آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          142 - على باب الدمع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          143 - صارت دخانا - مارغريت واي ... ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          144 - الثلج الأسود - جانيت ديلي (الكاتـب : عنووود - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرافن (الكاتـب : حبة رمان - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          مشاعر على طول الأمد (42) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عرش السُلطان، للكاتبة/ خيال. " مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-14, 07:54 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مساءكم عذوبة كأرواحكم .
مساءكم طيبة كقلوبكم .
مساءكم فخامة لا تليق إلا بكم .
غالياتي ( وفاء الطوايلة . أفنان 20 . رنودتي . رهوفا ) .
أسعدكن الله كما أسعدتوني بردودكم .



قراءة ممتعة مقدماً .

الجزء الخامس عشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .





مستشفى دلة بالرياض ~
تمشي بجوار والدتها ذاهبتا إلى مكتب الدكتورة إيمان .
همست لوالدتها : يمه أحس إننا متأخرين الساعه قربت تصير عشرة وربع .
حصة : لا مو متأخرين وبعدين أحنا بس جايين نحجز موعد عندها .
دخلتا إلى متكب الدكتورة ووقفت وهي تصافحهما .
جلست وهي تقول : سلامات ديمة إيش فيك ؟
قالته الدكتورة وهي تفتح سجل المرضى في الدفتر الكبير الذي يحمل بين طياته قرابة ألف ورقة .
وقعت عين ديمة على ذلك الأسم (جارح عيسى متعب آل محمد ) .
شهقت بعنف ونظرت إليها والدتها والدكتورة رفعت رأسها بإستغراب .
ديمة نزلت عينها وهي تقول : يمه قريت أسم جارح هو نفس مرضي يعني إحتمال يصير جا....
قاطعتها والدتها بحنان أمومي : ياقلبي مو أخوك يعني مافيه بالدنيا إلا أخوك ؟
ديمة برجاء وكأن والدتها تثبت لها أن جارح بعيداً عنها وليس بأرجاء هذا المستشفى .
الآن لا يفصلهما إلا طابق فقط وهاهي الآن تتعالج بذات العيادة التي حدد لجارح أن يتعالج بها .
علاجهما واحد ومرضهما ذات المرض كيف لها أن تجهل توأمها الذي عاشت معه أكثر من عيشها مع والدتها .
حتى عندما كانت مريضة كانت تعيش مع طيفه وتعيش مع ذكرياته لا يوجد بدنياها سوى جارح .
الدكتورة نظرت إلى الأسم وهي تتذكر ذلك المريض جارح .
إعتصرت ذاكرتها تتذكر المريض ولكن تذكرت جيداً أن جارح فقط حُجز له موعد وفترة علاجه سوف تكون عند الدكتور أمجد فهو الآن وضعه الصحي متدهور للغاية .
ديمة جلست على الكرسي والدكتوره تسجل بيناتها وتقاريرها الطبية .


********************

عصر روما ~
بدأ نزول الثلج بشدة في شمال روما .
هتف حاتم وهو يشعل المدفئة : لو كنت عارف أن جو إيطاليا بيصير كذا كان ماجينا .
منال الجالسة على الأرض مرتدية جاكيت يصل منتصف ساقيها صوف لونه رمادي .
نظرت إليه بعينيها الفاتنتان الخالية من الحكل أو المسكرا .
وكانت هذه النظرة مثل السعير على حاتم شعر أن قلبه ينبض بشدة وكأن البرد الذي يطغى على هذه المدينة تحول إلى سعير بصدر حاتم .
شتت نظره بعيداً وهو يقول : أقصد يعني لو رايحين لدولة ثانية أحسن .
منال بعد ما أنزلت كوب الحليب الساخن وهي تقول : هي كذا روما بشهر يناير بس يبقى جوها حلو .
حاتم جلس بجوار منال وهو يقول بإستهزاء : يمكن الغالين هنا ؟
منال فهمت ماذا يقصده ولكنها إدعت الغباء وهي تقول بإبتسامة : كل الغالين بالسعودية مالي أحد هنا .
شعر حاتم أن منال تقصد محبوبها : الله يردك لهم بالسلامة .
منال نهضت وجلست على الكنب وهي تقول : أمين يارب...متى نمشي الجو كل ماله يبرد أكثر ؟
حاتم : إن شاء الله إسبوع ونطلع لميونخ ومن ميونخ للرياض .
منال شعرت بضيق يغزو روحها : وكم يوم نجلس بميونخ ؟
حاتم : بعد أسبوع عاد ميونخ ديرة الحبايب مستحيل أدخل أوروباء وما أجيها .
شعرت منال بالغيرة ففضلت السكوت وهي تعلم جيداً أنه قصد ذلك الكلام كي يخبرها أن بقلبه غيرها .
أخذت هاتفها وهي تدّعي الإنشغال كي لاتشعره بضيقها .
من أن فتحت الواتساب أتتها رسالة من ديمة منذ 14 ساعة وردت على ديمة وأنزلت الهاتف وهي تقول : الحمدلله على سلامة ديمة .
حاتم بإبتسامة : الله يسلمك...منال وش رايك نطلع نتمشى ألبسي لبس ثقيل حيل خلي نمشي بالآيس .
منال بذهول : نطلع بذا الثلج أحنا متجمدين هنا كيف لا طلعنا .
حاتم : عادي إلبسي لبس ثقيل بدون عباية ونطلع نتمشى بالأسواق اللي هنا الجو جميل .
منال نهضت وهي تقول : أوكي بس تراني برقبتك لامت من البرد .
ضحك حاتم : هههههههههههههههههههههه تموتين من البرد والله لو كنتي بزر .
منال أبتسمت فهي لأول مرة تسمع حاتم يضحك من قلبه .
خرجت بعد ما إستبدلت ملابسها وإرتدت بنطلون أسود وبالطو يتجاوز منتصف ساقها وحجاب أسود .
وحاتم يقف بجوارها مرتدي بنطلون أسود وجاكيت رمادي وسكارف أسود وخرجا سوياً .
نظرت منال إلى إحدى البنايات العملاقة والثلج ينزل أمامها بصورة خيالية : وااو شوف الثلج هنا شكله يجنن .
حاتم نظر إلى المكان الذي تشير إليه ( والله ماجنني إلا أنتي ) ثم قال بإبتسامة : جميل .
رن هاتفُ منال وإستخرجته من حقيبتها ورأت رقم شقيقتها علياء ثم أعادته إلى الحقيبة دون أن ترد .
نظر إليها حاتم : ليش ماتردين على جوالك ؟
منال شعرت أنه يتدخل بكل صغيرة وكبيرة بحياتها أجابت بهدوء : مأبي أرد .
حاتم رفع حاجب وأخفض الأخر وبحدة : ليش ماتردين ولا من حثالتك ؟
منال تشعر أنه تجاوز حدوده لذا قالت بغضب : إحترم نفسك وقدر مسماي بنت عمك قبل لا أصير زوجتك...أنا أول مره أشوف زوج يقول كذا لزوجته...دامك رجال ودمك حامي ولا ترضى باللي أسويه ليش ساكت عني الوقت هذا كله ؟
حاتم بعصبية : لأني أكبر منك ومن تفاهتك مأبي أسوي لك شي وكلها كم شهر بس عشان أحفظ ماء وجهك وأطلقك .
منال بقهر : والله قايلة لهم من زمان بس هم يبون كذا لين يطيح الفاس بالراس .
حاتم بغضب هادر : وأنا كنت راضي فيك بأي صفة تحملينها إلا إنها تصير لك علاقات محرمة .
منال بين أسنانها بغضب : كنت أقول الكلام هـ....
قاطعها حاتم بعصبية أكبر : لا عاد تفتحين الموضوع هذا مرة ثانية ولا تقدرين تنكرين الحين .
منال : لو أنكرت كلامي مو عشانك بس عشان إذا طلقتني مايصير السبب هذا هو السبب الرئيسي للطلاق لأنه أصلاً مالها وجود علاقاتي المحرمة .
حاتم شعر بغضب يتملك جميع أطرافه : وش بعده أنكرتي بعد ماعرفتي شخصيتي زين ؟
منال : لا مو كذا بس أنا من جد مأعرف أحد وقلت الشي هذا لأنكـ....
حاتم بصراخ : لأني أيش ؟ إذا عروس وتستحي وخجلها يربط لسانها وإنتي قاعدة تقولين لي أنك على علاقة ؟ أصلاً أنتي ماعندك دم وماتستحين مافيه بنت فوق الأرض بحقارتك تكلمين شباب وتخونين ربك قبل أهلك وبيوم زواجك تقولين لزوجك إنك على علاقة محرمة ؟ أنتي وش جنسك ؟
وبعد ماعرفتي إن الحياة معي ماراح تستمر أنكرتي ؟
منال : لو أنكرت صدقني مهوب عشانك عشان يوم تطلقني وصفحتي بيضاء ولا أصير سبب بكرهك للزواج .
حاتم بإعتراض : لا أنتي اصلاً حاطة لنفسك حجم كبير بعيني وإنتي ماتسوين شي ويكرمون بنات الجاه عن فعايلك وإذا تزوجت بعد ما أطلقك بتزوج بنت الرجال اللي ماتعرف طريق الحرام .
منال لا تعلم ماذا تقول له هي جنت على نفسها وسوف تتحمل جميع مايقول لها حاتم : وش هدفك من ذا الحكي يعني تبيني أتضايق ؟ صدقني ما أهتم للكلام هذا وكل اللي أقدر أقوله إنه ماصار بيننا نصيب واللي جابك يجيب غيرك وحياتي مو موقفة على طلاقي منك .
حاتم ضحك بسخرية : الحين هذي منال الخجولة اللي كانو يقولون لي يمكن تمر شهرين من زواجكم وهي حتى ماتكلمت معاك ؟ لك معي إسبوع بس ولسانك يلوط أذانك وكلامك كله قلة حيا .


********************

مساء الرياض ـــ مستشفى دلة ~
إستيقض جارح من نومه الطويل الخالي من الراحة فهو لا ينام إلا بمهدئات نظر يمينه لا يوجد سوى كرسي خالي .
وصوت ضجيج الأجهزه مزعج نظر إلى السقف وهو يتذكر هل هو رأى عامر حقاً أم إنه يعيشُ أحد أحلامه الوردية .
حاول أن يرفع رأسه وأن يجلس ولكن عجز يشعر أن يديه مقيدتان لا يستطيع أن يحركهما .
حرك يديه بعد طول عناء ورفعهما وأمسك بأطراف السرير وأخيراً جلس .
شعر بدوار وأسند رأسه على الجدار وهو يسمع صوت متعب وعامر في الخارج .
أرهف السمع إلى عامر الذي يتحدث بحدة : أوكي يامتعب إذا صحى جارح بعرف منه كل اللي صار له بذا السنتين .
دخل عامر وشهق جارح بعنف وإنحدرت من عينه دمعة حارقة وهو يرأى أبن عمه وصديقه الذي لم يفارقه .
أبتسم عامر وقبل رأس جارح ونظر إلى جارح ومسح دمعته : الحمدلله على السلامة ياجارح .
جارح بصوت مبحوح : الله يسلمك...سنتين ناسيني فيها ؟ مأحد يتذكرني ؟
عامر يعلم أن جارح عاتب عليهم وبشدة : والله ياجارح كل هالسنتين وحنا نعيش بكذبة موتك .
جارح بصدمة : موتي ؟ من اللي قال أني ميت ؟
عامر بحزن : حمد هو اللي قالنا لأنه جاه أتصال من السفارة السعودية ببريطانيا يخبرونه وفاتك .
جارح بتعب : بس أنت طلعت من عندي وأنت تدري أن مافيني شي وشلون صدقت أني ميت ؟
عامر يشعر بحزن ولوعة تلك اليوم الشنيع : قالي حمد...أنك منتحر...واصلاً الشقة اللي كنا فيها أثبتت السلطات البريطانية أنها إحترقت من أثار إطلاق النار ودفع حمد فلوس تعويض للحريق...وقالو أن اللي فيها إنحرق كثير وهو المنتحر وقلت مأبي أشوفه وتزيد لوعتي لوعة كذا احسن بس ليتني شفتك وعرفت أنك موجود وهذي جثة مزورة غشونا فيها ناس حقيرة ماتعرف معنى الأنسانية .
جارح أقشعر جسده كيف والده ووالدته يصدقو كل ماحدث .
ديمة الأخت القريبة والشقيقة الغالية تنسى جارح ولا تسأل عنه وتلتهي بدنياها ؟
كان في وقت أسره يتوقع أن أهله أنشغلو عنه ونسو أن هناك لهم أبن يحمل إسم جارح .
ولكن صعق عندما قال له عامر أن أهله كانو على خدعة : طيب وديمة ؟
عامر لا يستطيع الحديث فهو لايعلم ماذا سيحدث له عندما يبث مدى وجع وحزن معشوقته ( ديمة ) : مثل مأنت موجوع من الدنيا هي من وجعك وأكثر ديمة ماكانت عايشة مع الناس وكل اللي على لسانها أنك عايش ومستحيل تحس فيك ذا الأحاسيس وأنت ميت وهم فسروه على إنك تتعذب بقبرك مع أنه مأحد يدري عن سالفة إنتحارك إلا أنا وحمد وعمي نايف...كانت دايم تقولي أمي ديمة بتموت حتى المستشفيات والرقية الشرعية مانفعو مع حالتها ماتنام ولا تأكل حالتك تنطبق عليها وهي بعد يمكن أسواء لأنك رجال وتتحمل وهي بنت ماتتحمل نص اللي تتحمله .
نزلت دموعه بإستمرار ماكان يعذبه طوال السنتين الماضية دمعه العصي الذي لا ينزل .
يتحجر بعينيه ولكن لا ينزل وعندما رأى جارح عامر بدأت دموعه بالنزول وعندما سمع حزن شقيقته عليه لم يستطيع تمالك نفسه : ياقلبي عليها وكيفها الحين ؟
عامر : أمي كلمتني قبل يومين وتقولي أن ديمة رجعت مثل ماكانو يعرفونها .
جارح بإستغراب : كيف هي حست أني تعبان ومريض وحزين وأنا ماحسيت فيها ؟
صح أني أحس بضيقة وأحس أن مصدر الضيقة هذي هي ديمة بس ماكنت على يقين أنه ديمة اللي متضايقة...طيب وينهم أمي وديمة وأبوي وحاتم وحمد وعمامي كلهم ليش مايجون ؟
عامر تردد كثيراً ولكن أيقن أنه لابد أن يعرف جارح أن الأمر ليس سهل : جارح هم إلى الحين مايدرون أنك عايش....
قاطعه جارح بذهول : وحمد هو اللي كان بيقتلني وشلون مادرى إني عايش ؟
عامر بصدمة : حمد بيقتلك متى هالكلام ؟
جارح عقد حاجبيه : مأدري متى بالضبط بس قبل لأدخل المستشفى بساعات بس .
عامر " كيف إستطاع حمد أن يصمت ولا يقول لوالديه ذلك الخبر ؟ " : طيب وهو يدري أنك عايش من زمان ولا تو ؟
جارح تذكر تلك اليوم الشؤوم اليوم الذي كان إطلاق لسراحه ولكن قبض على روحه : هو شكله مصدوم لأنه قتل خويه .


********************

منزل خالد الصالح ~
جميلة منشغلة بإطعام إبنُها وخالد يتابع الأخبار ولكن عقله عند تلك الفاتنة التي تجلسُ أمامه .
يدّعي إنه يتابع التلفاز وهو يتابع كل حركاتها وكل مناغاتها لصغيرها .
يشعر بأن قلبه معلق بتلك الفاتنة يشعر بإنه لو يفقدها مرة أخرى لا محالة إنه سوف يودع قلبه .
هي لم تقدم له سوى السخرية وبرودة مشاعرها .
لا ليس برودة مشاعر هي عبرت له عن كرهها له يبدو أنها سوف تمضي سنين طويلة
وهي لم تنسَ تلك اليوم الذي حول حُبها لخالد كره .
نظرت له جميلة وهي تقول : بليز إذا ماتبي تتابع التلفزيون غير عن ذا القناة مابي هتان يشوف الصور هذي .
خالد علِم إنها ملاحظة مراقبته لها منذ البداية فأطفاء التلفاز وذهب إليهما وجلس بجوارها .
وأمسك هتان ووضعه بحجره قبل رأسه وجبينه ثم قال : حبيبي نام بكرة فيه مدرسة .
هتان برجاء : بابا بس بلوح عند ثالح(صالح) ولد عمو .
جميلة بإعتراض : لا روح نام .
خالد إبتسم لهتان : روح بس إرجع عشان ننام .
خرج هتان ونظرت جميلة إلى خالد وقالت بغضب هادر : يعني بس بتكسر كلمتي قدام ولدي...طيب وش بتستفيد لاصار هتان مايسمع كلامي ؟
خالد بهدوء : وأنتي لازم تطلعين بكل سالفة مشكلة ؟
جميلة بعصبية وهي تقف : قسم شي يقهر تخرب ولدي...أبعد عن هتان أنت تركته وهو صغير وش تبي فيه الحين ؟
خالد وضع رجل على رجل : طيب ولدي ولي حق فيه يمكن أكثر منك .
جميلة : أصلاً أنت ماترتاح إلا إذا زعلتني...متى بس يجي اليوم اللي برتاح منك .
أنهت كلمتها ودخلت غرفتها وهي غاضبة بشدة .
" كيف له يفعل ذلك ؟
أ حقاً هو لم يعمل ذلك الخطاء اللي يستحق العراك ؟
إذ ما الذي دفعني لذلك ؟ "
نظرت إلى الساعة تشير إلى التاسعة والنصف نزلت إلى الأسفل ولم ترا خالد .
ذهبت إلى غرفة جواهر طرقت الباب ودخلت : مساء الورد .
جواهر إبتسمت لجميلة وهي تقول : مساء الجوري...هلا جميلة حياك .
جلست جميلة على الأريكة بجوار جواهر التي كانت تقرأ إحدى الروايات : جواهر فاضيه أتكلم معاك ؟
جواهر بإبتسامة : أكيد فاضية ولو موب فاضية أفضي نفسي لعيونك يأم هتان .
جميلة إتسعت إبتسامتها وهي تقول : الله يسلمك ياقلبي...ممم أنا أبي أسألك بالسنوات اللي راحت مافيه أحد منكم طلب يشوف هتان وش المشكلة ؟
جواهر أنزلت رأسها وهي تتذكر تلك الأيام العصيبة : والله مدري وش أقولك ياجميلة الأيام اللي تطلقتي فيها إنقلب بيتنا رأس على عقب...
أبوي الله يرحمه حلف على خالد أنه مايشوف هتان ولا يسأل عنه بس عاد خالد قلبه ماطاوعه يترك ولده كل ذا ولا يسأل
عنه طلب من أبوي أنه يكلم خالتي علياء الله يخليها لكم ووافق أبوي بعد إسبوعين بس من طلاقكم سافر خالد لأمريكا
أمي أصلاً كانت تبي كل أسبوع نشوف هتان مرة
بس أبوي قال أن ماله وجه يقابل آل السيف بعد ماسود خالد وجهه
وبعد ستة أشهر توفت مرة أخوي منصور
الله لايوريك أمي دخلت المستشفى إسبوع كامل وهي بغيبوبه وأخوي منصور الله يرحمه تعرفين مات قبل سناء بستة أشهر
وبقيت أنا وأبوي بالبيت أنا من الصباح إلى الليل وأنا مشغولة بالعزا وبعيال أخوي
وإنتي عارفة أن سناء الله يرحمها كل أهلها ماتو مالها أحد يوقف مع عيالها إلا أخوها وقتها ماكان متزوج
والحين يوم تزوج أخذ عيال إخته يجلسون عنده طول الوقت وبالإجازات يجلسون عندنا...
عشت بعذاب بذيك الأيام...المهم أن عيال أخوي كانو كل إهتمامنا صالح وقتها عمره سنتين وربى عمرها 6 أشهر
إنشغلنا عن كل شي عشانهم...أنا من شفتهم وأنا أقول هتان بألف نعمة مع أمه وبين خالاته بس المشكلة اللي يعيش بعيد عن أمه .
جميلة شعرت بمدى حزنُ تلك الصبيّة التي عانت وربت الصغار وهي صغيرة لاتتجاوز العشرون : الله يرحمها...تصدقين جواهر أنا ماعرفت عن وفاتها إلا بعد الوفاه بتسع أشهر وبكذا أنا فسرت أنكم خلاص نسيتوني تعرفين أنتي وش تعني لي سناء .
جواهر نظرت إلى جميلة : لااا وين راح تفكيرك والله كنت بخبرك بس أمي قالت لي جميلة اللي فيها مكفيها لا تزيدينها بهم فوق همها .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-14, 07:55 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


******************


مضت الأيام بأحزانها وأفراحها .
وإقترب الموعد المنتظر وغداً ستكون ليلة زفاف سعود .
الليلة المنتظرة..هاهو سعود يفرح لفرح أخواته وليس من أجل زواجه التعيس .
فهو يرأى أن هذا الزواج سيكون حملاً ثقيلاً على عاتقه فهو لا يريد زوجة يرتبط بها .
وإن أراد لا يريدها من أقاربه .
هاهي الجدة علياء تمسح دمعتيها وتقول بصوتٌ متهجدٌ من البكاء : الله يرحمتس يأم سيف كانت تتمنى تشوف بنيتها بذا الليلة .
سعود قبل رأس جدته وعاد وجلس وهو يقول : الله يرحمها ويجعلها برايد عليها .
ثم إبتسم وأردف : عاد ذا الأيام مانبي نشوف دموعك .
الجدة علياء : دموع فرح ياقلبي .
سعود بمودة صافية : من طلعت على الدنيا ودعوة أمي إنها تشوفني عريس وتوفت قبل لاتشوفني عريس الله يرحمها...حالنا أنا وملك من بعضه .
وأردف بمرح : وربي عوضنا بجدة تسوى كل الجدات .
الجدة علياء بحب لحفيدها الذي أصبح من أقرب أحفادُها لها فهي تضن أن سعود المبتعد عنها منذ الصغر لم يكتفي بحنانها بينما أحفادها الأخرون متشبعون ومكتفون بحنانها : جعل ربي يطول بعمرك ويخليك لي ويتمم لك على خير...أنا بقوم أنام عن أذنك .
وذهبت جدته وهو إسترخى على الكنبة وهو يضع يديه خلف رأسه ويغمض عينيه ويفكر بغداً .
لم يتوقع أنه سيأتي يوم زواجه وهو بهذا الكم الهائل من القهر والغضب فهو مازال غاضب على أبيه من موضوع زواجه الذي مر عليه قرابة الستة أشهر ولكن لازال يشعر بقهر من تصرف والِده الذي قهره وجعله يشعر بضيقة الدنيا كلها .
غداً سوف تزف له إبنة عمه التي يجهل منها كل شي سواء إسمها وعمرها فقط .
فشقيقته علياء كانت لها محاولات ماضية بأن يرى سعود زوجته ولكن كان جوابه لها في كل محاولة رفض قاطع .
نفث بـ(أوف) وهو يقف ويذهب إلى غرفته بمنزل جدته دخل وأغلق الباب .
بعد أن صلى قيامه وقرأ ورده اليومي ذهب وإستسلم إلى النوم .


*******************

منزل سيف السيف ~
تجلس بغرفتها خائفة ومرتبكة وتشعر أن غداً سيكون يوماً مأساوي من الدموع والخوف .
رغم أن علياء طمئنتُها ولكن يتبقى الخوف متملك من كل خلية في جسمها .
تمددت على سريرها باحثة عن النوم ولكن النوم في هذه الليلة يبتعد عنها .
إرتبكت أكثر وهي تسمع صوت قادم إلى غرفتها تخشى مقابلة أخيها سيف فهي لا تريد أن تراه في هذا الوقت .
ولكن إطمئنت وهي ترى علياء تدخل بهدوء : ملوك صاحية ؟
ملك جلست وهي تقول برعشة : إيه...هلا علياء .
تقدمت إليها علياء وجلست وهي تقول بحزن : ماجاني نوم اليوم هذا أخر يوم تنامينه عندنا والله حزينة على قد ما أنا فرحانة لكم .
ملك من أن سمعت علياء إنفجرت ببكاء موجع .
علياء إحتضنت ملك وأخذت تبكي معها وكأنها تبث لها مدى غربة ووحشة البيت في فقدها .
اليوم كان حافل بالدموع فمنذ ساعه فقط كانت علياء تبكي على صدر سيف وتشكو له مدى حزنها على ملك وفراقها .
علاقة ملك وعلياء تجاوزت الإخوة فملك تعتبر علياء كل شي في حياتها وعلياء تعتبر ملك شقيقتها الأقرب إليها .
ملك تشبثت فعلياء وهي تقول بصوت باكٍ : علياء فديتك ما أبي أروح عنكم والله ندمت قد شعر راسي إني واقفت .
علياء قبلت رأس ملك ثم قالت بمودة : ياقلبي أغلب البنات يبكون على فراق أهلهم يخافون من الخطوة اللي هم متقدمين
لها يخافون من الحياة اللي تنتظرهم وأهلهم بعد يقلقون عليهم
بس بعد فترة حتى يمكن ماتتجاوز إسبوعين والعروس تعيش أسعد لحظات حياتهم
أنتي لا تخافين ولا تشغلين بالك بالتفكير
وربي ماراح يصير لك شي وكلنا حولك وسعود رجال ونعم فيه
وماقلت ذا الكلام عشانه أخوي بس أنا عارفة إنه مافيه أحد بيعرف قدرك ويحبك كثر سعود .
ملك بين شهقاتها : والله خايفه من كل شي .
علياء : مافيه شي يحتاج ذا الخوف كله .


*******************

إحدى شقق الرياض ـــ الساعة الواحدة ليلاً .
عامر جلس بجوار جارح اللذي إستعاد بفضل الله نصف صحته فما زال الكثير من مرحلة العلاج : بكرة زواج سعود ولد عمي .
عقد جارح حاجبيه وهو مستغرب بشدة : سعود ولد عمي ؟
عامر إبتسم : نسيت لأقولك عمي مشعل متزوج مغربية قبل حوالي ثلاثين سنة
وعنده ولد إسمه سعود وسعود جاء عندنا قبل ست أشهر...
ماشاء الله عليه من أطيب ماعرفت تصدق جارح سعود فيه شبه كبير من جدي إبراهيم الله يرحمه نفس الأسلوب .
جارح إبتسم بحنين لتلك الذكرى : الله يرحمك ياجدي...مممم يعني الحين سعود متزوج ملك بنت عمي ؟
هز عامر رأسه بالإيجاب وأكمل جارح : طيب ليش مأحضر الزواج ؟
عامر بإستغراب : تبي تجلط عمي إنت ؟
والله ليصير الزواج عزاء لو دخلت عليهم فجأة
ترا عمي زادت أمراضه بعدك صار أقل شي يتعبه .
جارح بشوق فاق الحدود : آه إشتقت لأبوي وأمي وكل أهلي والله وحشوني كثير أحس إني عشرين سنة ماشفتهم .
تألم عامر كثيراً من حِزن إبن عمه الصغير على الهم فالبارحة هو رأى شعيرات بيضاء تتوسط شعر جارح .
فمنهم بسنه ربما لا يعرفون مامعنى الهم والغم إثنان وعشرون سنة صغيرون جداً على الشيب .
تمتم عامر بحزن : قريب بتشوفهم إن شاء الله .
جارح أمسك بيد عامر برجاء : تكفى عامر خلصو علاجي بسرعة بشوف أهلي خلاص والله ماعاد فيني صبر أربع أشهر وأنا أترجاك .
عامر قبّل رأس جارح وقال وهو يعتدل بجلسته بجوار جارح : والله مأقدر بذا الوقت صح إنك صرت أحسن من قبل بس باقي كثير من مرحلة العلاج ولازم ترجع لهم وأنت بكامل عافيتك .
جارح تنهد وهو يقول : أخاف أموت وأنا ماشفتهم والله أحس أن الوقت اللي يفصلني عن شوفتهم كثير وكثير بعد .
عامر : مثل ماقال لك الدكتور شهرين بالكثير وتشوف أهلك .
جارح شعر بحزن شفاف يعود له مرة أخرى ولكن هذه المرة حزنه كان شديد وكأنه حزنه عندما كان أسيراً : بكرة كلهم أكيد بيحضرون الزواج خلني أروح معاك .
عامر بغضب حاول إخفاءه : جارح والله عمي ماهوب مثل قبل وأحلف لك بالله إنه لو شافك كذا بدون مقدمات راح تصير فيه سكتة قلبية .
جارح بإعتراض : وش معنى أنت شفتني بدون مقدمات ما أنصدمت ذيك الصدمة اللي أثرت عليك حيل .
عامر : أنا جاني إتصال من متعب وأنا بزواج حاتم ورديت وقالي متعب تعال شوف جارح محتاجك حيل وهو بالمستشفى طلعت من الزواج وأنا مصدوم حيل وأقول أكيد إنه كذاب طلعت للمستشفى وأنا على يقين إنه كذاب الأموات مايرجعون للحياة بس لما شفتك والله تميت ساعتين مأقدر أنطق بحرف واحد من الصدمة شوفتك صدمة وحالتك أكبر صدمة أنا يمكن شفتك وأنت بأسوى حال بس الحمدلله إيماني بربي هو اللي خلاني أتماسك وأنا والله متأكد أن عمتي وعمي ماراح يتلقون الخبر بسهولة .
جارح بهمس : حسبي الله على من كان السبب .
عامر شعر بإن هذا الوقت هو وقت السؤال عن الفاجعة التي حلّت بجارح وكيف وصل إلى أيدي عصابة تحت قيادة حمد .
قال عامر بتردد : جارح ممكن تقولي وش صار معاك طول السنتين اللي راحو بالتفصيل .
قبل أن يتحدث جارح إنفتح باب الشقة ودخل متعب يحمل أكياس يوجد بها أنواع من الأغذية عصائر ومأكولات متنوعة : صباح الخير .
عامر وجارح : صباح النور .
ووقف عامر وهو يقول : عن إذنكم بروح لأهلي باكر عندنا زواج ولازم أوقف معاهم .
ونظر إلى متعب وإبتسم : تراك معزوم .
متعب فتح عينيه بإتساع : من وين تعرفوني عشان تعزموني ؟
عامر بسخريه : أنت أغلى من عرفت مو صديقنا أنا وجارح أيام لندن وأنت اللي أنقذت جارح من الموت .
وخرج ومتعب يسترجع تلك الكلمات التي ألقاها عامر .
إبتسم متعب وجلس بجوار جارح بعد ما أنزل ماكان يحمله على الطاولة : كيفك اليوم ياجارح ؟
جارح إبتسم مجاملة : الحمدلله بخير...بس إلى الآن ما أقدر أوقف كثير...متعب تكفى أبي أشوف أهلي .
متعب : من عيوني بس إنتظر شهر أو شهرين بالكثير...جارح أقسم بالله أنا مثلك لي سنتين وأربع شهور ماشفت أحد من أهلي .
جارح نظر إلى متعب : ماشفت أهلك بس تكلمهم كل يوم .


*********************


جناح حمد وفاطمة قرابة الساعه الثانية والنصف ليلاً بعدما أنتهت فاطمة من إستحمامها إرتدت بيجامة فضفاضة فهي حامل بالشهر السابع .
جلست بجوار حمد : مانمت ؟
حمد إبتسم لها : لا ياقلبي مانمت البنات سهروني معاهم وخصوصا غدي مدلعة بزيادة .
ضحكت فاطمة بسعادة : كانت غدي من أحسن بناتي بس أنت اللي خربتها بالدلع .
حمد بتساؤول مرح : وفيه أحد يشوف ذا المزيونة ومايدلعها ؟
وأردف وهو يقف : فاطمة تعالي معاي بجلس مع ديمة شوي .
وضعت فاطمة كفها بكف حمد الممدودة لها ونهضت وهي تقول : إحنا أخر الليل أكيد ديوم نايمة .
حمد بإبتسامه وهو يخرج برفقة فاطمة متجهين إلى حجرة ديمة : لا ماتنام ليلة الخميس .
إبتسمت فاطمة بألم : كنا نسهر أنا وهي كل ليلة خميس حتى أيام ماكانت مريضه لا أنا ولا هي يجينا النوم .
عندما عبرو من أمام غرفة جارح لف حمد وجهه بالكامل جهة فاطمة وكفه التي ممسك بها بكفها ترتعش .
كل ذلك أثار إستغراب فاطمة ( غريبة حمد مايروح لديمة بالليل إلا أنا معاه ) .
دخلو غرفة ديمة المبتسمه لهم : هلا وغلا بروميو وجوليت .
إقترب منها حمد وضرب مؤخرة رأسها بخفة ومرح : أحترميني أنا أخوك الكبير .
ديمة بضحكه : ذليتني بأنك أكبر أخواني شوف حاتم ماشاءالله متفهم ويمزح معاي مو مثلك صكة .
ضحكت فاطمة وهي تقول : وأنتي ماودك تضيفينا وتجلسينا بالصالة بدال ذا الغرفة .
ديمة بإبتسامة : من عيوني إجلسو بالصالة .
وخرجت هي إلى الأسفل تريد إحضار الشاي لضيافة حمد وزوجته .
دخلت المطبخ ورأت منال تجلس على الكرسي وتتناول ساندوتش وعصير : وش فيك جالسة بالمطبخ كأنك مطرودة .
منال بمرح : تزاعلنا أنا وحاتم وجيت أكل هنا لأني بسوي نفسي مأكل من الزعل .
ديمة عقدت حاجبيها : أجل زعلك على شي كايد ؟
منال بقهر : تخيلي ديوم أقوله بروح لبيت أهلي بكرة زواج أخوي وأمي ماعندها أحد ويقولي لا الفجر تروحين .
ديمة ضحكت بخفة : ههههههههههه والله اللي إختارك لحاتم إنه عرف يختار لايقين لبعض وبقوة...طيب الفجر باقي عليه ساعتين .
منال إبتسمت ولكن تلك الإبتسامه كانت مجرد مجاملة لتلك الصبية التي تقف أمامها : أنا كنت بروح عشان أجلس مع أمي تعرفين حوسة الزواج .
ووقفت وهي تكمل حديثها : أهم شي أنتي أكشخي على الآخر مأبي نطلع من الزواج إلا أنتي مخطوبة .
ديمة : ههههههههههههههههههههههههه هه والله لو كان رايحة لخطابة موب لزواج .
منال غسلت يديها ثم نظرت إلى ديمة وقالت بمرح : لو عندي أخو ثاني كان خطبتك له بس عاد ربي مارزقني إلا بواحد وأخذته ملك .
أتاها صوت حاتم المرح : اليوم منول مشتغلة خطابة .
ضحكت ديمة ومنال خرجت من المطبخ وعند خروجها مررت بحاتم ولكن خرجت إلى جناحهِم دخلت وهي تكبت بداخلها الكثير .
دخلت إلى الغرفه التي تقع بجانب غرفة حاتم فجناحهم به صالة وغرفتين وغرفة النوم الرئيسية أصبحت لمنال .
والغرفه التي تقع بجوار غرفة النوم أصبحت لحاتم .
تمددت على السرير وهي تلهج بالدعاء بأن الله يكفيها شر الحزن والهم ويفرحها سواء بحسن حالها أو بالطلاق .
فما جنته من حاتم طوال هذه الأشهر الأربع إهانة وشك فقط .
لا تلوم حاتم على مايفعله إنما تلوم نفسها هي من أوقعت نفسها بشك لن ينتهي .
تشعر بأن حياتها مع حاتم مغلقة من كل الجهات فحاتم أصبح لا يراها سواء العصر فهو يخرج إلى دوامه في الجامعة الساعة السابعة والنصف ويعود الساعة الرابعة فيجلس معها قرابة الساعة ويذهب إلى المجلس ويعود وهي عند فاطمة أم عند ديمة .
طرقات خفيفه على الباب جعلتها تجلس وتقول بصوت هادئ : أدخل .
فتح حاتم الباب ورأها تمسح دموعها ألمه منظرها : منال من جدك زعلانة وتبكين عشان ماخليتك تروحين لأهلك .
منال هزت رأسها بلا : السالفة ماتستاهل عشان أزعل .
ونهضت ودخلت دورة المياه منهية كل نقاش خرج حاتم وهو غاضب منها " كيف لها أن تخرج وأنا أحدثها ؟
أتيتها لكي أعتذر ولكن هي لا تريد أن أعتذر لو إنتظرت فقط دقائق سوف أعتذر منها
هكذا أنا ساذج غبي ولا أستطيع أن أحكم الأمور بالشكل الصحيح كيف لها تحادث شاب بعلاقة محرمة ومازلت أحبها
بل إزداد حبي لها وأصبحت الآن أعشقها بكل صفاتها "


********************

في إحدى فنادق الرياض ~
على صوت الآذان إستيقضت نهى وإستحمت وخرجت وهي مرتدية بيجامة وروب طويل مغلقته من الأمام .
إنتهت من صلاتها وخرجت إلى الصاله ورأت والِدتها ومعتز يتناولون الإفطار ضحكت : بدري فطور الساعه أربعة ونص ؟
معتز : أنا من الحين بطلع مع سعود .
نهى بإبتسامة : ليش سعود ماجلس هنا عشان نسوي له حفلة يودع فيها العزوبية .
معتز بمرح : سعود لادخل الرياض دايركت على بيت جدته .
منيرة بإبتسامة : الله يخليها له ويوفقه ويتمم له على خير .
جلست نهى وشربت من الحليب وجلست دقائق معدودة ثم عادت إلى غرفتها .
سمعت رنين هاتفها ردت بترحيب حقيقي : هلا وغلا .
وليد بحب : صباح الورد .
نهى : صباح الجوري...كيفك حبيبي ؟
وليد : تمام...نهى ياقلبي خليك جاهزة بأمر عليك وأخذك .
نهى شهقت بخفة : أنت بالرياض ؟
وليد بإبتسامة : إيه أمي ماخلتني تقول لازم نحضر الزواج سعود ولد عمنا ولو إنه أخو ولد عمي من الرضاعة .
نهى بعتب مازح : وأنا أترجاك من شهر تحضر الزواج وتقول ماتقدر ؟
وليد : مسويها لك سربرايز .
نهى بضحكة : أحلى سربرايز جعلني مأنحرم منك .
وليد : ولا منك...يله أنا وصلت الفندق أنتظرك .
بعد مأنهت نهى المكالمة إرتدت بنطلون وتيشيرت جبنيز وإرتدت عباءتها وحملت حقيبتها وخرجت من الغرفة وهي تقول : عن إذنكم .
منيرة بذهول : وين رايحة بذا الوقت .
ضحك معتز : وليد جاي يأخذها الناس تصلي الفجر وهو يتصل علي يأخذ العنوان .
دعت منيرة من كل قلبها أن يرزق إبنتها بالذرية الصالحة .
لم تمضي على فترة زواجها سنوات كثيرة أربعة سنوات ليس كثيرة ولكن الكلام التي تتداوله النساء عن نهى إنها (عقيم ) .
منيره تعلم جيداً أن إبنتها لم تصل مرحلة اليأس وفي قانون منيرة ليس هناك مرحلة يأس فهي تعرف واحدة من جاراتها لم ترزق بالأبناء .
إلا بعد مضي عشرون سنة من زواجها .


********************

إقترب موعد الزفة وبدأت دقات قلبُها تزداد تشعر أن قلبها يكاد يتوقف من الخوف والإرتباك والتوتر .
تقف بجانبها علياء وهي تحاول تهدأتها : ملك ياقلبي أقري المعوذات وهدي قلبك بالأذكار دقايق ويدخل سعود .
ضغطت ملك على يد علياء تستنجد بها تريدها تقف هنا حتى دخول سعود فهي خائفة بشدة .
تجهل عريسها لا تدري ماهي ملامحه لم ترأ صورة له حتى عندما تقول لها علياء ترفض بشده لخجلها وحياءها .
تمنت أن والدتها الليلة بجوارها تمنت أن من قام بتجهيزها لهذه الليلة هي والدتها .
ودعت والدتها وهي صغيرة ونشأت وتربت في بيت والدتها .
كان لها والدها الأب الحنون وسيف الأخ الرحوم وعلياء الأخت الحبيبة .
في هذه الليلة تودعهم كلهم إنجرفت بسيل الدموع منذ يومان وهي لاتكف دموعها .
والآن دموعها تنذر بالهطول تشعر أنها ستنفجر ببكاء مؤلم موجع هذه الليلة ولكن لا تريد أمام أبيها وأخيها .
بدأت بقراءة المعوذات والأذكار وهي تحاول أن تطمئن قلبها ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
همست لعلياء : علوي كيف شكلي ؟
علياء بإبتسامة غلبت عليها نبرة البكاء : قمر بسم الله عليك .
ملك عندما سمعت صوت علياء الذي أقرب مايكون تكتم البكاء الذي جاهدته منذ الصباح : علياء فديتك أبي جدتي .
علياء إزدادت إبتسامتها فهي تريد أن تبعد البكاء حتى تخرج من عند ملك : جدتي جاية مع أبوي وسعود .
ملك إرتجفت أطرافها وهي ترأ جميلة وفاطمة ومنال يدخلون إليهم : سلام عليكم .
ردت السلام علياء بينما ملك تشعر إنها لو نطقت بحرف لا إنفجرت بالبكاء .
دخلو أخوات سعود بإستثناء علياء وفاتن إلى الداخل إحتياطاً لدخول سيف .
رن هاتف علياء وماهي ثوان وأغلقت الهاتف ونظرت إلى ملك : الحين بيدخلون .

إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-15, 07:29 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساءكم محبة وأخوة وجدتها بينكم لا حرمني الله منكم .
اللهم وفق الطلاب والطالبات وجعلهم الله ينولون الدرجات الأعالي في الدنيا والأخرة .
غالياتي أفنان 20 ، رنودتي ، معزوفة الحياة ، الفجر الغريب ) وفقكن الله وجعل منزالكم أنتم ووالديكم الفردوس الأعلى .
.
.
.
.
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله .

قراءة ممتعة مقدماَ .


الجزء السادس عشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار







رن هاتف علياء وماهي إلا ثوان وأغلقت الهاتف ونظرت إلى ملك : الحين بيدخلون .
إزدادت نبضات قلب ملك ورجفتها تزداد أكثر .
دخل بالأول أبيها وعمها وسيف .
شعرت بغصة تقف في حلقها تمنعها من الكلام أتى إليها أبيها إحتضنها وهي تمنع نفسها من البكاء .
قبلت كتفه ورأسه وهي تسمعه يقول لها بصوت هامس : مأوصيك على سعود صونيه ولا تزعلينه .
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق بأي كلمة .
وأتى عمها وسلم عليها كأبيها وأوصها بنفسها وبسعود ومن ثم أتى سيف الأب الروحي لها .
إحتضنها وقبل رأسها : ألف مبروك ياقلبي...والله مأدري وشلون بنعيش وأنتي بعيدة عنا...
مأوصيك على نفسك وعلى سعود وأمنتك بالله لو سوا لك شي إتصلي علي
أنتي أغلى من روحي ولا أرضى أنك تزعلين من أدنى شي .
لم تستطيع التحمل كلام سيف كثير جداً عليها هي لم تريد أن يقول هذا الكلام في هذه الليلة نزلت دمعة من عينها اليسرى وهي تقول بصوت باكِ مكتوم : الله يبارك فيك .
فقط قالت تلك الكلمات لتمنع شهقاتها .
خرجو كلهم ودخل سيف بجوار سعود وسيف يقول بمرح : لو تزعل أختي عندي أختك .
ضحكت علياء التي تشارف على البكاء : طلعوني من المعادلة .
سعود نظر لتلك الفتاة التي تقف بجوار علياء .
مرتدية فستاناً أبيض فخم وراقي جداً وترتدي على صدرها وكتفيها جلال الصلاة
فخروجها أمام أبيها وأخيها وعمها محرم بتلك اللباس العاري .
سعود لُجم مما يراه أمامه فاتنة وجميلة حد الثمالة جمالها موجع رأى أخواته الجميلات ولكن يراهم بعين أخيهم إنما رأى ملك بعين الإعجاب فهي زوجته وجمالها قد يكون عادي أمام الناس إنما موجع بعينيه .
هي رفعت رأسها ورأته يقف أمامها تماماً مرتدي ثوب أبيض وغترة بيضاء وبشت أسود مايميزه هو عارضيه وحاجبيه الثقيلان .
أخفضت رأسها وسمعت سيف يقول : يله أنا أستأذنكم ومأوصيك ياسعود على ملك هي أمانتك صونها .
سعود أشار إلى عينه : ملك بعيوني لا توصي عليها .
سلم بالأول على علياء ثم زوجة أبيه فاتن ثم إقترب من ملك ومشاعره لا يعلم إلى أين ستهوي به يشعر بإنه فقط زوجها .
ومشاعر الإعجاب التي إجتاحته منذ دقائق غلب عليها البرود وتجاهل إعجابه بها .
قبل رأسها وهمس لها : مبروك .
أخفضت رأسها ووجها تعلتيه حمرة الخجل .
علياء إبتسمت لسعود : أنا بروح أنادي البنات يسلمون وبنطلع وتاخذون راحتكم وألف مبروك مرة ثانية .
سعود إستوقف علياء عندما رأى دمعاتها العالقة في محاجرها : أم عزوز وش فيك ؟
علياء قالت له بصوت باكِ : ملك حطها بعيونك تراها غالية .
وخرجت إلى شقيقاتها .


*******************

جلست بجوار والدتها وهي تشعر بالملل : يمه يله إتصلي على معتز بنمشي وليد بتروح معاه أماني ومأبي أضايقها .
همست لها منيرة : أنتي مارحتي تسلمين على سعود ؟
نهى أخذت نفس عميق : لا مارحت سلمت عليه المغرب مايكفي ؟
منيرة إزداد غضبها على إبنتها : ليش مارحتي معاي أو حتى مع خواته ؟
نهى : مابقى إلا هي أروح أسلم على ملك يكفي شوفتي لديمة المغرورة .
منيرة قرصت إبنتها على فخذها وهي تقول بين أسنانها بغضب : ياقليلة الحيا وش ذا الكلام وأنتي تقولين لي أن أماني ماتحترمك وترمي عليك كلام ماهوب فيك هذا أنتي ترمين على بنات الأجواد كلام ماهوب فيهم وليته قدامهم أنتي ماتكلمتي إلا من وراهم .
صمتت نهى هي فعلاً تتكلم بهم إبتداء بعلياء التي تشعر إنها متكفلة بالزواج تماماً لكي تفرض نفسها أمام الناس .
ومن ثم بتلك الحامل التي لا تجلس ولا ترتاح إنما تريد فقط إثبات ذاتها بين هؤلاء الجموع .
ومن ثم جميلة التي لا تظهر إبتسامتها إلا بمن هم في مقامها .
ومن ثم بتلك الفاتنة منال التي تجلس بجوار ديمة التي لا تقل عن جمالها ولا عن غرورها .
" أحقاً والدتي لا ترأ تلك الغرور الذي رأيته بهم ؟ "
إبتسمت لوالدتها : أسفة يمه حقك علي بس أنا أشوف إنهم ناس مغرورين كثير .
منيرة نهضت وهي تقول : يله قومي وأتصلي على أخوك يأخذنا معه .
قبل أن تظهر نهى هاتفها أتت علياء وقبلت رأس منيرة ومن ثم سلمت على نهى : والله شرفتونا وماقصرتو تعبتو أنفسكم معانا .
إبتسمت نهى وبنبرة مقصودة : يستاهل أخوي اللي يتعب عشانه وأنتي ماقصرتي كل الزواج على رأسك .
إتسعت إبتسامة علياء : زواج سعود وملك أكيد أبيه يطلع بأحلى صورة .
نهى : الله يوفقه ويجعل حياته كلها سعادة .
علياء : أمين يارب...عن أذنكم .
وذهبت ونهى مازالت تنظر لها وتشعر بأن علياء لم تأتي إلا لتخبرها أن سعود شقيقها هي ولا يحق لنهى أن تصف نفسها بشقيقة العريس .
أخرجت هاتفها وإتصلت على معتز : هلا عز...أنا وأمي بنطلع الحين معاك...أوكي .
أدخلت هاتفها بحقيبتها ونظرت إلى والدتها التي تمد لها عبائتها : يله يمه معتز عند الباب .
إرتدت عبائتها ووالدتها بجوارها مرتدية العباءة وتنتظر نهى .
أنزلت نهى طرحتها على وجهها وهي تخرج بجوار والدتها .
ركبتا السياره سوياً وساد الصمت على جو السيارة .
تكلم معتز وهو ينظر إلى نهى بالمرأة الأمامية في السيارة : كيف الزواج ؟
نهى بإقتضاب خشيت أن تقع في الغيبة : زين .
وأردفت منيرة : زين وبس ؟ والله ماشاء الله من أحلى الزواجات اللي حضرتهم ولا حضرت زواج بذا الفخامة والتكلف .


********************

فندق الماريوت .
دخلا سوياً إلى جناحهم وهي ترتعش خجلاً وخوفاً .
جلس هو على الكنبة المنفردة في الصالة وأنزل بشته وهي إحتارت هل تذهب وتجلس بجواره أم تضل واقفة حتى يقرر هو أين تذهب .
تشعر بإحراج شديد مترددة كثيراً تود أن تذهب إلى الغرفة وتخلع العباءة .
وطرحة فستانها التي ضايقتها كثيراً لم يتحدث معها ذهب إلى دورة المياه التي تقع بجانب الصالة .
وهي دخلت الغرفة وهي على يقين أن سعود مجبراً عليها .
خلعت العباءة وخلعت طرحة فستانها التي شدتها بقوة حتى خرجت وجلست هي على الأريكة تريد فقط أن تعود إلى منزل أخيها .
تشعر أن سعود بتلك الحركة يريد إبعادها عنه بأي صورة وهي من حملة لأخ علياء أجمل صورة .
تنفست بعمق وهي تواسي نفسها بكلمات تدور في بالها ( يمكن اليوم مضغوط من الزواج ) .
ذهبت وإستحمت وإرتدت قميص نيلي طويل بأكمام قصيره وجلست على الإريكة محتارة أيضاً في أمرها لا تريد أن تخرج وتحرج نفسها .
ولا تريد أن تجلس وهو في الخارج ويفسر ذلك بإنها لا تريده .
ضلت مترددة قرابة نصف الساعة دخل سعود وهو يقول : تعالي تعشي .
أخفضت ملك رأسها وهي محرجه منه كثيراً وخرجت الكلمات بين شفتيها وهو بالكاد يسمعا : مأبي عشا .
سعود خرج من الغرفة وجلس في الصالة وأخذ هاتفه ونظر إلى الساعة تشير إلى الثالثه فجراً .
أخذته الأفكار بعيداً ويتذكر كلام والدته الذي مازال يتردد على مسامعه وهي في أخر أيامها بالدنيا ( سعود يانظر عيني أبيك تحقق بطولة العالم أبي أفتخر فيك زود على فخري يله ياولدي شد حيلك عندك كل البطولات إلا هي ) .
إبتسم سعود بداخله " غداً البطولة وسوف أحقق أمنيتكِ ياوالدتي
أنا من أنتظر هذا اليوم كثيراً فقط لإرضاءك
أماه يحزنني جداً أنني سوف أذهب إلى البطولة وأنا لا ترافقني دعواتكِ المستمرة لي
أماه أ تعلمين أن كل جهدي إنصب بهذه البطولة فوفاتكِ زادت بي العزيمة على تحقيقها
لا شي في ناظري الآن يسوى تحقيق حلمكِ "
تنهد وشرب نصف كوب الماء الموجود أمامه وهو يودع كل ماقهره على أمل تحقيق حلم والدته في البطولة غداً .
يريد أن يفرح بهذه البطولة فهو حدد زواجه بهذا التاريخ من أجل أن يكون في الرياض لهذه البطولة .
فهي من أولى أهتمامته الشخصية لم يهتم لزواجه بقدر أهتمامه بهذه البطولة .
" رباه لاتخيب رجائي وأجعل الفوز حليفي فلا أريد سوا الفوز "


********************

منزل نايف السيف .
منذ عادت من زواج أخيها إستحمت وذهبت في سبات عميق فاليوم مرهق ومتعب .
فتح حاتم الباب ورأها نائمة أغلق الباب وذهب إلى غرفته .
جلس على الأريكة وهو يفكر بنفسه جبان طوال حياته هكذا هو بنظره .
" رباه وفقني وأكتب لي الخير بما تراه لي
لماذا أنا هكذا لا أستطيع أن أقسو على أحد
هي خانت أهلها وخانت ربها
وأنا أتقبلها بصدر رحب هي الآن تعلم أنني جبان
لا أستطيع فعل شيء فأن أخذت تتمادى في مهاتفتها لهذا الشاب لا ألومها
فأنا من جعلها تقدم على هذه الخطوة...ربي سخر لي الصواب وفعل الصواب
لا أريد أن تجلس تلك الخائنة يوم أكثر فهي أصبحت فاتنة بنظري
وأنا أصبحت قوتي تتلاشى وصبري ينفذ "
نهض وهو يسمع آذان صلاة الفجر إرتدى ثوبه وخرج من المنزل ورأى حمد ووالده ذاهبان إلى المسجد وذهب برفقتهم .
إنتهت الصلاة وخرجو جميعاً وحمد ذهب إلى منزل عمه مشعل لإحضار فاطمة وحاتم ذهب إلى جناحه .
ورأى منال تنتهي بالتو من صلاتها أغلقت السجادة وخلعت الجلال ونظرت له : وش فيك تطالعني كذا ؟
أغلق حاتم عينيه ثوان وهو يقول : مافيني شي...بتنامين ؟
منال هزت رأسها بلا : ماعاد فيني نوم .
حاتم إتجه لغرفته وهو يقول بصوت عالِ : بنام والساعه 6 ونص صحيني ياويلك لو تأخرتي دقيقة .
منال : أوكي .
ودخل حاتم وهي ظلت واقفة بنص الصالة لا تعلم أين تذهب فجناحها أصبح كئيب مكان للملل أكثر من أن يكون للسكن .
دخلت غرفتها وإرتدت جلابية .
أخذت جلالها ووضعته على رأسها خشيةً لوجود حمد ذهبت إلى غرفة ديمة طرقت الباب عدة طرقات وأتاها صوت ديمة : أدخل .
دخلت منال وإبتسمت ديمة : هلا منول .
منال إتسعت إبتسامتها : هلا وغلا...صباح الخير .
ديمة : صباح النور والسرور...غريبة منول صاحية بدري لا بعد والبارحة كان زواج أخوها .
منال : نمت من الساعة وحدة إلى الساعه أربع وهذا كفاني...المهم أنتي بتنامين أو لا ؟
ديمة نهضت من سريرها وهي تقول : لا شبعت نوم خلينا نروح نسوي لنا فطور ونفطر بالحديقة خاطري أفطر فيها دام الجو كذا .
منال ضحكت بخفوت : عشان حاتم يدفني بالحديقة هو منبه علي مأطلع للحديقة دام حمد موجود .
ديمة غمزت لها : هذا السبب ولا بتروحين للشيخ حاتم .
منال : هههههههههه لا الشيخ حاتم نايم وذكريني الساعه 6 ونص أروح أصحيه ترا تاخذيني بالسوالف وما يأكل عصبيته غيري .
ديمة بدهشة : حاتم عصبي ؟
منال إستغربت من ديمة " أحقا حاتم لست عصبي ؟ " : عصبي ونص .
ضحكت ديمة فهي فقط تتخيل حاتم يصرخ بها كما يفعل حمد عندما تغضبه .
ديمة حتى قبل مرضها وفقد أخيها جارح كانت تغضب حاتم ولكن لا يصرخ بها وهو معروف بين عائلته إنه هادىء .
أبعد مايكون للعصبية : تكفين منول لاعصب عليك ناديني بشوفه وهو معصب .
منال بمرح : جعله يعصب عليك إن شاء الله قسم ماشفت بعصبيته .
ديمة أمسكت بيد منال وسحبتها : يله ياشيخة بنسوي الفطور ونفطر بالحديقة وبنأخذ أبوي معانا ويعطيك الأمان...ولا خليني أشوف حاتم معصب .
منال ضحكت مع ديمة وقامتا بإعداد الفطور بمساعدة الخادمات .
ديمة خرجت مع منال إلى الحديقة والخادمتان تحملان خلفهم صياني الفطور والشاي والقهوة والحليب .
منال سحبت كرسي وجلست وهي تنظر إلى السماء الملبدة بالغيوم وإبتسمت : الله الجو اليوم جميل .
ديمة بمرح وهي تنظر إلى منال وتُناولها ساندوتش بالجبنة : واللي زاد جماله فطوري مع أحلى بنت بالكون .


*******************

الساعة السادسة والنصف حيث سكن العرسان .
خرجت من الغرفة ورأت سعود ينام في الصالة
عادت إلى الغرفة وأخذت هاتفها وإتصلت بعلياء وأتاها صوتها المليء بالنوم : صباحية مباركة ياعروس .
إتسعت إبتسامة ملك : الله يبارك فيك .
علياء : كيفك ؟ وكيف سعود معاك إن شاء مرتاحة ؟
ملك بهدوء : كل شي تمام الحمدلله...علوي إحنا بنجي عندكم على الغداء وسعود بيخليني عندك إلى الساعة 12 بالليل لأن عنده بطولة .
علياء فتحت عينيها بدهشة " ماذا تقول ملك هل هي محقة ؟" : وش تقولين ؟ عنده بطولة اليوم ؟
ملك : إيه بطولة العالم لقفز الحواجز جولتين هنا وجولتين بكرة في المغرب .
علياء بمرح : ماشاء الله وحافظة كل شي عن البطولة ؟
ملك : إيه فتحت عن البطوله بالنت وشفت كل شي يخصها تحمست كثير أشوف البطولة .
علياء : والله غريبة بيشارك في البطولة وهو عريس...طيب كم يوم بيشارك ؟
ملك عقدت حاجبها لستذكر ماذا قال لها سعود فجر اليوم : مأدري ماقالي بس شكله بس الليلة لأن رحلتنا بكرة لمدريد .
علياء نظرت للساعة المثبتة على الجدار : مليك وربي فيني نوم حرام عليك الساعة 6 وربع مو وقت سوالف .
ضحكت ملك بخفوت : وش أسوي من الطفش ماعندي إلا أنتي .
علياء إبتسمت بمرح : وسعود وينه عنك ؟
ملك : سعود نايم طفشانة حيل سولفي معاي إلين يصحى .
علياء وهي تنهض من سريرها : طيب أنا بروح أغسل وأسوي قهوتي وأتصل عليك .
ملك بإعتراض : لا فديتك أبيك تسولفين معاي...لا خلاص سعود صحى .
علياء بغضب مصطنع : النذلة تخليني أصحى وتسحبين علي ؟
ملك بهمس : خلاص بسكر الحين سعود صحى مستحية منه يجي يلاقيني أكلم .
علياء : مع السلامة والله يوفقك ويجعل حياتك كلها سعادة يارب .
وأغلقت ملك المكالمة ووقفت وهي ترأ سعود يدخل ويأخذ ثوباً وغترة ويخرج دون أن ينطق بكلمة .
وملك جلست على الإريكة تفكر بحال زوجها الذي لم يحدثها منذ البارحة سوى بأقل من دقيقتان .
أتاها بعد صلاة الفجر مباشرة ووقف أمامها وهو يقول : بكرة أبوي مسوي لنا غداء
وبنروح لهم وبأخليك ببيت سيف وأرجع لك الساعة 12 بالليل .
ردت عليه بتردد وخجل صنع منها فتنة : ليش أجلس عندهم ؟
سعود تأفف بداخله وقال بصوت أقرب للهمس : لأن الليلة عندي بطولة دولية ومن تخلص البطولة أطلع أخذك
وبكرة إن شاء الله رحلتنا لمدريد الساعة 9 الصباح أوكي ؟
ملك بخفوت وهي تهز رأسها بالإيجاب : أوكي .
وخرج سعود وعادت هي للنوم وأستيقظت قرابة الساعة من الآن وهاهي تعود للملل .
لا تعلم لماذا لا يحادثها ولا يجلس معها .
" هل عمي أجبره بالزواج مني فعلاً ؟
إذ ماذنبي أعيش حياة أشبه بالموت ؟
كم أنت قاسي ياعمي سامحك الله "


********************

منزل خالد الصالح ~
إستيقضت جميلة على صوت هاتف خالد .
وإقتربت من خالد النائم بجوارها : خالد خالد جوالك يدق .
إستيقض خالد بإنزعاج : كم الساعة ؟
جميلة نظرت إلى ساعة الهاتف : تسعة ونص .
أخذ خالد الهاتف من جميلة ورد بكسل : نعم .
....: أنت خالد ؟
خالد شعر أن الأمر به شيء خطير للغاية : إيه أنا خالد أمرني ؟
....: سعد عبدالرحمن صار عليه حادث وإحنا أتصلنا على أخر رقم هو أتصل عليه .
خالد نهض من السرير وقال بقلق بالغ : وكيف حالته الحين ؟
....: هو الآن بغيبوبة وماظهر لنا إلا كسر في يده اليمنى غير كذا إلى الآن أمره معلق إذا صحى إن شاء الله نسوي له الأشعة .
أغلق خالد المكالمة بعد ماشكر الطبيب وذهب يستحم وخرج وإرتدى ثوبه وجميلة تقف خلفه بهلع : خالد وش صاير ؟
خالد بإستعجال : ولد عمي سعد صاير عليه حادث...جواهر لا تدري بشي .
جميلة : أوكي...طمني أول ماتوصل .
خالد : يصير خير .
وخرج وجميلة تجلس على السرير بقلق ذهبت إلى دورة المياة وإستحمت وإرتدت جلابية .
وذهبت إلى غرفة إبنها هتان لكي تمطئن عليه فتحت الباب ورأته نائم .
إقتربت منه وطبعت قلبتها الصباحية على خده وجبينه ونزلت إلى الأسفل وهي قلقه تنتظر إتصال خالد .
جلست بعد ماقبلت رأس أم خالد التي ترحب بها بحرارة : ياهلا والله بأم هتان حياك الله...وش مقومك بدري يأمي
وأنتي كل ليلك واقفة بزواج أخوك الله يوفقه ويكتب له الحياة السعيدة .
جميلة بإبتسامة تخفي خلفها إرتباكها وقلقها : كنت صاحية عشان أتجهز وأروح لبيت أهلي لأن سعود ومرته اليوم بيجونهم .
أم خالد بإستفسار : والحين مأنتي برايحة ؟
جميلة أخفضت رأسها " ماذا أجيب عليها " : تو قلت لخالد وقالي لا .
أم خالد بغضب : وليش يرفض ؟ عطيني جوالي أتصل عليه .
جميلة إزداد إرتباكها : لا يمه فديتك والله مأبي أروح لو وافق .
أم خالد أتتها الفرصة التي تنتظرها من وقت طويل لتسأل جميلة كيف حالها هي وخالد : بشريني جميلة عساك مرتاحة مع خالد ؟
جميلة بهدوء : الحمدلله مرتاحة كثير .
قطع عليها تساؤلاتها العدة دخول جواهر عليهم .


********************

العرسان ~
هاهي ملك العروس تقف أمام المرأة تنظر بنفسها .
عيناها الفاتنتان مكحلتان بالكحل الفرنسي وحاجباها مصبوغان بالأسود .
وشفتيها يزينها الروج العنابي الغامق المناسب جداً مع لبسها .
فهي ترتدي فستاناً أسود طويل بأكمام طويله يليق بها كملكة ويليق بها كعروس .
جلست على الإريكة وهي ترتدي حذائها الكعب العالي .
أخذت عبائتها وخرجت إلى الصالة تنتظر سعود فهي تخشى أن يأتي سعود ويجدها لم تنتهي بعد فتكون في موقف محرج .
إنفتح الباب الرئيسي ودخل سعود ونظر لها بإعجاب .
إبتسم وهو يقول بهدوء : جاهزة ؟
ملك هزت رأسها بالإيجاب وإرتدت عبائتها وخرجت معه .
خرجا من سكنهم وركبا سوياً بالسيارة التي يقودها سعود .
ماهي إلا لحظات صمت قاتلة حتى وصلو قصور آل سيف الشامخة الضخمة تدل على أن من يسكنها من أثرياء العالم .
نزل سعود وتوجه إلى مجلس الرجال وهي دخلت إلى بيت عمها مشعل وهي تشعر بخجل شديد .
وقفت أمام المدخل وإتصلت على علياء : أم عزوز فديتك تعالي أنا عند المدخل مستحية أدخل لوحدي .
ضحكت علياء بخفة وهي تذهب إلى المدخل : لبئ اللي يستحون .
وأغلقت المكالمة وهي ترأى علياء تقف أمامها مرتدية فستان جميل .
إستقبلتها علياء بين أحضانها وهي تقول لها بفرح : يابعد عمري ياملوك والله البيت بدونك ولا شي جعلنا مانخلا منك .
ملك بإبتسامة تحمل الألم : ولا يحرمني منكم .
ودخلتا سوياً ووقفو كل من في المجلس للسلام على ملك .
جلست ملك بجوار جدتها وهي تشعر بخجل شديد .
منال تريد إحراج ملك : صباحية مباركة ياعروس...وكيف أخوي معاك إن شاء الله أعجبك .
نظرت ملك إلى منال وهي تكاد تذوب من الخجل وأجابت علياء بدفاع عن ملك : ماكأن هذي منال اللي قبل كم شهر من نقول لها الزواج تبكي مهوب بس تستحي .
منال إبتسمت لذكرى تلك الأيام : بس خلاص من عرفت حاتم فديت قلبه وأنا متغيرة جذرياً .
ضحكت ديمة وهي تقول بصوت منخفض : هههههههههه والدليل اليوم بغيتي تموتين من الخوف لأنه شافك بالحديقة .
لكزتها منال وهي تقول : وجع لا تفضحيني .
تكلمت الجدة وهي تبتسم لملك : ملك يأمي تو أتصلت علي جميلة تقول أعذريها ماجات تبارك لك وتشاركنا لأن عندها ظروف .
لطيفة بإستفسار : سلامتها أم هتان وش اللي ردها عن ذا اليوم ؟
الجدة علياء بقلق : والله مأدري وش فيها ومأرتحت إلا يوم حلفت لي أن هي ورجالها وأهله طيبين .
حصة بإبتسامة ومودة : جعلها دوم بخير .
وقاطع سوالفهم الوديه والحبية بإستثناء ملك الخجولة التي لا تتكلم إلا بعدة كلمات خجولة..وقفت فاتن وهي تقول : سعود بيدخل يسلم على خواته وجدته .
وقفت ديمة وهي تنظر بهم : يمه أنتي وعمتي لطيفة لا تتأخرون سلمو على ولدكم وتعالو عندي لأنفجر من الطفش .
ودخلت بالمجلس ودخل سعود وسط فرحة جميع من هم موجودون في الصالة بإستثناء ملك الخجولة جداً تكاد تبكي من شدة خجلها .
" أين أنتي أماه أنني محتاجة لك كثيراً "
أمسكت علياء بكف ملك التي إنتفضت بخوف وقالت وفكيها ترتعشان : علوي خوفتيني .
إبتسمت علياء وهي تقول بصوت هامس : معقولة كل ذا الرجفة حيا ؟
إقترب سعود منهما وقبل رأس علياء وهو يرد عليها بإبتسامة : الله يبارك فيك عقبال عيالك .
علياء بحالمية : أمين يارب وترا بزوجهم بناتك .
سعود بمرح : يستاهلون عيال سيف .
وكانو يتمازحون الأشقاء ففاطمة تقول أنها تريد أبناء سعود لبناتها .
ونسو تلك الخجولة التي تقف بين سعود وعلياء وتكاد تنفجر من الخجل .
هتفت الجدة بإبتسامه : خفو على ملك ذابت من الحيا .
نظر لها سعود وكانت نظرته لها كالوقود الذي إنصب على النار لكي يشعل الخجل أكثر .
فملك لم تعد تستطيع الوقوف جلست برفقة علياء التي شدتها للجلوس وهمست لها : من قالك تجين صباحية زواجك .
ملك بهمس مماثل : هو اللي يبي كذا .
جلس سعود بجوار ملك وهو يشعر بضيق كاتم لا يريد الجلوس بجوارها والقرب منها .
وكأن هاتفه ينقذه من أصعب المواقف حين رن وإستخرجه وهو يقف ويرد : هلا يبه .
خرج من عندهم وهو ممتن لأبيه الذي إتصل عليه بهذا الوقت .


********************

منزل خالد الصالح ~
هاهي الساعة الحادية عشر وخالد لم يتصل ولم يطمئنها .
إنتزعها من دوامة أفكارها وخوفها إنه حصل مكروهاً صوت جواهر : جميلة هتان يناديك .
جميلة إبتلعت ريقها وهي تقول بحنان : هلا حبيبي .
هتان بتساؤل : وين بابا ؟
جميلة : حبيبي بابا راح للدوام .
جواهر أخذت هتان بحجرها وهي تقول : إلا خالد وينه غريبه هو دوامه من الساعة 11 إلا الساعة 6 المغرب اليوم طالع بدري .
جميلة ضغطت على كفيها حتى إبيضت مفاصلها نتيجة قلقها وإرتباكها : جاه إتصال الساعة 9 وإلى الحين ماجاء ولا إتصل علي .
جواهر إبتسمت لجميلة فهي لا تعلم مامدى قلق وخوف جميلة : لا تخلين الشيطان يوسوس لك ويخليك تجزمين إن فيه شر تعوذي من الشيطان وإتصلي عليه...يمكن هو نسى لا يتصل عليك أو إنشغل مع اللي إتصل عليه .
فعلت جميلة كما قالت لها جواهر تعوذت بالله من الشيطان وأخذت هاتفها وإتصلت بخالد ونهضت خارجة من الصالة فهي تخشى أن تعلم جواهر بشيء : الوو .
جميلة بلهفة : هلا خالد...هاا وش صار عليه ؟
خالد بتعب وضيق : إلى الحين وهو بغيبوبة وماوضح ولا شي من حالته .
جميلة تصاعد ضيقها أكثر : طيب وش أقول لخالتي وجواهر ؟
أنا قلقانة مرة وواضح علي كلهم سألوني خالتي قلت لها عشاني مارحت لأهلي ومشت عليها
بس جواهر عرفت إن هذا مهوب سبب ضيقتي .
خالد تنهد بتعب وأردف : أمي قولي لها بس جواهر لا تدري .
شهقت جميلة بعنف : لا دخيلك مأقدر أقول لعمتي إنت أتصل عليها وقولها .
خالد : خلاص أنا بتصل علي أمي الحين...أنتي وجواهر روحو لأهلك اليوم مسوين غداء لأخوك .
جميلة بإستغراب : وشلون أروح مع جواهر وزوجها بذا الحالة ؟
خالد بحزم : أهم شي لا تدري إن سعد بالمستشفى .
جميلة : أنا مانيب رايحة لأهلي ومأقدر أخلي خالتي لوحدها...نقول لجواهر وإذا هي ماعرفت اليوم بتعرف بكرة .
خالد أيقن أن كلام جميلة سليم وإن جواهر سوف تعلم : خلاص قولي لها وأنا بقول لأمي .
صعد توتر جميلة وخوفها ووصل إلى أقصاه : لا مأقدر والله مأقدر .
خالد برجاء : جميلة تكفين ساعديني .
جميلة إنصاعت لأمره وهي تقول : أوكي الحين بقول لها .
وإنتهت المكالمة وكلا الطرفين متوتر وقلق أكثر من الأخر .
عادت جميلة إلى الصالة وهي خائفة ومتوترة أكثر من قبل جلست بجوار جواهر : هتان حبيبي روح مع أمنية .
وما إنتهت من كلمتها حتى رأت المربية أمنية تحمل هتان وتخرج به من الصالة .
جواهر إبتسمت لجميلة : هاا كلمتي خالد ؟
إرتجفت أوصال جميلة : إيه كلمني...ممم جواهر..سعد..صار عليه...
قاطعتها جواهر بخوف وهلع : سعد وش فيه ؟
جميلة إبتلعت ريقها وهي تقف مع جواهر التي وقفت بخوف : صار عليه حادث وهو بالمستـ...
إنبترت جملتها وهي ترا جواهر تتهاوى على الكنبة ثم إرتخى رأسها وصرخت جميلة : جواااهر .
دخلت أم خالد المفزوعة فخالد إلى الآن لم يخبرها : جوااهر...وش فيها بنتي ؟
جميلة بصوت مرتجف : سعد صار عليه حادث .
جلست أم خالد بخوف وقلق على إبنتها الفاقدة لوعيها .
أخذت الهاتف وإتصلت بالأسعاف ثم وقفت : جميلة روحي جيبي لي عبايتي .


********************


قبل صلاة الظهر بساعة دخل سعود مجلس الرجال برفقة معتز وهو يكاد ينفجر بأبيه من شدة غضبة وكذلك أبيه غاضب منه بشدة .
سلم سعود على الرجال وجلس بجوار والده بصدر المجلس وهمس له أبيه بين أسنانه بغضب كاسح : وينك ياقليل الحيا تترك العزيمة اللي على شرفك والرياجيل اللي جايين عشانك .
سعود تنفس بعمق وهتف بغضب مماثل : كلامنا يايبه اليوم كثير ننتظر الين يروحون الرياجيل .
وفعلاً ما إن خرج الجميع من المجلس سوا أبناء السيف ومعتز الذي كان جالس سوا ليكون بقرب سعود أثناء إنفجاره بوالده فهو يعلم من هو سعود عندما يغضب .
وقف مشعل وهتف بعصبيه : من الساعه 10 إلى الساعه 12 وإنت مو هنا ماتقولي وينك ؟
سعود وقف أيضاً فهو به من الغضب مايفوق الكون : وإنت يبه مو من حقك تعتذر عن البطولة وبأي حق تعتذر بأسمي ولو كنت أبوي والله مايحق لك...إنت ماتدري وش تعني لي ذا البطولة والله حرام عليك حلمي من سنين كان اليوم بيتحقق تجي بأقل من ساعات تحرق كل شي .
وقف حمد وذهب إلى عمه الذي كان بالكاد أن يصفع تلك الواقف أمامه ويصرخ به فهتف حمد وهو يمسك بيد عمه : لا ياعمي لا تمد يدك عليه .
مشعل بقهر وهو ينظر إلى سعود : أنا ماسويت كذا إلا لراحتك والله مأعتذرت إلا عشانك أنا توقعت إنك ناسي إن عندك بطولة وكنت مهتم فيك لدرجة إني بشوف البطولة ووش وضعك فيها .
سعود بغضب : وتعتذر بدون علمي على الأقل تخبرني...أسمح لي يبه أنت مايحق لك تتدخل بحياتي إلى هالدرجة .
وخرج وخرج خلفه معتز وهو يمسك بذراعه : سعود تعوذ من الشيطان .
سعود بخفوت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...معتز تكفى روح دور لي على أقرب رحلة للرباط
على الأقل ألحق على الجولة الثانية بالبطولة .
معتز بذهول : بكرة رحلتك لمدريد .
سعود بغضب : مأبي أروح لمدريد أبي أشارك بالبطولة...طلبتك معتز والله تعبان .
معتز ذهب من أمام سعود بسرعة وسعود ذهب إلى سيارته وركب بها وقادها دون وجهه وهو يشعر بالقهر .
أوقفت سرعة السيارة إحدى الإشارات المرورية .
لكم سعود طارة السيارة بيده وهو غاضب ومقهور بشدة ( أبوي ماريح أمي لا عايشة ولا ميتة ) .
بعد ربع ساعة رن هاتفه ورد بـ : هلا .
معتز : لقيت لك رحلة على الرباط بعد شوي الساعة 4 العصر .
سعود تنفس بإرتياح : الله لايحرمني منك ياسنايدي .
معتز بإستغراب : سعود بتخلي بنت عمك وتشارك بذا البطولة ؟
سعود تنهد : أبوي السبب لو مخليني أشارك بالبطولة اليوم كان بكرة مسافر لمدريد معاها بس البطولة وحلم أمي أهم من كل شي .


********************

الساعة الرابعة عصراً ــ منزل سيف السيف ~
تجلس بجوار علياء وهي متوترة : علوي سعود قال إنه بيأخذني بعد الغداء ويرجعني المغرب وإلى الآن ماجاء .
علياء إزداد توترها : تو كلمت سيف يقول سعود طالع من عندهم من بعد الغداء ويدقون على جواله مايرد .
ما إن أنهت جملتها حتى رن هاتفها ردت بلهفة : هلا سعود .
سعود بإحترام : ياهلا بأم عبدالعزيز آمريني وش بغيتي .
علياء بإبتسامة : ما يأمر عليك عدو بس أنا قلقانة عليك وبشوف وينك ؟
سعود بهدوء : أنا الحين بالمطار رحلتي باقي عليها ربع ساعة .
شهقت علياء : بالمطار ؟
سعود بقهر : علياء أبوي حدني على أقصاي والبطولة هذي بشارك فيها مهما كان
الليلة البطولة بالرياض وإستكمال الجولة بكرة بالمغرب وماقدرت أشارك بالفريق اللي بالرياض
أكيد بشارك باللي بالرباط البطولة هذي أهم من الدنيا ومافيها .
علياء بحب : الله يحفظك وين مارحت وفالك الفوز إن شاء الله .
وأغلقت المكالمة ونظرت إلى ملك وهي لا تعلم ماذا تقول لها : وينه سعود ؟


إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-15, 07:32 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساءكم عامر بذكر الله.
أخواتي الغاليات ( أفنان 20 ، الفجر الغريب ، وفاء الطوايلة ، رنودتي ) .
شكراً لكم وأسعدكم الله وجعل الفردوس الأعلى منزلكم .
أختي وفاء...إلى الآن مأدري إحتمال بشهر أربعة .

قراءة ممتعة مقدماً .

لا حول ولا قوة إلا بالله .


الجزء السابع عشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار







علياء بإبتسامة : رايح للمغرب عشان البطولة اللي بكرة .
ملك شعرت بحزن عميق " لماذا تفعل بي هكذا ؟
أنا لم أفعل شي يستحق كل هذه القسوة "
ربتت علياء على كتفها فهي تعلم مامدى جرح ملك
" أ يعقل أنه تركها هكذا
والبارحة زواجهما مالمانع لو أخذها معه ؟ "
وقفت ملك وهي تقول بألم : شكلي بطول عندكم ياعلياء .
علياء قبلت جبين ملك وهي تقول بصدق : العين لك أوسع من البيت .
وذهبت ملك إلى غرفتها أغلقت الباب ورمت نفسها على السرير فيها بها من البكاء والضيق ما الله به عليم .
كبتت كثيراً وكثيراً وماعاد بها طاقة للكبت إنفجرت ببكاء مؤلم .
فجرحها كبير لماذا ينبذها من حياته بهذه الطريقة المؤلمة .
" هل سينقص من كبرياءه شيء لو أخذني معه ؟
لا أريده...فقط لأخفي حرجي وجرحي من هؤلاء الناس
رباه أنت تعلم بحالي فألطف بي
لا أعلم كيف أواجه الناس وبما سيقولون عني "


*********************

الساعة الخامسة عصراً ـــ مدينة الملك فهد الطبية ~
كان يقف أمام سعد وينظر له سمع همسه الخافت : خالد ؟
إقترب منه خالد وأمسك بيده : لبيه .
سعد لا يعلم ماذا يشعر به الآن فألم رأسه مغيبه كلياً عن كل شيء : خالد أفتح الأنوار .
شعر خالد بحزن عميق يشطر روحه فصديقه ومن هو أغلى من روحه قد أصيب بالعمى .
فالطبيب المشرف على حالته أكد ذلك لخالد عندما قال له أنه تلقى ضربة على رأسه وربما يصاب بالعمى : سعد إنت إنسان مؤمن بالقضاء والقدر وربي أخذ منك نظرك بيعوضك إن شاء الله .
ماعاد للحديث مجال فتلك النعمة العظيمة قد سلبها من أنزلها هتف خالد وهو يرى سعد يتأوه ويغمض عينيه بقوة : لا حول ولا قوة إلا بالله .
سعد بوجع فما عاد في الدنيا أغلى من نظره : خالد أتركني لوحدي .
طبع خالد قبلة على جبين سعد وهو يهمس له : خلك قوي مثل ماعرفتك .
وخرج من عنده متوجه لشقيقته في الطابق العلوي .
دخل ورأى جميلة تجلس على الكرسي بجوار جواهر الباكية : سلام عليكم .
وقفت جميلة وهي تقول بلهفة : هاا ماصحى سعد ؟
خالد بألم : إلا صحى .
جواهر إعتدلت بجلستها وهي تقول بخوف : وش فيه سعد ؟
خالد إقترب من جواهر ومسح على شعرها وهو يقول : سعد رجال ومايعيبه شي والعمى ماينقص من قيمة الرجال .
جواهر إرتجفت أوصالها : أيش ؟ أعمى ؟
خالد طبع قبلة على رأسها وهو يقول برجاء : تكفين ياجواهر لاتصيرين أنتي والدنيا عليه اللي فيه مكفيه .
جواهر هتفت بجزع : ليش حظي كذا ليش...
قاطعتها جملية بحنان : ياقلبي جواهر خليك مؤمنة لاتجزعين من أمر الله .
جواهر وضعت كفيها على وجهها وهي تبكي بشدة فاليوم إستنزفت طاقتها بالدموع .
" لماذا حدث كل هذا فقط مضى شهر على ملكتنا
اللهم لا إعتراض على حكمك "
خالد أمسك بيد جميلة وأخرجها معه وهو يقول : وين أمي ؟
جميلة بحزن : راحت لخالتي موضي الله يجبر مصابها .
خالد : حبيبتي أبيك دايم جنب جواهر هي بكرة بتطلع من المستشفى وأكيد حالتها بتسوء أكثر .
جميلة مسحت دموعها التي بالتو نزلت : إن شاء الله .
خالد قبل خدها جميلة وهو يقول : مأدري كيف بيصير وضع جواهر لو مأنتي هنا .
وذهب وذهب قلب جميلة معه هي بالأيام الأخيرة عجزت من تمثيل دور العاصية المتكبرة الغاضبة
وأصبحت الآن بدور الباردة المتبلدة المطيعة فهذا مايؤذي خالد فكانت بالقبل تثير مشاعرة أما الآن سلمت له نفسها وهي كدمية أمامه .
دخلت إلى غرفة جواهر التي نامت بفعل المنوم وهي تشعر بألم أسفل ظهرها مما زاد توترها أن الألم ملازم لها منذ الصباح .


********************

منزل نايف السيف ~
كعادتهم بين صلاة المغرب والعشاء يجلسن أمام أبيهن ويداعبهم ويلبي لهم كل مايريدنه .
نظرت كادي إلى أبيها وشتت نظره بعيداً عنها وهو يشعر أنه يرى أعين جارح .
جلست فاطمة بجوار حمد بتعب وهي تقول : حمد وش فيك ؟
نظر لها حمد ووضع يده على بطنها وهو يقول مغيراً لمحور الحديث : أنتظر ولادتك على أحر من الجمر .
فاطمة بإبتسامة : ولادتي المرة هذي إستثنائية .
قبل حمد جبينها وهو يقول : الله يقر عيني بشوفتك أنتي وولدي بأحسن حال .
تجمع الدمع بعين فاطمة وألقت بنفسها بحضن حمد وهي تكتم شهقاتها .
حمد أشار لصغيراته أن يذهبن وذهبن حالاً : حبيبتي وش فيك ؟
فاطمة وهي تبكي بشدة : خايفة أموت ياحمد .
حمد بفزع : بسم الله عليك وش ذا الطاري...تعوذي من الشيطان لا يوسوس لك أكثر من كذا .
فاطمة قبلت كتف حمد ثم قالت وهي تنظر لوجهه : الله يخليك لي ولا يحرمني منك .
حمد إبتسم لها : ولا يحرمني منك يارب .
فاطمة إبتعدت عنه ومسحت دموعها وهي تسمع حمد يقول : بعد ولادتك إن شاء الله بنطلع لبيتنا .
فاطمة وقفت وهي تقول : إن شاء الله .
خرج حمد إلى الصلاة وهي ذهبت إلى دورة المياه وغسلت وجهها كثيراً .
" أعذرني حبيبي فأنا أشعر بأني سأفارق الدنيا قريباً "
صلت وإنتهت من الصلاة وأخذت جلالها إحتياطاً لوجود حاتم ثم نزلت إلى الأسفل .
منذ أن رأتها حصة وقفت وهي تقول : ياهلا بالحامل والمحمول .
ضحكت فاطمة وقبلت رأس عمتها وجلست بين منال وديمة وهي تقول : يالخونة مجتمعين ولا عزمتوني .
ضكت ديمة بمرح : إذا موب واهمة تو شفت روميو طالع من عندك .
فاطمة ضحكت بخفوت : خلاص تعوضوني الليلة .
منال أشارت إلى عينيها : من عيوني أسوي لك أحلى حلا وديوم تسوي لك القهوة .
ديمة : من عيوني كم فطوم عندنا .
ووقفت وهي تقول : بروح أصلي وأرجع لكم .
وذهبت ديمة وأيضاً ذهبت معها والدتها لأداء الصلاة .
نظرت منال إلى فاطمة وهي تقول بخوف : حمد سوى بك شي ؟
فاطمة بإبتسامة : لا...ليش ؟
منال بإستغراب : أجل ليش تبكين ؟
فاطمة عاد لها حزنها القاتل وهتفت بهدوء : مافيني شي...منول متى تبشريني بحملك ؟
منال إرتجفت وقالت بهدوء : متى ماكتب ربي .
فاطمة من قلبها : قريب إن شاء الله .


********************


هاهو يصل المغرب العربي يشعر بنشوة حين سمع والده يرتجيه بأن يعود وله كل مايريد .
إتجه إلى من كانت بإستقباله من أن رأته إحتضنته بشدة : ياهلا وغلا تو مانورت المغرب .
قبل سعود رأسها وقال : منورة بأهلها .
ميرا بعتب : زعلانة عليك بس العتاب بالبيت موب هنا .
إبتسم سعود : وإنتي كل مرة زعلانة علي ؟ وش مسوي أنا ؟
ميرا بجدية وهي تمشي بجواره : حرام عليك تتركها بصباحيتها تخيل لو أنا مكانها من جد شي يجرح .
سعود : ميرو البطولة هذي أهم من كل شي بحياتي...وملك بين أهلها وأنا رجعتها للبيت اللي أخذتها منه مارميتها بالشارع .
ميرا بعصبية : أقص يدي إذا رجعت لك .
سعود بلا شعور : يكون أحسن تجي منها ولا تجي مني .
ميرا نظرت إلى سعود بصدمة : دامك ماتبيها ليش تتزوجها ؟
تفسخ الخطوبة أحسن من إنها تصير مطلقة .
سعود بضيق : ميرو فديتك غيري الموضوع ترا مالي خلق .
وركبا بالتاكسي وتوجها حيث سكن ميرا من أن دخلا سوياً جلست ميرا على أول كنبة وهي مرهقة : مقهورة منك ومن تصرفاتك الغبية .
نظر لها سعود وإتسعت إبتسامته : وش اللي مأعجبك فيني ؟
ميرا وهي تخلع عبائتها : اللي ماعجبني فعايلك بزوجتك والله مايسويها المجنون .
سعود جلس بجوارها وهو يقول : قومي ضيفيني .
ميرا ذهبت إلى المطبخ وسعود أسند ظهره على الكنبة فهو مرهق للغاية فلم يسترح بعد ليلة زواجة سوا ساعتين .
أتت ميرا وهي تحمل صينية بها كأسين عصير أنزلتها على الطاولة : وش صار على مشروعك ؟
ميرا بحماس : بكرة إن شاء الله تطلع التراخيص والبناء بالشرقية مكتمل بس باقي التشطيب والأبواب .
سعود بإستغراب : مأدري وش لك بكل العنا هذا لك سنتين تطاردين وراء التراخيص ويوم طلعت التراخيص صار المشروع بايخ .
ضحكت ميرا : بايخ ؟ الله يسامحك...تشوف كلها فترة وتنزل أخبار مشروعي الفريد من نوعه .
سعود ضحك بصخب : هههههههههههههه حلوة فريد من نوعه .
من إنتهاء من شرب عصيره وقف وهو يقول : وين غرفتي أبي أنام على الأقل ساعتين .
ميرا إتجهت معه لغرفته التي أعدتها له منذ ساعات قليلة عندما أخبرها أنه أتي : نوم العوافي متى تبيني أصحيك ؟
إبتسم سعود وهو يقول : لا تصحيني إلا على صلاة الفجر .
ميرا بمودة : من عيوني .
وذهبت إلى المجلس وأخذت هاتفها وإتصلت على نهى : مساء الخير يأحلى نهى .
نهى بإبتسامة : مساء النور يأحلى ميرا .
ميرا بمرح : هاا كيف المغرورين أعجبوك ؟
نهى بهدوء : الحمدلله إنتهى الزواج على ماتمنيت...شفتي سعود برد حرتي فيها .
ميرا بفزع : نهى إنتي وش قاعدة تقولين ؟ حرام عليك .
نهى إنتبهت لنفسها وإستغفرت ربها فهي وقعت بالغيبة : إستغفر الله ياخي قاهرتني من خطبها سعود .
ميرا بعصبيه : لا تشمتين ببنت الناس يصير حالك أردى من حالها .
نهى بألم : وهذا حالي أردى حال .
ميرا صرخت بنهى : أحمدي ربك على اللي أنتي فيه ماتخافين من الله يحرمك ذا النعمة ؟
نهى شعرت حقاً بأن ماقالته محرماً : ميرو لا تدققين بكلامي الأيام هذي نفسيتي زفت ومأثمن كلمتي .
ميرا : مهما كانت ظروفك ماتقولين كذا أنتي ماتدرين إنه ممكن كلمة تهوي بك فالنار سبعين خريف .
صعقت نهى فهي لم تقل هكذا جزعاً من رحمة الله فهي لم تقل هكذا إلا من قهرها : إستغفرالله وأتوب إليه .


********************

عصر الرياض ـــ منزل سيف السيف ~
مضى يوم وهي على حالها تبكي ولا تهدأ .
دخلت علياء ورأت ملك مسندة ظهرها على السرير ووجهها محتقن فهي حزينة بشدة : مساء الخير .
ملك نزلت دمعتها بحرقة فهي لا تستطيع أن تتكلم قال بصعوبة والكلمات تكاد تخرج : مساء...النور .
علياء قبلت خد ملك وهي تقول : عمي عبدالعزيز يبيك ضروري .
هزت رأسها بلا فهي لا تريد أن تحمل أبيها همها : مأقدر .
علياء أمسكت بيد ملك وشدتها : يله ملك والله بكاءك مايسوى والله لو أنه مطلقك .
ملك شهقت بعنف وهي تبدأ إحدى دوامات بكاءها الموجعة : قهرني ياعلياء والله قهرني .
علياء برجاء وهي تحتضن ملك : تكفين لاتبكين والله قطعتي قلبي...عمي يبيك عشانه أمسحي دموعك وروحي له .
ذهبت ملك إلى دورة المياه وعلياء نزلت إلى الأسفل .
عبدالعزيز بقلق على صغيرته : وينها ملك ؟
علياء بإبتسامة : الحين جاية...عن إذنك عمي .
ونزلت ملك مع السلم ومنذ رأت أبيها أجهشت في بكاء مرير وهو يحتضنها بحنان : بس يابنتي لاتبكين على شي مايسوى وسعود شاريك وتو متصل علي يعتذر مني .
ملك إبتعدت عن أبيها وتنفست بعمق ثم قالت : الله يخليك لي يأبوي ولا يحرمني منك .
عبدالعزيز بعد ماقبل جبينها : ويخليك لي يارب .
دخل سيف وقبل رأس أبيه وأنفه ثم فتح ذراعيه لملك التي ذهبت له وإحتضنها وهو يهمس لها : وش فيك تبكين ؟
ملك بخجل : كلام الناس مايرحم ومافيه بنت صار لها اللي صار لي .
سيف بثقة : مهوب سعود اللي يرميك عجزان منك وصدقيني بتخلص البطولة ومالك إلا اللي يرضيك .
.
.
.
على الطرف الآخر ~
كانت تجلس بجناحها وتتصل بسعود رد بترحيبه المعتاد كلما إتصلت عليه : هلا والله بالغالية .
علياء بعتب : لو أني غالية عليك كان حطيت لي قدر وأحترمتني وصنت أمانتي لك .
سعود تصاعد حرجة : آسف والله العظيم آسف وبنت عبدالعزيز مالها إلا اللي يرضيها .
علياء بمودة : جعل ربي يرضى عليك دنيا وأخرة...سعود ليش تخليها كذا هي على بالها إنك ماتبيها .
سعود " لا تضغطي عليها ياعلياء أرجوكِ
فأنا أريد أن تطلب الطلاق حالاً " : أنا أبيها بس ضروفي قاسية .
علياء : والله قطعت قلبي كل وقتها تبكي حتى عمي زعلان عشانها .
سعود إبتسم : تو كلمت عمي وإعتذرت له...أم عزوز لاهنتي أرسلي لي رقم ملك .
إبتسمت علياء وهي تقول : من عيوني...مع السلامه برسله لك .
وأرسلت الرقم وهي مستبشرة خيراً .


********************

جناح حاتم ومنال ~
إستيقضت من نومها ونظرت إلى الساعة تشير إلى الرابعة والنصف .
ترجلت من سريرها وإستحمت وإرتدت تنورة أسود وقميص أبيض وذهبت إلى الغرفة لتصلي صلاة العصر وإنتهت من الصلاة وأغلقت جلال الصلاة وإنفتح الباب رفعت رأسها فرأت حاتم ينظر لها : على وين ؟
منال بإرتباك : ها مو رايحة أي مكان .
حاتم إقترب منها وهو يقول بعصبية : لابسة وجاهزة ولو أنا موب موجود كان مافكرتي تأخذين أذن مني .
منال لا تعلم بماذا ترد عليه إبتلعت ريقها وهي تقول : والله والله كنت بقولك...بس..أنا عارفه...إنك ماراح تقول...لا .
حاتم يشعر بقبح نفسه عندما يخيفها هكذا قال بجمود : وين كنتي بتروحين ؟
منال : أبي أروح عند ملك بنت عمـ...
قاطعها حاتم وهو يقول بتحذير : إلى صلاة المغرب وترجعين إذا مارجعتي لا عاد تجين هنا .
شهقت منال بعنف : أيش ؟
حاتم إخفاء إبتسامته عنها : بصيغة ثانية إذا أنتي تبيني أرجعي قبل المغرب وإذا تبيني أطلقك لا ترجعين .
منال جلست على السرير وهي تقول برعب : لا خلاص مأبي أروح .
حاتم جلس بجوارها ومنع نفسها من إحتضانها : بتروحين يعني بتروحين يله بسرعه .
ذهبت وإرتدت عباءتها .
وأخذت حقيبتها وهي تمشي بجوارة .
خرجا سوياً وحاتم ممسك بيدها همس لها : وش رأيك نروح نتمشى شوي وبعد صلاة المغرب تروحين لهم .
منال تشعر بسعادة لا مثيل لها فهي لأول مرة منذ عادا للرياض يعرض عليها أن يخرجا سوياً .
هتفت بسعادة لم تخفى على حاتم : أوكي .
ركبو بالسيارة وخرجو من أسوار منازل السيف الفخمة الضخمة : وين تبينا نروح ؟
منال : أي مكان .
حاتم بعد تفكير : مأعرف أماكن حلوة هنا إلا للعزاب .
منال بإبتسامة : طيب بنروح لمجمع .
حاتم بمرح : شورك وهداية الله يابنت مشعل .
وتوجه إلى إحدى المجمعات الفخمة أوقف السيارة ونزل وذهب إلى الجهة الثانية من السيارة أمسك بيدها ودخلا المجمع سوياً .
حاتم بإبتسامة : ساعة معاك تتسوقين وبعدين نجلس بالكوفي .
منال هزت رأسها بالإيجاب فهي موافقة على كل شيء يقوله .
إنتهت من جولتها في أكثر من محل وهي تقول : خلصت .
حاتم إبتسم لها : ماشاء الله خلصتي بأقل من نص ساعة .
ضحكت منال بخفوت : مالي حاجة معينة ولا كان جلست هنا على الأقل أربع ساعات .
حاتم أمسك يدها وذهبا إلى الكوفي في الطابق السفلي .
كان حاتم مستمتع للغاية فهو عرف كيف يرضيها ويسعدها .
إبتسم وهو يمد لها قطعة حلى : تفضلي .
أخذت قطعة الحلى من يده وأكلتها وهي تشعر بسعادة لامثيل لها .
تخرج إلى السوق بشكل دائم وتذهب هي وديمة لكل مكان ولكن هذه المرة غير .
فاليوم هي تخرج مع حاتم فما أسعدها وهي ترافقه .


********************

منزل الجدة علياء ~
تجلس في الصالة هي وعلياء وفاطمة وفاتن وديمة وحصة ولطيفة .
إبتسمت علياء وهي تقف : عن أذنكم بتابع البطولة ببيتي .
وخرجت ونظرت فاتن إلى ديمة وفاطمة : وين منال ؟
حصة بإرتياح : تو كلمت حاتم يقول جايين بالطريق .
الجدة علياء : الله يحفظهم يارب .
أخذت الجدة هاتفها ومدته للطيفة التي تجلس بجوارها : أم عامر فديتس دقي لي على جميلة .
وأتصلت لها لطيفة على جميلة وأعادت لها الهاتف وأخذته الجدة وهي تهلي وترحب بجميلة : وينتس يأمي ودي أنتس معنا تشوفين أخوتس .
جميلة بتعب : أعذريني يمه والله إنشغلت حيل تعبت جواهر وتو طلعت من المستشفى .
الجدة علياء بقلق : سلامتها بنت عبدالله وش فيها ؟
جميلة بإرهاق وضح من خلال صوتها : زوجها صار عليه حادث .
الجدة علياء بفزع : لا حول ولا قوة إلا بالله...وكيف حاله الحين ؟
جميلة أخذت نفس عميق ثم أردفت : فيه كسور بيده ورجله وفقد بصره الله يرده له عاجل غير آجل .
الجدة علياء بصدمة : اللهم صل على محمد...هو ولد موضي ؟
جميلة : إيه الله يجبر مصابها ويخلي لها ولدها .
الجدة علياء : أرسلي لي رقمها الحين .
جميلة : إن شاء الله .
الجدة علياء أغلقت المكالمة وأنزلت الهاتف وكل الأنظار تتجه لها فمكالتها غير طبيعية .
تكلمت فاتن وهي تقول بتوجس : سلامات وش فيها جميلة ؟
الجدة علياء : مابها إلا العافية إن شاء الله...بس ولد عم رجّالها صاير(ن) عليه حادث وفقد بصره .
أعتلت أصواتهم بالصلاة على النبي .
وفي هذه اللحظات دخلت منال وهي مبتسمة : مساء الخير .
الكل : مساء النور .
قبلت رأس جدتها ووالدتها وزوجات أعمامها حصة ولطيفة ثم جلست بين ديمة وفاطمة .
سمعت ديمة وهي تقول بهمس : وين رحتي من اليوم ننتظرك إحنا وملك ؟
منال رغم حياءها ولكن هتفت بهمس مماثل لايسمعه سوا فاطمة وديمة : رحت مع اللي يسواكم كلكم .
ديمة قرصت منال على فخذها : وين منال اللي تستحي صدق إنك إستخفيتي .
منال ضحكت بخفوت : ههههههه مابقى إلا أستحي من فطيم وديموه .
ووقفت وهي تقول : عن إذنكم بروح لملك .
وخرجت وديمة تقول بصوت خافت لفاطمة : شكلها بتروح لحاتم .
ضحكت فاطمة : لا حمد يقول كل العيال بيتابعون البطولة بالمجلس .
ديمة : هههههههههه حتى أنتي يالعجوز كنتي بتابعينها مع زوجك .
فاطمة بمرح : عجوز بعينك .


********************

منزل سيف السيف ~
تكاد تنفجر خجلاً من حياءها .
فمنال لم تتركها بحالها وتعليقاتها الساخرة المحرجة تغضب ملك فهي عروس يخجلها رؤية سعود مع شقيقته منال بينما كان الوضع طبيعي عندما كان لا يوجد سواء هي وعلياء .
وسط إنتباة الجميع إجتاز سعود المرحلة الأولى وهو متقدم على جميع الفرسان .
وكذلك المراحل الثانيه والثالة والرابعة .
من إن أنتهى سعود من السباق وإستلم هاتفه من إدارة المنتخب إتصل بها .
رن هاتفها وأخذت الهاتف وإستغربت من الرقم الغريب رد بـ : نعم .
أتاها صوت سعود فهي لم تتوقع ولا واحد في المئة أن تكون على باله الآن : هلا ملك .
ملك إرتعش قلبها ووقفت وهي تذهب إلى جناحها : ألف مبروك الذهبية .
سعود : الله يبارك فيك...إن شاء الله إنك فال خير علي حققت البطولة بفارق 20 نقطة عن المركز الثاني وهذا بحد ذاته إنجاز .
ملك بخجل : الله يجعله دوم .
سعود : مع السلامة .
وأغلقت المكالمة وقلبها ينبض بشدة مكالمة لم تستمر حتى دقيقة ولكن جعلت قلبها ينبض لدقائق .
نزلت إلى الأسفل وهي تشعر أن وجهها تحول إلى بقعة حمراء من شدة خجلها .
عندما وصلت نهاية السلم سمعت صوت منال الساخر : ياعيني ياعيني تتدلع علينا عشانه رايح للمغرب وهو أول ماخلص البطولة أتصل عليها .
ملك جلست بجوار علياء وهي تقول بخجل : منال راعي مشاعري .
علياء بمودة : لا رجع سعود إن شاء الله بنسوي له أحلى حفلة بمناسبة فوزه بالذهبية .


********************

في المغرب العربي ~
حيث الفرح والإحتفالات والصخب .
كان يجلس بجوار ميرا في إحدى المطاعم المطلة على البحر .
ميرا بفرح : ألف ألف مبروك ياقلبي .
سعود بمودة وبإبتسامة لم تنطفي منذ ساعات : الله يبارك فيك .
ميرا سعادتها تشعرها بأنها بين النجوم فهي في سعادة لا مثيل لها : الحمدلله حققت ذهبية العالم فردي وجماعي...محتارة وش أهدي لك .
ضحك سعود فسعادته لاتقل عن سعادتها هاهو يحقق الذهبية التي حلم فيها منذ أيام الطفولة : خلاص يكفي العشاء هذا الله يكثر خيرك .
ميرا بإبتسامة : لا ذي مهيب هدية في المقام .
وقف سعود وهو يقول : فرحك عشاني أكبر هدية الله لايحرمني منك...يله ميرا بنروح للبيت برتاح .
ميرا وقفت قم قالت بمودة : متى ترجع للسعودية ؟
سعود : المنتخب راجعين بكرة عشان الأحتفال اللي مقام بالرياض ولازم أروح معاهم...أنتي متى بترجعين ؟
ميرا : إحتمال بعد أسبوع الجو في طنجة مايتعوض .
سعود بلهجة عاشق : وطنجة كل أيامها ماتتعوض .
وخرجا مع التاكسي إلى حيث سكنهم وأعينه معلقة بشوارع طنجة وبناياتها .
فهي مسقط رأس والدته وأيام طفولتها وليالي صباها .
يعشقها كما يعشق والدته كما يحب والدته فهو عندما يشعر بضغط الدنيا وقسوتها ملجئه بعد الله هي طنجة .
طنجة التي أنسته الكثير من الهموم والكثير من الأحزان خضرة أرضها وزرقة سماءها وعذوبة بحرها ونسيم هواها كفيلة بإسعاده .
في أرض طنجة يشعر بأنه بين أحضان والدته .
إنتزعه من عذوبة عشقه والتفكير بمعشوقتة طنجة صوت ميرا : سعود وصلنا .
نزل معها ودخلا إلى شقتها إنتزعت طرحتها فإنتثر شعرها الأشقر مغطي ظهرها : أرتب لك أغراضك ؟
سعود إبتسم لها : رتبيهم .
ميرا دخلت غرفته وجمعت ملابسه في حقيبه
ثم جمعت عطوراته ومستلزماته في الحقيبة الصغيرة
ثم خرجت وهي تقول بمرح : جهزت كل شي .
قبل سعود رأسها وهي يقول : مشكورة .
ودخل إلى غرفته وتحمم وخرج إلى غرفته وهو يغلق أزرار قميص بيجامته السفلى .
جلس على السرير وأخرج صورة والدته من الكومدينة ونظر إلى عيناها الزرقاء وبشرتها شديدة البياض شفاتها الوردية وملامحها الأوروبية لأمرأة عربية فهي من سكان طنجة التي يغلب عليها الطابع الأوروبي فسبحان من خلق لهم ملامح أوروبية فأسبانيا تبعد عنهم عشرات الكيلوات فقط .
إحتضن الصورة " أماه ها أنا حققت الذهبية
التي كنتي تحلمين بها وتدعين لي دوماً بأن أحققها
ها أنا أفرح بتحقيقي لها من أجلك
فما دفعني نحو هذه البطولة سواك
أتمنى يا أمي أنني أرضيتكِ "
أغمض عينيه وهو يشعر بدمعه العصي يتحجر في عينيه ولكن يبئ النزول " رباه أرحم من كانت كل حياتي "


********************

فجر الرياض ـــ منزل خالد الصالح ~
إستيقضت جميلة وهي تشعر بتعب متملك جميع أطرافها سمعت صوت الآذان فترجلت من سريرها وهي تتكي على الجدار كي لاتسقط .
توضأت وعادت وصلت صلاة الفجر وهي تشعر بأن ألم ظهرها ورأسها يزداد .
تمددت على السرير وهي مستغربة من خالد لما لم ينام ليلة البارحة هنا .
سمعت رنين هاتفها وتناولته من على الكومدينة وردت بتعب : هلا خالد .
خالد الذي كان يمشي بطرقات المستشفى عائد من الصلاة : هلا وغلا صباح الخير .
جميلة بصوت مرهق ومبحوح من التعب : صباح النور .
خالد بإستفسار : وش فيه صوتك ؟
جميلة عضت على شفتها السفلية تقاوم ألم رأسها ثم أردفت بصوت خافت مُتْعَب : رأسي مصدع من صحيت .
خالد ألمه قلبه : الحين بأخذك ونروح للمستشفى .
جميلة بإعتراض : لا بأخذ بندول وأصير أحسن .
خالد برفض تام فهو يريد أن يرأها ويتطمن عليها : خليك جاهزة الحين جايك .
جميلة : طيب...مع السلامة .
وأنهت المكالمة وأخذت الهاتف ثم إتصلت على الخدم وأمرت المربية بأن تكون بجانب هتان فهو عندما يستيقض يخاف بشدة إذا كان بمفرده .
وماهي إلا دقائق حتى إنفتح باب الجناح ودخل خالد وهي نهضت بتعب وإرتدت عبائتها ومن ثم الطرحة والنقاب .
وخرجت وهي مسندة جسمها عليه .
قابلتهما والدة خالد التي قالت بخوف : سلامات وش فيكم ؟
إبتسم خالد لوالدته فهو لايريد أن تقلق فهي بها من الحزن ما الله به عليم : راسها مصدع بوديها للمستشفى .
وخرج وهي مازالت متسندة عليه وهو ممسك بيدها وخصرها .
أفلتها وركب بالسيارة وهي ركبت بجوراه وإنطلق إلى المستشفى بسرعة والصمت هو سيد الموقف .
نزل ثم أنزلها وهي متمسكه به بشدة تشعر إنها ستسقط مغمى عليها .
سألها بإهتمام : متى أخر مرة كليتي ؟
جميلة بوهن : أخر ماكليت فطوري أمس .
خالد بعتب : الله يهديك يوم كامل ما تأكلين ؟ أكيد اللي صاير فيك من قلة أكلك .
جميلة بغضب : مو وقتك والله مو وقتك .
بعد إكمال بيانات جميلة التي لم تتجاوز حتى الخمسة دقائق أدخلت إلى غرفة الطبيبة وهو وقف في الخارج ينتظرها .
أتاه إتصال من جميلة تخبره بأنها عملت التحاليل والنتيجة بعد ساعة .
فهو فوراً خرج إلى سعد بالدور الثاني من ذات المستشفى .
دخل الغرفة فوجد سعد يأكل بمساعدة الممرض : صباح الخير .
سعد أبعد يد الممرض وهو يقول : صباح النور هلا خالد...ليش جاي بدري ؟
خالد إبتسم وهو يجلس بجوار سعد على الكرسي : أنا من البارح هنا بس ماحبيت أزعجك وعارف نفسي لو رحت للبيت ماراح أرتاح .
سعد بخجل : والله مأدري وش أقولك ياولد عمي أحرجتني بوقفتك معاي .
خالد بذهول : وش ذا الكلام ياسعد إذا ماوقفت معك من أوقف معاه ؟ أنت ولد عمي وخويي بالرخا ولا الشدايد .
سعد : جعلك تسلم يأبو هتان والله يقدرني على رد الجميل .
خالد بجدية : سعد والله لأزعل عليك وش هالكلام حنا أخوان وعيال عم ومابيننا جميل اللي بيننا واجب .
سعد : الله لايحرمني منك أنا أشهد إنك أخوي .
رن هاتف خالد وأخرجه وهو يقول : عن أذنك .
وخرج وهو يقول : هلا يمه .
أم خالد : هلابك...وش فيها أم هتان ؟
خالد : إلى الحين ماطلعت النتيجة أخذو التحاليل وننتظرها .
أم خالد : جعلها خير إن شاء الله...وسعد وش أخباره ؟
خالد بإرتياح : الحمدلله بخير أحسن من أمس وتقبل فقده لبصرة بسرعة .
أم خالد بصرامة : دامها راحت الصدمة قوله أن جواهر ماتبيه .
خالد صعق من والدته " أ حقاً أمي تقول هكذا ؟ " : ليش يمه جواهر وش شايفه فيه ودامها ماتبيه ليه توافق من البداية ؟
أم خالد بلهجة جافة : قبل كان مافيه شي يعيبه والحين أعمى وبنتي صغيرة ماراح تراعيه .
خالد إنفعل بشدة أ هكذا يتحدثون عن سعد ؟
أ لم يعلمون أن سعد لا يعوض ؟
فهو سواء بنظر أم بلا نظر لن ولم يتعوض : لا يمه أسمحي لي مأقدر أقول لسعد وجواهر مأدري وش اللي غير رأيها أمس بالمستشفى مريضة واليوم ماتبيه .
أم خالد بهدوء عكس خالد المنفعل : جواهر ماتدري عن شي بس أنا مأبيها تتزوج .
خالد إشتد غضبه ولكن أخفض صوته لأن من يهاتفها والدته : لا يمه لا تقررين عنها هي صاحبة الشان .
أم خالد ببرود : خلاص على ماتجي وهي مقتنعة بس أهم شي أنه يطلقها اليوم قبل باكر .
وأغلق المكالمة وأدخل هاتفه في جيبه فهو يشعر بالغضب يشتعل بداخلة .
ذهب إلى سعد وقال له بهدوء بعكس البراكين الثائره بداخله : عن أذنك يأبو عبدالرحمن أم هتان هنا بالمستشفى بروح لها .
وخرج دون أن يسمع كلمة من سعد ونزل إلى الأسفل ووجد جميلة بالتو تستلم نتائج التحليل .
إتسعت أعينه وتوقف نبضه عندما رأى جميلة تتهاوى على الأرض وتمسك بها الممرضة التي كانت تقول لها نتائج التحليل .


إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-15, 10:21 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء العذوبة والنقاء..مساء الفخامة التي لا تليق إلا بكم .

عليكم السلام .
هلا فيك لامارا .. عندي روايتين غير هذي وكلهم مكتملات
مافهمت وصلك والهجران .
مأقسى قلوب تحرق ورود وزهور .
أسعديني بردك الله يسعدك.
-
ياهلا وغلا بأفنان دايم توقعاتك في محلها ماشاء الله .
الله يسعدك في الدارين .
-
ياهلا وغلا برنودتي الله يوفقك ويسعدك .
-
ياهلا وغلا برهوفا .. الله يحلي أيامك شهادة أعتز بها .
فقدتك البارت اللي راح .
الله يوفقك ويسعدك .
-
ياهلا وغلا بوفاء .. الله يسلمك ويسعدك .
-
هلا وغلا بمكاويه .. تشرفت فيك لاتحرميني طلتك .
.
.
.
.
.
قرأة ممتعة مقدماً .
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد .


الجزء الثامن عشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .






إتسعت أعينه وتوقف نبضه عندما رأى جميلة تتهاوى على الأرض وتمسك بها الممرضة التي كانت تقول لها نتائج التحليل .
ذهب إليها مسرعاً وأمسك جميلة وهو يسأل بخوف : وش فيها جميلة ؟
الممرضة بإرتباك : كل خير إن شاء الله .



********************


الرياض ~
جلس بجوار عامر وهو يقول بلهفة : اللي تو تكلمه ولد عمي ؟
إبتسم عامر وهو يشعر بسعادة : إيه سعود أبارك له على الفوز .
جارح برجاء : أكيد بيسوون له حفل تكفى بروح معاك .
عامر برفض تام : جارح إنت ماتفهم ؟ والله راح ينجلطون لا شافوك خلني أمهد الموضوع بالأول وبعدين أطلع لهم .
جارح يشعر بأنه بحاجة ماسة إلى البكاء فهو يشعر بكبت ويشعر بكأبة حياته التي أصبحت مملة خانقة فهو يخرج من الشقة صباحاً ويذهب إلى العيادة ومن ثم يذهب إلى النادي لكي يزداد ثقله وقوته ثم يعود إلى الشقة وهكذا كل يوم .
ولكن يأتيه عامر من الساعة الثامنة حتى الساعة الحادية عشر .
ومتعب يبات بجوارة ويأتيه في أي وقت .
جارح بحزن شديد : طيب قول لديمة وجيبها هنا بس أبي أشوفها لو ربع ساعة .
عامر برجاء : جارح تكفى لا تطلب مني شي والله مأقدر ألبي لك أي طلب .
جارح أمسك بعضد عامر وهو يقول برجاء موجع : تكفى ياعامر أنت تدري وش كثر أنا محتاج ديمة تكفى خذني لها والله أحس أني بموت وخلاص وزني هذا هو وصل الخمسين يعني عادي النحافة مو شديدة مرة .
دخل متعب وهو يقول : لا ياجارح لا تطلب المستحيل وتأكد لو شفت ديمة هنا راح أقتلها وأقتلك بعدها .
وقف عامر وهو يقول بغضب : بعيد عليك تسويها وأنت يالمجرم .
ثم أكمل بهمس : أول مأطلع من هنا راح أبلغ عليك بالتزوير وشهادة الزور .
متعب ببرود وبهمس مماثل : عادي بلغ علي وراح ينتشر خبر جارح ويدرون عنه أهله وماراح يخسر غيركم .
عامر بقهر وبصوت عالي : أنا مستغرب من نفسي مأدري وشلون مأمن جارح عندك وأنت اللي خاطفه ومبعده عنا .
متعب بعصبية : يابني أدم متى تفهم جارح أخذه من لندن أخوه حمد وهو عارف بالشيء هذا وتقدر تسأله .
نظر عامر إلى جارح ثم تحدث جارح بألم : إيه اللي خذوني من لندن رجال حمد خذونا أنا ومتعب بنفس اليوم .
عامر إزاداد غضبة : جارح أنت مو بزر عشان يلعب عليك ومأخذك من لندن إلا هو .
متعب إقترب من عامر وصرخ بكل قوته فهو يشعر بالقهر يحسن إلى جارح ويتلقى الإساءة من عامر : لو أنا اللي خاطفه كان قتلته ولا حميته من حمد ولو أنا اللي خاطفه كان ماساعدته على الهروب ولو أنا اللي خاطفه كان ماساعدته بعد خروجه من عند العصابة .
جارح أيد كلام متعب فهو كان بجوارة منذ إختطافه : عامر ترا متعب حاله حالي .
عامر جلس وهو يقول بحرج مصطنع : طيب آسف موب متعب اللي خطفك بس هو من رجال حمد اللي خطفوك .
متعب نظر إلى عامر : أحترمني ببيتي وتسبني كل ذا...تقدر تروح لحمد وتستفسر منه عن كل شي .
صرخ عامر بقهر : أنت شيطان يامتعب وعلقلك آلي سكرتها علي من كل الجهات مأقدر أسأل حمد عن جارح ولا أقدر أشتكي عليك ولا أقدر أسوي أي شي بخصوص جارح حتى أسمه اللي يرتبط بأسمي غيرته صرت أنا غريب بينكم...بس كل هذا مزور أيام وينتهي إن شاء الله .
ضحك متعب بطريقة مستفزة : شفت لاحطيت شي براسي سويته يعني سويته...إتصلت عليك وقلت لك إن جارح مريض بالستشفى على بالي إنك تحب ولد عمك وصديقه مثل ماعرفت عنكم بس صرت عكس ماتوقعت .
نهض جارح وهو يقول برجاء : الله يخليكم أسكتو عشاني إذا تحبوني صدق تصالحو ولا عاد تتهاوشون .



*********************


المستشفى ~
خالد بغضب : وش فيها تكلمي ؟
الممرضة بخوف : هي حامل و.....
قاطعتها جميلة وهي تقف على قدميها وتبكي بشدة وهي ترأ نفسها بين أحضان خالد وهو قلق عليها بشدة : خالد .
خالد يشعر بأن قلبه تحرك من اليسار إلى اليمين : عيون خالد .
جميلة بصوت باكي : تكفى مأبيه .
خالد غضب منها بشدة : يعني وشلون تقتلين نفس بريئة ؟
إبتعدت عن حضنه وجلست على الكرسي وهي تقول : الظروف اللي نمر فيها الحين صعبة و...
قاطعها خالد وبلهجة أمره : ولا كلمه وقومي معي بوصلك للبيت وبرجع لسعد .
نهضت وهي تتحامل على نفسها وتحاول أن تسيطر على نفسها كي لاتسقط على الأرض .
أقترب منها يريد أن يمسك بها فهي سوف تفقد توازنها ولكن إبتعدت عنه بقسوة وسارت خلفه .
ركبو السيارة وهو يقودها بجنون وجميلة علمت إنه غاضب بشدة .
وخالد يشد من قبضته على أطار السيارة حتى إبيضت مفاصلة .
" من أين أتلقاها من مرض سعد الذي جعلني كرجل بلا عقل
أم من حديث والدتي منذ قليل الذي جعلني أغضب غضب حياتي
أم من جميلة التي أفسدت فرحتي بطلبها
أعلم إنها غاضبة ولكن ليس كذلك تلعب بقلبي كما تشاء
من أن عادت تحملتها هي ولسانها السليط وربما كنت أستمتع عندما أراها هكذا
غاضبة ومتسلطة وتحدثي ومن ثم أصبحت باردة ككتلة ثلج
كل مأريد منها تلبيه لي بكل برود
والآن عندما شعرت بأن طفلي الثاني سوف يكون بمشيئة الله عودة المياه إلى مجاريها
أوقفت تلك المياه وجفت كل أمالي بالصلح فهي لاتريد طفل مني
إذ لما عادت إلي هل تريد قهري فقط ؟ "
وعلى الطرف الآخر كانت تنظر إلى شوارع الرياض المكتظة بالسيارات رغم أن الوقت الفجر .
فالساعة لم تتجاوز الرابعة والأربعون دقيقة .
" لماذا لم يتفهم كلامي ؟
لماذا لم يسمع مبرراتي
إن هذا الطفل سوف يكون عبء علي
فحياتنا متقلبة جداً فأنا لا أريد طفل ثاني ينحرم من أبيه منذ صغره
فخالد عندما عدت إليه وهو متكبر
يراني كالحشرة ولم يعدني إليه سوا ليخبرني أن ماله يضاهي مالي
ومن ثم أصبح شخص آخر لايكف عن الطلبات والآن أصبح عصبي جداً
لا أستطيع أن أتحدث معه مطلقاً فمنذ قليل كنت أريد أن أبرر له ولكن
لم يسمح لي فهو أغلق جميع نوافذ التفاهم والصلح بيننا
وأصبح حالي الآن أسواء من قبل بكثير
تعبت من هذه الحياة أريد أن أرتاح ولو يوماً "
وصلا البيت ونزل وهو لم ينتظرها تنزل نزلت خلفه وهي تشعر بدوار خفيف .
أمسكت بباب المدخل حتى إتزنت ودخلت وذهبت إلى غرفتها خلعت عبائتها وتمددت على السرير .
ثم أطلقت العنان لدموعها التي إنهمرت بغزارة .
أصبحت تجهش ببكاء مرير فتح خالد الباب وإنصعق من منظرها .
إقترب منها وقال لها بقسوة خارجية إنما قلبه يتفطر عليها : قومي أشربي العصير لا تموتين اللي ببطنك .
نهضت بغضب " فقط لايريد فقد أبنه ولم يهتم لأمري " أخذت العصير الطازج من يده وهو يقول : سويت لك العصير بنفسي وأبيك تشربينه كله برضاك لأني أحتمال أجبرك عليه لو بقى نقطة منه .
جميلة تشعر الآن بأنها ستتقيأ يمن عليها بهذا العصير ؟ : مشكور ماقصرت .
وشربت العصير بأكمله ثم أنزلت الكوب وهي تشعر بأن معدل السكر الآن أصبح جيد فرأسها إختفى صداعه .
الآن تشعر بإمتنان عظيم لخالد فلو لم يحضر لها العصير ربما نامت وهي لم تأكل أو تشرب .
أخذ الكوب وهو يقول بجمود : لا تنامين قبل ماتفطرين .
جميلة تشعر بأن من يقف أمامها كتلة صخر ليس لديه مشاعر .
يكلمها بجفاف ويعاملها بإستفزاز .
خالد يشعر أنه الآن يقوم بدورها عندما كانت تقوم بكل مايريد دون أي مشاعر .
فهي إن كانت تعامله هكذا طوال الشهرين الماضيين فهو سوف يعاملها هكذا حتى هي من تقوم بإرضاءه .
عجباً لهما يقوما بتمثيل الأدوار بأكمل وجه دون تعب أو ملل .
خارجياً متبلدون كارهين لبعضهم ليس لديهم لا رحمة ولا مشاعر .
ولكن داخلهما يكاد يجن كل منهما لأنه يستفز الأخر فمن يغضب حبيبه ؟
هو يود أن يحتضنها ويقول لها إنه يريد أبنه مأسهل هذه الطريقة أن يمتص غضبها بكلامه الغرامي .
وهي تود أن تحتضنه وتتأسف له فرفضها لهذا الجنين لا يساوي ذرة من غضبة عليها .
خرج وهو يشعر بأنها سوف تنهار كل هذه الحواجز ويضعف أمامها .
عيناها الباكية هي عذابه وهي نقطة ضعفه .
نزل إلى الأسفل وأمر الخادمة أن تحضر فطور صحي لجميلة وهو ذهب إلى غرفة جواهر طرق الباب ودخل .
ورأى جواهر تتناول الفطور مع والدتها : صباح الورد .
جواهر إبتسمت إبتسامة مجاملة له : صباح الجوري .
جلس خالد على الكرسي الذي يقع بجوار سريرها : كيفك اليوم ؟
جواهر : الحمدلله بخير .
خالد يريد أن يخرجها من جو الحزن الذي لم يكن لائق عليها فهي بشوشة منذ عرفها : أبشركم إن جملية حامل .
وقفت والدته بفرح : ألف مبروك ياحبيبي والله يتمم لها على خير .
جواهر بالتو إبتسمت بفرح صادق وهي تقول بحماس : مشتاقه لصوت بيبي ببيتنا الله يسهل عليها ولادتها .



********************


ظهر الرياض ـــ منزل الجدة علياء .
إحتضنت سعود بفرح : ألف مبروك والله إن فرحتي بك أكبر من أي فرحة .
ثم أردفت بألم : بس مهيب سواة عاقل سواتك ببنيت عمك .
إبتسم لها سعود وقبل رأسها ثم قال وهو يثبت عقاله وينسف شماغه فوقه : لها اللي تبي بنت عمي وأنا ماتركتها بكيفي تركتها غصب عني .
الجدة علياء بمودة : عاد بينك أنت وإياها مع أني مأظن أنها بترجع لك زعلها كايد .
سعود إبتسم فهو سعيد بهذا الخبر يريد أن غضبها يزيد أكثر من هكذا وتطلب الطلاق ولن يتردد .
جلس وهو يتناول فنجان القهوة من جدته : وينها جمول مختفية شفت خواتي كلهم إلا هي .
إبتسمت الجدة حتى إتضحت إبتسامتها خلف برقعها : جميلة حامل وتعبانة ماتقدر تجي هنا .
سعود فرح لشقيقته التي تشعره دوماً بأنه مهم في حياتها فلولا وجوده بعد الله وإلا فلم تعود لزوجها : سلامتها أم هتان والله يتمم لها على خير .
ومن ثم نهض وهو يقول لجدته : عن أذنك بروح لمجلس الرجال .
وهو ذاهب إلى مجلس الرجال حيث أكبر إحتفال مقام له بمناسبة فوزه أخرج هاتفه وإتصل بجميلة : مساء الخير .
ردت بصوت مرهق : مساء النور ياهلا وغلا...ألف مبروك الذهبية .
سعود بإبتسامة : الله يبارك فيك ويخليك لي .
جميلة بمودة : ويخليك لي يارب...والله تمنيت أستقبلك اليوم بس تعبت وربي .
سعود إبتسم بحب أخوي الآن يشعر بأن أمطار الفرح لا تتوقف فإحتفال أخواته به يكفيه عن الدنيا بأكملها : بجيك اليوم إن شاء الله متى الوقت المناسب اللي أجيك فيه ؟
جميلة بسعادة : اللي يريحك بس أهم شي أني أشوفك .
سعود : خلاص أجل بعد صلاة العصر بأجيك وأسلم عليك .
جميلة : حياك الله بأي وقت .
وإنتهت المكالمة وذهب سعود إلى مجلس الرجال ومن ثم جلس بجوار سيف الذي قال له بمودة : متى بتمشي للدمام ؟ أنا أبي أسوي لك عشاء .
سعود بإعتراض : بكرة الصباح ماشي للدمام إن شاء الله وإستقبالك لي يأبو عبدالعزيز يكفي عن مليون عشاء .
سيف بإصرار : جيت هنا أكثر من مرة ولا ضيفتك .
سعود بإستغراب : ولا مرة ضيفتني ؟ أنت يأبو عبدالعزيز أكثر من ضيفني مافيه أحد فتح لي بيته بأي وقت أقدر أدخلة إلا أنت .
سيف بجدية : والله كل هذا قليل بحقك وضيافتك واجب علينا كلنا .
سعود : كذا وربي تحسسني أني غريب عنكم خلاص مابيننا رسميات .
.
.
.
في الطرف الآخر من المجلس .
عامر يجلس بجوار حمد ويحاول أن يستدرجه بالحديث : حمد أنت عارف أن مافيه أحد يدري بحقيقة وفاة جارح إلا أنا وأنت وعمي وأنا ذا الأيام صاير أحلم فيه كثير وأحلم أنه مامات...وش رأيك نروح للندن ونتأكد المتوفي جارح أو لا .
إنتفض حمد بخوف هو يتحاشى إسم جارح كيف وعامر يأتي بسيرته الآن : لا ياعامر وش لنا بالشقاء هذا كله هو مات من سنتين الله يرحمه .
عامر بإصرار : أقولك أحلم فيه دايم أنا لازم أتأكد من وفاته و....
قاطعه حمد بشدة والخوف يسيطر عليه : عامر لا تجزع من أمر الله جارح مات وأنتهى حياتنا .
عامر لا حظ الخوف على حمد فقال بخبث : طيب وصديقنا متعب بن عيسى ماتدري وين راح ؟ من مات جارح ماشفته .
إرتجف حمد " هل تعلم يأبن عمي أن شقيقي على قيد الحياة ؟
هل تعلم أنني أخاف من عيون البشر وكأنها عيناه اللي عذبتني
فأنا رأيت بعينيه ما كان كفيل بفزعي وخوفي
كيف لميت يعود للحياة فجأه
أ ليس مخيف ؟
آآه أين هو جارح ؟ لماذا لايريحني ؟ " : مأدري عنه...عامر وش فيك تسألني كذا ؟
إبتسم عامر وهو ينهض : لا بس مافيه أحد يدري بحقيقة وفاته إلا أنا وإنت وعمي .
فأردف بصوت جهوري : عن أذنكم .
وخرج عامر وحمد بقي بحيرته وخوفه وإستغرابه من عامر " قسماً إنه يعلم ما أخفي "


********************

مدينة الملك فهد الطبية ~
ينتظر خالد ولم يأتيه إلى الآن هاهي الساعة شارفت على الثانية والنصف ظهراً وخالد لم يأتي .
يريد أن يفاتح خالد بموضوع ولكن يخشى غضب خالد منه .
فسعد الآن يشعر بأنه عبء على الناس ولا يوجد من يتحمله .
تلك العماء لم يعلم إنه نعمة عظماء من الله عز وجل فكم من أعمى ولكن بصيرته نيرة وكم من يبصر ولكن بصيرته مظلمة .
سعد يريد أن يقول لخالد إن كانت جواهر تريد الطلاق أم لا وهو لا يعلم أن خالد قادم إليه وهو يحمل ذات الخبر .
هو على يقين أن قلبه سيفارقه اليوم لا محالة فجواهر ربما ستصبح طيف بعيداً مرتحل .
وربما تكون الفتاة الأثيرة التي لا تعوض فوقفتها معه الآن سوف تجعلها من أعظم الناس بعينه .
يتذكر كلام والدته صباح هذا اليوم وهي ترتجيه بأن يخير جواهر على الطلاق أم العيش معه وهو بهذا الحال .
فكان الحديث بهذا الموضوع طويل شمل على نقاشات ومشادات وأخيراً إقتنع سعد وهاهو يتنزع قلبه ليسعدها .
هاهو يقطع شرايين قلبه المليئة بحبها من أجل إبعادها عنه .
شعر بقدوم خالد إعتدل بجلسته وأصبح مسند ظهره على السرير إقترب منه خالد وقبل رأسه : مساء الخير .
سعد بإبتسامة مجاملة فقط : مساء النور...ياهلا .
خالد جلس على الكرسي الذي كان مكانه في كل يوم : أعذرني يأبو عبدالرحمن أم هتان تعبت شوي وماقدرت أجيك اليوم .
سعد بمودة : سلامتها أم هتان وماتشوف شر...وإنت ماقصرت معي الله يجملني برد الجميل .
خالد تنفس بعمق كيف أن يخبر سعد وهو يرأ سعد اليوم غير عن الأيام السابقة .
تحدث سعد بعد صمت دام لدقائق فكل منهما لا يريد أن يحزن الآخر : متى بأطلع من المستشفى ؟






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-15, 10:23 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


خالد قرر أن يخبره : إن شاء الله بعد إسبوع...ممم سعد إنت عارف إنك رجال ومايعيبك شي والعمى عمى القلوب مهوب عمى العيون وماخسران إلا هي أنت وربي مو خسران...
قاطعه سعد وهو يشعر أن أوصاله تحولت إلى قطعة ثلج فهو عجز عن الحركة كلياً " إذ هي تريد فراقي ؟ " : وش السالفة ياخالد ؟
تنهد خالد وقال بمرارة وألم : جواهر ماعادت تبيك .
أخفض سعد رأسه وهو يشعر الآن بالعجز رغم إنه كان سيقول لخالد يخير جواهر ولكن أن تأتي منها هذا مؤلم ومؤذي .
لايعلم لماذا هي أرادت البعد " أ هي الآن تنظر لي بأني عاجز ولا أستطيع تحمل عائلة ؟
إذ سوف ترين ياجواهر سوف ترين قريب من هو سعد الذي نفرتي منه بسبب فقدانه لبصره "
سمع صوت خالد وهو يربت على كتفه : خيرة لك ولها إن شاء الله...وإنت إن شاء الله بتلقى اللي تسواها قهرتني يوم طلبت مني ذا الطلب والله مأدري وش اللي غير رأيها مع إنها كانت تبي تجي وتشوفك وأنا وعدتها بس يوم رجعت لهم اليوم قالت إنها ماتبيك .
سعد لا يريد أن يسمع أكثر من هكذا فجرحه منها مازال ينزف بغزارة وألم روحه يفوق كل الآلام : الله يعوضني بأخير منها ويعوضها بأخير مني .


********************

منزل خالد الصالح ~
تبكي بشدة وتبكي بألم وحرقة بكت على حب طفولتها وأمنيات صباها وألم شبابها .
والدتها تجلس بجوارها محاولة تهدئتها ولكن هي لا تهدأ ولا تكل ولا تمل من ذرف الدموع .
أم خالد بتعب : جواهر تعوذي من الشيطان وقومي غسلي .
جواهر بصوت مُتعب من البكاء : يمه تكفين خليني لوحدي .
أم خالد برفض : أخليك لوحدك وأنتي هذا حالك ؟ جواهر ترا مايسوى كل ذا البكاء...أنتي بنفسك اللي قلتي لخالد إنك ماتبين سعد .
جواهر صعقت من والدتها : أنا اللي قلت لخالد ولا أنتي اللي أجبرتيني مسكتيني مع أيدي اللي توجعني ماخليتي لي فرصة أتكلم فيها على طول حلفتي لو مأقول لخالد إني مأبي سعد ماراح يخاطب لسانك لساني إلى يوم الدين...الزوج يتعوض بس الأم ماتتعوض .
إبتسمت أم خالد : هذا أنتي قلتيها الزوج يتعوض لا تحزنين عليه وهو ربي يشفيه ويعافيه إن شاء الله بيلقى اللي تسعده .
جواهر عادت إلى دوامة بكاءها الموجع : أنا راضية فيه بمزاياه وعيوبه الله يسامحك يايمه ماتوقعتها منك .
مسحت أم خالد دمعة خرت من عينها عندما سمعت تلك الكلمات من إبنتها : والله يابنتي مأبي لك إلا الزين وحياتك مع أعمى ماراح تصير سعيدة إسأليني أنا اللي مجربة زوجوني لأبوك الله يرحمه كانت رجله مبتوره وكنت مأشوفه عيب رجله مبتوره ويقدر يركب رجل بس مع مرور الأيام صار أبوك عبء علي ماقدرت أتحمله حتى لما ركب رجل صناعية كان يحس بالنقص الرجال لما يصير عندهم شي كايد يتجمعون عليه بس أبوك حاله حالنا مايقدر يروح لهم ولو راح لهم مايقدر يساعدهم بشي وكل المعاناة هذي لواحد رجله وحده صناعية كيف الأعمى بيعيش ويتعايش مع الناس لو كان أعمى من ولادته والله ماراح أعارضك وأقولك لا ماتتزوجينه بس سعد فجأه فقد نظره .
جواهر بقهر : لو مهما كان ماتسوين كذا يايمه أنا راضية فيه بكل صفاته حسنة أو سيئة وربي مابلاه بذا البلاء إلا يختبره ويختبر صبره ليش إحنا نوقف ضده الشي هذا من ربي ولازم نرضى فيه .
أم خالد لم تستحمل كل هذا خرجت من الغرفة وهي تشعر بأنها فعلاً أجرمت بحق إبنتها .
بينما جواهر إنكبت على سريرها وهي تبكي بعنف .
تئن بشكل موجع وتئن بأسمه بعز غيبتها عن الدنيا فهي مابين النوم والبكاء .
وفي الصالة تجلس الأم الحزينة وتلوم نفسها على مافعلته بإبنتها .
أخذت هاتفها وإتصلت على خالد وهي تدعو إنه لم يقل لسعد : هلا يمه .
أم خالد بلهفة : خالد قلت لسعد إن جواهر ماتبيه ؟
خالد : إيه قلت له .
ثم أردف بألم : وبعد إسبوع إن شاء الله توصلها ورقة طلاقها لأنه الحين مايقدر يطلع من المستشفى .
أم خالد شعرت بالندم وبالحسرة " لماذا كنت أنانية ؟ هل جواهر غاضبة مني ؟
رباه لم أفعل مافعلته سوا لسعادتها
فأنا أعلم ماقدر معاناتها "
إنتزعها من عمق تفكيرها بتلك الأحزان صوت جميلة : يمه أكلمك .
أم خالد مسحت دمعتها وهي تقول : هلا يابنتي .
جميلة جلست بجوار أم خالد وقالت بتوجس : يمه وش فيك ؟
أم خالد تشعر بالندم والخوف على إبنتها : آآه ياجميلة جنيت على جواهر قلت لسعد يطلقها
والله أبي لها الزين بس هي فهمتني غلط مافيه أم بالدنيا تهدم بيت بنتها
بس أنا أعرف بنتي زين والله ماهيب متحملة سعد وهو كفيف .
جواهر بصدمة : سعد طلق جواهر ؟
أم خالد أخفضت رأسها وهي تخفي دموعها عن جميلة : إيه طلقها بس هو تعبان ذا الأيام وورقة طلاقها توصلها بعد إسبوع إن شاء الله .
وقفت جميلة وهي تشعر بدوار فحال جواهر يتعب من هم حولها .
أمسكت بالكرسي وجلست وهي تتنفس بسرعة " لا لا جواهر لاتستحق لقب مطلقة
كم هو كان موجعٌ قاسي عندما كان يطلق علي
جواهر كافحت فقط لأسعاد غيرها فيارب أجعل سعادتها في الدنيا والأخرة "
وقفت وهي تمسح دموع تعبر عن حزنها على جواهر .
سمعت همسات أم خالد : ماقلتي لي ياجميلة وش كنتي تبين ؟
جواهر إبتلعت ريقها : أخوي سعود وجدتي بيجون يسلمون علي .
أم خالد : حياهم الله .
ثم ذهبت جميلة إلى غرفة جواهر فتحت الباب ودقات قلبها تتسارع " لا أريد أن أراها وهي حزينة "
رأت جواهر نائمة ودموعها على خديها .
إقتربت منها وقبلت رأسها ثم غطتها جيداً بغطاءها وذهبت إلى غرفتها .
إستحمت وإرتدت جلابية بلون أبيض .
ثم إستشورت شعرها وجعلته مسدول على ظهرها وهي مستعدة أتم الإستعداد لأستقبال أخيها وجدتها .


********************

منزل نايف السيف ــ قسم حاتم ومنال ~
إبتسمت وهي ترأ شكل الهدية ثم ذهبت بسرعة إلى غرفة حاتم ووضعتها على السرير وعادت إلى غرفتها .
أخذت جلالها وخرجت من جناحها ذاهبة إلى غرفة ديمة .
رأت حاتم بالأسفل وشعرت بالخوف والإرتباك " ماذا سيقول إذا رأى الهدية "
ذهبت بسرعة إلى غرفة ديمة طرقت الباب ودخلت وهي تلتقط أنفاسها وقفت ديمة بخوف : منال وش فيك ؟
منال إبتسمت ثم إرتمت على سرير ديمة : مافيني شي .
ديمة ضحكت بخفة : مسوية مصيبة وجاية تتخبين عندي ؟
ضحكت منال : الشوق هو اللي جابني لك أركض .
ديمة بمرح : يالبيه هذا الكلام اللي يثلج الصدر .
منال جلست وهي تقول بإبتسامة : وش رأيك نروح لعلياء وملك ؟
ديمة بمودة : قسم أحس جمعاتنا بتصير ناقصة وملك مو معانا اليوم أخر يوم تجلس عندنا فيه...مع إني ماتوقعتها تروح مع سعود .
منال بإستغراب : تصدقين كنت شايلة هم ملك وسعود ومتوقعة إن ملك ماراح ترجع بس صدمتني يوم قالت إذا سعود يبيها بترجع معاه .
ديمة : الله يوفقها يارب...ممم هي بتمشي بكرة إن شاء الله وش رأيك الليلة نسوي لها بارتي .
منال : البارتي الليلة عند جدتي لملك وسعود .
.
.
.
على الطرف الآخر .
دخل حاتم جناحه عائد من عمله في الجامعة ربما عودته متأخرة جداً ولكن طابع عمله هكذا وهو تعود .
فدكتور كحاتم لايخرج قبل الساعة الرابعة عصراً .
رأى جميع أصناف الطعام على الطاولة ولكن فضل أن يبدل ملابسه قبل الغداء .
دخل الغرفة ولفت إنتباهه الهدية الموضوعة على السرير .
ذهب إلى السرير ووضع حقيبة جهازه المحمول .
ثم رفع الهدية وقرأ ماهو مكتوب على نوتة صغيرة ( شكراً بحجم السماء ) .
إبتسم حاتم ثم فتح الهدية فإذا بعطر رجالي فاخر ومسبحة وقلم ألماس .
: والله مأنتي بهينة يامنال .
قالها وهو يبتسم فهي شكرته بطريقتها .
فشكرها له بهذه الطريقة جعله يشعر بأنه مقصر معها للغاية .
إستحم وإرتداء بنطلون وبلوزة ثم ذهب إلى الصالة لكي يتناول غداءه المتأخر .
إستغرب عدم وجود منال فهي دائماً تتناول الغداء معه ولكن اليوم لست موجودة .
ظن إنها لم تعد من أهلها منذ الصباح فهي في الساعة التاسعة إتصلت به تخبره بأنها ذاهبة إلى أهلها .
وهو علم أن عمه أقام إحتفال لسعود فتوقع أن منال لم تعد من بيت أهلها .
" لماذا تعود هل الحياة هنا تدعو للعودة لها مرة أخرى ؟ "
إنتزعه من أفكاره دخولها إبتسم عندما رأها لا يعلم لماذا شعر بالإرتياح .
وقفت أمامه تماماً : سلام عليكم .
حاتم إتسعت إبتسامته : عليكم السلام...وعفواً بحجم السماء .
شعرت منال بالخجل حتى إحمر وجهها وأصبح شكلها جميلاً بأعين حاتم .
" هل مازلتي تخجلي مني أيتها الفاتنة ؟ " : حياك تغدي معاي .
منال همست بكلمات خجولة : مشكور متغدية من زمان .
وذهبت إلى غرفتها ثم أخذ حاتم نفساً عميقاً .
لا يريد أن يكون هكذا أمامها لايستطيع القسوة عليها فهو يرأ نفسه جبان ولا ينتمي للرجولة بأي صلة .
ولو كان مكانه رجل أخر لتصرف مع هذه الخائنة تصرف أخر جعلها تشعر بمدى تجاوزها حدود دينها قبل حدود الأخلاق والإحتشام .
فما فعلته منال محرماً ومهاتفتها للشباب زناء فهي بالتأكيد تهاتفهم بغنج وكلام حب وغرام .
ضرب الطاولة بقبضة يده بقهر تجذر إلى روحه فهو يشعر بأنه إنتهى لم يعد يتحمل أربعة أشهر مضت منذ أن تزوجها وهو لم يستطيع أن يؤدبها لا يعلم الآن إن كانت تهاتف الشباب أم لا .
نهض ووجع روحه يزداد ألاف الأوجاع .
ذهب إلى غرفته وإرتداء ثوباً أبيض وخرج إلى الصلاة في المسجد مع أبيه وحمد .


********************

مساء الرياض ـــ منزل الجدة علياء ~
الساعة العاشرة مساء عاد سعود من مجلس آل سيف ثم ذهب إلى منزل جدته دخل ورأى الإضاءات الخافتة التي كانت كفيلة بإخباره أن جدته خلدت إلى النوم ذهب إلى غرفته وإستحم وإستلقى على سريره باحثاً عن النوم .
غداً سيسافر إلى الشرقية فهو فضل السفر عبر البر ومن عشاق السفر في السيارة رغم التعب إلا أنه يعشق السفر عبر البر .
عادت به الذكرى إلى صباح اليوم عندما أتى إلى هنا .
ذهب إلى منزل سيف وطلب من سيف أن يدعي له ملك فهو يريد أن يسلم عليها .
وماهي إلا دقائق حتى دخلت ملك مجلس الرجال في منزل سيف وهي خجولة جداً وترتدي فستاناً ناعماً طويل بأكمام طويلة وشعرها الأسود السرمدي هو من كان كفيل بإعجاب سعود بها فهو منذ رأها ليلة زواجهم وهو معجب بها حد الثمالة فأي فتاة تمتلك هذا الجمال السحري .
قبل جبينها : كيفك ياملك ؟
ملك أخفضت رأسها بخجل : الحمدلله بخير .
ثم همست بكلمات تكاد تخرج من خجلها : مبروك الفوز .
ثم عادت إلى داخل منزل سيف وقلبها يخفق بشدة فهي هكذا عندما يحل إسمة أو تراه يخفق قلبها بشدة وتشعر بإضطرابات في داخلها .
وسعود بقي جالساً في مجلس الرجال ثم أتته علياء لتسلم عليه وتبارك له بالفوز بهذه البطولة الغالية .
إنتزعه من أفكاره رنة هاتفه رد بـ : هلا وغلا .
نهى بإحترام : ياهلا بك...أسفة على الأزعاج بس بسألك زوجتك بتجي معاك أو لا ؟
سعود بهدوء : إيه إن شاء الله بتجي معاي...ميرو الخايسة وينها ماترد على جوالها .
ضحكت نهى بمرح : ميرا زعلانة منك ولا راح ترضى تعرف خالتك لازعلت ماهوب أي شي يرضيها .
سعود بمرح مشابه : الله يعيننا على زعلها...هي إن شاء الله جاية للدمام بعد يومين ونرضيها باللي تبي .
نهى بإبتسامة : فديت قلبها والله...مع السلامة .
إنهى سعود المكالمة .
عادت به ذكراة قبل عشرون عاماً .
عندما كان سعود في سن الثامنة وميرا في سن الرابعة من عمرها جلس بجوار والدته وهو يهمس لها حتى لايؤذي الصغيرة التي تلتهي بألعابها : يمه .
أحتضنت داليا كتفيه وهي تبتسم له : عيون مامتك .
سعود تعددت عليه اللهجات فأصبح ينطق كلمة بلهجة سعودية وأخرى بالمغربية : علاش ميرا ماشي أختي ؟
داليا إحتضنت صغيرها بحب : أنت وميرا وليداتي شكون قال ليك الهدرا ؟
سعود شعر أن والدته تكذب عليه فهو في الصف الثاني الإبتدائي وبالتو تعلم القراءه وقرأ إسمها ( ميرا قاسم ) بينما هو ( سعود مشعل ) فليس هناك حتى شبه في الأسماء : أنا قريت أسمي وأسمها مافيه تطابق .
داليا شعرت أن من يتحدث معها الآن في سن الثامنة عشرة فسعود ذكي جداً وعندما تعلم القرأة علم أن ميرا ليست شقيقته فكيف سيكون حاله عندما يتعلم الحياة بتشى أنواعها : سعود حبيبي ميرا أختك لحقاش إختي .
لم يقتنع الصغير حتى أصر على والدته أن تخبره لماذا هي ليست بشقيقته .
فكانت كل الحكاية موجعة ميرا التي تصغره بأربع سنوات هي إخت والدته من أبيها فقط .
فوالدتها مريضة بمرض نقص في الصفائح الدموية وفي أثناء ولادتها نزفت كثيراً وتوفت وهي لم ترأ إبنتها وخرجت ميرا إلى الحياة دون أم وأب وكانت لها داليا الأم وربتها حق التربية مع إبنها سعود فسعود الآن هو المسؤول عنها .
فهي خالته ولكن يعتبرها شقيقته وصديقته ولايوجد بينهما أدنى شيء من الرسميات .
نعم هو أعطاها كامل حريتها تتصرف كما تشاء ولكن يقلق عليها كثيراً فهو المسؤول عنها حتى وإن تجاوزت السن القانوني .
ولكن يبقى مسؤول عنها ويشعر إنها مازالت صغيرة ويجب عليه مراعاتها وتحمل مسؤوليتها .
تنفس بإرتياح ( الله يخليك لي ياميرا ولا يحرمني منك )


********************

منزل نهى ~
الساعة الحادية عشر والنصف .
خرجت من دورة المياه بعد إنتهاءها من إستحمامها جلست على السرير وأخذت هاتفها ثم إتصلت بوليد : ألوو .
وليد بإبتسامة : هلا حبيبتي .
نهى لم تعد كلمات وليد كهذه تحرك مشاعرها : هلا بك...وليد بروح لأمي بكرة أخوي سعود وزوجته جايين أبي أستقبلهم .
وليد : أوكي بس إنتظري إلى الساعة وحدة وأنا أوصلك .
نهى بإعتراض : لا أبي أروح الحين .
وليد بإستغراب : نهى ؟ فيك شي ؟
نهى لم تعد تتحمل إنهارت ببكاء موجع فلا أحد منهم يشعر بها حتى والدتها أتاها صوت وليد الحاني : نهى ياقلبي وش فيك ؟
نهى صمتت قليلاً ثم أردفت بصوت باكِ : تعبت ياوليد وربي تعبت تكفى خلني أروح عند أهلي الفترة هذي .
وليد بقلق : الحين جايك لا تطلعين من البيت .
ثم أغلق المكالمة وهي مازالت تبكي وتبكي لن يفيدها البكاء وهؤلاء الناس المريضة تحيط بها .
كل ما ذهبت إلى مكان سمعت نغزاتهم من خلفها وحتى أمامها ( هذي نهى العقيم ) .
هي ذهبت إلى المستشفى وأجرت العديد من الفحوصات وكانت الإجابة واحدة " لاتوجد مشاكل واضحة " ولكن من يُفهم هذه الناس المريضة ؟!
مازالت تبكي رفعت رأسها وهي تسمع قدوم وليد إلى الغرفة .
دخل وليد وتوجه لها وقلقه يتصاعد أكثر فأكثر .
ذهب إليها مسرعاً ثم جلس بجوارها وهو يحتضنها بحنان : وش فيك ؟ مين اللي مكدرك ؟
نهى بعد ماهدأت وهي تبكي قرابة النصف ساعة على صدره دون أن تشكي له .
هكذا هي نهى لا تريد أن تشكو له من شقيقته فربما يحدث بينهما مشاكل وتكون هي سببها .
وليد أمسك بوجهها ورفعه لها وهو يقول بحنان بالغ : نهى وش صاير لك ؟


إنتهى . . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-15, 10:23 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساءكم سعادة ومحبة ورضا من الله .
غالياتي ( أفنان ، رنودتي ، وفاء الطوايلة ، رهوفا ) .
شكراً لكم من الأعماق فأنتم تزيدون روايتي جمالاً .
.
.
.
.
.
.
قراءة ممتعة مقدماً .
لا إله إلا الله .

الجزء التاسع عشر / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .






نهى مسحت دموعها وإبتعدت عن وليد وهي تقول بحزن مزق روحها حتى أصبحت تشعر أن لا حاجة لها في هذه الدنيا : تعبانة شوي .
وليد نهض بجوارها : سلامتك من التعب جعله فيني ولا هو فيك يله ألبسي عبايتك بوديك للمستشفى .
نهى بإعتراض : لا تعبي نفسي أكثر من إنه جسدي...تعبي كله من سالفة تأخر حملي كلام الناس مايرحم .
وليد بهدوء : وأنتي بعقلك تسمعين كلام الناس ؟
نهى بحزن : مهما تجاهلنا كلام الناس يبقى شي يأثر فينا ربي خلقنا كذا نتأثر بكلام الناس ومأعتقد أن فيه إنسان مايتأثر بكلام الناس بس الفرق إن فيه ناس تأثرهم يبقى وقت طويل ويظهر للكل والطرف الثاني تأثرهم ساعات قليلة وتأثرهم مايظهر لأحد .
قبل وليد جبينها وهو يقول بمرح محاولاً إبعاد الحزن : لبئ الحكم والله .
نهى لم تبتسم له حتى : آسفة أقلقتك معاي وخربت عليك جمعتك مع أهلك .
وليد بمودة : أنا اللي آسف لأني خليتك بالبيت بروحك وأعرفك زين قمتي تفكرين بكلام الناس واللي ينقال من وراك...بتروحين لأهلك ؟
نهى هزت رأسها بنعم ثم ذهبت إلى دورة المياه وهي تغسل وجهها وتتمنى أن تزيل كل آثار البكاء قبل أن تراها والدتها ثم تقلق عليها .



******************


قسم حاتم ومنال ~
الساعة الثانية عشر ليلاً .
خرجت منال إلى الصالة ورأت حاتم منهمك في تصحيح أوراق الطلبة .
أتت منال وجلست أمامه وهي مازالت مترددة بشدة : ممم حاتم .
رفع رأسها وإبتسم : هلا .
منال الآن تشعر بتردد أكثر من قبل : مشغول ؟
حاتم أنزل القلم وهو يقول : لا .
منال أصبحت تدعك أصابعها بتوتر ولم تفت حاتم هذه النقطة : منال فيك شي ؟
منال أخذت نفس عميق محاولة تهدئة أعصابها المتلفة : أبي...أبي أرجع...للجامعة .
أسند حاتم ظهره على الكنبة وهو يقول : لا أنتي عارفة رأيي بالموضوع هذا .
منال برجاء من نوع أخر : هذا وإنت دكتور بالجامعة وفاهم ومثقف درجة أولى ليش تمنعني من دراستي ؟
حاتم لا يريد أن يفتح موضوع علاقتها المحرمة : أمنعك من دراستك لأنك خطر على مجتمعنا .
منال شعرت بحزن شديد جداً " مازال هذا تفكيره ؟ " : تكفى حاتم والله حرام هذا كورس التخرج والله حرام تروح دراستي كلها عشان شوية مشاكل بيننا .
حاتم بقهر : شوية مشاكل يالظالمة ؟ أنتي وش جنسك ؟ قليلة حياء وكذابة وماعندك إسلوب نهائياً ؟
منال إبتلعت ريقها : حاتم والله أنا مو ناقصتك وصدقني أنت بتكتشف بنفسك أن نظرتك لي غلط .
حاتم رفع حاجب وأخفض الأخر : أنتي بنفسك اللي قلتي لي عن حقارتك والله يامنال لو أنا مكتشف بنفسي كان أهون بكثير بس ليلة زواجنا وأول كلمة تقولينها لي إنك على علاقات محرمة...أتقي الله بنفسك كيف لو قتلتك ذاك اليوم مع إنك تستحقين القتل .
ثم نهض حاتم وخرج وهو غاضب ومنال لم تتفوه بحرف واحد ظلت صامتة ليس بيدها سواء تجرع القهر والحسرة .
" أنا من وضعت هذه الأفكار في رأسه
وأنا الضيحة وأيضاً الجلاد
وكل مايحدث لي من فعلي فقط
كم أنا مخطئة بحق نفسي
اللهم أصلح حالنا وأكشف لحاتم برائتي "


*******************

صباح يوم السبت ـــ طريق الدمام - الرياض .
تجلس بالمقعد الأمامي بجواره وهي تحاول منع نفسها من البكاء .
فدموعها لم تتوقف فوداعها لأبيها أولاً ثم سيف ثم علياء مؤثر جداً وآه ياعلياء سوف تفتقد وجود الأخت الحنونة حولها .
سوف تنام هذه الليلة دون أن تجلس مع علياء ويتسامرن ويتحدثن طويلاً .
سوف تنام هذه الليلة دون طلة سيف ثم علياء لكي يطمئنو أن إبنتهم الكبرى بخير .
سوف تنام هذه الليلة بعيداً عن شقاوة وبراءة جود ولن تصحو على صوتها .
سوف تنام هذه الليلة بعيدة عن أبناء أخيها عبدالعزيز وإبراهيم من كانو يستطيعون إنتزاعها من الحزن .
وغداً سوف تصحو دون أن ترا وجه أبيها الوجه الطاهر الذي طالما كان مصدر أمانها .
مبتعدة عن أهلها وعن كل شيء يجلب لها السعادة هكذا هي الدنيا تفرق وتجمع .
وهذا حالنا اليوم نجتمع وغداً نرتحل فهناك الكثير من إرتحل وإبتعد أناس أرتحلو من مدينة إلى أخرى بحثاً عن المعيشة والراحة .
وأخرون إرتحلو من هذه الدنيا إلى دار الأخرة , كم هو قاسي الفراق وما أحر دموع الفراق .
هذي هي ملك تبتلع غصاتها وتكتم بكاءها وتحاول السيطرة على دموعها حتى لا ينزعج منها سعود .
تلك البارد الجالس بجوارها مضت الآن ساعة ونصف وهم في الطريق لم يتحدث معها سواء عندما ذكرها بأن تقول دعاء السفر .
كم هو بارد ومغرور , من هو في مكانه لا يحق له إلا أن يشكرها على عودتها له بعد ما تركها وهي عروس .
ولكن سعود كان ليس على لسانه إلا ( هي اللي إختارتني برضاها وتتحمل مايجيها موب أنا اللي جبرتها علي ) .
ملك تنظر إلى الطريق وهي لأول مرة ترأ طريق بإمتداده هكذا ولأول مرة تسافر عبر البر .
ولأول مرة تذهب إلى الشرقية فهي لم تزور الشرقية مطلقاً .
قلقة من الحياة التي تنتظرها يبدو لها سعود مجبراً عليها .
لا تعلم لماذا عادت إليه هي تعلم أن سعود غير مغرم بها .
ومتى يغرم بها ؟! وزواجها لم يمض عليه سوا ثلاثة أيام .
" مضت ثلاثة أيام والآن أنا مغرمة به نعم وأشد الحب أكنه له فمشاعري بدأت تنجرف نحوه منذ أشهر "
هكذا طبيعة المرأة عندما يرتبط إسمها بأسم رجل تشعر بمشاعر مودة وربما حب نحوه .
بات الوقت طويل والصمت متعب وممل وهي لا تريد أن تتحدث فخجلها يمنعها بشدة .
وهو معتصم بالصمت وكأنه لا يتكلم مطلقاً .
لو لم تعرفه لقالت إنه أبكم فمن يستطيع أن يصمت كل هذا ؟
رنين هاتفه قطع الصمت أخرج الهاتف ورد بترحيب حار : هلا يمه هلا بالغالية .
منيرة بحنان : ياهلا والله بولدي وشلونك عساك طيب ؟
سعود : الحمدلله بخير كيفكم ؟
منيرة : طيبين طاب حالك وننتظر رجعتك لنا على أحر من جمر...متى توصل إن شاء الله ؟
سعود بإبتسامة : أحسبي ساعة ونص إن شاء الله وإحنا واصلين .
ربما هذي الكلمة بعثت الملل لملك فهي ضنت أن الوقت الذي مر كافي .
أنتهت المكالمة التي كانت منيرة فقط تريد أن تكون على بينة بوصولهم فهي سوف تعد لهم حفلاً يليق بهما ولكن إعتذر سعود بإنه متعب .
فتأجل هذا الإحتفال إلى المساء .
أعاد سعود هاتفه إلى جيبه وهو يقول : الحين بنروح للبيت ونرتاح شوي وتجهزي خالتي منيرة بتسوي لنا عشاء كبير .
ملك بحرج وبصوت هامس : لا تكفى مستحية أقابل الناس .
سعود يريد إنهاء النقاش : تفاهمي مع خالتي منيرة .
ثم عاد الصمت كما كان عليه منذ قبل وأخيراً دخلو الدمام .
تنظر ملك إلى الحياة الجديدة عليها كم هي جميلة الدمام ببحرها ومعالمها الجميلة .
ولكن يبقى جمال الرياض بعينها لا مثيل له فالرياض أيام الطفولة وليالي الصبا وعشق الشباب .
بعد ما دخلو إلى وسط المدينة توقفت السيارة أمام بيت فخم ولكن ليست بفخامة منازل آل سيف ولا درجة 20% .
فهناك القليل والقليل جداً التي نستطيع مقارنتهم بالسيف الأثرياء .
دخلت ملك خلفه وهي تريد الإختلاء بنفسها حتى تبكي وترتاح .
فتح سعود الباب ودخلت هي خلفه ولكن صعقت وكأن آلة ثقيلة ضربت رأسها " أ يعقل "


********************

ذات الوقت في مدينة الرياض ـــ منزل خالد الصالح ~
منذ أن إستيقضت جميلة وهي تشعر بتعب وإرهاق .
وهاهي تنطوي على نفسها وتتمنى لو أن والدتها بجوارها الآن فهي متعبة ومنهكة بشدة .
يكفيها تعب الحمل الذي أنساها ولو شيء بسيط وبسيط جداً من جفاف خالد معها .
خرج خالد من دورة المياه وهو يقول بإستغراب : ليش ماقمتي الساعة الحين تسعة ونص وهتان صاحي من زمان ولا فطرتيه .
جميلة كانت تنتظر أن يحدثها حتى تنفجر به فهي متعبة ومتعبة جداً : فيك الخير ليش ماتفطره إنت ؟
خالد شعر بسعادة " كم أنا سعيد وأنا أسمع هذه الحدة والعصبية التي إفتقدتها منذ أشهر " ثم أجاب ببروده المصطنع : لا والله مابقى إلا هذي .
جميلة جلست وهي تتحامل على نفسها : شفت مالك أي حق بولدي ولو طلقتني مرة ثانية مالك حق فيهم .
صعق خالد من ذكرى هذا الطلاق الذي بلا شك لو حدث هذه المرة سوف يكون بلا عودة وقال بلا وعي : وش ذا الفال على الصبح ؟
جميلة أمسكت ببطنها وهي تشد عليه فهو يؤلمها بشدة : تكفى خالد ريحني وأطلع من هنا ولا أبي أشوفك...أو بروح عند أهلي .
خالد بذهول : ليش تروحين عندهم ؟ جميلة لا يكون صدق تبين الطلاق ؟
جميلة قفزت بسرعة وذهبت تستفرغ كل مافي جوفها .
وخالد قلق عليها بشدة خرجت جميلة وهي تضع منشفة على أنفها وفمها وتقول بقرف : أبعد أطلع أي مكان مو متحملتك .
خرج خالد وهو مصعوق منها .
وهي أخذت هاتفها وإتصلت على رقم منذ ثلاثة سنوات بل شهرين فقط وتكتمل الرابعة وهي لم تتصل عليه وهاهي الآن تقدم على خطوة خطيرة بها حياة كرامتها ومماتها إتصلت وأتاها الرد سريعاً : هلا .
جميلة منذ أن سمعت صوته التي أشتاقت له كثيراً إجتاحها شعور غريب تريد أن تبكي قالت بصوت مرتجف : هلا وغلا صبحك الله بالخير .
مشعل بمودة وشوق : صبحك الله بالنور...ياهلا بالغالية ياهلا والله ببنيتي...وشلونك يأبوك بشريني منك ؟
جميلة تشعر أن جميع خلاياها توقفت فأبيها الآن يحدثها بنبرته الحانية التي تعودت عليها كثيراً ولكن غابت أيضاً كثيرا : الحمدلله بخير...يبه .
مشعل بنبرة عميقة : عيون أبوك .
جميلة إبتمست من قلبها كم هو رائع أبيها عندما يرضى وكم هو قاسي متجبر عندما يغضب : لو قلت لك بأجي في بيتك لي مكان ؟
مشعل بحنان : البيت وراعي البيت كلهم تحت أمرك وحياك الله بأي وقت .
جميلة تشعر إنها الآن تمتلك الدنيا فكلمات أبيها الحانية أنستها وجعها وألمها .
خفي على أبيها صوتها المتعب , لا لم يخفى بل مشعل لا يعلم كيف أصبح صوت إبنته فأربع سنوات لم يسمعه بالهاتف : الله يخليك لي ولا يحرمني منك ويجعلك ذخر لنا...يبه بطلب منك طلب صعب بس مايصعب عليك .
مشعل بحمية : أطلبي دمي والله إنه يرخص لك .
جميلة بحب : جعلني فداك...أبي تكلم خالد وتسامحه وتتصافون وش أبي أكثر من أن أبوي وزوجي متصالحين .
مشعل رغم كبرياءه الثمين ولكن من أجل من هي أهم من نفسه : أبشري باللي تبين بس أهم شي إنتي ترضين علي .
جميلة بنبرة يتخللها البكاء : راضية جعل ربي يرضى عليك دنيا وآخرة .


********************

قبل ذلك بساعة في قسم حمد وفاطمة ~
اليوم السبت إجازة فهي إستيقضت مبكراً وظلت جالسة على الكرسي الوثير تتأمل شكل حمد النائم بسلام .
كم هو وسيم وجميل بملامحه الرجولية الطاغية فهو منذ أن تاب لله وترك شرب الدخان ذهب إلى نادي رياضي وإستعاد قوته ولياقته .
فأصبحت عضلاته شديدة الصلابة وأصبح وزنه مثالي وشعره الذي كان يهمله ففي بعض الأحيان يصل إلى أسفل عنقه فهو الآن يرتبه بشكل دائم فأصبح شعره قصير ولكن كثيف شعر عارضيه الأسود المتناسق مع تشكيل وجهه الجذاب .
ولكن مأحزن فاطمة وجعلها تغمض عينيها بحزن هو بياض شعر حمد فشعر رأسه به قرابة السبع شعرات بيضاء وشعر عارضه أيضاً به شعيرات بيضاء , " ما الهم الذي تحمله ياحمد ؟ رغم إبتعادك عن ربك وأهلك في السنوات الماضية
لم أرى بك شعرة بيضاء فالآن أصبحت تتزايد تلك الشعيرات "
حمد ذات الرابعة والثلاثون عاماً يحمل هم أكبر منه بكثير رغم تعدد هموم من هم بعمره ولكن هذا الهم .
أثقل روحه وجعله حزين مهموم همه ملتزق به لا يفارقه وهذا الهم أحدث الكثير من الشيب في حمد .
ربما جارح الغائب الحاضر فهو غاب عن حمد كلياً ولكن لا تأتي ليلة حتى يصحو حمد كالملسوع وهو خائف ويرتجف .
يبتعد عن فاطمة حتى لا ترأ الخوف في عينيه فهو لا يرأ في منامه سواء أعين جارح العذاب المستمر .
ذهب إلى الراقي أكثر من مرة ولكن قال له أن حالته ليست بالمس ربما الخوف هو من زرع كل هذه الكوابيس .
فتح حمد عينيه وهذه المرة لم يصحو بفزع كعادته وإبتسم لفاطمة التي مازالت غارقة بتفاصيل وجهه التي تعشقه بجنون : يابختي فطوم جالسة تطالعني .
إبتسمت فاطمة بحب : صباحك ورد .
نهض حمد وهو يقول : صباحك جوري ياقلبي .
وذهب يستحم وهي ذهبت إلى صغيراتها توقضهم فالساعة شارفت على الثامنة والنصف ونومهم إلى هذا الوقت سوف يسبب خلل بنومهم المبكر الذي أعتادو عليه في وقت الدراسة .
أيقضت كادي وترف ولجين بينما تلك الصغيرة نائمة فهي عندما تستيقض دون رغبتها تبكي وتصبح متضايقة فنوم الطفل هو مزاجه .
أعدت الفطور بمساعدة الخادمة فهي رغم حملها وتضخم بطنها وثقل حركتها إلا أنها لا تستطيع أن ينتهي يومها وهي لم تعمل .
فعمل البيت بدأ منذ صغر سنها عادة إعتادت عليها منذ أن تزوجت وهي في سن تسعة عشر عاماً والآن عمرها على مشارف الحادية والثلاثون فلا تستطيع ترك عمل البيت مهما كانت ظروفها فهي تعد الفطور صباحاً والإهتمام بدراسة بناتها .


********************

منزل سعود آل سيف ~
فتح سعود الباب ودخلت هي خلفه ولكن صعقت وكأن آلة ثقيلة ضربت رأسها " أ يعقل "
رأت تلك الأوروبية الفاتنة تقف أمامهم مباشرة وتبتسم بإبتسامة لاتليق سواء بها وتصرخ وهي تقترب من سعود : سربرايز .
ويتلقاها سعود بحضنه وهو يبتسم لها : هلا وغلا بميرو ليش ماقلتي لي إنك جاية ؟
ميرا تبتسم له وهي تقف أمامه وتمسك بيديه بين يديها ناصعة البياض : حبيت أسويها مفاجئة .
وأفلتت يدي سعود وإبتسمت لملك وهي تتقدم لها : أهلين .
سلمت عليها ملك ببرود وهي تشعر أنها تريد إستفزازها .
" أي أمرأة حقيرة كهذه
تعلم أنني عروسته واليوم أول يوم أدخل بيته
وتأتي بكل وقاحة إلى منزلي ؟
كم هي لئيمة معشوقته "
ميرا بإبتسامة وبصوت ناعم مميز لم تسمع ملك أجمل من هذا الصوت مطلقاً : أهلين ملك أعرفك بنفسي أنا ميرا .
ملك بمجاملة فهي تحترق من الغيرة الآن : هلا فيك .
وذهبت ملك إلى الدور العلوي خلف سعود .
وميرا ظلت في الصالة تنظر لهما وتبتسم بصدق " اللهم وفقهم وإسعدهم "
أخذت عبائتها وإرتدها ثم ذهبت برفقة الخادمة إلى منزل منيرة المجاور لمنزل سعود تماماً .
دخلت منزل منيرة وهي تشعر بفرح لا مثيل له فرؤيتها لسعود وزوجته كفيلة بفرحها .
عندما دخلت أنزلت غطاء وجهها وإبتسمت لمنيرة : قبل تتكلمين يمه أدري إني جاية بوقت مبكر وماعندي ذوق وجيت وأنا ماقلت لكم بس وش أسوي العرسان بالبيت ماحبيت أصير لزقة بينهم .
سمعت ضحكات نهى التي تنزل مع السلم بهدوء : عجيب والله ميروه ماتبي تصير لزقة...أصلاً أنتي ياماما ماتصبرين ماحبيتي تنكدين على سعود وزوجته جيتي تنكدين علي .
ميرا جلست بجوار منيرة بعد ماقلبت رأسها : أنتي أصلاً ماينرد عليك أنا كلامي مع أمي منيرة .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-15, 10:25 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


نيرة إحتضنت ميرا وهي تقول بحب : جعلني مأنحرم منك .
نهى جلست أمامهم وهي تقول بمرح : يمه ترا أنا بنتك مهوب ذي .
ميرا : هي موب أمك لوحدك وبعدين أنتي وش جايبك من بيتك ؟ خلاص لا عاد تجين وتنامين هنا مانبيك إلا ضيفة وبعد غير مرحب فيها .
ضحكت منيرة وهي تقول بمودة : ههههههههه تصدقين ياميرا تو أؤمن بلقبهم لك أم لسانين من جيتي ماجاء لك عشر دقايق ماخليتي كلمة ماقلتيها .
نهى ضحكت على ميرا التي لا تستطيع الرد على منيرة : ههههههههه وأخيراً أمي أقتنعت أن ميرو أم لسانين .
ميرا وقفت وهي تقول بغضب تمثيلي : حسبي الله على إبليسك من جيت الساعة 2 بالليل وأنا بنام وأنتي تتكلمين على رأسي والحين تعايريني ؟ بروح أنام بغرفتك عشان أصير مصحصحة بحفلة سعود...إلا نهى شفتي زوجة سعود بيوم زواجهم ؟
نهى هزت رأسها بلا وأكملت ميرا بحماس : سلمت عليها اليوم هي مملوحة موب حلوة مرة يعني فيها أشياء تجذب مرة بس شكلها طيبة إرتحت لها أول ماشفها .
منيرة بإبتسامة : ملك بسم الله عليها شفتها مرة بس ماقدرت أشيل عيني عنها تجذب .
نهى بعدم إهتمام : الزين زين النفوس .


********************

منزل سيف آل سيف ~
في الصالة السفلية تجلس أمام قهوتها بإنتظار عمها القادم من منزله فهي إتصلت به تريد أن تحضر له القهوة في منزله ولكن قال لها إنه قادم إليهم .
تشعر بحزن عميق وبكأبة الجو دون ملك لاتستطيع أن تتصل بها فربما ملك مشغولة أو نائمة .
قلقها كل مامضى الوقت يتصاعد على ملك فهي غير مطمئنة على ملك وحياتها هناك .
دخل عمها برفقة سيف الذي أيضاً هو الحزين الأخر على فراق ملك .
نعم هي لم تخرج من حياتهم فبأي وقت يستطيعون زيارتها ولكن حزنهم لأنها لأول مرة تبعد عنهم .
فما أكبر حزن الأم والأب على فراق إبنتهم رغم سعادتهم لها .
نهضت وهي ترحب بعمها : ياهلا والله تو مانور البيت .
عبدالعزيز بإبتسامة : منور براعيته .
إبتسمت علياء وبعد ماجلسو صبت القهوة لعمها ثم لسيف وعادت وجلست .
سيف بهدوء : يبه وش رأيك تسكن هنا ؟
عبدالعزيز بذات الهدوء : لا والله مأقدر أخلي بيتي وبيتك قريب مني ومتى ما أحتجتك جيتك .
علياء برجاء : لا ياعمي لو إحتجت شي بأخر الليل ؟ أنت لازم تجي عندنا .
عبدالعزيز إبتسم لعلياء وهو يقول : مانرد طلبك يأم عبدالعزيز وأبشري أسكن عندكم بس مأقدر أخلي بيتي أنام هنا وأروح لبيتي .
سيف بإبتسامة : العين لك أوسع من البيت وإذا ماشالك بيتنا تشيلك عيوننا .
عبدالعزيز : الله يخليك لي ويرضى عليك مثل مأنت مرضيني...يله ياولدي بنروح للمجلس .
ثم نهضو وذهبو وبقيت علياء لوحدها تشعر بإنها ستبكي إن لم تهاتف ملك .
أخذت هاتفها وإتصلت بملك وأتاها الرد سريعاً : هلا علوي .
علياء بلهفة : هلا بك حبيبتي ها كيف الأجواء عندك ؟
إبتسمت ملك لعلياء فبماذا ترد عليها أ يعقل أن تقول لها أنها منذ أتت لم ترأ أحداً إلا تلك الأوروبية الحسناء : الحمدلله زينة...كيفكم أنتم ؟
علياء بمودة : الحمدلله بخير...ما ناقصنا إلا أنتي وربي البيت بعدك ممل أحس فاقد أحد أركانه .
ملك " لا تفعلي علياء فأنا بكيت بما فيه الكفاية " وهمست بألم لم يخفى على علياء : أنا والله اللي فاقدتكم وبقوة .
ثم قالت بإستعجال : علوي أكلمك بعدين سعود جاء .
ثم إنتهت المكالمة وأغلقتها علياء .


********************

منزل خالد الصالح ~
الساعة الرابعة عصراً .
جميلة تتصل بخالد ولا يرد أرسلت له رسالة ما .
ثم ذهبت إلى غرفة هتان ورأت الخادمة تنهي ترتيب حقيبته .
وهي ذهبت إلى غرفتها وإرتدت عبائتها وأخذت نقابها وطرحتها بيدها نزلت السلم بمهل وتعب .
رأت أم خالد تجلس بالصالة قبلت جميلة رأسها : يمه أنا بروح لبيت أهلي تعبني الوحم .
أم خالد إبتسمت رغم أحزانها : ماتشوفين شر إن شاء الله وترجعين لنا بالسلامة...سلمي لي على أهلك .
وإحتضنت جميلة من كانت في الأيام السابقة تحمل نصف المصيبة وتخففها على جواهر .
الآن من سيبقى مع جواهر ؟
خرجت جميلة وخلفها خادمتان تحملان الحقائب .
وأخرى تحمل هتان .
ركبت مع السائق وتوجه لبيت أهلها هذه المرة غير وغير جداً فهي سترى أبيها وتجلس معه وتحدثه .
منذ أن عادت لخالد لم ترأ أبيها سواء مرة واحدة ولم يحدثها سلم عليها سلام بارد مميت .
تشعر بسعادة حقيقة منذ أعوام لم تشعر بها .
" يا إلهي هل أنا أحلم أم حقيقة ؟
سوف أعود إلى حضن أبي مجدداً
كم أنا سعيدة رباه تمم سعادتي "
هاهي تدخل بيت والدها بروح مختلفة عما كانت عليه سابقاً عندما كانت تدخل المنزل وتخشى أن يراها أبيها ثم سيحصل ما لا تحمد عقباه .
فهو قال لها ( ما أمنعك من دخول بيتي بس بعزة الله وجلاله لو لمحتك ببيتي لأذبحك ) .
كانت لا تدخل البيت إلا إذا كانت على يقين أن أبيها لن يدخل البيت .
هاهي الآن تقف أمام أبيها بلحظات لن ينساها الزمن بلحظات من أسعد لحظاتها هو رضاء أبيها عنها .
إقترب منها وإحتضنها وضمها بين أضلاعه وهي تبكي بصوت مسموع فهي كانت تعيش بحرمان .
قبلت كتف أبيها ثم رأسه رفعت كفه تريد تقبيلها ولكن هو كان أسرع منها وأمسك بكفها وقبلها وهو يقول بتأثر عميق : لا تبكين ياروح أبوك .
مسحت جميلة دموعها وهي تقول بين شهقاتها : دموع فرح يايبه أنا عانيت اللي كفاني السنين اللي راحت .
مشعل مسح على رأسها بحنان : والله ماتشوفين الضيم مرتن ثانية ورأسي يشم الهوا .
أتاهم صوت الجدة علياء المتأثرة مما رأته أمامها فسلام جميلة وأبيها بعد طول هجران أثر بها بشدة : الله يهديك يأبو سعود ماجاها الضيم إلا منك .
مشعل قبل رأس والدته وهو مازال ممسك بكف جميلة : هي أخطت وأنا عاقبتها وزعلي عليها على قدر غلاها عندي وإن شاء الله إنه آخر زعل .
ثم إلتفت لهتان الذي طالما كان هو الحجة التي يتحجج بها لأبعاد جميلة عنه رفعه من الأرض وهو يقبله .
جميلة ذهبت إلى والدتها وسلمت عليها ومن ثم جلست بجوارها فهي تشعر بألم شديد .
ألآم حملها التي باتت تقلقها كثيراً فهي في حملها الأول لم تتعب هكذا .
تريد أن تذهب لغرفتها لكي ترتاح وتنام فهي لم تنم جيداً منذ ليلتين .
وقفت وهي تستأذنهم ثم ذهبت إلى غرفتها .
فتحت الباب ونزلت دمعتيها كم هي مشتاقة لتلك الغرفة التي مضى ثلاث سنوات وهي لم تدخلها .
إشتاقت لها كثيراً ولكن غضب والدها حاجز بينها وبين التجول في منزله إنما هي ضيفة وربما غير مرحب بها .
دخلت وجلست على السرير الوثير الذي تم تغييره قبل قليل عندما علم أبيها أنها قادمة جدد أثاث غرفتها .
إبتسمت بألم وهي ترأ كل شي يذكرها بحياتها قبل أن تتزوج كم هي مدللة ومولعة بأبيها .
لا تنسى يوم زواجها عندما زفوها لخالد هنئها أبيها وأخذ يوصي خالد بها ثم رأت دمعته .
دمعة مشعل الثمينة دمعته الغالية التي لم تنزل سواء تلك المرة .
دمعة غالية جداً نزلت من أجل غالية جداً على مشعل .
مسحت دموعها ثم تمددت على السرير وهي تشعر بتعب شديد .


********************

شقة متعب آل محمد ~
جارح متمدد على سريره بعد صلاة العصر ويتذكر تلك اليوم الشؤوم .
عندما إستيقض ووجد نفسه في زنزانة إلتفت حوله ولم يجد أحداً .
ظن أنه بحلم مرعب سوف ينتهي قريب ولكن طال الحلم وطال كثيراً .
فهو ظل حبيس هذه الزنزانة سنتان وأربعة أشهر .
وقف وصرخ برعب وهلع لا يدري أين هو " نعم أنا بلندن ولكن أين أنا الآن ؟ "
أتاه متعب من زنزانة مجاورة الباب بينهما مفتوح : جارح وش فيك ؟
جارح يشعر بصداع شديد يشعر بإختناق : متعب أنا وين وش جابني هنا ؟
متعب أمسك بأيدي جارح ثم أجلسه على الأرض التي لم يكن بها سواء فراش جارح : جارح أنا وأنت مخطوفين .
جارح بخوف وأوصاله ترتجف : طيب إحنا وين وليش مخطوفين ؟
متعب بصوت ضعيف وملامح لا تبشر بأي خير : إحنا بالسعودية .
جارح خفق قلبه بشدة فالموضوع أصبح أخطر مما كان يتوقع : طيب متى نطلع من هنا ؟ ومين اللي خطفنا .
متعب بإختصار : علمي علمك .
جارح نفض يديه من أيدي متعب ونظر للباب في السقف وهو ينظر لمتعب : إحنا بقبو ؟
متعب بألم : إيه إحنا تحت الأرض يعني مالنا صوت لو نصرخ من هنا لبكرة ماراح يسمعونا .
ثم أشار لجارح : هذا الحمام...وهذا المطبخ أهم شي إنهم موفرين الكهرباء هنا .
جارح إستفزته سخرية متعب وبرودة فمن هم مثل حالته إنفعالهم أكبر من ذلك بكثير وكثير : متعب تكفى دور لنا حل نطلع من هنا ؟
متعب : مأقدر أسوي أي شي حالي حالك .
جارح إستذكر شيء مهم جداً : عامر وينه ؟
متعب إبتلع ريقه ثم قال : ماشفته ولا أدري وينه .
جارح : إحنا من متى هنا ووشلون عرفت إنا بالسعودية ؟
متعب بهدوء : لنا يومين هنا ولقيت حارس وسألته وبلغني إننا بالسعودية .
صعق جارح : يعني يومين وأنا ماحسيت بشي ؟
متعب إبتسم بألم : مهوب يومين لك أربع أيام بغيبوبة تو صحيت منها .
جارح بإستغراب : غيبوبة ؟ طيب أنا ماحسيت بشي نهائياً .
متعب : حتى أنا مخدريني يومين وإحنا لنا أربع أيام طالعين من لندن...بس إن شاء الله يدرون أهلنا وماراح يتركونا .
إنتزع جارح من عمق ذكرياته المؤلمة والموجعة صوت عامر : جارح وش فيك ؟
جارح يشعر بضيق يكتم على روحه : مافيني شي...بس أبي أهلي أبي أشوفهم...إشتقت لهم كلهم .
عامر : بتشوفهم إن شاء الله بس إنت أصبر شوي .
جارح بقهر : طيب ليه ماتبوني أشوفهم ؟
عامر بصوت خافت وبنبرة غريبة : والله مأدري عن متعب مهوب مطمني حاله وأحس أن وراه مصيبة .


********************

مساء الدمام المبتهج ــ منزل معتز بن فهد ~
مجلس النساء إكتظ بالنساء فالحفل مقام على شرف ملك السيف والأغلب حضر هذا الحفل من أجل رؤيتها .
ملك مرتدية فستان نيلي مزين من الأعلى بقطع ألماس ثمينة .
تجلس بوسط المجلس بجوار منيرة التي أحبت ملك رغم إنها لم تتعرف عليها جيداً .
ملك معتصمة بمكانها خجولة فقط تقف وتسلم على النساء الزائرات .
شعرت بالحقد والكره يجتمع بأبشع صوره نحو تلك الأوروبية المتغطرسة بجمالها فهي تلفت النظر بفستانها وتسريحة شعرها الرائعة وإبتسامتها .
أتت ميرا إلى ملك وهي ترسم على وجهها إبتسامة لا تليق سوا بها : ملك بتتصورين مع سعود ؟
ملك نظرت لها بحقد : لا .
نهى شعرت أن ملك مغرورة بنفسها فهي عندما تحدث نهى وميرا كأنها تستحقرهما .
نهى أمسكت بيد ميرا وشدتها إلى المطبخ وهي تقول بغضب مكتوم : أنتي ليش تكلمين ذا المغرورة ؟
إبتسمت ميرا : مغرورة ؟ بالعكس أشوف إنها متواضعة حيل ماشاء الله دخلت جو مع أمي .
نهى : والله هي مغرورة بزيادة ولا ماشفتي التكلف والفستان الألماس ترا هي حفلة عادية يعني مايحتاج كل ذا .
ميرا بإستغراب : مايحتاج كل ذا وهي العروس اللي مقامة لها الحفلة...لو لبست شي عادي كان قلتي هذي تقلل من قدرنا نهى أنتي عندك خلل بمخك
إبتسمت نهى : والله مأحد عنده خلل غيرك...خلينا نطلع لهم بس ياويلك لو رحتي تكلمينها ياخي أفهمي هي ماتبيك .
ميرا بشفافية : لو ماتبيني أنا أبيها وأبي أتقرب منها أنا بسكن ببيتها ولازم تصير علاقتي معاها زينة...حتى سعود الله يهديه قلت له بأخذ لي شقة على قدي لين على الأقل يكمل على زواجهم شهرين أو ثلاثة قالي لا .
نهى : من جدك أنتي بتسكنين لوحدك ؟
ميرا بألم : نهى أنا دايم أحس إني عبء على الناس شوفي كيف متحمليني ومتقبليني بحياتكم أدري إنه بس عشان سعود وداليا الله يرحمها .
نهى ضحكت بصوت خافت : ههههههههههههههههه يامسكينة أنتي...أصلاً أنتي والله تدرين إن مافيه أحد أقرب لي منك وتدرين إننا نفقدك لارحتي للمغرب وتدرين أن البيت بدونك مايسوى بس مأدري وش ذا الكلام الغريب .
ميرا إتسعت إبتسامتها : أدري أني غالية عندكم بس متحمليني عشان سعود...يعني لاقدر الله لو سعود عاش بالرياض أنا بجلس هنا ؟ أكيد ماراح تتقبلوني .
نهى : أقول ياشيخة لا تصيرين نفسية ترا موب ناقصتك أنا يكفي مرة سعود ترفع الضغط أمشي بنطلع لهم .


********************

قسم حمد آل سيف ~
جلست فاطمة بجوار حمد الجالس في صالة جناحهم وسكبت له شاي ومدته له إبتسمت وهو يقول : تسلمين جعلني ما أنحرم منك .
فاطمة بحب : ولا أنحرم منك يارب .
حمد أنزل الشاي على الطاولة ثم نظر لها وهو يقول بإهتمام : فطوم اليوم بدو ببناية بيتنا وإن شاء الله الإنتهاء منه بـ 25/7 قريب من موعد ولادتك .
فاطمة بقلق : أنا موعد ولادتي 20/7 خايفة والله خايفة مرة .
حمد بإستغراب : وش مخوفك ياقلبي...هذي ولادتك الخامسة ليش كل هالخوف ؟
فاطمة بدأ فكها السفلي بالإرتعاش : كثير أحلم إني ميتة .
حمد قبل جبينها وقال وهو يمسك بيدها : ياقلبي الوفاة بالحلم تفسيرها طولة عمر إن شاء الله...الله يطول بعمرك يارب ويخليك لي .
فاطمة هدأت نوع ما فكلام حمد لها ريحها : يله فطوم نروح لديمة نجلس معاها ؟
فاطمة وضعت يدها أسفل ظهرها وهي تقول : مافيني شدة على المشي .
حمد برجاء : يله ياقلبي لاترديني .
فاطمة " لماذا لا يذهب لوحده لماذا " : طيب الحين قايمة .
وأنهت كلمتها وهي تقف بتعب .
خرجا من جناحهما وهو ممسك بيدها ويحدثها عندما عبرو بجوار غرفة جارح بدأ حمد بالإرتعاش كعادته ولكن هذه المرة أغمض عينيه بشدة وهو يحاول أن يتماسك أمام فاطمة ومن أجل فاطمة .
" إلهي لا تفضح أمري
أنا نادم للغاية على ماحدث
ولكن لماذا أرى أعين جارح بهذه الوحشية والقسوة
لماذا أخشى النظر لوجه ديمة ولكن لا أرتاح إلا عندما
أجلس معها وأحدثها طوال الليل وأنا لا أنظر إلى عينيها
لماذا صغيرتي كادي شبيهه بأعين جارح
لماذا هي طبق الأصل ؟
أ هكذا أتى عذابي وعقابي من ربي ؟ "
ولكن هذه المرة لم تصمت فاطمة كالعادة قالت بقلق وهي ترأ حبات العرق على جبين حمد وإرتعاشه الذي إستمر هذه الليلة : حمد وش فيك ؟






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-15, 10:15 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساءكم جمال كجمال أرواحكم .
مساءكم نقي كنقاء قلوبكم .
مساءكم محبة نابعة من قلبي إليكم .
غالياتي ( الفجر الغريب ، أفنان ، رهوفا ، وفاء ) .
أسعدكن البارئ على هذه الردود التي تسعدني كثيراً .
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله .

قراءة ممتعة مقدماً


الجزء العشرون / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .





" إلهي لا تفضح أمري
أنا نادم للغاية على ماحدث
ولكن لماذا أرى أعين جارح بهذه الوحشية والقسوة
لماذا أخشى النظر لوجه ديمة ولكن لا أرتاح إلا عندما
أجلس معها وأحدثها طوال الليل وأنا لا أنظر إلى عينيها
لماذا صغيرتي كادي شبيهه بأعين جارح
لماذا هي طبق الأصل ؟
أ هكذا أتى عذابي وعقابي من ربي ؟ "
ولكن هذه المرة لم تصمت فاطمة كالعادة قالت بقلق وهي ترأ حبات العرق على جبين حمد وإرتعاشه الذي إستمر هذه الليلة : حمد وش فيك ؟
حمد برجاء وهو يجلس على الأرض : إذا كان لي معزة عندك لا تسأليني .
صمتت فاطمة فمعزة حمد من أجبرتها على الصمت وحبها له هو من أجبرها على الخوف على حمد .
فترة ليس بالكثيرة نهض حمد ثم قال : خلاص خلينا نرجع بنام تعبان .
وعادت معه وهي تشعر بشيء غريب حقاً " ما الذي حدث له ؟
لماذا كلما إقتربنا من غرفة جارح بدأ يرتجف ؟ "
عادا إلى جناحهما وحمد مازال خائف : أنا بطلع أشم هوا شوي .
فاطمة جلست على السرير وهي تقول بقلق : الساعة وحدة خلك على الأقل بعد صلاة الفجر تطلع .
حمد قال وهو يدخل هاتفه بجيبه : أنتي نامي وأرتاحي وتطمني أنا موب طالع بعيد .
وخرج وفاطمة تصارع قلقها وخوفها عليه لأول مرة في حياتها تراه خائف هكذا .
منذ أن خرج حمد أخرج هافته وأتصل على عمه : الو .
مشعل بفزع : حمد ؟ عسى ماشر يأبوك ؟
حمد : مافيه إلا كل خير ياعمي...أبيك الحين ضروري .
مشعل بتساؤل : وين أجيك ؟
حمد : تعال عند السيارة وبنطلع أي مكان بعيد عن الناس .
وإنتهت المكالمة وحمد يفكر بعمق ( عمي مشعل هو الوحيد اللي يقدر يفكك لي عقد القضية كلها ) .
ركب بالسيارة عندما رأى مشعل قادم إليه .
ركب مشعل المفزوع فهو كان نائم عندما إتصل به حمد : صباح الخير .
حمد إبتسم : صباح النور ياهلا...أسف على الإزعاج بس هذا أفضل وقت أكلمك فيه .
مشعل بهدوء نسبي : أمرني .
حمد وهو ينظر إلى الطريق أمامه : ما يأمر عليك عدو .
دقائق ووصلو شارع التحلية هو المكان المناسب لمثل هذا الوقت جلسو في الكراسي الخارجية وإلتفت حمد على عمه وهو يقول : عمي أنا عندي مشكلة كبيرة ومأظن إني بطلع منها بسلام .
مشعل بخوف : وش مشكتك ياحمد تكلم لا توترني .


********************

الدمام ــ منزل سعود آل سيف ~
إستيقضت ملك من نومها ونظرت إلى جوارها لم ترأ سعود ولم ينم منذ البارحة هنا .
نظرت إلى الساعة تشير إلى الواحدة والربع بعد منصف الليل تشعر بصداع شديد تريد أن تشرب قهوة كي يخف الصداع .
خرجت من الجناح وهي تبحث عن تلك الأوروبية لتسألها أين المطبخ فهي لم تراه منذ أن دخلت .
نزلت مع السلم وإستوقفها صوت ضحك سعود و [ زوجته ] الأخرى .
وصلت ملك أمامهم ومازالت تلك البغيضة تضحك فأما سعود إنطفت ضحكته منذ أن رأى ملك : صباح الخير...وين المطبخ ؟
وقفت ميرا وهي تقول بمودة : تعالي معاي للمطبخ وأنا أخدمك باللي كنتي بتسوين .
لم تعارضها ملك ومشت بجوارها ودخلن المطبخ وجلست ملك على الكرسي ثم وضعت رجل على رجل : فيك الخير يا...
هي نسيت أسم ميرا لأنها لا تهمها إبتسمت ميرا : ميرا .
ملك لم تبتسم وهي تقول : أبيك تسوين لي قهوة...إلا أنتي أوروبية ؟
ميرا نظرت إلى ملك : لا موب أوروبية أنا مغربية...ولعلمك يأخت ملك أنا خدمتك بكامل رضاي يعني ماله داعي الأسلوب هذا .
ملك أغاضها كلام ميرا ولكنها لم ترد " لماذا أنا هكذا ؟
ولماذا أغار منها ؟
هي زوجته وحبيبته بينما أنا لوح في البيت
ولماذا أغضب منها هي أفضل منه بكثير
إكتمل يوم وأنا ببيته لم يحدثني مطلقاً
لم أراه سواء عندما إنتهت الحفلة
دخل الغرفة ليستبدل ملابسه ولم يجلس معي أو يحدثني "
وقفت ثم نظرت إلى الخادمة : جيبي لي الكوفي بغرفتي .
وخرجت وصعدت السلم بسرعة دخلت غرفتها وجلست على السرير وهي تتذكر ضحكات سعود وتلك البغيضة .



********************

منزل خالد الصالح ~
عاد إلى المنزل فهو لم يعد من الساعة التاسعة صباحاً ذهب إلى سعد وهاهو يعود .
أولاً توجه لغرفة جواهر وقبل رأسها وإبتسم لها : ماهيب عاده لك تجلسين إلى الساعة وحدة ونص .
جواهر بألم : سهراتي الأيام هذي بتطول كثيير...خالد كيف سعد ؟
خالد بإبتسامة : الحمدلله بخير وتحسنت حالته وإن شاء الله بيطلع قريب .
جواهر لم تعد تتحمل كل هذا عليها كثير بالأمس كانت زوجة لسعد وعندما تسأل عنه من حقها فهو زوجها .
أما الآن تشعر إنها محرمة عليه ولا يجوز لها أن تسأل عنه رغم إنه إلى الآن لم يطلقها فهو سيطلقها عندما يخرج من المستشفى .
ترا الندم والحزن في أعين والدتها وترا الخذلان والقهر في أعين خالد .
وما عند أعينها ؟
تجمع بها حزن الكون كله فهي تعاني وتعاني منذ أن توفى أبيها قبل سنتين وهي تعاني وبشدة .
ما أقسى هذه الحياة على هذه الصغيرة ولكن هي أقدار من الله ولعله أبتلاء فالله إذا أحب عبد أبتلاه .
وقف خالد وهو يقول : عن إذنك بروح أنام .
دخل بالغرفة وإستغرب الغرفة مظلمة ودائماً تكون إضاءتها خافتة عكس اليوم الجناح بأكمله مظلم .
شعر بقلبه يؤلمه " أ يعقل إنها فعلتها وذهبت إلى أهلها دون أن تقول له ؟
هي لم تفعلها من قبل...نعم هي اليوم تتحدث عن الطلاق فربما إنها ستطلب الطلاق عاجلاً
رباه ألطف بي فما عدت أتحمل "
أخرج هاتفه المغلق من الساعة التاسعة صباحاً فهو لم يجد شاحناً في المستشفى .
فتح الجوال وأتته رسائل كثيرة وكانت إحداها ينورها إسمها .
( إتصلت عليك جوالك مغلق أنا بروح لبيت أهلي على الأقل الثلاث أيام هذي )
إبتسم خالد وضغط زر الإتصال رغم أن الوقت متأخر إلا إنه مشتاق لها بجنون .
لايستطيع أن يتماسك حتى الفجر يريد أن يهاتفها يسمع صوتها الناعم وهمساتها الرقيقة : صباح الخير .
جميلة بغضب : صباح النور...توك تستوعب إني مو بالبيت ؟ إنتظرت إتصالك كثير بس للأسف جاء متأخر .
خالد إبتسم لغضبها تبدو أروع عندما تغضب : أسف والله أسف جوالي ما كان فيه شحن من الصباح وتو شحنته...شخبارك أنتي ؟
جميلة بهدوء : تمام...تبي شي ؟
خالد : أبي سلامتك .
جميلة : الله يسلمك...تصبح على خير .
وأغلقت المكالمة .
خالد جلس على الأريكة " لماذا أنا هكذا أغضب منها عندما تكون بجواري
وإذا إبتعدت لا أستطيع أن أتشاجر معها أو حتى أشتد معها بالكلام
عكس مايحدث وهي أمامي "


********************

حيث الإعتراف والتردد ~
دقائق ووصلو شارع التحلية هو المكان المناسب لمثل هذا الوقت جلسو في الكراسي الخارجية وإلتفت حمد على عمه وهو يقول : عمي أنا عندي مشكلة كبيرة ومأظن إني بطلع منها بسلام .
مشعل بخوف : وش مشكتك ياحمد تكلم لا توترني .
حمد لا يعلم كيف يبدأ الحديث مع عمه , يبدو موقفه صعب وصعب للغاية
كيف يحدث عمه عن جريمة كجريمته من الذي يمتلك الشجاعة بل الوقاحة ويتحدث عن ماضيه الأسود
الذي لم يعلم به أحداً من عائلته : عمي أنت تعرفني من صغري الزلة ماتطلع مني .
إبتسم مشعل : والله إني ماشفت منك الزلة طول عمرك .
حمد بحزن : أنا عمري كله زلات ترتبت من زلة وحدة...قبل 13 سنة ياعمي وأنا عمري واحد وعشرين سنة كنت مع صديقي ورفيق دربي محمد بن عيسى أكيد تعرفه كنا أنا وإياه مانفترق ودايم مع بعض وفي أحد الأيام كنا طفشانين
ضايقة فينا الدنيا قالي الله يرحمه وش رايك نجرب العالم الثاني تجربة بس نروح لعصابة ونشوف حياتهم كيف
ونتعمق فيها وافقته جهل مني وجهل منه بعد رحنا لأحد العصابات اللي نعرف مكانهم
أخطر عصابة بتجارة الأسلحة بدون تراخيص
وأسحلة ممنوعه دخلنا عالمهم وبما إن فلوسنا تحقق لهم شي مايحلمون فيه
إستقبلونا بكل حفاوة وكل طيبة إستمتعت بالتجارة هذي بيع إسلحة وإستلام بأموال كبيرة
كنا متفقين أنا ومحمد إن ذا التجربة بتنتهي قبل زواجي بشهرين
وهو قبل لا يسافر يدرس بيتركها كنا نعرف إنه حرام بس مستمتعين على الأخر...
شفنا كثير ماتوقعت إنا بيوم نشوفه شخص كان من أعز الناس عندهم وغدر بهم يجيبونه قدامنا ويذبحونه بكل سهولة
وكأنه حيوان مهوب إنسان إنتهت سنتين وحنا معاهم حاولنا نطلع من عندهم ماقدرنا والله ماقدرنا
تزوجت وهو راح يدرس وحنا مازلنا مرتبطين معاهم
ومحمد كلفوه بالتجارة بلندن مكان دراسته وأنا معاهم مثل ماكنت بعد شهرين من زواجي قالت لي فاطمة إنها حامل
زعلت وعصبت وحاولت فيها تنزله بس هي رفضت وعاملتها بكل قسوة بقلبي عشان تنزل اللي ببطنها بس هي رفضت...عرفت إن أجلي قريب حيل لأنهم قالو لي اللي يحاول يطلع من عندهم بيطلع جثة قبل لايغدر فيهم
كنت أقسى على فاطمة وأضربها لأني أحبها ولا أبيها تفقدني
مأبيها تبكي علي مأبيها تحزن عشاني وهي حاطتني بعينها شي كبير وأنا ما أسوى حفنة تراب
ضيعت عمري وضعيت فاطمة معاي
كنت أخاف أن كادي تتيتم وهي صغيرة يوم كانت صغيرة كنت أقدر أحضنها وأعبر لها عن حبي لها
بس يوم كبرت عاملتها بجفاف هي والطوفة عندي واحد بس عشان ماتتأثر بوفاتي .
أغمض حمد عينيه عاجز عن إكمال مأساته وحياته السابقة مد له مشعل علبة الماء أخذها وشرب الماء ثم أكمل : قسيت عليهم كلهم وكلهم أبتعدو عني إلا أنت ياعمي ربطتني فيك غصب عني
كنت أحاول أنفرك مني مثلهم كلهم جدي إبراهيم الله يرحمه كان يكرهني
وأدري إنه يستحقرني لأني أضرب فاطمة بس أنت ماشفت منك إلا الإحتواء والعطف اللي فقدته من الكل
كنت أتمنى أن فاطمة تروح لكم تجلس بالبيت عشان يصير عندي مبرر أطلقها كانت تروح لك تطلب الطلاق وإنت ترفض أتمنى إنك تجيني بيوم وتقولي طلق بنتي بس طالت الأمنية وصارت مستحيلة
حقدت على فاطمة من الظاهر وقلبي يتقطع عليها كنت أضربها بقسوة وحجتي إنها ماتجيب عيال
وأنا مأبي البنات والحمدلله نجحت ومشت عليها تتمنى تجيب الولد اللي يسعدني ويمكن يفك عقدتي وهي لو عرفت إن مليون ولد ماراح يفكون عقدتي أنا أبيها تكرهني من قلب بس للأسف فاطمة ماكرهتني ولا لحظة
رغم ضربي لها وقسوتي عليها مالقيت منها إلا الحب...وقبل ثلاث سنوات بالضبط كنا أنا ومحمد وزعيم العصابة بلندن قرر محمد إنه يترك العصابة وقال للزعيم إنه ماعاد يهمه يقتل أو مايقتل هو يبي رضاء ربه ورضاء أمه وأبوه أطلق عليه الزعيم ثلاث رصاصات ثنتين ببطنه ووحده برأسه مسكت محمد وأنا مثل المجنون أحاول أصحيه أصرخ بالناس اللي حولي أخذوه للمستشفى وقالو لي أنه مات من أول ما أطلق عليه الرصاص أنا حقير ياعمي والله حقير
كل اللي صار لخويي والمصايب اللي سووها قدام عيني إلا أني رجعت لهم مثل مايتمنون
ويوم رجعت بكل بساطة زعيم العصابة قالي إنه أنا الزعيم وأنا القائد
وكل الموجودين خدم تحت رجلي والغريب ياعمي مقتل محمد ومقتل جارح مابينهم إلا يومين
أنا أحس إن كل المقتلين مدبرين من العصابة...وبعد مامات جارح ورجعت لأهلي وشفت الإنكسار بعيون أمي وأبوي جن جنوني قلت خلاص مايقدرون يتحملون لو أموت كنت أتلفظ عليهم بألفاظ محرمة بس علي أهون من أنهم يتأثرون بوفاتي مأبي أحد يبكي علي لأني ما أستاهل والله ما أستاهل وحرام تنزل دموعهم ويتضايقون عشان واحد مثلي مايسوى شي .
مشعل مسح دمعة نزلت من عينه اليسار فكل هذه المعاناة حصلت لحمد وهو لا يعلم بها : وإلى الحين ياولدي وإنت معهم .
حمد تنفس بعمق ثم قال : لا بيوم زواج حاتم صار...صار...
لم يستطيع أن يخبر عمه عن ظهور جارح فربما هو يتخيل : بيننا خلاف أنا وزعيم العصابة اللي إلى الحين ماعرفت إسمه وقتلته...أنا قتلت ياعمي وقتلت رجل مهم عند المافيا توقع إنهم بيسكتون عني ؟
مرت أربع أشهر مأحد جاني ولا أحد أتصل على جوالي
أنا أعرفهم شخص شخص وعارف بدنائتهم وسفالتهم بس إلى الحين مأحد أتصل علي مستغرب بقوة ياعمي .
مشعل وضع يده على كتف إبن أخيه الذي يعتبره إبنه فهو يحبه كما يحب سعود ربما حمد أقرب له من سعود : حمد يأبوك أنت مايحميك بعد الله إلا الشرطة تروح معي الحين وتسلم نفسك وتقول لهم كل السالفة بكل تفاصيلها .
حمد شهق بعنف : أنا أسلم نفسي...وش الإدانة اللي علي ؟
مشعل بإستغراب : تهريب السلاح بدون تراخيص والقتل اللي صار هذا مهوب أكبر إدانة ؟
حمد برجاء : لا عمي تكفى اللي فيني مكفيني مانيب قادر أتحمل أكثر من كذا لاسلمت نفسي مستحيل أطلع من عندهم بيحكمون علي بالقصاص ولا بعد بالسجن خمس سنوات أنا مأبي كل هذا فاطمة بتولد وأبي أصير بجنبها وخايف عليها والله خايف .
مشعل إبتسم لحمد : لا الأمور مهيب ذا التعقيد أنت لو مسكوك رجال المافيا بيقتلونك مافيها كلام
بس لو رحت للشرطة وقلت لهم على كل شي بيرحون لمكان العصابة ويداهمونها
وإذا أنت مو مسجل بأسمك تزوير تراخيص أو إستلام أسحلة أو بيعها
بتطلع منها صدقني ويمكن ماتجلس بالسجن يومين وإنت تعرف سيف ولد عمك يقدر يطلعك منها بسهولة و...
قاطعه حمد برفض : لا ياعمي مأبي أسوي شي حرام مرة ثانية يكفي مامضى .
مشعل : مهوب حرام أنت مجبور على اللي سويته يله ياحمد خلنا نروح الحين للشرطة وسلم نفسك .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-15, 10:16 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


حمد برجاء : مأقدر ياعمي خله على الأقل بعد ولادة فاطمة هي ماتتحمل أي خبر مهوب زين وأمي فيها اللي مكفيها .
مشعل : حمد تكفى سلم نفسك والله إذا مسكوك رجال المافيا ماراح تطلع من عندهم...
ولا أقولك فاطمة باقي على ولادتها شهرين وبالفترة هذي بنحط حرس على بيوتنا وحرس مشدد .
حمد بعد تفكير : وإذا سألونا ليش حاطين حرس ؟
مشعل ببساطة : جايتنا تهديدات من المافيا وهو فعلاً لو ماهددو واصلينا واصلينا...
وإنت ياحمد لا تطلع من البيت إلا معاك حرس ولا أقولك أنا عندي حارس شخصي سعودي بجيبه لك من بكرة ماتطلع إلا هو معاك...وإنت بحمايتي بعد الله ومستحيل يضرونك بشي وأنت تتسند على ظهري تعرف عمك لا وعد مايخلف .
هذه الكلمات كفيلة بزرع الأمل والتفاؤل بروح حمد " كيف ياعمي لو أخبرك بجارح ؟
كيف سيكون موفقك ؟ ربما أنا أتخيل ؟
أ يعقل كل هذه الكوابيس التي عشتها ناتجة عن خيال ؟
لا لا لست خيال فديمة أكبر دليل بذات اليوم التي رأيت به جارح
وهي متغيرة تغير جذري وكأنها عائدة من الموت فهي كانت أشبه بميته من قبل "


********************

الرياض ـــ منزل مشعل آل سيف ~
إرتدت جميلة جلالها فوق جلابيتها رغم إنها متعبة ولكن لابد أن تذهب إلى منزل جدتها وتفطر معها .
خرجت من منزل أهلها عبر الباب الخلفي ثم إتجهت إلى منزل جدتها ودخلت من باب المطبخ الخارجي .
أنزلت جلالها ودخلت إلى الداخل : صباح الخير يمه .
وقفت الجدة علياء التي كانت تتابع الفتاوى التي تعاد على إحدى القنوات : صباح الخير ياوجه الخير ياهلا والله ببنيتي .
قبلت جميلة رأسها ويديها ثم جلست بجوارها : الله يهديتس ليه جاية وأنتي تعبانة وتعرفين إن الحركة تتعبتس أكثر .
جميلة وضعت رأسها على صدر جدتها وهي تقول : إشتقت لك وإشتقت للجلسة معاك .
قبلت الجدة رأس جميلة وهي تقول بود : ياجعلني ما أبكيتس...وين هتان ؟
جميلة : نايم عند أمي أبوي قايل له بياخذه للخيول .
الجدة علياء بمودة : الحمدلله أبوتس رضى عليتس والله إنتي أنتظر هاللحظة من زمان .
جميلة بإبتسامة : عايشة بسعادة ياجدتي أحس إني أسعد إنسانة على وجه الأرض .
الجدة علياء : الله يديم هالسعادة ويسهل ولادتس على خير .
جميلة من أعماق قلبها : أمين يارب " ويصلح الحال بيني وبين خالد "
رن هاتفها وإعتدلت بجلستها وردت بـ : نعم .
خالد ببرود : أنعم الله عليك...أبو سعود تو متصل فيني وأنا جاي الحين وأبي أشوفك .
جميلة بهمس كي لا تسمعها جدتها : كلها يومين وأنا راجعة لك .
خالد بسخرية : لا يامدام موب حلوة قدام أهلك أجي البيت ولا أشوفك .
جميلة تشعر بأن القهر يمزقها : وإنت كل حياتك مظاهر بمظاهر ؟ طيب راعي شعوري شوي مأبي أشوفك .
خالد بحزم لينهي كل هذا النقاش : نص ساعة بالكثير وأشوفك قدامي .
جميلة تبحث عن حلاً يجنبها رؤية خالد : طيب أنا تعبانة ومأقدر أنزل لك تقدر تدخل ببيتنا يعني ؟
خالد : إيه أقدر البيت مافيه إلا عمتي فاتن ولا راح يمنعوني من شوفتك .
نهضت جميلة وهي تقول بسخرية : حياك الله يا أبو هتان .
خالد بسخرية مماثلة : الله يبقيك يا أم هتان .



********************

جناح منال وحاتم ـــ الساعة التاسعة صباحاً ~
إستيقضت منال على صوت طرقات الباب نهضت وإستحمت وإرتدت بنطلون و[ تيشيرت ] كحلي وقفت أمام المرأة وقامت بتمويج شعرها بالألة دعجت أعينها بالحكل الأسود ثم وضعت روج وردي فاتح إختتمت زينتها وهي تتعطر من عطرها الفرنسي خرجت إلى الصالة : صباح الخير .
لم ينظر لها حاتم فهو يخشى أن تنهار كل قوته : صباح النور .
منال إقتربت منه وهي تقول بحرج : ممم ممكن أروح لأختي جميلة هي تعبانة و...
حاتم قاطعها بجفاف : روحي لها...بس غيري ملابسك لايشوفك عمي كذا وتطيحين من عينه ترا هو على باله إنك بنته اللي وثق فيها وصارت قد الثقة .
كان كلامه قاسي عليها وقاسي جداً هي بالطبع لن تخرج أمام أبيها بهذا اللبس فهو محرم شرعاً وتربيتها ودينها علماها أن هذا اللبس محرم .
ذهبت إلى غرفتها وهي تشعر بإنكسار مؤلم .
لم تبكي ! ولما تبكي وهي قد تعودت على هذا الكلام وسوف يصبح يومياً .
" لماذا يجرحني هكذا ؟
كيف أخبره بالحقيقة كلما أردت أن أخبره أسكتني
وغضب مني ربي إهدني إلى درب الصواب
فأنا عدت لا أحتمل كل هذا "
إستبدلت ملابسها وإرتدت عبائتها وخرجت إلى منزل أهلها .
حاتم جلس في الصالة يفكر في حياته التي أصبحت هم لا يطاق .
" ماهذا الضعف الذي أشعر به ؟
لو في إحدى الأيام إكتشفت أن ديمة
على علاقات محرمة لمزقتها بين يدي
فمنال لم أستطيع أن أفعل بها شيئاً
أ يعقل إنني لا أحب منال ولا أغار عليها ؟ "
نهض حاتم وأخذ هاتفه ومحفظته وضعهما في جيبيه ثم خرج ركب سيارته وهو يشعر بالكثير والكثير من القهر .
قاد سيارته بسرعة وهو يفكر في منال كيف يتصرف معها ؟
أربعة أشهر وهو يحاول تجاهلها ولكن الآن إحترق صبره وأصبح هشيم .


********************

بعد مرور إسبوعين ~
لا جديد الجميع على حاله سوا سعد خرج من المستشفى بنفسية متعبة .
وجواهر أكثر تعب منه .
وقلق فاطمة يتصاعد ويتصاعد حتى يصل ذروته القصوى .
.
.
.
حيث سكان الدمام المتباعدين القريبين من بعضهم ~
نزلت ملك إلى الأسفل ولم ترأ سواء ميرا التي إلى الآن تظن إنها زوجة سعود .
فهي في الإسبوعين الماضيين لم تحتك بأحد منهم سوا منيرة التي تحاول التقرب من ملك .
ملك جلست أمام ميرا : صباح الخير ملك .
ملك بهدوء : صباح النور .
ميرا بإبتسامة : اليوم إن شاء الله أبيك تروحين معاي لمشروعي باقي بس التشطيب وأتمنى يصير أحد معاي نهى تعبانة .
ملك بإبتسامة مماثلة : وش مشروعك ؟
ميرا سعدت كثيراً أن ملك بدأت تتكلم معها وهذه المرة الأولى التي تبتسم لها ملك : مدينة نسائية فيها مقاهي وأسواق وألعاب وكل هذا من دعم سعود الله لا يحرمني منه .
ملك شعرت بالقهر " يجلس معها ويحدثها ويدعم مشاريعها
بينما أنا لم يحدثني طيلة الأسبوعين الماضيين " : أوكي أقول لسعود وأرد لك .
ميرا بلطف : أتصلي على سعود الحين هو ماراح يرجع قبل المغرب .
ملك أخذت هاتفها وهي محرجة لا تستطيع مكالمة سعود أمام ميرا .
لذا بعثت له رسالة تستأذنه وأتاها الرد سريعاً وقفت وهي تقول : خلاص بروح معاك .
وصعدت إلى غرفتها وإرتدت عبائتها ثم نزلت إلى الأسفل وخرجت مع ميرا .
وضايقها كثيراً ميرا ونقابها الواسع مظهر عينيها الجميلتان .
ركبتا في السيارة وملك تحاول أن لا تغلط على ميرا فهي دائماً تتلاسن معها دون سبب وتحرجها ميرا بإعتذراها .
ميرا بإبتسامة : إن شاء الله الإفتتاح بعد أربعة أيام ويشرفني إنك أنتي اللي تفتتحين المدينة .
ملك تشعر أن جميع حقدها التي كانت تكنه لميرا تلاشى وأصبح الإمتنان والمودة مكان الحقد .
" حتى وإن كانت زوجته هي تحدثني وتشعر بي
أما هو مبتعد عني ولا يريدني
لم أعتد أن أجري خلف من لا يريدني
ولكن هذا سعود كيف أبتعد عنه أيضاً ؟
سوف تكون حياتي هنا مملة وكئيبة "
وصلو مشروع ميرا مدينة كبيرة جداً للنساء فقط يوجد بها أسواق ومشاغل ومقاهي ومطاعم ترفيه وتجارة في آن واحد .
إبتسمت ملك لميرا وهي تقول : ماشاء الله مين صاحب الفكرة ؟
ميرا : أنا بدعم من سعود هو اللي شجعني .
ملك لم تعلق فهي تشعر بالقهر كلما تحدثت مع ميرا أتت ميرا بسيرة سعود لا تدري هل هي مقتصدة أن تغيضها أم هي ليس بحياتها سوا سعود .
تمشي بجوار ملك وتأشر لها وتشرح وتتكلم وملك مبهورة منها .
طموحها عالي وتتكلم عن مستقبل مستبشرة به خيراً .
شعرت ملك إنها محطمة أمام ميرا .
فملك تركت الجامعة من أجل بعدها عن الرياض ولا تريد أن تدرس في الدمام .
وهذا ما جعل فصلاً كامل يذهب هباءً .


********************

منزل خالد الصالح ~
جميلة تجلس مع جواهر بغرفتها وهي محملة بالهم والتعب فبكاء جواهر ذكرها بنفسها عندما طلقها خالد .
هي لن تترك جواهر تبكي لن تتيح لها الفرصة لتبكي فالبكاء سيزيدها عشقاً بسعد كما هي إزداد عشقها لخالد .
مسحت دمعة نزلت من عينها على ذكرى طلاقها المر : جواهر فديتك لا تبكين البكاء موب زين .
جواهر بصوت باكِ : على الأقل أرتاح لا بكيت أنام وأنا مرتاحة .
جميلة إحتضنت جواهر وهي تقول بحزن : الله يعوضك بأخير منه تكفين جواهر لاتبكين أمي تتعب لا شافتك تبكين وهي فيها اللي مكفيها .
جواهر وهي تدفن وجهها بحضن جميلة : أمي ماحنت علي وخلتني على هواي أمي أجبرتني على طلب الطلاق .
جميلة بصوت مرتعش وهي تقاوم البكاء : خلاص ياقلبي اللي فات مات .
جواهر : إنتي بنفسك ياجميلة موب قادرة تتماسكين وشلون أنا ؟ الحين يظن إني كارهته .
جميلة : أنا طلبت الطلاق من خالد عشان شي مايسوى ولا كرهني .
جواهر بين شهقاتها الموجعة : أنتي وخالد يوم طلقك بينكم ولد موب مثلي أحلم إن سعد يرجع لي مرة ثانية .
هاهي جميلة تبتلع غصاتها وتحتضن جواهر وتبكي من أجل جواهر .
فطلاق جواهر أعاد لها ذكرى طلاقها وهاهي تنام بجوار جواهر وتبكي معها ليلاً ونهاراً فقط لكي تخفف عنها حزنها .
سمعت صوت جواهر تأن بوهن ولا تأن سواء بإسمه علمت إنها قد نامت وهي تبكي فهذا حالها تنام على بكاء وتصحو على بكاء .
رفعتها جميلة من حضنها ثم وضعت رأسها على الوسادة وأغلقت الأنوار وخرجت .
أيضاً هي تريد حضن أحداً تبكي به وترتاح طرقت الباب ودخلت : مساء الخير .
قالت أم خالد الجالسة على سريرها : مساء النور ياهلا والله ببنيتي .
توجهت لها جميلة ثم جلست أمامها وإرتمت بحضنها وهي تبكي بشدة فكل ماكانت تتماسك به أمام جواهر تلاشى وأصبحت تنتحب على صدر خالتها وأم خالد تقول لها بحنان : جميلة يأمي وش فيك ؟
جميلة بين شهقاتها : جواهر يايمه قطعت قلبي من طلقها وهي ماجفت دمعتها .
أم خالد وهي تمسح على شعر جميلة وتقول بصوت حاني إعتادت عليه جميلة : يشوف لها الله إن شاء الله .
نهضت جميلة ثم قبلت رأس أم خالد : عن إذنك يمه أكيد خالد وصل .
أم خالد بإبتسامة رغم أن الحزن مزقها لم تعد تتحمل أكثر من هكذا : إذنك معك الله يسعدك ويخليك لي .
وخرجت جميلة وهاهي ترأ خالد يدخل ثم يتجاوزها دون أن يكلمها ذاهباً إلى جناحهم .
ذهبت هي إلى المطبخ وأعدت غداء خالد ثم وضعته في صالة الطعام وصعدت إلى جناحها .
دخلت وعلمت أن خالد يستحم جلست على السرير وهي تشعر بضيق يكتم على روحها .
ومازالت معالم البكاء على وجهها .
خرج خالد من دورة المياه ونهضت هي بإحترام : غداك جاهز تحت .
خالد لم يتفوه بكلمة خرج ذاهباً إلى الأسفل وهي جلست بغرفتها تتجرع القهر والحسرة .
فهو هكذا خالد منذ أسبوع وثلاثة أيام منذ أن عادت من عند أهلها وهو متجاهلها في يوم كامل يقول لها عدة كلمات .
تشعر بالكثير من القهر لما هو قاسي هكذا لماذا يتجاهلها وهي تذوب عندما تراه .
أصبح الآن كحالها قبل أن تعلم إنها حامل .
" أ يعقل إنه مازال غاضب إلى الآن ؟
إذ لماذا ؟ سوف أعتذر منه ولكن متى ؟ "


********************


شقة متعب آل محمد ~
بعد ما إنتهى جارح من صلاة الظهر أخذ هاتفه وإتصل بعامر : الو .
عامر بترحيب حار : ياهلا وغلا...كيفك اليوم ؟
جارح بأسى : مو بخير دامني بعيد عن أهلي .
عامر برجاء : جارح تكفى بس إصبر ذا الشهرين .
جارح بفزع : لا بعد بجلس هنا شهرين تكفى ياعامر الأربع أشهر اللي راحت تكفي والله تكفي .
عامر بهدوء وهو يحاول أن لا يصرخ بجارح : ماتضيق إلا تفرج وبيجي يوم الفرج قريب .
جارح بغضب : إنت ومتعب توعدوني بسراب خلاص ماعدت أتحمل ولو أدري أنا وين الحين كان طلعت لبيت أهلي .
عامر غضب من جارح بشدة : المنطقة اللي إنت فيها مهيب الرياض ولو طلعت منها صدقني ماراح تشوفهم .
جارح لم يعد يعي ماذا يقول : والله ياعامر لو مارجعت لأهلي اليومين ذولا لأتصل على رقم ديمة أنا حافطه مثل مأنا حافظ أسمي .
عامر بقهر : إتصل عليها أفزعها وسبب لهم مشاكل مالها أول ولا تالي .
جارح : وينك الحين ؟
عامر بعد ما أخذ نفس عميق : قريب وجايب لك معي غداء نتغداء ونتكلم بالموضوع هذا .
وأغلق جارح المكالمة وهو يشعر بالقهر ذهب إلى الصالة وفتح النافذة وهو ينظر إلى المباني المجاورة يريد أن يقرأ على أي لوحة شيء يدله هو أين الآن , دخل الرياض عندما خرج من العصابة وهو لا يشعر بشيء وخرج من المستشفى وركب مع متعب بسيارة مظلمة لا يرون من خلالها سوا الجزء الداخلي من هذه السيارة حتى يمنعه من رؤية أي شي .
كل هذا فقط من أجل أن لا يذهب إلى أهله فهو يعرف مكان بيوتهم تماماً .
كل المباني المجاورة شقق مفروشة وفنادق لا يعلم أين هو .
دخل عامر ونظر إلى تلك الفتى الحزين : سلام عليكم .
جارح وهو مازال ينظر للخارج من خلال النافذة : عليكم السلام .
عامر أنزل الغداء على الطاولة وهو يقول : يله جارح تعال تغداء معاي جيت من الشركة على طول هنا .
جارح بهدوء : متى أروح لأهلي ؟
عامر : والله ياجارح لو على كيفي كان الحين أنت عند أهلك بس متعب رافض ويقول ماتطلع من هنا قبل شهرين .
جارح بعصبية وهو يقترب من عامر : خافو الله فيني لي ثلاث سنوات أتمنى أشوف واحد من أهلي وأنتم عند أهلكم وأنا عايش بوهم .
عامر وقف وأمسك بأيدي جارح ثم أجلسه : جارح والله مانقدر بالوقت هذا .
جارح بغضب وصراخ : ليش ماتقدرون مليت من الإنتظار والله مليت .
عامر بحزن على رفيق دربه : تعرفني لا وعدت مأخلف ووعد مني بتشوف أهلك .
جارح بأسى : بنتظر ماعندي إلا الإنتظار...بس مايمر شهر إلا عند أهلي .
عامر أشار إلى عينيه : من ذي قبل ذي سوا برضى متعب أو غصب عنه .


********************

عندما غربت الشمس وأصبح الكون بلون الشفق الذي أخرج الدمام بأجمل صورة .
بعد ما إنتهت ملك من صلاتها خرجت من جناحها ثم ذهبت إلى الأسفل تريد أن تتحدث مع ميرا .
فهي المتنفس الوحيد في هذا المنزل وما رأته منها ملك اليوم زاد بها إعجابها .
وأصبحت تودها وتقبلتها برحابة فهي أفضل من سعود كثيراً .
إبتسمت ملك عندما رأت ميرا تبتسم لها : ياهلا وغلا .
جلست ملك أمامها وهي تبتسم لها : هلا بك أكثر .
ميرا بمرحها المعتاد : بما إنك اليوم معطيتني وجه وش رأيك نروح لأمي منيرة ونتعشى عندها .
ملك بتساؤل : سعود موافق نروح لها ؟
ميرا : ماقلت له بس أكيد ماراح يرفض أنا متعودة أطلع من البيت وأنا ماقلت له خليني أصير مؤدبة اليوم وأستأذن منه .
ملك إستغربت بشدة " أ يعقل إنها تخرج وهو لايعلم عنها ؟ " .
بينما كانت ميرا تبحث عن إسم سعود في قائمة الأسماء إنفتح الباب ودخل سعود وأنزلت ميرا هاتفها : الذيب على طاريه...سعود تسمح لنا أنا وملك نروح نتعشى عند أمي منيرة .
سعود وهو يصعد الدرج : خلاص روحو...ملك لا تتأخرين .
ثم ذهبت وملك تفكر بحيرة " لماذا لا أتأخر ؟
إذ وميرا هل تتأخر ؟
لماذا يحيرني دائماً ؟ "
ميرا بحماس : يله ملك بنطلع الحين .
وذهبت ميرا ترتدي عبائتها وأيضاً ملك ذهبت إلى جناحها فتحت الباب ودخلت وأخذت عبائتها وخرجت .
نظرت إلى جناح سعود وإلى بابه المغلق بحثت عن ميرا ولم تجدها نزلت إلى الأسفل .
وإرتدت العباءة وإذا بميرا تنزل السلم بسرعة : يله مانبي نتأخر تو كلمت نهى تقول هي جاية الحين .
شعرت ملك بضيق من نهى فهي لا تريد أن تراها : روحي إنتي وأنا جاية وراك بغير ملابسي .
ثم خرجت ميرا وملك صعدت السلم ذاهبة إلى جناح ظنت أنه جناح ميرا عندما كانت ستفتح الباب إستوقفها صوت سعود القادم من الخلف : ملك .
فزعت ملك وهي تشعر إن نهايتها اليوم فبأي عذر ستقابل سعود : نعم .
سعود وهو يتقدم لها : أنعم الله عليك...وش تبين من هنا ؟

إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.