آخر 10 مشاركات
لا تعشقــــي أسمراً :: سلسلة روايات قصيرة (نوفيلا) بأقلام نخبة من كاتبات قلوب أحلام** (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          1097 - ذاك الرجل - فاليري بارف - د.ن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جمرة العشق * مكتملة * (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-12-14, 11:58 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مساءكم مفعم بذكر الله .

أخواتي raneem1156 و رنودتي نورتو الله يسعدكم ومتابعتكم لي شرف .

أختي رنودتي أكبر شرف تسجيلك للمنتدى عشان روايتي جعلني عند حسن ظنكم فيني ..

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله


الجزء السابع / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار






الدكتوره إسراء أنزلت القلم وقالت وهي تنظر لفاطمة وحصة : المؤشرات خطيرة خطيرة للغاية .
فاطمة بخوف وإرتباك : وش تدل عليه ؟
الدكتورة إسراء ويداها ترتجفان فحالة ديمة تجبرها على الرجفة والخوف " أ يقعل إن هذه الصغيرة قاتلة ؟ " : الحالة هذي صارت لأحدى أثرياء أوروباء بعد ماقتل أبوه صار مو مصدقهم إن أبوه مات يتخيله بكل مكان يتخيل أبوه يتعذب لأنه هو اللي قاتله .
شهقت فاطمة : يعني كيف جارح مقتول ؟
حصة بعصبية : وش هالكلام الفاضي أجل ديمة قاتلة أخوها هو مات بلندن ويوم مات وهي بالرياض ؟
الدكتورة إسراء : ياخالتي إنتي سمعتي ديمة بنفسك تقول إنها تتخيله بكل مكان .
ديمة وقفت وهي تسند يدينها على الطاولة لكي لاتسقط على الأرض فقلة أكلها سببت لها إضطرابات بالمنطقة الهلالية في رأسها وأصبحت تشعر بدوار بشكل مستمر فهي لاتستطيع الوقوف دون تسندها على شيء : يمه سمعتي وش تقول أنا اللي قاتلة جارح هههههههههههههه
أنا ما أقدر أؤذي جارح بكلمة ميت عاد إشلون باقتله .
الدكتورة إسراء أمسكت بيد ديمة وأجلستها وهي تقول لها بعطف : ديمة صدقيني الحالة هذي صايرة من قبل .
ديمة بغضب ناري وصراخ من قهرها : وإذا صارت لغيري ماصارت لي
أنا وربي مافيني شي بس ما أبي الدنيا وجارح محروم منها .
الدكتوره إسراء : صدقيني إنتي بتتجاوبين مع العلاج والجلسات وتقدرين تعيشين مثل قبل وأحسن .
فاطمة : إعذرينا دكتورة إسراء بس إشلون تقولين إحتمال ديمة قاتله جارح
وهي أصلاً ماتصير بالعقل عاد كيف وإنتي دكتورة ومتخصصة ومن أشهر الأطباء هنا .
الدكتورة إسراء : هو تخيل الشكل والصوت حالتين فقط إما إنه يصير الشخص قاتل والشبح هذا ذنبه ومايبيه يرتاح ولا إنه فعلا الشخص موجود .
إبتسمت فاطمة بسخرية : لا من جد دكتورة محتاجة دكتورة أقولك شخص ميت مافيه حياة تقولين إحتمال الشخص موجود ؟
الدكتورة إسراء : أنا ماعندي تفسير لحالة ديمة إلا للشيئين هذولا .
ديمة ببصيص من الامل : إلا أكيد جارح عايش...فاطمة صدقيني أنا أحس فيه وربي حاسة إنه عايش .
حصة وهي تقف : يله بنرجع للبيت...فاطمة أشغلتك ببنتي وإنتي عندك ملكة أخوك ولازم تروحين الحين تجهزين معاهم .
أخرجت الدكتوره إسراء بطاقتها ومدتها لحصة : هذا رقمي تقدرون تتواصلون معاي بأي وقت .
حصة أخذت البطاقة : ديمة إذا عندها مرض ماراح نعالجها هنا إحنا مضطرين نجيبك عندنا بالبيت فترة العلاج فقط .
الدكتوره إسراء بلباقة : وأنا تحت أمركم بس ساعات دوامي ما أقدر وهي من الساعة 9 الصباح إلى الساعة 4 العصر .
وخرجو من عند الدكتورة وفاطمة تفكر بكلام الدكتورة وهمست لعمتها حصة : عمتي تتوقعين فيه أمل إن جارح عايش ؟
إنتفضت حصة " أرجوكِ فاطمة لاتقولي هكذا
فأنا أريدكِ أن تنفي هذه الفكرة من رأسي
فالشك بدأ يراودني
ولكن أين عائش ؟
أخيه وإبن عمه صلا عليه في لندن
سامحك الله يا إسراء فتحتي جرح بالتو بدأ يلتئم "
ثم قالت بهدوء تمثيلي : حتى إنتي يافاطمة صدقتي الخبال هذا ؟
أخوه وولد عمه دافنينه بأنفسهم إشلون تجي هذي تقول إنه عايش هذي تفسيرات خيالية
ويمكن هي طمعانة بالفلوس ولا فيه دكتورة تعرض إنها تجي بالبيت ؟
فاطمة : ما أدري بس إصرار ديمة إن جارح موجود وش يدل عليه ؟
حصة بغضب : يدل على إنها مجنونة وكل اللي هي عايشة فيه أوهام .
ديمة تمشي خلفهم بمساعدة الممرضة التي تدف لها الكرسي المتحرك فديمة لا تستطيع المشي كل هذه المسافة .


*********************

منزل سلطان السيف ~
في صالة البيت الشاسعة الواسعة المليئة بألوان الحياة .
والأثاث الأمريكي الفخم وصوت الماء الناتج عن شلالات في ركن منعزل .
نزل مع السلم بسرعة وهي يغلق أزرار ثوبه العلوية .
إستوقفه صوت والدته الحنون الصوت الذي يبعث الحياة في هذا البيت : عامر وين رايح ؟
عامر قبل رأسها ثم قال بإبتسامة : يمه تأخرت على عمامي اليوم ملكة سعود ولازم أصير معاهم .
لطيفة بإستغراب : أنا من عرفت بملكتهم مستغربة ما أسرع ما ملكو له .
عامر : الله يوفقهم .
لطيفة بإبتسامة : عقبال ما أفرح بملكتك إن شاء الله .
عامر بإبتسامة : قريب بتفرحين فيني .
لطيفة برجاء : بس لو إنك تقولي مين اللي تبيها كان خطبتها لك اليوم قبل باكر .
عامر وهو يثبت عقاله وينسف شماغه فوق عقاله ويقول بثقة : مابي إلا ديمة .
لطيفة بإمتعاض : ديمة ؟ مالقيت إلا هي ؟
عامر رفع حاجبه دليل إستنكاره من إنفعال والدته : ليش ديمة فيها شي ؟
لطيفة بهدوء : محشومة بنت عمك كان مافيها شي ولا الحين الله يعوضها بس .
عامر : بيجي يوم وتنفك عقدتها وتصدق بوفاة أخوها ونخلص من هالمشكلة وتخطبينها لي .
لطيفة بحزن : ياولدي ودي أفرح فيك قبل لا ربي ياخذ أمانته .
عامر قبل كفها : بعد عمر طويل إن شاء الله وصدقيني بتفرحين فيني وتفرحين بعيالي .
لطيفة بإبتسامة : أنا بروح لبيت أبو علياء البنات مسوين حفلة صغيرة لملك وسعود
ولو ما أعترضت ملك كان عزمو الناس وسوو حفلة على مستوى يليق بالعرسان .
عامر : مالها داعي الحفلة وكذا أحسن...عن إذنك يمه .
وخرج ووالدته إرتدت عبائتها وخرجت من الباب الخلفي
الفاصل بين بيتها وبيت نايف وبمناسبة كهذه تصبح جميع الأبواب مفتوحة
ليسهل على الجميع التنقل بين البيوت براحة بعيد عن عيون الرجال في المجلس
على الرغم إنها على يقين لن تظهر أمام الرجال إلا إنها ترتدي عبائتها
خشية من إنها تقابل نايف أو مشعل أو عبدالعزيز وهي لا ترتدي عباءة فسوف يكون الموقف محرجاً جداً .
وبعد مرورها ببيت الجد إبراهيم السيف دخلت بيت مشعل : سلام عليكم .
الجميع : عليكم السلام .
سلمت عليهم جميعاً وجلست بجوار عمتها علياء : وش أخبارتس يالطيفة ؟
لطيفة بإبتسامة : الحمدلله بخير...شخبارك ياعمتي أعذريني اليوم ماقدرت أجيك وأسلم عليك .
الجدة علياء بعتب محب : اللي مثلتس مايشغله عني أي شي...وعامر القاطع لي ثلاث أيام ماشفته .
جميلة تداركت الموقف لكي لاتغضب لطيفة من الجدة علياء
فهي لاتحتمل أدنى كلمة على إبنها وعتب الجدة سوف يحز بخاطر لطيفة : يمه الله يخليك لنا يعني أكيد عامر حاله حال عيال عمي مشغولين مع سعود وهو أكيد بيمر عليك .
الجدة علياء بحزن : هو اللي بقى لي من ريحة الغالي ما أبي يمر يوم إلا وأنا شايفته
والله لو فيني حيل أروح لبيته رحت له بس ما باليد حيلة .
لطيفة بحرج بالغ : إعذريه ياعمتي ومتى ماحصل فرصة أكيد بيسلم عليك .


********************

مجلس رجال آل سيف .
الشيخ وهو يرفع رأسه بعد تسجيل بعض البيانات : وين الشهود ؟
وقفو معتز وخالد وكل منهم أخرج بطاقته .
وكل هذا تحت أنظار مشعل الذي يغلي من القهر ( يعني مالقى شهود لملكته إلا هذولا ؟ عيال عمه كلهم موجودين بس هو دايم كذا يحب يقهرني ) .
مشعل بهمس لحمد : وينك من العصر أنتظرك ؟
حمد : والله فاطمة ماصحتني إلا بعد المغرب .
مشعل بدفاع عن إبنته : اللي مثلك يصحى يصلي مهوب ينام من العصر إلى بعد المغرب .
حمد بعدم إهتمام لدينه : ياعمي الدين ماهو بالتشدد .
مشعل بإستغراب : الحين الصلاة صايرة تشدد ؟
حمد : لا بس أقصد ننام وقت مانبي وإذا صحينا نصلي الصلاة اللي فاتتنا .
مشعل من أعماق قلبه : الله يهديك ياولدي ويردك لدرب الصواب .
لم يعلق حمد على كلام عمه وأنصت لخالد الذي يوجه كلامه لسعود : وبجمعة هالوجيه الطيبة يشرفني يأبو مشعل إني أرجع إختك أم هتان معززة مكرمة وتشرط اللي تبي من الريال ألى المليار أنا حاضر لها .
سعود بإبتسامة : أبشر بطلبك وأكلم إختي وأرد لك وإن شاء الله ما أمشي للشرقية إلا إنتم متملكين .
جن جنون مشعل " كيف له يقرر مصير جميلة ؟
بأي حق ؟
بأي حق ؟ "
ضغط على يد حمد الذي همس له : حسابه بعد مايمشون الناس ولا يلعب على كيفه ولا كأنك ولي أمرها لا تخليه ياعمي .
مشعل بقهر : واللي علّى سبع وطمن سبع ما أتركه .
ودخل هتان وتوجه لأبيه ورمى نفسه بحجر أبيه وخالد رفعه وإحتضنه وهمس في إذنه : هلا حبيبي .
هتان قبل خد أبيه وهو يقول برجاء طفولي : بابا لا تخليني .
إستغرب سعود تعلق هتان بأبيه وهو كل ماعرف من جميلة وسيف أن خالد لم يسلم على إبنه ولم يراه منذ طلاقه لجميلة .
وظل هتان مع أبيه حتى بعد العشاء .
خرج خالد ونادى سعود الذي كان بطريقه ذاهب إلى أخواته التي علمن له حفلة : سعود .
نظر له سعود : هلا خالد .
خالد وهو يمد له هتان : أعطه أمه هي ماترضى إنه يروح معي .
تناوله سعود وهتان يبكي بعنف ويحاول أن يفلت من سعود لكي يذهب إلى أبيه سعود أن يسكته ويهدئه ولكن لم يستطيع .
إقترب منه خالد واخذ صغيره من سعود وسكت هتان وهو يتعلق برقبة أبيه وبصوت مُتعب من الصراخ والبكاء : بابا الوح معاك .
سعود بعد تفكير : خلاص أخذه معاك وأنا أكلم جميلة وأقول لها .
خرج خالد وهو يحمل هتان وسعود أخرج هاتفه وإتصل على جميلة : الوو .
جميلة بسعاده : هلا والله بعريسنا وينك ياقلبي من اليوم ننتظرك ؟
سعود بإعتذار لطيف : مو حلوة أمشي والرجال موجودين الحين جايكم...مممم...جميلة هتان راح مع حاتم مشوار ساعة بالكثير وهو راجع عادي ؟
جميلة إبتسمت : إيه أصلاً هو متعود على حاتم ودايم يروح معاه...بس غريبة مو كأنه الوقت متأخر ؟
سعود نظر إلى ساعته تشير الى الحادية عشر مساء : لا عادي .
جميلة : أهم شي إنت تعال تصور وأحتفل معانا .
سعود بمودة : الحين جايكم .
وأغلق سعود المكالمة وهو يقول بقلبه .
" ماذا أريد أكثر من فرح شقيقاتي ؟
ماذا أريد أكثر من رؤية الفرح بأعين جدتي ؟ "
( الله يقدرني وأفرح خواتي وأرد لهم نص جميلهم فرحتهم فيني أعتبرها جميل وبرقبتي لو غيرهم يمكن حتى ماتقبلو يسلمون علي )


********************

الدمام ـــ ذات الوقت الحادية عشر مساء ~
منزل نهى .
منيرة وهي تجلس بجوار نهى : ياليتني رايحة للرياض وفرحانة بولدي .
نهى بإمتعاض : لا يمه الحمدلله إنك مارحتي أكيد اللي بتقابلين هناك كلهم بنات السيف مايشوفون الأرض من كثر ماهم شايفين أنفسهم .
منيره وهي تعقد حاجبيها : ومتى قابلتيهم عشان تعرفين عنهم الصفة هذي ؟
نهى بهدوء : ماقابلتهم بس الشي هذا أكيد وبتشوفينهم بزواج سعود وتتأكدين يعني بنات آل سيف وشلون بتصير أنفسهم ؟
منيرة بغضب : يمكن ربي هاديهم أنتي ماتدرين عن الناس ومو كل شي تحكمين عليه بالمظاهر .
نهى بصوت قصير وبقهر : ما أقول إلا الله يعين سعود على البلوى اللي هو أخذ .
منيرة بعصبية : نهى ؟ وش هالكلام ؟
نهى بإبتسامة : يمه الله يرضى عليك تعصبين علي عشان ناس ماتعرفينهم ؟
منيرة : أعصب عليك عشان الحسنات اللي تضيع منك وأنتي تسبين وتشتمين .
نهى : نشوف يمه كلها ست أشهر وتصير ملك بيننا وتشوفين إذا هي موب مغرورة
وشايفة نفسها ويمكن ماتجلس معانا بعد...
أنا ماحد مقطع قلبي كثر أخوي اللي من شافوه بلوه فيها الله أعلم وش فيها إذا أهلها من شافو سعود ملكو له عليها أكيد فيها عله .
وأردفت بتوجس : لا يكون بنتهم.....
قاطعتها والدتها قبل تكمل جملتها بغضب هادر : ياللي ماتستحين الحين ماتعرفين البنت وتقول عنها كل هذا ؟
ولو صارت مغرورة والله ماتقولين عنها الكلام هذا حرام عليك هذي مرة أخوك وأحترمي نفسك وثمني كلامك لايسمعك سعود يزعل عليك .
نهى وهي تقف : خلاص خلاص ببلع لساني ولا عاد بتكلم فيها بس كل شي ولا زعلك يالغالية .
منيرة : موب زعلانة بس أنتي تطلعين الواحد من طوره .
نهى قبلت رأس والدتها ثم قالت : خلاص فديتك دام ذا الموضوع يزعلك ماراح أفتح فمي فيه .
وجلست وهي تحاول تغير الموضوع : ميروه القاطعة متى تجي من المغرب ؟
منيرة بإبتسامة : ميرا بطنجة والله بتزعل لأن ماحد قالها على ملكة سعود .
نهى : ياقلبي عليها أكيد بتعصب وتقلب الدنيا علينا وعلى سعود...
الله يوفقها ويسهل عليها نقل مشروعها للدمام هي لأنها مغربية تراخيص البناء تأخرت بزيادة .
منيرة : إن شاء الله تطلع تراخيص من هناك وتجي تكمل مشروعها هنا .
نهى : من الحين أقولكم مشروعها الجديد خطير وإن شاء الله بيربحها...
أنا أستغرب أم لسانين يطلع عليها كل هالذكاء ماشاء الله .


********************

منزل الجده علياء ~
الساعة شارفت على الواحدة والنصف ليلاً يجلس هو وجميلة في الصالة لوحدهما بعد ماذهبت الجدة تنام .
جميلة جالسة بجوار سعود وهي متوترة وخائفة على صغيرها : سعود جالهم ساعتين ونص مارجعو شوف وش صار لهم .
سعود بتوتر : جميلة أنا مو عارف وش أقولك...ممم بس هتان ماراح مع حاتم هتان الحين عند أبوه .
نظرت له جميلة وبصوت باكي وأنفاسها تتسارع : ليش ؟ ليش ياسعود تخليه يروح معاه ؟ حرام عليك .
سعود قبل رأس جميلة : تكفين جميلة لاتزعلين علي والله ماقدرت فيه فجر راسي وهو يصيح يبي أبوه .
جميلة بذهول ودموعها تأخذ مجراها على خديها : وهو من وين عرف خالد ؟
سعود : ما أدري حتى أنا مستغرب منه كيف عرفه...بس أكيد فطرة من الله الولد يعرف أبوه .
جميلة وهي تمسح دموعها : ومتى قالك بيرجعه ؟
سعود : إحتمال ينام عنده والساعة ستة الصباح وولدك هنا...لاتخافين عليه هو مع أبوه مو مع واحد غريب .
جميلة مسحت دموعها : الله يسامحك ياسعود .
سعود بإستغراب : خالد سيء لدرجة إنك تخافين على ولدك وهو معاه ؟
جميلة هزت راسها بلا : نهائياً مو سيء بس اللي خايفة منه إن هتان يتعلق فيه ويصير معاه
أنا بدون هتان والله ما أقدر أعيش راح أموت وهو بعيد عني ثلاث سنوات وأنا وإياه مثل الظل وفجأه كذا يروح يعيش مع أبوه ؟
سعود بإبتسامة : طيب وليش ماترجعين لأبوه ويعيش ولدكم مثل باقي عيال خلق الله بين أمه وأبوه .
جميلة بحقد وكره تحمله لخالد : لا مستحيل أرجع لخالد هو مو رجال عشان يتحمل مسؤوليتي أنا وولدي .
سعود بثقة : خالد رجال وأضمنه لك .
جميلة : خالد ماعنده إستعداد يتحمل مسؤوليتي يعني هو إنسان فاشل وأفشل إنسان بتكوين الأسرة
وأنا لازم طلباتي ملبية ولبسي ماركة ويعني تجهيزي لحفلة وحدة فوق ثلاثين ألف .
صعق منها سعود بشدة : أما ؟ ثلاثين ألف مرة وحدة ؟
جميلة : حفلة ملكتك اللي قبل شوي حفلة بسيطة كلفتنا أربعين ألف....
تشوف إن إحنا مايتحمل مسؤوليتنا إلا الأغنياء وطبقة عالية وعالية حيل
وخالد مو منهم ولا يقدر أصلاً يعيشني ببيت بروحي أنا والله العظيم ماهمني الفلوس كثر همي براحتي ببيتي
يعني تخيل كنت عايشة ببيت أهله لي غرفه وحدة بس...
المطبخ واحد الصالة وحدة ما أقدر أجلس إلا بغرفتي والله صعبة علي العيشة هذي .
سعود : بس خالد يقول كل شروطك ملبية وأطلبي من الريال إلى المليار .
ضحكت جميلة : أجل هو قال كذا ؟ ولو أطلب منه ملايين يقدر يوفرها لي ؟
سعود بثقه : أكيد...جميلة لا تصيرين بشعة إلى هالدرجة وإذا بترجعين له لاتطلبين منه فلوس
أطلبي منه كل شي إلا الفلوس هي خراب حياتك بأولها .
جميلة إستبعدت الفكرة : لا لا مستحيل أرجع له وأصلاً وش أبي عشان أرجع له .
سعود : فكري زين وصلي إستخارة ولو عطيتيني رأيك قبل ثلاث أيام ماراح أسمعه .
أطلقت جميلة تنهدية من أعماق أعماقها : أفكر ليش لا ؟
سعود وهو يقف : أنا بروح أنام عن إذنك .
جميلة بخوف : وولدي ؟
سعود : ولدك عند أبوه ماراح يسوي له شي وإن شاء الله الصباح وهو عندك ؟
ودخل سعود بغرفة الضيوف .
وجميلة جلست في الصالة وعقلها مشغول بإبنها .


*********************


منزل خالد الصالح ـــ الثانية ليلاً ~
هتان غالبه النوم ونام وهو بحضن أبيه قرابة عشرة دقائق وإستيقض وهو يبكي : أبي ماما .
جواهر أخذت هتان وهي تأرجه بخفة كي ينام فهذه الطريقة الشائعة لنوم الطفل إبتسمت والدتها : جواهر يابنتي هذا كبير ثلاث سنوات ماراح يسكت بالطريقة هذي .
إحتضنته جواهر وهي تقول بحب للصغير الباكي في حضنها : يمه ماشبعت منه ولو أوقف فيه الليل كله ماراح أشبع منه .
هتان وهو ينظر إلى أبيه وقال وهو يبكي بعنف كما بكاء وهو يريد أبيه منذ ثلاثة ساعات : أبي ماما...أبي ماما .
وقف خالد وحمله : هتان حبيبي تبي البقالة ؟
هتان وهو يضع راسه على صدر والده ويستمر بالبكاء : لا لا أبي ماما .
أخرج خالد هاتفه بيده اليسار فهو ممسك هتان بيده اليمين إتصل على الجدة علياء : الوو .
الجدة علياء بصوت يملئه النوم وبصدمة : هتان عندك ؟
إبتسم خالد : إيه عندي وأزعجني الحين يبي أمه وأنا بوديه للبيت .
الجدة علياء : خلاص أنا بقول لجميلة ترسل أحد الخدامات وتأخذ منك الولد .
خالد : مع السلامة وأسف أزعجناك بس مافيه إلا أنتي أتصل عليه .
الجدة علياء بمودة : مابه أزعاج وأنا أمك .
وأغلق خالد المكالمة : عن إذنكم بوصل هتان لأمه .
وخرج ووضع هتان بالمقعد الأمامي وركب هو وقاد السيارة متوجه لمنازل السيف وهو يتمنى أن من يأتي لأخذ هتان جميلة فهو مشتاق لها حد الثمالة إستنزفه الشوق لها .


***********************

منزل نايف السيف ~
دخل حمد البيت الساعه الثانية إلا ربع وجلس بالصالة : فاااطمة...فاااطمة .
فزعت فاطمة النائمة بغرفتها ونهضت بسرعة وغسلت وجهها وإرتدت روبها وخرجت بسرعة وهي مرعوبة من صراخ حمد .
خرجت وقلبها ينبض بقوة وأنفاسها تتسارع : هـ..هـلا حـ..حـ..مد .
حمد نظر لها من الأعلى إلى الأسفل وهو يقول بسخرية : مبروك ملكة أخوك ؟
فاطمة لم تزال ترتجف : الله يبارك فيك .
حمد أشار لها على الكرسي الذي يقع أمامه : إجلسي .
جلست أمامه وهي تحاول أن تهدي من خوفها : أمرني .
حمد : بقولك كلام بس ياويلك تخالفينه .
ثم صرخ وهو يقول : سمعتي ؟
إنتفضت فاطمة من صرخته وهزت راسها بإيجاب : سمعت .
حمد : أخوك سعود تسيطرين عليه وإذا السحر ينفع إستخدميه .
تعوذت فاطمة من الشيطان الرجيم وهي تتخيل فقط مجرد الفكرة أي رجل في هذه الدينا يأمر زوجته بإستخدام السحر ؟
وأكمل حمد : أبي الفلوس اللي أعطاه جدي تصير لي فاهمة ؟
فاطمة إرتبكت هي لا تستطيع أن تقول لحمد موافقة ولا تستطيع أن تقول له لا : حمد الله يخليك أنا ما أقدر أسوي كـ..
قاطعها حمد بغضب : ليش ماتقدرين ؟
فاطمة إزدادت رجفتها بلعت ريقها : والله والله ما أقدر أنا إلى الآن أستحي منه...والسحر وربي ما أستخدمه لعدوي عاد إشلون لأخوي .
حمد بإصرار وهو يقترب منها : بتستخدمينه وغصب عنك .
فاطمة برفض وهي تشعر أن الموت قاب قوسين أو أدنى منها : والله والله ما أستخدمه .
أمسك حمد شعرها وشده بقوة وصرخ بها : تعصيني يافطيم ؟
فاطمة وضعت يداها على يده تحاول أن تبعد يده عن شعرها : لا طاعة لمخلوق بمعصية الخالق لو أبوي اللي قالي راح أرفض عاد إشلون زوجي
حمد بين أسنانه وهو يشد شعرها أكثر : بس أنا ماترفضين لي طلب .
فاطمة وهي تبكي وبضعف : حمد إترك شعري .
حمد بعصبيه وهو يفلت شعرها : تعانديني يافطيم هاا ؟
فاطمة رغم خوفها إلا أنها لن تشرك بالله من أجل دنيا : إلا السحر إلا السحر ياحمد ماراح أستخدمه .
صفعها حمد بقوة حتى أعطته ظهرها من شدة صفعته لها ظهر الدم مع أنفها ( تكرمون ) وشعرت أن فكها الأيمن إنكسر : خلاص قلت لك أسهل طريقة عندي مانفعتيني فيها وفلوس سعود بأخذهم وهو مقتول وأنا اللي راح أقتله .
فاطمة شعرت بدوار أمسكت الطاولة مانعة سقطوها على الأرض أسندت راسها على الكرسي وهي تتحسس مكان الكف .
نظر لها حمد ورأى دمها الذي ينزف وخدها المتحول لقطعة حمراء .
خرج من عندها وهو يغلي من القهر .
ركب سيارته وقادها بسرعة بلا هدف فقط يفرغ غضبه بالقيادة .


********************


وصل خالد أمام باب بيت الجد إبراهيم السيف رن الجرس .
في هذه الأثناء كانت جميلة تمشي بحديقة البيت تنتظر عودة صغيرها بعد ما أخبرتها جدتها أن أبيه سوف يأتي به الآن .
وبلا تفكير أحكمت جلالها على رأسها وتغطت بطرفه وفتحت الباب وسمعت صوت هتان يبكي .
تذكرته أمس وهو يبكي يريد أبيه .
إنتظرته يتكلم أو ينزل هتان بالأرض لتأخذه وتذهب إلى أخر نقطة تبعدها عن خالد لاتريد رؤيته ولا تريده .
واقفة خلف الباب نصفها خلف الباب والنصف الأخر أمامه تماماً .
" أ حقاً أنا الآن أراكِ
أ حقاً ياحلمي الذي طال وطال حتى وصلت اليأس تحقق الآن
تكلمي حبيبتي فأنا عاشق أكاد أجن لو لم أسمع همساتكِ الناعمة
ولو لم أرى وجهكِ المشرق "
أتاه صوت عقله ( أصحى ياخالد هي ماتحل لك )
خالد لن يتكلم ينتظرها تتكلم يريد أن يسمع صوتها الذي يعشقه بجنون ثلاثة سنوات مضت وهو لم يسمع صوتها العذب إشتاق له كثيراً حتى إستنزفه الشوق .
هتان أنقذ والدته وأغضب والده نوع ما : بابا ألوح ماما .
أنزله خالد وتوجه هتان لجميلة التي رفعته من الأرض وإحتضنته .
تراجع خالد خطوتين للخلف تكلم فقط لكي ترد عليه ويسمع صوتها ويروي جفاف روحه : إحتمال كل يومين أجي أخذ هتان اوكي ؟
جميلة بصوت هامس يكاد يسمعه ولكن صوتها لم يروي جفاف روحه إنما دمر قلبه وزاد شوقه لها " ليتكِ لم تتكلمي " : لا ولدي ما أبيه يبعد عني .
وأغلقت الباب بوجهه وهي غاضبة بشدة .
دخلت البيت وأنزلت جلالها على رقبتها وقبلت خد هتان : حبيبي هتان لا تروح بعدين .
وأخترقتها رائحة عطره تميزه جيداً ثلاثة سنوات لم يغيره .
أنزلت هتان وهي تقول : الحين بسوي لك شاور ولا عاد تطلع مع أحد...ولا ترا ما أخليك تلعب مع عيال خاله علياء .
هتان بإبتسامة كانت كفيلة ببعث السعادة لجميلة : ماما لحت مع بابا لجدة وعمه جواهر .
جميلة تضايقت بشدة من هتان وحديثه الذي سيكون هذه الليلة عن أبيه
فهي لن تحتمل لن تحتمل !
مهما كان كرهها لخالد فحبه بقي في قلبها تشعر أن حديث هتان عن أبيه
سوف يقرب خالد لها سوف تفكر بالعودة له وهي لا تريد : هتان حبيبي خلاص .
وحملت إبنها وهي تشعر أن جميع الأكسجين من حولها إنحبس .
رائحة عطره فقط أشعرتها بالإختناق فكيف عندما تصبح بجواره .
هي رأته وهي تاخذ هتان شعرت بكل شعور الكره والحقد كبر بقلبها .
دخلت بغرفتها وحممت إبنها والبسته بيجامة النوم ووضعت ملابسه الممتلئة برائحة عطر خالد في سلة المهملات
وهتان يسألها بإستغراب : ماما ليس ؟
جميلة إحتضنته وهي تقول : أشري لك ملابس أحسن منها .
أطفئت الأنوار وبقي ضوء الأبجورة الخافت وبدأت تحصن إبنها إستعداداً للنوم .


********************

جناح فاطمة وحمد ـــ الساعه الثالثة والنصف فجراً .
بعد ماتوقف نزيف أنفها جلست على كرسي التسريحة وهي تنظر مكان أصابعه التي طبعت على خدها باللون الأحمر الغامق .
أغمضت عينيها وهي تتخيل لو رأتها والدتها بهذا المنظر قبل شهر هي إضطرت تعتكف في بيتها إسبوع من أجله فهي لا تريد أن يرأ أحداً أثار ضربه لها .
تذكرت أن فطور أخيها سعود اليوم الصباح عندها عضت على شفتها السفلية ( كيف أقدر أخفي هالأثر )
فتحت أدراج التسريحة وأظهرت كريم ووضعت منه على مكان الكف مايهمها الآن هو فقط الظاهر وإخفاء الأثر .
ولكن من الداخل تبقى محطمة مشتتة مجروحة تنزف وتنزف وجروحها لا تندمل .
تناولت حبتين بندول وهي تتمنى فقط يخف صداع راسها لكي تنام فهي مرهقة ومتعبة بشدة .
عادت من بيت أهلها الساعه الثانية عشرة ونامت إلى الساعة الثانية عندما أتى حمد وأفزعها وضربها .
تنهدت وهي تقول بقلبها " أعانني الله "
تحممت وإرتدت جلابية ناعمة وجففت شعرها ورفعته كعكة مرتبة
وتعطرت ثم ذهبت إلى الصالة عندما علمت أن النوم بعيداً عنها للغاية .
لا تعلم ماذا تفعل تخشى أن يدخل حمد في أي لحظة دخلت مطبخ التحضير وأعدت لها قهوة تركية لكي يخف صداعها بعد الله .
وعادت إلى الصالة وفتحت التلفاز بإنتظار صلاة الفجر .
إنفتح الباب ورفعت رأسها ونبضات قلبها توقفت لم يعد من حولها أكسجين شعرت بحبات العرق تتناثر على جبينها مسحت جبينها بيد مرتجفة مع دخول حمد .
نظر لها بإستغراب هتف وهو ينظر إلى قهوتها : ليش سهرانة ؟
فاطمة أخذت نفس عميق وهي تتسلح بالقوة : ماجاني نوم .
إقترب منها وأخذ كوب القهوة الدافئ وسكبه في وجهها وهو يقول بضحكة إستفزازية : لا عاد تسهرين السهر يأثر على صحتك .
شهقت فاطمة بعنف وأخذت منديل ومسحت وجهها وهي تنظر حمد بصدمة وبإنكسار بالغ بان من صوتها : حرام عليك ليش تسوي كذا ؟
حمد إبتسم بسخريه وقبل خدها المحمر : تصبحين على خير .
ودخل بالغرفة ورمى نفسه على السرير وفاطمة نهضت وهي مخنوقة محتاجة لأحد ترتمي بحضنه وتبكي وتبكي وتبكي حتى يجف دمعها الذي لايكتمل يومها حتى تصبح مستنزفة كل طاقة البكاء .
تحممت وهي تتحسب على حمد إرتدت جلابية فخمة قررت أن ترتديها بوجود سعود .
وشعرها جففته وتركته مموج على جنب وهي تحاول أن تعمل ألف تسريحة وتسريحة لعلها تخفي معالم الكف أمام سعود ليس خوف من حمد فقط لا تريد أن تظهره بصورة بشعة أمام أخيها الذي لا زال هناك الكثير والكثير يجهله عن حمد .
نظرت بحمد النائم ( الله لايبلانا ينام قبل صلاة الفجر بنص ساعه بس ؟ )
خرجت وذهبت لغرفة إبنتيها كادي وترف وفتحت الباب تتطئمن عليهن ورأتهن نائمات بسلام .
أغلقت الباب وذهبت لغرفة غدي ولجين وهن أيضاً نائمات بسلام .
عادت إلى الصالة وجلست وهي تتوجه لله بالدعاء والتضرع بأن يصلح حالها وحال زوجها .


********************


منزل سيف السيف ~
ملك تجلس مع علياء من الساعة الوحداة إلى الآن قبل صلاة الفجر : أسفة على الأزعاج أم عزوز
بس لازم تجلسين معاي مو خلاص صرت مرة اخوك ؟
إبتسمت علياء : تدرين وش أكثر شي عاجبني فيك ؟
ملك إتسعت إبتسامته : أيش ؟
علياء : لأنك مالعبتي دور البنات اللي مستحين بعد الملكة .
ضحكت ملك : ههههههه أسحتي منك ؟ إنتي أختي الكبيرة مايصير أستحي منك .
علياء بمودة : يابعد عمري يامليك والله ما أتخيل البيت بدونك ستة أشهر بس وتروحين للشرقية .
ملك إجتمعت دموعها بعينيها وإبتسمت ما أصعب هذا الشعور تبتسم كي لا تبكي : الله يعيني على فراقكم .
علياء برجاء : لا تكفين ملك لاتبكين من اليوم وأنا أداري دموعي .
إنحدرت دمعة حاره من عين ملك اليسار ولكن لم تزال مبتسمة : فراقك أنتي وعيالك وسيف مو شي سهل وربي .
علياء دمعت عينيها وإقتربت من ملك وإحتضنتها : الحمدلله إنه حدد الزواج بعد ستة أشهر على الأقل نشبع منك .
ملك ضحكت وهي تمسح دموعها : علوي خنقتيني خفي علي .
إبتسمت علياء وهي تحرر ملك من أحضانها : الشرهة علي اللي أعطيك شوي من حناني .
غمزت لها ملك بمرح تحاول إبعاد الحزن عنهما : وفري حنانك لأخوي .
علياء ضربت ملك بخفة على كتفها : إستحي على وجهك وإحترميني .
واعتلاء صوت الأذان ونهضت ملك : أنا بروح أتوضى وأصلي وأنام تصبحين على خير .
علياء وهي تقف : وأنتي من أهله .
وأردفت بخبث : بيجوني ضيوف الليلة ممكن تسوين لي قهوة ؟
ملك بإبتسامة : من عيوني...بس ممكن أعرف مين اللي بيجون ؟
علياء غمزت لها : سعود تفنني وسوي أحلى قهوة .
عضت ملك على شفتها السفلية تمنع إبتسامتها بحرج : علياء خفي علي .
علياء بإبتسامة : إنتي قلتي لي من عيوني يعني أخوي الليلة لازم يذوق قهوتك .
ملك هزت رأسها بإيجاب : أنا وعدتك .


*********************

جناح فاطمة وحمد ـــ مع نسمات الصباح .
بعد السلامات المعتادة جلسو سعود وفاطمة على الأرض المكان الذي تفضله فاطمة في قهوة الصباح .
إستغرب سعود من فاطمة شعرها على نصف وجهها ولا يظهر من وجهها سواء جهته اليمنى فقط .
فاطمة وهي تبتسم له بحب : حي الله أخوي تو مانور بيتي .
سعود بود : منور بوجودك يالغالية...وين البنات بسلم عليهم ؟
فاطمة : يتجهزون بيروحون للمدرسة أنا قلت لهم قبل لا يطلعون يجون يسلمون عليك .
سعود بحب : الله يقر عينك فيهم عرايس ويجعلهم من البررة .
فاطمة بحالمية : اللهم أمين...ويوفقك ويجعل حياتك كلها سعادة سبحان الله ملك جاها اللي يستاهلها .
سعود بغموض : الله يتمم هالزواج على خير .
فاطمة بخوف : سعود فيه شي يعرقل موضوع زواجك ؟
هز سعود راسه بالنفي : بس أنا عندي إحساس إن زواجي ماراح يتم .
فاطمة بفزع : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فالك ماقبلناه وش هالتفاول على الصبح ؟
سعود إبتسم : وش أسوي بأحساسي اللي من خطبت وهو ماريحني .
دخلو الاربع الأجمل على وجه الأرض بعين فاطمة وضحكاتهم تسبقهم .
إرتمت غدي أصغرهم بحضن والدتها التي إحتضنتها .
توجهت كادي لخالها سعود وخلفها شقيقاتها وسلمو عليه .
وخرجو ووالدتهم تستودعهم الله كعادتها اليومية .
فاطمة قبلت خد غدي ورفعت غدي شعر امها لكي تطبع قبلتها الصباحية المعتادة على خد والدتها .
كان سعود آنذاك ينظر لتلك الصغيرة الجميلة التي ترفع شعر والدتها فتح عينيه على وسعهن بذهول وهو يرأ خدها المحمر وكأنه قطعة دم حمراء .
حمد مسند ظهره على باب الغرفة ومكتف ذراعيه كان يريد الخروج ولكن صدمة سعود أوفقته وعرقلته عن الحركة .


إنتهى . . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-14, 12:47 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساكم معطر بذكر الله .
أسعدتوني بردودكم أخواتي رهوفآ .. رنودتي .. نجمة النهار .. حيوووته . جعل ربي يحرم وجيهكم من النار .
شكراً بحجم السماء لكل من قراء روايتي .

.
.
.
.
.
.
.
لا إله إلا الله .




الجزء الثامن / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار






فاطمة قبلت خد غدي ورفعت غدي شعر والدتها لكي تطبع قبلتها الصباحية المعتادة على خد والدتها .
كان سعود آنذاك ينظر لتلك الصغيرة الجميلة التي ترفع شعر والدتها فتح عينيه على وسعهن بذهول وهو يرأ خدها المحمر وكأنه قطعة دم حمراء .
حمد مسند ظهره على باب الغرفة ومكتف ذراعيه كان يريد الخروج ولكن صدمة سعود أوفقته وعرقلته عن الحركة .
سعود أمسك يد غدي وسحبها من حضن والدتها : روحي لجدة حصة يله بسرعة .
نزلت غدي مع الدرج برفقة الخادمة .
وفاطمة ترجو من الله أن يمر هذا اليوم بسلام فهي لا تريد في حياتها سواء السلام .
سعود بغضب هادر : قبل لاتقولين وتبررين أكيد إنه حمد اللي سوا فيك كــ...
فاطمة قاطعته : أنا غلطت عليه وأستاهل الضرب .
وقف سعود وهو يرأ حمد يتقدم له ووقفت فاطمة مرعوبة أخيها عنيد وحمد لا أحد يتجاوزه بالعناد .
حمد وضع يده على كتف سعود ودفعه بقوة : وش مدخلك ببيتي ؟
سعود لم قبضة يده وضرب حمد على خده : يوم يدك طويلة وتقدر تضرب أضرب رجال لا تضرب الحريم يالرّخمة .
حمد من أن وصلته شتيمة سعود صفع سعود : إحترم نفسك ماتجي يالحقير وتضربني ببيتي .
سعود وجه لحمد لكمة أخرى موجعة قاسية على فكه وطرف شفته السفلية إنجرحت شفته وخرج دمه .
صرخت فاطمة : خلاص خلاص لا تتذابحون هنا .
سعود ضرب حمد الضربة الثانية وسقط حمد على الأرض وخرجت فاطمة بسرعه للصالة .
وهي على يقين أن حاتم خرج لدوامه وصلت وهي تلهث المشي بسرعة مع السلم يرهقها فهي حامل بأشهرها الأولى .
وقفت أمام عمها وتقول وهي تلتقط أنفاسها : عمي سعود وحمد تذابحو إلحق عليهم .
قفز نايف وذهب إلى جناح فاطمة بسرعة تتعب من هم في سنه وفاطمة تجري خلفه .
دخل ورأى سعود بطريقه خارج وشماغه على كتفه وطاقيته على راسه وعقاله بيده قبل رأس عمه : إعذرني عمي بس والله ماتنمد يد على خواتي وأنا عايش وحمد هذي قرصة إذن له لو تجرأ وسواها مرة ثانية صدقني بقتله وشرب دمه مايكفيني .
نايف ربت على كتف سعود : الله يطول عمرك ويجعلك عز السند لخواتك .
خرج سعود بعد ماقبل رأس فاطمة وإعتذر منها .
نايف رأى حمد ممدد على الارض إقترب منه ورأه يتنفس أطمئن عليه وخرج دون أن يتفوه بكلمة واحدة .
فاطمة جلست على ركبتيها بجواره وتقول والخوف يتملكها : حمد...حمد .
حمد بألم وهو مغلق عينيه وقال بضعف : النذل الحقير والله ما أخليه والله ما أعديها له بسلام .
فاطمة بخوف : حمد فيك شي ؟
حمد بعصبية وهو يفتح عينيه : قومي من عندي لأدفنك حية .
نهضت فاطمة بخوف ودخلت بالغرفة .
أخذت هاتفها وهي خائفة على سعود وخائفةً أيضاً على حمد إتصلت بسعود : الوو .
فاطمة بلهفة : سعود صار فيك شي ؟
إبتسم سعود : لا مافيني شي .
ثم أردف بخوف : حمد سوى فيك شي ؟
فاطمة : لا حمد أغمى عليه ما أدري وش أسوي معاه هو طردني وحلف لو أجلس عنده بيدفني حية...خايفة عليه .
سعود بإعتذار لا يليق إلا بسواه : سامحيني فطوم والله ماقصدي أأذيه بس وش أسوي من شفت أثار ضربه لك ماتحملت .
فاطمة : الله يخليك لي ولا يحرمني منك .
ثم إبتسمت وقالت بمرح : ماتوقعتك عنيف كذا .
سعود : عمري ماصرت كذا ولو واحد غير حمد يمكن أنا اللي أتضرر لأن مالي بالضرب والهوشات بس حمد بنيته ضعيفة جداً شكله مدمن .
شهقت فاطمة بعنف وهي تشارف على البكاء : لا إدمان ؟ مستحيل هو سيء بس مو مدمن .
سعود بقلق : فطوم إهدي وش فيك ؟
فاطمة بصوت باكِ : سعود متأكد إن حمد مدمن ؟
سعود بتوتر : ما أدري والله...بس من ضربته أغماء عليه هو يستخدم منشطات أو مخدرات عشان كذا بنتيه ضعيفة .
فاطمة بين شهقاتها : ولا مرة جاء للبيت وهو سكران أو ريحته مخيسة مثل المدمنين أنا عارفة إنه يشرب دخان ومن زمان .
سعود عض على شفته السفلية ( مصيبة إذا كان فتحت عينها على شي هي ماكانت متوقعته ) : أم كادي الله يرضى عليك أنا مو متأكد بس يعني غريبة هو على طول إغماء عليه...هو عنده سكر أو ضغط ؟
فاطمة بإختناق : لا مافيه أي مرض ما أدري إذا هو مخبي علي شي .
وسمعت صوت حمد يناديها : سعود حمد يناديني أكلمك بعدين .
وأغلقت المكالمة وهي خائفة من حمد وعلى حمد .


********************


مجلس رجال آل سيف .
بعدما دخل سعود وسلم على الجميع جلس بجوار عمه عبدالعزيز .
الجميع بدواماتهم لا يوجد سوا العم عبدالعزيز وعامر ومعتز وسعود .
عبدالعزيز بحنان : أفطرت ؟
سعود إبتسم لعمه الذي أشعره وكأنه طفل : إيه الحمدلله أفطرت عن إختي فاطمة .
عبدالعزيز بتوجس : أنت مرتبك ولا خايف من شي ؟ اليوم والله مأنت بطبيعي .
سعود إستغرب كيف عمه علم إنه خائف همس لعمه : خايف على حمد ياعمي .
عبدالعزيز بذهول : خايف على حمد ولا من حمد ؟
سعود بألم : لا خايف عليه تضاربت أنا وإياه وأغمى عليه على طول يعني ماتحمل الضرب أنا مستغرب واحد بسلاطة لسان حمد ضعيف كذا .
عبدالعزيز بثقة : من التدخين حمد هلك نفسه بالدخان عشان كذا مايتحمل لا الضرب ولا الركض .
وأكمل بقلق : تضاربتو عشان فاطمة صح ؟
سعود هز رأسه بإيجاب ثم أردف عمه : الله يستر أنا خايف من ذاك اليوم اللي بيقولون لنا حمد ضرب فاطمة لين ماتت .
سعود بفزع وهلع : الله لايجيب ذاك اليوم...وبعيد الشر عنها ولو ضربها حمد مرة ثانية والله ما أرحمه...إذا ابوي ماوقفه عند حده أنا أوقفه عند حده
عبدالعزيز بابتسامه : الله يخليك لخواتك ولايحرمك منهم ولا يحرمهم منك .
سعود : اللهم أمين .
رن هاتف معتز ونهض : عن إذنكم...سعود أبيك بكلمة راس .
وخرج وخلفه سعود ووقفو بحديقة البيت الكبيرة جداً أمام مجلس الرجال : أنا طالع الشرقية الحين مع ماجد ولد عمي وبخلي لك السيارة .
عقد سعود حاجبيه وبعصبية : ليش تروح للشرقية باقي ثلاث أيام هنا ونرجع مع بعض .
معتز قبل رأس سعود ليمتص غضبه : لاتزعل بس أنا مالي داعي أجلس هنا شوف عيال عمك يجاملوني تروح إنت لأهلك وهم يجلسون بالمجلس مجبرين وبعدين تركنا أمي هناك ببيت زوج بنتها يعنــ...
قاطعه سعود بحدة : أمي ببيت ولد عمك وزوج بنتها مافيها شي لو جلست عنده دهر .
معتز ودع سعود وهو يقول : أعذرني ماقلت لك إني بروح...أشوفك على خير .
إبتسم سعود وبمودة : بحفظ الرحمن سلم لي على ماجد .
معتز : يوصل إن شاء الله .
وذهب معتز ثم رن هاتف سعود ورد بـ : هلا يمه .
منيرة بإبتسامة : ياهلا والله بوليدي وشلونك ؟
سعود : الحمدلله بخير...إنتي شخبارك ؟ إن شاء الله مرتاحة ببيت نهى ؟
منيرة : مرتاحة يأبوي بس ناقصني إنت وأخوك إشتقت لكم...كيف تعامل أبوك معاك ؟
سعود لمح أبيه قريب منه ثم قال بخبث وكأنه لا يعلم أن أبيه خلفه : مشعل ؟ الحمدلله كل شي تمام .
منيرة كتمت ضحكتها : أبوك عندك ؟
ضحك سعود بخفوت : إيه .
منيرة : مأبي أشغلك...مع السلامة .
سعود : مع السلامة .
مشعل إقترب من سعود وهو يقول بلا وعي : وش أخبارها ؟
عقد سعود حاجبيه وهو يدّعي الغباء : مين هذي ؟
مشعل إنتبه لنفسه : احمم...أقصد...أمك .
سعود بإبتسامة جانبية : تو تسأل عنها ؟
مشعل بعصبية : مانيب أصغر عيالك عشان تكلمني كذا ولا سألتك تجاوب بلا قلة أدب .
سعود بسخريه : توك تعلمني الأدب ؟ أظن راح وقت التربية خلاص ماعاد ينفع معي الحين .
صفعه مشعل بقسوة : إحترمني أنا أبوك ياقليل التربية والأصل .
سعود وضعه يده على خده لم يبدي أي إنفعال فقال ببرود قاتل : يجي منك أكثر يا...يبه .
مشعل بغضب : من أمس ماكلمتك عن موضوع خالد .
ثم قال وهو يقترب من سعود أكثر وبتحذير : لاتحاول تنبش مواضيع قديمة من وراي وإختك مالها رجعة لخالد .
سعود بتحدي : ما أحد له حق يمنع جميلة من خالد وماتوقعت أن فيه أب يسوي كذا ببنته تطلقها من زوجها وتصدها وتتجاهلها ثلاث سنوات ؟
مشعل ماخذ نفساً عميقاً : سعود لاترفع ضغطي إختك هي اللي جنت على نفسها...
جتني وشكت لي حالها تقول مصروفها مايكفيها والله ماقصرت معاها أعطيتها الفلوس اللي تكفيها
بس رجعتها لي تقول خالد مايرضى وما أحد يصرف عليها إلا هو...
وبعدها بشهر جتني تبكي تقول حياتها صعبة حيل وماتقدر تعيش مع خالد
ماهان علي بنتي تبكي قدامي وأسكت قلت لخالد يحسن وضع بنتي المادي وقالي مابيده شي
حاولت معاه أشغله بشركاتنا اللي دخلها الشهري للموظفين عشرين ألف
رفض وقال إنه مو محتاج عشان أتصدق عليه
وش أسوي لهم ياسعود هي ماتقدر تعيش معاه وأنا ما أقدر أساعدها خالد يرفض كل المساعدات
قلت له يطلقها والله ماتردد طلقها من ثاني يوم أنا مكلمه هو رخص فيها حيل...
وهي تستاهل اللي يصدها ويقهرها بعده جتني تشكي ويوم تطلقت جحدتني وقالت إنه أنا السبب
إتصلت على خالد أقوله يرجعها بس هي رفضت وراحت عند أبوي وتجي تلومني وتحط كل المصيبة على راسي
كل اللي صار لها من تحت تدبيرها وأنا مالي ذنب باللي صار لها .
سعود آلمه كثير والده يشكي له وبنبرة غريبة لم يعتد أن يسمعها من مشعل الواثق الصارم .
تكلم سعود بهدوء : وخالد الحين منصبه من أعلى المناصب بالدولة يعني لو رجعها ماراح تعيش بفقر وخالد رجال ومايعيبه شي .
مشعل بإعتراض : بس أنا ما أقدر أرجع بنتي للذل اللي هي عاشته لو هو صدق يحبها ليش يطلقها من قلت له .
تنهد سعود بألم : سمعت كلامك وكلام جميلة وكلام خالد كل واحد يخليني أقول هو اللي معاه الحق .
مشعل بثقته المعتادة : أنا مابي أبرر لنفسي وأقول الحق معاي بس هي قهرتني ياسعود والله قهرتني...
أبوي الله يرحمه يرفع صوته علي قدام بناتي وهو مارفع صوته علي وأنا شباب كل القهر اللي فيني محد حاس فيه...
وبلغ إختك إن الموضوع هذا متسكر من زمان ولا راح ينفتح .
سعود بإعتراض فهو لا مانع لديه أن يتمشكل مع أبيه من أجل جميلة وسعادتها : لا يبه وش ذنب هتان يضيع بينهم...مو إنت قلت لجميلة لاتزوجت بترضى عليها ؟ هي والله كل همها رضاك .
مشعل بألم : وش بعده ياسعود ؟ اللي خطبوها بعد طلاقها يمكن عشر أشخاص وكلهم رفضتهم
وكل مره أحس إني ما أعني لها ولا شي
جميلة ماتبي رضاي جميلة تبي خالد...
هي إذا رجعت لخالد بتقهرني زود على قهري منها .
سعود بغضب مكتوم : يبه ليش حياتكم كذا ليش كل شي واقف على الفلوس ؟
تنهد مشعل : يأبوك إحنا من بعد جدك ماعرفنا نتصرف ولا نحكم أنفسنا .
وربت على كتف سعود : سامحني إذا قسيت عليك بس تصرفاتك ماهيب منطقية .
حُرج سعود من أبيه مسك يد أبيه ثم قبلها وقال : يبه الله يخليك موضوع جميلة خلوه يتم .


********************


منزل الجدة علياء ~
بعد ما إرتشفت جميلة من فنجانها نظرت إلى جدتها التي تقول : البارح إنتي اللي طلعتي لخالد تاخذين ولدتس ؟
إبتسمت جميلة تحاول إخفاء التوتر الذي يهاجمها عندما يفتح موضوع خالد أو حتى تسمع إسمه : إيه .
الجدة علياء بإبتسامة : وعساتس بترجعين له ؟ أنا ماقطع قلبي إلا هتان .
جميلة شعرت برعشة تسري بجسدها : قالي سعود وأنا بستخير وأرد لكم .
الجدة علياء بإبتسامة : أنا من رايي ترجعين لرجلتس تعرفينه ويعرفتس ليه كل هالتأخير ؟
جميلة " لاتشعرين بما أشعر ياجدتي
فأنا لا أريد أن يعلم إني لم أزال أحبه
وأشعر إنني حاقدة عليه أكثر من إني أحبه
فهذا الشعور مؤلم وقاسي
من النادر أن يجتمعان هذان الشعوران في آن واحد " .
ثم قالت وهي تحاول أن تهدء من نبضات قلبها المتسارعة عندما يحل إسمه : يمه أنا حتى لو رجعت له ملكتنا أو بالاصح عقدنا الجديد بعد زواج منال .
الجدة علياء : بكيفتس بس أهم شي هتان مايتعذب بينكم ويتبهذل يوم عندتس ويوم عند أبوه ولا هنا ولا هناك مرتاح يبيكم جنب بعض .
جميلة تشعر بضيق كاتم على روحها تريد خالد ولكن لا تريده شعورها غريب جداً كرهها له يصل عنان السماء
وحبها له أيضاً يتجاوز كل شيء
كم هو شعور مؤلم وقاسي الحب جبار يجبرها على تقبله رغم عنها : أنا مابي أرجع إلا عشان هتان الله يخليه لي ولا يحرمني منه...ومنها أكسب رضا هتان وأبوي وش أبي أكثر من كذا .
الجدة علياء : الله يحنن قلبتس على رجّالتس ويردتس له قريب .
جميلة بتردد شديد : بس يمه أنا مترددة ما أدري وش اللي خلى خالد يفكر فيني بعد ثلاث سنوات .
الجدة علياء : هو بالثلاث سنين هذي كان يدرس بأمريكا .
جميلة بإستغراب : يدرس بأمريكا ؟ وش يدرس ؟
الجدة علياء : يدرس سياسة يشهد الله إن ولد صالح رجال وعن ثمانين رجال يكلمني بس عشان يعرف أخبارتس .
جميلة ضحكت بألم : أجل رجال اللي يطلق مرته بذا الطريقة ؟
الجدة علياء بدفاع : أنتي وأبوتس اللي حديتوه على الطلاق .
جميلة بحقد على خالد : أموت وأعرف هو وش سوا لك عشان تسوين معاه كل هذا...
أنا بنتك اللي جلست معاك ثلاث سنوات مادافعتي عني كذا .
الجدة علياء بمودة : إنتي والله لو تطلبين عيني ماتغلا عليتس .
نهضت جميلة وقبلت رأس جدتها : الله يجعلك ذخر لنا ويطول عمرك بالطاعة .
الجدة علياء : اللهم أمين...علياء عازمتنا على القهوة العصر تروحين معاي ؟
جميلة بإبتسامة تحاول إبعاد التوتر الذي لازمها منذ أن قررت أن تفكر بخالد والعودة إليه : إيه إن شاء الله بروح معاك...إذا مارحت مع منال للسوق


********************


منزل نايف السيف ـــ في ضحى يوم الأحد .
ديمة تبكي بأنين موجع : يمه تكفين قولي لهم يجيبون لي جارح والله ما أقدر أعيش بدونه .
حصة وهي تمسح على شعر ديمة بحنان ودموعها تتحجر بعينيها فتلك المريضة تذكرها بإبنها الغائب عن الدنيا .
" رباه أعنني على هذه الدنيا فأنا لم أعد أتحمل
قلبي يضعف كل يوم قلبي لن يتحمل فراق أحد من أبنائي
فأنا أشعر بأن نصف قلبي مات مع جارح
فلم أعد أرغب بهذه الدنيا إبني تحت الأرض
اللهم لا إعتراض على القضاء والقدر "
قالت والحزن يقطع قلبها : بسم الله عليك...إلى متى يايمه وإنتي مو مصدقة بوفاة أخوك حرام الجزع والله حرام وأنا خايفة عليك من عذاب ربي .
ديمة شهقت بعنف : والله لو جارح ميت كان آمنت بوفاته وماعدت أبكي عليه بس هو عايش ومتعذب بحياته .
حصة بحنان : ديمة ياقلبي حياتك مو موقفة على مماته...أنا ماتو أمي وأبوي ماجزعت...شوفي ملك من صغرها وأمها متوفية عاشت حياتها سعيدة والموت سنة الحياة وربي رحمنا بالنسيان لحزن أمواتنا صح إننا ماننساهم بس خلاص مانحزن عليهم...الإسلام ماشرع الحزن لثلاث أيام إلا لحكمة من ربي واللي تسوينه ياديمة مايصير ولا يرضي الله .
ديمة بعد مأخذت نفس عميق : أبي دليل واحد على وفاة جارح .
حصة بألم : شهادة وفاته وجنازته اللي صلو عليها .
ديمة إبتلعت غصتها وإنهمرت دمعاتها بألم فقدها لأخيها أكبر مصيبة واجهتها .
لا تعلم كيف تعيش وتكمل حياتها وتوأمها بعيداً كل البعد عنها .
ديمة مسحت دموعها وهي تقول بين شهقاتها الحادة الموجعة : لا مامات...كيف ميت وأنا أحس فيه ؟
حصة قبلت جبين ديمة وأغلقت الأبجورة حتى أصبحت الغرفة ظلماء كالحياة بعين ديمة : حبيبتي إنتي تعبانة إرتاحي ولا تشغلين بالك بشي .
ديمة بألم : كل ماقلت لكم أحس بجارح يتعذب قلتو إنتي تعبانة إذا مات من العذاب اللي هو عايش فيه ذنبه بأرقابكم .
حصة إبتلعت غصتها وهي تغلق عينيها كي لا تبكي أمام ديمة تحاول إخفاء أي دمعة أمام ديمة فهي بها مايكفيها لا حاجة لها بهم آخر : ديمة ياقلبي لاتوجعيني وتوجعين نفسك بالحكي هذا .
وخرجت من غرفة ديمة ثم ذهبت لغرفتها فتحت الباب وجلست على السرير وهي تطلق العنان لدموعها التي حبستها كثيراً وكثيراً فهذه عادتها اليومية عندما تعود من عند ديمة تبكي حتى ينهكها البكاء وفي النهار تتسلح بالقوة مأقسى هذا الشعور تتسلح بالقوة وأنت تعلم إنك هش وضعيف .
نايف منذ أن رأها تدخل أنزل الكتاب الذي كان بيده ثم نهض من الكرسي وتوجه لها : حصة وش فيك ؟
حصة وهي تمسح دموعها وتقول بصوت مكسور : ديمة يأبو حمد مو مصدقة بوفاة جارح وتقول ذنبه بأرقابكم لا مات .
نايف بتوجس : أنا حاس بالذنب من خبر وفاته...حصه تهقين ذنبي يوم خليته يسافر وهو صغير ؟
حصة بصوت باكِ : مو صغير يوم سافر كان عمره عشرين يعني مو صغير على السفر وكان معاه عامر .
نايف بتوتر : ديمة تومته وإحساسها بأخوها مايخيب توقعين عامر وحمد يلعبون من ورانا ؟
حصة صعقت مما تسمعه " هل أصابه الجنون ؟
ماهذا الكلام أنا أستمد الصبر من الله ثم منه " : إنت يأبو حمد تصدق هبال ديمة ؟ أنا توقعت أضعف بيوم من الأيام ويضعف إيماني وأقول إيه ولدي ما مات بس إنت ماتوقعتها منك...وشهادة الوفاة اللي عندك من وين مطلعينها ؟
نايف بعد تفكير : عادي شهادة الوفاة تتزور وحمد أكيد له مصلحة من وفاة جارح .
حصة بضيق : نايف حمد بنفسه كان بيجيب جنازة أخوه بس إنت اللي رفضت كنت بموت من القهر بس أبي أشوف ولدي وتقول كل الأرض أرض الله وإدفنوه بأي مكان...يعني إنت اللي رافض ولو حمد له يد بوفاة أخوه كان ماقالك بنفسه إن جارح ميت .
نايف : حمد ماعنده دم يقتل القتيل ويمشي بجنازته قتل أخوه وإتصل علي يقولي إنه لقى جارح مقـ...قصدي ميت .
حصة بصدمة ورعب قالت وأنفاسها تتسارع فهي ستجن لو تعلم أن إبنها مقتول رغم أن مقتول وميت كلاهما مؤلمان ولكن ميت أبسط بكثر من مقتول : جارح مات مقتول ؟
نايف إزداد توتره : لا يأم حمد ماقلت مقتول بس أنا متوقع إن حمد قاتله .
وقف نايف وأخذ شماغه : أنا طالع للدوام...ولا عاد تفتحين السيرة هذي قدامي الولد مات من سنتين خلاص مايجوز عليه إلا الرحمة .







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-14, 12:51 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



********************


خيم الليل بضلامه لينهي مسيرة يوم متعبة شاقة .
دخل سعود منزل جدته بعد ما عاد من بيت سيف
وإستمتع بالجلسة مع سيف وعلياء وتوجه للصالة الجانبية وأنزل شماغه وعقاله ووضعهم على الكنبة .
ثم جلس بجوار جدته وقال بمرح وهو يبتسم : مساء الخير يأحلى جدة .
الجدة علياء بإبتسامة مماثلة : مساء النور والرضا ياهلا بالغالي...
جيت وجابك الله أنا بسألك عن حياتك من إنولدت لين جيت عندنا .
إبتسم سعود واردف بمزح : ومن جيت وإنتي ماسكتني تحقيق بذا السالفة هذي ؟
ضحكت الجدة بخفة : لازم أعرف كل صغيرة وكبيرة عنك .
سعود أخذ الفنجان من جميلة التي تقول : تفضل .
سعود بإبتسامة : زاد فضلك...ممم أول مانبدأ إنولدت بالدمام وعشت مع أمي ببيت بروحنا
وجيراننا ماقصرو معانا وأمي رضعتني مع ولدهم معتز ومعتز رضع معاي عشان أقدر أخذ راحتي عندهم لا كبرت وعمي محمد الله يرحمه ماقصر معاي بشي .
جميلة بضحكة : الحمدلله إنك رضعت معاهم ولا كان رحت على ملك .
سعود بسخرية مغلفة بالمزح : الحمدلله إنه ماراح علي نسبها المشرف .
الجدة علياء لا تريد أن يطول النقاش بملك وسعود فحياتهم لم تبدأ بعد : ماعليك من جميّل وخبالها
علمني وش درست وكيف دخلت الفروسية .
سعود بشجن : أمي الله يرحمها هي اللي أبعدتني عن التجارة والبزنس عشان ما أحتك بواحد من أهلي وأنا ما أعرفهم .
دخل مشعل على آخر كلمات سعود وقال بهدوء عكس تضارب مشاعره في داخله : سلام عليكم .
وقفت جميلة وصعدت السلم بسرعة حفاظاً على كرامتها قبل أن يصرخ بها أبيها ويطردها .
جلس مشعل مكان جميلة وهو يشعر بحرارة في جسده يشعر أنه سيفقد توازنه حالاً : وش قلت أمك ميتة ؟
نظرت له سعود بإستغراب : إيه ميته الله يرحمها .
نهض مشعل وشعر بتوازنه يختل أمسك بسور السلم ويده ترتجف " رباه ألطف بي "
نهضت سعود وقال بخوف : يبه فيك شي ؟
مشعل هز رأسه بلا وخرج وهو يشعر إنه سيسقط بأي لحظة فالأرض بدأت تتزلزل من تحته .
وقع هذا الخبر عليه أشبه بزلزال رغم إنه ثمانية وعشرون سنة لم يرأ داليا ولكن قلبه لم ينساها فهي حبه الحقيقي في هذه الحياة .
يحب فاتن ويحترمها ويقدرها ولكنه لا يعشقها كما يعشق داليا لايرتعش قلبه عندما يراها كإرتعاشة قلبه عندما يرأ داليا .
لا يؤثر به قربها كما يؤثر به قرب داليا .
يشعر بأن قلبه لن ولم يعشق أنثى سواها فهو تزوجها ليس فقط من أجل مساعدتها فهو فتن بها .
إقترب من المنزل وهو يتسند على الجدار كي لا يقع يشعر أن قلبه سيخرج حالاً
.. عودة إلى منزل الجدة علياء ..
نظر سعود إلى جدته وهو مستغرب من تصرف أبيه : غريبة ؟ معقولة أبوي متأثر بوفاة أمي ؟
الجدة علياء بخوف : أنا أول مرة أشوف مشعل كذا...أبوك ماهوب صاحي ما أمداه يجلس قام بسرعة .
سعود وهو يجلس ويقول بإستغراب شديد : توقعين خبر وفاة أمي أثر فيه لذا الدرجة ؟
الجدة علياء بتساؤل : ليش هو مايدري إن أمك متوفية ؟
سعود : لا مايدري .
وأردف وهو يتذكر موقفه الصباح مه أبيه : الصباح كان يسألني عن أخبارها .
الجدة علياء : مشعل يحب فاتن ومن قبل لا يتزوجها يعني هو ماله خاطر بأمك الله يرحمها ليش تأثر إلى لذا الدرجة ؟
سعود : هو أكيد إنه مايحبها بس أنا مستغرب صدمته بالشكل هذا .
الجدة علياء رفعت هاتفها وإتصلت على فاتن : مساء الخير .
فاتن بترحيب ومودة : هلا والله مساء النور .
الجدة علياء والقلق ينهش قلبها فهي أول مرة ترأ إبنها بهذا الحال : مشعل عندتس ؟
فاتن بتوجس : لا...ليش ؟
الجدة علياء : طلع من عندي وهو تعبان وبشوف إذا كان وصل البيت ولا لا .
فاتن بخوف وهي تقف : وش فيه ؟
الجدة علياء بتوتر : والله يابنيتي ما أدري وش بلاه طلع من عندي وهو ماهوب طبيعي .



*********************


منزل مشعل السيف ~
دخل مشعل وهو يسمع فاتن تقول : يعني معقولة كذا تغيرت حالته فجأة ؟
وأردفت وهي ترأ مشعل : مع السلامه عمتي هو الحين جاء .
وأغلقت المكالمة ثم أنزلت هاتفها على الطاولة وذهبت إلى مشعل الواقف في مكانه وأنفاسه تتسارع ووجهه محمر
فكأنه غاضب من شيء كبير للغاية قالت والخوف يتملكها : مشعل وش فيك ؟
مشعل فتح أزرار ثوبه العلوية وبتعب بعدما إستنشق أكبر قدر من الأكسجين : مافيني شي .
فاتن برجاء وهي تمسك بيده : مشعل قولي وش فيك لا تخوفني عليك .
جلس مشعل على الكنبة بتعب ومدت له فاتن كوب الماء وهي تسمعه يقول بحزن : اليوم عرفت إن داليا ماتت و...
قاطعته فاتن بعصبية وغضب فالغيرة أكبر من أي كلام ومبررات رغم كبر سنها إلا إنها تغار على مشعل كما كانت تغار عليه وهي صغيرة : وتتأثر بوفاتها وإنت مطلقها وشلون لو هي على ذمتك .
مشعل بعد ما أنزل كأس الماء : أم علياء الله يهديك أنا ما أقصد إني أحبها أو إلى الحين أحمل لها مشاعر
أنا متضايق بس عشانها ماتت وهي أكيد مهيب مسامحتني أنا غلطت بحقها وإلى الحين ما إستسمحت منها الله يسامحني .
فاتن بضيق : لا هذا مو سبب إنت إلى الحين تحبها .
صرخ بها مشعل فخبر وفاة داليا يكفيه لماذا تقول هكذا ألم تعلم إنه يجاملها منذ دخل : لو أحبها هي ماتت خلاص .
فاتن فزعت منه لم يصرخ عليها قط فاليوم يصرخ بها من أجل زوجته الأخرى جرحها وهاهي تنزف دماً .
" لماذا لم يقدر حبي له
لماذا يريدها ولا يريدني
فأنا شعرت إنه سعيد بإبنه لأنه إبنها " : الله يرحمها...بس مهما كان ماتجرحني بحزنك عليها بالطريقة هذي .
مشعل نهض وأمسك يدها وأجلسها جوراه وقبل رأسها وهو يقول بندم : حقك علي...حبيبتي لا تزعلين مني
يعني لو أنتي زعلانه على وحدة وفجأة يقولون لك فلانة ماتت
وإنتي غلطانة عليها وتدرين إنها ماسامحتك بتتقبلين الأمر عادي .
نزلت دموعها وهي تشعر بحزن قاتل : إنت جرحتني بحزنك عليها أوكي لو تبكي عليها بس ماتقولي كذا .
مشعل مسح دموعها وهو يقول بحنانه المعتاد : أنا أسف وقلت لك قبل كذا القلب ملكك إنتي وبس .
فاتن نهضت وهي تقول : الله لايحرمنا منك...تصبح على خير .
وصعدت لغرفتها .
ومشعل يشعر أن الجو كئيب لا يعلم كيف يعيش وهو على يقين إن داليا غاضبة منه ولن تسامحه .
تنهد بحزن " رحمكِ الله يا أم سعود "
حزين عليها بشدة يشعر أن قلبه سيتوقف فهو يكبت بداخله الكثير .
يود لو دمعته تنزل لكي تخفف حزنه ولكن دموعه غالية لاتنزل ومن المستحيل أن تنزل .
لم تنزل دمعته عندما توفى أبيه فهل تنزل من أجل داليا ؟
نزلت منال مع السلم وقبلت رأس أبيها الجالس في الصالة الجانبية يصارع حزنه على معشوقته الراحلة : مساء الخير يأحلى بابا بالدنيا .
إبتسم مشعل مجاملة لها : مساء النور يأحلى بنت بالدنيا .
منال عقدت حاجبيها : سلامات يبه وش فيك ؟
شعر بألم حاد يمزق روحه .
" أ إتضح لك يابنيتي إنني حزين
أ تعلمين مامدا حزني الآن ؟ "
مشعل : تعبان شوي من الشغل .
منال بإستغراب : غريبة عمرك ماتعبت من الشغل .
إبتسم مشعل بألم : جاني خبر موب زين بخصوص الشغل وكدر خاطري .
قبلت منال يده وهي تقول بمودة : جعلها أخر ضيقة يارب .
كم هو محتاج لهذه الدعوة : الله يسمع منك .
وقفت منال : يبه تسمح لي أروح أسلم على ديمة بنت عمي من زمان عنها من جاء سعود ماجيتها .
مشعل : خلاص روحي لها بس لاتتأخرين عندها...
وترى حمد وحاتم موب موجودين بالبيت .
منال شعرت بقشعريرة تسري بجسدها عندما سمعت إسم حاتم ( الله ياخذه ويفكني منه )
وصعدت لغرفتها وإرتدت عبائتها ونزلت مع السلم وهي تربط نقابها
إستوقفها صوت والدتها التي كانت في أعلى السلم تريد النزول للأسفل : وين رايحة ؟
منال إستدارت لوالدتها : بروح لديمة .
فاتن وهي تعود لغرفتها وتقول : طيب إنتظريني بلبس عبايتي وأجي معاك .
منال : أوكي .
جلست منال أمام أبيها وإتصلت بعمتها حصة : الوو .
حصة بحب : ياهلا وغلا بمنول .
منال بإبتسامة : هلا بك أكثر...عمتي بنجيكم أنا وأمي نسلم على ديمة .
حصة بمودة : حياكم الله .
منال : الله يسلمك ويخليك .


********************

الدمام ~
منزل أم معتز .
نهى وميرا جالستا في الصالة .
وميرا غاضبة منهم بشدة : يعني كذا يروح سعود لأهله وأنا أخر من يعلم بس وين بيروح من يديني ؟
نهى بضحكة : الله يعينه على لسانك .
ميرا بجدية فهي تشعر بألم ينحر روحها : كيف يروح ومايقولي على الأقل يقولي إنه مسافر للرياض .
نهى بود : حبيبتي مافيه شي يزعل هو رايح لأهله ولا أعطاك خبر يعني وين المشكلة ؟
ميرا بضيقة : كذا والله أثبت لي إني ولا شي بحياته وأنا اللي أعتبره من أولى الأولويات عندي بس والله ما أخليه .
نهى : كبري عقلك وفكري زين هو رايح لأهله يدور راحته يوم يرجع يلاقيك شايلة عليه وزعلانة عاد سعود كل شي عنده ولا زعلك لأن زعلك شين وماترضين بسرعة .
ميرا بإبتسامة : لأني ما أزعل بسرعة ما أرضى بسرعة وكل واحد أزعل عليه على قد غلاته .
نهى : هههههه الحمدلله إني ماجربت غلاتي عندك ولا قد زعلتي علي .
ميرا : الحين أنا زعلانة عليك وعلى سعود وعلى أمي منيرة ولا واحد فيكم أحسن من الثاني وقالي .
نهى بإبتسامة : وبعد أخذي الصدمة الثانية سعود تزوج .
ميرا ألجمتها الصدمة تشعر أن كل الكلام ضاع ولا تستطيع أن تتكلم .
إبتلعت ريقها وهي تقول : كيف تزوج وهو حتى ماقالي لهالدرجة أنا ولا شي بحياته ؟
نهى بفزع : الله يهديك من اللي قالك إنك ولا شي بحياة سعود ؟ أنتي قطعة منه إثنينكم ماتستغنون عن بعض .
ميرا بإنفعال وهي تقف : إيه واضح إني مهمة بحياته وأنا أكلمه كل يوم ولا جاء على باله يقولي إنه تزوج .
نهى بحنان وهي تُجلس ميرا بجوارها : ياقلبي هدي نفسك والله مايحتاج كل هالعصبية يمكن هو يبي يقولك الخبر وجهاً لوجه .
ميرا بغضب : لو ماقلتي لي إحتمال حتى زواجه ما أعرف عنه .
ثم أردفت بسخريه : لا يكون تزوج ؟
نهى : لا زواجه بعد ستة أشهر .
ميرا نهضت وهي تقول : إنتي وسعود مستهينين فيني كثير...
وينها أمي منيرة هي اللي أنا عتبانة عليها من جد .
نهى ضحكت بخفة : أنا مستهينة فيك ياميرو ؟
ميرا : ما أدري عنك ليش ماقلتي لي إن سعود تزوج
وأنا بالمغرب لو قلتي لي كان ماجيت وخليته يتهنى بزوجته .
نزلت منيرة مع السلم على أخر كلمات ميرا : ميرو وش هالكلام ؟
ميرا وهي تتجه لمنيرة وقالت بعتب بعدما قبلت رأس منيرة : يصير كذا يايمه يتزوج سعود وأنا أخر من يعلم ؟
ليش طيب مستبعديني من العايلة مهما كان أنا منكم وفيكم .
ثم نزلت دموعها : ما أدري ليش تو أحس إني حمل ثقيل عليك وعلى سعود .
منيره مسحت على شعر ميرا وهي تقول بصدق : ميرو حبيبتي إنتي تدرين إن غلاتك من غلاة عيالي ومافيه أغلى منك عند سعود .
ميرا وهي تمسح دموعها فهي تشعر بألم تشعر أنها أصبحت ثقل على سعود فهو أخبر إخته بالرضاعة بزواجه ولم يخبرها : والله من جد أنتم إنشغلتو بملكة سعود ونسيتوني .
منيرة إحتضنتها : لا عاد أسمع الحكي هذا مره ثانية وإنتي والله من غلاة نهى ومعتز الله يخليك لي ولا يحرمني منك .
نهى وقفت بجوارهما وهي تقول : يمه ماعليك منها هي تتدلع شوي تدري إنا مشتاقين لها حيل وبتعاتبنا .
ميرا بحزن : أسألكم بالله عمري صرت حمل ثقيل عليكم .
منيره بفزع : حاشا لله إنتي بحسبة بنتي .
نهى : وربي إنك غالية وأحبك وما أستغني عنك والدليل إني كل يوم أتصل فيك .


********************

منزل نايف السيف ــ غرفة ديمة .
منال بحزن : والله حالك مايسر قوي نفسك ديوم تقربي من الله إنتي أكيد مهملة بعض واجباتك .
ديمة وهي تمسح دموعها : تخيلي يامنال من كثر مانقص وزني صرت أصلي وأنا جالسة .
منال : حبيبتي كله من الحزن اللي إنتي معيشة نفسك فيه إستغفري ربك ولا تجزعين
ترا سنتين مو بقليلة كلها حزن على ميت .
ديمة بحسرة : بس الميت هذا أخوي نصفي الثاني والله أنا بدونه ولا شي ما أقدر أعيش .
منال مسحت على شعر ديمة بحنان : كل ماجيتك وحالتك أسوا من كذا إنتي لازم تروحين للمستشفى .
ديمة بأسى : ماقصرو أمي وفطوم جابو لي دكتورة نفسية وفطوم تواصلت مع أخصائية تغذية بتجي بعد إسبوعين بس كل هذا ماراح ينفعني وجارح بعيد .
ثم أردفت بحالمية : يارب يرجع جارح قبل زواج حاتم عشان أفرح بأخوي اللي يتمنى إني أحضر زواجه .
إرتجفت منال هي منذ أن دخلت عند ديمة وهي تتحاشى ذكر حاتم لكي لا تنفعل أمام ديمة
فلو إنفعلت أمام ديمة وعلمت ديمة عن رفض منال لحاتم سوف تحصل كارثة فديمة لن تستحمل كل هذا : إن شاء الله تفرحين بزواج أخوك والأموات مايعيشون قبل يوم البعث لاتخلين الشيطان يلعب بعقلك ويضعف إيمانك .
ديمة بوجع مزق روحها وجعلها أشلاء متناثرة : آه أنا من بعد جارح مو طايقة الحياة .
منال وهي تقف : سلامتك من الآه...ديوم أمشي معاي بنروح لفطوم .
ديمة إبتسمت بألم : إذا فيك حيل تسانديني عليك من هنا إلى جناح فاطمة بروح معاك .
منال بإبتسامة : فيني حيل وبتروحين هناك وتوسعين صدرك إن شاء الله .
ديمة وقفت بصعوبة وهي تمسك بأيدي منال ومن ثم تتسند على منال وتقول : الله يوسع صدرك ويوفقك ياعروستنا .
إبتسمت منال وخلف إبتسامتها ألف دمعة وألف حقد وألف عداوة لحاتم : ههههه راح تنصدم فاطمة لما تشوفك داخلة جناحها .
ديمة بحنين : من زمان مامشيت ببيتنا والله مشتاقة لكل مكان بالبيت
حتى المطبخ ماشفته من سنتين...إشتقت لجمعاتنا .
منال شعرت أنه حان أن تستخدم أسلوب الضغط مع ديمة : كل هذا بيدك تقدرين ترجعين لحياتك اللي قبل .
ديمة بإنكسار وحزن بالغين : لا وربي ما أقدر وجارح بعيد عني جارح هو كل حياتي وحياتي من بعده ولا شي .
وصلن جناح فاطمة وطرقت منال الباب وفتحت لها الخادمة .
ودخلن منال وديمة وذهلو فاطمة أولاً ثم حصة ثم فاتن .
فاطمة نهضت وهي تشعر إنها أسعد من على وجه الأرض وهي ترأ ديمة تدخل جناحها بعد الغياب الذي دام سنتان : ياهلا والله تو مانور بيتي .
ديمة لم تبتسم ولكن قالت بحب صادق : منور بوجودك .
أمسكتها فاطمة وساعدتها حتى جلست وديمة تقول : أعذروني ما أقدر أجلس أحس إني بطيح .
وأسندت رأسها على الجدار .
فاتن بألم وهي ترأ حال ديمة وما وصلت إليه من سوء : الله يرد لك عافيتك ويخليك لنا وياجعلني أفرح فيك عروس .
حصة من أعماق قلبها : أمين يارب...وقريب إن شاء الله .
ديمة شعرت أن روحها تختنق شعرت بحزن شديد .
" لماذا يتمنون أن يروني بأفضل حال ؟
ألم يعلمون أني لا أريد الحياة
ولا أريد أن أفرح يوماً "
سكبت لها فاطمة فنجان قهوة ومدته لها أمسكته ديمة .
منذ سنتين لم تمسك الفنجان منذ سنتين لم تجلس كهذه الجلسة .
أمسكت فنجانها ويدها ترتجف غمرتها رائحة القهوة رائحة الحياة .
رشفت منه رشفه وأنزلته على الطاولة : تسلمين أم كادي .
فاطمة بسعادة : الله يسلمك ويفرحنا بشفاك عاجل غير أجل .
ديمة رغم إن ليس لديها رغبة في الحياة ولكن قالت مجارات لفاطمة : أمين يارب .
وأردفت بتعب : جيت عشان منول وتعبت أعذروني أبي أرجع لغرفتي .
نهت والدتها ثم قالت بتفاؤل الأم وبروح الأم : إن شاء الله تجلسين معانا يومين ثلاثة وإنتي متعودة .
ديمة وقفت بمساعدة والدتها : الله يسمع منك .
نظرت حصة إلى فاتن : أم علياء تعالي تقهوي معاي تحت .
وخرجت فاتن مع حصة ولم يتبقى سوا فاطمة ومنال .
إبتسمت فاطمة : ماتوقعتك تجين .
منال وهي تسند ظهرها على الكنبة : من عرفت إن العيال مو هنا قلت أستغل الفرصة وأجي أسلم على بنت عمي وبعدين عيب أجي بيتهم والزواج مابقى عليه إلا شهر ونص .
فاطمة بفرح : الحمدلله شهر ونص وتجين هنا تملين علي وقت الطفش .
منال بهدوء : جعلني ما أعيش ذاك اليوم اللي يزفوني لحاتم فيه .
شهقت فاطمة بعنف فهذه الغبية تدعو على نفسها وكأنها لا تعلم عن حرمة ماتقول : منال وش هالحكي ؟
إذا كان ماتبين حاتم قولي لأبوي وسمع الله لمن حمده مايحتاج تدعين على نفسك عشان ماتبين زواجكم يتم .
منال بصوت باكِ : أكرهه ما أطيقه وأمي قالت لي إذا جبت طاري الطلاق بتزعل علي...
وملك تقول طلاقي من حاتم راح يأثر على حياتك أنتي وحمد وأنا ما أبي أتسبب لك بمشاكل إنتي بغنى عنها .
تنهدت فاطمة بألم : حياتي أنا وحمد من يومها مشاكل .
منال : عشان كذا أنا خايفة من حياتي مع حاتم هو نفس حمد .
فاطمة : لا وربي فرق السماء عن الأرض ولا كأنهم عايشين ببيت واحد .
إنفتح الباب الرئيسي ونهضت منال بسرعة ثم دخلت بغرفة فاطمة المفتوحة وأغلقت الباب .
وهي خائفة أن يعلم حمد إنها هنا .
تشعر إنها ستموت منذ أن سمعت صوته توقفت دقات قلبها وتوقف الدم بعروقها وهي تسمع ألفاظه الشوارعية ولهجته الحادة .


إنتهى . . .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-14, 12:57 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساءكم نقي كنقاء قلوبكم وصفاءها .
عاد عيدك ياقطر والله يديم فرحكم .
أخواتي رهوفا , رنودتي , وفاء الطوايلة الله يسعدكم في الدارين .


إليكم البارت التاسع .

لا حول ولا قوة إلا بالله

.
.
.

الجزء التاسع / مابعد مر الرحيل إلا انكسار .






إنفتح الباب الرئيسي ونهضت منال بسرعة ثم دخلت بغرفة فاطمة المفتوحة وأغلقت الباب .
وهي خائفة أن يعلم حمد إنها هنا .
تشعر إنها ستموت منذ أن سمعت صوته توقفت دقات قلبها وتوقف الدم بعروقها وهي تسمع ألفاظه الشوارعية ولهجته الحادة .
حمد بعصبية وهو ينظر إلى فاطمة : مين هذي يالحقيرة ؟
فاطمة وشفتيها ترتجفان بشدة : أ أ أ خ خ تي مم منال .
حمد رغم سوء أخلاقه همس لها : بطلع وإذا راحت إتصلي علي لأن حسابي معاك عسير .
فاطمة بخوف ورعب : حمد والله مو بيدي ومو أنا اللي قلت لسعود إنك تضربني .
حمد بين أسنانه وبغضب ناري : ماقلتي لسعود ها ؟ وإنتي ماخليتي أحد ماقلتي له إني معيشك بجحيم بس عشان يصيرون كلهم ضدي .
فاطمة بقهر : وش اللي قصرت معاك فيه عشان تعاملني كذا ؟
حمد إقترب منها حتى أصبحت أنفاسها تلفحها : أشوف لسانك صاير طويل ذا الأيام لايغرك سعود كلها يومين وهو رايح للدمام .
فاطمة وهي تبكي بضعف : حمد طلبتك لا تعذبني كذا حرام عليك اللي فيني مكفيني .
حمد بغضب أكبر وهو يشد ذراعها : حرمت عليك عيشتك إن شاء الله .
ودفعها وخرج وهي جلست على الكنبة تبكي وتللم شتاتها .
خرجت منال وعضت فاطمة على شفتها السفليه مانعة شهقاتها .
منال وهي تبكي مرعوبة وخائفة تتخيل لو أن عاملها حاتم هكذا
لن تصمت ولن تصبر يوماً : فاطمة كيف تجلسين عنده والله ماراح يخليك روحي معاي أنا وأمي .
فاطمة هزت رأسها بالرفض : عشان يجيب أخرتي اليوم لا خليني كذا أحسن .
منال بخوف على شقيقتها : تبين أقول لأبوي ؟
فاطمة برفض تام : لا لا أبوي قلت له قبل كذا وقال أن ماعنده بنات يتطلقون كافي جميلة .
منال بقلق : طيب روحي عند عمتي حصة الليلة والله شكله ناوي على قتلك .
فاطمة بألم : مو لا أول ولا أخر مرة يضربني...بتحمل وأصبر عليه .
منال نهضت ثم ربطت نقابها وهي تقول : أمانة معاك طمنيني عليك .
فاطمة وقفت وهي تودع شقيقتها : يصير خير إن شاء الله...منال أمانتك ماتقولين لأمي أي شي .
منال وهي تهم للخروج : من عيوني .
ثم خرجت منال وأخذت فاطمة هاتفها وإتصلت على حمد : نعم ؟
فاطمة بخوف وصوتها يرتحف : منال طلعت من عندي .
حمد أخذ نفس عميق : مستعجلة على موتك ؟
فاطمة رغم خوفها ولكنها هذه الأيام لا تستطيع السيطرة على كلامها : الأعمار بيد الله مو بيدك ولو أنت ناوي قتلي ماراح أموت قبل يومي .
ضحك حمد بطريقته الإستفزازية : هههههههههههه فطيم ترا الأيام هذي إنتي صايرة تتمادين وبقوة...مو من صالحك والله مو من صالحك .
فاطمة تتصطنع الهدوء عكس براكين الخوف الثائرة بداخلها : إنت أصلا وش اللي باقي ماسويته فيني ؟



********************


منزل مشعل السيف ~
غرفة منال .
جالسه على سريرها قلقه وخائفة على شقيقتها فاطمة فهي تعلم أن رقبة فاطمة الآن على حد السيف .
أغمضت عينهيا بألم وهي تتخيل حاتم يصرخ بها ويهددها ويتوعدها .
نفضت رأسها تريد أن تبعد هذه الأفكار من رأسها فرعبها من حاتم لن يريحها
" لا وربي أنا لست ضعيفة كفاطمة
سأتحمل غضب أبي
على حساب حمايتي لنفسي وكرامتي "
تتذكر يوم خطوبتها لاتعلم كيف وافقت عليه وهي على يقين إنه كأخيه حمد فهي لا تريد أن تعيش مأساة فاطمة .
.
.
.
قبل سنة وستة أشهر .
دخل والدها ثم سلم على أخواتها فاطمة وعلياء ثم ذهب .
ودعى زوجته في الخارج ثم ذهب وهي عادت إلى المجلس .
ونظرت فاتن إلى منال وإبتسمت : منال .
رفعت منال رأسها : هلا يمه .
فاتن بفرحة ومودة : حبيبتي أبوك تو يقولي عنده أخوه نايف وخطبك لولده حاتم ويبون منك الرد خلال الأسبوع هذا .
شهقت منال بعنف ثم نظرت إلى فاطمة التي إبتسم منذ أن فهمت نظرت منال : والله عمتي حصة اللي رشحتك له مو أنا أصلاً حتى هو يبيك .
منال بخوف : لا يمه ما أبيه والله مابيه أكيد هو نفس أخوه وبعيش عنده بعذاب .
علياء بشفقة على حال عمها وزوجته : حرام منول تكسرين فرحتهم يكفي وفاة جارح كسرتهم وذبحتهم...وأنا أضمن لك حاتم وحطيه على يمناك .
منال شفقت على حالهم ولكن هم سيفرحون وهي ستتعذب : بس مو مطلوب مني أسعد غيري على حساب تعاستي .
فاطمة رفعت القرآن من على الطاولة ثم قالت : أحلف لك بالمصحف إن حاتم يختلف عن حمد كثير أنا عشت عندهم وهو مراهق كان أعقل وأثقل من حمد والحين هو يختلف عن حمد مية وثمانين درجة...وافقي والله ماراح تندمين على اللحظة اللي وافقتي فيها .
فاتن أيضاً بدأت الضغط على منال وهي لا تشعر : منال القرار الأول والأخير لك بس أنا أضمن لك حاتم محترم وملتزم وهو دكتور بالجامعة لو فيه شي موب زين كان ماصار بذا المنصب .
منال برعشة : أوكي موافقة بس...بس عشان عمي وعمتي .
فاطمة بإعتراض : لا لا يأثر عليك كلام علياء وإذا ماوافقتي على حاتم بيخطبون له غيرك وأنتي مو أول ولا أخر وحدة ترفض ولد عمها وصدقيني ماراح تصير مشاكل بين عمامي عشان شي مثل ذا .
منال نهضت فهي تشعر إنها ستبكي : لا أنا موافقة ولا راح أغير رايي .
.
.
.
الآن .
ضغطت على صدغينها بشدة وهي تشعر إنها مشتتة ( وشلون وافقت عليه عشان عاطفتي عشان شفقتي الزايدة على عمي وعمتي ؟ لو رفضت حاتم ماراح يكرهوني أو يحزنون لأن ولدهم إنرفض...بس راح يحزنون علي لا صرت مثل فاطمة ) .
رن هاتفها وردت بلهفة : هلا فطوم وش صار لك ؟
فاطمة بإرتياح : الحمدلله اليوم صار عنده شغل بس هو قالي بكرة بيحاسبني وين بروح من يدينه يعني .
منال بعصبية : وأنتي جارية عنده ؟ لازم توقفينه عند حده...فاطمة أنتي ماكنتي ضعيفه كذا .
فاطمة بإنكسار : مهما كانت البنت قوية قدام زوجها قوتها تنهار...
أتحداك إذا كان فيه بنت تقدر تفوق على الرجال بقدرتها الكلامية أو أفعالها .
منال : والله فيه وفيه كثير أنا أعرف بنات كثير أزواجهم خاتم بأصبعهم .
فاطمة : هذولا مو رجال أشباه رجال وأنا أقولك رجال بكامل قواه العقلية .
منال بسخرية : ليش هو حمد رجال ؟
فاطمة ضحكت بخفوت : من سُلالة آل سيف ليش مايصير رجال ؟
منال بتوجس : طيب فطوم تعالي عندنا يومين عشان حمد مايقدر يضربك .
فاطمة بأسى : والله ماراح يوافق .
منال بعد تفكير : سوي نفسك تعبانة من الوحم وتعالي عندنا حمد يعرف إنك حامل ماراح يضربك يعني ماتضمنين وش يسوي فيك .
فاطمة بخوف : تبيني أكذب على حمد وأقول إني تعبانة ؟ طيب وإذا عرف والله ماراح يرحمني .
منال بحدة : وش يعرفه ياغبية لاجيتي عندنا كملي تمثيلك على أمي وأبوي .
فاطمة بضحكة : ههههههه مجنونة من وين طلعت لك ذا الفكرة .
منال إبتمست بمرح : تعرفين إختك عبقريه لو تبيني أفكر لك بطريقة تخلي حمد خاتم بأصبعك راح أطلعها لك .
فاطمة تريد أن تحرجها : لا الفكرة هذي خليها لحاتم مع إنه مايستاهل .
منال بحقد : الله ياخذه قبل لا أفكر فيه .
فاطمة بإندفاع : منال حرام عليك تدعين كذا إذا إنتي ماتبينه أمه وأبوه يبونه يخافون عليه من نسمة الهوا وأنتي تدعين عليه بدون رحمة ؟
منال ندمت كثيراً ففعلاً لو مات حاتم سوف تلحق به والدته فهي أصبحت هشة جداً : أستغفر الله لو دعيت عليه أكيد مو من قلبي...إلا أنتي كيف كنتي توقعين حمد قبل زواجك ؟
فاطمة بشجن لتلك الأيام : والله كنت متوقعته مثل ماشفته أول شهر من زواجي ومن بعد ماحملت إنقلبت حالته صار شخص ثاني .
منال بتوجس : ياخوفي حاتم يصير مثله كذا أنا أبي تطلع لي شخصيته الحقيقة من أول يوم مأبي أحمل له لو ذرة حب بقلبي .
فاطمة بغضب : والله ما أدري مين اللي لاعب بعقلك وحاط حاتم قدام عيونك بالصورة هذي...صدقيني إنتي غلطانة كثير هو والله مافيه منه .
منال بغضب أكبر : كل هالدفاع عنه لأنه حماك ؟ طيب إذا ضربني أو أهانني من بتوقفين بصفه ؟
فاطمة بحدة : أوكي أنا أكذب عليك وأدافع عنه عشانه حماي...طيب ما دافعت عن حمد وهو زوجي...ترا حاتم يومياً يوصل بناتي لمدارسهم تقدرين تسألين كادي عنه وعادة الطفل مستحيل يكذب .
منال بقرف : أنا أسأل عنه كادي حبيبته اللي ماتخبي عنه شي...عشان تروح له وتقول خالتي منال تسألني عنك .
ضحكت فاطمة : طيب قولي لها ماتقوله الكلام هذا من تقولين لكادي الشي هذا عيب مستحيل تفتحه عند أحد .
منال : ما أبي أسأل عنه ومايشرفني كلها شهر ونص ويبين الطين من العجين...المهم إنتي تعالي بكرة من الصباح .
فاطمة بإبتسامة : إن شاء الله بكرة الظهر ولا العصر أجيكم لازم أخذ بناتي معاي .


********************

صباح يوم الأثنين ـــ منزل الجدة علياء ~
إستيقضت جميلة من نومها الساعة السابعة والنصف إستحمت وإرتدت جلابية .
وشعرها جففته ثم لفته كعكة وتعطرت ونزلت للأسفل ورأت جدتها وسعود يتناولون الفطور : صباح الخير .
سعود والجدة علياء : صباح النور .
وأردف سعود : جيتي وجابك الله كنت أنتظرك بسألك عن موضوع خالد .
أخذت جميلة نفس عميق ثم قالت دون تردد عكس ماكانت عليه منذ البارحة : موافقة أرجع له بس لي شروط إذا حققها هو فعلاً يبيني وإذا ماحققها يدور له غيري .
سعود بحنان : جميلة تكفين لا تاخذين الموضوع تحدي كذا هو أكيد مايقدر على كل طلباتك ولو أنه قالي تطلب من الريال للمليار .
جميلة : أولاً أنا إذا رجعت له فهو عشان ولدي وعشان أبوي يرضى علي...وخالد مايهمني سوا حقق اللي أبي ولا ماحققه أنا برجع له عشان هتان .
حتى هي لاتعلم هل هي مصرة على العودة لخالد من أجل هتان أو من أجل قلبها ؟
هي تكرهه ولكن تحبه شعوران مختلفان جذرياً يجتمعان في آن واحد .
لا تستطيع رفض خالد وليس متقبلة لوجوده مرة أخرى في حياتها ولكنها لا تستطيع الرفض بتاتاً .
سعود : طيب وش شروطك ؟
جميلة إبتسمت : بيت يليق فيني ما أقول مثل بيوتنا لأنه مستحيل يسوي بربع فخامتهم .
الجدة علياء بحنان : يابنيتي والله ماراح يفيدتس فخامة بيتس دام قلبتس شايل على رجلتس لو تأجلين موافقتس عليه بس أهم شي ترجعين له وقلبتس صافي من الزعل والقهر اللي صار لتس بسبب خالد .
جميلة بألم : والله ما أظن يايمه إن قلبي بيصفى .
سعود بثقه : صدقيني ياجدتي هي بس ترجع لخالد راح تنسى كل شي ورضى أبوي إن شاء الله بيغير حالها .
الجدة علياء بأسى : لا تأملون بأبوكم كثير يوم قلت له قبل شهر إن خالد يبي يرجع جميلة وهي بترجع عشانك قال والله لو تسوي كل شي عشاني مانيب راضي عليها...أبوتس شايل بخاطره واجد يأمي .
كلام جدتها خنق روحها تماماً تشعر إنها مجرمة مرتكبة أبشع الجرائم في أبيها : أنا وش بيدي عشان أسويه إذا رجعتي لخالد ما أرضته وش اللي بيرضيه ؟
الجدة علياء : ماعليتس منه إرجعي لرجلتس وأبوتس كلها شهور وهو راضي عليتس...سمعته بالعيد اللي فات يقول لأمتس أنا قلبي مافيه حقد على جميلة بس هي عارضت كلامي وزعلي عليها على قد غلاها...وإنتي ولا مرة إعتذرتي له .
سعود إستغرب بشدة كيف أب وإبنته تدوم القطاعة بينهما ثلاثة سنوات : زعلان ثلاث سنوات ولا طلبتي رضاه ؟
جميلة نزلت دمعة من عينها : هو اللي علمني مأعتذر لأحد مهما كان زعله علي كان دايم يقولي أنا أبيك مطابقة لشخصيتي .
وأردفت بغصة : ويوم صرت مثل شخصيته هجرني ومايسلم علي حتى لو سلم علي مأبي سلامه البارد اللي حتى أخباري مايسأل عنها .
ثم سكتت وهي تبكي بعنف لن تنفعها هذه الكلمات وأبيها غاضب عليها .
عندما أسسها وجعلها مطابقة له أبعدها عنه .
وقف سعود وقبل رأسها : لا تبكين جعلني ما أبكيك ودامك ما غلطتي بحق أبوي لاتحزنين ورضاه إن شاء الله قريب .
جميلة بحسرة : ياليييت ياسعود...هو قالي أول أيام طلاقي لا تزوجتي وقهرتي خالد مثل ماقهرك أنا راضي عليك بس أنا مأبي غير خالد .
الجدة علياء وهي تمسح دمعة نزلت من عينها مجرد ما رأت دموع حفيدتها الغالية لم تستطيع السيطرة على دموعها الخائنة لها دوماً : لايشغلتس همتس عن سعادتتس أبوك مرده بيرضى عليتس .
تنهدت جميلة وهي تقول بوجع : من وين تجيني السعادة وأنا عارفة إن أبوي زعلان علي .


********************

في موقع العصابة ـــ الساعه التاسعة والنصف صباحاً ~
دخل زعيم العصابة ووقف حمد وهو يقول بغضب : ليش ماجيت بدري من الساعه ثلاثة وأنا أنتظرك .
الزعيم أنزل سلاحه على الأرض وقال بتعب : مسكوني أخر تفتيش عشان الرشاش اللي معي بس مثل كل مرة طلعت منها .
حمد بعدم إهتمام : طيب كان أرسلت لي أروح لأهلي مو أجلس هنا بالحر والقرف .
الزعيم بسخرية : جرب ربع اللي يجربه هالأسير اللي مو راضي تطلق سراحه أو تقتله...إلا مين هذا ياحمد ؟
حمد بعصبية : مالك دخل كم مرة وأنا أقولك الأسير ذا لا عاد تجيب طاريه على لسانك .
الزعيم بصوت عالي : متعب .
دخل أحد أهم أعضاء العصابة متعب : أمرني .
الزعيم وهو ينظر إلى حمد وبسخرية : قول لحمد أخر تطورات أسيره وقوله هو مين .
ثم نهض وهو يقول : أنا طالع شوي وراجع لكم .
متعب جلس بجوار حمد : والله ياطويل العمر ما أدري وش أقولك أنا كذبت على الزعيم ولا أقدر أكذب عليك .
حمد بحدة : قول وش عندك ؟
متعب وهو يبتسم : الأسير اللي هنا أخو الزعيم مثل ما طلبت مني وأنا كذبت على الزعيم وقلت له إن الأسير يقرب لك .
حمد بإبتسامة : وهو أكيد تحمس لليوم اللي يطلع فيه الأسير وأنصدم إنه قريبي .
متعب : إيه وقالي أنه يتمنى يجي اليوم اللي هو يشوفك تقتل فيه قريبك .
حمد بدأت له المهمة ممتعة جداً يريد أن يحرق دم الزعيم رغم إنه من أقرب الناس إليه هنا .
ولكن هكذا تعاملهم مع بعض دون ثقة .
حمد ضحك فقط وهو يتخيل شكل الزعيم يرأ شقيقه يقتل أمامه : هههههههههههههه تصدق تحمست لليوم اللي هو ينصدم فيه إن الأسير أخوه...وش رأيك متى أصدمه بالأسير ؟
متعب بخبث وهو يبتسم لحمد : وش رايك يوم زواج أخوك حاتم عشان تتخلص من الزعيم وأخوه بيوم يسجل بالتاريخ .
حمد رحب بهذا الإقتراح : أوكي يوم زواج حاتم بعد شهر ونص .
متعب بإبتسامة : وش رأيك ياطويل العمر تقتل الزعيم وتتخلص منه ؟
حمد بتحذير وهو يقترب من متعب : اشش الموضوع ذا ماينفتح هنا سمعتني يامتعب ؟ لا عاد تفتح الموضوع ذا .
متعب بنبرة حزن : أخوي محمد الله يرحمه كان بيقتل الزعيم بس قتله الزعيم قبل لا يقتله .
حمد يريد أن يؤثر على متعب : وثار محمد عند الزعيم ليش ماتاخذه منه .
متعب بنبرة غريبة : بأخذه ودم محمد مايروح هدر بس مو الحين .
حمد رفع عينيه ووضع عينه بعين متعب تماماً : وش وراك ياولد عيسى ؟
متعب إرتعش جسده من نظرة حمد الصارمة القاتلة فمن يتجرأ أن يضع عينه بعين حمد السيف ؟ قال بصوت خافت : ماوراي إلا كل خير ياولد نايف...صدقني راح أسعدك بإنتقامي من قتّال أخوي .
حمد بقهر وغضب : والله إن محمد قدم الغالي والرخيص للزعيم بس هو غدار مايعطي أحد حقه ونهايتنا كلنا يامتعب على يده .
متعب بإستغراب : هذا كلام حمد السيف ؟ أنت تقول كذا أجل وش خليت للأسيرين اللي هنا ؟
حمد ببرود غريب : حمد السيف حاله حال الأسيرين مافيه فرق بيننا كلنا مجبرين على الشي هذا مو مخيرين .
متعب بتساؤول : ليش أنت داخل الطريق هذا غصب عنك ؟
حمد بغرور : مين اللي يقدر يجبرني على شي ؟ أنا معاي فلوس أقدر أسوي فيها أكبر شبكة إرهابية بالعالم كله بس مأبي أدمر بلدي بالشكل هذا .
ضحك متعب بخفه : هههههه والله كلك كتلة الغاز الحين إنت بعصابة وتشكل خطر على البلد وتقول ماتبي تدمر بلدك .
حمد : إيه مابي أدمر بلدي وسيف ولد عمي بالسلك العسكري تخيل صورتي قدامه وأنا منظم شبكة إرهابية .
متعب : بس أبو عبدالعزيز فريق أول يعني بتواجه قبله ناس كثار وتقدر تنهي القضية قبل لا توصل له .
حمد بإستغراب : أنا أشك إنك تعرف عائلتي أكثر مني .
متعب بإبتسامه : والله اللي يحب شي يهتم فيه وأنا أحب ذا العايلة هذي ومهتم لهم وأعرفهم واحد واحد .
حمد بإستهزاء : لا يكون بس تعرف محارمنا ؟
متعب بخبث وهو يهمس في إذن حمد : أعرف ديمة بنت نايف .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-14, 01:00 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


حمد رفع يده ثم وضعها على رقبة متعب وهو يضغط عليه بشدة وهو غاضب ثم صرخ : من وين تعرفها يالحقير ؟
متعب أنزل يد حمد وهو يقول : تعوذ من الشيطان .
حمد بعصبية : لايكون تعرف إختي يالسافل .
متعب بإبتسامة جانبية : والله مابيني وبينها أي شي وما أعرف إلا أسمها...بس شكلك مو واثق بأختك .
حمد صفع متعب بقوة حتى شعر متعب أن ضروسه السفلية تحركت من مكانها وضع يده على خده مكان صفعة حمد ثم رفع نظره لحمد : مردودة لك ياحمد بس صفعتي لك والله مابعدها صفعة .
حمد بسخرية : وأنا أتحداك إذا كان تقدر تسوي لي شي .
متعب بتحدي أكبر : أقدر ولا تتحداني ترا إنت موب قدي .
حمد : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه أنا مو قدك ؟


********************

الشرقية ~
دخلت ميرا المطبخ وقبلت رأس منيره : صباح الخير .
منيرة بضحكة : أي صباح الله يهديك الحين إحنا الظهر .
ميرا : يمه متى يرجع سعود هو صاير مايعطيني وجه تو أتصل عليه يقول إنه مشغول وإذا لقى وقت يكلمني .
منيره بمزح : وأكيد إنتي إستلمتي سعود عتب وتشرّه وطفش منك ها ؟
ميرا بضحكة : لا مو كذا بس يعني جلست أعاتبه على سالفة زواجه اللي خباها علي .
منيرة : ياقلبي سعود عنده أشغال بالرياض يمكن تأخره إسبوع .
ميرا بشجن : إشتقت له الخايس مو معبرني من تزوج وهو ينساني .
منيرة : هذا وهو توه متملك قلبتي عليه لا تزوج وجابها هنا وش بتسوين ؟
ضحكت ميرا : ماراح أخليه يرتاح معاها وهو ساحب علي .
منيرة بمرح فطالما كانت ميرا سر ضحكتها فتلك المشاغبة تجبر من حولها على الضحك : عاد إنتي بالنكد رقم واحد .
ميرا بزعل تمثيلي : أجل أنا كذا ؟
منيرة بإبتسامة : أنتي ماتعترفين بالشي هذا ؟
ميرا : إلا أعترف بس هذي قدرات الحمدلله ربي كرمني فيها عن غيري .
دخلت نهى وهي تقول : أجل النكد كرم ياميرا هانم ؟
ميرا وهي تنظر لنهى : أنكد على اللي عندي أحسن من إني أصير نفسية ماحد يقدر يحاكيني صح يا ماما ؟
ضحكت منيره : كذا ولا كذا كلكم نفسيات .
ميرا : ههههههههههههه بس نفسية عن نفسية تفرق .
نهى تريد أن تغضب ميرا فهي تستمتع عندما ترا عقدة حاجبيها وإحمرار وجهها : أنا ما أقول إلا الله يصبر سعود عليك ما أدري وشلون متحملك .
منيره بضحكة : وين متحملها وهو بكل مكان يقولها يأم لسانين .
نهى ضحكت بخفة ثم قالت : من جد هي أم لسانين حشى بالعة راديو ماتسكت أمس نمت جنبها نمت وصحيت وهي تسولف .
ميرا عقدت حاجبيها : أنا الغلطانة اللي أسولف معاك أصلاً .
منيرة : ههههههههههههههههه يعني معترفة إنك تسولفين طول الليل ؟
ميرا : تعرفين يمه ما أقدر أسكت أحس بإختناق إذا ماتكلمت .
سمعو صوت معتز ينبههم إنه في الصالة .
رفعت ميرا طرحتها على راسها وخرجت مع نهى .
وأمامهم منيرة .
جلسو جميعهم في الصالة ومنيرة تقول : اليوم بنسوي عشاء لميرا مايصير تجينا ولا نسوي لها عشاء .
ميرا بإعتراض : لا يمه فديتك .
نهى بإستغراب : ميرا ترفض عزيمة مثل هذي ؟
ميرا رغم خجلها من معتز إلا إنها لاتستطيع أن تسكت ونهى تستفزها : لا العشاء ماراح تفلتين منه بس مأبي يعني عشاء كبير وتعزمون ناس كثار أبي عشاء على قدنا ونطلع للبحر خست وأنا بالبيت .
معتز ضحك على آخر كلماتها : خلاص اليوم إن شاء الله أطلعكم للبحر .


********************

الرياض ~
بعد صلاة الظهر رن هاتف سعود الذي كان في مجلس الرجال بإنتظار والده وسيف سيأتون الآن : هلا أبو هتان .
خالد بلهفة : ياهلا بك...ها أم هتان ماردت لك موافقتها من عدمها ؟
إبتسم سعود : إلا هي موافقة ترجع لك بس شكل شروطها ماراح ينفذها لها المارد .
خالد إتسعت إبتسامته " سوف أحققها لها " : وأنا أنفذ لها اللي ماينفذه المارد...إذا ماعندكم مانع العصر بيجيب الشيخ ونملك ونسوي حفلة...
قاطعه سعود : جميلة ماتبي حفلة .
خالد بضيق : لا لازم الحفلة مو زينة بحقها أخذها من البيت بدون حفل ولا فرح .
سعود : خلاص جيب الشيخ بعد صلاة المغرب .
خالد بفرح : الله يجزاك خير يأبو مشعل والله إن جميلك هذا برقبتي لين أموت .
سعود : ماسويت إلا الواجب يابو هتان...ولا تنصدم من أبوي ترا هو رافض إن جميلة ترجع لك .
خالد بإستغراب : وشلون أرجعها وأبوها رافض ؟
سعود بثقة : أهم شي موافقتها وأبوي راح يرضى .
خالد تنفس براحة : الله يقدرني على رد جميلك .
سعود بإبتسامة : إحترامك وحشيمتك لأختي هي رد جميلي .
خالد : والله ماتشوف جميلة الضيم والقهر ببيتي ماقهرتها أول مانيب قاهرها تالي .
سعود : جعلك تسلم يأبو هتان وإن شاء الله إنكم عرفتو قيمة بعض .
خالد تنهد : آآه والله إني عشت أيام مرة بعدها ماشفت للسعاده طعم ثلاث سنوات وأنا أشوف طيفها وين ما أروح وكأن ربي يعاقبني عشاني طلقتها.
سعود : جعلها أخر الأحزان يارب .
خالد : آمين...مع السلامة يأبو مشعل نتقابل الليلة إن شاء الله .
سعود : مع السلامة .
وأغلق المكالمة ودخل مشعل ونهض سعود : هلا يبه .
مشعل جلس بصدر المجلس : هلا بك .
سعود بهدوء : يبه إنت عارف أن خالد بيرجع جميلة واليوم هو بيملك عليها...
قاطعه مشعل بإبتسامه : وشلون يملك عليها وهو مطلقها لازم تتزوج واذا تطلقت ولا ترملت يرجعها خالد مثل مايبي .
سعود بإعتراض : بس هو ماطلقها بالثلاث طلقها مرة وحدة .
مشعل بذهول فهو أراد أن يزوج جميلة أولاً حتى ينحر خالد ويخبره أن إبنته ليس بحاجته فسعود خرب مخططه تماماً : وإنت وش عرفك ؟
سعود بهدوء : خالد وجميلة أصحاب الشأن كلهم قالو أن الطلاق طلقة وحدة موب ثلاث .
مشعل بخبث : قلت لك ياسعود خالد مايرجع بنتي هي مو رخيصة عشان ترجع له .
سعود بإندفاع : وليش مايرجعها ؟
مشعل يشدد على أحرفه حرفاً حرفاً : لأنه ماهوب كفو .
سعود بقهر : إلا كفو والليلة إن شاء الله بيرجع جميلة وأنا متفق معاه .
مشعل بإبتسامة : أنا قلت لك وإنت بكيفك يعني تبيني أحرجك قدام الرجال وأقول بنتي ماترجع لخالد ؟
سعود بغضب مكتوم : جميلة موافقة وبقناعتها بدون أي ضغط لا مني ولا من جدتي ولا من خالد يعني هي لها الأحقية بالموافقة والرفض .
مشعل بسخريه : وأنا لي الأحقية أغير راي بنتي وأقولها الكلام اللي إنت ماتعرفه عن خالد اللي إنت واثق فيه ثقة عمياء .
سعود شعر أن والده يسير حياتهم على مايريد هو : يبه ليش إنت كذا ؟ جميلة وش سوت لك عشان توقف بطريقها ؟
مشعل بغضب فهو عندما ينفتح موضوع قهره [ جميلة ] ينفعل بقهر : قهرتني من ثلاث سنوات والقهر يجري فيني مجرأ الدم إختك ياسعود ذبحتني نحرت روحي تخرب حياتها بيدها وتحط المشكلة كلها على ظهري وكلهم يشوفون الحق معها وأنا غلطان .
سعود : طيب هي موب غلطانة ولا أنت غلطان ولا خالد غلطان هذا مكتوب ومقدر .
مشعل : ومثل ماطلاقهم مكتوب ومقدر فراقهم الأبدي مكتوب ومقدر .
سعود برجاء غير مباشر فالرجاء لم يكن إسلوباً بقاموس سعود : قدرني لو بس اليوم وخلِ الزواج يتم ووعد مني هذا أخر طلب أطلبه منك .
مشعل بعد تفكير : خالد مو محل ثقة عشان أسلمه بنتي مره ثانية .
سعود بحدة : طيب ليش تزوجه بنتك من أولها إذا كان هو مو محل ثقة ؟
مشعل بعد مأخذ نفس عميق : جميلة مزوجها أبوي الله يرحمه مو أنا...يقول الرجال بأفعالهم مو بفلوسهم .
سعود : صدق جدي جعل مثواه الجنة...خالد رجال وينشد فيه الظهر هذا وأنا ماعرفته إلا من كم يوم .


********************

جناح حمد وفاطمة ~
صلت فاطمة الظهر ثم تمددت على سريرها بعدما أطفئت جميع أنوار الغرفة سواء نور الأبجورة الخافت .
فتح حمد الباب ودخل وإستغرب فاطمة تنام الظهر دون أن تنتظره حتى يتغداء : فاااطمة...فاااطمة .
تحركت فاطمة وهي تشعر أن قلبها سيخرج من الخوف وأكملت تمثيلها بإنها مستغرقة في النوم .
إقترب منها حمد ووضع يده على جبينها حرارتها طبيعة .
إستغربت فاطمة حركة حمد الغير معتادة فهو لم يحن عليها يوماً وسمعت صوته الاقرب للهمس : فاطمة...فاطمة .
فاطمة عقدت حاجبيها تدّعي الإنزعاج : نعم .
حمد إبتعد عن السرير وهو يقول بحدة : ليش ماسويتي الغداء ؟
فاطمة جلست بتعب تمثيلي وهي تضع يدها على بطنها وبصوت مبحوح : تعبانة ما أقدر أطبخ .
حمد ببرود : وإذا كان تعبانة وماتقدرين تطبخين تنامين ؟
فاطمة أغمضت عينيها بألم وهي تعض على شفتها السفلية .
حمد إقترب منها وهو يقول بخوف : وش فيك ؟
فاطمة أمسكت ضحكتها فقلقه عليها يشعرها بأنه ليس هو من يضربها حتى تشعر بالموت يدنو منها : تعبانة شكله الوحم تو بدأ .
حمد زفر بـ : أووف طيب والحل ؟
فاطمة وهي تدعي التعب والقرف : قرفانة من البيت كله أبي أروح عند أهلي كم يوم...طلبتك حمد تعبانة مرة .
حمد رمى نفسه ع السرير بتعب : خلاص روحي...بس أسبوع وترجعين اوكي ؟
فاطمة شعرت بسعادة ولكن أخفتها تحت تعبها المصطنع : أوكي .
نهضت وهي تمثل التعب أخذت عبائتها ثم تسندت على الجدار .
وتفاجأت بحمد الذي يسندها عليه ويساعدها بلبس عبائتها كتمت شهقات الخوف والإستغراب تحت : آآه .
حمد إنتفض من تأوها وهمس لها : التعب هذا وش منه ؟
فاطمة بخوف ورجفة فقربه منها هكذا يشعرها بالخوف ونبرته وهمسته هذه غابت طويلاً : ما أدري بس طبيعي الحامل تتوحم .
حمد عقد حاجبيه : بس ما أذكر إنك توحمتي قبل .
فاطمة بخوف ( حسبي الله على إبليسك يامنال ) قالت برجفة : إيه سبحان الله الحمل هذا غير من بدايته .
إبتسم حمد إبتسامته النادرة : يعني توقعين حامل بولد ؟
هزت فاطمة كتفيها : ما أدري...بس إن شاء الله ولد .
تركها حمد وشعرت براحة من إبتعاده عنها ربطت نقابها بإحكام وهي تقول : طيب والبنات مين يجيبهم ؟
حمد وهو يدخل هاتفه بجيبه : إنتي شكلك تعبانة حيل بوصلك بيت عمي والبنات يجون مع الخدامة .
فاطمة إرتبكت بشدة فهي تخشى أن يكتشف إنها تكذب عليه .
كيف تمشي بجواره وهي تشعر إنه شيكشف كذبتها قريباً .
أتى بجوارها وإلتصق بها وهي إرتعشت بشدة أمسك بيدها ونزلا سوياً .
خرجو من بيت نايف السيف ومشو مسافة لا تتعدا كم خطوة ووقف حمد وهو يقول : تقدرين تروحين لبيت أهلك ولا أوصلك ؟
فاطمة هزت رأسها بإيه : خلاص يعطيك العافية .
عاد حمد وفاطمة تمشي بمهل لبيت أهلها دخلت من باب المطبخ الخارجي ورأت منال تقف في المطبخ : الحمدلله على السلامة .
أنزلت فاطمة نقابها وتنفست بإرتياح : الحمدلله وصلت بالسلامة...ماتوقعت حمد كذا فجأة صار شخص ثاني .
منال رفعت يداها للسماء بمرح : جعله من كذا وأحسن...هههههههه طليت عليكم من الشباك شكلك مرة مو لايق معاه ولا هو تحسين كل حنان العالم مجتمع فيه تصدقين فطوم كنت متوقعه إنه بيطنشك لا قلتي له إنك تعبانة...يله كملي تمثيلك على أمي وأبوي وترا ملكة جميلة الليلة يعني ماراح تحضرينها .
فاطمة تفاجأت بشدة : الليلة ؟
منال بإبتسامة : إيه الليلة وش فيك ؟
فاطمة : طيب كيف ما أحضرها ؟ لاتقولين خالد بياخذها لبيته يعني مافيه لا حفلة ولا زواج .
منال : إيه يعني إثنين راجعين لبعض بيسوون زواج ثاني ؟
مستحيل أصلاً مايصير بس بيسوون حفلة ببيت جدتي .
فاطمة مشت بجوار منال : جهزتي لي غرفة ؟
منال هزت رأسها بإيه : افا عليك جاهزة من أمس مع إني ماتوقعت إن حمد يوافق .
فاطمة بإبتسامة : فديت قلبه يقول أجلسي عند أهلك إسبوع .
منال بفضول : هو من بداية زواجكم كذا ؟
فاطمة بحزن : لا أول شهر كان حمد مافيه أحسن منه بالكون كله وأنا متأكدة إنه كان يحبني...بس من بعد حملي قلب علي مية وثمانين درجة وبعد وفاة جارح الله يرحمه صار مايحترم لا عمي ولا عمتي مع إنه كان من أول مو معاهم بس أول كان يحترمهم .
منال بفضول أكبر فهي ربما ستستنتج معلومات عن حاتم من خلال شخصية حمد الذي بدأت لها متقلبة : طيب وتعامله مع إخوانه قبل وفاة جارح ؟
فاطمة : هو وحاتم مايتواطنون وديمة وجارح الله يرحمه كانت معاملته لهم مثل معاملته لبناتي مايعتبرهم موجودين .
منال بتوجس : توقعين اللي فيه مرض ؟
فاطمة هزت راسها بالنفي : مستحيل مافيه أمراض كذا أنا تخصصي علم نفس ماقد سمعت بالمرض هذا صح إن اللي فيهم مرض نفسي فيهم من أعراض حمد بس حمد مو مريض .
ودخلو بالغرفة التي أعدت منال : نورتي غرفتك يافطوم...والله وناسة بتجلسين عندنا إسبوع من زمان ماجلستي عندنا .
فاطمة بضحكة : راح أشتاق لبيتي .


********************


الرياض بعد صلاة المغرب ــ منزل الجدة علياء ~
جميلة تجلس بجوار جدتها مرتدية فستان كحلي مبرز محاسن جسمها طويل وبه فتحة إلى منتصف الساق : يمه ترا مأبي أطلع قدام الحريم لاتضغطون علي ترا واصلة معاي لاتخلوني أفشلكم مع خالد .
الجدة علياء بحنان : بس ياعيني أمتس تبي تشوفتس .
جميلة بأنفاس متسارعة : أمي مو غريبة خلوها تجيني هنا أنا ما أبي أطلع لأحد ولا أبي أشوف أحد
وبعدين لبسي موب لبس عروس عشان أطلع لهم فيه .
الجدة علياء : وليش يأمي مالبستي لبس عروس ؟ معاتس وقت تقدرين تغيرين ذا الفستان .
جميلة بعناد : مأبي أغيره لأن اللي أنا لابسه له الفستان والله مايستاهل .
دخلت ملك بعد ماطرقت الباب وسلمت على جميلة وهي تنظر لها بإعجاب : ألف مبروك ياقلبي...اليوم طالعة قمر وربي .
جميلة بإرتباك : الله يبارك فيك .
دخلت فاتن وسلمت على جميلة وبفرح : الله يوفقك ويجعل السعادة طريقك .
جميلة قبلت رأس فاتن ويدها وهمست لها : دعواتك يمه .
فاتن : الله يوفقك وييسر لك ويجمع بينكم بخير .
الجدة علياء : عن إذنكم أنا بروح أجلس مع أم خالد وإخته .
وخرجت الجدة علياء تتبعها ملك .
جميلة بإرتباك وتوتر : يمه كيف شكلي زين ؟
فاتن بصدق : قمر الله يحفظك وفستانك تحفة ماشاء الله...أحسن من اللي قبل كنتي بتلبسنه بس أحس إنه ناعم بزيادة يعني مو فستان عروس .
جميلة وهي تثبت خصل من شعرها بيد ترجف : وأنا مو عروس وهم بيزفوني له .
فاتن بإستغراب : إنتي مغصوبة عليه ؟
جميلة هزت راسها بلا : بس قاهرني يمه والله قاهرني حسسني إني رخيصة ما أقدر أرفض خالد ما أدري وش هالسحر الغريب ما أبيه وأكرهه بس مبسوطة إنا بنرجع لبعض بس وربي أكرهه .
فاتن بهدوء : تعوذي من الشيطان ولا تخربين فرحتك بعصبية مالها داعي .
جميلة بحزن : أي فرحة وأنا بروح معاه ؟
فاتن إبتسمت : مو تقولين مبسوطة إنك بترجعين له ؟
جميلة : يمكن مبسوطة لأن هتان بيصير بيننا ويعيش بيننا ويرضى علي أبوي .
هي تعلم إنها تكذب على نفسها أولاً هي سعيدة لأنها سوف تعود لخالد .
وتشعر بإرتباك شديد لأن قلبها منذ أن قررت أن تعود له وهو لا يهدأ يرتعش بشدة
فحبها العميق تجدد بل تشعب أكثر حتى تملك من كل قطرة في دمها
وقلقة بشدة لأنها تخشى أن تنهار قريباً
فهي تريد أن تذيق خالد بعضاً من القهر الذي تجرعته بسببه تكره وتحبه شعور متناقض .
فهي أيضاً متناقضة بشدة تجاه خالد تجزم إنها لا تحمل له ذرة حب في قلبها .
وفي ذات الوقت تجزم أن كرهها لخالد تبخر أمام حبها له .



********************

مجلس الرجال ~
بعد الأنتهاء من مائدة العشاء .
إقترب خالد من سعود وهمس له : الساعة الحين 11 قولهم يطلعون لي مرتي .
سعود أخرج هاتفه وقال وعينه على الشاشة يبحث عن إسم جميلة : خلاص بقولها تطلع لك .
وإتصل سعود بها : الوو .
جميلة بإرتباك : هلا سعود .
سعود بإبتسامه : خليك جاهزة بجيك الحين وأطلعك لزوجك .

إنتهى . . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-14, 08:26 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مسائكم عامر بذكر الله .

أختي نسايم الشوق .. مشعل ، فيه حوار سابق دار بين ملك وعلياء وقالت علياء (إنه يتصنع القسوة) ربما هذا سبب من أسباب تناقض شخصيته .
ميرا ، نتعرف على شخصيتها وحياتها بإكملها بمجريات الرواية .
وفقك الله ورفع قدرك أختي.



لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .

الجزء العاشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .






مجلس الرجال ~
بعد الإنتهاء من مائدة العشاء .
إقترب خالد من سعود وهمس له : الساعة الحين 11 قولهم يطلعون لي مرتي .
سعود أخرج هاتفه وقال وعينه على الشاشة يبحث عن إسم جميلة : خلاص بقولها تطلع لك .
وإتصل سعود بها : الوو .
جميلة بإرتباك : هلا سعود .
سعود بإبتسامة : خليك جاهزة بجيك الحين وأطلعك لزوجك .
جميلة إرتجفت حتى ظهر صوتها خافتاً مرتجفاً : مو بهالسرعة .
سعود بمودة : الله يهديك المجلس ماعاد فيه أحد...خليك جاهزة أنا جايك الحين .
واغلق المكالمة ثم ذهب إلى منزل جدته ما أن دخل الصالة حتى رأى علياء وجميلة تنزلان مع السلم وجميلة مرتدية عبائتها ولا يظهر منها سواء كفيها التي يزينهما نقش الحنة وعيناها الغارقتان بالدموع .
علياء بإبتسامة لسعود : بالقوه نزلناها الهانم مسوية فيها مستحية .
سعود أمسك بيد جميلة وهو يقول : يحق لها أم هتان تتدلع الليلة .
شهقت جميلة بخوف : هتان وينه ؟
علياء : هتان مع أمي .
جميلة وهي تتجه للمجلس : إنتظرني سعود بجيب هتان .
أمسكت علياء بها وهي مذهولة : مجنونة إنتي ؟ خليه ينام عند أمي لو يومين .
أفلتت جميلة يدها وهي تقول برفض تام : ولدي ماراح أخليه .
هكذا جميلة عندما تريد شيئاً لا أحد يستطيع أن يجعلها تتراجع .
ذهبت لمجلس النساء الذي لا يوجد به سوا والدتها و منال وملك : يمه بأخذ هتان معاي .
فاتن بإعتراض : لا ما تاخذينه .
جميلة بغصة فهي ربما تبحث عن شيء لكي تنفجر بالبكاء قبل أن تذهب مع خالد : ولدي ماراح أخليه يمه الله يخليك أعطيني إياه بطلع للعلة اللي ينتظرني .
حملت فاتن هتان النائم : قلت لك لا...مجنونة تأخذين ولدك معاك بليلة مثل هذي .
جميلة تشعر إنها ستنهار قريباً : يمه تكفين أبي هتان والله ما أصبر وولدي بعيد عني .
مدته لها فاتن وهي تقول بإستغراب : ما أدري إلى وين بيوصلك هالجنون .
خرجت جميلة وهي تحمل صغيرها .
ثم خرجت بجوار سعود لسيارة خالد .
وهمس سعود لجميلة : ما أوصيك على خالد حطيه بعيونك ولا تعاندينه .
ونظر خالد الواقف بجوار سيارته بشوق ولهفة لجميلة كم هو مشتاق لها : ما أوصيك ياخالد على أختي .
وأردف بتحذير صادق : والله لو تضيمها ولا تقرها مايرضيني إلا دمك تراها غالية ومارجعتها لك إلا أنا عارف إنك كفو .
خالد بثقة : جميلة بعيوني يأبو مشعل ولا توصي حريص .
مشى سعود بعدما ودعهم ركبت جميلة في السيارة وهي تشعر أن تنفسها بإنخفاض حاد من قرب خالد منها .
تشعر أن السيارة لم يعد بها أوكسجين تفاجأت من خالد الذي أخذ هتان منها ثم وضعه بالمقعد الخلفي .
ركب بجوارها وإبتسم بسعادة حقيقة فهو الآن يشعر إنه يحلق بين النجوم فسعادته لا مثيل لها : ألف مبروك...الحمدلله اللي جمعني بك .
لم ترد عليه جميلة فهي لاتستطيع أن ترد عليه .
أخذت تشد من إحتضانها ليديها التي تضعهم في حجرها .


********************


منزل الجدة علياء ~
منذ أن خرجت جميلة من البيت وجدتها لم تتوقف دموعها تدعي لها من قلبها أن يوفقها الله ويسعدها .
خرجت لغرفة جميلة فتحت الباب ونزلت دموعها بغزارة فتحت الأنوار وتوجهت لسرير جميلة .
مسحت دموعها وهي تقول بقلبها ( الله يسعدتس يابنيتي ويوفقتس والله إن البيت من بعدتس مافيه حياة ) .
سمعت صوت سعود في الأسفل يناديها .
نزلت مع السلم وهي تمسح دموعها وقف سعود الذي كان يجلس في الصالة الجانبية : أفا يأم مشعل تبكين ؟
الجدة علياء بإختناق : وكيف ما أبكي وأنا فاقدت(ن) اللي مالين علي البيت حياة .
سعود قبل رأسها ثم قال بحنان : اللي مثلك ياجدتي يفرح لجميلة وأنا توقعتك أسعد إنسانة بذا الليلة من كثر ماتلحين على جميلة ترجع لخالد .
الجدة علياء : ألح عليها ترجع له عشان مصلحتها ولا لو على كيفي ماتفارقني بنتي يوم واحد .
سعود قبل يد جدته : هذي سنة الحياة...طيب إنتي أطلعي لبيت أبوي .
الجدة علياء هزت راسها بلا : بيت إبراهيم ما أطلع منه إلا لقبري وكانك صدق تبي سعادتي إنت أسكن عندي .
سعود بحرج : إعذريني والله ما أقدر أشغالي كلها بالدمام .
الجدة علياء : ماهوب عذر ياولدي تقدر تنقل كل شغلك هنا .
سعود أشار إلى عينيه : من عيوني بحاول أسكن بالرياض .
الجدة علياء بإبتسامة : الله يخليك لي .
سعود : ويخليك لي يارب ولايحرمني منك .
الجدة علياء : متى بترجع للدمام ؟
سعود : بكرة أو بعده تأخرت على أهلي كثير .
الجدة علياء بإستفسار : من أهلك اللي تأخرت عليهم ؟
سعود : خالتي ومعتز وإختي نهى .
الجدة علياء : أنا مامصبرني على بعدك إلا إن عرسك بعد ستة شهور أحسب الأيام والساعات على ذاك اليوم الله يبلغني إياه .
سعود بإقتضاب : أمين .


********************

منزل خالد الصالح ~
دخلو خالد وجميلة المنزل وذهبا إلى الطابق العلوي الذي بأكمله لخالد وجميلة بينما والدته وشقيقته بالطابق السفلي .
جميلة نظرت إلى المنزل وهي مذهولة كيف لشخص كخالد يسكن بيت كهذا ؟
خالد أشار للخدامة التي تحمل هتان أن تدخله في الغرفة الصغيرة المجاورة لغرفة نومهم الكبيرة .
فتح خالد الباب ودخلت جميلة ثم دخل هو بعدها .
أنزلت جميلة نقابها وطرحتها ويداها ترتجفان بشدة أنزلت عبائتها ثم جلست على الأريكة فهي لم تتحمل أرجلها بدأت تخونها .
فهي مرتبكة بشدة ولا تعلم ماسر هذا الإرتباك الشديد .
جلس خالد بجوارها وأمسك يدها ثم قلبها وهمس لها : مبروك ياقلبي .
نظر خالد إلى عينيها الجذابة البحر العميق الذي يغرق به كثيراً إشتاق لعينيها وإشتاق لها كثيراً .
فتنته بجمالها الموجع الذي نضج وأصبحت أجمل مما كانت عليه .
نظر إلى رموشها الكثيفة ثم إنتقل نظره إلى أنفها الشامخ الذي يحكي شموخها وعزها .
ومن ثم شفتيها الصغيرتان الورديتان .
خالد إستغرب صمتها ورجفتها التي بدأت بالتلاشي : جميلة .
نظرت له جميلة وقالت بحدة رغم إرتباكها : نعم .
خالد إبتسم ( صايره أحلى من قبل تغيرت بس صوتها ماتغير جعلني ما انحرم منها ) : إلى الحين زعلانة مني ؟
جميلة بقهر وهي تسحب يدها الباردة من يده الدافئة : ولا راح أرضى .
خالد بإبتسامة فهو كان يظن أن زعلها سوف يستمر على الأقل ثلاثة أيام فعودتها له تثبت له أنها مازالت تحبه وقال بولع حقيقي : أهم شي إنك جنبي أنام جنبك وأصحى على صوتك والله الشي هذا يكفيني عن الدنيا ومافيها .
جميلة بحقد فهي ظنت أنه ساخر منها : لا تظن إني رجعت لك عشانك ولا وربي رجعت عشان هتان .
خالد بحب : إنتي لو ماتحبيني كان تزوجتي بالثلاث سنوات هذي .
جميلة بغضب هادر : لو ما أحبك ؟ أصلاً من متى وأنا أحبك صح أنه بداية زواجنا كنت أحبك بس من عرفت إنك مو رجال ومو قد المسؤولية كرهتك بعد ما عرفت إنك أفشل إنسان بتحمل المسؤولية مابقى لك بقلبي ذرة حب وأنا ماوافقت على اللي خطبوني قبل كله عشان ولدي...إنت أخر شخص فكرت فيه وصدقني مارجعت لك إلا عشان هتان اللي تقطع من الصياح يبيني ويبيك .
خالد رغم كلامها إلا انه مازال مبتسم فهو يعلم إنها تحبه : وهتان وش عرفه فيني يعني إنتي ماتقولين له عن أبوه ؟
جميلة ندمت على اللحظة اللي هي قالت لهتان عن والده : قلت له لأنه يسأل عنك كثير وهو عرفك لأن أمي ( جدتها ) الله يطول بعمرها طلعت له صورتك .
خالد قبل خدها بعمق ثم قال : أجلي الكلام هذا لوقت ثاني .
إنتفضت جميلة ونهضت كالملسوعة : عمرك ماراح تتغير جبان وماعندك إستعداد تتناقش بأي مشكلة وتدور على حلها...الله يصبرني على الحياة معاك .
خالد نهض ووضع يده على أكتافها : هدي أعصابك وإجلسي إنتي شكلك متوترة اليوم بزيادة .
إبعدت عنه جميلة وهي تقول : لا تقرب مني .
خالد إقترب منها حتى أصبحت أنفاسه تلفح وجهها : ليش أنا مو زوجك ؟
جميلة لم تتحرك وقالت وأنفاسها تتسارع : ولأنك زوجي إحترم رغبتي أنا كارهتك من كل قلبي تحملني بس الين ما أتعود على الحياة هنا .
إبتعد عنها خالد وهو يقول : لو أنتظرك عمري كله بس أهم شي تكونين راضية علي .
جميلة تنهدت : زعلي كبير وماراح أرضى بسرعة .
وذهبت جميلة من عنده وهي تشعر إنها غريبة لأول مرة تتصرف هكذا .
تبعد خالد عنها وهو يريدها وهي أيضاً تريده نعم إنها إشتاقت له كثيراً .
دخلت الحمام وإستحمت وإرتدت قميصاً مناسب لها من إحدى القمصان التي رتبتها علياء لها عندما أتت لكي تضع ملابسها في منزلها .
قميص أبيض طويل بأكمام قصيره .
جففت شعرها وخرجت للغرفة رأت خالد جالس بإنتظارها .
نهض أول مادخلت وإبتسم لها : تو جابو لنا العشاء .
جميلة : مأبي عشاء...بروح أشوف هتان عن إذنك .
خرجت وذهبت إلى غرفة صغيرها فتحت الباب ونظرت إليه ينام بسلام .
إبتسمت وهي تجلس على سريره المفرد وتمسح على شعره بحنان " إستودعته الله الذي لاتضيع ودائعه "


********************


الساعة التاسعه صباحاً .
دخلت منال وهي تحمل صينية بها فطور فاطمة التي لازالت تكمل تمثيلها البارع على والدها ووالدتها بأنها متعبه : صباح الخير .
فاطمة بإبتسامة : صباح النور ياهلا وغلا .
جلست منال على الكرسي الذي يقع بجوار السرير : قومي أفطري معاي أمي موب موجودة .
جلست فاطمة على السرير ولفت جسمها جهة منال والفطور بينهما على الطاولة .
رن هاتغ فاطمة الذي كان على الكومدينة أخذته وردت : هلا .
حاتم : صبحك الله بالخير يأم كادي .
فاطمة بمودة أخويه : صباح النور ياهلا .
حاتم بإحترام : سلامتك يأم كادي تو أعرف إنك تعبانة .
فاطمة بإبتسامة : الله يسلمك .
حاتم : ماتشوفين شر والله يقومك بالسلامة .
فاطمة : الشر مايجيبك وجعلك تسلم يأبو نايف .
حاتم : مع السلامة .
ثم أغلقت فاطمة المكالمة وهي تودعه بإحترام .
أنزلت الهاتف ونظرت إلى منال وهي تقول : هذا حاتم يتحمد لي بالسلامة .
منال إرتعشت يدها وأنزلت كوب العصير وهي تقول : أحس إنه مهتم فيك أنتي وبناتك أكثر من حمد وش ذا والله لو إنه أخوك .
فاطمة ضحكت : ومن اللي يقول إن حاتم مو أخوي ؟
منال بعصبية : فطيم لا عاد تجيبين طاريه قدامي اكرهه والله اكرهه .
فاطمة بإستغراب : بسم الله وش فيك أنتي لاجبنا طاري حاتم إنقلب حالك .
منال وهي تقف : فاطمة طلبتك لاتحكين فيه قدامي أكرهه وأكره حتى سيرته .
فاطمة بحنان : وش فيك عليه قولي لي وش الشي اللي أنتي شايفة فيه .
منال : أكيد هو مثل حمد يعني أخوه بيصير أحسن منه ؟
فاطمة : الشرهة مو عليك على اللي يتكلم معاك نحلف لك بالله إنه هو وحمد فرق السماء عن الارض بس انتي ماتفهمين .
منال بقهر فهي لن يفهمها أحد وعندما تشكي تصبح هي المخطئة : إيه أنا اللي ما أفهم وأنا الغلطانة ولا هو منزه من كل شي .
فاطمة برجاء : منال طلبتك لاتعصبين وتزعلين نفسك من شي ماله داعي وصدقيني بيجي اليوم اللي تعرفين فيه إن حاتم مافيه منه .
منال بفزع وخوف : جعلني أموت قبل لا أعرف حاتم .
فاطمة بغضب : أنا كم مرة أقولك لا تدعين لا على نفسك ولا على حاتم روحي لأبوي وقولي له إنك تبين الطلاق .
منال : لا والله وأحمل إسم مطلقة والسبب حاتم .
فاطمة بعصبية : إنتي وش اللي يعجبك اصلاً ؟
منال : أبي واحد يصير مثل سيف ولد عمي ولا مرة جتنا علياء تشكي من سيف ولا مرة سمعت إنها متهاوشة معاه .
فاطمة بحزن : وجميلة بعد ولا مرة شكت من خالد بس عشان مقامه مو من مقامها طلبت الطلاق يعني المشكلة بحمد مو بالزواج .
منال : وحمد أخو حاتم يعني نفس التربية ونفس الطبع...الله يعيني بس .
فاطمة : طيب ليش ديمة مو مثلهم ليش جارح مو مثلهم ؟
منال : جارح الله يرحمه مات وهو صغير عمره عشرين مابان شينه من زينه وديمة لأنها بنت تربيتها صح .
فاطمة : وحاتم أحسن من ديمة بكثير...صدقيني لو حاتم فيه شي يعيبه كان قلت لك بس إنتي ماتفهمين والله ماتفهمين ولا ينفع معاك الحكي .
طرق الباب ودخلت فاتن : سلام عليكم .
فاطمة ومنال : عليكم السلام .
فاتن نظرت إلى فاطمة : كيفك اليوم حبيبتي ؟
فاطمة بإبتسامة : الحمدلله تمام...منول الله لايحرمني منها جابت لي حبوب خففت اللوعة شوي .
فاتن بنبرة تفاؤل : حملك هذا من بدايته غير يارب إنه ولد عشان تنفك عقدة حمد .
فاطمة بألم : حمد ماراح يغيره لا ولد ولا عشرة وهو يتحجج بالولد عشان يلقى له مبرر من تصرفاته الغريبة والهمجية .
فاتن : الله يصلح حاله...سعود بيجي يسلم عليك .
فاطمة بإعتراض : لا ماله داعي أنا أنزل أسلم عليه .
فاتن بذهول وهي تعقد حاجبيها : تنزلين وإنتي تعبانة ؟ طلعت الدرج تتعبك أكثر خليك هنا وهو بيجيك .
فاطمة شعرت أن والدتها سوف تعلم إنها تمثل عليها : أوكي...متى بيجي ؟
فاتن : إن شاء الله بعد الغداء لأنه إحتمال بيمشي للدمام العصر .
شهقت منال : لا موب ذا السرعة .
فاتن بإبتسامة : مثل ماله أهل هنا يبونه له هناك أهل إشتاقو له .
منال برقة : بس تعودت عليه صار يومي مايكمل إلا إذا تقهويت معاه .
فاتن : سبحان الله علاقتك مع سعود غير عن الناس كلهم وش السر ؟
منال بضعف : يمكن لأني محتاجته وبقوة الفترة الجاية .
فاطمة بإعتراض : التفكير هذا أناني وإنتي موب أنانية عشان تتمسكين بسعود وتحبينه لأن لك عنده غرض ومن بعده ماعاد تعرفينه ولا كأنه اخوك
منال بإندفاع : لا مستحيل أسوي كذا وسعود أخوي بالشدة والرخاء .
فاتن : الله يخليه لكم ولا يحرمكم منه .
منال بإبتسامة : أمين يارب .


*******************

منزل نايف السيف ~
نزل حمد السلم بسرعة ورأى والده ووالدته في الصالة يتناولون الفطور : سلام عليكم .
حصة ونايف : عليكم السلام .
ثم أردفت حصة بحنان : تعال أفطر .
حمد : لا بفطر مع عمي مشعل بالشركة .
حصة بإهتمام : حمد البنات عند أمهم ؟
حمد ضحك بسخريه : هههههههههه أكيد ماراح أخليهم عندي وأكيد حبيبهم حاتم موصلهم الحين للمدرسة .
نايف بإستغراب : وراك ماتودي بناتك لمدرستهم ؟
حمد بهدوء : مابقى إلا هذي أضيع وقتي مع بزارين...فيه الخير حاتم متكفل بالشغلة هذي .
نايف بحدة : أظن إنت أبوهم مهوب حاتم .
حمد بسخرية : وعمهم بحسبة أبوهم وفيه الخير والبركه ولا جاء هو وقال إن بناتي عناء عليه جبت لهم سايق .
وخرج من عندهم وحصة تدعي له بالهداية .
وقفت حصة بعد دقائق من خروج حمد : عن إذنك يأبو حمد بروح أتطمن على ديمة .
نايف بحزن : الله يشفيها ويقومها بالسلامة والله إن بيتنا بدونها مايسوى .
حصة بوجع : والله كأنها ماتت مع أخوها .
نايف : الله يرحمه .
وصعدت حصة السلم ونايف ينظر لها .
" أعانك الله ياحصة أنا رجل وأتحمل
أما إنتي حساسة وقلبك أرق من نسمة الهوا
لا أعلم كيف تتحملين كل ذلك وإنتي صابرة
موت جارح ثم مرض ديمة
ثم إبنك حمد وطيشه وكلامه المسموم...الحمدلله على كل حال "
ذهب نايف إلى غرفة جارح قاده قلبه لغرفة إبنه الذي لم يدخلها منذ سنتين وهو يتحاشى النظر إلى الغرفة بأكملها .
أما اليوم فهو لايدري ماهذا الحنين الذي أجبره على دخول تلك الحجرة المهجورة
مات من ينيرها وأصبحت ظلماء .
أخرج المفتاح الذي من ضمن المفاتيح التي أخرجها من جيب ثوبه .
فتح الأنوار ونظر إلى سرير جارح مرتب وفوق السرير ورقة لم يريد نايف أن يفتحها ولا يقرأ ماتحتويه فربما ستجدد جروحه .
رفع نظره لمكتب جارح فوقه كُتب ولاب توب .
أغمض نايف عينيه بألم وهو يقاوم دموعه فهو لن تنزل دموعه ولم تنزل حتى في وفاة إبنه لم تذرف عينه فكل حزنه بقلبه لم يخرج لأحد .
عصفته قسوة الذكريات وعادت به إلى آخر لحظة رأى بها جارح .
.
.
.
.
.
شاب في زهور عمره يسحب خلفه حقيبته بعد ماودع أهله ذاهباً إلى المطار .
إستوقفه صوت والده من خلفه : جــارح .
نظر إلى أبيه وإبتسم : هلا يبه .
نايف بنبره غريبة : إنتبه على نفسك وحصن نفسك كل يوم إنت رايح لدار غربة ومايندرى وش بيصير لك .
إبتسم جارح وبانت غمازاته : يبه خلاص ماعادني صغير قريب أدخل 21 وأنا متعود أروح معاكم خلاص حفظت لندن .
نايف : الحذر واجب ياولدي وأنا خايف عليك .
تكلمت ديمة التي كانت تبكي لفراق شقيقها المؤقت ولم تعلم إنها ستفارقه فراق بلا عودة ولم تعلم إنها ستسمع خبر وفاته وتصبح مريضة بسبب بعده ولم تعلم أنها ستفارقه في هذه السنة وما أقسى تلك السنة على عائلة آل سيف جميعاً : جارح فديتك حصن نفسك لا تنسى .
جارح قال أخر كلماته لأهله أخر كلمات ردد صداها هذا البيت الشامخ أخر صوت له في هذا المكان : من عيوني...مع السلامة أشوفكم على خير إن شاء الله .
ذهب برفقة أخيه حاتم وكانت هذه أخر كلمة قالها جارح لهم ولكن لم يعد لهم كما قال لم يعود ولن يعود أيضاً .
مات جارح وماتت السعادة كثيراً في هذا البيت .


********************

طريق الدمام .
بعدما خرج سعود من عند شقيقته فاطمة ودعهم وذهب إلى الشرقية .
يقود السيارة بسرعة في الطريق السريع .
نظر في المرأة الصغيرة التي تتوسط أعلى السيارة ثم نظر إلى ماشد إنتباهه .
أخرج هاتفه وإتصل على معتز : مساء الخير .
معتز بإبتسامة : هلا والله بالغالي مساء النور...وين وصلت ؟
سعود : باقي 300 كيلو...المهم عز وش نوع السيارة اللي تلاحقنا قبل إسبوعين ؟
معتز بذهول : لا تقول إنها الحين وراك السيارة ؟
سعود : ما أدري إذا كان السيارة سوناتا 2014 .
معتز بصدمة : إيه السيارة سوناتا 2014 فل كامل...لونها أبيض ؟
سعود صعق هل يعقل إنها تطارده من الشرقية حتى الرياض ؟ : إيه...وأنا كنت متوقع إنهم نسوني خلاص .
معتز بقلق : لا تصير غبي المرة هذي طلبتك سعود بلغ عليهم .
سعود بضحكة : وش جريمتهم عشان أبلغ عليهم ؟
معتز : قول إنهم يلاحقونك من مكان لمكان .
سعود : هذي مو تهمة مثبتة يمكن أنا أتبلى على ناس ماكانو يقصدون ترا القانون ماهوب لعبة .
معتز بغضب : وأنا قاعد أقولك إنه لعبة ؟
سعود بعد تفكير : طيب إذا وصلت الشرقية وهم يلاحقوني بنزل لهم وأشوف وش هدفهم .
معتز : غير طريق البيت وحاول تتيههم .
سعود : وأفرض غيرت طريق البيت ولقيتهم واصلين قبلي ؟
معتز : عاد بالوقت هذا إذا تركتهم أقسم بالله إنك جبان .
سعود بمزح : تحشم ولا تقولي جبان قبل لا أجيك وأعلمك مين الجبان .
معتز ضحك وهو يرد بمرح مشابه : لا إنت من بعد ماعرفت أهلك وانت متغير علي .
ثم أردف بجدية : إيه سعود ترا اليوم عازمين ميرا على عشاء بحري .
سعود : لبئ قلبها ميرو إشتقت لها وهي زعلانة علي .
معتز : الله يعينك عليها لازعلت ماترضى بشي سهل .
سعود بمزح : أشك إنك تعرف خالتي أكثر مني ؟
ضحك معتز : الله يهديك ما كأني متربي معاها وعارف أطباعها زين ؟



********************

منزل خالد الصالح ~
إستيقضت جميلة من نومها على أذان الظهر .
ترجلت من سريرها بتثاقل نظرت إلى مكان خالد ورأته خالي .
دخلت الحمام المحلق بغرفتها الكبيرة جداً وهي عبارة عن مجلس يوجد به عدة كنبات وبه باب مفتوح مزين بسلاسل مرصعة بألماس وبالطرف الثاني غرفة النوم كبيرة وبها سرير البالغ الرفاهية لونه اسود والمفرش أبيض .
ثم غرفة الملابس ومن ثم الحمام .
إستحمت ثم صلت صلاة الظهر وذهبت إلى غرفة صغيرها هتان .
فتحت الباب ورأت خالد يلعب مع هتان على الفرشة التي تقع بنصف الغرفة الملئية بالألعاب .
خالد نظر لها وإبتسم لها : صحيت من الساعة عشر ونص وماحبيت أزعجك .
جميلة نظرت له وهي عاقدة حاجبيها ثم ذهبت إلى هتان وأخذته بحضنها وقبلت خده ثم قالت : حبيبي أفطرت ؟
هتان بإبتسامة : أفطرت مع بابا وعمه جواهر .
نظرت جميلة إلى خالد وهي غاضبة وتقول بحدة : مو من الأدب إنك تنزل تفطر وولدك معاك وأنا نايمة كان صحيتني ولا تنتظر الين أصحى مو زينة لا بحقي ولا بحق أهلك .
إبتسم خالد : عادي أهلي يدرون إن أنا وإنتي موب متصالحين أو بالأحرى إنتي موب مصالحتني .
جميلة أنزلت هتان وقالت بعصبية وهي تحاول أن تخفض صوتها : وإنت كل شي تقوله لأهلك ؟ هذي من خصوصياتنا إحترمني شوي ولاتتكلم قدام أهلك باللي يصير بيننا .
خالد بهدوء عكس ثورانها : أمي بنفسها عرفت إنك مو مصالحتني وتقول يوم مانزلتي للحريم وبكاك هم أكبر دليل إنك ماتبيني...وموب أنتي اللي تعلميني وشلون أتكلم .
جميلة بقهر : إنت ماترتاح إلا إذا قهرتني البارحة قاهرني وتقولي تغضب علي الملائكة...
قاطعها خالد بحدة : حقوقي عليك بأخذها منك كاملة وحقوقك علي بتاخذينها كاملة سوا راضية ولا زعلانة .
جميلة : متى تفهم إن مشاعر الناس مو لعبة إذا أنا مأبيك ليش تجبرني عليك ؟
خالد بغضب أكبر : إنتي اللي بنفسك وافقتي علي وتحملي نتايج موافقتك هذي .
جميلة بصوت عالي غاضب فهي لم تستطيع السيطرة على نفسها : وافقت عليك عشان ولدي مو عشانك .
خالد إقترب من جميلة وقال بين أسنانه بغضب : صوتك لا عاد ترفعينه علي سمعتي ؟
جميلة إبتعدت عنه وهي تقول بخوف لم يظهر لخالد : وإنت لا عاد تقهرني عشان مارفع صوتي عليك .
خالد خرج وهو غاضب وجميلة جلست بجوار هتان وإحتضنته وهو ينظر لها : ماما ليس إنتي وبابا زعلانين ؟
ضحكت جميلة بألم : لا يا بابا إحنا موب زعلانين .
قربت إحدى الألعاب من هتان وهي تقول بقلبها ( لازم أقول للحيوان هذا لا عاد يهاوشني قدام ولدي ) .


********************

دخل سعود الشرقيه والشمس تدنو للمغيب ومصورة مدينة الدمام أروع صورة .
نظر سعود خلفه من خلال المرأة التي أمامه وعلم أن من كان يراقبه منذ قليل تاه في طرقات الدمام .
غير سعود مساره المعتاد للعودة إلى البيت وتفاجئ أن السيارة واقفة أمام بيته ولكن بعيدة .
أخرج هاتفه على عجل واتصل بمعتز : معتز وينك ؟
معتز بفزع وهو يقف : بالبيت وش فيك ؟
سعود : بسرعة تعال اللي يراقبني الحين قدام البيت .
معتز خرج من البيت بسرعة وهو مازال يهاتف سعود : حاول تتخبى عنهم لا يشوفونك .
نزل سعود من سيارته الفاخرة روزرايز أزرق التي أوقفها خلف سيارة معتز لكي لايراه الذي يراقبه .
سلم على معتز : يله بنروح لهم ونشوف مين .
معتز بتحذير : حكم عقلك قبل لاتوصل لهم .
سعود بغضب : بشوف وش يبون مني توقعت إنهم إختفو بس إلى الآن وهم يراقبوني...مشو معي من الرياض يعني يعرفون إني بالرياض .
معتز بثقه : ماراقبك إلا اللي يعرفك .
وسارو خطوات قليلة وصلو أمام السيارة تقدم معتز من باب السائق الذي كان ينظر إلى الشارع الذي أمامه بإنتظار عودة سعود إلى منزله .
فتح الباب وفز السائق بخوف أنزله معتز من السيارة وهو ممسك بياقة بلوزته : من إنت ؟
الرجل بإرتباك : فكني ولا مابيصير لك طيب .
أنهى جملته بلكمة على خد معتز الذي ترك الرجل .
وأتى سعود وضرب الرجل عدة ضربات على وجهه وأنفه وعينه حتى أصبح ينزف : من إنت ؟
الرجل بثقه رغم أنه أستسلم لضرب سعود دون مقاومة : ماراح أقول من أنا...ما أخون اللي أرسلني لك يا سعود .
سعود وضع يده على رقبة الرجل وضغط عليه بقوه : بتقول من إنت ولا لا ؟
وضع الرجل يده فوق يد سعود محاولاً إبعاد يد سعود التي خنقته بشدة ثم قال بصوت مخنوق تماماً : بقول بقول .
سعود نفض يده وأبعدها عن رقبة الرجل : من طرف مين ؟


********************


منزل مشعل السيف ~
دخل مشعل وبجواره حمد غرفة فاطمة في منزل أبيها .
كانت تدّعي المرض متمددة بسريرها منذ أن دخلو جلست .
تقدم لها مشعل وقبل رأسها : طهور إن شاء الله...عن إذنكم .
وخرج مشعل ثم إقترب حمد من فاطمة تأملها من رأسها إلى أرجلها .
وتقدم لها وقبل جبينها : ماتشوفين شر وإرجعي بسرعة...أشوف وجهك عادي مافيه أي علامة تدل إنك مريضة .
فاطمة شعرت بمغص شديد في بطنها الخوف تملكها من كل جهة إبتلعت ريقها وقالت بهدوء ظاهري : إيه لأني تو خذيت من علاجي .
حمد جلس على الكرسي : المهم إرجعي لبيتك بسرعة مافيه أحد الحين يسوي فطوري ولا غداي وأنا ما أبي أتغدا مع أمي وأبوي .
فاطمة بألم ( يعني أنا ما أهمك أهم شي إني أخدمك ) : إن شاء الله برجع وأنت وعدتني أجلس هنا إسبوع...مين اللي بيتحملني لا مرضت ؟ عمتي الله يكون بعونها يالله تتحمل ديمة أجي عندها وأزيد الطين بلة ؟
حمد بثقة : وأنا على وعدي أجلسي هنا إسبوع بس من بعد الأسبوع هذا تصفين ذهنك وتصيرين لي مثل الآلة تسوين كل اللي أبي ولا تراديني .
فاطمة تنهدت : يعني ماراح تشفق علي وتقول حامل والشغل يتعبها ؟
حمد وهو يسند ظهره على الكرسي : جداتنا الله يرحم حالهم كانو حوامل ويشتغلون وش معنى إنتي ؟
واللي كاتبه الله لك بيصير وإذا الشغل أجهض اللي ببطنك عندك غيره وأظن يكفونك...أنا خلاص مأبي عيال لا ولد ولا بنت .
شهقت فاطمة بعنف : تعترض على أمر ربي ؟
حمد إذا انت ماتبي عيال أنا أبي...وبعدين توني صغيرة وأنا أحب الصغار وأبي عيالي ستة أو سبعة .
ضحك حمد بسخرية : ويصيرون كلهم بنات ويعنسون ويبقون بكبدك أربعة وعشرين ساعة .
فاطمة بقهر ولكن قهرها ينمو ويموت وهو في داخلها لا تستطيع إظهاره في وجه حمد فمن التي تستطيع أن تصرخ في وجه حمد وتتكلم وتناقشه : بناتي مالي غنى عنهم سوا تزوجو ولا عنسو .
حمد لم يهتم لما قالت إقترب منها ثم قال : باقي شهر وخمس أيام على زواج حاتم وبالوقت هذا أنا مشغول شغل ما أقدر أأجله أكثر من كذا وقبل الزواج بيومين أو إسبوع إذا تبين تعالي عند أهلك إلين ينتهي الزواج...ولا تقولين ماقلت لك ترا قلت لك من وقت .
فاطمة بذهول : وش الشغل اللي يلهيك عن زواج أخوك ؟
حمد : شغل سري مأحد يدري به ولو قلت لأحد يمكن أنقتل .
شهقت فاطمة برعب وهي تقول بلا وعي : فالك ماقبلناه جعل عمرك طويل .
إبتسم حمد : يعني خايفة علي من الموت ؟
فاطمة بحرج : أكيد .
حمد إقترب منها وبهمس : لو تخافين علي صدق كان أبعدتي سعود عن مشاكلنا...وتصير مشاكلنا بينا وبس .
قال كلمته وخرج من الغرفة .
بعثرها ثم ذهب كعادته يتركها مبعثرة أو محطمة أو باكيه فهو لم يخرج من عندها يوماً وهي طبيعية .
وفاطمة مازالت تفكر بكلامه ( أبعد سعود عن مشاكلنا ؟ ليش هو تدخل بمشاكلنا ؟ ) .
قطع عليها تفكيرها صوت منال : تكرهينه وتكرهين حتى طاريه وله أقل من ربع ساعة جالس معاك ويوم طلع جالسة تفكرين فيه ؟ أجل وشلون لو تحبينه ؟
ضحكت فاطمة : إنتي وش عرفك إن حمد طلع ؟ إفرضي دخلتي ولقيتيه موجود ؟
منال بإبتسامة : شفته وهو طالع من هنا...المهم وش كان يقولك روميو ؟
فاطمة بمرح : أفرحي ياعروس بجلس عندك من قبل زواجك بأسبوع .
منال إختفت إبتسامتها وهي تقول : الله لايجيب ذاك اليوم .


********************

الدمام ~
وضع الرجل يده فوق يد سعود محاولاً إبعاد يد سعود التي خنقته بشدة ثم قال بصوت مخنوق تماماً : بقول بقول .
سعود نفض يده وأبعدها عن رقبة الرجل : من طرف مين ؟


إنتهى . . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-14, 06:51 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مسائكم عامر بذكر الله .

أخواتي افنان ، لامارا ، رهوفا ، وفاء الطوايلة ، أسعدكن الله ورفع قدركن .


لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .


الجزء الحادي عشر / مابعد مر الرحيل إلا انكسار






الرجل بصمود وهو يمسح الدم اللي ينزف من أنفه ( تكرمون ) : وإذا قلت لك ماراح أقول ؟
سعود زاد غضبه وقال بحدة : تكلم من طرف مين ؟
الرجل : توعدني يتسكر الموضوع هذا ولا أحد يدري به ؟
سعود بعد ما أخذ نفس عميق : أوعدك .
الرجل : من طرف حمد السيف هو اللي أرسلني لك .
سعود بقهر : خلاص إنقلع من هنا ولا عاد أشوفك وإذا شفتك مرة ثانية والله مايردني إلا دمك أو أقول لحمد إن واحد من رجاله خانه .
الرجل برجاء : لا طلبتك حمد لا يدري .
مشى سعود من عنده وتوجه لمعتز الذي كان يجلس بالقرب منهم : معتز فيك شي ؟
معتز يشعر بالقليل من الألم : لا مافيني شي .
سعود مشى بجوار معتز عائدين إلى البيت وهو يقول : شفت حمد النذل وش سوا ؟ كله عشان ورثي من جدي .
معتز : تنازل عن الورث ياسعود إنت موب حاجته .
سعود بغضب : كنت بتنازل بس يوم شفت إصرار حمد على فلوسي والله ما أتنازل لو تنطبق الأرض على السماء .
دخلو منزل منيرة سوياً .
وقفت منيرة وهي تبتسم : ياهلا والله بالغالي تو مانورت الدمام .
أتجه لها سعود بشوق وإحتضنها وقبل رأسها : ياهلا بالغالية إشتقت لك واجد .
منيرة : وإحنا بعد والله إشتقنا لك جعلنا مانخلى منك .
وسلم بعدها على نهى بحرارة وبعد ماجلسو وشرب سعود أول فنجان إلتفت إلى نهى : وين ميرا ؟
نهى زمت شفائفها وقالت : ميرا زعلانة عليك كثير وتقول ماتبي تشوفك .
سعود بإهتمام : وينها الحين ؟
نهى : ببيتك .
وقف سعود وهو يقول : عن إذنكم إشتقت لها بروح أسلم عليها .
وخرج ذاهباً إلى منزله فتح الباب الرئيسي ورأى ميرا تجلس في الصالة وبحضنها صحن فشار وتشاهد التلفاز .
منذ أن دخل سعود نهضت ميرا وهي تبتسم له : صح إني قلت ما أبي أشوفك ولا أبي أسلم عليك بس وش أسوي إشتقت لك .
سعود إحتضنها وهو يقول بلهجة مغربية متقنة : وأنا توحشت ليك بزاف .
بعدما حررها من أحضانه ضحكت ميرا : لبئ المغربي واللي يتكلمون مغربي .
سعود بإبتسامة : لبئ قلبك...ها إلى الحين زعلانة علي ؟
ميرا بعتب : مو من المنطق إنك تخطب وتملك ولا كأني خالتك والله زعلتني عليك كثير وبعدني زعلانة عليك
ولا راح أرضى إلا إذا قلت لي سبب مقنع يوم ماخبرتني إنك بتتزوج حسيت إني رخيصه عندك مالي قيمة
نهى إختك من الرضاعة تدري وأنا خالتك إخت أمك مادريت عن شي
موب حرام عليك تسوي كذا والله إنقهرت لما قالت لي نهى
بعد بكيت لأني حسيت إني ولا شي بحياتك من رحت للمغرب وإنت أصلاً ناسيني تكلمني كل يوم كم كلمة
بس تأخذ أخباري لأني برقبتك الحين وأنت مسؤول عني ولا تقولي أخبارك لأني ما أهمك ولاراح أهمك .
ضحك سعود بصخب : بالعة راديو إنتي ؟
ماخليتي كلمة ماقلتيها...حقك علي وراح ترضين إن شاء الله...أول شي قل هم الزواج نساني إياه
كل ماكلمتك وأنا أصلاً ناسي إني خاطب أو متملك وبعدين أبوي هو اللي أحرجني قدام الرجال وخطب لي بنت عمي
وأنا حتى ما أعرف إسمها ولا أعرفها وبعدين ماله داعي أقولك لأني مقهور شوي ولا أبي أفتح الموضوع...ها ميرو زعلانة إلى الحين ؟
ميرا بغضب : قلت لك ماراح أرضى...وليش كل الأسباب هذي خلتك تقول لنهى وأمي منيرة وماتقولي ؟
سعود إبتسم لها : نهى وأمي ماخلى معتز شي ماقاله لهم وأنا ماقلت لهم وربي .
ميرا : إيه عايشة معاك وإنت أولى إهتماماتي وأهتم لك كثيير وإنت معتبرني طوفة زايدة بالبيت .
قبل سعود رأسها : حقك علي يابنت قاسم بس خفي علي شوي...توني جاي من سفر وبروح أرتاح شوي .
ميرا أمسكت بذراعه : لا لا ماترتاح إلا تقولي كل التفاصيل عن زوجتك .
سعود بهدوء وهو يجلس : والله ما أعرف عنها شي إلا إسمها ملك عبدالعزيز وعمرها 23 وغير كذا ما أعرف شي .
شهقت ميرا : ليش طيب ماتعرف إلا إسمها وعمرها...إنت صح متملك ؟
سعود هز رأسه بإيجاب : يمكن من خمس أيام .
ميرا بصدمة : طيب ليش ماكلمتها او شفتها ؟
سعود : لا مابي اشوفها إلا بيوم الزواج .
وأردف بسخرية وهو يضحك : أبيها سربرايز زواجي .
ميرا بأبتسامة : ودامك ماتعرف عنها شي أكيد تعرف عن إخوانك وأخواتك وش أسمهائهم ؟


*******************


مضت الأيام وإنطوت الليالي .
و لايفصلنا عن زواج حاتم ومنال سواء يومين فقط إقترب الموعد المنتظر والحدث الأكبر .
منزل مشعل السيف ~
منال تجلس في غرفتها وتبكي بحرقة " ياربي مايتم الزواج "
هذه الكلمة لازمتها شهراً كاملاً وهي لاتكل ولا تمل من الدعاء بها فهي مستنزفه ومرهقة وتريد أن ترتاح .
تعلم أن حياتها مع حاتم يغلبها المشاكل وربما العنف .
فبعينها حاتم كحمد رجل بلا قلب وبلا مشاعر .
سمعت طرقات على الباب ودخلت شقيقتها علياء : منوول حبيبتي قومي الليلة الحناء ولازم تستعدين وتصير نفسيتك زينة قبل لاتجي الحناية .
منال بصوت باكِ : ما أبي حناء ولا أبي الزواج كله .
وأردفت بصوت موجع - علياء تكفين أطلعي وسكري الباب .
إقتربت منها علياء وجلست على طرف السرير : مجنونة إنتي تبكين كل هالبكاء اللي خرب وجهك وزواجك باقي عليه يومين ؟
منال ياقلبي توكلي على الله وفوضي أمرك لله وماراح يصير إلا اللي يرضيك .
منال بين شهقاتها الؤلمة : ما أبيه ياعلياء والله ما أبيه خايفة على نفسي منه .
علياء بحنان وهي تمسح على شعر منال : تعوذي من الشيطان وقومي إخذي لك شور ينشطك مابقى شي وتجي الحناية .
جلست منال ومسحت دموعها وهي تقول : تعبت ياعلياء والسبب ذا الزواج جعل ربي يفكني منه قبل لايصير .
علياء شهقت بهلع : حرام عليك وش ذا الكلام ؟
منال بصوت مبحوح من البكاء والسهر وقلة الأكل : علياء دخيلك لاتزيدين الطين طينة اللي فيني مكفيني .
وذهب منال تستحم .
وعلياء مستغربة بشدة من حالة شقيقتها ( لا يكون فيها عين أو سحر ؟ الله يستر ) .
وبعد دقائق خرجت منال من دورة المياه .
ودخلت الحناية برفقة فاطمة .


********************

منزل خالد الصالح ~
جميلة جلست بجوار خالد وهي تقول : بكرة بروح لبيت أهلي زواج إختي بعد بكرة ولازم أجلس معاها .
خالد بحدة وهو يقف : لا ماتروحين .
جميلة نهضت وقالت بقهر : ليش ما أروح هذا حق من حقوقي عليك اللي غصب عنك تنفذها لي .
خالد بعصبية وهو يقترب منها : غصب عني أنفذها ها ؟
جميلة إبتعدت بخوف : ماقلت كذا بس يعني مالك حق تمنعني .
خالد إقترب منها أكثر وبين أسنانه : لي الحق كله...ولاتحديني أحلف إنك ماتروحين للزواج كله .
جميلة : ليش طيب ماتبيني أروح ؟
خالد بسخرية : لأني ماتحمل فراقك وأبيك دايم جنبي .
ثم أردف بجديه وصوته يعلو : لأنه روحتك كلها مالها داعي .
جميلة بإصرار : إلا لها داعي رايحة لأهلي موب رايحة لغرب...إنت ليش حقير كذا ؟
خالد بتحذير : ترا لك شهر من رجعتي لي وصاير لسانك كل يوم يطول أكثر يعني بتحديني على إسلوب ثاني ؟
جميلة بتحدي : أسلوبي بيخيس كل يوم أكثر من كذا وأعلى مابخيلك أركبه .
خالد : يعني معترفة إن إسلوبك خايس ؟
جميلة تشعر بإنها حمقاء وهي تتكلم معه هكذا ولكن هي لاتريد أن يثبت له ولو ربع من حبها له : خايس من الخياس اللي أنا عايشة فيه .
خالد بعصبية : إحترمي نفسك وعدلي ألفاظك والله لو أخذك من الشارع مايصير كلامك كذا .
جميلة بإستغراب كاذب : ليش أنا تكلمت على أحد أو الفاظي موب زينة ؟
خالد بإستهزاء : لا منزهه عن كل غلط إنتي...جميلة إنتي ماكنتي كذا وش غيرك ؟
جميلة زفرت بـ أوف : يعني ماتعرف وش اللي غيرني ؟ طيب حتى إنت متغير شايف نفسك ومتكبر على أيش ما أدري .
خالد : إنتي اللي شايفة نفسك موب أنا .
جميلة بغرور ظاهري : والله أنا لاشفت نفسي يحق لي لأني بنت السيف ومن طلعت على الدنيا وأنا بنت عز .
خالد بغرور مشابه لغرورها : وأنا بعد ولد الصالح ومنصبي بالدولة عالي ويحق لي الغرور .
جميلة فضلت الصمت وغض النظر عن ذلك الموضوع وهي تقول : طيب فستاني بتجيبه لي المصممة الحين لأنه ماجهز إلا اليوم ممكن تطلع من البيت الين تروح المصممة ؟
خالد : وكم تبين عشان الفستان ؟
نهضت جميلة : دفعت النص وباقي النص وعندي فلوس أدفعهم لها .
خالد بإعتراض : لا أنا اللي بأدفعهم وأنا المسؤول عنك وأدفع عنك .
جميلة ببرود وهي تكتف أيديها : أوكي عطني عشرين ألف إذا قدها .
خالد بصدمة وذهول : وش ذا يامجرمة فستان بـ 40 ألف ؟
حرام والله حرام ومايجوز تدفعين كل ذا الفلوس على فستان بتحطينه بالزبالة أول ماينتهي الزواج...أنا أول مرة أشوف إنسان يلعب بالفلوس كذا .
ضحكت جميلة بخفة : خلاص إذا كان ماتقدر لاتنفعل كذا أنا أدفع فلوسي بنفسي .
خالد بغضب : ماهمني الفلوس ومستعد أعطيك من الريال إلى المليار بس حرام فستان بأربعين ألف .
جميلة تريد أن تغيضه : الحمدلله مقتدرة وبزيادة أقدر أدفع الفلوس اللي أبي ليش أحرم نفسي من فستان بخاطري عشان الفلوس ؟
خالد : مو عشان كذا بس ليش فستان بأربعين ألف ؟
جميلة : لأن فيه ألماس ولأن قماشه مافيه مثله بالسعودية ولأن لونه نادر يعني كل ذا الشي دافع عشان أخذه بالسعر ذا .
خالد بتحذير : هذي أخر مرة تشرين فستان بذا القيمة لأنه حرام ولا أبي بيتي يدخله الحرام .
شعرت جميلة حقاً بأنها إرتكبت خطاء بل إرتكبت محرماً فهي لم تفعل كل ذلك إلا من أجل أن تثبت لخالد إنها فتاةٌ مترفة فهو منذ عودتها له وهو يُشعرها بأنه يمتلك الكثير من المال : أوكي أخر مرة أشري فستان كذا .


********************

صباح يوم الزواج .
منزل نايف السيف ~
في جناح حمد جلس على الكرسي وهو يتناول هاتفه المحمول ليتلقى إتصالاً من متعب : الوو .
متعب : هلا بك حمد...تعال الساعة ثمانية ونص لأن الزعيم بيصير موجود وبتصير المواجهة بينه وبين أخوه .
حمد بإبتسامة : أحلى يوم بعمري هو اليوم فيه زواج أخوي وخدعتي للزعيم .
متعب : هههههههههه متحمس للصدمة اللي بتصير...حمد جيب معاك أسلاحك ترا السلاح اللي هنا ما أقدر أطلعها قدام الزعيم .
حمد بثقة : أفا عليك سلاحي جاهزة ومخصصة لذا اليوم .
متعب بضحكة : هذا هو وصل الزعيم تعال بسرعة بنسوي له أحلى مفاجأة .
حمد بسعادة لا مثيل لها وليس كأنه ذاهب لأرتكاب أبشع الجرائم فقتل أخ أمام أخيه مؤلمة ومؤذية وربما تتسبب بوفاة الأخر .
ذهب إلى غرفته وأظهر سلاحه الثمين من الرف العلوي الذي لا أحد يتجرأ أن يفتحه سواء فاطمة أو غيرها .
جلس على السرير وهو ينظف السلاح ويرأ إن كان الرصاص كافِ أو غير كافي .
وسط إنغماسه بفحص سلاحه (رشاش-كلاشينكوف من الذهب) إنفتح الباب ودخلت فاطمة .
رفع حمد رأسه لها ونظر إليها بغضب : وش جابك ؟ مو قايلك لا تجين هنا ؟
فاطمة برعب من صوت حمد الغاضب ونظرته المخيفة : نسيت هنا فساتين البنات بأخذهم وأطلع .
وقف حمد بكل غضبه وصفع فاطمة : قلت لك لاتجين إلا بعد ماينتهي الزواج بس أنتي مو مرتاحة إلا بذا الطريقة .
فاطمة لم تؤلمها صفعة حمد جسدياً إنما مزقة قلبها وجعلت جراحه الخامدة تنزف بشدة وتتجدد الجروح .
هتفت بغضب : وش الغلط اللي إرتكبته عشان تضربني ؟
حمد بين أسنانه : الغلط اللي إرتكبتيه أنك خالفتي أوامري .
فاطمة ذهبت وأخذت فساتين بناتها وخرجت وهي نازلة إلى الأسفل رأت عمتها حصة قبلت رأسها : صبحك الله بالخير .
حصة بإبتسامة : صبحك الله بالنور والسرور...أم كادي ياقلبي إتصلي على أبوك وإسأليه إذا حاتم بالمجلس أو لا .
فاطمة شعرت بشيء غريب : ليش وينه حاتم ؟
حصه بخوف : مأدري يقول أبو حمد من طلعو من الصلاة مارجع للبيت بس ما أدري وين راح مايرد على جواله .
فاطمة تحاول أن تهديء عمتها الخائفة القلقة : أكيد إنه طالع يسوي له شغلة وبيرجع إن شاء الله ويمكن جواله صامت من طلع من الصلاة .
حصة لم تستطيع أن تصمد أكثر ذرفت دموعها وبصوت مخنوق : من الساعه أربعة إلى الساعه ثانية وهو ماخلص غرضه ؟
فاطمة أظهرت هاتفها وإتصلت بوالدها : صباح الخير...يبه حاتم عندك ؟...لا موب موجود وعمتي تقول مايرد على جواله...أوكي...مع السلامه .
فاطمة فعلاً شعرت بالقلق : أبوي يقول حاتم مهوب المجلس .
حصة بتوجس : الله يستر ويطمني على ولدي .
فاطمة همت بالخروج وهي تقول : تطمني ياعمتي إن شاء الله هو بخير وبيرجع .
وخرجت فاطمة وهي قلقه وصلت منزل والدها ودخلت ورأت والدتها تبكي في الصالة قبلت رأس والدتها : يمه وش فيك تبكين ؟
فاتن بصوت مخنوق : شايلة هم منال يافاطمة شوفي كيف حالها من البارح وهي تبكي مانامت إلا ببروفين هذا حال عروس ؟
فاطمة جلست بجوار والدتها وهي تضع كيس الفساتين بجوارها : يمه منال بمرحلة إنتقالية الحين لاتشتيلن همها .
وأردفت بخوف : يمكن ربي إستجاب دعائها حاتم مايدرون وينه من صلاة الفجر مارجع للبيت ولا هو بالمجلس .
شهقت فاتن : يعني وش فيه ؟
فاطمة : مأدري والله مافيه أحد يدري هو وينه ويتصلون عليه مايرد .
فاتن إرتعبت ليس لأنه من المحتمل أن تترمل إبنتها .
ولكن خافت من أجل عريس هذه الليلة وفقده سيكون مؤلم ولن ينسى حاتم .
فرحيله عن الدنيا بهذا اليوم يوم فرحه يقسي الوداع ويقسي الرحيل أكثر , سيكفن ببشت زواجه ويزف لقبره بدلاً من أن يزف لعروسته : الله يحفظه ولا يفجع أهله فيه...فاطمة إتصلي عليه يمكن يرد .
فاطمة وضعت هاتفها على إذنها تنتظر رد حاتم وتلهج بالدعاء بأن يرد وبعد دقائق أتاها ( لم يتم الرد ) نظرت إلى والدتها : يمه مايرد .
وقف فاطمة : بروح أقول لمنال .
وأردفت قهر وهي تشعر بأن مايحدث لحاتم الآن بسبب منال : يمكن تفرح .
وصعدت السلم ثم ذهبت إلى غرفة منال فتحت الباب ووجدت منال تقف بجوار نافذة غرفتها العملاقة : منال .
نظرت لها منال التي بدأت ملامحها تهدأ أصبحت لا تبكي ولا تتكلم : حاتم إختفى مايدرون وين راح ولا يرد على جواله .
شهقت منال بعنف : لا ياربي لا تاخذ روحه بمثل ذا اليوم...كيف بتتحمل عمتي فراق ولدها بمثل اليوم ذا .
فاطمة بعصبية : يعني مهتمة لعمتي وإنتي تدعين عليه ؟ إذا صار له شي إنتي السبب .
منال إنسكبت دموعها على خديها وقالت بصوت مخنوق وهي تشعر بخوف شديد : لا تحمليني ذنب ماهوب ذنبي وأنا ماكنت ادعي عليه من قلبي .
فاطمة لم تستطيع أن تقسو على منال فمنال سوف تتجرع مرارة فقد حاتم طوال عمرها فعروس بمثلها تبدأ ليلة زفافها بدموع دون توقف .
وبدلاً من أنها تستقبل التهاني سوف تستقبل العزاء .
وضعت منال كفيها على صدغينها وهي تجلس على الكرسي فقط يؤلمها عندما تتخيل أن حاتم غادر الحياة فكيف لو كان هذا الخبر أكيد .
شعرت بأن الحياه الآن أضيق من ثقب إبرة .
يضيق تنفسها عندما تشعر بأنها مع مضي الوقت سوف يطلق عليها الأرملة منال بدلاً من العروس منال .
( ياربي لاتفجنا فيه يارب لاتكون موتته بالطريقة هذي...اللهم لا إعتراض على حكمك ) .


********************

حيث مقر العصابة ~
عندما وصل حمد وأراد النزول من السيارة لفت إنتباهه جوال شقيقه حاتم ومحفظته وورقة فوقهما مكتوب عليها بخط الكمبيوتر ( مغفل وبتظل مغفل طول عمرك ترحم على أخوك حاتم )
شهق حمد بخوف ( مين النذل اللي سوا كذا ؟ ) .
نزل بسرعة ودخل بيت الشعر ورأى متعب والزعيم جالسا .
نظر إلى متعب وبهدوء ظاهري : متعب تعال شوي .
خرج متعب مع حمد وأخرج حمد الورقه من جيب ثوبه وفتحها : شوف وش مكتوب .
متعب صُعق : يعني مين هذا ؟
حمد : أنا جاي أسألك إذا هو الزعيم ولا لا .
متعب بخوف : اللي كاتب الكلام هذا يعرف عنكم كل شي والزعيم ما أظن إنه يعرف حاتم .
حمد : لا مايعرفه وأنا متأكد يمكن يعرفه بالأسم...وأكيد محد مسوي كذا إلا واحد يعرفنا زين أخذ محفظة حاتم وجواله .
متعب بإستغراب كاذب : جواله ومحفظته ؟ طيب حاتم وينه ؟
حمد عقد حاجبينه : ماشفته من أمس .
متعب : طيب لا تشيل هم صدقني بيتكم ما أحد يقدر يتعدا عليه وحاتم أكيد إنه بخير تعال خلص موضوع الزعيم وأخوه .
حمد اإبتسم : اليوم مزاجي رايق ولا يعكر صفوّ مزاجي أي شي حتى لو وفاة حاتم لأني بخدع الزعيم وبقتله .
ودخلا سوياً بيت الشعر ووقف حمد وهو ينظر للزعيم : اليوم بيطلع الأسير اللي هنا وبتشوف مين .
وأكمل بإستهزاء - يازعيم .
ضحك الزعيم بصخب فهو أيضاً ينتظر اللحظة التي يقتل بها حمد قريبه .
فهو على يقين أن من يشارف على الموت ويتنفس أخر أنفاس حياته هو حاتم .
فحمد والزعيم كلاً منهما ينتظر تلك اللحظة ومتحمس لرؤية الصدمة الكاسحة .
نظر حمد إلى متعب : جيب الأسير بنشوفه .
رفع متعب القطعه الحديده الضخمه التي تتوسط المجلس وإنفتح خلف هذه القطعه (قبو) به الحبيس الأسير .
اللذي عاش مرارة الحزن والوحدة في هذا المكان .
أخرجه متعب ورفع حمد نظره للأسير نحيل الجسم طويل القامة شعره يغطيء رقبته ووجهه مغطىء بالقماش الاسود كحال أي أسير هنا .
يداه النحيلتان مربوطتان خلف ظهره وفمه أيضاً مشمع ببلاستر سميك رغم وجود القماش على وجهه .
دفعه متعب وسقط الأسير على ركبتيه أمام حمد الواقف بثقة ويحمل رشاشته على كتفه والزعيم الجالس على كرسي ضخم بكبرياءه المعتاد .
تحدث حمد وهو يدور حول تلك الاسير الجالس بإنكسار وذل بينهم : وأخيراً جاء الوقت اللي أشوف فيه أغلى الحبايب أسيري اللي ماشفته ولا مرة الأسير اللي تمنيت إن موتته تصير قدام أخوه...قبل لا أقتلك بتتعذب وتتعذب كثير وقتلك ماراح يصير هين .
الاسير عقد حواجبه وهو يشعر بشجن وحنين رغم غرابة الموقف " صوت حمد والله أعرفه " .
أ حقاً هو الان بين يدي حمد ؟
أ حقاً هو الان يستمع لصوت حمد ؟
إذن من الأخر الذي يدعيه حمد بأنه أخيه ؟
حمد لكز الأسير برجله في منصف ظهره وسقط الأسير على وجهه وتألم بشدة فبنيته ضعيفة جداً لا يحتمل أي شي .
حمد أمسك بشعر الأسير وأجلسه مرة أخرى : متعب تعال أفتح لثمته بأشوف وجهه وهو يموت .
أتى متعب وهو يضحك بصخب : بتشوفه ياطويل العمر وبتتلذذ بتعذيبه .
وفتح متعب اللثام ونظر تلك الأسير إلى وجه حمد الواقف بهامته الطويلة أمامه .
صعق حمد شعر أن الارض تدور به بشده شعر أن كل خلية بجسمه تتوقف .
يشعر أن دمه لا يجري فهو لم يتوقع تلك المفاجأه التي وعدها به متعب .
لم يتفانا حمد وجه الرشاش للزعيم وأفرغه كله دون شعور لا يشعر الآن سوا بالخذلان والذل والقهر .



********************


منزل الجدة علياء ~
عندما علمت أن إبن إبنها عريس هذه الليلة لا وجود له وهي تشعر بأن قلبها سوف يخرج الآن من شدة التوتر .
سمعت رنين هاتفها وحملته بلهفة وهي تقول : هلا .
ولكن ذبلت فرحتها وهي تستمع إلى صوت شقيقتها الصغرى [ أم مساعد ] : هلا والله بأخيتي هلا بأم مشعل .
الجدة علياء : ياهلا بتس وشلونتس بشريني منتس ؟
أم مساعد : الحمدلله بخير وجايتكم الليلة إن شاء الله على عرس حاتم .
شعرت الجده علياء أن روحها تضيق وتضيق وصوتها إختنق بشدة فتلك العريس ربما سيقام عزاه الليلة بدلاً من زفافه : حياتس الله .
أم مساعد بخوف : أم مشعل وش فيتس تبتسين ؟
الجدة علياء بلعت ريقها ثم قالت : حاتم يأم مساعد مختفي من الصبح إلى الحين ما أحد يدري وينه .
أم مساعد ضحكت : الله يهديتس ماقال لكم حاتم إنه جايني بالقصيم ياخذني ؟ الحين أنا معاه جايين لكم .
الجده علياء شعرت بأن ماء بارد إنسكب عليها شعرت أن روحها تعود لها لذا هتفت بإستفسار : حاتم جايبتس ؟
أم مساعد : أخذي كلمي حاتم .
الجدة علياء بلهفة : وش فيك ماترد على جوالك خوفتنا عليك .
حاتم بإبتسامة : والله إنسرقو جوالي ومحفظتي .
الجدة علياء : محفظتك فيها كل شي مهم كيف تنسرق وهي بجيبك ؟
حاتم : والله ما أدري وشلون فقدتهم من طلعت من الرياض أدور عليهم مالقيتهم .
الجدة علياء بسعادة حقيقة : أهم شي سلامتك المحفظة واللي فيها تطلع لهم بدل فاقد...وكيف تروح للقصيم حتى ماتقول لأمك وابوك ؟
حاتم بضحكة : بسوي مفاجأة لكم بس إختك ماتعرف المفاجأت إتصلت عليك أول مامشينا .
الجدة علياء : حياها الله...ليش يأبوي معني نفسك للقصيم وأنت عريس المفروض أرسلت أحد عيال عمك .
حاتم : والله من كبر قدر جدتي شريفه عندي محد يجيبها لزواجي إلا أنا .
الجدة علياء : الله يكبر قدرك ياولدي ويوفقك ويحنن قلب منال عليك .
حاتم يعرف جيداً أن منال لا ترغب به ولكن لا يعرف ماهو السبب .
لذا هتف : الله يتقبل منك .
الجدة علياء : إتصل على أمك وطمنها عليك من اليوم ماجفت دمعتها .
حاتم شعر بخناجر تنغرس بقلبه : أمي تبكي علي ؟
الجدة علياء : الله يلوم اللي يلومها...من صلاة الفجر إلى الساعة تسعة مالك لا حس ولا خبر كان خبرتها قبل لاتطلع من عندها .
حاتم : الحين أتصل عليها وأطمنها...مع السلامة .
أنزلت الجدة هاتفها وجميلة تقول بلهفه : حاتم وين كان ؟
الجده علياء : رايح(ن) يجيب إختي شريفه من القصيم ويقول محفظته وجواله إنسرقن مايقدر يكلمنا ولا يقدر يشري له جوال .
جميلة إرتاحت وهدأت ملامحها العبوسة : الحمدلله...أهم شي سلامته .



********************


" قطو بسبع أرواح أدري إنه ماراح يموت "
كانت هذه الكلمات التي تتأجج بداخل منال منذ أن أخبرتها شقيقتها علياء التي تريد أن تريحها .
أستغربت علياء عبوس منال وعقدة حاجبيها : منول موب فرحانة ؟
منال ضحكت بألم : أفرح عشان أيش ؟ أدري إنه ماراح يصير له شي ومهوب بزر عشان أقلق عليه .
علياء : أنا أستغرب وحدة بكل ذا البرود...يله إلبسي عبايتك الحين بنروح للقاعة .
منال عادت لها ضيقتها التي تكتم على روحها حتى تشعر إنها سوف تنفجر ببكاء ليس له نهاية .
إقتربت من عبائتها وإرتدتها وهي تقول : الساعه 11 ونص بدري .
علياء بعصبية : أي بدري ؟ إحنا متأخرين على الأقل نوصل قبل صلاة الظهر .
منال سارت إلى الأسفل وهي تحاول أن تختلي بنفسها بعيداً عن شقيقاتها ووالدتها لتسكب دموعها وتنهي طاقة الدموع قبل أوان الزفة .
خرجت برفقة علياء أما فاطمة ووالدتها سوف يلتحقن بهن بعد صلاة العصر .
ركبت منال في السياره برفقة أخيها سُعود الذي منذ أن رأها رحب بها بحرارة متحاشي ذكر (عروس) لكي لايحرجها .
علياء بإبتسامة : فديتك سعود مكلف على نفسك .
سعود بمودة : خدمتكم ياخواتي مافيها كلافة هي واجب علي ويوم مثل هذا لازم أصير أنا اللي جنب منال .
منال لأول مرة لا تنفعل من ذكرى زواجها : جعلني أخدمك بزواجك .
ضحك سعود بخفوت : عاد زواجي كله أبيه من تنظيمكم .
علياء : من عيوني زواج أغلى إثنين عندي لازم نطلعه بأحلى صورة .
ودارت الاحاديث الودية بين الأخوه الثلاثة حتى وصلو باحة فندق (الريتز كارلتون) .
شعرت منال بسكاكين أسفل بطنها لاتريد النزول لاتريد أن تذهب بأقدامها إلى الموت .
متى سيفقهون قولها هي لا تريد الزواج ولا تريد حاتم .
إستيقضت من غيبوبة خوفها بصوت أخيها سعود : منال أنزلي وصلنا .
منال بصوت باكي : مأبي الزواج هذا كله .
نزل سعود وفتح الباب الخلفي وأنزل منال برفق : منال بتفضحينا بخلق الله ؟
منال لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك إعتلى صوت نحيبها : خايفة منه والله خايفة .
سعود سحبها لحضنه أختفت منال النحيله بصدر أخيها العريض : والله ماراح يسوي لك شي وثقي إن أخوك بخدمتك متى ماتبين .
منال أمسكت بثوب سعود وهي تقول برجاء : تكفى سعود ما أبي حاتم والله مأبيه .
سعود بعتاب حاني : وتو تتكلمين ؟ مستحيل نقدر نسوي شي .
منال بين شهقاتها الموجعة : والله ماكنت أبيه وكنت أقول لأمي من زمان مأبي حاتم وتقولي لو تكلمت بالموضوع هذا راح تزعل علي .
سعود وضع يده على كتفيها وهو يشدها له ويمشي بجوارها خلف علياء إلى داخل الفندق حيث جناح العروس .
صعدا سوياً عبر المصعد الكهربائي وماهي إلا دقائق حتى وصلو جناح منال .
أجلسها سعود على الكنب المريح في الصالة الفخمة : أم عبدالعزيز فديتك جيبي لها عصير يروقها شوي .
منال إحتضنت وجهها بين كفيها وهي تحاول أن تكبت هذه الدموع .
فهي على يقين أن كل هذا قليل فالليلة سوف تستنزف طاقتها بالبكاء .
أتت علياء تحمل العصير بالكأس وضعته على الطاولة : منال يله أشربي العصير وروقي وقومي صلي لك ركعتين وأدعي ربي ييسر لك .
سعود بقلق : لا تعذبين نفسك بالبكاء والسالفة كلها ماتستاهل كل ذا الدموع إذا حاتم سوا لك شي كلنا وراك .
منال بصوت مبحوح من أثر البكاء : وليش مو كلكم وراء فاطمة وحمد ماخلى عظمة بجسمها سليمة .
سعود : فاطمة محترمة العشرة اللي بينهم حتى لو إنها إشتكته على كثير بس هي ماتقدر تترك بيتها .
منال رشفت من العصير وسندت بظهرها على الكنبة وهي تقول : تعبتكم معاي...وعلياء تاركة عيالها...إتصلو على أمي وأنتم روحو أرتاحو .
لم تقل هكذا إلا لأنها تريد أن تبكي حتى تشعر أنها ستواجه حاتم بكامل قوتها .
وقف سعود وهو يقول : عمي نايف مسوي غداء وأنا لازم أصير هناك...علياء بتروحين معاي ؟
علياء وهي تجلس بجوار منال : لا ياقلبي عيالي عند ملك وأنا لازم أجلس مع منال .
خرج سعود وبقيتا علياء ومنال .
وقفت منال وذهبت إلى غرفة النوم التي ستجمعها الليله في حاتم سوف يجلس معها في هذا المكان .
خلعت عباءتها وأسدلت شعرها المبلول إستعداداً لرحلة المكياج والتسريحة .
ربما المساحيق سوف تمحي حزن منال وذبولها فهي تريد أن تكثف المكياج من أجل إزالة الذبول .
نظرت منال إلى نفسها من خلال المرأة الكبيرة المثبتة على الجدار محددة بالأطار الذهبي .
أبتدأت من شعرها الأسود الذي يصل أسفل ظهرها جبينها الأبيض الناصع حاجبيها المصبوغان بالسواد .
عيناها الفاتنتان فهي تمتلك أجمل عينان بفتيات العائلة .
أنفها الشامخ خديها البارزان قليلآ فكيها النحيلان شفتيها الورديتان الصغيرتان .
نحولها الذي ميزها عن غيرها فوزنها بحدود التسعة والأربعين .
دخلت شقيقتها علياء وبجوارها أخصائية البشرة وأخرى للشعر .


********************


منزل نايف السيف ~
صعدا حاتم ووالدته بسرعة إلى غرفة ديمة التي تصرخ بقوة وبعنف .
فتح حاتم الباب ورأى ديمة تضع يديها على رقبتها وتصرخ برعب .
إقترب منها وهو يسمي عليها ويقرأ عليها أيات السكينة .
وهي لم تزال تصرخ فقط بكلمة : بيقتلونه .
حصة معتصمة خلف حاتم وتبكي بشدة .
دخل حمد وإقترب من ديمة ولأول مرة يفعلها جلس بجوارها وإحتضنها وهي يسمي عليها : ديمة فديتك خوفتينا...وش فيك ؟
ديمة لم يثير إستغرابها وجود حمد بغرفتها وأنها الآن تبكي على صدره : حمد بيقتلون جارح .
حمد مسح على شعرها برفق : الحين جارح مات ولا بعد مامات ؟
ديمة بين شهقاتها : لا لا مامات بس هو فيه شي .
شهقت حصه بعنف : تصدق خبال أختك ياحمد ؟
حمد أبتسم لوالدته وأيضاً لم يفعلها منذ زمن : فديتك أجاريها .
حاتم إستغرب من حمد وأثار إستغرابه تغير حمد حتى بطريقة كلامه : عن أذنكم أنا بروح للرجال بيغرفون الغداء عيب مانصير موجودين هناك .
وخرج من عندهم .
وحمد ظل مكانه جالس على السرير ومحتضن ديمة ويحاول أن يهدئها .
حتى أن هدأت وكان ختام دموعها وبكاءها وألمها إبتسامة غابت طويلاً وطويلاً : خلاص جارح الحين إرتاح...جارح تو إرتاح .
إنسكبت دموع حصة فهي تشعر بحرقة تحرق جوفها وتنهش قلبها خرجت من الغرفة .
( ياربي ترحمه...أكيد إنه كان يتعذب طول هالفترة وإن شاء الله إنه إرتاح من ذا العذاب ) .
نزلت إلى الاسفل ودخلت المجلس والتفت بجلال الصلاة وبدأت صلاتها بخشوع وهي تدعي لأبناءها واحداً تلو الاخر .
فكل واحداً منهم يعاني وكل واحد منهم له همٌ ثقيل .
حمد عصيانه وإبتعاده عن عائلته وعقوقه لوالديه .
حاتم نفور زوجته منه وتعلقه بها .
جارح الراحل عن الدنيا النائم بسكينة تحت الثراء تدعو له فقط بالجنه .
ديمة الفتاة الذابلة التي غادرت الدنيا قبل وفاتها أصبحت الآن عائشه فقط للألم .



********************

الريتز كارلتون ـــ الساعه الثانيه عشر ونصف بعد منصف الليل .
دخلت ديمة المتأنقة في فستان فضي لامع يناسبها فهي ذهبت إلى القاعة ولم تستطيع الجلوس أكثر من ساعة فعادت إلى منال .
منال إبتسمت لديمة : الفرح اليوم والله بقومتك بالسلامة موب فالزواج .
ديمة جلست أمام منال وتناولت كأس العصير وشربته وأنزلت الكأس فارغ وهي تقول بضحكات سعادة : اليوم ماخليت شي ماكليته سعادتي خلتني أقاوم الغثيان وأكل بس الحمدلله أحس إن طاقتي توب الحين يعني أقدر أرقص .
جميلة التي بالتو دخلت وهي ممسكه بيد هتان : ماشاء الله عليك ياديمة وش اللي غيرك ؟
ديمة بسعاده : اليوم جارح إنتهى من العذاب اللي هو عايش فيه وزواج حاتم زاد الفرح فرحتين .
جميلة تغاضت عن أول الكلمات : جعل فرحك دايم يارب .
ديمة : إن شاء الله إنه دايم وبرجعة جارح والله ما أتوقع فيه أحد بيصير أسعد مني .
جميلة تحاول أن تبعد ديمة عن تلك السيرة فلا يجوز لها أن تنكر وفاة أخيها .
وضعت جميلة إصبعيها السبابة وإلابهام تحت ذقن صغيرها هتان وأدارت وجهه إلى ديمة : وش رايك بالمزيون ذا شكلك ماشفتيه من كبر .
إبتسمت ديمة وهي تقول : قمر وربي وتراه محجوز لي .
ضحكت جميلة : إن شاء الله يتزوج وحدة من بناتك .
ديمة : ههههههههههه لاتحطميني ترا بيني وبينه 19 سنة بس .
منال التي تحاول أن تبعد الضيق والكتمة عنها : نفس الفرق بين جدي وجدتي .
ديمة : يالظالمة لا تصغرين جدتي ترا اللي بينهم 9 سنوات موب 19 .
جميلة بضحكة : ربكت الزفة بدأ مفعولها أشوفها قامت تلخبط كثير .
دخلت فاطمة التي أتعبها فستانها وأتعبها التنقل من جناح العروس حتى قاعة الإحتفال .
جلست بجوار ديمة وهي تقول : سلام عليكم...منال حاتم بيدخل .

إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-14, 10:43 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساكم سعادة لا تفارقكم بإذن الله .
ياهلا والله بكل من علق وكل من قرأ الرواية .
رهوفآ .. والله أنبسطت لاشفت ردودك .
رنودتي .. فقدتك في البارتين اللي راحو..ردودك تسعدني .
afnan20 .. ياهلا وغلا أسعدني ردك توقعاتك دايم محلها ماشاءالله .

الله لايحرمني منكم وجعل الفردوس الأعلى منزلكم .



أستغرالله وأتوب إليه .



الجزء الثاني عشر / مابعد مر الرحيل إلا انكسار .







دخلت فاطمة التي أتعبها فستانها وأتعبها التنقل من جناح العروس حتى قاعة الإحتفال .
جلست بجوار ديمة وهي تقول : سلام عليكم...منال حاتم بيدخل .
شهقت منال بعنف : الحين ؟
ثم أردفت وشفتيها ترتجف : وين أمي ؟
دخلت فاتن وبجوارها حصة والجدة علياء وخلفهم علياء وملك .
أتت الجدة إلى منال وإحتضنتها : ألف مبروك ياقلبي .
منال لم تستطيع الرد على جدتها فهي إن ردت على جدتها سوف تبكي .
فالصمت يجعلها بعيدة عن البكاء متشبثة بخيوط التحمل الرقيقة التي ستتقطع عن عندما تنطق منال .
أتت حصة فسلمت على منال وباركت لها ومن ثم ملك وعلياء .
وأتى دور فاتن الأم السعيدة التي تحمل أطياف الحزن .
إحتضنت منال وهي تحاول أن تتماسك ولا تبكي أمام العروس الباكية .
فاتن بصوت مخنوق : إنتبهي على نفسك وحصني نفسك حاتم الحين بيدخل .


********************

قاعة الرجال ~
سعود جالس بجوار والده الذي همّ للنهوض للدخول مع حاتم عندما يدخل إلى زوجته .
خرجو الرجال ( حاتم - نايف - مشعل - سعود - عبدالعزيز ) .
عندما وصلو دخلو كبار آل السيف بهيبتهم وحضورهم الرجولي .
بينما إستوقف حاتم صوت سعود : حاتم .
إلتفت له العريس المُتأنق بثوب أبيض وغترة بيضاء وبشت أسود : هلا .
سعود : لا أوصيك على منال...أختي ماتنضام وهي ببيتك .
حاتم بثقه : والله ماتنضام وهي على ذمتي وأوعدك وعد رجال .
سعود : كفو وإنت قد ثقتي فيك وأظن إنه مايخفاك إن منال تظن إنك مثل حمد وأتمنى الشي هذا مايسبب حزازيات بينكم .
حاتم بإبتسامه : أفا عليك ياولد عمي منال والله أغلى من النظر اللي أشوف فيه .
سعود بإبتسامه : جعلني أسمعها تقول حاتم أغلى من عيوني...أدخل خلصو من السلام عليها .
ودخلو سعود وحاتم وسعود يبتسم لشقيقته الواقفة بجوار والدها واضعة على أكتافها جلال يغطي الاجزاء الظاهره من جسدها ففستانها عاري .
تقدم لها سعود وعانقها وهو يهمس لها بكلمات تجعلها تشعر بأنهم كلهم حولها فلا داعي للخوف .
منال إبتسمت لسعود وعندما نظرت لحاتم الواقف بهامته الطويله كبقية آل السيف المشهورين بالقامة الطويلة .
أمسكت بذراع سعود بشدة وهمست : لا تخليني بروحي .
سعود إبتسم : الله يهديك وش اللي ما أخليك الحين بنطلع وتبقين مع حاتم وأوعدك ماراح يسوي لك شي .
خرجا سعود وفاتن وفاطمة اللتان كانتا واقفات بعيداً عن الرجال .
عندما خرجو كل الموجودون واصبح ضجيج المكان سكون أموات وحاتم يشعر بأنه أجمل لحظات عمره .
إقترب منها حاتم وهو يبتسم لها أمسك يديها وقبلها .
سحبت يديها بسرعة ونظرت له وهي تقول بوجه محتقن وصوت مخنوق : لا تقرب مني ؟
حاتم خلع بشته وشماغه وهو يقول : إنتي مغصوبة على الزواج ؟
أ هذا حديث زوجين في ليلة عمرهم في أول لقاء بينهم ؟
هي تخاف منه بشدة , وهو يخاف من نفورها أن يكون خلفه مصيبة .
همست بقهر : إيه مغصوبة عليك .
حاتم بثقة : ما أظن عمي يسويها ويغصبك علي...أنتي على علاقة مع أحد ؟
شعرت منال بأن الأضواء إنخطفت من أمامها وكل ماترأ سواد وقهر وغصب .
شعرت أن قلبها يتمزق , كيف أن يتهمها ذلك الأتهام ؟ بأي حق يطعن شرفها هكذا ؟
أي زوج يقول لزوجته هكذا نعم إنه أخ حمد فسوف يكون بحقارة حمد وأكثر .
تسارعت أنفاسها فكبتها لدموعها سوف يعلن قربه .
قالت والرجفة تسري بكل خلية من جسدها : إيه على علاقة مع واحد .
شد حاتم على قبضة يده فقط من أجل أن لايقسو عليها فهي قطعة من حواء القسوة عليها أشبه بالمذلة للرجل : إنقعلي من قدامي قبل أدفنك حية .


********************

منزل نايف السيف ~
حمد يجلس على سريره يشعر بأن قهره أكبر من الجبال .
كيف يُخدع هكذا وهو ظن أنهم هم المخدوعون .
.
.
قبل 16 ساعه من الآن .
وفتح متعب اللثام ونظر تلك الأسير إلى وجه حمد الواقف بهامته الطويلة أمامه .
صعق حمد شعر أن الارض تدور به بشدة شعر أن كل خلية بجسمة تتوقف .
يشعر أن دمه لايجري فهو لم يتوقع تلك المفاجأة التي وعدها به متعب .
لم يتفانا حمد وجه الرشاش للزعيم وأفرغه كله دون شعور لا يشعر الآن إلا بالخذلان والذل والقهر .
بعد أن أفرغ الرصاص بالزعيم الذي أصبح قطع دم حمراء وجه السلاح بإتجاه متعب وضغط على الزناد بكل قهره .
ولكن لم تخرج الرصاصة التي كانت كفيلة بإطفاء قهره .
فحمد إستنفذ كل الرصاص على الزعيم .
ضحك متعب بصخب : هههههههههههههههههههههههه مافيه رصاص .
وبسرعة فائقة أصبح حمد وحيداً بالبيت الشعر وخلفه الجثة الحمراء (الزعيم) .
فقط يتذكر عيني جارح عندما رفع عينيه لينظر أخيه .
لم ينظر حمد إلا لعيني جارح كاد أن يقتل أخيه فقط من أجل ناس أجناس دمرو حياته .
" كيف يخرج الأموات من قبورهم قبل البعث كيف ؟
هل أنتي محقة ياديمة جارح لم يمتْ ؟
هل أنتي محقة يا أختاه أن أخيكِ يتعذب كل هذه الفترة ونحن نقول إنه مات ؟
هل أنتي تشعرين ياصغيرتي بوجود جارح ونحن أموات من حولكم ؟
لِماذا لم أستمع إلى حديثها يوماً لكي أخذ منها تفاصيل جارح القاسية "
خرج حمد من بيت الشعر وذهب لسيارته وركب بها وإنطلق إلى مدينة الرياض وهو يشعر أن ليس لديه رغبة بالحياة .
فهو ضيع أخيه بين يديه متعب أخفى جارح .
صدمة حمد كاسحة مميتة جعلته لايشعر بمن حوله ظل قرابة النصف ساعه لا يشعر بشي سواء أعين جارح .
لم يطيل النظر في أعين جارح إنما ثواني فقط .
أخرج هاتفه وهو يتصل بمتعب ولكن يأتيه الرد (الهاتف المطلوب مغلق)
ضرب طارة السياره بقوة وقهر , الآن يشعر بأن هذه الحياة عبء عليه ولا يستطيع أن يعيش بها .
.
.
خرجت فاطمة من دورة المياه وهي ترتدي بيجامه جلست جوار حمد بعد ما قال لها أن تجلس بجواره .
حمد بألم : فاطمة أنا قسيت عليك كثير وعذبتك كثير وأدري إنك ماراح تسامحيني بس أنا أطلب منك تغفري لي لو شوي من ذنبي...تغيرت أنا والله تغيرت وبأصير إن شاء الله أحسن من ماتتمنين بس لا تحقدين علي .
فاطمة إنسكبت دموعها : حمد وش فيك تتكلم كذا ؟ أنا وربي ماكرهتك صح إني بعض الأحيان أدعي عليك بس مو من قلبي ولا مرة كرهتك .
حمد إزداد ألمه فهو لا يجيد البوح فمنذ إحدى عشر سنه لم يتحدث هكذا : تقدرين تسامحيني ؟
فاطمة إزداد بكاءها : مسامحتك وربي مسامحتك .
حمد إحتضنها وهو يقول : أحس إنك مستحيل تتقبليني بعد اللي سويته فيك...بس والله غصب عني .
فاطمة : والله متقبلتك من قبل كيف ما أتقبلك الحين ؟ حمد اسألك بالله وش صار لك ؟
حمد لا يستطيع الإجابة على جوابها لذا قال : كل اللي صار لي رجعت لربي...تخيلي فاطمة من 10 سنوات هذي أول مرة أصلي فيها العصر .
فاطمة مسحت دمعتيها وهي تقول : الله يثبتك...روح بشر عمتي خلِ فرحتها تصير فرحتين هي دايم تدعي لك .
حمد نهض وهو يقول : غيري ملابسك وتعالي معاي أكيد أمي مو نايمة قبل صلاة الفجر الساعة الحين وحدة وهي من زمان ماسهرت .
فاطمة بإبتسامة : خلاص أنتظرني أغير ملابسي .


*********************

منزل خالد الصالح ~
عادت جميلة من الزواج مع خالد ونزلا سويا .
هو ذهب إلى أهله وهي صعدت إلى جناحها .
دخلت وخلعت عباءتها ووضعتها على الشماعة .
أرادت أن تبدل فستانها المثير , اسود لامع ضيق يوضح مفاصل جسدها مرصع من الصدر بالألماس الناعم .
ومن الخلف فتحة كبيرة إلى ركبتها محددة أطرافها بالالماس .
دخل خالد فهذا ماتخشاه فهو قال لها أن لاتلبس هكذا أمام الناس .
هي لم تهتم لدخوله ظاهرياً فقط ذهبت إلى المرأة وجلست بهدوء وهي تخرج المناديل المخصصه لإزالة المساحيق .
ومن الداخل تشعر أنها سوف تذوب خجلاً وخوفاً .
خالد ظل واقف عند الباب ينظر إليها ربما شوق ولهفه أو غضب .
إقترب منها حتى أصبح رأسها ملتصق ببطنه إنحنى إلى إذنها وهمس : اللبس هذا ماتلبسنه إلا قدامي .
جميلة إرتجفت خلاياها نبرة خالد العاشقة هاهي تسمتمع إليها الآن فمنذ عودتها له لم تسمعه يتحدث معها سواء بالخيلاء والغرور .
طبع قبله على رأسها : لو قلت لك يأم هتان الليلة بنصفي كل اللي بيننا ونعيش حياة مثل باقي الخلق بترفضين ؟
جميلة إرتجف قلبها همست بخفوت وبذات إسلوب خالد : ولو قلت لك يأبو هتان الليلة هذي بالذات أنا تعبانة ومالي خلق أكلم أحد بتزعل ؟
خالد أمسك بيدها وقلبها : أكيد ماراح أزعل لأن الليالي أطول من عمر أهلها وإذا ماتراضينا اليوم نرضى بعده .
جميلة وقفت وهي تحاول أن تبعد نفسها عن خالد الذي سوف يضغط عليها حتى تعترف له بأن قلبها له وحده ولكن الحقد والغضب أكبر من حبها له.
دخلت دورة المياه وهي فقط تريد الهروب .
خرجت جميلة من غرفة تبديل الملابس وهي ترتدي قميص فوشي طويل بأكمام قصيرة .
ذهبت إلى السرير وإستلقت في مكانها .
وهي لم تنطق بحرف لذا تكلم خالد : بتنامين وشعرك بعده ماجف ؟
جميلة نهضت وهي تقول : مالي خلق أجفف شعري بأجلس هنا الين يجف .
خالد إبتسم لها : خلاص دامك بتجلسين كذا بدون فايدة...خليني أستفيد وأقولك كل الظروف اللي صارت لي بالثلاث سنوات الماضية ويمكن تتغير صورتي اللي ببالك .
قالت جميلة وهي تلمّ شعرها بين يديها وتضعه على جنب : ماصارت لك ظروف تحدك ماتسلم على ولدك .
خالد : إلا صارت لي...أنا من طلقتك إختبرت هنا التوفل والتحقت ببعثة لمدة سنتين بشهادة عالية وتخصص حلو .
جميلة بسخرية : إيه الدراسة والاختبارات أهم من العيال .
ضحك خالد بخفوت : أنتي ليش زعلانة لأني ماجيتكم...لايكون عذبك الشوق وأنتي تنتظريني ؟
جميلة عقدت حاجبيها بغضب : أشتاق للموت قبل ما أشتاق لك .
خالد بإبتسامة : وانا أتحداك إذا الكلام هذا من قلبك...تدرين جميلة أنتي مفضوحة عندي أعرف كل اللي يدور ببالك لأنك لما تتكلمين ماتحطين عينك بعيني وأنا أتحداك تحطين عينك بعيني وتقولين لي إنك ماتحبيني .
جميلة لم ترد عليه فكل ماقاله صحيح ولا تستطيع إنكاره هي تريد خالد وتحبه ولكن في ذات الوقت غاضبة منه فغضبها تفوق على حبها .


********************

منزل سلطان آل سيف ~
لطيفة جالسة في الصالة بإنتظار صلاة الفجر .
رن هاتفها وردت بلهفة : هلا عامر وينك يأبوي ؟
عامر بإبتسامة : يمه إسمحي لي ماقلت لك إني رايح مع خالي سعد لحايل .
شهقت لطيفة : رايح لحايل بذا الوقت ؟ ليش ؟
عامر : تعرفين يمه الحين موسم أمطار وإحنا بنروح للقنص إسبوعين وإحنا راجعين .
لطيفة : ووراه سعد ماجاء يسلم علي مهيب عادة أبو محمد يدخل الرياض ويطلع ماسلم علي .
عامر لم تكن هذه النقطة في باله ابداً لذا جاوب بإرتباك : هاا خالي ؟ إيه هو جاء وأنتي بالزواج وماقدر يسلم عليك .
لطيفة شعرت بأن إبنها يخبي عليها خبراً ما : عامر وينك أنت مو مع سعد .
عامر إبتلع ريقه ثم قال : يمه أنا الحين بالطريق مع خالي .
لطيفة بمكر : طيب أبي أكلم سعد .
عامر شعر بأن والدته تعلم أين هو الآن : يمه هو يسوق ماتقدرين تكلمينه الحين إحنا بندور مسجد نصلي فيه الفجر وأوعدك يكلمك أول مانخلص من الصلاة .
لطيفة رغم عنها صدقت كلامه : الله يحفظكم .
عامر : مع السلامة ولا تقلقين علي والله إني بخير .
لطيفة إبتسمت فأبنها يعلم ماتشعرُ به حتى وإن كان بعيداً عنها : جعلك دايم بخير...مع السلامة حبيبي .
ذهبت ذاكرة لطيفة إلى زمنٌ بعيد .
.
.
قبل أربعة وعشرون سنة عندما كانت حاملٌ بالشهر الثامن أتاها عمها أب زوجها وأخ أبيها عمها إبراهيم .
وبعد السلام شعرت أن هناك شيء غريب فعمها من النادر أن يأتي إلى بيتها .
إبراهيم بتوتر : تعالي يالطيفة لبيتي .
لطيفة بخوف : فيه شي ياعمي ؟
إبراهيم قلق على إبنة أخيه و ( أرملة إبنه ) : مافيه إلا كل خير تعالي لبيتي .
مشت بجانب عمها وهي تشعر بقلق فأعين عمها دامعة , نعم هيَ رأت لمعان دمعة إبراهيم السيف .
الدمعة الثمينة التي لاتنزل سواء لموتة غالي " الله يستر لا يكون سلطان فيه شي "
وعندما وصلو البيت ورأت عمتُها علياء تبكي وبجوارها فاتِن متسربلات بالسواد لايظهر منهنْ سواء وجوههن وكفوفهن .
علمت يقيناً أن هناك مُصيبة وهي وفاة أحد سواء كان زوجها سِلطان أو احدّ أبناء عمها .
لم تستطيع الوقوف لأكثر من ذلك فقدميها ماعادتا تحملانها جلست على الكرسي ونظرت إلى عمها تريد منه الرد .
تريد منه أن يطمئنها قال عمها وهو يحاول أن يتماسك من داخله فخارجه صامد ساكن وملامحه صارمة لا تنبئ أنه متمزق من وفاة إبنه الغالي .
قال بصوته المهزوز : سلطان عطاك عمره .
صرخت بهلع وخوف ولوعة : س..سلطان..م..ات ؟..متى ؟
إبراهيم إقترب منها وهو يوقفها ويحتضنها على صدره : لا حول ولا قوة إلا بالله...صلي على النبي وهذي سنة الحياة .
عندما إبتعدت عن عمها وضعت يدها أسفل ظهرها وصرخت بوجع وألم وحزن على فقد زوجها : آآآه .
وماهي إلا ثمان ساعات وإبتسمت لها الحياة مرة أخرى فهي فقدت سلطان قبل ساعات والآن تعود لها روح سلطان بطفل سلطان .
أنطفى نصف سعير الفقد بفرحة المولود الصغير .
خرجت من المستشفى إلى منزل عمها إبراهيم وإنتهت رحلة النفاس بتلك البيت وبين جدرانه .
وإنتقلت برفقة صغيرها الذي أطلقت عليه أسم ( عامر ) إلى منزلها دخلت منزلها وهو متغير .
غير البيت الذي خرجت منه قبل شهرين , تغير بكل شيء حتى أرضية البيت متغيرة .
والفناء الكبير أصبح حديقة غناء .
عندما دخلت بجوار عمها : عمي أنا بروح لأهلي بالقصيم...أنتظر أخوي علي يجي ياخذني .
إبراهيم : مالك لوا...بيتك مالك طلعة منه والبيت هذا سجلته بأسمك وحلال سلطان كله لك وأنا أبي ولد ولدي يتربى حولي .
لطيفه فرّت من عينها دمعةٌ خائنة : بس أنا أبقى بروحي هنا...
قاطعها إبراهيم : كلنا حولك وبيت عبدالعزيز بجنبك وإنتي بين أهلك .
لطيفة شعرت أن إهتمام عمها وأبناء عمها بصغيرهم عامر موجع فهم كل يوم يأتون لرؤيته وهو صغير فيكف سيكون الحال عندما يكبر ؟
هل سيهتمون به ولا يشعرونه باليتم ؟
هل عمومته إنصب حبهم لأخيهم بإبنه الصغير ؟
ومضت السنين وأصبح صغيرها رجُلاً تقاسم تربيته جده وعمه نايف .
ووالدته لها كل النصيب من التربية ولكن الأبن يحتاج لتربية رجل لكي يكون رجل بمعنى الكلمة .
فعامر منذ صغره وهو مع جده في المجلس ويذهب إلى مجالس الرجال .
وعندما كبر وبلغ الرشد يذهب مع جده إلى الشركة والسفر .
والآن عامر شابٌ متربي على أيدي رجال لهم صيتهم بين الناس .
فمن هو الذي لايعرف عائلة السيف فتلك العائلة لم تشتهر بالترف والثراء فقط إنما اشتهرت بالمراجل والحمية والشجاعة .
فقبل كل هذا يعود الصيت إلى الجد (سيف) الذي كان له صيته وشجاعته .
فتوارث ابناءه كل هذي الصفات وحتى أصبح عامر شبيه بهم .
.
.
أبتسمت لطيفة بحنين " الله يرحمك ياسلطان كنت تبني على ولدك أمال وأمال وإنت مابعد شفته بس الحمدلله طلع ولدك مثل ماتتمنى بفضل عمي إبراهيم وعياله اللي ماحسسو ولد أخوهم إنه يتيم...وخاله سعد اللي أكبر منه بـ 6 سنوات أخذه وكأنه صديقه "


********************

العرسان ~
حاتم يجلس في الصاله غاضب وغاضب جداً يشعر أن كل أحاسيس الحب التي كان يحملها لتلك المنال تحولت فوراً إلى أحساس قهر وإنتقام وكره
" لِماذا تفعلي بي هكذا يا إبنة عمي وأن كنتي على علاقة مع شخص أخر لماذا توافقي على خطوبتي لكِ ؟
أ تريدين قهري ؟ هل علاقتكِ المحرمة بشابٌ أخر هي من دفعتك لفكرتك المجنونة ورفضك لي من أجل حماية نفسك وحياتك المترفة
لقد أخبرت والدتها ووالدتي إنها لاتريدني من أجل خوفها بأن أصبح كشقيقي حمد
فهي شقيقة فاطمة ورأت كل مأسي فاطمة ووضعت كل عيوبها ورفضها عبء متعب على ظهري وأنا تقبلت كل ذلك بصدر رحب
وكل أملي بإنها إذا عاشت معي وعرفت إنني أختلف عن شقيقي سوف تكون لي الزوجة المحبة...لم تخطر على بالي إنها تحب شخصٌ ما
فقط سألتها أريد منها سببٌ مقنع لرفضها لي ولكن صدمتي بصدمة كاسحة وهي تثبت لي إنها على علاقة
إنها خالية من الحياء تماماً كيف أن تقول لزوجها هكذا...لو يكن في مكاني شخص آخر لما تصرف هكذا لكانت من الأموات الآن يمزقها حتى تشعر أنها حقاً على خطاء يعنفها حتى تعلم أنها أصبحت أمامه أشبه بحائط لا أهيمة له "
هو لم يقل لها شيءً بل كان جبان وأجبن من ذلك هكذا يشعر حاتم الان .
,
على الطرف الآخر .
متمدده على السرير وتبكي بألم وحرقة وقهر وغضب لماذا يقول لها هكذا أهو يراء إنها بلا أخلاق وبلا تربية كما هو وشقيقه ؟
أ هكذا تراني ياحاتم ؟ كانت متوقعه بأنه أفضل بكثير من حمد ولكن خُذلت فهو من المؤكد أنه له علاقات بفتايات ويرأ جميع الناس كما يفعل
لمقولتنا الشهيره ( كلن يرأ الناس بعين طبعه ) .
نهضت من نوبة بكاء إستمرت ساعتان ونصف .
نهضت لكي تذهب لتتوضأ وتصلي فاللتو سمِعت صوت أذان المساجد المجاورة .
أنتهت من صلاتها وهي تدعو الله أن يبين لها حقيقة حاتم .
خرجت إلى الصالة تريد أن تأكل شي فهي منذ ظهر أمس لم تأكل قط .
فالآن تشعر بجوع شديد وتشعر أن رأسها سيتفجر من الصداع الذي لازمها منذ أن سمعت حديث حاتم وشكه بها .
" لم تقول لي فاطمة بيوم من الأيام أن حمد على علاقةً محرمة بفتايات فحمد أصبح الآن أفضل من حاتم بكثير "
دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة وإستخرجت عصير برتقال وسكبت لنفسها بكوب كبير .
وجلست على الطاولة المتوسطة في المطبخ وهي ترتشف من كوبها .
دخل حاتم العائد باللتو من صلاة الفجر : سلام عليكم .
منال لم ترفع نظرها له فهي لاتريده أن يعلم أنها تبكي فهي لم تراه منذ أن قال لها أن تغرب عن وجهه .
نظر لها بكل إستهزاء وإزدراء تمعن جيداً بلباسها .
بيجامه خفيفه بأكمام قصيره وبنطلون طويل " أ هكذا تلبس عروسٌ خجولة ؟! لباس يكاد يسترها ؟ "
منال شعرت بنظراته لها ولكن أخفضت عيناها فهي لاتريد رؤية طيفه .
سمعت صوته وهو يقول بكل سخرية وإستهزاء : هم اللي يستحون يلبسون ذا اللبس ؟
صعقت منال فلباسها ساتر إن كان أمام زوجها .
إبتلعت غصتها ولم ترد عليه وهي فهمت قصده جيداً إنه لايريدها كزوجة .
إذ لما تجلس أمامه هي حقاً مخطئة .
نهضت وسارت من أمامه وهي غاضبة أشد الغضب دخلت الغرفة وصفقت الباب بكل قوتها حتى أحدث صوتاً مرعجاً .
جلست على السرير وهي تتذكر كلماته المستهزءة المهينة " ماذا يريدني أن ألبس ؟ "


*******************

صباح يوم الجمعة .
سعود يجلس أمام أحدى شقيقاته الأثيرات .
شقيقته التي ربما هي الأقرب من بين الأربع ربما بسبب علاقته القويه بزوجها .
هي شقيقته الغالية هي علياء الأم الحنون والأخت القريبة .
إبتسمت لسعود الذي يرتشف من فنجان قهوته وقالت بمرح لا تعلم ماذا سيعقبه : هاا سعود ماتبي تشوف ملك ؟
توقفت القهوة بمنتصف حنجرته وإبتلعها وهو يشعر إنه حقاً سيتقيئ كل ماقهره بهذا الموضوع : لا يأم عبدالعزيز ماذي بعاداتنا ولا ذي بطبوعنا .
أبتسمت علياء : صح إنه يمكن عايلتنا متمسكين بالعادة هذي بس مافيها شي لو شفت زوجتك وخالد كان يشوف جميلة ويطلع معاها بعد .
سعود إبتسم لها محاولاً إبعاد هذا الموضوع المثير للقرف والإحتقان فهو على يقين أن زواجه سيتعرقل كثيراً ولن يكتمل .
فتلك المسماة بملك تثير قهره الذي إبتلعه ولم يشتكي لأحد : أنا أكثر شخص متمسك بعادات أجداده ولا راح أغيرها .
علياء أبتسمت له وهي تمد له فنجان القهوة : شي حلو أن الشخص يتمسك بعادات ثمينة صارت الحين قليل تطبيقها بس إذا صارت بالشرع وإنه من حقك تشوف ملك وش بتصير نظرتك للموضوع ؟
علم سعود أن هذا الموضوع سيطول : نظرتي ماراح تتغير وحقي الشرعي بالنظرة الشرعية مهوب بعد الملكة ولو إنه حق بس أنا متنازل عن ذا الحق وخليني كذا مرتاح كثير .
علياء تريد أن تقرب أخيها من خطيبته بل زوجته فهي ترا أن علاقتهم ببعض أشبه بعلاقة أغراب فسعود لا يعرف عن ملك أي شيء : طيب ليش ماتبي تشوفها ؟ إذا كان هو عشان أبوي اللي جبرك عليها ومو أنت اللي مختارها ترا والله ملك ماتستاهل .
سعود شعر أن علياء بدأت تنبش الماضي وتذر الملح على جروحه من أبيه : وش دخل الموضوع ذا بذا ؟ أنا والله لو مأبي بنت عمي كان قلت لأبوي وبين الرياجيل أني ما ابيها وسمع الله لمن حمده...بس أنا أبيها وماهوب سعود اللي ينجبر على شي مايبيه الموضوع ببدايته قاهرني لأني مابي خطوبتي بذا الطريقة واللي قهرني موب موضوع الزواج نفسه لا هو فرض راي أبوي وتدخله وميانته اللي بدأت من أول يوم شافني فيه .
علياء أطمئنت على حال أخيها فهو أثبت لها أنه لا مانع من زواجه من ملك المتخوفة من تلك النقطة .
سعود إبتسم لعلياء وهو يقول بإهتمام : ما أتصلت عليك منال ؟
علياء : لا وأتصلت عليها جوالها مقفل...بس أكيد إنها بخير .
سعود بثقه : إن شاء الله بخير...بس اللي مقلقني حالها عذبت نفسها بالصياح .
علياء بمودة وحب أخوي : شكلك ماقد شفت عروس قبل بيوم زواجها ؟
ابتسم سعود : إلا شفت أختي نهى كانت طبيعية بس قبل وقت الزفه بكت لأنها ماتبي أمها تبعد عنها .
علياء بإهتمام : نهى أختك ؟ بنت خالتي داليا أو من الرضاعة ؟
سعود : لا إخت معتز...وترا هي متحمسة لشوفتك أنتي وفاطمة وجميلة ومنال .
علياء روحها الطاهرة التي لا تعرف الحقد أو التكبر فرحت من أجل شقيقة سعود المتحمسة لرؤيتها : بنشوفها إن شاء الله ونتعرف عليها...سعود زواجك تبيه هنا ولا بالدمام ؟
سعود : لا هنا أصلاً اليوم أبيك ترشحين لي كم قصر بحجز واحد منهم لزواجي .
علياء : لا سعود ليش قصر عندي الفندق أحسن .
سعود بإبتسامة : وأنا عندي القصر أحسن من الفندق...أنا ما أعرف قاعات وقصور الرياض أختاري لي واحد .
علياء : ممم كنت أبي زواجك بالماريوت بس دامك ماتبي فندق ندور لك على أحلى قصر .


********************

مستشفى دلة بالرياض ~
ذلك المكان ملجئ المرضى ومكان شفاءهم بعد الله .
إحتضن جميع الأمراض بكل أطيافها وأشكالها وخطرها وعلاجها .
واليوم في أحضان هذا المستشفى إثنان من أبناء آل سيف .
عامر يقف بجوار سرير إبن عمه المريض وينظر له بشفقة .
ممدد على السرير بطوله الفارع الذي تجاوز مائة وثمانية وخمسون .
نحيل شديد النحول ووزنه قرابة إحدى وأربعون كيلو عظامه تكاد تخرج من شدة نحوله .
يداه ممدودتان بجواره وكل منهما تحتوي أسلاك عده .
وجهه نحيل جدآ وعيناه المغلقتان تقع تحتهم الهالات السوداء وعظام خديه بارزة بشدة .
تنهد عامر بوجع غصاته تعبر حلقه وهو يرى صديقه وأبن عمه بهذه الحالة .
وضع يده على جبين تلك المريض النائم بفعل المنوم : جارح تسمعني ؟
تحركت يد جارح اليمنى بمعنى أنه إستجاب لعامر ويعلم أن عامر يقف بجواره .
عامر لم تنزل دموعه التي عذبته بقيت بجفونه لم تنزل ولم تختفي هكذا الرجال لاتنزل دموعهم بسهولة فعامر عندما مات أبيه الحقيقي إبراهيم السيف نزلت دموعه ولكن كانت كالندى سرعان مانزلت إختفت , قبل جبين جارح وهو يطلب من الله أن يشفيه .
خرج عامر من الغرفة ورأى متعب يقف بجوار الطبيب يستفسر عن حال جارح : متعب .
نظر له متعب وأشار له بمعنى إنتظر وأكمل حديثه مع الطبيب المخصص لجارح .
إبتعد الطبيب ذاهباً لإكمال علاج جارح وأتى متعب إلى عامر : هلا عامر .
عامر لم يتفانى إنفجر بمعتب وبصوت عالٍ : من اللي سوا كذا بجارح والله لو أعرف إنه أنت ماتروح من يديني والله لأقتلك .
وضع متعب كفه على فم عامر يريد إسكاته : عامر أنا وأنت مصيبتنا وحدة وجارح أخوي اللي ماجابته أمي وأنا وهو تجرعنا الوجع مع بعض .
عامر أخفض صوته وهو يقترب من متعب : وليش هو حاله كذا وأنت بأحسن حال ؟
متعب : عامر أنا لما إتصلت عليك أمنتك الله ماتسألني عن أي شي وجارح هو اللي بيقولك كل شي وأنت قلت لي إنك ماراح تتكلم بشي أشوفك أخلفت وعدك .
عامر : ما أخلفت وعدي لك ولا راح اكلمك بس من شفت حالته إستغربت وش اللي سوا به كذا والله لو كان مدمن مخدرات .
متعب : عامر أنا وأنت نفس الشي وجارح أمانه بأرقابنا وإحنا بس اللي ندري إنه مو ميت...وأهم شي أهله لا يدرون إلا إذا كمل علاجه .
عامر بعصبية : لا أنا بقول لهم...عمتي وعمي حالهم من بعد ولدهم مايسر لاعدو ولاصديق ومانيب مستخسر عليهم فرحتهم .
متعب برجاء : طلبتك عامر لا تقول لهم وإذا كان حالهم مايسر شوفتهم لولدهم بهالحال بتزيد الطين طينة .
عامر بعد تفكير : طيب والحل ؟
متعب تنهد بألم : نصبر ونشوف إذا تغير حاله أو...
قاطعه عامر بعصبيه : وإذا ماتغير حاله بسكت ولا أقول لأهله ؟
متعب : أكيد لا بس أحسن لهم وله يشوفونه إذا رجعت له صحته .


*********************


مطار الملك خالد الدولي ~
حاتم يجلس بجوار منال في مقاعدهم بالدرجة الاولى .
يفكر بحيره " كيف وصلت محفظتي وهاتفي إلى سيارة حمد ؟
حمد من بعد زواجي وهو متغير عاد أخي كما عهده منذ أزل "
قطع أفكاره صوت منال : حاتم .
حاتم لم ينظر لها رد عليها وهو يفتح الصحيفة : نعم .
منال برجاء : تكفى حاتم مانبي نتأخر بإيطاليا .
لم يرد عليها حاتم فهو إدّعاء إنه مهتم في الصحيفة وما تحمله من أخبار .
ومنال عادت تتجرع القهر , لما يعاملها هكذا ماهو ذنبها الذي إقترفته بحقه كي يكون قاسي وجاف ولا يخاطبها .
وأن خاطبها جدد الجروح الطرية وعصف مشاعرها وقهرها .
وهي تلتهم الأوجاع وتكتم حزنها لاتستطيع أن تشكو لأحد فماذا ستقول لوالدتها أو شقيقاتها .
" أنا قلت له إني على علاقة مع رجال ؟"
هي تعلم أنها أغضبته ولكن لا تريد التراجع وإخباره بإنها قالت ذلك لكي تبعده عنها .
" لا يحق لي إلا أن أبتلع القهر وأنتظر ما تخبأه لي الأيام "
هي مستغربه أشد الإستغراب أن حاتم لم يعنفها أو يضربها كما توقعت .
نظرت له وهو منغمس في تصفح الصحيفة , ملامحه بها الكثير من والدته المختلفة عن أبناءها سواء حاتم .
فمنال إكتشفت أن به الكثير من والدته فهو هادئ جداً .
فقد سمعت من فاطمة قبل وفاة جارح أن جارح وحمد على عراك مستمر
رغم فارق السن بينهم الذي يصل إلى ثلاثة عشر عاماً
بينما حاتم لم تسمع عنه قط أنه تعارك مع أحد عكس من هم في عمره .
" أ حقاً أنا لم أعرف قيمة حاتم
أم هو كحمد سوف يكون حنونٌ خلوق
إلى بعد شهر وسوف يظهر وجهه الأخر ؟
رباه أظهر لي شخصيته الحقيقة الآن
لا أريد أن أبني عليه أمال سوف تنهار عندما أعلم حقيقته "
نظر إليها حاتم ورأى فتحات نقابها التي تظهر أعينها الفاتنة همس بعصبية : غطي عيونك .
منال شعرت بالغضب يتملك جميع أطرافها قالت بصوت منخفض ولكن به من القهر الكثير : ما أبي أغطي عيوني .
حاتم رفع حاجبه بإستغراب : إتقي شري وغطي عيونك .
منال أمسكت بطرف طرحتها وأسدلتها على وجهها بشكل عام وهي تقول : بأختنق زود على إختناقي .
لا يعلم حاتم هي ترسل له أي رساله بهذه الكلمات : منال إستهدي بالله وتعوذي من الشيطان...بالسعودية ولا برا السعودية حجابك كامل .
منال شارفت على البكاء فهي كبتت الكثير وحان لها أن تنفجر : حسستني إني مسوية جريمة ترا بس فتحت عيوني ومأنت أحرص علي من نفسي من عذاب ربي .
فقط قالت تلك الكلمات التي عجزت في إخراجها وإنفرطت ببكاء مؤلم .
ليس لدى حاتم الشجاعة بأن يحتضنها ويهدئها .
نعم حاتم لا يملك شجاعة الإعتذار والتراجع عن القرار .
هو هكذا كالجد إبراهيم لا يعتذر لأحد ولا يتراجع عن قرار عزم على فعله ولكن الفرق أن الجد إبراهيم يمتلك الهيبة الطاغية على المكان .
بينما حاتم لايريد فرض نفسه .
يستمع إلى شهقاتها المؤلمة يستطيع أن يقول أنه فعلاً جرح إمرأة فهو على يقين أنها لا تبكي على ماحدث للتو إنما على ليلة البارحة وماقبلها .
فهو ليس بيده شي يقدمه لتلك الباكية أمامه فهي نحرته وقتلته عندما قالت لها أن قلبها مُلكاً لغيره .
إلى الآن لم يقسو عليها إلى الآن وهو يحمل لها مشاعر مليئه بالحب والمودة .


********************

منزل نايف السيف ~
في الصاله الجانبيه تجلس ديمة ووالدتها ووالدها وحمد وزوجته فاطمة .
نايف بإبتسامه صافية لايشوبها لا حزن ولا قلق : والله إن ذا العرس فاتحة خير ديمة من بعد العرس وهي راجعة بنيتي اللي أعرفها .
إبتسمت حصة وهي فعلاً تحلق بين النجوم فسعادتها لا مثيل لها عودة إبنها حمد لشخصيته الحقيقية وعودة ديمة للحياة : الله يجعلها سعادة دايمة .
ديمة بإبتسامته : الحمدلله أمس جارح إفتك من العذب نهائياً .
شهقت فاطمة بعنف : ديمة حرام عليك جارح مات خلاص ومافيه أحد يعرف عن الميت إلا ربي .
ديمة : بس أنا أعرف عن جارح يعني الشي هذا دليل إن جارح مازال عايش .
حصة لم تنزل دموعها كعادتها عندما تتحدث ديمة عن جارح .
" ديمة سابقاً تتحدث عن أخيها وهي تبكي وتتألم لألمه
والآن هي تتحدث عن راحة جارح
جعلها الله دائمه وإن كان جارح قد مات منذ سنتين
فأنا باللتو إرتحت وشعرت فعلاً أن أبني بخير بجوار ربه "
حمد نظر إلى ديمة يريد فقط الإطمئنان على أخيه : والحين جارح يتعذب مثل قبل أو لا ؟
نظر إليه أبيه ووالدته رفعت رأسها وهي تنظر إلى حمد .


إنتهى . . .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-14, 10:45 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساءكم طيبة ونقاء كقلوبكم النقية .
رنودتي .. أفنان20 .. وفاء الطوايلة .
أسعدكن البارئ ورفع قدركن .
كما أسعدتوني في ردودكم لا حرمكم الله الجنة .


لا حول ولا قوة إلا بالله .

البارت الثالث عشر .

قراءة ممتعة مقدماً.


الجزء الثالث عشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .




حمد نظر إلى ديمة يريد فقط الإطمئنان على أخيه : والحين جارح يتعذب مثل قبل أو لا ؟
نظر إليه أبيه ووالدته رفعت رأسها وهي تنظر إلى حمد .
هتف نايف بألم : تصدق كلامها ياحمد ؟ ولا مأنت مؤمن بقضاء الله ؟
حمد وقف وقبل رأس والده وهمس له : يبه جعلني فداك أبي أشوف كلامها صدق ولا بس تتخيل .
ديمة إبتسمت لحمد وعندما وقعت عينها بعينة أخفض رأسه وإدعى أنه منشغل بهاتفه : لا الحمدلله الحين أحس إنه مرتاح .
حمد عندما نظرت إليه ديمة رأى أعين جارح التي كانت تنظر إليه .
وأخفض رأسه لكي لا يشعر أحد بشيء غريب لم يلاحظ أحداً إرتباك حمد وإخفاضه لرأسه عندما نظرت إليه ديمة سواء فاطمة .
فهي منذ أمس وهي تلاحظ أن حمد يخشى نظرات كادي له ويداعبها وهو لا ينظر لها .
" ماذا حدث لك ياحمد أ تخشى النظر إلى إبنتك ؟
والآن تخشى النظر إلى شقيقتك ؟ "


********************

منزل خالد الصالح ~
إستيقضت جميلة من نومها على قبلات ناعمة على خدها إبتسمت وهي ترا هتان يقبل خديها .
جلست وإحتضنت صغيرها وقبلت خديه وهي تبتسم له .
جميلة بصوت يملئه النوم : حبيبي هتان روح لعمه جواهر وأنا جاية الحين .
وذهب الصغير برفقة الخادمة إلى الطابق السفلي بينما جميلة إستحمت وإرتدت بنطلون بيج وبلوزة واسعة تصل فوق ركبتيها باللون الأسود .
إستشورت شعرها وتركته مسدول وتعطرت ودعجت عيناها بالحكل الاسود ووضعت روج وردي .
ولبست كعب عالي أسود ونزلت مع الدرج وهي تمشي بخفة .
قبلت رأس أم خالد ومن ثم جلست بجوار جواهر :صباح الخير .
جواهر بإبتسامه : صباح النور والسرور ياهلا بأم هتان تو مازانت جلستنا .
جميلة بمودة : تسلمين ياقلبي .
أم خالد بإبتسامه : جميلة يأميمتي وشلون أختك العروس ؟
إبتسمت جميلة لطاري تلك العروس الخائفه التي مازالت حياتها غامضة ومستقبلها مجهول
لم تخبرها منال بأي شي فهي لا تعلم ماذا تخبي أختها : الحمدلله بخير وهي الحين بإيطاليا .
أم خالد : الله يوفقها ويسعدها ويرزقها بالذرية الصالحة .
إبتسمت جميلة لأم خالد فهذه الدعوة تحتاجها منال بشدة : الله يسمع منك يمه .
جواهر إقتربت من جميلة عندما رأت والدتها منشغله بمكالمه عبر الهاتف : جميلة فديتك أبيك بموضوع مهم .
جميلة إبتسمت لجواهر : أمريني .
جواهر بمودة : مايأمر عليك عدو...مممم أنا خطبني ولد عمي وماعندي غيرك أستشيره وأقوله اللي مخوفني ومخليني أتردد .
جميلة : أفا عليك ياجواهر أنتي إختي ويعلم ربي إنك بحسبة منول .
جواهر : جعلني مانحرم منك...ولد عمي سعد مافيه منه وخواته يقولون إنه مثل خالد
أخوي وهو صديق خالد بس هو سافر لأمريكا ودرس هناك وهذا اللي مخليني أرتدد بقوة أوافق عليه ولا لا .
إبتسمت جميلة وهي تقول بصدق : إذا كان مثل خالد وافقي عليه وأنتي مغمضة عيونك والله ماراح تلقين أحسن منه .
جميلة عضت على شفتها السفلية وشعرت بخجل وهي تسمع صوت خالد : فديت اللي يمدحوني .
ضحكت جواهر : ههههههههه حرام عليك البنت إستحت .
خالد جلس بجوار جميلة ونظر إلى وجهها المحمرّ أثر الحيا : جميلة لك سنتين عندي وإلى الحين تستحين .
جميلة عضت على شفتها بقوه حتى شعرت بطعم الدم ونظرت إلى خالد وهي تهمس : ولو جلست عندك مية سنة بستحي .
نهضت وذهبت إلى جناحها وهي تشعر بإنها إرتكبت جريمة بحق نفسها " وشلون قلت كذا وهو يسمعني ؟ "
جلست على سريرها وهي تحاول أن تخرج نفسها من هذا المأزق " إيه خالد قد كلامي ويستحق اللي قلته "
وبعد تفكير " لا والله مايستحق وهو من أول مشكلة بيننا تخلى عني من قاله أبوي يطلقني طلقني ولا تردد "
إنفتح الباب ودخل خالد وجميلة تشتت أنظارها بأرجاء الغرفة لا تريد رؤيته .
جلس خالد بجوارها وهو يقول : جميلة ياقلبي وش فيك ؟
جميلة تنهدت وبهذه التنهيدة مزقت قلب خالد : مافيني شي .
خالد طبع قبله على خدها وأردف : أسف إذا كان أحرجتك...عمتي علياء متصلة فيني تقول ردي على جوالك .
منذ أن سمعت أسم جدتها وهي تنهض بسرعة وتأخذ هاتفها من على الكومدينة وتتصل بجدتها : صباح الخير .
الجدة بإبتسامة : ياصباح الخير والرضا هلا والله ببنيتي وينتس عن جوالتس ؟
جميلة : كان صامت ونسيت لأعدل وضعه عام .
وأكملت بلهفه : إنتي شخبارك وشلون علاجك تأخذينه بوقته ؟
الجدة علياء بإبتسامة : طيبة طاب حالتس وعلاجي ما أفوته...
حبيبتي أنا عازمت(ن) خواتس وإخوتس سعود على قهوة العصر
وأبيتس تجين تونسيني وتونسينّ مع إخوانتس .
جميلة بإبتسامة : إن شاء الله بأجيكم .
الجدة علياء : وتعالي مبكر مشتاقت(ن) لتس إنتي وولدتس .
جميلة : إن شاء الله قبل صلاة العصر وأنا عندك...تأمرين بشي يمه ؟
الجدة علياء : ما يأمر عليتس عدو...مع السلامة .
أغلقت المكالمة ونظرت إلى خالد : أبي أروح عند أمي علياء العصر .
أبتسم خالد : أوكي بس ما أرضى إنك تطلعين وأنتي زعلانة .
جميلة عقدت حاجبيها : من قالك إني زعلانة ؟
خالد نهض وإقترب منها : قمتي من عندنا ووجهك أحمر مادري حيا ولا عصبية .
جميلة : أنت قهرتني كيف تقول الكلام هذا قدام أمك أوكي جواهر متعودة على ثقالة دمك...بس خالتي ليش تتكلم قدامها كذا ؟
خالد بهدوء عكس ثوران جميلة : على ما أعتقد إني ماقلت شي غلط...
أنتي أصلاً إنقهرتي لأني سمعتك تمدحيني وأنتي ماتبيني أدري بالشي هذا صح ؟
جميلة إبتلعت ريقها أكثر من مرة : موب كذا بس يعني أنا ما أبي جواهر ترفض ولد عمها عشان سبب تافه .
خالد إقترب منها أكثر حتى أصبحت أنفاسه تلفح وجهها : وش عرفك فيه عشان تقولين لجواهر ماتتركه ؟
وش دراك لو هو أسواء شخص بالدنيا .
جميلة إبتعدت خطوتين إلى الخلف وهي تتصنع القوة : أنا عارفة إنك رجال وماتخلي إختك الوحيدة تروح لواحد مهوب كفو .
خالد : وإذا الواحد هذا يصير ولد عمي أرده وأقول هو مهوب كفو ؟
جميلة : ولد عمك أو غيره أظن مصلحة أختك أهم من ولد عمك .
خالد : جميلة جعلني ما أبكيك لا تجيبين لنفسك أمراض إنتي بغناء عنها .
جميلة إشتدت عصبيتها : مايجيب لي الأمراض إلا انت .
خالد جلس على الاريكة وهو يقول : أنا أخاف عليك من نسمة الهوا كيف أجيب لك الأمراض ؟
جميلة بقهر : والله ماجاب لي الضغط إلا انت وإسلوبك المخيس .
خالد : والله إنتي اسلوبك اللي يرفع الضغط ماهوب أنا تبين كل شي يصير على كيفك بس أقولك إحلمي .
جميلة صرخت بقهر : أكرهك ياخالد أكرهك .
وضع خالد يده على فمها مانع إصدار أي صوت : إشش أهلي لا يسمعونك ماهيب زينة لا بحقي ولا بحقك .
جميلة إبعدت يده وهي تقول بغضب هادر وبصوت أقرب للهمس : خالد أسألك بالله مرتاح بالحياة هذي ؟


********************

إيطالياـــ مدينة روما ~
حيث الطبيعة والجمال وخضرة الأرض وزرقة السماء ألوان الحياة ودقات الشتاء .
تمشي منال بجوار حاتم فهم وصلو منذ عشرة ساعات وحان لهم المشيء على أرض روما .
توجهو سوياً إلى عجوزاً يبيع المظلات (Ombarila) أخذ حاتم إثنتان .
أمسكت منال المظلة وهي تهمس لحاتم : شكراً .
حاتم بإستهزاء بعد مادفع نقود المظلات : لا شكر على واجب .
كانت منال تمشي بجواره وهو ممسك يدها الصغيرة بيده .
رأت منال بائعة ورد تقف خلف الورود بألوانها وأشكالها وأحجامها .
حاتم عندما رأى أعين منال على الورد : تبين ورد ؟
منال : لا ما أبي .
ومشت بجوار حاتم وهي تريد أن تذهب إلى الفندق وترتاح فالرغم من السعادة وألوان الحياة في روما إلا أنها لا تريد أن تمشي مع حاتم .
فهو يسحبها حيث يشاء ولا يتكلم معاها كما هو المفترض .
شعرت بملل شديد وقالت بهدوء : حاتم .
نظر لها حاتم : لبيه .
عض على شفته السفلى لا يدري كيف خرجت تلك الكلمة فهو على يقين أنها خرجت من قلبه قبل أن ينطقها لسانه .
منال شعرت بخجل شديد تراجعت عن ما كانت تريد أن تقوله .
سحبت يدها من يد حاتم وهي تشعر إنها لاتستطيع المشي .
هكذا منال حياءها شديد وكيف وهي بجوار زوجها وهي عروسٌ ليس لها سواء يومان .
منذ أن رأى حاتم حياؤها وهو يستطيع أن يحلف على المصحف الكريم أن منال ليس لها علاقة بأحد .
فكل هذا الحياء ليس على فتاة تهاتف الشباب فتلك الفتايات لا يملكن حياء كحياء منال .
نفض رأسه يريد أن يحكم عقله " تتصنع البراءة " : هلا منال وش بغيتي .
منال بصوت أقرب للهمس : أبي نرجع للفندق .
وإستطردت برجفة : بردانة .
حاتم أمسك بيدها مجدداً دون أن ينطق بحرف وعاد إلى الفندق حيث سكنهم .


*********************

بعد صلاة العصر ـــ منزل الجدة علياء ~
دخل سعود ونهض الكُل للسلام عليه .
بعد السلام المعتاد جلس سُعود بجوار جميلة التي تسكب له القهوة .
مدت له الفنجانُ بإبتسامة : تفضل .
أخذ سعود الفنجان وهو يرد بإبتسامة مماثلة لأبتسامة جميلة : زاد فضلك يأم هتان...والله لك وحشة بيت جدتي كأنه فاقد أحد أركانه .
الجدة علياء بمرح : فيك الخير يأبو مشعل صير ببيتي الركن المفقود .
سعود بإبتسامة : من عيوني أنا عندي بطولة بعد إسبوع ومدتها شهر...كل يومين جولة ومن عيوني بجلس كل هالشهر عندك .
الجدة علياء بمودة : حياك الله وإذا ماشالك البيت تشيلك عيوني .
سعود نهضّ وقبّل رأس جدته : الله يخليك لنا ولا يحرمنا منك .
الجدة علياء : ولا يحرمني منك ويرضى عليك دنيا وأخرة .
جميلة بمرح : وأنا مالي نصيب من هالحب والدعوات ؟
الجدة علياء إحتضنت جميلة الجالسة بجوارها : جعل عيني ماتبكيكم والله إنكم أغلى من الدنيا ومافيها .
فاطمة شعرت أن صوت جدتها يتخلله الحزن وهتفت : هاا سعود وش أخر التجهيزات لزواجك ؟
إتجهت الأنظار إلى سعود : حجزت القصر بس...والباقي كله عليكم أنتم ونهى وميرا .
فاطمة بإبتسامه : هديتي لك شهر العسل كله علي .
سعود بإبتسامه : ماتقصرين يأم كادي وجعل عمرك طويل بس إسمحي لي والله ميرا رتبت كل شي لشهر العسل .
فاطمة : شوقتني لميرا هذي نفسي أشوفها .
الجدة علياء : قريب إن شاء الله بزواج سعود بتشوفينها .
ودارت الأحاديث عن زواج سعود والتجهيزات لذلك اليوم المنتظر .
رن هاتف سعود ونهض وهو يقرأ المتصل حمد خرج من الصاله ورد بـ : هلا أبو كادي .
حمد بترحيب غير مسبق منذ قبلْ : هلا والله بولد عمي...سعود أبيك ضروري بالمجلس .
سعود شعر أن هناك شيء غريب : خلاص الحين جايك .
وعاد إلى الصاله : عن إذنكم بروح لمجلس الرجال .
وخرج وهو قلقّ " ما الذي يريده حمد ؟ "
دخل المجلس ولم يجد سواء حمد الذي وقف عندما دخل سعود رحب به .
حمد شعر أن الحديث صعب أمام سعود .
لا يستطيع أن يتحدث مع سعود بشفافية فهو لا يعرف سعود ولا يعرف إنفعالاته كما حفظ إنفعالات أخوته وأبناء عمه .
إبتلع حمد ريقه وتكلم : ممم سعود أنا أبي أعتذر منك عن كل غلط سويته لك...
والله بالفترة اللي راحت ماكنت بعقلي ماكنت أحسب حساب تصرفاتي
وعارف إني أسواء إنسان على وجه الأرض بس والله الحين تغيرت وما أطلب منك ياولد عمي إلا العفو .
سعود شعر بسعادة فهو رأى فاطمة اليوم غير عن فاطمة الكئيبة الحزينة التي رغم تصعنها للسعادة فتبقى لمعة الحزن بعينيها .
فاليوم هي غير وسعادتها غير ولمعة الحزن في أعينها أطفاءتها السعادة .
إبتسم سعود لحمد : إذا حشمت فاطمة مالك إلا العفو وماجاني منك إلا كل خير بس ضربك لفاطمة هو اللي كرهني فيك .
حمد وقف وقبّل رأس سعود : ومالك إلا اللي يحشم إختك...وبنت عمي ببيتي ماتشوف الضيم إن شاء الله .
سعود : جعلك من ذا الحال وأحسن والله إني فرحت لك يأبو كادي .
إبتسم حمد وهو يشعر أنه بالتوّ عرف عائلته يشعر الآن بقيمة هذه العائلة يشعر أن مايضرهم سيضره قبل ذلك .


********************

بعد المغرب ـــ مستشفى دلة بالرياض ~
غرفة إمتلئت بأجهزة المستشفى وعقمت برائحة العقاقير .
أنين موجع يملئ تلك الغرفة .
دخل عامر بعد ما إنتهى من صلاة المغرب في المسجد .
جلس على كرسيه بجوار إبن عمه وصديقه جارح .
مسح على جبين جارح وهو يقرأ عليه مايحفظه من آيات الله .
هدأ الأنين وإرتخت ملامح جارح ولاحظ عامر إستعادة القلب لنبضاته الطبيعية .
شعر عامر بإهتزاز جواله في جيبه وأخرجه وهو يرد على والدته : هلا يمه .
لطيفة بإستغراب : هلا بك...مو تقول إنك بحايل مع خالك طيب أنا أتصل على أبو محمد جواله مقفل وأنت جوالك مو مقفل .
عامر إبتلع ريقه : خالي مهوب نفس الموقع اللي أنا فيه .
لطيفة شعرت بغضب شديد : عامر أنا مانيب برز تلعب علي أنت وخالك قولي وينك ؟
عض عامر على شفته السفلية هذا مالم يكن في الحسبان فهو توقع أن والدته لا تلاحظ مثل هذه الاشياء .
رد بهدوء : يمه يهمك إني بخير ولا وين أنا ؟
لطيفة : أكيد يهمني إنك بخير .
عامر بإبتسامة : خلاص أنا الحمدلله بخير بس مضطر أغيب عن البيت إسبوعين
وأي شي تحتاجينه قولي لسيف أنا محرصه عليك .
لطيفة منذ أن علمت أن عامر ليس مع خاله وهي قلقة وإلى الآن لم ترتاح : عامر فديتك قولي وين أنت ؟ أو وش مشكلتك .
عامر أخذ نفسٌ عميق وثم قال : يمه والله أعز أخوياي مريض وبالمستشفى وأهله مايدرون عنه وأنا بجلس عنده .
لطيفة بفزع : بالمستشفى ؟
عامر : إيه...هذي خدمة أقدمها له وقليلة بحقه .
لطيفة بخوف : وين أهله عنه وليش مايدرون عن ولدهم ؟
عامر لا يعلم ماذا يقول لوالدته : ممم هو من زمان عن أهله ويدرس بالرياض ولو أحد يخبرهم والله بتصير فاجعة لهم .
لطيفة بحزن : الحمدلله على كل حال والله يصبر أمه .
عامر شعر أن جارح محتاج بشدة لهذه الدعوات : يمه إدعي له هو يعاني من انهيار عصبي وأمراض لا تعد ولا تحصى .
لطيفة لأنها أم شعرت أن هذا الشاب المجهول كأبنها ذرفت عينها فقط من مجرد ذكر أمراضه : الله يشفيه ويرده لأمه سالم معافى .
عامر : أميين يارب...مع السلامة يمه ولا تقلقين علي .
لطيفة : الله يحفظك ويفتحها بوجهك ويرضى عليك مثل ما أرضيتني .
وإنتهت تلك المكالمة العصيبة وعامر يخشى أن ينطق فقط بأسم جارح حينها ستحل الفاجعة بل المصيبة على أهله وهم يرونه بهذا الحال .
فقط جسد بلا روح نعم هو نائم بفعل المهدئات ولكن عندما يصحو يهذي بعائلته وفقده لهم وأخته ( ديمة ) .
ولحظات فقط وينفجر بصراخُ مرعب وهو فقط ينطق بأسم حمد .
عامر أصبح كل شيء أمامه بهذا الفتى المريض غامض .
لم يعد جارح كما عرفه عامر...لم يعد ذلك الشاب المبتسم المليء بالحياة .
كانت والدته تدعو دائماً لديمة وكان عامر يسألها ما الذي أصاب ديمة ؟
وتجيب له ( ديمة ماعادت اللي أعرفها الهم ماخلى منها شي ) .
والآن هذه الكلمة تليق بجارح وربما لا تصف حالته المستعصية .
فمتعب الذي ظن عامر أنه صديقاً لجارح عمل لجارح برنامجاً غذائي لعل وعسى أن يسترد وزنه الطبيعي .
عامر نظر إلى جارح وهو يشعر أن كل الدموع تجتمع في عينيه وتبأ النزول .
ذلك الدمع العصي أتعبه وأثقل همه لماذا لا تنزل دمعته وتريحه .


********************


الساعة الحادية عشر ليلاً ـــ منزل نايف السيف ~
كان حمد يداعب بناته ويحكي لهم قصصاً وحكايا .
وفاطمة تجلس بجواره وهي تنظر إلى تلك الفتايات وتشعر أنهن بالتو شعرن بحنان الأب وعطف الأب .
كان حمد حريصاً كل الحرص أن لا ينظر إلى كادي .
فقال وهو ينظر إلى ترف التي تجلس بِحجره : ترف بابا روحي عند ماما...كادي تعال هنا .
وكان يشير إلى حِجره أطلقت كادي تلك الضحكات الطفولية : لا بابا أنا كبيرة صار عمري عشر سنوات .
حمد أمسك بيدها وهو لازال لم ينظر لوجهها فهو يخشاها كثيراً فهي تمتلك عينان كأعين جارح تماماً .
فتلك العينان هي سبب رعب حمد وخوفه حمد لا ينام الليل هنيئاً كسائر البشر .
عندما ينام يصحو على كوابيس وهي كلها أعين جارح التي سلبت منه الراحة .
ولكن كانت سبب في هدايته وعودته إلى الله .
أجلس كادي بحجره وهو يهمس بموده وحبُ حقيقي : مهما كبرتي تبقين طفلتي الأولى .
ربما لم تفهم كادي تلك الكلمات ولكن فاطمة فهمتها وقالت : يله حبايبي روحو نامو .
كادي برجاء : ماما بكرة السبت يعني مافيه مدرسة بنجلس مع بابا شوي .
فاطمة نظرت إلى حمد : لا بابا بعد بينام عشان يصحى بدري .
حمد إحتضن كادي : خليهم يافاطمة يلعبون إلى الساعة 12.
فاطمة بمرح : أنا بروح أنام وإنت مسؤول عنهم...لجين وغدي نامو من زمان مابقى إلا ترف وكادي .
ترف نهضت وهي تقول : ماما أنا أبي أنام .
أمسكت فاطمة بيدها وخرجت وهي معها .
وأصبحو بالغرفه فقط كادي وحمد .
جلست كادي بجوار والدها وهو ينظر إلى الأمام ويحكي لها أحد القصص .
كادي وضعت يدها اليمين على خد أبيها الأيمن وأدارت وجهه إليها وهي تقول : بابا تكلم وأنت تطالعني .


********************

روما ~
أستيقضت منال وذهبت إلى دورة المياه وإستحمت وإرتدت بنطلون أسود وبلوفر رمادي
وأخذت عباءتها وطرحتها وخرجت إلى الصالة ووقفت أمام حاتم الجالس على الكنبة وبيده الريموت ويقلب في القنوات بملل .
إبتلعت ريقها ثم قالت : حاتم .
رفع رأسه ونظر لها : نعم .
منال بتردد : إذا ممكن بنفطر برا .
حاتم وقف وبإستهزاء : دامك جاهزة وواثقة أنك بتطلعين ليش تستأذنين ؟
منال بخوف : خلاص مأبي أطلع .
حاتم بعصبية : بتطلعين وغصب عنك .
إستفز حاتم كل خلية بمنال ولكن لسانها غير قادر على نطق كلمة
وليس لها إلا أن تلبي كل مايريد بصمت وتبتلع عشرات الغصات والقهر .
أخذت شنطتها وهي تمشي خلفه .
تمشي خلف حاتم وتحاول أن تختبي نفسها به .
حاتم ملاحظ عليها تلك الحياء أو ربما الدين الذي لا يجعلها تخرج أمام الرجال ووجها واضح كل الوضوح .
" والله مهيب حركات وحدة تكلم شباب "
همس لها بهدوء : ليش ماتلبسين نقاب ؟
منال بإرتباك : النقاب هنا ممنوع .
حاتم بسخرية : والله ماعرفنا لك يابنت مشعل بالطيارة نقابك مطلع أغلب وجهك والحين ممنوع النقاب .
منال إرتعشت فهي تخشى تلك المواجهة وتلك الجدال : نقابي ماكان مفتوح لدرجة إنه مطلع أغلب وجهي .
حاتم " غيرتي عليها هي اللي خلتني أشوف نقابها فاضح أكثر من أنه ساتر " : طيب وين تبين نفطر ؟
منال تتذكر مطاعم روما أو مقاهي روما المناسبة لمثل هذا الجو الغائم والضباب المنتشر .
تذكرت أكثر مكان أحببته بروما وأتت كثيراً مع عائلتُها فهي كانت لها زيارات كثيره لإيطاليا ولكن منذ عام 2008 لم تذهب إلى إيطاليا .
إبتسمت لذكرى تلك المكان ونظرت إلى حاتم : أبي أروح لبرج بيزا أذكر كان فيه مقهى جمييل مرة .
حاتم أوقف إحدى سيارات التاكسي وركب وبجواره منال التي لبست نظارتها الشمسية لكي تغطئ عيناها وأجزاء كبيرة من خديها .
مسافة لست بالبعيدة ووصلا برج بيزا المائل .
وشعرت منال بحنين لتلك الأيام...شعرت بغصة كبيرة تعبر حلقها .
- قبل ستة سنوات -
كانت في سن الثامنة عشر وشقيقتها جميلة في سن الثانية والعشرون .
كانتا تلك الجميلتان الفاتنتان يمشين خلف والديهما .
نظرت جميلة لبرج بيزا : مدري وش اللي عاجبك بالبرج هذا ومن رداة حظه مايل .
لم تمسك تلك الصغيرة ضحكتها إنفجرت منال بضحك صاخب : هههههههههههههههههههههه .
زجرتهم والدتهم التي إلتفتت لهم عندما سمعت ضحك منال : بنت إستحي الناس كلهم يطالعونك .
منال : يمه قاعدة تتكلم على برج بيزا حسستني إنها جدتي هي وكلامها .
جميلة بمرح : من جد أنا أكره إيطاليا كلها وبقول لخالد إن شاء الله يوديني لبريطانيا هي المدينة اللي تروق لي .
منال قرصت ذراع جميلة : إستحي ياقليلة الحيا زواجك بعد شهرين وأنتي ماتستحين .
جميلة : وش أسوي أنتم جايبيني هنا أقضي أغراض زواجي كيف أستحي...وبعدين شوهتيني إنتي وأظافرك وزواجي مابقى عليه شي .
عادت لهم فاتن وهي غاضبة بشدة : قصرو حسكم ياللي ماتستحون أحشمو أبوكم .
جميلة أخفضت رأسها وهي تقول بهمس لمنال وبخجل حقيقي : قسم تو إستحيت تخيلي أبوي سامع كلامي .
منال : ههههههه حاسة أبوي السمعية ضعيفة شوي مهوب مثل أمي ماشاء الله عليها .
- الآن -
نزلت دمعة حارقة على خد منال أثارت إستغراب حاتم : منال فيك شي ؟
منال بين شهقاتها : اشتقت لأهلي .
نزلو من السيارة وهو يقول لها : كلها إسبوعين إن شاء الله وإحنا راجعين .
منال جلست على الأرض الخضراء لا تستطيع المشي وهي تبكي دون توقف .
ذلك المنظر أرعب حاتم بشدة جلس بجوارها وهو يقول : منال تعوذي من الشيطان وأهلك إن شاء الله بتشوفينهم وأنتي تكلمينهم يومياً .
وضعت منال يدها على فمها مانعة شقهاتها القوية وجعلت الحرية لدموعها تنزل بغزارة .
حاتم برجاء : منال قومي معاي نفطر...طيب خلاص إذا تبين نرجع للرياض الحين أروح أدور حجز .
منال إستطاعت أن توقف دموعها وبكاءها دون سبب ووقفت وهي تقول بصوت باكي : لا خلاص .
مشت بجواره وذهبا إلى أحدى المقاهي المجاورة لبرج بيزا المائل .
قبل أن تجلس على أحدى الطاولات ذهبت إلى المغاسل وغسلت وجهها عدة مرات حتى شعرت أن أثار البكاء أزالها الماء .
خرجت بعد ما مسحت وجهها بالمنديل وذهبت إلى الطاولة التي حجزها حاتم وجلست أمامه وهي تتحاشى النظر له .
فموقفها منذ دقائق كان محرج وبشدة وكأنها طفلة تريد أهلها .
حاتم يريد أن يبعد عاطفته ويتصرف بعقله فقط .
فقلبه معلق بتلك الفاتنة الجالسة أمامه .
هتف بهدوء : وش تبين تأكلين ؟
منال فعلاً لا تريد أن تأكل ولكن لا تستطيع أن ترفض الأكل وهي من قالت لحاتم إنها تريد هذا المكان .
وبصوت مبحوح من أثر البكاء : أبي بيتزا .
أتت النادلة ورفعت منال رأسها وهي ترأ النادلة الجميلة .
نحيلة وكأنها إحدى عارضات الازياء شعرها أشقر مصفوف بترتيب فوق كتفيها وجهها أبيض خالي من المساحيق .
أبتسامتها مظهرة أسنانها الشبيهة باللؤلؤ الناصع .
منال شعرت أن جمالها قبيح أمام جمال تلك النادلة .
أتت إلى حاتم وأشار لها على منال دون أن يتكلم فهو رأى في أعين منال الغيرة وليس سواء الغيرة .
" هل هي تغار عليّ من تلك النادلة ؟ "
أنتهت منال الطلب وهي ممتنة لحاتم الذي شعرت أنه لا يريد أن يتكلم مع تلك "الفاتنه"
بنظر منال بينما حاتم يرأى جمال النادلة التي لم يركز به ولم يراها جيداً قبيح وأشد القبح أمام جمال منال .
منال " تلك هي نقطة ضعفي أنا عديمة الثقة بنفسي "


********************


صباح سبت الرياض المبتهج ـــ منزل سيف السيف ~
عندما إرتدى سيف لباسه العسكري نزل السلم بسرعة .
ورأى علياء وملك يتناولن الفطور سلم عليمها وجلس بجوار علياء وهو يقول : صبي لي شاهي .
سكبت له علياء الشاي ومدته له : ليش ماتفطر ؟
سيف إرتشف من الشاي : متأخر اليوم على الدوام مامعاي وقت أفطر .
ووقف وهو يقول : عن إذنكم .
وخرج وملك تتبعه بنظراتها حتى إختفى : يالبئ أخوي صدق أنه صار لي أب مع أن أبوي موجود .
علياء بإبتسامة : ومرة أخوك مالها من ذا الكلام الحلو شي ؟
ملك قبلت خد علياء وهي تقول : مرة أخوي جعلني فداها صارت لي الأم اللي فقدتها من صغري .
علياء : يالبئ قلبك والله...مليك بنطلع اليوم للسوق ترا زواجك مابقى عليه إلا أربع أشهر
ولو إني أتمنى تروحين لفرنسا وتخلصين أغراضك كلها من هناك خصوصاً العطورات والاكسسوارات .
ملك بإعتراض : لا لا أنا ما أشري أغراض زواجي إلا من الرياض وش ينقصها الرياض عن باريس ؟
علياء : صح أن الرياض فيها أسواق أجمل من باريس بس باريس غير وماركاتهم كلها عالمية .
ملك : سيف يقولي أروح لدبي وإنتي تقولين باريس...المهم علوي أبي تكلمين أخوك وتسألينه أنا بأسكن هنا ولا بالشرقية ؟
علياء بإبتسامه تحمل بعضٌ من الحزن : لا بتروحين للشرقية جدتي أمس سألته وقال أن له بيت هناك ولا راح يتركه .
ملك شتت أنظارها بأرجاء الصالة الواسعة تخشى النظر إلى علياء لكي لا تبكي : أنا بغيت أموت لما جيتو هنا حتى أني صرت كل أيام الأسبوع عندكم ويوم الجمعه بس أروح عند أبوي وأحس إنكم بعيدين عني أجل كيف لارحت للشرقية ؟ ولا أعرف هناك أحد .
علياء بصدق : بس تطمني وربي سعود من أطيب الناس اللي أعرفهم .
ثم أردفت بمرح : وما أظن أنك بتشتاقين لنا وأنتي عنده .
ملك ضحكت لعلّ ضحكتها المصطنعة تبعد نبرة الحزن : هههههههه أقولك أشتاق لكم
وأنا عند أبوي كيف ما أشتاق لكم وأنا عند سعود .
علياء : والله إحنا اللي بنشتاق لك...جامعتك بتكملينها في الشرقية ؟
ملك : مأدري على حسب الحياة هناك وأنا اصلاً مأبي الجامعة كلها...
وإذا شفت الوقت بالشرقية ممل أكيد بكمل الجامعة هناك .
علياء بإبتسامة : أكيد طفش بالشرقية سعود ثلاث أرباع وقته يروح على الفروسية حتى وهو في الرياض .


********************

مستشفى دلة بالرياض ~
عامر مازال ملازم لجارح النائم الغائب عن الدُنيا .
ربع ساعه وسوف يستيقض والطبيب قال لعامر إذا استيقض جارح من المنوم وهو لم يصرخ سوف يبقى طوال اليوم دون منوم .
وهذا مايتمناه عامر فهو منذ أربعة أيام ينتظر أن يصحو جارح عله يقول له الحقيقة .
وما الذي جعله هكذا وما الذي أحرمه من الأكل والشمس والحياة .
ولكن عند سلامة جارح تقف تلك الاسئلة ويغض عامر النظر عنها فسلامة جارح أهم من تلك الأسئلة .
مضت الآن عشرة دقائق .
عقد جارح حاجبيه وهو يستمع للصوت القادم من الخارج .
يحاول أن ينطق بإسمها فلا يستطيع لسانه معقود .
ولا يستطيع أن يتكلم يسمع صوتها .
فصوتها حفظه جارح جيداً .
فتلك الفتاة لازمته كل لحظات حياته .
وماهيج أشجانه وأحزانه وأشواقه صوت الأخرى .
أراد أن يتكلم أن يدعوهما وأن يراهما ولكن ذهب الصوت وإختفى ومابقى له سوى الذكرى .
صرخ بقهر...


إنتهى . . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-14, 07:47 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساءكم طيبة ونقاء .
مساءكم شوق يعانقكم ويبلغكم كم اشتاق إليكم وإلى دودكم .
غالياتي رهوفآ , أفنان20 .
اسعدكم الله وجعل جنانه مسكناً لكم .


الجزء الرابع عشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار


قراءة ممتعة مقدماً
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد .

عقد جارح حاجبيه وهو يستمع للصوت القادم من الخارج .
يحاول أن ينطق بإسمها فلا يستطيع لسانه معقود .
ولا يستطيع أن يتكلم يسمع صوتها .
فصوتها حفظه جارح جيداً .
فتلك الفتاة لازمته كل لحظات حياته .
وماهيج أشجانه وأحزانه وأشواقه صوت الأخرى .
أراد أن يتكلم أن يدعوهما وأن يراهما ولكن ذهب الصوت وأختفى ومابقى له سوى الذكرى .
صرخ بقهر وهو يفتح عيناه : ديـــمــة...ديمة .
قفز عامر ووقف وهو يقول لجارح : جارح تبي شي ؟
جارح بصراخ موجع : أبي أمي وديمة تو كانو هنا سمعت أصواتهم والله سمعتهم .
عامر لم يسمع صوت قط منذ قليل كان لا يستمع سواء لصوت الأجهزة .
فأيقن أن جارح قد يكون يحلم بهم فتلك الأحلام الوردية أتت مع نهاية مفعول المنوم .
جلس جارح وهو يصرخ : أبي أمي وديمة حرام عليك تو كانو هنا روح جيبهم لي .
خرج عامر وذهب إلى إستقبال الطابق الثالث يستفسر إن كان أتو منذ قليل أمرأتان وكانت الإجابة ( لا ) .
عاد عامر إلى جارح الواقف بجواره الطبيب الذي يحقنه بمنوم أخر لمدة ثمان ساعات : أستاذ عامر إرجع للبيت وإرتاح إنت الأرهاق واضح عليك.
عامر لم يهتم لكلام الطبيب : ليش يادكتور تعطيه منوم ؟
الدكتور : إنت ماشفت إنفعاله وصراخه جارح كان بيطلع من هنا يحاول ينزل المغذي حالته سيئة جداً .
عامر بمكر : طيب حالته كذا يعني مافيه سبب وراء هذا كله ؟ ليش ماتدخلون الشرطة بالموضوع ؟
الدكتور عقد حاجبيه : سبب مثل أيش ؟
عامر : مأدري أنا أشوف حالة جارح مستحيل واحد يسويها بنفسه أكيد وراء هذا شخص حاقد ويمكن مجرم جارح صار مايأكل وهذا وضح لنا بالتقرير الطبي من سنتين ماشاف الشمس يعني معقولة هذي حالة شخص صاحي ؟ كان الأوكسجين بالمكان اللي هو عايش فيه قليل وهذا اللي أتعبه زيادة...دمه مافيه منه قطرة سليمة وكل هذا من فعل التراب اللي هو عايش عليه يعني الشي هذا راح عن بالكم ولا توقعتو أن فيه شخص مدبر هذا كله ؟ أنا أشوف لو تتدخل الشرطة بالموضوع هذا أحسن بكثير من حقنه بكل يوم بمهدي تقدر تقولي متى بتستمر الحالة هذي معاه ؟
الدكتور ذُهل من معلومات عامر نعم كل هذا صحيح ولكن كيف لم ينتبه أن هناك أسباب لحالته المتدهورة .
دخل متعب وهو يقول : لا دكتور الشرطة أبعدوها عن الموضوع جارح فيه اللي مكفيه .
عامر بغضب هادر : وأنت وش دخلك ؟
متعب بعصبية أكبر : أظن إسمه هنا بالمستشفى جارح بن عيسى يعني لي الحق أني أتصرف باللي أبي وهو هنا أخوي مهوب ولد عمك .
عامر : خلاص أنا أرفع القضية مو لازم من المستشفى .
متعب شعر أنه بمأزق فلم يحسبُ حساب كل ذلك : عامر إستهدي بالله وتعوذ من الشيطان وجارح مو حمل متاعب عشان ندخل موضوع الشرطة ويصير مرض زود على أمراضه...اللي سوا فيه كل هذي بيتعاقب وإذا مو عقاب دنيوي عقاب أخرة .
خرج الدكتور وإقترب عامر من متعب : أنا إلى الحين ما حاسبتك على أسم جارح وليش الأسم ناسبه لأبوك وشلون صار كل هذا تحت رضا أبوك.
متعب بهمس : متعب بن عيسى مايصعب عليه شي وربي هو اللي واهبني الشي هذا .
عامر بغضب : صح أني وعدتك ما أسألك عن جارح أي شي بس اللي صاير شي يستفز وإنت تدخلك بحالة جارح مستفز .
متعب : أنا عملت خير لولد عمك تجازيني كذا إني أستفزك خلاص إنت أبعد وأرجع لأهلك وصدقني جارح بيرجع لكم .
عامر : لا ماراح أرجع لأهلي إلا إذا طلع جارح من المستشفى واللي سوا كل هذا والله مايروح من يديني .
متعب بعصبيه : أنت أهبل ولا تستهبل هو كل ماصحى جلس يصارخ ويقول حمد بيقتلني يعني إلى الآن ماعرفت أنه حمد اللي مسوي فيه كذا ؟ وأنا زورت إسمه ونسبته لأسم أبوي لأني خايف على أهل صديقي ويمكن يطلع لأحد أسمه جارح بن نايف ويعرفون أمره أهله وأنت عارف الصحف والنت كله أخبار عن عائلة السيف أخاف ينزل ذا الخبر بالصحف .
عامر بعدم تصديق : ويعني نسبته للسفير عيسى بن محمد آل متعب ولا خفت أنها تنزل صورة ويعرفونه أهله الحقيقيين ؟
متعب : لا تطمن أنا لي سلطة ومنعت أي خبر ينزل عن عائلتي بالسعوديه .
عامر بإستهزاء : فيك الخير يأبو عيسى .
متعب بإستهزاء مماثل : بعض مما عندك يأبو سلطان .


********************


منزل نايف السيف ~
مع نسمات الصباح وبأجواء الحديقة الرائعة .
الدكتورة إسراء بإبتسامة : ماشاء الله ديمة حالتك متحسنة حيل وهذا من إستجابه للعلاج هذا أكيد إنها إنفكت عقدتك .
ديمة بإبتسامة وهي تضع كأس العصير على الطاولة : الحمدلله جارح طلع من العذاب اللي هو عايش فيه .
حصة بإبتسامة : والله أنك وجه خير على ديمة من حجزنا عندك مواعيدها تغيرت بعد ثاني جلسة علاج .
الدكتورة إسراء : الحمدلله...ديمة بس تحتاج أكل صحي عشان تقدر ترجع صحتها بشهرين فقط .
ديمة : هذا أنا مهلكة نفسي بالأكل الصحي أربع أيام بس زاد كيلو واحد .
الدكتورة إسراء : أنا أعرف إخصائية غذاء بمستشفى دلة روحي لها وهي تقدر تخدمك .
وأخرجت بطاقة تلك الدكتورة من حقيبتها ومدتها لحصة : هي يمكن أفضل أخصائية بالرياض كلها .
أخذت حصة البطاقة وهي تقول : دوامها صباحي ولا مسائي ؟
الدكتورة إسراء : لا صباحي وإذا مو مناسب لك الصباح فيه الدكتور مجدي بالفترة المسائية بعد دكتور ممتاز .
نظرت ديمة إلى والدتها : يمه أنا أبي الفترة المسائية الصباح أكيد حوسة وزحمة .
حصة : لا خليك الصباح عند الدكتورة أحسن من الدكتور والزحمة تصير بالليل والصباح كلن ملتهي بدوامه .
وقفت الدكتورة إسراء وهي تحمل حقيبتها : عن إذنكم .
ووقفت معها حصة وودعتها وديمة تقلب البطاقة بين يديها .
( الأخصائيه إيمان العادل إخصائية تغذية بمستشفى دله...
مأدري ليش أحس أنها ماراح تخدمني بشي...فترة الصباح برنامج غذائي ؟
كيف أقنع أمي أن المساء أجمل "
أتت والِدتها وسحبت الكرسي وجلست : ديمة حبيبتي بنروح إن شاء الله بكرة الصباح للدكتورة عشان ترجعين بنتي اللي أعرفها .
ديمة : يمه رقمها موجود بالكرت بس أنا مأبيها أبي فترة المساء .
حصة برجاء : ياماما فترة المساء عند دكتور وأكيد زحمة حيل
وبعدين وقت المساء أكيد بيصير فيه مناسبات ماتقدرين تروحين للمستشفى كل يوم .
ديمة : ويمكن علاجي مو يومي .
حصة برفض : لا ياديوم مأبي الفترة المسائية .
ديمة بعد تفكير : ممم خلاص الفترة الصباحية وأنا مو مرتاحة لها .
حصة : وأنا موب مرتاحة للفترة المسائية .
ديمة إبتسمت لوالدتها : يمه إتصلي على فطوم تجي تفطر معانا .
حصه أخذت هاتفها من على الطاولة وإتصلت بفاطمة : صباح الخير...تعالي أفطري معانا بالحديقة...جعلك سالمة يأم ذوق...أحنا بإنتظارك .
وماهي إلا دقائق وخؤجت لهم فاطمة من باب المدخل .
وصلتهم بتعب وهي تقول بإبتسامة : صباح الخير .
ديمة وحصة : صباح النور .
فاطمة جلست بجوار ديمة وهي تقول : وربي بيتنا بقومتك متغير صاير فيه سعادة .
ديمة بإبتسامة : وإن شاء الله تكمل السعادة هذي إذا رجع جارح .
فاطمة بفزع : إلى الحين باقية على هبلك ؟
ديمة بهدوء عكس ثوران فاطمة : بتعرفين إنك أنتي الهبلة لارجع جارح .
فاطمة بعتب : ديمة ياقلبي وش هالكلام ترا من جد بتعذبين نفسك لا أكتشفتي بنفسك إن جارح مات ولا له وجود بيننا .
حصة بغضب : خلاص ياديمة أرفقي بحالي أرحميني ولو شوي ولاتجيبين طاريه وأنا جالسة .
ديمة نظرت إلى والدتها : يمه والله من جد لو ولدك متوفي كان قلت حرام أجيب طاريه وأمي موجودة بس هو مو ميت .
وقفت حصة وهي تقول : عن أذنكم بروح لأم علياء عازمتني على القهوة .
فاطمة بهمس : عاجبك كذا كسرتي قلب أمك .
ديمة بقهر : طيب وش أسوي ما أبي أمي تبكي جارح وهو حي .
فاطمة تشعر بقهر من تلك الفتاة التي كسرت قلب والدتها وشرخت جرح لا يمكن أن يندمل : حي ؟ طيب وينه سنتين ماشفناه دامه حي .
ديمة : المشكلة صدقيني فينا مهيب فيه .


********************


حلّ الليل بضلامه وغطّى أرجاء مدينة الدمام .
في مجلس مليء بالاضواء كانت تجلس نُهى بين بنات عمها ( نوف و أماني ) شقيقات زوجها وليد .
وزوجات أشقاء وليد [ سمر زوجة رائد ونجوى زوجة مالك ] .
قالت أماني وهي تُأكل إبنُها الصغير : نهى إنتي ليش ماحملتي إلى الحين ؟
نهى شعرت أن أماني تجاوزت حدودها أي وقاحة هذي تسألها وكأنها السبب في تأخر حملها : ربي ماكتب لي أحمل .
نظرت أماني إلى والدتها : يمه لها أربع سنوات من زواجها وإلى الآن ماحملت أكيد عندها مشاكل .
أم وليد بطيبتها المعتادة : أماني ياقلبي المشكلة بنهى ووليد إنتي وش دخلك وإذا هم يبون عيال يقدرون يتعالجون أو يحلونها بينهم .
أماني وهي نتظر لنهى بحقد : قلت لك يايمه نهى ماتصلح زوجة لوليد وشوفي وش صار أخوانه اللي أصغر منه عندهم عيال وهو لا .
نهى بقهر : ربي يحرمنا من شي يرزقنا بشي ثاني...يمكن اللي عندهم عيال حياتهم مافيها إستقرار مثل حياتنا .
أماني : لا اللي ماعنده عيال هو اللي حياته مافيها إستقرار .
سمر وضعت يدها على بطنها وهي تبتسم بخبث : الحمدلله لي سنة متزوجة وحامل بالشهر السادس وحياتي كلها إستقرار .
نجوى بغضب : أحمدو ربكم على النعمة اللي أنتم فيها يتكلمون عن نعمة ربي عليهم وكأنه هم اللي منعمينها على أنفسهم .
سمر نظرت إلى نوف وهي تقول : نوف شاركينا بالحديث .
نوف وهي منشغلة بإبنتها الي تأكل : سمر وأماني أسواء ثنتين عرفتهم لا حكي مثل الناس ولا سنع مثل الناس...لا تهتمين لكلامهم يانهى .
نهى شعرت فعلاً إنها هي المصدر الرئيسي لسعادة سمر وأماني فهي ليست المرة الأولى التي تتعرض به نهى لكلام مؤذي .
نظرت نهى إلى نوف وأم وليد الجالسات بجوار بعض : والله لو قايلة لي يانوف إن أماني وسمر بيجون كان ماجيت .
نوف : تقطعين فينا يانهى والسبب المريضات هذولا ؟
نجوى بإعتراض : لا يانهى لاتصيرين مطنزة لهم ولا يهمك كلامهم .
ضحكت نهى ظاهرياً بينما في داخلها تغلي من الغضب : هههههه أهتم لكلامهم لا ياقلبي أنا ما أقصد بس ماله داعي أصير سبب بنكد أمي عواطف (أم وليد ) وماله داعي يصير المجلس حرب بيننا .
أماني بإندفاع : لا والله مسوية فيها موب مهتمة ؟ أي حرمة بمكانك راح تهتم للكلام اللي يجيها بس أنتي ماعندك دم .
سمر بإبتسامة : من جد يابنت خالتي هي ماعندها دم الله يصبر وليد عليها .
أم وليد بعصبية : بس أنتي وإياها ولو مأنتي ببيتي يأماني ولا كان علمتك الأدب على أصوله بس عيب علي أربيك وعيالك قدك .
أماني بلعت ريقها وذهبت إلى مكان العبايات وإردت عبائتها وأتت إلى صغيرها وهي تقول بقهر : تصغريني يايمه قدامها وكله عشان ترضى عليك...خليها تنفعك .
وخرجت وهي غاضبة ووالدتها تنظر إلى إبنتها الكبرى نوف : نوف يمه أطلعي راضي أختك عجزت معاها .
نوف بإبتسامة : يمه أماني صغيرة ولا تعرف مصلحتها ولا تعرف وش قد الكلمة اللي هي تقط .
ام وليد : ومتى بتعرف يعني وتتعلم ؟ مابعد العمر هذا معرفة .
شعرت نهى إنها السبب بكل ماحدث ونهضت وقبلت رأس أم وليد : يمه لاتزعلين وأماني أنا بكلمها وأتفاهم معاها .
أم وليد بإبتسامة : جعل عيني ماتبكيك أنا أشهد أن منيرة عرفت تربي .
نهى بإبتسامة : الله يرفع قدرك...عن إذنكم .
وإرتدت عباءتها وخرجت ونظرت إلى سيارة السائق .
ركبت في السيت الخلفي وهي تقول : ميرو تأخرتي .
ميرا بإبتسامة : بيت أهل رجلك بأخر الدنيا .
نهى وهي تخرج هاتفها : بتصل على وليد وأقوله إني بطلع معاك .


********************

منزل خالد الصالح ~
جميلة خلعت عباءتها وهي تقول : مساء الخير .
رفع خالد رأسه ونظر إليها : مساء النور ياهلا والله بزوجتي المصون اللي إلى الحين ماعرفت السنع .
وقفت جميلة التي كانت متجهة للغرفة ولفت جسمها إليه وهي ترفع حاجبها وتقول : لا والله ؟ إلى الحين ما أعرف السنع ؟
خالد : إيه ماتعرفينه واللي تعرف السنع ترجع لبيتها بوقت مبكر مهوب الساعة 11 .
جميلة إزداد غضبها : أظن إني بالوقت هذا كله عند جدتي...ويمكن أنت اللي ماتعرف السنع لأني ببيت أهلي لو أجلس إسبوع مافيها شي .
خالد وقف وهو يقول : جميلة أنتي وش فيك كل ماشفتيني صرتي كبريت محد يقدر يحاكيك .
جميلة بإستغراب : أنا ولا أنت اللي شبها من البدايه ؟
خالد : إنتي لو أنك راجعة بوقت مبكر ماراح تتعرضين للكلام هذا .
جميلة : أصلاً إنت مريض نفسياً والحكي معاك ضايع أروح أنام أصرف لي .
ودخلت في الغرفة وهي غاضبة .
وخالد نزل إلى الأسفل : جواااهر .
خرجت جواهر من المطبخ وهي تقول بإبتسامه : هلا خلّود .
خالد من أن رأى جواهر أبتسم لها : خلّود بعينك .
ضحكت جواهر : ههههههههههههههههه إلى الحين بدوي وماتمشي عندك المسميات هذي هذا وإنت دارس بأمريكا .
خالد إتسعت إبتسامته : أدرس بأمريكا مو معناته أضيع السنع .
جواهر ضحكت على كلام أخيها : هههههههههه طيب وش كنت تبي ؟
خالد : وش ردك على ولد عمك اللي له أسبوع ينتظر الرد .
جواهر شعرت بخجل شديد : أنت وش رايك ؟
خالد : رايي إنك توافقين عليه لأنك ماراح تلقين أحسن منه .
جواهر : أجل أنا موافقة .
خالد قبّل رأس جواهر : مبروك يأختي وصدقيني ماراح تندمين .
جواهر : الله يبارك فيك .
وخرج خالد من البيت وهو يتصل بأبن عمه .
أتاه الرد سريعاً : هلا أبو هتان .
خالد بإبتسامة : هلا بك يأبو عبدالرحمن تعال لبيتنا بطلع معاك لأي مكان عندي لك خبر مهم .
ضحك سعد وبمرح : شكل أم هتان مسويه لك شيك أوت من البيت .
خالد : ههههههههههههههههه وأنت دايم ظنك سيء فيني ؟ مشتاق لك ياولد عمي ومن زمان عنك وأبي أمشي معاك وأخذ أخبارك .
سعد : طيب الحين جايك أصلاً أنا قريب من بيتك .
خالد : كم يبي لي أنتظرك ؟
سعد : دقايق بس .
خالد : أنتظرك .
ثم أغلق المكالمة وهو يسند ظهره على سيارته بإنتظار سعد .
" ماذا حدث لك ياجميلة لم تعودي كما عهدتك ؟
هل أنتي محقة اصبحتي لاتطيقي حتى أسمي ؟
إذ ما الذي دفعكِ للعوده إليّ بعد ثلاثة سنوات
دامت دون أن تسمعي صوتي أو ترين صورتي
حتى عندما أردت أن أعقد عليكِ
قالت لي أمي إنكِ من المؤكد نسيتي خالد بحسناته وسيئاته
هل هو الحب الذي دفعكِ على العودة إليّ ؟
عدتي جميلة بل أجمل مما كنتي عليه
ولكن روحك تختلف عن ماكنت أعهدها تنامي بجواري
وقلبك ليس بجواري وكأنكِ جسداً بين يدي دون روح "
قطع عليه أفكاره صوت سيارة سعد خرج خالد إلى الخارج وركب بجوار سعد وهو يقول : غريبه ما تأخرت كالعادة .
سعد بمرح : أبي أشوف وش ذا الخبر اللي عندك .
قالها سعد وهو ينظر إلى الطريق .
خالد : الخبر أن جواهر بنت عبدالله موافقة عليك .
ضغط سعد على الفرامل بقوة توقفت السياره وأحدثت صوت ضجيج نتيجة إحتكاك العجلات بالشارع .
صرخ خالد : مجنون إنت وشلون توقف كذا ؟
سعد حرّك السيارة وهو يقول : وأنت مجنون تقولي خبر مثل ذا وأنا أسوق حتى ماخليتني أعبر عن فرحتي .
خالد : ههههههههههههههههه تعبر عن فرحتك ؟
سعد بسعادة : والله من جد فرحان لأن بنت عمي موافقة علي .


********************

الساعه إحد عشر ونصف ـــ شاطئ الخبر ~
كانت نهى تقف بجوار ميرا : تخيلي ميرا يقولون كذا قدامي .
ميرا بغضب : وأنتي غبية وأكيد بلعتي لسانك وسكتي .
نهى بغضب أكبر : أجل أزعّل عمتي عواطف عشان بس أثبت لهم أنه مأحد يجاريني بالكلام مثلك .
ميرا شعرت أن نهى تحمل بحديثها الكثير من السخرية : أوكي إسخري مني بس إسمحي لي أقولك تستاهلين وحقك وماجاك لأنك تأكلين تبن قدامهم وتثبتين لهم أنك غبية ولا تأخذين حقك .
نهى شعرت أن الجو بينهما بدأ يشتحن وقالت بمزح : إذا كان أنتي لسانك يلوط أذانك غيرك مايقدر يصف كلمتين على بعض .
ميرا : من جد لو المشكلة صايرة لي كان والله ماخليت أحد يتكلم فيني .
نهى بإبتسامة : أنتي والله مأحد يقدر يجاريك بالكلام بس أنا غير لو قلت كلمة ردو علي بعشر أماني وبنت خالتها .
ميرا : والله لو كانو كل العايلة يتكلمون فيك ماتسكتين لهم .
نهى ضحكت : تخيلي ميرو شكلي بينهم وأنا أخانق ونتهاوش ويمكن أتطلق لأني تهاوشت مع أمون حبيبة وليد .
ميرا : أوكي تتطلقين بس مأحد يقدر يفتح فمه بكلمة عليك تخلينهم لادخلتي يأكلون تبن...قسم قاهرتني كأنك ضعيفة .
نهى بإعتراض : لا كذا عقلي كامل وبالعة لساني مو مثلك يأم لسانين محد يقدر يقول كلمة قدامك .
ميرا : إيه لو أنا مكانك كان مأحد يقدر ينطق كلمة وحدة بحقي .
نهى : ههههههههههههههههه أنا بس أتخيل شكلك بين أماني وسمر كأنكم بحلبة مصارعة .
ميرا : شفتها أماني هذي اللي تصير بنت عمك بس سمر إلى الآن ماشفتها وبشوفها قريب إن شاء الله .
نهى تريد أن تغير هذا الموضوع : المهم خوات سعود هم اللي بيجهزون زواجه يعني أنا أسحب يدي من الموضوع .
ميرا بإستغراب: ليش ؟ هذا وإنتي اللي متحمسه للزواج .
نهى بحقد : أكره بنات السيف وربي العايلة كلها أكرها لأنهم هم اللي قهرو خالتي داليا .
ميرا عقدت حاجبيها : حرام عليك وش هالكره ومأحد تسبب لأختي بشي إلا مشعل السيف وش ذنب بناتهم ؟
نهى : أنا متأكدة أن بنات السيف مغرورات ولا فيه ناس بمكانهم يصيرون بناتهم متواضعات ؟
شفت كثير بنات رجال أعمال مايشوفون الأرض من كثر ماهم شايفين أنفسهم .
ميرا بهدوء وهي تنظر إلى إرتطام الموج بصخر الشاطئ : هذا تفكير الناس المريضة وهذا إسلوب وحركات اللي كانت بنت فقر وبيوم وليلة صارت بنت عز ولا بنات السيف من صغرهم وهم بعز وصدقيني بيصيرون متواضعين يمكن أكثر مني ومنك .
نهى بضيقة : قسم من قالي سعود عن حماس خواته وتجهيزاتهم لزواجه وأنا كارهة الزواج كله...شكلي بدور عذر مابي أحضر الزواج .
ميرا بعصبية : لا والله مسختيها تتركين زواج سعود عشان عقلك وتفكيرك الغبي ؟
نهى : والله غصب عني .
ميرا : يكفي أنا ما أقدر أحضر الزواج قبل الزواج بيومين بروح لطنجة وبكمل إجراءات المشروع اللي بنقله هنا حتى حاولت أأجله بس رفضو يقولون حاجزة الموعد هذا من سنتين يعني ما أقدر أغير فيه ولا شي والله مقهورة .
نهى بإبتسامة : يابختك ليتني أقدر أروح معاك لطنجة .
ميرا : والله أنك غبية وماعندك سالفة طيب وين المشكلة إذا كان بنات آل سيف مغرورات ؟
نهى : تخيلي أنتي بين ناس مغرورين أكيد بيعتبرونك طوفة .
ميرا بضحكة : بكل مكان تثبتين لي أنك أغبى إنسانة عرفتها .
نهى : وبكل مكان تثبتين لي أنك متطفلة درجة أولى ألحين لو أنتي بتحضرين زواج سعود بتوقفين مع أهله وهم مو معبرينك .
ميرا : أصير طبيعية وأفرح لسعود بعيد عنهم مو لازم أروح معاهم لكل مكان .


********************

مساء روما ~
حاتم يجلس أمامها ويهاتف أخيه حمد : طيب مين اللي جاب جوالي ومحفظتي بسيارتك ؟
حمد : والله مأدري...ولا تشغل بالك بالأفكار هذي وأكيد أنه اللي سرقهم هو اللي سوا كذا .
حاتم بذهول : يعني وش هدفه ؟
حمد : هدفه أنه يقلقك ويخليك تفكر مين اللي مسوي كذا .
حاتم شعر أن حمد فتح عينه على شيء هو كان بعيداً عنه " يمكن من خمة منال " : مع السلامة أبو كادي .
حمد بإبتسامة : مع السلامة ونشوفك على خير إن شاء الله .
أغلق حاتم المكالمة ووضع هاتفه على الطاوله ونظر إلى منال التي تسأله : وش السالفة ؟
حاتم بحدة : اللي تكلمينه يدري عن زواجك ؟
منال عقدت حاجبيها وهي تقول بإستغراب : اللي أكلمه ؟
حاتم إزدادت حدته فهو مابه يكفيه عن غباء منال : إيه حبيبك .
منال شهقت بعنف فهي بالتوّ تذكرت أنها أجرمت بحق نفسها : لا أصلاً أنا م....
قاطعها حاتم وهو يقف : والله يامنال لو ما أنتي بنت عمي كان طلقتك وإفتكيت منك...وتغطين دنائتك وسفالتك تحت مسمى الحيا وأنتي بوادي والحيا بوادي...إذا أنتي تمثلين على أهلك ترا أنا مايمشي علي تمثيلك وخليك على واقعك لأنصدم فيك وأخليك جثة .
منال تحجر الدمع بعينها ووقفت الغصة في بلعومها يصعب عليها بلعها : والله كل هذا بـ....
قاطعها حاتم وهو يصرخ بوجهها : لا تحلفين بالله كذب...أنا ماراح أعاقبك لأنك ماتهميني .
وخرج وحان لمنال أن تطلق العنان لدموعها فهي كبتت الكثير وأتى الوقت التي هي تنتظره لكي تنفجر ببكاء يغسل جروح غائرة .
جلست على السراميك وظهرها مُسند على الكنب ووضعت رأسها على ركبتيها وإحتضنت ركبتيها وهي تبكي بشدة .
صوت أنينها يملئ المكان إختلط صوت شهقاتها وأنينها مع صوت رنين هاتفها .
شعرت أنها إستهلكت كل طاقتها في البكاء نهضت وذهبت إلى دورة المياه غسلت وجهها بالماء البارد .
عادت إلى الصالة وأخذت هاتفها الذي يرن بإستمرار .
قرأت الرقم جيداً فهذا رقم والدتها كيف ترد عليها وتهاتفها وهي بهذه الحالة ؟
تعلم جيداً أنها حينما تسمع صوت والدتها سوف تبكي فهي لاتريد أن تقلق والدتها
أنزلت هاتفها وجلست على الكنبة وهي تشعر أن الصداع تملك من كل خلية في رأسها .
أخفضت صوت هاتفها حتى عاد الجناح يعمه الهدوء .
تعلم أن والدتها سوف تتصل بحاتم فوالدتها بهذا الحال سوف تتوقع أسواء التوقعات عن حالة منال .
عندما سمعت صوت الباب الرئيسي يُفتح نهضت سريعاً إلى داخل الغرفة .
فتحت الأنوار وذهبت إلى سجادتها إرتدت جلال الصلاة فكبرت لله .
وخشعت في صلاتها فهي قد سمعت في إحدى المقاطع لشيخ يقول كلما ضاقت بك صل لله ركعتين فقط .
وعندما تذنب صل لله ركعتين فلا غير الله سيفرج همك ولا غيره سيمحي ذنبك .
دخل حاتم ورأها تصلي جلس على السرير وهو يعلم أنها لا تصلي فرضاً فالوقت إحدى عشر ونصف ليلاً .
إنتهت من صلاتها وهي لم تنظر له خلعت الجلال ووضعته في مكانه المخصص وكذلك السجادة .
خرجت من الغرفه دون أن تتكلم ذهبت إلى هاتفها وإتصلت على والدتها : الوو .
فاتن : هلا منول هلا حبيبتي...وينك يمه عن جوالك أحرجتيني مع حاتم إتصلت عليه .
منال بصوت جاهدت حتى خرج طبيعي : كنت مشغولة يمه .
فاتن بإبتسامة : يعني ألهاك حاتم حتى عن امك...ويوم كلمته وهو يقولي منال معاي بس راحت تسلم على وحده تعرفها .
منال : تعرفين يمه عروس ومستحية أطلع جوالي قدامه .
فاتن : يحق لك تستحين...كيف إيطاليا ياقلبي ؟
منال بهدوء : جميلة...عشقي إيطاليا وأنا ممتنة لحاتم بهالسفرة .
فاتن بسعادة : الله يسعده كثر ما أسعدك تعرفين ياقلبي هو ما إختار إيطاليا إلا يوم سأل فاطمة وش أكثر دولة تحبينها .
منال بإستغراب : سأل فاطمة ؟ طيب ليش ؟
فاتن : ياقلبي ياحاتم يبي يسعدك من بدايتها .


********************

صباح الرياض ـــ الساعات المبكره من الصباح .
إستيقضت ديمة وبعد ما انتهت من استحمامها نزلت إلى الأسفل وهي تحمل عبائتها وحقيبتها على ذراعها .
قبلت رأس والدها ومن ثم والدتها ومن ثم أخيها حمد .
وبمداعبة قبلت رأس فاطمة وجلست بجوارها .
نظر لها حمد ونظر إلى الحقيبة والعباءة الموضوعات على الكرسي بجوار ديمة : وين بتروحين ؟
ديمة بعد ما أنزلت كأس العصير : بروح للدكتورة .
حمد بإستغراب أمتزج بخوف : دكتورة ؟ سلامات ؟
ديمة بإبتسامة : أبي أستعيد وزني وحالتي الصحيه أنا الحين استعدت تقريباً 60% من صحتي والأهم من هذا كله أني قدرت أوقف وأكل .
نايف بمودة : جعلك من الحال هذا وأفضل يارب والله يرد لك صحتك بأقرب وقت ونذر علي لارجعتي مثل قبل لأسوي لك حفلة لا صارت ولا أستوت .
ديمة بكلامها التي لا تجلس بمجلس دون أن تقوله : إن شاء الله الحفلة هذي بتصير بسلامة جارح .
حصة نظرت إلى حمد مع ارتجافة يده وإنسكاب كوب الحليب على يده : بسم الله عليك وش فيك ؟
حمد بإبتسامة لوالدته : مافيني شي يمه بس ديمة صايره تقول كلام ماله داعي .
ديمة : ماله داعي وإنت البارح تسألني عن جارح إذا هو إلى الآن عايش أو لا ؟
حصة بعصبية : عيالي والله أنهبلو ديمة مصدقة خبالها وحمد ما أدري وش اللي صار له .
حمد شعر أن لسانه معقود لا يستطيع أن ينكر حديث ديمة ولا يستطيع أن يجعل والدته تشك أن أخيه إلى الآن على قيد الحياة .
وقف حمد وهو يقول : عن إذنكم بروح للشركة .
وخرج وركب سيارته الفاخره وخرج من أسوار قصور السيف ذاهباً إلى الشركة .
وهو بالطريق إستوقفته إحدى الإشارات المروريه ونظر إلى السياره التي تقف بجواره .
أغمض عينيه ونفض رأسه من تلك الأفكار وهو يشعر أن أعين الرجل هي أعين جارح .
أنطلقت السيارات وإستيقض حمد من دوامة أفكاره وخوفه على أصوات البواري المزعجة .
أنطلق بسرعة إلى تلك الشركة وهي شركة آل سيف القابضة نزل وسلم على إحدى الموظفين .
وصعد بالمصعد حيث مكتب عمه مشعل طرق الباب ودخل : صبحك الله بالخير .
تهلل وجه مشعل ووقف وهو يقول : هلا والله بأبو كادي صبحك الله بالنور .
جلس حمد على الكرسي الفخم بعد ماسلم على عمه : والله إن ذا العرس فال خير علينا أنت رجعت ولد أخوي اللي أعرفه وديمة الحمدلله طلعت من غرفتها وقدرت تأكل وتجلس مع الناس بعد ماكانت شبه ميتة .
حمد : الحمدلله...ممم عمي أنا عندي موضوع شاغلني من البارح...سعود أخذ حقه من الورث ؟
مشعل أنزل القلم الذي كان بيده : لا .
حمد بإستفسار : والسبب ؟
مشعل بعد مانسف شماغه على عقاله : السبب أن أنا وأنت كنا معارضين للفلوس هذي وصرفها .
حمد : وتتوقع لو كلمنا سعود الحين بياخذهم ؟
مشعل : ما أظن ياحمد سعود صاير مايطيقني ولا يكلمني هو صح أنه تأدب وصار مايقط علي كلام ماله داعي بس أنه مازال مايطيقني .
حمد : ومن اللي قال سعود مايطيقك ؟
مشعل : أنا ياحمد كرهت نفسي مليون مرة بعد ماربطته بملك غصب عنه
بس وش أسوي ما أضمن أن سعود بيبقى حولنا صح إني تصرفت بغباء بس وش أسوي هو من أول يوم وهو سال سيفه علي .
حمد بإبتسامة : بس سعود أخذ اللي تستاهله وهو يستاهلها الله يوفقهم .
مشعل بنبرة غريبة نبرة لم يعتد عليها حمد : جعلني أشوف سعود عريس وأشوف عياله .
حمد نظر إلى مشعل بتمعن : وش فيك ياعمي كأنك تتكلم عن بزر مهوب رجال عرسه بعد أربع أشهر ؟
مشعل : فيه شي غريب بزواج سعود له شهرين متملك على بنت عمه ولا طلب مني يكلمها ولا يشوفها .
حمد : عادي أنا ماطلبت منك أشوف فاطمة وأنا كنت أنتظر اللحظة اللي تجمعني فيها .
مشعل بإستفسار : كنت تحب فاطمة ياحمد ؟
حمد بإبتسامة : أحبها أول وتالي وأحبها من أول قطرة إلى أخر قطرة بدمي .
مشعل بمرح أخذ علبة المنديل وضرب بها حمد وهو يقول باسماً : إستح على وجهك ياولد .
حمد : أنت اللي تسألني ياعمي وبعدين هي مرتي ولا فيها شي لو تغزلت فيها قدام ابوها .
مشعل ضحك بخفوت ثم أردف : روح لشغلك وخلص بدري لأني عازمك اليوم على الغداء أنت وبناتك .
حمد وقف وهو يهتف : إعذرني ياعمي أنا واعد البنات العصر أوديهم للألعاب .
مشعل : الله يهديك وين توديهم للألعاب وأحنا اليوم الأحد على الأقل خله يوم الخميس .
حمد أبتسم : والله طلبت مني كادي ولا أقدر أردها .
مشعل تأثر بشدة فهو لم يرأى حمد بهذا الحنان منذ إحدى عشر عاماً مطلقاً : الله يديم السعادة بينكم ويخليك لبناتك ويخليهم لك .


********************

منزل الجده علياء ~
عندما إستيقض سعود الساعة العاشرة صباحاً ذهب إلى جدته التي تفطر لوحدها في الصالة الشاسعة والواسعة .
سعود لفت نظره حياة الترف والثراء التي يعيش به أهله فجدته ذوقها لست بالرفيع إنما ذوق مسنة وإن كانت إمرأة رجل أعمال .
فهو يعلم أن جدته كانت من البادية ومن إحدى مناطق الشمال وعندما أتت إلى الرياض كان جده إبراهيم يعيش بترف رغم قلّ المال آنذاك.
ولكن كان هناك عائلات غنية في نجد وكان من بينهم الشاب الطموح ( إبراهيم السيف ) .
الجدة علياء عندما تأقلمت مع وضعها الأجتماعي وعيشها بعيداً عن أهلها أصبحت تسافر إلى خارج الدولة .
ولكن يتبقى هُناك تمسكها بعاداتها البدوية الناتجة عن إبنة صحراء .
رأى سعود تلك البدوية الجميلة التي تتناول وجبة الإفطار قبّل رأسها وجلس أمامها على الأرض : صباح الخير يأحلى جدة .
الجدة علياء : ياصباح النور والرضا ياهلا والله بسعود...وراك نايم كل هالوقت ؟
سعود : من أمس ماجاني نوم ورحت مع سيف للأسطبل .
الجدة علياء أزدادت إبتسامتها حتى بانت تجاعيد وجهها : شد حيلك يأبو مشعل نبيك تجيب المركز الأول .
سعود : إن شاء الله إني ببيض وجيهكم بذا البطولة .
ثم أردف مازحاً : غريبة الحايلية اليوم منزلة برقعها ؟
ضحكت الجدة وهي تقول : هههههههههههه من بعد ماطلبت مني ماقدرت أردك .
سعود : على قولتكم يابعد حيي ياجدتي .
الجدة علياء إتسعت إبتسامتها : الله يخليك لي ويبقيك ويعز شانك ياولدي .
سعود : ويخليك لي يارب...وش رأيك ياجدتي لا تزوجت إن شاء الله تسكنين عندي بالشرقية ؟
الجدة علياء بذهول : أترك بيتي اللي جلست به أكثر من ستين سنة وأسكن عندك ؟ أنت اللي إسكن عندي من بقى لك بالشرقية ؟
سعود أخذ نفس عميق : الشرقية مكان ميلادي وهي المدينة اللي جمعتني بأمي مأقدر أتركها .
الجدة علياء : طيب أوعدني أنك تجيني كل شهر ترا والله صرت مأصبر عنك...والشرقية والرياض مابينهم شي كلها 360 كليو .
سعود بعد ما أنزل كوب الشاي الساخن : أبشري باللي يرضيك .


********************

مستشفى دلة بالرياض ~
تمشي بجوار والدتها ذاهبتا إلى مكتب الدكتورة إيمان .
همست لوالدتها : يمه أحس إننا متأخرين الساعه قربت تصير عشرة وربع .
حصة : لا مو متأخرين وبعدين أحنا بس جايين نحجز موعد عندها .
دخلتا إلى متكب الدكتورة ووقفت وهي تصافحهما .
جلست وهي تقول : سلامات ديمة إيش فيك ؟
قالته الدكتورة وهي تفتح سجل المرضى في الدفتر الكبير الذي يحمل بين طياته قرابة ألف ورقة .
وقعت عين ديمة على ذلك الأسم (جارح.....





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.