضيلة فقط ولم يذكرها .. لكنها ابتلعت حسرتها وذكرّت نفسها بانها تستحق كل ما يحدث لها .. ليس مهما ان يراعي عبد الفتاح مشاعرها ... المهم ان ينقذهم من هذا الوضع .
      • مع دقات الساعة الحادية عشر توقفت خطواتها .. وبتردد هزّت الزجاجة وفتحتها وعلى الفور تصاعدت منها رائحة كريهة كانها اعشاب متعفنة ... اغمضت عينيها وسدت انفها بيد وبالاخرى تجرعت السائل دفعة واحدة .. احست برغبة في التقيؤ لكنها تماسكت واغلقت فمها باحكام حتى ابتلعت كل الشراب وضمنت وصوله الى معدتها ... وبخطوات مترنحة اتجهت نحو الغرفة .
        عندما فتحت الباب كانت شاحبة كالاموات وجسدها يرتعش بقوة مما جعل فضيلة تقفز على قدميها وتتقدم نحوها وهي تسالها بانزعاج واضح " مالك يا اماني ؟؟ ليه شكلك كدة ؟؟ انتي عيانة ؟؟ حاسة بشنو ؟؟واحاطتها بذراعيها بحنان جعل الدموع تطفر من عيني اماني وتزايد خوف فضيلة وعلى صوتها القلق استيقظت الفتاة الاخرى ورمقتهم باستغراب " في شنو يا جماعة مالكم ؟؟ ردت فضيلة " معليش ازعجناك لكن اماني عيانة شديد تعالي ساعديني نختها في السرير "
        وخلال فترة قصير بدا الالم يقطع احشاء اماني وغمرها العرق وانتفض جسدها بشدة وتعالت اناتها .. كانت فضيلة تشعر بالعجز امام حالة اماني المتدهورة فجلست قربها تحتضنها وتمسح العرق بيديها وهي تخاطبها " الليلة انتي اكلتي وين واكلتي شنو ؟؟ يكون تسمم ؟؟ لازم نمشي المستشفى حالاً انا حاقوم البس واجي البسك يا اماني " وتطوعت الفتاة الاخرى بالذهاب ايضاّ وهي تردد " الله اعلم نلاقي لينا تاكسي زي المواعيد دي " ومن بين انقباضات الالم تكلمت اماني بصوت ضعيف
        " هاتي تلفوني من الشنطة يا فضيلة " التفتت الفتاتان بدهشة لطلبها " اماني !! تلفون شنو هسة كدي خليني البسك عشان نمشي سريع قبل ما تتعبي اكتر من كدة "
        صرخت اماني من فرط الالم ومدت يدها تسحب حقيبتها وبعناء استطاعت ان تخرج جملة مترابطة " هاتي التلفون حاتصل بواحدة صاحبتي عندها عربية تجي تودينا .. ما حنلقى تكسي في الوقت دة "
        رمقتها فضيلة بقلق فهي لا ترتاح لركوب سيارة غريبة حتى لو كان السائق فتاة .. ولكنها امام حالة اماني الحرجة لم تكن تملك الا الموافقة فاعطتها الهاتف وباصابع مرتجفة ضغت اماني على الرقم الذي اعطته لها ساريا لياتيها الرد فوراً .. وطلبت منها اماني الحضور بسرعة فقد كان الالم اقوى مما تخيلت وفاق قدرتها على التحمل .. احست وكان الحياة تتسرب من جسدها رويداً رويداً .. وبدات تفكر بان هذه قد تكون آخر لحظاتها في الدنيا .. وبدات تنتحب بصوت عال لفت انتباه جميع الغرف القريبة فاتت البنات وهن يتدافعن لمعرفة ما يدور ... كانت فضيلة تبكي لالم صديقتها وهي تواسيها .. اصبري يا اماني هسة نمشي المستشفى ويعالجوك وتبقي كويسة .. كانت تتطلع الى الساعة بقلق فقد مضت ربع ساعة منذ الاتصال اين هذه الفتاة ؟؟ وكأن الهاتف تجاوب مع تفكيرها فارتفع رنينه وردت زميلة الغرفة لتعلن وصول صاحبة السيارة ... نظرت اماني من بين دموعها وهالها العدد المتجمع من البنات امام باب الغرفة وعلى راسهم المشرفة على السكن وقد تطوع الجميع لمرافقتهم مما اشعرها بالياس فهمست في اذن فضيلة " فضيلة انا ما عاوزة أي زول يمشي معاي المستشفى غيرك .. ما تخلي زوي تاني يمشي معانا بس انتي يا فضيلة " واندهشت فضيلة من طلب اماني الغريب فقد ارادت ان تحظى برفقة زميلاتها والطمانينة التي توفرها في هذا الوقت المتاخر من الليل لكنها لم تجادل اماني خوفا عليها واعتذرت من الجميع برقة مؤكدة لهم بان صديقة اماني سوف توصلهم الى المستشفى وتعيدهم منها .. وساعدت اماني على النهوض وامسكتها باحكام وبخطوات وئيدة سار الجميع حتى الباب الخارجى حيث توقفت سيارة حديثة الطراز باللون السماوي الفاتح ونزلت من امام عجلة القيادة فتاة جميلة وانيقة .. فتحت الباب الخلفي فدخلت فضيلة واجلست اماني ووضعت راسها على حجرها لتهدئة ارتعاش جسدها وتحركت السيارة تحت نظر المجموعة القلقة التي رافقتهم حتى الباب.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:33 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل الرابع عشر

    • كانت عروق ساريا تنتفض غضباً اثر نقاشها الحامي مع مها ... احست بتزايد حقدها تجاه فضيلة التي تسببت في وقوف صديقتها بوجهها لاول مرة خلال علاقتهما الطويلة .. كانت تحمل سيجارة بيد وكاس بالاخرى .. وبلا انذار فتح باب الغرفة والتفتت لترى امجد واقفا ويبدو عليه التوتر والانتشاء فقد شرب عدة كؤوس منذ وصوله وفقدت عيناه برودهما المعتاد ولمعتا ببريق حاد تعرفه ساريا حق المعرفة وراته في عدة مناسبات .. كان جسده متوترا كنمر يستعد للانقضاض على فريسته ومن خلال قميصه المفتوح حتى منتصف صدره رات ساريا تقلصات عضلاته القوية ... كانت تمسحه بعيون متفحصة وركزت نظراتها على منطقة معينة من جسده ثم ابتسمت بخبث وهي تخاطبه " امجد اهدا شوية .. كدة ما حينفع ... الجماعة ديل يادوبك اتحركوا من الداخلية ومحتاجين اقل شئ نص ساعة عشان يوصلوا هنا .. وبعد كدة احنا ما عارفين حنتعامل كيف مع الاسمها فضيلة دي ... قالوا عنيدة شديد وممكن تفضل الموت ولا تديك أي شئ برضاها ...
      رد امجد بلامبالاته البغيضة " موت ؟! موت شنو ؟! كلهم بيقولوا كدة في البداية .. وبعد شوية بيكونوا ميتين في حاجة تانية ...بس انتو وصلوها لي هنا وخلوا الباقي عليّ ... والتفت بحركة عصبية " هم اتاخروا ليه يا ساريا ؟! انا تعبان وحاسي روحي حانفجر .. اضربي ليهم تلفون وقولي للزولة السايقة الشوراع فاضية زي المواعيد دي خليها تسوق سريع "
      كانت حركاته القلقة وكلماته الموحية تنشر جوا غريبا في فضاء الغرفة جعل ساريا تتحرك تجاهه بنعومة وتشده الى الداخل وتغلق الباب ... تعلقت بيده وهي تتامل ملامحه الوسيمة " امجد .. تعال اقعد وروّق شوية انت بحالتك دي ما حتقدر تعمل أي حاجة ..ما تنسى انو البت ورقة جديدة ومحتاجة معاملة معينة وانت كدة ممكن تقتلها تحت ايدك .. خليني اهديك شوية .. وبدات تفك البقية الباقية من ازرار قميصه ويديها تتحرك بخبرة .. نظر اليها امجد بدهشة ... فساريا لا تعطي نفسها الا في حالات نادرة .. اضافة الى انها لا تجذبه من هذه الناحية لان ذوقه مختلف تماما عن تكوينها الصبياني النحيل .. لكنه لم يكن في حال يسمح له بالاختيار فتقبل تصرفها بامتنان لانه كان بحاجة فعلية للاسترخاء حتى يستطيع ان يتعامل مع فضيلة بهدؤ ... وسرعان ما تجاوب مع حركاتها الخبيرة لتدخله الى عالم يحفظان دروبه عن ظهر قلب ...
      • كانا منغمسين كلية لدرجة انهما لم يعيرا انتباهاً للصرخات الخائفة التي تعالت في الخارج .. ولا دبيب الاقدام الثقيلة وهي تقترب من باب الغرفة حتى انفتح الباب بعنف وضرب الحائط بصوت كانفجار قنبلة ... وقفز الاثنان برعب وهمّ أمجد باطلاق الشتيمة على من تجرا واقتحم عزلته لتواجهه نظرات صارمة لرجل يحيط به جو من السلطة فابتلع كلماته وتجمد في مكانه بينما انكمشت ساريا في طرف السرير وهي تتمسك بالغطاء وتحاول تغطية جسدها العاري ..
        تكلم الرجل بصوت عميق " مباحث أمن الدولة" والتفت الى آخر يرافقه " شيلوهم وختوهم مع الباقيين في العربات " يلا قوموا " وهنا فقط تشجع امجد وحاول ان يبدو بمظهر القوي المتماسك ووجد صوته ليخاطب الرجلين " انتو منو الاداكم الاذن تدخلوا هنا ؟؟ انتو عارفين انا منو وابوي منو ؟؟ احسن ليكم تنسحبوا من سكات والا بتلفون واحد بكرة كلكم بتلقوا نفسكم في السجن ... وانحشرت بقية الكلمات في حلقه عندما راي النظرة الغريبة للرجل الذي كان يتقدم نحوه بخطوات ثابتة ومتحفزة "انعل ابوك وابو اليوم الخلى واحد زيه يقعد في مكان زي دة .. هو احنا الرجعنا ورا شنو غير نوعية ابوك دي ؟؟! ورفع يده الخشنة وهوى بها على وجه امجد بقوة جعلته يشهق وطعم الدم يملا فمه .. ووجه كلماته الى ساريا التي شارفت على الاغماء " قومي يا بت البسي هدومك ولا عاوزة تمشي كدة ؟؟
        احست ساريا بخوف لم يرادوها طيلة حياتها ... اصبح جسدها كالهلام ... ولاول مرة منذ فترة طويلة يعود اليها ذلك الاحساس البغيض بعدم الامان وفقدان الثقة في نفسها وفي الظروف التي تحيط بها .. احساس كانت تظن انها قد تجاوزته منذ سنوات طويلة .. تحديدا منذ انفصال والديها وزواج امها برجل آخر ... كانت تنظر الى رجل المباحث بذعر واصابعها تقبض باحكام على الملاءة التي تلف بها جسدها .. رمى لها احد الرجلين ملابسها التي كانت مبعثرة في الارض وعقد ذراعيه ووقف يراقبها .. كانت تتعثر كطفلة صغيرة لا تعي ما يدور حولها فخاطبها الرجل ساخراً " مالك ؟؟ خجلانة ؟؟ هو نوعكم دة بيعرف الخجل ؟؟ يلا يا بت خلصينا ولا اجّرك من شعرك واوديك كدة ؟؟ وكان الآخر يعطي امجد ملابسه فامره الذي يبدو اعلى سلطة ... خليه يلبس الملابس الداخلية بس ويطلع البوكس كدة عشان نشوف ود منو حيعمل لينا شنو ؟؟
        عندما خرجوا من الغرفة كانت ممرات الفيلا وطرقات المزرعة تعجّ بالرجال الصارمين وهم يقودون الفتيات المنهارات والرجال المذهولين الى سيارت الشرطة التي اصطفت في شريط طويل ... كانت علامات الصدمة مرسومة على كل الوجوه لم يكن احد يدري ماذا يجري أو لماذا اتت الشرطة ؟؟ بعض الفتيات اغمى عليهن من الخوف مما جعل وضعهن في السيارات اكثر صعوبة ..حتى حارس البوابة كان مذعوراً فعندما راي السيارات القادمة ظنها مزيدا من الضيوف وخرج من قفصه الزجاجي ليتحقق من الدعوات ليفاجا بسيارات الشرطة وهي تتبع بعضها بصمت وهدؤ ... امروه بفتح البوابة ولم يكن امامه خيار سوى الامتثال لاوامرهم وظل يراقبهم باستسلام وهم يداهمون الغرف والبقع المظلمة في المزرعة فجلس على الارض وهو يرى كل شئ حوله يتهاوى ولم تاته الجراة للاتصال بمالك المزرعة ليخبره ما يحدث ... وفي لحظات تم ضبط كل ما وجد من مشروبات روحية ، محدرات ، اجهزة الفيديو والافلام .. وخلال ساعة واحدة كانت المزرعة قد غرقت في ظلام دامس وصمت مميت ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:36 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل الخامس عشر

      كان قسم الحوادث في مستشفى الخرطوم يعج بالحركة اثر وقوع حادث تصادم بين حافلة تحمل اسرة كاملة كانت في طريق عودتها من حفل عرس وسيارة صغيرة فقد قائدها السيطرة عليها نتيجة السرعة الزائدة مما ادى لمقتله هو وزوجته التي كانت تجلس في الكرسي المجاور على الفور في مكان الحادث كما اصيب معظم ركاب الحافلة اصابات بعد ان انقلبت الحافلة الصغيرة من شدة الصدمة .. انتشرت الدماء في كل مكان وتعالى أنين الجرحى وحشرجات المحتضرين ... كان الجو مشبعاً برائحة الموت .
      أحست فضيلة بالضياع وسط هذه الفوضى .. كانت تسند اماني التي اصبحت كالخرقة البالية بكلتا يديها وهي تنادي طلباً للمساعدة .. لم يعرها احد انتباهاً فقد كان الجميع منهمكين في انقاذ مصابي الحادث .. لم تدري الى اين تتجه وبمن تستغيث بعد ان هجرتهم صديقة اماني عند بوابة المستشفى وولت الادبار كانها تهرب من عدو يلاحقها .. احست فضيلة بغرابة الموقف لكن وضع اماني المتدهور لم يترك لها مجالاً للتفكير .. فمنذ ان استقلوا السيارة لم تنطق الفتاة كلمة واحدة كانت تقود ببراعة وسرعة فظنت فضيلة انها تركّز على الطريق أمامها .. ثم بدات اماني تتقيأ باندفاع شديد اغرق كل شئ حولها ووصل رزازه الى عجلة القيادة مما جعل الفتاة تسب وتلعن بصوت مسموع وهي تخاطب اماني الفاقدة الوعي " يا الله وسختى لي العربية ... دة جلد اصلي الانتي استفرغتي فيه دة ... ما كان تستفرغي برة ولا تنتظري لمن نوصل ... هسة الريحة دي البيطلعها شنو ؟؟ الا اغيّر فرش العربية كلو "
      احست فضيلة بالحرج وتمتمت معتذرة ... معليش هي ما حاسة بروحها وانا حانضف ليك العربية اول ما نوصل المستشفى ... حدجتها الفتاة بنظرة غاضبة خلال المرآة ولم تكلف نفسها عناء الرد وظلت تهمس بعبارات الاستياء التي جعلت فضيلة تفكر " سبحان الله ... العربية ولا البني آدم ؟؟ دي صاحبة شنو دي يا اماني ؟؟ انتي عاوزة تموتي وهي بتفكر في الفرش الاتوسخ " وفجاة بدات اماني تنتفض بقوة وصرخت فضيلة عندما رات لونها يتحول الى الازرق الداكن ولم يعد بمقدورها السيطرة على حركاتها .. اوقفت الفتاة السيارة ونظرت الى الخلف وهالها منظر الفتاتين الغارقتين في سائل اخضر كريه الرائحة وجسد اماني الذي فقد لونه وينتفض بقوة .. احست بالرعب فما رأته امامها لا يبشر بالخير وبدات تفكر ماذا سيحدث لو ماتت اماني الآن في سيارتها ؟؟ لقد وافقت على طلب ساريا باحضارهما الى المزرعة لكن الوضع الحالي اصبح شديد التعقيد وهى تجزم بعدم امكانية الوصول الي هناك مع حالة اماني التي تسؤ اكثر فاكثر في كل لحظة تمر .. هي تدين لساريا بالكثير ولكن ليس لدرجة تحمّل وجود جثة فتاة لا تعرفها في سيارتها ... وهي لا ترغب بالتورط في مثل هذا النوع من المشاكل ..
      كانت لا تزال في وسط الخرطوم فكرت قليلاً ثم ادارت السيارة وعادت بها الى الاتجاه المعاكس نظرت اليها فضيلة بخوف " انتي راجعة ليه ؟؟ احنا لازم نوصل المستشفى سريع .. اماني تعبانة شديد " ردت الفتاة بحنق " ما احنا راجعيين المستشفى .. ولم تكن فضيلة في حال يسمح بالجدال فصبت اهتمامها على صديقتها التي اصبح جسدها باردا كالثلج .. وخلال بضع دقائق اوقفت الفتاة السيارة امام مبنى الحوادث وامرت فضيلة " يلا شيلي صاحبتك وانزلي سريع كفاية البلاوي الشفتها منكم " لم ترد عليها فضيلة وفتحت الباب وبدات في سحب جسد اماني وهي تفكر " ياتو نوع من الصحبات انتي الله يلعنك " وما ان انزلت قدمي اماني وهي تدور بعينيها بحثاً عن شخص يساعدها حتى قادت الفتاة سيارتها بسرعة كبيرة ودون ان تغلق الباب الخلفي .
      • اخيراً تطوع شاب لمساعدة فضيلة في ادخال اماني الى مبنى الحوادث وعندما راي ضحايا الحادث انتابه الشك في ان يهتم احد بحالتهما ... احس بالشفقة تجاه الفتاتين فاجلسهما واخبر فضيلة انه سوف يغيب بحثا عن احد اقربائه الذي يعمل طبيبا بالمستشفى ليعاين اماني ... وفي غيابه حاولت فضيلة ان تنادي احدى الممرضات لتشرح لها حالة صديقتها وتطلب عونها .. فرمقتها الممرضة بغيظ وردت عليها باستهزاء " الناس بتموت من حادث حركة وانتي بتقولي لي المعاك عندها مغص ؟؟ وديها الحمام احنا ما فاضيين لدلع البنات الفارغ دة " وغادرت بدون ان تعطي فضيلة فرصة لتوضيح وضع اماني الحرج احست فضيلة بالعجز وقلة الحيلة وسالت دموعها بغزارة .. من بعيد ظهر الشاب برفقة طبيب لا يكبره كثيرا في السن ... ونقلوا اماني الى احدى الحجرات الضيقة المتسخة .. وطلب الدكتور من ممرضة تنظيف الفوضى الناتجة عن التقيؤ حتى يستطيع معاينة اماني " الزولة دي شكلها متسممة ولازم نعمل ليها غسيل معدة حالاً ... كل الاعراض بتقول تسمم حاد .. انشاء الله نقدر نلحقها " اتت الممرضة مهرولة وهي تلهث " يا دكتور ما في أي غرفة عمليات فاضية بسبب الحادث الا ننتظر شوية " رد الدكتور بقلق " ما في طريقة ننتظر لو السم اتمكن منها اكتر من كدة حيفوت الاوان على انقاذها ... اقعدي معاها وانا حاتصرف " ركض خارج الغرفة وفضيلة تتبعه بعيون غائمة ..كانت تمسك بيد اماني وتحاول افاقتها " اماني قومي .. وريني مالك .. فيك شنو ؟؟ اصحي يا اماني ... اتكلمي معاي .. كانت تنظر الى عيني صديقتها المغمضتين بامل ولهفة .. وعندما جاوبها الصمت انهارت قواها وانخرطت في البكاء .. نظرت اليها الممرضة بفضول وهي تتامل خصلات شعرها التي انتشرت بفوضى آسرة على وجهها الجميل وسالتها " اختك ؟؟ " اومات فضيلة ايجاباً بعد ان اختفى صوتها من شدة البكاء... وهمست الممرضة لنفسها " سبحان الخالق الاداك الجمال دة كله .. الله يحفظك من العين الحاسدة يا بتي " .. رجع الطبيب وبانفاس مقطوعة قال للمرضة " يلا اسحبي معاي النقالة لقيت ليها غرفة عمليات فاضية " وتدافع الجميع لجَر النقالة في الممرات الطويلة القذرة حتى وصلوا الى غرفة بدت وكانها مهجورة .. ودخل الطبيب والممرضة بعد ان امر فضيلة بالانتظار خارجاً .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:38 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل السادس عشر

      صدرت صحف الصباح التالي ونبأ ضبط الشبكة التي تدير اعمالاً منافية للآداب يتصدر عناوين الصفحات الاولى .. كان الباعة المتجولون يحملون الصحف وهم يهتفون " تعالوا اقروا .. شبكة اولاد العزّ ... التفاصيل الكاملة " سجلت مبيعات الصحف في ذلك اليوم اعلى مستوى لها .. حتى الذين اعتادوا على تاجير الصحيفة او قراءتها وقوفا امام الباعة لم يستطيعوا مقاومة اغراء العناوين المثيرة فقاموا بشرائها
      ( مداهمة مزرعة مسئول حكومي كبير بعد بلاغ من مجهول )
      ( تورط ابناء شخصيات بارزة في الشبكة التي تم القبض عليها )
      (احراز وضبط كميات كبيرة من الممنوعات داخل مبنى المزرعة )
      غطت هذه الاخبار على كل ما عداها من احداث محلية وعالمية فلم يهتم احد لخبر حادث التصادم الاليم الذي نتج عنه وفاة عشرة اشخاص كما مر مرور الكرام نبا وفاة طالبة جامعية بحالة تسمم غذائي حيث استبعدت الشرطة احتمال الشبهة الجنائية وقررت تسليم الحثة الى ذويها .
      خرجت القرية الصغيرة عن بكرة ابيها لاستقبال جثمان اماني وقد هزت صدمة وفاتها المفاجئة الجميع بلا استثناء .. لم يستطع والدها المنهار ان يذهب لاستلام جثة ابنته الشابة التي كان يعقد عليها امالا عريضة بعد تخرجها من الجامعة .. فتطوع الكثيرون من اهل القرية للذهاب .. تراصت النساء عند مدخل القرية وارتفعت اصوات العويل .. حتى الرجال والاطفال سالت دموعهم عند سماع كلمات اخواتها المنغمة وهن يخاطبن شقيقتهن التى خطفها الموت في غفلة من الجميع.. وانهارت معظم النساء لحظة انزال الجثمان من السيارة تمهيدا لغسله ودفنه ...
      ومع الحزن الغامر اطلت الشفقة من عيون الجميع عند رؤية فضيلة المذهولة .. لم تكن تبكي بصوت مسموع ولكن على خديها الشاحبين انحفر اخدود من الدموع .. بدت وكانها تقدمت بالعمر عشر سنوات دفعة واحدة ... كانت تتحرك بصعوبة وهدؤ مخيف ... ارتمت بين ذراعي امها التي ضمتها طويلا وهي تحاول حملها على البكاء فقد اخافها صمت ابنتها الغريب .. وظلت فضيلة تتنقل بين الاذرع المواسية لفترة طويلة وهي لا تعي ما حولها فمنذ اللحظة التي خرج فيها الطبيب من غرفة العمليات منكساً راسه احست بان شيئا ما قد حدث لاماني .. حاول ان ينقل لها الخبر برقة ولكن كيف يكون خبر فقد الاحباب رقيقا ؟؟
      " أنا آسف والله بذلت كل مجهودي لكن قضاء رب العالمين سبقنا .. السم كان خلاص اتمكن منها والغسيل ما جاب نتيجة ... اصبري واحتسبي .. الله يرحمها ويغفر ليها ... احنا حنتفظ بالجثة لغاية الصباح ولازم نبلغ البوليس .. بعد ما تخلص الاجراءات هم حيوضحوا ليك متين ممكن تجوا تستلموها .. انا حاكتب في تقريري انو تسمم غذائي .. واضح انها اكلت شئ لانو السائل الطلع كان تقريبا اعشاب وبقايا اكل عشان كدة انا شايف ما في داعي للتشريح الا اذا كان للبوليس وجهة نظر تانية " وصمت الطبيب عندما احس بانه يكلم الفراغ فقد تجمدت فضيلة تماماً ولم تعد تسمعه منذ ان اخبرها بوفاة اماني .. صديقة عمرها .. رفيقة طفولتها وصباها .. مستودع اسرارها .. في تلك اللحظة كان شريط ذكرياتهما معا يمر في عقلها ويحجب عنه استيعاب حقيقة موتها والالم الناجم عنه ... كانت ملامحها صورة مجسدة للحزن والصدمة مما اخاف الطبيب من احتمال تعرضها لانهيار عصبي .. فامسكها من ذراعها واجلسها على كنبة خارج باب الغرفة واسند ظهرها على الحائط ثم التفت الى الممرضة " جيبي لي حقنة مهدئة سريع وشوفي سرير فاضي حتى لو في عنبر وخلينا ننقلها لغاية ما يظهر زول بيعرفهم .. انا ماشي اكتب التقرير وابلغ البوليس بالحالة ...
      • عندما استيقظت فضيلة وجدت الشمس تغمر وجهها من نافذة عريضة خلف السرير ومن حولها رات مجموعة من العيون القلقة الباكية .. كانت نظرات زميلات السكن والمشرفة تدل على علمهم بما حدث لاماني .. فقد اهمهم تاخر الفتاتين حتى الصباح فاتين في وقت مبكر لاستكشاف الامر .. وكان وقع الصدمة قاسيا على الجميع .. تمكنوا من نقل فضيلة الى السكن وتولت المشرفة امر الاتصال بالقرية لارسال من يستلم الجثمان ومعه فضيلة الغائبة في عالم آخر .
        احتاج اعادة فضيلة الى حالتها الطبيعية الكثير من الوقت والجهد .. فبعد ان تفرق الناس كل لحياته واصلت فضيلة صمتها المخيف ورفضت العودة الى الجامعة .. اعتزلت الجميع حتى شقيقها الحبيب محمد لم يستطع ان يخرجها من عزلتها وصمتها .. كان قلب والدها ينفطر حزناً كلما مر بالغرفة حيث تجلس متقوقعة في طرف السرير تحتضن المخدة وتنظر الى الفراغ.. واحست ست البنات بالقلق والحزن على فلذة كبدها وقتلها الخوف من فقدانها هي الاخرى .. كانت تتناوب مع زوجها للجلوس بالقرب من فضيلة وقراءة القرآن في راسها والتحدث معها لساعات طويلة وعندما يحل بهما الارهاق تاتي صفاء ومحمد ليحلوا مكانهم .. وعندما ظلت فضيلة على حالها استمع ابوها لمشورة كبار اهل القرية واقام عدة ليال لختم القرآن .. و رجع عبد الرحمن من السعودية مبتلعاً صدمته بفقدان اماني كي يواسي اخته المكلومة ...
        بعد مرور شهر على وفاة اماني استيقظت صفاء على صوت آذان الفجر مختلطاً بصوت آخر غريب لم تستطيع ان تتبينه في البداية .. كانت الغرفة مظلمة الا من ضؤ خفيف ياتي عبر شق الباب من الممر الخارجي .. احست بالخوف فقد كان الصوت مكتوما .. متألماً كانه حيوان جريح يعاني سكرة الموت ... ثم تعالى ليصبح نشيجاً عميقاً متواصلاً ..قفزت صفاء بفزع واضاءت النور لتجد فضيلة جالسة في منتصف سريرها وهي تحتضن المخدة و تنتحب بحرقة ولوعة .. كان جسدها الذي صار نحيلاً من شدة الحزن يتحرك الى الامام والخلف بعنف رتيب بينما انهمرت دموعها كالسيل ... تضاربت داخل صفاء مشاعر الفرح والالم والخوف على شقيقتها الحبيبة التي لم تسمع صوتها ولو همسا منذ فترة طويلة .. وصرخت تنادي " امي الحقي فضيلة بتبكي .. ابوي تعال فضيلة بكت .. وفي لحظة تدافع الجميع الى داخل الغرفة وتسمروا في اماكنهم وهم يرقبونها .. كان الاستاذ اول من تحرك فرفع راسه وتمتم بدعاء شكر مع نهاية الآذان ثم هرول الى سرير ابنته واحتضنها بحنان وهو يغالب الدموع التي ابت الا ان تسيل لتبلل لحيته تبعته ست البنات وصفاء وعبد الرحمن ومحمد ليجتمع منزل الاستاذ كله في سرير صغير ...
        تدريجيا بدات فضيلة تستعيد عافيتها وان ظلت شهيتها للاكل ضعيفة .. وبرغم قلة حديثها الا ان الجميع كان يحس بالسعادة عندما تنطق كلمة واحدة ... واجهشت ست البنات بالبكاء عندما رات شبح ابتسامة مرتسما على شفتي ابنتها وهي تستجيب لمداعبات شقيقها الصغير ... وبعد مرور شهرين على الوفاة ااصبحت فضيلة شبه طبيعية لكنها رفضت باصرار العودة الى الجامعة برغم محاولات اسرتها المستميتة لاقناعها بمواصلة دراستها ... وفي عصر احد الايام اتى والد اماني وطلب الانفراد بفضيلة وجلس معها وقتا طويلاً وعندما خرجت من الغرفة كانت عيونها منتفخة من البكاء لكنها اعلنت بانها سوف ترجع الى الجامعة في بداية الاسبوع القادم وتحاول ان تعوّض ما فاتها ... لم يسال أي منهم عن فحوى الحديث او كيف اقنعها هذا العجوز بما عجز عنه الجميع لمدة شهر كامل


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.