آخر 10 مشاركات
عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          خادمة بثوب زوجة- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *كاملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          أريدُ أنْ أكون *مميزة* و *مكتملة* (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          لازلت سراباً (25) -ج1س أنثى صنعها الهوى!- للمبدعة: Just Faith *مميزة*رابط خفيف (الكاتـب : Andalus - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-14, 11:41 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


    • الفصل السابع عشر
      عندما ظهرت فضيلة في مدخل الجامعة تجمع حولها الكثير من الزملاء والزميلات وهم يقدمون واجب العزاء ... ومن بعيد كان هناك شبح هائم بين الاشجار يرقب دخولها الذي انتظره منذ شهرين ...
      عبد الفتاح الذي جعله حبه لفضيلة ورغبته المفرطة في حمايتها يبلغ الشرطة عن من كانوا صحبه ... وحتى يضمن اخذ بلاغه بجدية سعى للحصول على رقم احد اقرباء والدته العقيد في مباحث امن الدولة .. واتصل به في هاتفه المتحرك من هاتف عمومي .. ودون ان يعّرف عن نفسه اعطاه معلومات كاملة عن مكان المزرعة وصاحبها والممارسات التي تحدث فيها ... وحتى يضمن وصول قوات الشرطة قبل السيارة التي تقل فضيلة واماني بفترة طويلة .. تطوع بتمرير معلومة كاذبة عن صفقة مخدرات ضخمة سوف يتم تسليمها في المزرعة عند الساعة الحادية عشرة مساء .. استغل اللغط الذي يدور عن استغلال حسن البصيري لنفوذه والسلطة الممنوحة له في تحقيق مكاسب خاصة اضافة الى تورطه في العديد من الصفقات المشبوهة .. وادرك ان المعلومة التي ادلي بها سوف توافق هوى الكثيرين الذين يرغبون في الحصول على دليل يدعم الشائعات مما يسمح برفع الحصانة عنه واخضاعه للتحقيق... لم يحس بتانيب الضمير لكذبته لانه في قرارة نفسه كان مقتنعا بانهم يستحقون ما سوف يصيبهم .. وعندما قرا الاخبار في صحف اليوم التالي احس بالارتياح واستطاع ان يغفو قليلاً بعد ليلة طويلة امضاها ارقاً وهو يفكر في كل الاحتمالات .. خصوصا بعد ان حاول الاتصال بهاتف اماني عدة مرات بلا فائدة ..
      ايقظه رنين الهاتف من نومه المتقطع لياتيه صوت مها المنزعج .. اصيب بدهشة حقيقية فقد تخيل انها ضمن المجموعة التي تم القبض عليها ورد عليها بصوت مذهول " مها ؟؟!ّ " وكانت لهفة مها للحديث اكبر من قدرتها على تمييز نبرة فتاح الغريبة " فتاح ؟؟ سمعت بالحصل ؟؟ انا ما قادرة اصدق .. حاسة اني باحلم .. احلم شنو ؟؟ دة كابوس .. مستحيل يكونوا قبضوا على ساريا وامجد وبقية اصحابنا .. وبدات تبكي بصوت هستيري فسالها عبد الفتاح بحذر " انتي مش كنتي هناك ؟؟ كيف قدرتي تهربي ؟؟ ومن بين شهقاتها شرحت له تفاصيل مشاجرتها مع ساريا والتي تركت بعدها الحفل وغادرت عائدة الى منزلها .. صمت عبد الفتاح فترة ثم رد عليها بصوت هادئ
      " تعرفي يا مها برغم كل شئ لكن انتي ربنا بيحبك لانو مرقك من هناك قبل ما يحصل الحصل دة "
      سكتت مها عن البكاء وتنهدت بعمق واجابته " والله يا فتاح انا ما بتذكر متين وقفت في مصلاية ولا صليت .. لكن الليلة الصباح لمن البت الشغالة جابت لي الجرايد وقريت الحصل اول شئ عملته مشيت اتوضيت وصليت .. قلت يمكن ربنا ما يقبل صلاتي لاني غلطت كتير في حياتي .. لكن برضه صليت وشكرته لانه طلّعني من الفضيحة دي وسالته يغفر لي .. واضافت بنبرة مستعطفة .. مش ممكن يغفر لي يا فتاح ولا خلاص ذنوبي بقت اكبر من الغفران ؟؟ ... لحظتها احس عبد الفتاح بسلام يغمر روحه من كلمات مها البسيطة المترجية واجابها بهدؤ " يا مها ان الله غفور رحيم وهو عالم بالجواك .. ولو انتي ولا انا ولا أي مخلوق رجع ليه بنية صافية اكيد حيغفر ويسامح "
      وكانما اراحتها كلمات عبد الفتاح وفتحت امامها بابا من الامل " يبقى انت برضه الله بيحبك يا فتاح عشان ما جيت من اصله .. الا انت ما مشيت ليه ؟؟.. رد فتاح بسرعة " أنا مشيت بس متاخر شوية ولمن وصلت هناك لقيت الموضوع خلاص انتهى "
      " طيب يا فتاح هسة حنعمل شنو ؟؟ حنتخلى عن ساريا وامجد ؟؟ مش لازم نقيف معاهم ؟؟ ديل برضوا اصحابنا ..
      " لا طبعا اكيد ما حنخليهم .. اول ما الامور تستقر ونعرف مكانهم بالتحديد نمشي نزورهم ونشوف الوضع كيف ..
      • كان عبد الفتاح يتابع تقدم ساريا البطئ وهو يسترجه وقائع زيارة ساريا وامجد كل في سجنه بعد اسبوع من القبض عليهم .. كان امجد حانقاً ولا مباليا وهو يتشدق .. " انا ما شايل هم .. بكرة ابوي يطلعني من هنا والكلاب العملوا كدة حيندموا على اللحظة الختوا فيها رجلهم جوة المزرعة "
        اما ساريا فقد كانت منهارة وضعيفة وفقدت هالة القوة التي كانت تحيط بها ... قابلتهم بعيون دامعة وكلمات منكسرة
        " تخيلي يا مها لا ابوي ولا واحد من اخواني جا زارني لغاية الان .. جاتني سهى مع امي بالدس منهم .. واضافت بسخرية ذكرت مها بصديقتها القديمة " اخيرا امي اتذكرت انو عندها بت وجات تشوفها .. بس يا خسارة بعد فوات الاوان "
        بعد الزيارة علموا بان حسن البصيري قد اوكل اكبر المحامين للدفاع عن امجد بينما اقنع عبد الفتاح والده بتوكيل محام عن ساريا بعد ان رفض والدها التدخل في الموضوع وكان يقول امام الجميع " دي لا بتي ولا باعرفها .. دي ختت راسي في التراب وكسرت ظهري .. انا ضحيت بكل شئ عشانها هي واخوانها ... رفضت اتزوج عشان ما اجيب ليهم مرت ابو تعذبهم .. نسيت نفسي عشان خاطرهم .. وفرت ليها شئ ...كان ناقصها شنو عشان تعمل كدة ؟؟ خلوها تدخل السجن عشان تتادب ... انا متبري منها ليوم القيامة "
        كانت القضية قد اصبحت قضية راي عام مما جعل اجراءتها تسير بسرعة وحددت لها جلسة قبل انقضاء الشهر ...قبل مواعيد الجلسة بيومين اختفى امجد البصيري من سجنه بطريقة غامضة ... وكثرت الاشاعات عن تورط عدد من رجال الشرطة في تدبير عملية هروبه خصوصا بعد تناثر الهمس عن المبالغ الطائلة التي دفعها والده لضمان تهريبه خارج البلاد قبل بدء المحاكمة ...
        كان ينتظر انفضاض الجمع من حوال فضيلة بصبر وهو يتذكر تلك الايام عندما فشل المحامي في تخفيف الحكم عن ساريا خصوصا بعد هروب امجد فنالت حكما بالسجن لمدة اربعة سنوات بينما تراوحت بقية الاحكام ما بين ستة اشهر وسنة لبقية المجموعة .. تذكر انهيار ساريا في القفص وبكاء سهى التي عصت اوامر والدها وحضرت المحاكمة .. بعدها باسبوع اتصلت به مها لتودعه فقد قررت السفر مع خالها المقيم بالمدينة المنورة والبقاء هناك لفترة " طيب والجامعة يا مها ؟؟ انتي باقي ليك سنة واحدة حرام تضيعيها وتمشي .. ردت عليه بحزن غريب عن طبيعتها " جامعة شنو يا فتاح ؟؟ هو احنا لينا وش تاني نخت رجلنا في الجامعة ؟؟ احنا محسوبين على بعض وقضية ساريا وامجد انتهت مننا كلنا .. يمكن دة يكون عقابنا في الدنيا خليك من عقاب الاخرة .. انا قررت امشي مع خالي عشان اقعد في مسجد الرسول واتشفع بيه لربي يمكن يغفر لي ذنوبي العملتها ..انت بس ادعي لي يا فتاح وانا كمان حادعي ليك احتمال ربنا يقبل دعانا .. يلا مع السلامة وخلي بالك من نفسك ولو يوم قررت تجي السعودية اكتب عندك دة تلفون بيت خالي .. اتصل بي وحاكون سعيدة اسمع صوتك واعرف اخبارك .. اعطته الرقم واغلقت السماعة .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:49 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • كانت فضيلة قد وصلت الى منتصف الممر عندما انسل عبد الفتاح من وراء الاشجار وقطع المسافة الباقية بسرعة قبل ان تخونه شجاعته .. فمنذ ان سمع بوفاة اماني وهو يشعر بالذنب لانه حثها على المضي في الخطة التي تسببت بموتها .. كثيرا ما سكنت احلامه خلال الفترة الماضية واحس بانه لن يستطيع التخلص من هذا الاحساس الا بعد مصارحة فضيلة بكل ما حدث وطلب الصفح منها ان لم يستطع طلبه من اماني .. كما كان بداخله امل ضئيل ان تحس بمدى حبه لها بعد ان تدرك ما فعله من اجلها ... وبهذا الامل فقط استطاع ان يتحمل نظرات زملاؤه المستهجنة وغمزاتهم كل ما مرّ بهم وتجنبهم له كانه وباء معد .. لم يبال بالعزلة التي فرضت عليه فقد اعتادها ... لم يكترث بكل ما حوله واستمر في الحضور يوميا وكان يهيم في الممرات وبين القاعات بانتظار اليوم الذي تعود فيه فضيلة .. لقد طال انتظاره .. لكنها هاهي امامه .. لقد تغيرت كثيراً .. فقدت الكثير من وزنها واحاط بها جو ثقيل من الحزن انعكس في عينيها الجميلتين فبدتا اغمق لونا .. اكثر عمقا واشد لمعانا .. وكأن هناك دموع حبيسة تنتظر بلهفة كي تنهمر .. وبرغم هذا ما زالت رائعة الجمال .. اوجع حزنها قلبه وتمنى لو يستطيع ان يضمها الى صدره ويربت على شعرها .. تمنى ان يمتص المها ويخفف عنها ما تحس به ..
      فؤجئت فضيلة بجسد عبد الفتاح يسد عليها الطريق فرفعت راسها ونظرت اليه بشرود .. في البدء لم تتعرف عليه فهو ايضا تغير كثيرا خلال الشهرين الماضيين ...اصبح نحيلاً.. وتوارت ملامحه خلف لحية كثيفة تغطي معظم وجهه .. اختفت النظرات العابثة وحلت مكانها نظرة هادئة متاملة متضرعة .. مد يده وهو يخاطبها " ازيك يا فضيلة .. البركة فيكم .. وفاة اماني كانت صدمة لينا كلنا ... الله يرحمها ويغفر ليها .. ويصبرك على فراقها "
      بعد تردد مدت فضيلة يدها وبادلته التحية بصوت خفيض اذاب قلبه وسرت في جسده رعشة قوية عندما احس بملمس كفها الناعم وهو يغوص في عمق يده .. فاغمض عينيه حتى لا ترى مدى تاثيرها فيه .. وفتحهما عندما سمع صوتها القلق وهي تسحب يدها " انت من شلة ساريا مش كدة ؟؟ رد فتاح بسرعة " كنت ... هسة خلاص ما بقت في شلة زي ما اكيد عرفتي "
      نظرت اليه فضيلة بوجوم " عرفت ؟؟ عرفت شنو ؟؟
      كان واضحا انها لم تسمع بالاحداث التي اعقبت موت اماني فاحس فتاح بالحرج واجابها وهو يتفادى النظر في عينيها
      " حصلت حاجات كتيرة يا فضيلة واتمنى لو تديني الفرصة عشان احكي ليك " هزت فضيلة راسها عدة مرات وردت عليه بحزم " معليش بس انا ما عاوزة اسمع أي شئ عنكم ... احنا الرابط الوحيد بينا كان اماني .. وتهدج صوتها وهي تضيف ...خلاص اماني راحت .. يبقى ما في داعي تحكي لي .. أي حاجة حتقولها ما بتهمني .. عن اذنك وراي محاضرة .. اعطته ظهرها وبدات المسير عندما سمعت كلمات فتاح التي جمدتها مكانها " حتى لو كان الحاقوله ليك عن اماني وسبب موتها ؟؟
      ببطء شديد التفتت اليه وفي عينيها تعبير مصدوم وسالته بهمس متحشرج " سبب موت اماني ؟؟ اماني ماتت بتسمم من حاجة اكلتها برة الجامعة .. في سبب تاني غير كدة ؟؟ انت عارف حاجة تانية ؟؟ اتكلم .. قول لي في شنو ؟؟ وبدا صوتها يعلو مما اخاف عبد الفتاح من احتمال انهيارها ان هو اخبرها بما لديه من معلومات .. حاول تهدئتها " اسمعي يا فضيلة انا عارف حاجات كتيرة متاكد انو بيهمك تعرفيها .. بس دة لا الوقت ولا المكان المناسب عشان نتكلم فيها .. امشي خلصي محاضرتك وارجعي تلقيني منتظرك "
      كانت علامات الشك والتردد تملا وجهها " لو عندك حاجة زي ما بتقول كلمني بيها هسة وهنا .. انا ما عندي استعداد اقعد معاك في أي مكان .. واشك انو اصلا عندك كلام عاوز تقوله .. شنو ؟؟ خلاص اماني ماتت عاوزين تقبلوا عليّ انا ؟؟
      قاطعها فتاح بصرامة " لو سمحتي يا فضيلة .. انا جاد جدا وعندي فعلا معلومات عن سبب موت اماني بدليل صاحبتها الجات ساقتكم من الداخلية عشان توديكم المستشفى " وعلى الفور صمتت فضيلة فلهجة عبد الفتاح والمعلومة التي ادلى بها تدل على انه فعلا يعلم الكثير عن الموضوع .. التقت نظراتهما لفترة طويلة واحس فتاح كانها تحاول اختراق عقله وروحه لتعرف مدى صدقه واخيرا ردت عليه بكلمات مختصرة " قعدة برة الجامعة لا .. انتظرني في الكافتيريا بعد نهاية المحاضرات " وواصلت مسيرها بخطوات ثابتة تجاه قاعة المحاضرات .
      • اختار عبد الفتاح طاولة بعيدة في ركن منعزل وجلس بانتظار فضيلة .. كان يحاول ان يرتب افكاره ليحدد ما يجب قوله وما لا يجب .. في النهاية قرر ان يصارحها بكل شئ .. ربما يستطيع ان يكسب احترامها وثقتها ان لم يكن حبها .. أي احساس من فضيلة سوف يشعره بالرضا والسعادة ...
        كانت جلسة طويلة ومؤلمة لكليهما .. لم تتوقف فيها دموع فضيلة من الجريان وكأن نهراً سكّن عينيها .. لكنه نهر مالح يصب مباشرة في قلب عبد الفتاح المثخن بالجراح .. كانت ملامحها تتبدل من الصدمة والحزن الى الخوف والذهول ثم الاشمئزاز والالم وهي تستمع لكلمات عبد الفتاح الذي حكى كل شئ بصراحة ووضوح .. عندما انتهى خبات فضيلة راسها في ذراعيها المضمومتين امامها على الطاولة وبكت كما لم تبك من قبل .. توزعت نظرات عبد الفتاح القلقة بينها وبين من حوله... شعر بالراحة لعدم وجود كثير من الطلاب في المكان ...
        بعد فترة طويلة بدت لعبد الفتاح دهرا رفعت فضيلة راسها وهاله منظرها .. واحس فورا بالندم لاخبارها كل التفاصيل .. وايقن بانه قد خسرها للابد .. ومن نظراتها تاكد من استحالة الحصول على أي احساس منها غير الاحتقار والغضب .. وهل يستطيع ان يلومها ؟؟
        كان لصوتها برودة الثلج وهي تخاطبه دون ان تنظر اليه " عمري ما كنت متخيلة انو في شر بالصورة دي .. ولا انو البني آدم ممكن ينقلب لشيطان .. انتو قايلين نفسكم شنو ؟؟ عشان الله اداكم القرش ممكن تشتروا أي شئ حتى الناس ؟؟ وحتى لو ما عارضين نفسهم للبيع ؟؟ .. انتو ما عندكم اخوات ؟؟ بترضوا العملتوه في بنات الناس دة يحصل ليهم ؟؟ ولا خلاص ضميركم مات لدرجة ما في شئ بقى يهمكم ؟؟
        حاول ان يوقف سيل الحمم المنهمر من فمها فقد اوجعه الى حد كبير " فضيلة ارجوك اسمعيني " قاطعته بحدة وهي ترفع كفها الرقيق امام وجهه " ما عاوزة اسمع اكتر من كدة كفاية السمعته ... بس الحاجة العاوزة اقولها ليك انو ذنب موت اماني معلق في رقبتكم كلكم لغاية ما تخشوا التراب .. وانا لولا عاوزة استر صاحبتي بعد موتها عشان خاطرها وخاطر اهلها كنت مشيت البوليس وبلغت عن الانتوا عملتوه فيها وبالذات المخلوقة الاسمها ساريا دي .. دي مستحيل تكون انسان من لحم ودم .. دي الشيطان ذاته يخاف منها .. واضافت بلهجة تقطر مرارة " هي موجودة في ياتو سجن ؟؟" نظر لها فتاح باستغراب " في سجن امدرمان بتسالي ليه ؟؟
        احتضنت دفاترها وحملت حقيبتها وغادرت دون ان ترد عليه ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:52 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل الثامن عشر

      عندما دخلت ساريا غرفة الزيارات في السجن جالت بنظراتها تبحث عن وجه مالوف .. لقد شعرت بالدهشة عندما اخبروها بان هناك من اتى لزيارتها .. فمنذ صدور الحكم النهائي في قضيتها لم يزرها احد .. حتى سهى لم ترها مرة اخرى بعد الجلسة الاخيرة .. يبدو انها انصاعت لاوامر والدهما القاضية بنسيان اختها .. اما اصدقاء الامس الذين كانوا يستميتون في لقاءها ووصالها فقد اختفوا بكل هدؤ ... حتى عبد الفتاح زارها مرة واحدة فقط وبدا مرتبكاً وكان يتفادى النظر اليها مباشرة .. جلس معها فترة قصيرة لدرجة لم تتح لها فرصة شكره على وقوف والده بجانبها .. بدا وكانه يؤدي واجبا ثقيلا وسرعان ما تمتم بكلمات عن انشغاله ومضى لا يلوي على شئ ... احزنها موقفه دوناً عن الباقيين ..فقد توقعت وقفته بجانبها وتفهمه لوضعها .. هو الوحيد الذي رافقها منذ الصبا وعايش معها كل ما مرّت به في حياتها .. هو الوحيد الذي اعطته قلبها وفعلت كل ما فعلت من اجل الاحتفاظ به في حياتها .. لحظة مغادرته بعد الزيارة السريعة ادركت انها لن تراه مرة اخرى ..وفي هذه اللحظة فقط أحست انها فقدت كل شئ ..
      توقفت عيناها فجأة عندما اصطدمتا بوجه فضيلة الساحر .. تجمدت في مكانها ولم تنتبه الى ان فمها ما زال فاغراً الا بعد ان احست بلفحة هواء تتغلغل داخل حلقها وتحرقه .. احست بامواج من الحقد والغيرة تتلاطم بداخلها ولم تجتهد لاخفائها فظهرت في عينيها وفي حركات جسدها .. تحركت بتثاقل تجاه فضيلة التي كانت تجلس بهدؤ مثير وعيناها مركزتان على ساريا التي بدت بملابس السجن المتواضعة وبدون مساحيق التجميل الباهظة الثمن كانها فتاة مشردة .. ضائعة .. ازداد جسدها نحولاً فاصبحت كصبي تنكَر في زي فتاة .. فقدت ملامحها الشاحبة كل مظاهر الغرور والتعالي .. وبدت عليها معاناة حياة السجن الشاقة ..
      تقدمت وجلست بتحدي على الكرسي المواجه لفضيلة وتاملتها بوقاحة ونطقت بصوت يقطّر كرهاً ومرارة " انتي ؟؟ الجابك هنا شنو ؟؟ جاية تشمتي فيني ؟؟ متخيلة انك انتصرتي عليّ ؟؟ اصحح ليك معلومة يا شاطرة .. لازم تعرفي انو انا ساريا .. ومهما حصل حافضل ساريا .. بكرة الايام تمر وحاطلع من هنا يا فضيلة .. وصدقيني ما حانساك ووين ما تكوني حاوصلك .. ووقتها ما حارحمك .. انتي السبب في كل الحصل لي وحاعرف كيف انتقم منك ..
      • كانت فضيلة تنظر اليها بتركيز شديد وهي تستمع الى كلماتها الحاقدة .. واخيراً ردت عليها بصوت ثابت واضح النبرات ..
        " تعرفي يا ساريا انا جيت هنا وفي راسي كلام كتير عاوزة اقوله ليك .. بس بعد ما شفتك وسمعت كلامك حسيت اني ما عاوزة اقول ليك غير حاجة واحدة .. انتي انسانة مريضة ومحتاجة علاج ..قفزت ساريا من كرسيها لدى سماعها هذه الجملة وصرخت " انتي بتقولي علي أنا مجنونة ؟؟ الجن اليجننك .. انتي جاية عشان تشتميني .. بتستغلي اني هنا وما حاقدر ارد عليك ؟؟ اصبري علي يا بتاعت الاقاليم انتي .. وشوفي ... قاطعتها فضيلة بلهجة صارمة ونظرات حازمة ..
        " اسكتي واقعدي اسمعيني للنهاية .. تعرفي انا أول مرة في حياتي اكره لي انسان .. ايوة انا باكرهك يا ساريا وباتمنى تقعدي في السجن دة لغاية ما تموتي وتمشي للعقاب الحقيقي الحيخليك تتمني ترجعي الدنيا تاني وتقدري تصلحي العملتيه ... الزيك ما مفروض تعيش وسط الناس العاديين .. انتي شيطان ما انسان .. وواصلت بنفس القوة التي جعلت ساريا ترتمي على كرسيها وبعيون متسعة تنظر الى فضيلة التي منحها غضبها قوة وصلابة وزادها جمالاً .. كان صدرها يعلو ويهبط من فرط الانفعال .. تناثرت خصلات شعرها على وجهها في حلقات ناعمة .. ارتفع انفها الذي زاده نحول خديها شموخاً .. بدات الاعين الفضولية تنتبه للنقاش الحاد وساد صمت غريب الغرفة وكأن الجميع اصاخ السمع .. كانت الكلمات تندفع من فم فضيلة بحرارة والم .." انا عرفت كل حاجة انتي عملتيها عشان تجريني للوحل الكنتي عايشة فيه .. لكن للاسف في طريقك اتسببتي في موت انسانة بريئة ما ليها ذنب " ردت ساريا بسخرية " برئية ؟؟ دي منو البرئية دي ؟؟ ههة الظاهر عليك انك كنتي مغشوشة في صاحبتك .. قاطعتها فضيلة ببرود " اياك تقولي كلمة واحدة عن اماني .. على الاقل هي عاشت وماتت شريفة .. حتى لو غلطت انا مسامحاها وربنا حيغفر ليها لانه عالم بنيتها " الدور والباقي عليك انتي شوفي بعدين حتمشي وين من حسابه .. دة لو كنتي اصلا بتعرفي الله ..
        هبت فضيلة من كرسيها ونظرت من علوها الى ساريا الجالسة وهي تكاد تنفجر غيظاً " كلمة اخيرة باقولها ليك يا ساريا ... احتمال انتي قدرتي تغتالي فضيلة بنات كتار وتخليهم يمشوا معاك في دربك المعووج .. لكن فضيلة محمد زين لا .. وتاكدي برضو انو في بنات كتار زيي وعمرك ما حتقدري توصلي ليهم مهما عملتي" عارفة ليه ؟؟ لانه عندهم حاجة انتي ما بتفهميها ولا بتعرفيها .. حاجة اسمها الشرف والاخلاق والدين والتربية .. ما تتخيلي انو اي واحدة ممكن تتنازل عن الحاجات دي عشان خاطر التوافه الانتو شايفنها مهمة .. وحاستناك يا ساريا لمن تطلعي واشوفك حتعملي شنو .. انا ما خايفة منك ومستعدة اقيف قصادك وصدقيني حتندمي لو فكرتي يوم تتعرضي لي ..
        بخطوات واثقة فخورة غادرت فضيلة الغرفة تتبعها نظرات الموجودين المبهورة ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:54 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

    • الفصل التاسع عشر
    • كان صوت الرعد يصم الاذان .. ولمعات البرق تخترق النوافذ والابواب المغلقة ... تنهد محمد زين بضيق .. فالمطر المنهمر منذ بداية الليلة قد يمنعه من الوصول الى المسجد لاداء صلاة الفجر الذي صار وشيكاً ... كان يجلس في كرسيه المعتاد في وسط الصالة الدافئة وبيده المصحف وهو يتلو القرآن بصوت رخيم .. ومن خلال الباب المفتوح اتته رائحة اللبن المقنن واللقيمات مختلطة بعبق بخور التيمان الذي اعتادت ست البنات وضعه في المطبخ يوميا قبل الصلاة .. كانت همسات زوجته وابنته صفاء تاتيه متباعدة وهن يتجاذبن اطراف الحديث في المطبخ وبين الحين والآخر تعلو ضحكة تكتمها صاحبتها كي لا توقظ النائمين ... رفع محمد زين راسه على صوت عميق هادئ يحييه بود واحترام " صباح الخير يا حاج محمد " نظر باعزاز كبير الى زوج ابنته فضيلة .. كان شاباً طويلاً وسيماً اسمر البشرة يشع الذكاء من عينيه وتوحي ابتسامته العريضة بالطيبة ..
      " صباح النور يا محمد ... احنا مش قلنا بلاش حاج محمد دي وتقول لي يا ابوي ؟؟ انت من يوم ما اتزوجت فضيلة خلاص بقيت زي عبد الرحمن ومحمد الصغير " اقترب الشاب بخطوات سريعة وجلس بالقرب من والد زوجته الذي يكن له محبة كبيرة " طبعاً يا ابوي .. معليش مرات باسهو لكن انا حاسي انك فعلا في مقام الوالد ومعزتك ما بتقل عن معزتي ليه .. وكمان انا برضه من يوم ما اتزوجت فضيلة حسيت انو انت والحاجة امي وابوي .. وعبد الرحمن وصفاء ومحمد اخواني "
      واتسعت ابتسامة محمد عندما تدافعت الى راسه ذكرى اول لقاء بينه وبين فضيلة قبل عامين .. كان قد تعيّن كمعيد في الجامعة بعد حصوله على شهادة الماجستير في القانون الجنائي من جامعة اكسفورد العريقة ... اتته الفرصة لتدريس طلبة السنة الاخيرة بالكلية كبديل بعد ان تغيب دكتور المادة الاصلي لظروف صحية طارئة ... كان مرتبكاً من مواجهة طلاب لا يكبرونه في العمر كثيراً .. وتخوّف من امكانية عدم ايصال المعلومات اليهم بصورة مرضية ... دخل القاعة وهو منكّس الراس والقى السلام بصوت حاول ان يجعله واثقاً ومتمكناً .. تجنب رفع عينيه عن اوراقه حتى لا يرى العيون الشاخصة .. وبايجاز اوضح انه بديل مؤقت لحين عودة المحاضر الاصلي وجلس في كرسيه وبدا الشرح ... تدريجيا استعاد ثقته بنفسه وعاوده ذكاؤه الحاد الذي اهله للحصول على الماجستير في فترة وجيزة .. بسلاسة وطلاقة واصل المحاضرة حتى نهايتها .. صمت الطلاب كان يدل على استيعابهم لما يقوله برغم صعوبته .. وعندما شارف وقت المحاضرة على الانتهاء سمح لنفسه بتامل طلابه .. ووقعت عيناه عليها .. كانت لحظة لا توصف .. انحبست بقية الكلمات في حلقه .. احس بموجة حارة تعبر جسده من راسه وحتى اخمص قدميه .. ارتعشت حواسه بشكل غريب .. امتلا قلبه باحساس غامض وكأن طاقة سحرية فتحت امامه وادخلته الى عالم مضئ ملئ بالبهجة والامان .. لم يكن يدري ما اصابه .. فقد عاش فترة طويلة من حياته بالخارج وتنقل كثيرا .. وراي شتى انواع الجمال .. العربي والغربي لكنها المرة الاولى التي يهتز فيها لرؤية جمال امراة ... كان يفكر فيما دهاه .. وتساءل هل هذا ما يطلق عليه الحب من اول نظرة ؟؟ .. استفاق من شروده على اصوات الطلاب الهامسة المتغامزة وهم يتابعون اتجاه نظراته نحو فضيلة التي ارتفعت دماء الخجل الى وجهها فزادته جمالاً .. لقد احست بالحرج ورغم انها قد اعتادت على تاثير جمالها الطاغي على الرجال .. لكن نظرات المحاضر المركزّة اشعرتها بالخجل الشديد ... لكزتها زميلتها وهمست بابتسامة ماكرة شيئا ما في اذنها .. لكن فضيلة لم ترفع راسها وظلت تنظر الى كتابها بارتباك ... واخيرا استعاد المحاضر الشاب سيطرته على نفسه فانهى المحاضرة بلهجة معتذرة ولملم اوراقه على عجل وغادر القاعة .. كان يسير وكانه يطير هائماً في افكاره " سبحان الله مش الجمال وبس الانسانة دي فيها شئ غريب بياسر الروح .. انا لازم اعرف عنها كل حاجة " وتذكّر سعيه الحثيث لجمع المعلومات عنها وفرحته الغامرة عندما اتفق الجميع على ادبها الجمّ وسلوكها المميز .. تفوقها في دراستها .. والاهم من كل هذا عدم ارتباطها باي كان طوال فترة دراستها .. أخافه احتمال وجود ارتباط في موطنها فمن كانت مثلها لا يمكن ان تكون حرة ...واصبح التفكير في الامر هاجس سرق نومه وشغل صحوه
      • في عطلة نهاية الاسبوع كان يقرع باب منزل الاستاذ محمد زين في القرية بعد ان اهتدى اليها بصعوبة .. فتح الباب شقيقها فملامح الشبه واضحة .. قابله بترحاب وتساؤل فطلب مقابلة والده .. كان لقاء طويلاً تكلم فيه محمد كثيراً .. تطوع باعطاء كل المعلومات التي تدعَم طلبه عن اسرته ودراسته وطلب يد فضيلة للزواج ...
        اندهش الاستاذ محمد زين عندما علم بانه قد اتاه مباشرة ودون ان يفاتح فضيلة في الموضوع فرد الشاب " انا عاوز ادخل البيت من بابه عشان كدة جيتك اول .. شاور فضيلة ولو وافقتوا انا مستعد اعمل الزواج بعد الامتحانات مباشرة ... كانت فرحة محمد زين مصحوبة بدهشة الاب الذي اكتشف لتوه ان ابنته قد كبرت واصبحت مطلوبة للزواج ... " ادينا فرصة نشاور اخوها الكبير في السعودية ونكلم اعمامها ونرد عليك " كان قد احس بالارتياح للشاب الوسيم وبدا ذلك واضحا في ابتسامته ونبرات صوته الودودة وهو يرافقه حتى باب سيارته امام المنزل ...
        في مساء ذلك اليوم تلقت فضيلة اتصالاً من والدها يطلب منها العودة الى القرية في عطلة الاسبوع المقبل ... اصابها القلق فورا .. وكان صوتها ملئ بالخوف وهي تسال والدها عن والدتها وبقية اخوانها ... فطمانها بان الجميع بخير فقط في شوق لرؤيتها ... لم يهدا لها بال حتى وصلت الى المنزل ليستقبلها الجميع بابتسامة متواطئة ونظرات متبادلة .. وفرحة خفية ... واخيرا جلست بين والديها بينما وقف محمد وصفاء خلفها وبهدؤ اخبرها والدها عن الزيارة التي قام بها استاذها الشاب ورغبته في الزواج بها .. احست بالدهشة والاحترام لهذا الانسان الذي لم يحاول ان يفاتحها او يعترض طريقها واتى الى والدها مباشرة .. كان صمتها دليل قبول اشاع الفرح في البيت الصغير ... وتواردت المعلومات عن اسرة المحاضر الشاب وكانت مطمئنة فهو ولد وحيد وسط اربعة بنات لاسرة ميسورة الحال الام ربة منزل جامعية تفرغت لتربية اولادها والاب رجل اعمال كبير يؤمن باهمية التعليم فوفر لاولاده ارقى مستوى منه .. ثلاث بنات من الاربعة متزوجات من اسر محترمة ومعروفة .. صغيرة البيت ما زالت في سنتها قبل الاخيرة بكلية الطب ... كانت اسرة تتمتع بسمعة طيبة جعلت فضيلة توافق على الزواج شريطة ان يتم بعد التخرج وفي قريتها الصغيرة وسط اهلها وجيرانها ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 11:56 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العشرين و الاخير

  • كانت فضيلة قد انجبت التوام بعد زواجها بسنة واصبحوا قرة عين الاسرتين وعندما اختارت اسم اماني تذكّر الجميع الفقيدة التي رحلت منذ اربع سنوات وما زالت مقيمة في قلب فضيلة ... تزور قبرها لقراءة الفاتحة كلما اتت القرية .. تذهب الى والديها وتجلس معهم بالساعات الطوال .. وكثيراً ما تنسى وتنادي شقيقتها باسمها .. عندما تكون وحيدة تتذكر بحسرة ومرارة كيف فقدت حياتها .. احيانا كانت تستحضر صوراً باهتة لمن تسببوا في موتها فهي لم تسمع عنهم منذ فترة طويلة خصوصا عبد الفتاح وساريا .. اما مها فقد فوجئت بعد عودة اسرتها من الحج بصفاء تخبرها ان فتاة قابلتهم في مسجد الرسول (ص) في المدينة وترسل لها السلام وتطلب عفوها ... وعندما سالتها من التفاصيل ذكرت لها صفاء ان الفتاة تقاربها في العمر كانت موجودة بصورة شبه دائمة في كل الاوقات التي ذهبوا فيها للصلاة في المسجد وكانت تطيل النظر اليهم وفي يوم تقدمت بخطوات مترددة وسالت صفاء وست البنات " بتعرفوا واحدة اسمها فضيلة محمد زين ؟؟ بتشبهكم شديد ؟؟ وعندما ردت صفاء بانها شقيقتها وهذه والدتهما طفرت الدموع من عيون الفتاة وطلبت منهم ابلاغها السلام " قولوا ليها مها الامين .. الكانت صاحبة اماني الله يرحمها .. وخلوها تسامحنى .. يمكن الله يغفر لي لو هي سامحتني " وانسحبت بسرعة بعد هذه الكلمات ولم يصادفوها مرة اخرى حتى مغادرتهم .. عندما سالتها ست البنات لما تطلب منها هذه الفتاة السماح والعفو اجابت فضيلة بانها لاتذكر .. ربما اخطات في حقها ايام الجامعة واغلقت باب النقاش في الموضوع .. لقد قطعت وعداً على نفسها ان تظل سيرة اماني عطرة امام الجميع وان ما حدث سوف يظل حبيس صدرها الى الابد أما امجد فقد رات صورته تتصدر نعي يحتل صفحة كاملة في احدى الجرائد منذ شهرين وكتب فيه انه توفى اثر علة لم تمهله طويلاً وسمعت زوجها وهو يناقش والده في الخبر عندما جلس الجميع مساء كما اعتادوا " شفت خبر وفاة ولد الوزير السابق في الجريدة يا حاج ؟؟ .. واجاب والده بصوته الجهوري " ايوة شفته وفي ناس باعرفهم اكدوا لي انه جاه ايدز .. يا محمد ان الله يمهل ولا يهمل .. الولد دة ابوه هربّه برة البلد بعد القضية بتاعت الشبكة اياها .. متذكرها ولا انت كنت برة الوقت داك ؟؟ المهم قعد في اوربا حايم من بلد للتاني وابوه يصرف عليه من قروش البلد بدون حساب لغاية ما اخيرا الناس الفوق ديل صحوا وعرفوا انو الزول دة بينهب في اموال الدولة بدون حساب .. ولمن نزلوه من الوزارة هو زاته سافر برة بباقي اسرته لكن بعد ما شال مليارات وحولها في بنوك سويسرا وقال شنو طلب لجؤ لانه بقى معارض للنظام ؟؟ والله حاجة تضحك .. أي واحد بعد ما يشبع يطلع ويقول معارض للنظام ..
    " كانت فضيلة تستمع بصمت للنقاش الدائر وذكرى اماني تتقافز امام عينيها .. بينا واصل والد زوجها كلامه بحكمة .. " ما في شماتة في الموت .. لكن يمكن دة يكون عقاب رب العالمين ليه .. شال منه ولده الكبير وهو في عز شبابه عشان يعرف ان الله حق وما في شئ بيمر بدون حساب "
    يومها انسحبت فضيلة الى غرفتها واحتضنت ابنتيها وغرقت في بكاء طويل احست بعده براحة وسلام

  • تعالى صوت الاذان معلناً عن صلاة الفجر ... تمتم الجميع " صدق الحق " وهبّ الاستاذ محمد زين واقفاً تبعه الجميع " يلا يا اولاد الحمد لله المطرة وقفت عشان نمشي الجامع " اخذت فضيلة صغيرتها من بين ذراعي زوجها ووضعتها بين زراعي الجدة المتلهفة " امسكي امل يا امي انا حاجيب لابوي الطاقية والعصاية " كان زوجها ينظر اليها بوله شديد لم يحاول اخفاؤه .. كان جمالها قد ازداد نضجاً وجعلتها سعادتها مع زوجها وفرحتها ببناتها اكثر اشراقاً وتابع الاستاذ محمد زين نظرات زوج فضيلة واغمض عينيه وهو يشكر ربه بصمت فقد ذكّره بنفسه عندما تزوج ست البنات واطمان على ابنته الحبيبة وايقن في اعماق قلبه ان زوجها سوف يحبها ويدللها كما فعل هو مع زوجته ..
    في طريقها الى خارج الغرفة وقفت فضيلة امام شقيقها الصغير وعدّلت من وضع الطاقية في راسه ثم قبلته بحرارة على خده مما جعله يحتج بشدة وحرج " يا فضيلة ما تبوسيني تاني انا خلاص بقيت راجل .. وهمس بخجل .. هسة راجلك يقول علي شنو ؟؟ لسة ولد صغير اخواته بيبوسوه ؟؟
    ردت عليه فضيلة بمرح " والله يا محمد لو بقى عندك عشرة عيال حتفضل في نظري محمد الصغير البيحب البسكويت باللبن" وانسلت من امامه بسرعة قبل ان تاتيها احدى اجاباته السريعة .. وكتم الجميع ضحكاتهم وهم ينظرون الى وجه محمد الوسيم وهو يتضرج خجلاً ...
    تنهد الاستاذ محمد زين بخفوت وهو ينظر الى اسرته الصغيرة باعزاز كبير وبرغم الحزن الذي شاب قلبه لغياب عبد الرحمن الطويل عن الوطن الا انه بات مطمئنا اكثر بعد ان تزوج بفتاة جميلة ورزق منها بطفلين ويعيش معهم سعيدا في غربته .. وشعر بنغزة الم في قلبه عندما تذكّر ان هذه آخر زيارة لفضيلة سوف تسافر بعدها مع زوجها لبريطانيا بعد ان حصل على منحة دكتوراه من اعرق الجامعات هناك .. لكنها وعدتهم بالعودة في اقرب وقت فهي لا تتحمل فراقهم لفترة طويلة ..
    صفاء ايضا سوف تغادر مع بداية السنة الدراسية لتلتحق بكلية الطب .. ولن يبقى معهم سوى محمد .. كان يصبّر نفسه بانها سنة الحياة .. وغمره شعور بالفخر فقد غرس شجرة صغيرة ورعاها بكل كيانه فاينعت واشتدت فروعها واثمرت بعنفوان ..
    خرج الاب وابنه وصهره الى شوارع القرية المليئة بمياه الامطار ... كان الهواء نقياً ومحملاً برائحة الدعاش .. الاشجار تتمايل بخفة مع هبات النسيم وقد لمعت اوراقها بخضرة زاهية .. من الحقول القريبة ارتفع نقيق الضفادع بايقاع رتيب يجاوبه رفيف اجنحة حشرات الخريف .. صياح الديكة يتردد من سطح بيت لآخر ... في الدروب الضيقة لمعت الاضواء وفتحت الابواب .. تزايد وقع الخطوات المتعجلة للوصول الى المسجد .. تحايا ودودة يتبادلها السائرون وهم يترافقون الدرب ويملاؤون صدورهم بالهواء البارد ...
    كما هو الحال دائماً ... ياتي المطر محملاً بالخير .. يسقي الارض العطشى .. ويغسل النفوس المتعبة

    تمت بحمد الله تعالى



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-01-15 الساعة 12:00 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-15, 12:06 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-15, 03:29 PM   #27

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم الانامل لامارا
كلمة روعة قليل على هذه الرواية
انها تحكى عن مجتمع نرفض وجوده كما قالت الكاتبة سناء جعفر على لسان ساريا
ونقنع انفسنا بانه غير موجود
وانها قصص خرافية
وبانه لاتوجد شبكات للدعارة ولاتوجد المخدرات والمسكرات
لكن كل ذلك موجود
كما توجد فضيلة بعفتها وادبها واخلاقها
توجد ساريا بانحلالها وفسقها ومجونها وجنونها
والفائزة من تختار الطريق الصحيح
طريق الطهر والعفاف
مسكينة تلك الامانى فقدت حياتها
فى سبيل ان تكون من تلك الشلة المجنونة
حمدلله على نجأة فضيلة من تلك المكيدة المشينة
منذ ان لحظة ودعها والدها اما المحطة وقال لها استودعك الله يافضيلة
كنت متيقنة بانه لن يصيبها اى مكروه
فلقد استودعها لله وهو خير الحافظين
سبحان الله
اللهم انى استودعك دينى وايمانى وخواتم اعمالى واولادى ونفسى وزوجى واهلى ومالى

شكرا لامارا على الرواية الجميلة


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 04-01-15, 03:27 PM   #28

امال س

فراشة الروايات المنقولة

alkap ~
? العضوٌ??? » 276954
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 666
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » امال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond reputeامال س has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا لامارا علي النقل روايه ولا اروع من كده موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

امال س غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-15, 04:23 PM   #29

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

dalia22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-15, 06:30 PM   #30

ضوء أحمر
 
الصورة الرمزية ضوء أحمر

? العضوٌ??? » 120642
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 416
?  نُقآطِيْ » ضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond reputeضوء أحمر has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراً لك لامار
اختياراتك جميلة
تمنياتي للجميع بالتوفيق


ضوء أحمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.